Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 97

‫‪0‬‬

‫شبهاتتشيعية والرد عليها‬


‫للشيخ عثمان الخميس‬
‫إعتنى به وعلق على حواشيه‬

‫أبو بدر )النظير(‬

‫شبــكة الدفـاع عن السـنة‬


‫‪1‬‬

‫مقدمة ‪:‬‬

‫الحمد لله رب العالمين ‪ ,‬والصلةا والسلما على سيد‬


‫المرسلين ‪ ,‬سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين ‪ ,‬وبعد ‪..‬‬

‫فقد شرفت بالعناية بعدةا دروس لشيخنا الفاضل عثمان بن‬


‫محمد الخميس ألقاها بعد مناظرات قناةا المستقلةة قبل‬
‫حوالي سنتين ‪ ,‬علق فيها الشيخ على أدلة الشيعة المامية‬
‫الثإني عشرية على إمامة علي بن أبي طالب وبنيه من‬
‫بعده دون بقية الصحابة ‪ ,‬وبعض شبهاتهم حول صحابة‬
‫رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته الكراما‬
‫رضوان الله عليهم أجمعين ‪ ,‬وقد وجدتها مادةا علمية قيمة‬
‫أغرتني قبل حوالي عاما بتفريغها من المادةا المسموعة ‪,‬‬
‫وطرحتها كما أفرغتها وسمعتها دون أي تغيير في الشبكةة‬
‫العنكبوتيةة ‪ ,‬ووجدت بفضل الله إقبال قويا ‪ ,‬أسأل اله أن‬
‫ينفع به شيخنا الفاضل وأخوكم العبد الفقير ومن يقرأه‬
‫وينشره إنه سميع مجيب ‪.‬‬

‫ثإم عدت بعد حوالي العاما من التفريغ بتوثإيق أدلة الشيخ‬


‫من الكتاب والسنة وقد تركت كلما الشيخ كما هو فلم‬
‫أنقص منه حرفا واحدا ‪ ,‬ولكني وثإقت مصادر اليات‬
‫والحاديث ما استطعت ‪ ,‬وكنت معتمدا في توثإيقي‬
‫للحاديث على الكتب وعلى بعض الكتب اللكترونية خاصة‬
‫كتب السنن والتاريخ ‪ ,‬وحتى ل يحدث أي شك في مصدر‬
‫الحديث فقد عزوت أي حديث لسم الباب والكتاب بالدرجة‬
‫الولى لختلفا الترقيم من دار نشر لخرى ‪ ,‬وقد إعتمدت‬
‫على تخريج الشيخ عثمان الخميس لبعض الحاديث القليلةة‬
‫من خلل كتابه حقبة من التاريخ ‪..‬‬

‫وألخص ما قمت به في تهذيبي لهذه المادةا العلمية فيما‬


‫يلي ‪:‬‬
‫‪2‬‬

‫قمت بتوثإيق أرقاما‬ ‫‪.1‬‬


‫اليات وأسماء السور ‪ ,‬وتوثإيق مراجع الحاديث الواردةا‬
‫دون التعرض للصحة والضعف ‪.‬‬
‫تنسيق الموضوع‬ ‫‪.2‬‬
‫كوحدةا واحدةا ‪ ,‬وجعله يبدو في نسق كلمة مكتوبة‬
‫وليست مسموعة دون التدخل في كلما الشيخ بنقص ‪.‬‬
‫في احد أدلة‬ ‫‪.3‬‬
‫الشيعة على المامة حديث الثقلينة ‪ ,‬يوجد في‬
‫التسجيل إنقطاع ولم يكمل الشيخ الموضوع هنا ‪,‬‬
‫فقمت بنسخ نفس رد الشيخ وشرحه للحديث ومدلوله‬
‫من كتاب الشيخ ) حقبة من التاريخ ( الطبعة الولى‬
‫وأكملت به الموضع مع نقل توثإيق الشيخ للحاديث‬
‫واليات من نفس الكتاب ‪.‬‬
‫وضعت مقدمتي‬ ‫‪.4‬‬
‫هذه وقمت بفهرسة المادةا كاملة في نهاية الموضوع ‪.‬‬

‫هذا وإني إذ أشكر الله على توفيقه ومنه ‪ ,‬أتقدما للشيخ‬


‫بجزيل الشكر على ما يقدمه دفاعا ً عن رسول الله وسنته ‪,‬‬
‫و وأصحابه وأهل بيته الكراما ‪ ,‬وأسال الله أن يجعل ذلك‬
‫في ميزان حسناته وأن يحشره مع رسوله وصحبه وآل بيته‬
‫‪ ,‬وأن ل يحرمنا الجر معه ‪ ,‬وان يوفقنا لما يحبه ويرضاه ‪,‬‬
‫والحمد لله رب العالمين ‪.‬‬

‫أخوكم أبو بدر ) النظير (‬


‫‪23/3/1426‬هـ‬
‫‪3‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫الحمد لله رب العالمين الحمد لله رب الولين والخرين‬


‫الحمد لله خالق الخلق أجمعين الحمد لله حتى يرضى ‪,‬‬
‫والحمد لله إذا رضي ‪ ,‬والحمد لله بعد الرضى ‪ ,‬الحمد لله‬
‫ملء السماوات وملء الرض ‪ ,‬وملء ما بينهما وملء ما‬
‫شاء من شيء بعد ‪ ,‬وصلتا ً وسلما ً على نبينا وإمامنا‬
‫وحبيبنا وقدوتنا وقرةا عينناة محمد بن عبد الله وعلى آله‬
‫الطيبين الطاهرين وعلى صحابته أجمعين ‪ ,‬أما بعد فبادئ‬
‫ن الله تبارك وتعالى إنما بعث النبياء‬ ‫ذي بدء نقول إ ّ‬
‫والمرسلين مبشرين ومنذرين وختمهم بسيدهم وإمامهم‬
‫محمد بن عبد الله وأنزل الله إليه أحسن كتبه وجعل له‬
‫أحسن شرائعه ‪ ,‬وأمتن الله عليه بأن جعل أمته أفضل‬
‫سطا ً { ‪, 1‬‬ ‫ك جعلْناك ُ ة ُ‬
‫ة َو َ‬
‫م ً‬
‫مأ ّ‬‫المم فقال جل ذكره } َوكَذَل ِ َ َ َ َ ْ‬
‫هذه المة – أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم – التي‬
‫أخبر عنها رسولها و نبيها وسيدها صلوات الله وسلمه عليه‬
‫أنها خير المم وبين أن قرنه خير القرون فقال صلوات الله‬
‫وسلمه عليه ‪ ) :‬خير الناس قرني ثإم الذين يلونهم ثإم‬
‫الذين يلونهم ( ‪.... 2‬‬

‫ومن خصائص هذه المة المحمدية أنها تحب الخير للناس‬


‫كل الناس ‪ ,‬وهي أمة مرحومة وأمة راحمة ترحم الناس‬
‫وتهديهم بفضل الله تبارك وتعالى إلى سراط الله وتهديهم‬
‫إلى سنة نبيها محمد صلى الله عليه وآله وسلم ‪ ..‬تحب أن‬
‫يهتدي الجميع تحب أن يدخل الجنة الجميع سالكين بذلك‬
‫‪ 1‬سورة البقرة آية ‪. 143‬‬
‫‪ 2‬صحيح البخاري كتاب فضائل الصحابة ‪ ,‬باب فضائل أصحاب النبي رقم ‪ , 3651‬صحيح مسلم‬
‫كتاب فضائل الصحابةـ باب فضل الصحابة ‪ ,‬ثم الذين يلونهم ‪ ,‬ثم الذين يلونهم حديث رقم‬
‫‪ 211‬و ‪.212‬‬
‫‪4‬‬

‫طريق نبيهم محمد صلى الله عليه وآله وسلم مسترشدين‬


‫ن { ‪,3‬‬ ‫م وَلَعَلّهُ ْ‬
‫م يَتّقُو َ‬ ‫معْذِ َرةاً إِلَى َربّك ُ ْ‬
‫قول الله جل وعل } َ‬
‫وقد قدر الله جل وعل أن تكون هناك فرقة بين هذه المة‬
‫كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم ) إفترقت اليهود على‬
‫إحدى وسبعين فُرقة ‪ ,‬وأفترقت النصارى على إثإنتين‬
‫وسبعين فرقة ) ثإم قال( وستفترق أمتي على ثإلث‬
‫وسبعين فرقة ) ثإم قال ( كلها في النار إل واحدةا ( ‪4‬ول‬
‫شك أن كل مسلم يتمنى أن يكون من هذه الفرقة ‪ ,‬بل‬
‫الواقع يقول أن كل مسلم يدعي أنه من أتباع هذه الفرقة‬
‫ولكن – كما قيل – البينة على المدعي‬

‫بينات فأصحابها أدعياء‬ ‫والدعاوى إن لم تقيموا عليها‬

‫فكل من إدعى دعوةا في أي موضوع كانت ل بد أن يأتي‬


‫بالبينة التي بها تُقبل دعواه وإل ُردت دعوته عليه ولم يُسمع‬
‫منه ‪..‬‬

‫قامت مناظرات ومساجلت وكُتبت كتب في حرص كل‬


‫فرقة على نصح وإرشاد وإظهار عيب والرد على الفرق‬
‫الخرى مدعية كل فرقة من هذه الفرق أن الحق معها‬
‫وأنها صاحبته الملزامة له وأن غيرها على ضلل وهذا واقع‬
‫المر‬

‫‪ 3‬سورة العراف آية رقم ‪. 164‬‬


‫‪ 4‬سنن بن ماجه حديث ‪ 3992‬باب افتراق المم ‪ ,‬سنن أبي داود كتاب السنة ‪ ,‬باب شرح السنة‬
‫حديث رقم ‪ , 4596‬سنن الترمذي باب ما جاء في افتراق هذه المة حديث رقم ‪ 2564‬وقال‬
‫الترمذي حديث حسن صحيح إل أنه ليس في أبي داود والترمذي لفظة ) كلها في النار إل‬
‫واحدة ( ‪ ,‬وسئل شيخ السلم أحمد بن تيمية قدس الله روحه عن قوله صلى الله عليه وسلم‬
‫فأجاب )‬ ‫تفترق أمتي ثلثة وسبعين فرقة ما الفرق وما معتقد ثم فرقة من هذه الصنوف‬
‫الحمد لله ثم صحيح مشهور في السنن والمساند كسنن أبي داود والترمذي والنسائي‬
‫وغيرهمـولفظه افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة كلها في النار إل واحدة‬
‫وافترقت النصارى علىاثنتين وسبعين فرقة كلها في النار إل واحدة وستفترق هذه المة‬
‫على ثلث وسبعين فرقة كلها في النار إل واحدة وفي لفظ على ثلث وسبعين ملة وفي‬
‫وراية قالوا يا رسول الله من الفرق الناجية قال من كان على مثل ما أنا عليه اليوم‬
‫وأصحابيـوفي رواية قال هي الجماعة يد الله على الجماعة ولهذا وصف الفرقةالناجية‬
‫بأنها أهل السنة والجماعة وهم الجمهور الكبر والسواد العظم ) الفتاوى ‪. ( 345 /3‬‬
‫‪5‬‬

‫كل يدعي وصل لليلى ‪..‬‬

‫ما‬
‫ب بِ َ‬
‫ح ْز ٍ‬ ‫وأصدق من ذلك قول الله تبارك تعالى } ك ُ ّ‬
‫ل ِ‬
‫ن { ‪..5‬‬
‫حو َ‬ ‫لَدَيْهِ ْ‬
‫م فَرِ ُ‬

‫ومن ضمن هذه المساجلت أو المحاورات التي تقع بين‬


‫الناس ما قدر الله تبارك وتعالى أن يكون هناك محاورةا‬
‫وهي محاورةا وقعت لمكلمكم مع بعض الشيعة الثإني‬
‫عشرية وذلك في آخر عشر ليال من رمضان من سنة‬
‫‪1423‬هة وقدر الله تبارك وتعالى أن تكون هذه المحاورةا‬
‫وهذه المساجلة في بلد الكفر في لندن في بريطانيا ‪,‬‬
‫وإستمرت هذه المناظرةا لمدةا عشر ليال وقد شاركني من‬
‫إخواني من أهل السنة والجماعة في هذه المناظرةا الدكتور‬
‫أبو المنتصرة عبد الرحيم البلوشي والشيخ أبو عبيدةا عبد‬
‫الرحمن الدمشقية وسبقنا إلى ذلك الشيخ عبد السلما‬
‫المغربي ‪.‬‬
‫بينما شارك من الجهة الخرى أعني من الشيعة الثإني‬
‫عشرية الدكتور عبد الحميد النجدي والدكتور محمد‬
‫التيجاني السماوي وسبقهم قبل ذلك معمم يقال له شمران‬
‫العجلي وآخر ل أعرفه ‪ ,‬فعلى كل حال أنها دارت هذه‬
‫المساجلة وهذه المحاورةا وراءاها مليين المسلمين‬
‫وحكموا كل واحد منهم بكل ما رأى وسمع ‪..‬‬
‫ثإم قدر الله تبارك وتعالى أن تكون مناظرةا أخرى لمكلمكم‬
‫كذلك بعد المناظرةا الولى بشهر تقريبا ً في شوال مع‬
‫الدكتور محمد الموسوي والجلسة الولى مع التيجاني‬
‫والنجدي إستمرت أو إستغرقت خمسة عشرةا جلسة‬
‫حضرت منها عشر جلسات وأما الثانية مع الدكتور محمد‬
‫الموسوي فأستغرقت خمس جلسات حضرتها كلها بل كنت‬

‫سورة المؤمنون آية ‪ , 53‬سورة الروم آية ‪. 32‬‬ ‫‪5‬‬


‫‪6‬‬

‫وحدي مع الدكتور محمد الموسوي ممثل للشيعةة الثإني‬


‫عشرية ‪.‬‬
‫وطبيعي جدا ً أن يدلي كل واحد من المحاورين بدلوه‬
‫ويستشهد على ما يقول ويستدل ويرد قول من يخالفه إذا‬
‫ظن أنه خطأ ويعضد قوله بما يرى من الدلة من الكتاب‬
‫والسنة ومن النظر والعقلة الصريح ‪..‬‬
‫والمناظرات والمحاورات لها ظروفها ولذلك أثإناء المحاورةا‬
‫وأثإناء المناظرةا قد يقع من النسان بحكم جو المناظرةا‬
‫وطريقة المناظرين وزاحمة المعلومات وكثرةا التصالت‬
‫وغير ذلك كثير قد يحدث ولبد أن يحدث خاصة في مثل‬
‫هذه المناظرات العميقة أقول قد يحدث شيء من التقصيرة‬
‫في شرح فكرةا أو في رد مسألة وبيان زايفها أو غير ذلك‬
‫من المور ‪ ..‬ولذلك ناسب أن نجلس الن هذه الجلسة‬
‫لنبين ونوضح ما كان يجب أن يوضح في ذلك الوقت ‪.‬‬
‫وقبل ذلك أقول لماذا لم يبين في ذلك الوقت ولماذا يبين‬
‫الن ؟‬
‫أول من أهم السباب ضيق الوقت ‪ ,‬وذلك أن الوقت كان‬
‫ضيقا ً فما كان بوسع الواحد أن يتكلم بكل ما يستطيعة في‬
‫وقت ضيق محدد له ‪ ,‬فضيق الوقت كان من أهم السباب‬
‫التي منعتة من طرح كل ما نريد أورد وتوضيح وبيان تلبيس‬
‫كل ما ذ ُكر ‪.‬‬
‫ثإم كذلك من السباب أننا كنا نقدما الولويات ونرى أن نقدما‬
‫الهم على المهم ولذلك أهملنا بعض تلك المور لكوننا أننا‬
‫كنا نرى أن غيرها أهم ‪ ,‬قد نكون مصيبين في ذلك و قد‬
‫نكون مخطئينة ‪ ,‬ولكن هكذا رأينا أثإناء المناظرةا أن نلتزما‬
‫خطا ً واحدا ً وهو في عرض ما نراه مهما ً دون اللتفات إلى‬
‫كل ما يُطرح لنه كان يُقصد منه ‪ -‬كما تبين في أثإناء‬
‫المناظرةا ‪ -‬بلبلة الفكار وتشتيت الموضوع لعدما التركيز‬
‫على قضية معينةة حتى نخرج منها بنتيجة بينة ‪.‬‬
‫‪7‬‬

‫كذلك من السباب عدما منهجية المناظرين – الدكتور عبد‬


‫ن شئت ضم‬ ‫الحميد النجدي والدكتور محمد التيجاني – وإ ْ‬
‫إليهما الدكتور محمد الموسوي لما جلست معه وحدي ‪,‬‬
‫فقد لحظت أثإناء المناظرةا أنهم يخرجون عن الموضوع‬
‫ويحاولون أن يثيروا الشغب ويكثرون من المقاطعة‬
‫وتشتيت الموضوع والكلما يمنة ويسرةا ‪ ,‬ولهذا كان هذا‬
‫سببا ً قويا في عدما طرح كل ما نريد ‪.‬‬
‫كذلك كنا نلتزما بموضوع الحوار الذي كان يحدد في نهاية‬
‫كل جلسة للجلسة القادمة عن ماذا سنتكلم ؟ ‪ ,‬فكنت‬
‫ألتزما بموضوع الحوار قدر ما أستطيع ولذلك عندما أسمع‬
‫بعض المور التي هي خارجة عن الحوار أحيانا ً أردها وأحيانا ً‬
‫أتركها حتى أستغل وقتي فيما كان الحوار لجله ‪.‬‬

‫كذلك من السباب أن مدير الحوار ‪ ,‬كان يطرح أسئلة‬


‫خارج الموضوع أحيانا ً وكنا ملتزمين بالرد عليه على القل‬
‫أدبا ً ‪ ,‬ولذلك كان هذا أيضا ً يأخذ من وقتنا ويخرجنا أحيانا‬
‫عن الموضوع الذي كنا نريد أن نتحدث عنه ‪.‬‬
‫كذا أظن أن بعض المسائل تمت الجابة عليها أثإناء‬
‫المناقشة وأثإناء الحوار ولكن لعل الجابات كانت مقتضبة أو‬
‫كانت كاملة ولكن لو أُسهب فيها أكثر لكان أفضل ‪ ,‬لجل‬
‫هذا كله جلسنا هذه الجلسة ‪ ,‬لجل هذا كله أردنا أن نكون‬
‫معكم مرةا ثإانية حتى نطرح عليكم ما نعتقد أنه حق رحمة‬
‫بكم وإرادةا للخير كما هو منهج أهل السنة والجماعة ‪.‬‬
‫سيكون مدار حديثنا في هذه الجلسة على نقاط سألتزما بها‬
‫– بحول الله تبارك وتعالى وقوته ‪ -‬وهي عبارةا عن شبهات‬
‫أُثإيرت أو مسائل ذ ُكرت في أثإناء المناظرةا ولم يُجب عليها‬
‫إجابة وافية أحددها ثإم أفصلها – بحول الله وقوته ‪-‬‬
‫‪8‬‬

‫سيكون حديثنا عن هذه المواضيع مرتبة وسنبدأ بالقرآن‬


‫الكريم ثإم بعد ذلك ننتقل إلى نصوص السنة المشرفة‪:.....‬‬
‫آية الولية‬ ‫‪.1‬‬
‫ثإم آية التطهيرة‬ ‫‪.2‬‬
‫ثإم آية ذوي القربى‬ ‫‪.3‬‬
‫ثإم آية } ثإم أورثإنا‬ ‫‪.4‬‬
‫الكتاب {‬
‫حديث المنزلة‬ ‫‪.5‬‬
‫ثإم حديث الثقلين‬ ‫‪.6‬‬
‫ثإم حديث الثإني‬ ‫‪.7‬‬
‫عشر‬
‫ثإم حديث رزاية‬ ‫‪.8‬‬
‫الخميس‬
‫ثإم حديث الغدير‬ ‫‪.9‬‬
‫‪ .10‬ثإم حديث النذار‬
‫سبّق – ثإلثإة –‬
‫‪ .11‬ثإم حديث ال ُ‬
‫‪ .12‬ثإم حديث سفينة نوح‬
‫‪ .13‬ثإم حديث ) من سره أن يحى حياتي ويموت موتي (‬
‫‪..‬‬
‫‪ .14‬ثإم بعد ذلك نختم بشبهة التحريف ‪.‬‬

‫وهي متمثلة بأمرين إثإنين – أعني تحريف القرآن الكريم‬


‫الدعوى الباطلة التي يدعيها القوما ‪ -‬وهو أن الصحابة‬
‫رضي الله عنهم حرفوا كتاب الله تبارك و تعالى ‪ ,‬ثإم بعد‬
‫ذلك لما صارت هذه التهمة بدل أن تكون على أصحاب‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم صارت سبة في وجوه من‬
‫إدعوها ومن طعنوا في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫من أجلها ‪ ,‬فلم يجدوا مخرجا إل أن يتهموا أهل السنة‬
‫بأنهم كانوا يقولون بالتحريف ومازاالوا يقولون بالتحريف‬
‫محتجينة بذلك بمسألتين هما مسألة نسخ التلوةا ومسألة‬
‫‪9‬‬

‫القراءةا فهذا هو تقريبا حديثنا معكم في هذه الجلسة التي‬


‫أسأل الله جل وعل فيها أن يسدد لساني ويثبت فيها جناني‬
‫فأقول مستعيناة بالله جل وعل ‪:‬‬

‫اللهم فاطر السماوات والرض عالم الغيبة والشهادةا أنت‬


‫تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ‪ ,‬وكما قال النبي‬
‫صلوات الله وسلمه عليه في قيامه لليل ‪ ) :‬اللهم رب‬
‫جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات والرض أنت‬
‫تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون إهدنا إلى ما‬
‫صراط‬ ‫ُ‬
‫أختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى ِ‬
‫مستقيمة ( ‪ , 6‬اللهم أرنا الحق حقا ً وأرزاقنا إتباعه وأرنا‬
‫الباطل باطل ً وأرزاقنا إجتنابه ‪:‬‬

‫‪ 6‬صحيح مسلم ‪ ,‬كتاب صلة المسافرين وقصرها ‪ ,‬باب الترغيب في قيام رمضانـوهو‬
‫التراويح رقم ‪ 770‬وكان قوله صلى الله عليه وسلم عند قيامه لليل يفتتح صلته به ‪ ,‬سنن بن‬
‫ماجه رقم ‪ 1356‬باب ما جاء في الدعاء إذا قام الرجل من الليل ‪.‬‬
‫‪10‬‬

‫‪ .1‬آية الولية ‪:‬‬

‫م الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ما َولِيّك ُ ُ‬‫آية الولية هي قول الله تبارك وتعالى }إِن ّ َ‬
‫ن ال ّزكَاةاَ‬ ‫صلَةاَ وَيُؤ ْتُو َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫مو َ‬ ‫ين ي ُ ِقي ُ‬‫منُوا ْ الّذ ِ َ‬ ‫ه وَالّذ ِ َ‬
‫ين آ َ‬ ‫سول ُ ُ‬
‫وَ َر ُ‬
‫ن ‪.7 { 55‬‬ ‫م َراكِعُو َ‬ ‫وَهُ ْ‬
‫يستدلون بهذه الية على إمامة علي رضي الله عنه وأرضاه‬
‫قبل أبي بكر وقبل عمر وقبل عثمان ‪.‬‬
‫وجه الدللة ليس في هذه الية وإنما في سبب نزول هذه‬
‫ما َولِيّك ُ ُ‬
‫م‬ ‫الية ‪ ,‬فالية إذا كما ترون عامة يقول الله فيها }إِن ّ َ‬
‫ن‬‫صلَةاَ َويُؤْتُو َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫مو َ‬‫قي ُ‬ ‫منُوا ْ الّذ ِ َ‬
‫ين ي ُ ِ‬ ‫ين آ َ‬‫ه َوالّذ ِ َ‬ ‫سول ُ ُ‬ ‫ه َو َر ُ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫ن ‪ { 55‬ل ذكر فيها أبدا ً لعلي رضي الله‬ ‫م َراكِعُو َ‬ ‫ال ّزكَاةاَ َوهُ ْ‬
‫عنه ول ذكر فيها لحد من أصحاب النبي صلوات الله‬
‫ه وَالّذ ِ َ‬
‫ين‬ ‫سول ُ ُ‬ ‫ه وَ َر ُ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫ما َولِيّك ُ ُ‬ ‫وسلمه عليه ‪ ,‬إنما تذكر }إِن ّ َ‬
‫ن ‪55‬‬ ‫م َراكِعُو َ‬ ‫ن ال ّزكَاةا َ وَهُ ْ‬ ‫صلَةاَ َويُؤ ْتُو َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫مو َ‬ ‫ين ي ُ ِقي ُ‬ ‫منُوا ْ الّذِ َ‬ ‫آ َ‬
‫{ إذا ً أين الدللة ؟؟ الدللة هي في تفسير هذه الية وهو‬
‫سبب نزولها كما يزعم القوما فما سبب نزول الية عندهمة‬
‫؟؟‬

‫ن عليا ً رضي الله عنه‬ ‫ن سبب نزول الية عندهم دعوى أ ّ‬ ‫إ ّ‬


‫كان يصلي فجاء سائل يسأل الناس فلم يعطه أحد شيئا ً ‪,‬‬
‫فجاء إلى علي وهو راكع فمد علي يده وفيها خاتم فأخذ‬
‫الرجل الخاتم من يد علي رضي الله عنه فأنزل الله جل‬
‫منُوا ْ الّذِ َ‬
‫ين‬ ‫ه َوالّذِ َ‬
‫ين آ َ‬ ‫سول ُ ُ‬ ‫م الل ّ ُ‬
‫ه َو َر ُ‬ ‫ما وَلِيّك ُ ُ‬
‫وعل هذه الية }إِن ّ َ‬
‫ن ‪ { 55‬فيقولون‬ ‫م َراكِعُو َ‬ ‫ن ال ّزكَاةاَ َوهُ ْ‬ ‫صلَةا َ وَيُؤْتُو َ‬
‫ن ال ّ‬
‫مو َ‬
‫ي ُ ِقي ُ‬
‫الذين آتوا الزكاةا وهم راكعون هم واحد وهو علي بن أبي‬
‫طالب فهذه الية أو ما تسمى عندهمة بآية الولية وهي‬
‫أقوى دليل عندهمة بهذه المسألة كما قرأت لبعض علمائهم‬
‫‪.‬‬

‫سورة المائدة آية ‪. 55‬‬ ‫‪7‬‬


‫‪11‬‬

‫لنرى هل هذه الية فعل ً تدل على مرادهم أو ل تدل ‪ ,‬هذه‬


‫الية طُرحت في أثإناء المناظرةا وتم الرد على بعض شبههم‬
‫فيها ولكن كما قلت نحتاج إلى أن نسهب أكثر في بيان‬
‫معنى هذه الية وبيان مدى دللتها على ولية علي رضي‬
‫الله عنه وأرضاه ‪.‬‬
‫َ‬
‫إن الله تبارك وتعالى يقول في كتابه العزيز }قَد ْ أفْل َ َ‬
‫ح‬
‫ن ‪ , 8 { 2‬ويقول‬ ‫شعُو َ‬ ‫ص َلتِهِ ْ‬
‫م خَا ِ‬ ‫م فِي َ‬ ‫ن ‪ 1‬الّذ ِ َ‬
‫ين هُ ْ‬ ‫منُو َة‬ ‫ال ْ ُ‬
‫مؤ ْ ِ‬
‫رسولنا صلوات الله وسلمه عليه ‪ ) :‬إن في الصلةا لشغل ً‬
‫( ‪ 9‬متفق عليه ‪.‬‬

‫وعلي عندنا معاشر أهل السنة والجماعة من أئمة‬


‫المسلمين ومن أئمة المتقين ومن أئمة الخاشعين فل نقبل‬
‫أبدا ً أن ينسب إلى علي رضي الله عنه أن يشتغلة بإخراج‬
‫الزكاةا وقت الصلةا ‪ ,‬بل نرى أن عليا ً رضي الله عنه ممن‬
‫َ‬
‫ن ‪ 1‬الّذِ َ‬
‫ين‬ ‫ح ال ْ ُ‬
‫مؤْ ِ‬
‫منُو َة‬ ‫يلتزما بقول الله تبارك وتعالى }قَد ْ أفْل َ َ‬
‫ن ‪ { 2‬ويلتزما بقول النبي صلى الله‬ ‫شعُو َ‬ ‫ص َلتِهِ ْ‬
‫م خَا ِ‬ ‫م فِي َ‬
‫هُ ْ‬
‫عليه وآله وسلم ‪ ) :‬إن في الصلةا لشغل ً ( ‪ ,‬ثإم يقال بعد‬
‫هذا كله إن الصل في الزكاةا أن يتقدما بها المزكي ل أن‬
‫ينتظر الفقير أو المحتاج حتى يأتيه ويطلب منه هذه الزكاةا‬
‫‪ ,‬فهذا ل يُمدح وإنما يُمدح الذي يعطيها إبتداءا ً للذي ينتظر‬
‫الفقير حتى يأتيه ويعرض نفسه للسؤال ‪ ,‬ونحن كذلك ننزه‬
‫عليا ً رضي الله عنه من أن يفعل ذلك وهو أن ينتظر الفقير‬
‫حتى يأتيه ثإم يعطيه زاكاةا ماله ‪.‬‬

‫ن الزكاةا لم تجب على علي رضي الله عنه‬ ‫ثإم كذلك نقول إ ّ‬
‫في زامن النبي صلوات الله وسلمه عليه بل كان فقيرا ً ‪,‬‬
‫إسألوا أنفسكم ماذا أمهر علي رضي الله عنه فاطمة رضي‬
‫الله عنها ؟؟‬

‫‪ 8‬سورة المؤمنون آية ‪. 2 , 1‬‬


‫‪ 9‬صحيح البخاري كتاب العمل في الصلة ‪ ,‬باب ما ينهى من الكلم في الصلة رقم ‪, 1199‬‬
‫صحيح مسلم ‪ ,‬كتاب المساجد رقم ‪. 34‬‬
‫‪12‬‬

‫أمهرها درعا ً ‪ ,‬لم يكن ذا مال ‪ ,‬كان فقيرا ما كان يستطيع‬


‫أن يشتري خادما ً لفاطمة ‪ ,‬ولذلك لما سمع علي رضي الله‬
‫عنه وفاطمة رضي الله عنها بقدوما سبي للنبي صلى الله‬
‫عليه وسلم ذهبا يطلبان خادما ً ‪ ,‬ما كانا يملكان حتى شراء‬
‫خادما ‪ ,‬ومع هذا يأتي علي ويتزكى في زامن النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم !! هذا ل يمكن أبدا ً ‪ ,‬ما كانت الزكاةا واجبة‬
‫على علي زامن النبي صلى الله عليه وسلم ‪.‬‬

‫كذلك نقول ليس في هذه الية مدح لمن يعطي الزكاةا وهو‬
‫راكع ‪ ,‬إذ لو كان المر كذلك لكان إعطاء الزكاةا أثإناء وقت‬
‫الركوع أفضل من غيره من الوقات !! ونقول لجميع الناس‬
‫أعطوا زاكاةا أموالكم وأنتم ركوع لن الله مدح الذين‬
‫يعطون زاكاةا أموالهم وهم ركوع !! ولقلنا للفقراء إبحثوا‬
‫عن الراكعين وأسألوهم الزكاةا ول أظن أنه يقول احد من‬
‫أهل العلم مثل هذا الكلما ‪.‬‬

‫ثإم إن الله جل وعل ذكر إقامة الصلةا ولم يذكر أدائها ‪,‬‬
‫فلنحاول أن نتدبر الية قليل ً ‪ ,‬إن الله جل وعل يقول ‪:‬‬
‫منُوا ْ { ثإم وصفهم الله‬ ‫ه َوالّذِ َ‬
‫ين آ َ‬ ‫سول ُ ُ‬ ‫م الل ّ ُ‬
‫ه َو َر ُ‬ ‫ما وَلِيّك ُ ُ‬
‫}إِن ّ َ‬
‫ن ال ّزكَاةاَ َوهُ ْ‬
‫م‬ ‫صلَةاَ وَيُؤْتُو َ‬ ‫ن ال ّ‬
‫مو َ‬ ‫قي ُ‬ ‫جل وعل قال } الّذ ِ َ‬
‫ين ي ُ ِ‬
‫ن { فلم فصل بين الركوعة والصلةا وأدخل بينهما‬ ‫َراكِعُو َ‬
‫الزكاةا ‪ ,‬إن القرآن يعلم جميع المسلمين أنه أفصح القول‬
‫ول يستطيعة أحد أن يمسك على القرآن ول غلطة واحدةا‬
‫في نحوٍ ول بلغة ول صرفا ول في غيرها من الكلمات أبدا ً‬
‫ل يمكن هذا ‪ ,‬أحسن الحديث وأحسن الكلما ‪ ,‬إذا كان المر‬
‫كذلك – ول أظن أن مسلما ً يخالفني في ذلك – فكيف‬
‫دخلت الزكاةا بين الصلةا والركوعة ؟ ثإم إن الصلةا إنما‬
‫صلَةاَ {‬‫ن ال ّ‬ ‫مو َ‬ ‫ذكرت بالقامة فقال جل ذكره } الّذ ِ َ‬
‫ين ي ُ ِقي ُ‬
‫إن إقامة الصلةا تختلف تماما ً عن أدائها وذلك أن إقامة‬
‫الصلةا هي أن تؤدى هذه الصلةا بكمال شروطها وأركانها‬
‫وواجباتها بل ومستحباتها مع حسن وضوء وحسن خشوع ‪,‬‬
‫‪13‬‬

‫هذه هي إقامة الصلةا ولذا جاء بعده ذكر الزكاةا أما قوله‬
‫ن { فليس له دخل في الصلةا أصل‬ ‫م َراكِعُو َ‬ ‫جل وعل } َوهُ ْ‬
‫وإنما الركوع هنا بمعنى الخضوع لله جل وعل كما قال‬
‫َ‬
‫ما‬ ‫سبحانه وتعالى عن داوود عليه السلما } َوظ َ ّ‬
‫ن دَاوُود ُ أن ّ َ‬
‫َ‬
‫اب ‪ 10 { 24‬ومعلوما أن‬ ‫َر َراكِعًا وَأن َ َ‬
‫ه َوخ ّ‬
‫ستَغْف ََر َرب ّ ُ‬‫فَتَنّاه ُ فَا ْ‬
‫داوود عليه السلما إنما خر ساجدا ً ولذا نسجد نحن إذا قرأنا‬
‫هذه الية سجود التلوةا ‪ ,‬وداوود خر راكعا ً فكيف يكون هذا‬
‫َر َراكِعًا {‬ ‫؟؟ نقول إن داوود خر ساجدا ً ولكن الله قال }َخ ّ‬
‫نقول أي خاضعا ً لله جل وعل ‪ ,‬فالركوع هو الخضوع لله‬
‫جل وعل ‪.‬‬

