Algérie

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 11

‫الج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــزائـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬

‫‪ALGERIA‬‬
‫____________________‬

‫كلمة السيد رمطان لعمامرة‬


‫وزيرالشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج‬

‫خالل النقاش العام‬


‫للدورة السابعة والسبعين‬
‫للجمعية العامة لألمم املتحدة‬

‫نيويورك‪ 62 ،‬سبتمبر‪6266‬‬
‫ميحرلا نمحرلا هللا مسب‬
‫والصالة والسالم على نبيه الكريم‬

‫السيد رئيس الجمعية العامة‪،‬‬


‫السيد ألامين العام لألمم املتحدة‪،‬‬
‫أصحاب املعالي والسعادة‪،‬‬
‫السيدات والسادة‪،‬‬

‫يسعدني بداية أن أتقدم للسيد ‪ Csaba Kőrösi‬بأحر التهاني على‬


‫تسل ِمه رئاسة الجمعية العامة خالل دورتها الحالية‪ ،‬متمنيا له كل‬
‫السداد والتوفيق في أداء مهامه‪ .‬والشكر موصول كذلك إلى السيد‬
‫‪ Abdulla Shahid‬على رئاسته املتميزة ألشغال الدورة الفارطة‪.‬‬

‫كما ل يفوتني أن أجدد لألمين العام لألمم املتحدة السيد ‪Antonio‬‬


‫‪ Guterres‬دعمنا التام لجهوده ومساعيه التي تهدف لتحسين أداء‬
‫منظمتنا وتعزيز دورها وفق الركائز الثالث التي ينص عليها امليثاق‪:‬‬
‫ألامن والتنمية وحقوق إلانسان‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫السيد الرئيس‪،‬‬
‫تنعقد دورتنا هذه والعالم يشهد توترات متصاعدة تنبئ بتداعيات‬
‫خطيرة على منظومة العالقات الدولية‪ ،‬لسيما في ظل عودة ظاهرة‬
‫الاستقطاب‪ ،‬مثلما هو الحال بالنسبة ألزمة أوكرانيا و انعكاساتها‬
‫السلبية التي من شأنها مضاعفة حجم التحديات الوجودية في‬
‫مجالت حيوية‪.‬‬

‫إن هذا الوضع‪ ،‬بتعقيداته ومآلته التي يصعب استشراف جميع‬


‫جوانبها في الظروف الراهنة‪ ،‬يسلط الضوء أكثر من أي وقت مض ى‬
‫على الاختاللت الهيكلية التي تطبع آليات الحوكمة العاملية وعلى‬
‫الحاجة امللحة ملعالجتها ضمن مقاربة تكفل التكافؤ واملساواة بين‬
‫جميع الدول وتضع حدا للتهميش الذي طال أمده في حق الدول‬
‫النامية‪.‬‬

‫من هذا املنطلق‪ ،‬فإن التحولت العميقة التي نشهدها اليوم وبالرغم‬
‫مما يترتب عنها من صعوبات‪ ،‬فإنها تمنحنا في نفس الوقت فرصا‬
‫لتقويم املسار والعمل على إعالء املبادئ وألاهداف التي قامت عليها‬
‫منظمتنا‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫وبالتالي‪ ،‬فإننا نتفق تماما مع شعار الدورة الحالية ونؤمن أننا بالفعل‬
‫أمام منعطف حاسم لتفعيل العمل متعدد ألاطراف في مواجهة‬
‫التحديات املشتركة التي تثبت يوما بعد يوم أن أمننا الجماعي مرتبط‬
‫ارتباطا وثيقا باستقراروازدهاركافة شعوبنا دون استثناء‪.‬‬

‫السيد الرئيس‪،‬‬
‫إن بالدي التي تحتفل هذا العام بالذكرى الستين لسترجاع‬
‫استقاللها الوطني‪ ،‬وهي تواصل بكل عزيمة مسيرة بناء الجزائر‬
‫الجديدة تحت قيادة الرئيس عبد املجيد تبون‪ ،‬تؤكد تمسكها بهذه‬
‫القيم واملبادئ وعزمها على تقديم مساهمتها في الحفاظ على السلم‬
‫وألامن الدوليين وتحقيق تنمية شاملة وعادلة ومستدامة‪.‬‬

‫وعمال بهذه الروح‪ ،‬تستعد الجزائر لحتضان قمة هامة للدول‬


‫العربية يومي الفاتح والثاني من نوفمبر املقبل وهي تتطلع ألن يشكل‬
‫هذا الاستحقاق محطة فارقة في مسيرة العمل العربي املشترك نحو‬
‫مساهمة أكثر فعالية للمجموعة العربية في معالجة التحديات‬
‫الراهنة على الساحتين إلاقليمية والدولية‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫في هذا السياق‪ ،‬وتحضيرا لهذا املوعد الهام‪ ،‬تواصل الجزائر‬
‫مساعيها الرامية لتعزيز الوحدة الوطنية بين ألاشقاء الفلسطينيين‬
‫على ضوء املبادرة التي أطلقها رئيس الجمهورية السيد عبد املجيد‬
‫تبون‪ ،‬تماشيا مع الجهود التي تبذلها العديد من الدول العربية‬
‫الشقيقة في هذا الصدد‪.‬‬

