Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 34

)‫(ع‬ ‫أي في تحقيق اسم نبي هللا لوط‬

ٌ‫ر‬
1
‫دراسة تأصيلية مقارنة‬
An opinion on the realization of the name

of the Prophet of God Lot (peace be upon him)

Comparative original study

‫األستاذ المساعد الدكتور‬

‫حسام قدوري عبد محمد‬


‫ قسم اللغة العربية‬/ ‫ كلية التربية (ابن رشد) للعلوم اإلنسانية‬/ ‫جامعة بغداد‬

husam.qaddoori@ircoedu.uobaghdad.edu.iq

+9647711594810

Keywords : . ‫ لغات سامية‬، ‫ لغة عربية‬، ‫ مقارنة‬، ‫ تأصيل‬، ‫ لوط‬: ‫الكلمات المفتاحية‬ 1

Lot ,Etymology, Comparative , Arabic Language , Semitic Languages .


1
Abstract

The names, or the attributes mentioned in the Holy Qur’an, carry many
connotations, and the assumption of Al-Khalil Al-Farahidi was the
relationship between the name of God’s Prophet Lot (peace be upon him)
and the reprehensible action of his people that raised the question of the
researcher about the validity and value of this claim; Because it contradicts
doctrinally with the infallibility of the Prophets (peace be upon him), which
requires a rational mind that would cleanse them from everything that
harms them.

This matter prompted the researcher to question the meaning of the name
of the Prophet of God Lot (peace be upon him), knowing this meaning
completely refutes that alleged relationship and rejects it. Determining that
meaning according to his vision based on the existence of a general context
that determines the meanings of the names in the Holy Qur’an.

With a review of what Abu Saada mentioned, and the connotations that
were split from the root (l and i) due to the phonetic substitution in Arabic
and the rest of the Semites, it became clear that we can assume other
connotations and meanings for this name. Because it has a different
general context, the name dates back to the era of Ibrahim (peace be upon
him), and not to the time of his people.

2
‫مقدمة ‪:‬‬
‫يدور في الخلد سؤال مهم ؛ تعليقاً على قول أستاذ العربية الكبير الخليل بن أحمد الفراهيدي‬
‫يفسر معنى لوط قائالً ‪ " :‬ولوط‪ :‬اسم نبي‪ ،‬كان ذا قرابة إلبراهيم عليهما‬
‫( ت ‪ 175‬هـ ) ‪ ،‬وهو ّ‬
‫السالم‪ ،‬بعثه هللا إلى قومه فكذبوه [ وأحدثوا ما أحدثوا ] فاشتق الناس من اسمه فعال لمن فعل فعل‬
‫‪ .‬والسؤال هو ‪ :‬لماذا كان اسم نبي هللا لوط (ع) داالً على حادثة قومه الشهيرة ؟ ‪،‬‬ ‫( ‪)2‬‬
‫قومه "‬
‫وما القرابة بين اسمه وتلك الفعلة الشنعاء ؟ ‪ ،‬ولم لم يتصل ذلك الفعل باسم أحد من قومه غيره‬
‫(ع) !؟‬

‫النص على المناسبة في ترسيخ األسماء ‪،‬‬


‫يعتمد الخليل – رحمه هللا تعالى – حسب هذا ّ‬
‫كل ذلك صحيح ‪ ،‬ولكن هل من صلة بين ما‬
‫واأللقاب ‪ ،‬والكنى ‪ ،‬وهو أمر معروف مستساغ ‪ّ .‬‬
‫حدث من فسق قوم لوط (ع) ‪ ،‬وتجاوزهم حدود هللا ‪ ،‬ومجاهرتهم بالفاحشة ‪ ،‬واسمه (ع) ‪ ،‬وما‬
‫صح هذا االفتراض المزعوم ؟! ‪.‬‬
‫المفترضة لو ّ‬
‫َ‬ ‫العالقة الداللية‬

‫ٍ‬
‫قومه عن ارتكاب‬
‫النبي لوط (ع) َ‬
‫ّ‬ ‫المصطفوي ّ‬
‫أن العالقة مبنية بلحاظ نهي‬ ‫ّ‬ ‫العالمة‬
‫وذكر ّ‬
‫هذا الفعل المنكر فارتبطت تسمية ذلك الفعل المنكر باسمه ‪ ،‬وكالمه غير دقيق ؛ ألنه يفترض‬
‫مسبقاً أن يكون جذر اسمه (ع) من (ل و ط) بالطاء تحديداً ‪ ،‬وال دليل عبيه مطلقاً ‪ ،‬وأنه يلزم‬
‫العالمة‬
‫‪ .‬وحكم ّ‬ ‫( ‪)3‬‬
‫منه ورود هذا اللفظ للفعل المنكر في العبرية وغيرها ‪ ،‬وال دليل عليه أيضاً‬
‫المصطفوي بعبرّية اللفظ ؛ فإن كان المقصود بذلك العلمية ففيه وجه ؛ ألنه أقدم مصادر ورود‬
‫( ‪. )4‬‬
‫اسمه (ع) وجداناً ؛ ال وجوداً‬

‫ويرتكز في الذهن على نحو القضية الكبرى نزاهة األنبياء (ع) من ّ‬


‫كل ما ُيشينهم من قول‬
‫‪ ،‬أو فعل ‪ ،‬أو صفة مذمومة ‪ ،‬فمقام عصمتهم (ع) يجعل االعتقاد بذلك من لوازم التصديق‬
‫ٍ‬
‫ببعيد عن هذا الحكم ‪،‬‬ ‫برساالتهم التي يبّلغونها عن هللا تعالى ‪ .‬وليس نبي هللا تعالى لوط (ع)‬

‫العين ‪. 452/7 :‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫التحقيق في كلمات القرآن ‪. 285-284 /10 :‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫المصدر نفسه ‪. 286 /10 :‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫‪3‬‬
‫خل ويتعارض والقول‬ ‫فإن ارتباط دالالت الفاحشة القبيحة باسمه ُّ‬
‫يعد عيباً وشيناً ُي ّ‬ ‫واالعتقاد ‪ ،‬وعليه ّ‬
‫كل قبيح ‪ .‬والزم هذا يقتضي أمرين ‪:‬‬
‫بلوازم العصمة وتنزيه األنبياء (ع) عن ّ‬

‫االدعاء المفترض من عالقة اسمه (ع) بتلك الفاحشة ‪.‬‬


‫األول منهما ؛ نفي ّ‬
‫ّ‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬الثاني ‪ :‬عدم ارتباط داللة اسمه (ع) بتلك الفاحشة ‪.‬‬

‫نبي هللا لوط (ع) كان‬


‫األول الذي يعود إليه اسم ًّ‬
‫أن الجذر ّ‬
‫وقد يبدو – وهذا ما أثبته البحث – ّ‬
‫رسخ هذا الخطأ ‪.‬‬
‫الذهني الخاطئ ‪ ،‬وهو ما ّ‬ ‫السبب في هذا االقتران‬
‫ّ‬

‫ألن‬ ‫فإن دعوى االقتران ال ّ‬


‫تتم ؛ ّ‬ ‫الشرطي بعد حدوث القصة كّلها ّ‬
‫ّ‬
‫أن هذا االقتران‬
‫ومع افتراض ّ‬
‫االدعاء محصور في بيئة اللغة العربية وحدها ؛ بمعنى أن هذا االقتران المزعوم بين االسم (لوط)‬
‫ّ‬
‫‪ ،‬وفعل الفاحشة في بيئة اللغة العربية ‪ ،‬ولم نجد أحداً في غيرها – أعني باقي اللغات ؛ كالسريانية‬
‫أي دليل على كون اللغة التي تح ّدث بها لوط (ع) ‪ ،‬أو‬
‫مثالً ‪ّ -‬يدعي ذلك ‪ ،‬ومع االعتقاد بانتفاء ّ‬
‫قومه هي العربية يضعف احتمال هذا االقتران قبالً ‪ ،‬وبعداً ‪.‬‬

‫وهذا البحث يحاول إيضاح حقيقة اسم نبي هللا لوط (ع) ‪ ،‬ومعناه معتمداً على دراسة القرابة‬
‫اللغوية لجذر هذا االسم ببقية الجذور المشابهة له في الصوت والمعنى من جهة ‪ ،‬وما تكشف بقية‬
‫اللغات السامية من معنى اسمه من جهة أخرى ‪ ،‬وليس ما ُيس ّ‬
‫ط ُر في هذا البحث على وجه القطع‬
‫والجزم ‪ ،‬بل هو افتراض تعضدهُ األدلة ‪ ،‬وهو محل للنقاش قبوالً ‪ ،‬ورفضاً ‪ ،‬وهللا تعالى مولى‬
‫الخلق في األولى ‪ ،‬واآلخرة ‪ ،‬وهو أعلم باألمور ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ -‬المبحث األول ‪ :‬اسم نبي هللا لوط (ع) رؤية أولى ‪:‬‬
‫إهمال متعمدٌ ‪:‬‬ ‫•‬

‫المفسرين إليضاح معنى اسم‬


‫ّ‬ ‫أصل له الخليل بن أحمد الفراهيدي ‪ ،‬وإهمال ُج ّل‬
‫ساعد ما ّ‬
‫نبي هللا لوط (ع) إلى ترسيخ التعاهد العرفي على وهم الداللة – كما سنثبت ذلك – في ربط اسمه‬
‫(ع) ‪ ،‬بمعنى فعل الفاحشة المعروف ( اللواط ) ‪ ،‬وهناك أمران آخران ساعدا على هذا الوهم‬
‫الخاطئ ‪ ،‬هما ‪:‬‬

‫‪ -1‬إهمال أغلب ُش ّراح العهد القديم ( التوراة ) إيضاح معنى اسمه (ع) ‪.‬‬
‫تعمد بعض ُكتّاب العهد القديم اإلساءة إلى مقام نبي هللا لوط (ع) ‪ ،‬في قصة ابنتيه‬
‫‪ّ -2‬‬
‫ٍ‬
‫مستهجن ال يرتضيه‬ ‫صورت التوراة النبي لوط (ع) وابنتيه في وضع‬ ‫المزعومة ‪ ،‬إذ ّ‬
‫تعرض كثير من العلماء‬
‫؛ وقد ّ‬
‫(‪)5‬‬
‫العقل ‪ ،‬والدين من ارتكاب الفحشاء ‪ ،‬والمنكر‬
‫‪،‬‬ ‫(‪)7‬‬
‫سرهما )‬
‫قدس هللا ّ‬
‫‪ ،‬والسيد الخوئي ( ّ‬
‫(‪)6‬‬
‫لتفنيدها ‪ ،‬وتكذيبها كالعالّمة البالغي‬
‫وغيرهما ‪.‬‬
‫• سياق النص القرآني ينفي إدعاء الخليل ‪:‬‬

‫المقدس (العهد القديم) ‪ ،‬سفر التكوين ‪. 38-30 : 19 :‬‬


‫ينظر‪ :‬الكتاب ّ‬ ‫(‪)5‬‬

‫ينظر‪ :‬اآلء الرحمن في تفسير القرآن ‪. 35/1 :‬‬ ‫(‪)6‬‬

‫ينظر‪ :‬البيان في تفسير القرآن ‪. 53 :‬‬ ‫(‪)7‬‬

‫‪5‬‬
‫ورد ذكر نبي هللا لوط (ع) في القرآن الكريم على شكلين ‪ ،‬هما ‪:‬‬

‫‪ -‬مقترناً بنبي هللا إبراهيم (ع) ‪ .‬ومن ذلك قوله تعالى ‪( :‬فل َّما رأى أيدي ُهم ال تص ُل‬
‫إليه نكرهُم و أوجس من ُهم خيف ًة قاُلوا ال تخف إَّنا أُرسلنا إلى قوم ُلوط ) (‪، )8‬‬
‫وقوله تعالى ‪( :‬و قو ُم إبراهيم و قو ُم ُلوط ) ( ‪. )9‬‬
‫‪ -‬منفرداً في قصته ‪ ،‬وقومه ‪ .‬ومنه قوله تعالى ‪( :‬قاُلوا يا ُلوطُ إَّنا ُر ُس ُل ربك لن‬
‫يصُلوا إليك فأسر بأهلك بقطع من َّ‬
‫الليل و ال يلتفت من ُكم أحٌد إالَّ امرأتك إ َّن ُه‬
‫الصب ُح بقريب) (‪. )10‬‬
‫الصب ُح أ ليس ُّ‬
‫يبها ما أصاب ُهم إ َّن موعد ُه ُم ُّ‬
‫ُمص ُ‬

‫وفي كال السياقين ما ينفي إدعاء الخليل هذا ‪ ،‬إذ يظهر اسم نبي هللا لوط (ع) معروفاً في‬

‫الخطاب من دون تقييد زمني ظاهر بالفاحشة وفعل قومه لها ‪ ،‬إذ على ّ‬
‫مدعي ذلك الدليل ‪ ،‬ولم‬
‫يدل بوضوح على‬
‫المكرمين حرجاً بمناداته بهذا االسم بما ّ‬
‫ّ‬ ‫يتخذ نبي هللا إبراهيم (ع) ‪ ،‬وال المالئكة‬
‫عدم اقتران اسمه ‪ ،‬والمعنى الذي قصده الخليل ‪ .‬وإذا أخذنا بنظر االعتبار ما يحمله نسج سورة‬
‫وغيره ؛ فإنه ليس‬ ‫الشعراء من تشكيل خبري متكرر ‪ ،‬على نحو ( َك َّذ َب ْت َق ْوُم ُنو ٍح اْل ُم ْرَسل َ‬
‫ين)‬
‫(‪)11‬‬

‫هناك َمن ّيدعي أن هناك صلة ‪ ،‬وسبباً لتسمية نوح (ع) باسمه هو نوح قومه مثالً !!!‬

