التطبيب عن بعد ضرورة فرضتها جائحة كورونا

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 25

‫المجلة الجزائرية للعلوم القانونية والسياسيةــــــــــــــــ المجلد‪ ،58‬العدد‪ ،02.:‬السنة‪ ،2021 :‬الصفحة‪151-.

127 :‬‬

‫التطبيب عن بعد ضرورة فرضتها جائحة كورونا‬


‫‪Telemedicine is a necessity imposed by the Corona pandemic‬‬

‫د‪/‬أ جربوعة منيرة‬

‫كمية الحقوق‪-‬جامعةالجزائر‪1‬‬

‫‪djerbouamounira@gmail.com‬‬

‫تاريخ اإلرسال‪ 2021/04/09 :‬تاريخ القبول‪. 2021/05/17 :‬تاريخ النشر‪.......... :‬‬


‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ممخص‪:‬‬

‫يعد التطبيب عن بعد ضرورة حتمية فرضتيا جائحة كورونا عمى الدول والمجتمعات فمقد أصبح آلية يمجأ‬
‫إلييا األشخاص لمعدول عمى فكرة التنقل واالنتظار‪ ،‬كما أصبح كثورة عمى طرق العالج التقميدية و التي‬
‫أصبحت تشكل خط ار إلنتشار الوباء أكثر منيا آلية لمعالج ‪،‬ولقد كان التطبيب عن بعد كنتاج حتمي‬
‫إلقتران التطور التكنولوجي بإنتشار السريع لموباء مما حفز ذلك ظيور فكرة التطبيب عن بعد‪ ،‬فجائحة‬
‫كورونا و بشكل عرضي أصبحت كعامل إلزدىار التطبيب عن بعد و إنتعاشو‪.‬‬
‫الكممات المفتاحية‪ :‬التطبيب عن بعد‪ ،‬قطاع الصحة‪ ،‬ضرورة حتمية ‪،‬الرقمنة ‪،‬تكنولوجيا‬
‫‪Abstract:‬‬

‫‪Telemedicine is an inevitable necessity imposed by the Corona pandemic on countries and‬‬


‫‪societies, as it has become a mechanism that people resort to to change the idea of movement‬‬
‫‪and waiting, and it has also become a revolution in traditional treatment methods, which have‬‬
‫‪become more dangerous for the spread of the epidemic than a treatment mechanism, and‬‬
‫‪telemedicine was a product. The inevitable technological development coupled with the rapid‬‬
‫‪spread of the epidemic, which stimulated the emergence of the idea of telemedicine, the‬‬
‫‪Corona pandemic and accidentally became a factor for the prosperity and recovery of‬‬
‫‪telemedicine.‬‬

‫‪keywords:Telemedicine, health sector, imperative, digitization, technology‬‬

‫*المؤلف المرسل‪:‬د‪/‬أ جربوعة منيرة‬

‫‪127‬‬
‫جربوعة منيرة‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫يعتبر فيروس كورونا المستجد من أشرس األوبئة الفتاكة التي حمت عمى العالم المعاصر و ألقت بظالليا‬
‫عمى العالم كافة و ىزت كيانو وأعادت رسم كافة األوتار التي كان يسير عمييا العالم ألمد من الزمن و‬
‫إعتبرىا كمسار طبيعي لمحياة اليومية ‪،‬فمقد ىيمنت ىذه الجائحة عمى العالم وألقت بقوانينيا عمى كافة‬
‫الميادين وشتى المجاالت فمم يسمم مجال ولم يبقى موضوع بعيد بمنئ عن ىذا التأثير‪.‬‬

‫فمقد عمدت جائحة كورونا إلى التأثير عمى دول العالم و الشعوب قاطبة و تسببت في العديد من‬
‫األزمات و العواقب التي أطاحت بالكثير من القطاعات و قمبت كافة الموازين و أنيت الكثير من‬
‫السموكيات التقميدية التي كانت تعتمد عمييا البشرية في الحياة اليومية‪.‬‬

‫و نظر ار لكررون أن فيررروس كورونررا يررؤثر بشرركل مباشررر عمررى األشررخاص الررذين يعررانون مررن أمرراض مزمنررة و‬
‫نقص المناعة فإن مؤشر الرعاية في الدول قد تقمص وتأثر بشكل مباشر وأصرابو تقيقرر ممرا جعرل جيرود‬
‫الرردول تتضررافر إلسررتيعاب إنتشررار فيررروس كورونررا المسررتجد والعمررل عمررى تحصررين الرعايررة لتكررون كحرراجز‬
‫يواجررو إنتشررار الوبرراء ويصررمد أمامررو ولررذلك توجيررت معظررم جيررود المنظمررات الصررحية نحررو اسررتيعاب أثرىررا‬
‫والس ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر رريطرة عم ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ررى إنتش ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ررار في ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ررروس كورون ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ررا المس ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ررتجد‪..‬‬
‫ولعل من أىم األنظمرة التري وقفرت كحائرل فري وجرو الوبراء وحردت نوعرا مرا مرن إنتشراره نظرام التطبيرب عرن‬
‫بعد والذي أصبح كضرورة ممحة يمجأ إلييا األشخاص في العالم لمحصول عمى مختمف الخردمات الصرحية‬
‫عبر الياتف أو من خالل كافة أشكال االتصال ‪،‬ولكرن برالر م مرن الردور الخرالق الرذي لعبرو التطبيرب عرن‬
‫بعد في المحافظة عمى صحة و حياة الكثيرين إال أنو ال تزال المنظومات الصحية في الدول النامية تعاني‬
‫مرن عردم تروافر المقومرات التري تررؤدي إلرى نجرراح تمرك الوسرائل ‪،‬كمررا يالحرظ أن الردول العربيررة تسرير بخجررل‬
‫واضح وببطء يسير نحو إستخدام تمك التقنية والتي أصبحت كضرورة حتمية تفرض عمى الواقع‪.‬‬

‫ومع تصاعد الموجة الثانية من الجائحة وظيور فيروس كورونا المتحور المستجد نجد بأن العالم ثار‬
‫عمى كافة طرق العالج التقميدية وأصبح يسير في فمك التطبيب عن بعد بحيث أصبح يالحظ أنو بدأت‬
‫تتجو بعض الدول إلى إعادة القيود االحت ارزية وتطبيق إجراءات اإل الق‪ ،‬مما يستدعي ضرورة األخذ‬
‫بإجراءات التطبيب عن ُبعد لمحد من اآلثار السمبية لمجائحة عمى منظومة الرعاية الصحية وذلك لفعالية و‬
‫نجاعة الرعاية اإلفتراضية في وقف مد إنتشار الوباء‪.‬‬

‫فعمى الر م من اآلثار الكارثية التي ألحقيا فيروس كورونا بالعالم فمقد أدى و بشكل إيجابي إلى إنعاش‬
‫ظاىرة التطبيب عن بعد والذي كان ظيوره مرتبطا إرتباطا وثيقا بالتطور التكنولوجي لموسائل اإلتصال‬

‫‪128‬‬
‫التطبيب عن بعد ضرورة فرضتها جائحت كىرونا‬

‫مما جعميا وسائل تييمن عمى كافة أطر الحياة ولعل أىميا قطاع الصحة و العالج فموضوع التطبيب‬
‫عن بعد يحمل أىمية بالغة في مجال الصحة ولذلك أردنا في ىذا المقال تبيان موضوع التطبيب عن بعد‬
‫بإعتباره ظاىرة فرضتيا جائحة كورونا‪ ،‬وفي ىذا السياق نطرح اإلشكالية التالية فما عالقة التطبيب عن‬
‫بعد بطرق التطبيب التقميدية وكيف عمدت جائحة كورونا إلى إنعاش ظاىرة التطبيب عن بعد؟‬

‫ولإلجابة عن ىذه اإلشكالية سنستعرض التقسيم التالي‪:‬‬


‫المبحث األول‪:‬التطبيب عن بعد ثورة عمى طرق المعالجة التقميدية‬
‫المبحث الثاني‪ :‬جائحة كورونا عامل إلزدهار التطبيب عن بعد‬
‫المبحث األول‪ :‬التطبيب عن بعد ثورة عمى طرق المعالجة التقميدية‬
‫إن تطبيق التطبيب عن بعد في القطاعين الحكومي والخاص كان بمثابة حصن ذريع لألشخاص خاصة‬
‫كبار السن منيم وذوي األمراض المزمنة خالل فرض جائحة كورونا لظالليا عمى المجتمع بحيث أن‬
‫التطبيب عن بعد مكن األشخاص من تمقي مختمف الخدمات واإلستشارات العالجية عن بعد وىم في‬
‫منازليم دون التنقل إلى المستشفيات و العيادات والمراكز الصحية األمر الذي أبعد أدنى شك إلنتقال‬
‫العدوى ليم بإعتبار أن ىذه الفئة اليشة من المجتمع تفتقد لمعنصر المناعة ‪ ،‬كما أن ىذا النوع الجديد‬
‫من التطبيب عن بعد أصبح يشكل ثورة وتراجع عن كافة طرق المعالجة والتشخيص التقميدية وأضفى‬
‫عمى قطاع الصحة العديد من المزايا واإليجابيات التي كان يفتقدىا نظام العالج السريري التقميدي‪.‬‬
‫المطمب األول‪ :‬التطبيب عن بعد‪:‬مفهوم حديث يكتسح قطاع الصحة‬
‫لقد أضفت جائحة كورونا العديد من التغييرات عمى الواقع وفرضت العديد من المفاىيم الحديثة عمى الواقع‬
‫المعاش عموما وعمى قطاع الصحة خصوصا ولعل أحد المفاىيم التي فرضتيا جائحة كورونا التطبيب‬
‫عن بعد الذي أصبح كأداة لمعالج كبديل عمى طرق العالج التقميدية التي كانت تقوم عمى أساس الفحص‬
‫المباشر لممريض‪.‬‬
‫أوال‪:‬مفهوم التطبيب عن بعد‪:‬الرقمنة تعمل عمى إحتضار التشخيص التقميدي‬
‫يعتبر مصطمح التطبيب عن بعد مصطمح حديث و دخيل عمى قاموس الصحة بإعتباره مفيوم متحور‬
‫ودخيل و كان كنتيجة حتمية إلقتران وتزاوج العولمة مع قطاع الصحة مما يدفعنا إلى التساؤل حول مفيوم‬
‫التطبيب عن بعد‪.‬‬
‫أ‪ .‬تعريف التطبيب عن بعد‪:‬بين المغة و اإلصطالح‬
‫يعرف التطبيب لغة عمى أنو المداواة فيقال طبو طبا إذا داواه‪ .‬و الطب ىو عالج الجسم و النفس‪ ،‬يقال‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫رجل طب و طبيب عالم بالطب‪.‬‬

‫‪1‬محمد بن مكرم بن منظور اإلفريقي المصري‪،‬لسان العرب ‪،‬الطبعة األولى‪،‬دار صادر‪،‬بيروت‪،‬لبنان‪،‬دت‪،‬ص‪ .410‬و أيضا‬
‫محمد بن يعقوب الفيروز أبادي‪،‬القاموس المحيط‪،‬الطبعة األولى‪،‬مؤسسة الرسالة‪،1968،‬ص‪.522‬‬
‫‪129‬‬
‫جربىعت منيرة‬