‫م‬
‫م ْري َ ُ‬
‫ومنه قول الله جل وعل عن مريم عليها السلما } يَا َ‬
‫ين { ‪ 11‬أي إخضعي‬ ‫الراكِعِ َ‬
‫معَ ّ‬ ‫اركَعِي َ‬
‫جدِي وَ ْ‬
‫س ُ‬ ‫اقْنُتِي ل ِ َرب ّ ِ‬
‫ك وَا ْ‬
‫مع الخاضعين ولذا مريم كانت تعيش بيت المقدس ‪,‬‬
‫وهبتها أمها لبيت المقدس وأمرأةا ل تجب عليها صلةا‬
‫الجماعة مع الراكعينة ‪ ,‬وإنما المقصود إخضعي لله جل وعل‬
‫مع الخاضعين له سبحانه وتعالى ‪.‬‬

‫فيكون مراد الله جل وعل في هذه الية كما ذكر أهل العلم‬
‫ن{‬
‫م َراكِعُو َ‬‫ن ال ّزكَاةاَ وَهُ ْ‬
‫صلَةا َ َويُؤ ْتُو َ‬
‫ن ال ّ‬
‫مو َ‬ ‫ذلك } الّذِ َ‬
‫ين ي ُ ِقي ُ‬
‫أي وهم في كل أحوالهم خاضعون لله جل وعل ‪.‬‬

‫كذلك نقول ‪ :‬ل نوافق أبدا ً بأن هذه الية نزلت في علي‬
‫رضي الله عنه وذلك أننا نعتقد جازامين أن هذه القصة غير‬
‫صحيحة ‪ ,‬لم يأت سائل ولم يسأل عليا ً وهو راكع ولم يدفع‬
‫علي رضي الله عنه الزكاةا وهو راكع لم يحدث شيء من‬
‫ذلك أبدا ً ‪.‬‬

‫سورة ص آية ‪. 24‬‬ ‫‪10‬‬

‫سورة آل عمران آية ‪. 43‬‬ ‫‪11‬‬


‫‪14‬‬

‫ومن يقرأ هذه الية وما سبقها وما يتبعها من اليات يعلم‬
‫علم اليقين أن الية لها سبب آخر غير هذا السبب ‪ ,‬وذلك‬
‫أن الله جل وعل يقول قبيل هذه الية بثلث آيات ‪ } :‬يَا‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬‫ضهُ ْ‬‫ارى أوْلِيَاء بَعْ ُ‬ ‫ص َ‬ ‫خذ ُوا ْ الْيَهُود َ َوالن ّ َ‬ ‫منُوا ْ ل َ تَت ّ ِ‬ ‫ين آ َ‬ ‫أيّهَا الّذ ِ َ‬
‫أَ‬
‫ه ل َ يَهْدِي‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫منْهُ ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫م فَإِن ّ ُ‬ ‫منك ُ ْ‬ ‫من يَتَوَلّهُم ّ‬ ‫ض َو َ‬ ‫ٍ‬ ‫ْ‬ ‫ع‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫اء‬ ‫َ‬ ‫ي‬‫ِ‬ ‫ل‬‫ْ‬ ‫و‬
‫ين{ فنهى الله جل وعل المؤمنين أن يتولوا‬ ‫‪12‬‬
‫م َ‬ ‫ما الظال ِ ِ‬ ‫ّ‬ ‫الْقَوْ َ‬
‫اليهود والنصارى ‪.‬‬
‫وقد جاء في الحديث وهو حديث حسن السناد أن سبب‬
‫هذه الية هي قصة وقعت لعبادةا بن الصامت رضي الله‬
‫عنه وأرضاه وذلك أن عبد الله بن أُبي بن سلول شفع عند‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم لبني قينقاع ‪ ,‬لما أراد النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم أن يقتلهم شفع لهم عبد الله بن أبي‬
‫بن سلول وأكثر في هذا على النبي صلى الله عليه وآله‬
‫وسلم حتى تركهم له صلوات الله وسلمه عليه فأراد‬
‫إخوانهم اليهود من بني النظير أن يشفع لهم عبادةا بن‬
‫الصامت كما شفع عبدالله بن أُبي بن سلول لخوانه اليهود‬
‫فرفض رضي الله عنه أن يشفع لهم عند رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ ,‬ولذلك عبادةا بن الصامت من أصحاب‬
‫بيعة العقبةة ‪ ,‬عبادةا بن الصامت من المؤمنين ‪ ,‬عبد الله بن‬
‫أبي من المنافقين بل رأس المنافقين ‪ ,‬فكيف يصنع عبادةا‬
‫بن الصامت كما صنع عبد الله بن أبي بن سلول ‪ ,‬ولذلك رد‬
‫عليهم قولهم ورفض الشفاعة لهم فأنزل الله تبارك وتعالى‬
‫ارى‬ ‫ص‬ ‫الن‬ ‫و‬ ‫د‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ي‬‫ْ‬ ‫ال‬ ‫ْ‬ ‫ُوا‬ ‫ذ‬ ‫خ‬
‫ِ‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ْ‬ ‫وا‬ ‫ن‬‫م‬ ‫آ‬ ‫ين‬ ‫ذ‬ ‫ّ‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫قوله ‪ } :‬يا أ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ض { حتى قال الله تبارك وتعالى‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫اء‬ ‫ي‬‫ِ‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ض‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫اء‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫أَ‬
‫ٍ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ن‬
‫مو َ‬ ‫ين ي ُ ِقي ُ‬ ‫ّ‬
‫منُوا الذِ َ‬ ‫ْ‬ ‫ين آ َ‬ ‫ه وَالذ ِ َ‬‫ّ‬ ‫سول ُ ُ‬ ‫ه وَ َر ُ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫ما َولِيّك ُ ُ‬ ‫} إِن ّ َ‬
‫ل الل ّ َ‬
‫ه‬ ‫من يَتَوَ ّ‬ ‫ن ‪ 55‬وَ َ‬ ‫م َراكِعُو َ‬ ‫ن ال ّزكَاةا َ وَهُ ْ‬ ‫صلَةا َ َويُؤْتُو َ‬ ‫ال ّ‬
‫منُوا ْ‪ { ..‬فنجد أن اليات تتكلم عن ولية‬ ‫ين آ َ‬ ‫ه وَالّذ ِ َ‬ ‫سول َ ُ‬ ‫وَ َر ُ‬
‫المؤمنينة بشكل عاما ول تتكلم عن قضية رجل تصدق‬
‫بصدقة وهو يصلي ‪ ,‬ولذلك يستطيع كل أحد أن يدعي مثل‬
‫هذه الدعوى فيأتينا شخص فيؤلف لنا حديثا ً مكذوبا ً على‬
‫سورة المائدة آية ‪. 51‬‬ ‫‪12‬‬
‫‪15‬‬

‫طلجة بن عبيد الله ويقول إن طلحة تصدق وهو راكع إذا ً‬


‫هي في طلحة !! ‪.‬‬

‫ويأتينا ثإالث ويقول هي في الزبير ورابع يأتينا ويقول هي‬


‫في خالد بن الوليد وخامس يقول هي في العباس عم النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم ول تنتهي هذه القضية ‪ ,‬قضية وضع‬
‫حديث وكذب على النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمرها‬
‫يسير من حيث الحداث ولكنها عند الله تبارك وتعالى‬
‫عظيمة وذلك أنه من كذب على النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم فإن عليه أن يتبوأ مقعدا ً من النار أعاذنا الله وإياكم‬
‫من النار ‪.‬‬
‫حتى لو قلنا أنها نزلت في علي – تنزل وإل هي لم تنزل في‬
‫علي رضي الله عنه – أين الخلفة ؟؟؟‬
‫أين الولية ؟؟؟‬
‫منُوا ْ‬ ‫ه وَالّذِ َ‬
‫ين آ َ‬ ‫سول ُ ُ‬
‫ه وَ َر ُ‬‫م الل ّ ُ‬
‫ما َولِيّك ُ ُ‬‫ل ذكر أبدا ً للخلفة } إِن ّ َ‬
‫ن ‪ { 55‬أين‬ ‫م َراكِعُو َ‬ ‫ن ال ّزكَاةاَ َوهُ ْ‬ ‫صلَةا َ وَيُؤ ْتُو َ‬
‫ن ال ّ‬
‫مو َ‬ ‫الّذ ِ َ‬
‫ين ي ُ ِقي ُ‬
‫الخلفة ؟؟ الحكم وليكم يعني حاكمكم ؟؟!!‬

‫هل يقال إن الله حاكم سبحانه وتعالى ‪ ,‬الله خالق الخلق ‪,‬‬
‫الله رب العالمين سبحانه وتعالى ‪ ,‬أين الخلفة ؟؟!! ‪.‬‬
‫أين ربط هذه الية باليات السابقة واليات اللحقة ؟ أين‬
‫هذا كله ؟ ل نجده عندما نقول هي في الخلفة! ‪.‬‬

‫وهناك دعاوى عريضة وجدتها لبعضهم حول هذه الية‬


‫يحاولون فيها التلبيسة على الناس من ذلك ما قرأته‬
‫للموسوي في مراجعاته مثل ً ‪ ,‬في المراجعة رقم ‪ 12‬ص‬
‫‪ 137‬يقول عبد الحسين شرفا الدين الموسوي أنظروا إلى‬
‫هذه الجرأةا ‪) :‬أجمع المفسرون على أن هذه الية إنما‬
‫نزلت في علي حين تصدق راكعا ً في الصلةا ( ‪ ,‬ثإم‬
‫يزعمون بعد ذلك أن هذه المراجعات تمت بين عبد الحسين‬
‫شرفا الدين الموسوي والشيخ سليم البشري رحمه الله‬
‫‪16‬‬

‫تعالى ) شيخ الزاهر في ذلك الوقت ( وهذا ل شك أنه كذب‬


‫وليس هذا مجال حديثنا عن المراجعات ولكن من شاء أن‬
‫يرجع إليها فهناك أربعة أشرطة نزلت في تكذيب هذه‬
‫المراجعات وبيان تأليف عبد الحسين شرفا الدين لها وزاج‬
‫إسم الشيخ سليم البشري في هذا الموضوع وهو منه براء‬
‫– رحمه الله تعالى ‪. -‬‬

‫على كل حال نسمع أقوال المفسرين في هذه الية ‪ ,‬هؤلء‬


‫المفسرون الذين جمعت كلمهم في هذه الية ‪:‬‬
‫إبن كثيرة ‪-‬رحمه الله تعالى‪ -‬قال ‪:‬‬
‫ن{ فقد توهم البعض أن هذه‬ ‫م َراكِعُو َ‬
‫) وأما قوله } وَهُ ْ‬
‫ن ال ّزكَاةا َ { –‬
‫الجملة في موضع الحال من قوله } وَيُؤْتُو َ‬
‫يعني أنهم يؤتون الزكاةا والحال أنهم راكعون ‪ -‬حتى أن‬
‫بعضهم ذكر هذا أثإرا ً عن علي رضي الله عنه أن هذه الية‬
‫قد نزلت فيه وأن مر به سائل في حال ركوعه فأعطاه‬
‫خاتمه( ثإم ذكر بن كثير الثإار التي ُرويت عن علي وأنها‬
‫نزلت فيه وبين ضعفها جميعا ً ثإم قال ‪ ) :‬وليس يصح منها‬
‫شيء بالكلية لضعف أسانيدها وجهالة رجالها ( ‪.‬‬

‫بن عطية في المحرر الوجيز يقول ‪ ) :‬قال مجاهد ‪ :‬نزلت‬


‫هذه الية في علي بن أبي طالب تصدق وهو راكع ‪ ,‬وفي‬
‫هذا القول نظر والصحيح ما قدمناه من تأويل الجمهور‬
‫منُوا ْ { أي ومن آمن‬ ‫ولقول الله تبارك وتعالى ‪َ } :‬والّذِ َ‬
‫ين آ َ‬
‫من الناس حقيقة ل نفاقا ً وهم الذين يقيمون الصلةا‬
‫المفروضة بجميع شروطها ويؤتون الزكاةا ( وهذا قول ‪ -‬كما‬
‫قلنا ‪ -‬جماهيرة المفسرين نقلها عنهم بن عطية رحمه الله‬
‫تعالى ‪.‬‬

‫النيسابوري في هامشهة على تفسير الطبري قال ‪) :‬فيها‬


‫قولن الول أن المراد عامة المسلمين لن الية نزلت على‬
‫وفق ما مر من قصة عبادةا بن الصامت رضي الله عنه ‪,‬‬
‫‪17‬‬

‫وروي أنه أبو بكر‬


‫والقول الثاني أنها في شخص معينة ُ‬
‫وروي أنه علي ‪ ( ..‬ثإم رد القول الثاني وهو أن المراد‬
‫فيهاشخص بعينه ‪.‬‬

‫وهذا القرطبي في الجامع لحكاما القرآن قال ‪ ) :‬والذين‬


‫عاما في جميع المؤمنينة ‪ ,‬وقد سؤل أبو جعفر محمد بن‬
‫علي بن الحسين بن علي رضي الله عنه – الذي هو الباقر‬
‫سول ُ ُ‬
‫ه‬ ‫م الل ّ ُ‬
‫ه وَ َر ُ‬ ‫ما َولِيّك ُ ُ‬
‫‪ -‬عن معنى قول الله تعالى } إِن ّ َ‬
‫منُوا ْ { هل هو علي بن أبي طالب ؟ فقال ‪ :‬علي‬ ‫وَالّذِ َ‬
‫ين آ َ‬
‫من المؤمنينة ‪ ,‬يذهب إلى أن هذا لجميع المؤمنين ‪ ,‬قال‬
‫النحاس ‪ ) :‬وهذا قول جيد ( ( ‪.‬‬

‫الرازاي في تفسيره يقول‪ - :‬بعد أن ذكر كلما ً طويل ً في‬


‫إبطال القول في أنها نزلت في علي – ) وعلي بن أبي‬
‫طالب أعلم بتفسيرة القرآن من هؤلء الروافض ولو كانت‬
‫هذه الية دالة على إمامته لحتج بها في محفل من‬
‫المحافل ‪ ,‬وليس للقوما أن يقولوا إنه تركه للتقيةة ‪ ,‬فإنهم‬
‫ينقلون عنه أنه تمسك يوما الشورى بخبر يوما الغدير وخبر‬
‫المباهلةة في جميع فضائله ومناقبه ولم يتمسك البته بهذه‬
‫الية لثإبات إمامته وذلك يوجب القطع بسقوط قول هؤلء‬
‫الروافض لعنهم الله ( هكذا قال ‪.‬‬

‫وكذلك قال ‪ ) :‬وأما إستدللهم بأن هذه الية نزلت في حق‬


‫علي فهو ممنوع و قد بينا أن أكثر المفسرين زاعموا أنه‬
‫في حق المة ( يعني ليس في علي ‪.‬‬

‫وهذا اللوسي كذلك في المعاني يقول ‪ ) :‬وهم راكعون‬


‫حال من فاعل الفعلينة أي يعملون ما ذ ُكر من إقامة الصلةا‬
‫وإيتاء الزكاةا وهم خاشعون ومتواضعون لله جل وعل ( ‪.‬‬
‫‪18‬‬

‫وهذا بن جرير الطبري رحمه الله تعالى يقول ‪ ) :‬يعني‬


‫ه َوالّذ ِ َ‬
‫ين‬ ‫سول ُ ُ‬ ‫م الل ّ ُ‬
‫ه َو َر ُ‬ ‫ما وَلِيّك ُ ُ‬
‫تعالى ذكره في قوله } إِن ّ َ‬
‫منُوا ْ { ليس لكم أيها المؤمنون ناصر إل الله ورسوله‬ ‫آ َ‬
‫والمؤمنون الذين صفتهم ما ذكر الله تعالى ‪ ,‬وقيل أن هذه‬
‫الية نزلت في عبادةا بن الصامت في تبرأه من من ولية‬
‫يهود بني قينقاع وحلفهم إلى رسول الله صلى الله عليه‬
‫ن‬
‫مو َ‬ ‫منُوا ْ الّذِ َ‬
‫ين ي ُ ِقي ُ‬ ‫وسلم والمؤمنين ‪ ,‬وأما قوله } وَالّذِ َ‬
‫ين آ َ‬
‫ن { فإن أهل التأويل‬ ‫م َراكِعُو َ‬ ‫ن ال ّزكَاةا َ وَهُ ْ‬
‫صلَةا َ َويُؤْتُو َ‬
‫ال ّ‬
‫المعني به فقال بعضهم عُني به علي وقال‬ ‫ّ‬ ‫إختلفوا في‬
‫بعضهم عُني به جميع المؤمنين ( ثإم ذكر من قال بهذين‬
‫القولين ‪.‬‬

‫وهذا الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى يقول ‪:‬‬
‫) فولية الله تُدرك باليمان والتقوى فكل من كان مؤمنا ً‬
‫تقيا ً كان وليا ً لله ومن كان وليا ً لله فهو ولي لرسوله وقوله‬
‫ن { أي خاضعون لله ذليلون ‪.‬‬‫م َراكِعُو َ‬
‫} وَهُ ْ‬

‫والشوكاني كذلك في فتح القدير وبن الجوزاي في زااد‬


‫المسيرة ‪ .‬فأين الجماع ؟!‬
‫كل هؤلء المفسرين وغيرهم كثير ليقولون أنها نزلت في‬
‫علي ‪ ,‬وهؤلء يدعون أنه أجمع المفسرون أنها نزلت في‬
‫علي رضي الله عنه وأرضاه!! ‪.‬‬

‫م الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ما وَلِيّك ُ ُ‬
‫كذلك نقول الية – كما يلحظ الجميع ‪ } -‬إِن ّ َ‬
‫منُوا ْ { فهي جمع وعلي واحد فهذه تعمية‬ ‫ه وَالّذ ِ َ‬
‫ين آ َ‬ ‫سول ُ ُ‬
‫وَ َر ُ‬
‫لحال علي ‪ ,‬لو كان المراد عليا ً رضي الله عنه فعلى القل‬
‫يأتي إما بإسمه أو بشيء يدل عليه ‪ ,‬والذي يقيم الصلةا‬
‫ويؤتي الزكاةا وهو راكع على القل هذه أوضح أما أن تأتي‬
‫هكذا معماه إذا قلنا إن المقصود علي رضي الله عنه هذا‬
‫ليمكن أن يكون أبدا ً وليجوزا أن يُنسبة إلى الله جل وعل‬
‫الذي هو أحسن قيل وأحسن حديثا ً سبحانه وتعالى كيف‬
‫‪19‬‬

‫ليبين لكم ويهديَكُم‬


‫َ‬ ‫ه‬
‫نحن من قول الله تعالى } يريد ُ الل ُ‬
‫ويتوب عليكمة { أين نحن من هذه‬ ‫َ‬ ‫ن قبلكم‬‫م ْ‬
‫ن الذين ِ‬
‫سن َ َ‬
‫ُ‬
‫الية ؟ أين البيان في هذه الية!؟ ‪ ,‬إنها دعوى والدعوى‬
‫مرفوضة ل تُقبل ‪.‬‬

‫وهناك جزئية ذكرها بعض أهل العلم مفيدةا في هذا الجانب‬


‫جزئ ‪ ,‬الزكاةا إنما تكون‬
‫وهي قولهم أن الزكاةا بالخاتم ل ت ُ ْ‬
‫بالدراهم والدنانير وأما إن يتزكى بالخاتم فإن هذا ل يجزئ‬
‫أبدا ً ‪.‬‬

‫على كل حال هذه هي الية الولى التي يستدلون بها ووجه‬


‫قرأت لبعضهمة ‪ -‬أنه كلمة‬ ‫ُ‬ ‫الستدلل عندهم – حسب ما‬
‫م الله { قالوا إنما هذه للحصر كما يقول‬ ‫ما وَلِيّك ُ ُ‬ ‫إنما } إِن ّ َ‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم ) إنما العمال بالنيات ( ‪ 13‬أي‬
‫ما َولِيّك ُ ُ‬
‫م‬ ‫حصر العمال ل تُقبل إل تكون مصحوبة بنية } إِن ّ َ‬
‫ن‬‫صلَةاَ َويُؤْتُو َ‬
‫ن ال ّ‬
‫مو َ‬
‫قي ُ‬ ‫منُوا ْ الّذ ِ َ‬
‫ين ي ُ ِ‬ ‫ه َوالّذ ِ َ‬
‫ين آ َ‬ ‫سول ُ ُ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫ه َو َر ُ‬
‫ن { وهو علي رضي الله عنه ! سلمنا‬ ‫م َراكِعُو َ‬ ‫ال ّزكَاةاَ َوهُ ْ‬
‫جدل ً أنها في علي ثإم ماذا ؟؟ ‪...‬‬
‫أين خلفة الحسن والحسين وعلي بن الحسين ‪ ,‬أهذه‬
‫للحصر ؟ ‪ ,‬إذا ً ليس لكم ولي إل الله وليس لكم ولي إل‬
‫رسول الله وليس لكم ولي إل علي إذا ً أبطلوا خلفة‬
‫الحسن أبطلوا خلفة الحسين أبطلوا خلفة التسعة من‬
‫ما { أي فقط ‪ ,‬فإذا إلتزموا‬ ‫أولد الحسين لن الله قال } إِن ّ َ‬
‫بذلك فهذا شأنهم ‪.‬‬

‫‪ 13‬صحيح البخاري كتاب بدء الوحي ‪ ,‬باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم حديث رقم ‪. 1‬‬
‫‪20‬‬

‫‪ .2‬آية ذوي القربى ‪:‬‬

‫وآية ذوي القربى هي قول الله تبارك وتعالى لنبيه صلى‬


‫سأَلُك ُْ‬
‫م‬ ‫َ‬
‫الله عليه وسلم آمرا له أن يقول للناس } قُل ّل أ ْ‬
‫موَدّةاَ فِي الْق ُْربَى{ ‪ ,14‬ويقولون القربى هنا‬ ‫َ‬
‫ج ًرا إ ِ ّل ال ْ َ‬
‫ع َلَيْهِ أ ْ‬
‫علي وفاطمة والحسن والحسين ‪.‬‬

‫موَدّةاَ فِي الْق ُْربَى{ نجد أن‬ ‫َ‬ ‫} قُل ّل أ َ َ‬


‫ج ًرا إ ِ ّل ال ْ َ‬‫م ع َلَيْهِ أ ْ‬‫سألُك ُ ْ‬ ‫ْ‬
‫بعضهم يفسر هذه الية كما فعل النطاكي مثل ً في كتابه‬
‫لماذا إخترت مذهب الشيعةة ‪ ,‬فل يتقي الله تبارك وتعالى ‪,‬‬
‫وإن كنت أعتقد جازاما ً أن هذا الكتاب ليس له وإنما ألفه‬
‫غيره ونسبه إليه ‪ ,‬والعلم عند الله تبارك وتعالى ولكن على‬
‫كل حال لما يأتي إلى هذه الية وهي قول الله تبارك‬
‫موَدّةاَ فِي الْق ُْربَى{‬ ‫َ‬ ‫وتعالى ‪ } :‬قُل ّل أ َ َ‬
‫ج ًرا إ ِ ّل ال ْ َ‬
‫م ع َلَيْهِ أ ْ‬ ‫سألُك ُ ْ‬
‫ْ‬
‫فينقل حديثا ً من صحيح البخاري وفيه أن بن عباس رضي‬
‫م‬‫سأَلُك ُْ‬ ‫َ‬
‫الله عنه يسأله رجل عن معنى هذه الية } قُل ّل أ ْ‬
‫موَدّةاَ فِي الْق ُْربَى{ فيقول سعيد بن جبير ‪:‬‬ ‫َ‬
‫ج ًرا إ ِ ّل ال ْ َ‬
‫ع َلَيْهِ أ ْ‬
‫) إل أن تودوا قرابتي ( فيرد عليه بن عباس رضي الله‬
‫لت فوالله ما من بطن من‬ ‫ج َ‬ ‫تبارك وتعالى عنه فيقول‪) :‬ع ِ‬
‫بطون قريش إل وللنبي صلى الله عليه وسلم فيه قرابة‬
‫ولكن إل أن تصلوا ما بيني وبينكم من القرابة ( ‪ 15‬هذا‬
‫معنى الية ‪..‬‬

‫ماذا فعل النطاكي أو من نسب الكتاب إلى النطاكي قطع‬


‫هذا الحديث من وسطه ‪,‬بتره ‪ ,‬وهذا موجود في البخاري‬
‫فقال ‪ :‬قال بن عباس ‪ ) :‬أل أن تودوا قرابتي ( وترك رد بن‬
‫عباس على سعيد بن جبير ‪ ,‬ونسب قول سعيد بن جبير إلى‬
‫بن عباس رضي الله عنهما ! ‪ ,‬ماذا تسمون هذا الصنيع ؟‬
‫سموه ما شئتم ! ‪ ,‬ولكن ليس هذا سبيل المؤمنينة وما هذا‬

‫سورة الشورى آية ‪. 23‬‬ ‫‪14‬‬

‫صحيح البخاري ‪ ,‬كتاب التفسير ‪ ,‬باب المودة في القربى رقم ‪. 4818‬‬ ‫‪15‬‬
‫‪21‬‬

‫طريقهم أبدا ً ليقطعون ول يبترون الحاديث ويدلسون‬


‫ويكذبون ولكن نقول الله المستعانة ‪.‬‬

‫موا ْ‬‫إن الله تبارك وتعالى يقول في كتابه العزيز ‪َ } :‬واعْل َ ُ‬


‫ول َولِذِي‬ ‫س‬ ‫لر‬ ‫ل‬‫و‬ ‫ه‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫خ‬ ‫ه‬‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ن‬ ‫أَنما غَنمتم من شَ يءٍ فَأ َ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ ّ‬‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ِ ْ ُ ّ‬ ‫ّ َ‬
‫يل{ ‪ , 16‬هذه‬ ‫سب ِ ِ‬‫ن ال ّ‬‫ين َواب ْ ِ‬ ‫ساك ِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫مى وَال ْ َ‬
‫الْق ُْربَى وَالْيَتَا َ‬
‫المصارفا سهم لله والرسول ‪ ,‬سهم لذوي القربى ‪ ,‬سهم‬
‫لليتامى ‪ ,‬سهم للمساكين ‪ ,‬وسهم لبن السبيلة ‪ ,‬هذا ما‬
‫مس ‪ ,‬وهذا الخُمس إنما يؤخذ من غنائم‬ ‫خ ُ‬‫يسمونه بال ُ‬
‫َ‬
‫متُم {‬ ‫ما غَن ِ ْ‬
‫الجهاد لن الله تبارك وتعالى يقول }وأعلموا أن ّ َ‬
‫غنيمة في الجهاد ‪ ,‬غنائم الجهاد ‪.‬‬

‫غنائم الجهاد صارت وللسف بعدما كانت تؤخذ من الكفار‬


‫صارت تؤخذ من المسلمين ‪ ,‬الله تبارك وتعالى جعل لذوي‬
‫القربى خمس خمس الغنيمة ‪ ,‬وذلك أن الغنيمة تُقسم إلى‬
‫خمسة أخماس فلوا فرضنا أن الغنيمة ‪ 10‬آلفا فتقسم‬
‫هذه الغنيمة إلى خمسة أخماس ألفين ألفين هكذا ثإم أربعة‬
‫أخماس تعطى للمجاهدين للذين قاتلوا وشاركوا في‬
‫المعركةة ‪ 8‬آلفا يبقى ألفان يقسمان على خمسة أخماس‬
‫لله والرسول لذوي القربى لليتامى للمساكين لبن السبيلة‬
‫‪ 400‬لكل سهم ‪ ,‬إذا هذه الخماس تقسم بهذه الطريقة ‪,‬‬
‫إذا خمس الخمس لذوي القربى ‪.‬‬

‫ماذا يفعل القوما اليوما ؟ خمس كامل ويؤخذ ممن ؟ من‬


‫المسلمين !! والله إنما أعطى ذوي القربى خمس خمس‬
‫من الكفار وهؤلء يأخذون خمسا كامل من المسلمين ليس‬
‫هذا من دين الله في شيء أبدا ول نقبل هذا أبدا ً ‪.‬‬

‫المهم أن الله تبارك وتعالى لما ذكر ما لذي القربى قال‬


‫} ولذي القربى { باللما بينما الية تقول } قُل ّل أ َ َ‬
‫سألُك ُ ْ‬
‫م‬ ‫ْ‬
‫سورة النفال آية رقم ‪. 41‬‬ ‫‪16‬‬
‫‪22‬‬

‫موَدّةاَ ِفي الْق ُْربَى { في القربى ففرق بين‬ ‫َ‬


‫ج ًرا إ ِ ّل ال ْ َ‬‫ع َلَيْهِ أ ْ‬
‫موا ْ‬
‫في القربى و للقربى في قول الله تبارك وتعالى } وَاعْل َ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ول َولِذِي‬ ‫س ِ‬‫لر ُ‬
‫ه َول ِ ّ‬
‫س ُ‬
‫م َ‬ ‫ن لِلّهِ ُ‬
‫خ ُ‬ ‫يءٍ فَأ ّ‬
‫من شَ ْ‬ ‫متُم ّ‬ ‫ما غَن ِ ْ‬ ‫أن ّ َ‬
‫الْق ُْربَى‪ {...‬ول بد لنا أن نعلم أن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم ل يمكن أن يطلب أجرا ً ‪ ,‬كيف يطلب أجرا ً وهو الذي‬
‫ل ما أَسأَلُكُم عَلَيه من أَجر وما أ َ‬
‫ن‬‫َ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ا‬‫َ‬ ‫ن‬ ‫ْ ِ ِ ْ ْ ٍ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫يقول الله له } قُ ْ َ‬
‫ين { ‪. 17‬‬ ‫ف َ‬ ‫متَكَل ّ ِ‬
‫ال ْ ُ‬

‫إن النبياء جميعا ً ل يسألون أقوامهم أجرا ً قال الله تبارك‬


‫جرِيَ إ ِ ّل‬ ‫وتعالى عن نوح } وما أَسأَلُكُم ع َلَيه من أَجر إ َ‬
‫نأ ْ‬ ‫ْ ِ ِ ْ ْ ٍ ِ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م عَليْهِ‬ ‫سألك ُ ْ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫ين { وقال عن هود } وَ َ‬
‫‪18‬‬
‫م َ‬ ‫ب الْعَال َ ِ‬‫ع َلَى َر ّ‬
‫ين { ‪ , 19‬وقال صالح‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫ال‬ ‫ع‬ ‫ْ‬ ‫ال‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫ى‬ ‫َ‬ ‫َل‬ ‫ع‬ ‫ّ‬
‫ل‬ ‫إ‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ج‬ ‫من أَجر إن أ َ‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ِ َ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ِ ْ ْ ٍ ِ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫سألُك ُ ْ‬
‫م‬ ‫ما أ ْ‬ ‫كذلك وكذا قال لوط وقال شعيب كذلك } وَ َ‬
‫ع َلَيه من أَجر إ َ‬
‫ين { ‪ ,20‬ومعلوما‬ ‫م َ‬‫ب الْعَال َ ِ‬ ‫جرِيَ إ ِ ّل ع َلَى َر ّ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ْ ِ ِ ْ ْ ٍ ِ ْ‬
‫أن نبينا محمدا ً هو أكرما النبياء وسيد النبياء و المرسلين‬
‫صلوات الله وسلمه عليه ‪ ,‬فإذا كان إخوانه من النبياء‬
‫والمرسلين صلوات الله وسلمه عليهم كنوح ولوط وهود‬
‫وصالح وشعيب وغيرهم ل يسألون الناس أجرا ً فالنبي صلى‬
‫الله عليه وآله وسلم أولى بذلك أن ل يسأل الناس أجرا ً‬
‫إنهم ل يسألون الجر إل من الله سبحانه وتعالى وهذا معنى‬
‫ج ًرا إ ِ ّل‬ ‫َ‬
‫م عَلَيْهِ أ ْ‬ ‫سأَلُك ُْ‬ ‫َ‬
‫قول الله جل وعل إذا ً } قُل ّل أ ْ‬
‫موَدّةا َ فِي الْق ُْربَى { ‪ ,‬إل هنا في الية بمعنى لكن وليست‬ ‫ال ْ َ‬
‫إستثناءا ً ‪ ,‬هو ل يسأل أجرا قطعا ً صلوات الله وسلمه‬
‫عليه وإنما يكون معنى الية قل ل أسألكم عليه أجرا ولكن‬
‫المودةا في القربى ‪ ,‬ودوني في قرابتي كما قال بن عباس‬
‫رضي الله عنه وأرضاه ‪.‬‬

‫‪ .3‬آية التطهير ‪:‬‬

‫سورة ص آية رقم ‪. 86‬‬ ‫‪17‬‬

‫سورة الشعراء آية رقم ‪. 109‬‬ ‫‪18‬‬

‫سورة الشعراء آية رقم ‪. 127‬‬ ‫‪19‬‬

‫سورة الشعراء آية ‪. 145‬‬ ‫‪20‬‬


‫‪23‬‬

‫ما يُرِيد ُ الل ّ ُ‬


‫ه‬ ‫إن آية التطهير هي قول الله تبارك وتعالى } إِن ّ َ‬
‫‪21‬‬
‫يرا ‪{ 33‬‬ ‫م تَطْهِ ً‬ ‫ت وَيُطَهّ َرك ُ ْ‬ ‫س أَهْ َ‬
‫ل الْبَي ْ ِ‬ ‫ج َ‬
‫الر ْ‬
‫م ّ‬ ‫ب ع َنك ُ ُ‬‫لِيُذْهِ َ‬
‫الحزاب ‪ ..‬يقولون إن أهل البيت هم علي وفاطمة‬
‫والحسن والحسين بدللة حديث الكساء ! ما هو حديث‬
‫الكساء ؟ ‪ ,‬حديث الكساء ترويه أما المؤمنينة عائشة – التي‬
‫يزعمون أنها تبغض آل بيت النبي صلى الله عليه وآله‬
‫وسلم ‪ -‬ويخرجه من ؟ الماما مسلم الذي يزعمون أنه‬
‫يكتم أحاديث في فضائل آل بيت النبي صلى الله عليه وآله‬
‫وسلم ‪..‬‬

‫عائشة تروي أن النبي صلى الله عليه وسلم جاءه علي‬


‫فأدخله في عباءته – في كساءه – ثإم جاءت فاطمة فأدخلها‬
‫ثإم جاء الحسن فأدخله ثإم جاء الحسين فأدخله ثإم جللهم‬
‫أي غطاهم صلوات الله وسلمه عليه بالكساء ثإم قال ‪:‬‬
‫) اللهم هؤلء أهل بيتي اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم‬
‫تطهيرا ( ‪ , 22‬فقالوا هذا الحديث يفسر الية وهو قول الله‬
‫س أَهْ َ‬
‫ل‬ ‫ج َ‬
‫الر ْ‬
‫م ّ‬ ‫ب عَنك ُ ُ‬ ‫ما يُرِيد ُ الل ّ ُ‬
‫ه لِيُذْهِ َ‬ ‫تبارك وتعالى } إِن ّ َ‬
‫يرا ‪.{ 33‬‬ ‫م تَطْهِ ً‬ ‫ت وَيُطَهّ َرك ُ ْ‬
‫الْبَي ْ ِ‬