‫وقد ورد في القرآن الكريم اقتران اسم النبي لوط (ع) بقومه على نحو اإلضافة ؛ أي قوم‬
‫ّ‬
‫اض مبني‬‫مسوغاً لتلك النسبة المزعومة بين اسمه وفعل المنكر ‪ ،‬وهذا االفتر ُ‬
‫ولعل هذا كان ّ‬
‫لوط ‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫االدعاء أي نسبتهم‬
‫على توثيق استعمال قوم لوط في كالم العرب قبل القرآن الكريم حتى يص ّح هذا ّ‬
‫إليه بالقول لوطي ثم انزاحت الداللة إلى معنى الفاحشة وحدها ‪ ،‬وال دليل على ذلك كلّه ‪.‬‬

‫سورة هود ‪ . 70 :‬وينظر ‪ :‬معاني القرآن وإعرابه ‪. 61 /3 ،‬‬ ‫(‪)8‬‬

‫الحج ‪ ، 43 :‬وينظر ‪ :‬الهداية إلى بلوغ النهاية في علم معاني القرآن وتفسيره‪ ،‬وأحكامه‪،‬‬ ‫(‪)9‬‬

‫وجمل من فنون علومه ‪. 7501 /12 :‬‬


‫سورة هود ‪ . 81 :‬وكذا في سورة الشعراء ‪ ، 175 – 160 :‬وينظر ‪ :‬جامع البيان في‬ ‫(‪)10‬‬

‫تفسير القرآن ‪. 523 /12 :‬‬


‫سورة الشعراء ‪. 105 :‬‬ ‫(‪)11‬‬

‫‪6‬‬
‫بالسب ‪ ،‬فال يلزم‬ ‫بل يذهب بعض الفقهاء إلى أن النسبة إلى ٍ‬
‫لوط (ع) ال تستوجب اتهاماً‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ال‬
‫ال الخرقي‪ :‬وإذا َق َ‬
‫منها تعزي اًر ‪ ،‬أو عقاباً ‪ ،‬قال ابن رجب ‪ " :‬قرأت بخط الشيخ بهاء الدين‪َ ،‬ق َ‬
‫ان مشركاً‬ ‫ال‪ :‬أردت أ ََّن ُه من قوم لوط‪ ،‬فال َش ْيء َعَل ْيه‪َ .‬وَق َ‬
‫ال‪ :‬إ َذا قذف من َك َ‬ ‫َل ُه‪ :‬يا لوطي ّّ‪َ ،‬وَق َ‬
‫ال‪ :‬أردت أَنَّ ُه زنى َو ُه َو مشرك‪َ ،‬ل ْم يلتفت إَلى َق ْوله َو ُح َّد‪ .‬سألت موفق الدين َعن الفرق بينهما‪.‬‬
‫َوَق َ‬
‫ال‪َ :‬ق ْد قيل في األدلة‪ :‬إنها َعَلى خالف الظاهر‪ ،‬وأنه ال يلتفت إَلى َق ْوله كالثانية‪ ،‬ألن قوم لوط‬
‫َفَق َ‬
‫َقد انقرضوا‪ ،‬وهذا بحيد‪ .‬وإن فرق بينهما‪ ،‬فألنه إ َذا َق َ‬
‫ال‪ :‬أردت إنه زنى َو ُه َو مشرك‪َ ،‬فَق ْد ألحق به‬
‫العار في الحال بقوله‪ :‬يا زاني‪ ،‬والزنا عار في حالة الشرك‪َ ،‬وَق ْد وصفه به َو ُه َو ُم ْسلم‪ ،‬فال يلتفت‬
‫ألن‬
‫ال‪ :‬أردت أنك من قوم لوط َفَق ْد نفى َع ْن ُه العار؛ ّ‬ ‫لوطي‪َ ،‬وَق َ‬ ‫ال‪ :‬يا‬
‫َما إ َذا َق َ‬
‫إَلى تفسيره ويحد‪َ .‬وأ َّ‬
‫ّ‬
‫كونه من قوم لوط‪ :‬ال عار فيه‪َ ،‬وَق ْد فسر اللفظ ب َما يحتمله‪ .‬وهللا أعلم" (‪. )12‬‬

‫• البيئة اللغوية للجذر (ل و ط) والتسمية به ‪:‬‬

‫أن البيئة اللغوية للجذر (ل و ط) استعملت في الشعر العربي بمعناه‬


‫االدعاء ّ‬
‫يدحض هذا ّ‬
‫ُ‬ ‫ومما‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫األصيل أي المالصقة ومشتقاتها ‪ ،‬وليس فعل الفاحشة ‪ ،‬ومن ذلك قول األعشى ‪ ،‬وهو مخضرم‪:‬‬

‫ط أ َْن َب َت َخ ْي ُزَرَانا‬ ‫َكأ َّ‬


‫َن الّلي َ‬ ‫ص ْدق‬ ‫َّ‬
‫َس َم َر َو ْه َو َ‬
‫َوإال ُك َّل أ ْ‬
‫( ‪)13‬‬

‫ومن ذلك قول ُحميد بن ثور الهاللي ‪:‬‬

‫طال‬
‫ط ُه باْلَقار َ‬
‫َج َر َب َال َ‬
‫َكأ ْ‬ ‫اعَل َم َّن ب َذ َ‬
‫اك فيه ْم‬ ‫َي َرْوَن َك َف ْ‬
‫( ‪)14‬‬

‫حتج بلغته ‪ ،‬وهو صحابي ‪ ،‬فلم يستعمل اللفظة في معناها السلبي ‪.‬‬
‫وحميد بن ثور مخضرم ُي ّ‬
‫ُ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬

‫ومثله قول كعب بن زهير ؛ وهو مخضرم أيضاً ‪:‬‬

‫(‪)15‬‬
‫ط ُه بدهان‬
‫ف لي َ‬
‫المثَّق ُ‬
‫َد َه َن ُ‬ ‫الضباب َكأَنَّما‬
‫حت َ‬‫الهما تَ َ‬
‫َوك ُ‬

‫ذيل طبقات الحنابلة ‪.361 /3 :‬‬ ‫(‪)12‬‬

‫ديوانه ‪. 187 :‬‬ ‫(‪)13‬‬

‫ديوانه ‪. 341 :‬‬ ‫(‪)14‬‬

‫ديوانه ‪. 101 :‬‬ ‫(‪)15‬‬

‫‪7‬‬
‫عمر بن أبي ربيعة ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫وكذا استعملها ُ‬

‫ط بَنبته َزَه ُره‬


‫الغيث ال َ‬
‫َك َ‬ ‫مال به‬
‫الج ُ‬ ‫في َموك ٍب َ‬
‫الق َ‬
‫(‪)16‬‬

‫واألمثلة على ذلك كثيرة تُثبت أن الجذر (ل و ط) ال يحمل ذلك التشدد في استعمال اللفظة بمعناها‬
‫يتحرج الفصحاء في استعمالها ‪.‬‬
‫السلبي القبيح ‪ ،‬بل كانت من األلفاظ المألوفة التي ال ّ‬

‫الدقة ‪ ،‬وهو‬ ‫ويؤيد هذا االفتراض كالم ألبي هالل العسكر ّي ( ت ‪ 395‬هـ) ُي ّ‬
‫حدد فيه أم اًر في غاية ّ‬
‫خلو شعر العرب من وصف هذا الفعل القبيح ‪ ،‬فيقول ‪ " :‬وكان ابتداؤه اول ما ظهر من خراسان‬ ‫ّ‬
‫في صدر االسالم ولم يعرف أهل الجاهلية من العرب والعجم أصالً‪ ،‬والدليل على ذلك أنه لم يرو‬
‫فيه شعر وال مثل‪ ،‬وكان من عادتهم ان يقولوا االشعار الكثيرة فى الشىء الزهيد كقولهم فى الفأر‬
‫الضب ‪ ،‬واليربوع ‪ ،‬وغير ذلك‪ ،‬ولو كان معروفاً ذلك الفعل عندهم‬
‫ّ‬ ‫والجوز‪ ،‬وحكايتهم عن لسان‬
‫‪.‬‬ ‫( ‪)17‬‬
‫لعيروا به أو وصفوه‪ ،‬فأنهم يصفون ما دونه "‬
‫ّ‬

‫أما التسمي ُة بهذا االسم فكانت مألوفة عند العرب ‪ ،‬فممن ُسمي (لوطاً) ‪:‬‬
‫ّ‬

‫‪.‬‬ ‫(‪)18‬‬
‫‪ -‬الشاعر لوط الطائي ‪ ،‬مخضرم يذكر في شعراء اللصوص ترجمته قليلة‬
‫اق بن المغيرة بن ْنوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن‬
‫إس َح َ‬
‫ط بن ْ‬
‫‪ُ -‬لو ُ‬
‫أمه أم إسحاق بنت سعيد بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب‪،‬‬
‫عبد مناف‪ ،‬و ّ‬
‫عالما قليل الحديث‪ .‬توفي في خالفة‬
‫عابدا ً‬
‫وكان لوط ُيكنى أبا المغيرة‪ .‬وكان ً‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)19‬‬
‫أبي جعفر المنصور‬
‫البراء ْبن عازب األَنصار ّي الصحابي ‪ ،‬وقيل ‪ :‬اسمه ‪:‬‬ ‫‪ُّ -‬‬
‫الزَبير ْبن ُلوط ‪ ،‬وعمه َ‬
‫ّ‬
‫أَبو لُوط ‪ ،‬رٍاو ّ‬
‫محدث (‪. )20‬‬

‫ديوانه ‪. 182 :‬‬ ‫(‪)16‬‬

‫األوائل ‪. 384 :‬‬ ‫(‪)17‬‬

‫ينظر ‪ :‬ديوان اللصوص في العصرين ؛ الجاهلي واإلسالمي ‪. 121 /2 :‬‬ ‫(‪)18‬‬


‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ينظر ‪ :‬الطبقات الكبرى ‪. 546 /7 :‬‬ ‫(‪)19‬‬

‫ينظر ‪ :‬التاريخ الكبير ‪ . 411 /3 :‬وينظر ‪ :‬إكمال تهذيب الكمال في أسماء الرجال‪/4 :‬‬ ‫(‪)20‬‬

‫‪. 344‬‬
‫‪8‬‬
‫‪ -‬أبو مخنف ؛ لوط بن يحيى ‪ ،‬صاحب األخبار ‪ ،‬وله (مقتل الحسين) مشهور ‪،‬‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)21‬‬
‫ضعيف في الحديث‬

‫نرصد خب اًر يمكن أن نتلمس منه بدايات ارتباط هذا االسم بالفعل المنكر؛ أذ روي ألبي نواس‬
‫ُ‬ ‫ولعلّنا‬
‫للشك فيها ‪ ،‬وال سيما‬
‫ّ‬ ‫ما يهجو بيه أبي عبيدة ‪ ،‬والروايات في القصة مضطربة الصياغة بما يدعو‬
‫ولكن ما‬
‫ّ‬ ‫ذمه ‪،‬‬
‫أن أباعبيدة ممن ُرمي بالشعوبية ‪ ،‬فال عجب أن تُفتعل القصص واألشعار في ّ‬
‫ّ‬
‫يدعو للتساؤل في األمر توظيف الشعر لنسبة االسم للفعل المنكر نفسه ‪ ،‬فقد ورد قول أبي نواس‬
‫فيه ‪:‬‬

‫أبا عبيدة قل باهلل آمينا‬ ‫صّلى اإلله على ل ٍ‬


‫وط وشيعته‬ ‫ُ‬

‫وال يفهم من البيت تلك الدعوى ّإال على نحو السخرية واالستهزاء ‪ ،‬و ّإال كيف نجمع بين قوله ‪:‬‬
‫اإلله على لوط ‪ ،‬ثم نعطف (وشيعته) ؟! ‪ ،‬وفي متن القصة محاولة للربط الداللي بين االسم‬
‫صّلى ُ‬
‫وفعل الحرام ‪ ،‬إذ تنقل الرواية أن أبا عبيدة فوجئ بهذا البيت مكتوباً فوق مجلسه الذي ّ‬
‫يدرس عنده‬
‫فخجل وأراد أن يمحوه فاستعان بمن معه وهو رجل يدعى كيسان "فقال لكيسان‪ :‬ويحك أما رأيت‬
‫هذا الفاجر وما صنع؟ قم بنا نحكه لئال يراه الناس ‪ ...‬قال له‪ :‬أوجز‪ .‬فقال له كيسان‪ :‬قد بقي‬
‫لكنه يؤرخ‬
‫اضح االفتعال ‪ّ ،‬‬
‫النص و ُ‬
‫عجل ح ّكه فهو المعنى وعليه تدور فضيحتي" ‪ ،‬و ّ‬
‫( ‪)22‬‬
‫لوط‪ .‬فقال‪ّ :‬‬
‫لمحاولة ربط االسم بالفعل المنكر ‪.‬‬

‫• الجذر ( ل و ط ) ‪ ،‬وعالقاته األسرية ‪:‬‬

‫ورد في معنى هذا الجذر داللته على اللصوق ‪ ،‬يقول ابن فارس ‪( " :‬لوط) الالم والواو والطاء‬
‫ط‬
‫يء بقلبي‪ ،‬إذا َلصق‪ .‬وفي بعض الحديث‪" :‬الولد أَْل َو ُ‬ ‫كلمة تدل على اللُّصوق‪ .‬يقال‪ :‬الط ّ‬
‫الش ُ‬
‫لصق بقلبي " (‪ . )23‬ومراجعة‬ ‫بصَفري‪ ،‬أي ال َي َ‬
‫ط َ‬‫صق‪ .‬ويقولون‪ :‬هذا أمر ال َيْلتَا ُ‬‫بالَقْلب ‪ ،‬أي أْل َ‬
‫المضعف منه (ل ط ط) تظهر اقتراباً من المعنى نفسه ‪ ،‬قال ابن فارس ‪( " :‬لط) الالم‬
‫ّ‬ ‫الجذر‬
‫الرجل‪ ،‬إذا َّ‬
‫اشتد في‬ ‫َّ‬
‫الزَمة وإلحاح من ذلك قولهم‪ :‬أَلط ّ‬
‫وم َ‬‫مقاربة ُ‬
‫يدل على َ‬
‫ُصيل صحيح‪ُّ ،‬‬
‫والطاء أ َ‬