‫و يعرف الطب إصطالحا في القانون عمى أنو‪:‬نظام لإلعالم يشتمل عمى نقل واستالم البيانات و‬
‫‪1‬‬
‫المعمومات الطبية عن بعد بقصد التشخيص و العالج‬
‫كما عرفو بعض الفقياء عمى أنو‪:‬نقل المعمومات و البيانات الطبية عن بعد بطريقة رقمية ‪ ،‬واستعمال كل‬
‫‪2‬‬
‫وسائل اإلتصال عن بعد لنقل المعمومات النافعة في العمل الطبي والوصول السريع إلى الخبرة الطبية‬
‫و التطبيب عن بعد يشير بإختصار إلى إستخدام تقنيات اإلتصال عن بعد إلجراء التشخيصات الطبية و‬
‫‪3‬‬
‫معالجة المرضى و رعايتيم‬
‫وعرف مؤتمر العمل العربي التطبيب عن بعد بأنو إستخدام التكنولوجيات اإللكترونية لإلتصاالت‬
‫‪4‬‬
‫والمعمومات لتوفير أو دعم الرعاية اإلكمينيكية عن بعد إلى المحتاجين إلى الرعاية الصحية‬
‫صوتية‬
‫ّ‬ ‫الطبية من خالل وسائط‬
‫ّ‬ ‫يتم فيو نقل المعمومات‬
‫فالتطبيب عن بعد ‪Télémédecine:‬ىو مجال ّ‬
‫يتم‬
‫احية ّ‬
‫العمميات الجر ّ‬
‫الطبي عن بعد أو القيام ب ّ‬
‫ّ‬ ‫الطبية و التشخيص‬
‫ّ‬ ‫تشاركية بغرض االستشارات‬
‫ّ‬ ‫مر ّئية‬
‫الطبي لتكنولوجيا االتصاالت ضمن العالم الرقمي في مجاالت عديدة أىميا‬
‫ّ‬ ‫من خالليا استخدام القطاع‬
‫إدارة المعمومات الطبية‪ ،‬من خالل تجميع المعمومات؛ ومعالجتيا أُتوماتيكياً‪ ،‬واسترجاعيا‪ ،‬كما يشتمل‬
‫احية‪ ،‬وتقديم‬
‫مفيوم التطبيب عن بعد عمى نشر المعمومات الطبية وتوزيعيا‪ ،‬والقيام بالعمميات الجر ّ‬
‫الصحي‪ ،‬من خالل نشر‬
‫ّ‬ ‫اإلشعاعي‪ ،‬وعمميات التثقيف‬
‫ّ‬ ‫عمميات التصوير‬
‫ّ‬ ‫الصحية‪ ،‬وكذلك‬
‫ّ‬ ‫الخدمات‬
‫الوعي المتعمقباألمور الطبية‪5‬فما يمكن إستنتاجو أن التطبيب عن بعد ىو نتاج تزاوج منظومتين مختمفتين‬
‫‪.‬‬ ‫منظومة الصحة والتطور التكنولوجي‪.‬‬
‫فمم يقتصر تأثير التكنولوجيا عمى المجال الصحي عند ىذا الحد بل إنتقل التحديث حتى أضحى يسيطر‬
‫يتم من خاللو‬
‫عمى مؤتمرات التطبيب بحيث أضحى التطبيب عن بعد بالمؤتمرات عبر الفيديو بحيث ّ‬
‫تقديم الخدمات الصحية بشكل مباشر بين طبيب والمريض حيث يراجع الطبيب ممف المريض الطبي قبل‬

‫‪1‬‬
‫‪Jacques Gautier ,les systèmes d’information, le cas de la télé médicine thèse de doctorat ,paris,1x dauphine,‬‬
‫‪éd,2000,p182.‬‬
‫‪2‬ممدوح محمد عمي مبروك‪،‬إلتزامات الطبيب نحو المريض في ممارسة التطبيب عن بعد‪ ،‬دراسة تحميمية مقارنة بين القانون‬
‫المصري و الفرنسي‪،‬دار النيضة العربية‪،‬القاىرة‪،‬مصر‪،‬ص‪.8‬‬
‫‪3‬مؤتمر العمل العربي‪،‬الدورة الخامسة و الثالثون‪،‬المنعقد في شرم الشيخ‪،‬مصر‪،‬الفترة بين‪2008/02/23‬إلى‪2008/03/01‬‬
‫المتعمق بالتطبيب عن بعد و تطوير جياز الصحة‪،‬ص‪.115‬‬
‫‪ 4‬سيام عبد السالم‪،‬تقنيات اإلتصال لخدمة التشخيص ومعالجة المرضى‪،‬التطبيب عن بعد ‪،‬مجمة العالم‬
‫الرقمي‪،‬مصر‪،‬ص‪.22‬‬
‫‪5‬ممدوح محمد عمي مبروك‪،‬المرجع السابق‪،‬ص ‪.9،10‬‬
‫‪130‬‬
‫التطبيب عن بعد ضرورة فرضتها جائحت كىرونا‬

‫ثم يكتب تقري اًر طبياً عن حالة المريض ورأيو في الحالة ويتم إرسالو في شكل فيديو بدل‬
‫انعقاد المؤتمر‪ّ ،‬‬
‫المواجية الحقيقية‪. 1‬‬
‫فالتطبيب عن بعد بإعتباره مصطمح جديد فرض إلزامية مستحدثة وىي الرعاية المنزلية وفق أشكال‬
‫إفتراضية بحيث يتم إيصال الرعاية الصحية لممرضى في منازليم وذلك لتفادي كافة أشكال اإلتصال بين‬
‫المريض والطبيب من جية وبين المرضى مع بعضيم من جية أخرى‪ ،‬بحيث تستعمل تقنيات االتصال‬
‫لنقل الصوت والصور عبر أجيزة التواصل الحديثة ‪ ،‬بحيث تضمن ىذه األجيزة بنقل المعمومات الصحية‬
‫طبية في منطقة بعيدة‪ ،‬ويحوليا إلى معمومات‬
‫الخاصة بالمريض إلى الطبيب الذي يتواجد في مؤسسة ّ‬
‫ّ‬
‫‪2‬‬
‫وصور شديدة الوضوح مما يقمص ذلك جيد التنقل وخطر الخروج من المنازل في وقت إنتشار الوباء‪.‬‬
‫فالتط بيب عن بعد يتيح لممرضى العديد من اإلمتيازات والخصائص التي يتمقونيا عن بعد وىم في منازليم‬
‫أمنين من فتك العدوى والوباء فمثال إذا كان الشخص مصاب بمرض مزمن كمرض السكري يمكنو‬
‫الحصول عمى العديد من الخدمات لعل أىميا‪:‬‬

‫*استخدام الياتف المحمول أو جياز آخر لتحميل سجالت األ ذية واألدوية والجرعات ومستوياتسكر‬
‫إلكترونيا‪.‬‬
‫ً‬ ‫الدم ليراجعيا ممرض يمكن التواصل معو‬

‫*مشاىدة مقطع فيديو يوضح كيفية حساب الكربوىيدرات وتنزيل تطبيق عمى الياتف المحمول لمقيام بيذا‬
‫األمر‪.‬‬

‫استنادا إلى نظام ذائي ومستوى‬


‫ً‬ ‫*استخدام البرنامج ذاتو لتقدير كمية األنسولين التي تحتاج إلييا‬
‫النشاط الرياضي الذي يجب ممارستو‪.‬‬

‫* استخدام بوابة المرضى اإللكترونية لمعرفة نتائج الفحوصات وتحديد المواعيد الطبية وطمب إعادة‬
‫صرف الوصفة الطبية أو إرسال بريد إلكتروني إلى الطبيب دون الحاجة لمتنقل‪.‬‬
‫*طمب أدوات الفحص واألدوية عبر اإلنترنت‪.‬‬
‫*الخضوع لفحص الشبكية بدالً من تحديد موعد مع اختصاصي‪.‬‬

‫‪1‬جابر محجوب عمي محجوب‪،‬قواعد أخالقيات المينة‪،‬مفيوميا ‪،‬أساس إلزاميا ونطاقو دراسة مقارنة ‪،‬الطبعة‬
‫الثانية‪،2001،‬ص‪.88‬‬
‫‪2‬جمال عبد الرحمن محمد عمي‪،‬السر الطبي‪،‬دراسة مقارنة بين القانونين المصري و الفرنسي‪،‬دار النيضة العربية‪،‬‬
‫القاىرة‪،2001،‬ص ‪.76‬‬
‫‪131‬‬
‫التطبيب عن بعد ضرورة فرضتها جائحت كىرونا‬

‫*استالم رسالة إلكترونية أو رسالة نصية أو إخطار عبر الياتف لتذكير المريض بالحاجة إلى‬
‫الحصول عمى لقاح األنفمون از أو إجراء اختبار الدم أو أي رعاية وقائية أخرى‪.1‬‬

‫كما أن التطبيب عن بعد كمصطمح مستحدث إستحدث العديد من المزايا التي جعمت من القطاع‬
‫الصحي يواكب الطفرة العممية التي توصل إلييا العالم بحيث أن التطبيب بإستخدام التكنولوجيا‬
‫الحديثة أفرز العديد من اإليجابيات لعل أىميا‪:‬‬

‫*إتاحة الرعاية الصحية لألشخاص الذين يعيشون في المجتمعات الريفية أو المعزولة‪.‬‬

‫*تقديم الخدمات بصورة أكثر سيولة أو مالئمة لألشخاص الذين يعانون من محدودية الحركة أو‬
‫الوقت أو خيارات النقل‪.‬‬

‫*إتاحة الوصول إلى المتخصصين في المجال الطبي عوض إستشارة طبيب عام‬

‫*تحسين االتصاالت وتنسيق الرعاية بين أعضاء فريق الرعاية الصحية والمرضى‪.‬‬

‫*تقديم الدعم لإلدارة الذاتية لمرعاية الصحية‪.2‬‬

‫*توفير األماكن لمحاالت الخطيرة والمستعجمة من خالل فحص األشخاص عن بعد والنسف بفكرة‬
‫اإلجتماع وطوابير اإلنتظار‪.‬‬

‫ولعل أىم نتيجة في ذلك إقحام لعامل العصرنة عمى مجال التشخيص الطبي والتخمي عمى طرق‬
‫الكشف التقميدية مما ساىم بصورة واضحة من انتشار فيروس كورونا وانتقال العدوى مما جعل‬
‫التطبيب عن بعد يحافظ عمى سالمة األشخاص والنسل البشري‪.‬‬
‫ب‪.‬أقسام التطبيب عن بعد‪ :‬تفاقم لتدرجات التطبيب عن بعد‬

‫ينقسم التطبيب عن بعد من حيث التشخيص ونقل المعمومات العديد من المستويات ولعل الفصل‬
‫والتقسيم الذي يحدد بين مستوى ومستوى يكون من خالل الرجوع إلى الطريقة التي يتم بيا نقل‬
‫المعمومات وصفة التشخيص و ينقسم التطبيب عن بعد إلى ثالثة مستويات‪:‬‬

‫‪1‬السيد محمد السيد عمران‪،‬إلتزام الطبيب باحترام المعطيات العممية ‪،‬مؤسسة الثقافة الجامعية‪،‬مصر‪،1998،‬ص‪.200‬‬
‫العربية‪،‬مصر‪،1996،‬ص‪.15،17‬‬ ‫‪2‬عمي حسين نجيدة‪،‬التزامات الطبيب في العمل الطبي‪،‬دار النيضة‬
‫‪132‬‬
‫التطبيب عن بعد ضرورة فرضتها جائحت كىرونا‬

‫‪.‬المستوى األول‪:‬التطبيب عن بعد‪:‬تنازع بين المشورة و تبادل الخبرات‪:‬‬

‫تتم ممارسة التطبيب عن بعد في ىذا النوع عمى أساس الوسائل الحديثة لإلتصال حيث يكون‬
‫اإلتصال والتفاعل في ذات الوقت الحقيقي بين الطبيب ومريضو من جية واإلستشاري من جية أخرى‬
‫باستخدام تكنولوجيا اإلتصال والمؤتمرات وتقنية التخاطب عن طريق الفيديو لممشاركة والتفاعل بين‬
‫األطباء والمرضى بالصوت والصورة في الحاالت التي يكون فييا مسافة تفصل بين الطرفين أو لبعد‬
‫وصعوبة التنقل أو في حالة إنتشار وباء فتاك شديد العدوى كجائحة كورونا ‪.‬‬

‫ويتميز ىذا النوع من التطبيب عن بعد بخاصية المشورة عن بعد وتقديم النصائح واإلرشادات الطبية‬
‫إلى المريض الذي يطمب اإلستشارة بطريقة ير مباشرة لكون أن المريض يكون في مسافة بعيدة أو‬
‫‪1‬‬
‫يكون في حالة مستعجمة ال تستحمل اإلنتظار أو التنقل‬
‫وتمارس المشورة الطبية عن بعد في الب األحيان بواسطة الياتف أو بواسطة الوسائل الحديثة التي تنقل‬
‫البث بين الطبيب و المريض صوت وصورة أو عن طريق الفيديو والتي تعد األكثر تفاعال وتأثي ار نظ ار‬
‫لكون ىذه الوسائط تتيح أيضا لمطبيب المعالج إمكانيةاستشارة زميمو الطبيب المختص أوالذي يممك خبرة‬
‫أكثر حول الحالة لمساعدتو في تشخيص الصحيح لمحالة‪ ،‬كما يمكن من خالل تقنية التطبيب عن بعد‬
‫نقل البيانات الطبية بين المريض والطبيب وارسال صور األشعة المتعمقة بالحالة المرضية ليقدم الطبيب‬
‫رأيو و مشورتو في الحالة المرضية وتقديم العالج الالزم‪.2‬‬
‫ويستخدم التطبيب عن بعد بصورة واسعة في مجال االستشارات الطبية وخاصة بالنسبة لممستشفيات‬
‫الصغيرة والعيادات بحيث يتم إرسال األشعة الخاصة بالمريض عبر شبكات التواصل وعبر أجيزة‬
‫مخصصة ويتم تمقي صور األشعة عمييا وارسال التشخيص الدقيق لمحالة إلى المرسل‪.3‬‬
‫‪.‬المستوى الثاني‪:‬الطب التخصصي عن بعد‪:‬تفاعل بين التطور والحاح الضرورة‬
‫تتم ممارسة التطبيب عن بعد من طرف األطباء المتخصصين وفي نطاق التخصص الطبي وفي مختمف‬
‫التخصصات مما يضمن التشخيص السميم لمداء والمرض ومن أمثمة التطبيب عن بعد المتخصص إجراء‬
‫األشعة عن بعد‪ ،‬وعمم األمراض عن بعد‪ ،‬وطب العيون عن بعد‪ ،‬وطب األمراض العقمية و النفسية عن‬
‫بعد‪،‬وطب التوليد عن بعد ‪،‬والطب الجراحي عن بعد‪.‬‬
‫ولقد ساعد التطور التكنولوجي عمى إرتقاء الطب التخصصي عن بعد وذلك بفعل تطور تقنيات التشخيص‬
‫عن بعد و تسمى ىذه الميزة في عمم التكنولوجيا الحديثة الدوائر المتخصصة في التطبيب عن بعد ‪،‬كما‬