‫ثإم الستدلل الخر وهو أن إذهاب الرجس والتطهيرة أي‬


‫العصمة ! فيكونون بذلك معصومينة ‪ ,‬فيكون علي رضي‬
‫الله عنه معصوماًة وكذا الحسن والحسن وفاطمة رضي الله‬
‫عنهم أجمعين ‪ ,‬فإذا كان المر كذلك فهم أولى بالمامة من‬
‫غيرهم ثإم أخرجوا فاطمة رضي الله عنها و قالوا إن المامة‬
‫في علي والحسن والحسين ثإم في أولد الحسين كما هو‬
‫معلوما عند الكثيرة ‪.‬‬

‫سورة الحزاب آية ‪. 33‬‬ ‫‪21‬‬

‫صحيح مسلم ‪ ,‬كتاب فضائل الصحابة رقم ‪. 61‬‬ ‫‪22‬‬


‫‪24‬‬

‫هذه الية هل هي فعل في علي وفاطمة والحسن والحسين‬


‫رضي الله عنهم أو في غيرهم كما قلنا قبل قليل في قوله‬
‫منُوا ْ الّذِ َ‬
‫ين‬ ‫ين آ َ‬ ‫ه وَالّذِ َ‬ ‫سول ُ ُ‬ ‫ه وَ َر ُ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫ما َولِيّك ُ ُ‬ ‫تعالى } إِن ّ َ‬
‫ن { ثإم إقرأوا ما‬ ‫م َراكِعُو َ‬ ‫ن ال ّزكَاةاَ َوهُ ْ‬ ‫صلَةا َ وَيُؤْتُو َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫مو َ‬ ‫ي ُ ِقي ُ‬
‫قبل هذه الية وماذا بعد هذه الية ‪ ,‬تدبروا القرآن ل نريد‬
‫أكثر من ذلك أليس الله جل وعل يقول } أفل يتدبرون‬
‫َ‬
‫القرآن أما على قلوب أقفالها { ‪ 23‬ويقول ‪ } :‬أفَل َ يَتَدَب ّ ُرو َ‬
‫ن‬
‫جدُوا ْ فِيهِ اخْتِلَفا ً كَثِيرا ً‬ ‫عندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ن وَلَوْ كَا َ‬ ‫الْق ُْرآ َ‬
‫{ ‪ 24‬إن هذا الخطاب من الله جل وعل ليس متوجها فقط‬
‫لناس معينينة هم الذين يحق لهم أن يتدبروا القرآن ‪ ,‬بل‬
‫إن الله تبارك وتعالى يطلب من جميع المسلمين بل وغير‬
‫المسلمين أن يتدبروا القرآن وأن يقرءوا القرآن ويتعرفوا‬
‫على الله جل وعل من خلل القرآن ‪ ,‬فإنهم إذا قرءوا‬
‫القرآن وتدبروه وعرفوه حق المعرفة وعرفوا قدره‬
‫ومكانته لن يجدوا بدا ً من النصياع إليه وإتباعه والقرار‬
‫بكماله وحسن رسمه وغير ذلك من المور ‪ ,‬كذلك المر هنا‬
‫ل نريد أكثر من أن تتدبر القرآن أنتم بأنفسكم – أنا أعنيكم‬
‫يا عواما الشيعةة – دعوا علمائكم جانبا ً ارجعوا إلى كتاب‬
‫ربكم سبحانه وتعالى أقرءوه افتحوا هذا القرآن الكريم ‪,‬‬
‫افتحوه على سورةا الحزاب في الجزء الثاني والعشرينة‬
‫والجزء الحادي والعشرين فنجد أن الله تبارك وتعالى يقول‬
‫في آخر الجزء الحادي والعشرينة وفي أول الجزء الثاني‬
‫ن‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫والعشرينة ‪ } :‬يَا أَيّها النّبي قُل ّل َ‬
‫ن تُرِد ْ َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫نت‬ ‫ك‬ ‫ن‬ ‫إ‬
‫َ ُ ِ‬‫ك‬ ‫ج‬
‫ِ‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫زا‬
‫ْ‬ ‫ِ ّ‬ ‫َ‬
‫ُ‬
‫حا‬
‫س َرا ً‬ ‫ن َ‬ ‫حك ُ ّ‬ ‫س ّر ْ‬ ‫ن َوأ َ‬ ‫متّعْك ُ ّ‬ ‫نأ َ‬ ‫حيَاةا َ الدّنْيَا وَزاِينَتَهَا فَتَعَالَي ْ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫خ َرةا َ فَإ ِ ّ‬
‫ن‬ ‫ال ِ‬ ‫ار ْ‬ ‫ه َوالد ّ َ‬ ‫سول َ ُ‬ ‫ه َو َر ُ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ن تُرِد ْ َ‬ ‫يل ‪َ 28‬وإِن كُنت ُ ّ‬ ‫م ً‬ ‫ج ِ‬‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ي‬
‫ساء النّب ِ ّ‬ ‫ما ‪ 29‬يَا ن ِ َ‬ ‫ج ًرا عَظِي ً‬ ‫نأ ْ‬ ‫منك ُ ّ‬ ‫ات ِ‬ ‫سن َ ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ه أعَد ّ لِل ْ ُ‬ ‫الل ّ َ‬
‫ن‬ ‫َي‬
‫ف‬ ‫ع‬ ‫ض‬ ‫َاب‬ ‫ذ‬ ‫ع‬ ‫ف لَهَا ال ْ‬ ‫ع‬ ‫ا‬ ‫ض‬ ‫ي‬ ‫ة‬ ‫ة‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫ة‬ ‫شَ‬ ‫ح‬ ‫َا‬‫ف‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫ُ‬ ‫نك‬ ‫م‬ ‫ت‬ ‫من يأ ْ‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ َ‬
‫ن لِلّهِ‬ ‫منك ُ ّ‬ ‫ت ِ‬ ‫من يَقْن ُ ْ‬ ‫يرا ‪َ 30‬و َ‬ ‫س ً‬ ‫ك ع َلَى اللّهِ ي َ ِ‬ ‫ن ذَل ِ َ‬ ‫وَكَا َ‬
‫ن وَأَعْتَدْنَا لَهَا ِر ْزاقًا‬ ‫ّ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ت‬ ‫ر‬ ‫م‬‫َ‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫ج‬
‫ْ‬
‫ل صالِحا نؤ ْتِها أ َ‬
‫م ْ َ ً ّ َ‬ ‫سولِهِ وَتَعْ َ‬ ‫وَ َر ُ‬
‫سورة محمد آية ‪. 24‬‬ ‫‪23‬‬

‫سورة النساء آية ‪. 82‬‬ ‫‪24‬‬


‫‪25‬‬
‫َ‬
‫ن‬
‫ن اتّقَيْت ُ ّ‬ ‫ساء إ ِ ِ‬ ‫ن الن ّ َ‬ ‫م َ‬ ‫حد ٍ ّ‬ ‫ن كَأ َ‬ ‫ست ُ ّ‬ ‫ي لَ ْ‬ ‫ساء النّب ِ ّ‬ ‫ما ‪ 31‬يَا ن ِ َ‬ ‫كَرِي ً‬
‫ن قَوْ ًل‬ ‫ض َوقُل ْ َ‬ ‫م َر ٌ‬ ‫معَ الّذِي ِفي قَلْبِهِ َ‬ ‫ل فَيَط ْ َ‬ ‫ن بِالْقَوْ ِ‬ ‫ضعْ َة‬ ‫خ َ‬‫فَ َل ت َ ْ‬
‫جاهِلِيّةِة‬ ‫ج ال ْ َ‬ ‫ن تَب َ ّر َ‬ ‫ج َ‬ ‫ن َو َل تَب َ ّر ْ‬ ‫ن فِي بُيُوتِك ُ ّ‬ ‫معْ ُروفًا ‪َ 32‬وقَ ْر َ‬ ‫ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ما‬‫ه إِن ّ َ‬ ‫سول َ ُ‬ ‫ه َو َر ُ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ين ال ّزكَاةا َ َوأطِعْ َ‬ ‫ص َلةا َ وَآت ِ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫الولَى َوأقِ ْ‬ ‫ْ‬
‫يرا‬ ‫ه‬ ‫ْ‬ ‫ط‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫ر‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ط‬ ‫ي‬‫و‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫ْ‬ ‫ال‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ْ‬ ‫ه‬ ‫يريد اللّه لِيذْهب ع َنكُم الرجس أ َ‬
‫ِ ً‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ ّ ْ َ‬ ‫ُ ُ ِ َ‬ ‫ُ ِ ُ‬
‫ن‬‫مةِ إ ِ ّ‬ ‫حك ْ َ‬ ‫ات اللّهِ وَال ْ ِ‬ ‫ن آي َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ما يُتْلَى ِفي بُيُوتِك ُ ّ‬ ‫ن َ‬ ‫‪ 33‬وَاذ ْك ُ ْر َ‬
‫يرا ‪ {34‬كل اليات متناسقة ‪ ,‬آيات في‬ ‫ن لَطِيفًا خَب ِ ً‬ ‫ه كَا َ‬ ‫الل ّ َ‬
‫نساء النبي صلى الله عليه وسلم ولذلك لنريد أكثر من أن‬
‫يتدبر النسان كتاب الله جل وعل ‪ ,‬آيات في نساء النبي يا‬
‫نساء النبي ‪ ..‬يانساء النبي ‪ ..‬يانساء النبي ‪ ..‬وقرن في‬
‫بيوتكن ‪ ..‬ول تبرجن ‪ ..‬ثإم قال ‪ } :‬وأ َ‬
‫ما‬
‫ه إِن ّ َ‬ ‫سول َ ُ‬ ‫ه َو َر ُ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ع‬ ‫ِ‬ ‫ط‬ ‫َ‬
‫يرا‬ ‫ه‬ ‫ْ‬ ‫ط‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫ر‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ط‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫ْ‬ ‫ال‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ه‬ ‫يريد اللّه لِيذْهب ع َنكُم الرجس أ َ‬
‫ِ ً‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ ّ ْ َ‬ ‫ُ ُ ِ َ‬ ‫ُ ِ ُ‬
‫ن { فنجد أن اليات كلها في‬ ‫ما يُتْلَى ِفي بُيُوتِك ُ ّ‬ ‫ن َ‬ ‫‪ 33‬وَاذ ْك ُ ْر َ‬
‫نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم ‪ ,‬إذا ً كيف لحد أن‬
‫يدعي بعد ذلك أن هذا المقطع من الية لن قوله تعالى }‬
‫س‪ { ..‬ليست آية إنما هي‬ ‫ج َ‬ ‫الر ْ‬ ‫م ّ‬ ‫ب عَنك ُ ُ‬ ‫ه لِيُذْه ِ َ‬ ‫ما يُرِيد ُ الل ّ ُ‬ ‫إِن ّ َ‬
‫ن{ جزء من آية ‪ ,‬كيف‬ ‫ن فِي بُيُوتِك ُ ّ‬ ‫جزء من آية } َوقَ ْر َ‬
‫تقبلون في كلما الله جل وعل أن يكون الخطاب لنساء‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫حيَاةا َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ن تُرِد ْ َ‬ ‫ك إِن كُنت ُ ْ ّ‬ ‫ج َ‬ ‫ي قُل ّل ْزاوَا ِ‬ ‫النبي } يَا أيّهَا النّب ِ ّ‬
‫حشَ ةٍ‬ ‫ن بِفَا ِ‬ ‫منك ُ ّ‬ ‫ت ِ‬ ‫من يَأ ِ‬ ‫ي َ‬ ‫ساء النّب ِ َ ّ‬ ‫الدّنْيَا { ثإم يقول ‪ } :‬يَا ن ِ َ‬
‫ساء{ } َوقَ ْر َ‬
‫ن‬ ‫ن الن ّ َ‬ ‫م َ‬ ‫حد ٍ ّ‬ ‫ن كَأ َ‬ ‫ست ُ ّ‬ ‫ي لَ ْ‬ ‫ساء النّب ِ ّ‬ ‫مبَيّنَةٍة { } يَا ن ِ َ‬ ‫ّ‬
‫ص َلةاَ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫الولَى وَأقِ ْ‬ ‫جاهِلِيّةِ ْ‬ ‫ج ال ْ َ‬ ‫ن تَب َ ّر َ‬ ‫ج َ‬ ‫ن وَ َل تَب َ ّر ْ‬ ‫فِي بُيُوتِك ُ ّ‬
‫وآتِين الزكَاةا َ وأ َ‬
‫ب‬ ‫ه لِيُذْه ِ َ‬ ‫ما يُرِيد ُ الل ّ ُ‬ ‫ه إِن ّ َ‬ ‫سول َ ُ‬ ‫ه َو َر ُ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ع‬ ‫ِ‬ ‫ط‬ ‫َ‬ ‫َ ّ‬ ‫َ‬
‫س { يا علي يا حسن يا حسين يا فاطمة ثإم‬ ‫ج َ‬ ‫الر ْ‬
‫م ّ‬ ‫ُ‬
‫ع َنك ُ‬
‫ن { ما دخل‬ ‫ما يُتْلَى فِي بُيُوتِك ُ ّ‬ ‫ن َ‬ ‫يعود مرةا ثإانية } َواذ ْك ُ ْر َ‬
‫علي والحسن والحسين وفاطمة في الخطاب عن نساء‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم ؟ ‪ ,‬ما مناسبة هذه الفقرةا بين‬
‫هذه اليات ؟ ل توجد مناسبة ‪ ,‬إذا ً ماذا علينا أن نفعل هل‬
‫نطعن في كلما الله أو نطعن في الذين فهموا هذا الفهم‬
‫ما‬‫وادعوا دعوى غير صحيحة وهي أن قول الله تعالى } إِن ّ َ‬
‫س‪ { ..‬هي في علي وفاطمة‬ ‫ج َ‬ ‫الر ْ‬ ‫م ّ‬ ‫ب ع َنك ُ ُ‬ ‫ه لِيُذْه ِ َ‬ ‫يُرِيد ُ الل ّ ُ‬
‫‪26‬‬

‫والحسن والحسين ‪ ,‬نقول هذه دعوى باطلة ‪ ,‬هذه في‬


‫نساء النبي صلى الله عليه وسلم ولذلك كان مجاهد بن جبر‬
‫رحمه الله تعالى يقول ) هي في نساء النبي ومن شاء‬
‫باهلته ( أي في هذه الية ‪ ,‬القصد أن هذه الية هي في‬
‫نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم وحديث الكساء في‬
‫علي وفاطمة والحسن والحسين وبهذا نجمع بين المرين‬
‫أن علي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم من‬
‫أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم بدليل حديث الكساء ‪,‬‬
‫وأزاوج النبي صلى الله عليه وسلم من أهل بيته بدليل آية‬
‫التطهير ‪ ,‬وغيرهم كالفضل بن العباس والمطلب بن ربيعة‬
‫بن الحارث أبنا عم النبي صلى الله عليه وسلم من آل بيت‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم لما منعهما من الزكاةا أن يكونا‬
‫عاملينة عليها وقال ‪ ) :‬إنها لتحل لمحمد ول لل محمد (‬
‫‪25‬ويدخل آل جعفر وآل عقيلة وآل العباس لحديث زايد بن‬
‫أرقم رضي الله عنه وأرضاه ‪.‬‬

‫فقصر هذه الية على علي وفاطمة والحسن والحسين ل‬


‫يستقيم معه نص الية أبدا ً ولذلك نقول إن هذا القول‬
‫مردود ‪.‬‬
‫هنا إشكال وهو إذا كان المر كذلك وهي في نساء النبي‬
‫ه‬‫ما يُرِيد ُ الل ّ ُ‬
‫صلى الله عليه وآله وسلم فما مفهوما } إِن ّ َ‬
‫م { ولم يقل عنكنة ‪ ,‬هذا الذي يدندنون عليه ‪,‬‬ ‫ب ع َنك ُ ُ‬‫لِيُذْهِ َ‬
‫هذه ذكر لها أهل العلم معاني كثيرةا منها ‪:‬‬

‫أول ً ‪ :‬وهو أصح هذه القوال أن النبي داخل معهن صلوات‬


‫الله وسلمه عليه وذلك أن الخطاب كان للنساء ‪ ..‬للنساء‬
‫‪ ..‬للنساء ثإم لما تكلم عن البيت دخل سيد البيت وهو محمد‬
‫صلى الله عليه وآله وسلم ‪ ,‬فإذا دخل صلوات الله وسلمه‬
‫عليه مع النساء في الخطاب فطبيعي جدا ً أن تلغى نون‬
‫ب‬ ‫ما يُرِيد ُ الل ّ ُ‬
‫ه لِيُذْهِ َ‬ ‫النسوةا وتأتي بدلها ميم الجمع } إِن ّ َ‬
‫النبي على الصدقة رقم ‪. 168‬‬
‫ّ‬ ‫صحيح مسلم كتاب الزكاة ‪ ,‬باب ترك استعمال آل‬ ‫‪25‬‬
‫‪27‬‬

‫ت { أي يا نساء النبي ومعكن‬ ‫ل الْبَي ْ ِ‬‫س أَهْ َ‬ ‫ج َ‬ ‫الر ْ‬


‫م ّ‬ ‫ع َنك ُ ُ‬
‫سيدكن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهذا إذا ً‬
‫معنى هذه الية لماذا تأتي بميم الجمع ولم تأتي بنون‬
‫النسوةا ‪ ,‬وتصح أيضا ً لما قال الله عن إمرأةا إبراهيم }‬
‫ت { ‪ 26‬وهي إمرأةا‬ ‫م أَهْ َ‬
‫ل الْبَي ْ ِ‬ ‫ه ع َلَيْك ُ ْ‬‫ت اللّهِ َوب َ َركَات ُ ُ‬
‫م ُ‬ ‫ح َ‬‫َر ْ‬
‫إبراهيم ‪ ,‬إذا ً لماذا جاء بميم الجمع هنا عليكمة ولم يقل‬
‫عليك أيضا ً ؟؟ وإنما عليكم ‪ ..‬يريد أهل‬ ‫ِ‬ ‫عليكنة ولم يقل‬
‫البيت يريد النص مراعاةا اللفظ ‪ ..‬واللفظ للهل ‪.‬‬
‫ؤت بها لن النبي‬‫ن نون النسوةا هنا لم ي ُ َ‬ ‫على كل حال إ ّ‬
‫صلى الله عليه وآله وسلم دخل معهن ‪.‬‬
‫ذهب‬
‫َ‬ ‫ما دللتها كذلك أيضا ً على التطهيرة ‪ ,‬هو الله يريد أن ي ُ‬
‫الرجس ‪ ,‬يريد أن يُطهر سبحانه وتعالى ‪ ,‬طيب هل هم‬
‫مطهرون خلقة أو يريد الله الن أن يطهرهم ؟؟ ‪ ,‬بدعوى‬
‫خلِقوا مطهرين فإذا كانوا‬ ‫القوما أنهم مطهرون خلقة ‪ُ ,‬‬
‫ما‬
‫خُلقوا مطهرين فما معنى قول الله تبارك وتعالى } إِن ّ َ‬
‫س { بعد أوامر ونواهي قال‬ ‫ج َ‬ ‫الر ْ‬
‫م ّ‬ ‫ب ع َنك ُ ُ‬ ‫يُرِيد ُ الل ّ ُ‬
‫ه لِيُذْه ِ َ‬
‫يريد ليذهب عنكم الرجس أي طهركم وأذهب عنكم‬
‫الرجس ‪ ,‬إذا ً ما معنى حديث الكساء وهو أن النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم جللهم بالكساء ثإم قال ‪ ) :‬اللهم هؤلء هم‬
‫أهل بيتي اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ً (‬
‫يدعو لماذا ؟ وبماذا ؟ يدعو بذهاب الرجس الذي هو أصل ً‬
‫هو ذاهب عنهم ‪ ,‬هم مطهرون خلقة !! فكيف النبي يطلب‬
‫من الله أن يُذهب عنهم الرجس !! تحصيل حاصل ل ينبغي‬
‫أن يكون من النبي صلى الله عليه وآله وسلم ‪.‬‬
‫إذا ً هذه الية ل تدل على العصمة ‪ ,‬كيف تدل على العصمة‬
‫وعلي رضي الله عنه يقول ) فإني لست في نفسي بفوق‬
‫أن أخطئ ول آمن من أن يقع مني ذلك( الكافي ج ‪ 8‬ص‬
‫‪. 293‬‬

‫سورة هود آية ‪. 73‬‬ ‫‪26‬‬


‫‪28‬‬

‫ويقول للحسن إبنه ‪ ) :‬ثإم أشفقت أن يلتبس عليك ما‬


‫إختلف الناس فيه من أهواءهم وأراءهم مثل الذي إلتبس‬
‫عليهم ( نهج البلغة ص ‪. 576‬‬
‫وقال له أيضا ‪ ً) :‬فأعلم أنك إنما تخبط خبط العشواء‬
‫وتتورط الظلماء ( نهج البلغة ص ‪ . 577‬وقال له كذلك ‪:‬‬
‫) فإن أشكل عليك من ذلك – يعني أمر – فأحمله على‬
‫ُلمت وما أكثر‬
‫َ‬ ‫جهالتك به فإنك أو ل ما خُلقت جاهل ً ثإم ع‬
‫ما تجهل من المر ويتحير فيه رأيك أو يضل فيه بصرك (‬
‫نهج البلغة ص ‪. 578‬‬
‫وهذا من يسمونه بالشهيد الثاني زاين الدين بن علي‬
‫العاملي يقول ‪ ) :‬فإن كثيرا ً منهم ما كانوا يعتقدون‬
‫بعصمتهم لخفاءها عليهم بل كانوا يعتقدون أنهم علماء‬
‫أبرار ( حقائق اليمان ص ‪. 151‬‬
‫س { ما هو الرجس ؟؟‬
‫ج َ‬
‫الر ْ‬
‫م ّ‬ ‫ب ع َنك ُ ُ‬ ‫ما يُرِيد ُ الل ّ ُ‬
‫ه لِيُذْهِ َ‬ ‫} إِن ّ َ‬
‫الرجس قال أهل اللغة ‪ :‬هو القذر ‪ ,‬هو الذنْب ‪ ,‬هو الثإم‬
‫‪,‬الفسق ‪,‬الشك ‪,‬الشرك ‪ ,‬الشيطان ‪ ..‬كل هذا يدخل في‬
‫مسمى الرجس ‪.‬‬
‫وردت كلمة رجس في القرآن في مواضع عدةا قول الله‬
‫َ‬
‫س ُر‬ ‫مي ْ ِ‬ ‫م ُر وَال ْ َ‬‫خ ْ‬ ‫ما ال ْ َ‬ ‫منُوا ْ إِن ّ َ‬‫ين آ َ‬‫تبارك وتعالى ‪ } :‬يَا أيّهَا الّذ ِ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ان { ‪. 27‬‬ ‫ل الشّ يْط َ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ن عَ َ‬‫م ْ‬ ‫س ّ‬ ‫ج ٌ‬ ‫اب وَال ْزال َ ُ‬
‫ما ِر ْ‬ ‫ص ُ‬‫وَالن َ‬
‫س عَلَى‬ ‫ج َ‬ ‫الر ْ‬‫ه ّ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫جعَ ُ‬ ‫ك يَ ْ‬‫وقال سبحانه وتعالى } كَذَل ِ َ‬
‫الّذين ل َ يؤْمنون { ‪ ,28‬وقال سبحانه وتعالى } قُل ل ّ أ َ‬
‫جد ُ‬ ‫ِ‬ ‫ُ ِ ُ َ‬ ‫ِ َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ن‬‫ه إِل ّ أن يَكُو َ‬ ‫م ُ‬ ‫عم ٍ يَطْعَ ُ‬ ‫ح ّرما ً ع َلَى طَا ِ‬ ‫م َ‬‫ي ُ‬ ‫ي إِل َ ّ‬ ‫ح َ‬ ‫ما أوْ ِ‬‫فِي َ‬
‫سقا ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ميت ً َ‬
‫س أوْ ِف ْ‬ ‫ج ٌ‬ ‫ه ِر ْ‬ ‫خنزِيرٍ فَإِن ّ ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ح َ‬‫سفُوحا ً أوْ ل َ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ة أوْ دَما ً ّ‬ ‫َ َْ‬
‫ل لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ { وكذلك يقول الله جل وعل عن الكفار‬ ‫‪29‬‬
‫أُهِ ّ‬
‫ب{‬ ‫ض ٌ‬ ‫س َوغ َ َ‬ ‫ج ٌ‬ ‫م ِر ْ‬ ‫من ّربّك ُ ْ‬ ‫ل قَد ْ َوقَعَ ع َلَيْكُمة ّ‬ ‫من اليهود } قَا َ‬
‫سورة المائدة آية رقم ‪. 90‬‬ ‫‪27‬‬

‫سورة النعام آية رقم ‪. 125‬‬ ‫‪28‬‬

‫سورة النعام رقم ‪. 145‬‬ ‫‪29‬‬


‫‪29‬‬

‫ضوا ْ‬ ‫م إِلَيْهِ ْ‬
‫م لِتُعْرِ ُ‬ ‫م إِذ َا انقَلَبْت ُ ْ‬
‫ن بِاللّهِ لَك ُ ْ‬ ‫حلِفُو َ‬ ‫سي َ ْ‬
‫ويقول } َ‬
‫‪30‬‬
‫َ‬
‫س { ‪ 31‬وغيرها جاءت في‬ ‫ج ٌ‬ ‫م ِر ْ‬‫م إِنّهُ ْ‬‫ضوا ْ عَنْهُ ْ‬ ‫م فَأعْرِ ُ‬
‫ع َنْهُ ْ‬
‫القرآن الكريم تبين معنى الرجس وهو الثإم ‪ ,‬الذنْب ‪ ,‬القذر‬
‫‪ ,‬الشك ‪ ,‬الشيطان ‪ ,‬الشرك وما شابهها من المعاني ‪.‬‬
‫ولذلك جاء عن جعفر الصادق رضي الله عنه ورحمه أنه‬
‫س { قال ‪ :‬هو‬‫ج َ‬‫الر ْ‬
‫م ّ‬ ‫ب عَنك ُ ُ‬ ‫ما يُرِيد ُ الل ّ ُ‬
‫ه لِيُذْهِ َ‬ ‫قال } إِن ّ َ‬
‫الشك ‪ ,‬وقال الباقر ‪ :‬الرجس هو الشك والله ل نشك بربنا‬
‫‪ ,‬وفي رواية ‪ :‬في ديننا ‪ ,‬وفي رواية ل نشك في الله الحق‬
‫ودينه ‪ ,‬هذا هو الرجس ‪.‬‬

‫أذهب الله عنهم الرجس فكان ماذا ؟‬


‫هل كل من أذهب الله عنه الرجس يصير إماما ً ‪..‬‬
‫معصوما؟! ‪.‬‬

‫الله سبحانه وتعالى يقول عن جميع المؤمنين ‪ ,‬في أهل بدر‬


‫ل عَلَيْكُمة‬ ‫َ‬
‫ه وَيُن َ ّز ُ‬ ‫من ْ ُ‬
‫ة ّ‬ ‫من َ ً‬
‫سأ َ‬ ‫م النّعَا َ‬ ‫لما كانوا معه } إِذ ْ يُغَشّ يك ُ ُ‬
‫ان {‬ ‫ج َز الشّ يْط َ ِ‬ ‫م ِر ْ‬ ‫ب عَنك ُ ْ‬ ‫ماء لّيُطَهّ َركُم بِهِ َويُذْهِ َ‬ ‫ماء َ‬ ‫س َ‬
‫من ال ّ‬ ‫ّ‬
‫ً‬
‫وقُرأت رجس بالسين ‪ ,‬هل صاروا معصومين إذا ‪ ,‬كل‬ ‫‪32‬‬

‫هؤلء صاروا أئمة ثإلثإمئة وبضعة عشر كانوا مع النبي صلى‬


‫الله عليه وآله وسلم !!‬
‫هل كل من طهره الله سبحانه وتعالى يكون إماما ً يقول‬
‫ه ع َلَيْك ُ ْ‬
‫م‬ ‫مت َ ُ‬
‫م نِعْ َ‬ ‫م َولِيُت ِ ّ‬ ‫الله جل وعل } َولَةكِن يُرِيد ُ لِيُطَهّ َرك ُ ْ‬
‫ن { ‪33‬يقولها لجميع المؤمنين ‪.‬‬ ‫لَعَلّك ُ ْ‬
‫م تَشْ ك ُ ُرو َ‬
‫َ‬
‫م َويُرِيد ُ‬ ‫وب عَلَيْك ُ ْ‬ ‫ه يُرِيد ُ أن يَت ُ َ‬ ‫وقال سبحانه وتعالى } َوالل ّ ُ‬
‫ميْل ً عَظِيما ً { ‪ ,34‬الله‬ ‫َ‬
‫ميلُوا ْ َ‬
‫ات أن ت َ ِ‬ ‫ن الشّ هَوَ ِ‬ ‫الّذ ِ َ‬
‫ين يَتّبِعُو َ‬
‫يريد سبحانه وتعالى تنقسم إلى قسمين كما قال أهل العلم‬
‫‪:‬‬
‫سورة العراف آية رقم ‪. 71‬‬ ‫‪30‬‬

‫سورة التوبة آية رقم ‪. 95‬‬ ‫‪31‬‬

‫سورة النفال آية رقم ‪. 11‬‬ ‫‪32‬‬

‫سورة المائدة آية رقم ‪. 6‬‬ ‫‪33‬‬

‫سورة النساء آية رقم ‪. 27‬‬ ‫‪34‬‬


‫‪30‬‬

‫‪ -1‬إرادةا شرعية وهي ما يحبه الله و يرضاه – سبحانه‬


‫وتعالى‪. -‬‬
‫‪ -2‬إرادةا كونية قدرية وهي ما يوقعه الله سبحانه وتعالى‬
‫‪.‬‬
‫سبقت بأمر ونهي ‪} ,‬‬ ‫والية إنما هي فيما يحبه الله ولذلك ُ‬
‫يا نساء النبي لَستن كَأ َ‬
‫ن فِي‬ ‫ساء{ } َوقَ ْر َ‬ ‫ن الن ّ َ‬ ‫ّ َ‬ ‫م‬ ‫ٍ‬ ‫د‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫ْ ُ ّ‬ ‫ِّ ّ‬ ‫َ ِ َ‬
‫َ‬
‫ما‬
‫ه { ثإم قال بعدها } إِن ّ َ‬ ‫سول َ ُ‬ ‫ه َو َر ُ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ن{ } َوأطِعْ َ‬ ‫بُيُوتِك ُ ّ‬
‫س { أي مع هذه الوامر وهذه‬ ‫ج َ‬ ‫الر ْ‬
‫م ّ‬ ‫ب ع َنك ُ ُ‬ ‫يُرِيد ُ الل ّ ُ‬
‫ه لِيُذْه ِ َ‬
‫النواهي يريد الله سبحانه أي يحب جل وعلى أن يُذهب‬
‫عنكم الرجس إذا إلتزمتمة بفعل ما أمر وترك ما عنه نهى‬
‫وزاجر ‪ ,‬فهذه إرادةا شرعية يحبها الله ورسوله ‪ ,‬وهذه‬
‫الرادةا الشرعية قد تقع وقد ل تقع ولذلك الله سبحانه‬
‫ين‬ ‫ذ‬ ‫ّ‬ ‫ال‬ ‫د‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫م‬
‫ة‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫َل‬ ‫ع‬ ‫وب‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫وتعالى يقول ‪ } :‬واللّه يريد أ َ‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫َ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ُ ِ ُ‬
‫ميْل ً عَظِيما ً { هل جميع الناس‬ ‫َ‬
‫ميلُوا ْ َ‬ ‫ات أن ت َ ِ‬ ‫ن الشّ هَوَ ِ‬ ‫يَتّبِعُو َ‬
‫تاب الله عليهم ؟ ل ‪ ,‬منهم من غضب الله عليهم سبحانه‬
‫وتعالى ومنهم من لعنه جل وعل ومنهم من جعل منهم‬
‫عبدةا الطاغوت وجعلهم حطب جهنم وما تاب عليهم‬
‫سبحانه وتعالى لنها إرادةا شرعية ليست قدرية ‪.‬‬

‫أما الرادةا القدرية الكونية فهي التي يوقعها الله سبحانه‬


‫وتعالى وهذه تقع على ما يحبه الله وما ل يحبه ‪ ,‬ككفرة‬
‫الكافر مثل ً هل كفر الكافر رغما ً عن الله أو بإرادةا الله ؟ ‪,‬‬
‫بإرادةا الله سبحانه وتعالى ‪ ,‬ما يقع شيء في هذا الكون إل‬
‫َ‬
‫ن إ ِ ّل أن يَشَ اءَ الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ما تَشَ اؤُو َ‬
‫بإرادةا الله سبحانه وتعالى } وَ َ‬
‫{ ‪ 35‬سبحانه وتعالى فكفر الكافر ليس رغما ً عن الله بل‬
‫هو بإرادةا الله القدرية الكونية سبحانه وتعالى وإن كان الله‬
‫ل يحب هذا ‪ -‬أي ل يحب أن يكفر الكافر ‪ , -‬ول يريد الله‬
‫سبحانه وتعالى أن يمتنع إبليس عن السجود لدما ولكن وقع‬
‫هذا بإرادةا الله الكونية القدرية وليس بإرادته الشرعيةة التي‬

‫سورة النسان آية رقم ‪ , 30‬وسورة التكوير آية رقم ‪. 29‬‬ ‫‪35‬‬
‫‪31‬‬

‫هي بمعنى المحبة – ما يحبه الله ويرضاه – ولذلك يحاسب‬


‫الله على ترك إرادته الشرعيةة ول يحاسب على ترك إرادته‬
‫الكونية القدرية لنه ل يستطيع أحد أصل ً أن يتركها ول‬
‫يستطيعة أحد أن يتجاوزاها أعني إرادةا الله الكونية القدرية ‪.‬‬

‫ومن الدلة التي إستدلوا بها على المامة والعصمة أدلة من‬
‫السنة أي من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وذكرنا‬
‫في بداية حديثنا أننا سنتكلم عن مجموعة من الحاديث‬
‫تسعة تقريبا ً أولها حديث الثقلينة ‪ ..‬حتى أُلفت كتبت‬
‫عناوينها تحمل هذا المضمون ‪:‬‬
‫‪32‬‬

