Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 482

‫قصار الحكم‪..

‬‬

‫بسم هللا الرحمن الرحيم والصالة والسالم على أشرف‬


‫األنبياء والمرسلين نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين‬
‫وبعد‪..‬‬

‫فإن لما للحكمة من أهميّة كبيرة في إنارة حياة الفرد‬


‫وتوجيهه للصواب وإرشاده لما فيه صالحه ولما فيها من‬
‫تجارب سنين طولية وعميقة قد اختصرت في بضع كلمات‬
‫قصيرة كان لزاما ً على من يريدون الهداية اإلقتداء بحكم‬
‫األئمة األطهار عليهم السالم وبحكم العلماء الكبار اللذين‬
‫هم ورثة األنبياء ورواة الحديث في زمن الغيبة الكبرى‪.‬‬
‫وقد أكّد أهل البيت عليهم السالم أش ّد التأكيد على اإلتعاظ‬
‫بتجارب وحكم اآلخرين وكما ورد عن امير المؤمنين في‬
‫وصيته البنه الحسن عليهما السالم بعد عودتهم من‬
‫ظ ِة‪َ ،‬وأ َ ِمتْهُ ِب َّ‬
‫الز َها َد ِة‪َ ،‬وقَ ّ ِو ِه‬ ‫صفين قال‪« :‬أ َ ْحي ِ قَ ْلبَكَ ِبا ْل َم ْو ِع َ‬
‫ين‪َ ،‬ونَ ّ ِو ْر ُه ِبا ْل ِح ْك َم ِة»‪.‬‬
‫ِبا ْل َي ِق ِ‬

‫ومن أحد علمائنا األعالم الكبار هو آية هللا الشيخ علي‬


‫رضا بناهيان حفظه هللا ورعاه وأنَّى لمثلي الحديث عن‬
‫هذا الطود الشامخ والعلم في سماء العلم والمعرفة يكفي‬
‫فقط أن أضع بين أيديكم بعض الرشحات التي صدرت من‬
‫هذا العالم الرباني المتبحر في روايات أهل البيت عليهم‬
‫السالم والذي تم ّيز بطرحه والذي يكثر فيه الجانب العملي‬
‫والتطبيقي والحلول العملية‪..‬‬
‫آملين من هللا تعالى أن ينتفع بحكمه المؤمنون كي‬
‫يزدادوا إيمانا ً إلى إيمانهم ويقينا ً إلى يقينهم وإخالصا ً إلى‬
‫إخالصهم‪..‬‬
‫والحمدهلل رب العالمين والصالة والسالم على أشرف‬
‫األنبياء والمرسلين نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين‪..‬‬
‫مالحطة‪ :‬توجد بعض الحكم في نهايات الكتاب للسيد‬
‫مقداد الحيدري أدام هللا توفيقاته‪.‬‬

‫🔸فالنجمع اإلثنين م ًعا‪..‬‬

‫تأثير آيات القرآن الكريم في اإلنسان ال يمكن توضيحه‬


‫ب آيات الذكر‬ ‫لآلخرين‪ّ ،‬‬
‫فإن ك ّل من وضع نفسه في مه ّ‬
‫الحكيم وتالها سيجد نفسه أمام معجزة‪ .‬فاإلنسان مخلوق‬
‫معقَّد من جهة‪ ،‬والقرآن الكريم شديد العمق سحيق الغور‬
‫من جهة أخرى‪ .‬فلنعمل على جمع هذين االثنين معًا‪،‬‬
‫فإنّما قد ُخلق أحدُهما لآلخر‪.‬‬

‫🔸ال تُصغ ّ‬
‫ألي أحدا!‬

‫المهزومون والمكتئبون كثيرو التذ ُّمر والشكوى في‬


‫الغالب فال تُصغ إليهم‪ ،‬حتّى وإن صدحوا بصوت‬
‫عذب وأنغام جميلة‪ ،‬ألنّهم سيُس ّودون نظرتك أنت‬
‫أيضًا إلى العالم‪ .‬أصغ فقط إلى كالم المتفائلين البهيج‬
‫بدال من الشكوى – يتحدّثون عن فهمهم‬ ‫فإنّهم – ً‬
‫ض ّخون في مخاطبهم ّ‬
‫القوة‪.‬‬ ‫للسعادة وي ُ‬

‫🔸فالنكن ُرحماء باألطفال‪..‬‬

‫يرى األطفا ُل الرحمة شيئ ًا طبيعيًّا وقلّما يلتفتون‬


‫جراء القسوة لكنّهم‬ ‫إليها‪ ،‬وهم يُصدمون نفسيًّا ّ‬
‫سرعان ما يُتقنونها‪ ..‬إذن فلنكن ُرحماء باألطفال‪.‬‬

‫🔸أفضل ساعة للتفكّر‪..‬‬


‫عرفُنا بالكون الالمتناهي‪ ،‬وتُبرز لنا عظمة‬
‫السماء ت ُ ّ‬
‫الوجود‪ ،‬والليل هو أفضل أوقات التفكّر في النهائيّة‬
‫نفرط به‪.‬‬
‫العالم‪ ،‬فال ّ‬

‫🔸ما يحتاجه الطفل للتديّن‪..‬‬

‫يكفي أن نُر ّبي أطفالنا على األدب قبل أن نعلّمهم‬


‫عقائد دينهم‪ ،‬وسنرى حينذاك كم سيكون اإليمان‬
‫ً‬
‫سهال عليهم وعذ ًبا لهم‪.‬‬ ‫والتد ُّين‬

‫الراقون قليلو النوم!‪..‬‬


‫🔸الناس ّ‬

‫حين نخلُد إلى النوم فإنّنا نُس ّرح أجسادنا وأرواحنا‬


‫كثيرا؟ ألنّنا في العادة‬
‫ً‬ ‫لتستعيد قواها‪ .‬فلماذا ننام‬
‫نُ ْفرط في استعمال أجسامنا وأرواحنا في ساعات‬
‫ي‪ .‬أ ّما الراقون من‬‫اليقظة فنُرهق أنفسنا بشكل عبث ّ‬
‫البشر فألنّهم أكثر هدو ًءا وسكينةً أثناء اليقظة ّ‬
‫فإن‬
‫ت أق ّل؛ ّ‬
‫فإن حياتهم‬ ‫باستطاعتهم أن يناموا لساعا ٍ‬
‫أفضل ك ًّما وكيفًا‪.‬‬
‫🔸هللا تعالى أه ُل ر ْفقة‪..‬‬

‫سن الر ْفقة وجميل ال ُخلق‪ ،‬وهو‬ ‫يحب هللا تعالى ُح ْ‬


‫السبّاق إلى الر ْفقة والمروءة؛ فحين ت ْذك ُُره مع ُك ّل ما‬
‫يتملّكك من ضُعف سي ْذكُرك هو مع ُك ّل ما يملكه من‬
‫قُدرة‪.‬‬

‫شكّ في هذا النمط من التديّن!‪..‬‬


‫🔸فلن ُ‬

‫دعاء ومناجاة يجب أن‬ ‫ٍ‬ ‫المتديّنون الذين ليسوا أهل‬


‫فإن غياب محافل الدعاء العامرة‬ ‫يشكّوا في تد ُّينهم‪ّ ،‬‬
‫عن المجتمع الديني يدفع المتديّنين إلى االغترار‬
‫بأنفسهم ويُنفّر الناس من التديُّن‪ ،‬أ ّما إذا كان‬
‫تضرع وخضوع هلل تعالى فهذا أجمل‬ ‫ُّ‬ ‫الصالحون أهل‬
‫في أعيُن السيّئين وأفض ُل لهدايتهم‪.‬‬

‫🔸كالم هللا تعالى‪..‬‬


‫هللا العظيم الرحيم بلغة األقدار والحوادث‬ ‫يكلّمنا ُ‬
‫ال ُحلوة وال ُم ّرة التي يقدّرها لنا‪ ،‬فياليتنا نفهم كالمه‬
‫تعالى‪ .‬بالطبع ال ينبغي للو ْهم والخيال أن يأخذنا‬
‫إن تخلّصنا ً‬
‫قليال من ُميولنا الس ّيئة‬ ‫بعيدًا‪ ،‬لكنّنا ْ‬
‫فسنفهم معنى كالم هللا ج ّل شأنه والمراد من األحداث‬
‫التي تح ّل بنا‪.‬‬

‫🔸هللا دائم االنشغال بعبده‪..‬‬

‫هللا ّ‬
‫عز وج ّل مشغو ٌل باستمرار بعبده؛ فإ ّما أن يه ّيئ‬
‫له أرضيّةً للتكامل‪ ،‬أو يرتّب له مم ّهدات للتوبة‪ ،‬أو‬
‫يحفظه من بالء‪ ،‬أو يُسبغ عليه نعمة‪.‬‬

‫🔸أمس ْك زمام نفسك‪..‬‬

‫إذا خلّيْت نفسك في منحدر الجبل ستسحبك الجاذبيّة‬


‫ْ‬
‫فأمسك زمام نفسك‬ ‫األرض ّية إلى أعماق الوادي‪ ،‬إذن‬
‫كي ترفعك الجاذبيّة السماويّة للق ّمة إلى األعالي‪.‬‬

‫🔸لوال رحمة هللا‪..‬‬


‫وعفوه‪ ،‬اللذان ينهمران‬
‫ُ‬ ‫لوال رحمةُ هللا ّ‬
‫عز وج ّل‬
‫كاف‬
‫ٍ‬ ‫علينا لذريع ٍة وغير ذريعة‪ ،‬لعرفنا ّ‬
‫أن ذنبًا واحدًا‬
‫لبدء "دومينو" سقوطنا ولدفعنا إلى حافّة الهاوية‪.‬‬

‫🔸مؤشّر النُضج‪..‬‬

‫إن أه ّم مؤشّرات النُضج ال ُمكتسب عند اإلنسان هو‬ ‫ّ‬


‫تم ّكنُه من إدراك حقيقة الوقت؛ أي استيعابه سرعة‬
‫مروره‪ ،‬وإدراكه قيمته‪ ،‬ومعرفته أنّه سينتهي‪.‬‬
‫ولبلوغ هذه الدرجة من النضج ال ب ّد أن يحترم‬
‫ظم حياته‪ ،‬ويجعل لك ّل عم ٍل من‬‫اإلنسا ُن الوقت‪ ،‬وين ّ‬
‫أعماله وقتًا خا ًّ‬
‫صا به‪.‬‬

‫🔸الدعاء هو‪...‬‬

‫أمان عريضة‬
‫ٍ‬ ‫رض‬
‫ألفاظ راقية‪ ،‬وع ُ‬
‫ٍ‬ ‫تكرار‬
‫ُ‬ ‫الدعاء هو‬
‫إن من المؤسف أن نقف‬ ‫بين يدي هللا تبارك وتعالى‪ّ .‬‬
‫ي العظيم فنتكلّم بكالم هابط‪،‬‬ ‫على أعتاب هللا العل ّ‬
‫فالدعوات الراقية تجعلنا ُجلساء هللا ج َّل شأنه‪.‬‬
‫🔸فيتامين الروح‪..‬‬

‫يضعُف اإلنسان بانعدام الذ ْكر فيُصاب بالبرد ألق ّل‬


‫ريح باردة‪ ،‬ويُصدم ألبسط انزعاج‪ .‬فالذ ْكر هو‬‫ٍ‬
‫فيتامي ُن الروح وبروتينُه‪ ،‬وهو يعمل على تقوية‬
‫أعصاب منظومة فكر اإلنسان وعضالتها‪ .‬فلو أننا‬
‫سمحْ نا للذ ْكر بأن ينهض بواح ٍد بالمئة من اإلجراءات‬
‫التي نتّخذها لعالج مشاكلنا فستُعالج هذه المشاكل‬
‫بشكل أفضل‪.‬‬

‫سحر‪..‬‬
‫🔸أفضل وقت للخلوة ال ّ‬

‫أي وقت‬
‫في الخلوة يجد اإلنسان نفسه أفضل من ّ‬
‫أي أوان آخر‪ ،‬وهي وقتُ‬ ‫ثان‪ ،‬وقد يضيّعها أكثر من ّ‬ ‫ٍ‬
‫حصْد المزيد من االمتيازات‪ ،‬كما أنّها وقتُ فقدان‬
‫امتيازات كثيرة‪ .‬وأفضل لحظات الخلوة لحصد‬
‫سحر‪ ،‬ففي وسع المرء‬ ‫االمتيازات الكثيرة هو وقت ال َّ‬
‫بمجرد‬
‫ّ‬ ‫في هذا الوقت أن يبلغ الكثير من المقامات‬
‫استذكار األماني الطيّبة‪.‬‬
‫🔸بداية الحياة‪..‬‬

‫سحر هي وقت اليقظة وبداية الحياة‪ْ ،‬‬


‫فإن‬ ‫لحظات ال َّ‬
‫سحر فلن نكون أحياء بك ّل معنى‬ ‫لم نستيقظ ساعة ال َّ‬
‫وإن أحاسيسنا – كما لو كنّا‬
‫الكلمة طوال اليوم‪ّ ،‬‬
‫سحر هي‬ ‫نائمين – لن تعمل جميعُها‪ّ .‬‬
‫وإن لحظات ال َّ‬
‫سحر‬‫وقت التفكّر‪ ،‬وما بكاء أولياء هللا تعالى وقت ال ّ‬
‫إال نتيجة تفكُّرهم‪.‬‬

‫🔸مستوى الرؤية‬

‫كلّما تقدّم اإلنسا ُن في العمر ارتفع مستوى الرؤية‬


‫قصيرا‪ ،‬واألرض ضئيلة‪ْ .‬‬
‫فإن بلغ‬ ‫ً‬ ‫عنده‪ ،‬فيرى الوقت‬
‫ع الرؤية عنده أقصى حدوده فسيشاهد القيامة‬ ‫ارتفا ُ‬
‫عرج‬
‫منسوب رؤيته ي ُ‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫فكأن اإلنسان إذا ارتفع‬ ‫أيضًا؛‬
‫هو عال ًيا ويذوق حالوة العروج‪.‬‬

‫🔸العقل والحب‪..‬‬
‫حين ال يكون اإلنسان ُمحبًّا فإنّه يشيب بسرعة‪،‬‬
‫عاقال فإنّه يكبُر‬
‫ً‬ ‫ويفرط بصفاء شبابه‪ ،‬وحين ال يكون‬ ‫ّ‬
‫الحب‬
‫ّ‬ ‫متأ ّخ ًرا‪ ،‬ويبقى في جهاالت طفولته‪ّ .‬‬
‫وإن‬
‫الحب؛‬
‫ّ‬ ‫ي يح ّ‬
‫طم‬ ‫وإن التعقُّل العبث ّ‬
‫ي يسلُب العقل‪ّ ،‬‬ ‫العبث ّ‬
‫ي هو التفكير في الدنيا باستمرار‪،‬‬ ‫والتعقّل العبث ّ‬
‫ي هو مح ّبة ما سوى هللا تعالى‪.‬‬ ‫ب العبث ّ‬
‫والح ّ‬

‫🔸هيبة الوقت‪..‬‬

‫الوقت هو أحد مظاهر قدرة هللا سبحانه وتعالى‪ّ ،‬‬


‫وإن‬
‫ظم يعبّر عن انصياع العالم‬ ‫مروره القاسي والمن َّ‬
‫ألوامر هللا الصارمة‪ .‬فحين نستوعب هيبة الوقت‬
‫أي عالم محسوب ودقيق نحيا فيه‪،‬‬ ‫وح ّد ّيته سندرك َّ‬
‫وسنعيش حياةً محسوبةً ب ُك ّل دقّة‪.‬‬

‫🔸كيف هي محبوباتنا؟‬

‫تعارف وخطوبة‪ ،‬واآلخرة محل وصال‪،‬‬ ‫الدنيا محل ُ‬


‫فيفترض بنا في هذه الحياة الدنيا أن نشاهد ونُعجب‪،‬‬
‫وسيتسنى لنا في اآلخرة الحصول على ما أُعجبنا به‬
‫بشكل كامل‪ .‬فلننظر اآلن إلى أي األمور تميل قلوبُنا‪،‬‬
‫وآمل أن ال تكون محبوباتُنا في عالم اآلخرة في نار‬
‫جهنم‪.‬‬

‫🔸ال تنتظر الظروف المناسبة لتهذيب نفسك!‬

‫ال ينبغي أن ننتظر الظروف الجيدة والمواتية لنشرع‬


‫ظم منهاج حياتنا في سبيل‬ ‫في إصالح أنفسنا ونن ّ‬
‫التقرب إلى هللا تعالى‪ ،‬فإنها خدعة أن يؤ ّجل المرء‬
‫للتقرب وإصالح‬
‫ُّ‬ ‫ظمة‬‫"التخطيط واإلجراءات المن َّ‬
‫الذات" لحين تهيُّؤ الظروف المواتية‪ ،‬التي لن تتهيأ‬
‫أبدًا‪ .‬فالحياة هي العيش في خض ّم هذه "اإلرباكات"‬
‫تحديدًا‪.‬‬

‫🔸اإلنسان يخدع نفسه‪..‬‬


‫طرقًا‬
‫يحتال اإلنسان على نفسه باستمرار وهو يسلُك ُ‬
‫شتّى لهذا الغرض؛ فما إن يكتشف أنه لم يعد ً‬
‫قادرا‬
‫طريق ما يتخذ طريقًا آخر‬
‫ٍ‬ ‫على خداع نفسه عن‬
‫لذلك‪ .‬بل إنه يفرح حين يحتال على نفسه؛ مثلما‬
‫نخدع أنفسنا بأن الموت ليس قريبًا منا‪ ،‬أو ّ‬
‫أن الدنيا‬
‫ممتعة جدًا‪ ،‬وهكذا‪.‬‬

‫🔸تجارب الحياة من أجل اآلخرة‬

‫وض مجموعة من التجارب من أجل‬ ‫ما الحياة إال خ ُ‬


‫اآلخرة‪ ،‬وإنك في نهاية المطاف ستطرح جميع‬
‫أدوات التجارب أرضًا وترحل مصطح ًبا معك تجاربك‬
‫وحسب‪ .‬وسترى في ذلك العالم أن تجارب من قبيل‬
‫اإليمان‪ ،‬والقلب السليم‪ ،‬وحب األخيار‪ ،‬والسلوكيات‬
‫والمشاعر الصالحة ستكون رأسمالك في الحياة‬
‫األبدية‪.‬‬

‫🔸ال بد للحب من المهارة‪..‬‬


‫المهارة ليست في السلوك فحسب‪ ،‬بل هي ضرورية‬
‫للمشاعر واألفكار الراقية أيضًا‪ .‬والمهارة تأتي‬
‫تحري الدقة؛ فللمواظبة على‬
‫بالتمرين والتكرار مع ّ‬
‫ذكر هللا تعالى ال بد من التم ُّرن‪ ،‬بل ولكي نتمكن من‬
‫حب هللا أيضًا نحتاج إلى المهارة‪ .‬فال يمكن بلوغ‬
‫مقام رفيع بالالمباالة‪.‬‬

‫🔸األنانية ليست سيئة دائ ًما!‬

‫األنانية ليست سيّئة دائ ًما‪ .‬عادةً ما ينبغي ‪ -‬في‬


‫المرحلة األولى ‪ -‬مواجهة وساوس إبليس بأنانية‪،‬‬
‫بل وحتى عبادة هللا بأنانية أيضًا؛ ذلك أن مصالحنا‬
‫كلها تكمن في العبودية‪ ،‬وأن وساوس الشيطان‬
‫جميعًا تجلب لنا الخسران‪ .‬أما في المرحلة الثانية فال‬
‫طي هذه األنانية أيضًا وممارسة العبودية‬ ‫بد من تخ ّ‬
‫بحب‪.‬‬

‫🔸ستحلو حياتُنا لو‪....‬‬


‫إن ص َّد ْقنا بأن في الدنيا مقيّدات فستكون حياتنا أكثر‬
‫راحة‪ ،‬وإن اقتنعنا بأن في الدنيا مرارات فستصبح حياتنا‬
‫أشد حالوة‪ ،‬وإن آمنّا بالقيامة والمعاد فسنعكف عكوفًا‬
‫على تهيئة صحيفة أعمالنا ونسعى باستمرار لمضاعفة‬
‫عالماتنا‪ ،‬وسنلتذ من هذا العكوف‪.‬‬

‫🔸مستلزمات الحياة األخروية‬

‫إننا ال محالة سنحيا في عالم اآلخرة‪ .‬وال أدري كيف‬


‫ستكون الحياة هناك ليكون من الضروري‪ ،‬قبل الذهاب‬
‫إلى ذلك العالم‪ ،‬أن نتحمل في الدنيا كل هذه المشاق‬
‫لنكون على استعداد لتلك الحياة‪ .‬ومهما يكن من أمر فال‬
‫بد للحياة في ذلك العالم من أشكال من المعرفة‪،‬‬
‫والمهارات‪ ،‬والمواهب وهي التي تؤلّف فلسفة تديُّننا‬
‫بأكملها‪.‬‬

‫🔸رسوم الصالح العذبة‬

‫للصالح في الدنيا رسوم تسديدُها هو في منتهى العذوبة؛‬


‫فحين يلتفت المرء إلى أنه يسدّد رسوم كونه صال ًحا‬
‫فستهون عليه الصعاب وتزداد عنده الثقة بنفسه؛ كأن‬
‫يقال عنك ضعيف إذا كنت رؤوفًا‪ ،‬أو ساذ ٌ‬
‫ج إذا تغافلت‪،‬‬
‫أو تخدُم غيرك فال يقابلك بعرفان الجميل‪.‬‬

‫🔸تقسيم الناس يوم القيامة‬

‫أغرب تقسيم يطرحه هللا تعالى في قرآنه الكريم‪ ،‬والذي‬


‫نغفل عنه عمو ًما‪ ،‬هو تقسيم الناس يوم القيامة‪ ،‬فهو‬
‫سمون في ذلك اليوم‬ ‫يصرح في سورة الواقعة بأنكم ستُق َّ‬ ‫ّ‬
‫إلى ثالث فئات‪ :‬الصالحين‪ ،‬والسيّئن‪ ،‬والسابقين‪ ،‬وهؤالء‬
‫ي‪ .‬وينبغي لهذا التقسيم أن‬ ‫المقربون إل َّ‬
‫َّ‬ ‫األخيرون هم‬
‫يحول هاجسنا من أن ال نكون سيّئين إلى أن نكون من‬ ‫ّ‬
‫السابقين‪.‬‬

‫🔸من الذي ال يذنب بسهولة؟‬

‫إذا أردنا أن نكون من أفضل الناس فسيصبح من السهل‬


‫علينا أن ال نكون س ّيئين‪ ،‬أما إن أحببنا أن نتحلى ببعض‬
‫الصالح فسيصعب علينا جدًّا اإلقالع عن السيّئات‪ .‬وإذا‬
‫التقرب فستنقلب لذّات الدنيا عندنا‬
‫ّ‬ ‫تُقنا إلى ّ‬
‫تذوق حالوة‬
‫مرارات‪ ،‬أما إذا شئنا أن نعبد هللا أدا ًء للتكليف‬
‫فستتضاعف لذة الذنب عندنا أضعافًا‪ .‬األمر إذن في‬
‫أيدينا!‬

‫🔸اختيار أفضل موت!‬

‫عن أمير المؤمنين(ع)‪« :‬إ َّن الموت ال يفوتُهُ ال ُمقي ُم وال‬


‫ب»؛ وكأنه أراد أن يقول‪ :‬الجهاد ال يقدّم‬ ‫يُعج ُزهُ الهار ُ‬
‫الموت‪ ،‬والفرار منه ال يطيل العمر‪ .‬فليست الشهادة إال‬
‫اختيار أفضل أشكال الموت‪ ،‬وهي التي تجعل لحظة‬
‫الموت أجمل لحظات الحياة وتخلّدها أبد اآلبدين‪ ،‬وهللا‬
‫تعالى هو الذي يختار هذه اللحظة لمن يتمنّاها‪.‬‬

‫🔸الخلوة ومعرفة الذات‬

‫الخلوة هي إحدى الطرق لمعرفة الذات‪ .‬فاإلنسان يتيه‬


‫وسط األجواء ال ُمكتظة واالنشغاالت الكثيرة؛ إذ يستولي‬
‫ع اآلخرين عنه فال يعرف ذاته الحقيقية‪ .‬على‬ ‫عليه انطبا ُ‬
‫اإلنسان ‪ -‬بين الحين واآلخر‪ ،‬وفي الخلوات ‪ -‬أن يتأمل‬
‫ذاته‪ ،‬ويفكر في نفسه‪ ،‬ويتحدث عن نفسه إلى هللا تعالى‪،‬‬
‫الحاضر دائ ًما في خلواتنا‪.‬‬

‫🔸الصلة بين الجسد والعقيدة‬

‫حرم‪ ،‬ال‬
‫ثمة بين الجسد والعقيدة صلة وطيدة‪ .‬فالطعام ال ُم َّ‬
‫مثال يؤث ّر سل ًبا على عقيدة اإلنسان‪ّ .‬‬
‫وإن‬ ‫بل المشبوه‪ً ،‬‬
‫غسل بعض أعضاء البدن عند الوضوء‪ ،‬وحركات الجسم‬
‫أثناء الصالة‪ ،‬والجوع حال الصيام هي من األمثلة الكثيرة‬
‫على هذه الصلة‪ .‬فال بد لنا من االهتمام بهذه الصلة‬
‫واستعمال البدن في طريق س ُم ّو الروح‪.‬‬

‫🔸معجزة العالقة مع هللا‬

‫ظف روح اإلنسان من كل نقص‬ ‫العالقة مع هللا تعالى تن ّ‬


‫صا‬
‫والمقربين منه نق ً‬
‫َّ‬ ‫ألن هللا كامل وهو ال يذر في أوليائه‬
‫ما‪ .‬وهذه العالقة تزيد من قوة اإلنسان‪ ،‬ألن هللا قوي‬
‫وهو يزيل عن أوليائه كل ضعف‪ .‬وهذه العالقة تجعل هللا‬
‫مقربيه بكل حسناته‪.‬‬‫ي ُم ّن على َّ‬
‫🔸مطلب هللا الوحيد‬

‫مطلب واحد يريده هللا تعالى من اإلنسان وهو أن يحفظ‬


‫نفسه "سال ًما ومؤ َّه ًال" من أجل لحظة اللقاء بربه‪ ،‬ذلك‬
‫أن أعظم لذة لإلنسان إنما يستشعرها لحظة لقائه باهلل‪،‬‬
‫وإن علينا أن نكون في قمة التأ ُّهل من أجل أعلى‬
‫مستويات هذا اللقاء‪ ،‬وهذا يحصل حينما نجتاز األشياء‬
‫الحقيرة والعديمة القيمة بسالم‪.‬‬

‫🔸سالمة الروحانية‬

‫لقد ولَّى زمن النظر إلى الروحانيات على أنها خرافة‪،‬‬


‫وانطوت صفحة معارضتها بشتى الوسائل‪ ،‬فلقد تغلغلت‬
‫الروحانيات إلى المجتمعات البشرية بعمق وكشفتْ عن‬
‫تحرفها عوضًا عن‬‫قوتها‪ ،‬وراحت القوى االستكبارية ّ‬
‫االستخفاف بها وتصطنع أنواعًا زائفة من الروحانيات‬
‫وتروج لها‪ .‬فعلينا اليوم أن نهتم "بسالمتنا وسالمة‬
‫ّ‬
‫مجتمعاتنا روحانيًا" أكثر من أي شيء آخر‪.‬‬

‫🔸الناس متفاوتون‬
‫نواح‬
‫ٍ‬ ‫امرئ ميزاته ومقدَّراته الخاصة وهو ‪ -‬من‬
‫ٍ‬ ‫إن لكل‬
‫عديدة ‪ -‬ال يقارن بغيره‪ .‬فيجب أن نقول‪ ،‬مع احترام كل‬
‫من هم أفضل منا‪ :‬لعل هللا تعالى لم يطالبنا بأزيد من هذا‪،‬‬
‫وال بد أن نقول عند المقارنة بجميع من هم أسوأ منا‪:‬‬
‫لعل هللا سبحانه لم يطالبهم بأكثر من هذا‪.‬‬

‫🔸معرفة الشرفاء‬

‫في الحديث الشريف‪« :‬إذا غضب الكري ُم فأل ْن لهُ الكالم‬


‫وإذا غضب اللئي ُم ف ُخذ له العصا» (شرح نهج البالغة‬
‫البن أبي الحديد‪ .)285/20/‬فإن أردت أن تعلم ْ‬
‫إن كان‬
‫الشخص شريف النفس أم ال فأدّبه مدةً من الزمن‬
‫بالتعامل معه بمكارم األخالق‪ ،‬فإن كانت النتيجة إيجابية‬
‫فاعلم أنه شريف‪ ،‬وإال فهو إنسان عديم القدر ال بد من‬
‫اتّقاء ّ‬
‫شره‪.‬‬

‫🔸يعالج هللا مشاكلنا الطفيفة‬


‫إذا انهمك المرء في قضية مصيرية مهمة فسيعمل‬
‫أصدقاؤه على تلبية احتياجاته الثانوية وحل مشاكله‬
‫الصغيرة ليتفرغ هو لحل قضيته الرئيسة‪ .‬وكذا إذا‬
‫انشغلنا نحن بقضية ضخمة مثل التقرب إلى هللا تعالى‬
‫فسيعالج هللا جل شأنه مشاكلنا الطفيفة لنتفرغ نحن‬
‫لمعالجة قضيتنا األساسية‪.‬‬

‫🔸لو عرفنا الدنيا جيدًا‪...‬‬

‫لو عرفنا الدنيا حق معرفتها ألدركنا الحكمة من تعاليم‬


‫الدين‪ ،‬وإال فسننتقل من خسارة إلى أخرى‪ .‬فالدين منهاج‬
‫يساعدنا على اجتياز الحياة الدنيا بسالم وبأرباح طائلة‪.‬‬

‫🔸قوة أكبر ولذة أشد‬

‫الذي يعمل في الدنيا من أجل آخرته يعمل بدقة أعلى‬


‫وقوة أكبر ولذة أشد‪ ،‬أما العمل من أجل الدنيا فتتخلله‬
‫أخطاء جمة ويُنتج المزيد من اإلرهاق‪.‬‬

‫🔸عالج العُجب‬
‫لو التفتنا إلى الفوائد الدنيوية للتدين لكنا أقل عُرضةً‬
‫للعُجب‪ .‬إذ يصب التديّن في مصلحتنا نحن‪ ،‬فال ن ُمنَّن به‬
‫على هللا تعالى‪ ،‬ولنعبده بمزيد من التواضع‪.‬‬

‫🔸من أي زاوية ننظر إلى الحقائق؟‬

‫ال يكفي أن تكون لنا نظرة واقعية‪ ،‬بل ال بد من معرفة‬


‫الزاوية التي ننظر منها إلى الواقعيات والحقائق؟ الزوايا‬
‫التي تحددها رغباتُنا وخيالُنا ليست زوايا مناسبة للنظر‬
‫إلى الحقائق‪.‬‬

‫🔸قيمة الواقعية‬

‫الواقعية تمنع اإلنسان من نسج الخيال‪ ،‬وإن مشاهدة‬


‫الحقائق جمي ًعا تنتشل المرء من السذاجة‪ ،‬كما أن تحليل‬
‫الواقعيات بشكل سليم يرفع المرء إلى الذُرى‪.‬‬

‫🔸الشرط الوحيد للتدين هو الواقعية‬


‫من أجل أن نكون متدينين يكفي أن نكون واقعيين؛ فاهلل‬
‫تعالى هو أكبر واقع وحقيقة في عالم الوجود‪ ،‬والقيامة‬
‫هي نهاية الحقائق جمي ًعا وأكثر واقعيات الحياة البشرية‬
‫نصوعًا وثباتًا‪ ،‬كل ما في األمر هو أن هناك فرق بين‬
‫طريق الوصول إلى هذه الحقائق والزاوية التي يُنظر‬
‫إليها منها‪.‬‬

‫🔸ما هو مشروع هللا لحياتنا؟‬

‫التشكيلة العامة للحقائق الخاصة بحياة كل فرد هي من‬


‫تصميم هللا الرؤوف الرحيم وهي في منتهى الحكمة‪ ،‬وإننا‬
‫من خالل استقرائنا الدقيق ألحداث الحياة يمكننا معرفة‬
‫الغرض الذي أراده مدبّر وجودنا‪.‬‬

‫🔸كيف نحيط بحقائق الحياة الدنيا؟‬

‫ليس الموت آخر حقيقة في حياتنا‪ ،‬إذ ستنكشف لنا بعده‬


‫حقائق أضخم وأشد حتمية‪ .‬وكلما أطلنا التفكير في الموت‬
‫أحطنا أكثر بحقائق هذه الحياة الدنيا‪.‬‬
‫🔸قمة األخالق االجتماعية‬

‫قمة األخالق االجتماعية تكمن في قابلية المرء على‬


‫المشاركة في التنظيمات الشعبية للمؤمنين‪ .‬فإن تأكيد‬
‫آثاره في ُحسن‬
‫األخوة يجب أن تظهر ُ‬‫ّ‬ ‫اإلسالم الشديد على‬
‫تعاون المؤمنين وتآزرهم فيما بينهم‪.‬‬

‫🔸لماذا كانوا يستهزئون باألنبياء؟‬

‫يكفي أن تكون بعيد النظر‪ ،‬وأن تمد ببصرك إلى اآلفاق‬


‫البعيدة‪ ،‬وتدعو الجميع إلى نفاذ البصيرة واستشراف‬
‫العواقب لتعرف لماذا كان األقدمون يستهزئون باألنبياء‬
‫دائ ًما‪.‬‬

‫🔸التواضع ال ُمعز‬
‫تواض ْع هلل تعالى وامتث ْل أوامره لكي ال يتمكن الجبابرة‬
‫من إذاللك وإرغامك على طاعتهم‪ ،‬فقيمة كل امرئ‬
‫بسيده‪.‬‬

‫تمرن على التعامل مع هللا بجدية‬


‫🔸 َّ‬

‫الحياة تمرين على أن ال تكون جادًّا في التعامل مع غير‬


‫هللا وأن تحاول التعامل مع أوامر هللا تعالى بجدية‪ .‬وهذه‬
‫المحاولة ليست مجرد مسألة عقائدية‪ ،‬بل هي بحاجة إلى‬
‫تمرين وبذل مجهود‪.‬‬

‫🔸مصدر قوة الروح‬

‫تأتي قوة الروح من األمل باهلل تعالى‪ .‬وال يعيش البعض‬


‫هذا الشعور بالقوة في أي لحظة من لحظات حياته وذلك‬
‫بسبب إحساسه المتجذّر بأنه ال ملجأ له وشدة عدم‬
‫اعتماده على هللا عز وجل‪.‬‬
‫🔸الحاجة والرغبة‬

‫حاجاتنا ورغباتنا تخدع إحداهما األخرى!‪ ..‬ال ينبغي أن‬


‫نتصور أننا بحاجة ماسة إلى كل ما نرغب فيه‪ ،‬أو أننا ال‬
‫بد وأن نرغب في كل ما نحتاج إليه‪ .‬فكل من ال يرغب في‬
‫احتياجاته الخسيسة فهو إنسان ُحر وذو سكينة‪.‬‬

‫🔸الحياة هي الصعبة وليست العبودية!‬

‫الصعب هو الدنيا‪ ،‬أما الدين فسهل‪ .‬الحياة هي الصعبة‬


‫وليست العبودية‪ ،‬بل إن التدين والعبودية هلل تعالى‬
‫يس ّهالن الحياة في الدنيا‪ .‬فإن أستشعرت صعوبة في‬
‫تعاليم الدين فهذا بسبب صعوبة الحياة في الدنيا‪ ،‬والدين‬
‫يُبيّن الطريق الجتياز هذه المصاعب‪ .‬فحين يمنع الدي ُن‬
‫مثال فهو لكونها تزيد من صعوبة الحياة‪.‬‬‫لذّةً ما ً‬

‫🔸حب أولياء هللا عنوان التواضع‬


‫حب أولياء هللا تعالى‪ ،‬وال سيما األئمة المعصومين(ع)‪،‬‬
‫هو عالمة تواضع اإلنسان ذاتًا وبُعده عن األنانية‪ .‬فالذي‬
‫ال يبالي بأولياء هللا تعالى قد تكون المباالته هذه نتيجة‬
‫ب في أن ال‬‫تك ّبره أو حبه الشديد لذاته؛ إذ ليس من سب ٍ‬
‫يحب اإلنسا ُن أولياء هللا بشدة إذا كان متواضعًا ولم يكن‬
‫أنان ًّيا‪.‬‬

‫🔸لماذا نعجز عن التوكل على هللا؟!‬

‫كان من المقرر لصفة "الخوف" في اإلنسان أن تجعله‬


‫يخاف من كل خطر‪ ،‬ويلوذ بربه كما يلوذ الطفل بأمه‪ ،‬ثم‬
‫– باالتكال على هللا – ال يعود يخاف من شيء‪ .‬لكننا –‬
‫من جهة – لم نخش األخطار األساسية في حياتنا‪ ،‬ومن‬
‫جهة أخرى لم نلُذ باهلل كلما خفنا‪ .‬واآلن نحن نخاف من‬
‫اللواذ باهلل عز وجل؛ أي إننا عاجزون عن التوكل عليه!‬

‫🔸هللا ذاك نفسه يستطيع!‬


‫هللا الذي يتحكم باألشخاص من دون أن يشعروا‪ ،‬وال يأذن‬
‫لهم بارتكاب معظم المخالفات والجرائم هو نفسه يستطيع‬
‫أن يسوق الناس‪ ،‬من دون أن يحسوا‪ ،‬صوب الفضائل‪،‬‬
‫أحب أحدًا‬
‫َّ‬ ‫وال يسمح لهم باالبتعاد عنه‪ .‬فاهلل تعالى إن‬
‫جذبه إلى نفسه‪.‬‬

‫🔸أهم عامل الستعباد البشر‬

‫أهم عامل الستعباد البشر على مر التاريخ هو عدم‬


‫اكتراث الناس للسياسة أو خداع السياسيين لهم‪ ،‬وإن‬
‫رسالة النبي(ص) هي إنقاذ الناس من الرق‪.‬‬

‫🔸تباشير جيل ن ّير‬

‫يبدو أن تقدير هللا تعالى يقضي بأن يكون جيل األمة‬


‫اإلسالمية في آخر الزمان ً‬
‫جيال أكثر نورانية‪ ،‬ذلك أنه‬
‫حينما تنجب العائلة المؤمنة ً‬
‫طفال بنية ضرورة تكثير نسل‬
‫ي فال بد أن تترك هذه‬
‫المسلمين والعمل بتوجيهات الول ّ‬
‫تأثيرا أيجاب ًيا‪ .‬وستشهدون هذا الجيل‬
‫ً‬ ‫النية في نسلها‬
‫النيّر في المستقبل‪.‬‬
‫🔸أثر التعلّم على قبول الدين‬

‫ناهيك عن متاعب تحصيل العلم‪ ،‬التي تهذّب اإلنسان‪ ،‬فإن‬


‫إن‬ ‫ً‬
‫فمثال ّ‬ ‫مضمون العلوم التي يتعلمها يُنضجه هو اآلخر‪.‬‬
‫أول ما تكشفه لإلنسان علو ٌم كالرياضيات‪ ،‬والفيزياء‪،‬‬
‫والطب‪ ،‬وأمثالها هو شدة تعقيد العالم ودقة نظامه‪ .‬وإن‬
‫طلع على هذا النظام والتعقيد يكون أكثر استعدادًا‬‫من ي ّ‬
‫لقبول الدين‪ .‬على أن باستطاعة اإلنسان أن يتأثر بعظمة‬
‫هذا العالم!‬

‫🔸مؤشر انخفاض األنانية‬

‫المحبة لآلخرين هي المؤشر على نقصان األنانية‪ .‬وكلما‬


‫طت محبتُك دائرة األصدقاء والمعارف وشملت‬ ‫تخ َّ‬
‫الغرباء‪ ،‬بل واألعداء أيضًا تكون قد ابتعدت أكثر عن‬
‫أنانيتك‪ .‬وكلما ازدادت الفجوة بينك وبين األنانية ازددت‬
‫طلبًا هلل تعالى‪.‬‬

‫🔸إمام القلوب‪...‬‬

‫مثلما تعمل حاكمية اإلمام على المجتمع على بسط العدل‬


‫فيه فإن حاكمية اإلمام على قلب اإلنسان تبعث على‬
‫ورقيّه معنويًا‪ .‬فإن جعلت أه ّم ُحب في قلبك‬
‫توازنه روحيًا ُ‬
‫من نصيب اإلمام فسيكون اإلمام هو الحاكم على قلبك‬
‫ً‬
‫وعدال‪.‬‬ ‫وسيملؤه حكمةً‬

‫🔸إن ع ُ‬
‫ظمتْ نفو ُ‬
‫سنا‪...‬‬

‫صدره ويُطيقُه هو‬


‫ُ‬ ‫يتعرض اإلنسا ُن للبالء فيتّسع له‬
‫ّ‬ ‫أ ْن‬
‫أن ينال اإلنسا ُن لذّةً‬ ‫ً‬
‫أصال‪ ،‬وكذا ْ‬ ‫يتعرض له‬
‫ّ‬ ‫أه ّم من أن ال‬
‫فيتح ّملها وال يخت ّل توازنُه بسببها هو أهم من االستمتاع‬
‫سنا فلن تهزمنا الباليا واللذات‬ ‫فإن ع ُ‬
‫ظمتْ نفو ُ‬ ‫سا‪ْ .‬‬ ‫بها أسا ً‬
‫المادية الصغيرة‪ ،‬وسنكون م َّمن تصيبهم باليا أعظم‬
‫ويتمتعون بلذّات أسمى‪.‬‬
‫🔸هكذا تنشرح صدورنا‪...‬‬

‫ْ‬
‫إن نحن استطعنا إضمار أحزاننا وإظهار أفراحنا‪ ،‬وإخفاء‬
‫كُرهنا وإذاعة حبنا‪ ،‬وإسرار مشاكلنا وإعالن نعمنا‪،‬‬
‫والتستر على عيوب اآلخرين وإفشاء محاسنهم‬
‫وإن انشراح الصدر يبعث – أكثر من‬‫صدورنا‪ّ ،‬‬
‫ُ‬ ‫فستنشرح‬
‫أي عامل آخر – على خفض المعاناة‪.‬‬

‫🔸إن ع ُ‬
‫ظم رو ُحنا‪...‬‬

‫اتساع صدر اإلنسان للبالء وإطاقته له أهم من عدم‬


‫التعرض له‪ ،‬بالضبط مثلما أن قدرة المرء على إطاقة‬
‫اللذة أهم من االستمتاع بها‪ .‬فإن ع ُ‬
‫ظم رو ُحنا فلن تهزمنا‬
‫الباليا واللذات المادية الحقيرة‪ ،‬وسنكون من أهل الباليا‬
‫واللذات األسمى واألعظم‪.‬‬

‫🔸من بعيد تبدو صعبة! يكفي أن تقتحمها‪...‬‬

‫يطالب هللا تعالى عباده بالمثابرة والتضحية‪ ،‬باإليثار‬


‫والتح ّمل في األزمات‪ ،‬بالهجرة وحب الشهادة‪ ،‬بالعبادة‬
‫واإلنفاق‪ .‬من بعيد تبدو كل هذه األمور صعبة‪ ،‬لكنك حين‬
‫تقتحم هذه الصعاب ترى أنها ليست سهلة فحسب‪ ،‬بل‬
‫وتجعل حياتك أكثر راحة ولذة أيضًا‪.‬‬

‫🔸أهم عامل للهدى والضالل‬

‫إن أهم عوامل الهدى والضالل هو ما يتركه الحب‬


‫والواع على‬
‫ٍ‬ ‫والبغض‪ ،‬الخفي أو الجلي‪ ،‬من أثر الإرادي‬
‫أفكار اإلنسان ومواقفه‪ .‬ولو سيطر الناس على مشاعر‬
‫حبهم وبغضهم‪ ،‬أو احترسوا – على األقل – من آثارها‬
‫على منظومتهم الفكرية الستطاعوا تجنّب أكثر األخطاء‪.‬‬
‫بل إن الحب والبغض يسلب المرء إمكانية الحوار أيضًا‪.‬‬

