Professional Documents
Culture Documents
40 موقف غضب فيها النبي صلى الله عليه وسلم 4
40 موقف غضب فيها النبي صلى الله عليه وسلم 4
النبي
صلى الله عليه وسلم
تأليف
أبو إسلما أحمد بن علي
غفر الله تعالى له ولوالديه وللمسلمين أجمعين
بسم الله والصلةاة والسلماة على رسول الله صلى
الله عليه وسلم
ربنا ل تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك
رحمة إنك أنت الوهاب
وبعد :
فإن الغضب طبيعة وفطرةا بشرية فطرها الله سبحانه
تعالى في بني آدما ,وقد حذر منه رسول الله في
كثير من الحاديث الشريفة ,فمنها :
عن أبي هريرةا رضي الله عنه أن رجل قال للنبي
أوصني قال ل تغضب فردد مرارا قال ل تغضب )رواه
البخاري(
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رجل لرسول
الله دلني على عمل يدخلني الجنة قال رسول الله
ل تغضب ولك الجنة )رواه الطبراني(
وهذا الكتاب عبارةا عن عرض لمواقف عديدةا غضب
فيها النبي , فكيف ذلك وهو يوصي الناس بعدما
الغضب ؟ ذلك لن ذكر غضب النبي في أسباب
مختلفة مرجعها إلى أن ذلك كله كان في أمر الله
تعالى ,وأظهر الغضب في هذه المواقف ليكون أوكد
في الزجر عنها والبعد عن فعلها فهو معلم البشرية
وهاديها إلى الصراط المستقيم .
وعندما تقرأ هذا الكتاب تعرف المواقف المختلفة
التي كان يريد فيها النبي أن يعلم فيها أمته عندما
يغضب أو يتغير ويتلون وجهه من فعل معين أو قول
معين فيبينة لهم لماذا هو غضب ولم يرض عن هذا
الفعل أو هذا القول ,وما كان غضبه إل لله وفي
الله وليس في شيء آخر أو لدنيا أو لجاه أو لمال .
نبتهل إلى الله تعالى أن يتقبل عملنا هذا خالصا ً
لوجهه الكريم ,عسى أن ينفع به وأن يجعلنا ممن
يستمعون القول فيتبعون أحسنه ,وأن نعي ونتأسى
ونتبع سنة النبي الكريم محمد فإنها خير الطريق
إلى جنة الخلد بإذن الله تعالى مع النبييةن والصديقين
والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
2
المؤلف
أبو إسلما أحمد بن علي
3
-1ثم استراح
قال بن جرير حدثنا هناد بن السري حدثنا أبو بكر
بن عياش عن أبي سعيد البقال عن عكرمة عن
بن عباس قال هناد قرأت سائر الحديث أن
اليهود أتت النبي فسألته عن خلق السماوات
والرض فقال خلق الله تعالى الرض يوما الحد
ويوما الثنين وخلق الجبال يوما الثلثاء وما فيهن
من منافع وخلق يوما الربعاء الشجر والماء
والمدائن والعمران والخراب فهذه أربعة )قل
أئنكم لتكفرون بالذي خلق الرض في يومين
وتجعلون له أنداد ذلك رب العالمين وجعل فيها
رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها
أقواتها في أربعة أياما سواء للسائلين ( لمن
سأله قال وخلق يوما الخميس السماء وخلق يوما
الجمعة النجوما والشمس والقمر والملئكة إلى
ثلثا ساعات بقيت منه وفي الثانية ألقى الفة
على كل شيء مما ينتفع به الناس وفي الثالثة
آدما وأسكنه الجنة وأمر إبليس بالسجود له
وأخرجه منها في آخر ساعة ثم قالت اليهود ثم
ماذا يا محمد قال ثم استوى على العرش قالوا
قد أصبت لو أتممت قالوا ثم استراح ,فغضب
النبي غضبا شديدا فنزل ) ولقد خلقنا
السماوات والرض وما بينهما في ستة أياما وما
مسنا من لغوب فاصبر على ما يقولون (.
)تفسير ابن كثير ج /4ص (94
5
تبارك وتعالى) قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد
ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد (فلما تلها عليهم
النبي قالوا صف لنا ربك كيف خلقه وكيف
عضده وكيف ذراعه فغضب النبي أشد من غضبه
الول ثم ساورهم فأتاه جبريل فقال مثل
مقالته وأتاه بجواب ما سألوه عنه )وما قدروا
الله حق قدره والرض جميعا قبضته يوما القيامة
والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما
يشركون(.