‫‪ .4‬حديث الثقلين ‪:‬‬

‫ما هو حديث الثقلينة ‪ ,‬حديث الثقلينة أخرجه الماما مسلم‬


‫في صحيحه عن زايد بن أرقم أن النبي صلى الله عليه وآله‬
‫وسلم قال ‪ ) :‬وأنا تارك فيكم الثقلين أولهما كتاب الله فيه‬
‫الهدى والنور فخذوا بكتاب الله وأستمسكوا به ( ‪ ,‬قال زايد‬
‫‪ :‬فحث على كتاب الله ورغب فيه ثإم قال ‪ ) :‬وأهل بيتي‬
‫أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي‬
‫أذكركم الله في أهل بيتي ( ‪36‬أخرجه الماما مسلم في‬
‫صحيحه ‪.‬‬
‫ماذا فيه ؟ فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول ) إني‬
‫تارك فيكم الثقلينة ( الثقل الول كتاب الله وكما هو وارد‬
‫في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالخذ به‬
‫والتمسك به ثإم الثقل الثاني وهم أهل بيته قال ) أذكركم‬
‫الله في أهل بيتي ‪ ,‬أذكركم الله في أهل بيتي ‪ ,‬أذكركم‬
‫الله في أهل بيتي ( ‪.‬‬
‫ظاهر الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم يأمر برعاية‬
‫حقوق أهل بيته صلى الله عليه وآله وسلم ولكنهم ل‬
‫يتوقفون عند هذا الحديث أعني حديث زايد بن أرقم وإنما‬
‫يتجاوزاون ذلك إلى حديث أما سلمة وحديث علي وحديث‬
‫أبي سعيد الخدري ‪ ,‬أما حديث علي رضي الله عنه ففيه‬
‫‪ 36‬صحيح مسلم ‪ ,‬كتاب فضائل الصحابة ‪ ,‬باب فضائلـعلي بن أبي طالب حديث رقم ‪) 36‬‬
‫‪ ( 2408‬وهذا نصه ‪:‬‬
‫حدثني زهير بن حرب وشجاعـبن مخلد جميعا عن بن علية قال زهير حدثنا إسماعيل بن‬
‫إبراهيم حدثني أبو حيان حدثني يزيد بن حيان قال انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن‬
‫مسلم إلى زيد بن أرقم فلما جلسنا إليه قال له حصين لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا رأيت‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمعت حديثه وغزوت معه وصليت خلفه لقد لقيت يا زيد‬
‫خيرا كثيرا حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا بن أخي والله‬
‫لقد كبرت سني وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم فما حدثتكم فاقبلوا وما ل فل تكلفونيه ثم قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫يوما فينا خطيبا بماء يدعى خما بين مكة الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال أما بعد أل أيها‬
‫الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب‬
‫الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم‬
‫قال وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في‬
‫أهل بيتي فقال له حصين ومن أهل بيته يا زيد أليس نساؤه من أهل بيته قال نساؤه من‬
‫أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده قال ومن هم قال هم آل علي وآل عقيل وآل‬
‫جعفر وآل عباس قال ثم هؤلء حرم الصدقة قال ‪ :‬نعم ‪.‬‬
‫‪33‬‬

‫) إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله سببه‬


‫بيد الله وسببه بإيديكم وأهل بيتي ( ظاهره أنه أمر‬
‫بالتمسك بأهل بيته وهذا أخرجه بن أبي عاصم في السنة ‪,‬‬
‫ولكن مشكلتهة أنه ل يصح حيث إن في رواته سفير بن زايد‬
‫ضعفه أبو حاتم والنسائي وأبو زارعة ويعقوب بن شيبة وبن‬
‫المديني فل يمكن الستدلل بمثل هذا الحديث ‪ ,‬ندعه‬
‫ونأخذ الحديث الذي بعده وهو حديث أبي سعيد الخدري‬
‫وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪ ) :‬إني قد تركت‬
‫الثقلين أحدهما أكبر من الخر كتاب الله عز وجل حبل‬
‫ممدود من السماء إلى الرض وعترتي أهل بيتي أل إنهما‬
‫لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ( وهذا أخرجه أحمد‬
‫والترمذي وأبو يعل وبن أبي عاصم ولكن هذا أيضا ً فيه‬
‫عطية العوفي ضعفه أحمد وأبو حاتم والنسائي وغيرهم بل‬
‫هو متفق على ضعفه عند أهل العلم إذا ً ل يسلم هذا أيضا ً ‪.‬‬
‫الحديث الرابع وهو حديث زايد بن ثإابت وفيه ) إني تارك‬
‫فيكم خليفتينة كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء‬
‫والرض أو ما بين السماء إلى الرض وعترتي أهل بيتي‬
‫وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ( ‪37‬أخرجه أحمد‬
‫والطبراني وفيه القاسم بن حسان وثإقه أحمد بن صالح‬
‫والعجلي وذكره بن حبان في الثقات وضعفه البخاري وبن‬
‫قطان وسكت عنه بن أبي حاتم وضعفه الذهبي وقال بن‬
‫حجر مقبول وفيه شريك بن عبد الله وهو سيء الحفظ ‪.‬‬

‫الحديث الخامس حديث جابر بن عبد الله ) يا أيها الناس‬


‫إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله‬
‫وعترتي أهل بيتي ( ‪ 38‬أخرجه الترمذي والطبراني وفيه زايد‬
‫منْكر الحديث وكذا قال‬ ‫بن الحسن النماطي قال أبو حاتم ُ‬
‫الذهبي وقال بن حجر ضعيف ‪.‬‬

‫‪ 37‬مسند المام أحمد حديث زيد بن ثابت رقم ‪. ( 5/189 ) 21697‬‬


‫‪ 38‬سنن الترمذي ‪ ,‬كتاب المناقب ‪ ,‬باب مناقب أهل البيت رقم ‪ , 3786‬وفيه زيد النماطي‬
‫والحديث له أكثر من طريق ‪.‬‬
‫‪34‬‬

‫من هذه الروايات يظهر لنا أن حديث الثقلينة إنما يصح من‬
‫رواية زايد بن أرقم رضي الله عنه وليس فيه شيء من‬
‫المر بالتمسك بالعترةا ‪ ,‬وإنما فيه المر برعاية حق العترةا‬
‫‪ ,‬والمر إنما هو في التمسك بكتاب الله لذا جاء حديث جابر‬
‫بن عبد الله رضي الله عنه في صحيح مسلم ) وقد تركت‬
‫فيكم ما لن تضلوا بعده أبدا ً إن إعتصمتم به ‪ ,‬كتاب الله (‬
‫‪ 39‬فقط ولم يتطرق لهل البيت ول للعترةا وهذا رواه جعفر‬
‫الصادق عن أبيه محمد الباقر عن جابر بن عبد الله عن‬
‫النبي صلى الله عليه وآله وسلم ‪ ,‬وحديث المر بالتمسك‬
‫بالعترةا ضعفه أحمد وبن تيمية ‪ ,‬نعم صححه بعض أهل‬
‫العلم كاللباني وغيره ولكن العبرةا بما يكون فيه البحث‬
‫العلمي وهو أن هذا الحديث ل يصح علميا ً من حيث النظر‬
‫إلى السانيد والدللت و هذه منهجيةة أهل السنة والجماعة‬
‫وأنهم ل يقلدون أحدا ً في مثل هذه المور بل يتبعون‬
‫بحسب القواعد الموضوعة ‪.‬‬
‫صح هذا الحديث فكان ماذا ؟ سلمنا بصحته فكان ماذا ؟‬
‫أمر بالتمسك بالثقلينة ‪ ,‬من هم الثقلن ؟ كتاب الله وعترةا‬
‫النبي صلى الله عليه وآله وسلم ‪ ,‬يقول بن الثإير‬
‫) سماهما الثقلينة لن الخذ بهما والعمل بهما ثإقيل ويُقال‬
‫لكل خطير نفيس ثإَقَل فسماهما ثإقلين إعظاما ً لهما‬
‫وتفخيما ً لشأنهما ( قاله بن الثإير ج ‪ 1‬ص ‪ 216‬في غريب‬
‫الحديث ‪.‬‬
‫ومعنى الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بحفظ‬
‫حقوقهم ‪ ,‬ولذلك الصحابة رضي الله عنهم أعطوا الثقلين‬
‫حقهم ‪ ,‬هذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه يقول ‪:‬‬
‫) إرقبوا محمدا ً في أهل بيته ( ‪ 40‬وهذا أخرجه البخاري في‬
‫صحيحه وقال ‪ ) :‬والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله‬

‫‪ 39‬صحيح مسلم كتاب الحج ‪ ,‬باب في المتعة بالحج والعمرة رقم ‪. ( 1216 ) 146‬‬
‫‪ 40‬صحيح البخاري كتاب فضائل الصحابة ‪ ,‬باب مناقب قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫رقم ‪ 3713‬وأيضا رقم ‪. 3751‬‬
‫‪35‬‬

‫ص َ‬
‫ل من قرابتي (‬ ‫صلى الله عليه وسلم أحب إلي أن أ ِ‬
‫‪41‬أخرجه البخاري كذلك في صحيحه ‪.‬‬
‫‪:‬‬ ‫‪42‬‬
‫ثإم نرد على شبهتهم هذه من عدةا وجوه‬
‫الوجه الول ‪ :‬من عترة النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم ؟‬
‫عترةا الرجل هم أهل بيته ‪ ,‬وعترةا النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم هم كل من حرمت عليه الزكاةا وهم ‪ ,‬بنو هاشم ‪,‬‬
‫هؤلء هم عترةا النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ,‬ولننظر من‬
‫أولى الناس بالتمسك بهؤلء السنة أما الشيعة ؟‬
‫الشيعة ليس لهم أسانيد إلى رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم وهم يقرون بأنه ليس عندهم أسانيد في نقل كتبهم‬
‫ومروياتهم ‪ ,‬وإنما هي كتب وجدوها فقالوا أرووها فإنها حق‬
‫‪. 43‬‬
‫أما أسانيدهم كما يقول الحر العاملي وغيره من أئمة‬
‫الشيعة إنه ليس عند الشيعةة أسانيد أصل ول يعولون على‬
‫السانيد ‪ , 44‬فأين لهم أن ما يروونه في كتبهم ثإابت عن‬
‫عترةا النبي صلى الله عليه وسلم ؟!‬
‫بل نحن أتباع عترةا النبي صلى الله عليه وسلم الذين‬
‫أعطيناهم حقهم ولم نزد ولم ننقص كما قال النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ " :‬ل تطروني كما أطرت النصارى عيسى‬
‫بن مريم ولكن قولوا عبد الله ورسوله " ‪. 45‬‬
‫‪ 41‬صحيح البخاري كتاب فضائل الصحابة ‪ ,‬باب مناقب قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫رقم ‪ , 3712‬صحيح مسلم كتاب الجهاد والسير ‪ ,‬باب باب قول النبي صلى الله عليه وسلم ل)‬
‫نورث ما تركنا فهو صدقة ( رقم ‪. ( 1759 ) 52‬‬
‫‪ 42‬هذا الجزء هو إكمال لردـالشبهة هذه من كتاب الشيخ عثمان الخميس ) حقبة من التاريخ (‬
‫ص ‪ 203‬إلى ص ‪ 206‬مع نقل توثيق الشيخ نفسه ‪ ,‬وذلكـلن كلم الشيخ إنقطع في رده على‬
‫هذه الشبه هنا من مصدر التسجيل ‪.‬‬
‫جعلت فداك إن مشائخنا‬ ‫ُ‬ ‫‪:‬‬ ‫الثاني‬ ‫جعفر‬ ‫لبي‬ ‫قلت‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬ ‫الحسن‬ ‫‪ 43‬روى الكليني عن محمد بن‬
‫رووا عن جعفر وأبي عبد الله عليهما السلم وكانتـالتقية شديدة فكتموا كتبهم ولم ترو‬
‫عنهم ‪ ,‬فلما ماتوا صارت الكتب إلينا ‪ ,‬فقال ‪ :‬حدثوا بها فإنها حق ‪ .‬الكافي ‪. 53 /1‬‬
‫‪ 44‬انظر كتابه خاتمة الوسائل فإنه يبين فيه أن الشيعة ليس لهم أسانيد تصحيح على أساسها‬
‫الروايات ‪ ,‬وإن قضية السناد أمر مستحدث ‪ ,‬الفائدة التاسعة ‪.‬‬
‫‪ 45‬صحيح البخاري ‪ ,‬كتاب أحاديثـالنبياء ‪ ,‬باب قول الله واذكر في الكتاب مريم رقم ‪. 3445‬‬
‫‪36‬‬

‫الوجه الثاني ‪ :‬إماما العترةا علي بن أبي طالب رضي الله‬


‫عنه ‪ ,‬وبعده يأتي في العلم عبد الله بن عباس الذي هو حبر‬
‫علي‬
‫ّ‬ ‫هذه المة ‪ ,‬وكان يقول بإمامة أبي بكر وعمر قبل‬
‫علي بن أبي طالب قد ثإبت عنه‬ ‫ّ‬ ‫رضي الله عنه بل إن‬
‫بالتواتر أنه قال ‪ ) :‬أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم أبو بكر وعمر ( ‪. 46‬‬
‫َ‬
‫م َوزاِيرا ً خَي ْ ٌر لَك ُ ْ‬
‫م‬ ‫بل ثإبت عنه عند الشيعة أنه قال ‪) :‬أنَا لَك ُ ْ‬
‫فعلي يقر بفضل الشيخينة وهو إماما‬ ‫ميرا ً ( ‪, 47‬‬ ‫َ‬
‫ّ‬ ‫منّي أ ِ‬
‫ِ‬
‫العترةا ‪.‬‬
‫الوجه الثالث ‪ :‬هذا الحديث مثل قول النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ " :‬تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا‬
‫أبدا ً ‪ ,‬كتاب الله وسنتي " ‪. 48‬‬
‫سنة‬
‫وقال النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬عليكم بسنتي و ُ‬
‫الخلفاء الراشدين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ " ‪, 49‬‬
‫ض عليها بالنواجذ ‪.‬‬
‫فأمر بالع ّ‬
‫وقال ‪ " :‬اقتدوا بالَذ ّين من بعدي ‪ ,‬أبي بكر وعمر " ‪. 50‬‬
‫‪51‬‬
‫وقال ‪ " :‬اهتدوا بهدي عمار وتمسكوا بعهد ابن مسعود "‬
‫‪ ,‬ولم يدل هذا على المامة أبدا ً ‪ ,‬وإنما د ّ‬
‫ل على أن أولئك‬
‫على هدى الرسول صلى الله عليه وسلم ‪ ,‬ونحن نقول إن‬
‫عترةا النبي صلى الله عليه وسلم ل تجتمع على ضللة أبدا ً‬
‫‪.‬‬

‫‪ 46‬صحيح البخاري ‪ ,‬كتاب فضائلـالصحابة ‪ ,‬باب قول النبي صلى الله عليه وسلم ‪ :‬لو كنت‬
‫متخذا خليل رقم ‪. 3671‬‬
‫‪ 47‬نهج البلغة ص ‪ 95‬خطبة رقم ‪. 92‬‬
‫‪ 48‬مستدرك الحاكم ‪. 1/93‬‬
‫‪ 49‬سنن أبي داود ‪ ,‬كتاب السنة ‪ ,‬باب لزوم السنة رقم ‪ , 4607‬سنن الترمذي ‪ ,‬كتاب العلم باب‬
‫ما جاء في الخذ بالسنة ‪. 2676‬‬
‫‪ 50‬سنن الترمذي كتاب المناقب باب مناقب أبي بكر وعمر رقم ‪ , 3663‬سنن ابن ماجه ‪,‬‬
‫المقدمة باب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رقم ‪. 86‬‬
‫‪ 51‬سنن الترمذي كتاب المناقب ‪ ,‬باب مناقب عبد الله بن مسعود رقم ‪. 3805‬‬
‫‪37‬‬

‫الوجه الرابع ‪ :‬إن الشيعةة يطعنون في العباس ‪, 52‬‬


‫ويطعنون في عبد الله ابنه ‪ , 53‬ويطعنون في أولد الحسن‬
‫‪ ,‬وقالوا ‪ :‬إنهم يحسدون أولد الحسين ‪ , 54‬ويطعنون كذلك‬
‫في أبناء الحسين نفسه من غير الئمة الذين يدعونهم كزيد‬
‫علي ‪ , 55‬وكذلك إبراهيم أخي الحسن العسكري ‪, 56‬‬ ‫ّ‬ ‫بن‬
‫وغيرهم فهم ليسوا بأولياء النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫وعترته هم الذين مدحوهم وأثإنوا عليهم وأعطوهم حقهم‬
‫ولم ينقصوهمة ‪.‬‬

‫الوجه الخامس ‪ :‬نظرةا الشيعة ليست نظرةا اتباع وإنما‬


‫هي نزعة شعوبية فارسية ‪ ,‬فالنظر عندهم ليس نظرا ً في‬
‫إسلما وكفر ‪ ,‬وإنما النظر نظر فرس وعرب ‪ ,‬وهذا يدل‬
‫عليه أمور منها ‪:‬‬
‫تعظيمهم لسلمان‬ ‫‪.1‬‬
‫الفارسي من دون أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫حتى قالوا إنه يوحى إليه ‪ , 57‬لماذا ؟!! لنه من فارس‬
‫‪.‬‬

‫تعظيمهم لولد‬ ‫‪.2‬‬


‫الحسين دون أولد الحسن ‪ ..‬لماذا ؟! لن أخوال أولد‬
‫الحسين من الفرس ‪ ,‬من شهربانو بنت يزدجرد وهي‬
‫علي بن الحسين رضي الله تبارك وتعالى عنهم‬ ‫ّ‬ ‫أما‬
‫أجمعين ‪ ,‬فيرون أن الشجرةا الساسانية الكريمة التقت‬
‫مع الشجرةا الهاشمية ‪. 58‬‬

‫رجالـالنجاشي ص ‪. 52‬‬ ‫‪52‬‬

‫رجالـالنجاشي ‪ , 52‬الكافي ‪ 1/247‬واتهموه أنه سخيف العقل ‪.‬‬ ‫‪53‬‬

‫الكافي ‪ 2/155‬وانظر الحاشية ‪.‬‬ ‫‪54‬‬

‫بحارـالنوار ‪ , 46/194‬اتهموه أنه كان يشرب الخمر ‪.‬‬ ‫‪55‬‬

‫الكافي ‪ 1/504‬اتهموه بأنه فاجر ماجن شريبـللخمور ‪.‬‬ ‫‪56‬‬

‫رجالـالكشي ‪. 21‬‬ ‫‪57‬‬

‫بحارـالنوار ‪. 45/329‬‬ ‫‪58‬‬


‫‪38‬‬

‫قالوا كسرى في‬ ‫‪.3‬‬


‫النار والنار محرمة عليه ‪ , 59‬لماذا ؟! نظرةا فارسية‬
‫تعظيم لكسرى حتى وهو قد مات على الكفر قالوا ‪:‬‬
‫النار محرمة عليه ‪.‬‬

‫ثإم جاء آخرهم‬ ‫‪.4‬‬


‫ولعله ليس بأخيرهم وهو الحقاقي الحائري ‪ ,‬وقال عن‬
‫أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لما فتحوا بلد‬
‫فارس ‪ ) :‬أولئك العرب العراب الوباش عُبّاد‬
‫الشهوات الذين يتعطشونة إلى عفة نساء فارس ( ‪. 60‬‬

‫انظر كيف يصف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكيف‬
‫ن مجوسيات ‪,‬‬ ‫يصف نساء فارس في ذلك الوقت ‪ ,‬لما ك ُ ّ‬
‫يقول عنهن ‪ :‬عفيفات ويقول عن أصحاب النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم أنهم عطاشا لعراض نساء فارس ‪ ,‬فالنظرةا‬
‫علي وترك‬‫ّ‬ ‫إذا ً ليست نظرةا إسلما وكفر ‪ ,‬أو نظرةا إمامة‬
‫إمامة غيره ‪ ,‬ل ‪ ,‬إنما النظرةا نظرةا شعوبية بحتة ‪. 61‬‬

‫بحارـالنوار ‪. 41/214‬‬ ‫‪59‬‬

‫رسالة اليمان ‪. 323‬‬ ‫‪60‬‬

‫إنتهى اليراد من كتاب حقبة من التاريخ هنا ‪.‬‬ ‫‪61‬‬


‫‪39‬‬

‫حديث الثني‬ ‫‪.5‬‬


‫عشر ‪:‬‬

‫وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪ ) :‬يكون بعدي إثإنا‬
‫عشر خليفة كلهم من قريش ( وفي روايات أخرى لهذا‬
‫الحديث عند أهل السنة والجماعة في الصحيحينة وغيرهما‬
‫) ل يزال أمر هذا الدين قائما ً حتى يلي إثإنى عشر خليفة‬
‫كلهم من قريش ( ‪ 62‬هذا الحديث يستدلون به على إمامة‬
‫الثإني عشر عندهمة ‪ ,‬فهل الثإني عشر في الحديث‬
‫الشريف هم الثإنى عشر الذين يقول الشيعةة إنهم أئمتهم‬
‫؟! وإنهم هم المقصودون في هذا الحديث أو ل؟ ‪.‬‬

‫هذه دعوى للنظر هل هذه الدعوى صحيحة أو غير صحيحة ‪,‬‬


‫من هم أئمة الشيعةة الثإنى عشر نعدهم ‪:‬‬
‫علي بن أبي طالب‬ ‫‪.1‬‬
‫‪.‬‬
‫الحسن بن علي ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫الحسين بن علي ‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫علي بن الحسين ‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫محمد بن علي بن‬ ‫‪.5‬‬
‫الحسين ) الباقر ( ‪.‬‬
‫جعفر بن محمد‬ ‫‪.6‬‬
‫) الصادق ( ‪.‬‬
‫موسى بن جعفر‬ ‫‪.7‬‬
‫) الكاظم ( ‪.‬‬
‫‪ 62‬البخاري كتاب الحكام ‪ ,‬باب الستخلف رقم ‪ 7222‬بلفظ ) سمعت النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم يقول ‪ :‬يكون اثنا عشر أميرا فقال كلمة لم أسمعها فقال أبي إنه قال ‪ " :‬كلهم من‬
‫قريش" ( ‪ ,‬صيح سلم كتاب المارة ‪ ,‬باب الناس تبع لقريش حديث رقم ‪ , 6 , 5‬و ‪ 7‬بعدة ألفاظ‬
‫كلها قريبة من هذا اللفظ ) حديث رقم ‪ " : ( 5‬عن جابر بن سمرة قال دخلت مع أبي على‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول إن هذا المر ل ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا‬
‫عشر خليفة قال ثم تكلم بكلم خفي علي قال فقلت لبي ما قال قال ‪ :‬كلهم من قريش " ‪,‬‬
‫سنن الترمذي باب ما جاء في الخلفاء حديث رقم ‪ 2223‬بلفظ ) قال رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم يكون من بعدي اثنا عشر أميرا قال ثم تكلم بشيء لم أفهمه فسألت الذي يليني‬
‫فقال كلهم من قريشـ( ‪.‬وسنن أبي داود رقم ‪, 3731‬‬
‫‪40‬‬

‫علي بن موسى‬ ‫‪.8‬‬


‫) الرضا ( ‪.‬‬
‫محمد بن علي‬ ‫‪.9‬‬
‫) الجواد ( ‪.‬‬
‫‪ .10‬علي بن محمد ) الهادي ( ‪.‬‬
‫‪ .11‬الحسن بن محمد العسكري ‪.‬‬
‫‪ .12‬محمد بن الحسن وهو المهدي ‪.‬‬

‫يقولون هؤلء هم الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه‬


‫وسلم ‪ ) :‬يكون بعدي إثإنى عشر خليفة ( قلنا فلننظر هل‬
‫هذا الكلما صحيح أو غير صحيح ؟ ‪.‬‬
‫نقول أول ً جاء في كتب القوما أن الئمة ثإلثإة عشر ‪ ,‬في‬
‫الكافي مثل ً عن أبي جعفر أن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم قال لعلي ‪ ) :‬إني وأثإني عشر إماما ً من ولدي وأنت‬
‫يا علي سر الرض ( الثإنى عشر غير علي أي ثإلثإة عشر‬
‫هؤلء وهذا في الكافي ج ‪ 1‬ص ‪. 534‬‬

‫وجاء كذلك عن جابر أنه قال دخلت على فاطمة وبين يديها‬
‫لوح فيه أسماء الوصياء من ولدها فعددت إثإني عشر‬
‫آخرهم قائمهم ‪ .‬إذا كلمة أثإني عشر هذه كلمة غير‬
‫صحيحة ولذلك جاء في حديث جابر هذا أنه قال ‪ ) :‬فعددت‬
‫إثإني عشر آخرهم قائمهم ثإلثإة منهم محمد وثإلثإة منهم‬
‫علي ( من هم محمد ‪ ,‬محمد الباقر ‪ ,‬محمد بن علي‬
‫) الجواد(‪ ,‬محمد بن الحسن ) المهدي ( ‪ ,‬من هم الثلثإة‬
‫علي ؟ ‪ ,‬علي بن الحسين ) السجاد ( ‪ ,‬علي بن موسى‬
‫) الرضا ( ‪ ,‬علي بن محمد )الهادي ( وهذا في الكافي ص‬
‫‪. 532‬‬

‫إذا ً هم ثإلثإة عشر ولذلك ذكرت بعض كتب الشيعة التي‬


‫تكلمت عن الفرق أن هناك فرقة من فرق الشيعةة تسمت‬
‫بالثلثإة عشر يعني إعتقدت بثلثإة عشر إماما ً من هذان‬
‫‪41‬‬

‫الحديثان الموجودان في الكافي يقولن أن الئمة ثإلثإة‬


‫عشر وليسوا إثإني عشر كما يقولون ‪.‬‬

‫وهنا نقطة مهمة جدا ً في هذه المسألة ‪ ,‬هم يقولون نحن‬


‫الثإنى عشر وأئمتنا هم فلن وفلن وفلن ‪ ..‬الذين ذكرناهم‬
‫الن ‪ ..‬طيب النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بهذا في‬
‫زامنه بينما نجد أن كبار رواةا الشيعةة الذين عاصروا الباقر‬
‫وعاصروا الصادق ‪ ,‬الباقر قلنا هو الخامس والصادق هو‬
‫السادس ولهما تلميذ أتباع رواةا ما كانوا يعرفون أن الئمة‬
‫أثإنا عشر ولذلك كان الختلفا يقع بينهم كآل زارارةا لما‬
‫حضره الموت قال ) ليس لي إماما وأشار إل هذا الكتاب‬
‫وأشار إلى القرآن ( رجال الكشي ص ‪. 139‬‬

‫ونجد أن أقطاب الشيعة الكبار زارارةا بن أعين ‪ ,‬هشاما بن‬


‫سالم الجواليقي و محمد بن النعمان الحول ) شيطان‬
‫الطاق ( ‪ ,‬عمار الساباطي هؤلء يذهبونة ويبايعون عبد الله‬
‫بن جعفر !! ولم يبايعوا موسى بن جعفر بل بايعوا عبد الله‬
‫بن جعفر الذي هو الفطح ‪ ,‬ولذلك ذكر النوبختي وغيره أن‬
‫جل رواةا الشيعةة فطحية لن جل الروايات عندهم عن‬
‫جعفر الصادق ومحمد الباقر وجل أتباع محمد الباقر وجعفر‬
‫الصادق إتبعوا بعد ذلك عبد الله بن جعفر وبايعوه وهو‬
‫الفطح ولذلك قالوا جل رواتنا فطحية ‪ ,‬وهذا هشاما بن‬
‫سالم يقول ‪ ) :‬رجعنا من عبد الله بن جعفر ضلل ً ل ندري‬
‫إلى أين نتوجه ول من نقصد ( الكافي ج ‪ 1‬ص ‪. 351‬‬

‫إذا ً قضية أنهم إثإنى عشر ومحسومون وأخبر بهم النبي‬


‫صلى الله عليه وسلم هذا ما كان يعرفه الشيعة الكبار‬
‫ولذلك فرق الشيعة لم تقل بالثإني عشر ‪ ,‬متى جاءت‬
‫تسمية فرقة الثإني عشر ؟ ‪..‬‬
‫الماما جعفر الصادق ما فيه شيء إسمه الثإني عشر وقبله‬
‫من باب أولى أياما محمد الباقر وعلي بن الحسين والحسن‬
‫‪42‬‬

‫والحسين وعلي ما كان فيه شيء إسمه الفرقة الثإني‬


‫عشرية ‪ ..‬فيه شيعة ‪ ,‬أياما علي بن الحسين شيعة ‪ ,‬أياما‬
‫الباقر شيعة ‪ ,‬أياما جعفر شيعة ‪ ,‬أياما موسى الكاظم شيعة‬
‫‪ ,‬أياما علي الرضا شيعة فقط ما فيه شيعة أثإنا عشر أبدا ً‬
‫وكذا في زامن الجواد والهادي وزامن العسكري شيعة ‪ ,‬متى‬
‫خرجت هذه الفرقة ؟ ‪..‬‬

‫صدموا ماذا‬
‫لما مات الحسن العسكري ولم يكن له ولد ُ‬
‫نصنع ؟ ما عنده ولد ونحن قلنا المامة مستمرةا ماذا نصنع‬
‫؟ ‪ ...‬قالوا ألفوا له ولد ‪ ..‬ألفوا له ولدا ً ‪ ..‬ما صدقهم أحد‬
‫لذلك أخذت أمه الميراث مع أخيه جعفر ‪ ,‬ما ظهر له ولد‬
‫أصل ً ‪ ,‬دعوى باطلة ‪ ,‬ولذلك هم يردون على السماعيليةة‬
‫أنه ليس لسماعيل بن جعفر ولد ‪ ...‬ويردون على الفطحية‬
‫والفطحية يردون عليهم وهكذا ‪..‬‬

‫فهنا كذلك يُقال لهم في دعوى أنه ليس له ولد ‪ ,‬من يقول‬
‫أنه ليس له ولد ؟ ولذلك نقول مت جاءت الفرقة الثإنا‬
‫عشرية ‪ ..‬أياما علي بن أبي طالب مافيه شيء إسمه‬
‫الفرقة الثإنا عشرية ول أياما الحسن ول أياما الحسين رضي‬
‫الله عنهم أجمعين ول كذلك أياما علي بن الحسين ول محمد‬
‫البقر ول جعفر الصادق رضي الله عنهم ‪ ,‬بل ول أياما‬
‫موسى الكاظم ول علي الرضا ول محمد الجواد رضي الله‬
‫عنهم مافيه شيء إسمه فرقة الثإنا عشرية ‪ ,‬بعد الجواد‬
‫علي الهادي والحسن العسكرية ل توجد كذلك فرقة إثإنا‬
‫عشرية طيب لماذا لم يُتبنى هذا الحديث من النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم في بداية المر ! ‪ ,‬لماذا تُبنيى بعد ذلك ؟‬
‫أتدرون لماذا ؟ ‪ ..‬لنه مات الحسن العسكرية وليس له ولد‬
‫‪ ..‬ماذا يصنعون ؟ من أين يأتون له بولد ‪ ,‬إدعوا ولدا ً ‪ ..‬ما‬
‫صدقهم الناس ولذلك أخذت أمه ميراثإه مع أخيه أعني‬
‫ميراث الحسن العسكري ‪ ,‬أين الولد قالوا ولد غائب ‪,‬‬
‫وطبيعي جدا ً أن يكون غائبا ً لنه ل يمكن أن يحضر لنه‬
‫‪43‬‬

‫ليس موجودا ً أصل ً ‪ ,‬طيب هذا الولد أليس له ولد ؟‬


‫طبيعي جدا ً أن ل يكون له ولد لنه أصل ً لم يُخلق فكيف‬
‫يُخلق له ولد ؟ !! فكان ل بد إذا ً أن يقفوا عند الثإني عشر‬
‫‪ ..‬ولذلك تسموا بالثإني عشرية ‪ ,‬ثإم بعد ذلك إما أن يكون‬
‫سول لهم الشيطان – أعني شيطان الجن ‪ -‬أو شيطانهم‬
‫من شياطينهم من شياطين النس فوجد حديثا ً للنبي صلى‬
‫الله عليه وسلم يخبر فيه صلوات الله وسلمه عليه أن‬
‫يكون بعده إثإنا عشر خليفة فقالوا بس ‪ ..‬أثإنا عشر وأثإنا‬
‫عشر الرقم نفس الرقم إذا ً النبي يخبر عن الثاني عشر ‪..‬‬
‫هذا ل شك أنه لعب بكتاب الله جل وعل ولعب بسنة النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم ولعب على عقول الناس ‪.‬‬

‫ولذلك جاءت روايات كثيرةا عند الشيعةة أن القائم ليس هو‬


‫محمد بن الحسن المهدي هذه رواية مثل ً تقول ‪ ) :‬تابعون‬
‫قائمون ( الكشي ص ‪ 373‬وقال جعفر عن المهدي‬
‫) سمي فالق البحر ( الغيبةة ‪ 46‬وقال أيضا ) إسمه على‬
‫إسم حديدةا الحلق ( الغيبةة ‪47‬‬
‫لو نظرنا من السابع ؟ موسى الكاظم عدوا معي ‪:‬‬
‫علي‬
‫الحسن‬
‫الحسين‬
‫علي بن الحسين‬
‫محمد بن علي‬
‫جعفر‬
‫موسى‬

‫موسى هو السابع من هو سمي فالق البحر ‪ ..‬موسى نبي‬


‫الله موسى ‪ ,‬من الذي إسمه على إسم حديدةا الحلق‬
‫الموس ‪ ..‬موسى إذا ً هذا هو القائم ‪ ,‬ما كان عندهم شيء‬
‫إسمه الثاني عشر ‪ ..‬القائم السابع من وين جاءت الثاني‬
‫عشر ؟!!‬
‫‪44‬‬

‫وكذلك الحديث فيه يقول ‪ ) :‬ل يزال أمر هذا الدين قائما ً ما‬
‫ولي إثإنى عشر خليفة ( الثاني عشر هم يزعمون و يدعون‬
‫أنه موجود حاليا ً من سنة ‪ 260‬ه ‪ ,‬عندما مات الحسن‬
‫العسكري هم يدعون أنه ولد عاما ‪ 256‬من سنة ‪ 260‬هو‬
‫موجود ‪ ..‬النبي صلى الله عليه وآله وسلم ماذا يقول ؟ قال‬
‫)ل يزال أمر هذا الدين قائما ً ( ) ل يزال الدين منيعاًة ( ) ل‬
‫يزال الدين عزيزا ً ما ولي إثإنا عشر خليفة ( طيب وين‬
‫هذا هل ترون الن منذ سقوط الخلفة إلى يومنا هذا هل‬
‫الدين عزيز ؟؟!! انظروا إلى أحوال المسلمين اليوما ‪ ..‬هل‬
‫عال في‬
‫ٍ‬ ‫الذين عزيز ؟ ‪ ,‬هل الذين منيعة ؟ هل السلما‬
‫الرض ‪ ...‬أين إذا ً حديث النبي صلى الله عليه وسلم نكذب‬
‫النبي أو نكذب الذين يزعمون هذه الدعوى يدعونها زاورا ً‬
‫ويقولون إنه أخبر النبي بالثإني عشر بهذا الحديث ! ‪.‬‬

‫كذلك هم يقولون أن أئمتهم كانوا يتقون وكانوا مستترينة‬


‫وكانوا خائفين والنبي صلى الله عليه وسلم يقول ) الدين‬
‫منيعة ( الدين قوي !!‬
‫أين الدين قوي والدين منيع مع خوفا وإستتار ‪ ..‬إذا كان‬
‫القائم على الدين خائفا ً مستترا متقيا ً فكيف يكون الدين‬
‫قائما عزيزا منيعا ً ؟! ‪.‬‬