‫🔸ضرورة تجربة اللذة المعنوية‬

‫التجربة المعنوية هي أن تعيش اإلحساس الجميل المتمثل‬


‫بمعيّة هللا وتستيقظ فيك قابلية االستمتاع بالروحانيات‪.‬‬
‫وكلما تصاعد مستوى تجربة اإلنسان للمعنويات تنازل‬
‫تأث ّ ُره باللذات المادية‪ .‬ال بد أن نلمس كيف أن لذة‬
‫وإال سنُهزم باستمرار في‬
‫المعنويات تفوق لذة الماديات‪ّ ،‬‬
‫مجاهدتنا للنفس‪.‬‬

‫🔸ما هو الجهاد في العمل؟‬

‫ْ‬
‫إن نحن استنفرنا كل طاقاتنا وقابلياتنا في إنجاز عم ٍل ما‬
‫فهذا جهاد‪ .‬فالجهاد ليس أن نعمل فوق طاقتنا‪ ،‬بل علينا‬
‫أن نثابر‪ ،‬ونستنفر كل ما لدينا من طاقة‪ ،‬ونُنشّط ذلك‬
‫الجزء من مواهبنا الذي لم يُستغل لحد اآلن‪ّ .‬‬
‫وإن المجاهد‬
‫ال ي ُم ّن على غيره‪ ،‬كل ما في األمر أنه سبق اآلخرين في‬
‫تفجير طاقات نفسه‪ ،‬وحال دون موت مواهبه‪.‬‬

‫🔸لماذا يجب أن ال نحقد على من آذانا؟‬

‫قد يؤذينا المحيطون بنا عن غفلة منهم أو نتيجة ما فيهم‬


‫من قصور طبيعي وذلك لكي تتحقق االمتحانات اإللهية‬
‫وننضج نحن‪ ،‬فال ينبغي أن نحسبهم السبب الرئيس‬
‫ألزماتنا فنحقد عليهم‪ .‬فلنُصلح المحيطين بنا ما استطعنا‪،‬‬
‫لكن ال نعُدّهم ج ّد ًّيا المذنبين في ما يحصل لنا‪.‬‬
‫🔸لماذا نتضايق من سيّئات اآلخرين؟‬

‫إنما يتضايق اإلنسان من س ّيئات اآلخرين حين ال يؤمن‬


‫بيوم القيامة‪ .‬فإن نحن آمنّا بالقيامة والحساب العسير‬
‫يوم المحشر‪ ،‬أو اعتقدنا – على األقل – بأن لكل عمل في‬
‫هذه الدنيا جزا ًء فإننا سنُشفق على اآلخرين‪ ،‬بل ونستغفر‬
‫لهم بسبب سيّئاتهم عوضًا عن التضايق منها‪.‬‬

‫🔸لطف هللا ولطف األم‬

‫هللا عز وجل ألطف من األم‪ ،‬وإنه عن طريق لطف األم ال‬


‫أن تعلّقنا بلطف األم‬‫بد أن نكتشف لطف هللا‪ ،‬مع فارق ّ‬
‫يتناقص يو ًما بعد آخر أما تعلّقُنا بلطف هللا فيزداد يو ًما‬
‫يوم ما صغار أ ّمهاتنا‪ ،‬وبمرور‬ ‫بعد آخر؛ فلقد كنا في ٍ‬
‫الزمن صرنا نكبُر ونستقل لكننا في كل يوم نتعلّق بلطف‬
‫هللا ومحبته أكثر فأكثر‪.‬‬
‫🔸التسهيالت اإللهية ألصعب االختبارات‬

‫أكثر التسهيالت يه ّيئ ُها هللا عز وجل لعباده في أصعب‬


‫االختبارات لئال يُخفقوا فيها‪ .‬وإن أصعب اختبار يُجريه‬
‫هللا عز وجل هو اختبار الوالية‪ .‬ولهذا السبب تحديدًا فقد‬
‫جعل أولياءه ُرحماء محبوبين جدًّا‪ ،‬وذلك لكي ال نُخفق‬
‫في اختبار الوالية‪.‬‬

‫🔸حكمة االمتحانات اإللهية‬

‫الحكمة من االمتحانات اإللهية هي ليعرف اإلنسا ُن هو‬


‫محلَّه من اإلعراب ويعمل على تكامل نفسه‪ ،‬وإال فإن هللا‬
‫تعالى عالم بأحوال عباده‪ .‬كما أن هللا الرؤوف الرحيم ال‬
‫يُخضعنا للكثير من االمتحانات ألنها فوق طاقتنا‪ .‬فإن لم‬
‫نلتفت إلى امتحاناتنا ونتائجها فإننا لن نتكامل‪.‬‬

‫هللا أحدًا‪...‬‬
‫حب ُ‬ ‫🔸إذا أ َّ‬

‫أحب هللا تعالى أحدًا نبّهه بكل وضوح إلى أن حوادث‬


‫َّ‬ ‫إذا‬
‫الحياة امتحان‪ ،‬وإذا أحبه أكثر ألهمه األجوبة المناسبة‬
‫في امتحاناته‪ .‬هللا عز وجل يحبنا جمي ًعا لكننا‪ ،‬وبسبب‬
‫شرود أذهاننا‪ ،‬ال نتلقى رسائله‪ ،‬أو نتغافل عنها‪.‬‬

‫🔸نحن مختارون‪ ،‬لكن إلى ح ٍ ّد ما‪..‬‬

‫لو استطعنا أن نرى كيف أننا – مع كل ما نتمتع به من‬


‫آن آلالف التدابير‬
‫اختيار وحرية – نخضع في كل ٍ‬
‫والتقديرات اإللهية المعقَّدة‪ ،‬التي يتم من خاللها حف ُ‬
‫ظنا‬
‫من جهة‪ ،‬والعمل على وضعنا في مسار خاص يناسبنا‬
‫من جهة أخرى‪ ،‬لحسبنا هلل ألف حساب ولخضعنا‬
‫تصرف هللا عز وجل‪.‬‬‫ُّ‬ ‫لربوبيته‪ .‬فإننا باستمرار في‬

‫🔸نحن وهللا‪...‬‬

‫"نحن وهللا"‪ ..‬هذه هي قصة حياتنا من أولها إلى آخرها‪.‬‬


‫فإن أهم قضية في حياتنا – شئنا أم أبينا ‪ -‬هي أننا ك ْم‬
‫نقترب من هللا أو نبتعد عنه في كل لحظة‪ ،‬وكم نهيّئ لهذا‬
‫االقتراب واالبتعاد في كل حين من أرضيات؟ هللا تعالى‬
‫طواف حول بيته ج َّل‬‫ٌ‬ ‫هو مركز وجودنا‪ ،‬وإن حياتنا كلها‬
‫وعال‪ ،‬سواء ابتعدنا أم اقتربنا‪.‬‬
‫🔸من الذي يفكر في الموت؟‬

‫المطمئن إلى رحمة هللا تعالى يستطيع التفكير في الموت‬


‫بكل سهولة‪ .‬فطالما أن لنا ربًّا رحي ًما شفيقًا فال ينبغي‬
‫لذكر الموت أن يُقلقنا‪ .‬لنكُن على ثقة بأن هللا عز وجل‬
‫يعلم ضعفنا وأنه سيحتضننا‪ .‬هذا الشعور الجميل بحد‬
‫ويزودنا باآلثار الجيدة لذكر‬
‫ّ‬ ‫سن عالقتنا باهلل‬
‫ذاته يُح ّ‬
‫الموت‪.‬‬

‫للرقاد‪!...‬‬
‫🔸سنستسلم‪ ،‬كاستسالمنا ُ‬

‫والرقاد‬
‫ُ‬ ‫اليقظة تعني أن تمتلك فُرص االستمتاع بالحياة‪،‬‬
‫يعني تعطيل كل شيء‪ .‬لو كان األمر بأيدينا فإننا لن ننام‬
‫طل حياتنا أبدًا‪ ،‬لكن اإلرهاق يأخذ منا مأخذًا‬ ‫ولن نع ّ‬
‫صا من‬ ‫سلم له الجسد بكل رغبة تخل ً‬ ‫للرقاد ونُ ْ‬
‫فنستسلم ُ‬
‫التعب‪ .‬هكذا بالضبط سنستسلم للموت‪...‬‬

‫🔸أحد أسباب المزاج الحاد‬


‫إن إطالقك العنان لمحبوباتك التافهة وعدم تصميمك على‬
‫مخالفة هواك ي ُج ّر إلى أعراض سلبية كثيرة‪ ،‬منها حدة‬
‫المزاج‪ .‬وعلى الرغم من أن حدة المزاج ليست دائ ًما لهذا‬
‫السبب‪ ،‬لكن الذي ال يخالف هواه يحتد مزا ُجه بسرعة إذا‬
‫أمور حياته كما يشاء‪ ،‬ويبدأ باختالق الذرائع‬
‫ُ‬ ‫لم تجْ ر‬
‫والتفتيش عن العيوب كالطفل المدلَّل‪.‬‬

‫🔸استعد للحب!‬

‫مقولة "الحب ال يطرق الباب"؛ أي يظهر في القلب من‬


‫دون أسباب ومقدمات‪ ،‬غال ًبا ما تكون خاطئة مع حب هللا‬
‫تعالى وحب أوليائه‪ ،‬إذ يجب مع األخير التمهيد للحب‪ ،‬بل‬
‫قد تطول عملية تمهيد األرضية له العمر كلَّه‪ .‬فال بد من‬
‫كنس القلب وغسله من أجل هذا الحب‪ ،‬بل عليك أنت‬
‫أيضًا – في النهاية – أن تخرج من قلبك!‬

‫🔸رأس السنة الجديدة‬

‫رأس السنة الحقيقية الجديدة للبشر جمي ًعا هو الثالث‬


‫والعشرون من شهر رمضان المبارك‪ ،‬ففي ليلة هذا اليوم‬
‫يُكتب لكل إنسان رزقُه ومقدَّراتُه لمدة عام ويُغفر فيها‬
‫للكثيرين أيضًا‪ .‬فإن أحب شخص وضع برنامج سنوي‬
‫لنفسه فيُفضل أن تكون بدايته هذا اليوم‪.‬‬

‫🔸أعظم آيات هللا‬

‫اإلنسان‪ ،‬قبل أن يولد‪ ،‬يحب الفضائل جمي ًعا‪ ،‬ثم ينساها‬


‫المقرر أن يبدأ – شيئ ًا فشيئ ًا –‬
‫َّ‬ ‫كلها حين يولد‪ ،‬وإن من‬
‫ومن خالل مشاهدته آليات هللا تعالى‪ ،‬بتذكُّر كل ما سبق‬
‫ونسيه من محبوباته‪ .‬وإن أعظم آيات هللا التي من شأنها‬
‫أن تذكّرنا بأسمى محبوباتنا الراقية هي اإلمام علي(ع)‪.‬‬

‫🔸النشاط المتواصل‬

‫النشاط المتواصل هو من نصيب من يعرف بأي اسم من‬


‫أسماء هللا تعالى يستعين في كل آن وفي كل مكان‪ .‬فالذ ْكر‬
‫المتواصل يجلب النشاط‪ ،‬والغفلة تأتي بالحزن‪ ،‬وإن لكل‬
‫ألم من آالمنا اسما ً من أسماء هللا يسكّنه ولكل حاجة من‬
‫حوائجنا اسما ً من أسماء هللا يقضيها‪ ..‬ودعاء الجوشن‬
‫الكبير هو مخزن أسماء هللا الحسنى‪.‬‬
‫🔸مس ّراتنا‬

‫الحزن مؤش ٌّر على خلل كبير في روح اإلنسان‪ ،‬والحز ُن‬
‫سرات‬
‫سرات المعنوية‪ .‬م ّ‬ ‫ال ُم ْمرض ين ُجم عن فقدان الم ّ‬
‫اإلنسان المعنوية هي هللا تعالى‪ ،‬ولقاء أولياء هللا‪،‬‬
‫والحضور في جنة هللا ورضوانه‪ ،‬وكذا اإلتيان باألعمال‬
‫وإن أرواحنا بحاجة‬ ‫والعبادات خالصةً لوجهه عز وجل‪ّ .‬‬
‫دائ ًما إلى النشاط المعنوي‪.‬‬

‫🔸القراءة السليمة تستلزم حب الحق‬

‫كبيرا فإنّه عادةً ما‬


‫ً‬ ‫من ال يحب الحق وال يقيم له وزنًا‬
‫تستعصي عليه القراء السليمة حين يجد نفسه ‪ -‬في‬
‫اختيار‬
‫ٍ‬ ‫اللحظات الحرجة واألجواء ال ُمضبَّبة ‪ -‬في موضع‬
‫بين الحق والباطل‪ .‬فينبغي أن نحب الحق إذا عرفناه‪،‬‬
‫وإال سنفقد الفهم الصحيح للحق في غمار الفتن‪.‬‬

‫🔸خطأ فادح!‬
‫إن أهم احتياجاتنا هو العالقة مع هللا تعالى‪ ،‬وإن جميع‬
‫عالقاتنا واحتياجاتنا األخرى هي إما زائفة أو ثانوية‪.‬‬
‫وإننا عوضًا عن أن نستغل جميع إمكانياتنا وعالقاتنا‬
‫لتقوية صلتنا باهلل تعالى وننشغل باحتياجنا إليه‪ ،‬فإننا‬
‫عادةً ما نحاول استغالل هللا لتقوية باقي صالتنا‪.‬‬

‫🔸لن نستلذ بالدنيا!‬

‫ص ّممت الدنيا بحيث إنها ال تُرضي اإلنسان أبدًا‪ .‬نعم‬


‫لقد ُ‬
‫األذكياء يحاولون تسييرها بما يوافق ميولهم‪ ،‬لكنها تُدار‬
‫وتُقدَّر على نح ٍو ال تسمح لنا بأن ننعم بالراحة كما لو كنا‬
‫في الجنة‪ .‬ليكُن في علمنا أننا لن نستلذ بالدنيا منتهى‬
‫اللذة على اإلطالق‪ ،‬وما هي إال محل مرور وامتحان‪.‬‬

‫🔸إياك والخوف العبثي!‬

‫يتسبب الخوف العبثي ‪ -‬حالُه حال الرجاء العبثي ‪-‬‬


‫بأضرار جمة‪ .‬فما كل خوف يردع عن السيئات‪ ،‬كما أنه‬
‫غب في الحسنات‪ .‬إن الخوف في غير‬ ‫ما كل رجاء يُر ّ‬
‫محله يخفض مستوى الحب والعاطفة‪ ،‬ويرفع منسوب‬
‫النسيان‪ .‬فال ينبغي للخوف من هللا عز وجل أن يقود إلى‬
‫الفرار منه ويجلب القنوط‪ ،‬فإن الشيطان أحيانًا ما يخيفنا‬
‫على نح ٍو يُبعدُنا عن هللا سبحانه‪.‬‬

‫تزود بالقوة من هنا!‬


‫🔸 ّ‬

‫قد يكون غضبُنا بسبب جوعنا‪ ،‬فإن تغذّينا سكت غضبُنا‪.‬‬


‫وقد يكون خمولُنا بسبب تعبنا‪ ،‬فإن استرحنا ً‬
‫قليال عاد‬
‫إلينا النشاط‪ .‬وقد يكون ضعفُنا بسبب االبتعاد عن هللا‬
‫تعالى‪ ،‬فإن انشغلنا بالذكر والعبادة بما يكفي قوينا‬
‫أمورنا‪.‬‬
‫ُ‬ ‫وصلُحت‬

‫🔸ال نض ّيع أعمارنا من أجل اآلخرين!‬

‫كم قد أضعنا من حياتنا في سبيل اآلخرين وعملنا‬


‫إلرضائهم؟ ما األجر الذي دفعوه لنا إزاء ذلك؟ فإن كنا قد‬
‫حظينا من أح ٍد بشيء فلنحترس من أن السلوك غير‬
‫ال ُمخلص ال ثمرة له‪ ،‬وأن ما حظينا به كان ُمقد ًَّرا لنا‪،‬‬
‫ولو أنّا عملنا لمرضاة ربنا فحسب‪ ،‬ألعطانا األفضل‪.‬‬
‫🔸هل أنت ملتفت إلى ال ُمخرج؟‬

‫أو ًال‬
‫دورا علينا ّ‬
‫لقد حدد " ُمخرج" الوجود لكل واحد منا ً‬
‫أن نعرفه جيّدًا وثانيًا أن نؤدّيه بشكل سليم‪ ،‬مهما كان‬
‫هذا الدور‪ .‬فإن أخذتْنا االنفعاالت الزائفة ولم نُذعن‬
‫لتوجيهات "ال ُمخرج" الدقيقة فإننا لن نفهم ما يطلبه‬
‫سدًى‪.‬‬ ‫أعمارنا ُ‬
‫ُ‬ ‫األخير منا‪ ،‬ولن نعرف دورنا‪ ،‬وستذهب‬

‫🔸األثر التربوي للعلم‬

‫أثرا تربو ًيا في تق ُّبل اإلنسان للدين؛ إذ‬


‫إن ألصل العلم ً‬
‫تخبرك العلوم جميعًا بأن العالم من حولك معقَّد غاية‬
‫التعقيد وال ينبغي التعاطي مع أي شيء بسطحية‪ّ .‬‬
‫وإن‬
‫الذي يُص ّدق بأن العالم معقّد يكون أكثر استعدادًا لتقبّل‬
‫تعقيد األوامر الدينية‪ .‬ولهذا يُتوقَّع التديُّن من العلماء‬
‫أكثر من غيرهم‪.‬‬

‫🔸اإلحساس الجميل مدعاة لألمل وللقلق معًا!‬


‫آثار من‬
‫حين ينحدر المرء إلى السوء تبقى في داخله ٌ‬
‫النقاء والحاالت الروحية الجيدة مدةً من الزمن‪ ،‬وهذا –‬
‫من ناحية – مدعاةٌ لألمل بأنه ثمة سبيل للعودة إلى جادة‬
‫الصواب‪ ،‬ومن جهة أخرى مدعاةٌ للقلق لئال يحسب نفسه‬
‫جراء بعض األحاسيس الجميلة – إنسانًا صال ًحا‪،‬‬
‫– ّ‬
‫المسوغات ألفعاله ويُسكت ضميره‪.‬‬
‫ّ‬ ‫فيعطي‬

‫🔸ما الذي يجعل اإلنسان ضيّق األفق؟‬

‫ضيْق األفق هو ضرب من ضعف الرؤية الناشئ عن‬


‫الواقعية ال ُمفرطة‪ّ .‬‬
‫وإن الشخص الض ّيق األفق إن كان‬
‫صال ًحا أغلق أبواب الجنة في وجه اآلخرين‪ ،‬وإن كان‬
‫سيئ ًا فتح لهم أبواب جهنّم‪ّ .‬‬
‫وإن ضيْق األفق مرتبط نوعًا‬
‫ما بقصر النظر الناجم عادةً عن عدم مشاهدة سعة رحمة‬
‫هللا تعالى‪.‬‬

‫🔸أفضل انشغال لإلنسان‬

‫حب اإلنسان للتل ّهي واالنشغال يجعله ال يتل ّهى بالترفيه‬


‫واألفراح فحسب‪ ،‬بل باألحزان والمشكالت أيضًا‪ ،‬في حين‬
‫أن عليه أن يستمتع بالسعادة‪ ،‬ويتجاوز الحزن‪ ،‬بل ويلعب‬
‫أحيانًا‪ ،‬وال ينشغل إال بأهم هواجس الحياة! فإن االنشغال‬
‫بكل ما سوى هللا غفلة‪ّ ،‬‬
‫وإن مآله الخسران‪.‬‬

‫🔸مكاننا ليس هنا!‬

‫الدنيا لن تكون أبدًا جنة اإلنسان‪ ،‬وحياتُه فيها لن تتخذ‬


‫وضعًا مثاليًّا على اإلطالق‪ ،‬ألننا ببساطة لم نُخلق لهذه‬
‫الدنيا‪ ،‬وهي ال تعدو كونها دار امتحان ومرور‪ .‬وفي‬
‫أحسن األحوال؛ أي في زمن ما بعد الظهور‪ ،‬ستكون‬
‫األمور بحيث سيعمل كل شيء على سوق اإلنسان نحو‬
‫هللا بشكل أفضل‪ ،‬وستغدو السبُل إلى غير هللا أصعب‬
‫بكثير‪.‬‬

‫🔸نحو عالم مدهش!‬

‫إننا سندخل بعد الموت عال ًما مختلفًا كل االختالف عن‬


‫لتنوعه‪.‬‬
‫عالمنا هذا؛ عال ًما ال نهاية لرحابته وال نفاد ّ‬
‫وهناك سندرك للت ّو أن أمانينا الضبابية في الدنيا لم يكن‬
‫باإلمكان تحققُها إال في ذلك العالم‪ .‬فياليت حبَّنا الستطالع‬
‫ذلك العالم يخفّف من خوفنا التافه من الموت ويزيد ً‬
‫قليال‬
‫من توقنا إلى اآلخرة‪.‬‬

‫🔸ما مصدر أخطائنا وبذاءة أخالقنا؟‬

‫إن من غير الضروري أن نخالف جميع ميولنا‪ ،‬لكن لنعلم‬


‫أن أخطاءنا كافة نابعة من استسالمنا لهذه الميول‪ .‬وإن‬
‫من غير الالزم أن نتح ّمل جميع الصعاب‪ ،‬لكن لنعلم أن‬
‫كل بذاءات أخالقنا ناجمة عن عدم تح ُّملنا هذه الصعاب‪.‬‬
‫إذن فلنبني أمرنا من األساس على مخالفة الميول وتح ُّمل‬
‫الصعاب‪.‬‬

‫🔸االستسالم هلل‬

‫إجبار وك ُْر ٍه قبي ًحا فإنه‬


‫ٍ‬ ‫بقدر ما يكون االستسالم عن‬
‫جميل إذا كان عن إحساس وحب واختيار‪ .‬لكن بما أننا ال‬
‫نحمل عاطفة تجاه هللا فإن اختيارنا ال يقودنا إليه‪ .‬لكننا‬
‫إن أحببنا هللا تعالى ورمينا أنانيّتنا وراء ظهورنا فستكون‬
‫أجمل لحظات حياتنا هي حين يقتادوننا إليه ُمكرهين!‬
‫🔸بهذه الطريقة فقط ننال السلطة!‬

‫اإلنسان مخلوق ينشُد أعلى سلطة وهو في منتهى‬


‫سا‬
‫الضعف؛ فال يقف طلبُه للسلطة عند حد مع أنه أسا ً‬
‫سلطة‪ ،‬وليس ثمة من ينبّهه إلى‬ ‫أي ُ‬
‫عاجز عن أن ينال َّ‬
‫"أنك ال تستطيع إال االتصال بصاحب سلطة أزلية مطلقة!‬
‫ففتش عنه‪ ،‬وأشبع طلبك للسلطة بحبه‪ .‬على أنه سيهبك‬
‫أنت أيضًا سلطة‪ ،‬لكنك لوحدك لن تكون شيئ ًا أبدًا"‪.‬‬

‫🔸الدنيا = المعاناة‬

‫ال بد أن نتيقّن من أن الدنيا ُخلقت بحيث ال يمكن العيش‬


‫فيها براحة مطلقة والتمتع فيها بلذة كاملة‪ .‬كل من عاش‬
‫في هذه الدنيا يشهد بأن المعاناة ال انفكاك لها عن الدنيا‪.‬‬
‫إذن لماذا ال نؤمن بهذه الحقيقة‪ ،‬ونعود نأمل في كل مرة‬
‫أن ننال الراحة المطلقة؟!‬

‫🔸شجاعة الروح‬
‫الشجاعة من ضرورات التدين؛ فإن لم يكن لك قلب‬
‫جسور فلن تستطيع التوكل على هللا تعالى وعقد الصفقات‬
‫ب ال تراه‪ .‬وإن لم تكن مقدا ًما فلن تتمكن من الدفاع‬
‫مع ر ّ‬
‫عن الحق‪ .‬وإن لم تكن صلب الروح فلن تصبر في البالء‪.‬‬
‫إن من الطبيعي ‪ -‬مع غياب الشجاعة – أن نترك الجهاد‬ ‫ّ‬
‫ونتعذّر بألف عُذر وعذر لقبول السالم‪.‬‬

‫🔸التحكم بحب االستطالع‬

‫يبدأ حب اإلنسان لالستطالع إلدراك ما حوله من أول‬


‫لحظات حياته وهو يمده بالعلم والمعرفة‪ .‬حب االستطالع‬
‫هذا فوضوي في سنين الطفولة لكنه يجب أن يصبح أكثر‬
‫منهجة وحسابًا كلما تقدم اإلنسان في العمر‪ّ ،‬‬
‫وإال ابتُلي‬
‫ً‬
‫جهال وأقل‬ ‫بحب االستطالع العبثي الذي سيجعله أكثر‬
‫معرفة‪.‬‬

‫🔸األدب عنوان الفضائل كلها‬


‫إذا انقرض األدب في مجتمع ما اضمح ّل فيه الدين أيضًا؛‬
‫ب‬
‫ستغن عن األدب‪ ،‬وما من عديم أد ٍ‬‫ٍ‬ ‫فليس هناك مؤمن ُم‬
‫باستطاعته أن يكون مؤمنًا‪ .‬األدب هو أهم عنصر في‬
‫ثقافة المجتمع من شأنه أن يم ّهد األرضية لقبول الدين‪..‬‬
‫من ال يدرك جمال األدب فلن يفهم جمال الصالة‪ ،‬بل جمال‬
‫الدين كله‪.‬‬

‫🔸قمة المعرفة ونقاء الباطن‬

‫لو استطاع اإلنسان في الرخاء والنعمة أن ينادي هللا عز‬


‫وجل بإخالص ومن أعماق قلبه‪ ،‬ويشعر بمنتهى التعلّق‬
‫به‪ ،‬تما ًما كما يفعل في ذروة المعاناة والعُزلة‪ ،‬يكون قد‬
‫بلغ قمة المعرفة ونقاء الباطن‪ .‬إننا متعلّقون باهلل بشدة‬
‫في كل حين‪ ،‬وحسبُنا أن نلتفت دو ًما إلى هذا التعلق‪.‬‬

‫🔸آالم الحب‬

‫إنه بمقدار ما يكون الحب لذيذًا فهو مدعاة لأللم‪ ،‬وبقدر‬


‫ما يكون ُمزي ًحا لله ّم‪ ،‬فإنه باعث عليه أيضًا‪ .‬البعض يحب‬
‫خوض تجربة العشق من دون أن يدري ما الباليا التي‬
‫تنتظر العاشق‪ .‬فإن من عقوبات العشق الهجْ ر؛ فعن أمير‬
‫المؤمنين(ع) قوله‪« :‬الهجرا ُن عقوبةُ العشق» (بحار‬
‫األنوار‪ /‬ج‪ /75‬ص‪.)11‬‬

‫🔸مرض ذهني!‬

‫اإلنسان الشاكر يطوف بعينه وذهنه بحثًا عن نعمة‬


‫ليشكرها‪ ،‬أما الكافر بالنعمة فذهنُه مريض وهو دائم‬
‫التفتيش عن النقم والعقبات ليغذّي بها قائمة احتجاجاته‪.‬‬
‫ولو تفشّى هذا المرض في ثقافة الناس اليومية الرتفع‬
‫معدل األفكار السلبية‪.‬‬

‫🔸كل ما نراه‪...‬‬

‫عين اإلنسان هي نافذته إلى المعرفة واالتصال بالعالم‬


‫أجمع‪ .‬لكن هللا قد جعل خلف العين دما ً‬
‫غا كي يحلل‬
‫اإلنسان كل ما يراه ويفكر فيه‪ ،‬ال أن يهرول إليه من دون‬
‫جدارا‪،‬‬
‫ً‬ ‫تفكير‪ .‬لكن البعض قد نصب خلف نافذة عينه‬
‫فحين يفتح عينيه ال يكون لرؤيته أي رصيد فكري‪.‬‬
‫🔸ما هو التكامل؟‬

‫ليس التكامل هو أن نبلغ موض ًعا مع ّينًا‪ ،‬بل هو مسيرة‬


‫مستمرة نحو الهدف المنشود‪ .‬في الدنيا ليس هناك معنى‬
‫"للوصول"؛ فالسعي والمثابرة المتواصلين أمر محتوم‬
‫علينا في الدنيا؛ «يا أيُّها اإلنسا ُن إنّك كاد ٌ‬
‫ح إلى ربّك ك ْد ًحا‬
‫ف ُمالقيه» (االنشقاق‪ .)6/‬فال تكن خطتك من البداية أن‬
‫تستقر إذا ما بلغت مكانًا ما‪.‬‬
‫ّ‬

‫🔸محرك وجود اإلنسان‬

‫بذكر الموت تُح ّل جميع المعضالت؛ من غموم‪ ،‬وأحزان‪،‬‬


‫وأحقاد‪ ،‬وضغائن‪ ،‬وحسد‪ ،‬وما إلى ذلك‪ .‬فذكر الموت‬
‫يضبط محرك وجود اإلنسان‪.‬‬

‫🔸المهمومون والسعداء‬

‫لقد قُ ّ‬
‫سمت اآلالم بين الناس بالتساوي ولم يميّز هللا تعالى‬
‫بينهم في هذا الخصوص‪ .‬الفرق بين المهمومين‬
‫والسعداء هو أن السعداء ال يكترثون آلالمهم‪ ،‬مع أن‬
‫واقع حياتهم ال يختلف عن واقع حياة المهمومين‪ .‬أما‬
‫عدم االكتراث للهموم فسببه عند البعض الغفلة‪ ،‬وعند‬
‫البعض اآلخر المعرفة‪.‬‬

‫🔸بمجرد أن تقوم هذه العالقة‪...‬‬

‫يطول المقام جدًا حتى يلتفت اإلنسان بكل كيانه إلى هللا‪،‬‬
‫لكن بمجرد أن ينتبه قلبُه وذهنُه إلى هللا فإنه لن يغفل‬
‫عنه لحظة واحدة‪ .‬من الممكن أن ال يقيم اإلنسان عالقة‬
‫مع هللا‪ ،‬لكن بمجرد أن تقوم هذه العالقة فإنه ال يعود‬
‫باإلمكان التخلي عنه‪.‬‬

‫🔸رياضة الروح‬

‫تقوي عضالت روح اإلنسان‪ ،‬والسعي‬ ‫المعاناة واآلالم ّ‬


‫المصحوب بالمشقة رياضة للروح‪ ..‬فنشاط الروح‬
‫ضرورة شأنه شأن نشاط الجسم‪ ،‬لكن الفرق بين الروح‬
‫والجسم هو أن األولى ال تشيخ كالثاني‪ ،‬بل من الممكن‬
‫أن تغدو أكثر شبابا ً وطراوةً في كل آن‪ ،‬هذا إذا لم ننس‬
‫الرياضة الخاصة بها!‬
‫🔸العالقات‬

‫ليس باستطاعة المرء أن يحيا حياة طيبة دون أن تقوم‬


‫بينه وبين اآلخرين عالقات‪ ،‬لكن حياته – في كثير من‬
‫األحيان – تفسد بسبب هذه العالقات نفسها‪ .‬فأكثر‬
‫االمتحانات اإللهية إنما تجري في خضم هذه العالقات‬
‫فتكون سببا ً لسقوط اإلنسان أو مدعاةً لسعادته‪ .‬فلو كان‬
‫من المقرر أن ال تكون لنا مع أحد عالقة لكان أروح‪،‬‬
‫لكنه ال راحة في الدنيا!‬

‫🔸تدارك ما فات‬

‫كاف لتدارك ما فات‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫لن يكون هناك في المستقبل مجال‬


‫فلو كان في يوم الغد مجال لكان قليالً حتى لترميم‬
‫تعول على الغد أبدا ً‬‫وإصالح أمور الغد نفسه‪ ،‬إذن فال ّ‬
‫ّ‬
‫وكأن المجال فيه أقصر‬ ‫لتدارك ما ضيّعت‪ ،‬بل وخطط للغد‬
‫من اليوم‪ ،‬فأنجز اليوم إذن بعض أمور غدك‪.‬‬

‫🔸السعادة‬
‫باستطاعة اإلنسان أن ينال السعادة بأقل جهد‪ ،‬وإنّه لمن‬
‫بأن بلوغ السعادة ال يكون إال‬ ‫نظن ّ‬
‫ّ‬ ‫المخيّب لألمل أن‬
‫بعض المخالفة ألهوائنا وشي ٌء من‬ ‫ُ‬ ‫بجهد بالغ؛ فحسبُنا‬
‫أي‬
‫سنا ساعة االمتحان لنرى ّ‬ ‫الممانعة أمام ما تشتهيه أنف ُ‬
‫هللا تعالى إ ّياها‪.‬‬
‫وأي عناي ٍة سيُولينا ُ‬
‫ستغمرنا ّ‬
‫ُ‬ ‫ت‬
‫بركا ٍ‬

‫🔸امتحان العقل‬

‫عندما نقع في الشك تُمتحن عقولُنا‪ ،‬وإن االنتصار في‬


‫تحرر العقل من الهوى‬ ‫مثل هذا االمتحان يكون في ّ‬
‫واألماني الهابطة‪ .‬االستشارة واالستخارة جيّدتان لكنهما‬
‫تعوضان عن خالص العقل من الهوى‪ .‬وإن االستخارة‬ ‫ال ّ‬
‫الحقيقية هي االستمداد من هللا تعالى طلبا ً للنورانية‬
‫وهداية العقل‪.‬‬

‫🔸المناجاة بال استغفار كالتنظيف بال من ّ‬


‫ظفات‬
‫المناجاة من دون استغفار كتنظيف البيت واألثاث بال ماء‬
‫ومن ّ‬
‫ظفات‪ .‬فاالستغفار كاالستحمام يط ّهر أرواحنا‬
‫المتسخة‪ .‬فكيف لنا أن نقضي فترات طويلة دون استغفار‬
‫متح ّملين ثقل أرواحنا أو أن نعيش في منزل قذر؟ فإن‬
‫تحرضنا على التنظيف‪.‬‬
‫طبيعة الحياة ّ‬

‫🔸الفوضى‬

‫الفوضى ليست هي سيئة فحسب‪ ،‬بل إنها تفسد حسنات‬


‫اإلنسان أيضاً‪ .‬فقد تؤول حا ُل امرئ ذي قدرة إلى‬
‫الفوضى نتيجة شفق ٍة في غير موضعها أو حرص على‬
‫المزيد من النجاح‪ ،‬وهي فوضى تبعث على إفساد قدراته‬
‫تلك‪ .‬نعم‪ ،‬قد يكبح التنظي ُم أحيانا ً سرعة انطالق اإلنسان‪،‬‬
‫أو يقيّده‪ ..‬لكنه يضمن له النجاح‪.‬‬

‫🔸لوال التفكير‪...‬‬

‫من شأن التفكّر أن يخلّص اإلنسان من أغالل النزوات‪،‬‬


‫التحرر‪ْ .‬‬
‫وإن نحن‬ ‫ّ‬ ‫ويقوي فيه المعتقدات التي تبعث على‬ ‫ّ‬
‫لم نفكّر في المبدأ والمعاد‪ ،‬ولم نتأ ّمل في فناء لذات‬
‫الدنيا‪ ،‬وبقاء لذة العبادة وكونها أكثر متعة فلن نعود إلى‬
‫العقل إال بعد خوض اإلخفاقات والهزائم ال ُم ّرة‪.‬‬

‫🔸الحياة بعد الموت‬

‫إن التفكّر في اآلخرة والحياة بعد الموت يمنحنا طاقةً‬


‫وحيويةً وقدرةً فائقة على الحياة‪ ،‬ويجعلنا مشتاقين‬
‫ومنتظرين للحضور في اآلخرة‪ ،‬ويس ّهل علينا اجتياز‬
‫دهليز الموت‪ .‬فالشخص األخروي النزعة يكون قويا ً‬
‫عامرا ً من الداخل وال تأخذه مرارات الحياة وحالواتها‪.‬‬

‫🔸مشاهدة كلمات هللا تعالى‬

‫ليس هنالك استدالل كالمشاهدة‪ .‬وإن أنبياء هللا(ع)‬


‫يأخذون اإلنسان ابتدا ًء إلى مشاهدة الحقيقة والنور‪.‬‬
‫وتالوة القرآن الكريم لون من المشاهدة؛ «يتلُوا عليْه ْم‬
‫آياته» (آل عمران‪)164/‬؛ فإنك إذ تتلو اآليات القرآنية‬
‫إنما تتوجه لمشاهدة كلمات هللا عز وجل‪.‬‬

‫التقرب‬
‫ّ‬ ‫🔸ضبط الذهن على طريق‬
‫أحب هللا كان دوما ً في ذكره‪ ،‬غير أن هذا‬
‫ّ‬ ‫إن الشخص إذا‬
‫النمط من الحب ال يأتي بسهولة‪ .‬وحتى نبلغ هذه الدرجة‬
‫من الحب ال بد أن نُص ّر ونواظب على إبقاء أنفسنا في‬
‫ج ّو من ذكر هللا تعالى‪ ،‬ونتفادى الغفلة وشرود الذهن‪،‬‬
‫ونعود إلى ذكره بعد كل شرود‪ .‬علينا أن ال نم ّل ونسأم‬
‫في هذا الطريق‪.‬‬

‫🔸آثار زيارة أضرحة األئمة(ع)‬

‫في وسع زيارة ضريح اإلمام الحسين(ع) أن تمنح الزائر‬


‫من النورانية ما يمنحه االنتفاع بحضور اإلمام(ع)‪ .‬وقد‬
‫يكون لهذه الزيارة من القيمة ما يوازي نصرة اإلمام(ع)‬
‫في حياته‪ ،‬ولوال هذا لما رفعتها بعض الروايات إلى‬
‫درجة الجهاد في سبيل هللا‪ ،‬بل وأعلى منه‪ .‬على أن من‬
‫الواضح أنه ال ينبغي أبدا ً ترك الجهاد من أجل مجرد‬
‫الزيارة‪.‬‬

‫ق‬
‫🔸طريق انتصار الحق على الباطل شا ّ‬
‫لطالما م ّر طريق الحق من مآزق لم يكن ثمة أمل في‬
‫وكأن مشيئة هللا جل وعال اقتضت أن ينصر‬ ‫ّ‬ ‫اجتيازها‪.‬‬
‫الحق بأضعف االحتماالت وأقل اإلمكانات‪ .‬فاهلل ال يُسرف‬
‫في إمكانات نصرة الحق على الباطل وأرضياتها وذلك‬
‫لكي يجاهد عبادُه الصالحون ويناضلوا بمزيد من التوكل‬
‫عليه سبحانه‪.‬‬

‫🔸ال ينبغي الرأفة بالبعض‪...‬‬

‫مثل الرأفة كمثل أمطار الربيع ونسائمه إذ تُنمي النبتات‬


‫وتُفتّح براعم القابليات‪ ،‬لكنها ال تترك على األعواد‬
‫اليابسة أي أثر‪ .‬األعواد اليابسة تُدهن كي ال يصلها هواء‬
‫أو مطر‪ ،‬وإال تشقّقت‪ .‬فال ينبغي الرأفة بالبعض ممن‬
‫أمسوا في غاية الجفاف‪.‬‬

‫🔸إنه مؤشّر لخلل خفي!‬

‫العبادة تجعل اإلنسان أكثر خضوعاً‪ .‬وحين تُكثر من‬


‫السجود بين يدي هللا تعالى فال بد أن يزداد تواضعك أمام‬
‫الخلق؛ تواض ٌع ال يكون عن خوف أو طمع‪ ،‬بل فيه عُمق‬
‫وإخالص‪ .‬فإن كان المرء من أهل العبادة ولم يتواضع فال‬
‫بد أنه يُضمر في داخله خلالً كبيراً‪.‬‬

‫🔸صوت مرور الزمن!‬

‫مرور الزمن ُمرعب جداً‪ ،‬لكننا معاشر البشر نُلهي أنفسنا‬


‫بأنواع ال ُملهيات عن هذا الجبْر العظيم‪ .‬إن من شأن‬
‫صوت مرور الزمن المتواصل أن يوقظ الجميع‪ ،‬لكننا‬
‫نحن البشر نتظاهر بعدم السماع‪ .‬إن مرور الزمن في‬
‫الدنيا يُنبئ بمجيء الفُرص كلها وانتهائها كلها‪.‬‬

‫🔸أحب من المحبوبية‪...‬‬

‫أن يرأف بك اآلخرون جميل‪ ،‬لكن أن ترأف أنت باآلخرين‬ ‫ْ‬


‫الناس جميل‪ ،‬لكن أن تحب أنت الناس‬
‫ُ‬ ‫أجمل‪ْ .‬‬
‫وأن يحبك‬
‫أجمل‪ .‬البعض يحب أن يُرأف به أكثر من رأفته هو‬
‫باآلخرين‪ ،‬وهذا بحد ذاته لون من عدم الرأفة‪.‬‬

‫🔸آثار المعاناة‬
‫إن الغاية من الباليا والكروب تفتُّح قابليات اإلنسان‬
‫وتكشُّف مواطن قوته وضعفه حتى وإن كان كربُه نتيجة‬
‫زالته‪ .‬إذ في خضم المحن والصعاب يبلغ‬ ‫معاصيه أو ّ‬
‫اإلنسان مرحلة التفكّر ومعرفة الذات‪ .‬ومن الفوائد‬
‫األخرى للمعاناة ومقاساة الصعاب هي تط ُّهر الروح‪،‬‬
‫ونُضج العقل‪ ،‬وتقويم السلوك‪ ،‬وال سيما إذا سلكنا وادي‬
‫ضى وابتعدنا عن الشكوى‪ .‬إذن ال بد‬ ‫الصعاب بصبر ور ً‬
‫من اإليمان بفوائد المعاناة‪.‬‬

‫🔸🔸معاناة التكليف والتقدير‬

‫الدنيا محطة لرفع قابلية اإلنسان وأهليته للقاء هللا عز‬


‫وجل‪ ،‬وأكثر ما تُبنى هذه القابليات ويحصل هذا التأهيل‬
‫من خالل الصعاب الناجمة عن التكليف والتقدير‪ .‬وإنما‬
‫الدين منهاج إلدارة هذه الصعاب؛ يقول تعالى‪« :‬يا أ ُّيها‬
‫اإلنسا ُن إنَّك كاد ٌ‬
‫ح إلى ربّك كدْحا ً ف ُمالقيه» (االنشقاق‪.)6/‬‬
‫بالطبع إن لم يُدر المرء صعابه بالتديّن فسيقاسي المزيد‬
‫منها‪.‬‬

‫🔸تحصيل العلم وتهذيب النفس‬


‫االجتهاد في تحصيل العلم يهذّب النفس‪ .‬وفي وسع المرء‬
‫أن يتخذ من المثابرة في الدراسة وسيلة للتقرب إلى هللا‬
‫تعالى‪ .‬أغلب علماء العالم الكبار كانوا قد تمتّعوا بلون من‬
‫يبرزوا بسبب‬
‫مجاهدة النفس وصفاء الباطن إن لم ُ‬
‫مؤ ّهالتهم العالية‪ .‬فتهذيب النفس يمنح الطالب الجامعي‬
‫ذا المؤهالت المتوسطة ُرقيّا ً علمياً‪.‬‬

‫🔸🔸قدرة التخيّل‬

‫التخيُّل اإليجابي فرصة للخالص من القيود والمآسي‪ .‬لكن‬


‫التخيّل بال نشاط وبعيدا ً عن رجاء قدرة هللا ورحمته هو‬
‫بمنزلة من يخرج من حفرة فيقع في بئر‪.‬‬

‫🔸تأدَّب لتنال الحب!‬

‫حدث ينُ ّم عن حب ولوال هذا‬


‫ٌ‬ ‫العالقة باهلل تعالى هي أساسا ً‬
‫لما ُجعل اإلخالص (أي كتمان النية) شرطا ً لقبول األعمال‬
‫ولما ُجعلت المناجاة في جوف الليل شرطا ً للمغفرة‪ .‬فال بد‬
‫من البدء بالطاعة بتأدّب وإخالص من أجل بلوغ مرحلة‬
‫الحب‪.‬‬