‫ومن هذا املنبر‪ ،‬أجدد التأكيد على أن معالجة القضية الفلسطينية‬


‫تبقى املفتاح الرئيس ي لستعادة ألامن والاستقرار في منطقة الشرق‬
‫ألاوسط وذلك من خالل تكريس حق الشعب الفلسطيني الشقيق في‬
‫إقامة دولته املستقلة على حدود الرابع من جوان ‪ 7621‬وعاصمتها‬
‫القدس‪ ،‬مع إنهاء احتالل الجولن السوري طبقا لقرارات ألامم‬
‫املتحدة ذات الصلة ومبادرة السالم العربية‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬تؤكد‬
‫الجزائر دعمها للطلب الذي تقدمت به دولة فلسطين لنيل‬
‫العضوية الكاملة باألمم املتحدة ونتطلع إلى استقبالها قريبا بصفتها‬
‫الدولة العضو ‪.764‬‬

‫‪4‬‬
‫وبنفس العزيمة‪ ،‬تؤكد الجزائر مجددا دعمها لحق شعب الصحراء‬
‫الغربية الشقيق في إنهاء احتالل أراضيه وممارسة حقه غير القابل‬
‫للتصرف أو التقادم في تقرير املصير والاستقالل‪ ،‬وتدعو منظمة ألامم‬
‫املتحدة ملضاعفة جهودها عبر املبعوث الشخص ي لألمين العام في‬
‫الصحراء الغربية‪ ،‬ستافان دي ميستورا‪ ،‬بغية تمكين طرفي النزاع‪،‬‬
‫الدولتين العضويين في الاتحاد الافريقي‪ ،‬اململكة املغربية والجمهورية‬
‫العربية الصحراوية الديمقراطية‪ ،‬من استئناف مسار املفاوضات‬
‫املباشرة بهدف التوصل إلى حل سياس ي يقبله الطرفان في إطار‬
‫الشرعية الدولية‪.‬‬

‫السيد الرئيس‪،‬‬

‫انطالقا من مو اقفها املبدئية وتمسكها بمبادئ عدم الانحياز وبحكم‬


‫تاريخها وتجاربها الثرية في مجال الوساطة الدولية‪ ،‬تشدد الجزائر‬
‫على ضرورة تجاوز منطق تسيير ألازمات من قبل املجموعة الدولية‬
‫قصد التركيزأكثرعلى البحث عن حلول لها‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫فسواء تعلق ألامر بالتهديدات العابرة للحدود أو بالنزاعات املحلية‪،‬‬
‫ترى الجزائر أن كسر الحلقة املفرغة لهذه ألازمات لن يتم بصفة‬
‫مستدامة إل عبرمعالجة أسبابها الجذرية‪.‬‬

‫في هذا إلاطار‪ ،‬وبحكم توليها ريادة الوساطة الدولية ورئاسة لجنة‬
‫متابعة تنفيذ اتفاق السلم واملصالحة الوطنية في جمهورية مالي‬
‫املنبثق عن مسار الجزائر‪ ،‬تدعو بالدي املجموعة الدولية ملساندة‬
‫ألاطراف املالية بهدف تسريع وتيرة تجسيد كافة التزاماتها في ظل‬
‫املرحلة الانتقالية الدقيقة التي يمربها هذا البلد الشقيق‪.‬‬

‫وفي الجارة ليبيا‪ ،‬نؤكد مرة أخرى على حتمية معالجة جوهر ألازمة‬
‫عبر إنهاء التدخالت الخارجية بمختلف أشكالها في شؤون هذا البلد‬
‫الشقيق‪ ،‬ومر افقة ألاطراف الليبية نحو صياغة التو افقات‬
‫الضرورية للمض ي قدما في تحقيق أهداف املصالحة الوطنية وتنظيم‬
‫انتخابات حرة ونزيهة تستجيب لتطلعات الشعب الليبي في بناء دولة‬
‫ديمقراطية وعصرية‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫وعلى الصعيد إلاقليمي‪ ،‬لتزال منطقة الساحل والصحراء تشهد‬
‫أوضاعا هشة من جراء التحديات التي يفرضها انتشار التهديدات‬
‫إلارهابية والجرائم العابرة للحدود على خلفية تمدد ظاهرة انعدام‬
‫الاستقرار املؤسساتي وتفاقم املشاكل التنموية إلى جانب تأثيرات‬
‫التغيرات املناخية‪.‬‬

‫أمام هذه ألاوضاع املتأزمة‪ ،‬وبحكم مسؤولياتها بصفتها منسق‬


‫الاتحاد الافريقي لجهود مكافحة إلارهاب والتطرف العنيف وكذا‬
‫سياستها املبنية على حسن الجوار والتضامن‪ ،‬تعتزم الجزائر تكثيف‬
‫جهودها بالتنسيق مع الدول املعنية إلضفاء ديناميكية جديدة على‬
‫آليات العمل املشترك في الجوار إلاقليمي لضمان استجابات مشتركة‬
‫وفعالة تكون في مستوى التحديات التي يفرضها خطر إلارهاب على‬
‫شعوب املنطقة‪.‬‬