‫ثإم إن الحديث ليس فيه حصر يخبر النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم أنه في أثإناء خلفة إثإني عشر خليفتا ً يكون الدين‬
‫منيعاًة ‪ ,‬هل قال النبي صلى الله عليه وسلم ولن يحكم‬
‫غيرهم ‪ ,‬وسيتوقف المر عند هؤلء وستقوما القيامة على‬
‫الثاني عشر من هؤلء ‪ ,‬ما فيه أي شيء من هذا الحديث‬
‫أبدا ً ‪ ,‬الحديث يتكلم بخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫م‬ ‫من المور المستقبلية ‪ ,‬وكما قال سبحانه وتعالى } ع َال ِ ُ‬
‫من‬ ‫حدًا ‪ 26‬إ ِ ّ‬ ‫الْغَيب فَ َل يظْهر ع َلَى غَيبه أ َ‬
‫ضى ِ‬
‫ارت َ َ‬
‫ن ْ‬‫ِ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫ِْ ِ‬ ‫ُ ِ ُ‬ ‫ْ ِ‬
‫صدًا ‪ 27‬لِيَعْل َ َ‬
‫م‬ ‫ن خَل ْ ِفهِ َر َ‬ ‫م ْ‬
‫ن يَدَيْهِ َو ِ‬ ‫من بَي ْ ِ‬ ‫سل ُ ُ‬
‫ك ِ‬ ‫ول فَإِن ّ ُ‬
‫ه يَ ْ‬ ‫س ٍ‬ ‫ّر ُ‬
‫‪45‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫صى ك ُ ّ‬
‫ل‬ ‫ح َ‬ ‫ما لَدَيْهِ ْ‬
‫م َوأ ْ‬ ‫ح َ‬
‫اط ب ِ َ‬ ‫م َوأ َ‬
‫ت َربّهِ ْ‬ ‫س َ‬
‫ال ِ‬ ‫أن قَد ْ أبْلَغُوا ِر َ‬
‫يءٍ عَدَدًا ‪ 63 { 28‬فيخبر الله جل وعل نبيه ببعض غيبه‬ ‫شَ ْ‬
‫ويخبر النبي صلى الله عليه وسلم ببعض ما يقع ‪ ,‬وهذا من‬
‫علمات صدق النبي صلوات الله وسلمه عليه ‪.‬‬

‫كذلك النبي قال ‪ ) :‬كلهم من قريش ( وهم يقولون كلهم‬


‫أولد علي بن أبي طالب ‪ ,‬نحن نعلم علم اليقين ل مرية‬
‫عندنا في هذا أبدا ً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‬
‫وصدق أنه أوتى جوامع الكلم ‪ ,‬فهل الذي أوتى جوامع‬
‫الكلم يقول كلهم من قريش وهم من أولد علي أصل ً ‪,‬‬
‫وهو كما نعلم علم اليقين كذلك أنه أنصح الناس للناس‬
‫صلوات الله وسلمه عليه ‪ ,‬نصوح ‪ ..‬كيف يضيعنا ! كيف‬
‫يقول من قريش وهو يريد عليا ً وأبناءه ‪ ,‬كان يقول علي‬
‫وأبناء علي وأنتهى المر ‪ ,‬بل يذكر أسماءهم وينتهي المر‬
‫لكن يقول كلهم من قريش ويعمي المسألة على الناس‬
‫لماذا !؟ نحن ل نؤمن بذلك أبدا ّ ‪ ..‬لو كان النبي يريد عليا ً‬
‫وأولده كان يقول علي وأولده ‪ ,‬ولذلك لو جئت أنا وقلت‬
‫مثل ً سأعطي كل عربي مئة دينار فجاءني العرب إجتمعوا‬
‫على بابي ماذا تريدون ؟‬

‫قالوا نريد مئة دينار ‪ ,‬كل واحد منا يريد مئة دينار ‪..‬‬
‫قلت ل عفوا ً أنا سأعطي الليبيينة فقط ‪..‬‬
‫لماذا تعطي الليبيين فقط ‪..‬؟‬
‫قلت الليبيين عرب ‪..‬‬
‫قالوا ‪ :‬ونحن عرب ! ‪..‬‬
‫قلت طيب أنا ما أخطأت ‪..‬‬
‫قالوا ‪ :‬ولكنك لم تحسن الكلما لو كنت تحسن الكلما‬
‫لقلت سأعطي كل الليبيينة ول يحتاج أن نأتي أصل ً ‪..‬‬
‫قلت طيب أنا آسف لكن لن أعطي إل الليبيينة إسمحوا لي‬
‫بارك الله فيكم ‪..‬‬
‫سورة الجن ‪.‬‬ ‫‪63‬‬
‫‪46‬‬

‫فرجعوا فإجتمع عندي الليبيون فقالوا ‪ :‬صفا لنا الجو ‪..‬‬


‫قلت ماذا تريدون ؟‬
‫قالوا ‪ :‬كل واحد مئة دينار ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬ل أنا سأعطي فقط أهل طرابلس ‪ ..‬أما غير أهل‬
‫طرابلس عفوا ً لن أعطيهم شيء ‪..‬‬
‫قالوا ‪:‬لماذا ؟‬
‫قلت ‪ :‬أنا أريد أعطي فقط أهل طرابلس ‪..‬‬
‫قالوا ‪ :‬أنت قلت كل الليبيين ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬طيب أهل طرابلس ليبيينة أو ما هم ليبيون ؟ ‪..‬‬
‫قالوا ‪ :‬أحسن الكلما ‪ ..‬أنت في الول أحرجتنا مع العرب‬
‫والن أحرجتنا مع أنفسنا وأخرجتنا من الحسبة وضيعت‬
‫علينا وقتنا ‪ ..‬كان قلت من أول سأعطي أهل طرابلس‬
‫وإنتهى المر ‪..‬‬
‫قلت طيب أنا آسف إسمحوا لي وأعطيت أهل طرابلس ‪..‬‬

‫فأنا هل أُلما على إختيار مثل هذه الكلمات أو ل أُلما ؟؟ ‪..‬‬


‫أتريدون أن ننسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‬
‫) كلهم من قريش ( وهو يريد عليا ً وأبناءه ؟! ‪ ..‬أليس كان‬
‫من الفضل أن يقول ) كلهم من بني هاشم ! ( وحتى هذه‬
‫ما تصلح لن بني هاشم كثيرون مشكلةة هذه ‪ ..‬إذا ً كان‬
‫يجب على النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول ) كلهم‬
‫أولد علي ( ويحددهم بأسماءهم يقول الحسن والحسين‬
‫لن علي له تسعة عشر ولدا ً رضي الله عنه وذرية الحسين‬
‫دون الحسن حدد هكذا حتى نقول أوتى جوامع الكلم‬
‫صلوات الله وسلمه عليه ‪ ..‬ولكن المر ليس كذلك ‪ ..‬المر‬
‫أن النبي قال ‪ ) :‬كلهم من قريش ( ونحن نعتقد يقينا ً أن‬
‫النبي أوتى جوامع الكلم وأن الذين زاعموا على النبي أنه لم‬
‫يؤت جوامع الكلم نؤمن يقينا ً كذلك أن قولهم مردود ل‬‫َ‬
‫نقبل قولهم أبدا ً لنهم يريدون أن يطعنوا في نبينا ونحن ل‬
‫نقبل هذا في نبينا صلوات الله وسلمه عليه ‪.‬‬
‫‪47‬‬

‫القضية إذا ً هم استدلوا العدد على العدد فقط ! أثإنى عشر‬


‫خليفة ونحن نؤمن بإثإني عشر إذا ً هؤلء هم هؤلء إنتهى‬
‫المر ‪ ..‬نقول فاتكم أنه جاء في حديث مسلم‬
‫) سيكون في أمتي إثإنا عشر منافقا ً ( ‪ ..64‬هذه مشكلةة إذا‬
‫كانت قضية قضية العدد يوافق فكيف توفقون بين هذه‬
‫وهذه وتلك إثإني عشر خليفة وإثإنى عشر إماما وإثإنى عشر‬
‫منافق ؟؟ هل كل إثإنا عشر هي في أئمتكم أو ل تدبروا هذا‬
‫المر ‪.‬‬

‫لو رجعنا إلى كتاب الله جل وعل ما وجدنا أن الله جل وعل‬


‫نص على إمامة أحد منهم أبدا ً ‪ ,‬وقد مر بنا أدلتهم من‬
‫القرآن وبينا أنه ل يصح منها شيء ‪ ,‬أين كتاب الله جل وعل‬
‫عن المامة التي هي عندهمة أهم من الصلةا وأهم من‬
‫الزكاةا وأهم من الحج وأهم من كل شيء ما ذكرها الله‬
‫سبحانه وتعالى ول نص على هؤلء الئمة الثإني عشر في‬
‫كتابه العزيز ‪ ,‬لما لم ينص الله تبارك وتعالى على هذا مع‬
‫أهمية هذا المر هو عندهم أهم ركن من أركان السلما ‪.‬‬
‫ذكر الله جل وعل الرسل ورسالتهم ‪ ,‬ذكر الله تبارك‬
‫وتعالى أحوالهم مع أممهم ولم يذكر شيئا ً أبدا ً عن هؤلء‬
‫الئمة ل من قريب ول من بعيد أتقصير من الله أو دعواهم‬
‫باطلة إختر أي المرين شئت ‪.‬‬

‫ولذلك زايد بن علي بن الحسين رضي الله عنه وزايد هذا‬


‫أخو محمد الباقر عم جعفر الصادق ‪ ,‬بن علي زاين العابدين‬
‫‪ ,‬تنتسبة إليه طائفة الزيدية ‪ ,‬زايد بن علي بن الحسين‬
‫يقولون إنه جلس مع مؤمن الطاق ‪ ,‬ويسميه أهل السنة‬
‫شيطان الطاق محمد بن النعمان ‪ ,‬فقال له ‪ :‬يا أبا جعفر ‪,‬‬
‫بعد أن بعث إليه وكان مستخفياًة ‪ ,‬أخرج معي ساعدني فيما‬
‫خرجت إليه فقال له شيطان الطاق أو مؤمن الطاق كما‬
‫يحبون أن يسموه قال ‪ :‬إن كان الخارج أباك أو أخاك فنعم‬
‫صحيح مسلم كتاب صفات المنافقين وأحوالهم حديث رقم ‪. 10‬‬ ‫‪64‬‬
‫‪48‬‬

‫خرجت معك أما أنت فل ‪ .‬قال يا أبا جعفر – يعني الحول‬


‫هذا ‪ : -‬كنت أجلس مع أبي على الخيوان – طاولة الطعاما ‪-‬‬
‫علي ولم‬
‫ّ‬ ‫فيلقمني اللقمة السمينة ويبردها لي شفقة‬
‫يشفق علي من حر النار حيث أخبرك بالمامة ولم يخبرني‬
‫أنا !!! – أن الماما بعد علي محمد وبعد محمد جعفر – ما‬
‫جعلتة‬ ‫علي وحبه لي ‪ ,‬قال ‪ُ :‬‬
‫ّ‬ ‫أخبرني أبي بهذا على شفقته‬
‫فداك من شفقته عليك من حر النار لم يخبرك ‪ ,‬خافا‬
‫نجوت‬
‫ُ‬ ‫عليك أل تقبل فتدخل النار ‪ ,‬وأخبرني أنا فإن قبلت‬
‫وإن لم أقبل فلي ان أدخل ‪.‬‬

‫هذا منطق !! ‪ ,‬هذا عقل ! ل يخبر ولده بالمامة لهم ركن‬


‫من أركان الدين ويخبر الجنبي البعيد ! ولذلك أصاب أهل‬
‫السنة عندما سموه شيطان الطاق ‪ ,‬الذي يتكلم هكذا مع‬
‫واحد من أئمة أهل البيت وهو زايد بن علي بن الحسين ‪.‬‬

‫كذلك هناك قضية مهمة ‪ ..‬هناك شخص إسمه محمد بن‬


‫عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب هذا‬
‫يُقال له النفس الزكية سنة ‪ 130‬هة خرج هذا الرجل وقال‬
‫إنه هو المهدي وتبعه أقواما كثير ومن أهل البيت وهذا جد‬
‫أبيه الحسن بن علي بن أبي طالب ‪ ,‬ليستة القضية في‬
‫خروجه ‪ ,‬القضية في أن جعفر الصادق الذي هو في منزلتهة‬
‫أمر ولديه موسى الكاظم وعبد الله الفطح أمرهما أن‬
‫يخرجا معه تابعين له فإنظما إلى ثإورته وهذا في مقاتل‬
‫الطالبيين ص ‪ , 244‬مع أنهم يروون ) أن كل بيعة قبل‬
‫ظهور القائم فبيعته كفر ونفاق وخديعة لعن الله المبايِع‬
‫والمبايَع له ( بحار النوار ج ‪ 53‬ص ‪. 8‬‬

‫أحاديث المهدي لو نظرنا إليها في كتب الشيعةة لوجدناها ل‬


‫تُحصى من كثرتها ل أقول مئات تتجاوزا المئات ومع هذا نجد‬
‫أن جل فرق الشيعة ل تؤمن بالمهدي لماذا ؟ خاصة‬
‫القديمة ‪ ,‬الفطحية ل تؤمن بالمهدي ‪ ,‬الناووسية ل تؤمن‬
‫‪49‬‬

‫بالمهدي ‪ ,‬البترية ل تؤمن بالمهدي ‪ ,‬الصالحية ل تؤمن‬


‫بالمهدي ‪ ,‬الكيسانيةة ل تؤمن بالمهدي ‪ ,‬السماعيليةة ل تؤمن‬
‫بالمهدي ‪ ,‬الجعفرية القديمة ل تؤمن بالمهدي ‪ ,‬الموسوية‬
‫القديمة ل تؤمن بالمهدي ‪..‬‬

‫هذه الحاديث الكثيرةا ‪ ,‬لماذا كلهم يغفلون عنها بل رواةا‬


‫أحاديث الشيعة الكبار هذه أسمائهم ‪:‬‬
‫عمار الساباطي ‪ ,‬عبد الله بن أبي يعفور ‪ ,‬أبان بن تغلب ‪,‬‬
‫هشاما بن الحكم ‪ ,‬جميل بن دراج ‪ ,‬هشاما بن سالم ‪ ,‬محمد‬
‫بن نعمان وظف إليهم زارارةا وأسال إن شئت أو إقرأ في‬
‫رجال الكشي عن هؤلء ماذا يكونون في رواةا الشيعةة ؟ !‬
‫‪ .‬كل هؤلء يضيعون بعد جعفر الصادق ل يدرون إلى أين‬
‫يتوجهون لماذا ؟ لنه ما توجد مثل هذه الروايات كلها‬
‫روايات متأخرةا موضوعة بعد ذلك كُذبت بعد ذلك ‪ ,‬ولذلك‬
‫هذا البياضي مثل ً عالمهم يقول‪ ) :‬إن عليا ً لم يذكر النص‬
‫للصحابة على نفسه لسببينة ‪ ,‬لو ذكر ثإم أنكروه لكفروا ولم‬
‫يرد ذلك ‪ ,‬أنهم قصدوا في الشورى تقديم الفضل فشارك‬
‫ليعترفوا بأنه الفضل فقط ( إذا ً هذا البياضي يعترفا أنه ما‬
‫فيه نص لعلي ‪ ,‬علي لم يذكر النص لنفسه فكيف يكون‬
‫ذ ُكر النص لحد عشر من ولده ‪ ,‬وإذا كانت المامة نصا ً‬
‫في الثإني عشر هؤلء لماذا تنازال الحسن لمعاوية ‪ ,‬إسألوا‬
‫علمائكم ! والله نريد لكم الخير إسألوهم لماذا تنازال‬
‫الحسن لمعاوية وهو إماما منصوص من عند الله تبارك‬
‫وتعالى لماذا تنازال يقولون لن المامة ليست في الحكم‬
‫ليس الحكم شرطا ً يمكن أن يكون إماما وليس بحاكم ‪ ,‬إذا ً‬
‫لماذا خرج الحسين على يزيد ‪ ,‬كان الحسين إماما وليس‬
‫بحاكم لماذا خرج على يزيد ؟! إذا كانت القصية المامة ل‬
‫شأن لها بالحكم أو ليلزما من المامة الحكم ‪ ,‬طيب‬
‫الحسين يقول كذلك ل يلزمني الحكم ويظل إماما ً بدون أ‪،‬‬
‫يخرج على يزيد ‪ ..‬لماذا خرج على يزيد ؟! سلوهم ‪..‬‬
‫‪50‬‬

‫لكن أيضا ً اسألوهم سؤال ً آخر ‪ ,‬لماذا خرج الحسين على‬


‫يزيد ولم يخرج على معاوية ؟ ‪ ,‬مع أنه عاش خلفة معاوية‬
‫بعد موت الحسن إحدى عشرةا سنة بعد الحسن ‪ ,‬سنة ‪49‬‬
‫توفي الحسن رضي الله عنه وأنتهت خلفة معاوية رضي‬
‫الله عنه سنة ‪60‬هة ‪ ,‬من سنة ‪ 49‬هة إلى سنة ‪ 60‬هة‬
‫الحسين لم يحرك ساكنا ً ضد معاوية وإنما خرج على يزيد‬
‫ولم يخرج على معاوية ‪..‬‬
‫فكروا لماذا ؟‬
‫إما أن تقولوا أن معاوية كان رجل ً صالحا ً فهذه جيدةا نقبلها‬
‫منكم ‪ ,‬ويزيد ليس بصالح لشيء فيها هناك كثير من علماء‬
‫السنة يقولون يزيد ليس بصالح ‪ ,‬أنا أقول لك يزيد ليس‬
‫بصالح لكن ل نسبه نحن ل نتقرب إلى الله بسبه ‪ ,‬لكن‬
‫بدون شك هناك بكثير من هم أصلح منه وأولى منه‬
‫بالخلفة ‪ ,‬لكن لماذا لم يخرج الحسين على معاوية ‪..‬‬
‫ولماذا تنازال الحسن لمعاوية والمامة نص للثإني عشر ؟! ‪,‬‬
‫إما أن نقول إن فعلهم خطأ وإما أن نقول أنه ل يوجد نص‬
‫وهذا هو الصحيح إنه ل يوجد نص صحيح على شيء إسمه‬
‫إثإني عشر ‪.‬‬

‫إذا ً كان المر شورى كما قال علي رضي الله عنه ‪ ) :‬إنما‬
‫الشورى للمهاجرين والنصار فإن إجتمعوا على رجل وكان‬
‫لله إماما ً كان ذلك لله رضا ( نهج البلغة ص ‪. 367‬‬
‫وقال ‪ ) :‬بايعني القوما الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان‬
‫فلم يكن للشاهد أن يختار ول للغائب أن يرد ( نهج البلغة‬
‫ص ‪. 366‬‬

‫وقال كذلك لمن جاءه يطلبه أن يكون خليفة قال ‪:‬‬


‫) دعوني وألتمسوا غيري فإننا مستقبلونة أمرا ً له وجوه‬
‫وألوان ل تقوما له القلوب ول تثبت عليه العقول وإن‬
‫تركتموني فإني كأحدكم ولعلي أسمعُكم وأطوعُكم لمن‬
‫وليتموه أمركم وأنا لكم وزايرا ً خير لكم مني أميرا ً ( نهج‬
‫‪51‬‬

‫البلغة ص ‪ .. 336‬يغش الناس ؟ ل والله ما يغش الناس‬


‫رضي الله عنه وأرضاه ‪.‬‬
‫‪52‬‬

‫‪ .6‬حديث الغدير ‪:‬‬


‫ومن الدلة التي إستدلوا بها كذلك ما يسمى بحديث الغدير‬
‫‪..‬‬
‫أي غدير ؟ غدير خم وهو غدير قريب من الجحفة بين مكة‬
‫والمدينة ‪ ,‬وكان هذا في حجة الوداع في رجوع النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم من الحج قبيل وفاته بثلثإة أشهر تقريبا ً ‪.‬‬
‫هذه الحادثإة أخرجها الماما مسلم في صحيحه من حديث‬
‫زايد بن أرقم قال ‪ ] :‬قاما رسول الله فينا خطيبا ً بماء‬
‫يُدعى خما بين مكة والمدينة فحمد الله وأثإنى عليه وأثإنى‬
‫عليه ووعظ وذ َكّر ثإم قال ‪ ) :‬أما بعد أل يا أيها الناس إنما‬
‫أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب وأنا تارك فيكم‬
‫ثإقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله‬
‫وأستمسكوا به ( قال ‪ :‬فحث على كتاب الله ورغّب فيه ثإم‬
‫قال ‪ ) :‬وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي ‪,‬أذكركم الله‬
‫في أهل بيتي ‪ ,‬أذكركم الله في أهل بيتي ( قال حصين‬
‫الراوي عن زايد ومن أهل بيته يا زايد أليس نساءه من أهل‬
‫حرما الصدقة بعده ‪ .‬قال‬ ‫بيته قال ‪ :‬نعم ولكن أهل بيته من ُ‬
‫‪ :‬ومن هم ؟ قال ‪ :‬هم آل علي وآل عقيلة وآل جعفر وآل‬
‫حرما الصدقة ؟ ‪ ,‬قال ‪ :‬نعم ‪[ .‬‬ ‫العباس ‪ .‬قال ‪ :‬كل هؤلء ُ‬
‫أخرجه الماما مسلم في صحيحه ‪.65‬‬
‫جاءت زايادات لهذا الحديث عند أحمد والنسائي في‬
‫الخصائص والترمذي وغيرهم أن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم قال في ذلك المكان ‪ ) :‬من كنت موله فعلي موله‬
‫( ‪ 66‬وجاءت كذلك زايادات أخرى منها ) اللهم والي من وله‬
‫وعاد من عاداه وأنصر من نصره وأخذل من خذله وأدر‬
‫الحق معه حيث دار ( يمكننا أن نقسم هذا الحديث إلى‬
‫أربعة أقساما ‪.‬‬
‫صحيح مسلم ‪ ,‬كتاب فضائلـالصحابة ‪ ,‬باب فضائل علي بن أبي طالب حديث رقم ‪2408 ) 36‬‬ ‫‪65‬‬

‫(‪.‬‬
‫علي بن أبي طالب رقم ‪ , 3713‬مسند أحمد ‪, 5/347‬‬
‫ّ‬ ‫مناقب‬ ‫‪,‬‬ ‫المناقب‬ ‫كتاب‬ ‫‪,‬‬ ‫الترمذي‬ ‫سنن‬ ‫‪66‬‬

‫النسائي في الخصائصـ خصائصـعلي ص ‪ 96‬رقم ‪ , 79‬مستدرك الحاكم ‪. 3/110‬‬


‫‪53‬‬

‫القسم الول ‪ :‬ما جاء في حديث مسلم وهو ليس فيه‬


‫من كنت موله فعلي موله ‪.‬‬
‫القسم الثاني ‪ :‬الزيادةا خارج مسلم وهي عند كما قلنا‬
‫الترمذي وأحمد والنسائي والخصائص وغيرهم و هي التي‬
‫فيها زايادةا ) من كنت موله فعلي موله ( ‪.‬‬
‫القسم الثالث ‪ :‬زايادةا أخرى عند الترمذي وأحمد وهي )‬
‫اللهم والي من وله وعاد من عاداه( ‪.67‬‬
‫القسم الرابع ‪ :‬وهي زايادةا عند الطبراني وغيره )وأنصر‬
‫من نصره وأخذل من خذله وأدر الحق معه حيث دار ( ‪.‬‬

‫سلّمون بكل‬‫أما القسم الول فهو في صحيح مسلم ونحن م َ‬


‫ما في صحيح مسلم ‪.‬‬
‫القسم الثاني وهو ) من كنت موله فعلي موله ( فهذا‬
‫حديث صحيح عند الترمذي وأحمد إذ ل يلزما أن يكون‬
‫الحديث الصحيح فقط عند مسلم والبخاري والصحيح أن‬
‫هذا حديث صحيح جاء عند الترمذي وأحمد وغيرهما ‪.‬‬

‫أما زايادةا ) اللهم والي من وله وعاد من عاداه( فهذه‬


‫إختلف فيها أهل العلم ‪ ,‬هناك من أهل العلم من صححها‬
‫وهناك من ضعفها حتى الولى قوله) من كنت موله فعلي‬
‫موله ( هناك من ضعفها كإسحاق الحربي وبن تيمية وبن‬
‫حزما وغيرهم ‪.‬‬

‫أما الزيادةا الخيرةا وهي )وأنصر من نصره وأخذل من خذله‬


‫وأدر الحق معه حيث دار ( هذه كذب محض على النبي‬
‫صلى الله عليه وآله وسلم ‪.‬‬

‫علي بن أبي طالب رقم ‪. 3713‬‬


‫ّ‬ ‫سنن الترمذي ‪ ,‬كتاب المناقب ‪ ,‬مناقب‬ ‫‪67‬‬
‫‪54‬‬

‫هذا الحديث يستدلون به على خلفة علي بعد النبي صلى‬


‫الله عليه وآله وسلم مباشرةا بدللة ) من كنت موله فعلي‬
‫موله ( قالوا المولى هو الحاكم والخليفة إذا ٍ علي هو‬
‫الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مباشرةا‬
‫‪.‬‬

‫أول نريد أن نعرفا لما قال النبي صلى الله عليه وسلم هذا‬
‫الكلما لعلي ) من كنت موله فعلي موله ( وهل أوقف‬
‫الناس في هذا المكان ليقول هذا الكلما أو أنه أوقفهم‬
‫لشيء آخر ‪ ..‬لبد أن نعلم أن النبي صلى الله عليه وآله‬
‫وسلم كان راجعا ً في سفره من مكة إلى المدينة بعد أن‬
‫أنهى حجه صلوات الله وسلمه عليه ‪ ,‬رحلة السفر كما هو‬
‫معلوما تستغرقة ما بين خمسة إلى سبعة أياما وكان من‬
‫عادةا النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا سافر أن يمشي‬
‫في الليل ويرتاح في النهار ‪ ,‬فهذه كانت مرحلة من مراحل‬
‫السفر التي كان يتوقف فيها النبي صلى الله عليه وآله‬
‫وسلم ‪ ,‬إذا لم يتوقف ليقول هذا الكلما وإنما توقف لن‬
‫هذه من عادته وهذا أمر طبعي لنه مستحيل أن يسيروا‬
‫خمسة أياما متصلةة معهم نساء ومعهم رجال وقادمون من‬
‫حج و ما ورائهم شيء آخر ‪ ,‬فطبيعي جدا ً أن يرتاح النبي‬
‫صلى الله عليه وآله وسلم في مراحل السفر ‪ ,‬فكان يرتاح‬
‫في النهار ويسير في الليل صلوات الله وسلمه عليه كما‬
‫قلنا ‪ ,‬إذا لم يتوقف ليقول هذا الكلما ‪.‬‬

‫القضية الثانية لما قال هذا الكلما ؟ لما قاله في علي ‪ ,‬هم‬
‫يقولون قاله يريد الخلفة ! يريد أن عليا ً هو الخليفة بعد‬
‫رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نحن نقول ل ليس‬
‫المر كذلك ‪ ..‬لماذا نحن نقول ل ؟ ‪ ..‬لمور ‪ ..‬ما قلنا هذا‬
‫ردا ً لخلفة علي رضي الله عنه أبدا ً ‪ ,‬نحن نتقرب إلى الله‬
‫بحب علي رضي الله عنه ‪ ,‬ولكن نرد هذا لن هذا ليس‬
‫بحق ‪ ,‬لماذا ليس بحق ؟ ‪..‬‬
‫‪55‬‬

‫نقول أول ً لو كان النبي صلى الله عليه وسلم يريد خلفة‬
‫علي كان يقول هذا في يوما عرفه الحجاج كلهم مجتمعون ‪,‬‬
‫هناك يقول هذا الكلما صلوات الله وسلمه عليه ‪ ,‬حتى إذا‬
‫غدر أهل المدينة شهد له باقي المسلمين من غير أهل‬
‫المدينة ‪ ,‬هم يقولون النبي كان خائفا ً !! أن يبلغ هذه‬
‫الخلفة ‪ ,‬يخافا أن ي ُ َرد قوله ‪ ,‬يخافا من أهل المدينة ثإم‬
‫يترك الناس كلهم ويخاطب أهل المدينة فقط !! ما هذا‬
‫التناقض ؟ ل يُقبل مثل هذا الكلما ‪.‬‬

‫ثإم لماذا يخافا النبي صلى الله عليه وسلم يخافا ممن من‬
‫الصحابة !! الذين تركوا أموالهم وأولدهم وديارهم وهاجروا‬
‫في سبيل الله ‪ ,‬الذين قاتلوا في سبيل الله ‪ ,‬الذين شاركوا‬
‫في بدر وأحد والخندق والحديبية وخيبر وحنين وفتح مكة‬
‫وتبوك هؤلء هم الذين يخافا منهم النبي صلى الله عليه‬
‫مهَج بذلوا الموال في سبيل الله سبحانه‬ ‫وسلم !! ‪ ,‬بذلوا ال ُ‬
‫وتعالى ثإم بعد ذلك يخافا منهم النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫أنهم ما يقبلون خلفة علي رضي الله عنه ‪.‬‬
‫على كل حال وجهة نظرنا نحن لماذا قال النبي صلى الله‬
‫عليه وآله وسلم هذا الكلما لهل المدينة خاصة ومن جاورها‬
‫ولم يقل هذا الكلما لهل الحج كلهم من أهل المدينة‬
‫وغيرهم خاصة إذا علمنا أن غدير خم يبعد عن مكة قريبا ً‬
‫من ‪ 250‬كيلو متر ‪ ,‬ولذلك لجهله بهذا المكان يقول ‪ :‬قال‬
‫النبي في مجتمع الحجيج !! أي مجتمع الحجيج ؟! مجتمع‬
‫الحجيج مكة مجتمع الحجيج عرفة ليس في غدير خم يبعد‬
‫عن مكة ‪ 250‬كلم وهو أقرب من المدينة منه إلى مكة‬
‫وبين مكة والمدينة ‪ 400‬كلم ‪.‬‬

‫إذا ً خص النبي أهل المدينة‪ ..‬ل ِ َ‬


‫م خص أهل المدينة قال أهل‬
‫العلم لسببينة ‪:‬‬
‫‪56‬‬

‫السبب الول ‪ :‬النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يخرج‬


‫إلى الحج كان في المدينة وكان قد أرسل خالد بن الوليد‬
‫إلى اليمن في قتال ‪ ,‬إنتصر خالد بن الوليد في جهاده‬
‫أرسل إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنّا إنتصرنا وعندنا‬
‫مس هذه الغنائم فأرسل النبي‬ ‫خ ّ‬
‫غنائم فأرسل إلينا من ي َ‬
‫صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب إلى اليمن‬
‫ليخمس الغنائم ثإم أمره أن يدركه في مكة في الحج ‪ ,‬إذا‬
‫النبي في المدينة وعلي في المدينة ثإم أمر عليا ً أن يخرج‬
‫إلى اليمن والموعد مكة ‪ ,‬ذهب علي إلى اليمن وصل إلى‬
‫الغنائم قُسمت الغنائم كما هو معلوما إلى خمسة أقساما‬
‫أربعة أخماس للجنود للذين قاتلوا للذين فتحوا للذين‬
‫جاهدوا وخمس واحد يقسم إلى خمسة أخماس خمس لله‬
‫والرسول ‪ ,‬خمس لذوي القربى ‪ ,‬خمس لليتامى ‪ ,‬خمس‬
‫للمساكين ‪ ,‬خمس لبن السبيل ‪ ,‬قُسمت الغنائم ‪ ..‬الن‬
‫علي سيذهب إلى مكة يلتقي بالنبي صلى الله عليه وسلم‬
‫هناك في حجة الوداع ‪ ,‬الذي وقع أن علي بن أبي طالب‬
‫رضي الله عنه وأرضاه أخذ الخمس الذي لذوي القربى‬
‫وهو سيد ذوي قربى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ‪,‬‬
‫والخمس عبارةا عن ماذا ؟ عبارةا عن أموال ‪ ,‬بهائم كالخيل‬
‫والبغال والبل والبقر والغنم وسبي من نساء وأطفال‬
‫ورجال ‪ ..‬ماذا صنع علي رضي الله عنه ؟ أخذ إمرأةا من‬
‫السبي فدخل عليها – يعني جامعها – فغضب بعض الصحابة‬
‫كبريدةا بن الحصين ‪ ..‬كيف علي يفعل ذلك !! يأخذ إمرأةا‬
‫من السبي ومن نصيب ذوي القربى من نصيب النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم هناك يوزاعه في المدينة ليس هنا ! ‪ ..‬فأخذ‬
‫إمرأةا من السبي ودخل بها وخرج وقد إغتسل فغضب‬
‫بريده فذهب إلى النبي في المدينة صلوات الله وسلمه‬
‫عليه فقال يا رسول الله ‪ :‬حصل كيت وكيت وذكر له ما‬
‫وقع من علي ‪ ,‬لم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم ‪,‬‬
‫فرجع بريده وقال ‪ :‬حصل كذا وكذا من علي أيضا لم يرد‬
‫عليه النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ,‬جاء الثالثة قال يا رسول‬
‫‪57‬‬

‫الله ‪ :‬علي فعل كيت وكيت ‪ ,‬فقال النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ) :‬يا بريدةا أتبغض عليا ً ( قال ‪ :‬نعم يا رسول الله ‪,‬‬
‫‪68‬‬
‫فقال ‪ ) :‬ل تفعل فإن له من الخمس أكثر من ذلك (‬
‫يقول ‪ :‬فأحببتهة بعد ذلك لن النبي قال ‪ :‬ل تبغضه ‪ ,‬خلص‬
‫يطيعون النبي صلى الله عليه وسلم فأحبه فدافع النبي عن‬
‫علي صلوات الله وسلمه عليه ‪.‬‬

‫إذا ً هذه مشكلةة الن داخلية بين بريدةا وعلي وبريدةا لعله‬
‫جاء وتكلم بها في المدينة وأيضا قد يكون شارك بريدةا في‬
‫النكار على علي كخالد بن الوليد وغيره في هذه العملية ‪.‬‬

‫السبب الثاني ‪ :‬أنه لما خرج علي من اليمن إلى مكة و‬


‫النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى مكة وهو في‬
‫الطريق علي رضي الله عنه أخذ معه نوقا ً للنبي صلى الله‬
‫عليه وآله وسلم ‪ ,‬يعني ساق الهدي معه فلما كان في‬
‫الطريق أمر أصحابه أن يتقدموا عليه ونهاهم أن يركبوا‬
‫على البل ونهاهم أن يلبسوا بعض الثياب التي من الغنائم‬
‫وسبقوه ‪ ,‬فلما أدركهم علي وجد أن البل ُركبت أو أن‬
‫الملبس لُبست فغضب ونهرهم رضي الله عنه كيف ما‬
‫تطيعوا أمري ؟ أن قلت لكم ل تركبوا أنا قلت لكم ل‬
‫تلبسوا كيف تفعلون كذا ‪ ..‬فتضايقوا من هذه المعاملةة‬
‫ومنهم أبو سعيد الخدري ‪ ,‬يقول فلما لقينا النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم في مكة إشتكينا عليا ً ‪,‬أن علي فعل كيت وكيت‬
‫وكان قاسيا ً معنا ‪ ,‬فقال النبي صلى الله عليه وسلم ‪:‬‬
‫) فإني علمت أن علي قد أحسن فل تبغضوا علي ( وسكت‬
‫القوما ‪ ,‬أيضا ً هذه مشكلةة داخلية مع علي رضي الله عنه‬
‫عندها لما إنتهى النبي صلى الله عليه وسلم من الحج ورجع‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم وصار قريبا ً من المدينة قريبا ً‬
‫من ‪ 150‬كلم أو ‪ 170‬كلم من المدينة في أثإناء الطريق‬