‫🔸🔸الحب ضروري كالماء‬

‫مثل ال ُحب للروح كمثل الماء للجسد‪ّ ،‬‬


‫وإن جفاف الروح‬
‫يبعث على األمراض شأنه شأن جفاف الجسم‪ .‬وحب‬
‫اآلخرين جميل كسقي النباتات‪ .‬صحيح أنك إذا سقيت‬
‫بستانا ً ستسقي أشواكه أيضا ً لكن تحاش سقي العشب‬
‫الذي يحرم النبتات المفيدة من الغذاء‪ ،‬بل ال بد من‬
‫اجتثاثه ورميه خارج البستان‪.‬‬

‫🔸الو ْقع األبدي لالمتحانات اإللهية‬

‫لو صدّقنا بأن آثار كل امتحان نخوضه ستبقى إلى األبد‬


‫وأننا سنعيش نتائج هذه االمتحانات أبدا ً في الدنيا‬
‫نفرط بالنجاح حتى في امتحان واحد‪.‬‬ ‫واآلخرة فسوف ال ّ‬
‫ال ينبغي أن نخاف‪ ..‬حسبُنا أن نستعين باهلل تعالى‪،‬‬
‫وسننتصر في االمتحانات جميعا ً من دون شك‪.‬‬
‫🔸كيف تُحل ألغاز الحياة الدنيا؟‬

‫لن تُح ّل ألغاز الحياة الدنيا دون وضع الحياة اآلخرة في‬
‫الحسبان‪ ،‬وستزيد الحياةُ الدنيا من تعقيداتها وألغازها‬
‫لمن ال يفكّر في اآلخرة‪ .‬ولن يُعطى فهْم الحياة ومعرفة‬
‫حرق شوقا ً لعالم اآلخرة؛‬
‫الحكمة من حوادثها إال من يت ّ‬
‫كالذي إذا مات تنح ّل له ألغاز الحياة كلها‪.‬‬

‫🔸أول ما يُثني هللا عليه!‬

‫هللا استعجاالً من‬ ‫صبرنا ألجل هللا تعالى ازداد ُ‬ ‫ُ‬ ‫كلما زاد‬
‫هللا في‬ ‫س ْمنا أثناء الصعاب أكثر‪ ،‬أسرع ُ‬ ‫أجلنا‪ .‬وكلما تب ّ‬
‫وكأن هللا عز وجل ال يطيق رؤية صبر‬ ‫ّ‬ ‫منحنا الراحة‪.‬‬
‫عباده‪ ،‬وأول ما يثني عليه فيهم يوم القيامة عند باب‬
‫الجنة هو الصبر؛ إذ يقول‪« :‬سال ٌم عل ْي ُك ْم بما صب ْرت ُ ْم فن ْعم‬
‫ع ْقبى الدَّار»(الرعد‪.)24/‬‬
‫ُ‬

‫ي‬
‫للرق ّ‬
‫🔸🔸فرصة ُ‬
‫إن ح ْلم هللا تعالى ألعظم بكثير من أن يعاقب عبده على‬
‫ي أكثر‬ ‫أقل خطيئة‪ .‬وإن باليا الدنيا لعو ٌن للعبد على ُ‬
‫الرق ّ‬
‫مما هي عقوبة له‪ .‬وهللا يكتفي دائما ً بالحد األدنى من‬
‫الشدائد التي يكتبها لعباده‪ ..‬إنه يُماطل في إذاقة عبده‬
‫اآلالم‪ ،‬ويغتنم أول فرصة لرفع المعاناة عنه‪.‬‬

‫🔸تعلَّم التحليق‬

‫يريد هللا تعالى أن يعلّمنا التحليق‪ .‬فهو إذ يتركُنا أحرارا ً‬


‫أن سقوطنا‬ ‫نتمرن على الخفق بأجنحتنا‪ ،‬ال َّ‬
‫ّ‬ ‫فألجل أن‬
‫ليس مه ّما ً بالنسبة إليه‪.‬‬

‫🔸أهم عيب فينا!‬

‫أن عيوبنا مستورة‪ ،‬واألسوأ هو حين‬‫أهم عيب فينا هو ّ‬


‫تتوارى هذه العيوب وراء أعمالنا الصالحة فنلتمس لها‬
‫المسوغات‪.‬‬
‫ّ‬

‫🔸وضع خطير!‬
‫إن ضرورة تقليص التعلُّقات الدنيوية ليست توصية‬
‫وضع خطير؛ ألنه من شأن كل‬
‫ٍ‬ ‫أخالقية‪ ،‬بل تنبيه إلى‬
‫تعلّق أن يسحقنا تحت أقسى ألوان األسى والحزن‪.‬‬

‫🔸حق ٌل لمعرفة الذات‬

‫من الميسور لإلنسان‪ ،‬عبر االمتحانات اإللهية وما يصيبه‬


‫من مشاكل ونعم‪ ،‬أن يعرف ذاته‪ ،‬ويقف على مكامن‬
‫ضعفه وقوته‪ ،‬ويدرك ما يتوقّعه هللا تعالى منه‪.‬‬
‫🔸من حيل الشيطان‬

‫التسرع‪ ،‬ألن اإلنسان الهادئ‬


‫ُّ‬ ‫يدفعنا الشيطان دائما ً إلى‬
‫غالبا ً ما يكون سليما ً في قراراته دقيقا ً في خطواته‪.‬‬
‫فالتسرع هو القاسم المشترك لمعظم أخطائنا‪.‬‬
‫ّ‬

‫🔸خطأ مجتمعاتنا الكبير‬


‫الشاب عاجزاً‪ .‬ومن‬
‫ّ‬ ‫خطأ مجتمعاتنا الكبير هو أنها تحسب‬
‫الطبيعي أن يكون الشاب‪ ،‬في مجتمعات كهذه‪ ،‬عديم‬
‫معفوا ً من بلوغ الذُرى‪ ،‬ومسموحا ً له ارتكاب‬
‫ّ‬ ‫المسؤولية‪،‬‬
‫أي جريرة‪.‬‬

‫🔸لن تكون الدنيا جنة‪ ،‬حتى بعد الظهور!‬

‫مع أن العهد الذهبي والجميل لما بعد الظهور سيختلف‬


‫تماما ً عن الوضع الذي يعيشه الناس حالياً‪ ،‬فإن فكرة ّ‬
‫أن‬
‫"العالم في ذلك الزمن سيتحول إلى جنة" هي مجرد وهم‬
‫أن الدنيا قائمة ّ‬
‫فإن شدائدها ومشكالتها‬ ‫ساذج‪ .‬فطالما ّ‬
‫باقية هي األخرى‪.‬‬

‫🔸ض ّح في سبيل ما يستحق التضحية‬

‫إنك ال تقلق على شيء إال وتكون قد ض ّحيت في سبيله‪،‬‬


‫فض ّح في سبيل ما يستحق التضحية‪ .‬وال يستحق منك‬
‫غير شيء واحد‪ ،‬وهو عدم رضى هللا تعالى ووليّه‬
‫القلق ُ‬
‫عنك‪.‬‬
‫🔸مؤشّر مهم على اإليمان!‬

‫اس على أ ْنفُسه ْم‬


‫في الحديث‪« :‬ا ْل ُم ْؤم ُن م ْن أمنهُ النَّ ُ‬
‫وأ ْموالهم» (بحار األنوار‪)309 /64 /‬؛ وال يبلغ هذا‬
‫المقام إال من بلغ هو األمن نتيجة إيمانه بربه‪.‬‬

‫🔸الطريق الوحيدة إلى جهنم!‬

‫ق شتّى وإنجاز‬ ‫من الممكن‪ ،‬لدخول الجنة‪ ،‬سلوكُ ُ‬


‫طر ٍ‬
‫أعمال متنوعة‪ ،‬لكنه ليس ثمة إلى النار غير طريق‬
‫واحدة وهي أن تتصرف بما يخالف عقلك!‪.‬‬

‫🔸إن تحلّينا بالبصيرة‬

‫سس‬ ‫إن كنت ذا بصيرة؛ أي امتلكت الرؤية الثاقبة واأل ُ ُ‬


‫الصحيحة‪ ،‬فستكتشف الطريق بأدنى علم ولن تُخدع‪ .‬أما‬
‫إذا فقدت البصيرة والرؤية الصائبة فستض ّل الطريق حتى‬
‫واقع في الحسبان‪ ،‬ولن ينفعك عل ُمك في‬ ‫ٍ‬ ‫وإن وضعت ك َّل‬
‫شيء‪ .‬فالبصيرة تجعلك تنظر من الزاوية الصحيحة‬
‫فتخرج‪ ،‬من ث َّم‪ ،‬بنتائج سليمة‪.‬‬
‫🔸مصدر طاقة ال نظير له‬

‫أول وأكثر ما ينبغي لإلنسان التفكير فيه هو الهدف‪ ،‬ال بل‬


‫وإن امتالك الهدف يمنح اإلنسان حافزا ً‬‫أسمى هدف‪ّ .‬‬
‫وكأن التفكير في الهدف بحد ذاته‬‫ّ‬ ‫معنى‪.‬‬
‫ً‬ ‫ويعطي الحياة‬
‫يجعل اإلنسان أقرب إليه‪ .‬وال يُمكن للحرارة والطاقة‬
‫سام أن تُناال بأي وسيلة‬
‫جراء امتالك هدف ٍ‬ ‫ال ُمتولّدتين ّ‬
‫أخرى‪.‬‬

‫🔸الحب األرضي والسماوي‬

‫تحرر من جاذبية األرض‪ ،‬وهو يمنح اإلنسان‬


‫الحب ُّ‬
‫القدرة على التحليق واالرتفاع في األعالي‪ .‬ومن الطبيعي‬
‫أن تبدو لك األرض صغيرة حقيرة إذا حلّقت في الجو‪.‬‬
‫حينذاك سيسقط حبك من عينيك إن كان أرضياً‪ ،‬بل سترى‬
‫للتو نقائصه‪ .‬فاعشق القمر والنجوم ألنك ال تصلها مهما‬
‫حلقت نحوها‪.‬‬

‫🔸أثر اجتماع الصالحين‬


‫حينما ندخل مجلس ذكر سننهل من نور أصحابه جميعا ً‬
‫وننتفع من صالحاتهم‪ ،‬وهو نور ال نصيبه أبدا ً في‬
‫الخلوة‪ .‬وإن للحضور بين أناس اجتمعوا على حب أهل‬
‫البيت(ع) من اآلثار والبركات ما ال يُعد وال يُحصى‪ ،‬وال‬
‫يُدرك معظ ُمها إال بعد الحياة الدنيا‪.‬‬

‫🔸احرص على قلبك!‬

‫بشيء ما‪ ،‬فهي إن تعلّقتْ به‬


‫ٍ‬ ‫لنحذر من أن تتعلّق قلوبنا‬
‫كان انتزاعها منه أمرا ً صعباً‪ ،‬وقد يكون محاالً‪ .‬وإن‬
‫انتُزعتْ عادت مجروحة عليلة‪ .‬فال بد من أخذ الحيطة‪،‬‬
‫فقلب اإلنسان شارد سريع الهوى وسريع األنس‬
‫باألشياء‪ ،‬ما إن نغفل عنه حتى يتعلّق بتوافه األمور‪.‬‬

‫🔸اليوم الفائت‪...‬‬

‫إننا‪ ،‬عند كل غروب‪ ،‬نودّع ذلك اليوم من أعمارنا إلى‬


‫األبد حتى يوم القيامة‪ .‬وقد نتمنّى أن ال نراه هناك أيضاً‪،‬‬
‫لكننا سنراه ال محالة‪.‬‬
‫🔸ستُفتضح مساوئنا الخفية‬

‫ظهور الغضب والمشاحنة ينجم غالبا ً عن اإلخفاقات‬


‫الدفينة‪ ،‬وإهانة اآلخرين علنا ً ينبع من التكبّر الخفي‪،‬‬
‫والسخرية من الناس على المأل مصدرها الحسد والحقارة‬
‫مجرد ستر المساوئ ألنها ستظهر‬ ‫ّ‬ ‫ال ُمستترين‪ .‬فال يجوز‬
‫في موضع آخر بصورة أسوأ‪ ،‬بل ال بد من اقتالعها من‬
‫جذورها‪.‬‬

‫🔸سيحنو عليك الزمان إذا‪...‬‬

‫طاك‬‫إن شئت االستغفال فإن الدنيا ج ُّد قصيرة‪ ،‬وسيتخ ّ‬‫ْ‬


‫الزمن كالبرق الخاطف دونما رحمة‪ .‬أما إذا شئت اإلقبال‬
‫على هللا تعالى واالحتياط في خطواتك نحوه فسيحنو عليك‬
‫الزمان أيما حنُ ّو‪ ،‬ويكون في يدك أطوع من العجين‪،‬‬
‫وسيمنحك الفرصة لقطف جميع األوراد من بستان‬
‫الحياة‪.‬‬

‫🔸حب الناس‬
‫السبيل إلى هللا تعالى هي حب الناس حتى وإن لم تستطع‬
‫فمجرد شفقتك على اآلخرين‬‫ّ‬ ‫أن تسدي إليهم صنيعاً‪.‬‬
‫تتقرب إلى هللا وأن يكون هللا بك رحيماً‪.‬‬
‫كافية ألن ّ‬

‫🔸طريق الحياة‬

‫ق تُفضي إلى ما قد أردنا وما نحب‪ .‬فإننا‬ ‫مسار الحياة طري ٌ‬


‫نحدد الهدف من خالل رغباتنا دون أن نعلم أي طريق‬
‫صعب‪ ،‬أو سهل‪ ،‬بانتظارنا‪ ،‬وقد ال نبلغ غايتنا أبدا ً‪ .‬إن‬
‫طريق األهداف الهابطة طويل شديد الوعورة‪ ،‬أما طريق‬
‫األهداف العالية فقصير ومعبَّد‪.‬‬

‫🔸إن هلل خطة لكل لحظة من أعمارنا‬

‫إن من شدة لطف هللا تعالى بعبده هو أنه ال يسمح بأن‬ ‫ّ‬
‫تذهب لحظةٌ واحدة من عمره هدراً‪ .‬فلقد هيّأ لكل لحظة‬
‫من أعمارنا أرضيّة للنضج؛ فإ ّما أن يُظهر لنا آية‪ ،‬أو‬
‫يُرينا عبرة‪ ،‬أو يه ّيئ أرضيةً لعمل صالح‪ ،‬أو يُم ّهد‬
‫األجواء لترك معصية‪ .‬إنه نحن الغافلون على الدوام‪.‬‬
‫🔸ألي شيء تفرح وتحزن؟‬

‫سبُل معرفة الذات وإدراك قيمتها الحقيقية هي‬ ‫إحدى ُ‬


‫شيء أو فرحه لنيل‬
‫ٍ‬ ‫فإن ُحزن المرء على‬‫الفرح والحزن‪ّ .‬‬
‫شيء لمؤشّر على تعلّقه بذلك الشيء‪ .‬وهذه التعلقات إن‬
‫اشتدّتْ أورثتْ صاحبها فرحا ً أو حزناً‪ ،‬واألهم هو أنها‬
‫ستجعله شبيها ً بها‪.‬‬

‫🔸هو يحبنا!‬

‫هللا تعالى يح ّبنا‪ ،‬وهو غير ُمهمل لنا‪ .‬إذا ً هو ال يضعنا‬


‫أمام امتحان لسنا قادرين على اجتيازه‪ ،‬وال أمام معصية‬
‫ال نستطيع التوبة منها‪ .‬إن القنوط من رحمة ٰإله كهذا‬
‫وإن رجاء لطف هللا‪ ،‬والوثوق‬ ‫لهو حقّا ً من كبائر الذنوب‪ّ ،‬‬
‫بهذا اللطف‪ ،‬وتذكّره ل ُهو مما يبعث على النُضج والتكامل‪.‬‬

‫الرضى‬
‫🔸أفض ُل ّ‬
‫الشعور بالرضى حسن‪ ،‬لكن الرضى عن الذات سيّئ‪ ،‬كما‬
‫ال يجوز لعدم الرضى عن الذات أن يبلغ حد القنوط‪.‬‬
‫الرضى هو الرضى عن هللا عز وجل‪.‬‬‫وأفضل ّ‬

‫🔸الشهادة نهج العقالء‬

‫ب‪ ،‬وإنه‬
‫الشهادة عمل عقالني قبل أن يكون بدافع ال ُح ّ‬
‫شعور االستشهاد‬
‫ُ‬ ‫اعتمادا ً إلى هذه العقالنية بالذات يكون‬
‫الذي ينُ ّم عن ُحب مثيرا ً لذروة الحماس وقمة العاطفة‪.‬‬

‫🔸السبيل إلى دنيا عامرة ُح ّرة‬

‫ما لم نقتنع بأننا عاجزون عن إعمار دنيانا بمعزل عن‬


‫سيغرنا باستمرار‪ .‬حب الدنيا في‬
‫ّ‬ ‫الدين فإن حب الدنيا‬
‫األساس ال يستلزم التنكر للدين‪ ،‬بل إن الدين وحده الذي‬
‫يمتلك خطة للتنعّم بدنيا عامرة حرة‪ .‬فمشكلة ُمحبّي الدنيا‬
‫هي أن الشيطان يخدعهم فينبذون الدين‪.‬‬

‫ب‪...‬‬
‫🔸إن لم نستطع الصالة عن ُح ّ‬
‫الصالة هي الوقوف بين يدي هللا بأدب واإلقرار بالعبودية‬
‫له عن تواضع‪ .‬فحتى لو لم تستطع أن تقف على أعتاب‬
‫ب أو ف ْقر فقف عليها عن أدب‪ .‬فلربما لم يجد‬ ‫ربك عن ُح ّ‬
‫ب أو تذلّل‬
‫اإلنسان في نفسه الميل إلى مناجاة ربه عن ُح ّ‬
‫على الرغم من حاجته الماسة إليه أو حبه الغامر له‪ ،‬أما‬
‫التأدُّب فهو متاح له دوماً‪.‬‬

‫🔸أثر زاوية رؤية اإلنسان على قراءاته‬

‫الزاوية التي ينظر منها اإلنسان إلى الواقع تقوده إلى‬


‫السوداوي‬
‫ّ‬ ‫أفضل قراءة أو أسوئها‪ .‬فاإلنسان السلبي‬
‫النظرة يرى معظم الحقائق ُم ّرة حالكة‪ ،‬واإلنسان‬
‫اإليجابي النظرة والحصيف يجدها باعثة على األمل‬
‫والنجاة‪ .‬إذا ً ال بد‪ ،‬قبل التصديق بأي خبر‪ ،‬من مالحظة‬
‫الزاوية التي ينظر منها ناقلُه‪.‬‬

‫🔸القوة المجهولة!‬
‫من القوى المجهولة في اإلنسان قوة النيّة؛ فبالنيّة‬
‫يستطيع اإلنسان أن يغيّر مصيره و ُمقدَّراته ومصير‬
‫ومقدّرات غيره في الدنيا واآلخرة‪ ،‬وال يتسنّى مشاهدة‬
‫عظمة قوة النية إال في اآلخرة‪ .‬فإن خلُصتْ ن ّيات أعمال‬
‫اإلنسان وك ّل حياته من أجل الوصول إلى هللا تعالى وال‬
‫غير الكتسب اإلنسان أعظم قوة‪.‬‬

‫🔸أحلى العبادات‬

‫الشكر أحلى العبادات‪ ..‬فكيف لمن ال يمارس أحلى عبادة‬


‫أن يمارس العبادات المشوبة بالمرارة؟! كأن يقال‬
‫ألحدهم‪ :‬تناول هذه الحلوى وستدخل الجنة‪ ،‬لكنه ال‬
‫يتناولها‪ ،‬فكيف نتوقع منه أن يرغب في دخول الجنة‬
‫بتلقّي الرصاص والشظايا؟!‬

‫🔸الهروب والنسيان ال ينقذانا‬

‫من الخير لنا أن نذعن بأن عدو آدم‪ ،‬أي إبليس‪ ،‬قد ُخلق‬
‫عدونا على مدى‬
‫قبل أن يُخلق هو‪ ،‬وأننا في صراع مع ّ‬
‫حياتنا‪ .‬فتجاهُل العدو ال يجعله رؤوفا ً بنا‪ ،‬و الفرار منه ال‬
‫ينقذنا‪ .‬إذا ً علينا أن نصمد ونناضل لكي نحقق النصر‪.‬‬

‫🔸من هو بطل حياتنا؟‬

‫على كل امرئ أن يتذكر تاريخ حياته ويستعرضه مرةً ك َّل‬


‫ويدونه أثناء استعراضه له‪ .‬وإن كل واحد منا هو‬
‫ّ‬ ‫حين‪،‬‬
‫بطل تاريخ حياته الخاصة‪ ،‬فال يجوز أن نتخلى عن هذا‬
‫البطل‪ ،‬بل أن نساعده في بناء مستقبله عبر استعراض‬
‫ماضيه‪.‬‬

‫🔸استراتيجيات إبليس األساسية‬

‫ديد ُن الشيطان باستمرار هو جع ُل اإلنسان في إحدى‬


‫يجره إلى‬‫حالتين‪ :‬فإما أن يزرع في قلبه اليأس أو َّ‬
‫الغرور‪ .‬فإن آيسه أوقفه عن الحركة‪ ،‬وإن غ َّره دفعه إلى‬
‫العجلة وعدم الدقة‪ ،‬وفي الحالتين يزداد معدل أخطاء‬
‫اإلنسان‪.‬‬

‫ف حسابك!‬
‫🔸مع هللا ص ّ‬
‫إن وعدك أح ٌد وعدا ً فطالب هللا بالوفاء به‪ ،‬وإن خانك‬‫ْ‬
‫امر ٌؤ خيانةً فطالب هللا بالعوض‪ ،‬وإن أسدى إليك إنسا ٌن‬
‫خدمة فاشكر هللا عليها‪ .‬بالطبع عليك أن تطالب صاحب‬
‫الوعد والخيانة ذاته أيضا ً بالوفاء والعوض وتشكر‬
‫ع َّد هللا‪ ،‬الذي يحبك‪،‬‬
‫صاحب الخدمة نفسه كذلك‪ ،‬لكن ُ‬
‫دائما ً الطرف األصلي في تعاملك‪.‬‬

‫🔸السفر يريح بال اإلنسان‬

‫السفر يريح بال اإلنسان وينتشل روحه من الركود‪ .‬لو‬


‫نستطيع في كل رحلة أن نذكر رحيلنا األخير الذي ال‬
‫عودة فيه‪ ،‬ولو نتمكن‪ ،‬إلى جانب كل حقيبة نحزمها‪ ،‬أن‬
‫نحزم متاعا ً آلخرتنا‪ ،‬ونكون مهيّئين أكثر من السابق‬
‫للرحيل عن الوطن‪ ،‬فهذا جيد جدا ً‪ .‬ليت رحلتنا األخيرة‬
‫تكون خالية من األخطار!‬

‫🔸فرصة ل ُمصالحة الذات‬


‫الرب و ُمصالحة الذات؛ معرفة‬
‫ّ‬ ‫الصالة فرصة لمعرفة‬
‫الرب الذي يدعوك في كل مرة إليه كي يُع ّرفك إلى نفسك‬
‫أكثر‪ ،‬ويُصالحك مع ذاتك التي خاصمتها وتجاهلت‬
‫ف نفسك‪،‬‬ ‫مطالبها العميقة والخفية‪ .‬ففي الصالة اعر ْ‬
‫ف ربّك معا ً‪.‬‬
‫واعر ْ‬

‫🔸ما هو مصيرنا؟‬

‫إننا‪ ،‬في نهاية المطاف‪ ،‬سنرجع إلى هللا تعالى ونكون‬


‫بحضرته مباشرة‪ .‬ليس هذا مجرد حدث‪ ،‬بل هو مصيرنا؛‬
‫المصير الذي حسبُنا أن نفكر فيه يوم ّيا ً ساعةً لنرى أي‬
‫تطورات عميقة ستطرأ علينا‪.‬‬

‫🔸بماذا تذكّر الصالة؟‬

‫الصالة آصرة تربط ماضي اإلنسان بمستقبله؛ فإنك في‬


‫الصالة تستذكر من أين أتيت وإلى أين أنت ذاهب؟‬
‫وتتذكّر أنك لم تكن شيئا ً وأنَّك‪ ،‬بعد اآلن‪ ،‬لن تصير عدما ً‬
‫أبدا ً‪ .‬الصالة تذك ُّرك بأنّك من التراب وأنك‪ ،‬في النهاية‪،‬‬
‫سدُه‪.‬‬
‫ستتو ّ‬

‫🔸مهارة معنوية مهمة‬

‫ال تقتصر المعنوية على المعرفة والحب‪ ،‬بل هي بحاجة‬


‫إلى مجموعة من المهارات الخاصة أيضا ً‪ .‬ومن المهارات‬
‫المعنوية المهمة القدرة على تحديد زاوية الرؤية‪ .‬فإن‬
‫استطعت أن تنظر إلى كل ظاهرة من الزاوية التي يجب‬
‫أن تنظر إليها منها‪ ،‬ال من تلك التي تُظهر هي نفسها‬
‫منها‪ ،‬تكون قد اكتسبت القدرة على تحديد زاوية الرؤية‪،‬‬
‫ونجوت‪.‬‬

‫🔸عالج لجفاء اآلخرين‬

‫عندما ال تشعر بعطش إلى محبة اآلخرين فسوف ال يكون‬


‫جفاؤهم شديد اإليالم والمرارة لك‪ .‬إذا ً لكي ال تعاني كثيرا ً‬
‫خلّص نفسك من الحاجة إلى لطف اآلخرين ومودّتهم‪،‬‬
‫فهذه نقطة ضعف‪ .‬أزل مكامن ضعفك قبل أن تنظر إلى‬
‫مكامن ضعف اآلخرين‪.‬‬

‫🔸إخراج الرأس من القفص للحظات!‬

‫العبادة عمل يختلف عن جميع النشاطات التي نمارسها‬


‫يوميا ً لكسب الرزق وسد حاجاتنا الدنيوية‪ .‬فالعبادة ليست‬
‫من جنس دنيانا هذه‪ ،‬كما أننا نحن أيضا ً لسنا من جنس‬
‫هذه الدنيا‪ ،‬بل محبوسون في قفص الجسد الذي أُع ّد لنا‪.‬‬
‫والعبادة هي إخراج الرأس من القفص للحظات‪.‬‬

‫🔸المحبوب الذي يستحق الحب‬

‫القدرة على الحب أهم بكثير من وصال الحبيب‪ .‬ومشكلة‬


‫الناس ال تكمن في السبيل إلى وصال المحبوب‪ ،‬بل في‬
‫أنهم غير قادرين على الحب بسهولة؛ فإما أن ال يعثروا‬
‫على المحبوب الذي يستحق الحب أو تمنعهم أنانيتهم من‬
‫أن يحبوا أحدا ً‪ .‬وليس من محبوب يستحق الحب غير هللا‬
‫تعالى وأوليائه‪ ،‬هذا إذا سمحت لنا أنانيّتنا‪.‬‬

‫🔸سيُفتح الباب عاجالً أو آجالً‪...‬‬

‫لنيل محبة هللا ال بد من الصبر وتح ّمل مشقة العبادة‪.‬‬


‫الجلوس على س ّجادة العبادة كالجلوس على أعتاب هللا‪.‬‬
‫فإن هللا‪ ،‬عاجالً أو آجالً‪ ،‬سيفتح بابه للمنتظرين وراءه‪.‬‬

‫🔸مهارة تغيير الرؤية‬

‫بعض مهارات الحياة تشبه مهارة السياقة‪ .‬لع ّل أهم‬


‫مهارات السائق هي قدرته على إدارة مقود المركبة‬
‫بسرعة إلى الجهة المناسبة لحظة الخطر‪ .‬وأهم مهارات‬
‫الحياة هي تغيير اتّجاه الرؤية ساعة األزمات؛ كأن يتمكن‬
‫ي إيجابيا ً‪.‬‬
‫المرء في ذروة أزمة أن يرى األمر السلب َّ‬
‫🔸ماذا لو تركنا هللا لوحدنا؟!‬

‫لو أن هللا تعالى في هذا العالم المن َّ‬


‫ظم الدقيق قد تركنا‬
‫لوحدنا مع نتائج أعمالنا وأفكارنا الخاطئة لفنينا بسرعة‪.‬‬
‫لكن هللا الرؤوف الرحيم يتجاوز عنا بألف ذريعة وذريعة‪،‬‬
‫لتصرفاتنا كي تسنح لنا فرصة‬
‫ّ‬ ‫ويمنع دائما ً النتائج السيّئة‬
‫تداركها‪ .‬وكأنه ثمة من يدعو لنا باستمرار‪.‬‬

‫🔸عالقتنا بصاحب الزمان(عج)‬

‫تقوم بيننا وبين صاحب الزمان(عج) عالقة هي بالضبط‬


‫كعالقة الطفل بأمه‪ .‬علينا أن نطيل تف ُّحص أعماقنا للعثور‬
‫على عالقتنا هذه باإلمام(ع) وحاجتنا إليه وعندها‬
‫سندركه‪ .‬فما لم نمثُل بمحضر اإلمام(ع) سنظل في حالة‬
‫اضطراب‪ ،‬ومهما احتلنا على أنفسنا فلن نبلغ غاية‬
‫سكينة‪.‬‬‫ال َّ‬
‫🔸قلة الصبر وضعف التركيز‬

‫معظم الناس أذكياء حاذقون لكن ال قدرة لهم على‬


‫التحصيل الدراسي والبحث العلمي بسبب قلٌة الصبر‬
‫وضعف التركيز اللذَّين ينشآن أكثر ما ينشآن من عدم‬
‫القدرة على مخالفة الهوى‪ .‬واإلنسان إذا لم يخالف ما‬
‫سه يضعُف ويتشتّت ذهنُه‪.‬‬‫تشتهيه نف ُ‬

‫🔸المذنب في آالمنا‬

‫ب آلالمنا‬ ‫ي كسب ٍ‬ ‫ب وهم ّ‬ ‫عوضا ً عن تفتيشنا عن مذن ٍ‬


‫ومعاناتنا لنحقد عليه علينا أن نصفح عن المذنب الحقيقي‬
‫فرا ً لالعتذار‬
‫صر في آالمنا م ّ‬ ‫ما استطعنا‪ْ .‬‬
‫فإن وجدْنا للمق ّ‬
‫عثورنا على سبي ٍل لنجاتنا أسهل‪ ،‬ألنه ينبغي أساسا ً‬ ‫ُ‬ ‫كان‬
‫أن نرى آالمنا ومعاناتنا امتحانا ً إلهيّا ً لتكاملنا‪.‬‬

‫🔸افتتاحية الحياة الجديدة!‬


‫القيامة بداية الحياة األخروية الخالدة أكثر مما هي نهاية‬
‫الحياة الدنيا‪ .‬وموت المرء هو بداية حياته األخروية أكثر‬
‫مما هو نهاية حياته الدنيوية‪ ،‬ولهذا فإنهم يقرؤون له‬
‫الفاتحة؛ فالفاتحة تعني البداية واالفتتاحية‪ ،‬ال النهاية‬
‫واالختتامية‪.‬‬

‫🔸أين نحن من التاريخ؟‬

‫الظروف التي نعيشها في هذه الحقبة من التاريخ هي‬


‫أشبه بالمرحلة النهائية من سباق التتابُع‪ .‬فجميع‬
‫المضطهدين والمجاهدين الذين سبقونا قد أوصلوا إلينا‬
‫هذا الدين بمشقة كبيرة‪ ،‬ولم يبق أمامنا للظفر إال القليل‪.‬‬
‫فليس من المنطقي أن تخور قوانا في المرحلة األخيرة‬
‫دى‪ ،‬فالعدّاء إنما‬
‫س ً‬‫من السباق ونُذهب الجهود المبذولة ُ‬
‫يحتفظ بأعظم قوته للحظات السباق األخيرة‪.‬‬

‫🔸النشاط عند الصعاب‬


‫كلّما انعدم النشاط غاب اإليمان؛ فالحيوية عند الصعاب‬
‫واالبتسام من القلب أثناء المآسي يعني قمة التنعّم في‬
‫أحضان هللا تعالى‪.‬‬

‫🔸الطريق القسرية للتكامل‬

‫مسار ن ُم ّو اإلنسان وتكامله ي ُم ّر من مم ّر التجاوز عن‬


‫إنسان‬
‫ٍ‬ ‫المحبوبات والصبر على المكروهات‪ّ .‬‬
‫وإن كل‬
‫سيُقاد عبر هذا المم ّر حتى وإن لم يشأ أن يتكامل‪.‬‬

‫🔸ال نبيع َّن بضاعتنا بثمن بخس!‬

‫أهم رأسمال لدينا قلوبُنا‪ ،‬وأعظم ممتلكاتنا ميولُنا‪ ،‬فللنظر‬


‫في أي شيء ننفق رأسمالنا هذا‪ .‬علينا أن نستثمر أهم ما‬
‫نملك في تجارة نخرج منها‪ ،‬على األقل‪ ،‬بال خسارة‪ .‬فإن‬
‫نحن أحببنا ما ال يستحق الحب نكون قد ب ْعنا أنفسنا بثمن‬
‫بخس‪.‬‬
‫🔸قل هلل‪!...‬‬

‫التقرب من هللا تعالى ّ‬


‫فإن‬ ‫ّ‬ ‫إذا أدرك اإلنسان حاجته إلى‬
‫أول وأكبر خطوة يقوم بها هي إظهار هذه الحاجة هلل‬‫ّ‬
‫نفسه‪ ،‬وسيخاطبه في قلبه دوما ً‪" :‬إلهي‪ ،‬إنني بحاجة إلى‬
‫التقرب منك فهيّئ أنت‪ ،‬يا رب‪ ،‬أسباب ذلك‪ .‬إلهي‪ ،‬هبني‬
‫ّ‬
‫أنت الفهم الالزم لذلك‪ ،‬وتدارك أنت جهاالتي وعثراتي‪.‬‬

‫🔸الشهادة نهج العقالء‬

‫ب‪ ،‬وإنه‬
‫الشهادة عمل عقالني قبل أن يكون بدافع ال ُح ّ‬
‫شعور االستشهاد‬
‫ُ‬ ‫اعتمادا ً إلى هذه العقالنية بالذات يكون‬
‫الذي ينُ ّم عن ُحب مثيرا ً لذروة الحماس وقمة العاطفة‪.‬‬

‫عمرها ‪ 1400‬سنة!‬
‫ُ‬ ‫🔸مشكلة‬

‫األولوية في المجتمع اإلسالمي هي محاربة النفاق أكثر‬


‫مما هي مواجهة الكفر‪ .‬فلقد تجاوز اإلسال ُم الكفر في‬
‫عقدين من الزمن‪ ،‬لكنه ما زال يصارع تيار النفاق منذ‬
‫‪ 1400‬سنة! فإن تم ّكنّا من معرفة وجوه النفاق ومظاهره‬
‫ضحها لغدا الظهور قريبا ً ج ّدا ً‪.‬‬
‫بأنواعها ثم ف ْ‬

‫🔸بماذا أنت تستمتع؟‬

‫آخر منازل حياة اإلنسان ومسيرته هي اللذة والمتعة؛ مع‬


‫فارق أنك إن استمتعت بأشياء تافهة توقّفت عن المسير‪،‬‬
‫وإن التذذت بأمور ذات قيمة كانت بداية تفتُّحك وحركتك‪.‬‬
‫فاللذة مثل الحب من حيث إنك ستشبه كل ما تلتذّ به‪.‬‬

‫🔸استشرف الغد‪!...‬‬

‫ضع في حسبانك الغد الذي ستبرد أو تتغيّر فيه ميولُك‪،‬‬


‫وتتحول فيه‬
‫ّ‬ ‫سك أكثر منطقية وعقالنية‪،‬‬ ‫وتغدو فيه أحاسي ُ‬
‫عجلتُك إلى هدوء وتأ ٍّن‪ ،‬واشرع من اآلن بإصالح نفسك؛‬
‫وتصرف بمزيد من‬‫ّ‬ ‫فاحكُم على كل شيء بهدوء أكبر‪،‬‬
‫الصبر والتعقّل‪.‬‬
‫🔸طريق الخالص من الوحدة واالكتئاب‬

‫يضر به‪ ،‬سواء امتلكها أو لم‬ ‫ّ‬ ‫تعلُّق اإلنسان باألشياء‬


‫يمتلكها‪ .‬وال تعلّق مفيد في العالم غير التعلق باهلل تعالى‬
‫طورنا محبّتنا باهلل وأوليائه إلى‬
‫وبأوليائه‪ .‬فلو أننا ّ‬
‫مستوى التعلّق فسنتذوق للتو طعم الحياة وحالوة الحب‬
‫ونتخلص من الوحدة واالكتئاب‪.‬‬

‫🔸المأتم اليومي!‬

‫ك ُّل غروب شمس يعلن عن نهاية يوم من أعمارنا‪ .‬فكيف‬


‫ترانا نتعامل مع اختتام كل يوم من أعمارنا؟ البكاء على‬
‫ما ضاع من الزمن يعدُّه اإلمام أمير المؤمنين(ع) مؤشّرا ً‬
‫على كرامة اإلنسان وعلُ ّو نفسه‪ .‬فإن أقمنا الختتام ٍ‬
‫يوم‬
‫من أعمارنا مأتما ً مدة لحظ ٍة واحدة فسننعم بغ ٍد أفضل‪.‬‬

‫وقاس!‬
‫ٍ‬ ‫🔸قاط ٌع‬

‫وقاس‪ ،‬فهو يتجاوز الجميع وال يعرف‬‫ٍ‬ ‫الزمن قاطع‬


‫التلكّؤ‪ .‬ال يؤثّر فيه تو ُّجع أو تو ّ‬
‫سل وليس ألحد أن يفرض‬
‫عليه اللين بالقوة‪ .‬إنه يُأكل من أعمارنا بشكل يومي وال‬
‫ّ‬
‫ليحث‬ ‫يعود أدراجه إلى الوراء‪ّ .‬‬
‫وإن إدراك سطوة الزمن‬
‫اإلنسان على التواضع ويطرد عنه نسج الخيال‪.‬‬

‫🔸اإلنسان المنتظر‬

‫االنتظار هو من السجايا الذاتية لروح اإلنسان‪ .‬وما دام‬


‫اإلنسان يعيش في هذه الدنيا فهو منتظر‪ ،‬منتظ ٌر للفرج‬
‫الذي سينقله إلى حا ٍل أفضل‪ .‬إنّه ُخلق منتظرا ً‪ .‬إذا ً‬
‫فلنحاول ّأال ننتظر االنفراجات التافهة‪ ،‬ولنبذل روح‬
‫االنتظار فينا على انتظار فرج ال ُح َّجة الموعود(عج)‪.‬‬

‫🔸المخاوف القيّمة‬

‫المخاوف تبعث على اكتئاب اإلنسان وتُح ّ‬


‫طمه‪ ،‬وتُنزل‬
‫لكن المخاوف المعنوية‬ ‫بروحه وجسده أضرارا ً جمة‪ّ .‬‬
‫سكينة‪ ،‬والسالمة في الروح‬ ‫السليمة تمنح صاحبها ال َّ‬
‫والجسم معا ً‪ .‬ومن المخاوف المعنوية القيّمة مخافة ُحسن‬
‫العاقبة‪ ،‬فهي تورث الحفظ من قبل هللا تعالى‪.‬‬
‫🔸أفضل من أية ترنيمة‬

‫تترك في روح‬ ‫كلمات هللا عز وجل في كتابه العزيز ُ‬


‫التصور‪ .‬فمن شأن قراءة‬
‫ّ‬ ‫اإلنسان آثارا ً هائلة تفوق‬
‫اآليات القرآنية وتكرارها أن يوقظ في القارئ حبّا ً لكالم‬
‫هللا‪ ،‬وهو ما سيجعل الترنُّم بتالوة القرآن يشدُّنا أكثر مما‬
‫تشدُّنا أيّة ترنيمة‪.‬‬

‫سكينة لو‪!...‬‬
‫🔸سننعم بال َّ‬

‫لو جع ْلنا لنشاطاتنا جميعا ً هدفا ً واحدا ً فسننعم بالسكينة‬


‫وعدم التشتت‪ ،‬أما إذا تعدّدتْ أهدافُنا في الحياة ولم نتمكن‬
‫وتشوشا ً‬
‫ّ‬ ‫من توحيدها في هدف واحد فسنعيش اضطرابا ً‬
‫في الروح‪ .‬والهدف الوحيد الذي من شأنه أن يو ّحد‬
‫أهداف اإلنسان جميعا ً هو القرب من هللا تعالى ونيل‬
‫رضاه‪.‬‬

‫🔸قل ما يحلو لقلبك المهموم!‬


‫إن كنا من أهل الصالة فسنعرف قدر الدعاء! ففي الصالة‬ ‫ْ‬
‫يجب أن نقف بين يدي رب العالمين بكل أدب ونردّد‬
‫أذكارا ً خاصة‪ ،‬أما في الدعاء فقد تركونا أحرارا ً نقول ما‬
‫حريته‪.‬‬
‫يحلو لقلوبنا المهمومة‪ .‬والمؤدّب يُحسن استعمال ّ‬

‫أي أُمنيات سيئة تُخفي في أعماقك؟‬


‫🔸 ّ‬

‫إذا اكتأبت أو ثارتْ ثائرتُك دونما سبب أو ألسباب تافهة‬


‫أي أُمنيات سيئة تُخفي في أعماقك؟ فاإلخفاق في‬‫فانظر ّ‬
‫تحقيق هذه األماني يكدّر صفو اإلنسان ويجعله س ّيئ‬
‫الخلُق‪ .‬وسبيل الخالص تكمن في اجتثاث أصول الكآبة‬
‫وسوء الخلُق‪ ،‬وهو مخالفة الهوى‪.‬‬

‫🔸انظر إلى عالم أعماقك!‬

‫من حولنا عال ٌم هو‪ ،‬على عظمته‪ ،‬أضأل من أرواحنا‪.‬‬


‫فلنحترس من أن يشغلنا هذا العالم الخارجي‪ ،‬بكل‬
‫محاسنه وعجائبه‪ ،‬عن عالم أعماقنا‪ .‬فالعالم من حولنا‬
‫مرآةٌ مكسورة لعالم دواخلنا العظيم‪ ،‬ومن الصعب معرفة‬
‫مكامن جمال أرواحنا عبر هذه المرآة‪.‬‬
‫🔸كن ُمغرما ً!‬

‫الكثير من حاالت سوء خلُق الناس واضطراباتهم‬


‫ُ‬
‫يورث‬ ‫الروحية ناجمة عن كونهم غير ُمحبّين‪ .‬فالحب‬
‫سكينة ويُصيّر اإلنسان رؤوفا ً‪ .‬وإذا كبُر غرام ال ُمغرم‬ ‫ال َّ‬
‫أحس أنه نال كل ما يتمنّى‪ ،‬فتراه‪ ،‬عوضا ً عن تتبُّعه‬ ‫َّ‬ ‫حقّا ً‬
‫عيوب اآلخرين‪ ،‬مأخوذا ً ب ُحسن محبوبه غارقا ً في االلتذاذ‬
‫به‪ .‬فال ُمغرم إنسا ٌن زاه ُد القلب‪.‬‬

‫🔸حاجة اإلنسان المتواصلة إلى النور‬

‫ال يمشي اإلنسان بنوره في الحياة األخرى فحسب‪ ،‬بل إن‬


‫كل امرئ ينير طريقه ويحدده بنفسه حتى في الحياة‬
‫الدنيا‪ .‬فال بد إذن أن نكون نورانيين‪.‬‬

