Professional Documents
Culture Documents
مادة 6
مادة 6
الضلع الثالث من المباحث الرئيسة للفلسفة هو مبحث القيم Axiologyوهذا المبحث يعنى بدراسة
القيم الكلية والمطلقة المحددة لمسلك اإلنسان في الحياة وهي قيم الحق والخير والجمال.
فيتجه علم المنطق لتحديد قيمة الحق ،بينما تتوجه فلسفة األخالق لفحص قيمة الخير ،أما الجمال فهو
مناط اهتمام فلسفة الجمال.
فلسفة األخالق :Ethics
فلسفة األخالق أحد الفروع الهامة للفلسفة ،وتهتم بالبحث في مسلك اإلنسان في الحياة وأعماله
االختيارية ،وذلك يعني أن فالسفة األخالق يعنون بالنظر في مضمون فعل اإلنسان األخالقي أي أفعاله
اإلرادية وما يترتب عليها من آثار ،وعلى نحو عام تتناول فلسفة األخالق القضايا الرئيسة اآلتية:
أصل الشعور األخالقي لدي اإلنسان ومنبعه ،وطبيعة وجدان الخير والشر لديه. .1
البواعث الباطنة والعميقة التي تحملنا على إطاعة ما يمليه علينا شعورنا األخالقي. .2
تحليل كنه وطبيعة القيم والفضائل اإلنسانية وبيان المعايير التي يُستند إليها في تقييم األفعال .3
اإلنسانية.
الغايات والمقاصد التي نحاول الوصول إليها بأعمالنا األخالقية. .4
النظريات والمذاهب األخالقية. .5
تعود أهمية فلسفة األخالق إلى جملة عوامل منها ما هو كامن في الطبيعة اإلنسانية التي ترى اإلنسان
في كنهه كائنا ً أخالقيا ً ال يكتفي بعيش الحياة؛ ولكنه يظل في حالة دائبة من تقييم حياته وتحديد هل يعيش
حياة كريمة أم ال ،وبذلك فهو يستحضر دوما ً األهداف والغايات لوجوده وألفعاله على السواء ،ويقايس
أفعاله دوما باالستناد إلى مثل أعلى يستولي على وجدانه ودواخله.
كذلك فإن األخالق تظل ضرورة للحياة االجتماعية واستقرارها ونمائها ،فهي أي األخالق ذات
ضرورة إجتماعية إذ تخلق نوعا ً من التوافق واإلنسجام والتعاون بين أفراد المجتمع ،فيعزز ذلك شعور
األفراد بالرضا والطمأنينة فاألخالق قوام الحياة الخيرة والسعيدة.
بجانب ما ذكرناه فإن هنالك جملة من العوامل التي تبرز أهمية األخالق من الناحية العلمية التصال
فلسفة األخالق بالدين والقانون والسياسة واالقتصاد والقانون التربية واآلداب والفنون والطب والتكنولوجيا.
في زماننا هذا أضحت األخالق العملية أو المهنية وهي من مباحث فلسفة األخالق تكتسب أهمية فائقة
التصالها بأخالقيات المهن المختلفة ،ومن خاللها يتم التواضع على قواعد السلوك األخالقي في حقول
التربية والتعليم والطب والقانون وسائر حقول المهن المختلفة ،فغدت األخالق العملية هي الحقل الفلسفي
الذي يتم التناول الفلسفي لعدد من القضايا المعاصرة والشائكة مثل قضية مقبولية الموت الرحيم وآفاق
البحث العلمي في تجارب الهندسة الوراثية وكذلك الحق في اإلجهاض وحقوق المريض وحدود تلك الحقوق
وما يتصل بها من قضايا.
1
فلسفة السياسة :Political Philosophy
تستطيع سائر الحيوانات أن تتصف بصفة االجتماعية وتكون قادرة بإنشاء مجتمعات منظمة
كمجتمعات النحل والنمل والطيور وغير ذلك ،ولكن يظل اإلنسان هو األوحد بين الحيوانات الذي يتميز
بتكوين تنظيم مدني سياسي إرادي ،ومن هنا جاءت مقولة أرسطو بأن اإلنسان كائن سياسي أي مدني ألن
الحيوانات يمكن أن تكون إجتماعية ،ولكن اإلنسان وحده يستطيع أن يكون سياسيا ً بجانب كونه إجتماعيا ً
بالطبع.
تُعد فلسفة السياسة فرعا ً من مباحث نظرية القيم ،وعلى نح ٍو أدق يرأها البعض فرعا ً لفلسفة األخالق،
فهي أخالق دائرتها المجتمع وليس الفرد ،كذلك فإن سائر األفكار المؤسسة للسياسة مثل الحرية والعدالة
والمساواة واإلنصاف يستلزم البحث حولها تناول أسسها من خالل مباديء فلسفة األخالق ،وهذا واحد من
األسباب التي تجعل من فلسفة السياسة تتجاوز الوصف والتحليل إلى رسم صورة لما ينبغي أن يكون عليه
حال الدولة ،بمعنى أن فلسفة السياسة تتطلع إلى تقديم مثال الدولة ،وتأسيس معايير لنظامها السياسي.
إذن فإن فلسفة السياسة تتميز بالطابع المعياري ،بمعنى كونها تتجاوز البحث فيما هو كائن باتجاه
البحث في المثل العليا والمباديء التي ينبغي أن يكون عليها المجتمع السياسي حتى يصبح مجتمعا ُ فاضالً،
وبهذا فإن حقل الفلسفة السياسية هو الحقل الذي يعنى بالقيم والغايات والمباديء الكلية والتصورات المثالية
مثل مبدأ العدالة عند أفالطون ومبدأ الخير العام عند أرسطو ومبدأ السعادة عند جيرمي بنثام.
تهتم فلسفة السياسة بالبحث في المفاهيم الكلية المؤسسة لعلم السياسة نحو أصول نشأة االجتماع
اإلنساني ،وطبيعة اإلنسان بحسبانه كائنا إجتماعيا ً سياسياًـ ،والحضور الجوهري للعقل في السياسة ،وربط
ذلك بتحديد مسارات القوة في المجتمع ،وطبيعة وماهية فكرة العدالة ،والحرية ،وكذلك مفهوم الحقوق
اإلنسانية وأنواعها وترتيبها في األولوية وتداخالتها.
أما علم السياسة فهو علم وصفي تقريري يعمل على دراسة الظواهر والمجتمعات السياسية وفق
مكوناتها وعالقاتها المختلفة دراسة وصفية تقريرية عبر توظيف المناهجية العلمية ،فعلم السياسة وصفي
تحليلي يُعنى بوصف النظم السياسية وتحليل الفروقات بينها في ضوء أنواع الحكومات وسلطات الدولة
وتفسير منظومة عملها ومؤسساتها السياسية والمجتمعية والمدنية المختلفة والرأي العام والعالقات الدولية.
2