‫ينظر ‪ :‬تاريخ أسماء الضعفاء والكذابين ‪ ، 162 :‬وديوان الضعفاء ‪. 333 :‬‬ ‫(‪)21‬‬

‫المحاسن والمساوئ ‪.602 :‬‬ ‫(‪)22‬‬

‫معجم مقاييس اللغة ‪. 221/5 :‬‬ ‫(‪)23‬‬

‫‪9‬‬
‫الناق ُة ب َذنبها‪ ،‬إذا جعَلتْه بين‬
‫طت ّ‬‫ط به‪ .‬وَل َّ‬
‫بشيء فقد ُل َّ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫شيء ُست َر‬ ‫وكل‬
‫ط به‪َ :‬لزمه‪ُّ .‬‬ ‫األمر‪ .‬ويقال ل ّ‬
‫طاط‪:‬‬ ‫طاً لمالزمتها النَّحر‪ .‬والجمع ل َ‬
‫طاط‪ .‬والّل َ‬ ‫ظل‪ ،‬وسميت َل َّ‬ ‫فخ َذيها في مسيرها‪ .‬واللَّ ُّ‬
‫ط‪ :‬قالدة من ح ْن ٍ‬
‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫كل ذلك ألنَّه‬
‫وسمي ُّ‬
‫وسط رأسه‪ .‬والملطاط‪ :‬حا َفة الوادي‪ّ ،‬‬ ‫حرف الجبل‪ .‬وملطاط البعير‪ :‬حرف في َ‬
‫مالزم ال ُيفارق‪ .‬واللّ ْ‬
‫طلط‪ :‬العجوز الكبيرة‪ ،‬ألنها مالزمة لمكانها ال تكاد تبرح " (‪. )24‬‬

‫وتتبع العالقات األسرية لهذا الجذر تظهر أن داللة اللصوق مالصقة له ‪ ،‬أصل فيه قديم‬
‫المضعف ‪ ،‬وغير المضعف الداللة نفسها ‪ ،‬ومن ذلك ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪ ،‬وتظهر الجذور ذات الفعل‬

‫يدل على لزو ٍم وثبات‪ ،‬وعلى‬


‫‪ -1‬قال ابن فارس ‪( " :‬لب) الالم والباء‪ .‬أصل صحيح ُّ‬
‫لب إلبابا‪ .‬ورجل َل ٌّب بهذا‬
‫فاألول أَل َّب بالمكان‪ ،‬إذا أقام به‪ُ ،‬ي ُّ‬
‫وج ْودة " (‪َّ ( ، )25‬‬
‫خلوص َ‬
‫الفراء‪ :‬امرأة َلبَّة‪ُ :‬محبَّة لزوجها‪ ،‬ومعناه َّأنها ثابتة على ُوّده‬
‫الزمه وحكى ّ‬ ‫األمر‪ ،‬إذا َ‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)26‬‬
‫أبداً‪ .‬ومن الباب التلبية‪ ،‬وهو قوله‪َ :‬لب َّْيك‪ .‬قالوا‪ :‬معناه أنا مقيم على طاعتك)‬
‫بالس ْمن يُلتُّه‬
‫ويق َّ‬
‫الس َ‬
‫لت ّ‬‫‪ -2‬قال ابن فارس ‪( " :‬لت) الالم والتاء كلمة واحدة‪ .‬يقال‪َّ :‬‬
‫بفالن‪ ،‬إذا ُقرن به‪ .‬فإن صح‬‫ٍ‬ ‫َلتَّاً‪ ،‬والفاعل ٌّ‬
‫الت‪ .‬و ُذكر عن ابن األعرابي‪ :‬لُ َّت فالن‬
‫ّ‬
‫مبدلة من زاء " (‪. )27‬‬ ‫فهو من باب اإلبدال‪َّ ،‬‬
‫كأن التاء َ‬
‫وم َّ‬
‫الزة‪ .‬يقال‪:‬‬ ‫ٍ‬
‫يدل على مالزمة ُ‬ ‫‪ -3‬قال ابن فارس ‪( " :‬لح) الالم والحاء أصل صحيح ُّ‬
‫عينه‪ ،‬إذا التصَق ْت‪.‬‬
‫أقب َل عليه ولم َيفتُر‪ .‬ويقال‪َ :‬لح َح ْت ُ‬ ‫أَل َّح على َّ‬
‫الشيء إلحاحاً‪ ،‬إذا َ‬
‫ض على‬ ‫ابن َع ّمه َل َّحاً‪ ،‬أي الصق النَّسب‪ .‬والمْلحاح‪ :‬الَقتَ ُب َي َع ُّ‬
‫ومنه قولهم‪ :‬هو ُ‬
‫ور َحى‬ ‫ضيق‪.‬‬ ‫الحٌّ‪ّ :‬‬ ‫مطره ‪ ...‬ويقال‪ :‬مكان َ‬‫دام ُ‬
‫حاب‪ ،‬إذا َ‬
‫الس ُ‬ ‫ألح ّ‬ ‫غارب البعير‪ .‬ويقال ّ‬
‫َ ً‬
‫الفرس‪،‬‬
‫ُ‬ ‫وح َرن‬‫الناقة‪َ ،‬‬ ‫ألح الجمل‪ ،‬كما يقال َخألت ّ‬
‫ملحاح على ما تطحنه‪ .‬ويقال‪َّ :‬‬
‫(‪)28‬‬
‫وذلك إذا لم يكد َي ْنبع ُث "‬

‫المصدر نفسه ‪. 206 /5 :‬‬ ‫(‪)24‬‬

‫معجم مقاييس اللغة ‪. 199 /5 :‬‬ ‫(‪)25‬‬

‫المصدر نفسه ‪. 200 /5 :‬‬ ‫(‪)26‬‬

‫المصدر نفسه ‪. 202 /5 :‬‬ ‫(‪)27‬‬

‫المصدر نفسه ‪. 202 /5 :‬‬ ‫(‪)28‬‬

‫‪10‬‬
‫ان‬ ‫ٍ‬
‫يدل على اختالط‪ .‬يقال سكر ُ‬
‫‪ -4‬قال ابن فارس ‪( " :‬لخ) الالم والخاء أصل صحيح ُّ‬
‫أمرهم‪ :‬اختَلط والتَ َّخ ُع ْش ُب األرض‪ :‬اختَلط‪... .‬‬
‫ُمْلتَ ٌّخ‪ ،‬أي مختلط‪ .‬والتَ َّخ على القوم ُ‬
‫دمعها‪ ،‬ويكون ذلك من ك َبر‪ ...‬ومن الباب‬ ‫ومن الباب‪َ :‬ل َّخ ْت ُ‬
‫عينه‪ ،‬إذا دام ُ‬
‫‪.‬‬ ‫المنطق "‬ ‫َّ‬
‫الع ْجمة في َ‬
‫الل ْخلخانيَّة‪ُ :‬‬
‫(‪)29‬‬

‫الصقة‪.‬‬
‫وم َ‬ ‫يدل على مالزمة ُ‬ ‫‪ -5‬قال ابن فارس ‪( " :‬لز) الالم والزاء أصل صحيح ُّ‬

‫يقال‪ :‬لُ َّز به‪ ،‬إذا َلصق به َل َّاًز وَل َاز اًز‪ .‬و َ‬
‫الزْزتُه‪ :‬الصقته‪ .‬ورجل ل َز ُاز َخصمٍ‪ ،‬إذا كان‬
‫الخْلق‪ .‬واللَّ ّز‪َّ :‬‬
‫الطعن‪ .‬وهو من قياس الباب‪.‬‬ ‫الزه وال َي ُكّعُّ عنه‪ .‬و َّ‬
‫ُي ُّ‬
‫الملزُز‪ :‬المجتم ُع َ‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)30‬‬ ‫واللَّزائز‪ :‬ما اجتمع من اللَّحم في َّ‬
‫الزور مما َيلي المالط‪" .‬‬
‫مالزٍة ومقار ٍ‬
‫بة ‪.‬‬ ‫يدل على َّ‬
‫‪ -6‬قال ابن فارس ‪( " :‬لص) الالم والصاد أُصيل صحيح ُّ‬
‫ص‪ :‬المتقارب‬‫يمسان األ ُذنين‪ .‬واألَل ُّ‬
‫الم ْنك َبين‪ ،‬يكادان َّ‬ ‫َّ‬
‫تقارب َ‬‫صص‪ ،‬وهو ُ‬ ‫من ذلك الل َ‬
‫الضيقة‬
‫ّ‬ ‫إن الجبهة‬ ‫صص‪ .‬ويقال َّ‬ ‫نيان مثل ُر ّ‬
‫الب ُ‬‫ص ُ‬ ‫ص َ‬
‫األضراس أيضاً‪ .‬ويقال ُل ّ‬
‫ص‪،‬‬‫أقبل أحد قرَنيها على الوجه‪ .‬ومن الباب اللّ ُّ‬
‫صاء من الغنم‪ :‬التي َ‬ ‫صاء‪ .‬واللَّ َّ‬
‫اللَّ َّ‬
‫صوصية بفتح الالم "‬ ‫َّ‬ ‫ألنَّه يلصق َّ‬
‫أخ َذه‪ .‬وفعلُه الل ُ‬
‫بالشيء يريد ْ‬
‫(‪)31‬‬
‫َ‬
‫مالزمة‪ .‬يقال‪َّ :‬‬
‫ألظ‬ ‫يدل على َ َ‬ ‫‪ -7‬قال ابن فارس ‪( " :‬لظ) الالم والظاء أصل صحيح ُّ‬
‫الزموا‬
‫ظوا بيا َذا الجالل واإلكرام"‪ ،‬أي َ‬‫الزمه‪ .‬وفي الحديث‪" :‬أل ُّ‬ ‫الر ُ َّ‬
‫جل بالشيء‪ ،‬إذا َ َ‬ ‫ّ‬
‫المطر‪ :‬دام‪ .‬ويقولون‪ :‬اإللظاظ‪ :‬اإلشفاق‬ ‫هذا وأكثروا منه في دعائكم‪ .‬ويقال‪ :‬أَل َّ‬
‫ظ‬
‫ُ‬
‫الشيء؛ وليس ببعيد القياس من الباب " (‪. )32‬‬ ‫على َّ‬

‫تلوي شيء على شيء‪.‬‬


‫يدل على ّ‬
‫‪ -8‬قال ابن فارس ‪( " :‬لف) الالم والفاء أصل صحيح ُّ‬
‫ومن‬ ‫َّ‬
‫القوم َ‬
‫مامتي على رأسي‪ .‬ويقال‪ :‬جاء ُ‬‫بالشيء لفاً‪ .‬ولففت ع َ‬
‫يء ّ‬ ‫الش َ‬
‫يقال‪ :‬لَفْف ُت ّ‬
‫يلتف بعضه‬
‫جر ُّ‬ ‫التف بهم‪ ....‬واأللفاف‪َّ :‬‬
‫الش ُ‬ ‫ف َلَّفهم‪ ،‬أي من َّ‬
‫تأش َب إليهم‪ ،‬كأنَّه َّ‬ ‫َل َّ‬
‫ببعض‪ .‬قال هللا تعالى‪{ :‬وجَّنات ألفافاً} [النبأ ‪ .]16‬واألَل ُّ‬
‫ف‪ :‬الذي تَدانى َفخذاه من‬

‫المصدر نفسه ‪. 203-202 /5:‬‬ ‫(‪)29‬‬

‫معجم مقاييس اللغة ‪. 204 /5 :‬‬ ‫(‪)30‬‬

‫المصدر نفسه ‪. 205 /5 :‬‬ ‫(‪)31‬‬

‫المصدر نفسه ‪. 206 /5 :‬‬ ‫(‪)32‬‬

‫‪11‬‬
‫قبائل شتَّى‪.‬‬
‫َ‬ ‫اجتمع من الناس من‬
‫َ‬ ‫التفتا؛ وهو اللَفف‪ ...‬واللَّفيف‪ :‬ما‬
‫سمنه‪ ،‬كأنَّهما َّ‬
‫َ‬
‫الطائر رأسه تحت جناحه " (‪. )33‬‬
‫ُ‬ ‫ألف‬
‫أسه في ثيابه‪ ،‬و َّ‬‫جل ر َ‬
‫الر ُ‬
‫ف ّ‬ ‫وأَل َّ‬
‫تداخ ٍل في َّ‬
‫الشيء‪ .‬من ذلك‬ ‫يدل على ُ‬ ‫ُصيل ُّ‬ ‫‪ -9‬قال ابن فارس ‪( " :‬لك) الالم والكاف أ َ‬
‫اللَّكيك‪ :‬اللَّحم المتداخ ُل في العظام‪ .‬واللُّكالك‪ :‬البعير المكتن ُز اللَّحم‪ .‬ويقال‪َّ :‬‬
‫التك‬
‫القوم‪ :‬ازدحموا‪. )34( " ....‬‬
‫ُ‬
‫يدل على مالزمة‬
‫‪ -10‬قال ابن فارس ‪( " :‬لصق) الالم والصاد والقاف أصل صحيح ُّ‬
‫لصق‬ ‫َّ‬
‫الدع ّي‪ .‬وفالن ب ْ‬
‫الملصق‪ّ :‬‬
‫صوقاً ‪ .‬و ُ‬ ‫لصق لُ ُ‬ ‫الشيء للشيء‪ .‬يقال َلصق به َي َ‬
‫صق في البعير كاللَّ َسق " (‪. )35‬‬ ‫َّ‬
‫الحائط وب ْلزقه ‪ .‬والل َ‬
‫مصاحبة‬
‫َ‬ ‫يدل على‬
‫‪ -11‬قال ابن فارس ‪( " :‬لزم) الالم والزاء والميم أصل واحد صحيح‪ُّ ،‬‬
‫للكَّفار"‬
‫( ‪)36‬‬
‫يء َيْل َزُمه‪ .‬واللّ َزام‪ :‬العذاب المالزم ُ‬ ‫َّ‬
‫الشيء بالشيء دائماً‪ .‬يقال‪َ :‬لزمه الش ُ‬
‫ّ‬
‫يدل على ثبوت ٍ‬
‫شيء وُلزومه‪ .‬يقال‬ ‫‪ -12‬قال ابن فارس ‪( " :‬لزب) الالم والزاء والباء ُّ‬
‫الشيء ضرب َة الز ٍب ‪ ،‬أي ال يكاد يفارق ‪" ...‬‬
‫‪.‬‬ ‫( ‪)37‬‬
‫ُ‬ ‫‪ :‬لالّزم الزب ‪ .‬وصار هذا‬
‫ٍ‬
‫بأصل‪ ،‬ألنَّه من باب اإلبدال‪.‬‬ ‫‪ -13‬قال ابن فارس ‪( " :‬لزق) الالم والزاء والقاف ليس‬
‫‪.‬‬ ‫( ‪)38‬‬
‫يلزق‪ ،‬مثل َلصق "‬ ‫يقال َلزق ال ّشيء‪َّ ،‬‬
‫بالشيء َ‬
‫تدل على مالزمة ٍ‬
‫شيء لشيء‪.‬‬ ‫‪ -14‬قال ابن فارس ‪( " :‬لذم) الالم والذال والميم كلمة ُّ‬
‫الرجل"‬
‫المْل َذ ُم ‪ّ :‬‬
‫( ‪)39‬‬
‫الرجل َل ْذماً‪ :‬لزمته‪ .‬و ُ‬
‫يقال لذ ْم ُت ّ‬
‫ٍ‬
‫بشيء‪،‬‬ ‫يدل على إلصاق ٍ‬
‫شيء‬ ‫‪ -15‬قال ابن فارس ‪( " :‬لدم) الالم والدال والميم أصل ُّ‬
‫‪.‬‬ ‫( ‪)40‬‬
‫بالحجر "‬
‫َ‬ ‫الحجر‬
‫فاللدم‪ :‬ضرب َ‬
‫ضرباً أو غيره‪ْ ،‬‬