‫🔸كحضن األم!‬

‫ساعة تالوة الدعاء يستقر الداعي في موضعه (ال ُمع ّد له)‬


‫يستقر الطفل في حضن أمه‪ .‬فعندما نكون‬
‫ّ‬ ‫بسكينة كما‬
‫مستقرين في مواضعنا‪.‬‬
‫ّ‬ ‫على أعتاب هللا عز وجل نكون‬
‫ومن أجل الخالص من كل اضطراب ال بد أن نُكثر من‬
‫طرق باب هللا تعالى‪ .‬بل أن نفتش‪ ،‬إن استطعنا‪ ،‬عن‬
‫سكينة‬
‫ذريعة لالبتهال لنقف على أعتاب هللا ونعيش ال َّ‬
‫الحقيقية‪.‬‬

‫🔸صافرة النهاية!‬

‫ليس الموتُ نهاية الحياة‪ ،‬بل نهايةُ الفُرص؛ نهاية فرصة‬


‫السباق‪ ،‬فرصة النمو‪ ،‬فرصة التحليق‪ .‬لكنه ليس نهايةً‬
‫لفرصة الوجود‪ .‬فإننا سنبقى‪ ،‬بكل ما جنينا من نتائج‪،‬‬
‫وما ض ّيعناه من فُرص لن تعود‪ .‬على أننا سنحظى بعد‬
‫الموت بفرصة أبدية لالستمتاع بجوائز السباق‪.‬‬

‫🔸إلهي‪ ،‬حاسبني في هذه الدنيا!‬

‫صص لي إن أمكن ‪ -‬قبل موقف صحراء المحشر‬ ‫إلهي‪ ،‬خ ّ‬


‫ي في هذه الدنيا وحاسبني حسابا ً‬ ‫ركن قص ّ‬
‫ٍ‬ ‫‪ -‬موعدا ً في‬
‫كامالً‪ ،‬في المنام أو في اليقظة‪ .‬أال وإني سأعجز عن‬
‫اإلجابة أو تدارك أمري‪ ،‬لكن لعلي ‪ -‬بعد هذا – أتنبّه‬
‫بعض التنبُّه‪ ،‬أو على األقل أبكي على حالي‪ ،‬أو أسألك‬
‫العفو والمغفرة‪.‬‬

‫🔸أهم لحظات اإلنسان‬

‫السحر هو الوقت األصلي لحياة المؤمنين‪ .‬إن أهم لحظات‬


‫حياة اإلنسان وأعمق ثوانيها ت ُم ّر في وقت السحر‪ ،‬ونحن‬
‫‪ -‬على العكس ‪ -‬نُمضي هذه اللحظات نائمين‪ ،‬أشبه‬
‫باألموات‪ .‬على األقل لنكن يقظين‪ ،‬أحياء في لحظات‬
‫السحر إن لم نعشها عيشا ً‪.‬‬

‫عيش اإلعجاز القرآني‬


‫ُ‬ ‫🔸‬

‫وحسب من يرغب في أن‬


‫ُ‬ ‫القرآن الكريم معجزة دائمة‪.‬‬
‫يعيش اإلعجاز القرآني أن يضع نفسه‪ ،‬بتواضع وقلب‬
‫تصرف القرآن الكريم ويأنس به‪.‬‬
‫ّ‬ ‫طاهر‪ ،‬في‬

‫🔸مرحلة ال تتكرر!‬
‫ق التغذية والتمارين الرياضية المناسبة في‬ ‫إذا نحن لم نتل َّ‬
‫ي الطفولة فسيصعب علينا تدارك األمر حتى آخر‬ ‫سن ّ‬
‫إن نح ُن لم نهذّب أنفسنا في أيام المراهقة‬‫العمر‪ .‬وكذا ْ‬
‫فمن المستبعد أن نستطيع تهذيبها حتى آخر العمر‪.‬‬

‫🔸لذة إشباع الميول‬

‫أمر ممتع‪ .‬لكن الميول على نوعين‪:‬‬‫إشباع الميول ٌ‬


‫سطحي وعميق‪ .‬وإن لذة إشباع الميول العميقة تفوق‬
‫بكثير لذة إشباع تلك السطحية‪ .‬والميول العميقة ترتبط‬
‫بالكامل باألمور المعنوية والروحانية‪.‬‬

‫🔸عزلتنا ليست ذنب أحد!‬

‫اإلنسان كائن وحيد وهو غير قادر على تبديد عزلته بغير‬
‫هللا عز وجل‪ّ .‬‬
‫فإن أمتن الصداقات مع البشر في الدنيا‬
‫تنتهي إلى حيث يعود المرء إلى عزلته من جديد‪ .‬وال‬
‫ينبغي أن نفتش لعزلة اإلنسان عن ُمذنب‪ ،‬ألنها ليست‬
‫ذنب أحد‪ .‬فاإلنسان ال يأنس إال بربه وال يتخلّص من‬
‫عزلته إال معه‪.‬‬

‫🔸لسان المناجاة‬

‫تمرن‪ .‬وال‬
‫انطالق لسان المناجاة مع هللا تعالى يحتاج إلى ُّ‬
‫تنح ّل عقدة لسان اإلنسان بالتوفّر على الحال الطيّبة وحب‬
‫هللا عز وجل فقط‪ .‬فلقد انعقد لسا ُن مناجاة البعض وافتقد‬
‫قدرة الحوار مع هللا لكثرة ما صمت ولم يتحدّث إلى هللا‬
‫في خلواته‪ .‬وإن تالوة األدعية لت ُح ّل عقدة لسان المناجاة‪.‬‬

‫🔸أندر مخلوقات العالم‬

‫وإن لنُدرة‬
‫إن لقصر عمر الزهرة أثرا ً في محبوب ّيتها‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫الذهب دخالً في كونه ذا ثمن‪ .‬واإلنسان دائم السعي وراء‬
‫األشياء المفقودة والنادرة غافالً عن أن أندر مخلوق في‬
‫العالم هو اإلنسان الصالح‪ .‬فعوضا ً عن التنقيب عن‬
‫األشياء النادرة تعالوا نجعل من أنفسنا أشخاصا ً نادرين‪.‬‬

‫🔸أق ُّل التوبة؟‬


‫تصرفت بجهالة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫سك بأنك قد‬
‫أق ُّل التوبة هو إحسا ُ‬
‫وأضررت بنفسك‪ ،‬وناوأت ذاتك‪ .‬ثم ند ُمك على ذلك‪،‬‬
‫وسؤالُك هللا إنقاذك من المستنقع الذي سقطت فيه‪.‬‬

‫سحر فرصة ثمينة لمعرفة الذات‬


‫🔸ال َّ‬

‫مناجاة هللا في السحر فرصةٌ لمعرفة الذات قبل أن تكون‬


‫فرصة لمعرفة هللا‪ .‬فالمر ُء إذا خال بربه كان كمن خال‬
‫بنفسه‪ ،‬وهو عندما يجعل نفسه في اتصال مع بارئه‬
‫يكون كمن يقيم عالقة حميمة وثيقة مع ذاته‪.‬‬

‫🔸عزلة أهل المعاصي!‬

‫يتمرن‬
‫ّ‬ ‫باب التوبة ُمشرع ّ‬
‫ألن اإلنسان في هذه الدنيا‬ ‫إنما ُ‬
‫ويُمتحن‪ ،‬وإال فإن معصية رب العالمين ال يمكن غفرانها‬
‫أبدا ً‪ .‬وإن العاصي لفي ق ّمة العُزلة! ذلك ّ‬
‫أن الكائنات‬
‫حب هللا‪ ،‬وهي لهذا تبغض العاصي‪ ،‬مثلما أنها‬ ‫جميعا ً ت ُ ّ‬
‫تتودّد لمن يطيع هللا‪.‬‬
‫🔸ال تخش التالعب بالرغبات!‬

‫الذي ال يُدخل على رغباته بعض التغيير سيبقى مخلوقًا‬


‫هشًّا تسحقه مطحنة الحياة‪ .‬ال تخش التالعب برغباتك‪..‬‬
‫سن حالُك‪ .‬بل‬
‫لن يحصل شيء‪ ..‬غيّر ميولك وستتح ّ‬
‫فلنجعل تحوير رغباتنا على رأس مهاراتنا‪ ،‬ولنكن أقوى‬
‫األقوياء في هذا المضمار‪.‬‬

‫🔸الدنيا محل سكينة ال راحة!‬

‫ليست الدنيا محل راحة وطمأنينة‪ ،‬ومن المستحيل على‬


‫اإلطالق بلوغ حالة الطمأنينة الكاملة‪ ،‬لكن البد من بلوغ‬
‫أقصى درجات السكينة والهدوء‪ ،‬وهذا ُممكن‪ .‬فالراحة‬
‫والدَّعة تُزيل العقل بدرجة عالية‪ ،‬والسكينة تعمل بشكل‬
‫كبير على تكامل اإلنسان‪ .‬أه ُل الدعة والراحة حاضرون‬
‫للتفريط بسكينتهم من أجل راحتهم‪ ،‬والعقالء على‬
‫استعداد لتبديد راحتهم في سبيل سكينتهم‪.‬‬

‫🔸دفّئ قلبك!‬
‫مثلما أن الجسد إذا برد أُصيب بأمراض كثيرة ّ‬
‫فإن القلب‬
‫يبرد ويصاب بأمراض ج ّمة مثل‬‫إذا خال من العاطفة‪ُ ،‬‬
‫الحسد والتكبّر‪ .‬فتعالوا نُدخل إلى قلوبنا الدفء من خالل‬
‫مح ّبتنا الغامرة هلل تعالى وألوليائه‪.‬‬

‫🔸التحليق بأجنحة مرارات الحياة!‬

‫حقائق الحياة ال ُم ّرة‪ ،‬كما الرياح ال ُمضادّة‪ ،‬تُعيق حركتنا‬


‫المطلوبة‪ .‬فإذا قاومنا هذه الرياح أو هربنا منها‬
‫فستطر ُحنا أرضًا‪ ،‬أما إذا ر ّحبنا بها‪ ،‬وامتطيناها‪ ،‬فسنحلّق‬
‫عاليًا‪.‬‬

‫🔸السكينة العميقة الحقيقية‬

‫ليس السكينة في أن تتناسى ما مضى من خطاياك أو ال‬


‫تفكر في ما سيأتي من الموت والعقاب! ألن إغفال‬
‫عابرا زائفًا ال‬
‫ً‬ ‫استقرارا نفسيًّا‬
‫ً‬ ‫الماضي واآلتي يمنحك‬
‫غير‪ .‬فالسكينة الحقيقيَّة هي في أن تكرر الحديث مع ربك‬
‫هللا هو‬
‫مرارا حول ماضيك ومستقبلك‪ ،‬وعندذاك ُ‬ ‫ً‬ ‫وتناجيه‬
‫الذي سيمنحك السكينة ويالطفُك‪.‬‬
‫🔸متى تُفتح أبواب رحمة هللا الخا ّ‬
‫صة؟‬

‫صة في وجوهنا‬ ‫من أجل أن تتفتَّح أبواب رحمة هللا الخا ّ‬


‫فنغدو من العارفين فإنه ال مف َّر من االنتظار على األعتاب‬
‫ق باب رحمته ّ‬
‫عز وج ّل بالدموع‬ ‫م ّدةً من الزمن‪ُ ،‬‬
‫نطر ُ‬
‫تارةً‪ ،‬وبابتسامة الرضى باالنتظار أخرى‪ ،‬وباإللحاح في‬
‫سل واالسترحام رابعة‪ ،‬وسيُفتح‬ ‫الطلب ثالثة‪ ،‬وبالتو ّ‬
‫ق لباب هللا‬
‫وإن الصالة طر ٌ‬‫الباب‪ ..‬لقد ُوعدنا بذلك‪ّ .‬‬
‫تعالى‪.‬‬

‫🔸سنجني من حياتنا لذة أعظم لو‪...‬‬

‫لو أيقنّا بأن الدنيا‪ ،‬بحد ذاتها‪ ،‬ليست موضع راح ٍة‬
‫وسعادة لتناقصتْ توقّعاتنا منها‪ ،‬ولعشنا أقوى من ذي‬
‫قبل‪ ،‬بل إننا سنجني من حياتنا لذة أعظم‪.‬‬

‫🔸في الدنيا لم تُخلق راحة!‬


‫ليست غايتنا في الدنيا نيل الراحة‪ .‬فعن النبي(ص) قوله‪:‬‬
‫«م ْن طلب ما ل ْم يُ ْخلقْ أتْعب ن ْفسهُ‪ ..‬قيل‪.. :‬وما الَّذي ل ْم‬
‫الراحةُ في ال ُّد ْنيا»‪ .‬إن هدفنا هو بلوغ‬ ‫يُ ْخلقْ ؟ قال‪َّ :‬‬
‫ض الط ْرف عن الراحة بسهولة‪.‬‬ ‫مستوى يمكننا فيه أن نغُ ّ‬ ‫ً‬

‫🔸لماذا ال نتّكل على هللا؟‬

‫إنك عندما ال ترى هللا تعالى رؤوفًا رحي ًما فسوف ال‬
‫تناجيه وال تتوكّل عليه ‪ ،‬وستُحرم من العيش الهادئ‬
‫نتصور‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الم ْطمئ ّن‪ّ .‬‬
‫إن هللا تعالى رحي ٌم بنا فوق ما‬
‫وللوقوف على رحمة هللا ورأفته فإننا بحاجة إلى التفكير‪،‬‬
‫ث ّم إلى التذكير والتلقين‪ ،‬قبل أن نكون بحاجة إلى‬
‫التجربة‪.‬‬

‫شيء ُخلقنا؟‬
‫ٍ‬ ‫ألي‬
‫🔸 ّ‬

‫علينا أن نبلغ في محبّة هللا تعالى مدًى نستطيع معه‬


‫التمتّع بعباداتنا ومناجاتنا‪ ،‬وفي هذه الحالة فقط سندرك‬
‫شيء ُخلقنا‪ .‬حينئ ٍذ‬
‫ٍ‬ ‫ألي‬
‫معنى حياتنا اإلنسانية وسنفهم ّ‬
‫نتفوه بفضول الكالم‪ .‬وللوصول إلى‬ ‫سنا وال ّ‬ ‫ستسكُن نفو ُ‬
‫قليال عن محبة ما سواه‪.‬‬ ‫ض الط ْرف ً‬ ‫مح ّبة هللا علينا أن نغُ َّ‬
‫🔸هللا عاشق ال نظير له‬

‫هللا تبارك وتعالى هو العاشق الوحيد الذي ال يسأم من‬


‫هجر معشوقه‪ ،‬اإلنسان‪ ،‬وال ينفك حتى آخر العمر يحاول‬
‫جلب انتباهه‪ .‬وهللا هو العاشق الوحيد الذي إذا داراه‬
‫معشوقُه ال يضجر أبدًا من محبّة األخير له ويض ّمه إلى‬
‫األبد إلى صدره ويتعاظم اشتياقه إليه ك َّل حين‪.‬‬

‫🔸مجاهدة النفس‬

‫يتع ّين أحيانا ً أن تقف بوجه النفس وتقول لها "كال"‬


‫وتمتنع عن تحقيق أمانيها لكي يتحقق النضج والتربية‪.‬‬
‫والصيام يطالبنا بمخالفة ميولنا الطبيعية كالجوع‬
‫والعطش‪ .‬وإن مخالفة اإلنسان لرغباته هي سبيل للنضج‬
‫والكمال‪.‬‬

‫🔸أول مؤشرات النضج المعنوي‬


‫من أوائل مؤشرات النضج المعنوي التعامل مع الوقت‬
‫بحساسية‪ .‬فالذي يتخذ طريق السلوك المعنوي ال يعود‬
‫يُتلف وقته بسهولة‪ ،‬بل ويحزن بشدة إذا ضاع وقتُه‪.‬‬
‫والصالحون من الناس الذين ال يكترثون لضياع أوقاتهم‬
‫هم في الحقيقة لم يبدأوا بسلوك الطريق بعد‪.‬‬

‫🔸إلهي‪ُ ،‬كلّي أمل بك‪...‬‬

‫إلهي‪ ،‬بفارغ الصبر أنتظر اللحظة التي تخرج فيها من‬


‫ض َّمني في حضنك الحنون‪ ..‬ساعة تقط ُع‬ ‫وراء الح ُجب لت ُ‬
‫سما ً إنك كنت في ذكري طوال‬ ‫حبل صمتك لتقول لي متب ّ‬
‫ي الصمت تلك‪ ،‬وأنك عفوت عن خطاياي‪ ،‬وأعددت لي‬ ‫سن ّ‬
‫كنزا ً عن كل ألم قاسيتُه‪ .‬إلهي‪ُ ،‬كلّي أمل بك‪...‬‬

‫🔸سباق الحياة‬

‫الدنيا ساحة لعب وسباق‪ .‬علينا أن نأخذ هذا السباق‬


‫ظفها في حياتنا بشكل جاد‪،‬‬ ‫بجدية ونفوز بجوائزه ونو ّ‬
‫على أن ال نبقى أسرى السباق‪ .‬وإن هللا عز وجل‬
‫متفرجو هذا السباق‪ ،‬وهم‬
‫ّ‬ ‫وأولياءه ومالئكته جميعا ً هم‬
‫يشجعوننا لكي نفوز فيه‪ .‬فألجل أعينهم الجميلة علينا أن‬
‫نحصد الجوائز‪.‬‬

‫ح اإلنسان؟‬
‫🔸بماذا تشيخ رو ُ‬

‫تعاقُب الفصول شيء طبيعي للحياة المادية لكن في وسع‬


‫اإلنسان أن يختار لنفسه البقاء في الربيع وال يعيش‬
‫شتاء الروح أبدا ً‪ .‬الشيخوخة شتاء الجسد‪ ،‬غير أن‬
‫ض في‬ ‫باستطاعة الشيخ أن يحتفظ بربيع الشباب الغ ّ‬
‫غير‬
‫أعماقه‪ .‬وإنه ال يبعث على شيخوخة روح اإلنسان ُ‬
‫حب الدنيا‪.‬‬

‫🔸الشكر ليس مجرد سلوك بسيط!‬

‫ذهن اإلنسان الشاكر ينقّب عن النّعم تنقيبا ً فال تخفى عليه‬


‫نعمة‪ ،‬وهو يرى نفسه غارقا ً في السعادة على الدوام‪ ،‬أما‬
‫الكافر بالنعمة فال يرى غير النقائص‪ .‬فالشكر ليس مجرد‬
‫سلوك بسيط‪ ،‬بل هو نفسية رقيقة وأسلوب صحيح في‬
‫خطير و ُم ْع ٍد!‬
‫ٌ‬ ‫التفكير‪ .‬وكفران النعمة مرض‬
‫🔸استمتع وال تغرق!‬

‫مع ّ‬
‫أن من المتاح االستمتاع بالسباحة في البحر وركوب‬
‫موجه واستنشاق نسيمه العذب‪ ،‬إال أن البعض يغرق فيه!‬
‫وهكذا هي حال الدنيا؛ فينبغي أن تكتسب مهارة السباحة‬
‫فيها‪ ،‬وركوب أمواجها‪ ،‬وأن تتنفّس نسائمها‪ ،‬لكنك إن‬
‫حرصت عليها وثملت بشرابها فستغرق!‬

‫ق حالوة الرأفة‬
‫تذو ُ‬
‫🔸 ّ‬

‫ال ينبغي للرأفة باآلخرين أن تكون على خلفية الضعف‬


‫والخشية‪ ،‬وإال فسوف ال يتذوق اإلنسان حالوتها‪،‬‬
‫وستفقد عذوبتها عند الطرف اآلخر أيضا ً‪ .‬فرأفة الشجاع‬
‫القوي فيها لذة لنفسه وللمقابل على حد سواء‪ .‬وأفضل‬
‫الطرق الكتساب الشجاعة والقوة في الروح هي االتصال‬
‫باهلل عز وجل والتوكل عليه‪ .‬فاإليمان نب ٌع ألصناف الرأفة‬
‫اللذيذة‪.‬‬

‫🔸متى ندرك هذه الحقيقة؟!‬


‫طمنا بكل بساطة‪ .‬متى ندرك هذه‬ ‫هللا لحظةً لتح َّ‬
‫لو أهملنا ُ‬
‫أمان‬
‫ٍ‬ ‫أي‬
‫الحقيقة؟! أيجب أن يهملنا هللا تعالى لكي نفهم ّ‬
‫هذا الذي كان يغمرنا في أحضانه الدافئة؟ لقد أُتيحتْ لنا‬
‫الفرصة لندرك هذه الحقيقة بالمعرفة والتفكُّر‪ ،‬وإال فإن‬
‫ستعرفنا قدْر هذه النعمة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫أعاصير البالء‬

‫🔸ما الذي يبدّد سكينتنا؟‬

‫سكينة لكننا في العادة ال ندرك هذه‬ ‫إننا بحاجة إلى ال َّ‬


‫الحاجة إال حينما نكون في قمة االضطراب‪ّ .‬‬
‫وإن حاجتنا‬
‫سكينة تفوق بكثير ما نتوقّعُه منها ألنفسنا‬ ‫إلى ال َّ‬
‫تصورنا‪ّ .‬‬
‫إن‬ ‫ّ‬ ‫طى حد‬ ‫ولآلخرين‪ ،‬ألن فوائدها وبركاتها تتخ ّ‬
‫ث صاحبها اضطراباً‪ ،‬وإن كل لحظة ابتعا ٍد‬ ‫كل خطيئة تور ُ‬
‫عن هللا عز وجل تضاعف من اضطرابنا‪.‬‬

‫🔸كل اآلمال مقطوعة إال أمالً واحدا ً!‬


‫ع إلى األماني‪ ،‬أي يحب دوما ً‬
‫اإلنسان مخلوق ُمؤ ّمل ن ّزا ٌ‬
‫أن يحيا باآلمال واألمنيات‪ .‬وحبه لألمل هذا يقوده أحيانا ً‬
‫أن جميع‬ ‫إلى أن يؤ ّمل نفسه باألوهام‪ .‬لكن يجب أن نعلم ّ‬
‫اآلمال في هذه الدنيا مقطوعة إال األمل برحمة هللا تعالى‬
‫وكرمه‪ .‬وليس ثمة ما يبعث في اإلنسان النشاط‬
‫والطمأنينة مثل األمل باهلل عز وجل‪.‬‬

‫🔸عالمة مرض روح اإلنسان‬

‫مثلما أن الحمى عالمةُ مرض جسد اإلنسان‪ ،‬فإن حدّة‬


‫المزاج عالمةُ مرض روحه‪ .‬فحينما يجاوز المرء الح ّد‬
‫في التوقعات‪ ،‬أو يُعجب بذاته‪ ،‬أو يتعلق قلبُه بشيء ك َّل‬
‫تعلُّق دون أن يستطيع البوح بمكنونه‪ ،‬أو يفشل في‬
‫ب يعجز عن انتزاع حبّه من فؤاده فسيحت ّد‬ ‫وصال محبو ٍ‬
‫مزا ُجه‪ .‬وما إن تتجاوز ح ّدةُ المزاج الحد فإن على المرء‬
‫أن يفتّش عن علتها‪.‬‬

‫🔸السبيل الوحيدة لتبديد العُزلة‬


‫للفرار من العزلة يُقيم اإلنسان مع اآلخرين العالقات‪ ،‬وقد‬
‫يقع في الحب أيضا ً‪ .‬واالتصال بالغير عن حب يعني‬
‫الخروج الكامل عن حالة العزلة‪ .‬وإن أنانية اآلخرين تزيد‬
‫في عزلتنا وتُفاقم هموم وحدتنا‪ ،‬لكن جميع الناس تقريبا ً‬
‫أنانيون‪ ،‬وهذا خارج عن أيديهم‪ .‬االتصال الوحيد الذي‬
‫يُبدّد وحدة اإلنسان هو االتصال باهلل عز وجل‪.‬‬

‫🔸اختيار الهدف‬

‫تحديد الهدف ووضعه نُصب العين أهم بكثير من اختيار‬


‫الطريق وإيجاد الدافع لسلوكه‪ .‬إن أغلب حاالت التقاعس‬
‫واالنحراف عن الجادة تنجم عن عدم االختيار السليم‬
‫للهدف وغياب االلتفات الالزم إليه‪ .‬إذا ً ال بد من معرفة‬
‫الهدف السامي واالهتمام به بشغف‪ ،‬وعندذاك سيتولّد‬
‫الدافع القوي والفهم السليم لل ُمضي في الطريق المؤدية‬
‫إليه‪ .‬وإن الهدف من خلقة اإلنسان هو لقاء هللا تعالى‪.‬‬

‫🔸ال تخش التالعب بالرغبات!‬


‫الذي ال يُدخل على رغباته بعض التغيير سيبقى مخلوقًا‬
‫هشًّا تسحقه مطحنة الحياة‪ .‬ال تخش التالعب برغباتك‪..‬‬
‫سن حالُك‪ .‬بل‬
‫لن يحصل شيء‪ ..‬غيّر ميولك وستتح ّ‬
‫فلنجعل تحوير رغباتنا على رأس مهاراتنا‪ ،‬ولنكن أقوى‬
‫األقوياء في هذا المضمار‪.‬‬

‫🔸الدنيا محل سكينة ال راحة!‬

‫ليست الدنيا محل راحة وطمأنينة‪ ،‬ومن المستحيل على‬


‫اإلطالق بلوغ حالة الطمأنينة الكاملة‪ ،‬لكن البد من بلوغ‬
‫أقصى درجات السكينة والهدوء‪ ،‬وهذا ُممكن‪ .‬فالراحة‬
‫والدَّعة تُزيل العقل بدرجة عالية‪ ،‬والسكينة تعمل بشكل‬
‫كبير على تكامل اإلنسان‪ .‬أه ُل الدعة والراحة حاضرون‬
‫للتفريط بسكينتهم من أجل راحتهم‪ ،‬والعقالء على‬
‫استعداد لتبديد راحتهم في سبيل سكينتهم‪.‬‬

‫🔸دفّئ قلبك!‬

‫مثلما أن الجسد إذا برد أُصيب بأمراض كثيرة ّ‬


‫فإن القلب‬
‫يبرد ويصاب بأمراض ج ّمة مثل‬
‫إذا خال من العاطفة‪ُ ،‬‬
‫الحسد والتكبّر‪ .‬فتعالوا نُدخل إلى قلوبنا الدفء من خالل‬
‫محبّتنا الغامرة هلل تعالى وألوليائه‪.‬‬

‫🔸التحليق بأجنحة مرارات الحياة!‬

‫حقائق الحياة ال ُم ّرة‪ ،‬كما الرياح ال ُمضادّة‪ ،‬تُعيق حركتنا‬


‫المطلوبة‪ .‬فإذا قاومنا هذه الرياح أو هربنا منها‬
‫فستطر ُحنا أرضًا‪ ،‬أما إذا ر ّحبنا بها‪ ،‬وامتطيناها‪ ،‬فسنحلّق‬
‫عاليًا‪.‬‬

‫🔸السكينة العميقة الحقيقية‬

‫ليس السكينة في أن تتناسى ما مضى من خطاياك أو ال‬


‫تفكر في ما سيأتي من الموت والعقاب! ألن إغفال‬
‫عابرا زائفًا ال‬
‫ً‬ ‫استقرارا نفسيًّا‬
‫ً‬ ‫الماضي واآلتي يمنحك‬
‫غير‪ .‬فالسكينة الحقيقيَّة هي في أن تكرر الحديث مع ربك‬
‫هللا هو‬
‫مرارا حول ماضيك ومستقبلك‪ ،‬وعندذاك ُ‬ ‫ً‬ ‫وتناجيه‬
‫الذي سيمنحك السكينة ويالطفُك‪.‬‬

‫🔸متى تُفتح أبواب رحمة هللا الخا ّ‬


‫صة؟‬
‫صة في وجوهنا‬ ‫من أجل أن تتفتَّح أبواب رحمة هللا الخا ّ‬
‫فنغدو من العارفين فإنه ال مف َّر من االنتظار على األعتاب‬
‫ق باب رحمته ّ‬
‫عز وج ّل بالدموع‬ ‫م ّدةً من الزمن‪ُ ،‬‬
‫نطر ُ‬
‫تارةً‪ ،‬وبابتسامة الرضى باالنتظار أخرى‪ ،‬وباإللحاح في‬
‫سل واالسترحام رابعة‪ ،‬وسيُفتح‬ ‫الطلب ثالثة‪ ،‬وبالتو ّ‬
‫ق لباب هللا‬
‫وإن الصالة طر ٌ‬‫الباب‪ ..‬لقد ُوعدنا بذلك‪ّ .‬‬
‫تعالى‪.‬‬

‫🔸سنجني من حياتنا لذة أعظم لو‪...‬‬

‫لو أيقنّا بأن الدنيا‪ ،‬بحد ذاتها‪ ،‬ليست موضع راح ٍة‬
‫وسعادة لتناقصتْ توقّعاتنا منها‪ ،‬ولعشنا أقوى من ذي‬
‫قبل‪ ،‬بل إننا سنجني من حياتنا لذة أعظم‪.‬‬

‫🔸في الدنيا لم تُخلق راحة!‬

‫ليست غايتنا في الدنيا نيل الراحة‪ .‬فعن النبي(ص) قوله‪:‬‬


‫«م ْن طلب ما ل ْم يُ ْخلقْ أتْعب ن ْفسهُ‪ ..‬قيل‪.. :‬وما الَّذي ل ْم‬
‫الراحةُ في ال ُّد ْنيا»‪ .‬إن هدفنا هو بلوغ‬
‫يُ ْخلقْ ؟ قال‪َّ :‬‬
‫مستوى يمكننا فيه أن نغُ ّ‬
‫ض الط ْرف عن الراحة بسهولة‪.‬‬ ‫ً‬

‫🔸لماذا ال نتّكل على هللا؟‬

‫إنك عندما ال ترى هللا تعالى رؤوفًا رحي ًما فسوف ال‬
‫تناجيه وال تتوكّل عليه ‪ ،‬وستُحرم من العيش الهادئ‬
‫نتصور‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الم ْطمئ ّن‪ّ .‬‬
‫إن هللا تعالى رحي ٌم بنا فوق ما‬
‫وللوقوف على رحمة هللا ورأفته فإننا بحاجة إلى التفكير‪،‬‬
‫ث ّم إلى التذكير والتلقين‪ ،‬قبل أن نكون بحاجة إلى‬
‫التجربة‪.‬‬

‫شيء ُخلقنا؟‬
‫ٍ‬ ‫ألي‬
‫🔸 ّ‬

‫علينا أن نبلغ في محبّة هللا تعالى مدًى نستطيع معه‬


‫التمتّع بعباداتنا ومناجاتنا‪ ،‬وفي هذه الحالة فقط سندرك‬
‫شيء ُخلقنا‪ .‬حينئ ٍذ‬
‫ٍ‬ ‫ألي‬
‫معنى حياتنا اإلنسانية وسنفهم ّ‬
‫نتفوه بفضول الكالم‪ .‬وللوصول إلى‬ ‫سنا وال ّ‬ ‫ستسكُن نفو ُ‬
‫قليال عن محبة ما سواه‪.‬‬ ‫ض الط ْرف ً‬ ‫محبّة هللا علينا أن نغُ َّ‬
‫🔸هللا عاشق ال نظير له‬

‫هللا تبارك وتعالى هو العاشق الوحيد الذي ال يسأم من‬


‫هجر معشوقه‪ ،‬اإلنسان‪ ،‬وال ينفك حتى آخر العمر يحاول‬
‫جلب انتباهه‪ .‬وهللا هو العاشق الوحيد الذي إذا داراه‬
‫معشوقُه ال يضجر أبدًا من محبّة األخير له ويض ّمه إلى‬
‫األبد إلى صدره ويتعاظم اشتياقه إليه ك َّل حين‪.‬‬

‫🔸مجاهدة النفس‬

‫يتعيّن أحيانا ً أن تقف بوجه النفس وتقول لها "كال"‬


‫وتمتنع عن تحقيق أمانيها لكي يتحقق النضج والتربية‪.‬‬
‫والصيام يطالبنا بمخالفة ميولنا الطبيعية كالجوع‬
‫والعطش‪ .‬وإن مخالفة اإلنسان لرغباته هي سبيل للنضج‬
‫والكمال‪.‬‬

‫🔸أول مؤشرات النضج المعنوي‬

‫من أوائل مؤشرات النضج المعنوي التعامل مع الوقت‬


‫بحساسية‪ .‬فالذي يتخذ طريق السلوك المعنوي ال يعود‬
‫يُتلف وقته بسهولة‪ ،‬بل ويحزن بشدة إذا ضاع وقتُه‪.‬‬
‫والصالحون من الناس الذين ال يكترثون لضياع أوقاتهم‬
‫هم في الحقيقة لم يبدأوا بسلوك الطريق بعد‪.‬‬

‫🔸إلهي‪ُ ،‬كلّي أمل بك‪...‬‬

‫إلهي‪ ،‬بفارغ الصبر أنتظر اللحظة التي تخرج فيها من‬


‫ض َّمني في حضنك الحنون‪ ..‬ساعة تقط ُع‬ ‫وراء الح ُجب لت ُ‬
‫سما ً إنك كنت في ذكري طوال‬ ‫حبل صمتك لتقول لي متب ّ‬
‫ي الصمت تلك‪ ،‬وأنك عفوت عن خطاياي‪ ،‬وأعددت لي‬ ‫سن ّ‬
‫كنزا ً عن كل ألم قاسيتُه‪ .‬إلهي‪ُ ،‬كلّي أمل بك‪...‬‬

‫🔸سباق الحياة‬

‫الدنيا ساحة لعب وسباق‪ .‬علينا أن نأخذ هذا السباق‬


‫ظفها في حياتنا بشكل جاد‪،‬‬ ‫بجدية ونفوز بجوائزه ونو ّ‬
‫على أن ال نبقى أسرى السباق‪ .‬وإن هللا عز وجل‬
‫متفرجو هذا السباق‪ ،‬وهم‬
‫ّ‬ ‫وأولياءه ومالئكته جميعا ً هم‬
‫يشجعوننا لكي نفوز فيه‪ .‬فألجل أعينهم الجميلة علينا أن‬
‫نحصد الجوائز‪.‬‬
‫ح اإلنسان؟‬
‫🔸بماذا تشيخ رو ُ‬

‫تعاقُب الفصول شيء طبيعي للحياة المادية لكن في وسع‬


‫اإلنسان أن يختار لنفسه البقاء في الربيع وال يعيش‬
‫شتاء الروح أبدا ً‪ .‬الشيخوخة شتاء الجسد‪ ،‬غير أن‬
‫ض في‬ ‫باستطاعة الشيخ أن يحتفظ بربيع الشباب الغ ّ‬
‫غير‬
‫أعماقه‪ .‬وإنه ال يبعث على شيخوخة روح اإلنسان ُ‬
‫حب الدنيا‪.‬‬

‫🔸الشكر ليس مجرد سلوك بسيط!‬

‫ذهن اإلنسان الشاكر ينقّب عن النّعم تنقيبا ً فال تخفى عليه‬


‫نعمة‪ ،‬وهو يرى نفسه غارقا ً في السعادة على الدوام‪ ،‬أما‬
‫الكافر بالنعمة فال يرى غير النقائص‪ .‬فالشكر ليس مجرد‬
‫سلوك بسيط‪ ،‬بل هو نفسية رقيقة وأسلوب صحيح في‬
‫خطير و ُم ْع ٍد!‬
‫ٌ‬ ‫التفكير‪ .‬وكفران النعمة مرض‬

‫🔸استمتع وال تغرق!‬


‫مع ّ‬
‫أن من المتاح االستمتاع بالسباحة في البحر وركوب‬
‫موجه واستنشاق نسيمه العذب‪ ،‬إال أن البعض يغرق فيه!‬
‫وهكذا هي حال الدنيا؛ فينبغي أن تكتسب مهارة السباحة‬
‫فيها‪ ،‬وركوب أمواجها‪ ،‬وأن تتنفّس نسائمها‪ ،‬لكنك إن‬
‫حرصت عليها وثملت بشرابها فستغرق!‬

‫ق حالوة الرأفة‬
‫تذو ُ‬
‫🔸 ّ‬

‫ال ينبغي للرأفة باآلخرين أن تكون على خلفية الضعف‬


‫والخشية‪ ،‬وإال فسوف ال يتذوق اإلنسان حالوتها‪،‬‬
‫وستفقد عذوبتها عند الطرف اآلخر أيضا ً‪ .‬فرأفة الشجاع‬
‫القوي فيها لذة لنفسه وللمقابل على حد سواء‪ .‬وأفضل‬
‫الطرق الكتساب الشجاعة والقوة في الروح هي االتصال‬
‫باهلل عز وجل والتوكل عليه‪ .‬فاإليمان نب ٌع ألصناف الرأفة‬
‫اللذيذة‪.‬‬

‫🔸متى ندرك هذه الحقيقة؟!‬

‫طمنا بكل بساطة‪ .‬متى ندرك هذه‬ ‫هللا لحظةً لتح َّ‬
‫لو أهملنا ُ‬
‫أمان‬
‫ٍ‬ ‫أي‬
‫الحقيقة؟! أيجب أن يهملنا هللا تعالى لكي نفهم ّ‬
‫هذا الذي كان يغمرنا في أحضانه الدافئة؟ لقد أُتيحتْ لنا‬
‫الفرصة لندرك هذه الحقيقة بالمعرفة والتفكُّر‪ ،‬وإال فإن‬
‫ستعرفنا قدْر هذه النعمة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫أعاصير البالء‬

‫🔸ما الذي يبدّد سكينتنا؟‬

‫سكينة لكننا في العادة ال ندرك هذه‬ ‫إننا بحاجة إلى ال َّ‬


‫الحاجة إال حينما نكون في قمة االضطراب‪ّ .‬‬
‫وإن حاجتنا‬
‫سكينة تفوق بكثير ما نتوقّعُه منها ألنفسنا‬ ‫إلى ال َّ‬
‫تصورنا‪ّ .‬‬
‫إن‬ ‫ّ‬ ‫طى حد‬ ‫ولآلخرين‪ ،‬ألن فوائدها وبركاتها تتخ ّ‬
‫ث صاحبها اضطراباً‪ ،‬وإن كل لحظة ابتعا ٍد‬ ‫كل خطيئة تور ُ‬
‫عن هللا عز وجل تضاعف من اضطرابنا‪.‬‬

‫🔸كل اآلمال مقطوعة إال أمالً واحدا ً!‬

‫ع إلى األماني‪ ،‬أي يحب دوما ً‬


‫اإلنسان مخلوق ُمؤ ّمل ن ّزا ٌ‬
‫أن يحيا باآلمال واألمنيات‪ .‬وحبه لألمل هذا يقوده أحيانا ً‬
‫أن جميع‬ ‫إلى أن يؤ ّمل نفسه باألوهام‪ .‬لكن يجب أن نعلم ّ‬
‫اآلمال في هذه الدنيا مقطوعة إال األمل برحمة هللا تعالى‬
‫وكرمه‪ .‬وليس ثمة ما يبعث في اإلنسان النشاط‬
‫والطمأنينة مثل األمل باهلل عز وجل‪.‬‬
‫🔸عالمة مرض روح اإلنسان‬

‫مثلما أن الحمى عالمةُ مرض جسد اإلنسان‪ ،‬فإن حدّة‬


‫المزاج عالمةُ مرض روحه‪ .‬فحينما يجاوز المرء الح ّد‬
‫في التوقعات‪ ،‬أو يُعجب بذاته‪ ،‬أو يتعلق قلبُه بشيء ك َّل‬
‫تعلُّق دون أن يستطيع البوح بمكنونه‪ ،‬أو يفشل في‬
‫ب يعجز عن انتزاع ح ّبه من فؤاده فسيحت ّد‬ ‫وصال محبو ٍ‬
‫مزا ُجه‪ .‬وما إن تتجاوز ح ّدةُ المزاج الحد فإن على المرء‬
‫أن يفتّش عن علتها‪.‬‬

‫🔸السبيل الوحيدة لتبديد العُزلة‬

‫للفرار من العزلة يُقيم اإلنسان مع اآلخرين العالقات‪ ،‬وقد‬


‫يقع في الحب أيضا ً‪ .‬واالتصال بالغير عن حب يعني‬
‫الخروج الكامل عن حالة العزلة‪ .‬وإن أنانية اآلخرين تزيد‬
‫في عزلتنا وتُفاقم هموم وحدتنا‪ ،‬لكن جميع الناس تقريبا ً‬
‫أنانيون‪ ،‬وهذا خارج عن أيديهم‪ .‬االتصال الوحيد الذي‬
‫يُبدّد وحدة اإلنسان هو االتصال باهلل عز وجل‪.‬‬
‫🔸أهلية االستمتاع‬

‫علينا قبل االستمتاع بالشيء أن نحاول رفع مستوى‬


‫أهليّتنا لالستمتاع وعندها سنطرب للكثير مما ال يطرب له‬
‫اآلخرون‪ .‬فاإلنسان السليم يستمتع بالصالة كما يستمتع‬
‫طفه هو بهم كما‬‫بالطعام‪ ،‬ويطرب لخدمته للناس وتل ّ‬
‫طف الناس به‪.‬‬‫يطرب لتل ّ‬

‫🔸وفّر لذّاتك!‬

‫لقد لطف هللا تعالى بنا عندما وضع بين أيدينا لذّات تافهة‬
‫لكي نستطيع التخلّي عنها‪ ،‬ونتيجة لتخلّينا عنها سيتّسع‬
‫وجودنا وسنحصل على لذّات أعمق وأكثر‪ .‬ليتنا كنا نعلم‬
‫أن أكثر اللذّات التي في متناولنا ليست لالنتفاع‪ .‬فاإلنسان‬
‫إنما يبلغ اللذات األعلى عبر التخلّي عن اللذات األوطأ‪.‬‬

‫🔸نظرة هللا المجهرية إلى الخيرات‬

‫ما أروع أن هللا هو من سيحاسبنا‪ .‬هللا رؤوف بنا‪ ،‬ويرى‬


‫أضأل حسناتنا‪ ،‬ويثني على أتفه خير فينا مما ال يحسب‬
‫له إنسا ٌن أي حساب‪ .‬والحق أن يوم القيامة سيكون يوم‬
‫استغراب أهل النفوس النقية مما سيلمسونه من دقة نظر‬
‫هللا في تحري حسناتهم‪ ،‬استغراب لذيذ ال يخلو من خجل‬
‫أيضا‪.‬‬

‫🔸الرحمة والتواضع‬

‫من الج ّيد أن نمدح الرحمة شريطة أن نكون ُرحماء‬


‫بالناس أكثر من أن نحب أن يرحمونا‪ .‬ومن الحسن أن‬
‫نُثني على التواضع بشرط أن نتواضع للناس أكثر من أن‬
‫نحب أن يتواضعوا لنا‪ .‬فإن لم يكن هذا فإننا ال نفهم‬
‫الرحمة وال التواضع‪.‬‬

‫🔸 المجاهدة المتواصلة‬

‫مهما كانت بواعثك لمخالفة الهوى حسنة فإنك ستعثر‬


‫بين طيّاتها على أهواء جديدة!‪ ..‬إن الهوى لينبُت في‬
‫مزرعة أفئدتنا كما ينبت العشب الضار‪ ،‬فمهما سقيتها‬
‫بماء المعنويات ارتوى هذا العشب أيضا ً بالمزيد من‬
‫الماء! وليس الحل في أن تتوقف عن إرواء روحك‪ ،‬بل‬
‫المضرة على نحو موصول‪.‬‬‫ّ‬ ‫أن تقتلع األعشاب‬
‫🔸للتواضع جناحان‬

‫إنما أوصونا أن نكون إما علماء أو متعلّمين فذلك من‬


‫أجل أن يحملنا العل ُم على التواضع‪ ،‬أو أن يبعث فينا‬
‫ع أمام العالم هذا التواضع‪ْ .‬‬
‫فإن حظي اإلنسان‬ ‫الخضو ُ‬
‫باالثنين معا ً كان ذلك أبلغ أثرا ً في حثّه على التواضع‪.‬‬

‫🔸 األمل والطمأنينة‬

‫هللا تبارك وتعالى يحبنا وهو ليس مهمالً لنا‪ .‬فهو إذن ال‬
‫يقحمنا أبدا ً في امتحان ال نستطيع اجتيازه‪ ،‬وال يجعلنا‬
‫نواجه معصية ال نملك التوبة منها‪ .‬إن قطع األمل من إله‬
‫كهذا هو حقا ً من الكبائر‪.‬‬