‫‪ 68‬والقصة مختصرة في صحيح البخاري كتاب المغازي ‪ ,‬باب بعث علي وخالد إلى اليمن رقم‬
‫‪ . 4350‬وكذلك في الترمذي كتاب المناقب ‪ ,‬باب مناقب علي بن أبي طالب رقم ‪. 3712‬‬
‫‪58‬‬

‫أثإناء راحتهم توقف هناك في يوما من الياما و قال كلمته‬


‫تلك ) من كنت موله فعلي موله ( أي يا من تكلمتم في‬
‫علي إحذروا فعلى مني وأنا منه ‪ ,‬علي أنا يحبني من يحب‬
‫علي ‪ ,‬يودني من يود عليا ً ) من كنت موله فعلي موله ( ‪,‬‬
‫هم يقولون المولى الحاكم ونحن نقول المولى المحب‬
‫بدليل قوله بعد ذلك ) اللهم وال من واله وعادي من عاداه‬
‫( ما معنى وال من واله وعاد من عاداه وقوله من كنت‬
‫موله فعلي موله ‪ ..‬المعنى واحد إذا ً هذه قصة غدير خم ‪.‬‬

‫المولى كما يقول بن الثإير تقع هذه الكلمة على ‪ :‬الرب‬


‫والمالك والمنعم والناصر والمحب و الحليف والعبد‬
‫والمعتق وبن العم والصهر ‪ ..‬تصوروا كل هذه تطلق عليها‬
‫كلمة مولى قالوا نحن نريد الخليفة ‪.‬‬

‫لو كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يريد الخليفة كان‬
‫يأتي بكلمة صريحة واضحة ما يأتي بكلمة تحتمل أكثر من‬
‫عشرةا معاني ‪ ..‬يأتي بكلمة واضحة سهلة بينة يعرفها كل‬
‫أحد علي هو الخليفة من بعدي ‪ ..‬إنتهى المر ‪ ,‬لكن لم‬
‫يأتي النبي صلى الله عليه وآله وسلم بتلك الكلمة التي‬
‫تنهي كل خلفا ‪.‬‬

‫وأما كلمة مولى أنها حاكم هذا ليس بسليم قال الله تبارك‬
‫ن الّذِ َ‬
‫ين كَف َُروا‬ ‫ة َو َل ِ‬
‫م َ‬ ‫م ِفدْي َ ٌ‬ ‫منك ُ ْ‬
‫خذ ُ ِ‬‫ما َل يُؤ ْ َ‬
‫وتعالى } فَالْيَوْ َ‬
‫ْ‬
‫ير { ‪69‬سماها مولى‬ ‫ص ُة‬‫م ِ‬ ‫س ال ْ َ‬
‫م وَبِئ ْ َ‬‫موْ َلك ُ ْ‬‫ي َ‬‫ار ه ِ َ‬ ‫مأوَاك ُ ُ‬
‫م الن ّ ُ‬ ‫َ‬
‫وذلك لشدةا الملصقة وشدةا اللُحمة والقرب ‪ ,‬ثإم إن‬
‫الموالةا وصف ثإابت لعلي رضي الله عنه في زامن النبي‬
‫صلى الله عليه وآله وسلم وبعد زامن النبي صلوات الله‬
‫وسلمه عليه فهو في زامن النبي مولى وبعد وفاةا النبي‬
‫مولى والن مولنا رضي الله عنه وأرضاه ولذلك قال الله‬

‫سورة الحديد آية ‪. 15‬‬ ‫‪69‬‬


‫‪59‬‬

‫منُوا ْ {‬ ‫ه وَالّذِ َ‬
‫ين آ َ‬ ‫سول ُ ُ‬ ‫م الل ّ ُ‬
‫ه وَ َر ُ‬ ‫ما َولِيّك ُ ُ‬
‫تبارك وتعالى ‪ } :‬إِن ّ َ‬
‫‪ 70‬فكل المؤمنين بعضهم أولياء بعض كما قال الله تبارك‬
‫وتعالى ‪.‬‬

‫إذا ً هذا دليل الموالةا الذي يستدلون به على إمامة علي‬


‫رضي الله عنه وأرضاه بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم‬
‫كما نرى ل دللة فيه أبدا ً ‪ .‬ولذلك نص عالمهم النوري‬
‫الطبرسي يقول ‪ ) :‬لم يصرح النبي لعلي بالخلفة بعده بل‬
‫فصل في يوما غدير خم وأشار إليها بكلما مجمل مشترك‬
‫معان يُحتاج إلى تعيين ما هو المقصود منها إلى قرائن‬
‫ٍ‬ ‫بين‬
‫( فصل الخطاب ص ‪ 205‬و ‪ 206‬إذا كان المر كذلك‬
‫فكيف بعد ذلك يُقال أن هذا الحديث نص على خلفة علي‬
‫بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ‪.‬‬

‫سورة المائدة آية ‪. 55‬‬ ‫‪70‬‬


‫‪60‬‬

‫‪ .7‬حديث الدار ‪:‬‬

‫أو حديث النذار يوما الدار وهو مرتبط إرتباطا ً قويا ً بقول‬
‫ك َْ‬
‫يرت َ َ‬ ‫َ‬
‫القْ َرب ِ َ‬
‫‪71‬‬
‫ين ‪{214‬‬ ‫ش َ‬‫الله تبارك وتعالى } َوأنذِ ْر ع َ ِ‬
‫الشعراء ‪.‬‬
‫ك‬‫يرت َ َ‬ ‫َ‬
‫ش َ‬‫يرون أنه لما نزل قول الله جل وعل } َوأنذ ِ ْر عَ ِ‬
‫َْ‬
‫ين { جمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم أقاربه‬ ‫القْ َرب ِ َ‬
‫على النحو التي ‪.‬‬
‫ك َْ‬
‫يرت َ َ‬ ‫َ‬
‫القْ َرب ِ َ‬
‫ين {‬ ‫ش َ‬‫عن علي قال ‪ :‬لما نزلت } َوأنذ ِ ْر عَ ِ‬
‫ورهطك المخلصينة دعا رسول الله صلى الله عليه وآله‬
‫وسلم بني عبد المطلب وهم إذ ذاك أربعون رجل ً يزيدون‬
‫رجل ً أو ينقصون رجل ً فقال ‪ ) :‬أيكم يكون أخي ووصيي‬
‫ووارثإي ووزايري وخليفتي فيكم بعدي ( فعرض عليهم ذلك‬
‫علي فقلت أنا يا‬ ‫ّ‬ ‫رجل ً رجل ً كلهم يأبى ذلك حتى أتى‬
‫رسول الله فقال ‪ ) :‬يا بني عبد المطلب هذا أخي ووارثإي‬
‫ووصيي ووزايري وخليفتي فيكم بعدي ( قال فقاما القوما‬
‫يضحك بعضهم إلى بعض ويقولون لبي طالب ‪ :‬قد أمرك‬
‫وتطيع لهذا الغلما ( وهناك روايات أخرى لهذا الحديث أو‬
‫لهذه القصة مرجعها بحار النوار ج ‪ 18‬ص ‪178‬‬
‫والبرهان ج ‪ 3‬ص ‪ 190‬والميزان ج ‪ 15‬ص ‪ 336‬وأما‬
‫كتب أهل السنة فجاء في مسند أحمد ج ‪ 1‬ص ‪ 111‬وص‬
‫‪.72 159‬‬
‫‪ 71‬سورة الشعراء آية ‪. 214‬‬
‫‪ 72‬وهذه نص رواية أحمد ج ‪ 1‬ص ‪ 883) 111‬حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أسود بن عامر ثنا‬
‫شريكـعن العمش عن المنهال عن عباد بن عبد الله السدي عن على رضي الله عنه قال‬
‫لما نزلتـهذه الية وأنذر عشيرتك القربين قال جمع النبي صلى الله عليه وسلم من أهل‬
‫بيته فاجتمع ثلثون فأكلوا وشربوا قال فقال لهم من يضمن عني ديني ومواعيدي ويكون‬
‫معي في الجنة ويكون خليفتي من أهلي فقال رجل لم يسمه شريكـيا رسول الله أنت كنت‬
‫بحرا من يقوم بهذا قال ثم قال الخر قال فعرض ذلك على أهل بيته فقال علي رضي الله‬
‫عنه أنا ( وهذه الرواية الثانية ص ‪ 159‬في مسند أحمد )‪ 1371‬حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا‬
‫عفان ثنا أبو عوانة عن عثمان بن المغيرة عن أبي صادقـعن ربيعة بن ناجذ عن على رضي‬
‫الله عنه قال جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أو دعا رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم بنى عبد المطلب فيهم رهط كلهم يأكل الجذعة ويشرب الفرق قال فصنع لهم مداد‬
‫من طعام فأكلوا حتى شبعوا قال وبقى الطعام كما هو كأنه لم يمس ثم دعا بغمر فشربوا‬
‫حتى رووا وبقى الشراب كأنه لم يمس أو لم يشرب فقال يا بنى عبد المطلب انى بعثت لكم‬
‫خاصة والى الناس بعامة وقد رأيتم من هذه الية ما رأيتم فأيكم يبايعني على أن يكون أخي‬
‫‪61‬‬

‫يستدلون بهذا الدليل على أن علي رضي الله عنه هو‬


‫الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ‪.‬‬

‫نقول هذا الحديث ذكره الموسوي في كتاب المراجعات‬


‫وذكره كذلك النطاكي في كتابه لماذا إخترت مذهب‬
‫الشيعة ‪ ,‬وذكره تقريبا ً كل علماء الشيعةة الذين ألفوا كتبا ً‬
‫يستدلون بها على أهل السنة في إثإبات خلفة علي رضي‬
‫الله عنه بعد رسول الله مباشرةا ‪ ,‬وقد بالغ عبد الحسين‬
‫شرفا الدين في كتابه المراجعات حيث قال ‪ :‬ودونك ما‬
‫أخرجه أحمد في مسنده ج ‪ 1‬ص ‪ 111‬تجده يخرج الحديث‬
‫عن أسود بن عامر عن شريك عن العمش عن المنهال‬
‫عن عباد بن عبد الله السدي عن علي مرفوعا ً ‪ ,‬ثإم قال ‪,‬‬
‫وكل واحد من سلسلة هذا السند حجة عند الخصم وكلهم‬
‫من رجال الصحاح بل كلما ‪..‬‬

‫ثإم صار يترجم لكل رجل من رجال هذا السند فقال ‪:‬‬
‫السود بن عامر إحتج به البخاري و مسلم ‪ ,‬شريك إحتج به‬
‫مسلم ‪ ,‬العمش إحتج به البخاري و مسلم ‪ ,‬المنهال إحتج‬
‫به البخاري ‪ ,‬عباد بن عبد الله السدي قال ‪ :‬هو عباد بن‬
‫عبد الله بن الزبير بن العواما القرشي السدي إحتج به‬
‫البخاري ومسلم ‪.‬‬

‫وللسف ل أقول لقلة بل أقول لعدما وجود المانة العلمية‬


‫حاول أن يدلس ويلبس بهذا الحديث فعباد بن عبد الله‬
‫السدي يختلف تماما ً عن عباد بن عبد الله بن الزبير ‪ ,‬هذا‬
‫شخص وذاك شخص آخر عباد بن عبد الله السدي هو‬
‫الذي يروي عنه المنهال وهو الذي يروي عن علي رضي‬

‫وصاحبيـقال إليه أحد قال فقمت إليه وكنت أصغر القوم قال فقال اجلس قال ثلث مرات‬
‫ثم ذلكـأقوم إليه فيقول لي اجلس حتى كان في الثالثة ضرب بيده على يدي ( ‪.‬‬
‫‪62‬‬

‫الله عنه وأرضاه بينما عباد بن عبدالله بن الزبير بن العواما‬


‫هذا لير وي عنه المنهال ول يروي هو عن علي رضي الله‬
‫عنه ‪ ,‬ولكن لرادةا التدليس والتلبيس على الناس جعلوا‬
‫عباد بن عبد الله السدي هو عباد بن عبد الله بن الزبير بن‬
‫العواما القرشي السدي كذلك ‪ ,‬فهذا من التلبيسة والكذب ‪,‬‬
‫ولذلك عباد بن عبد الله السدي يترجم له صاحب التهذيب‬
‫وهو الحافظ بن حجر رحمه الله تعالى يترجم له في‬
‫الصفحة ذاتها التي يترجم لعبد الله بن عبد الله بن الزبير‬
‫فقال ‪:‬‬
‫عباد بن عبد الله السدي روى عنه المنهال وروى عن علي‬
‫‪ ..‬ضعيف ‪.‬‬

‫بينما عباد بن عبد الله بن الزبير بن العواما القرشي السدي‬


‫ل يُعرفاة بالسدي وإنما يعرفا بعباد بن عبد الله بن الزبير‬
‫لكن جعله مكان هذا حتى يلبس على الناس وليس هو‬
‫راوي هذا الحديث بل الذي يرويه عباد بن عبد الله السدي‬
‫الضعيف وهذا من كذبهم الله المستعان ‪.‬‬

‫على كل حال عباد بن عبد الله السدي قال عنه البخاري ‪:‬‬
‫فيه نظر ‪ ,‬وكلمة فيه نظر عند البخاري كما قال الحافظ‬
‫بن كثير هي من أشد عبارات الجرح عند الماما البخاري كما‬
‫قاله الحافظ بن كثيرة في الباعث الحثيث ‪ .‬وأحمد ضرب‬
‫على حديثه ‪ ,‬وقال بن حزما مجهول فهذا عباد بن عبد الله‬
‫السدي ‪ ,‬فالحديث إذا ً ل يصح من طرق أهل السنة ‪ ,‬أما‬
‫من طرق الشيعة فالحديث روي من طرق كثيرةا ولكن بعد‬
‫تتبع هذه الطرق عندهمة كذلك ل يصح هذا الحديث من‬
‫كتبهم ومن رجالهم أيضا ً فل يصح عند أهل السنة ول يصح‬
‫كذلك عند الشيعةة وجاء عند السنة أيضا من طريق آخر عند‬
‫الطبراني والطبري من طريق عبد الغفار بن القاسم أبو‬
‫مريم النصاري قال عنه بن المديني ‪ :‬كان يضع الحديث ‪,‬‬
‫‪63‬‬

‫وقال أبو داوود وأنا أشهد أن أبا مريم كذاب ‪ ,‬وقال أبو‬
‫حاتم والنسائي متروك ‪ ,‬وقال الذهبي ليس بثقة ‪.‬‬

‫إذا ً هذا الحديث من حيث المتن ل يصح ول يثبت عن النبي‬


‫صلى الله عليه وسلم فالقصة هذه مكذوبة من أصلها ‪ ,‬ثإم‬
‫هي أصل ً باطلة من حيث المتن متنها باطل ل يصح كذلك‬
‫لماذا ؟‬
‫أول ً لو نظرنا إلى قول علي رضي اله عنه عندما يقول ‪:‬‬
‫) جمع النبي صلى الله عليه وسلم بني عبد المطلب‬
‫أربعون رجل ً يزيدون أو ينقصون رجل ً ( ‪ ..‬هل بني عبد‬
‫المطلب يصلون إلى أربعين ؟ ‪ ..‬ل يصلون إلى أربعين فهل‬
‫أخطأ علي في الحسبة أو كذبوا عليه ‪ ,‬القرب أنهم كذبوا‬
‫عليه ‪ ,‬تعالوا معنا نحسب ونعد أبناء عبد المطلب من هم‬
‫أبناء عبد المطلب ؟ ‪:‬‬

‫أبناء عبد المطلب كما ذكر أهل النساب عشرةا والمشهور‬


‫منهم ‪ ,‬إثإنان أسلما وعاصرا النبي صلى الله عليه وسلم ‪,‬‬
‫وإثإنان لم يسلما وعاصرا النبي صلى اله عليه وسلم ‪ ,‬وستة‬
‫لم يعاصروا النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ,‬فاللذان أسلما‬
‫وعاصرا النبي صلى الله عليه وسلم هما حمزةا والعباس ‪,‬‬
‫وإثإنان عاصرا النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسلما‬
‫وهما أبو طالب وأبو لهب ‪ ,‬وستة من بني عبد المطلب لم‬
‫يدركوا البعثة أصل ً فلم يحضروا هذه القصة فلم يكونوا في‬
‫ذلك اليوما من أهل الرض بل كانوا من أهل باطن الرض‬
‫وهم ‪ :‬عبد الله والد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ‪,‬‬
‫والحارث بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وآله‬
‫وسلم ‪ ,‬والزبير بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه‬
‫وآله وسلم ‪ ,‬والمقوما وغيداق والسادس قيل صفار وقيل‬
‫ضرار ‪ ..‬على كل حال هؤلء الستة لم يدركوا بعث النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم إذا ً لم يكونوا موجودين ‪.‬‬
‫‪64‬‬

‫إذا ً من كان يمكن أن يكون موجودا ً من أعماما النبي صلى‬


‫الله عليه وسلم في هذه الحادثإة هم الربعة حمزةا‬
‫والعباس وأبو طالب وأبو لهب ‪ ,‬من أولد هؤلء ؟ ‪..‬‬
‫أما حمزةا والزبير وضرار والمقوما والغيداق ل يُعرفا لهم‬
‫ذرية من الذكور قد تكون ذريتهم إناث كما هو الحال‬
‫بالنسبة لحمزةا ‪ ,‬كما هو الحال بالنسبةة للزبير ‪,‬قصة ضباعة‬
‫بنت الزبير التي سألت النبي صلى الله عليه وسلم وهي‬
‫بنت عمه ‪ ,‬هؤلء إناث ولكن من الذكور ل يُعرفاة لهم ذرية‬
‫من الذكور ‪.‬‬

‫وعبد الله ليس له ذرية إل النبي صلى الله عليه وآله وسلم‬
‫بقي أربعة ‪:‬‬
‫العباس له ذرية أبو طالب له ذرية الحارث له ذرية وأبو‬
‫لهب له ذرية ‪ ,‬إذا ً عندنا أربعة من أعماما النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم وأربعة آخرون لهم ذرية ‪..‬‬

‫العباس من ذريته كُثُر تسعة ول واحد منهم أدرك هذه‬


‫الحادثإة ما أدركها إل واحد وهو الفضل بن العباس أكبر‬
‫أولده فقط ‪ ,‬لن بعد الفضل يأتي عبد الله بن العباس‬
‫وعبيد الله وهذان أدركا النبي صلى الله عليه وآله وسلم‬
‫لكن متى ؟ ‪..‬‬

‫عبد الله بن العباس ولد قبل هجرةا النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم بثلثإة أشهر وهذا في أول البعثة إذا ً لم يحضر إذا ً من‬
‫باب أولى عبيد الله لم يحضر ومن باب أولى الستة‬
‫الخرون من أبناء العباس وهم معبد وتماما وقثم وكثير وعبد‬
‫الرحمن والحارث هؤلء لم يحضروا هؤلء من التابعين أصل ً‬
‫لم يدركوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا ً من الذي‬
‫سيحضر من ولد العباس ‪ ..‬واحد وهو الفضل ‪ ,‬إذا ضفنا إلى‬
‫العماما الربعة واحد وهو الفضل بن عباس صاروا خمسة ‪.‬‬
‫‪65‬‬

‫أبناء أبي لهب ‪ :‬عتبة ‪ ,‬عتيبةة ومعتب نفرض كلهم حضروا‬


‫مع الخمسة ثإلثإة صاروا ثإمانية بقي عندنا أولد ابي طالب‬
‫وأولد الحارث عم النبي صلى الله عليه وسلم فقط ‪..‬‬

‫أولد أبي طالب ‪:‬‬


‫طالب ‪ ,‬عقيلة ‪ ,‬جعفر ‪ ,‬علي‬
‫علي رضي الله عنه أصغرهمة ‪ ,‬طالب المشهور أنه لم‬
‫يدرك البعثةة أصل ً مات قبل البعثةة ‪ ,‬ولنفرض أن طالب كان‬
‫موجودا ً إذا ً هؤلء أربعة ‪ ..‬أربعة مع ثإمانية هؤلء صاروا إثإنى‬
‫عشر رجل ً فقط ‪ ..‬لم يبق عندنا إل أولد الحارث عم النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم أولد الحارث ‪ :‬عبيدةا بن الحارث ‪,‬‬
‫أبو سفيان بن الحارث ‪ ,‬أمية بن الحارث ‪ ,‬عبد الله بن‬
‫الحارث ‪ ,‬نوفل بن الحارث خمسة أضفهم إلى إثإني عشر‬
‫رجل يصبحون سبعة عشر رجل ً وإذا تركنا طالبا ً وقلنا إنه‬
‫مات يصبحون ست عشر رجل ً ولكن نضيفه وليكونوا سبعة‬
‫عشر رجل ً ‪ ..‬أين الربعين ؟؟ ! ويقول ) أربعين رجل‬
‫يزيدون رجل ً أو ينقصون رجل ً ( هؤلء كل أولد عبد‬
‫المطلب ‪ ..‬أين أربعون رجل ً ؟! كلما ل مصداقية له ‪,‬‬
‫ولذلك هذا الذي وضع الحديث لم يفكر تفكيرا ً دقيقا ً في‬
‫قضية أولد عبد المطلب وإنما أرسلها إرسال ً هكذا دون أن‬
‫يمعن النظر فيها ثإم فوجئ بأنه بالغ فيها بالعدد تعدى أكثر‬
‫من الضعف ‪ ,‬إذا ً هذا أول مطعن في هذا الحديث سندا ً ‪.‬‬
‫ولعل هذه أربعون رجل أو ينقصون رجل من باب الدقة !!‬
‫يعني محسوبة تماما ً وهذا كله كلما باطل ‪.‬‬

‫ثإم كذلك يُقال علي هو الذي قاما وقال ‪ ) :‬أنا أتابعك (‬


‫عجيب ! علي أصغرهم بعث النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫ولعلي ‪ 8‬سنوات فكيف علي يقول أنا أتابعك ؟ ألم يتابع‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم غير علي من بني عبد المطلب‬
‫ألم يؤمن قبل علي جعفر ؟ الذي هو أكبر من علي بعشر‬
‫سنوات ‪ ,‬أليس هو أمير القوما الذين هاجروا إلى الحبشة ‪,‬‬
‫‪66‬‬

‫جعفر بن أبي طالب بن عم النبي صلى الله عليه وسلم‬


‫وأخو علي الكبيرة أكبر من علي بعشر سنوات ‪ ,‬لماذا ل‬
‫يكون جعفر هو الخليفة ؟ بالعكس أثإر جعفر في مكة أكبر‬
‫من أثإر علي رضي الله عنه علي كان صغيرا ً فكيف يقوما‬
‫علي ألم يقم جعفر في ذلك الوقت ‪ ,‬جعفر من الوائل‬
‫الذين أسلموا وتابعوا النبي صلى الله عليه وسلم ‪.‬‬

‫عبيدةا بن الحارث من الوائل الذين تابعوا النبي صلى الله‬


‫عليه وسلم وهو الذي خرج مع حمزةا وعلي في بدر للقاء‬
‫عتبةة بن ربيعة والوليد بن عتبةة وشيبة بن ربيعة ‪ ,‬لماذا لم‬
‫يقم ويقول أنا ‪.‬‬

‫أين حمزةا عم النبي صلى الله عليه وسلم أليس أسلم‬


‫وتابع النبي صلى الله عليه وسلم أسد الله وأسد رسوله‬
‫أين هو ؟؟ ‪..‬‬

‫يعني إذا أردنا أن نمدح عليا ً رضي الله عنه فل مانع من هذا‬
‫ومدائحه كثيرةا جدا ً لكن ل يكون هذا على حساب الطعن‬
‫في آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وفي أقارب النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم الذين تابعوه وأسلموا وأتبعوا ما جاء‬
‫به صلى الله عليه وسلم ‪.‬‬

‫ثإم هل يكفي أنه قاما إلى النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫ويقول له ‪ ) :‬أنا أتابعك ( يعني يكون وزايره ويكون خليفته‬
‫ويكون كذا ‪ !!!..‬ما يصلح هذا ‪ ,‬هل الرسول صلى الله عليه‬
‫عث لبني عبد المطلب ‪ ,‬النبياء السابقون كانوا‬
‫وسلم ب ُ َ‬
‫يُبعثون إلى أقوامهم والنبي بُعث للنس والجن ‪ ,‬بُعث‬
‫للثقلينة بُعث للسود والحمر ) كان النبياء يبعثون إلى‬
‫أقوامهم خاصة وبُعثت للناس كافة ( ‪ 73‬يقوله صلى الله‬
‫‪ 73‬صحيح البخاري باب قول النبي صلى الله عليه وسلم جعلت لي الرض مسجدا وطهورا‬
‫رقم ‪ , 438‬صحيح مسلم كتاب المساجد ومواضع الصلة حديث ‪ , 521‬وحديث ‪ 523‬بلفظ‬
‫) وأُرسلت للخلق كافة ( ‪.‬‬
‫‪67‬‬

‫عليه وسلم ‪ ,‬ثإم يحكرها هكذا يقول أيكم يتابعني يكون‬


‫خليفتي من بعدي !! كيف يعقل هذا أن يخرج من النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ ,‬وهل يكفي مجرد المتابعة أن يكون‬
‫خليفته من بعده ل يلزما هذا ‪.‬‬

‫ثإم كذلك لنا أن نسأل النبي صلى الله عليه وسلم جاءه‬
‫عامر بن الطفيل وجاءه بنو كلب وطلبوا من النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم أن يكون لهم المر من بعده ويتابعونه على‬
‫السلما فقال ‪ ) :‬المر لله يضعه حيث شاء ( ‪74‬ولم يقل‬
‫لهم المر لعلي بعدي وإنما قال المر لله يضعه حيث شاء‬
‫سبحانه وتعالى ‪.‬‬

‫وآخرها أليس الشيعةة الثإني عشرية يزعمون أن علي كان‬


‫خليفة للنبي صلى الله عليه وسلم وكان وصيا ً له قبل خلق‬
‫الخلق ‪ ,‬فكيف يعرض النبي صلى الله عليه وسلم شيئا ً‬
‫مفروغا ً منه ‪ ,‬المر عندهمة مفروغ منه ‪ ,‬والنبي صلى الله‬
‫جعل خليفته علي رضي الله عنه قبل مبعثه‬ ‫عليه وسلم ُ‬
‫قبل خلق السماوات والرض ‪ ,‬كانوا أشباحا ً كما يقولون‬
‫في كتبهم !! تحت العرش ‪ ,‬إذا ً قضية أن النبي يعرض شيئا ً‬
‫عليهم ‪ ..‬طيب إفرض أن حمزةا قال أنا العباس قال أنا‬
‫إفرض أبو طالب قال أنا ‪ ..‬طيب حق علي يضيع!! كان‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم يقول لهم ‪ :‬ترى علي منتهي‬
‫المر علي هو الخليفة ل أحد يفكر ل أحد يناقش أما يأتي‬
‫يعرض عليهم شيئا ً هو أصل ً مفروغ منه عند الله سبحانه‬
‫وتعالى ‪ ..‬هذا ل يمكن أن يكون أبدا ً من النبي صلى الله‬
‫عليه وآله وسلم ‪..‬‬

‫ولنفرض أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطاها لعلي وهو‬


‫قد حصل في الحديث أنه قال ) أنت خليفتي ووصيي ( هل‬
‫صار خليفته هل صار وصيه ؟! الوعد لم يُنجز لن الخليفة‬
‫السيرة الحلبية ج ‪ 2‬ص ‪ , 154‬تاريخ الطبري ج ‪ 1‬ص ‪. 556‬‬ ‫‪74‬‬
‫‪68‬‬

‫من بعده صار أبو بكر ثإم عمر ثإم عثمان ‪ ,‬إذا ً لم يُنجز‬
‫وعده أترضون هذا للنبي صلى الله عليه وسلم أنه لم ينجز‬
‫وعده ‪ ,‬قال هو يكون خليفتي يكون وصيي يكون وزايري ‪..‬‬
‫ما صار شيء من هذا أبدا ً ‪ ,‬إذا ً النبي لم ينجز وعده أو أنه‬
‫مكذوب على النبي ‪ ..‬نقول مكذوب على النبي أفضل بدل‬
‫أن نتهم النبي أنه لم ينجز وعده صلى الله عليه وسلم ‪.‬‬
‫ثإم أنظروا إلى خاتمة الحديث ‪ ,‬ل يمكن أن تُعقلة ول يمكن‬
‫أن تُقبل ‪ ,‬الن هم لم يؤمنوا بالنبي صلى الله عليه وآله‬
‫وسلم ‪ ,‬يقول لهم أنا رسول الله يقولون كذاب ‪ ,‬ساحر ‪,‬‬
‫شاعر ‪ ,‬كاهن ‪ ,‬مجنون ما قبلوه أن يكون هو رسول ً من‬
‫عند الله صلوات الله وسلمه عليه ثإم بعد ذلك يريدهم أن‬
‫يقبلوا أن يكون علي وصيا ً من بعده ‪ ..‬طيب هم لم يقبلوا‬
‫بالصل حتى يقبلوا بالفرع ‪ ,‬إذا ً إذا كان المر كذلك ننتهي‬
‫إلى نهاية مهمة جدا ً مع ضعف أسانيد هذه القصة عند‬
‫السنة وعند الشيعة ل تصح أسانيد هذه القصة ‪ -‬حسب‬
‫بحثي‪ , -‬بعد ذلك نستطيعة أن نقول هذه قصة مكذوبة‬
‫على النبي صلى الله عليه وسلم ‪.‬‬

‫تصوروا أنتم لما يسمع العرب و يسمع الناس الذين يريدون‬


‫أن يتابعوا النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ,‬ومن الن يسمعون‬
‫هذه القصة ‪ ..‬يقولون ما هذا الرسول ؟؟ من بدايتها جعلها‬
‫في أولده علي خليفتي بني عبد المطلب الذي يسمع‬
‫كلمي يصير خليفتي من بعدي طيب وباقي الناس مالهم‬
‫حق ؟؟ ! كلها لبني عبد المطلب !! ‪ ,‬يشكون في دعوته إذا ً‬
‫يقولون كأنه يريد ملكا ً كما قال هرقل لبي سفيان قال ‪:‬‬
‫هل كان من أباءه من ملك ؟؟ ‪ ,‬قال أبو سفيان ل ‪ ,‬قال‬
‫هرقل ‪ :‬قلت لو كان في أباءه من ملك لقلت رجل يطلب‬
‫ملك أباءه ‪..‬‬

‫إذا كان المر كذلك إذا علي رضي الله عنه يكون خليفة‬
‫للنبي صلى الله عليه وسلم لنه بن عمه فقط ‪ ,‬ونحن ل‬
‫‪69‬‬

‫نقبل بذلك ‪ ..‬نحن نقول بعد رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم الفضل من أصحابه هو الخليفة ليست القضية لنه‬
‫قريبي أعطيه الملك بعدي هذه إذا ً قضية هذا الحديث ‪.‬‬
‫‪70‬‬

‫الشــبهـات ‪:‬‬
‫أول شبهة يطالعنا بها الشيعةة الثإنى عشرية على أصحاب‬
‫النبي صلى الله عليه وآله وسلم هي شبهة حديث الحوض‬
‫‪..‬‬

‫شبهة حديث‬ ‫‪.1‬‬


‫الحوض ‪:‬‬

‫حديث الحوض فيه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم‬


‫يقول ‪ ) :‬يَرِد ُ علي رجال أعرفهم ويعرفونني فيذادون عن‬
‫الحوض – يعني حوض النبي يوما القيامة ‪ -‬فأقول أصحابي‬
‫أصحابي فيقال ‪ :‬إنك لتدري ما أحدثإوا بعدك ( ‪ 75‬ولهذا‬
‫الحديث روايات أخرى فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫يقول‪ ) :‬فأقول سحقا ً سحقا ً ( ‪ 76‬هؤلء الذين يذادون عن‬
‫الحوض من هم ؟ قالوا هم أصحاب النبي صلى الله عليه‬
‫وآله وسلم ‪ ,‬وإذا كان المر كذلك فل يجوزا لكم أن تثنوا‬
‫على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهم في الصل‬
‫يذادون عن الحوض ويقول النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫عنهم سحقا سحقا ً ‪ ..‬فنقول مستعينين بالله تبارك وتعالى ‪:‬‬

‫أول ً أن المراد بهؤلء الصحابة المنافقون وذلك أن‬


‫المنافقين كانوا يظهرون السلما للنبي صلى الله عليه‬
‫ن قَالُوا‬‫منَافِقُو َ‬ ‫ك ال ْ ُ‬
‫جاء َ‬ ‫وسلم كما قال الله جل وعل } إِذ َا َ‬
‫ه يَشْ هَد ُ‬‫ه وَالل ّ ُ‬
‫سول ُ ُ‬ ‫ك ل َ َر ُ‬ ‫ه يَعْل َ ُ‬
‫م إِن ّ َ‬ ‫ل اللّهِ َوالل ّ ُ‬
‫سو ُ‬ ‫ك ل َ َر ُ‬
‫نَشْ هَد ُ إِن ّ َ‬
‫ن ‪..77 { 1‬‬ ‫ين لَكَاذِبُو َ‬
‫منَافِ ِق َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬‫إِ ّ‬

‫‪ 75‬صحيح البخاري ‪ ,‬كتاب التفسير ‪ ,‬باب كما بدأنا أول خلق نعيده ‪ ,‬رقم ‪ , 4740‬كتاب الفتنة ‪,‬‬
‫باب قول الله واتقوا فتنة ‪ ,‬رقم ‪ , 7049‬صحيح مسلم كتاب الطهارة حديث رقم ‪. 37‬‬
‫‪ 76‬صحيح البخاري ‪ ,‬كتاب الفتنة ‪ ,‬باب قول الله واتقوا فتنة رقم ‪ , 7051‬صحيح مسلم كتاب‬
‫الطهارة حديث ‪39‬‬
‫‪ 77‬سورة المنافقون آية ‪. 1‬‬
‫‪71‬‬

‫وقد يقول قائل إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعرفا‬
‫المنافقين فنقول نعم كان يعرفا بعضهم ولم يكن يعرفهم‬
‫كلهم ولذلك قال الله تبارك وتعالى لنبيه محمد صلى الله‬
‫َ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫ن وَ ِ‬ ‫منَافِقُو َ‬ ‫اب ُ‬‫ن الع َْر ِ‬ ‫م َ‬ ‫حوْلَكُم ّ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ّ‬
‫عليه وسلم } َو ِ‬
‫أَ‬
‫ن نَعْل َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫‪78‬‬
‫م{‬ ‫مهُ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ح‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ل‬‫ْ‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫َاق‬
‫ِ‬ ‫ف‬‫ّ‬ ‫الن‬ ‫ى‬ ‫َل‬ ‫ع‬ ‫وا‬ ‫ُ‬ ‫د‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ة‬‫َ‬ ‫ين‬‫ِ‬ ‫د‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ال‬ ‫ل‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ه‬
‫فبين أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ل يعلم جميع‬
‫المنافقين وكان يظن أن أولئك من أصحابه وليسوا كذلك‬
‫بل هم من المنافقين ‪.‬‬