‫الرياض‪،2005،‬الرياض‪،‬ص‪.122‬‬ ‫‪1‬مشعل عبد اهلل الحميدان‪ ،‬التطبيب عن بعد تطور إلى مراحل عالية‪،‬مجمة‬
‫السابق‪،‬ص‪.16،17‬‬ ‫‪2‬ممدوح محمد عمي مبروك‪ ،‬المرجع‬
‫‪3‬‬
‫‪Jacques gatier, thèse précitée, p172.‬‬
‫‪133‬‬
‫التطبيب عن بعد ضرورة فرضتها جائحت كىرونا‬

‫أدت حالة الضرورة المتعمقة بالبعد و اإلستعجال إلى تطوير و إنتشار الطب التخصصي عن بعد كبديل‬
‫‪1‬‬
‫عن العالج في المستشفى والعيادة‬
‫‪.‬المستوى الثالث‪:‬التطبيب عن بعد عبر الدوائر المعموماتية‪:‬تعميم لفكرة التطبيب عن بعد‬
‫يمكن ممارسة التطبيب عن بعد عبر شبكات المعمومات الصحية والدوائر اإللكترونية لمنقل اآللي‬
‫لممعمومات في المستشفى وربطيا بشبكات المعمومات الصحية الوطنية والعالمية وتزويدىا بكافة‬
‫المعمومات الالزمة لتحسين جودة العالج والقيام بأعمال المالحظة والخبرة والفحص والتشخيص والمشورة‬
‫عن بعد وتشارك كافة المعمومات والخبرات و المالحظات عن بعد فتصبح تشكل ىذه الخاصة كأرشيف‬
‫ومكتبة إلكترونية لمحاالت فتجمع التشخيص واألعراض واآلثار الجانبية و العالج والتي لممريض و‬
‫الطبيب الرجوع إلييا‪.2‬‬
‫ثانيا‪ :‬التطبيب عن بعد‪:‬من الخيال العممي إلى الحقائق العممية والعممية‬
‫لقد قامت التكنولوجيا بدور خالق في مجال الصحة والتطبيب عن بعد بحيث قامت بعصرنة طرق‬
‫التطبيب التقميدية والتي كانت تقوم عمى اإلتصال الحضوري والمباشر بين الطبيب والمريض والكشف‬
‫الحضوري وجعمت من التطبيب عن بعد يتم بواسطة األجيزةالحديثة وبمختمف وسائالإلتصال المعاصرة‬
‫ووضع مجموعة من الخدمات بين يدي المرضى قمصت عمييم مشقة التنقل واالنتظار بحيث أصبح‬
‫المريض يمكنو عرض حالتو عمى الطبيب وأخذ االستشارة والتشخيص دون عناء التنقل بإضافة إلى كبح‬
‫انتقال العدوى ناىيك عن التطبيقات والبرامج الفعالة التي يستفيد منيا المريضمعل أىميا‪:‬‬
‫*بوابة المرضى كبديل عن التشخيص الحضوري‬

‫لقد وفرت خدمة التطبيب عن بعد خاصية لممرضى تقوم عمى متابعة حاالت المرضى في بوابة عمى‬
‫االنترنت تعمل ىذه البوابات كبديل لمبريد اإللكتروني‪ ،‬الذي ُيعد وسيمة ير آمنة بشكل عام لمتواصل‬
‫أمانا عبر اإلنترنت لمقيام بما يأتي‪:‬‬
‫بخصوص المعمومات الطبية الخاصة‪ .‬فتعد البوابة أداة أكثر ً‬

‫التواصل مع الطبيب المشرف أو الممرضة عن بعد‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫طمب عبوات إضافية من الوصفة الطبية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫مراجعة نتائج االختبار وممخصات الزيارات السابقة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫جدولة المواعيد الطبية أو طمب تذكيرات بالمواعيد‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أيضا نقطة اتصال‬


‫إذا كان الطبيب المتابع لمحالة جزًءا من نظام رعاية صحية كبير‪ ،‬فقد توفر البوابة ً‬
‫واحدة ألي اختصاصيين يختارىا المريض‪3.‬ولعل ذلك ما لجأت إليو الجزائر بحيث قامت بإستحداث بوابة‬

‫الساق‪،‬ص‪..130‬‬ ‫‪1‬مشعل عبد اهلل الحميدان ‪،‬المرجع‬


‫‪2‬مصطفى خياتي‪،‬التكنولوجيا المعمومات و استخداماتيا الطبية‪،‬مجمة الحقوق‪،‬الكويت‪،‬ص‪.413‬‬
‫العربية‪،‬مصر‪،1999،‬ص‪.55‬‬ ‫‪3‬وفاء حممي أبو جميل‪،‬الخطأ الطبي دراسة تحميمية‪،‬دار النيضة‬
‫‪134‬‬
‫التطبيب عن بعد ضرورة فرضتها جائحت كىرونا‬

‫أو منصة رقمية تفتح المجال أمام المرضى القاطنين في المناطق النائية في الجزائر وتصير عمى تقديم‬
‫ا لرعاية الصحية ليم من خالل تجنب عمميات اإلجالء باىظة الثمن و ير الضرورية بشكل عام‪ .‬األداة‬
‫التي تم تطويرىا تساىم بشكل أساسي في تحسين الرعاية الطبية لممرضى في المناطق ير الساحمية في‬
‫الجزائر ‪ ،‬وخاصة في جنوب البالد ‪ ،‬من خالل تقديم الرعاية الطبية عن بعد في أسرع وقت ممكن‪.‬‬

‫يتم استخدام منصة التطبيب عن بعدالتي تم تطويرىا مع منتجات من المجال الطبي‪ ،‬وىي مخصصة‬
‫بشكل أساسي لممستشفيات في القطاع العام أو القطاع العسكري‪.1‬‬

‫*المواعيد االفتراضية كبديل عن المواعيد الحضورية‪:‬‬

‫يمكن أن توفر بعض العيادات مواعيد افتراضية تُمكن المرض من مقابمة طبيبو أو ممرضتو عبر‬
‫مؤتمرات الفيديو عبر اإلنترنت‪ .‬وتُمكنو ىذه المواعيد من تمقي الرعاية المستمرة من طبيبو المعتاد عندما‬
‫ال تكون الزيارة الشخصية مطموبة أو ممكنة‪.‬‬

‫تشمل المواعيد االفتراضية األخرى "الزيارات" التي تتم من خالل الويب مع الطبيب أو الممرض‬
‫خصص ىذه الخدمات في العموم لألمراض البسيطة‪ ،‬وتشبو ىذه الخدمات‪،‬الخدمات التي‬
‫الممارس‪ .‬وتُ َ‬
‫توفرىا عيادات الكشف السريع‪ .‬كما أن ىناك بعض الشركات الكبرى التي توفر خدمة الوصول إلى‬
‫عيادات األطباء االفتراضية كجزء من عروض الرعاية الصحية لدييم‪.‬‬

‫فعند تسجيل الدخول إلى خدمة تستند إلى الويب‪ ،‬يتم إرشاد المريض من خالل سمسمة من األسئمة‪.‬‬
‫ويمكن من خالليا أن يصف الطبيب أو الممرض الممارس األدوية‪ ،‬أو يقترح استراتيجيات الرعاية المنزلية‬
‫أو يوصي برعاية طبية إضافية‪.‬‬

‫ىاتفيا عن‬
‫ً‬ ‫بالمثل في مركز االتصال الذي تتولى إدارتو ىيئة التمريض‪ ،‬تقوم الممرضات بخدمة المرضى‬
‫طريق الرد عمى أسئمتيم وتقديم المشورة لمرعاية في المنزل‪ .‬لكن مركز االتصال ال ُيشخص أي مرض أو‬
‫‪2‬‬
‫يصف أي أدوية‪ .‬ر م الراحة التي قد توفرىا ىذه الخدمات‪ ،‬إال أن ليا ً‬
‫عيوبا مثل‪:‬‬

‫*قد ال يمكن تنسيق العالج لممرض مع الطبيب المعتاد‪.‬‬

‫*قد ال يتم النظر في المعمومات األساسية من تاريخ المريض الطبي‪.‬‬

‫‪1Plateforme Télémédecine 2.0 Alger https://www.cdta.dz/ar/‬‬

‫‪2‬المرجع السابق‪،‬ص‪.57‬‬
‫‪135‬‬
‫التطبيب عن بعد ضرورة فرضتها جائحت كىرونا‬

‫* ال يكون النموذج القائم عمى اتخاذ القرار عن طريق الكمبيوتر ىو األنسب‪ ،‬في حالة كان لممريض‬
‫تاريخ طبي معقد‪.‬‬

‫*تفتقر الزيارات االفتراضية إلى الفحص الشخصي‪ ،‬ما قد يعيق التشخيص الدقيق‪.‬‬

‫*ال توفر الخدمة سيولة مشاركة الطبيب لق ارره مع المريض حول طرق العالج أو إمكانية استبدال الخطة‬
‫األساسية بأخرى إن لم تُ ِ‬
‫جد النفع المرجو منيا‪.‬‬

‫*المراقبة عن ُبعد‪:‬ضبط إلنتشار العدوى و تسهيل لمخدمات‬

‫تمكن العديد من التقنيات الطبيب أو فريق الرعاية الصحية من مراقبة الحالة الصحية عن ُبعد‪ .‬وتتضمن‬
‫ىذه التقنيات ما يأتي‪:‬‬

‫تطبيقات المحمول أو القائمة عمى الشبكة اإللكترونية الخاصة بتحميل معمومات‪ ،‬مثل قراءة نسبة‬ ‫‪‬‬

‫موكوز الدم‪ ،‬إلى الطبيب أو فريق الرعاية الصحية‪.‬‬


‫األجيزة التي تُجري القياس والنقل الالسمكي لممعمومات‪ ،‬مثل ضغط الدم أو الغموكوز في الدم أو‬ ‫‪‬‬

‫وظيفة الرئة‪.‬‬
‫تمقائيا‪ ،‬مثل سرعة القمب أو الغموكوز في الدم‬
‫ً‬ ‫األجيزة القابمة لالرتداء التي تُسجل المعمومات وترسميا‬ ‫‪‬‬

‫الرعاش أو األنشطة البدنية أو أنماط النوم‪.‬‬


‫أو المشي أو ضبط وضعية الجسم أو ُ‬
‫أجيزة المراقبة المنزلية لكبار السن أو المصابين بالخرف التي تكتشف التغيير في األنشطة العادية‬ ‫‪‬‬
‫‪1‬‬
‫مثل السقوط‪.‬‬
‫*تواصل األطباء مع بعضهم‪:‬تضافر لمجهود و تبادل لممعارف‬

‫أيضا أن يستفيدوا من التكنولوجيا في تقديم رعاية أفضل إلى مرضاىم‪ .‬ومن أمثمة ذلك‬
‫يمكن لألطباء ً‬
‫االستشارة االفتراضية التي تسمح ألطباء الرعاية األساسية بالحصول عمى معمومات من‬
‫االختصاصيين عندما تكون لدييم أسئمة بشأن تشخيص الحالة أو عالجيا‪.‬‬

‫حيث يرسل طبيب الرعاية األولية مالحظات الفحص أو التاريخ المرضي أو نتائج االختبارات أو‬
‫األشعة السينية أو اختبارات التصوير األخرى‪ ،‬إلى االختصاصي لمراجعتيا‪ .‬قد يرد االختصاصي‬
‫اضيا مع المريض في عيادة الطبيب‪ ،‬أو يطمب مقابمة المريض‬
‫موعدا افتر ً‬
‫ً‬ ‫إلكترونيا أو يجري‬
‫ً‬
‫حضوريا‪.‬‬