‫🔸االختالف بين الجنسين‬

‫ال يقتصر االختالف بين الجنسين على األمور الظاهرية‬


‫والجسدية‪ .‬فكما أن من غير الجائز للرجل والمرأة ارتداء‬
‫مالبس بعضهما البعض‪ ،‬فإنه ال ينبغي ألحدهما التحلي‬
‫بخصال اآلخر‪ .‬ونحن بحاجة إلى إدراك هذه االختالفات‬
‫وحفظ هذه المسافات كي يتسنى لنا تبنّي السلوك‬
‫المناسب وتقبّل أحكام الدين بسهولة أكبر‪.‬‬

‫🔸المدير الوالئي كالمعلّم‬

‫المدير في المجتمع الوالئي أشبه بالمعلّم؛ فعندما يجتهد‬


‫المعلم في الصف في سبيل أن يتعلّم التالميذ‪ ،‬ويتقدّموا‪،‬‬
‫ويبلغوا المعالي فإنه ينسى نفسه وال ينافسهم‪ .‬فالتالميذ‬
‫يحصدون العالمات‪ ،‬ويحصلون على فرص عمل د ْخلُها‬
‫ب دموع الفرح!‬ ‫يفوق دخل المعلّم بكثير والمعلّم ي ُ‬
‫ص ّ‬
‫وهذه الصفة لدى المعلم تستحق المديح‪.‬‬

‫🔸المدير الوالئي كالمدرب الرياضي!‬

‫المدير في المجتمع الوالئي يشبه المدرب الرياضي؛‬


‫فاألخير عندما يدرب الرياضيين ويرشدهم ويبذل ما في‬
‫وسعه ليحصلوا على المداليات ويس ّ‬
‫طروا المفاخر فإنه ال‬
‫ينافسهم وال يُعير لنفسه أهمية‪ .‬فالمفخرة الوحيدة‬
‫للمدرب هو فوز رياضيّيه الشباب وحصدهم المداليات‪.‬‬
‫وهذه الخصلة في المدرب تستحق اإلطراء‪.‬‬
‫🔸أمنية‬

‫سراب‬
‫ٌ‬ ‫أقرب األماني إلى القلب أبعدها عن المنال‪ .‬والحياة‬
‫تذوب فيه أماني اإلنسان وتقصيه في كل لحظة عنها أكثر‬
‫فأكثر‪ ،‬اللهم إال إذا لم تكن لديك غير أمنية واحدة وهي‬
‫لقاء هللا جل وعال‪ ،‬إذ ستحس حينها أنك تدنو في كل‬
‫امرئ على وجه األرض‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫لحظة من أمنيتك‪ ،‬وأنك أسعد‬

‫🔸إن صبْرنا أعظم مما نتصور!‬

‫المعضالت التي أوصلتنا يوما ً إلى حالة الجزع انح ّل‬


‫بعضُها وهان بعضها اآلخر بمرور الزمن أو بحلول‬
‫معضالت أضخم‪ .‬ومعضالتنا الحالية أيضا ً ستنتهي يوما ً‬
‫ما إلى المصير ذاته‪ .‬فجزعُنا عند المشكالت يعني أننا ال‬
‫ق الوعي‪ ..‬وهللا‬ ‫نعي قوة صبرنا وقدرتنا على التح ّمل ح َّ‬
‫تعالى يريدنا أقوياء‪.‬‬

‫🔸الدين تلبية الحتياجات اإلنسان العميقة‬


‫الدين يُلبّي احتياجات اإلنسان العميقة ويُرشد صاحبه إلى‬
‫فالمتسرعون في إشباع‬
‫ّ‬ ‫تلبية احتياجاته السطحية‪.‬‬
‫حاجاتهم السطحية ممن يرفضون المنهجية والتخطيط في‬
‫الحياة والذين ال يعرفون ما هي حاجاتهم العميقة تراهم‬
‫يفرون من الدين! والحال ّ‬
‫أن الذي ال يُلبّي احتياجاته‬ ‫ّ‬
‫العميقة سوف ال يقنع أبدا ً بإشباع احتياجاته السطحية‪.‬‬

‫🔸قيمة المباهج المعنوية!‬

‫البهجة واالبتسامة في حضرة الباري تعالى تكون أحيانا ً‬


‫أحب من الحزن وذرف الدموع بين يديه‪ .‬فاالبتسامة‬ ‫َّ‬
‫النابعة عن شكر هللا سبحانه أو عن الرأفة بخلقه لهي‬
‫أع ّز من األسى المتولّد من عدم لمس رحمته ورأفته‪ .‬فأي‬
‫ب من حسد‪ ،‬أو حزن‬ ‫قيمة عند هللا للقلب إذا انكسر بسب ٍ‬
‫على فقدان أنعُم هللا؟!‬

‫🔸الحزن والغضب‬

‫ابتلع غضبك وانس أحزانك لتظل متّزنا ً ولترتقي‪ .‬حافظ‬


‫على اتزانك بشطب الغضب والحزن من حياتك‪،‬‬
‫وسيغضب هللا على من آذوك عوضا ً عن غضبه عليك‪،‬‬
‫ويبدّد عنك أحزانك‪ ،‬وحينذاك سيغدو قلبُك الخالي من‬
‫الغضب والحزن موضعا ً ل ُحب هللا تعالى والرضا عنه‪.‬‬

‫🔸المدير الوالئي كشرطي المرور‬

‫حال المدير في المجتمع الوالئي كحال شرطي المرور؛‬


‫فحينما يقف شرطي المرور في التقاطع ويس ّهل للناس‬
‫مرورهم كي يصلوا أسرع إلى منازلهم فإنه ال يتسابق‬
‫معهم أبدا ً في الوصول إلى المنزل‪ ،‬بل يصل منزله متأ ّخرا ً‬
‫عن الجميع‪ ،‬ال بل يستنشق دخان سياراتهم أيضا ً! وهذه‬
‫السجية لدى شرطي المرور تستحق المدح والثناء‪.‬‬

‫🔸حياة اإلنسان الطفولية‬

‫الدنيا هي محل حياة اإلنسان الطفولية‪ ،‬والناس عادة ما‬


‫يبلغون سن الرشد بعد الموت‪ .‬أما الذين يبلغونه قبل‬
‫الموت فيشاهدون طفولة غيرهم ويتألّمون‪.‬‬

‫🔸الشفقة الخطأ من الوالدين‬


‫الوالدان‪ ،‬ومن منطلق الشفقة والحب‪ ،‬غالبا ً ما يغُ ّ‬
‫ضان‬
‫الطرف عن قلة أدب أوالدهم‪ ،‬بل وال ينبّهانهم إلى ذلك‪،‬‬
‫في حين أن هذه الشفقة الخاطئة ستكسر حرمة الوالدين‬
‫في عيون األوالد بمرور الوقت‪ ،‬وأنّى لمن ال حرمة‬
‫لوالديه عنده أن يصون حرمة إمام زمانه؟! وأفضل‬
‫طريقة لتنبيه األوالد إلى هذا األمر هو أن ين ّبه األب ولده‬
‫إلى احترام أ ّمه وتعلّم األ ُّم ولدها احترام أبيه‪.‬‬

‫🔸الدعاء هو‪...‬‬

‫الدعاء هو ترديد الكالم الطيب وبيان األمنيات العريضة‬


‫نتفوه بكالم‬
‫بمحضر هللا عز وجل‪ .‬فمن المؤسف أن ّ‬
‫ضئيل على أعتاب إله عظيم‪ .‬إن األدعية العالية تجعلنا‬
‫ُجلساء هللا تعالى‪.‬‬

‫🔸أسعد الناس على وجه األرض‬

‫الذين يحبون أولياء هللا من أعماق قلوبهم تراهم يلتذّون‬


‫حقّا ً بذكرهم‪ ،‬وإن غاية آمالهم هي رؤيتهم والكون‬
‫بجوارهم‪ ،‬وهؤالء هم أسعد الناس على وجه األرض؛‬
‫فالباقون كلما دنوا من الموت ابتعدوا عما يحبون‬
‫واكتأبوا‪ ،‬أما أولئك فيقتربون أكثر مما يحبون‪.‬‬

‫🔸احزم أمرك‬

‫فستجرك جاذبية‬
‫ّ‬ ‫إن أهملت نفسك وأنت تحيا على الجبال‬
‫األرض إلى أعماق الوديان‪ .‬فاحزم أمرك كي ترفعك‬
‫الجاذبية السماوية للذرى إلى األعالي‪.‬‬

‫🔸هللا أه ُل ُرفقة‬

‫الرفقة وهو أهل مروءة‬ ‫هللا تعالى يحب المروءة و ُحسن ُ‬


‫و ُرفقة أكثر من الجميع‪ .‬فإن كنت ذاكرا ً له مع كل ما بك‬
‫من ضعف فسيذكرك هو مع كل ما له من قوة‪.‬‬

‫لمس نعمة العقل‬


‫🔸 ْ‬
‫حسبُنا أن ننظر إلى األشياء جميعا من األعلى وال نغوص‬
‫السارة لنلمس أي نعمة عظيمة‬
‫ّ‬ ‫في التفاصيل ال ُمؤلمة أو‬
‫ونادرة هو العقل!‬

‫🔸جاذبية تفوق المحبة البسيطة‬

‫نور الذكر ‪ -‬كما الرائحة الطيّبة ‪ -‬ال يتسنّى وصفُه‪ ،‬بل‬


‫ينبغي تجربته‪ .‬والجاذبية التي يخلفها نور الذكر في نفس‬
‫اإلنسان تفوق مجرد العاطفة والمحبة البسيطة‪.‬‬

‫🔸كالم هللا‬

‫يتكلم هللا العلي العظيم إلينا بلسان المقدَّرات والحوادث‬


‫الحلوة وال ُم ّرة التي يقدّرها لنا‪ ،‬ويا ليتنا نفهم لغة هللا‬
‫هذه‪ .‬بالطبع ال ينبغي أن يأخذنا الخيال واألوهام‪ ،‬لكننا إذا‬
‫تخلّصنا من شرور الرغبات والتعلقات فإننا سنفهم معنى‬
‫كالم هللا تعالى وندرك المراد من حوادث الدهر‪.‬‬

‫🔸تواض ٌع يمنح العزة‬


‫تواضع هلل تعالى وأطع أوامره كي ال تُذلّك الجبابرة‬
‫وتحملك على طاعتها‪ ،‬فإن قيمة كل امرئ في من أطاع‪.‬‬

‫🔸لوازم التد ّين السهل لألطفال‬

‫يكفي أن نربي أطفالنا على األدب قبل أن نعلّمهم عقائد‬


‫دينهم لنرى كيف سيكون اإليمان والتديّن ُممتعا ً ولذيذا ً‬
‫لهم‪.‬‬

‫🔸أفضل أوقات التفكّر‬

‫عرفُنا السماء إلى عالم ال نهاية له وتُرينا عظمة الوجود‪.‬‬


‫تُ ّ‬
‫إذن الليل أفضل فرصة للتفكّر في النهائية الكون‪ .‬فال‬
‫نفرط ّن فيه‪.‬‬

‫🔸لنكن رحماء باألطفال‬

‫األطفال يرون الرحمة أمرا ً طبيعيا ً وقلّما يلتفتون إليها‪،‬‬


‫يتعرضون لصدمة روحية بسبب المعاملة‬ ‫ّ‬ ‫لذا فإنهم‬
‫القاسية‪ ،‬لكنهم يتعلّمون األخيرة بسرعة‪ .‬لنكن رحماء‬
‫باألطفال إذن‪.‬‬

‫🔸أمثال هؤالء ينالون الشهادة‬

‫الشغوفون بالعمل على هداية الناس والعاشقون لسعادة‬


‫البشر ينالون الشهادة بدل أن يموتوا‪ ،‬وشهادتهم هذه‬
‫تُكسبهم قوة خالدة وتجعل لهم تأثيرا ً عظيما ً في األخذ بيد‬
‫البشر لنيل السعادة‪ .‬والشهداء أفضل من المالئكة في‬
‫مسارعتهم إلى نجدتنا‪ ،‬نحن األموات‪.‬‬

‫🔸أصحاب القلم‬

‫القلم ليس كالملعقة! فمن دون الملعقة يمكن تناول‬


‫الطعام‪ ،‬أما من دون القلم فيتعذّر التمتع بالحياة الكاملة‪.‬‬
‫فإما أن تقرأ‪ ،‬وإما أن تكتب‪ ،‬وإال فإنك لست من أصحاب‬
‫القلم‪ ،‬وال أهالً للحياة‪ .‬فلقد خلق هللا تعالى القلم‪،‬‬
‫واستعمله هو أفضل استعمال‪ ،‬وجعل لنا أنموذجا ً لإلفادة‬
‫منه‪.‬‬
‫🔸ديباجة الحياة‬

‫سحر هو وقت اليقظة وديباجة الحياة‪ .‬فإن لم نجعل‬ ‫ال َّ‬


‫باكورة يقظتنا وقت السحر فسوف ال نكون ‪ -‬طيلة‬
‫ساعات اليوم ‪ -‬أحيا ًء بكل كياننا‪ ،‬وكما لو كنا نياما ً سوف‬
‫ال تعمل جميع مشاعرنا وإن كنا مستيقظين‪ .‬السحر هو‬
‫أوان التفكير‪ ،‬وإنما يذرف أولياء هللا الدموع وقت السحر‬
‫نتيجة ما يجيلونه من األفكار والتأ ّمالت‪.‬‬

‫🔸شرط سعادة المجتمع‬

‫مجتمع ولوج عالم السياسة أهم التكاليف‬


‫ٍ‬ ‫ما لم يعُ ّد أفراد‬
‫اإللهية الملقاة على عواتقهم فلن يبلغوا ح ّد السعادة‪ .‬وإن‬
‫إصدار األحكام السياسية العادلة هو أهم التكاليف الدينية‪.‬‬

‫🔸وقت السحر أفضل أوان للخلوة‬

‫أثناء الخلوة يجد المرء نفسه أفضل من أي وقت آخر‪،‬‬


‫كما قد يخسرها بأشد من أي وقت آخر أيضا ً‪ .‬وساعة‬
‫الخلوة هي أوان حصد امتيازات جمة‪ ،‬وزمان فقدان‬
‫امتيازات كثيرة أيضا ً‪ .‬وأفضل زمان للخلوة لحصد أضخم‬
‫ك ٍ ّم من العالمات هو وقت السحر‪ ،‬فباإلمكان في السحر‬
‫بلوغ مقامات كثُر بمجرد استعراض األمنيات الطيبة‪.‬‬

‫🔸مستوى الرؤية‬

‫كلما تقدم اإلنسان في العمر ارتفع مستوى رؤيته‪ ،‬فيرى‬


‫الزمن قصيرا ً واألرض أضيق‪ .‬وإن بلغتْ رؤيتُه أعلى‬
‫مستوياتها فسيرى يوم القيامة أيضا ً‪ .‬وكأن اإلنسان إذا‬
‫ارتفع مستوى رؤيته يحلّق هو ويرتفع في األعالي‪ ،‬وعند‬
‫ذلك سيشعر بحالوة التحليق‪.‬‬

‫🔸التحليق بأجنحة مرارات الحياة!‬

‫حقائق الحياة ال ُم ّرة‪ ،‬كما الرياح ال ُمضادّة‪ ،‬تُعيق حركتنا‬


‫المطلوبة‪ .‬فإذا قاومنا هذه الرياح أو هربنا منها‬
‫فستطر ُحنا أرضًا‪ ،‬أما إذا ر ّحبنا بها‪ ،‬وامتطيناها‪ ،‬فسنحلّق‬
‫عاليًا‪.‬‬

‫🔸مقياس لطف هللا بنا‬


‫يكفي أن نشفق على الناس وال نبخل على أحد بالنصيحة‬
‫له وعندها سنتأكد من أن هللا لن يبخل علينا بإرادة الخير‬
‫لنا ولطفه بنا‪.‬‬

‫🔸الطريق الوحيدة إلى هللا‬

‫ليس ثمة إلى هللا تعالى غير طريق واحدة وهي أن ندوس‬
‫ومتنوعة‬
‫ّ‬ ‫على آمالنا ورغباتنا‪ ،‬وهناك طرق كثيرة‬
‫للدوس على آمال النفس ورغباتها‪.‬‬

‫🔸اللذّات العميقة في الطبيعة‬

‫دأب أهل المعنويات‬


‫النزوع نحو الطبيعة هو‪ ،‬في األصل‪ُ ،‬‬
‫والدين‪ .‬فالدين ينهانا عن اللذات غير الطبيعية‪ ،‬وهي‬
‫السطحية‪ ،‬وذلك لكي ننال اللذات العميقة في الطبيعة‪.‬‬

‫🔸ما معنى التنظيم؟‬


‫التنظيم هو أن يشعر جميع أعضاء مجموعة ما‬
‫بالمسؤولية بقدر ما يشعر بها رئيسهم‪ ،‬وأن يسعى‬
‫الجميع من أجل نجاح المجموعة دون محاصصة‪ ،‬وأن‬
‫ّ‬
‫يوزعوا المسؤوليات بحسب القابليات والقدرات دون أي‬
‫امتياز ألحد‪.‬‬

‫🔸امتحان الرحمة‬

‫ال بد للرحمة أن تنهمر كالمطر‪ ،‬ال أن تنضح بطريقة‬


‫ي بالتقطير! أال وإن هللا الرؤوف الرحيم يضع في‬ ‫الر ّ‬
‫طريق اإلنسان الرحيم أناسا ً ال يستحقون الرحمة وال‬
‫يقابلونه بعرفان الجميل ليمتحن رحمته ويثبت صدقه‪.‬‬
‫فأن يكون اإلنسان رحيماً‪ ،‬ثم ال يلقى وفا ًء‪ ،‬ثم يواصل‬
‫ْ‬
‫رحمته فهذه ذروة الرحمة‪.‬‬

‫🔸النور المعنوي كماء الحياة‬

‫النور المعنوي أشبه بماء الحياة لإلنسان‪ .‬جميع قوى‬


‫اإلنسان الجسدية والروحية محتاجة إلى النور‪ ،‬وإن علينا‬
‫أن نغدو أكثر نورانية ونتخلص من ُ‬
‫ظلمة‬ ‫آن ْ‬
‫في كل ٍ‬
‫الروح‪.‬‬
‫🔸كوني ربي ًعا دائ ًما‪..‬‬

‫واألب نسائ ُم ربيعها‪ ..‬فإن‬


‫ُ‬ ‫الحنان أري ُج ُجنينة األمومة‪،‬‬
‫الجو خريفًا وأضربت األزهار عن التفتُّح فحاولي‬ ‫ّ‬ ‫انقلب‬
‫أيتها األم أن تظلّي زهرةً ال يزول ربيعها‪.‬‬

‫🔸كتاب ُكلّه إشارات‬

‫ال بد أن نقرأ القرآن ككتاب ُكلُّه إشارات‪ ،‬وإال فسوف ال‬


‫فإن لكل مضمون قرآني على حدة إشارة‪،‬‬ ‫نتلقى إشاراته‪ّ .‬‬
‫وإن لتركيب هذه المضامين مع بعضها البعض إشارات‬
‫أخرى‪.‬‬

‫🔸مؤشّر نشوء العالقة بين العبد ومواله‬

‫الشغف بطاعة هللا تعالى وامتثال أمره والوله لتلقي‬


‫تعاليمه هو مؤشر على نشوء العالقة بين العبد ومواله‪.‬‬
‫كثيرون هم المؤمنون باهلل لكنهم ال يجدون في أنفسهم‬
‫أبدًا مشاعر العبودية تجاه بارئهم‪.‬‬
‫🔸التقاعس ينسف الفُرص‬

‫يكفينا لتضييع الفرص والذهاب بالعمر هد ًرا صفةٌ واحدة‬


‫وهي التقاعس والكسل‪ ،‬أ ّما لالستفادة من أعمارنا فيلز ُمنا‬
‫آالف المساعي والكثير من الفنون‪.‬‬

‫🔸متى نكون في حماية هللا؟‬

‫إننا نود لو نكون في حماية هللا تعالى‪ ،‬وأن نصنع في‬


‫الوقت ذاته ما يحلو لنا‪ ،‬غافلين عن أننا إن خال ْفنا أوامر‬
‫هللا فسنفقد تلقائ ًّيا أهل ّية التمتع بحمايته ج َّل وعال‪.‬‬

‫🔸لغز الحياة‬

‫الحياة لغز غايته العثور على الذات ومعرفتها‪ .‬فال يعرف‬


‫فلسفة الحياة من يُضيع ذاته في خض ّمها‪ّ .‬‬
‫إن علينا‬
‫التفتيش عن ذواتنا بين ط ّيات هذه الحياة‪.‬‬
‫🔸احترام الزمان‬

‫أه ّم عالمة لبلوغ اإلنسان االكتسابي‪ ،‬هو إدراك الزمان‪.‬‬


‫يعني أن يقدر اإلنسان على إدراك مرور الزمان وسرعة‬
‫اجتيازه‪ ،‬ث ّم يعرف قيمته ويعلم أنه نافد‪ .‬من أجل اكتساب‬
‫هذا البلوغ الب ّد من احترام الزمان والعيش بانتظام‬
‫وتحديد زمان محدّد لكل عمل‪.‬‬

‫🔸صفاء باطن العالم‬

‫إذا تمتعنا بنقاء الباطن فسوف ال ننخدع بظاهر العالم‪،‬‬


‫لكننا سنتولع بباطنه‪ .‬فاإلنسان النقي يعاين صفاء باطن‬
‫العالم ويندهش به‪ .‬وصفاء باطن العالم هو حركة ذراته‬
‫عن عشق نحو هللا تعالى‪ .‬إنه تحديدا ً قوله تعالى‪« :‬يُس ّب ُح‬
‫سماوات وما في األ ْرض»‪.‬‬ ‫هلل ما في ال َّ‬

‫جر لطف هللا إليك‬


‫🔸هكذا ّ‬
‫صر في النصيحة ألحد‪،‬‬
‫حسبنا أن نشفق بالناس وال نق ّ‬
‫لكي نستطيع أن نطمئن بأن هللا ال يقصر في النصيحة لنا‬
‫واللطف بنا‪.‬‬

‫🔸اإلنسان يتشبه بمعشوقه‬

‫اإلنسان يتشبّه بمعشوقه؛ فإن كان معشوقك هللا وأولياءه‬


‫كنت هادئاً‪ ،‬قوياً‪ ،‬مبتهجاً‪ ،‬بصيراً‪ ،‬أما إذا كانت معشوقتك‬
‫الدنيا‪ ،‬فستكون في حالة من االضطراب‪ ،‬والضعف‪،‬‬
‫والهم‪ ،‬وانعدام البصيرة‪.‬‬

‫🔸فلنجمع شملهما!‬

‫ال يسعنا وصف أثر آيات كتاب هللا على اإلنسان‪ .‬فك ّل من‬
‫مهب آيات القرآن ويتلوها‪ ،‬فقد جعل‬
‫ّ‬ ‫يجعل نفسه في‬
‫نفسه بين يدي معجزة‪ .‬اإلنسان كائن في غاية التعقيد‪،‬‬
‫والقرآن عميق بعي ُد الغور‪ .‬فلنجمع شملهما‪ .‬إذ قد خلق‬
‫بعضُهما من أجل بعض‪.‬‬

‫🔸سرعة الزمان غير ثابتة‬


‫يبدو أن سرعة الزمان ليست بثابتة وهي مرتبطة بمدى‬
‫فيمر الزمان عليه‬
‫ّ‬ ‫غفلتنا‪ .‬فمن كان ذاكرا هلل وواعياً‪،‬‬
‫فيمر الزمان عليه‬
‫ّ‬ ‫ببطء وبركة‪ .‬وأما من كان غافال‬
‫أسرع‪ ،‬أي تذهب أوقاته هباء وال تتيح له الفرصة‬
‫الستثمار وقته المحدود‪.‬‬

‫🔸أين تخطو؟‬

‫أي مناخ‬‫التفكّر كالخطو‪ ،‬فالب ّد أن ترى أين تخطو وفي ّ‬


‫وإلى أين؟ بعض الناس إذا خطا فال يخطو إلى محبوب‬
‫وبعض وسط‬
‫ٌ‬ ‫وبعض يخطو في الرياض‬
‫ٌ‬ ‫ما‪ ،‬وإنما يتسكّع‪.‬‬
‫أي مناخ؟‬
‫الحصى والصخور‪ .‬فأين تخطو أنت وفي ّ‬

‫🔸فلنعش مع هللا‬

‫تعالوا نعش مع هللا تعالى‪ ،‬ال أن ن ُم ّر به بين الحين‬


‫واآلخر! فإنك ما لم تحي مع أحد فسوف ال تعرفه وال‬
‫تأنس به‪ .‬فلو عشت مع أحد ليل نهار مدةً من الزمن‬
‫فستأنس به‪ ..‬وإن أنست باهلل‪ ،‬فإنك ستحبه حبّا ً غامرا ً‪.‬‬
‫وهللا سبحانه هو األنيس الوحيد الذي ال يترك المأنوس‬
‫به‪.‬‬

‫🔸لماذا نرى الراقين من الناس أق ّل نوما؟‬

‫حينما يأخذنا النوم فإننا نسيّب جسمنا وروحنا ليجدّدا‬


‫قواهما‪ .‬فلماذا نهجع كثيرا؟ ألننا نسيئ استخدامهما حين‬
‫الراقون من‬ ‫اليقظة‪ ،‬فنكون سببا في إرهاقهما السقيم‪ .‬أ ّما ّ‬
‫الناس فألنهم يحظون بالسكينة حين يقظتهم فبإمكانهم أن‬
‫يقلّلوا من نومهم‪ .‬ومن ث ّم يحظون بحياة أفضل قدْرا ً‬
‫وجودة‪.‬‬

‫🔸إمام القلب‬

‫مثلما ّ‬
‫أن ُحكم اإلمام لألمة ينشر فيها العدل فإن ُحكم‬
‫اإلمام على قلب اإلنسان يمنحه توازنا ً في الروح ورفعةً‬
‫صصت لإلمام أعظم جزء من فؤادك‬ ‫في المقام‪ .‬فإن خ َّ‬
‫فسيكون هو الحاكم عليه وسيملؤه حكمة وعدالة‪.‬‬

‫🔸اإلنسان مخلوق ضعيف‬


‫اإلنسان ضعيف‪ ..‬ضعيف أمام معظم المشكالت‪ ..‬والقوة‬
‫الوحيدة التي تحترم ضعف اإلنسان هي هللا عز وجل‪..‬‬
‫فاهلل يود لو يستعين اإلنسان به‪ ..‬إنه تعالى ال يسأم من‬
‫طلبات عبده‪ ..‬إنه أرأف بعباده الضعفاء من األم بولدها‪،‬‬
‫حتى إذا بدا عليه الصمت تجاه حوائج عبده‪.‬‬

‫🔸يوم القيامة‬

‫أن يعجز كل فرد يوم القيامة عن مساعدة اآلخر فأصل‬


‫ذلك في هذه الدنيا‪ .‬في أي مجال؟ في أنه يجب على كل‬
‫فرد أن يدوس هو على هواه‪ .‬فليس في مقدور أحد فعل‬
‫إن ر َّ‬
‫غبت أحدا ً في فعل خير‬ ‫ذلك نيابة عن غيره‪ .‬فإنك ْ‬
‫فسوف ال يكون هذا الفعل فعله‪.‬‬

‫🔸الحسود أم الشفيق؟‬

‫ساد فشله‪ْ ،‬‬


‫وإن فشل انتظر‬ ‫إذا نال المر ُء نجاحا ً ترقّب ال ُح ّ‬
‫الشفقاء نجاحه‪ .‬فالخبر السار للحساد هو أن يسمعوا‬
‫بنقاط ضعف اآلخرين وفشلهم‪ ،‬وتراهم يذيعونها بسرعة‪.‬‬
‫يسرهم هو نقاط قوة اآلخرين‬
‫أما الشفقاء فإن ما ّ‬
‫ونجاحاتهم‪ ،‬وهم ينشرونها على عجل‪.‬‬

‫🔸كيف تصبح إنسانا ً راقياً؟‬

‫من لوازم الرأفة تح ُّمل قسوة اآلخرين‪ .‬ومن لوازم سعي‬


‫اإلنسان لتحقيق العدالة االجتماعية تح ّمله أنواع الظلم في‬
‫حقه‪ .‬ومن لوازم خدمته لآلخرين تح ّمله عدم شُكرهم له‪.‬‬
‫فلكي تكون إنسانا ً راقيا ً تحتاج إلى قابلية عالية وطاقة‬
‫تح ّمل‪.‬‬

‫🔸اهتم بنفسك!‬

‫كلما تولّعت بنفسك أكثر زدت بُعدا ً عنها‪ ،‬وكلّما شُغفت‬


‫باهلل أكثر ازددت قُربا ً من نفسك‪ .‬فالغريب هو البعيد عن‬
‫ي هو ال ُمعادي‬
‫نفسه‪ ،‬والمعروف هو العارف لها‪ .‬والشق ّ‬
‫لنفسه‪ ،‬والسعيد هو ال ُمصالح لها‪ .‬والذليل هو الذليل عند‬
‫نفسه‪ ،‬والعزيز هو العزيز عندها‪.‬‬

‫🔸من علينا أن نُغيّر؟‬


‫إن باستطاعة اإلنسان تغيير نفسه‪ ،‬وهو إنما ُخلق‬
‫ليكتشف في نفسه هذه القدرة على التغيير‪ .‬بل إنه لم‬
‫يُخلق ناقصا ً إال لكون هذا التغيير ذا قيمة‪ .‬لكن المثير هو‬
‫أننا عادةً ما نحاول تغيير اآلخرين عوضا ً عن تغيير‬
‫أنفسنا‪ ،‬ونكتفي بإزالة عيوب ما حولنا بدالً من العمل‬
‫على إزالة عيوبنا‪.‬‬

‫🔸آخر واجبات المنتظرين‬

‫أحد آخر واجبات المنتظرين هو التأ ُّهب للعيش في ظل‬


‫إمام مقتدر‪ .‬فلقد اعتاد المؤمنون عبر التاريخ على صفة‬
‫ظالمة أولياء هللا" مما جعل فكرة امتالك إمام مقتدر‬‫" ُ‬
‫وتغيير هذه العقلية أمرا ً صعبا ً على ضيّقي األفق‪ .‬فمع أنه‬
‫لكن البعض‬‫سيكون لنا بعد الظهور إما ٌم معصوم ومقتدر ّ‬
‫ال يطيق هذا االقتدار‪.‬‬

‫🔸التديّن‬
‫رغم أن الدنيا محل عذاب ومعاناة علينا أن نتعلّم أن ال‬
‫نعاني أو أن ال نتضرر بعذاباتها‪ .‬ومع أن الحياة شاقة‬
‫ينبغي أن نتعلّم كيف نعيشها دون مشقة‪ .‬فلنكن سعداء‬
‫من األعماق دون الحاجة إلى أداة الطرب المبتذلة التي ال‬
‫مسرة سطحية‪ .‬وليس باستطاعتنا نيل هذه‬ ‫ّ‬ ‫تمنح غير‬
‫القابليات إال بالتد ّين‪.‬‬

‫🔸آية اإلخالص الدعوة إلى المحبوب!‬

‫إذا خرجنا من ح ّيز الرياء سندخل عالم الخلوص‪ ،‬وهناك‬


‫ب كل اهتمامنا وتح ُّمسنا على تعريف اآلخرين بمن‬
‫سينص ّ‬
‫نحب‪ ،‬ال بأنفسنا‪ .‬الصالحون الذين أرادوا تعريف الناس‬
‫بمحبوبهم فاشتهروا هم من دون قصد منهم يتعذبون‬
‫جراء هذا العذاب على‬
‫بسبب هذا األمر‪ ،‬وإنهم ليحصلون ّ‬
‫أجر مضاعف‪.‬‬

‫🔸 الخلوة‬

‫إن أحد سبل معرفة النفس هي الخلوة‪ .‬فاإلنسان وسط‬


‫الفوضى وفي معمعة االنشغاالت يُضيع نفسه‪ ،‬وتغلب‬
‫على فكره نظرة اآلخرين له فال يعود يعرف نفسه‪ .‬إن‬
‫على اإلنسان في الخلوات أحيانا ً أن يتأمل نفسه‪ ،‬ويفكر‬
‫في ذاته‪ ،‬ويتحدث إلى هللا ‪ -‬الحاضر أبدا ً في خلواتنا –‬
‫عن نفسه‪.‬‬

‫🔸التوازن‬

‫نحن معاشر البشر إما أن نستغرق في نسج ْ‬


‫األخيلة‬
‫الداعية إلى التفاؤل أو نغوص في الواقعيات المورثة‬
‫للتشاؤم‪ .‬ولو أننا نظرنا إلى أخيلتنا ببعض التشاؤم‪،‬‬
‫وحلّلنا واقعياتنا بشيء من التفاؤل لبل ْغنا حالة التوازن‪.‬‬

‫🔸أفضل أستاذ مشرف‬

‫سه‪ .‬فإن في أعماق‬


‫أفضل أستاذ مشرف لكل امرئ هو نف ُ‬
‫كل واحد منا أستاذا ً بصيرا ً شفيقا ً لكنه صامت وإن علينا‬
‫استنطاقه من خالل برنامج لمحاسبة النفس‪.‬‬

‫🔸النشاط المعنوي‬
‫الحزن مؤشّر لنقص كبير في روح اإلنسان‪ .‬فالحزن‬
‫ال ُم ْمرض والباعث على الخمول سببه غياب البهجة‬
‫المعنوية‪ .‬وجميع أشكال البهجة المعنوية لإلنسان إنما‬
‫تك ُمن في هللا نفسه‪ ،‬ولقاء أوليائه‪ ،‬والكون في جنّته‬
‫ورضوانه‪ ،‬وكذا إنجاز األعمال بإخالص مرضاةً له‪ .‬وإن‬
‫أرواحنا بحاجة مستمرة إلى النشاط المعنوي‪.‬‬

‫🔸تبليغ الدين‬

‫ال ينبغي ل ُمبلّغ الدين االكتفاء بنقل الروايات وتالوة اآليات‬


‫أو مجرد شرح معانيها في النهاية‪ ،‬بل عليه مع كل رواية‬
‫أن يزيد في ال ُمتلقّي الدراية‪ ،‬ويعلّمه مع كل تالوة كيف‬
‫يتدبّر في القرآن‪ ،‬وذلك لكي ال يربّي جمهورا ً سطحيا ً‪.‬‬
‫فخطر السطحية في الدين ليس بأقل من الالدين‪ّ ،‬‬
‫وإن‬
‫عرض لكل أشكال االنحراف‪.‬‬ ‫ي ُم َّ‬‫السطح َّ‬

‫🔸 الحركة‬

‫الحركة جزء ال يتجزأ من حياة اإلنسان‪ ،‬فإن لم نكن في‬


‫حركة نحو األفضل فسنت ّجه نحو األسوأ‪ ..‬ليس للسكون‬
‫في الحياة من معنى‪ ..‬إننا مضطرون في كل لحظة‬
‫للتحرك صوب الترقّي‪ ،‬وإال ساءت أحوالنا بشكل ال‬
‫إرادي‪ ..‬وإن أهمية غفران هللا عز وجل تكمن في التدارك‬
‫المتواصل لسقطاتنا لئال نتح ّ‬
‫ط م‪.‬‬

‫🔸ذائقة اإلنسان‬

‫يشوه ذائقة قلب اإلنسان فال يتيح له االلتذاذ‬‫حب السيئات ّ‬


‫بالصالحات‪ ،‬هذا االلتذاذ ال ُمضمر في أعماق فطرته‪ .‬فإن‬
‫سلب اإلنسان إمكانية االستمتاع بالعبادة‬ ‫فسدت الذائقة ُ‬
‫والشعور الجميل النابع من ذكر هللا‪ .‬كما أنه إذا ترقَّت‬
‫ذائقته فسوف ال يلتذ بالمعصية‪.‬‬

‫🔸القضية الجوهرية‬

‫عندما ينهمك المرء بقضية هامة وحيوية جدا ً يحاول‬


‫أصدقاؤه تلبية احتياجاته البسيطة وتمشية شؤونه‬
‫الثانوية لكي يتفرغ هو لقضيته األساسية‪ .‬كذلك عندما‬
‫تشغل مسألةٌ ضخمة مثل التقرب إلى هللا ُك ّل اهتمامنا‬
‫التفرغ لقضيتنا‬
‫ّ‬ ‫سيعالج هللا شؤوننا البسيطة لنستطيع‬
‫الجوهرية‪.‬‬
‫🔸أفضل من حرية التعبير!‬

‫حرية التعبير هي أضعف فضائل المجتمع المهدوي‪ .‬أعلى‬


‫سقف لفضائل المجتمع المهدوي هو اجتناب الكالم الفارغ‬
‫وعدم استغالل حرية التعبير‪ .‬والسبيل الوحيدة لتفادي‬
‫استغالل حرية التعبير هي تحلّي الجماهير بالبصيرة‬
‫والوعي‪ .‬وما إن يرتقي وعي الجماهير فإن اإلمام صاحب‬
‫الزمان(عج) لن يفسح المجال ألصحاب الكالم التافه‬
‫والغاوين الذين يستغلون الناس‪.‬‬

‫🔸الصالة شكرا ً‬

‫لكي يكون المرء شاكرا ً يحتاج إلى ممارسة‪ ،‬وال يستطيع‬


‫التخلص من عادة الكفران الشائعة إال بشق األنفس‪ .‬فال‬
‫بد إذن من وضع منهاج يومي للشكر‪ ،‬وليس أفضل من‬
‫الصالة منهاجا ً ليصبح العبد شاكرا ً‪ .‬فأداء الصالة من‬
‫سن حالنا‬‫منطلق الشكر يرفع قيمتها هي من جهة ويح ّ‬
‫شكرنا قلّت معاصينا‪.‬‬
‫ُ‬ ‫نحن من جهة أخرى‪ .‬وكلما كثُر‬
‫🔸لماذا نجاحاتنا ال تستمر؟‬

‫نجاح ما حتى‬
‫ٍ‬ ‫ما إن نغتر نحن معاشر البشر بنعمة أو‬
‫نتوقف عن التقدّم‪ ،‬وعندها سوف ال نفشل في اكتساب‬
‫سنفرط بما في‬
‫ّ‬ ‫نعمة جديدة أو نجاح أعلى فحسب‪ ،‬بل‬
‫نغتر بأنفسنا‪ ،‬ويا ليتنا اعتبرنا أن‬
‫ّ‬ ‫أيدينا أيضا ً‪ .‬فيا ليتنا لم‬
‫كل ما نملك هو من هللا مطلقا ً لكي ال نحرم أنفسنا من‬
‫أمطار نعماته وتوفيقاته التي ال تنقطع‪.‬‬

‫🔸كفران النعم‬

‫كفران النعم هو القاسم المشترك لكل معصية وسوء حال‬


‫فينا‪ .‬وكلما كان الكفران في نظرنا أقبح والمسافة التي‬
‫تفصلنا عنه أكبر تم ّكنّا تلقائيا ً من الخالص من ذنوب‬
‫كثيرة‪ ،‬والتمتع بخيرات ج ّمة‪ ،‬وحظينا بحال أفضل‪.‬‬

‫🔸لو كان صاحب الزمان(عج) رجالً عاديا ً‪..‬‬

‫لو لم يكن صاحب الزمان(عج) إماما ً وكان إنسانا ً عاديا ً‬


‫عبد هللا‪ ،‬ألف عام‪ ،‬عبادة مقبولة وخاض فيها تجربة‬
‫معقولة فألي مقام علمي ومعنوي يكون قد وصل اآلن؟‬
‫الحري بنا أن نقضي كل أعمارنا مقاسين‬
‫ّ‬ ‫أفال يكون من‬
‫سلين طمعا ً في‬
‫صنوف العناء على أعتاب هللا نصرخ متو ّ‬
‫لُقيا شخصية كهذه؟!‬

‫🔸الحياة الخالدة‬

‫إن هللا أرأف من أن يعطينا فرصة واحدة للحياة ولفترة‬


‫قصيرة وهو الذي خلقنا نحب الوجود‪ .‬فالدنيا فترة‬
‫إحماء‪ ،‬وإال فإننا سنعيش إلى األبد‪ ،‬وسنظل نستمتع‬
‫بمكامن جمال هذا العالم‪ .‬المطلوب في هذه الدنيا هو أن‬
‫نحدد في أي مستوى ستكون حياتنا الخالدة‪.‬‬

‫🔸خطر الكفران في الدعاء!‬

‫بما أن الدعاء في العادة هو أن يشكو العبد ما ينقصه إلى‬


‫ربه فإن الخوف كل الخوف أن يصطبغ هذا الدعاء‬
‫بصبغة كفران النعمة! لذلك فإن من أدب الدعاء أن‬
‫يسته ّل الداعي دعاءه بتعداد أنعُم هللا عليه وشُكرها‪ ،‬ومن‬
‫ثم يشرع بذكر احتياجاته ونقائصه‪ .‬وهكذا يكون الدعاء‬
‫أعلى أدبا ً وأقرب لإلجابة‪.‬‬
‫🔸الدور العظيم لألبوين‬

‫العائلة الصالحة هي البيئة المناسبة لنشوء المسؤولين‬


‫ي‬‫والمديرين األكفاء‪ .‬إذن كل أم أو أب يعمل على ُرق ّ‬
‫أسرته فهو يأتي بعمل جبار‪ ،‬ويخطو خطوة في طريق‬
‫تقدم وسعادة مجتمعه‪.‬‬

‫🔸السيطرة على الرغبات‬

‫شيْطان كان ضعيفاً»‬


‫يقول تعالى‪« :‬إ َّن كيْد ال َّ‬
‫(النساء‪ .)76/‬إذن هذا نحن الذين نخدع أنفسنا بأنفسنا!‬
‫فإن أحب اإلنسان شيئا ً خدع نفسه في سبيل نيله‪ ،‬وإن‬
‫أبغض شيئا ً خدع نفسه من أجل نبذه‪ .‬إذن علينا باستمرار‬
‫أن نسيطر على أنواع حبنا وبغضنا‪ ،‬وإال فسنخطئ دوما ً‬
‫في أحكامنا‪.‬‬

‫🔸فرصة ذهبية‬
‫إنه أمر في غاية الصعوبة أن يمارس المرء شؤون‬
‫الحياة العادية إخالصا ً هلل ومرضاةً له‪ّ .‬‬
‫لكن ظروفا ً قد‬
‫تهيّأت اآلن جعلت اإلقدام على الزواج في سبيل هللا‬
‫وإنجاب األطفال مرضاةً هلل أمرا ً متاحاً؛ ألن ضرورة‬
‫مضاعفة اإلنجاب باتت اليوم قضية حيوية لألمة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬وإنها لفرصة ذهبية أمام الشاب المؤمن‬
‫ويقويها بنيّة القربة إلى هللا تعالى‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ليكون أسرة‬
‫ّ‬

‫🔸األمور الخالدة‬

‫الحزن يأتي مما نحب‪ ..‬وكل من سعى وراء محبوباته فقد‬


‫اقترب من أحزانه؛ فإنك إن لم تنل ما تحب ستغتم‪ ،‬وإن‬
‫نلته فإن أحلى ذكرياتك معه ستورثك أحزانا ً‪ .‬فإن أراد‬
‫المرء أن ال يعيش في حزن مد ّمر فإن عليه أن يحب‬
‫األمور الخالدة‪.‬‬

‫🔸خصوصية محبة هللا!‬

‫لو أننا كافحنا لكسب محبة الناس عوضا ً عن االجتهاد‬


‫لتذوق محبة هللا تعالى فلن نجني من ذلك سوى الفشل‪.‬‬
‫ما يم ّيز محبة هللا عن محبة الناس هو أن األخيرة تُكتسب‬
‫في البداية بسهولة لكنها تُخسر فيما بعد بسهولة أيضاً‪،‬‬
‫أما محبة هللا تعالى فنيلها في البداية صعب غير أن المرء‬
‫ال يفقدها أبدا ً‪.‬‬