‫ثإم الشيء الثاني أن المراد بهم الذين إرتدوا بعد وفاةا‬


‫النبي صلى الله عليه وسلم ومعلوما أنه بعد توفي النبي‬
‫صلوات الله وسلمه عليه إرتد بعض العرب ‪ ..‬إرتدوا عن‬
‫دين الله تبارك وتعالى حتى قاتلهم أبو بكر الصديق مع‬
‫الصحابة رضي الله عنهم أجمعين وسميت تلك الحروب‬
‫بحروب الردةا ‪ ,‬فقالوا المراد بالذين قال عنهم النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم سحقا ً سحقا ً هم الذين أرتدوا بعد وفاته‬
‫صلوات الله وسلمه عليه ‪.‬‬

‫على الول أو على الثاني ل يدخل أًصحاب النبي صلى الله‬


‫عليه وسلم في هذا المر لماذا ؟ لننا في تعريف أصحاب‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم ماذا نقول ؟ ‪..‬‬
‫نقول كل من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا ً به‬
‫ومات على ذلك ‪.‬‬

‫فإذا قلنا أنهم هم المنافقون فالمنافقون لم يؤمنوا بالنبي‬


‫يوما ً صلوات الله وسلمه عليه ‪ ,‬وإذا قلنا هم المرتدون‬
‫فالمرتدون لم يموتوا على السلما ‪ ..‬فهؤلء ل يدخلون في‬
‫تعريف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ‪.‬‬

‫سورة التوبة آية رقم ‪. 101‬‬ ‫‪78‬‬


‫‪72‬‬

‫وأما إذا قصدوا أن الصحابة كل من رأى النبي صلى الله‬


‫عليه وسلم فيدخل أبو جهل في الصحابة وأبو لهب وأمية‬
‫بن خلف وأبي بن خلف والوليد بن عتبة وغيرهم من‬
‫المشركين يدخلون في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫ونحن ل نقول بذلك أبدا ً ‪ ..‬ولكن نقول أصحاب النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة‬
‫والزبير وأبو عبيدةا وسعد بن أبي وقاص وسعد بن معاذ‬
‫ومعاذ بن جبل وأُبي بن كعب وزايد بن ثإابت وعبد الله بن‬
‫مسعودة وعبدالله بن عمر وعبد الله بن العباس وعبد الله‬
‫بن عمرو بن العاص وفاطمة وعائشة والحسن والحسين‬
‫وغيرهم كثيرة ‪ ..‬هؤلء هم أصحاب النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ,‬فمن من هؤلء كان منافقا ً ومن من هؤلء إرتد عن‬
‫دين الله تبارك وتعالى بل كل هؤلء آمنوا بالرسول صلى‬
‫الله عليه وآله وسلم ولقوه وماتوا على ذلك والعلم عند‬
‫الله تبارك وتعالى ‪.‬‬

‫فالقصد أن الجواب الول أن قول النبي صلى الله عليه‬


‫وسلم سحقا ً سحقا ً هو للمنافقين الذين كانوا يظهرون‬
‫السلما ويبطنون الكفر وما كان النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم يعلمهم ‪ ,‬أو هم الذين إرتدوا بعد وفاةا النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم وكانوا أصل ً من المسلمين ثإم إرتدوا‬
‫وتركوا دين الله جل وعل ‪.‬‬

‫وهناك جواب ثإالث وهو أن المعنى كل من صحب النبي‬


‫صلى الله عليه وآله وسلم ولو لم يتابعه ‪ ,‬وإن كان النبي‬
‫يعلم ذلك كعبد الله بن أبي بن سلول وهو كما هو معلوما‬
‫رأس المنافقين وهو الذي قال ‪ :‬لن رجعنا إلى المدينة‬
‫ليخرجن العز منها الذل ‪ ,‬وهو الذي قال ما مثلنا ومثل‬
‫محمد وأصحابه إل كما الول سمن كلبك يأكلك ‪ .‬فهذا‬
‫سماه النبي صلى الله عليه وسلم من أصحابه فيكون هذا‬
‫هو المقصود ولذلك إن تعريف الصحابة بأنه كل من لقي‬
‫‪73‬‬

‫النبي مؤمنا ً به ومات على ذلك تعريف متأخر وأما كلما‬


‫العرب كل من صحب الرجل فهو من أصحابه مسلما ً أو‬
‫غير مسلم متبع له أو غير متبع هذا أمر آخر ‪ .‬ولذلك لما‬
‫قال عبد الله بن أبي بن سلول كلمته الخبيثة ) ليخرجن‬
‫العز منها الذل ( قاما عمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫لما بلغته هذه الكلمة قال ‪ :‬يا رسول الله دعني أضرب‬
‫عنق هذا المنافق ‪ ,‬فقال صلى الله عليه وسلم ‪) :‬ل يا‬
‫عمر ل يقول الناس إن محمد يقتل أصحابه ( ‪ ,79‬فسماه‬
‫من أصحابه صلوات الله وسلمه عليه وهو رأس المنافقين‬
‫‪ ,‬فهو غير داخل فالذين نحن نسميهم صحابة رضي الله‬
‫عنهم وأرضاهم ‪.‬‬

‫كذلك قد يكون المقصود بالصحاب أي من صحب النبي‬


‫صلى الله عليه وسلم على هذا الدين ولو لم يرى النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم فندخل نحن في هذا المسمى ولذلك‬
‫جاءت بعض روايات الحديث ) أمتي أمتي ( ‪80‬بدل‬
‫) أصحابي ( فنكون من أمته صلوات الله وسلمه عليه ‪,‬‬
‫وقد يقول قائل كيف وقد جاء في الحديث ) أعرفهم‬
‫ويعرفونني ( ‪ 81‬فنقول أنه قد بين النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم أنه يعرفا أمته بآثإار الوضوء صلوات الله وسلمه‬
‫عليه ‪.‬‬

‫ولنا سؤال هنا لو جاءنا النواصب ‪ ,‬والنواصب هم الذين‬


‫يبغضون آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم يبغضون عليا ً‬
‫وفاطمة والحسن والحسين وغيرهم من آل بيت النبي صلى‬
‫الله عليه وآله وسلم ‪ ,‬وقالوا هؤلء الذين إرتدو وهؤلء‬

‫‪ 79‬صحيح البخاري كتاب التفسير ‪ ,‬باب قوله ) لئن رجعنا إلى المدينة ( رقم ‪ , 4907‬صحيح‬
‫مسلم كتاب البر والصلة والداب باب نصر الخ ظالما أو مظلوما رقم ‪. 63‬‬
‫‪ 80‬صحيح البخاري ‪ ,‬كتاب الفتنة ‪ ,‬باب قول الله واتقوا فتنة ‪ ,‬رقم ‪ 7048‬بلفظ ) أمتي ( دون‬
‫تكرار ‪.‬‬
‫‪ 81‬صحيح البخاري ‪ ,‬كتاب الفتن ‪ ,‬باب قول الله واتقوا فتنة ‪ ,‬رقم ‪ , 7050‬وكتاب الرقاق باب ‪:‬‬
‫في الحوض رقم ‪. 6583‬‬
‫‪74‬‬

‫الذين يذادون عن الحوض هم علي والحسن والحسين‬


‫كيف تردون عليهم ؟؟!‬
‫الرد عليهم بأن نقول لهم ليسوا من هؤلء بل هؤلء جاءت‬
‫فيهم فضائل ‪..‬‬
‫فنقول أبو بكر وعمر وعثمان وأبو عبيدةا جاءت فيهم‬
‫فضائل فما الذي يخرج عليا ً ويدخل أبا بكر وعمر !!‬
‫فالقصد إذا ً أن حديث الحوض ل يشمل أصحاب النبي صلى‬
‫الله عليه وآله وسلم ‪.‬‬

‫شبهة جيش‬ ‫‪.2‬‬


‫أسامة ‪:‬‬

‫يقولون إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما جهز جيش‬
‫أسامه وذلك لينتقم أسامة رضي الله عنه لبيه زايد بن‬
‫حارثإة لما قُتل في مؤته جهز النبي جيش أسامة ليذهب‬
‫إلى مؤته وقالوا جعل من ضمن هذا الجيش أبا بكر وعمر‬
‫حتى يصفو الجو لعلي رضي الله عنه ويستطيع النبي أن‬
‫يعينه خليفة !! أنظروا كيف جعلوا النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم ضعيفا ً يخافا من أبي بكر وعمر فيرسلهما في‬
‫الجيش حتى يستطيع أن يبين للناس أن عليا ً هو الخليفة !!‬
‫هكذا يكتم الدين بهذه الدرجة ‪ ..‬وهذا طعن في النبي‬
‫صلوات الله وسلمه عليه ‪ ,‬الله سبحانه وتعالى يقول له ‪:‬‬
‫م فَأَنذِ ْر‬ ‫َ‬
‫م ُر { يقول ‪ } :‬يَا أيّهَا ال ْ ُ‬
‫مدّثإ ّ ُر ‪ 1‬قُ ْ‬
‫‪82‬‬
‫ما تُؤ ْ َ‬ ‫} فَا ْ‬
‫صدَع ْ ب ِ َ‬
‫‪84‬‬
‫ك{‬ ‫من ّرب ّ َ‬ ‫ك ِ‬ ‫ما أُنزِ َ‬
‫ل إِلَي ْ َ‬ ‫ل بَلّغْ َ‬
‫سو ُ‬
‫الر ُ‬
‫َ‬
‫‪ } {2‬يَا أيّهَا ّ‬
‫‪83‬‬

‫وهم يقولون يخافا من هؤلء الصحابة صلوات الله وسلمه‬


‫عليه وحاشاه من ذلك ‪.‬‬

‫سورة الحجر آية ‪. 94‬‬ ‫‪82‬‬

‫سورة المدثر آية ‪.2 ,1‬‬ ‫‪83‬‬

‫سورة المائدة آية ‪. 67‬‬ ‫‪84‬‬


‫‪75‬‬

‫ثإم يضيفون إلى هذا المر أمورا ً أخرى وهو أن النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم قال‪ ) :‬لعن الله من تخلف عن جيش‬
‫أسامة ( حتى تصيب اللعنةة أبا بكر وعمر ‪.‬‬

‫فنقول أول ً ‪ :‬إن أبا بكر لم يكن أبدا ً في جيش أسامة ‪ ,‬ولم‬
‫يقل النبي صلى الله عليه وسلم في يوما من الياما ‪ :‬لعن‬
‫الله من تخلف عن جيش أسامة ‪ ,‬بل هذا كذب على النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪.‬‬

‫وأما كون عمر في جيش أسامه فهذا هو المشهور في‬


‫السير ‪ ,‬أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل عمر في‬
‫جيش أسامة ‪.‬‬

‫كيف يكون أبا بكر في جيش أسامة والنبي أمر أبا بكر ان‬
‫يصلي بالناس في فترةا مرض النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫‪,‬هذا تناقض ل يمكن أن يحدث ولذلك لما أراد أسامة أن‬
‫ة أن يبقي عمر بعد وفاةا النبي‬‫يخرج إستأذن أبو بكر أسام َ‬
‫صلى الله عليه وسلم بل ما سير جيش أسامة إل أبو بكر‬
‫الصديق ‪ ,‬وذلك أنه بعد وفاةا النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫أشار بعض الصحابة على أبي بكر أن يبقي جيش أسامة‬
‫في المدينة خوفا ً على المدينة من المرتدين ومن العرب‬
‫الذين لم يسلموا بعد فأبا أبو بكر أن ينزل راية رفعها‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال يخرج جيش‬
‫أسامة ‪ ,‬وخرج جيش أسامة بأمر من أبي بكر الصديق‬
‫رضي الله عنه ‪ ,‬فكيف جعلوا أبا بكر الصديق الذي أخرج‬
‫جيش أسامة جعلوه ممن تخلف وجعلوه ممن يستحق‬
‫اللعن من النبي صلى الله عليه وسلم وما هذا إل من‬
‫شيء في قلوبهم على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫‪.‬‬
‫‪76‬‬

‫شبهة قضية‬ ‫‪.3‬‬


‫فدك ‪:‬‬

‫قضية أقيمت لجلها الدنيا ‪ ,‬تكلموا فيها كثيرا ً وشنعوا فيها‬


‫كثيرا ً على أصحاب النبي صلوات الله وسلمه عليه وهي‬
‫قضية فدك وما أدراك ما فدك ‪ .‬فدك أرض للنبي صلى الله‬
‫عليه وسلم من أرض خيبر وذلك من المعلوما أن خيبر لما‬
‫جاء النبي صلى الله عليه وسلم إليها وحاصرها إنقسمت‬
‫إلى قسمين ‪ ,‬إلى قسم فُتح عنوةا وإلى قسم فُتح صلحا ً ‪,‬‬
‫من الذي فُتح صلحا ً في خيبر ما فيه فدك ‪.‬‬

‫فدك أرض صالح النبي صلى الله عليه وسلم اليهود عليها‬
‫على أنهم يزرعونها ويعطون نصف غلتها للنبي صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ ,‬فنصف غلة فدك تكون للنبي صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪.‬‬

‫بعد أن توفي صلوات الله وسلمه عليه جاءت فاطمة رضي‬


‫الله عنها تطالب بورثإها من النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫فذهبت إلى أبي بكر لنه خليفة المسلمين الذي كانت تعتقد‬
‫خلفته ‪ ,‬فذهبت إليه و طلبت منه أن يعطيها فدك ورثإها من‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ,‬فقال لها أبو بكر إني سمعت‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ‪ ) :‬ل نورث ما‬
‫تركناه فهو صدقة ( ‪ ,85‬وهنا لو قلنا لبي بكر الصديق تعال‬
‫يا أبا بكر عندك فاطمة تطالب بإرثإها وعندك النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم يقول ) ل نورث ( تطيع من ؟ ‪..‬‬
‫ل شك أنه سيقول سأطيع النبي صلى الله عليه وسلم ‪..‬‬
‫طيب وفاطمة لماذا ل تطيعها فيقول أطيعها لو لم يكن‬
‫عندي أمر من النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ,‬هذا النبي‬
‫معصوماة صلوات الله وسلمه عليه وفاطمة غير معصومةة‬
‫‪ 85‬صحيح مسلم كتاب الجهاد والسير حديث رقم ‪ , 49‬وكذلك رقم ‪ 51‬بلفظ ) ما تركنا فهو‬
‫صدقة ( ‪ ,‬صحيح البخاري كتاب فرض الخمس ‪ ,‬باب فرض الخمس رقم ‪ 3093‬بلفظ )ل نورث ‪,‬‬
‫ما تركنا صدقة ( ‪.‬‬
‫‪77‬‬

‫والنبي صلى الله عليه وسلم أمرني قال )ل نورث ما تركناه‬


‫فهو صدقة ( وإن أحببتم فسألوا أصحاب النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ ,‬هذا الحديث رواه أبو عبيدةا ورواه عمر ورواه‬
‫العباس ورواه علي ورواه الزبير ورواه طلحة عن النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم )ل نورث ما تركناه فهو صدقة ( ‪..‬‬
‫طيب ماذا أصنع أنا عندي حديث النبي وعندي قول فاطمة‬
‫؟ ‪ ..‬ل شك أي واحد منا يخافا الله سبحانه وتعالى ويقدر‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم فيقدما قول النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم على قول كل أحد ‪..‬‬
‫فقال لها ل أستطيع أن أعطيك شيئا ً الرسول قال ‪ ) :‬ل‬
‫نورث ما تركناه فهو صدقة ( ‪ ..‬فرجعت فاطمة رضي الله‬
‫عنها ولم تأخذ ورثإها ‪..‬‬

‫دعونا نوزاع إرث النبي صلى الله عليه وسلم لو كان له إرث‬
‫من الذي يرث النبي صلى الله عليه وآله وسلم ؟‬
‫يرثإه ثإلثإة ‪ :‬ترثإه فاطمة ويرثإه أزاواجه ويرثإه عمه العباس ‪.‬‬

‫أما فاطمة فلها نصف ما ترك لنها فرع وارث ‪ ..‬أنثى ‪..‬‬
‫من‬‫وأزاواج النبي صلى الله عليه وسلم يشتركن في الث ُ ُ‬
‫لوجود الفرع الوارث وهي فاطمة ‪..‬‬
‫والعباس عم النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ الباقي‬
‫تعصيبا ً ‪..‬‬

‫هذا هو إرث النبي صلى الله عليه وآله وسلم ‪ ,‬إذا ليست‬
‫القضية خاصة بفاطمة ولذلك أين العباس لماذا لم يأت‬
‫ويطالب بإرثإه من النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ,‬أين أزاواج‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم لم يأتين ويطالبن بإرثإهن من‬
‫النبي صلى الله عليه وآله وسلم ‪.‬‬
‫‪78‬‬

‫فلم يعطها الرث ‪ ,‬قد يقول قائل كيف تحرمونها من الرث‬


‫سلَي ْ َ‬
‫‪86‬‬
‫ن دَاوُود َ {‬
‫ما ُ‬ ‫ث ُ‬‫؟ والله سبحانه وتعالى يقول ‪ } :‬وَوَرِ َ‬
‫ويقول عن زاكريا عليه الصلةا والسلما أنه قال عن يحى‬
‫ُوب { ‪, 87‬‬‫آل يَعْق َ‬ ‫ن ِ‬‫م ْ‬‫ث ِ‬ ‫لما طلب الولد قال‪ } :‬يَرِثإُنِي وَيَرِ ُ‬
‫وأنتم تقولون ) نحن معاشر النبياء ل نورث ما تركناه فهو‬
‫صدقة ( هذا الحديث يقوله أبو بكر وتلك آية والية إذا‬
‫عارضت الحديث فالية مقدمة على الحديث ‪..‬‬
‫فنقول ليس المر كما قلتم لماذا ‪ ..‬تعنتا ً ‪ ..‬ل ليس والله‬
‫تعنتا ً وما يضيرنا لو أخذت فاطمة نصيبها رضي الله عنها‬
‫وأرضاها إن كان لها نصيب ‪..‬‬

‫ولكن نقول إقرأوا اليات وتدبروها قليل ً ل نريد أكثر من‬


‫ذلك ‪ ,‬الله جل وعل ماذا يقول عن زاكريا ؟ قال } يَرِثإُنِي‬
‫ُوب { ما اليات التي قبلها ‪ ,‬يقول الله‬ ‫آل يَعْق َ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬
‫ث ِ‬‫وَيَرِ ُ‬
‫ك عَبْدَهُ‬ ‫مةِ َرب ّ َ‬ ‫تبارك وتعالى عن زاكريا } كهيعص ‪ 1‬ذِك ْ ُر َر ْ‬
‫ح َ‬
‫ن الْعَظ ْ ُ‬
‫م‬ ‫ب إِنّي َوهَ َ‬ ‫ل َر ّ‬ ‫فيّا ‪ 3‬قَا َ‬ ‫خ ِ‬‫ه نِدَاء َ‬ ‫َزاكَرِيّا ‪ 2‬إِذ ْ نَادَى َرب ّ ُ‬
‫قيّا ‪4‬‬ ‫ب شَ ِ‬ ‫ك َر ّ‬ ‫م أَكُن بِدُعَائ ِ َ‬ ‫س شَ يْبًا َول َ ْ‬ ‫ُ‬
‫ل الرأ ْ‬
‫منّي َواشْ تَعَ َ ّ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫ب‬ ‫م َرأتِي عَاقِ ًرا فَهَ ْ‬ ‫تا ْ‬ ‫من وَ َرائِي َوكَان َ ِ‬ ‫ي ِ‬ ‫موَال ِ َ‬ ‫ْت ال ْ َ‬
‫خف ُ‬ ‫وَإِنّي ِ‬
‫ب‬
‫ه َر ّ‬ ‫جعَل ْ ُ‬‫ُوب وَا ْ‬
‫آل يَعْق َة‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬‫ث ِ‬ ‫ك َولِيّا ‪ 5‬يَرِثإُنِي َويَرِ ُ‬ ‫من لّدُن َ‬ ‫لِي ِ‬
‫ضيّا ‪ .. {6‬سياق اليات هل هي وراثإة مال ؟ إقرأوا كتب‬ ‫َر ِ‬
‫السيرةا ماذا كان حال زاكريا ‪ ..‬فقير ‪ ..‬زاكريا كان نجارا ً‬
‫كان فقيرا ً ما هو المال الذي عند زاكريا حتى يطلب وارثإا ً له‬
‫‪ ,‬ثإم هل يعقل أن رجل ً صالحا ً يسأل الله الولد ليرث ماله‬
‫!! أين الصدقة في سبيل الله ‪ ..‬أين البذل ؟ يطلب ولدا ً‬
‫ليرث ماله !! ل نقبل هذا لرجل صالح فكيف تقبلونه لنبي‬
‫كريم !! أن يسأل الله الولد لي شيء قال ‪ :‬حتى يرث‬
‫أموالي !! هذا ل يمكن أن نقبله في نبي كريم مثل زاكريا‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ث ِ‬ ‫عليه الصلةا والسلما ‪ ,‬ثإم ماذا يقول ‪ } :‬يَرِثإُنِي وَيَرِ ُ‬
‫ُوب { كم بين يعقوب وزاكريا من الباء والجداد ؟‬ ‫آل يَعْق َة‬‫ِ‬
‫سورة النمل آية ‪. 16‬‬ ‫‪86‬‬

‫سورة مريم آية ‪. 6‬‬ ‫‪87‬‬


‫‪79‬‬

‫مئات السنين عشرات إن لم نقل مئات الباء بين زاكريا‬


‫ويعقوب ‪ ,‬موسى بين زاكريا ويعقوب أيوب بين زاكريا‬
‫ويعقوب ‪ ,‬داوود وسليمان بين زاكريا ويعقوب ‪ ,‬يونس بين‬
‫زاكريا ويعقوب ‪ ,‬يوسف بين زاكريا ويعقوب ‪ ..‬كل أنبياء بني‬
‫إسرائيل تقريبا ً بين زاكريا ويعقوب زاكريا يمثل آخر أنبياء‬
‫بني إسرائيل زاكريا يحى عيسى ‪ ..‬إنتهت النبوةا ويعقوب‬
‫هو إسرائيل ‪ ,‬كل أنبياء بني إسرائيل هم بين زاكريا ويعقوب‬
‫ونحن لنتكلم عن جميع النبياء نتكلم عن بني إسرائيل أمة‬
‫كاملة ‪..‬‬

‫ُوب‬
‫آل يَعْق َة‬
‫ن ِ‬‫م ْ‬ ‫كم سيكون نصيب هذا الولد } يَرِثإُنِي َويَرِ ُ‬
‫ث ِ‬
‫{ وكم وكم من الذين سيحجبونه عن الميراث ‪ ,‬الولد‬
‫القرب ‪..‬‬

‫هذا كلما ل يُعقل ‪ ..‬إذا ً ماذا أراد زاكريا ‪ ..‬أراد ميراث النبوةا‬
‫هذا الميراث الحقيقي ميراث النبوةا ‪ ..‬يرث النبوةا ‪ ..‬يرث‬
‫الدعوةا إلى الله تبارك وتعالى يرث العلم ‪ ,‬ولذلك النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم يقول ) إن النبياء لم يورثإوا درهما ً‬
‫ول دينارا ً وإنما ورثإوا العلم ( ‪ , 88‬هذا الذي أراده زاكريا‬
‫صلوات الله وسلمه عليه ‪ ,‬ومنه ميراث سليمان صلوات‬
‫ث‬‫الله وسلمه عليه لما قال الله تبارك وتعالى ‪َ } :‬ووَرِ َ‬
‫ن دَاوُود َ { ورث ماذا ؟ ‪ ..‬ورث العلم ورث النبوةا‬ ‫سلَي ْ َ‬
‫ما ُ‬ ‫ُ‬
‫ورث الحكمة ‪ ,‬لم يرث المال لو كان مال ً ما فائدةا ذكره‬
‫؟‪ ..‬طبيعي جدا ً الولد يرث أباه ‪ ,‬هذا أمر طبيعي فلماذا‬
‫يذكر في القرآن ؟ إذا ً الذي ذكر في القرآن أمر ذا أهمية‬
‫ن دَاوُود َ {‬ ‫سلَي ْ َ‬
‫ما ُ‬ ‫ث ُ‬
‫عندما يقول الله تبارك وتعالى } وَوَرِ َ‬
‫أراد أن ينبه إلى شيء مهم ليس مجرد وراثإة مال ‪ ,‬ثإم كم‬
‫لداوود من البناء إرجعوا إلى سيرةا داوود ‪ ,‬داوود على‬
‫س ّرية – يعني‬ ‫المشهور كانت له ثإلثإمئة زاوجة وسبع مئة ُ‬
‫‪ 88‬سنن الترمذي باب ما جاء في عالم المدينة رقم ‪ , 2682‬سنن بن ماجه باب فضل العلماء‬
‫والحث على طلب العلم رقم ‪ , 223‬صحيح بن حبان ذكر وصف العلماء الذين لهم الفضل رقم‬
‫‪. 88‬‬
‫‪80‬‬

‫أمة ‪ -‬ذكروا لداوود أولد كثر أل يرثإه إل سليمان ! صلوات‬


‫الله وسلمه عليه ‪ ..‬هذا ل يمكن أن يكون أبدا ً ‪.‬‬

‫ولنفرض أنه ورث ‪ ,‬طيب ما شأن أبي بكر وعمر وعثمان‬


‫هل أخذوا هذا المال لهم ؟ ‪ ,‬كانوا يعطونه لل بيت النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم كما كان يفعل النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم ما ذنبهم ‪ ..‬ما الخطيئة التي أرتكبوها ‪ ..‬هل أبو بكر‬
‫إستدخل فدك له ‪ ,‬هل إستدخلها عمر ‪ ..‬هل إستدخلها‬
‫عثمان أبدا ً لم يستدخلوها ‪ ,‬إذا ً لماذا يُلمون ؟ !‬
‫لماذا نزرع الكراهية في قلوب الناس لبي بكر وعمر‬
‫وعثمان ؟! ماذا صنعوا بفدك ؟!‬

‫خاصة إذا قلنا إن عمر وعثمان عاشا بعد فاطمة زامن‬


‫الخلفة ‪ ,‬فاطمة ماتت بعد النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫ورضي عنها بعده بستة أشهر على المشهور ‪ ..‬ما شأن‬
‫عمر وعثمان بفدك ؟! ‪..‬‬

‫دعونا نسلم بأن فدك إرث لفاطمة رضي الله عنها ‪..‬‬
‫نصيبها الذي هو النصف إذا ماتت فاطمة من يرث فاطمة ؟‬
‫يرثإها أولدها وزاوجها من أولد فاطمة ؟ ‪ ..‬اربعة ‪ :‬الحسن‬
‫والحسين وزاينب وأما كلثوما وزاوجها علي ‪ ,‬أبوها توفي صلى‬
‫الله عليه وسلم وأمها توفيت وهي خديجة رضي الله عنها ‪,‬‬
‫مابقي من الورثإة إل الولد والزوج ‪ ..‬الزوج يأخذ الربع‬
‫لوجود الفرع الوارث فربع الميراث لعلي ‪ ,‬وبقية الميراث ‪-‬‬
‫ميراث فاطمة – لولد فاطمة للذكر مثل حظ النثيين ‪..‬‬

‫طيب علي في خلفته لم يعط فدك لفاطمة ولم يعطها‬


‫لولد فاطمة ‪..‬‬
‫فإن كان أبو بكر ظالما ً وعمر كان ظالما ً وعثمان كان‬
‫ظالما ً لفدك فعلي كان ظالما ً كذلك ‪ ,‬فكلهم لم يعطوا‬
‫فدك لهلها ‪ ..‬أبو بكر لم يعطها لهلها ‪ ,‬عمر لم يعطها‬
‫‪81‬‬

‫لهلها ‪ ,‬عثمان لم يعطها لهلها ‪ ,‬علي لم يعطها لهلها ‪,‬‬


‫وإسألوا علمائكم في هذا المر هل أعطى علي فدك لولد‬
‫فاطمة ؟ لم يعطهم فدك ‪.‬‬

‫الحسن إستخلف بعد علي هل أعطى فدك لخيه الحسين‬


‫ولخته زاينب لم يعطهم ‪ ,‬لن أما كلثوما كانت قد توفيت ‪..‬‬
‫إذا ً لماذا يُلما أبو بكر وعمر وعثمان ول يُلما علي رضي الله‬
‫عنه ؟! إما أن يُلما الجميع وإما أن ليُلما أحد ‪..‬‬
‫ننظر موقف أهل السنة وموقف الشيعةة ‪ ,‬أهل السنة ل‬
‫يلومون أحدا ً ‪ ,‬لماذا ل تلومون أحدا ً ‪ ..‬قالوا لنها أصل ً‬
‫ليست ميراثإا ً لفاطمة ولذلك ل نلوما أحدا ً ‪.‬‬

‫أما الشيعة فيلومون أبو بكر ويلومون عمر ويلومون عثمان‬


‫ويلزمهم أن يلوموا علي ولذلك خرجت طائفة من الشيعةة‬
‫يُقال لها الكاملية هذه الطائفة تطعن في علي مع أنها‬
‫شيعية ‪ ..‬قالوا أبو بكر وعمر وعثمان ظلمة أخذوا الخلفة‬
‫من علي ‪ ,‬وعلي لم يستجب لمر النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم لنه أمره بالخلفة و بايعهم وترك أمر الخلفة فعلي‬
‫أيضا ً مذنب ‪..‬‬

‫وهذا يلزمهم لنهم لو فكروا بعقولهم بناءً على الدلة‬


‫الباطلة التي إستدلوا بها ‪ ,‬إذا ً فدك ليست إرثإا ً لفاطمة‬
‫رضي الله عنها وأبو بكر خيرا ً صنع لنه إتبع النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم لنه سمعه يقول ‪ ) :‬نحن معاشر النبياء ل‬
‫نورث ما تركناه فهو صدقة ( ‪.‬‬

‫هناك قول آخر وهو أن فدك هبة وهبها النبي صلى الله‬
‫عليه وآله وسلم لفاطمة كيف وهبها النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم لفاطمة ‪ ..‬قالوا لما فتح الله تبارك وتعالى فدك على‬
‫النبي صلى الله عليه وآله وسلم نادى فاطمة وأعطاها‬
‫إياها ‪ ..‬هل هذا صحيح ؟‬
‫‪82‬‬

‫ه { ‪ 89‬بعد فتح خيبر‬ ‫آت ذ َا الْق ُْربَى َ‬


‫ح ّق ُ‬ ‫قالوا نعم لما نزل } وَ ِ‬
‫ناداها قال هذا حقك خذي حقك وأعطاها النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم لفاطمة رضي الله عنها وأرضاها ‪ ..‬هل هذا‬
‫الكلما صحيح ‪ ..‬هل يُقبل أصل ً هذا الكلما ‪..‬‬

‫للنبي صلى الله عليه وسلم سبعة من الولد ثإلثإة ذكور‬


‫وأربعة إناث ‪ ..‬الذكور عبد الله والقاسم وإبراهيم كلهم‬
‫ماتوا في حياةا النبي صلى الله عليه وسلم وهم صغار ل‬
‫دخل لهم هنا إذا ً ‪ ,‬بقي للنبي صلى الله عليه وسلم أربع‬
‫من البنات أصغرهن فاطمة رضي الله عنها ‪ ,‬ثإم تأتي بعد‬
‫فاطمة رقية ثإم أما كلثوما ثإم زاينب وهي الكبيرةا هؤلء هن‬
‫بنات النبي صلى الله عليه وآله وسلم ‪.‬‬

‫يقولون النبي صلى الله عليه وسلم أعطى فاطمة فدك‬


‫ولم يعطي باقي البنات ‪ ,‬بنات النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫توفيت رقية بنت النبي صلى الله عليه وسلم في السنة‬
‫الثانية من الهجرةا لما خرج إلى بدر صلى الله عليه وآله‬
‫وسلم ‪ ,‬لكن أما كلثوما وزاينب توفيتا بعد ذلك ‪ ,‬أما كلثوما‬
‫توفيت في السنة التاسعة من الهجرةا ‪ ,‬وزاينب توفيت في‬
‫السنة الثامنة من الهجرةا ‪ ..‬خيبر في أول السنة السابعة‬
‫من الهجرةا ‪ ..‬أنظروا كيف يتلعب الشيطان بالناس ‪,‬‬
‫فيكون النبي صلى الله عليه وسلم يوما فتح الله عليه خيبر‬
‫له ثإلث بنات أحياء فاطمة وزاينب وأما كلثوما ‪ ..‬تصوروا‬
‫كيف ينسبون إلى النبي صلى الله عليه وسلم كأن النبي‬
‫يأتي إلى بناته الثلث ويقول تعالي يا فاطمة هذه فدك لك‬
‫وأنتما يا أما كلثوما ويا زاينب مالكما شيء ‪ ..‬أيجوزا أن يُقال‬
‫هذا في النبي صلى الله عليه وسلم ؟ ‪.‬‬

‫إن النبي صلى الله عليه وسلم لما جاءه بشير بن سعد والد‬
‫النعمان بن بشير وقال ‪ :‬يا رسول الله إني أريد أن أنحل‬
‫سورة السراء آية ‪. 26‬‬ ‫‪89‬‬
‫‪83‬‬

‫إبني هذا حديقة وأريدك أن تشهد على ذلك ‪ ,‬والنبي يعلم‬


‫أن له أولد آخرون غير هذا الولد ‪ ,‬فقال له صلوات الله‬
‫وسلمه عليه ‪ ) :‬أكل أولدك أعطيت ؟ ( يعني أعطيت بقية‬
‫أولدك أو أعطيت هذا فقط ‪ ,‬قال ‪ :‬ل ‪ ,‬فقال النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ ) :‬إذهب فإني ل أشهد على جور ( ‪.90‬‬

‫والنبي يقول ‪ ) :‬إتقوا الله وأعدلوا بين أولدكم ( ‪ 91‬ويقول ‪:‬‬


‫) ل أشهد على جور ( الله أكبر ! أنرضى أن هذا النبي‬
‫الكريم صلى الله عليه وسلم الذي ل يشهد على الجور‬
‫والذي قول لنا ‪ ) :‬إتقوا الله وأعدلوا بين أولدكم ( أرضى‬
‫أن يكون هو بذاته صلى الله عليه وسلم الذي يفرق بين‬
‫أولده !! الذي ل يشهد على الجور هل يفعل الجور ؟! صلى‬
‫الله عليه وآله وسلم ‪ ..‬ل يمكن هذا أبدا ً ‪ ,‬إذا ً لن يعط‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم فدك لفاطمة دون بناته ‪.‬‬
‫ثإم يا عقلء إن كان النبي أعطاها لفاطمة فجاءت تطالب‬
‫بماذا إذا ً في عهد أبي بكر ‪ ,‬إذا أخذتها وأستلمتها تطالب‬
‫بماذا ؟ هي ملكك تطالبيني بماذا ؟ ! تقول أعطاها النبي‬
‫في السنة السابعة من الهجرةا وتوفي بعد أن أعطاها بأربعة‬
‫سنوات ‪ ..‬وتأتي في عهد أبي بكر تقول أعطني الذي‬
‫أعطاني النبي قبل أربع سنين !! أيعقل هذا الكلما ‪ ..‬ل‬
‫يُعقل هذا أبدا ً ول يُقبل مثل هذا الكلما ‪.‬‬