)تفسير الطبري ج /24ص (28
-5أبو جهل ينهي النبي أن يصلي
حدثني إسحاق بن شاهين قال ثنا خالد بن عبد
الله عن داود عن عكرمة عن بن عباس قال كان
رسول الله يصلي فجاءه أبو جهل فنهاه أن
يصلي فأنزل الله )أرأيت الذي ينهى عبدا إذا
صلى ....إلى قوله كاذبة خاطئة ( فقال لقد علم
أني أكثر هذا الوادي ناديا فغضب النبي فتكلم
بشيء قال داود ولم أحفظه فأنزل الله فليدع
ناديه سندع الزبانية فقال بن عباس فوالله لو
فعل لخذته الملئكة من مكانه .
)تفسير الطبري ج /30ص (256
-6ل تفضلوا بين أنبياء الله
حدثنا يحيى بن بكير عن الليث عن عبد العزيز بن
أبي سلمة عن عبد الله بن الفضل عن العرج عن
أبي هريرةا قال بينما يهودي يعرض سلعته
أعطي بها شيئا كرهه فقال ل والذي اصطفى
موسى على البشر فسمعه رجل من النصار
فقاما فلطم وجهه وقال تقول والذي اصطفى
موسى على البشر والنبي بين أظهرنا فذهب
إليه فقال أبا القاسم إن لي ذمة وعهدا فما بال
فلن لطم وجهي فقال لم لطمت وجهه فذكره
6
فغضب النبي حتى رؤى في وجهه ثم قال ل
تفضلوا بين أنبياء الله فإنه ينفخ في الصور
فيصعق من في السماوات ومن في الرض إل
من شاء الله ثم ينفخ فيه أخرى فأكون أول من
بعث فإذا موسى آخذ بالعرش فل أدري أحوسب
بصعقته يوما الطور أما بعث قبلي ول أقول إن
أحدا أفضل من يونس بن متى.
)صحيح البخاري ج /3ص (1254
-7الخوارج
حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه حدثنا
إسحاق بن الحسن بن ميمون حدثنا عفان بن
مسلم حدثنا حماد بن سلمة حدثنا الزرق بن
قيس عن شريك بن شهاب قال كنت أتمنى أن
أرى رجل من أصحاب رسول الله يحدثني عن
الخوارج قال فلقيت أبا برزةا في يوما عرفة في
نفر من أصحابه فقلت يا أبا برزةا حدثنا بشيء
سمعته من رسول الله يقول في الخوارج قال
أحدثك ما سمعت أذناي ورأت عيناي أتي رسول
الله بدنانير من أرض فكان يقسمها وعنده
رجل أسود مطموما الشعر عليه ثوبان أبيضان
بين عينيه أثر السجود فتعرض لرسول الله
فأتاه من قبل وجهه فلم يعطه شيئا فأتاه من
قبل شماله فلم يعطه شيئا فأتاه من خلفه فقال
والله يا محمد ما عدلت منذ اليوما في القسمة
فغضب النبي فقال ل تجدون بعدي أحدا أعدل
عليكم قالها ثلثا ثم قال يخرج من قبل المشرق
قوما كان هديهم هكذا يقرؤون القرآن ل يجاوز
تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من
الرمية ثم ل يرجعون إليه ووضع يده على صدره
سيماهم التحليق ل يزالون يخرجون حتى يخرج
آخرهم فإذا رأيتموهم فاقتلوهم قالها حماد ثلثا
7
هم شر الخلق والخليقة قالها حماد ثلثا وقال
قال أيضا ل يرجعون فيه .
)المستدرك على الصحيحين ج /2ص (160
-8يا نبي الله كيف تصوما
أخبرنا أبو يعلى حدثنا خلف بن هشاما البزار
حدثنا حماد بن زيد عن غيلن بن جرير عن عبد
الله بن معبد عن أبي قتادةا أن رجل أتى النبي
فقال يا نبي الله كيف تصوما قال فغضب النبي
فلما رأى ذلك عمر قال رضينا بالله ربا وبالسلما
دينا وبمحمد نبيا نعوذ بالله من غضب الله
وغضب رسوله وجعل يرددها حتى سكن من
غضب النبي فقال يا نبي الله كيف من يصوما
يومين ويفطر يوما قال ويطيق ذلك أحد قال
فكيف من يصوما يوما ويفطر يوما قال ذاك صوما
أخي داود قال فكيف بمن يصوما يوما ويفطر
يومين قال وددت أنى طوقت ذاك قال أبو حاتم
لم يكن غضب النبي من أجل مسألة هذا السائل
عن كيفية الصوما وإنما كان غضبه لن السائل
سأله قال يا نبي الله كيف تصوما قال فكره
النبي استخباره عن كيفية صومه مخافة أن لو
أخبره يعجز عن إتيان مثله أو خشي على
السائل وأمته جميعا أن يفرض عليهم ذلك
)صحيح ابن حبان ج فيعجزوا عنه.