‫🔸اعرف دورك!‬

‫اإلنسان الذكي ال يخدع نفسه‪ ،‬بل يتسلّم من هللا دوره‬


‫ومه ّمته الخاصة به وينشغل بأدائهما لينال أفضل منافع‬
‫الدنيا واآلخرة‪ .‬وكم من الصعب أن يعرف المرء مهمته‬
‫ظف نفسه إلنجازهما‪ .‬لكنه لن يجني أي فائدة‬ ‫ودوره ويو ّ‬
‫ولن يصل إلى أي نتيجة خارج نطاق دوره ومهمته‪.‬‬

‫🔸االنتظار‬

‫االنتظار هو رفض الوضع القائم واالعتقاد بالوضع‬


‫المطلوب‪ ..‬إنه حياة الروح‪.‬‬

‫🔸 تسلق الجبال‬
‫تسلق الجبال يورث الشموخ والتواضع على حد سواء؛‬
‫فعندما تُجالس القمم العالية تشعر بالعظمة‪ ،‬وحينما‬
‫ينهكك اإلعياء تلمس ضآلتك وصغرك‪.‬‬

‫🔸أهلية االستمتاع‬

‫علينا قبل االستمتاع بالشيء أن نحاول رفع مستوى‬


‫أهل ّيتنا لالستمتاع وعندها سنطرب للكثير مما ال يطرب له‬
‫اآلخرون‪ .‬فاإلنسان السليم يستمتع بالصالة كما يستمتع‬
‫طفه هو بهم كما‬‫بالطعام‪ ،‬ويطرب لخدمته للناس وتل ّ‬
‫طف الناس به‪.‬‬‫يطرب لتل ّ‬

‫🔸سيأتي زمان ال يصدق الناس ما نحن عليه اليوم!‬

‫سيأتي زمان يخضع فيه الناس للدين بسبب العقل والعلم‪.‬‬


‫وعندها سيبدو من ال دين له إنسانا ً أحمق‪ ،‬وسوف ال‬
‫أن البعض‬‫يصدق أهل ذلك الزمان ما نحن عليه اليوم من ّ‬
‫يرى لنفسه شأنا ً رغم أنه ال دين له! ومع أن الجميع في‬
‫ذلك الزمن سيخضعون للدين عن تعقُّل‪ ،‬فسوف ال يكون‬
‫في وسع الجميع أن يتديّنوا عن عشق! فهناك فرق بين‬
‫المسلم والمؤمن‪.‬‬
‫🔸اإلبداع‬

‫اإلبداع هو من اللحظات الفريدة في الحياة ومن أكثر لذائذ‬


‫اإلنسان طهارة‪ .‬اإلبداع هو تشبّه اإلنسان باهلل عز وجل‪.‬‬
‫ومن أجل بلوغ حالة عميقة وراسخة من اإلبداع ال بد أن‬
‫يكون اإلنسان متحررا ً‪ ..‬متحررا ً من أغالل الهوى‪ ،‬ال من‬
‫التحرر من األغالل‬
‫ّ‬ ‫العبودية هلل‪ ،‬فالعبودية هلل هي عين‬
‫جميعا ً‪.‬‬

‫🔸الرفيق األول‬

‫هللا الرحمن الرحيم ال يتركنا لوحدنا في أي حال من‬


‫األحوال وهو معنا في كل لحظة‪ ،‬بل ويبقى يقظا ً فوق‬
‫رؤوسنا حتى إذا خلدنا إلى النوم‪ .‬والرفقة هذه إنما هي‬
‫بدافع الرأفة والشفقة ال من منطلق الحقد وتتبّع العثرات؛‬
‫فهو جل وعال ملتفت إلينا بالكامل‪ ،‬ونحن عنه غافلون!‬
‫فنحن غاية في الضعف من دون هللا‪ ،‬أما مع هللا فسنكون‬
‫أقوى كائنات العالم‪.‬‬
‫🔸مكائد الشيطان‬

‫يعمل الشيطان باستمرار إما على إدخال اليأس إلى قلب‬


‫اإلنسان أو جعله يغت ّر بنفسه‪ ،‬وهو ال ينفك يجعل اإلنسان‬
‫فإن أدخل إلى نفسه اليأس ش َّل‬ ‫في إحدى هاتين الحالتين؛ ْ‬
‫حركته‪ ،‬وإن جعله يغتر بنفسه ابتُلي اإلنسان بالتع ُّجل‬
‫والطيش‪ .‬وفي الحالتين يزداد معدّل أخطاء اإلنسان‬

‫🔸أصل التواضع‬

‫أصل التواضع هو في أن تؤمن بأن للناس جميعا ً سيدا ً‬


‫وهو مهيمن فوقهم بحزم وأنه يسخط على كل من يُذلُّهم‬
‫ويزدريهم‪.‬‬

‫🔸أقوى التنظيمات اإلنسانية‬

‫بالضبط كما تنصهر قطرتا الماء ببعضهما البعض إذا‬


‫اقتربت الواحدة من األخرى لتصنعا قطرة أكبر فإن‬
‫المؤمنين إذا اقترب أحدهما من اآلخر أزاال حدود‬
‫األنانيات من بينهما وصارا روحا ً واحدة في جسدين‪.‬‬
‫وبهذه الروح وهذا النهج يمكن بناء أقوى التنظيمات‬
‫اإلنسانية من أقل عدد من المؤمنين‪.‬‬

‫🔸معركة ال تعرف اإلعياء‬

‫المعركة في سبيل الحق ال ترهق طالب الحق‪ ،‬بل تمنحه‬


‫قوة أما السعي إلشباع األنانية فيُضعف إرادة صاحبه‬
‫ويرهق روحه‪.‬‬

‫🔸كلّي أمل بك!‬

‫إلهي‪ ،‬إني أتلهف شوقا ً للحظة التي تظهر فيها من خلف‬


‫ال ُح ُجب لتضمني في حضنك الدافئ‪ ..‬تحطم جليد صمتك‬
‫وتخبرني والبسمة تعلو مح ّياك بأنك ما توقفت‪ ،‬طيلة‬
‫سنوات السكوت ال ُمطبق المنصرمة‪ ،‬عن االهتمام بي‬
‫والتجاوز عن خطاياي وأنك أخفيت لي لقاء كل ألم‬
‫قاسيتُه كنزا ً ثمينا ً‪ ..‬إلهي‪ ،‬إن كل كياني ووجودي أم ٌل بك‪.‬‬

‫🔸النظر كاألكل!‬
‫النظر كاألكل‪ ،‬فكأنك تتناول كل ما تنظر إليه‪ .‬وهللا يقول‪:‬‬
‫ظر اإل ْنسا ُن إلى طعامه» (عبس‪)24/‬؛ أي لينظر ما‬ ‫«ف ْلي ْن ُ‬
‫يدخل إلى روحه‪ .‬فالرؤية ليست مرور مشاهد من أمام‬
‫أعيننا‪ .‬فإن ما ننظر إليه سيدخل بكل ما فيه من دنس‬
‫وطهارة إلى أرواحنا‪ ،‬وسوف ال يخرج منها بهذه‬
‫البساطة‪.‬‬

‫🔸 الفرق بين التأسف والتوبة‬

‫لكي ال يكون غدك مثل أمسك اغتنم يومك أفضل غنيمة‪.‬‬


‫وليس أفضل اغتنام لليوم هو التأسف على األمس‪ ،‬بل‬
‫التوبة منه‪ .‬والفرق بين التأسف والتوبة هو أنك إذا‬
‫سفت في حا ٍل من التوبة كنت في أحضان هللا الدافئة‬ ‫تأ ّ‬
‫سف فقط‬ ‫وهللا يحيطك بعطفه ويصلح لك ماضيك‪ .‬أما المتأ ّ‬
‫ب لمساعدته شيء‪.‬‬‫فهو وحيد وال ي ُه ُّ‬

‫🔸 ضبط السلوك‬
‫ضبط السلوك هو أهم وسيلة لضبط الفكر واإلحساس‪.‬‬
‫يجب أن نعمل ما استطعنا على أن يكون سلوكنا مدروسا ً‬
‫ومبرمجا ً‪ .‬وإن التنظيم ومراعاة اآلداب في كل مجال‬
‫يساعد كثيرا ً في رفع القدرة على السيطرة على األفكار‬
‫ظف هذا التنظيم ومراعاة اآلداب‬ ‫واألحاسيس‪ .‬فإن ُو ّ‬
‫لطاعة هللا كان شيئا ً ممتازا ً‪.‬‬

‫🔸أثر العمل على الفكر‬

‫في الحديث‪« :‬كثْرةُ النَّ ْوم يتولَّ ُد م ْن كثْرة الش ُّْرب‪ ،‬وكثْرةُ‬
‫شبع»‪ .‬فهذه األمور تُثقل نفسك‬ ‫الش ُّْرب يتولَّ ُد م ْن كثْرة ال ّ‬
‫فال تعود تقوى على العبادة‪ ..‬وتزيد قلبك قسوة فتسلُب‬
‫منك قوة التفكّر‪ ..‬فهل ترى أثر العمل على الفكر‬
‫والمعتقد؟‬

‫🔸الجهاد األكبر‬

‫الجهاد األكبر تحشيد لفضائلك لقتال رذائلك‪ .‬فأما فضائلك‬


‫فقيادتها في يدك‪ ،‬وأما رذائلك فهي تحت قيادة الشيطان‪.‬‬
‫و ُمنشد ملحمة الجهاد األصغر هم خلق هللا‪ ،‬أما ُمنشد‬
‫ملحمة الجهاد األكبر فهو هللا نفسه!‬
‫🔸الدنيا دار صبر‬

‫الدنيا دار صبر واإلنسان مخلوق عجول‪ .‬الكثير من‬


‫األمور ال يدعها هللا تعالى تتم بسرعة ألن الصبر هو‬
‫الركيزة األساسية المتحانات اإلنسان وتكامله‪ .‬كما أننا‬
‫في العادة ال نرى نتائج أعمالنا‪ ،‬سواء الحسنات أو‬
‫السيئات‪ ،‬إال بعد مدة طويلة‪.‬‬

‫🔸السلطان‬

‫يمنح هللا البشر قليالً من السلطان واإلمكانات والحرية‬


‫لكي يختبر إيثارهم وضبطهم ألنفسهم وشدة عزيمتهم‪.‬‬
‫فإن فشلوا‪ ،‬امتحنهم في فرصة أخرى حتى آخر‬
‫أعمارهم‪ .‬أما إذا لم يفشلوا‪ ،‬منحهم السلطان واإلمكانات‬
‫والحرية بال حدود‪ ،‬وهم بدورهم لن يسيئوا استغاللها‪.‬‬

‫🔸ما هو الجهاد؟‬
‫إذا جنّدنا كل ما نملك من قابليات نكون قد جاهدنا‪ .‬فليس‬
‫الجهاد والمثابرة هو أن نعمل فوق طاقتنا‪ ،‬بل أن نجنّد‬
‫كل طاقاتنا ونثابر ونحفّز ما لم نستخدمه إلى اآلن من‬
‫مواهبنا‪ .‬والمجاهد ال ي ُم ّن على غيره‪ ،‬كل ما هنالك أنه‬
‫سبق اآلخرين في تفجير طاقاته وحال دون موت مواهبه‪.‬‬

‫🔸معاصي الصالحين‬

‫إذا أردت أن تكون عبدا ً فعليك أوالً أن ال تذنب‪ .‬فإن‬


‫معاص كثيرة‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫صفوت من الذنوب فستتوب إلى هللا من‬
‫معصية الشكر الذي ال تملك أداءه بتاتاً‪ ،‬ومعصية عدم‬
‫أداء حق العبودية‪ ،‬ومعصية أنك ال ترى نفسك عاصياً‪،‬‬
‫ومعصية المسافة الشاسعة التي تفصلك "عنه" تعالى‪،‬‬
‫والمعاصي التي ال يدركها إال الصالحون والتي بسببها‬
‫يض ّجون بالبكاء في جوف الليل‪.‬‬

‫🔸فرصة ذهبية‬

‫إنه أمر في غاية الصعوبة أن يمارس المرء شؤون‬


‫الحياة العادية إخالصا ً هلل ومرضاةً له‪ّ .‬‬
‫لكن ظروفا ً قد‬
‫ته ّيأت اآلن جعلت اإلقدام على الزواج في سبيل هللا‬
‫وإنجاب األطفال مرضاةً هلل أمرا ً متاحاً؛ ألن ضرورة‬
‫مضاعفة اإلنجاب باتت اليوم قضية حيوية لألمة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬وإنها لفرصة ذهبية أمام الشاب المؤمن‬
‫ويقويها بن ّية القربة إلى هللا تعالى‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ليكون أسرة‬
‫ّ‬

‫🔸اإلنسان العاقل‬

‫إذا رغبنا باألحسن في كل آن وفي كل عملية اختيار‬


‫فسنكون من العقالء‪ .‬فإن أسمى معاني العقل هو "الرغبة‬
‫في اختيار األفضل"‪ .‬على أن األمور الدنيوية غالبا ً ما‬
‫تفتقر إلى هذا األفضل‪ ،‬وال بد فيها من القناعة بالقليل‪،‬‬
‫لكن ال ينبغي أن نعير األخير قلوبنا‪ .‬فاإلنسان إذا كان‬
‫عاقالً فسوف ال يحب غير هللا وأوليائه‪.‬‬

‫🔸الحاجة والرغبة‬

‫حاجاتنا ورغباتنا تخدع إحداهما األخرى!‪ ..‬ال ينبغي أن‬


‫نتصور أننا بحاجة ماسة إلى كل ما نرغب فيه‪ ،‬أو أننا ال‬
‫بد وأن نرغب في كل ما نحتاج إليه‪ .‬فكل من ال يرغب في‬
‫احتياجاته الخسيسة فهو إنسان ُحر وذو سكينة‪.‬‬
‫🔸طلب الدنيا‬

‫حب الدنيا أمر طبيعي‪ ،‬لكن القدرة على قطع التعلق بها‬
‫طبيعي أيضاً‪ ،‬والدليل هو أن اإلنسان يبدأ بطلب الدنيا‬
‫لكنه ال يستطيع البقاء في حيّز حبها‪ ..‬على المرء أن‬
‫يشاهد متى وكيف تنتهي دنيا كل إنسان‪ ،‬وعندها‬
‫سيكرهها‪ .‬نعم البعض ال يبلغ مرحلة بُغض الدنيا إال‬
‫بمقاساة اآلالم والمحن‪ ،‬أما البعض اآلخر فيبغضها‬
‫بالتفكير في اآلخرة وما إلى ذلك‪.‬‬

‫تعرفك بنفسك‬
‫دون األفكار التي ّ‬
‫🔸 ّ‬

‫إحدى طرق معرفة النفس ـ التي هي سبب كل خير ـ هي‬


‫التفكّر في النفس وتدوين نتائجه‪ .‬فتسجيل القرارات‬
‫الهامة‪ ،‬والتوبات المصيرية‪ ،‬ومحاسبات النفس‪،‬‬
‫والمناجاة مع هللا‪ ،‬ومراجعتها ولو لمرة واحدة‪ ،‬من شأنه‬
‫أن يفتح الطريق للعودة إلى النفس والوصول إلى هللا‪.‬‬
‫تعرفنا بأنفسنا‪.‬‬
‫إذن فلنكتب أفكارنا التي ّ‬
‫🔸السند‬

‫نحن ندرك منذ البداية أننا بحاجة إلى سند‪ .‬أيام طفولتنا‬
‫سندُنا أبوانا‪ ..‬وال تزول هذه الحاجة إذا كبرنا‪ ،‬بل سيكون‬
‫علينا أن نفتش عن سند أكبر‪ .‬واهمون جدا ً أولئك الذين‬
‫يظنون أن بإمكانهم االتكال على أنفسهم أو االعتماد على‬
‫هذا وذاك‪ ،‬فال سند لإلنسان إال هللا عز وجل‪.‬‬

‫🔸الشعور بالحاجة إلى الصالة‬

‫تمتُّع المرء بقدر ٍ‬


‫كاف من التوازن الروحي وحيازته‬
‫بعض الخبرة المعنوية يحفز لديه الشعور بالحاجة إلى‬
‫الصالة‪ .‬وهذا الشعور هو إحساس خاص ال يتسنّى بيانه‬
‫لكنه أهم عناصر أداء الصالة بصورة جيدة واالستمتاع‬
‫بها‪ .‬وإن من أهم الطرق إليقاظ هذا الشعور في النفس‬
‫هو اإلتيان بالنوافل مع الفرائض‪.‬‬

‫🔸أن تكون آدميّا ً بالمحبة‬


‫لطالما كرر هللا تعالى في كتابه العزيز تهديده للعاصي‬
‫بأنه سيسلبه حبَّه ووعده لل ُمحسن بأنه سيغمره بحبه‪.‬‬
‫فاهلل عز وجل ير ّ‬
‫غب‪ ،‬ويُرهب‪ ،‬ويربّي عباده األنقياء‬
‫بالمحبة‪ .‬فمن الواضح إذن ّ‬
‫أن بلوغ اآلدمية بمحبة هللا‬
‫هو أرجح من الخوف من النار والشوق إلى الجنة‪.‬‬

‫🔸كما البراعم‬

‫كما أن األرض هي مكان نمو البراعم فإن الدنيا مه ُد تفتُّح‬


‫الفطرة ونموها‪ .‬فكُن كالبراعم‪ُ ..‬خذ من األرض غذاءك‬
‫ق طريقك‪ ،‬وإن تجشّمت كل عناء‪ ،‬بين‬ ‫ش ّ‬
‫وماءك‪ ،‬لكن ُ‬
‫طبقات الطين والطمي متّجها ً نحو السماء لت ُمدّك الشمس‬
‫بدفئها‪ ،‬وتتنشق الهواء الطلق لكي تكبر‪ .‬ومهما سكبوا‬
‫بين قدميك من سماد فال ترجع إلى األرض‪ ،‬وإال فإنك‬
‫ستذبل وتموت‪.‬‬

‫🔸الخط األحمر ل ُحسن الخلُق‬

‫يحرض بعض المحيطين على‬ ‫ُحسن الخلُق غالبا ً ما ّ‬


‫استغالل صاحبه‪ ،‬وال بأس في هذا‪ ،‬فهو أمر طبيعي‪ .‬لكن‬
‫ال ينبغي ل ُحسن خلُق المرء وقناعته وتواضعه أن تم ّهد‬
‫الستغالله من قبل ذوي السلطان والطواغيت الفاسدين‪.‬‬

‫🔸ثمرة التأدّب مع هللا‬

‫التأدّب مع هللا تعالى يزيد إيمان العبد بربه‪ّ .‬‬


‫وإن مراعاة‬
‫آداب العبادة هو بمعنى التأدب مع هللا عز وجل‪ .‬واألدب‬
‫يجلب المحبة ويزيل التك ّبر الذي هو أم الرذائل‪.‬‬

‫🔸المحبة رأسمال أسمى اللذات‬

‫المحبة هي رأسمال أسمى لذات اإلنسان‪ ،‬وما من لذة هي‬


‫أعلى من لذة الحب ووصال المحبوب‪ .‬لكننا معاشر‬
‫البشر‪ ،‬ونتيجة لصفة العجلة التي في ذواتنا‪ ،‬نُنفق محبتنا‬
‫بشكل عبثي فننسف هذه القابلية الضخمة فينا‪.‬‬

‫🔸بسم هللا الرحمن الرحيم‬


‫يصر هللا تعالى على أن نلتفت دائما ً لرحمته ونصدقها‬
‫بعمق‪ .‬ولهذا السبب تحديدا ً علينا أن نكرر دوما ً قول‬
‫"بسم هللا الرحمن الرحيم" وأن نستهل كل عمل من‬
‫أعمالنا باالسم المز َّين برحمانية هللا عز وجل‪.‬‬

‫🔸هللا ال يجيز هذا‪..‬‬

‫إن حب هللا لنا من العظمة بحيث إنه تعالى ال يجيز لنا أن‬
‫طم أنفسنا ببساطة‪ ،‬وال يسمح ألحد أن يُفسدنا‬ ‫نح ّ‬
‫بسهولة‪ .‬إنه عز وجل يعلم أننا ال نملك من يحمينا‬
‫ويهدينا غيره‪ .‬بل إن هللا تعالى ما خلقنا إال عن محبة‬
‫منه‪ .‬ويستطيع كل إنسان أثناء حياته أن يشاهد كيف أن‬
‫هللا ي ُحول بين العبد وفساده‪.‬‬

‫🔸مقدار حبنا هلل واعتقادنا به‬

‫الجهاد في سبيل هللا يُظهر مقدار حبنا له عز وجل‬


‫واعتقادنا به؛ االعتقاد بأن هللا تعالى هو الذي هيّأ لعبده‬
‫فرصة التضحية هذه‪ ،‬والحب بأن يهوى التضحية في‬
‫سبيله تعالى‪.‬‬
‫🔸آية الواصلين‬

‫الواصل إلى هللا تعالى ال يعود بحاجة إلى غيره‪ ،‬وسيعامل‬


‫الناس باللطف والعطف؛ فتراه ال يستاء من أحد‪ ،‬وتجده‬
‫يشفق على الجميع‪ .‬فإن لم نكن هكذا مع الناس فهذا‬
‫يعني أننا لم نصل إلى هللا‪.‬‬

‫التدرج‬
‫🔸 ّ‬

‫التدرج هو أحد مشاكل الحياة؛ فالناس تنحط وترتقي‬


‫ّ‬
‫بشكل تدريجي‪ ،‬وهو ما يؤدي بهم إلى عدم إدراك عملية‬
‫سقوطهم‪ ،‬أو عدم تح ّمل مسيرة تكاملهم التدريجية‪.‬‬

‫🔸الدين والحياة‬

‫من ال يملك تعريفا ً صحيحا ً للحياة ال يستطيع التو ّ‬


‫صل إلى‬
‫تعريف صحيح للدين‪ .‬ومن ال يرغب في تحسين حياته‬
‫فسوف ال يدرك ضرورة التديّن أيضا ً‪ .‬فالمتديّن هو الذي‬
‫ال يكون تعريفُه للحياة االنفعال أمام المحبوبات‪ ،‬والذي‬
‫يرى أن الحياة مضمار الكتساب المهارات لتغيير ذائقته‬
‫ورفع مستوى محبوباته‪.‬‬

‫🔸ال تنشغل بنفسك‬

‫احرص دائما ً على عدم االنشغال بنفسك‪ ،‬وإال خسرت‪.‬‬


‫فبمفردك ال تستطيع الذود عن مصالحك أو تلبية‬
‫حوائجك‪ .‬حاول أن تنشغل دوما ً باهلل تعالى‪ ،‬فهو يمثّل‬
‫القدرة المطلقة وإن عالم الوجود لمع اإلنسان الذي يكون‬
‫وإن االنشغال باهلل على الدوام أمر‬ ‫مع هللا عز وجل‪ .‬أال ّ‬
‫تذرع في بداية األمر بذرائع‬‫صعب‪ ،‬لكنه ليس مستحيالً‪ّ ..‬‬
‫مختلفة‪.‬‬

‫🔸الشعور العميق بالسعادة‬

‫إن باستطاعة المرء أن يمتلك رغبات سطحية وأخرى‬


‫عميقة وجامحة‪ .‬ولقد قيل لنا أنه لكي يجتاحنا شعور‬
‫عميق بالسعادة فإنه ال بد من إنفاق رغباتنا السطحية‬
‫على األمور المادية والعاطفية‪ ،‬وتخصيص رغباتنا‬
‫العميقة هلل تعالى واألمور المعنوية‪ .‬لكننا على العكس من‬
‫هذا‪ ،‬وهاهنا تحديدا ً مكمن مآسينا‪.‬‬
‫🔸الصفح‬

‫مضافا ً إلى كون العفو والصفح عن زالت اآلخرين أش َّد‬


‫العوامل أثرا ً في إشاعة الرحمة والرأفة بين أفراد‬
‫المجتمع‪ ،‬فإن اإلنسان الصافح يتنعّم بجميع منافع هذا‬
‫العمل؛ فهو أوالً قد أوكل الخاطئ إلى هللا تعالى وهللا أشد‬
‫سكينة الناجمتان عن الصفح‬ ‫وأقسى‪ .‬ثانيا ً‪ :‬اللذة وال ّ‬
‫تفوقان لذة االنتقام وسكينته‪ .‬ثالثا ً‪ :‬ليس ثمة من يجبُر‬
‫الكسر أفضل من هللا عز وجل‪.‬‬

‫🔸ذكر أهل البيت(ع)‬

‫من الطرق المؤدية إلى معرفة الذات هي ذكر أهل‬


‫البيت(ع) واالتصال بهم على الدوام‪ .‬فكل من كان حبه‬
‫لذكرهم(ع) واالتصال بهم أعظم كانت روحه أكثر سالمة‪.‬‬
‫فقد ُجعل ُحب زيارة مراقد أهل البيت(ع) من عالمات‬
‫ليتطور إلى محبة‬
‫ّ‬ ‫المؤمن‪ .‬ويمكن لهذا الحب أن يتعاظم‬
‫ُمحبّي أهل البيت أيضا ً‪.‬‬
‫🔸التديّن االنفعالي والتديّن الفعّال‬

‫البعض يتد ّين عن انفعال والسبب انه ال يود أن يدخل‬


‫أن يغضب هللا تعالى عليه‪ ،‬وليس له لتديّنه إال‬‫النار أو ْ‬
‫هذا الدافع‪ ،‬أما البعض اآلخر فتديّنُه فعّال وإن باعثه عليه‬
‫هو أنه يحب أن يدخل الجنة ويحظى برضى هللا عز وجل‪.‬‬
‫وال تُذاق لذة الروحانية والتقرب إال عبر التديّن الفعال‪.‬‬

‫🔸الصدق‬

‫الصدق ليس في األقوال فقط‪ ،‬بل في األفعال كذلك‪ .‬وقد‬


‫ذُكر الصدق في الوفاء بالعهود أيضا ً‪ْ .‬‬
‫فإن بدر من المرء‬
‫سلوك ينبغي أن يكون ‪ -‬حسب القاعدة – عن نيّة صالحة‬
‫يتفوه‬
‫لكن النية التي يضمرها لم تكن صالحة‪ ،‬فمع أنه لم ّ‬
‫بكالم كاذب لكنه لم يسلك سلوكا ً صادقا ً‪ .‬فالبعض ال‬
‫يصدق حتى مع نفسه!‬

‫🔸األسرة‬
‫في األسرة يعيش رجل وامرأة معا ً بكل ما يحمالن من‬
‫اختالفات تركيبية ها ّمة وهو ما تنجم عنه أمور عذبة‬
‫و ُم ّرة على حد سواء‪ .‬فإن لم تتنبّآ‪ ،‬أيها الزوجان‪ ،‬بهذا‬
‫فسوف ال تحظيان بموهبة التمتع بحالوات الزواج‪ ،‬وال‬
‫تمتلكان قابلية تح ّمل مراراته والتعاطي معها بشكل‬
‫مناسب‪.‬‬

‫🔸أقبح من الذنب‬

‫األهم من اإلقالع عن الذنب هو التواضع بين يدي هللا‬


‫فإن قُبح‬
‫تعالى‪ ،‬واألقبح من الذنب هو التكبّر على هللا‪ّ .‬‬
‫الذنب أكثر ما يكون في عصيان هللا تعالى‪ ،‬وإال فمن‬
‫الواضح أن في الذنب بحد ذاته ضررا ً لإلنسان‪ .‬وكذا فإن‬
‫روعة العمل الصالح أشد ما تكون بسبب طاعة هللا ّ‬
‫عز‬
‫وجل‪ ،‬ال بسبب فوائده الطبيعية‪.‬‬

‫تذوق طعم العبادة؟‬


‫🔸من الذي ال يمكنه ّ‬

‫ال إشكال في تذوق طعم الدنيا‪ ،‬لكن حاذر من أن تُفسد‬


‫سد ذائقتُه بسبب الدنيا ال يعود‬
‫الدنيا ذائقتك! فالذي تف ُ‬
‫سه منها! فاألحلى‬
‫يتذوق طعم العبادة‪ ،‬بل وقد تشمئز نف ُ‬
‫ّ‬
‫من طعم واقع الدنيا هو طعم خيال اآلخرة‪.‬‬

‫🔸أتدري يا إلهي لماذا ال نكترث لك؟‬

‫إلهي‪ ،‬حينما نجد نحن معاشر البشر أن شيئا ً ما أو أحدا ً‬


‫ما ال يفارقنا لحظة فإننا ال نغتنم فرصة وجوده وال نعرف‬
‫قدره‪ ،‬بل وال نُعير له أهمية‪ .‬وحيث إنك يا رب إلى جانبنا‬
‫باستمرار فلقد ُمنينا بمرض عدم االكتراث لك‪ ،‬وهذا ما‬
‫جعلنا دوما ً نأتي بالصالة دون أن نلتفت إليها أو نغتنم‬
‫لحظاتها‪.‬‬

‫🔸السبيل إلى قوة القلب‬

‫إذا آمنا بقدرة هللا تعالى ورحمته إيمانا ً راسخا ً فسنكتسب‬


‫امرئ فسوف ال يعجز‬ ‫ٍ‬ ‫قلب‬ ‫قوة في القلب‪ْ .‬‬
‫وإن قوي ُ‬
‫اآلخرون عن إخافته فحسب‪ ،‬بل سيخشونه أيضا ً‬
‫وستحملهم إشعاعات قدرته الروحية‪ ،‬المكتسبة من قدرة‬
‫هللا‪ ،‬على أن يحسبوا له ألف حساب‪.‬‬
‫🔸يعجبني!‬

‫خ" ال ُمس ّمى "يعجبني"‬


‫إذا لم يكن في نيتنا مخالفة "الف ْر ٍ‬
‫ضار بقرون وذنب‬
‫ٍ‬ ‫فسوف يتحول هذا الفرخ إلى وحش‬
‫قاس سيأسرنا في قفصه؛ فال نحن‬ ‫بل إلى تنّين مخيف ٍ‬
‫نموت فنرتاح منه‪ ،‬وال هو يتيح لنا العيش بسالم‪ ،‬وال‬
‫نحن نملك أن نشكوه ألحد‪ ،‬وال هو سيتركنا ندافع عن‬
‫أنفسنا!‬

‫🔸العاقل‬

‫العاقل هو الذي يرى في كل سلوك بدايةً لتساقط دومينو‪،‬‬


‫ويدرك التبعات النهائية لكل تصرف‪ ،‬أو يخ ّمن عاقبة كل‬
‫حركة‪ .‬ولهذا ال يتسنى وصف من ال دين له بالعاقل‪،‬‬
‫فأكثر ما يُلحظ بُع ُد النظر في أحكام الدين‪ ،‬ولو كان‬
‫السياسيون عقالء لكانوا أشد الناس تدينا ً‪.‬‬

‫🔸مطالبات هللا‬
‫بوسع المرء ‪ -‬من خالل ما يحدث له من حوادث وما‬
‫يقدّره هللا تعالى له من مقدّرات ‪ -‬أن يلتفت إلى ما يطلبه‬
‫هللا منه‪ .‬بالطبع إن لنا أثرا ً في وقوع الحوادث الجيدة‬
‫والسيئة في حياتنا‪ ،‬أما األجواء التي نجد أنفسنا فيها‬
‫وكيف ننظر إلى أصداء تصرفاتنا وقراراتنا ورغباتنا فهذا‬
‫بيد هللا عز وجل‪.‬‬

‫🔸 ال نص ّعب ّن الحياة!‬

‫الحياة ما هي إال حاجاتٌ واجتها ٌد في تلبيتها‪ ،‬ورغباتٌ‬


‫ي لتحقيقها‪ ..‬احتياجات ورغبات قد ال تُلبَّى وال‬ ‫وسع ٌ‬
‫تتحقق أحيانا ً‪ ..‬والحياة إنما تصعُب إذا تعلّق اإلنسان‬
‫بحاجاته كل تعلّق أو تخيّل رغباته حاجات ماسة‪ ..‬وهللا‬
‫يحب لنا أن نحيا مرتاحين‪.‬‬

‫🔸السفر‬

‫السفر يريح بال اإلنسان وينتشل روحه من الركود‪ ..‬لو‬


‫نستطيع في كل سفر أن نذكر رحيلنا األخير الذي ال عودة‬
‫فيه‪ ..‬ولو نتمكن‪ ،‬إلى جانب كل حقيبة نحزمها‪ ،‬أن نحزم‬
‫متاعا ً آلخرتنا‪ ،‬ونكون مه ّيئين أكثر من السابق للرحيل‬
‫عن الوطن‪ ،‬فهذا جيد جدا ً‪ ..‬ليت رحلتنا األخيرة تكون‬
‫خالية من األخطار!‬

‫🔸أ ّبهة الزمان‬

‫الزمان هو أحد مظاهر القدرة الربّانية‪ .‬فإن مروره‬


‫القاسي والمنتظم يحكي عن مدى انصياع العالم ألوامر‬
‫هللا القاطعة‪ .‬إذا أدركنا أ ّبهة الزمان وصالبته‪ ،‬سنعرف‬
‫مدى دقّة العالم الذي نعيش فيه‪ .‬ومن ث ّم سنعيش بدقّة‬
‫وحساب‪.‬‬

‫🔸لوال رحمة هللا‬

‫لوال رحمة هللا ورأفته التي تغمرنا بذرائع شتّى‪ ،‬لعرفنا أن‬
‫ذنبا واحدا كفي ٌل بأن يُشرف اإلنسان على حافّة الهاوية‬
‫ويُستدرج في دومينو السقوط‪.‬‬

‫🔸التفكّر في المستقبل‬
‫التفكّر في المستقبل مهارة‪ ،‬يبدو تحصيلها ضرورية‬
‫طباع‪ .‬بعض الناس عاجز عن رؤية المستقبل‬ ‫لبعض ال ّ‬
‫والتفكّر فيه‪ ،‬مع كونه ليس مولعا بالشهوات‪ .‬فمن أجل‬
‫اكتساب هذه المهارة الب ّد من البدء بالمستقبل القريب‪،‬‬
‫ومن ث ّم يصل المرء شيئا فشيئا إلى لحظاته األخيرة من‬
‫عمره ويوم القيامة‪.‬‬

‫الهدوء‬

‫سكينة أكبر بكثير مما نتصور‬


‫حاجتنا إلى الهدوء وال ّ‬
‫سكينة نستطيع تفجير‬
‫ونتطلب‪ .‬ففي أجواء الهدوء وال ّ‬
‫طاقتاتنا وتفعيل قوانا‪ .‬لكننا اعتدنا الفوضى حتى بات‬
‫الكثير من العوامل الباعثة على االضطراب والهياج‬
‫الضار مدعاة لتسليتنا‪.‬‬

‫هللا يمتحن الجميع‬


‫يا لسعادة من ليس له تعلقات هابطة ومن بمقدوره إهمال‬
‫تعلقاته القيّمة‪ .‬فاهلل يمتحن الجميع؛ يمتحن السيئين‬
‫بتعلقاتهم الهابطة‪ ،‬ويمتحن الصالحين بتعلقاتهم القيّمة‪.‬‬

‫دع هذا أيضاً!‬

‫نمونا‬
‫حسبنا أن نستعرض لحظة والدتنا ومراحل ّ‬
‫والتحوالت التي اعترت أرواحنا لنتن ّبأ بأننا سنترك وراء‬
‫ظهورنا كل ما نملك وما نريد‪.‬‬

‫فلنذعن لهذا القيد!‬

‫هناك في الدنيا الكثير من عوامل التقييد لكنك إذا جعلت‬


‫"أمر هللا تعالى" المق ّيد لسلوكك فستزول الكثير من‬
‫قيودك‪.‬‬

‫ال تكن كاآلخرين!‬


‫إلهي‪ ،‬إذا نام الناس فأيقظنا‪ ،‬وإن استيقظوا فاجعلنا في‬
‫منتهى اليقظة‪ .‬وإن توقّف الناس فامض بنا‪ ،‬وإن ساروا‬
‫فحلّق بنا‪ .‬خالصة القول‪ :‬ال تساونا مع اآلخرين أبداً‪:‬‬
‫«واجْ ع ْلني م ْن أحْ سن عبيدك نصيبا ً ع ْندك وأ ْقربه ْم م ْنزلةً‬
‫م ْنك» (دعاء كميل)‪.‬‬

‫من الذين ال ينجذبون إلى الحق؟‬

‫لكل من الحق والباطل جاذبيته المغناطيسية الخاصة التي‬


‫يجذب بها أهله؛ فال بد لالنجذاب إلى الحق من األهلية‬
‫لذلك‪ ،‬كما أن المنجذبين إلى الباطل هم أهل له‪ .‬وإن‬
‫امتالك أهلية الحق أو الباطل تعتمد على سلوكنا؛‬
‫فاألنانيون ال ينجذبون إلى الحق كثيراً‪.‬‬

‫أفضل عوامل اكتساب البصيرة‬

‫الصبر أفضل عامل لنيل البصيرة‪ ،‬ولعل تماثل حروف‬


‫الصبر والبصر تماما ً يرجع إلى هذا‪ .‬فألن العجول ال‬
‫يدرك األمور جيدا ً فهو ال يُحسن التصرف‪.‬‬
‫المخالفة القسرية أم االختيارية؟‬

‫إذا أبينا مخالفة النفس عن اختيار ومرضاةً هلل فسنخالفها‬


‫قسرا ً وليس في سبيل هللا‪ ،‬بل وبمرارة أشد وفائدة أقل‬
‫بكثير بسبب المشاكل التي ستطرأ‪ ..‬هذا هو قانون الحياة‪.‬‬
‫إذن يُستحسن منذ البداية أن نخالف أنفسنا وفقا ً للتعاليم‬
‫الدينية‪.‬‬

‫هللا لن يتركنا!‬

‫هللا تبارك وتعالى يحب مخلوقه‪ ،‬سيّما اإلنسان الذي خلقه‬


‫كريماً‪ ،‬وهو لن يتركنا حتى يوصلنا إلى أعلى مراتب‬
‫الكمال‪ ،‬أال وهو قربه عز وجل‪.‬‬

‫خذ حقك بشكل غير مباشر‬

‫طلب الحق فطري‪ ،‬المهم هو هل إنك تريد نفسك للحق أم‬


‫ُ‬
‫تطلب الحق لنفسك‪ .‬إنك إن أردت نفسك للحق فستنال‬
‫حقك على نحو أفضل‪.‬‬
‫سر النجاح‬

‫إذا تاقت نفسك إلى فعل خير فاهرع إليه وباشره‪ ،‬أما إذا‬
‫اشتاقت إلى فعل سوء فأ ّجله وحاول أن تتفلت من‬
‫ي‬‫رغبتها‪ ..‬هذا هو أهم أسرار النجاح في مضمار ُرق ّ‬
‫الروح ومخالفة الهوى‪ .‬فالنزوات الصالحة ألفئدتنا هي‬
‫اإللهامات اإللهية!‬

‫حاجة اإلنسان المتواصلة إلى النور‬

‫ال يمشي اإلنسان بنوره في الحياة األخرى فحسب‪ ،‬بل إن‬


‫كل امرئ ينير طريقه ويحدده بنفسه حتى في الحياة‬
‫الدنيا‪ .‬فال بد إذن أن نكون نورانيين‪.‬‬

‫السبب‬

‫الذي يفتش عن سبب ليكون رؤوفا ً ال يحتاج في العادة‬


‫إلى سبب لعدم الرأفة‪ ،‬والذي ينقّب عن ذريعة للجد‬
‫والمثابرة ال يكون عادةً بحاجة إلى ذريعة للتكاسل‬
‫والتقاعس‪ .‬فتش عن المواطن التي تحتاج فيها إلى‬
‫المزيد من األسباب والذرائع فمن المحتمل أن تكون نقاط‬
‫ضعفك في هذا المجال أكثر‪.‬‬

‫سأظل أفتش عنك!‬

‫إلهي‪ ..‬سأظل أفتش عنك‪ ..‬بين طيات جميع اللحظات‪،‬‬


‫وخلف كل ستار وحجاب‪ ،‬ألنعم بالنظر إليك قرير العين‪..‬‬
‫ألدرك معنى نظراتك‪ ..‬أللمس حنُ ّو عينيك‪ ..‬وحينها‬
‫ي في حياتي‪ ،‬كان‬ ‫سأستوعب رسالة كل حادثة مرت عل ّ‬
‫فيها مقدراتك وامتحاني‪ ..‬فأمسي إذذاك عبدك الوفي إلى‬
‫األبد‪.‬‬

‫شفرتان تحطم اإلنسان!‬

‫الحسرة تحطم ماضي اإلنسان‪ ،‬واليأس يبيد مستقبله‪،‬‬


‫والشكر يحيي ماضي اإلنسان‪ ،‬واألمل يُحيي مستقبله‪.‬‬
‫فبشكر الماضي واألمل بلطف هللا عز وجل يحظى اإلنسان‬
‫في المستقبل بحياة مضاعفة‪.‬‬

‫األثر المدهش لحب اآلخرين‬


‫حب العظماء يمنح اإلنسان العظمة‪ ،‬وحب أصحاب النور‬
‫يزود صاحبه بالنورانية‪ .‬فاألثر الوضعي الذي يتركه‬
‫المحبوب على المحب هو من الشدة والعظمة بحيث يتحتم‬
‫على المرء أن يحذر لئال يحب أشخاصا ً ذوي منزلة‬
‫هابطة‪.‬‬

‫لغة مخاطبة هللا‬

‫يخاطب هللا اإلنسان بلغة الحوادث‪ُ ،‬حلوها و ُم ّرها‪ ،‬فهو‬


‫عز وجل يُخفي لنا في كل حادثة رسالة‪ .‬ومن أجل أن‬
‫ندرك رسائل هللا الخفية علينا أوالً أن نفهم رسائله‬
‫الواضحة في كتابه الكريم‪ ،‬ومن ثم أن نهتم بما يحبه هو‬
‫أكثر من اهتمامنا بما نحب نحن‪.‬‬

‫عدل هللا‬

‫العدل هو استقرار كل شيء في محله‪ .‬لكن هللا وحده هو‬


‫الذي يعلم أين هو محل كل شيء بالضبط‪ .‬نعم يحاول‬
‫البعض بمقياس فهمه الضئيل للعدل أن يرى فيما إذا كان‬
‫هللا عادالً أم ال! فهناك جماعة قاست بهذا المقياس‬
‫الصغير عدالة النبي(ص) فصارت في نهاية المطاف من‬
‫الخوارج‪.‬‬

‫أشد ميادين االمتحانات اإللهية حساسية‬

‫اإلدارة والرئاسة هي أشد ميادين االمتحانات اإللهية‬


‫حساسية؛ فإن أهم مصاديق التقوى واألخالق‪ ،‬وأعظم‬
‫الذنوب‪ ،‬وأعلى أشكال الثواب قيمة إنما يتحقق على‬
‫مستوى اإلدارة‪.‬‬

‫الشاكرون هم أشد رأفة‬

‫ما من شيء يجعل اإلنسان رؤوفا ً مثل شكره هلل تعالى؛‬


‫فالشاكرون هلل يلمسون في البدء أنعُم هللا عليهم‪ ،‬ومن ثم‬
‫يتلقون المزيد من النعم‪ ،‬فمن الطبيعي إذن أن يستغنوا‬
‫عن غيرهم وأن ال يُضمروا ألحد من البشر حقداً‪.‬‬

‫الفرار‬
‫ليست الدنيا بالنسبة لنا محل استقرار‪ ،‬بل فرار؛ فرار من‬
‫حالواتها ألنها تُنزل باإلنسان الضربات وتجعله دائما ً‬
‫حبيس الحسرات‪ .‬والفرار من الدنيا ال يعني تركها‪ ،‬فنحن‬
‫ُمكرهون عليها‪ ..‬حسبُنا أن نجعل أفئدتنا تفر منها‪ .‬لكننا‬
‫إن فررنا من الدنيا فستتضاءل صعوباتها وتتعاظم‬
‫حالواتها القليلة‪.‬‬