‫‪1‬ممدوح محمد عمي مبروك‪،‬المرجع الساق‪،‬ص ‪63‬‬

‫‪136‬‬
‫التطبيب عن بعد ضرورة فرضتها جائحت كىرونا‬

‫وبفضل ىذه االستشارات االفتراضية‪ ،‬يمكن االستغناء عن اإلحاالت الشخصية ير الضرورية إلى‬
‫االختصاصي‪ ،‬فضالً عن تقميل فترات االنتظار لمحصول عمى رد االختصاصي‪ ،‬وتفادي أعباء السفر‬
‫دون مبرر‪.‬‬

‫*السجالت الصحية الشخصية‪:‬نظام مستحدث‬

‫البا ما يسمى نظام السجالت الصحية الشخصية اإللكترونية ‪ -‬باسم نظام "‪ - "PHR‬وىو مجموعة‬
‫ً‬
‫من المعمومات المتعمقة بصحة المريض والتي تمكنو من التحكم فييا والمحافظة عمييا‪ .‬يمكن‬
‫الوصول إلى تطبيق السجالت الصحية الشخصية (‪ )PHR‬في أي وقت عبر جياز متصل‬
‫باإلنترنت‪ ،‬مثل جياز الكمبيوتر المكتبي أو الكمبيوتر المحمول أو الجياز الموحي أو الياتف الذكي‬
‫في حالة الطوارئ‪ ،‬يمكن لمسجل الصحي الشخصي توفير معمومات حيوية لموظفي الطوارئ بسرعة‪،‬‬
‫مثل التشخيصات الحالية واألدوية وأنواع الحساسية ومعمومات االتصال بطبيب المعالج‪.1‬‬

‫*تطبيقات الصحة الشخصية‪:‬نظام صحي بإمتياز‬

‫صممت العديد من التطبيقات لمساعدة المستيمكين عمى تنظيم المعمومات الطبية بشكل أفضل في‬ ‫ُ‬
‫مكان واحد آمن‪ .‬يمكن ليذه األدوات الرقمية أن تساعد المريض عمى ما يمي‪:‬‬

‫‪-‬تخزين المعمومات الصحية الشخصية‪.‬‬

‫‪-‬تسجيل العالمات الحيوية‪.‬‬

‫‪-‬حساب مقدار السعرات الح اررية التي يتم تناوليا وتسجيميا‪.‬‬

‫‪-‬جدولة التذكيرات المتعمقة بتناول األدوية‪.‬‬

‫‪-‬تسجيل األنشطة البدنية مثل عدد الخطوات اليومية‪.‬‬


‫*إمكانية الرعاية الصحية عن ُبعد‪:‬إختزال لممسافة والوقت‬

‫تسيّل التكنولوجيا القدرة عمى تحسين جودة الرعاية الصحية وتسييل حصول المزيد من األشخاص عمييا‪.‬‬
‫فرصا لجعل الرعاية الصحية أكثر كفاءة وأفضل تنسيقًا وأكثر قرًبا‬
‫قد توفر خدمة الرعاية الصحية عن ُبعد ً‬
‫من المريض‪.‬‬

‫الساق‪،‬ص‪.58‬‬ ‫‪1‬مصطفى خياتي‪،‬تكنولوجيا المعمومات و استخداماتيا الطبية‪،‬المرجع‬


‫‪137‬‬
‫التطبيب عن بعد ضرورة فرضتها جائحت كىرونا‬

‫يوما بعد يوم‪ .‬فعمى سبيل المثال‪،‬‬


‫نسبيا‪ ،‬لكنو ينمو ً‬
‫جديدا ً‬
‫ً‬ ‫بحثيا‬
‫موضوعا ً‬
‫ً‬ ‫مازالت الرعاية الصحية عن ُبعد‬
‫أظيرت الدراسات أن الدعم عبر الياتف ومتابعة العالمات الحيوية عن ُبعد في حاالت األشخاص‬
‫المصابين بفشل القمب من األسباب التي أدت إلى الحد من مخاطر وفاة مرضى فشل القمب واحتجازىم‬
‫وحسنت من جودة الحياة لدييم‪.‬‬
‫في المستشفيات‪ّ ،‬‬

‫ولعل العامل الذي أدى إلى دفع ىذه النظام بقوة ىو انتشار جائحة كورونا وانتقال العدوى بشكل رىيب‬
‫مما فرض عمى العالم التوجو نحو التطبيب عن بعد والتسميم بفكرة الرعاية الصحية عن بعد‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬التطبيب عن بعد‪:‬تداخل بين المخاطر و رأي القانون‬


‫ر م العديد من اإليجابيات و اإلمتيازات التي حققيا التطبيب عن بعد والرعاية الصحية المتباعدة إال" أن‬
‫ىذا النظام ال يخمو من المخاطر والسمبيات والتي تعود سمبا عمى صحة المريض والتي قد تصل في‬
‫بعض األحيان إلى إزىاق حياتو بفعل بعض األخطار التي تحمميا التكنولوجيا مما جعل جيود فقياء‬
‫القانون تتضافر لمتصنيف مسؤولية الطبيب في التطبيب عن بعد واعطائيا تكييف قانوني مالئم‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬التطبيب عن بعد‪:‬مخاطر ترافق العالج‬
‫قد ينتج عن التطبيب عن بعد العديد من المخاطر التي تؤدي التأثير سمبا عمى حياة المريض أو يعود‬
‫سمبا عمى صحتو وتتمثل أبرز المخاطر مايمي‪:‬‬

‫‪.1‬الحوادث‪:‬مخاطر تموح في األفق‬

‫قد تقع بعض الحوادث واألحداث التي تؤدي إلى انقطاع فكرة التطبيب عن بعد وذلك من خالل‬
‫حدوث تمف كمي أو جزئي يصيب األجيزة مما يؤثر عمى السير الحسن لعممية التطبيب عن بعد‬
‫والوصول إلى النتائج المنشودة وقد تؤدي في الحاالت المستعجمة والخطيرة إلى وفاة المريض ولعل‬
‫أىم الحوادث التي تعترض طريق التطبيب عن بعد ‪:‬انقطاع التيار الكيربائي‪،‬الفيضانات‪،‬الحرائق‬
‫‪،‬اصطدام أو سقوط أو تمف األجيزة التي تستخدم لمتواصل أو وجود أعطاب في األجيزة لوجود‬
‫مشاكل في الصيانة الفنية‪ 1‬وىذه الحوادث قد تؤثر سمبا عمى عممية السير الحسن لمتطبيب عن بعد‪.‬‬

‫‪.2‬األخطاء الغير عمدية‪:‬هفوات تعترض حياة المريض‬

‫قد تؤثر األخطاء الغير عمدية عمى حسن سير عممية التطبيب عن بعد والتوصل إلى النتائج المرجو‬
‫تحقيقيا وىي المحافظة عمى سالمة وصحة الشخص ولعل أىم األخطاء الغير عمدية التي يمكن أن‬
‫تصادف عممية التطبيب عن بعد أن يحدث خطأ عند حفظ المعمومات الطبية أو نقميا أو إستعماليا‬

‫‪.1‬ممدوح محمد عمي مبروك‪،‬المرجع السابق‪،‬ص‪ 24‬و أيضا‬


‫‪1‬‬
‫‪Jacques guter,op cit ?p217.‬‬
‫‪138‬‬
‫التطبيب عن بعد ضرورة فرضتها جائحت كىرونا‬

‫ومن أمثمتيا ‪ :‬وضع نتائج الفحوصات و العالمات السريرية و التشخيصات لمريض إلى مريض أخر‬
‫أو نسيان إرسال طمب المشورة أو نسيان حفظ النتائج أو إتالف األرشيفات المحفوظة أو فقدان بعض‬
‫المعمومات المتعمقة بالكشوفات أو صور الحالة أو اإلختبارات المتعمقة بالدم و يرىا‪.1‬‬

‫‪.3‬األخطاء العمدية‪:‬عائق أمام التطبيب عن بعد‬

‫يمكن أن تؤدي األخطاء العمدية إلى التأثير سمبا عمى حسن سير التطبيب عن بعد ولعل األخطاء‬
‫العمدية تتجسد في التعديات الصريحة والتي تكون مصحوبة بسوء النية وقصد اإلضرار بمصالح‬
‫المريض أو بحياتو وذلك كعرقمة عمل األجيزة الطبية أو التغيير في عمميا أو عرقمة نتائجيا أو‬
‫إختالس المعمومات وتبديد الوحدات المنطقية أو إتالف البطاقات المحفوظة في األرشيف أو إعطاء‬
‫التشخيص الخطأ عمدا أو وصف دواء ير مالئم لمحالة عمدا لألضرار بالمريض‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التطبيب عن بعد من منظور قانوني‪:‬تأرجح بين الغاية و العناية‬

‫ما جرى التعارف عميو فقيا وقانونا أن إلتزام الطبيب ىو إلتزام ببذل عناية بحيث يكون الطبيب ممزما‬
‫ببذل العناية الالزمة لمشخص المريض بيدف شفائو ولكن مع ذلك ال يكون ضامنا لمشفاء إال أنو‬
‫يمكن أن ينتقل إلتزام الطبيب من بذل العناية إلى تحقيق نتيجة كإستثناء في حالة إىمال الطبيب‬
‫لميامو ووظائف وىذا في حاالت التطبيب العادية‪.‬‬

‫لكن في حالة التطبيب عن بعد إختمف الفقياء في تصنيف التطبيب عن بعد فيرى جانب من الفقو أن‬
‫إلتزام الطبيب يبقى محافظا عمى أصمو فيكون ببذل عناية ‪،‬بينما يرى جانب أخر من الفقو أن إلتزام‬
‫الطبيب عن بعد ىو إل تزام بتحقيق نتيجة ‪ ،‬بينما يرى إتجاه ثالث أن إلتزام الطبيب عن بعد وتزاوج بين‬
‫بذل العناية و تحقيق نتيجة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬إلتزام التطبيب عن بعد إلتزام ببذل عناية‪:‬تجسيد لمعقد الطبي‬

‫تعتبر نص المادة ‪ 1135‬من القانون المدني الفرنسي عرابة لكافة المواد القانونية التي عالجت إلتزام‬
‫الطبيب في القانون المدني بحيث أنو يتمثل االلتزام العام لمطبيب في التزامو ببذل عناية وليس التزاما‬
‫بتحقيق نتيجة وىذا ما ينص عميو أحكام القانون المدني وما تقضي بو قواعد مينة الطب وقوانينيا‪،‬‬
‫وعميو فمتى بذل الطبيب القدر من العناية المطموب منو برئت ذمتو ولو لم يشفى المريض‪ ،‬وتحدد‬

‫‪1‬‬
‫‪Op citp217,218.‬‬
‫‪139‬‬
‫التطبيب عن بعد ضرورة فرضتها جائحت كىرونا‬

‫درجة العناية الواجبة فيما يتعمق باألطباء ير األخصائيين بمعيار الطبيب المتوسط في أحكام المينة‬
‫ومعيار الرجل العادي في أحكام القانون المدني‪.1‬‬

‫وبالتالي فالطبيب ال يمتزم بشفاء المريض‪ ،‬ألنو ال يعقل منطقا وقانونا أن يكون محل االلتزام حياة‬
‫اإلنسان‪ ،‬وانما يبذل كل ما في وسعو مسخ ار كل الوسائل المتاحة لعالج المريض وشفائو‪ ،2‬وىذا ما‬
‫أكد عميو القضاء الفرنسي بتاريخ ‪ 20‬ماي ‪ 1936‬حيث أصدرت محكمة النقض الفرنسية ق ار ار يعد‬
‫نقطة تح ول في ميدان المسؤولية الطبية‪ ،‬اعتبرت فيو الطبيب مرتبطا بعقد مع مريضو يمتزم بمقتضاه‬
‫ليس بشفائو ولكن أن يقدم لو عناية طبية تقضييا ظروفو الصحية وتكون متطابقة مع األصول الثابتة‬
‫لمينة الطب وما وصل إليو العمم من تقدم ‪ . 3‬ولم يحسم ىذا القرار في طبيعة مسؤولية الطبيب‬
‫باعتبارىا تعاقدية فحسب وانما قرر في نوعية التزامو كذلك باعتباره التزاما ببذل عناية‪ ،‬فالقرار أكد‬
‫أن العقد الطبي ال ينشئ التزاما بشفاء المريض‪ ،‬وانما يوجب معالجتو بانتباه ويقظة وصدق وضمير‬
‫وفقا لممكتسبات العممية المستقرة‪.4‬‬

