Professional Documents
Culture Documents
التحكم في تطبيق الاجراءات التأديبية
التحكم في تطبيق الاجراءات التأديبية
التحكم في تطبيق الاجراءات التأديبية
من اعداد:
دفعة 2021
المقدمــــــــة
تتحدد طٌلة سرٌان عالقة الموظف التً تربطه بالوظٌفة عدة التزامات تفرضها طبٌعتها
واستمرارٌتها وٌشكل خرقها من جانب الموظف تعرضه الى مسائلة تنتهً بتوقٌع عقوبة تأدٌبٌة علٌه.
ولهذا ٌعتبر التأدٌب ضرورة ملحة فً أي دولة لما له من تأثٌر على النظام السٌاسً
واالقتصادي واالجتماعً بها ،وتبرز فعالٌته أكثر بالنظر الى مصدر السلطة التأدٌبٌة المتمثلة فً
عالقة التبعٌة التً ٌخضع لها الموظف المرؤوس لإلدارة ،وهذا الخضوع ضبطه المشرع فً نظام
ٌعرف بالنظام التأدٌبًٌ ،هدف هذا األخٌر إلى تهذٌب وتقوٌم سلوط الموظف ،وذلك لتحقٌق االهداف
المرجوة من عالقة الوظٌفة أي الحفاظ على حسن سٌر المرفق العام.
وٌقوم النظام التأدٌبً على فكرة المسؤولٌة التأدٌبٌة التً ٌعد الخطأ فٌها أساس المتابعة
التأدٌبٌة بالنسبة للموظف ،ولسلطة صاحب اإلدارة غٌر المحدودة فً مجال تحدٌد وتكٌٌف األخطاء
التأدٌبٌة و وضع العقوبات المقابلة لها.
وكما هو معروف فإن المرفق العام ٌشرف على سٌرورته ما ٌعرف بالموظف الذي عرفه
األمر 67/60المؤرخ فً 51جوٌلٌة 6660فً مادته الرابعة على أنهٌ ":عتبر موظفا كل عون عٌن
فً وظٌفة عمومٌة دائمة فً السلم اإلداري " ،حٌث تضمن األمر 67/60الضوابط التً تحكم الوظٌفة
العمومٌة ،ولعل من أبرزها النظام التأدٌبً للموظف ،ففً ضوء هذا االمر تم التطرق إلى سلطة اإلدارة
فً تحدٌد األخطاء التأدٌبٌة والعقوبات المقابلة لها ومراحل تأدٌب الموظف والضمانات المكفولة له
خالل سٌرها فً مواجهة القرار التأدٌبً الصادر فً حقه.
وتتجلى أهمٌة هذا الموضوع كونه ٌعالج نظام التأدٌب بٌن جهتٌن أساسٌتٌن ،وهما اإلدارة
(السلطة التً لها صالحٌة التعٌٌن) والقانون ،مع توضٌح االخطاء التأدٌبٌة والعقوبات المقابلة لها،
وكذا اإلجراءات التأدٌبٌة المتبعة وضوابطها ،هذا مع التركٌز على أهم التعدٌالت الجدٌدة فً
األمر 67/60المتضمن القانون األساسً العام للوظٌفة العمومٌة.
وعلٌه ومما سبق فإن اإلشكالٌة الرئٌسٌة التً ٌثٌرها الموضوع هً :ما هو األساس
القانونً لتكٌٌف األخطاء المهنٌة مع العقوبات التأدٌبٌة المقررة لها على ضوء األمر 67/60
والمتضمن القانون األساسً العام للوظٌفة العمومٌة؟ وماهً اآلثار المترتبة على ذلك؟
ومن خالل هذه اإلشكالٌة ٌتجلى لنا الهدف األساسً من هذه الد ا رسة وهو تحلٌل األساس
القانونً للنظام التأدٌبً على ضوء االمر 67/60المتضمن القانون األساسً العام للوظٌفة العمومٌة
وموقعه كنظام عقابً بٌن اختصاصات السلطة التً لها صالحٌة التعٌٌن والموظف المعٌن فً إطار
قانون الوظٌفة العامة.
المبحث األول :آلٌات تكٌٌف االخطاء المهنٌة
تكون الخطؤ التؤدٌبً المنشؤ للمسإولٌة التؤدٌبٌة من ركنٌن ٌتمثالن فً ركن مادي وهو الشكل
الخارجً لسلوك الموظؾ والذي ٌنطوي على اخالله بواجباته الوظٌفٌة ،وركن معنوي ٌتمثل فً تلك
الصلة المعنوٌة بٌن النشاط الذهنً للموظؾ والمظهر المادي للخطؤ التؤدٌبً ،كما قد ٌكون هذا الركن
متمثال فً خطؤ ؼٌر متعمد.