‫بقي شيء واحد يقولون لما غضبت فاطمة إذا ً رضي الله‬
‫عنها وأرضاها ‪ ..‬فاطمة إستدلت بعموما قول الله تبارك‬
‫ن‬ ‫ي‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ظ ال ُ‬
‫نث‬ ‫ح ّ‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫ْ‬ ‫ث‬‫م‬ ‫ر‬‫َ‬ ‫ّك‬ ‫ذ‬ ‫ل‬‫ِ‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫د‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫و‬‫وتعالى } يوصيكُم اللّه في أ َ‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ِ‬ ‫ُ ِ ُ‬
‫{ ‪ 92‬فعلى هذا الساس جاءت تطالب بإرثإها رضي الله عنها‬
‫فلما قال لها أبو بكر رضي الله عنه ) ل نورث ما تركناه‬
‫صدقة ( إنتهى المر ورجعت ‪ ,‬عائشة رضي الله عنها التي‬
‫تروي هذه القصة وتروي هذا الحديث تقول ‪ :‬فوجدت على‬
‫صحيح مسلم كتاب الهبات باب كراهة تفضيل بعض الولد في الهبة رقم ‪. 19 -9‬‬ ‫‪90‬‬

‫صحيح مسلم كتاب الهبات باب كراهة تفضيل بعض الولد في الهبة رقم ‪. 13‬‬ ‫‪91‬‬

‫سورة النساء آية رقم ‪. 11‬‬ ‫‪92‬‬


‫‪84‬‬

‫أبي بكر أي غضبت أنه لم يعطيها فدك ‪ ,‬لكن ليس في‬


‫الحديث شيء أن فاطمة تكلمت على أبي بكر بشيء وإنما‬
‫هذا فهم عائشة فهمت أن فاطمة وجدت وتضايقت وأنها لم‬
‫تكلم أبا بكر ‪ ,‬طبيعي جدا ً أنها لم تكلم أبا بكر لنها كانت‬
‫مريضة وما كان أبا بكر يخالطها أصل َ ‪ ,‬ليستة إبنته‬
‫وليست قريبة له ‪ ,‬هي إبنة النبي وزاوجة علي رضي الله‬
‫عنه ما شأن أبي بكر بها ؟ ولذلك زاارها قبل موتها رضي‬
‫الله عنها ‪ ,‬بل وعلى المشهور أن التي غسلتها والتي كانت‬
‫تمرضها هي أسماء بنت عميس زاوجة أبي بكر الصديق هي‬
‫التي غسلت فاطمة رضي الله عنها ‪ ..‬فقضية أن فاطمة‬
‫وجدت على أبي بكر الله أعلم بذلك ‪ .‬هذا فهم عائشة‬
‫تقول أنها وجدت لكن ليس الحديث نص أن فاطمة تكلمت‬
‫في أبي بكر أو طعنتة فيه أبدا ً ‪ ..‬سكتت رجعت إلى بيتها‬
‫بعد أن قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‬
‫) ل نورث ما تركناه فهو صدقة ( ‪.‬‬

‫شبهة رزية يوم‬ ‫‪.4‬‬


‫الخميس ‪:‬‬

‫أو حديث الرزاية ‪ ,‬والرزاية يعني المصيبةة التي وقعت هذا‬


‫الحديث يرويه بن عباس يقول ‪ :‬لما حضر رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم – يعني الوفاةا – وفي البيت رجال فيهم‬
‫عمر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪) :‬هلم أكتب‬
‫كتابا ً ل تضلون بعده ( ‪ ,‬فقال عمر ‪ ) :‬إن رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن حسبنا‬
‫كتاب الله ( ‪ ,‬وأختلف أهل البيت وأختصموا فمنهم من‬
‫يقول قربوا يكتب لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫كتابا ً ل تضلوا بعده ‪ ,‬ومنهم من يقول ما قال عمر فلما‬
‫أكثروا اللغو والختلفا عند رسول الله صلى الله عليه‬
‫‪85‬‬

‫وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪) :‬قوموا (‬


‫أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما ‪.93‬‬

‫هم يطعنون على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم‬


‫وخاصة عمر من خلل هذا الحديث ‪ ,‬مدار طعنهم في ماذا‬
‫؟‪:‬‬

‫أول قالوا إن عمر قال ‪ :‬إن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم يهجر ‪ ,‬وهذه قالها التيجاني كذبا ً وزاورا ً في كتاب‬
‫فسألوا أهل الذكر ص ‪ 144‬وص ‪ 179‬ونسبه إلى البخاري‬
‫كذبا ً وزاورا ً وهو ليس في البخاري أن عمر قال إن رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم يهجر وإنما قال غلب عليه الوجع‬
‫‪. 94‬‬

‫ما معنى قول عمر ‪ ) :‬حسبنا كتاب الله ( هل معنى هذا أننا‬
‫ل نريد السنة ‪ ,‬هكذا هم يلبسون على الناس ‪ ,‬إن معنى‬
‫قول عمر ) حسبنا كتاب الله ( أي ما جاء في كتاب الله }‬
‫َ‬ ‫الْيو َ‬
‫يت لَك ُ ُ‬
‫م‬ ‫ض ُ‬ ‫متِي َو َر ِ‬ ‫م نِعْ َ‬‫ت عَلَيْك ُ ْة‬
‫م ُ‬
‫م ْ‬
‫م وَأت ْ َ‬ ‫ت لَك ُ ْ‬
‫م دِينَك ُ ْ‬ ‫مل ْ ُ‬
‫ما أك ْ َ‬ ‫َ ْ َ‬
‫يكفي كمل الدين دعوا رسول الله صلى‬ ‫سل َ َ‬
‫‪95‬‬
‫ما دِينًا {‬ ‫ال ِ ْ‬
‫الله عليه وسلم يرتاح ‪ ,‬إجتهد عمر في هذه ‪ ..‬أصاب أو‬
‫أخطأ هذا موضوع آخر ‪ ,‬لكن هل نقول إن عمر كتم الدين‬
‫رضي الله عنه وأرضاه !! عندما قال ) حسبنا كتاب الله ( ‪,‬‬
‫هل كان الذي سيبلغه النبي صلى الله عليه وسلم أمرا ً‬
‫لزاما ً واجبا ً لبد منه وأحذروا قبل أن تقولوا نعم ‪ ,‬لننا إذا‬
‫قلنا نعم هو أمر لزاما واجب لبد منه والنبي لم يبلغه معناه‬
‫أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتم الرسالة ولم يكملها‬
‫وكتم بعضها والله جل وعل يقول } الْيو َ‬
‫م دِينَك ُ ْ‬
‫م‬ ‫ت لَك ُ ْ‬‫مل ْ ُ‬
‫ما أك ْ َ‬‫َ ْ َ‬
‫‪ 93‬صحيح البخاري ‪ ,‬كتاب العلم ‪ ,‬باب كتابة العلم رقم ‪ , 114‬صحيح مسلم كتاب الوصية باب‬
‫ترك الوصية لمن ليس له شيء يوصي فيه رقم ‪. 22 , 21 , 20‬‬
‫‪ 94‬ورد في مسلم لفظة ) ما شأنه أهجر ؟ ( ولفظة فقالوا ) إن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم يهجر ( وفي الحالين لم يُنسب القول لعمر ولم يقلها وإنما الثابت في رواية البخاري‬
‫ومسلم لفظة ) إن رسول الله قد غلب عليه الوجع ( هذا ما قاله عمر رضي الله عنه ‪.‬‬
‫‪ 95‬سورة المائدة آية ‪. 3‬‬
‫‪86‬‬
‫َ‬
‫سل َ َ‬
‫ما دِينًا { قبل‬ ‫يت لَك ُ ُ‬
‫م ال ِ ْ‬ ‫ض ُ‬‫متِي َو َر ِ‬ ‫ت عَلَيْك ُ ْة‬
‫م نِعْ َ‬ ‫م ُ‬
‫م ْ‬
‫وَأت ْ َ‬
‫هذه الحادثإة بثلثإة اشهر في حجة الوداع قال الله هذا‬
‫الكلما سبحانه وتعالى وأنزله على نبيه قرآنا ً يتلى ‪.‬‬

‫بل إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال ‪ ) :‬ما تركت‬
‫شيئا ً يقربكم إلى الله والجنة إل وأمرتكم به ‪ ,‬وما تركت‬
‫شيئا ً يبعدكم عن الله ويقربكم إلى النار إل وقد نهيتكم عنه‬
‫( ‪ 96‬إذا ً النبي بلغ الرسالة ‪.‬‬

‫بقي أمر وهو ما هو هذا المر الذي أراد النبي أن يبلغه ؟ ‪,‬‬
‫جاء في مسند أحمد بإسناد مرسل ولكنه صحيح – صحيح‬
‫حميد بن عبد الرحمن بن عوفا أن عليا ً‬ ‫مرسل – إلى ُ‬
‫رضي الله عنه كان حاضرا ً في هذه الحادثإة فلما قال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم إئتوني بكتاب قال علي ‪:‬‬
‫يا رسول الله إني أحفظ ‪ ,‬قل أحفظ ‪ ,‬فقال ‪:‬‬
‫) أوصيكم بالصلةا والزكاةا وما ملكت أيمانكم ( إذا ً بلّغ ما‬
‫‪97‬‬
‫كان يريد صلوات الله وسلمه عليه ‪..‬‬

‫ولنا أن نسأل هل كان علي حاضرا ً رضي الله عنه في هذه‬


‫الحادثإة ‪ ..‬قطعا ً نعم عند الجميع عندنا وعند الشيعة هو‬
‫حاضر ‪ ,‬إذا ً لما لم يكتب لما لم يذهب ويأتي بالدواةا‬
‫والقلم ويكتب مع من كان علي مع الذين منعوا أو مع الذين‬
‫لم يمنعوا ؟! ‪..‬‬
‫هذا الموقف من النبي صلى الله عليه وسلم لما قال ‪:‬‬
‫) قوموا عني ( أمرهم أن يقوموا عنه صلوات الله وسلمه‬
‫‪ 96‬رواه بن خزيمة ‪ ,‬انظر السلسلة الصحيحة ‪ 4/417‬ضمن حديث رقم ‪. 18903‬‬
‫‪ 97‬ورد في صحيح مسلم كتاب الوصية ‪ ,‬باب ترك الوصية لمن ليس له شيء يوصي فيه حديث‬
‫رقم ‪ 20‬ما يلي ‪ 1637 :‬حدثنا سعيد بن منصور وقتيبة بن سعيد وأبو بكر بن أبي شيبة واللفظ‬
‫لسعيد قالوا حدثنا سفيان عن سليمان الحول عن سعيد بن جبير قال ‪ :‬قال بن عباس يوم‬
‫الخميس وما يوم الخميس ثم بكى حتى بل دمعه الحصى ‪ ,‬فقلت ‪ :‬يا بن عباس وما يوم‬
‫الخميس ؟ قال ‪ :‬اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه فقال ‪ ) :‬ائتوني أكتب لكم‬
‫كتابا ل تضلوا بعدي ( فتنازعوا وما ينبغي عند نبي تنازع وقالوا ‪ :‬ما شأنه أهجر استفهموه ‪,‬‬
‫قال ‪ ) :‬دعوني فالذي أنا فيه خير أوصيكم بثلث أخرجوا المشركين من جزيرة العرب وأجيزوا‬
‫الوفد بنحو ما كنت أجيزهم ( ‪ ,‬قال ‪ :‬وسكت عن الثالثة أو قالها فأنسيتها ‪ .‬وكذلك في‬
‫البخاري كتاب الجهاد والسير ‪ ,‬باب هل يستشفع إلى أهل الذمة رقم ‪. 3053‬‬
‫‪87‬‬

‫عليه ‪ ..‬لماذا قال قوموا عني ؟ ‪ ..‬لنه صار صياح هذا يقول‬
‫قرب وهذا يقول ل تقرب والنبي صلى الله عليه وسلم في‬
‫وادي وهم في وادٍ آخر ‪ ,‬ولذلك أمرهم بالخروج صلوات‬
‫الله وسلمه عليه ‪.‬‬
‫نعم هناك من قال يستفهم‪ :‬أهجر ؟؟ يعني أهذا الذي يقوله‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم هجرا ً أو ل ؟؟ ولكن نقول من‬
‫يقول أن الذي قال هذا عمر ؟ لماذا ل يكون قاله علي !‬
‫ونحن أيضا ً نقول علي لم يقل هذا ‪ ,‬إذا ً من الذي قال ‪:‬‬
‫أهجر ؟ ‪ ,‬لعله أحد الذين كانوا حديثي إسلما وحضروا النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم وقالوا مثل هذه الكلمة ‪ ..‬ولكن لم‬
‫يثبت أبدا ً أن أبا بكر قال هذه الكلمة أو عمر أو عثمان أو‬
‫علي أو الزبير أو طلحة أو أحد من كبار أصحاب النبي صلى‬
‫الله عليه وآله وسلم ‪.‬‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم معلوما أنه لما أصابه الوجع‬
‫قبيل موته لما حضر النبي صلى الله عليه وسلم الوفاةا‬
‫كما قال بن عباس إذ كان المر على النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم شديدا ً صلى الله عليه وآله وسلم ‪ ..‬ولذلك بن‬
‫مسعودة لما حضر النبي صلى الله عليه وسلم وهو على‬
‫فراش الموت وجده يعرق عرقا ً شديدا ً يتصبب العرق من‬
‫جبينه ‪ ,‬فقال يا رسول الله إنك توعك وعكا ً شديدا ً قال ‪) :‬‬
‫إني أوعك كرجلين منكم ( ‪ ,‬قال ‪ :‬أذلك لن لك الجر‬
‫مرتين ؟ ‪ ,‬قال ‪ ) :‬نعم ( ‪.98‬‬
‫فشفقة عمر على النبي صلى الله عليه وسلم هي التي‬
‫دفعته أن يقول ) حسبنا كتاب الله حسبنا كتاب الله ( يعني‬
‫دعوا النبي يرتاح صلى الله عليه وسلم ‪.‬‬

‫مارخّص‬
‫ُ‬ ‫‪ 98‬صحيح البخاري كتاب المرضى ‪ ,‬باب وضع اليد على المريض رقم ‪ , 5660‬وباب‬
‫للمرض أن يقول إني وجع رقم ‪. 5667‬‬
‫‪88‬‬

‫وقلنا ونعيد ونكرر قبلتم هذا أو لم تقبلوه ‪ ,‬لكن هل هذا‬


‫يُخرج عمر من الملة ؟ ‪ ,‬هل هذا يجعل عمر عاصيا ً لله جل‬
‫وعل ‪..‬‬

‫طبعا ً هناك دعوى عريضة ل دليل عليها وهي أن هذا الكتاب‬


‫هو خلفة علي ! دعوى من يقول إن هذه الدعوى صحيحة ‪,‬‬
‫أنا الن في هذا المقاما سأقول أن هذا الكتاب هو خلفة أبو‬
‫بكر ‪ ..‬من يمنعني ؟ بل أنا صاحب الدليل لنه ثإبت في‬
‫الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪ ) :‬إئتوني‬
‫بكتاب فإني أخشى أن يتمنى متمني ويأبى الله إل أبا بكر (‬
‫‪99‬ولذلك جعل النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر هو الذي‬
‫يصلي بالناس في مرض موته صلوات الله وسلمه عليه ‪.‬‬
‫من يقول أن هذا الكتاب هو خلفة علي ؟ ثإم هذا الكتاب‬
‫هو خلفة علي أليس النبي قد بلّغ خلفة علي – كما يدعي‬
‫القوما ‪ -‬في الغدير وقبل الغدير في تبوك ‪ ,‬وقبل تبوك في‬
‫مكة في حديث النذار حديث الدار فلماذا صار المر إل الن‬
‫‪ ..‬الن فقط يريد أن يبلغ النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ,‬ثإم‬
‫تعالوا ننظر إلى ما بلغه النبي صلى الله عليه وسلم من‬
‫القرآن ومن السنة كم نسبة المكتوب من غير المكتوب ول‬
‫شيء جل ما بلّغه النبي صلى الله عليه وسلم مسموع غير‬
‫مكتوبة ‪ ,‬والنبي صلى الله عليه وسلم كان يقول ‪:‬‬
‫) نحن أمة أمية ل نكتب الشهر عندنا هكذا وهكذا وهكذا (‬
‫‪ 100‬يعد بأصابعه صلوات الله وسلمه عليه ‪ ,‬ولذلك أنظروا‬
‫كم حديث للرسول صلى الله عليه وسلم الذي كتبه‬
‫الصحابة وكم حديث للنبي صلى الله عليه وسلم الذي وعاه‬
‫الصحابة وحفظوه ل مقارنة فلماذا هذه بالذات تُكتب ‪,‬‬
‫فالقصد أننا ننظر في هذا الذي أراده النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم هل هو أمر واجب أو أمر مستحبة ‪ ..‬قطعا هو أمر‬
‫‪ 99‬صحيح البخاري كتاب الحكام ‪ ,‬باب الستخلف رقم ‪ , 7217‬صحيح مسلم كتاب فضائل‬
‫الصحابة ‪ ,‬باب من فضائل أبي بكر رقم ‪. 11‬‬
‫‪ 100‬صحيح مسلم كتاب الصوم ‪ ,‬باب وجوب صوم رمضان ‪ ..‬رقم ‪ , 15‬صحيح البخاري كتاب‬
‫الصوم ‪ ,‬باب قوله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬لنكتب ول نحسب " رقم ‪. 1913‬‬
‫‪89‬‬

‫مستحبة وليس من المر الواجب لننا قلنا قبل قليل إذا‬


‫قلنا إنه من المر الواجب فإننا نقول إن النبي قد كتم‬
‫والنبي لم يكتم صلى الله عليه وسلم ‪ ,‬هذا ليس امر واجب‬
‫بل هو من المستحباتة التي تركها للمصلحة صلوات الله‬
‫وسلمه عليه ‪.‬‬
‫‪90‬‬

‫خاتمة ‪:‬‬
‫وختاما ً نقول إقرأوا كتاب الله تبارك وتعالى تدبروا كلما‬
‫الله جل وعل إن الله تبارك وتعالى يقول في كتابه العزيز ‪:‬‬
‫ل أُوْلَئ ِ َ‬
‫ك‬ ‫ل الْفَت ْ ِح َوقَات َ َ‬ ‫من قَب ْ ِ‬ ‫ن أن َفقَ ِ‬
‫} َل يستوي منكُم م َ‬
‫ّ ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ ْ َ ِ‬
‫َ‬ ‫أَ‬
‫من بَعْد ُ وَقَاتَلُوا َوك ُ ّل وَعَد َ الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ين أن َفقُوا ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ذ‬ ‫ّ‬ ‫ال‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫م‬
‫ّ‬ ‫ة‬
‫ً‬ ‫ج‬
‫َ‬ ‫ر‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫د‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْظ‬ ‫ع‬
‫‪ ,‬أي الذين أنفقوا من قبل الفتح والذين‬ ‫‪101‬‬
‫سنَى{‬ ‫ح ْ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫أنفقوا من بعد الفتح كلهم وعدهم الله تبارك وتعالى‬
‫الحسنى ‪ ,‬وماذا يترتب على وعد الله تبارك وتعالى‬
‫منّا‬ ‫َت لَهُم ّ‬ ‫سبَق ْ‬ ‫ين َ‬ ‫ن الّذِ َ‬ ‫بالحسنى ‪ ,‬قال الله تعالى } إ ِ ّ‬
‫سهَاة‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الْحسنى أ ُ‬
‫سي َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن َ‬ ‫معُو َ‬ ‫َ‬ ‫س‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫‪101‬‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫ُ‬ ‫د‬ ‫َ‬ ‫ع‬‫ْ‬ ‫ب‬ ‫م‬
‫َ ُ‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫ْ‬ ‫َن‬ ‫ع‬ ‫ك‬ ‫ِ‬ ‫ئ‬ ‫ل‬ ‫ْ‬ ‫و‬ ‫ُ ْ َ‬
‫َ‬
‫ن{ ‪ ,102‬تدبروا قول الله‬ ‫م خَالِدُو َ‬ ‫سهُ ْ‬ ‫ت أن ُف ُ‬ ‫ما اشْ تَهَ ْ‬ ‫م فِي َ‬ ‫وَهُ ْ‬
‫َ‬
‫ين‬
‫جرِ َ‬ ‫مهَا ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ن الوّلُو َ‬ ‫سابِقُو َ‬ ‫تبارك وتعالى ‪ } :‬وَال ّ‬
‫َ‬
‫ان { ‪ ,103‬تدبروا قول الله‬ ‫س ٍ‬ ‫ح َ‬ ‫ين اتّبَعُوهُم بِإ ِ ْ‬ ‫صارِ َوالّذ ِ َ‬ ‫وَالن َ‬
‫شدّاء ع َلَى‬ ‫ل اللّه والّذين مع َ‬ ‫سو ُ‬
‫هأ ِ‬ ‫ِ َ ِ َ َ َ ُ‬ ‫مد ٌ ّر ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫تبارك وتعالى } ّ‬
‫ن اللّهِ‬ ‫م َ‬ ‫ض ًل ّ‬ ‫ن فَ ْ‬ ‫جدًا يَبْتَغُو َة‬ ‫س ّ‬ ‫م ُركّعًا ُ‬ ‫م ت َ َراهُ ْ‬ ‫ماء بَيْنَهُ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫الْكُفّارِ ُر َ‬
‫ورضوانا سيماهُم في وجوههم م َ‬
‫مثَلُهُ ْ‬
‫م‬ ‫ك َ‬ ‫جودِ ذَل ِ َ‬ ‫س ُ‬ ‫ن أثإَرِ ال ّ‬ ‫ّ ْ‬ ‫ُ ُ ِ ِ‬ ‫َ ِ ْ َ ً ِ َ ْ ِ‬
‫فِي التّوْ َراةاِ‪ ,104 { ..‬تدبروا قول الله تعالى } لِل ْ ُفق ََراء‬
‫ض ًل‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ن فَ ْ‬ ‫م يَبْتَغُو َة‬ ‫موَالِهِ ْ‬ ‫م َوأ ْ‬ ‫من دِيارِهِ ْ‬ ‫جوا ِ‬ ‫ين أخْرِ ُ‬ ‫ين الّذِ َ‬ ‫جرِ َ‬ ‫مهَا ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫م‬‫ك هُ ُ‬ ‫ه أُوْلَئ ِ َ‬ ‫سول َ ُ‬ ‫ه َو َر ُ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ص ُرو َ‬ ‫ضوَانًا َويَن ُ‬ ‫ن اللّهِ َورِ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ّ‬
‫ن‬‫حبّو َ‬ ‫م يُ ِ‬ ‫من قَبْلِهِ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ما َ‬ ‫الِي َ‬ ‫ار َو ْ‬ ‫ين تَبَوّؤُوا الد ّ َ‬ ‫ن ‪َ 8‬والّذ ِ َ‬ ‫صادِقُو َ‬ ‫ال ّ‬
‫ما أُوتُوا‬ ‫م ّ‬ ‫ة ّ‬ ‫ج ً‬ ‫حا َ‬ ‫م َ‬ ‫صدُورِه ِ ْ‬ ‫ن فِي ُ‬ ‫جدُو َ‬ ‫م َو َل ي َ ِ‬ ‫ج َر إِلَيْهِ ْ‬ ‫ن هَا َ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫من يُوقَ شُ ّ‬
‫ح‬ ‫ة وَ َ‬ ‫ص ٌ‬ ‫صا َ‬ ‫خ َ‬ ‫م َ‬ ‫ن بِهِ ْ‬ ‫م وَلوْ كَا َ‬ ‫سه ِ ْ‬ ‫ن ع َلى أن ُف ِ‬ ‫وَيُؤْثإ ِ ُرو َ‬
‫ُ‬
‫‪ ,‬اقرأوا قول الله تبارك‬ ‫م ال ْ ُ‬ ‫سهِ فَأوْلَئ ِ َ‬
‫‪105‬‬
‫ن ‪{9‬‬ ‫حو َ‬ ‫م ْفل ِ ُ‬ ‫ك هُ ُ‬ ‫ن َ ْف ِ‬
‫ت‬‫ح َ‬ ‫ك تَ ْ‬ ‫ين إِذ ْ يُبَايِعُون َ َ‬ ‫من ِ َ‬ ‫مؤْ ِ‬ ‫َن ال ْ ُ‬ ‫ِ‬ ‫هع‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫َ‬ ‫ض‬‫وتعالى } ل َ َقد ْ َر ِ‬
‫َ‬
‫م وَأثإَابَهُ ْ‬
‫م‬ ‫ة عَلَيْهِ ْ‬ ‫سكِين َ َ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫م فَأَن َز َ‬ ‫ما فِي قُلُوبِهِ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ج َرةاِ فَعَل ِ َ‬ ‫الشّ َ‬
‫حا قَرِيبًا ‪ , 106 {18‬أيرضى الله عن المنافقين ل يرضى‬ ‫فَت ْ ً‬

‫سورة الحديد آية ‪. 10‬‬ ‫‪101‬‬

‫سورة النبياء آية ‪. 102, 101‬‬ ‫‪102‬‬

‫سورة التوبة آية ‪. 100‬‬ ‫‪103‬‬

‫سورة الفتح آية ‪. 29‬‬ ‫‪104‬‬

‫سورة الحشر آية ‪. 9 ,8‬‬ ‫‪105‬‬

‫سورة الفتح آية ‪. 18‬‬ ‫‪106‬‬


‫‪91‬‬

‫الله تبارك وتعالى أبدا ً عن المنافقين ‪ ,‬إن الله ل يرضى إل‬


‫عن المؤمنينة لن الله تبارك وتعالى يعلم ما كان ويعلم ما‬
‫يكون سبحانه وتعالى فالله بكل شيء عليم ول يرضى الله‬
‫عن المنافقين أبدا ً ‪.‬‬

‫إن من أبرزا صفات المنافقين في كتاب الله جل وعل وفي‬


‫سنة النبي صلى الله عليه وسلم وفي واقع المر أنهم أجبن‬
‫الناس ‪ ,‬يخافون على أنفسهم ويخافون الموت ولذلك‬
‫ن ذَل ِ َ‬
‫ك‬ ‫ين بَي ْ َ‬
‫مذ َبْذ َب ِ َ‬
‫تجدهم مذبذبين كما قال الله جل وعل } ّ‬
‫ل َ إِلَى هَةؤُلء َول َ إِلَى هَةؤُلء{ ‪ , 107‬فهل هذه الصفات هي‬
‫صفات أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم ‪ ,‬إن‬
‫أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم هم الذين باعوا‬
‫أنفسهم وأشتروا الجنة والذين بذلوا كل شيء في سبيل‬
‫الله تبارك وتعالى هم الذين قاتلوا المرتدين ‪ ,‬هم الذين‬
‫فتحوا البلد هم الذين فتحوا الهند والسند وفتحوا الشاما‬
‫ومصر وفتحوا العراق وفتحوا بلد فارس هم أصحاب محمد‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ ,‬هم هؤلء الذين تطعنون أنتم فيهم‬
‫ين { والله سبحانه‬ ‫مؤْ ِ‬
‫من ِ َة‬ ‫َن ال ْ ُ‬
‫ِ‬ ‫هع‬ ‫ي الل ّ ُ‬‫ض َ‬ ‫الله يقول } ل َ َقد ْ َر ِ‬
‫ُ‬
‫من‬ ‫جوا ِ‬ ‫ين أخْرِ ُ‬ ‫ين الّذِ َ‬‫جرِ َ‬ ‫مهَا ِ‬‫وتعالى يقول } لِل ْ ُفق ََراء ال ْ ُ‬
‫َ‬
‫ستَوِي‬ ‫م { الله تبارك وتعالى يقول } َل ي َ ْ‬ ‫موَالِهِ ْ‬ ‫م َوأ ْ‬ ‫دِيارِهِ ْ‬
‫ل{ ويقول بعدها } وَك ُ ّل‬ ‫ل الْفَت ْ ِح وَقَات َ َ‬ ‫منكُم م َ‬
‫من قَب ْ ِ‬ ‫ن أن َفقَ ِ‬ ‫ّ ْ‬ ‫ِ‬
‫سنَى{ وأنظروا أنتم ماذا تقولون أنتم وماذا‬ ‫ح ْ‬ ‫ه ال ْ ُ‬ ‫وَعَد َ الل ّ ُ‬
‫يقول علمائكم عن أولئك الصحابة ‪ ,‬أتصدقون الله ورسوله‬
‫أو تصدقون علمائكم ؟ إنكم بين أمرين ‪ ,‬كيف بمن جلس‬
‫مع طلبه ثإلثإا ً وعشرين سنة يعلمهم صلوات الله وسلمه‬
‫عليه وهو رسول الله أوتي جوامع الكلم ‪ ..‬أحرص الناس‬
‫على الخير ‪ ..‬أتقى الناس لله ‪ ..‬أعلم الناس بالله ‪ ..‬أصدق‬
‫الناس مؤيد من عند الله تبارك وتعالى ثإم بعد ذلك لم ينجح‬
‫أحد !! إل ثإلثإة ‪ ..‬إل أربعة إل خمسة ‪ ..‬إل سبعة على‬
‫روايات متفاوتة عندهم ‪ ...‬أتقبلون هذا !!؟ ‪..‬‬
‫سورة النساء آية ‪. 143‬‬ ‫‪107‬‬
‫‪92‬‬

‫أتقبلون أن يُقال فشل رسول الله صلى الله عليه وآله‬


‫وسلم في تربية أصحابه ‪ ..‬إنه الكفر بعينه إنه الطعن في‬
‫ذات الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ‪.‬‬
‫إن صفات أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ل يمكن أبدا ً‬
‫أن تكون صفات المنافقين ‪ ..‬إقرأوا كتاب الله وتدبروه ‪..‬‬
‫إقرأوا سورةا التوبة لتعلموا ما هي صفات المنافقين وأقرأوا‬
‫باقي القرآن ‪ ,‬آل عمران والفتح وغيرها من كتاب الله حتى‬
‫تعلموا صفات أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله‬
‫وسلم ‪ ,‬إنكم تطعنون في أقواما قد حطوا رحالهم في الجنة‬
‫‪ ,‬إنكم تطعنون في أقواما كان علي يحبهم وكان أولده‬
‫يجلونهم ‪ ,‬علي رضي الله عنه زاوج إبنته أما كلثوما لعمر يا‬
‫من تطعنون في عمر ‪ ,‬علي رضي الله عنه سمى أولده‬
‫بأسماء أبي بكر وعمر وعثمان ‪ ,‬الحسن سمى أولده‬
‫بأسماء أبي بكر وعمر ‪ ,‬علي بن الحسين سمى إبنته‬
‫سكينة بنت الحسين من زاوجها‬ ‫عائشة وسمى ولده عمر ‪ُ ,‬‬
‫؟ مصعب بن الزبير بن العواما ‪.‬‬
‫إن العلقات بين أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫وأولدهم مع آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وأولدهم‬
‫كانت حميمة جدا ً والله ما كان بينهم ما يدعون من كفر‬
‫أولئك وعصمة الخرين بل كانت علقة ود وصفاء ومحبة‬
‫هكذا كانوا ‪ ..‬لماذا نقبل من الخرين أن يسيروا فكرنا ول‬
‫ننظر نحن في كتب التاريخ وكتاب الله وسنة النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم وتراجم هؤلء لنعرفاة الحقيقة بأنفسنا ‪ ,‬كل‬
‫منا سيحاسب في قبره لوحده سيحاسبه الله تبارك وتعالى‬
‫لماذا أبغضت هؤلء ؟ ‪ ..‬ما ذنبهم ؟ ‪ ..‬إنهم أولياء الله جل‬
‫وعل والله سبحانه وتعالى يقول ‪ ) :‬من عادى لي وليا ً فقد‬
‫آذنته بالحرب ( ‪ , 108‬وإنما توعد الله بالحرب ثإلثإة ‪ ..‬توعد‬

‫صحيح البخاري كتاب الرقاق ‪ ,‬باب التواضع رقم ‪. 6502‬‬ ‫‪108‬‬


‫‪93‬‬

‫آكل الربا ‪ ,‬وتوعد الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في‬


‫الرض فسادا ً ‪ ,‬وتوعد الذين يحاربون أولياءه فأحذر ‪..‬‬
‫والله ما أردنا من هذا الشريط ول أردنا من هذه الجلسة إل‬
‫أن نقدما النصح والله ل نريد لكم إل الخير ل نريد لكم إل‬
‫الجنة ‪ ..‬ليست بأيدينا ولكن الله تبارك وتعالى بين لنا‬
‫طريقها وبين لنا النبي صلى الله عليه وسلم طريقها ‪ ,‬إنه‬
‫بقدر ثإبوت قدمك على الصراط في هذه الدنيا يكون ثإبوت‬
‫قدمك على الصراط في الخرةا نسأل الله تبارك وتعالى أن‬
‫يهدينا ويهديكم وأن يوفقنا ويوفقكم ودعونا نقول جميعا ً ‪..‬‬
‫اللهم أرنا الحق حقا ً وأرزاقنا إتباعه وأرنا الباطل باطل ً‬
‫وأرزاقنا إجتنابه ثإم بعد ذلك نسعى سعيا ً حثيثا ً لمعرفة‬
‫الحق وطلبه حتى نتبعه ولمعرفة الباطل حتى نجتنبه ونبتعد‬
‫عنه والله أعلى وأعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا‬
‫محمد وعلى آله الطيبينة الطاهرين وعلى صحابته أجمعين‬
‫والسلما عليكمة ورجمة الله وبركاته ‪.‬‬
‫‪94‬‬

‫تم النتهاء من التفريغ والتنسيق في ‪/11 /22‬‬


‫‪1424‬هـ‬

‫وإنتهيت من توثيق مصادر اليات والحاديث في‬


‫‪ 23/31426‬هـ ‪.‬‬

‫أخوكم أبو بدر ) النظير (‬


‫‪95‬‬

‫الفهرس‬
‫مقدمة الموثإق‬
‫‪..................................................................................‬ة‬
‫مقدمة ‪.........................................................................‬‬
‫‪.....‬ة‬
‫آية الولية‬
‫‪..................................................................................‬ة‬
‫‪..‬‬
‫آية ذوي القربى‬
‫‪.........................................................................‬ة‬
‫آية التطهير‬
‫‪................................................................................‬‬
‫حديث الثقلين‬
‫‪.............................................................................‬ة‬
‫حديث الثإني عشر‬
‫‪......................................................................‬ة‬
‫حديث الغدير‬
‫‪...........................................................................‬‬
‫حديث الدار‬
‫‪..............................................................................‬ة‬

‫الشبهات ‪.................................................................‬ة‬
‫‪............‬‬
‫شبهة حديث الحوض‬
‫‪.....................................................................‬ة‬
‫شبهة جيش أسامة‬
‫‪...........................................................................‬‬
‫شبهة قضية فدك‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫شبهة رزاية الخميس‬
‫‪...........................................................................‬‬
‫خاتمة ‪........................................................................‬‬
‫‪.....‬ة‬
‫‪96‬‬

‫الفهرس ‪.....................................................................‬ة‬
‫‪....‬‬

You might also like