‫فببذل العناية الصادقة بانتباه تام ويقظة ضمير تتفق مع الظروف القائمة واألصول وىو االلتزام‬
‫الرئيسي في العقد الطبي أو ما يسمى باألداء المتميز في العقد والمتمثل في تقديم العالجات‪ ،‬وليس‬
‫أي عالجات بل البد أن تكون عالجات صادقة‪ ،‬يقظة‪ ،‬متفقة مع الضوابط العممية وأصول المينة إال‬
‫أن التزامات الطبيب العممية مقيدة وتتحكم فييا عدة عوامل‪:‬‬

‫*أوال ‪ :‬القواعد التي تفرضيا مينة الطب ودرجة تقدم العموم الطبية‪ ،‬فشفاء المريض رىين باعتبارات‬
‫خارجة عن إرادة الطبيب كحالة المريض ودرجة مناعة جسمو ومدى تفاعمو مع العالج المقدم لو‪،‬‬
‫واستحضار المستوى الذي وصل إليو عمم الطب في عالج المرض المصاب بو‪.‬‬
‫*ثانيا ‪ :‬المستوى الميني لمطبيب‪ ،‬فااللتزامات التي يتحمميا الطبيب العام ليست ىي نفسيا التي يتحمميا‬
‫الطبيب االختصاصي فيذا األخير يفترض فيو بذل جيد كبير من العناية‪ ،‬ولذلك فالقضاء عادة ما يتشدد‬
‫بصرامة في تقدير الخطأ المنسوب إليو‪.‬‬
‫*ثالثا ‪:‬الظروف الخارجية والداخمية التي يمارس فييا الطبيب عممو‪ ،‬ذلك أن تقدير مدى العناية المبذولة‬
‫من جانب الطبيب متوقفة عمى حجم اإلمكانات المتاحة لو واألدوات واألجيزة المتوفرة لديو‪.‬‬

‫‪1‬حسن زكي اإلبراشي‪،‬إفشاء السر الطبي و أثره في الفقو اإلسالمي‪،‬رسالة دكتوراه‪،‬كمية الشريعة القانون‪،‬جامعة‬
‫األزىر‪،2009،‬ص‪.71‬‬
‫السابق‪،‬ص‪.28،29.30‬‬ ‫‪2‬ممدوح محمد عمي مبروك‪ ،‬المرجع‬
‫‪3‬حسن زكي‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص‪.50‬‬
‫‪4‬عبد الراضي محمد ىاشم زكرياء‪،‬المسؤولية المدنية لألطباء في القانون الوضعي‪،‬رسالة دكتوراه‪،‬كمية الحقوق‪،‬جامعة‬
‫القاىرة‪،‬مصر‪.2002،‬ص‪.18‬‬
‫‪140‬‬
‫التطبيب عن بعد ضرورة فرضتها جائحت كىرونا‬

‫*رابعا ‪:‬أن تكون الجيود التي يبذلو الطبيب متفقة مع األصول العممية الطبية الثابتة‪ ،‬فإذا كان الطبيب‬
‫حر في اختيار طريقة العالج‪ ،‬إال أنو ال يعقل أن يستعمل وسائل أو أساليب بدائية نبذىا العمم وىجرىا‬
‫‪1‬‬
‫الطب‬
‫وىذا في حالة التطبيب العادي لكن السؤال ماىو الحال في حالة التطبيب عن بعد؟‬
‫يرى جانب من الفقو أن إلتزام الطبيب في التطبيب عن بعد شأنو شأن التطبيب العادي وال يوجد بينيما‬
‫فرق بحيث ر م أن التطبيب يكون عن بعد وبإستعمال األجيزة الحديثة فإن االلتزام يبقى ببذل العناية‬
‫والمتمثل في الكشف عن بعد ووصف الدواء الالزم لمحالة واجراء الكشوفات والفحوصات واإلطالع عمى‬
‫النتائج الكشف‪.‬‬
‫فإلتزام الطبيب عن بعد ىو التزام ببذل عناية لكون أن التطبيب عن بعد أصبح من أىم مستمزمات عقد‬
‫صفة العناية عمى العالقة بين الطبيب‬ ‫بحيث يقتضي العدالة أن يضفي القاضي‬ ‫العالج الطبي‬
‫والمريض ما يجعل العالقة بين الطرفين أكثر توازنا و تضمن توافر الحماية لممريض باعتباره طرف‬
‫‪.2‬‬
‫ضعيف في العقد‬
‫ويتأكد االلتزام ببذل العناية الالزمة بصفة خاصة في ممارسة التطبيب عن بعد عبر وسائل اإلتصال‬
‫المعموماتية الحديثة بحيث ال يتمكن الطبيب من إجراء الفحص السريري المباشر لممريض وانما يقتصر‬
‫التطبيب عمى قراءة البيانات ورؤية الصور والرسومات الطبية عبر األجيزة اإللكترونية مما يجعل إلتزام‬
‫الطبيب ببذل عناية وليس تحقيق نتيجة بحيث ال يعقل أن يحاسب الطبيب عمى نتائج التطبيب عن بعد‪.‬‬
‫ثانيا ‪:‬إلتزام التطبيب عن بعد إلتزام بتحقيق نتيجة‪:‬‬
‫األصل أن إلتزام الطبيب ىو إلتزام ببذل عناية بحيث يستوجب عمى الطبيب مراعاة المريض و العناية بو‬
‫ويقاس ذلك بمعيار الرجل العادي في القانون المدني ومعيار الطبيب العادي في قانون الطب و الطبيب‬
‫العادي ىو األوسط من المينيين فال ىو الطبيب البارع وال ىو الطبيب السيئ وىذا ما جرى عميو الفقو‬
‫كقاعدة أصمية لكن يرد عمييا إستثناء بحيث يمكن أن ينتقل إلتزام الطبيب من كونو إلتزام ببذل عناية إلى‬
‫إلتزام بتحقيق نتيجة و ذلك في حالة إىمال الطبيب لممريض أو عدم مراعاة ظروفو الصحية أو عدم قيامو‬
‫بكافة الضروريات الالزمة لعالجو وىذا ما جرى اإلعتماد عميو فقيا و قضاءا كأصل‪.3‬‬

‫لكن يرى جانب من الفقو أن إلتزام الطبيب في الطب السريري العادي يختمف تماما تكييفو القانوني عن‬
‫التطبيب عن بعد بحيث أن التطبيب عن بعد يكيف قانونا عمى أنو إلتزام بتحقيق نتيجة و ليس إلتزاما‬

‫‪1‬محمد حاتم صالح الدين عامر‪،‬المسؤولية المدنية عن األجيزة الطبية‪،‬دراسة مقارنة‪،‬رسالة دكتوراه‪،‬كمية الحقوق جامعة عين‬
‫شمس‪،1999،‬ص‪.88‬‬
‫‪2‬ممدوح عمي مبروك‪،‬المرجع السابق‪،‬ص‪.33‬‬
‫‪ 3‬عمي عمي أحمد‪،‬التطبيب عن بعد و المسؤولية المدنية لألطباء وممارسي المين الطبية‪،‬مجمة‬
‫النبراس‪،‬الكويت‪،2020،‬ص‪.95‬‬
‫‪141‬‬
‫التطبيب عن بعد ضرورة فرضتها جائحت كىرونا‬

‫ببذل عناية بحيث يمتزم الطبيب في التطبيب عن بعد إلى تشخيص المرض ووصف الترياق و العالج‬
‫المناسب مع متابعة الحالة وأن كل ىذه العمميات التي يقوم بيا الطبيب عن بعد تعمد إلى تحقيق نتيجة‬
‫معينة وىي الوصول إلى شفاء المريض من المرض الذي يعاني منو بحيث يأخذ الطبيب كافة وسائل‬
‫الحيطة واألمان لموصول إلى النتيجة المرجوة ‪.‬‬

‫المريض بحيث يقوم بتزويده بكافة‬ ‫ويتجسد التزام الطبيب بتحقيق نتيجة في التزام الطبيب بإعالم‬
‫المعمومات الكافية والالزمة حول طبيعة مرضو وعن حالتو الصحية والنظام المستخدم لمتطبيب عن بعد‬
‫واطالعو عن قرب عن األجيزة واآلالت المقرر استخداميا ليذا الغرض ويقع عبء إعالم المريض عمى‬
‫‪1‬‬
‫عاتق الطبيب ويعتبر ىذا االلتزام في رأي ىذا اإلتجاه فرع من فروع اإللتزام بتحقيق نتيجة‬

‫كما أن اإللتزام بتحقيق نتيجة ال يقتصر فقط عمى اإللتزام باألعالم وانما كذلك يضم اإللتزام بعدم إفشاء‬
‫أس ارره وضمان سالمتو بحيث يقوم الطبيب عمى حفظ السر الميني وحق المريض عمى عدم البوح بحالتو‬
‫لغير دون عممو ورضاه بحيث يتعيد الطبيب عمى التعيد بحفظ البيانات وعدم تحريفيا أو نقميا أو إفشائيا‬
‫أو إستخداميا في أ راض خارجة عمى العالج والتطبيب‪.2‬‬

‫بحيث يستوجب عمى الطبيب إتخاذ الوسائل الكافية التي تثمن سالمة وسرية العالج وسرية البيانات‬
‫خصوصا وأن البيانات في التطبيب عن بعد تكون عرضة لمقرصنة واليكر بإعتبارىا بيانات ترسل في‬
‫الب األحيان عبر شبكة اإلنترنت لذلك وجب عمى الطيب تشفير البيانات وحفظيا في أرشيف إلكتروني‬
‫أو تخزينيا في أسطوانات رقمية ير قابمة لمنسخ بغرض ضمان سريتيا وكتمانيا‪.‬‬

‫ويرى جانب أخر من الفقو أن إلتزام الطبيب في التطبيب عن بعد ىو إلتزام من نوع خاص فال ىو إلتزام‬
‫ببذل عناية وال ىو إلتزام بتحقيق نتيجة وانما ىو إلتزام بإعالم بحيث يكون دوره يقتصر فقط عمى‬
‫اإلرشادات و النصح‪.3‬‬

‫المبحث الثاني‪:‬جائحة كورونا‪:‬عامل إلزدهار التطبيب عن بعد‬


‫لقد عمد فيروس كورونا المستجد إلى التأثير عمى مختمف ميادين الحياة وفرض العديد من التحوالت‬
‫الجذرية عمى القطاعات لعل أىميا قطاع الصحة بحيث أعادت ىذه الجائحة رسم معالم ومخططات‬
‫وسياسات الدول في تسيير قطاع الصحة‪ ،‬ولعل أىم ما فرضتو جائحة كورونا عمى قطاع الصحة‬
‫إستخدام تقنية التطبيب عن بعد بإستخدام وسائل التكنولوجية الحديثة مما جعل ذلك يعمل عمى إنتعاش‬

‫يمييا‪.‬‬ ‫‪1‬ممدوح محمد عمي مبروك‪،‬المرجع السابق‪،‬ص‪ 96‬وما‬


‫السابق‪،‬ص‪.100‬‬ ‫‪2‬المرجع‬
‫‪3‬سيام عبد السالم‪،‬تقنيات اإلتصال لخدمة التشخيص و معالجة المرضى‪،‬التطبيب عن بعد‪،‬مجمة العالم‬
‫الرقمي‪،2021،‬ص‪.52‬‬
‫‪142‬‬
‫التطبيب عن بعد ضرورة فرضتها جائحت كىرونا‬

‫فكرة التطبيب عن بعد والتراجع عن فكرة التطبيب السريري و التراجع عنيا بإعتبارىا آليات تقميدية تشكل‬
‫فعال في إنتشار العدوى وانتقاليا‪.‬‬
‫خط ار محدقا عمى الطبيب والمرضى بوصفيا عامل ّ‬
‫فمقد عمدت جائحة كورونا وبشكل مباشر إلى دفع الرقمنة في قطاع الصحة وترسيخ أسسيا مما جعمت‬
‫فكرة التطبيب التقميدية تتراجع شيئا فشيئا وسيصير مصيرىا نحو الزوال مع تسارع التقدم التكنولوجي‬
‫وتطور األجيزة‪.‬‬
‫المطمب األول‪:‬أزمة كورونا دفع لمرقمنة التطبيب‬
‫أدى انتشار فيروس كورونا المستجد في جل دول العالم إلى زعزعة أمنيا الداخمي وتيديد االقتصاد‬
‫العالمي ومختمف القطاعات الحيوية في الدول‪ ،‬ولعل أىم قطاع حيوي أثرت عميو الجائحة بشكل مباشر‬
‫قطاع الصحة بحيث حصدت الجائحة أرواح اآلالف من األطباء وعمال الصحة والممرضين مما جعل‬
‫دول العالم تعيد النظر في التقنيات المستخدمة لكبح إنتشار ىذا الوباء مما جعل الدول تمجأ لفكرة التطبيب‬
‫عن بعد كأداة لمتقميص من بؤر الوباء‪ 1‬ولتدمير موجة انتشار الوباء والتحكم فييا وتعد الجزائر من بين‬
‫الدول التي أصابيا فيروس كورونا المستجد عن طريق بعض الحاالت الوافدة من أوروبا‪ ،‬األمر الذي‬
‫فرض عمى الجزائر اتخاذ مجموعة من التدابير الوقائية واالحت ارزية تجنبا النتشار وتفشي الوباء بين‬
‫األشخاص‪ ،‬منيا إ الق الجزائر لحدودىا البحرية والجوية والبرية وا الق المدارس والجامعات وتجميد‬
‫مختمف األنشطة االقتصادية واالجتماعية حفاظا عمى سالمة المواطنين كما أن الدولة فرضت بروتوكول‬
‫‪2‬‬
‫فعال لمتوجو نحو الرقمنة‬
‫اصحيا واجراءات احت ارزية متمثمة في الحجر الصحي والذي كانا دافعا ّ‬