‫المصدر نفسه ‪. 207 /5 :‬‬ ‫(‪)33‬‬

‫معجم مقاييس اللغة ‪. 208 /5 :‬‬ ‫(‪)34‬‬

‫المصدر نفسه ‪. 249 /5 :‬‬ ‫(‪)35‬‬

‫المصدر نفسه ‪. 245 /5 :‬‬ ‫(‪)36‬‬

‫المصدر نفسه ‪. 245 /5 :‬‬ ‫(‪)37‬‬

‫المصدر نفسه ‪. 244 /5 :‬‬ ‫(‪)38‬‬

‫المصدر نفسه ‪. 244 /5 :‬‬ ‫(‪)39‬‬

‫المصدر نفسه ‪. 243 /5 :‬‬ ‫(‪)40‬‬

‫‪12‬‬
‫تدل على لُصوق شيء‬
‫‪ -16‬قال ابن فارس ‪( " :‬لدس) الالم والدال والسين كلمات ُّ‬
‫ألول ما َيطُلع من‬
‫بات‪ ،‬أي َلحسه‪ .‬ويقال َّ‬ ‫ٍ‬
‫بشيء حتَّى يأخ َذ منه‪ .‬يقال‪َ :‬ل َدس‬
‫الن َ‬
‫المال ّ‬
‫ُ‬
‫الس َمن َل َّما‬ ‫الناق ُة‪ ،‬أي رميت باللَّحم‪َّ ،‬‬
‫كأن ّ‬ ‫يلدسه‪ .‬ولُدست ّ‬ ‫النَّبات اللَّديس‪َّ ،‬‬
‫ألن المال ُ‬
‫الشداد‬ ‫أنعْلتَه‪ .‬ويقال للفحول ّ‬
‫البعير‪ ،‬إذا َ‬
‫َ‬ ‫كالشيء َيلصق َّ‬
‫بالشيء‪ .‬وَل َد ْس ُت‬ ‫لزمها كان َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫‪.‬‬ ‫بالصواب "‬
‫(‪)41‬‬
‫كل واحد منها ُي َلدس باآلخر‪ُ :‬يع َرك ‪ .‬وهللا أعلم َّ‬ ‫َمالَدس‪َّ ،‬‬
‫ألن َّ‬
‫ومالزمة‪.‬‬
‫َ‬ ‫ٍ‬
‫اشتمال ‪،‬‬ ‫يدل على‬
‫‪ -17‬قال ابن فارس ‪( " :‬لحف) الالم والحاء والفاء أصل ُّ‬
‫‪.‬‬
‫السائل‪ :‬أََل َّح "‬
‫( ‪)42‬‬
‫ف ّ‬ ‫الزَمه‪ .‬وأْل َح َ‬
‫الحَفه‪َ :‬‬
‫يقال‪ :‬التَ َحف باللّحاف يلتحف‪ .‬و َ‬
‫ٍ‬
‫شيء‬ ‫يدل على إدراك‬ ‫‪ -18‬قال ابن فارس ‪( " :‬لحق) الالم والحاء والقاف أصل ُّ‬
‫وبلوغه إلى غيره‪ .‬يقال‪َ :‬لح َق فالن فالناً فهو الحق‪ .‬وأْل َح َق بمعناه‪ .‬وفي الدعاء‪" :‬إن‬
‫ُ‬
‫بالكَّفار ُمْلحق ‪ ،‬قالوا‪ :‬معناه الحق‪ .‬وربما قالوا‪َ :‬لح ْقتُه‪ :‬اتََّب ْعتُه‪ ،‬وألحقتُه‪:‬‬
‫َع َذابك ُ‬
‫َّ‬
‫لصق‪ .‬والل َحق في التَّمر‪[ :‬داء ُيص ُ‬
‫يبه " (‪. )43‬‬ ‫الم َ‬
‫الدعي ُ‬
‫ُّ‬ ‫المْل َحق‪:‬‬
‫وصلت إليه‪ .‬و ُ‬
‫داخلة‪.‬‬
‫وم َ‬‫الءمة ‪ُ ،‬‬ ‫‪ -19‬قال ابن فارس ‪( " :‬لحك) الالم والحاء والكاف أصل يدل على ُم َ‬
‫بعضه في بعض‪ .‬ويقال ذلك في‬
‫الحك‪ ،‬إذا َد َخل ُ‬
‫الناقة‪ ،‬فهو ُم َ‬
‫يقال‪ :‬لُوح َك َفَقار ّ‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)44‬‬
‫الب ْنيان أيضاً "‬
‫ُ‬
‫تداخ ٍل‪،‬‬
‫يدل على ُ‬
‫‪ -20‬قال ابن فارس ‪( " :‬لحم) الالم والحاء والميم أصل صحيح ُّ‬
‫الحرب َمْل َحم ًة‬ ‫وسميت‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫ُ‬ ‫بعضه في بعض‪ .‬من ذلك الل ْحم‪ّ .‬‬
‫كاللحم الذي هو متداخل ُ‬
‫أن القتلى كاللَّ ْحم‬
‫تداخلُهم بعضهم في بعض‪ .‬واآلخر َّ‬
‫الح ُم الناس‪ُ :‬‬
‫لمعنيين‪ :‬أحدهما تَ ُ‬
‫المْلَقى‪ .‬واللَّحيم‪ :‬القتيل " (‪. )45‬‬
‫يدل على‬
‫‪ -21‬قال ابن فارس ‪( " :‬لبس) الالم والباء والسين أصل صحيح واحد‪ُّ ،‬‬
‫وب أْل َب ُسه‪ ،‬وهو األصل‪ ،‬ومنه تتفرَّع الفروع‪.‬‬ ‫َّ‬
‫بس ُت الث َ‬ ‫ومداخلة‪ .‬من ذلك َل ْ‬
‫َ‬ ‫طة‬
‫مخاَل َ‬
‫األمر أْلب ُسه بكسرها‪ .‬قال هللا تعالى‪:‬‬
‫َ‬ ‫واللَّ ْبس‪ :‬اختالط األمر؛ يقال َل َب ْس ُت عليه‬

‫معجم مقاييس اللغة ‪. 242 /5 :‬‬ ‫(‪)41‬‬

‫المصدر نفسه ‪. 238 / 5 :‬‬ ‫(‪)42‬‬

‫المصدر نفسه ‪. 238 / 5 :‬‬ ‫(‪)43‬‬

‫المصدر نفسه ‪. 238 / 5 :‬‬ ‫(‪)44‬‬

‫المصدر نفسه ‪. 238 / 5 :‬‬ ‫(‪)45‬‬

‫‪13‬‬
‫{وللبسنا عليهم ما يلب ُسون} [األنعام ‪ .]9‬وفي األمر َل ْب َسة‪ ،‬أي َل ْي َس بواضح واللَّ ْبس‪:‬‬
‫الر ُجل؛‬ ‫َّ‬
‫األمر أُالب ُسه‪ .‬ومن الباب‪ :‬اللباس‪ ،‬وهي امرأة ّ‬
‫اختالط الظالم ويقال‪ :‬البست َ‬
‫باسها " (‪. )46‬‬
‫الزو ُج ل ُ‬
‫وّ‬
‫يدل على َخْلط شيء‬
‫‪ -22‬قال ابن فارس ‪( " :‬لبق) الالم والباء والقاف أصل صحيح ُّ‬
‫لتطييبه‪ .‬يقال لب ْق ُت الطعام ولبَّقته‪ ،‬إذا ليَّنتَه وطيَّبتَه‪ .‬ومن الباب َّ‬
‫اللبق‪ :‬الحاذق‬ ‫َ‬
‫بالشيء َيعملُه‪ .‬ورجل لبق ولبيق‪ .‬والمصدر اللَّ َباقة " (‪. )47‬‬
‫يدل على َخْلط شيء‬
‫‪ -23‬قال ابن فارس ‪( " :‬لبك) الالم والباء والكاف أصل صحيح ُّ‬
‫طتَه عليه ‪ ...‬ويقال‪[ :‬لبكت] الطعام‬
‫األمر أْلبكه‪ ،‬إذا خَل ْ‬ ‫كت على ٍ‬
‫فالن َ‬ ‫بشيء‪ .‬يقال َلَب ُ‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)48‬‬
‫بعسل وغيره‪ ،‬إذا خلطتَهما "‬
‫ٍ‬
‫مالزمة ومخالطة‪.‬‬ ‫تدل على‬
‫‪ -24‬قال ابن فارس ‪(" :‬لتب) الالم والتاء والباء كلمة ُّ‬
‫‪.‬‬ ‫ثوبه‪َ :‬لبسه‪ .‬والالتب‪ :‬المالزم ل َّ‬
‫لشيء ال يفارُقه ‪" ...‬‬
‫( ‪)49‬‬
‫يقولون‪ :‬لتَ َب َ‬
‫ُ‬
‫تدل على ترطيب الماء والمطر‬‫‪ -25‬قال ابن فارس ‪(" :‬لثق) الالم والثاء والقاف‪ ،‬كلمة ُّ‬
‫‪.‬‬ ‫المطر‪ ،‬إذا َبلَّه "‬
‫(‪)50‬‬
‫ُ‬ ‫يء‪ .‬من ذلك اللَّثَق‪ ،‬وقد ألثََقه‬ ‫َّ‬
‫الش َ‬
‫ٍ‬
‫لشيء‬ ‫ٍ‬
‫شيء‬ ‫اكة‬‫يدل على مص َّ‬‫ُصيل ُّ‬
‫َُ‬ ‫‪ -26‬قال ابن فارس ‪(" :‬لثم) الالم والثاء والميم أ َ‬
‫يصك‬
‫ُّ‬ ‫وخف مْلثَم‪:‬‬
‫ٌّ‬ ‫ص َّكها‪.‬‬
‫البعير الحجارَة ب ُخّفه‪ ،‬إذا َ‬
‫ُ‬ ‫مضامته له‪ .‬من ذلك‪َ :‬لثَ َم‬
‫َّ‬ ‫أو‬
‫حسن اللّثْمة‪ ،‬أي‬ ‫الشفةُ من ٍ‬
‫ثوب‪ .‬وفالن‬ ‫المضامة اللّثام‪ :‬ما تُ َّ‬
‫غطى به َّ‬ ‫َّ‬ ‫الحجارة‪ .‬ومن‬
‫ُ‬
‫الر ُجل المرأةَ ‪ ،‬إذا قبَّلها "‬
‫وخف ملثوم مثل مرثوم‪ ،‬إذا َدمي‪ .‬ومن الباب َلث َم ّ‬
‫االلتثام‪ٌّ .‬‬
‫(‪. )51‬‬

‫معجم مقاييس اللغة ‪. 230 / 5 :‬‬ ‫(‪)46‬‬

‫المصدر نفسه ‪. 231 /5 :‬‬ ‫(‪)47‬‬

‫المصدر نفسه ‪. 231 /5 :‬‬ ‫(‪)48‬‬

‫المصدر نفسه ‪. 233 /5 :‬‬ ‫(‪)49‬‬

‫المصدر نفسه ‪. 234 /5 :‬‬ ‫(‪)50‬‬

‫المصدر نفسه ‪. 234 /5 :‬‬ ‫(‪)51‬‬

‫‪14‬‬
‫وهناك من األقرباء كثير غير ما ذكرنا ‪ .‬وسواء أخذنا بنظرية تطور اللغة وتشعبها بتشعب‬
‫بالتطور الصوتي ‪ ،‬أو اإلبدال فإننا سنصل إلى النتيجة‬
‫ّ‬ ‫وتغيرها ‪ ،‬أم بثنائية اللغة ‪ ،‬أو‬
‫أصواتها ّ‬
‫نفسها ‪ ،‬اللصوق ‪ ،‬والمالزمة ‪ ،‬والمالبسة‬