/8ص (401
-9ل ينبغي لبشر أن يعذب بعذاب الله
أنبأ أبو عاصم عن عبد الرزاق عن الثوري عن
الشيباني عن الحسن بن سعد كوفي عن عبد
الرحمن بن عبد الله كوفي عن أبيه قال كنا مع
رسول الله فمررنا بقرية نمل قد أحرقت قال
فغضب النبي وقال إنه ل ينبغي لبشر أن يعذب
بعذاب الله.
8
)سنن النسائي الكبرى ج /5ص (183
-10ثوبان معصفران
أخبرني حاجب بن سليمان عن بن أبي رواد قال
حدثنا بن جريج عن بن طاووس عن أبيه عن عبد
الله بن عمرو أنه أتى النبي وعليه ثوبان
معصفران فغضب النبي وقال اذهب فاطرحهما
عنك ,قال أين يا رسول الله ,قال في النار.
)سنن النسائي الكبرى ج /5ص (478
9
حدثنا قتيبة حدثنا إسماعيل بن جعفر عن ربيعة
بن أبي عبد الرحمن عن يزيد مولى المنبعث عن
زيد بن خالد الجهني أن رجل سأل رسول الله
عن اللقطة فقال عرفها سنة ثم اعرف وكاءها
ووعاءها وعفاصها ثم استنفق بها فإن جاء ربها
فأدها إليه فقال له يا رسول الله فضالة الغنم
فقال خذها فإنما هي لك أو لخيك أو للذئب
فقال يا رسول الله فضالة البل قال فغضب النبي
حتى احمرت وجنتاه أو أحمر وجهه فقال مالك
ولها معها حذاؤها وسقاؤها حتى تلقى ربها .
)سنن الترمذي ج /3ص (655
10
يأتي أحد منكم يوما القيامة بشيء إل جاء به على
رقبته وقال سعدان منها بشيء إل جاء به يوما
القيامة يحمله على رقبته إن كان بعيرا له رغاء
أو كانت بقرةا لها خوار أو شاةا تيعر ثم رفع
رسول الله يديه حتى رأينا عفرةا إبطيه ثم قال
اللهم هل بلغت اللهم هل بلغت ,وقال سعدان
بلغت ثلثا .
)مسند أبي عوانة ج /4ص (392
-15ماتت واستراحت
حدثنا هيثم بن خالد ثنا عبد الكبير بن المعافى بن
عمران ثنا أبي ثنا بن لهيعة عن أبي السود عن
عروةا بن الزبير عن عائشة قالت قاما بلل إلى
النبي فقال ماتت فلنة واستراحت فغضب النبي
ر له.
ف َ
غ ِ
وقال إنما استراح من ُ
)المعجم الوسط ج /9ص (148
11
نستظل فقال إنكم متى تخرجوها تهلك فتطرح
أولدها وإني رجل قد آمنت بالله وبرسولهة وقد
صليت وزكيت فأخرجوا غنمه فلم يلبث إل ساعة
من نهار حتى تناعرت فطرحت أولدها فانطلق
سريعا حتى قدما على النبي فأخبره الخبر فغضب
النبي غضبا شديدا ثم قال اجلس حتى يرجع
القوما فلما رجعوا جمع بينهم وبينه فتواتروا
عليه كذب كذب فسري عن النبي فلما رأى ذلك
العرابي قال أما والله إن الله ليعلم أني لصادق
وأنهم لكاذبون ولعل الله يخبرك يا رسول الله
فوقع في نفس النبي أنه صادق فدعاهم رجل
رجل يناشد كل رجل منهم ينشده فلم ينشد رجل
منهم إل كما قال العرابي فقاما النبي فقال ما
يحملكم على أن تتابعوا في الكذب كما يتتابع
الفراش في النار الكذب يكتب على بن آدما إل
ثلثا خصال رجل يكذب على امرأته لترضى عنه
ورجل يكذب في خدعة حرب ورجل يكذب بين
امرأين مسلمين ليصلح بينهما.