‫أوال‪:‬التطبيب عن بعد‪:‬تكريس لمبرتوكول الصحي والتباعد اإلجتماعي‬


‫لقد فرضت جائحة كورونا العديد من السياسات عمى الدول لعل أىميا البرتوكوالت الصحية والتي تفرض‬
‫عمى األشخاص إرتداء القناع الواقي واجراء تفعيل التباعد االجتماعي والحد من االجتماعات المباشرة‪،‬‬
‫وىذه البرتوكوالت أصبحت أم ار ال نى عنو وضرورة قصوى نظ ار لظيور نجاعتيا وفعاليتيا في الحد من‬
‫انتشار الفيروس ‪،‬ولعل ىذه البرتوكوالت المتداولة فرضت أم ار أخر وىو ضرورة االعتماد عمى الرقمنة من‬
‫أجل ضمان استم اررية بعض القطاعات ولو عن بعد‪ ،‬من بينيا المؤسسات اإلستشفائية وكذا كل العيادات‬
‫الصحية فالتطبيب عن بعد وافق و بشكل سمسل مرسوم الحجر الصحي الذي صدر في الجزائر ويمنع‬
‫التنقالت بيدف الحد من انتشار كورونا‪.3‬‬
‫تعتمد حياتنا العادية باألساس عمى نظام االتصال والتواصل‪ ،‬الذي يرتكز عمى المقاءات واالجتماعات‬
‫المباشرة و االتصال المباشر بين الطبيب والمريض‪ ،‬ويستحوذ ىذا النظام المباشر عمى جميع األنشطة‪،‬‬

‫‪1‬سمر أشرف‪ ،‬التطبيب عن بعد في زمن كورونا‪،‬النشرة الدورية‪،‬جامعة اإلسكندرية‪،‬مصر‪،‬مارس ‪،2021‬ص‪.33‬‬


‫‪2‬فيرجينيا بوستيل‪،‬كورونا يحطم حواجز الطب عن بعد‪،‬جريدة الشرق األوسط اإللكترونية‪،‬العدد ‪،15112‬أفريل‪،2020‬ص‪.7‬‬
‫‪3‬المرسوم التنفيذي المتعمق بتدابير الوقاية من إنتشار فيروس كورونا رقم ‪ 69-20‬المؤرخ في ‪ 26‬رجب ‪ 1441‬الموافق ل‬
‫‪ 21‬مارس ‪ 2020‬المتعمق بتدابير الوقاية من انتشار وباء كورونا و مكافحتو‪.‬‬
‫‪143‬‬
‫التطبيب عن بعد ضرورة فرضتها جائحت كىرونا‬

‫المتداولة في قطاع الصحة‪ ،‬ير أن الوضعية الناتجة عن الطوارئ الصحية وتقييد الحركة‪ ،‬بسبب أزمة‬
‫فيروس كورونا المستجد‪ ،‬زلزلت ذلك النظام‪ ،‬ووضعت مختمف الفاعمين في البيئة الصحية والميددة‬
‫بالوباء في كل وقت و حين‪ ،‬حيث فرضت ىذه الوضعية الجديدة نفسيا و التي اضطرت إلى المجوء‬
‫العتماد الوسائل الرقمية‪ ،‬لضمان استمرار أنشطتيا عن بعد‪.‬‬
‫حيث أظير فيروس كورونا الحاجة الممحة إلى اعتماد الرقمنة في تقديم التطبيب عن بعد لممواطنين‬
‫القابعين تحت الحجر الصحي‪ ،‬وذلك بغرض أن تزيل عنيم تعب التنقل وممل طرق األبواب والطوابير‪.‬‬
‫وىذه الخدمات الصحية التي وان كان بعضيا موجودا ومتوف ار وبعضيا األخر الزال بعيد المنال‪ ،‬فإنيا لم‬
‫تستعمل بالكيفية المطموبة التي يفرضيا التطور وتحتميا العصرنة في زمن التحدي التكنولوجي والدليل في‬
‫ذلك ‪ ،‬أن و ازرة الصحة اعتمدت بوابات رقمية كثيرة اعتمدتيا مؤسسات وىيئات وطنية ضمن اإلدارة‬
‫اإللكترونية لم تجد التجاوب المنتظر من مواطنين‪ ،‬والذين فضموا البقاء كأسرى لألساليب التقميدية لقضاء‬
‫حاجياتيم‪.1‬‬
‫لكن تفشي الوباء وما رافقو من تدابير إستعجالية‪ ،‬ممثمة في الحجر الصحي والعزل المنزلي والتباعد‬
‫االجتماعي‪ ،‬فرض ىذا الخيار الحتمي وأدى إلى انتعاش التطبيب عن بعد ألول مرة‪ ،‬يتجاوب المواطنون‬
‫مع اآللية اإللكترونية لتمقي الخدمات الصحية واستعماليا بال تردد وال مخاوف‪ ،‬ويتقبمون تمقائيا حمالت‬
‫التعبئة والتحسيس بشأن اقتحام ىذه البوابات والمنصات التي باتت تتكاثر كالفطريات‪ ،‬ونتفاجأ يوميا‬
‫باختراعات شباب كسروا الحواجز واضعين مياراتيم وابداعاتيم تحت تصرف قطاع الصحة‪.2‬‬

‫وحسب عدد من المتخصصين في المجال الرقمي األزمة الصحية المجسدة في كوفيد ‪ 19‬دفعت الجزائر‬
‫إلى إعادة النظر في األنماط العادية لمتطبيب والتحول نحو التطبيب عن ُبعد‪ ،‬والطب عن ُبعد‪ ،‬واإلدارة‬
‫الرقمية لقطاع الصحة ‪ ،‬لمحد من وتيرة تنقل المواطنين وانتشار الوباء‪.‬‬

‫وتؤكد األرقام المعمنة عمى أىمية ىذه التكنولوجيا في الحد من خسائر إنتشار الوباء وتقميل الضغط عمى‬
‫العيادات والمستشفيات وكبح تدفق المواطنين عمى اليياكل الصحية ويبقى التطبيب عن ُبعد من الحمول‬
‫التي يتوجب عمى الجزائر إيالءىا االىتمام الالزم واعتمادىا سواء خالل األوقات االستثنائية‪ ،‬مثل ما‬
‫يحدث حاليا مع أزمة كورونا‪ ،‬أو في الوضع الطبيعي العادي‪ ،‬إلى جانب التطبيب الحضوري ور م أن‬
‫الحكم عمى تجربة التطبيب عن ُبعد أمر صعب لمغاية في ظل عدم وجود مؤشرات إحصائية‪ ،‬إال أن‬
‫وزرة الصحة سيمكن من بناء تجارب عمييا تكون ناجحة في المستقبل‪.3‬‬
‫اعتمادىا من قبل ا‬

‫‪1‬منال الفقي‪،‬الطب عن بعد يزدىر في أزمة كورونا‪،‬مجمة الشرق األوسط اإللكترونية‪،‬العدد ‪،15382‬يناير‪،2021‬ص‪.18‬‬
‫‪ 2‬عادل عمي األصيمي‪،‬التطبيب عن بعد طوق النجاة في زمن كورونا‪،‬مجمة اإلمارات اليومية اإللكترونية‪،‬العدد ‪16298،03‬‬
‫مارس ‪،2021‬ص‪.77‬‬
‫‪3‬رمضان البموشي‪،‬جائحة كورونا أسيمت في تزايد التطبيب عن بعد‪،‬مجمة المعرفة‪،‬العدد‪،22‬مارس ‪،2021‬ص‪.500‬‬
‫‪144‬‬
‫التطبيب عن بعد ضرورة فرضتها جائحت كىرونا‬

‫تجمت الرقمنة أيضاً في قطاع الصحة‪ .‬واذا كان التطبيب عن ُبعد لم يطبق َبعد بشكل واسع ر م وجود‬
‫قانون خاص بذلك‪ ،‬فإن المعمومات الصحية المنشورة عمى اإلنترنت ارتفعت وبشكل كبير‪ ،‬وىو ما أدى‬
‫إلى ترويج المعط يات الصحيحة‪ ،‬وبالتالي تحقيق التوعية والتحسيس لدى المواطن‪ .‬كما لجأ عدد من‬
‫األطباء إلى إطالق حصص أسئمة وأجوبة مباشرة عمى مواقع التواصل االجتماعي لتبديد المخاوف حول‬
‫تفشي فيروس كورونا المستجد وكيفية التعامل مع الحاالت المشتبو فييا في حالة ظيور األعراض‪ ،‬فيما‬
‫بادرت مصحات إلى إجراء تشخيص مباشر عن ُبعد لمذين يعانون أمراضاً خفيفة لتفادي التنقل خارج‬
‫المنازل‪.‬‬

‫ثانيا‪:‬التطبيب عن بعد‪ :‬إصالح لألعطاب و الفجوات االقتصادية‬


‫الجزائر بالر م من التناقض البادي في إستخدام الرقمنة ير أن إجراءات مكافحة انتشار جائحة كورونا‬
‫التي اتخذتيا الجزائر قد شكمت سنة ‪ 2020‬عامال مشجعا لمسار الرقمنة في مختمف قطاعات النشاط‬
‫مما سمح باستدراك حتى ولو بقميل من التأخر المسجل في كل المجاالت ولعل في مقدمة ىذه القطاعات‬
‫قطاع الصحة وبالفعل فان طرق اتصال الجديدة تم اعتمادىا منذ تطبيق الحجر الصحي مما عجل مسار‬
‫رقمنة قطاع الصحة وعدة قطاعات نشاط أخرى‪.‬‬
‫وفي ىذا الشأن وفي سياق وباء كوفيد‪ ,19-‬تبخرت الشكوك المستبقة إزاء وسائل االتصال والعمل عن‬
‫بعد حيث انتشر استعمال ىذه التقنيات بالبمد كما عجمت األزمة الصحية مسار رقمنة أ مبية قطاعات‬
‫النشاط وفي مقدمتيا قطاع الصحة فالتطبيب عن بعد يدعو إلى رقمنة جميع قطاعات النشاط مدعم‬
‫بإستراتيجية من شأنيا تشجيع مطوري المنصات والتطبيقات‪.1‬‬
‫وفي إطار ىذا البرنامج تم ىذه السنة تخفيض أسعار خط االشتراك الرقمي ير المتماثل (ا دي آس أل)‬
‫واعادة تنظيم طيف الترددات الوطني بيدف االستفادة من شبكات االنترنيت الثابت والنقال من أجل‬
‫إنعاشفكرة التطبيب عن بعد وتعميميا‪.‬‬
‫وقد أدت جميع ىذه التدابير واجراءات الرقمنة إلى تعميم التطبيب عن بعد والمجوء إلى تقنية التواصل‬
‫المرئي عن بعد‪.‬‬
‫فعالة لمعديد من المينيين في مجال‬ ‫عد التطبيب عن بعد أمال وطوق النجاة لمعديد من المرضىو آلية ّ‬‫ُي ُّ‬
‫سيما وأنو يمكن عمال الصحة واألطباء الوصول إلى المناطق النائية التي يصعب الوصول‬ ‫الصحة‪ ،‬وال ّ‬
‫إلييا‪ .‬والتي تعد كمركز لألمراض المزمنة‪ ،‬ومعدالت الوفيات‪ ،‬ونسبة انتشار األمراض المرتفعة نسبياً في‬
‫تمك المناطق بسبب عدم كفاية البنية التحتية المتعمقة بالنقل‪ ،‬إلى المخاوف األمنية‪ ،‬وصوالً إلى الفقر‪.‬‬
‫ور م ذلك‪ ،‬يوفّر التطبيب عن ُبعد األمل لألشخاص الذين يعانون من الحصول عمى خدمات الرعاية‬
‫الصحية‪ ،‬والحيمولة دون ضياع فرص الرعاية الصحية الوقائية‪ ،‬والتأخير في أخذ العالج‪.‬‬