‫• ( لوط ) ‪ ،‬والجذور السامية ‪ ،‬وعالقاتها األسرية ‪:‬‬

‫ذ كر األستاذ الدكتور خالد إسماعيل في تأصيل الجذر ( ل و ط ) أن المعنى العام فيه‬


‫ف ‪ 540/2 AHw‬؛ العبرية ل و ط ‪ ،‬ل أ ط‬ ‫هو اللصوق ‪ ،‬وقال ‪ [ " :‬األكدية ل ا ُ‬
‫ط (م) ‪َ :‬ل َّ‬
‫ف ‪ ،‬ل و ط ‪ :‬غطاء ‪ ،‬دثار ‪ ،‬اسم نبي ؛ السريانية ل و ط ؛ الحبشية ‪ ،‬ل و ا ط ي ‪ُ :‬لوطي‬ ‫‪َ :‬ل َّ‬
‫ّ‬
‫] ‪ّ .‬نبه جيفري ‪ FVQ 254f.‬إلى أن االسم دخل العربية بطريق السريانية ‪ .‬ويشتق معظم العلماء‬
‫‪.‬‬ ‫( ‪)52‬‬
‫ط ‪ :‬لص َق ‪،‬وهو مذهب مقبول‪ ،‬لسان ‪" 358/12‬‬
‫العرب االسم من األصل ال َ‬

‫أن هذا االقتران‬


‫وهذا التأصيل دقيق في إثبات نفي الصلة بين اسم (لوط) ‪ ،‬والفاحشة ‪ ،‬و ّ‬
‫تسرب بعد ذلك إلى العربية ‪ .‬وكونه في الحبشية ؛ وهي البعيدة عن‬
‫دخل إلى الحبشية ‪ ،‬ولعلّه ّ‬
‫إن أستاذنا غفل عن ذكر معنى‬ ‫يقوي الرأي بنفي الصلة تماماً ‪ّ .‬إال ّ‬
‫مكان الحادثة ومجرياتها ّ‬
‫المعانقة الذي أورده ڤان زودن في الصفحة نفسها ‪ ،‬وهذا المعنى يقدح في الصلة المزعومة ؛ كون‬

‫األكدية أقدم الساميات تدويناً ‪ ،‬وافتراض كون لوط (ع) أكدياً – وإن لم يمنع منه مانع – ّ‬
‫يدل‬
‫االرتباط – لو وج َد – ال عالقة له مطلقاً بقصة قوم لوط (ع) ‪.‬‬

‫السامية يظهر مجموعة من الجذور المتقاربة في داللتها على اللصوق ‪،‬‬


‫ّ‬ ‫وتتبع اللغات‬
‫وقربها من الجذر (ل و ط) كما رأيناها في الجذور العربية تماماً ‪ ،‬ومن ذلك بعض الجذور القرآنية‬
‫أصلها األستاذ الدكتور خالد إسماعيل ‪ ،‬ومنها ‪:‬‬
‫التي ّ‬

‫‪ -1‬الجذر (ل ب د)‪ :‬وهو في الحبشية بمعنى كسا بالمالط ‪ ،‬والطين ‪ ،‬أو مواد‬
‫‪.‬‬ ‫( ‪)53‬‬
‫الصقة أخرى‬

‫القاموس المقارن أللفاظ القرآن الكريم ‪. 483 :‬‬ ‫(‪)52‬‬

‫ينظر‪ :‬المصدر نفسه ‪. 470 :‬‬ ‫(‪)53‬‬

‫‪15‬‬
‫‪ -2‬الجذر (ل ب س) ‪ :‬وقد ورد في " [ األكدية َل ب ا ُش(م)‪َ :‬لب َس ‪AHw 523‬‬
‫؛ األوجاريتية ل ب ش ؛ العبرية ل ب ش ؛ اآلرامية والسريانية والمندائية ل‬
‫ب ش ؛ السبئية ل ب س ‪ ،‬المهرية ل ي ب س ؛ الحبشـية َل ْب َس ‪ :‬مثله "‬
‫‪ ،‬ومعناه كما في العربية ‪.‬‬ ‫( ‪)54‬‬

‫ط‬
‫‪ -3‬الجذر (ل ح ق) ‪ :‬ومعناه العام الوصول ‪ ،‬وورد في " الحبشية َل َح َق ‪ :‬رب َ‬
‫مسك ] ( ‪. )55‬‬
‫َ‬ ‫‪،‬‬
‫لف‬
‫ف ‪َّ :‬‬
‫‪ -4‬الجذر (ل ف ف) ‪ ،‬ومعناه العام العطف ‪ ،‬وورد في " األكدية َل ف ا ُ‬
‫‪ AHw 534‬؛ عبرية ما بعد العهد القديم ل ف ف ‪ :‬مثله ؛ اآلرامية ل ف ف‬
‫‪.‬‬ ‫( ‪)56‬‬
‫؛ السريانية َل ف ؛ المندائية ل ف ف ( ل و ف ) ‪ :‬بمعناه ]‬
‫‪ -5‬الجذر (ل و ذ) ومعناه االختفاء ‪ ،‬وقد ورد في " العبرية ل و ز ‪ :‬اختفَى (عن‬
‫‪.‬‬ ‫( ‪)57‬‬ ‫الن َ‬
‫ظر "‬

‫ويظهر من مقارنة الجذر (ل و ط) ببقية الجذور في اللغة العربية ‪ ،‬واللغات األخرى‬


‫ما يأتي ‪:‬‬

‫التنوع منح اللغة فرصة الستثماره داللياً‬


‫التنوع الصوتي الكبير في الجذر ‪ ،‬وهذا ّ‬
‫ّ‬ ‫•‬
‫ٍ‬
‫بشكل ناجح ‪.‬‬
‫• التنوع الداللي المصاحب للتنوع الصوتي ‪.‬‬
‫ّ‬

‫القاموس المقارن أللفاظ القرآن الكريم ‪. 470 :‬‬ ‫(‪)54‬‬

‫المصدر نفسه ‪. 472 :‬‬ ‫(‪)55‬‬

‫المصدر نفسه ‪. 477 :‬‬ ‫(‪)56‬‬

‫المصدر نفسه ‪. 482 :‬‬ ‫(‪)57‬‬

‫‪16‬‬
‫المادي للفعل (ل و ط) ‪ ،‬وهو العجن لما يرافقه اللزوجة‬
‫ّ‬ ‫• افتراض المعنى‬
‫وااللتصاق كالعجين ‪ ،‬وخلط الطين بالتبن الذي يستلزم لزوجة المادة ‪ ،‬وانشطار‬
‫ٍ‬
‫معان كاللصق واالحتماء واللف ‪ ...‬الخ‬ ‫الداللة بعد ذلك إلى‬
‫التنوع الداللي ‪ ،‬بمعنى‬
‫• تضاؤل قيمة المعنى القبيح لفعل الفاحشة في مقابل ّ‬
‫أكثر وضوحاً ‪ :‬يحمل الجذر (ل و ط) ‪ ،‬ومقارباته الصوتية دالالت متنوعة‬
‫كثيرة ‪ ،‬وحصر تلك العالقة بين الجذر والفعل القبيح تضييق داللي ال مبرر له‬
‫التنوع الداللي يصبح افتراض العالقة بين اسم نبي هللا لوط‬
‫‪ ،‬وفي ضوء هذا ّ‬
‫(ع) وهذا الفعل المنكر مجازفة داللية ال دليل عليها ‪ ،‬إذ يمكننا مع ما ذكر‬
‫ٍ‬
‫ومعان كثيرة‬ ‫من تنوع الدالالت افتراض كثير من المحاوالت الرابطة بين اسمه‬
‫غير تلك السلبية ‪ ،‬وهو أمر يعيدنا للمالحظة األولى المذكورة في البحث من‬
‫جدياً في ما‬
‫رصد اإلهمال المتعمد لتفسير اسمه (ع) ‪ ،‬وهو ما يثير الشكوك ّ‬
‫دونته التوراة من قصة ال تليق بعصمة األنبياء (ع) ‪ ،‬بل بأي ٍ‬
‫رجل يستقبح‬ ‫ّ‬
‫المنكر ‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫‪ -‬المبحث الثاني ‪ ،‬مقاربة تأصيلية في معنى اسم نبي هللا لوط (ع) ‪.‬‬

‫جاد في تحديد معنى اسم نبي هللا لوط (ع) في المصادر ‪ ،‬وعلى‬
‫ال نكاد نظفر برأي ّ‬
‫الرغم من كون االسم وارداً في العهد القديم ّ‬
‫إال أن محاولة تحديد دالالت حقيقية لمعنى‬
‫إال في طريقة‬
‫مجرد افتراضات ‪ ،‬واالسم لوط الذي ورد في التوراة ال يختلف ّ‬
‫اسمه تبقى ّ‬
‫( ‪)58‬‬
‫مدية‬
‫مدية ‪ ،‬أما في العربية فينطق ‪ Lut‬بواو ّ‬
‫نطقه ؛ فهو ينطق ‪ Lot‬بواو غير ّ‬
‫جادة له ‪.‬‬
‫‪ ،‬وال نجد في كال الحالين تفسيرات تأصيلية ّ‬

‫• محاولة رؤوف أبو سعدة ‪:‬‬

‫يطرح الباحث المصر ّي رؤوف أبو سعدة رؤية تأصيلية السم نبي هللا لوط (ع) ‪ ،‬ويرى‬
‫ّ‬
‫أن القرآن الكريم طرح‬
‫– حسب فرضيته في تفسير األسماء األعجمية في القرآن – ّ‬
‫معنى اسم نبي هللا لوط للتفسير والفهم في اتّجاهات ثالثة ‪ ،‬هي ( ‪:)59‬‬

‫‪ -1‬التفسير بالتعريب ‪ ،‬يقول ‪ " :‬فسره بالتعريب ‪ ،‬ألن " لوط" نفسها تفهم عربياً‬
‫على أنها اسم فعل بمعنى مفعول ‪ ،‬من الط‪ /‬يلوط‪ /‬لوطا ‪ ،‬كما تقول مثال‬
‫"جعل" بضم فسكون وتعنى "مجعول" ‪ ،‬من جعل ‪ /‬يجعل جعال ‪ .‬فهو المستور‬
‫المحجوب ‪ ،‬أي " الذي ليط" وهو تعريب وليس ترجمة ‪ ،‬ألن " لوط" بضم الالم‬
‫‪.‬‬ ‫لم تسمع من العرب ‪ .‬ولكنه تعريب مفسر ‪ ،‬إن تمعنت "‬
‫( ‪)60‬‬

‫هؤالء‬
‫ضده ‪ ،‬كما في قوله تعالى ‪ ( :‬قال إ َّن ُ‬
‫‪ -2‬التفسير بالمقابلة ‪ ،‬أي بذكر ّ‬
‫‪.‬‬ ‫( ‪)61‬‬
‫ضيفي فال تفض ُحون)‬

‫‪Look : Jewish Proper Names And Derivatives in‬‬


‫‪)58(The Koran , p 151 .‬‬

‫ينظر ‪ :‬من إعجاز القرآن ‪ ،‬وجه في إعجاز القرآن جديد ‪. 283 -281 /1 :‬‬ ‫(‪)59‬‬

‫المصدر نفسه ‪. 281 /1 :‬‬ ‫(‪)60‬‬

‫سورة الحجر ‪. 68 :‬‬ ‫(‪)61‬‬

‫‪18‬‬
‫‪ -3‬التفسير بالسياق العام ‪ ،‬وهو المنهج الذي اعتمده الباحث في تحديد معنى‬
‫االسم من خالل السياق العام لآليات التي يرد فيها ذلك االسم ‪ ،‬والسياق العام‬
‫الذي ورد فيه ذكر اسم نبي هللا لوط (ع) هو سياق نزول المالئكة بعذاب هللا‬
‫على قومه ‪ ،‬واحتجابه هو وآمانه من ذلك كله ‪ ،‬والذي ذهب إليه الباحث مبني‬
‫ّ‬
‫فإن‬
‫على اعتقاده أن معنى لوط في العبرية مأخوذ من الحجاب والستر ‪ ،‬وعليه ّ‬
‫‪.‬‬ ‫( ‪)62‬‬
‫يدل على الحجاب ‪ ،‬أي هو المحجوب‬
‫معنى لوط عنده ّ‬

‫ولكن الباحث غفل عن ذكر بقية النصوص القرآنية المتعلّقة‬


‫ّ‬ ‫وهذا االستنباط جيد ‪،‬‬
‫بقصة نبي هللا لوط (ع) ‪ ،‬ومحاولة جمعها تجعل استدالله المسبق محالًّ للنقد ‪ ،‬ألنه‬
‫اقتصر على مجموعة من تلك النصوص وليس كلّها ‪ ،‬وألنه اعتمد على معنى واحد‬
‫ضعف القول بمعنى‬
‫ذكرته اللغة العبرية ‪ ،‬وهو الحجاب والستر ‪ ،‬فأغفل عن عمد ‪ ،‬أو ّ‬
‫ولعل الذي دفعه لهذا األمر ارتكاز تلك العالقة المزعومة بين فعل الفاحشة‬
‫االلتصاق ‪ّ ،‬‬
‫فتخيل أن داللة االلتصاق تؤيد ذلك ‪.‬‬
‫واالسم ّ‬

‫• اآليات التي ورد فيها ذكر اسم لوط ‪:‬‬

‫ورد ذكر اسم نبي هللا لوط (ع) ‪ 27‬سبعاً وعشرين مرة ‪ ،‬ويمكننا تقسيم تلك المواضع‬
‫على اآلتي ‪:‬‬

‫‪ -1‬ذكره مع األنبياء (ع) من دون أية إشارة لقصته ‪ ،‬ومن ذلك قوله تعالى ‪( :‬و‬
‫إسماعيل و اليسع و ُيوُنس و ُلوطاً و كالًّ ف َّ‬
‫ضلنا على العالمين) (‪ . )63‬أو ذكره‬
‫بإشارة على لسان األنبياء (ع) من دون تفصيل ‪ ،‬كقوله تعالى ‪( :‬و يا قوم ال‬
‫يجرمَّن ُكم شقاقي أن ُيصيب ُكم مث ُل ما أصاب قوم ُنوح أو قوم ُهود أو قوم صالح‬

