Professional Documents
Culture Documents
Algérie
Algérie
Algérie
ALGERIA
____________________
نيويورك 62 ،سبتمبر6266
ميحرلا نمحرلا هللا مسب
والصالة والسالم على نبيه الكريم
1
السيد الرئيس،
تنعقد دورتنا هذه والعالم يشهد توترات متصاعدة تنبئ بتداعيات
خطيرة على منظومة العالقات الدولية ،لسيما في ظل عودة ظاهرة
الاستقطاب ،مثلما هو الحال بالنسبة ألزمة أوكرانيا و انعكاساتها
السلبية التي من شأنها مضاعفة حجم التحديات الوجودية في
مجالت حيوية.
من هذا املنطلق ،فإن التحولت العميقة التي نشهدها اليوم وبالرغم
مما يترتب عنها من صعوبات ،فإنها تمنحنا في نفس الوقت فرصا
لتقويم املسار والعمل على إعالء املبادئ وألاهداف التي قامت عليها
منظمتنا.
2
وبالتالي ،فإننا نتفق تماما مع شعار الدورة الحالية ونؤمن أننا بالفعل
أمام منعطف حاسم لتفعيل العمل متعدد ألاطراف في مواجهة
التحديات املشتركة التي تثبت يوما بعد يوم أن أمننا الجماعي مرتبط
ارتباطا وثيقا باستقراروازدهاركافة شعوبنا دون استثناء.
السيد الرئيس،
إن بالدي التي تحتفل هذا العام بالذكرى الستين لسترجاع
استقاللها الوطني ،وهي تواصل بكل عزيمة مسيرة بناء الجزائر
الجديدة تحت قيادة الرئيس عبد املجيد تبون ،تؤكد تمسكها بهذه
القيم واملبادئ وعزمها على تقديم مساهمتها في الحفاظ على السلم
وألامن الدوليين وتحقيق تنمية شاملة وعادلة ومستدامة.
3
في هذا السياق ،وتحضيرا لهذا املوعد الهام ،تواصل الجزائر
مساعيها الرامية لتعزيز الوحدة الوطنية بين ألاشقاء الفلسطينيين
على ضوء املبادرة التي أطلقها رئيس الجمهورية السيد عبد املجيد
تبون ،تماشيا مع الجهود التي تبذلها العديد من الدول العربية
الشقيقة في هذا الصدد.
4
وبنفس العزيمة ،تؤكد الجزائر مجددا دعمها لحق شعب الصحراء
الغربية الشقيق في إنهاء احتالل أراضيه وممارسة حقه غير القابل
للتصرف أو التقادم في تقرير املصير والاستقالل ،وتدعو منظمة ألامم
املتحدة ملضاعفة جهودها عبر املبعوث الشخص ي لألمين العام في
الصحراء الغربية ،ستافان دي ميستورا ،بغية تمكين طرفي النزاع،
الدولتين العضويين في الاتحاد الافريقي ،اململكة املغربية والجمهورية
العربية الصحراوية الديمقراطية ،من استئناف مسار املفاوضات
املباشرة بهدف التوصل إلى حل سياس ي يقبله الطرفان في إطار
الشرعية الدولية.
السيد الرئيس،
5
فسواء تعلق ألامر بالتهديدات العابرة للحدود أو بالنزاعات املحلية،
ترى الجزائر أن كسر الحلقة املفرغة لهذه ألازمات لن يتم بصفة
مستدامة إل عبرمعالجة أسبابها الجذرية.
في هذا إلاطار ،وبحكم توليها ريادة الوساطة الدولية ورئاسة لجنة
متابعة تنفيذ اتفاق السلم واملصالحة الوطنية في جمهورية مالي
املنبثق عن مسار الجزائر ،تدعو بالدي املجموعة الدولية ملساندة
ألاطراف املالية بهدف تسريع وتيرة تجسيد كافة التزاماتها في ظل
املرحلة الانتقالية الدقيقة التي يمربها هذا البلد الشقيق.
وفي الجارة ليبيا ،نؤكد مرة أخرى على حتمية معالجة جوهر ألازمة
عبر إنهاء التدخالت الخارجية بمختلف أشكالها في شؤون هذا البلد
الشقيق ،ومر افقة ألاطراف الليبية نحو صياغة التو افقات
الضرورية للمض ي قدما في تحقيق أهداف املصالحة الوطنية وتنظيم
انتخابات حرة ونزيهة تستجيب لتطلعات الشعب الليبي في بناء دولة
ديمقراطية وعصرية.
6
وعلى الصعيد إلاقليمي ،لتزال منطقة الساحل والصحراء تشهد
أوضاعا هشة من جراء التحديات التي يفرضها انتشار التهديدات
إلارهابية والجرائم العابرة للحدود على خلفية تمدد ظاهرة انعدام
الاستقرار املؤسساتي وتفاقم املشاكل التنموية إلى جانب تأثيرات
التغيرات املناخية.
كما نؤمن إيمانا راسخا أن التطورات ألاخيرة أثبتت بما ل يدع مجال
للشك أن قارتنا إلافريقية ،مهد إلانسانية ،والبعيدة كل البعد عن
الصورة النمطية املروجة عنها ،قادرة على تقديم نموذج جديد
للحضارة إلانسانية ،نموذج يضع إلانسان وبيئته في صلب اهتماماته
وينيرسبل إقامة عالقات ودية بين الدول على أسس العدل واملساواة.
8
السيد الرئيس،
في خضم هذه التطورات وإدراكا منها لحجم التحديات غير املسبوقة
املطروحة دوليا و إقليميا ،قدمت الجزائر ترشيحها للعضوية غير
الدائمة في مجلس ألامن للفترة ،6262-6264وهو الترشيح الذي
حظي بتزكية كل من الاتحاد إلافريقي وجامعة الدول العربية ومنظمة
التعاون إلاسالمي.
إن الجزائر التي تتطلع لدعم الدول ألاعضاء خالل الانتخابات املقرر
اجراؤها في شهر جوان من العام املقبل ،تلتزم بأنها ستبقى وفية
ملبادئ وأهداف ميثاق ألامم املتحدة ،وستضم جهودها مع بقية
ألاعضاء في املجلس إلضفاء فعالية أكبر على الجهود ألاممية الرامية
ملنع نشوب النزاعات ،وحلها عبر السبل السلمية ،ودعم دوراملنظمات
إلاقليمية الفاعلة ،مع تشجيع مشاركة بارزة للمرأة وفئة الشباب في
تسوية ألازمات ،وضمان الحماية الالزمة لجميع الفئات الهشة.
السيد الرئيس،
9
لشك أن املجموعة الدولية تقف اليوم أمام منعطف حاسم ،وهي
مطالبة باتخاذ قرارات جريئة للحفاظ على أمنها الجماعي واستشراف
آفاق مستقبل واعد للبشرية جمعاء.
من هذا املنطلق ،تدعو الجزائر إلى ضرورة تفادي أخطاء املاض ي وما
انجر عنها من تبعات ،وتنادي بضم جهودنا لنجاح مسار الاصالح
وصول إلى قيام منظومة عاملية يسودها إلانصاف واملساواة في
السيادة واملصالح املتبادلة والتعاون البناء.
10