‫‪1‬عادل سجواني‪،‬نظام التطبيب عن بعد ىو المستقبل ‪،‬مجمة اإلمارات الطبية‪،‬العدد ‪،23‬أفريل‪ ،2020‬ص ‪.144‬‬
‫‪145‬‬
‫التطبيب عن بعد ضرورة فرضتها جائحت كىرونا‬

‫فالطبيب عن بعد ال يوفر فقط عامل لتقدم قطاع الصحة و إنما يعد كذلك إصالح لممنظومة اإلقتصادية‬
‫وسد لمثغرات الموجودة فييا بحيث يحمل العديد من الفوائد االقتصادية لمتطبيب عن ُبعد في المناطق‬
‫النائية‪ ،‬فبدل من إنتظار بناء المستشفيات وتجييزىا واإلجراءات المطولة لذلك والمصاريف المرىقة لمخزينة‬
‫الدولة يمكن إستخدام التطبيب عن بعد إليجاد حل لكافة تمك الفجوات اإلقتصادية من خالل تقديم العالج‬
‫واإلرشادات لممرضى عن بعد‬
‫فالتطبيب عن ُبعد يمتمك إمكانات كبيرة لتحسين النتائج عند من يعانون من األمراض المزمنة في المناطق‬
‫ذات الموارد المنخفضة‪ ،‬فيو يمكن أن يساىم في زيادة تقديم الخدمات‪ ،‬وبالتالي تمكين التدخل المبكر‪،‬‬
‫وادارة ذلك عمى المدى الطويل‪.‬‬
‫إن خدمات التطبيب عن ُبعد يمكن أن تساعد في تقديم خدمات الرعاية الصحية لممرضى الذين يعيشون‬
‫في المناطق النائية في الجزائر في وقت مناسب وبطريقة أكثر فعالية من حيث التكمفة السفر والزمن الذي‬
‫يستغرقو السفر‪ ،‬بالمقارنة بين الفوائد التي يتم الحصول عمييا عبر الياتف أو خدمات التطبيب عن ُبعد‪،‬‬
‫وبين المواعيد الشخصية وىذا يشير إلى أن التطبيب عن ُبعد لو دور ميم في توفير التغطية الصحية‬
‫الشاممة في المناطق النائية التي تفتقر لمحصول عمى الرعاية الصحية‪ ،‬التي تمثل اليدف الثالث من‬
‫أىداف التنمية المستدامة‪.1‬‬
‫ووجد الباحثون أن استخدام الخدمات الصحية عن ُبعد حقق وف اًر مقداره ‪ 9.17‬مميون دوالر أمريكي من‬
‫حيث الوقت الذي تم توفيره عند المرضى والجيد والذي جعل منو دعما لالقتصاد‪.‬‬
‫وساىمت االستشارات عن ُبعد في توفير تكاليف نفقات رحمة الذىاب واإلياب إلى أقرب مرفق صحي‪،‬‬
‫فضالً عن توفير تكاليف اإلقامة وشراء وجبات الطعام‪ .‬وقد وفّر المرضى مبالغ كبيرة نتيجةً لعدم حاجتيم‬
‫لمسفر لمسافات طويمة‪ ،‬إضافةً إلى المخاوف المتعمقة بنقص اليياكل في المدن المجاورة والتي تُجبر‬
‫المرضى لمسفر نحو المراكز الحضرية األقل قربا في المدن الكبرى لمحصول عمى الخدمات الصحية‪ .‬في‬
‫حين الحظ الباحثون أنو ر م ارتفاع تكاليف إنشاء تكنولوجيا التطبيب عن ُبعد وتدريب الكوادر الفنية‪ ،‬إال‬
‫أن الفوائد عمى المدى الطويل تستمر في تجاوز النفقات األولية‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬الرقمنة رادع إلنتشار العدوى‬

‫تعد الرقمنة أىم حاجز كسر موجة إنتشار كورونا وذلك بفعل تجسيد فكرة التباعد اإلجتماعي مما جعل‬
‫العدوى تبقى في سياق محدود نوعا ما كما أن جائحة كورونا دفعت العالم إلى إبتكار آليات حديثة و‬
‫أجيزة تعمل عمى الحد من إنتقال العدوى و دعمت التطبيب عن بعد بشكل مباشر مما جعل من كورونا‬
‫والرقمنة عاممين في معادلة ال يمكن فصل أحدىما عمى األخر‪.‬‬

‫‪1‬المرجع السابق‪،‬ص‪.165‬‬
‫‪146‬‬
‫التطبيب عن بعد ضرورة فرضتها جائحت كىرونا‬

‫أوال‪ :‬كورونا تحرك عجمة االبتكارات‪ :‬األزمة تسرع من وتيرة األبحاث‬


‫من رحم الكوارث تنبثق األفكار الخالقة واالبتكارات‪ ،‬فمطالما ساىمت األزمات والكوارث في تطور‬
‫التكنولوجيا في المجتمع‪ ،‬فيأتي تفشي فيروس كورونا ليحرك عجمة االبتكارات كما فعمت أوبئة أحرى في‬
‫المجتمعات فمثال في القرن الرابع عشر جاء طاعون "الموت األسود أو الموت العظيم" ليحصد ماليين‬
‫األرواح‪ ،‬في أكبر كارثة وبائية سجمت في التاريخ البشري‪ ،‬ولكن ذلك "الموت األسود" ساىم و بشكل‬
‫إيجابي في والدة الطب الحديث المرتكز عمى العمم والتجريب‪ ،‬أما انتشار مرض االلتياب الرئوي الحاد‬
‫(سارس) في الصين في عام ‪ ،2002‬فقد ساعد عمى رواج التجارة اإللكترونية محدثا ثورة جديدة في ىذا‬
‫المجال و الذي كان كقفزة في الطب الحديث‪ .‬كما أنو وفي الحربين العالميتين كانتا أيضاً من األزمات‬
‫التي ساىمت في دفع عجمة والبحث العممي و التطبيب كالكمى اإلصطناعية و تصفية الدم‪.‬‬

‫ونجد في نفس السياق أن فيروس كورونا كغيره من األوبئة عمد إلى دفع الطب إلى األمام ولعل أىم‬
‫عنصر عمدت إلى إنعاشو التطبيب عن بعد بحيث فرضت ىذا النوع من العالج لتفادي كل أشكال‬
‫المالمسة واإلحتكاك بين األشخاص واألطباء و المحافظة عمى عمال الصحة بمنئ عن الوباء والمحافظة‬
‫عمى األشخاص من إنتقال الوباء‪،‬فتسارع الدول حول العالم لمحاولة السيطرة عمى المرض دون إثقال‬
‫كاىل نظاميا الصحي‪ ،‬ونتيجة ليذا فإن التكنولوجيا الطبية بدأت تدخل في عصر جديد‪ ،‬وصفتو مجمة‬
‫"موبي ىيمث نيوز" الطبية بأنو "نقطة تحول في عالم الصحة و التطبيب‪".1‬‬

‫فيذا االنقالب الطبي‪ ،‬جاء مدفوعاً بسبب إصابة بعض األطباء بكورونا‪ ،‬ليكون الحل التكنولوجي‪ ،‬والذي‬
‫كان فيما مضى ضرباً من الخيال‪ ،‬ىو "العالج والتشخيص عن بعد"‪ .‬فقد قام مستشفى بجامعة سيتشوان‬
‫الصينية بتركيب معدات وشبكات اتصاالت من الجيل الخامس تسمح لألطباء بتشخيص الفيروس التاجي‬
‫عن بعد‪ ،‬بينما اعتمد مركز طبي في إسرائيل نظام التطبيب عن بعد لعالج المرضى وعزليم‪ ،‬أما في‬
‫المممكة المتحدة فإن بعض الباحثين واألطباء أعمنوا استخدام تقنية‪VR‬لمتواصل فيما بينيم‪.2‬‬

‫ولعل الروبوتات والذكاء االصطناعي لدييما حصة األسد من التطور المرتبط بكورونا‪ ،‬إذ بدأت‬
‫المستشفيات باعتماد الروبوتات لتقديم الخدمات لممرضى‪ ،‬واجراء الفحوصات عمييم؛ كما يحدث في مركز‬
‫بروفيدانس الطبي األمريكي‪ ،‬فيما وسعت بعض الدول استخداميا لمراقبة الشوارع خالل الحجر الصحي‪،‬‬
‫كما حدث في الصين‪.3‬‬

‫أما في كندا فقد قامت شركة "بمو دوت" باستخدام الذكاء االصطناعي لتوفير مئة مقالة عبر اإلنترنت بر‬
‫يوميا تعنى بالصحة العامة‪ ،‬والذي كان فعاالً لدرجة أن الشركة تمكنت من تنبيو الجميور‬
‫‪ 65‬لغة مختمفة ً‬

‫‪1‬أشار إليو مصطفى خياتي‪،‬المرجع السابق‪،‬ص ‪.60‬‬


‫‪2‬‬
‫‪Beslay nathalie,telemedecine,tele chirurgie, paris 2009.p416‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Bendjilali f,le sectet professionnel,tele medecine,daj,2002,p3.‬‬
‫‪147‬‬
‫التطبيب عن بعد ضرورة فرضتها جائحت كىرونا‬

‫حول كورونا قبل أن تفعل ذلك مراكز مكافحة األمراض ومنظمة الصحة العالمية‪ ،‬وفي ألمانيا تم تطوير‬
‫تطبيق يتتبع المرضى‪ ،‬ويحذر المحيطين بيم‪ ،‬ما يعني أن العالم أصبح أقرب أكثر من ذي قبل لتطوير‬
‫تقنيات الرقمنة الصحيةأن الدول أصبحت أكثر تقبالً الستخدام التكنولوجيات الطبية الحديثة بسبب‬
‫‪1‬‬
‫الجائحة‪ ،‬ويتوقع أن يزداد استخدام الذكاء الصناعي في العالج في المستقبل‬

‫ففيروس كورونا جعل من الدول تحاول فيم الطبيعة البيولوجية لمفيروسات وآلية عمل المقاحات‪ ،‬وكل ىذا‬
‫لم يكن ممكناً لوال آلية الدفع التي ساىم بيا انتشار كورونا في تحريك عجمة االكتشاف والبحث‪ ،‬فالدول‬
‫تعيد حساباتيا والتفكير بصورة أشمل‪ ،‬ما قد يساىم في قفزة نوعية بعد انتياء األزمة‪ ،‬باإلضافة إلى أن‬
‫العمماء أصبحوا أكثر ابتكا ار في آلية البحث ذاتو‪".2‬‬
‫وبا عتبار أن كورونا وباء يؤثر بشكل مباشر عمى عممية التنفس مما دفع الدول إلى التيافت البتكار‬
‫أجيزة ومعدات وصناعة األجيزة الطبية كانت جانباً آخر‪ ،‬إذ أن الحاجة إلى أجيزة تنفس دفعت الدول‬
‫ومراكز البحوث إلى محاولة إيجاد سبل أقل تكمفة وأسرع لبناء األجيزة‪ ،‬فقد تمكنت كمية لندن الجامعية‬
‫بتطوير جياز تنفس يستغرق بناؤه ‪ 4‬أيام فقط‪ ،‬كما قام باحثون بريطانيون بتطوير نسخة جديدة من جياز‬
‫"الرئة الحديدية"‪ ،‬ويمكن صناعة ‪ 5‬آالف وحدة منو كل أسبوع‪ ،‬وفي اليند نجح الباحثون في تطوير جياز‬
‫‪3‬‬
‫تنفس صغير الحجم ورخيص يمكن استخدامو في المنزل‬

‫ثانيا‪:‬الرقمنة سد منيع أمام إنتشار الوباء‬


‫ر م النتائج السمبية والمدمرة التي أصابت بيا جائحة كورونا العالم بإزىاقيا أرواح الماليين من البشر‬
‫والتي كانت تيدد العنصر البشري مباشرة إالّ أنيا وبنتيجة عكسية عمدت إلى بعض اإليجابيات بحيث أنو‬
‫طورت من فكرة التطبيب عن بعد وأعادت إحياء الرعاية الصحية اإلفتراضية مما جعل ىذه الرعاية تحقق‬
‫نتائجا خالقة وتجسد مكاسب كبرى لممرضى فكانت ىذه الرعاية اإلفتراضية كسد منيع أمام الجائحة وكبح‬
‫لمتمردىا وانتقاليا بين األفراد مما جعل الرقمنة كأحد الوسائل المساىمة في الحد من إنتشار مد الوباء‪.‬‬
‫وفي ىذا السياق يؤكد أطباء مختصون بأن تطبيق نظام التطبيب عن بعد في كال القطاعين العام‬
‫والخاص كان بمثابة طوق نجاة لممواطنين في المجتمعات وخاصة فئة كبار السن والذين يعانون من‬
‫أمراض مزمنة بإعتبارىم فئة ىشة في المجتمع تفتقد بشكل كبير لعنصر المناعة بحيث أن التطبيب عن‬
‫بعد خالل جائحة كورونا مكن ىذه الطبقة من تمقي الخدمات و اإلستشارات العالجية في منازليم عن‬