أما اخطاء الدرحة الثانٌة فعرفتها المادة =; 5على انها كل األعمال المإدٌة الى المساس سهوا
أو اهماال بؤمن المستخدمٌن أو أمالك اإلدارة وكذا اإلخالل بالواجبات القانونٌة األساسٌةٌ،تضح جلٌا وكما
سبق لنا اإلشارة أن المشرع قصد من وراء هذا تقٌٌد الهٌئات المستخدمة عند وضعها قوانٌنها األساسٌة
وأنظمتها الداخلٌة ،والتً علٌها عند تحدٌد األخطاء المهنٌة من الدرجة الثانٌة ،أن ت ا رعً فٌها شرط
اإلضرار بؤمن المستخدمٌن أو بممتلكاتها أو إلحاق خسائر مادٌة بالمبانً ،المنشآت ...الخ ،تاركا لها
حرٌة تحدٌد ممتلكاتها ،وطرق توفٌر األمن للمستخدمٌن ،فضال على ضرورة استناد هذا الصنؾ من
األخطاء لعاملً الؽفلة أو اإلهمال.
أما أخطاء الدرجة الثالثة فتتمثل وفق المادة 5<6فً تحوٌل ؼٌر قانونً للوثائق اإلدارٌة،
أخفاء المعلومات ذات الطابع المهنً التً من واجب الموظؾ تقدٌمها خالل تؤدٌة مهامه ،رفض تنفٌذ
تعلٌمات السلطة السلمٌة فً إطار تؤدٌة المهام المرتبطة بوظٌفته بدون مبرر مقبول ،إفشاء أو محاولة
إفشاء األسرار المهنٌة ،استعمال تجهٌزات أو أمالك اإلدارة ألغ ا رض شخصٌة أو ألغ ا رض خارجة
عن المصلحة.
أما أخطاء الدرجة ال ا ربعة فحددتها المادة 5<6فً االستفادة من امتٌازات من أٌة طبٌعة كانت
ٌقدمها له شخص طبٌعً أو معنوي مقابل تؤدٌته خدمة فً إطار مماسة وظٌفته ،ارتكاب أعمال عنؾ
على أي شخص فً مكان العمل ،التسبب عمدا فً أضرار مادٌة جسٌمة بتجهٌزات وأمالك المإسسة أو
االدارة العمومٌة التً من شؤنها اإلخالل بالسٌر الحسن للمصلحة ،إتالؾ وثائق إدارٌة قصد اإلساءة الى
السٌر الحسن للمصلحة ،تزوٌر الشهادات او المإهالت أو كل وثٌقة سمحت له بالتوظٌؾ والترقٌة،
الجمع بٌن الوظٌفة التً ٌشؽلها ونشاط مربح آخر ؼٌر تلك المنصوص علٌها فً المادتٌن 87و 88من
نفس األمر والمتعلقة بالرخص الممنوحة للموظفٌن بممارسة مهام التكوٌن أو التعلٌم أو البحث كنشاط
ثانوي وفق كٌفٌات تحد عن طرٌق التنظٌم ،وأٌضا انتاج األعمال العلمٌة أو األدبٌة أو الفنٌة ،فنالحظ هنا
بؤن المشرع الجزائري بنى تصنٌفه على عنصر العمد ،وخٌر دلٌل على ذلك نصه فً كل مرة على عبا ا
رت :تلبس ،استخدم ،استعمال ،ارتكاب ...الخ ،بل ونصه ص ا رحة على العمد فً الفقرة األخٌرة ،وهً
السمة الممٌزة لألخطاء المهنٌة من الدرجة الثالثة وهو ما جعل العقوبة المقررة لها أكثر ؼالظة.
-5حالة إهمال المنصب ،لقد ذكرت المادة 5<8من األمر 67/6:أنه إذا تؽٌب الموظؾ لمدة ٌ 59وم
متتالٌة على األقل من دون مبرر تتخذ السلطة التً لها صالحٌات التعٌٌن إجراء العزل بسبب إهمال
المنصب بعد اإلنذار.
-6عدم االعتقال بعد نهاٌة مدة اإلحالة على االستٌداع ،بعد انتهاء فترة اإلحالة على االستٌداع فً أي
حالة من حاالت االستٌداع ولم ٌتقدم الموظؾ بطلب ادماجه فً اآلجال القانونٌة ٌعتبر متخلٌا عن منصبه
ومهمال له ،ونتٌجة لذلك ٌمكن لإلدارة عزله بعد القٌام باإلجراءات القانونٌة المعمول بها.
-7بسبب فقدان الحقوق المدنٌة بموجب المادة ;9من األمر 67/6:أو فقدان الجنسٌة والتجرٌد منها
بموجب المادة < 5من األمر 65/69فً جمٌع حاالتها.