‫ينظر ‪ :‬من إعجاز القرآن ‪ ،‬وجه في إعجاز القرآن جديد‪. 142 /1 :‬‬ ‫(‪)62‬‬

‫سورة األنعام ‪. 86 :‬‬ ‫(‪)63‬‬

‫‪19‬‬
‫تصورات‬
‫و ما قو ُم ُلوط من ُكم ببعيد) ‪ .‬وهذا الشكل من ورود اسمه ال يمنحنا ّ‬
‫( ‪)64‬‬

‫جدية ؛ إذ ال سياق عام يؤيد شيئاً ما ‪.‬‬


‫ّ‬
‫ناه ُحكماً و علماً‬
‫‪ -2‬ذكره ‪ ،‬مع المدح له ‪ ،‬ومن ذلك قوله تعالى ‪( :‬و ُلوطاً آتي ُ‬
‫ناه من القرية َّالتي كانت تعم ُل الخبائث إَّن ُهم كاُنوا قوم سوء فاسقين ‪.‬‬
‫و نجَّي ُ‬
‫ناه في رحمتنا إَّنهُ من َّ‬
‫الصالحين ) ( ‪، )65‬‬ ‫و أ د خل ُ‬
‫‪ -3‬ذكره مع قومه ‪ ،‬وما جرى من أحداث كثيرة حتى نزول عقاب هللا بهم ‪ ،‬واآليات‬
‫‪.‬‬ ‫( ‪)66‬‬
‫في ذلك كثيرة‬
‫‪ -4‬ذكر قومه ‪ ،‬وما كانوا يفعلون من الفواحش وما أنزله هللا عليهم من العذاب ‪،‬‬
‫(‪)67‬‬
‫وهو مذكور في آيات كثيرة‬

‫وفي هذه اآليات ورد وصف للوط (ع) نفسه ‪ ،‬كما في قوله تعالى ‪( :‬و إسماعيل‬
‫أن هللا أدخله‬
‫‪ .‬وورد ّ‬
‫( ‪)68‬‬ ‫و اليسع و ُيوُنس و ُلوطاً و كالًّ ف َّ‬
‫ضلنا على العالمين)‬
‫أن هللا تعالى قد أنجاه ‪ ،‬كما يورة‬
‫في رحمته ‪ ،‬كما في سورة األنبياء ‪ ، 75 :‬و ّ‬
‫األعراف ‪ ، ، 83 :‬وورد على لسانه من الحوار ما وصف به نفسه ‪ ،‬أو حالته ‪،‬‬

‫كما قوله تعالى ‪ ( :‬قال لو أ َّن لي ب ُكم قُ َّوًة أو آوي إلى ُركن شديد ‪ .‬قاُلوا يا ُلوطُ‬
‫إَّنا ُرسل ربك لن يصُلوا إليك فأسر بأهلك بقطع من َّ‬
‫الليل و ال يلتفت من ُكم أحٌد‬ ‫ُ ُ‬
‫الصب ُح بقريب )‬
‫الصب ُح أ ليس ُّ‬
‫يبها ما أصاب ُهم إ َّن موعد ُه ُم ُّ‬ ‫إالَّ ام أرتك إَّنهُ ُمص ُ‬
‫( ‪)69‬‬

‫سورة هود ‪. 89 :‬‬ ‫(‪)64‬‬

‫سورة األنبياء ‪. 75-74 :‬‬ ‫(‪)65‬‬

‫ينظر ‪ :‬سورة العنكبوت ‪ ، 35-28 :‬وسورة الصافات ‪. 138 -133 :‬‬ ‫(‪)66‬‬

‫هن ‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬سورة ص ‪ ، 13 :‬وسورة القمر ‪ ، 33 :‬وغير ّ‬ ‫(‪)67‬‬

‫سورة األنعام ‪. 86 :‬‬ ‫(‪)68‬‬

‫سورة هود ‪. 81- 80 :‬‬ ‫(‪)69‬‬

‫‪20‬‬
‫‪ ،‬وورد على‬ ‫( ‪)70‬‬
‫‪ .‬وورد في حوار قومه معه ‪( :‬قاُلوا أ و لم ننهك عن العالمين )‬
‫لسان قومه أيضاً ‪( :‬فما كان جواب قومه إالَّ أن قاُلوا أخر ُجوا آل ُلوط من قريت ُكم‬

‫ُناس يتط َّهُرون) (‪ ، )71‬وورد في حواره معهم قوله ‪( :‬قاُلوا لئن لم تنته يا ُلوطُ‬
‫إَّن ُهم أ ٌ‬
‫‪.‬‬ ‫( ‪)72‬‬
‫لت ُكون َّن من ال ُمخرجين ‪ .‬قال إني لعمل ُكم من القالين)‬

‫أن يغفل هذا كّله في صناعة التفسير بالسياق العام ؛ الذي يعتمده الباحث‬
‫عقل ْ‬
‫فهل يُ َ‬
‫بأن ما ذكره يمثّل جزءاً‬
‫رؤوف أبو سعدة في تأصيل معاني األسماء ؟ وكيف ال يحكم ّ‬
‫من ذلك السياق العام ‪ ،‬وليس كلّه ‪.‬‬

‫الموجه لهذه المحاولة الرائدة في بابها ‪ ،‬فنقول ‪:‬‬


‫ّ‬ ‫نلخص النقد‬
‫أن ّ‬‫وبعد هذا يمكننا ّ‬

‫‪ -1‬كان استقراء الباحث للسياق العام ناقصاً ‪ ،‬فقد غفل عن كثير من النصوص‬
‫النافعة في إظهار سياق حقيقي متكامل يمكن توظيفه في تحديد المعنى‬
‫المطلوب ‪.‬‬
‫‪ -2‬أغفل الباحث ‪ ،‬أو تغافل عن المعنى العربي لالسم ؛ وهو اللصوق‪ ،‬واكتفى‬
‫ّ‬
‫بالمعنى العبر ّي ؛ وهو الحجب والستر ‪.‬‬
‫‪ -3‬افترض مسبقاً أن الجذر األصيل لهذا االسم يعود للغة العبرية ‪ ،‬وال دليل على‬
‫ذلك ‪ ،‬أما وروده في العهد القديم فال يلزم منه مطلقاً إرجاع األصل في هذا‬
‫االسم للغة العبرية ؛ ألن المؤكد أن العبرية لم تكن على عهد إبراهيم ‪ٍ ،‬‬
‫ولوط‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫(ع) ‪ ،‬فكيف يجزم الباحث بتأصيل الجذر منها ؟‬

‫سورة الحجر ‪. 70 :‬‬ ‫(‪)70‬‬

‫سورة النمل ‪. 56 :‬‬ ‫(‪)71‬‬

‫سورة الشعراء ‪. 168 -167 :‬‬ ‫(‪)72‬‬

‫‪21‬‬
‫أقدم‬ ‫ن‬
‫‪ -4‬لم يستعن الباحث بتأصيل مقار لالسم ببقية اللغات السامية ؛ التي هي ُ‬
‫من العبرية ‪ ،‬كاألكدية ‪ ،‬أو تسير في ٍ‬
‫خط زمني مقارب لها ‪ ،‬أو بعدها ‪.‬‬
‫ّ‬
‫فإن القول بما ذكره الباحث يحتاج الستكمال الدليل ‪ ،‬وليس رفضه ‪ ،‬فقد يؤيد‬
‫وعليه ّ‬
‫البحث مقالته ‪ ،‬أو يجعلها من فرضياته المقبولة ‪ ،‬أو يرفضها ‪.‬‬

‫• السياق العام ‪:‬‬

‫المحدد لمعنى االسم أن يُراعي اآليات القرآنية كلّها ‪ ،‬وليس بعضاً‬


‫ّ‬ ‫يقتضي السياق العام‬
‫فإن القول بكون معنى (لوط) هو المحجوب كما ذكر الباحث رؤوف أبو‬
‫منها ‪ ،‬وعليه ّ‬
‫سعدة لم يراع الفهم العقدي المرتكز في علم الكالم ؛ القائل بتنزيه األنبياء (ع) في‬
‫كل ما يثير السخرية أو االستهزاء أو التقليل من شأنهم ‪،‬‬
‫أوصافهم ‪ ،‬وأفعالهم عن ّ‬
‫ومعنى االحتجاب في هذا االتّجاه ال يراعي ذلك ؛ ال ألنه معنى سلبي ‪ ،‬بل ألنه يخلو‬
‫ّ‬
‫لوط (ع) كانت في‬‫من المدح ‪ ،‬وقد ذكرنا أن نمطاً من اآليات التي ذكرت النبي ٍ‬
‫ّ‬
‫معرض المدح والتعظيم له ‪.‬‬

‫تعرض بعض اآليات القرآنية حوا اًر بين ٍ‬


‫لوط (ع) ‪ ،‬وقومه ‪ ،‬ويمكن من هذا الحوار‬
‫االستدالل على اآلتي ‪:‬‬

‫ظل مقاطعة ‪ ،‬أو إقامة جبرية ‪،‬‬


‫‪ -‬يظهر من كالم قومه أنه كان في ّ‬
‫كما قولهم ‪( :‬قاُلوا أ و لم ننهك عن العالمين) ‪.‬‬
‫رداً معاكساً يواجه به ذلك التقييد‬
‫النبي لوط (ع) ّ‬ ‫‪ -‬في مقابل ذلك يُظهر‬
‫ّ‬
‫فإن اإلقامة‬
‫‪ ،‬والحصار (قال إني لعمل ُكم من القالين) ‪ ،‬وعليه ّ‬
‫المفروضة كانت من قومه ظاه اًر ‪ ،‬ومنه باطناً ‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫ردة ٍ‬
‫فعل منأخرة من قومه ‪ ،‬وهي محاولة طرده‬ ‫‪ -‬تُظهر اآليات القرآنية ّ‬
‫‪ ،‬أو تهجيره قس اًر ‪ ،‬كما في قولهم ‪( :‬فما كان جواب قومه إالَّ أن قاُلوا‬
‫ُناس يتط َّهُرون) ‪.‬‬
‫أخر ُجوا آل ُلوط من قريت ُكم إَّن ُهم أ ٌ‬
‫ردة فعل متأخرة من النبي لوط (ع) تجاه قومه‬‫‪ -‬تُظهر اآليات القرآنية ّ‬
‫ّ‬
‫‪ ،‬وهي رغبته الحقيقية في اعتزالهم والنفور منهم ‪ ،‬وربما يكون هذا‬
‫معنى الحجاب ‪ ،‬كما في قوله ‪ ( :‬قال لو أ َّن لي ب ُكم ُق َّوًة أو آوي إلى‬
‫ُركن شديد) ‪ ،‬فالحجاب ليس من العذاب ‪ ،‬وإنما يكون من قومه‬
‫حياديته إلى‬
‫ّ‬ ‫سلبيته ‪ ،‬أو‬
‫وأفعالهم المنكرة ‪ ،‬وبذا يخرج معنى االسم من ّ‬
‫معنى رفض الكفر ‪ ،‬وهو معنى إيجابي ‪.‬‬

‫نص قرآني قد يكون نقطة فاصلة في تحديد‬


‫لكن الباحث رؤوف أبو سعدة غفل عن ّ‬
‫ّ‬
‫ط و قال إني ُمهاجٌر إلى ربي‬
‫معنى اسم لوط (ع) ‪ ،‬وهي قوله تعالى ‪( :‬فآمن لهُ ُلو ٌ‬
‫النص في كونه يؤرخ السم لوط (ع) قبل‬
‫يم) ‪ ،‬ووجه أهمية هذا ّ‬
‫( ‪)73‬‬
‫إَّنهُ ُهو العز ُ‬
‫يز الحك ُ‬
‫تتحدث عن لوط (ع) يوم كان مرافقاً إلبراهيم (ع) ‪،‬‬
‫حدوث الواقعة أصالً ؛ فاآليات ّ‬
‫قال تعالى عن إبراهيم (ع) ‪( :‬و قال إَّنما اتَّخذ ُتم من ُدون َّ‬
‫َّللا أوثاناً مودَّة بين ُكم في‬
‫اك ُم َّ‬
‫الن ُار‬ ‫ض ُكم بعضاً و مأو ُ‬
‫ض ُكم ببعض و يلع ُن بع ُ‬
‫الحياة الدُّنيا ثُ َّم يوم القيامة يك ُفُر بع ُ‬
‫ط و قال إني ُمهاجٌر إلى‬
‫‪ ،‬ثم جاءت اآلية (فآمن لهُ ُلو ٌ‬ ‫( ‪)74‬‬
‫و ما ل ُكم من ناصرين)‬
‫تصرح بكونه مهاج اًر ‪.‬‬
‫يم) ‪ .‬وهذه اآلية ّ‬ ‫ربي إَّنهُ ُهو العز ُ‬
‫يز الحك ُ‬

‫سورة العنكبوت ‪. 26 :‬‬ ‫(‪)73‬‬

‫سورة العنكبوت ‪. 25 :‬‬ ‫(‪)74‬‬

‫‪23‬‬
‫ٍ‬
‫معان كثيرة مع مراعاة‬ ‫فإن السياق العام المفترض يتجاوز حدود الحجاب إلى‬
‫وعليه ّ‬
‫الظرف الزماني لذلك كلّه ‪ .‬مع إمكان الجمع بين المعاني الموجودة ‪ ،‬وقراءتها بشكل‬
‫متكامل ‪.‬‬

‫• قراءة تأصيلية مقارنة للجذر (ل و ط) ‪:‬‬


‫‪ -‬التنوع الصوتي في العربية والساميات ‪:‬‬

‫تفوقاً هائالً للعربية على‬


‫وتنوعه الصوتي اآللفوني يظهر ّ‬
‫إن مقارنة الجذر (ل و ط) ّ‬ ‫ّ‬
‫أن اإلبدال يالحق صوت الطاء فيستدعي األصوات القريبة‬ ‫أخواتها الساميات ‪ ،‬ونلحظ ّ‬
‫التنوع اآللفوني‬
‫إن العربية لم تكتف بهذا النمط من ّ‬
‫إال ّ‬
‫منها في المخرج ‪ ،‬أو الصفة ‪ّ ،‬‬
‫التنوع مورفيمياً لتحقق مكاسب داللية كبيرة بصناعة جذور‬
‫‪ ،‬بل راحت توظف هذا ّ‬
‫جديدة يبدو بعضها قريباً من المعنى العام المرصود من ابن فارس ؛ وهو االلتصاق‬
‫والمجاورة ‪ ،‬فزادت الجذور مع زيادة ابتعادها عن المعنى العام ‪.‬‬