‫اإلنسان بمعية هللا واإلنسان من دون هللا‬

‫يختلف تعريف اإلنسان حينما يكون مع هللا عن تعريفه‬


‫حينما ال يكون معه؛ فاإلنسان الذي مع هللا هو المخلوق‬
‫الذي يجني من عالم الوجود أكبر منفعة ويكتسب أقصى‬
‫القدرات وأعظم اللذات‪ ،‬أما الذي ال يكون مع هللا فتراه‬
‫مخلوقا ً تائها ً حائرا ً ال ينال كل ما يريد ويحمل في صدره‬
‫جبالً من الحزن والحسرة‪.‬‬

‫االختيار األسوأ!‬

‫االختيار األسوأ ليس هو اختيار السيئ في مقابل األسوأ‪،‬‬


‫فأنت ُمجبر على ذلك‪ ،‬بل هو اختيار الجيد في مقابل‬
‫األجود؛ فالقناعة بالقليل في مجال الصالحات هي بداية‬
‫فأن تكون من أهل الصالحات ثم تقنع بالقليل‬ ‫السقوط‪ْ .‬‬
‫ق‬
‫منها معناه أنك من الذين‪« :‬ما قد ُروا هللا ح َّ‬
‫قدْره»(األنعام‪ ..)91/‬ففساد اإلنسان إنما يبدأ من حب‬
‫الدنيا‪ ..‬ألن الدنيا ليست سيئة‪ ،‬بل قليلة!‬

‫األمل والطمأنينة‬

‫هللا تبارك وتعالى يحبنا وهو ليس مهمالً لنا‪ .‬فهو إذن ال‬
‫يقحمنا أبدا ً في امتحان ال نستطيع اجتيازه‪ ،‬وال يجعلنا‬
‫نواجه معصية ال نملك التوبة منها‪ .‬إن قطع األمل من إله‬
‫كهذا هو حقا ً من الكبائر‪.‬‬

‫العمل التنظيمي يتطلب قابلية‬

‫العمل التنظيمي يتطلب قابلية‪ .‬ففي العمل التنظيمي يجب‬


‫أن تملك قابلية اإلصغاء إلى رفاقك والقدرة على إقناعهم‬
‫أيضاً‪ ،‬وأن تصبر على مساوئهم وال تح ّملهم فوق‬
‫طاقتهم‪ ،‬وأن تضحي من أجلهم وال تتوقع منهم شيئاً‪.‬‬

‫جاذبية الشهداء الغريبة‬


‫إن للشهداء جاذبية غريبة وإن أثرهم المغناطيسي في‬
‫الفئة السليمة من الناس يفوق التصور حتى ليمكن جعله‬
‫مح ّكا ً لمعرفة القلوب النورانية الطاهرة‪.‬‬

‫مشاهدة أشكال رحمة هللا‬

‫سكينة‬‫مشاهدة أشكال رحمة هللا تعالى تمنح اإلنسان ال ّ‬


‫وقوة الفؤاد والنشاط والطاقة‪ .‬وإن أنواع رحمة هللا في‬
‫حياتنا كثيرة لكن من المتعذر مشاهدتها دون تفكّر‪.‬‬

‫محاربة مطالبات النفس‬

‫إن من طرق معرفة النفس محاربة مطالباتها‪ ،‬فعندذاك‬


‫سيرى اإلنسان مقدار مقاومته لنفسه‪ .‬فكلما كانت مقاومة‬
‫النفس في عملية اإلقالع عن الرذائل أشد كان حالنا‬
‫أسوأ‪ ،‬اللهم إال أن تكون هذه الرذيلة موجودة فينا بشكل‬
‫وراثي ففي هذه الحالة ال تكون مؤشرا ً كبيرا ً على سوء‬
‫باطننا‪.‬‬
‫األمس واليوم وغدا ً‬

‫"الغد" هو اليوم الذي قد ال تراه أبداً‪ ..‬و"األمس" هو‬


‫اليوم الذي ال بد أن تراه ثانية يوم القيامة‪ .‬و"اليوم" هو‬
‫اليوم الذي تملك فيه فرصتين مهمتين‪ :‬األولى إصالح‬
‫مفاسد األمس‪ ،‬والثانية التمهيد لمحاسن الغد‪ .‬فغدُك إنما‬
‫يُصنع اليوم‪ ..‬إذن ال تؤ ّجل عمل اليوم إلى غد!‬

‫أهم عناصر التربية‬

‫على الوالدين المستاءين من سوء سلوك أوالدهما أن‬


‫يُصلحا هما سلوكهما‪ .‬فلربما عجزا عن أن يكونا القدوة‬
‫المطلوبة ألوالدهما في مخالفة الهوى‪ ،‬وهذا لوحده كاف‬
‫إلجهاض جميع التدابير التربوية ودفع الولد إلى الالدين‬
‫وسوء الخلُق‪ .‬فإن أهم عناصر التربية هو تقديم قدوة‬
‫حسنة في مخالفة الهوى‪.‬‬

‫لطف هللا‬
‫الدنيا ليست مقر أمان‪ْ ،‬‬
‫فإن نعمنا فيها باألمن فبلطف من‬
‫سكينة‬‫هللا‪ ..‬واآلخرة ليست محل عطاء‪ ،‬فإن رجونا فيها ال ّ‬
‫فبلطف من هللا‪ ..‬والشيطان ال يقنع بأقل من تحطيمنا‪ ،‬فإن‬
‫لم تُثمر عداوتُه فينا فبلطف من هللا‪ّ ..‬‬
‫وإن تبعات ذنوبنا‬
‫كارثية‪ ،‬فإن لم تحصل لنا كوارث فبلطف من هللا‪.‬‬

‫أسباب الحزن العبثي‬

‫عادة ما يحزن الناس لنفس السبب الذي يفرحون من‬


‫أجله‪ .‬فإن أحببت أن ال تحزن كثيرا ً أو أن ال تحزن‬
‫ألسباب واهية فال تفرح بال سبب أو ألسباب سطحية‬
‫وغير ذات قيمة؛ فالفرح العبثي يجلب حزنا ً عبثياً‪.‬‬

‫السعادة‬

‫الحياة ليست موضعا ً للبحث عن السعادة والمثابرة لنيلها‪،‬‬


‫بل هي كفاح من أجل الحفاظ على السعادة‪ .‬فنحن ساعة‬
‫ُخلقنا نلنا السعادة‪ ،‬وعلينا أن نجتهد في عدم التفريط بها‪.‬‬
‫هذه الرؤية تضاعف من قوة اإلنسان وتزيد في أمله‪.‬‬
‫مركز هللا لالستثمار‬

‫العمر رأسمال مؤقت ال يبقى لنا منه إال ربحه‪ .‬فسواء‬


‫استُثمر في عملية مربحة أو لم يُستثمر على االطالق فإن‬
‫رأس المال نفسه سيزول على أية حال‪ .‬إذن ال بد من‬
‫استثماره قبل فوات األوان دون أن ننتظر الفرصة‬
‫المناسبة‪ .‬وأفضل مركز لالستثمار ذي ربح وفير نقدي‬
‫هو مركز هللا لالستثمار‪.‬‬

‫إلغاء المعاناة‬

‫ليس في مقدورنا العمل على إلغاء معاناتنا في الدنيا‪ ،‬لكن‬


‫باستطاعتنا أن نخففها‪ .‬ومن أجل تخفيف معاناتنا يجب‬
‫أوالً أن ال نرتكب المعاصي‪ ،‬وثانيا ً أن نكون من‬
‫الصابرين‪ .‬وإن أول الصبر والتحمل هو أن نعلم أن الدنيا‬
‫هي محل معاناة وأن هذه المعاناة ال يمكن إلغاؤها من‬
‫الحياة‪.‬‬

‫تحت تصرفه‬
‫يصر هللا تعالى إصرارا ً شديدا ً على جعل حياتنا وإدارتها‬
‫تحت تصرفه‪ .‬بل تراه أحيانا ً يفسد تخطيطاتنا ويُح ّل‬
‫تدابيره محلَّها وهو ما يعطي نتائج أفضل بال شك‪ ،‬أما‬
‫نحن فنود أن ال تخيب توقعاتنا‪ .‬وكلما اتّضح لنا أكثر أننا‬
‫غير مختارين أمام هللا عز وجل أمسينا أشد توحيدا ً له‪.‬‬

‫ي اإلنسان‬
‫شرط ُرق ّ‬

‫"حرروا‬‫ّ‬ ‫يقحمنا هللا تعالى في اشتباك مع الدنيا ثم يقول‪:‬‬


‫أنفسكم!" فلوال دخولنا الدنيا لكان البقاء خارجا ً وعدم‬
‫التدنس شيئا ً سهالً‪ ،‬لكنه ُحكم تكويني‪ ،‬أو لعله تشريعي‪،‬‬
‫بأنه ال بد أن نأتي إلى الحياة الدنيا‪ .‬البعض‪ ،‬ومن خالل‬
‫التملص من بعض الواجبات‪ ،‬يحاول الهروب من ميدان‬
‫الرقي‬
‫االشتباك مع الدنيا‪ ،‬وأمثال هؤالء لن يذوقوا طعم ُّ‬
‫يوماً‪.‬‬

‫اإلنسان المتّزن‬

‫شيئان يجب أن يخيفاننا‪ :‬غضب هللا منّا‪ ،‬وابتسامة رضى‬


‫إبليس لنا‪ .‬وشيئان ينبغي أن يزرعا فينا األمل‪ :‬قدرة هللا‬
‫على حبنا‪ ،‬وضعف الشيطان في معاداته لنا‪ .‬فإن توفر في‬
‫اإلنسان هذان الخوفان واألمالن فسيغدو في منتهى القوة‬
‫واالتّزان وسيكتسب غاية البصيرة وقمة الروحانية‪.‬‬

‫أحلى العبادات‬

‫الشكر أحلى العبادات‪ ..‬فكيف لمن ال يمارس أحلى عبادة‬


‫أن يمارس العبادات المشوبة بالمرارة؟! كأن يقال‬
‫ألحدهم‪ :‬تناول هذه الحلوى وستدخل الجنة‪ ،‬لكنه ال‬
‫يتناولها‪ ،‬فكيف نتوقع منه أن يرغب في دخول الجنة‬
‫بتلقّي الرصاص والشظايا؟!‬

‫القابلية‬

‫اإلمكانيات قد تفني مواهب اإلنسان وتنسف نظامه‪،‬‬


‫والتنوع قد يبدد تركيز صاحبه‪ ،‬والوفرة قد تورث‬
‫النسيان‪ .‬ال أريد أن أمتدح الفقر والضيق‪ ،‬لكن اإلمكانيات‬
‫بحاجة إلى قابلية عالية؛ فجهاز جوال بسيط قد ينسف‬
‫نظام روح صاحبه وسلوكه‪.‬‬

‫خطف القلوب‬
‫إذا شئت أن تكون روحانيا ً فينبغي أن تملك زمام قلبك‪ ،‬ال‬
‫أن تمنحه حرية االختيار!‪ ..‬وإن أحببت أن تخطف القلوب‬
‫فال بد أن تنتزع قلبك من الدنيا‪ ،‬ال أن تملك هي قلبك!‪..‬‬
‫وإن وددت أن تكون ُمغرما ً فيجب أن تمنح قلبك لفرد‬
‫واحد ال أن تسلّم كل قطعة من قلبك ألي ذليل عاجز!‬

‫إدراك عظمتك الالمتناهية‬

‫إلهي‪ ،‬ما أوليتني من علم إال ألدرك فداحة جهلي‬


‫وأكتشف عظمتك الالمتناهية‪ .‬وما وهبتني من قدرة إال‬
‫ألتب ّين شدة ضعفي وأقف على مدى قدرتك التي ال تنضب‪.‬‬
‫فاجعلني من الذلة بين يديك كما تجعل أعظم عبيدك علما ً‬
‫وأشدهم مقدرة‪.‬‬

‫تمرين للقاء هللا‬

‫خوض‬
‫ٌ‬ ‫الصالة تمرين للقاء هللا تعالى‪ .‬فهي للصالحين‬
‫لتجربة لقاء هللا‪ ،‬وهي لنا تم ٍّن لهذا اللقاء‪ .‬فإذا تهيّأنا‬
‫للصالة فلنفكر في اليوم الذي سنقصد فيه هللا للقائه‪.‬‬
‫حقاً!‪ ..‬أي مشهد جليل سنواجه حينها؟! وأي شعور‬
‫غامر سنحس؟! هل سيخاطبنا هللا حينذاك؟ وكم سيُسمح‬
‫لنا بالتنعّم بلقائه؟‬

‫حب الدنيا وحب اآلخرة‬

‫الفرق بين حب الدنيا وحب اآلخرة هو أنك ترى الدنيا‬


‫أوالً ثم تحبها‪ ،‬أما اآلخرة فعليك أن تحبها قبل أن تراها‪.‬‬
‫لكن كيف لنا أن نحب اآلخرة قبل أن نراها؟ الطريق‬
‫الفضلى لذلك هي التفكير‪ .‬والطريق األخرى هي انتزاع‬
‫حب الدنيا الفانية الخسيسة من القلب‪ .‬أما الطريق الثالثة‬
‫فهي العمل لآلخرة‪.‬‬

‫عالمة الصبور‬

‫الصبر هو أن تصمد أثناء المحن والصعاب‪ ،‬وأصعب‬


‫جزء في الصبر هو أن تتحمل رذائل اآلخرين‪ .‬والمؤشّر‬
‫على أنك صابر هو أن تكون نشيطا ً وسط الشدائد وأن‬
‫تؤدي واجباتك اليومية بحيوية‪.‬‬
‫أهم حاجة‬

‫حاجتنا إلى اإلمام هي أهم حوائج العالقات اإلنسانية‪ ،‬وال‬


‫يمكن ملء فراغ هذه الحاجة بالمحبة وسائر العالقات‪.‬‬
‫فإن وضعت في قلبك مح ّل اإلمام أحدا ً غيره فإنّك تكون قد‬
‫غصبت محل اإلمام من قلبك وسوف ال تلتذ في حياتك‬
‫أبدا ً لذة وافية كاملة‪.‬‬

‫األمل والطمأنينة‬

‫هللا تبارك وتعالى يحبنا وهو ليس مهمالً لنا‪ .‬فهو إذن ال‬
‫يقحمنا أبدا ً في امتحان النستطيع اجتيازه‪ ،‬وال يجعلنا‬
‫نواجه معصية ال نملك التوبة منها‪ .‬إن قطع األمل من إله‬
‫كهذا هو حقا ً من الكبائر‪.‬‬

‫مسابقة اسمها الحياة!‬

‫ُ‬
‫جوائزها في عالم اآلخرة‪ .‬فمن‬ ‫الحياة مسابقة تُمنح معظم‬
‫دون االهتمام بعالم اآلخرة ال يمكن القناعة بأي حد من‬
‫الحياة‪ .‬نعم البعض قنوع أو مستسلم لنقائص الدنيا‬
‫بطبعه‪ ،‬لكن األسمى من هذه القناعة هو أن يجعلك‬
‫اإليمان باآلخرة تقنع بالحد األدنى من هذه الدنيا‪.‬‬

‫السبيل لتفجير كافة الطاقات‬

‫قدرات اإلنسان هي أكثر بكثير مما نتصور‪ ،‬فالناس ال‬


‫يستغلون معظم قدراتهم‪ ،‬بل وال يعرفونها‪ .‬والسبيل إلى‬
‫تفجير كافة طاقات اإلنسان وقدراته هي السيطرة على‬
‫الغرائز‪.‬‬

‫هل في الرأفة خسران لنا؟‬

‫ال يخسر إنسان بسبب رأفة إال ويجبُر هللا تعالى خسرانه‪،‬‬
‫وال ينتفع إنسان جراء قسوة إال وينتزع هللا منفعته من‬
‫حلقومه‪.‬‬

‫الطريق إلى القدرة‬


‫القدرات التي يتسنّى لإلنسان اكتسابها هي أكثر بكثير مما‬
‫تصوره‪ ،‬والسبيل الوحيدة الكتسابها هي مخالفة‬ ‫ّ‬ ‫يمكن‬
‫الهوى امتثاالً ألمر هللا تعالى وعبادته بإخالص‪ .‬على أن‬
‫المرء إذا جاهد نفسه وعبد ربه طمعا ً في هذه القدرات‬
‫يكون قد أطاع هواه وال تكون عبادته خالصة‪.‬‬

‫سع الفجوة ما بينك وبين الحيوانات!‬


‫و ّ‬

‫باستطاعة اإلنسان أن يُحلّق في الهواء كالطير‪ ،‬أو يغوص‬


‫في الماء كاألسماك‪ ،‬أو يمشي على األرض كسائر‬
‫الحيوانات‪ ،‬لكنه ال يملك أن ينسى أنه إنسان وأنه ال بد أن‬
‫يختلف عن الحيوانات‪ .‬ففي مقدور الحيوانات أن تأكل‬
‫وتتنفس كما تفعل أنت‪ ،‬لكنها غير قادرة على التفكير مثلك‪..‬‬
‫فاعمل على توسيع الفجوة ما بينك وبين الحيوانات!‬

‫المحبة‬

‫المحبة شيء إذا لم يحصل أمست الحياة باردة‪ ،‬وإن حصل‬


‫أحرق بمرور الزمان كل شيء‪ ..‬فليس للمحبة حل وسط‪..‬‬
‫فإن لم تربطك بأحد عاطفةٌ ما لم تكن سعيداً‪ ،‬وإن أحببت‬
‫امرأ ً غدوت حزيناً‪ ..‬اللهم إال أن تحب هللا أكثر من غيره‪،‬‬
‫فحينذاك ستبلغ حد االتزان‪.‬‬

‫لطف حبوتني به أصبح أرضية لذنوبي‬


‫ٍ‬ ‫إلهي‪ ،‬أعظم‬

‫لطف حبوتني به أصبح األرضية لجميع ذنوبي‬ ‫ٍ‬ ‫إلهي‪ ،‬أعظم‬


‫والمم ّهد البتعادي الشديد عنك؛ فلقد خلقتني إنساناً‪،‬‬
‫وأوليتني االحترام‪ ،‬ومنحتني الحرية كي أدرك‪ ،‬وأعزم‪،‬‬
‫وأثابر‪ ،‬وأقاوم بنفسي لتفرح بانتصاري على الباطل‬
‫ض َّمني إليك‪ ،‬ولكنني من فشل إلى فشل‪ .‬فال تحرمني يا‬ ‫وت ُ‬
‫رب من عطفك ورأفتك‪.‬‬

‫ال نصعّب ّن الحياة!‬

‫الحياة ما هي إال حاجاتٌ واجتها ٌد في تلبيتها‪ ،‬ورغباتٌ‬


‫ي لتحقيقها‪ ..‬احتياجات ورغبات قد ال تُلبَّى وال تتحقق‬
‫وسع ٌ‬
‫أحياناً‪ ..‬والحياة إنما تصعُب إذا تعلّق اإلنسان بحاجاته كل‬
‫تعلّق أو تخيّل رغباته حاجات ماسة‪ ..‬وهللا يحب لنا أن نحيا‬
‫مرتاحين‪.‬‬
‫المو ّ‬
‫طئون للظهور‬

‫آخر الزمان ليس زمان تفشي واستفحال الرذائل فحسب‪ ،‬بل‬


‫هو زمان بلوغ الفضائل أوجها وظهور أرقى صلحاء العالم‪.‬‬
‫فأفضل الخلق‪ ،‬الذين يشتاق إليهم النبي الكريم(ص)‪ ،‬إنما‬
‫طئون‬ ‫يظهرون في آخر الزمان‪ ..‬وإنهم هؤالء الذين يو ّ‬
‫لظهور المهدي(عج) ويكون لهم قصب السبق بين صلحاء‬
‫العالم أجمع‪.‬‬

‫كيف نتمتع بدنيا عامرة حرة؟‬

‫ما لم نقتنع بأننا غير قادرين على إعمار دنيانا بعيدا ً عن‬
‫الدين فسننخدع باستمرار بسبب النزعة الدنيوية‪ .‬لكن الميل‬
‫إلى الدنيا أساسا ً ال يقتضي بالضرورة التنصل من الدين‪ ،‬بل‬
‫يزودنا بمنهج للتمتع بدنيا عامرة‬
‫إنه الدين وال غير الذي ّ‬
‫وحرة‪ .‬مشكلة الدنيويين هي أن حيلة الشيطان تنطلي عليهم‬
‫فيتركون الدين‪.‬‬

‫الرحمة‬
‫أ ْن تكون رحيماً‪ ،‬مضافا ً إلى كونك ودوداً‪ ،‬فهو من األساليب‬
‫التربوية‪ .‬فحينما ترؤُف بامرئ وترحمه فكأنك تقول له‪:‬‬
‫"ما زال أمامك فرصة للعودة‪ ..‬لست بحاجة إلى الدفاع عن‬
‫سلوكك القبيح‪ ..‬بإمكانك التأ ّمل في قُبح عملك بهدوء‬
‫واالستنتاج بأنه كان سيئا ً وأن بإمكانك االعتماد عل َّ‬
‫ي‬
‫إلصالح نفسك"‪.‬‬

‫رتّب مكتبك!‬

‫حين ترتّب مكتبك أو حجرتك فكأنك ترتب نفسك‪ .‬واإلنسان‬


‫بحاجة – بين الحين واآلخر – إلى أن يرتّب أفكاره‬
‫وأحاسيسه‪ ،‬ليعثر بينها على ما نسيه من أهدافه العليا‬
‫صها إلى جانب بعضها على رف أفكاره‪ ،‬ويرمي أكثر ما‬ ‫فير ّ‬
‫ُ‬
‫يشغل ذهنه وقلبه في سلة المهمالت كما يفعل بالقمامة‪.‬‬

‫نحن‪ ..‬وهللا!‬

‫نحن نسعى لتنمية إمكانياتنا أما هللا فيريد تنميتنا نحن‪.‬‬


‫ونحن نعمل على أن ال ينقص ما بحوزتنا‪ ،‬أما هللا فيعمل‬
‫على أن ال ننقُص نحن‪ .‬وألننا ضعفاء فإننا نحاول إزالة‬
‫الصعاب والصراعات‪ ،‬أما هللا فيريد تقويتنا نحن لنكون‬
‫أقوى من الصعاب‪.‬‬

‫إلهي‪ ،‬لستُ أعتب عليك على اإلطالق‬

‫إلهي‪ ،‬أعلم أنك ال تتركني وحيدا ً قط‪ ،‬وأنك تراقب بصبر‬


‫ورأفة كل لحظة من لحظات حياتي‪ ،‬وكل نية تخطر لي‪ ،‬وكل‬
‫فكرة تراودني‪ ،‬وتحرسني لئال أدنو من األخطار‪ ،‬وتفتح‬
‫سبُل الخير والصالح‪ .‬إلهي‪ ،‬لستُ أعتب عليك‬ ‫أمامي دوما ً ُ‬
‫على اإلطالق‪ ،‬فهذا أنا الذي أض ّيع الفرص‪ ،‬ف ُم َّن عل َّ‬
‫ي يا رب‬
‫بالمزيد من عفوك‪.‬‬

‫آثار االرتباط باهلل‬

‫االرتباط باهلل تعالى يزيل ما تشكوه روح اإلنسان من‬


‫نقائص؛ فليس في هللا سبحانه من نقص وهو يمحو كل‬
‫نقص في أوليائه ومقربيه‪ .‬واالرتباط باهلل يزيد من قوة‬
‫اإلنسان؛ فاهلل قوي وهو يرفع عن أوليائه ما يعتريهم من‬
‫ضعف‪ .‬واالرتباط باهلل يؤدي إلى أن يهب هللا جميع محاسنه‬
‫لمقربيه‪.‬‬
‫المداري الذي ال يكل!‬

‫هللا عز وجل يرى لعبنا الصبياني‪ ،‬ويدارينا‪ ..‬يشاهد‬


‫أخطاءنا الحمقاء‪ ،‬ويتحملنا‪ ..‬ينظر إلى الفرص التي‬
‫نهدرها‪ ،‬ويصبر علينا‪ ..‬إنه دائما‪ ،‬وبعد كل خطأ يراه منا‪،‬‬
‫يهيّئ لنا أرضية أخرى لعمل صالح جديد علَّنا نتدارك ما‬
‫فاتنا‪ ..‬وال يك ّل أبداً‪.‬‬

‫الحركة‬

‫الحركة جزء ال يتجزأ من حياة اإلنسان‪ ،‬فإن لم نكن في‬


‫حركة نحو األفضل فسنت ّجه نحو األسوأ‪ ..‬ليس للسكون في‬
‫الحياة من معنى‪ ..‬إننا مضطرون في كل لحظة للتحرك‬
‫صوب الترقّي‪ ،‬وإال ساءت أحوالنا بشكل ال إرادي‪ ..‬وإن‬
‫أهمية غفران هللا عز وجل تكمن في التدارك المتواصل‬
‫لسقطاتنا لئال نتح ّ‬
‫طم‪.‬‬
‫إدارة الحياة‬

‫إن من أهم فوائد اإلدارة والتخطيط هي تقسيم اإلمكانيات‬


‫وجدولة النشاطات زمنيا ً من أجل أقصى استفادة من أقل‬
‫قدر من اإلمكانيات‪ .‬وإن أعلى مستويات اإلدارة هو‬
‫سمنا العمر إلى‬
‫التخطيط الذي يشمل العمر كله‪ .‬فإن ق ّ‬
‫مراحل زمنية واستشرفنا نهايته منذ البداية نكون قد بلغنا‬
‫نضجا ً فكريا ً في عملية إدارة الحياة‪.‬‬

‫كما الش ُهب‪...‬‬

‫الميول الروحانية تمر في سماء أرواحنا كما تمر الشهب‪،‬‬


‫وتدلنا على الطريق‪ ..‬مرورها قصير وال يتكرر كثيراً‪ .‬فإن‬
‫لم نُلق لهذه الشهب باالً فإنها ستختار سماوات أخرى‬
‫لتضيئها‪ ..‬أما إذا التفتنا إلى إلهاماتها فإنها ستنير سماء‬
‫أفئدتنا‪.‬‬

‫حب التغيير‬
‫لقد زرع هللا في نفس ابن آدم الملل وحب التغيير كي ال‬
‫يتوقّف عند موهبة من مواهب الدنيا وليتغاضى عن كل ما‬
‫سوى هللا ليصل إلى هللا عز وجل‪ ..‬وهاهناك تسكن روحه؛‬
‫فاهلل يمنحه االستقرار‪ ،‬وهو يشبع حب التغيير لديه كذلك‪.‬‬
‫أما نحن فنوظف حب التغيير فينا لظلم اآلخرين‪ ،‬والتسلية‪،‬‬
‫واالبتعاد أكثر عن هللا تعالى‪.‬‬

‫ظل المعصية‬

‫أثر المعصية كالظل‪ ،‬يلتصق بنا ويجعل نصف كياننا في‬


‫ظالم‪ ..‬وكما يفعل الظل فإن تبعات المعصية تالحقنا على‬
‫األرض وال تتركنا‪ .‬بل قد يكون ظلنا أحيانا ً أكبر بكثير منا‬
‫نحن؛ فأثر العمل القبيح أكبر حجما ً بكثير من العمل نفسه‪،‬‬
‫وهذا يعتمد على كيفية وقوفنا أمام الضياء‪.‬‬

‫المتدينون المغرورون!‬

‫ش ّكوا‬
‫إن على المتدينين الذين لم يعتادوا على الدعاء أن ي ُ‬ ‫ّ‬
‫في تديّنهم‪ .‬فلكي يكون المجتمع مجتمعا ً دينيا ً فال بد له من‬
‫الغرور والتكبّ ُر‬
‫ُ‬ ‫مجالس دعاء عامرة وإال أخذ المتديّن‬
‫وصار سببا ً في نفور الناس من الدين‪ ..‬وإن كان أهل‬
‫تضرع هلل كانوا أكثر جاذبية وأشد هداية‬
‫ّ‬ ‫اإليمان أصحاب‬
‫لعديمي ااإليمان‬

‫مراحل النمو‬

‫اإلنسان – أوالً – يعي وجود هللا عز وجل‪ ،‬ثم بصفاء روحه‬


‫يؤمن به‪ ،‬ثم بتالوة القرآن الكريم يتعرف عليه‪ ،‬ثم بالعمل‬
‫يتقرب قليالً إليه‪ ،‬ثم عبر الدعاء والمناجاة يأنس‬
‫بتعاليمه ّ‬
‫به‪ ،‬ثم بالتواضع ألوليائه وحبهم وخدمتهم يصير محبوبا ً‬
‫لديه‪ ،‬ومن ثم يغدو عاشقا ً له‪.‬‬

‫المفتاح الذهبي للحياة الزوجية‬

‫الزوج يريد الطاعة‪ ،‬والزوجة تحب المودّة‪ ..‬فال يكسر‬


‫الزوج قلب زوجته‪ ،‬وال تثلم الزوجة كبرياء زوجها‪.‬‬

‫فرصة االختيار‬
‫اختيار ذي قيمة‪ ..‬فإن‬
‫ٍ‬ ‫تتاح لنا بين الحين واآلخر فرصة‬
‫اخترنا شيئا ً ال قيمة له أو لم نختر شيئا ً أصالً فستُفرض‬
‫علينا أمور غير ذات قيمة‪ ،‬وحينها سنكون ُمجبرين على‬
‫إنفاق أعمارنا في أشياء عبثية‪ .‬إن علينا االستعانة باهلل‬
‫تعالى في ما نختار‪.‬‬

‫ما هو شغلنا األساسي؟‬

‫شغلنا األساسي نحن البشر هو العبادة‪ ،‬وكل ما سواها فهو‬


‫عبث‪ .‬ولكي تتبلور هذه الفكرة في أذهاننا علينا أن نتأمل‬
‫في أنه‪" :‬من أجل ماذا ُخلقنا؟ أ ُخلقنا لشيء غير لقاء هللا‬
‫تعالى؟ أليس أعظم حدث في حياتنا هو لقاؤه عز وجل؟‪..‬‬
‫العبادة تعني أن نقف بين يدي هللا نفسه ونفكر في هذا‬
‫الموضوع‪.‬‬

‫انقباض القلب‬

‫إذا قبضت الدنيا قلبك فال تبحث عن سبب وال تفتش عن‬
‫مذنب‪ ،‬فما دامت الدنيا دنيا ً فهذا هو حالها‪ .‬اقصد هللا‬
‫منقبض الفؤاد‪ ..‬فهو الذي خلق الدنيا هكذا‪ ..‬إذن سيعتني‬
‫بك ال محالة‪ .‬قل‪" :‬ال أريد أن أداوي ضيق صدري بالدنيا‪،‬‬
‫س ّر أنت قلبي بك‪ ..‬إلهي‪ ،‬القلب الذي أنت فيه ال‬
‫بل أريد أن ت ُ‬
‫ينقبض"‪.‬‬

‫المراد من الضيافة‬

‫ال بد لكلمة «الضيافة» أن تدلّنا على بعض أوجه الصعوبة‬


‫في شهر رمضان المبارك‪ .‬فال يتسنّى للضيف في مجلس‬
‫الضيافة‪ ،‬وإن زخرت عطاياه‪ ،‬أن يستريح كاستراحته في‬
‫بيته‪ ،‬بل سيكون‪ ،‬بسبب التزامه باألدب‪ ،‬أكثر حرجاً‪ .‬ومهما‬
‫استمتع في مجلس الضيافة فهو ال يملك أن يصنع فيه ما‬
‫ب تفكيره ـ تناسبا ً مع مدى أهمية‬
‫يحلو له‪ ،‬بل وسينص ُّ‬
‫المجلس وفخامته ـ على االنتفاع منه أكثر من اهتمامه‬
‫براحة نفسه‪.‬‬

‫لنقلل من هذه األحاديث!‪...‬‬

‫يود اإلنسان لو يحدث اآلخرين عن محاسنه وآالمه أو‬


‫يسمعها من أفواههم‪ .‬لكن هللا تعالى يحب أن نكتسب لياقة‬
‫التحدث إليه‪ ..‬من هنا ينبغي أن نقلل من مثل هذه األحاديث‬
‫مع اآلخرين‪ ..‬فال نفتش َّن عن ُحسن السمعة عند الناس وال‬
‫نستجدي َّن عطفهم‪ ،‬وذلك لكي يمأل هللا قلوبنا‪.‬‬
‫لنعرف أنفسنا‬

‫المبالغة في تتبُّع خصوصيات اآلخرين تُنسينا أنفسنا أكثر‬


‫مما تُكسبنا معلومات عن أولئك اآلخرين‪ ،‬والحال اننا كلما‬
‫أكثرنا من مراقبة أنفسنا ومعرفة أحوالها سنعرف المزيد‬
‫عن أحوال اآلخرين‪ ..‬فالجاهل ألحوال نفسه ال يكون ذا نفع‬
‫ألحد وال عارفا ً ألحد‪.‬‬

‫السفر‬

‫السفر يريح بال اإلنسان وينتشل روحه من الركود‪ ..‬لو‬


‫نستطيع في كل سفر أن نذكر رحيلنا األخير الذي ال عودة‬
‫فيه‪ ..‬ولو نتمكن‪ ،‬إلى جانب كل حقيبة نحزمها‪ ،‬أن نحزم‬
‫متاعا ً آلخرتنا‪ ،‬ونكون مهيّئين أكثر من السابق للرحيل عن‬
‫الوطن‪ ،‬فهذا جيد جداً‪ ..‬ليت رحلتنا األخيرة تكون خالية من‬
‫األخطار!‬

‫األمور الخالدة‬
‫الحزن يأتي مما نحب‪ ..‬وكل من سعى وراء محبوباته فقد‬
‫اقترب من أحزانه؛ فإنك إن لم تنل ما تحب ستغتم‪ ،‬وإن نلته‬
‫فإن أحلى ذكرياتك معه ستورثك أحزاناً‪ .‬فإن أراد المرء أن‬
‫ال يعيش في حزن مد ّمر فإن عليه أن يحب األمور الخالدة‪.‬‬

‫ال صاحب سواه‬

‫نحن في الدنيا غرباء وما من صاحب لنا فيها غير هللا‪ .‬هللا‬
‫يعلم أكثر منا نحن في أي مكان نعيش‪ ..‬يخبُر مرارات الدنيا‬
‫طلع على‬ ‫أفضل منا؛ فنحن أحيانا ً قد نخدع أنفسنا‪ ،‬أما هو ف ُم ّ‬
‫ما نقاسيه من عذاب‪ .‬هللا هو الذي خلق الدنيا‪ ..‬خلقها بحيث‬
‫ال تتبدد فيها غربتنا إال بصحبته‪.‬‬

‫كن مع هللا!‬

‫إذا هجرك الناس‪ ،‬فالجأ إلى هللا‪ ..‬وإن ذهبت عنك وحشتُك‬
‫فال تو ّل وجهك عن هللا! هللا يصحبك دائما ً في صمت‪ ،‬وال‬
‫يذرك وحيدا ً أبداً‪ ،‬ويترقّب بفارغ الصبر التفاتك إليه كي‬
‫يكون برفقتك‪ ...‬إنك إن ولّيت وجهك عن هللا خسرت!‬
‫ال ُمعتقل‪...‬‬

‫التقوى هي ُمعتقل النفس‪ ..‬هي سجن أعظم وأشد عمرانا ً‬


‫بكثير من الدنيا التی نحيا ونميل إلى الخالص فيها‪ ..‬إننا‬
‫بتغلغلنا إلى أعماق هذا المعتقل سندخل عالما ً جديدا ً ممتعا ً‬
‫سوف ال نتمنّى مغادرته على اإلطالق‪ ..‬فتعالوا ندخل سجن‬
‫التقوى بجريمة عبادة هللا!‪..‬‬

‫أفضل تسلية لإلنسان‬

‫ليس ثمة حولنا من ظاهرة ال تحمل لنا رسالة‪ ،‬فكل المشاهد‬


‫التي نعيشها هي من تصميم ُمخرج عالم الوجود‪ ،‬فال هي قد‬
‫سقت من دون حكمة‪ ،‬وال هي تُطوى وتُزال من دون علة‪.‬‬ ‫نُ ّ‬
‫وإن أفضل تسالي اإلنسان هي اكتشاف ألغاز وحكم مشاهد‬
‫الحياة وإدراك رسائل ظواهر الوجود‪.‬‬

‫النشاط المتواصل‬

‫النشاط المتواصل هو من نصيب من يعرف بأي اسم من‬


‫أسماء هللا تعالى يستعين في كل آن وفي كل مكان‪ .‬فالذ ْكر‬
‫المتواصل يجلب النشاط‪ ،‬والغفلة تأتي بالحزن‪ ،‬وإن لكل ألم‬
‫من آالمنا اسما ً من أسماء هللا يسكّنه ولكل حاجة من‬
‫حوائجنا اسما ً من أسماء هللا يقضيها‪ ..‬ودعاء الجوشن‬
‫الكبير هو مخزن أسماء هللا الحسنى‪.‬‬

‫سكينة‬
‫ال ّ‬

‫أساس كل مس ّرة ولذة‪ ،‬وإن تفريطنا بسكينتنا‬


‫ُ‬ ‫سكينة هي‬‫ال ّ‬
‫بسبب لذة هو – في الحقيقة – تفريط باللذة نفسها‪ .‬فال‬
‫مسرة أو لذة أن تُفسد علينا هدوءنا‬
‫ّ‬ ‫ينبغي ألي‬
‫واستقرارنا‪ ..‬ولذة المعصية هي ذاتا ً معجونة بالقلق‬
‫واالضطراب وهي تسلب اإلنسان هدوءه‪.‬‬

‫كيف نُعلّم أبناءنا اإلخالص؟‬

‫إذا أحببنا أن ال يتعلّم أبناؤنا الرياء فال نربّيهم على كسب‬


‫الوجاهة والعزة عند الناس‪ .‬فلو ربّيناهم على أن يكونوا‬
‫وجهاء أعزاء عند هللا نكون قد علمناهم اإلخالص‪.‬‬

‫من حكم الصالة‬


‫الصالة تضع اإلنسان دائما ً في مواجهة أكثر أهداف الحياة‬
‫أصالة‪ ،‬أال وهو لقاء هللا تعالى‪ ،‬فإن نسيت هذا الهدف أو لم‬
‫تعمل باستمرار على تخصيص الوقت الكافي له فستُبتلى‬
‫بقسوة القلب وشقاء العقل!‬
‫التوازن‬

‫نحن معاشر البشر إما أن نستغرق في نسج ْ‬


‫األخيلة الداعية‬
‫إلى التفاؤل أو نغوص في الواقعيات المورثة للتشاؤم‪ .‬ولو‬
‫أننا نظرنا إلى أخيلتنا ببعض التشاؤم‪ ،‬وحلّلنا واقعياتنا‬
‫بشيء من التفاؤل لبل ْغنا حالة التوازن‪.‬‬

‫الكرامة‬

‫الكرامة هي أكبر رأسمال لإلنسان‪ ،‬رأسمال عليه أن يودعه‬


‫عند هللا تعالى‪ .‬وأهم طريقة إلنماء رأس المال هذا هي‬
‫إنفاقه في سبيل هللا‪ ،‬ومن طرق إنفاقه في سبيل هللا هي‬
‫صرفه في كشف كروب الخلق‪ .‬أما إذا أُنفق في سبيل الجاه‬
‫والمقام فسيؤدي بصاحبه إلى الخزي!‬
‫رياضة الروح‬

‫تقوي عضالت روح اإلنسان‪ ،‬والسعي‬ ‫المعاناة واآلالم ّ‬


‫المصحوب بالمشقة رياضة للروح‪ ..‬فنشاط الروح ضرورة‬
‫شأنه شأن نشاط الجسم‪ ،‬لكن الفرق بين الروح والجسم هو‬
‫أن األولى ال تشيخ كالثاني‪ ،‬بل من الممكن أن تغدو أكثر‬
‫شبابا ً وطراوةً في كل آن‪ ،‬هذا إذا لم ننس الرياضة الخاصة‬
‫بها!‬

‫سر الفرج‬

‫ال نظنَّ ّن أن عدم الرضى سيجعلنا ندعو أفضل‪ ،‬وأن التشكّي‬


‫فسر الفرج هو أن‬
‫ّ‬ ‫سيدعو هللا إلى النظر في مشكالتنا أكثر‪..‬‬
‫تعلو شفاهنا البسمة ونحن في ذروة المشكالت‪ ،‬وأن‬
‫يخامرنا الرضى في أثناء الدعاء‪.‬‬

‫المجاهد‬

‫الجهاد هو كدح العاشق ونضاله المرير إلزاحة العوائق‬


‫التي تقف في طريق معشوقه‪ ..‬والمجاهد إنسان ثوري يأبى‬
‫البقاء خلف قضبان الحد األدنى من عقود البشر ويلتذ‬
‫بالس ُم ّو إلى درجات الحد األعلى‪.‬‬

‫النظر من فوق!‬

‫قد ينشغل اإلنسان بتحقيق أمانيه ورغباته كل االنشغال فال‬


‫يتمكن من النظر إلى نفسه من فوق ومشاهدة الحال التي‬
‫هو عليها‪ .‬فلو أنه ألقى نظرة إلى حاله من األعلى لرأى أنه‬
‫منذ سنوات وهو يدور في مكانه ولم يتزحزح ذرة عن‬
‫النقطة التي انطلق منها!‬

‫الحياة السعيدة‬

‫العيش بسعادة هو من مستلزمات العبودية بسعادة‪،‬‬


‫فاإلنسان غير السعيد في حياته ال يسعد بعبوديته أيضاً‪ .‬فال‬
‫ينبغي أن ننظر إلى معضالت الحياة نظرة شكوى‪ ،‬بل نظرة‬
‫شُكر من أجل أن ننعم بحالوة العبودية‪.‬‬

‫الطبيعة الباطنية‬
‫ونموها بشكل‬
‫ّ‬ ‫غاية الدين هي صيانة طبيعة اإلنسان‬
‫طبيعي‪ ..‬طبيعتنا الباطنية هي‪ ،‬كطبيعتنا الظاهرية‪ ،‬جميلة‬
‫ظف قدرتنا‬‫التصرف فيها لكننا نو ّ‬
‫ّ‬ ‫وموقّرة‪ ،‬ونحن نملك قدرة‬
‫هذه لتخريبها!‬

‫خذ بأيدينا‪...‬‬

‫فاعف عنّا‪ ،‬وإن عفوت عنا فأصلح ما‬‫ُ‬ ‫إلهي‪ْ ،‬‬


‫إن أخطأنا‬
‫انصرم من أعمارنا‪ .‬إلهي‪ْ ،‬‬
‫إن جهلنا فخذ بأيدينا‪ ،‬وإن أخذت‬
‫بأيدينا فهبنا العلم‪ .‬إلهي‪ ،‬إن لم نطلبك نحن فاطلبنا أنت‪،‬‬
‫وإن طلبتنا فاجعلنا من أحبّائك‪.‬‬

‫منذ البداية ال تتعلق!‬

‫إننا معاشر البشر نعلّق أفئدتنا ‪ -‬بدايةً ‪ -‬بشيء فنجد أنفسنا‬


‫ب احتياجاتنا الزائفة هذه نجزع‪،‬‬ ‫محتاجين إليه‪ ،‬فإن لم تُل َّ‬
‫ولعالج هذا الجزع نستحدث ألنفسنا تعلقات جديدة‪ ،‬فإذا لم‬
‫نبلغ منها آمالنا نُصاب بالعجز واليأس‪ .‬فياليتنا لم نتعلّق منذ‬
‫البداية!‬
‫الخلوة‬

‫إن أحد سبل معرفة النفس هي الخلوة‪ .‬فاإلنسان وسط‬


‫الفوضى وفي معمعة االنشغاالت يُضيع نفسه‪ ،‬وتغلب على‬
‫فكره نظرة اآلخرين له فال يعود يعرف نفسه‪ .‬إن على‬
‫اإلنسان في الخلوات أحيانا ً أن يتأمل نفسه‪ ،‬ويفكر في ذاته‪،‬‬
‫ويتحدث إلى هللا – الحاضر أبدا ً في خلواتنا – عن نفسه‪.‬‬