المطلب الثانً :مراحل تكٌٌف األخطاء المهنٌة
بعد تحدٌد الخطؤ المهنً المنسوب للموظؾ ٌتم إدراجه ضمن طائفة األخطاء من الدرجة الثالثة
أو الرابعة وفق ما حدد فً األمر 67/6:أو وفق النظام الداخلً الذي أحال له المشرع تحدٌد األخطاء
التؤدٌبٌة والعقوبات المقابلة لها واجراءات التنفٌذ بما فٌها األخطاء الجسٌمة ،ومن أجل تؤكٌد الخطؤ المهنً
هناك مجموعة من المراحل ٌمكن ابرازها فً ما ٌلً:
وعلٌه فإن السلطة المخولة بتوقٌع العقوبات التؤدٌبٌة هً السلطة التً تتمتع بصالحٌة التعٌٌن
وذلك بقرار مبرر للعقوبات التؤدٌبٌة من الدرجة األولى والثانٌة بعد حصولها على كتابات توقٌعٌة من
المعنً ،كما تتخذ نفس السلطة العقوبات التؤدٌبٌة من الدرجة الثالثة وال ا ربعة بقرار مبرر بعد أخذ
الرأي الملزم من اللجنة متساوٌة األعضاء المختصة والمجتمعة كمجلس تؤدٌبً ،والتً ٌجب أن تبت فً
القضٌة المطروحة علٌها فً أجل ال ٌتعدى ٌ 75وم ابتداءا من تارٌخ إخطارها.
المبحث الثانً :العقوبات المترتبة على األخطاء المهنٌة وم ا رحل توقٌع العقوبة التأدٌبٌة
ٌقوم النظام التؤدٌبً على مبدأ الشرعٌة العقوبة وبعبارة أخرى ال ٌمكن إٌقاع جزاء
تؤدٌبً إال فً الحدود التً ٌسمح بها القانون أو التنظٌم ،فال وجود بصفة عامة لمبدأ شرعٌة
األخطاء فالمعتمد علٌه لٌس النصوص التً تحدد ماهٌة الخطؤ ولكن النصوص التً تحدد
ماهٌة الحقوق والواجبات ،وهو ما سنحاول معالجته ضمن هذا المبحث حٌث سنتطرق الى
الج ا زءات المترتبة على تكٌؾ األخطاء المهنٌة وكذا م ا رحل تطبٌق القرار التؤدٌبً
المترتب على التكٌٌؾ.
المطلب األول :آثار تكٌٌف األخطاء المهنٌة
عاد المشرع الجزائري لٌضع تقسٌما جدٌدا فً المادة 5:7من األمر 67/6:صنؾ فٌه
العقوبات التؤدٌبٌة إلى اربعة درجات حسب درجة الجسامة المرتكبة من طرؾ الموظؾ وهً كاآلتً:
-التنبٌه
-االنذار الكتابً
-التوبٌخ.
وتجدر اإلشارة هنا إلى إمكان السلطة التً لها صالحٌة التعٌٌن توقٌع العقوبات التؤدٌبٌة من الدرجة
األولى والثانٌة بعد حصولها على توضٌحات كتابٌة من الموظؾ المعنً دون استشارة أي جهة أخرى.
-النقل اإلجباري.
-التسرٌح.
الخاتمة
تعتبر العقوبة التأدٌبٌة من اهم أركان النظام التأدٌبً الذي ٌعتبر فً حد ذاته من الضرورٌات
األكثر إلحاحا وهذا كونه ٌنطوي على معنى تهذٌب األخالق واعادة النظام واالستقرار إلى المجتمع
الوظٌفً والى تقوٌم واصالح السلوك غٌر السوي ٌتجنب ال وقوع فً األخطاء المهنٌة ،وعلٌه فدوره
ٌتجلى فً حفظ النظام واإلسهام فً القضاء أو الحد من التهاون والالمباالة وغٌرها من السلبٌات التً
تؤثر بطرٌقة مباشر أو غٌر مباشرة على السٌر الحسن للمصلحة المعنٌة ،فالعقوبة تعتبر رد فعل على
سلوك معٌب من وجهة نظر المتطلبات النظامٌة فهً ج ا زء ٌوقع على الموظف كً ال ٌتج أ ر وٌعود
الى فعله هذا مرة أخرى ،فاإلدارة أو السلطة التً لها صالحٌة التعٌٌن لٌست حرة حرٌة مطلقة فً
توقٌع العقوبات التأدٌبٌة على الموظفٌن ،بل هً مقٌدة باحت ا رم التكٌٌف الذي حدد فٌه المشرع
المخالفات التأدٌبٌة والعقوبات التً تقابلها فً شكل هرم قاعدته التنبٌه واإلنذار ذات أثر معنوي ال غٌر
وقمته أشد جسامة وهً العزل ،وكذا اإلجراءات التً وضعها المشرع عند تكٌٌف العقوبة وقبل
توقٌعها على أي موظف ،باإلضافة الى تقٌٌد حرٌة اإلدارة باستشارة اللجنة متساوٌة األعضاء اذا كانت
العقوبات الم ا رد توقٌعها من الدرجة الثالثة أو الرابعة.