‫العربية‪،‬مصر‪،1998،‬ص‪.80‬‬ ‫‪1‬وفاء حممي أبو جميل‪،‬التطبيب عن بعد البديل في عالم الصحة‪،‬دار النيضة‬
‫السابق‪،‬ص‪.116‬‬ ‫‪2‬ممدوح محمد عمي مبروك‪،‬المرجع‬
‫السابق‪،‬ص‪.150‬‬ ‫‪3‬عادل سجواني‪،‬نظام التطبيب عن بعد ىو المستقبل‪،‬المرجع‬
‫‪148‬‬
‫التطبيب عن بعد ضرورة فرضتها جائحت كىرونا‬

‫بعد دون المجوء لمتنقل إلى المستشفيات والعيادات والمراكز الصحية األمر الذي منع أو قمص من إحتمالية‬
‫‪1‬‬
‫إصابتيم بالعدوى األمر الذي دعي من التطبيب عن بعد حاجز يحول دون إنتقال العدوى‪.‬‬

‫فالتطبيب عن بعد م ّكن فئات عدة في المجتمع من تمقي الخدمات العالجية دون الذىاب إلى المستشفى‬
‫منذ بداية جائحة «كورونا»‪ ،‬خصوصاً أصحاب األمراض المزمنة‪ ،‬مثل السكري والضغط والربو‪ ،‬وكبار‬
‫المواطنين‪ ،‬ومن يعانون مشكالت نفسية فنظام التطبيب عن ُبعد ييدف أيضاً إلى توفير الخدمات الطبية‬
‫لممرضى في وقت قياسي‪ ،‬وحماية المريض من أي مضاعفات قد تنتج عن التأخر في حصولو عمى‬
‫العالج‪ ،‬إضافة إلى توثيق حالة المريض بشكل دقيق‪ ،‬والتقميل من زمن االنتظار‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫لقد إكتسح التطبيب عن بعد الواقع المعاش وأصبح كثورة رافضة لكافة طرق العالج التقميدية فمقد أصبح‬
‫كضرورة حتمية فرضتيا جائحة كورونا عمى الدول وكحتمية فرضيا العالم اإلفتراضي عمى العالم الواقعي‬
‫إلدخال السياق اإلفتراضي عمى عالم الصحة والتطبيب ‪.‬‬
‫ولقد قدم التطبيب عن بعد العديد من اإليجابيات لألشخاص بحيث أنو مكن لألشخاص عدم التنقل وقمص‬
‫المسافات بين الطبيب والمريض‪.‬‬
‫ومن خالل دراستنا لمتطبيب عن بعد توصمنا إلى العديدمن النتائج وىي‪:‬‬
‫*لقد أدى التزايد المتسارع لمتطبيب عن بعد إلى إحتضار وتراجع التشخيص التقميدي والذي يقوم عمى‬
‫أساس التنقل واإلنتظار‪.‬‬
‫*التطبيب عن بعد ىو صورة من صور تأثير التكنولوجيا وىيمنة العالم اإلفتراضي عمى الواقع والقطاع‬
‫الصحي‪.‬‬
‫*لقد تسارعت مستويات التطبيب عن بعد حتى أضحت تييمن كذلك عمى العمل الجراحي وأصبحت يمكن‬
‫إجراء العمميات الجراحية عن طريق التكنولوجيا الحديثة عن بعد‬
‫*التطبيب عن بعد ألغى نوعيا فكرة التشخيص الحضوري والمواعيد الحضورية وأصبح الرعاية الصحية‬
‫االفتراضية و المواعيد االفتراضية كبديل لذلك‪.‬‬
‫*لقد كانت جائحة كورونا كدافع نوعي إلزدىار التطبيب عن بعد‬
‫*التطبيب عن بعد يقوم عمى تكريس البرتوكوالت الصحية من خالل إحترام الحجر الصحي‪.‬‬
‫*لقد ساىم التطبيب عن بعد عمى حل األزمة االقتصادية في بعض الدول كما أنو صار كسد منيع أمام‬
‫إنتشار الوباء‪.‬‬

‫‪1‬المرجع السابق‪،‬ص‪.159‬‬
‫‪149‬‬
‫التطبيب عن بعد ضرورة فرضتها جائحت كىرونا‬

‫وكتوصية نقترح عمى الدولة الجزائرية أن تقوم بدعم فكرة التطبيب عن بعد وأن يكون ليا نصيب في‬
‫الفترات العادية بحيث يتم تفعيميا وتعميميا عمى المستشفيات والعيادات ومراكز الرعاية الصحية وذلك‬
‫بوضع خطوط ىاتفية دائمة لممنح اإلستشارات و النصائح الطبية لألشخاص‪.‬‬

‫قائمة المراجع و المصادر‪:‬‬


‫القوانين‪:‬‬

‫*المرسوم التنفيذي رقم ‪ 69-20‬المؤرخ في ‪ 26‬رجب ‪ 1441‬الموافق ل ‪ 21‬مارس ‪2020‬المتعمق بتدابير الوقاية من‬
‫انتشار وباء كورونا و مكافحتو‪.‬‬

‫الكتب‬
‫*جمال عبدالرحمن محمد عمي‪،‬السر الطبي‪،‬دراسة مقارنة بين القانونين المصري و الفرنسي‪،‬دار النيضة العربية‪،‬‬
‫القاىرة‪2001،‬‬
‫*جابر محجوب عمي محجوب‪،‬قواعد أخالقيات المينة‪،‬مفيوىا ‪،‬أساس إلزاميا ونطاقو دراسة مقارنة ‪،‬الطبعة‬
‫الثانية‪2001،‬‬
‫*وفاء حممي أبو جميل‪،‬الخطأ الطبي دراسة تحميمية‪،‬دار النيضة العربية‪،‬مصر‪1999،‬‬
‫*وفاء حممي أبو جميل‪،‬التطبيب عن بعد البديل في عالم الصحة‪،‬دار النيضة العربية‪،‬مصر‪1998،‬‬
‫*حسن زكي اإلبراشي‪،‬إفشاء السر الطبي و أثره في الفقو اإلسالمي‪،‬رسالة دكتوراه‪،‬كمية الشريعة القانون‪،‬جامعة‬
‫األزىر‪2009،‬‬
‫*محمد بن مكرم بن منظور اإلفريقي المصري‪،‬لسان العرب ‪،‬الطبعة األولى‪،‬دار صادر‪،‬بيروت‪،‬لبنان‪،‬دت‪.‬‬
‫*محمد بن يعقوب الفيروز أبادي‪،‬القاموس المحيط‪،‬الطبعة األولى‪،‬مؤسسة الرسالة‪.1968،‬‬
‫*ممدوح محمد عمي مبروك‪،‬إلتزامات الطبيب نحو المريض في ممارسة التطبيب عن بعد‪ ،‬دراسة تحميمية مقارنة بين القانون‬
‫المصري و الفرنسي‪،‬دار النيضة العربية‪،‬القاىرة‪،‬مصر‪.2018،‬‬
‫*سيد محمد السيد عمران‪،‬إلتزام الطبيب باحترام المعطيات العممية ‪،‬مؤسسة الثقافة الجامعية‪،‬مصر‪1998،‬‬

‫*عمي حسين نجيدة‪،‬التزامات الطبيب في العمل الطبي‪،‬دار النيضة العربية‪،‬مصر‪.1996،‬‬


‫الرسائل‬
‫*حسن زكي اإلبراشي‪،‬إفشاء السر الطبي و أثره في الفقو اإلسالمي‪،‬رسالة دكتوراه‪،‬كمية الشريعة القانون‪،‬جامعة‬
‫األزىر‪2009،‬‬
‫*محمد حاتم صالح الدين عامر‪،‬المسؤولية المدنية عن األجيزة الطبية‪،‬دراسة مقارنة‪،‬رسالة دكتوراه‪،‬كمية الحقوق جامعة‬
‫عين شمس‪1999،‬‬
‫*محمد حاتم صالح الدين عامر‪،‬المسؤولية المدنية عن األجيزة الطبية‪،‬دراسة مقارنة‪،‬رسالة دكتوراه‪،‬كمية الحقوق جامعة‬
‫عين شمس‪.1999،‬‬
‫* عبد الراضي محمد ىاشم زكرياء‪،‬المسؤولية المدنية لألطباء في القانون الوضعي‪،‬رسالة دكتوراه‪،‬كمية الحقوق‪،‬جامعة‬
‫القاىرة‪،‬مصر‪.2002،‬ص‪.18‬‬

‫‪150‬‬
‫التطبيب عن بعد ضرورة فرضتها جائحت كىرونا‬

‫* عبد الراضي محمد ىاشم زكرياء‪،‬المسؤولية المدنية لألطباء في القانون الوضعي‪،‬رسالة دكتوراه‪،‬كمية الحقوق‪،‬جامعة‬
‫القاىرة‪،‬مصر‪2002،‬‬
‫المقاالت‬
‫*مؤتمر العمل العربي‪،‬الدورة الخامسة والثالثون‪،‬المنعقد في شرمالشيخ‪،‬مصر‪،‬الفترةبين‪2008/02/23‬إلى‪2008/03/01‬‬
‫المتعمق بالتطبيب عن بعد و تطوير جياز الصحة‪.‬‬

‫*مشعل عبد اهلل الحميدان‪،‬التطبيب عن بعد تطور إلى مراحل عالية‪،‬مجمة الرياض‪،2005،‬الرياض‬

‫*مصطفى خياتي‪،‬التكنولوجيا المعمومات و استخداماتيا الطبية‪،‬مجمة الحقوق‪،‬الكويت‬


‫*سيام عبد السالم‪،‬تقنيات اإلتصال لخدمة التشخيص و معالجة المرضى‪،‬التطبيب عن بعد ‪،‬مجمة العالم‬
‫الرقمي‪،‬مصر‪.2020،‬‬

‫*سيام عبد السالم‪،‬تقنيات اإلتصال لخدمة التشخيص و معالجة المرضى‪،‬التطبيب عن بعد‪،‬مجمة العالم الرقمي‪2021،‬‬

‫*سمر أشرف‪،‬التطبيب عن بعد في زمن كورونا‪،‬النشرة الدورية‪،‬جامعة اإلسكندرية‪،‬مصر‪،‬مارس ‪.2021‬‬


‫*عادل سجواني‪،‬نظام التطبيب عن بعد ىو المستقبل ‪،‬مجمة اإلمارات الطبيةالعدد ‪،23‬أفريل‪2020‬‬

‫*عادل عمي األصيمي‪،‬التطبيب عن بعد طوق النجاة في زمن كورونا‪،‬مجمة اإلمارات اليومية اإللكترونية‪،‬العدد ‪16298،03‬‬
‫مارس ‪.،2021‬‬

‫* عمي عمي أحمد‪،‬التطبيب عن بعد و المسؤولية المدنية لألطباء وممارسي المين الطبية‪،‬مجمة النبراس‪،‬الكويت‪2020،‬‬

‫*فيرجينيا بوستيل‪،‬كورونا يحطم حواجز الطب عن بعد‪،‬جريدة الشرق األوسط اإللكترونية‪،‬العدد ‪،15112‬أفريل‪.،2020‬‬

‫*منال الفقي‪،‬الطب عن بعد يزدىر في أزمة كورونا‪،‬مجمة الشرق األوسط اإللكترونية‪،‬العدد ‪،15382‬يناير‪.،2021‬‬

‫*رمضان البموشي‪،‬جائحة كورونا أسيمت في تزايد التطبيب عن بعد‪،‬مجمة المعرفة‪،‬العدد‪،22‬مارس ‪،2021‬‬

‫مراجع بالمغة األجنبية‬

‫‪*Bendjilali f,le secte professionnel, télé medecine,daj,2002,-‬‬

‫‪*Beslay nathalie,telemedecine,tele chirurgie, paris 2009.-‬‬


‫*‬
‫‪JacquesGautier ,les systèmes d’information, le cas de la télé médicine thèse de doctorat‬‬
‫‪,paris,1x dauphine, éd,2000,p182.‬‬

‫‪151‬‬

You might also like