‫كما تعمل الجزائر بمعية أشقائها من دول الجوارعلى تشجيع عوامل‬


‫التكامل الاقتصادي والتنمية املندمجة‪ ،‬ضمن فضاء يحقق الرخاء‬
‫املشترك ويسمح ببلوغ أهداف التنمية املستدامة وتعزيز دعائم‬
‫السلم وألامن في املنطقة‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫في هذا السياق‪ ،‬أود أن أؤكد أن الجزائر الفخورة بانتمائها إلافريقي‪،‬‬
‫تظل طرفا فاعال في مشروع تكامل وازدهار القارة وامتالكها مقومات‬
‫استقاللها السياس ي والاقتصادي‪ ،‬عبر التخلص من تبعات التدخالت‬
‫الخارجية والتوجه نحو بلورة حلول أفريقية للمشاكل ألافريقية‪ .‬لذا‪،‬‬
‫ندعو املجتمع الدولي إلى مر افقة الديناميكية إلايجابية التي تعرفها‬
‫القارة إلافريقية من خالل الوفاء بالتزاماته ودعم أجندة ‪6222‬‬
‫للتنمية التي تعبر عن الرؤية املشتركة ملستقبل القارة‪ ،‬مع تشجيع‬
‫إقامة شراكات متوازنة تحترم القرارات السيادية التي تتخذها دول‬
‫القارة في إطارالاتحاد إلافريقي‪.‬‬

‫كما نؤمن إيمانا راسخا أن التطورات ألاخيرة أثبتت بما ل يدع مجال‬
‫للشك أن قارتنا إلافريقية‪ ،‬مهد إلانسانية‪ ،‬والبعيدة كل البعد عن‬
‫الصورة النمطية املروجة عنها‪ ،‬قادرة على تقديم نموذج جديد‬
‫للحضارة إلانسانية‪ ،‬نموذج يضع إلانسان وبيئته في صلب اهتماماته‬
‫وينيرسبل إقامة عالقات ودية بين الدول على أسس العدل واملساواة‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫السيد الرئيس‪،‬‬

‫في خضم هذه التطورات وإدراكا منها لحجم التحديات غير املسبوقة‬
‫املطروحة دوليا و إقليميا‪ ،‬قدمت الجزائر ترشيحها للعضوية غير‬
‫الدائمة في مجلس ألامن للفترة ‪ ،6262-6264‬وهو الترشيح الذي‬
‫حظي بتزكية كل من الاتحاد إلافريقي وجامعة الدول العربية ومنظمة‬
‫التعاون إلاسالمي‪.‬‬

‫إن الجزائر التي تتطلع لدعم الدول ألاعضاء خالل الانتخابات املقرر‬
‫اجراؤها في شهر جوان من العام املقبل‪ ،‬تلتزم بأنها ستبقى وفية‬
‫ملبادئ وأهداف ميثاق ألامم املتحدة‪ ،‬وستضم جهودها مع بقية‬
‫ألاعضاء في املجلس إلضفاء فعالية أكبر على الجهود ألاممية الرامية‬
‫ملنع نشوب النزاعات‪ ،‬وحلها عبر السبل السلمية‪ ،‬ودعم دوراملنظمات‬
‫إلاقليمية الفاعلة‪ ،‬مع تشجيع مشاركة بارزة للمرأة وفئة الشباب في‬
‫تسوية ألازمات‪ ،‬وضمان الحماية الالزمة لجميع الفئات الهشة‪.‬‬

‫السيد الرئيس‪،‬‬
‫‪9‬‬
‫لشك أن املجموعة الدولية تقف اليوم أمام منعطف حاسم‪ ،‬وهي‬
‫مطالبة باتخاذ قرارات جريئة للحفاظ على أمنها الجماعي واستشراف‬
‫آفاق مستقبل واعد للبشرية جمعاء‪.‬‬

‫من هذا املنطلق‪ ،‬تدعو الجزائر إلى ضرورة تفادي أخطاء املاض ي وما‬
‫انجر عنها من تبعات‪ ،‬وتنادي بضم جهودنا لنجاح مسار الاصالح‬
‫وصول إلى قيام منظومة عاملية يسودها إلانصاف واملساواة في‬
‫السيادة واملصالح املتبادلة والتعاون البناء‪.‬‬

‫فنحن بحاجة‪ ،‬أكثر من أي وقت مض ى‪ ،‬إلى العمل الجماعي‬


‫والاستنارة بمبدأ وحدة املصير لتفادي انزلقات خطيرة تهدد بعودة‬
‫أحلك فصول تاريخ البشرية املعاصر‪.‬‬

‫شكرا على كرم إلاصغاء‬


‫والسالم عليكم ورحمة هللا تعالى وبركاته‬

‫‪10‬‬

You might also like