‫نرصد إبداالت كثيرة للطاء تبدأ بالتاء ‪ ،‬والثاء ‪ ،‬والشين ‪ ،‬والسين ‪ ،‬والصاد ‪ ،‬والزاي ‪،‬‬
‫وقد ذكرنا في بداية البحث مجموعة من الجذور في الفعل المضعف اآلخر ‪ ،‬وغير‬
‫المضعف ‪ ،‬وهذا التنوع منح العربي فرصة كببرة وناجحة في صناعة كثير من الجذور‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ذات الدالالت المتنوعة ‪.‬‬

‫فالتنوع في اإلبدال قليل قياساً بالعربية من الوجهين ؛ اآللفوني ‪،‬‬


‫ّ‬ ‫أما في الساميات‬
‫والمورفيمي ‪ ،‬فاألكدية تبدل الطاء داالً كما في ‪ lutu‬و ‪ ، ludu‬و ‪ lu'tu‬و‬
‫ّ‬
‫‪ ، )75( luduttu‬ووظفت إبدال الشين مع الثاء في الفعل (ل ا ش) ‪ ،‬الذي يقابله‬
‫‪ ،‬وفي الجعزية ‪ los‬بالسين‬ ‫( ‪)76‬‬
‫الفعل (ل ا ث) ‪ ،‬و (ل ت ت) للداللة على العجن‬

‫‪ ، CDA , p 184 .‬و ‪. AHw , p 2/527‬‬ ‫(‪)75‬‬

‫مهجم النظائر األكدية لألصول األكدية ‪. . 225 :‬‬ ‫(‪)76‬‬

‫‪24‬‬
‫يدل على تفتيت الخبز ‪ ،‬والصلصة ‪ ،‬والزبدة‬
‫تطور في توظيف العجن ؛ فهو ّ‬
‫لتدل على ّ‬
‫ّ‬
‫ويرد فيها ‪ lat‬بمعنى نبات له إف ارزات صمغية (‪ ،)78‬وكذا في الفعل (ل ب ش)‬ ‫( ‪)77‬‬

‫ومعناه (لبس) ‪ ،‬وهو األمر نفسه‬ ‫( ‪)79‬‬


‫الذي امتلك إبدالين هما (ل ب ط) ‪ ،‬و (ل ب د)‬
‫‪.‬‬ ‫( ‪)80‬‬
‫في اآلرامية البابلية‬

‫هذا التنوع في العربية يجعلنا أمام نواة مركزية للمعنى العام ‪ ،‬وكثير من التشظيات‬
‫الداللية الفرعية التي تدور حول المركز ‪ ،‬مع األخذ بنظر االعتبار أن تلك المعاني‬
‫يتنبه لهذا التنوع‬
‫ليخيل لمن ال ّ‬
‫الفرعية بدأت باالستقالل في دالالتها نوعاً ما ‪ ،‬حتى ّ‬
‫أن ال قرابة بين هذه الجذور ‪ ،‬والمعنى العام ‪.‬‬

‫التنوع يجعل البحث إيتيمولوجياً في تأصيل معنى اسم نبي هللا لوط (ع) صعباً‬
‫هذا ّ‬
‫طياته فرضيات كثيرة تتجاوز حدود المعنى الذي التزمه الباحث رؤوف أبو‬
‫يحمل في ّ‬
‫سعدة إلى ٍ‬
‫معان كثيرة يعضدها السياق العام لآليات منفردةً ومجتمعة ‪.‬‬

‫‪( -‬ل و ط) بين االسمية والوصفية ‪:‬‬

‫يمكننا طرح مقدمة تدعو للتأمل في كون (لوط) اسماً لنبي هللا المعروف ‪ ،‬أم إنه وصف‬
‫ّ‬
‫له ؟ وعلى الرغم من تعاهد التوراة من كونه اسمه في سلسلة انتمائه إلبراهيم (ع) ‪،‬‬
‫وكونه ابن أخيه أرون ‪ ،‬أو هارون ‪ ،‬لكن ذلك ال يكفي في دعم هذا الفهم ‪ ،‬نعم هو‬
‫يؤيد هذا الترجيح مع ترك القرآن الكريم قضية كونه اسمه العلم ‪ ،‬وعليه فإننا أمام‬
‫فرضيتين ؛ األولى إنه اسمه العلم ‪ ،‬والثانية إنه وصف له ‪.‬‬

‫‪CDG , p 11 .‬‬ ‫(‪)77‬‬


‫‪CDG, classical , p 319‬‬ ‫(‪)78‬‬
‫‪CDA, p 184 .‬‬ ‫(‪)79‬‬

‫‪. DJBA , p 621 .‬‬ ‫(‪)80‬‬

‫‪25‬‬
‫التوجه في التأصيل يتبعه نتيجتان ‪ ،‬فإذا قلنا بأنه اسم علم له فسيتبعه‬
‫ّ‬ ‫والثمرة من هذا‬
‫ثبات هذا االسم فيه ‪ ،‬وأنه ما يُطرح من فرضيات سيكون في مجال التأويل لمعنى هذا‬
‫ٍ‬
‫لحدث‬ ‫أن هذه الصفة قد الزمته‬
‫االسم العلم ‪ ،‬أما إذا قلنا ‪ :‬إنه صفة له فهذا يعني ّ‬
‫ٍ‬
‫ظرف معين ‪ ،‬كما ذكرنا في بداية البحث من اعتياد العرب على التسمية‬ ‫معين ‪ ،‬أو‬
‫ّ‬
‫فإن هذه الصفة الحقة به ‪ ،‬وال دليل ملموس على وجود‬
‫باألحداث والوقائع ‪ ،‬وعليه ّ‬
‫تقصي دالالت الجذر‬
‫مبني على افتراض ّ‬ ‫ٍ‬
‫سابق له غير المعروف ‪ .‬وكال النتيجتين‬ ‫اس ٍم‬
‫ّ‬
‫وما يحيط به من سياقات قصصية ‪ ،‬أو نصوص تكشف حقيقة هذا االفتراض ‪ ،‬أو‬
‫ذاك ‪.‬‬

‫تدل على‬
‫أن ظهور داللة سلبية للجذر (ل و ط) في اآلراميات ّ‬
‫من المالحظ مثالً ّ‬
‫اللعنة ‪ ،‬كما في المندائية (‪ ، )81‬واآلرامية السامرّية (‪ ، )82‬ويمكننا تفهم المعنى الديني‬
‫ّ‬
‫الناشئ من القصة نفسها ‪ ،‬إذ أصبح االقتران الشرطي بين ذكر لوط (ع) ‪ ،‬واللعنة‬
‫ّ‬
‫ألي لعنة كانت ‪.‬‬
‫التي حلّت بقومه ‪ ،‬ثم أصبحت دالالتها على العموم ّ‬

‫التطور الداللي مؤش اًر لفهم االرتباط الذي ذكره الخليل بين اسم نبي‬
‫ّ‬ ‫ربما يمنحنا هذا‬
‫ّ‬
‫ظل حبيس الظرف الديني ‪ ،‬ولم بجد‬
‫داللي ّ‬ ‫تطور‬
‫هللا لوط (ع) ‪ ،‬وفعل المنكر ‪ ،‬فهو ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫له متنفساً للظهور حتى ولد بصورة أدبية كما وثق ذلك البيت المنسوب ألبي نواس‬
‫سالف الذكر ‪.‬‬

‫‪ -‬السياق العام ‪ ،‬وتفسير معنى االسم ‪:‬‬

‫يد ّل في األصل في األكدية‬


‫يبدو من مراجعة الجذر (ل و ط) ‪ ،‬ومشتقاته أنه كان ّ‬
‫معنوي‬
‫ّ‬ ‫تطور إلى معنى‬
‫ماد ّي كالعجن ‪ ،‬والحجز ‪ ،‬والمسؤولية ‪ ،‬ثم ّ‬
‫مثالً على معنى ّ‬

‫‪Mn, p 233 .‬‬ ‫(‪)81‬‬


‫‪DSA , p 428 .‬‬ ‫(‪)82‬‬

‫‪26‬‬
‫تطرح اآليات‬ ‫( ‪)84‬‬
‫‪ ،‬وعلى التغطية واإلخفاء في المندائية‬ ‫( ‪)83‬‬
‫هو التفكير والحسبان‬
‫القرآنية مجموعة من السياقات العامة التي تصلّح لتفسير معنى اسم نبي هللا لوط (ع)‬
‫ّ‬
‫‪ ،‬ومنها ‪:‬‬

‫‪ -1‬في قوله تعالى ‪ ( :‬قال لو أ َّن لي ب ُكم قُ َّوًة أو آوي إلى ُركن شديد) يمكننا‬
‫أن االسم لوط مأخوذ من الجذر (ل و ذ) الدال على معنى اإليواء ‪،‬‬
‫افتراض ّ‬
‫وعليه يكون معنى اسمه الالئذ ‪ ،‬أو الالئذ باهلل ‪ ،‬ويؤيده استعمال الجعزية للجذر‬
‫‪ ،‬وأصله ظاهر من‬ ‫( ‪)85‬‬
‫(ل و ذ) ‪ ،‬و ( ل ا ذ) بمعنى الخادم المتابع للمرأة‬
‫االلتصاق‬
‫‪ -2‬في قوله تعالى ‪( :‬فآمن لهُ ُلوطٌ و قال إني ُمهاجٌر إلى ربي) معنى اللواذ ‪،‬‬
‫ألن الهجرة تقتضي االبتعاد عن شيء مع االقتراب من‬
‫واالحتجاب والستر ؛ ّ‬
‫األول ‪ ،‬وتوصيفه في القرآن‬
‫شيء ‪ ،‬وعليه فهو قريب في معناه من االفتراض ّ‬
‫يقوي افتراض معنى المهاجر ‪ ،‬ونلمح في اله اررية‬
‫بالمهاجر على لسانه هو ّ‬
‫‪.‬‬ ‫( ‪)86‬‬
‫هذا المعنى ؛ فقد ورد فيها ‪ lita‬بمعنى غادر ‪ ،‬ومشى‬
‫‪ -3‬في قوله تعالى ‪( :‬قاُلوا أ و لم ننهك عن العالمين) معنى المحجوب الذي‬
‫ذكره الباحث رؤوف أبو سعدة ‪ ،‬ولكن على نحو اإلقامة الجبرية ‪ ،‬أي بمعنى‬
‫المعتقل ‪ ،‬أو الممنوع ‪ ،‬ويؤيد هذا االفتراض ورود ‪ litum‬في األكدية بمعنى‬
‫‪.‬‬ ‫( ‪)87‬‬
‫المعتَقل ‪ ،‬أو الرهينة‬

‫معجم النظائر العربية لألصول األكدية ‪. 225 :‬‬ ‫(‪)83‬‬


‫‪Mn, p 233 .‬‬ ‫(‪)84‬‬

‫‪CDG , classical , p 320‬‬ ‫(‪)85‬‬

‫‪. EDH,p 101‬‬ ‫(‪)86‬‬

‫‪AHw, p 2/ 558 .‬‬ ‫(‪)87‬‬

‫‪27‬‬
‫ٍ‬
‫‪ -4‬يمكن افتراض أن اسم لوط مأخوذ من أصله اللغوي ّ‬
‫الماد ّي ‪ ،‬وهو العجن ‪،‬‬
‫بمعنى امتهانه للعجن ‪ ،‬في الخبز ‪ ،‬أو البناء (اللبن الذي يبنى به) ‪ ،‬ويقرب‬
‫منه الجذر (ل ت ت) في العربية قال ابن فارس ‪( " :‬لت) الالم والتاء كلمة واحدة‪.‬‬
‫ٍ‬
‫بفالن‪،‬‬ ‫بالس ْمن يلُتُّه َلتَّاً‪ ،‬والفاعل ٌّ‬
‫الت‪ .‬و ُذكر عن ابن األعرابي‪ :‬لُ َّت فالن‬ ‫ويق َّ‬
‫الس َ‬
‫لت ّ‬‫يقال‪َّ :‬‬
‫ّ‬
‫إذا ُقرن به‪ .‬فإن صح فهو من باب اإلبدال‪ ،‬كأ َّن التاء َ‬
‫مبدلة من زاء " (‪. )88‬‬

‫اللغوي ّ‬
‫الماد ّي الغطاء والدثار ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ -5‬يمكن افتراض أن اسم لوط مأخوذ من أصله‬
‫محمداً (صّلى‬
‫نبيه األكرم ّ‬‫وصف هللاُ به ّ‬
‫َ‬ ‫فيكون قريباً من معنى المدثر( ‪ ، )89‬الذي‬
‫هللا عليه وآله وسلّم) ‪ ،‬ويؤيده وجود داللة الدثار ‪ ،‬والمالبس والغطاء في الجعزية‬
‫‪.‬‬ ‫( ‪)90‬‬
‫في الجذر (ل و ط)‬

‫تنوع الدالالت في الجذور المنبثقة عنه ‪،‬‬


‫ويمكننا افتراض دالالت كثيرة لهذا االسم مع ّ‬
‫إن كان ترجيح افتراض الهجرة واللواذ إلى هللا تعالى هو األقوى ؛ لما ذكرناه من أنه‬
‫وْ‬
‫يحمل سياقاً عاماً مغاي اًر كونه سابق على أحداث قصته مع قومه ‪.‬‬