)المعجم الكبير ج /24ص (164
-21القبلة في الصياما
14
روي أن رجل قبل وهو صائم فأرسل امرأته
فسألت النبي فأخبرها النبي أنه يقبل وهو
صائم فقال الرجل إن رسول الله ليس مثلنا قد
غفر الله له ما تقدما من ذنبه وما تأخر فغضب
النبي وقال إني لخشاكم لله وأعلمكم ).رواه
مسلم (
)المغني ج /3ص (20
15
الرمية ينظر في النصل فل يوجد شيء ثم في
القدح فل يوجد شيء ثم في الفوق فل يوجد
شيء سبق الفرثا والدما .
) البداية والنهاية ج /4ص (362
17
القتال فرض عين على النصار 28-
وقد غضب النبي على الثلثة الذين خلفوا في
غزوةا تبوك وهم كعب بن مالك وهلل بن أُميّة
م َرارةا بن الربيع ,وكيف ذلك مع أنه فرضو ُ
كفاية فالجواب ما قال السهيلي في الروض
النف في حديث الثلثة إنه كان على النصار
فرض عين عليه بايعوا النبي فكان تخلفهم في
هذه الغزاةا كبيرةا .
)مواهب الجليل ج /3ص (347
19
بوجهه تعرف المساءةا في وجهه فقال إن الله أبى
علي فيمن قتل مؤمنا ثلثا مرات يقول ذلك.
)مصنف ابن أبي شيبة ج /5ص (557
-34إنك مع من أحببت
وروي أن رجل قاما والنبي يخطب يوما الجمعة
فقال يا رسول الله متى الساعة فأعرض النبي
وأومأ الناس بالسكوت فلم يقبل وأعاد الكلما
فلما كان في الثالثة قال له النبي ويحك ماذا
أعددت لها قال حب الله ورسوله قال إنك مع من
أحببت.
)المغني ج /2ص (84
20
إل بعثمان آخذا بيد عبد الله بن أبي سرح
واقفين بين يديه فأقبل عثمان على النبي
فقال يا رسول الله إن أمه كانت تحملني
وتمشيه وترضعني وتفطمه وكانت تلطفني
وتتركه فهبه لي فاعرض عنه رسول الله وجعل
عثمان كلما أعرض عنه النبي بوجهه استقبله
فيعيد عليه هذا الكلما وإنما أعرض النبي إرادةا
أن يقوما رجل فيضرب عنقه لنه لم يؤمنه فلما
رأى أل يقوما أحد وعثمان قد أكب على رسول
الله يقبل رأسه وهو يقول يا رسول الله تبايعه
فداك أبي وأمي فقال رسول الله نعم ثم
التفت إلى أصحابه فقال ما منعكم أن يقوما رجل
منكم إلى هذا الكلب فيقتله أو قال الفاسق
فقال عباد بن بشر أل أومأت إلي يا رسول الله
فو الذي بعثك بالحق إني لتبع طرفك من كل
ناحية رجاء أن تشير إلي فأضرب عنقه ويقال
قاله أبو اليسر ويقال عمر بن الخطاب ولعلهم
قالوا جميعا فقال النبي إني ل أقتل بالشارةا
وقال قائل إن النبي قال يومئذ إن النبي ل
تكون له خائنة العين فبايعه رسول الله على
السلما وجعل عبد الله بعد ذلك كلما رأى رسول
الله يفر منه فقال عثمان يا رسول الله نراه
يفر منك كلما رآك فتبسم رسول الله وقال
أولم أبايعه وأؤمنه قال بلى ولكنه يتذكر عظم
جرمه فقال النبي السلما يجب ما قبله فرجع
عثمان إلى عبد الله بن سعد فأخبره فكان بعد
ذلك يأتي فيسلم على رسول الله مع الناس.
)لمنتظم ج /5ص (144
21
حدثنا إسماعيل قال حدثني سليمان عن بن
عجلن عن عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله
بن عمرو بن العاص بن وائل السهمي عن أبيه
عن جده أن رجل أتى النبي وفي يده خاتم من
ذهب فأعرض النبي عنه فلما رأى الرجل كراهيته
ذهب فألقى الخاتم وأخذ خاتما من حديد فلبسه
وأتى النبي قال هذا شر هذا حلية أهل النار
فرجع فطرحه ولبس خاتما من ورق فسكت عنه
النبي .
)الدب المفرد ج /1ص (352
-40كسب الحجاما
روى أبو داود والترمذي من طريق مالك عن بن
شهاب الزهري عن بن محيصة عن أبيه أنه كان له
غلما حجاما فزجره النبي عن كسبه فقال أل
أطعمه أيتاما لي قال ل قال أفل أتصدق به قال
ل فرخص له أن يعلفه ناضحة.
) نصب الراية ج /4ص (134
23