‫معجم مقاييس اللغة ‪. 202 /5 :‬‬ ‫(‪)88‬‬

‫ينظر ‪ :‬سورة المدثّر ‪. 1 :‬‬ ‫(‪)89‬‬

‫‪CDG , classical , p 321‬‬ ‫(‪)90‬‬

‫‪28‬‬
‫الخالصة ‪ ،‬والنتائج ‪:‬‬

‫تحمل األسماء ‪ ،‬أو الصفات المذكورة في القرآن الكريم دالالت كثيرة ‪ ،‬وكان افتراض‬
‫اهيدي العالقة بين اسم نبي هللا لوط (ع) ‪ ،‬وفعل قومه المنكر مثار تساؤل‬
‫الخليل الفر ّ‬
‫ّ‬
‫عقدياً مع عصمة األنبياء‬
‫ّ‬ ‫االدعاء ‪ ،‬وقيمته ؛ ألنه يتعارض‬
‫الباحث في صحة هذا ّ‬
‫كل ما يخدش بهم ‪.‬‬
‫(ع) التي تقتضي عقالً تنزيههم عن ّ‬

‫هذا األمر دعا الباحث للتساؤل عن معنى اسم نبي هللا لوط (ع) ‪ ،‬فمعرفة هذا المعنى‬
‫ّ‬
‫فند تماماً تلك العالقة المزعومة ‪ ،‬ويرفضها ‪ ،‬وقد استوعب البحث المصادر المعجمية‬
‫يُ ّ‬
‫العربية ‪ ،‬والسامية المتعلّقة بذلك ‪ ،‬وحاول أن يضع ما طرحه الباحث المصر ّي رؤوف‬
‫المبنية في وجود سياق‬
‫ّ‬ ‫أبو سعدة نقطة انطالق في تحديد ذلك المعنى على وفق رؤيته‬
‫يحدد معاني األسماء في القرآن الكريم ‪.‬‬
‫عام ّ‬

‫ومع مراجعة ما ذكره أبو سعدة ‪ ،‬والدالالت التي انشطرت من الجذر (ل و ط) بسبب‬
‫اإلبدال الصوتي في العربية وبقية الساميات اتّضح أنه يمكننا افتراض دالالت ومعاني‬
‫ّ‬
‫ورجح الباحث أن يكون معنى االسم هو المهاجر ‪ ،‬أو الالئذ ؛‬ ‫أخرى لهذا االسم ‪ّ ،‬‬
‫كونه يمتلك سياقاً عاماً مختلفاً يعود باالسم زمنياً إلى عهد إبراهيم (ع) ‪ ،‬وليس إلى‬
‫زمن قومه ‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫المصادر ‪:‬‬

‫• القرآن الكريم ‪.‬‬


‫• الكتاب المقدس (العهد القديم) ‪.‬‬

‫العالمة الشيخ محمد جواد البالغي ‪ ،‬تحقيق‬


‫‪ -1‬اآلء الرحمن في تفسير القرآن ‪ّ ،‬‬
‫المقدسة ‪ ،‬ط‪2/‬‬
‫اإلسالمي ‪ ،‬قم ّ‬ ‫‪ :‬مجموعة من المحققين ‪ ،‬مركز إحياء التراث‬
‫ّ‬
‫‪ 1431 ،‬هـ ‪ 2010 -‬م ‪.‬‬
‫‪ -2‬إكمال تهذيب الكمال في أسماء الرجال ‪ ،‬مغلطاي بن قليج البكجري المصري‬
‫‪ ،‬أبو عبد هللا‪ ،‬عالء الدين (ت ‪762‬هـ) ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬عادل بن محمد ‪ ،‬وأسامة‬
‫بن إبراهيم ‪ ،‬الفاروق الحديثة للطباعة والنشر ‪ ،‬ط‪ 1422 ، 1/‬هـ ‪ 2001 -‬م‪.‬‬
‫‪ -3‬األوائل‬
‫الموسوي الخوئي ‪ ،‬دار الثقلين ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫السيد أبو القاسم‬
‫‪ -4‬البيان في تفسير القرآن ‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫طهران ‪ ،‬ط‪ 1429 ، 6/‬هـ ‪.‬‬
‫‪ -5‬تاريخ أسماء الضعفاء والكذابين ‪ ،‬أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن‬
‫أحمد بن محمد بن أيوب بن أزداذ البغدادي المعروف بـ ابن شاهين (ت ‪385‬هـ)‬
‫‪ ،‬تحقيق ‪ :‬عبد الرحيم محمد أحمد القشقري ‪ ،‬ط‪1409 ، 1/‬ه‪1989 -‬م ‪.‬‬
‫‪ -6‬التاريخ الكبير‪ ،‬محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري‪ ،‬أبو عبد هللا‬
‫(ت ‪256‬هـ) ‪ ،‬طبعة دائرة المعارف العثمانية‪ ،‬حيدر آباد ‪ -‬الدكن طبع تحت‬
‫مراقبة‪ :‬محمد عبد المعيد خان ‪( ،‬د‪.‬ت) ‪.‬‬
‫المصطفوي ‪ ،‬مركز نشر آثار ّ‬
‫العالمة‬ ‫ّ‬ ‫العالمة‬
‫‪ -7‬التحقيق في كلمات القرآن ‪ّ ،‬‬
‫المصطفوي ‪ ،‬طهران ‪ ،‬ط‪ 1385 ، 1/‬هـ ش ‪.‬‬
‫‪ -8‬جامع البيان عن تأويل آي القرآن ‪ ،‬أبو جعفر محمد بن جرير الطبر ّي (ت‬
‫‪ 310‬هـ) ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬د‪ .‬عبد هللا بن عبد المحسن التركي ‪ ،‬دار هجر للطباعة‬
‫ّ‬
‫والنشر والتوزيع واإلعالن ‪ ،‬اليمامة ‪ ،‬ط‪ 1422 ،1/‬هـ ‪ 2001 -‬م ‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫‪ -9‬ديوان الضعفاء والمتروكين وخلق من المجهولين وثقات فيهم لين ‪ ،‬شمس الدين‬
‫أبو عبد هللا محمد بن أحمد بن عثمان بن َق ْايماز الذهبي (ت ‪٧٤٨‬هـ) ‪ ،‬تحقيق‬
‫‪ :‬حماد بن محمد األنصاري ‪ ،‬مكتبة النهضة الحديثة – مكة ‪ ،‬ط‪1387 ، 2/‬‬
‫هـ ‪ 1967 -‬م‬
‫ديوان اللصوص في العصرين ؛ الجاهلي واإلسالمي ‪ ،‬د‪ .‬محمد نبيل‬ ‫‪-10‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫طريفي ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط‪ 2004 ، 1/‬م ‪.‬‬
‫ديوان األعشى الكبير ؛ ميمون بن قيس ‪ ،‬شرح وتعليق ‪ :‬د‪ .‬محمد‬ ‫‪-11‬‬
‫حسين ‪ ،‬مكتبة اآلداب ‪ ،‬الجماميز ‪ ،‬مصر ‪( ،‬د‪.‬ت) ‪.‬‬
‫ديوان ُحميد بن ثور الهاللي ‪ ،‬جمعه وحققه ‪ :‬د‪ .‬محمد شفيق البيطار‬ ‫‪-12‬‬
‫ّ‬
‫‪ ،‬أبو ظبي للثقافة والتراث ‪ ،‬ط‪ 1431 ، 1/‬هـ ‪ 2010 -‬م ‪.‬‬
‫قدم له ووضع هوامشه وفهارسه ‪ :‬د‪ .‬فايز‬
‫ديوان عمر بن أبي ربيعة ‪ّ ،‬‬ ‫‪-13‬‬
‫محمد ‪ ،‬دار الكتاب العربي ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط‪ 1416 ، 2/‬هـ ‪ 1996 -‬م ‪.‬‬
‫وقدم له ‪ :‬علي فاعور ‪ ،‬دار‬
‫ديوان كعب بن زهير ‪ ،‬حققه وشرحه ّ‬ ‫‪-14‬‬
‫الكتب العلمية ‪ ،‬بيروت ‪( ،‬د‪.‬ط) ‪ 1417 ،‬هـ ‪ 1997 -‬م ‪.‬‬
‫ذيل طبقات الحنابلة ‪ ،‬عبد الرحمن بن أحمد بن رجب بن الحسن‬ ‫‪-15‬‬
‫الدمشقي‪ ،‬الحنبلي (ت ‪ ٧٩٥‬هـ) ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬د عبد الرحمن بن سليمان العثيمين‬
‫‪ ،‬مكتبة العبيكان – الرياض ط‪ 1425 ، 1/‬هـ ‪ 2005 -‬م‪.‬‬
‫الطبقات الكبرى ‪ ،‬أبو عبد هللا محمد بن سعد بن منيع الهاشمي بالوالء‪،‬‬ ‫‪-16‬‬
‫البصري‪ ،‬البغدادي المعروف بابن سعد (ت ‪230‬هـ) ‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد عبد‬
‫القادر عطا الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية ‪ -‬بيروت ‪ ،‬ط‪ 1410 ، 1/‬هـ ‪1990 -‬‬
‫م‪.‬‬
‫اهيدي (ت‪ 170‬هـ) ‪،‬‬
‫العين ‪ ،‬أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد الفر ّ‬ ‫‪-17‬‬
‫تحقيق ‪ :‬د مهدي المخزومي‪ ،‬د إبراهيم السامرائي ‪ ،‬دار ومكتبة الهالل ‪،‬‬
‫(د‪.‬ت) ‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫القاموس المقارن أللفاظ القرآن الكريم ‪ ،‬د‪ .‬خالد إسماعيل علي ‪ ،‬دار‬ ‫‪-18‬‬
‫المتقين للثقافة والعلوم والطباعة والنشر ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط‪ 1430 ، 1/‬هـ ‪2009 -‬‬
‫م‪.‬‬
‫المحاسن والمساوئ ‪ ،‬إبراهيم بن محمد البيهقي (ت نحو ‪ 320‬هـ) ‪ ،‬دار‬ ‫‪-19‬‬
‫صادر ‪ ،‬بيروت ‪( ،‬د‪.‬ت) ‪.‬‬
‫معاني القرآن وإعرابه ‪ ،‬إبراهيم بن السر ّي بن سهل ‪ ،‬أبو إسحاق الزجاج‬ ‫‪-20‬‬
‫(ت ‪ 311‬هـ) ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬عبد الجليل عبده شلبي ‪ ،‬عالم الكتب ‪ ،‬بيروت ‪،‬‬
‫ط‪ 1408 ، 1/‬هـ ‪ 1988 -‬م ‪.‬‬
‫معجم مقاييس اللغة ‪ ،‬أحمد بن زكريا بن فارس (ت ‪ 395‬هـ) ‪ ،‬تحقيق‬ ‫‪-21‬‬
‫‪ :‬عبد السالم محمد هارون ‪ ،‬دار الفكر – القاهرة ‪ ،‬ط‪ 1399 ، 1/‬هـ ‪1979 -‬‬
‫م‪.‬‬
‫معجم النظائر العربية لألصول األكدية ‪ ،‬د ‪ .‬خالد إسماعيل علي ‪،‬‬ ‫‪-22‬‬
‫بغداد ‪ ،‬ط‪ 1426 ، 1/‬هـ ‪ 2005 -‬م ‪.‬‬
‫(العلم األعجمي في‬
‫من إعجاز القرآن ‪ ،‬وجه في إعجاز القرآن جديد َ‬ ‫‪-23‬‬
‫ّ‬
‫مفس اًر بالقرآن) ‪ ،‬رؤوف أبو سعدة ‪ ،‬دار الهالل ‪( ،‬د‪.‬ت) ‪.‬‬
‫القرآن ّ‬
‫الهداية إلى بلوغ النهاية في علم معاني القرآن وتفسيره‪ ،‬وأحكامه‪ ،‬وجمل‬ ‫‪-24‬‬
‫من فنون علومه ‪ ،‬أبو محمد مكي بن أبي طالب القيسي (ت ‪٤٣٧‬هـ) ‪،‬‬
‫ّ‬
‫مجموعة بحوث الكتاب والسنة ‪ -‬كلية الشريعة والدراسات اإلسالمية ‪ -‬جامعة‬
‫الشارقة ‪ ،‬ط‪ 1429 ، 1/‬هـ ‪ 2008 -‬م ‪.‬‬

‫المصادر األجنبية ‪:‬‬

‫‪* A Concise Dictionary of Akkadian , edited by Jeremy‬‬


‫‪Black Andrew George Nicholas Postgate , Harrassowitz‬‬
‫‪Verlag Wiesbaden , 2000‬‬
‫*‬

‫‪32‬‬
A Dictionary Of Jewish Babylonian Aramaic Of The
Talmudic And Geonic Periods , by : Michael Sokoloff , The
. Johns Hopkins University Press , 2002
*A Dictionary Of Samaritan Aramaic , by :
Abraham Tal , Brill , Leiden , Boston · KÖLN ,
2000 .
A MANDAIC DICTIONARY, BY: E. S. *
DROWER, Hon. D.Litt. Oxon, Hon. D.D.
Uppsala, HON. FELLOW OF THE SCHOOL
OF ORIENTAL AND AFRICAN STUDIES,
UNIVERSITY OF LONDON , AND R.
MACUCH, Ph.D. PROFESSOR OF
SEMITICS FREIE UNIVERSITÄT, BERLIN .
OXFORD . AT THE CLARENDON PRESS
,1963
JEWISH PROPER NAMES AND *
DERIVATIVES IN THE KORAN , Author(s):
JOSEPH HOROVITZ , Hebrew Union College
.Annual, 1925, Vol. 2 (1925)
AKKADISCHES HANDWÖRTERBUCH , *
des lexikalischen Nachlasses von BRUNO
MEISSNER (1868-1947) , WOLFRAM VON
SODEN, OTTO HARRASSOWITZ
. WIESBADEN, 1965
Comparative Dictionary of Ge'ez(Classical *
Ethiopic) , with an index of the Semitic roots .
by : Wolf Leslau , OTTO HARRASSOWITZ
WIESBADEN . 1991
ETYMOLOGICAL DICTIONARY OF *
HARARI , BY: WOLF LESLAU ,
UNIVERSITY OF CALIFORNIA PRESS
.1963
Concise Dictionary of Ge'ez , (Classical *
Ethiopic) , by : Wolf Leslau , OTTO
HARRASSOWITZ WIESBADEN , 1989
*

33
34

You might also like