‫تسلق الجبال‬

‫تسلق الجبال يورث الشموخ والتواضع على حد سواء؛‬


‫فعندما تُجالس القمم العالية تشعر بالعظمة‪ ،‬وحينما ينهكك‬
‫اإلعياء تلمس ضآلتك وصغرك‪.‬‬

‫األمواج الصوتية كأمواج البحر‬

‫اإلصغاء إلى األمواج الصوتية هو كاالستسالم إلى أمواج‬


‫البحر! فموجة بحرية واحدة قد تُغرق اإلنسان‪ ،‬لكن قد‬
‫ترفعه موجة أخرى إلى األعالي‪ ..‬وقد توصله موجة إلى بر‬
‫األمان‪ ،‬بينما قد تختطفه أخرى من الساحل لترسله إلى قاع‬
‫البحر‪ .‬فال يسعك القول أمام أمواج البحر العاتية‪" :‬إنني‬
‫مجرد مستمع!"‬

‫محاس ُن هللا وجمالُه‬

‫إن محاسن هللا وجماله من الجاذبيّة وش ّد الروح بمكان‬


‫بحيث بإمكانها أن تنسي اإلنسان جميع محن الدنيا‪ ،‬وأن‬
‫تُسقط من عينه جميع لذّات الحياة وحالوتها‪ .‬ولكن‬
‫المشكلة هي أنه ال يدرك محاسن هللا وجماله إال أولئك‬
‫ضوا عن المعاصي احتراما لر ّبهم وعمدوا إلى‬ ‫الذين غ ّ‬
‫طاعته وعبادته‪.‬‬

‫سبب كآبة كثير من الناس‬

‫إن سبب کآبة الكثير من الناس هو عدم الوصول إلى‬


‫رغباتهم وابتعادهم عنها‪ .‬أما من كان محبّا هلل فهو ال‬
‫يزال يقترب إلى محبوبه في كل آن‪ ،‬ولذلك كلما طعن في‬
‫ّ‬
‫السن وازداد عمرا يزداد نشاطا وحيويّة‪.‬‬

‫موطن األمان الحقيقي‬


‫إن عُرف اإليما ُن ح ّ‬
‫ق المعرفة وزالت ظاهرة النفاق‪،‬‬
‫فعندئذ لن يطمئن الناس إال بالمؤمنين ولن يشعروا‬
‫باألمان إال عندهم وسيعلمون أن ال أمان عند غيرهم‪.‬‬

‫لماذا كان يُستهزء باألنبياء؟‬

‫حسبكم أن تعلو ه ّمتكم وتنظروا إلى المدى البعيد‪ ،‬وتدعو‬


‫الجميع إلى بُعد النظر‪ ،‬لتدركوا السبب من استهزاء‬
‫مر التاريخ‪.‬‬
‫الناس باألنبياء على ّ‬

‫قابليّة الحياة في حمى هللا‬

‫نحن نو ّد أن نعيش في حمى هللا‪ ،‬ونهوى في نفس الوقت‬


‫أن نمارس ما نشاء من األفعال‪ ،‬بينما ال ندري بأننا إن‬
‫عصينا هللا سبحانه سنفقد من قابليّتنا في اكتساب حماه‪.‬‬

‫قوس ألوان اإليمان‬


‫متكون من سبعة ألوان‪ :‬نور العلم ونور‬
‫ّ‬ ‫اإليمان قوس‬
‫حب الصالحين ونور حب‬ ‫حب هللا ونور ّ‬
‫الفكر ونور ّ‬
‫الخيرات ونور النيّة المخلصة ونور العمل الصالح‪.‬‬

‫علينا باالنتظار‬

‫من أجل الوصول إلى هللا واالستمتاع بشعور الحضور‬


‫عند هللا الذي يفوق اللذّات جميعا‪ ،‬فالبد من االنتظار فترة‬
‫وغض الطرف ع ّما سوى هللا طيلة فترة االنتظار‪.‬‬
‫ّ‬

‫صب للحق‬
‫معيار التع ّ‬

‫ق‬
‫التضحية معيار التعصب للحق‪ .‬فأولئك الذين طلبوا الح ّ‬
‫دفاعا عن مصالحهم الشخصية هم أنصار الحق إلى مدى‬
‫غير بعيد‪ ،‬ولعلّهم ينقلبون عليه بعد حين‪ .‬وأولئك‬
‫ق انطالقا من حقوقهم‬ ‫المظلومون الذين يدافعون عن الح ّ‬
‫ق‪.‬‬
‫المضيّعة ليس إال‪ ،‬فال يُدرى كم قد عرفوا قيمة الح ّ‬

‫األخالق الحسنة الخادعة‬


‫من كان حسن األخالق مع الناس سيئ األخالق مع ربّه‬
‫متمردا غير شكور‪ ،‬فيُحتمل أن تكون أخالقه الحسنةُ‬
‫ّ‬
‫خداعا وضعفا روحيّا‪.‬‬

‫حب هللا لك‪..‬‬


‫إن أدركت مدى ّ‬

‫حب هللا لك‪ ،‬ستسقط من عينك جميع‬


‫إن أدركت مدى ّ‬
‫االعتبارات األخرى فلن تسعى بعد من أجلها‪ ،‬بل تسعى‬
‫مدى عمرك لشكر هللا على ما أحاطك به من خير نعمة‬
‫وكرامة‪.‬‬

‫تعرف على األفكار السلبية‬

‫األفكار السلبية من وسواس الشيطان واألفكار اإليجابية‬


‫من إلهامات الرحمن‪ .‬األفكار السلبيّة هي التي تلقّن‬
‫اإلنسان على الوحشة والعجز وتدفعه إلى القلق واليأس‪.‬‬
‫سبب أكثر أحزاننا‬

‫إن سبب أكثر أحزاننا هو الحرمان من احتياجاتنا‪ .‬ولكن‬


‫إن صدّقنا بأن أكثر احتياجاتنا غير حقيقية ويمكن تكوين‬
‫ّ‬
‫نطمئن ونرتح‪.‬‬ ‫حياة سعيدة من دونها‪،‬‬

‫االنقطاع عن الدنيا مقدمة لكمال االنقطاع إلى هللا‬

‫األول هو االستقالل واالنقطاع عن الدنيا وما فيها‪،‬‬


‫هدفنا ّ‬
‫وهو عين التعلّق الكامل باهلل عز وجل‪ .‬ثم الب ّد أن نواصل‬
‫الطريق حتى ننال كمال االنقطاع إليه‪.‬‬

‫كيف نعالج الضبابية في تشخيص التكليف؟‬

‫ليست التكاليف واضحةً دائما‪ ،‬فطالما نواجه مناخا ضباب ّيا‬


‫في مقام تشخيص التكليف‪ .‬العامل األهم في دفع الغموض‬
‫واإلبهام‪ ،‬هو العمل الدقيق بالتكاليف الواضحة‪.‬‬
‫خوف بال اضطراب‬
‫الخوف من غضب هللا مسكّن القلب وليس من بواعث‬
‫االضطراب‪ ،‬إذ كلما تخاف من هللا يحتضنك ويلقي‬
‫السكينة عليك‪.‬‬

‫توا ُ‬
‫ض ٌع ُمعز‬

‫تواضع هلل وكن مطيعا ألوامره‪ ،‬لكي ال يقدر الطغاة‬


‫المستكبرون على إذاللك وإخضاعك‪ .‬فإن قيمة كل امرء‬
‫بحسب قيمة قائده وإمامه‪.‬‬

‫كيف نس ّهل الدين ألطفالنا؟‬

‫حسبنا أن نؤدّب أطفالنا قبل تعليمهم العقائد الدينية‪ ،‬لنرى‬


‫سر اإليمان والدين لهم ويحلو‪.‬‬ ‫مدى ما يتي ّ‬

‫نقص نعاني منه‬


‫نقص لم نتداركه حتى‬
‫ٍ‬ ‫نحن في ثقافتنا الدينية نعاني من‬
‫في مساجدنا وهو الضعف في إقامة العالقات بين‬
‫المؤمنين‪.‬‬

‫الحد األدنى من بركات حاكمية الوالية‬

‫الحد األدنى من بركات حاكميّة الوالية‪ ،‬هو صيانة حقوق‬


‫الحرية واالزدهار‪ ،‬والحد األقصى منها هو‬
‫ّ‬ ‫الناس لينالوا‬
‫نيل الكمال في معرفة هللا وعشق جميع الفضائل‪.‬‬

‫المتحجرون والمتغربون سواء‬

‫حسبكم أن تبيّنوا العقالنية السارية في اإلسالم الثوري‪،‬‬


‫لتروا أنه سيعاديكم المتح ّجرون المتظاهرون بالقداسة‬
‫والمتغربون المرضى القلوب بقدر واحد‪.‬‬

‫دخلنا في الشوط األخير من حركة التاريخ‬


‫ليس أمام تاريخ حياة البشر سوى االعتبار من تجارب‬
‫اإلخفاقات الكثيرة والرجوع إلى هللا سبحانه‪ .‬وقد اجتزنا‬
‫أعتاب هذا الشوط ودخلنا في الشوط األخير من حركة‬
‫التاريخ‪.‬‬

‫مؤشرات القرب من هللا‬

‫كلّما اقترب اإلنسان من هللا أكثر‪ ،‬تخلّق بصفاته أكثر‪.‬‬


‫فمثال يزداد شفقةً بخلق هللا ويشت ّد رأفة بهم‪.‬‬

‫علينا أن نس ّد كل ثغرة‬

‫العدو ومن أجل النيل من مصالح الشعب إلى‬


‫ّ‬ ‫ال يحتاج‬
‫تح ّمل جهود مضنية‪ ،‬بل حسبه أن ينتهز أضيق ثغرة‬
‫للفتك بنا‪ .‬ولكن إن أراد شعب أن يدافع عن مصالحه‬
‫فالب ّد له أن يس ّد جميع الثغور بألف حيلة ووسيلة‪.‬‬

‫بماذا يطالبنا هللا؟‬


‫هللا اإلنسان إال بشيء واحد وهو أن يحتفظ‬ ‫ال يطالب ُ‬
‫بنفسه سليما ً الئقا ً من أجل لحظة لقائه به‪ .‬ولما كانت‬
‫أعظم لذاتنا هي في لقائنا باهلل نفسه فال بد ‪ -‬عبر المرور‬
‫مرور الكرام من أمام األمور الهابطة القيمة والعديمة‬
‫القيمة ‪ -‬أن نكتسب أقصى اللياقة من أجل لقاء بأعلى‬
‫المستويات مع هللا عز وجل‪.‬‬

‫إننا ال نرى هللا رحيما‬

‫نحن ال نؤمن برحمة هللا تعالى بقدر حاجتنا إلى هذه‬


‫الرحمة‪ ،‬ولسنا نرى هللا رؤوفا ً بمقدار ما نتمنّى أن يكون‬
‫رؤوفا ً بنا‪ ،‬ولعل هذا هو سبب قلة دعائنا ومناجاتنا هلل‬
‫عز وجل؛ ذلك أن مطالبة غير الرحيم بالرحمة يبعث في‬
‫اإلنسان الملل‪ ،‬وإن الخطيئة والشيطان يجعالننا نقنط من‬
‫رحمة هللا تعالى‪.‬‬

‫امتحان الرحمة‬

‫ال بد للرحمة أن تنهمر كالمطر‪ ،‬ال أن تنضح بطريقة‬


‫ي بالتقطير! أال وإن هللا الرؤوف الرحيم يضع في‬
‫الر ّ‬
‫طريق اإلنسان الرحيم أناسا ً ال يستحقون الرحمة وال‬
‫يقابلونه بعرفان الجميل ليمتحن رحمته ويثبت صدقه‪.‬‬
‫فأن يكون اإلنسان رحيماً‪ ،‬ثم ال يلقى وفا ًء‪ ،‬ثم يواصل‬
‫ْ‬
‫رحمته فهذه ذروة الرحمة‪.‬‬

‫أمنية‬

‫سراب‬
‫ٌ‬ ‫أقرب األماني إلى القلب أبعدها عن المنال‪ .‬والحياة‬
‫تذوب فيه أماني اإلنسان وتقصيه في كل لحظة عنها أكثر‬
‫فأكثر‪ ،‬اللهم إال إذا لم تكن لديك غير أمنية واحدة وهي‬
‫لقاء هللا جل وعال‪ ،‬إذ ستحس حينها أنك تدنو في كل‬
‫امرئ على وجه األرض‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫لحظة من أمنيتك‪ ،‬وأنك أسعد‬

‫كيف نتمتع بدنيا عامرة حرة؟‬

‫ما لم نقتنع بأننا غير قادرين على إعمار دنيانا بعيدا ً عن‬
‫الدين فسننخدع باستمرار بسبب النزعة الدنيوية‪ .‬لكن‬
‫الميل إلى الدنيا أساسا ً ال يقتضي بالضرورة التنصل من‬
‫يزودنا بمنهج للتمتع‬ ‫الدين‪ ،‬بل إنه الدين وال غير الذي ّ‬
‫بدنيا عامرة وحرة‪ .‬مشكلة الدنيويين هي أن حيلة‬
‫الشيطان تنطلي عليهم فيتركون الدين‪.‬‬
‫أسوأ من الكفر‬

‫اإليمان بالطاغوت أسوأ من عدم اإليمان باهلل ألن األول‬


‫يحول – إلى األبد – دون اإليمان باهلل‪ ،‬أما من دون‬
‫اإليمان بالطاغوت فيبقى اإليمان باهلل ممكنا ً في أي لحظة‪.‬‬
‫فالطواغيت قوى من ورق تُرعب العباد وتتسلط على‬
‫رقابهم وتمنعهم من عبادة هللا‪.‬‬
‫أتدري يا إلهي لماذا ال نكترث لك؟‬

‫إلهي‪ ،‬حينما نجد نحن معاشر البشر أن شيئا ً ما أو أحدا ً‬


‫ما ال يفارقنا لحظة فإننا ال نغتنم فرصة وجوده وال نعرف‬
‫قدره‪ ،‬بل وال نُعير له أهمية‪ .‬وحيث إنك يا رب إلى جانبنا‬
‫باستمرار فلقد ُمنينا بمرض عدم االكتراث لك‪ ،‬وهذا ما‬
‫جعلنا دوما ً نأتي بالصالة دون أن نلتفت إليها أو نغتنم‬
‫لحظاتها‪.‬‬

‫إلهي‪ ،‬لستُ أعتب عليك على اإلطالق‬


‫إلهي‪ ،‬أعلم أنك ال تتركني وحيدا ً قط‪ ،‬وأنك تراقب بصبر‬
‫ورأفة كل لحظة من لحظات حياتي‪ ،‬وكل نية تخطر لي‪،‬‬
‫وكل فكرة تراودني‪ ،‬وتحرسني لئال أدنو من األخطار‪،‬‬
‫وتفتح أمامي دوما ً ُ‬
‫سبُل الخير والصالح‪ .‬إلهي‪ ،‬لستُ‬
‫أعتب عليك على اإلطالق‪ ،‬فهذا أنا الذي أضيّع الفرص‪،‬‬
‫ي يا رب بالمزيد من عفوك‪.‬‬ ‫ف ُم َّن عل َّ‬

‫ما أرحمك يا رب!‬

‫ي من صالحات هو ألنّني لم أُمتحن وألنك‬ ‫إلهي‪ّ ،‬‬


‫إن ما ف َّ‬
‫ي من س ّيئات‬ ‫لم تفسح المجال لظهور س ّيئاتي‪ّ ،‬‬
‫وإن ما ف َّ‬
‫هو ال يتعدّى نطاق الفُرص التي منحتني أنت إياها وإال‬
‫لكنتُ أسوأ حاالً من هذا‪ ،‬وأنا كذلك‪ .‬ومع كل هذا فما زلت‬
‫ترجو صالحي وتفرح ألضأل عمل صالح يبدُر منّي‪ ..‬فما‬
‫أرحمك بي يا رب!‬

‫لطف حبوتني به أصبح أرضية لذنوبي‬


‫ٍ‬ ‫إلهي‪ ،‬أعظم‬
‫لطف حبوتني به أصبح األرضية لجميع‬
‫ٍ‬ ‫إلهي‪ ،‬أعظم‬
‫ذنوبي والمم ّهد البتعادي الشديد عنك؛ فلقد خلقتني‬
‫إنساناً‪ ،‬وأوليتني االحترام‪ ،‬ومنحتني الحرية كي أدرك‪،‬‬
‫وأعزم‪ ،‬وأثابر‪ ،‬وأقاوم بنفسي لتفرح بانتصاري على‬
‫ض َّمني إليك‪ ،‬ولكنني من فشل إلى فشل‪ .‬فال‬‫الباطل وت ُ‬
‫تحرمني يا رب من عطفك ورأفتك‪.‬‬

‫العفاف‬

‫العفاف هو التحلّي بالحياء وعدم اشتهاء "طعام‬


‫اآلخرين"‪ .‬العفاف هو تقبّل القيود الدنيوية بابتسامة‬
‫رضا‪.‬‬

‫نظرتنا الخاطئة إلى الصالة‬

‫نحن غالبا ً ما نملك االستعداد لذرف الدموع في الصالة‬


‫لكننا نتصور خطأ ً أن علينا التفتيش عن زمان غير‬
‫الصالة ومكان غير ال ُمصلّى لهذا الغرض والحال أننا إذا‬
‫فتّشنا في أنفسنا لوجدنا عوامل متنوعة وجميلة لسكب‬
‫الدموع‪ .‬فالدمع مؤشّر على االلتفات العميق إلى التوسل‬
‫والمناجاة المعنوية‪.‬‬
‫لنشك في هذا النمط من التد ّين!‬

‫على المتديّنين م َّمن ليسوا من أهل الدعاء والمناجاة أن‬


‫يشكوا في تديّنهم‪ .‬فمجالس الدعاء في المجتمع الديني‬
‫الغرور‬
‫ُ‬ ‫ينبغي أن تكون مكتظة‪ ،‬وإال داخل المتديّنين‬
‫الناس من الدين والتديّن‪ .‬فإن كان‬
‫ُ‬ ‫والتكبّ ُر ونفر‬
‫تضرع كانوا أشد جاذبية للطالحين‬
‫ّ‬ ‫الصالحون أهل‬
‫وأفضل لهدايتهم‪.‬‬

‫الحزن والغضب‬

‫ابتلع غضبك وانس أحزانك لتظل متّزنا ً ولترتقي‪ .‬حافظ‬


‫على اتزانك بشطب الغضب والحزن من حياتك‪،‬‬
‫وسيغضب هللا على من آذوك عوضا ً عن غضبه عليك‪،‬‬
‫ويبدّد عنك أحزانك‪ ،‬وحينذاك سيغدو قلبُك الخالي من‬
‫الغضب والحزن موضعا ً ل ُحب هللا تعالى والرضا عنه‪.‬‬

‫نحن‪ ..‬وهللا!‬
‫نحن نسعى لتنمية إمكانياتنا أما هللا فيريد تنميتنا نحن‪.‬‬
‫ونحن نعمل على أن ال ينقص ما بحوزتنا‪ ،‬أما هللا فيعمل‬
‫على أن ال ننقُص نحن‪ .‬وألننا ضعفاء فإننا نحاول إزالة‬
‫الصعاب والصراعات‪ ،‬أما هللا فيريد تقويتنا نحن لنكون‬
‫أقوى من الصعاب‪.‬‬

‫السعادة‬

‫باستطاعة اإلنسان أن ينال السعادة بأقل جهد‪ ،‬وإنّه لمن‬


‫بأن بلوغ السعادة ال يكون إال‬ ‫نظن ّ‬
‫ّ‬ ‫المخ ّيب لألمل أن‬
‫بعض المخالفة ألهوائنا وشي ٌء من‬ ‫ُ‬ ‫بجهد بالغ؛ فحسبُنا‬
‫أي‬
‫سنا ساعة االمتحان لنرى ّ‬ ‫الممانعة أمام ما تشتهيه أنف ُ‬
‫هللا تعالى إيّاها‪.‬‬
‫وأي عناي ٍة سيُولينا ُ‬
‫ستغمرنا ّ‬
‫ُ‬ ‫ت‬
‫بركا ٍ‬

‫السعادة الغامرة‬

‫ما دمنا نفتش عن سعادتنا وإرضاء أنفسنا فسوف ال نبلغ‬


‫عميق الرضا وغامر السعادة‪ ،‬أما إذا عقدنا العزم على‬
‫إدخال السرور إلى صدر غيرنا فسنكون أعظم سعادة‪ .‬وال‬
‫سرور اإلنسان ورضاه أقصاه حتى يكون دأبُه‬
‫ُ‬ ‫يبلغ‬
‫إرضاء ربه وإسعاده‪.‬‬
‫االمتحان‬

‫هللا تعالى يمتحن عباده على الدوام‪ ،‬لكن امتحاناته‬


‫تعليمية أكثر منها اختبارية؛ فلرفع معنوياتنا يمتحننا‬
‫امتحانا ً سهالً‪ ،‬وللحيلولة دون اغترارنا يُقح ُمنا في‬
‫امتحان صعب‪ .‬لكنه يسعى عبر أنواع امتحاناته ليمحو‬
‫ينفض االمتحان حتى نرحل عن‬ ‫ّ‬ ‫جميع عيوبنا‪ ،‬وما إن‬
‫هذه الدنيا‪.‬‬

‫اإلخالص‬

‫إلى أي مدى نحن نرى اإلخالص هلل والقيام بكل سلوك‬


‫لوجهه تعالى ضروريا ً ومه ّماً؟ إننا‪ ،‬في العادة‪ ،‬ال نرى‬
‫هذا ضروريا ً جداً؛ ألن إدراك ضرورة اإلخالص يحتاج‬
‫إلى عقل حاد وعاطفة معنوية عميقة‪ .‬فاالهتمام بالنيّة في‬
‫كل عمل وجعلُه هلل عز وجل هو مؤش ُّر نضج اإلنسان‬
‫طيه مرحلة حماقة االنجذاب إلى الدنيا‪.‬‬ ‫وتخ ّ‬

‫سكينة الحقيقية‬
‫ال َّ‬
‫راحة اإلنسان وإحساسه بالطمأنينة ال تكون بتملكه‬
‫واقتداره ونهوضه بنفسه بتدبير شؤونه من خالل ثقته‬
‫الكاملة بنفسه وتوفّره على اإلمكانيات الكافية‪ .‬فلو أدرك‬
‫مقتدر مثل هللا تعالى‬
‫ٍ‬ ‫مالك‬
‫ٍ‬ ‫اإلنسان أنه عبد واتكل على‬
‫سكينة؛ فسكينة اإلنسان الحقيقية إنما هي في شدة‬ ‫نعم بال َّ‬
‫توكّله‪.‬‬

‫القلم‬

‫القلم ليس كالملعقة! فمن دون ملعقة يمكن تناول الطعام‪،‬‬


‫لكن ال يمكنك أن تحيا حياة كاملة دونما قلم؛ فإما أن‬
‫تقرأ‪ ،‬وإما أن تكتب‪ ،‬وإال فسوف ال تكون من أصحاب‬
‫القلم‪ ،‬وال تكون أهالً للعيش‪ .‬هللا تعالى هو الذي خلق‬
‫القلم‪ ،‬وهو الذي استعمله أفضل استعمال جاعالً لنا‬
‫األنموذج لالستفادة منه‪.‬‬

‫العالقات‬
‫ليس باستطاعة المرء أن يحيا حياة طيبة دون أن تقوم بينه‬
‫وبين اآلخرين عالقات‪ ،‬لكن حياته ‪ -‬في كثير من األحيان ‪-‬‬
‫تفسد بسبب هذه العالقات نفسها‪ .‬فأكثر االمتحانات اإللهية‬
‫إنما تجري في خضم هذه العالقات فتكون سببا ً لسقوط‬
‫اإلنسان أو مدعاةً لسعادته‪ .‬فلو كان من المقرر أن ال تكون‬
‫لنا مع أحد عالقة لكان أروح‪ ،‬لكنه ال راحة في الدنيا!‬

‫القلق‬

‫القلق يُفني كيان اإلنسان ويملؤه اكتآبا ً ويُلحق بروحه‬


‫وجسده أضرارا ً فادحة‪ ،‬لكن القلق المعنوي الصائب يهب‬
‫سكينة والسالمة‪ .‬وإن من ألوان‬ ‫روح المرء وجسمه ال ّ‬
‫القلق المعنوي القيّم القلق على حسن العاقبة فهو يدعو إلى‬
‫حفظ المرء من جانب هللا تعالى‪.‬‬

‫التمرن على المناجاة‬


‫ّ‬

‫طالقة اللسان عند لقاء هللا تعالى بحاجة مران‪ ..‬فالحال‬


‫المعنوية الراقية ومشاعر المحبة نحو هللا ال تطلقان لسان‬
‫المرء‪ .‬إن البعض من كثرة ما ال يخاطب ربه في خلواته‬
‫تراه ال يحسن لغة الحوار مع هللا جل وعال وتجد لسانه في‬
‫المناجاة معقوداً‪ .‬ومن شأن قراءة األدعية أن تطلق لسان‬
‫المرء أثناء مناجاة ربه‪.‬‬

‫قط ُع التعلق‬

‫التعلق باألشياء هو كالهبوط في طريق منحدر‪ ،‬وقطع‬


‫التعلق بها هو كعودة المرء أدراجه في الطريق ذاته‬
‫صعوداً‪ ،‬وهو لهذا أصعب‪ .‬والحل الذي يقدّمه هللا تبارك‬
‫وتعالى هو أن تصون قلبك منذ البداية لئال يتعلق بشيء‪.‬‬

‫األسرة‬

‫من أجل توثيق عُرى األسرة واإلفادة مما تحتويه من فرص‬


‫ال بد – بدايةً – من النظر إليها على أنها شيء عظيم‬
‫ومقدس‪ .‬فاألسرة من أهم أنعم هللا تعالى ومن شأنها أن‬
‫تكون موطنا ً لتهذيب الفرد وتكامله روحياً‪ .‬واألسرة أفضل‬
‫مكان للتربّي على اتباع الوالية وعلى العبودية‪ .‬إنها ليست‬
‫فندقا ً ال يكون إال للمنام والطعام!‬

‫الوالية مثل الربيع‬


‫الوالية مثل الربيع؛ فإنه ال يفرض االزدهار والنماء على‬
‫شجرة‪ ،‬ولكنه ينظم المناخ بما يدفع األشجار صوب النماء‬
‫واالزدهار‪ .‬لم يأتنا ربيع الوالية بعد‪ ،‬ولكن مضى قرس‬
‫الشتاء وشدّته‪ ،‬وأضحت األشجار تتف ّجر عن براعمها‪ .‬إن‬
‫شذا الربيع بدأ ينتشر منذ يوم ‪ 22‬بهمن‪.‬‬

‫أهم الواجبات‬

‫أهم األعمال قاطبة وعلى اإلطالق خالل اليوم والليلة‬


‫الصالة‪ ،‬ثم الصالة‪ ،‬ثم الصالة‪.‬‬

‫العاقل‬

‫العاقل هو الذي يرى في كل سلوك بدايةً لتساقط دومينو‪،‬‬


‫ويدرك التبعات النهائية لكل تصرف‪ ،‬أو يخ ّمن عاقبة كل‬
‫حركة‪ .‬ولهذا ال يتسنى وصف من ال دين له بالعاقل‪ ،‬فأكثر‬
‫ما يُلحظ بُع ُد النظر في أحكام الدين‪ ،‬ولو كان السياسيون‬
‫عقالء لكانوا أشد الناس تديناً‪.‬‬
‫الطريق المسدود‬

‫من األوقات التي يبدأ اإلنسان فيها بالتفتيش عن هللا وينتابه‬


‫شعور التوبة ويصفو باطنه هي حين يخيب أمله ويصل إلى‬
‫طريق مسدود‪ .‬وكأن عين اإلنسان تنفتح بعد خوضه بال ًء‬
‫عصيباً‪ .‬وعلينا أن نعيش هذه الحاالت حتى من دون بالء‪..‬‬
‫سبُله االلتفات إلى الباليا الرهيبة في‬
‫وهذا ممكن‪ ..‬وإن من ُ‬
‫اآلخرة‪.‬‬

‫التفكير‬

‫التفكير هو أهم أداة النفراج القلب وتحليق الروح‪ ..‬لكن أي‬


‫تفكير؟ إنه تفكير أصحاب األنفس السليمة والصافية‪ ،‬ال‬
‫سروا على‬‫أولئك الذين ما إن يغوصوا في أفكارهم حتى يتح ّ‬
‫ماضيهم‪ ،‬أو يقلقوا على مستقبلهم‪ ،‬أو يحسدوا غيرهم!‪..‬‬
‫فخير ألمثال هؤالء أن ال يفكروا!‪ ..‬لعل ترديد األذكار أفضل‬
‫ٌ‬
‫لهم‪ ،‬هذا وإن كان الذكر ‪ -‬أساسا ً – هو ترنيمة المفكرين‬
‫التي تعبر عن عشقهم‪.‬‬

‫المقصد النهائي‬
‫المقصد النهائي لحياة اإلنسان‪ ،‬مع كل ما تنطوي عليه من‬
‫حالوة ومرارة‪ ،‬ومن صعود وهبوط‪ ،‬هو التهيّؤ للقاء هللا‬
‫تبارك وتعالى‪ .‬إن لقاء هللا – وهو خالق جميع لذات الدنيا‬
‫واآلخرة – أحلى من كل لذة في العالم‪ ،‬وأشد منها إثارة‪،‬‬
‫س ْكر والنشوة‪ ..‬ففي اللحظة األولى من اللقاء‬
‫وأبعثها على ال ُّ‬
‫تجرعه من‬‫يزول كل ما أل َّم بقلب اإلنسان من رواسب ما ّ‬
‫مرارات‪.‬‬

‫الصمت‬

‫قلّل من كالمك ما أمكن وستجد بعد هذا الصمت أنك ستُجري‬


‫على لسانك كالما ً حكيما ً وجميالً‪.‬‬

‫الكفران‬

‫من العيوب الثقافية البالغة األهمية في مجتمعنا هي قلة‬


‫الشكر في النفسية والسلوك‪ ،‬حتى وكأن الكفران قد ترسخ‬
‫في ثقافتنا وزال عنه قب ُحه‪ ..‬والحال أنه ثمة إلى جانب كل‬
‫ما نعيشه من المآسي والنقائص أنعُم وفيرة علينا أن‬
‫نشكرها باللسان على األقل‪ ..‬لكن األكثر شيوعا ً هو ثقافة‬
‫التذمر والشكوى‪.‬‬

‫القلب‬
‫إذا تركت قلبك وشأنه تعلّق بشيء كيفما اتفق ولم يستطع‬
‫كبْح جماح تعلقه‪ ،‬أو كره دون سبب ولم يتمكن من التحكم‬
‫بمقدار كُرهه‪ .‬فال بد من السيطرة على القلب‪ ،‬وإال فإنه‬
‫سيفسد مهما كان باطنه صافياً‪ .‬وإن القلب إذا تمت السيطرة‬
‫عليه زاد صفاؤه ومنح صاحبه لذة أكبر‪.‬‬

‫محرك وجود اإلنسان‬

‫بذكر الموت تُح ّل جميع المعضالت؛ من غموم‪ ،‬وأحزان‪،‬‬


‫وأحقاد‪ ،‬وضغائن‪ ،‬وحسد‪ ،‬وما إلى ذلك‪ .‬فذكر الموت يضبط‬
‫محرك وجود اإلنسان‪.‬‬

‫وقت الظهور‬
‫في األخبار ما مضمونه أنه "إذا كان الظهور قال‬
‫المؤمنون‪ :‬لم نتوقع أن يتحقق بهذه السرعة!"‪ ..‬لكن من‬
‫الذي سيقول هذا؟ إنه أنا وأنتم من سيقول هذا!‬

‫ال نشكو ّن الوحدة!‬

‫اإلنسان مخلوق وحيد وليس ألمرئ الفرار من عزلته‬


‫وغربته الذاتيتين‪ .‬نعم تستطيع األسرة واألصدقاء تبديد هذه‬
‫العزلة والغربة إلى حد ما لكن غربة اإلنسان ال تزول أبدا ً‬
‫بشكل كامل‪ ،‬فلقد خلق هللا تعالى اإلنسان بحيث ال تتبدد‬
‫وحدته إال مع ربه‪ .‬فال نشكو ّن الغربة والعزلة‪ ،‬وال نجعلنّها‬
‫ذنب هذا وذاك‪.‬‬

‫كبائر الذنوب‬

‫إذا ابتُليت بكبائر الذنوب في حياتك فأحسن إلى أبويك‬


‫وارحمهما كي يخفت بريق تلك الكبائر في صحيفتك‪.‬‬

‫القنوط بعد المعصية‬


‫معاص‪ ،‬لكن‬
‫ٍ‬ ‫هللا تعالى أرحم من أن ينبذ عبده بسبب بضع‬
‫الشيطان يدأب على زرع القنوط في نفس هذا العبد‪ .‬فإن‬
‫عاص أن هللا لن ينظر إليه فليعلم أن هذا اليأس إيحا ٌء‬
‫ٍ‬ ‫أحس‬
‫ّ‬
‫من ذلك الشيطان نفسه الذي حمله على الخطيئة‪ ..‬فينبغي‬
‫سه السلبي هذا‪.‬‬ ‫أن ال يعتني بح ّ‬

‫التمرس على الرأفة باآلخرين‬

‫الرأفة باآلخرين هي أن ال تكون شديد األنانية‪ ،‬واألنانية هي‬


‫أن ال تكون كثير الرأفة باآلخرين‪ .‬فحينما يزداد اهتمامك‬
‫بنفسك ال يعود لسقوط الغير أهمية عندك‪ ،‬وإذا لم تأخذ‬
‫بأيدي غيرك فإنك ستعمد – شيئا ً فشيئا ً – حتى إلى ر ْكله‬
‫وإعثاره‪ .‬إنّه لمن المتعذّر على اإلنسان أن يصبح صالحا ً‬
‫بغياب اآلخرين‪.‬‬

‫تدبير الوقت‬

‫األطفال ال يفطنون لمرور الوقت وال يستطيعون إدراك‬


‫الماضي والمستقبل كثيراً‪ .‬وترى بعض الناس أيضا ً ال يبتعد‬
‫جدا ً عن مرحلة صباه هذه ويظل طفالً في إدراكه للوقت‪،‬‬
‫فليس بإمكانه إدراك السرعة الهائلة التي يمضي بها‬
‫الزمن‪ ،‬وأنه سيموت يوما ً ما‪.‬‬

‫ما يلزم للنمو معنو ّيا ً‬

‫نحتاج من أجل النمو معنويا ً إلى منهاج تفكير يومي؛ فعلينا‪،‬‬


‫باستمرار وبانتظام‪ ،‬أن نفكر في موضوعات هامة‪ ،‬وإال‬
‫ُمنينا بالغفلة‪ ...‬يجب أن ال نكل التفكير والتن ّبه إلى الظروف‬
‫والرغبة‪ ...‬فالتأمل والتفكير في الموت‪ ،‬وفي المعاد‪ ،‬وفي‬
‫أنعُم هللا تعالى‪ ،‬وفي الذنوب‪.. ،‬الخ يتطلب برنامجا ً يومياً‪.‬‬

‫الشهادة‬

‫روي عن أمير المؤمنين(ع) أنه قال‪« :‬إ َّن ا ْلم ْوت ال يفُوتُهُ‬
‫ب» (الكافي‪/‬ج‪/5‬ص‪)54‬؛ فالجهاد‬ ‫ا ْل ُمقي ُم‪ ،‬وال يُ ْعج ُزهُ ا ْلهار ُ‬
‫ال يع ّجل في الموت‪ ،‬والفرار منه ال يطيل العمر‪ .‬وإنما‬
‫الشهادة تخيُّر أفضل ألوان المنيّة‪ ..‬وهو الذي يجعل المرء‪،‬‬
‫ساعة نزع الروح‪ ،‬أشد جماالً‪ ،‬ويخلّده إلى األبد‪ .‬إنه هللا‬
‫الذي يختار هذه النهاية لمن تمنّاها‪.‬‬
‫زاوية الرؤية‬

‫الروحانية ال تقتصر على المعرفة والمحبة فحسب‪ ،‬بل هي‬


‫بحاجة أيضا ً إلى مجموعة من المهارات الخاصة‪ ،‬وإن من‬
‫أهم هذه المهارات هي القدرة على تحديد زاوية الرؤية‪ .‬فلو‬
‫استطعت أن تنظر إلى كل ظاهرة من الزاوية التي يتعيّن‬
‫النظر إليها منها‪ ،‬ال من الزاوية التي تتبدَّى هي لك‪ ،‬تكون‬
‫قد ُحزت القدرة على تحديد "زاوية الرؤية"‪ ،‬وقد نجوت‪.‬‬
‫ذروة الروحانية‬

‫الطفولة والكثير من أحوالها المترعة بالصفاء أنموذج‬


‫يُحتذى لكمال اإلنسان‪ .‬فعدم امتالء صدور األطفال بالحقد‪،‬‬
‫وسرعة بكائهم‪ ،‬وإيمانهم بأن أبويهم يرزقانهم‪ ،‬والكثير من‬
‫الفضائل األخرى لديهم هي أنموذج لذروة الروحانية‪.‬‬
‫ففقدان المرء صفاء الطفولة هو أشبه بالطرد من الجنة‬
‫بالنسبة لنبي هللا آدم(ع)‪.‬‬

‫ربات البيوت‬
‫المرأة تصنع الشهداء‪ ..‬وهو ما يعدل الشهادة عشر مرات‪.‬‬
‫المرأة ال هي بحاجة إلى جهاد وال إلى شهادة لتبلغ رفيع‬
‫الدرجات‪ ،‬بل إنها عبر دورها الديني الخفي هذا تكتسح‬
‫جميع المقامات‪ ..‬ويوم القيامة سينكشف المقام الذي تحتله‬
‫ربةُ البيت – التي يبدو أنها ال تفعل شيئاً! ‪ -‬وأن الكثيرين‬
‫سيغبطونها على مقامها هذا!‪ ..‬يوم القيامة سيتضح أن‬
‫تديره ربّات البيوت!‬
‫ُ‬ ‫العالم إنّما‬

‫أسباب السأم والتبرم‬

‫ج عن‬ ‫وتبرمه مؤشّر على أن ما يحبه خار ٌ‬


‫ّ‬ ‫سأ ُم اإلنسان‬
‫متناول يده‪ ،‬إذ عندما يعيش المرء وسط محبوباته ال ينتابه‬
‫التبرم والجزع‪ .‬فإذا كان قلبك في مكان آخر أو لم يكن حيث‬
‫ّ‬
‫أنت فستفقد صبرك ويصيبك الخمول‪ ،‬أما إذا كان محبوبك‬
‫هو هللا تعالى فإنك ستكون دائم الصبر ُمفعم الحيوية‪ ،‬ألنك‬
‫ستكون دائما ً في جوار محبوبك‪.‬‬

‫لحظات ما قبل النوم‬

‫أي أفكار وفي أي حال نكون في اللحظات التي تسبق‬ ‫وسط ّ‬


‫ّ‬
‫وكأن روح اإلنسان تنجمد على هذه الحال‬ ‫الرقاد؟ يبدو‬
‫فخير لنا‬
‫ٌ‬ ‫ويبقى هذا الجو مخيّما ً على أرواحنا حتى الصباح!‬
‫إذا أوينا إلى الفراش أن نُجيل في رؤوسنا أفكارا ً إيجابية‪،‬‬
‫ننور كل ساعات نومنا بأقل جهد وذلك عبر تالوة‬
‫أو أن ّ‬
‫القرآن والكون على وضوء‪.‬‬

‫الفوضى‬

‫الفوضى ليست هي سيئة فحسب‪ ،‬بل إنها تفسد حسنات‬


‫اإلنسان أيضاً‪ .‬فقد تؤول حا ُل امرئ ذي قدرة إلى الفوضى‬
‫نتيجة شفق ٍة في غير موضعها أو حرص على المزيد من‬
‫النجاح‪ ،‬وهي فوضى تبعث على إفساد قدراته تلك‪ .‬نعم‪ ،‬قد‬
‫يكبح التنظي ُم أحيانا ً سرعة انطالق اإلنسان‪ ،‬أو يق ّيده‪ ..‬لكنه‬
‫يضمن له النجاح‪.‬‬

‫مشكلتنا األساسية نحن البشر‬

‫المأساة هي أننا معاشر البشر ال ندرك مشكلتنا األساسية‪.‬‬


‫أال وإن من يدرك هذه األخيرة ستق ّل آالمه ومعاناته‪.‬‬
‫المشكلة األساسية التي يعانيها الجميع ‪ -‬صالحهم وطالحهم‪،‬‬
‫ك ٌّل بحسبه – هي البُعد عن هللا عز وجل‪.‬‬

‫االلتزام والتخصص‬
‫صصا ً‬
‫إذا أخذت على عاتقك إنجاز عمل دون أن تكون متخ ّ‬
‫صص دونما التزام هو‬ ‫فيه فأنت لست ملتزماً‪ .‬كما ّ‬
‫أن التخ ّ‬
‫كالسيارة من دون مقود‪.‬‬

‫معجزة عصرنا!‬

‫الجميع يشاهد معجزة محبة أبي عبد هللا الحسين(ع)‪ ،‬غير‬


‫أن البعض ال يؤمن!‪ ..‬إنها ألعظم من الكثير من معاجز‬
‫األنبياء! ولم يعد في مقدورنا القول بأننا لم نعش زمن‬
‫األنبياء ولم نر معاجزهم! فكيف لكل هؤالء البشر‪ ،‬وفي كل‬
‫عام‪ ،‬أن يسفحوا كل هذا الدمع حزنا ً على الحسين(ع)؟!‬

‫صراع الحق مع الباطل‬

‫صراع الحق مع الباطل هو صراع القوي مع الضعيف؛‬


‫فالباطل ذاتا ً يشكو الضعف‪ ،‬أما الحق فكله قوة وسطوة‪.‬‬
‫والحق إذا ما انهزم أمام الباطل فهو لضعف أهله‪ ،‬الذين إما‬
‫أن يكونوا عديمي المعرفة به‪ ،‬أو قليلي اإليمان بنصرة‬
‫ربهم‪ ،‬أو أنهم ال يعملون بالحق‪ ،‬وإال فليس من هزيمة على‬
‫خلفية قوة الباطل‪.‬‬

‫غ ّير ميولك!‬

‫يسعى أغلب الناس إلى سد احتياجاتهم وتلبية رغباتهم‬


‫أن عليهم تغيير هذه االحتياجات‬ ‫وميولهم غافلين عن ّ‬
‫والميول‪ .‬وإذا فشل المرء في تغيير احتياجاته بشكل جذري‬
‫وفي العمل على النهوض بها فإنه سيُسحق تحت وطأة‬
‫رغبات ال تتحقّق واحتياجات ال تُل ّبى!‬

‫سكينة مم ّهدة للفضائل‬


‫ال َّ‬

‫سكينة على تفتّق براعم فطرة اإلنسان وتف ّجر طاقاته‬ ‫تبعث ال َّ‬
‫ومواهبه‪ ..‬السكينة بيئة تتدفق فيها الحكمة وتُكتسب فيها‬
‫المعرفة ويزداد المرء فيها حبا ً بالفضائل وبصلحاء العالم‪.‬‬
‫على أن الهدوء الكاذب‪ ،‬المتأتي من الغفلة والسهو عن‬
‫حقائق العالم‪ ،‬ليس له في كيان اإلنسان من أثر عميق‪ ،‬أما‬
‫السكينة الناجمة عن اإلقبال على هللا تعالى فإنها تم ّهد‬
‫لجميع الفضائل‪.‬‬
‫اللذة الحالل‬

‫لذّة المرء إذا استيقظ مبكّرا ً أعظم من لذته بنعمة النوم‪ .‬وإن‬
‫هللا ليو ّد لو تزدا ُد من الدنيا لذة كما تزداد من اآلخرة؛ ْ‬
‫كأن‬
‫يحرمك من لذة الحرام كي تتعاظم لذتك في الحالل‪ .‬أما‬
‫إبليس فهو ال يطيق مشاهدة لذتك في الدنيا مثلما ال يطيقها‬
‫في اآلخرة‪.‬‬

‫الرفيق األول‬

‫هللا الرحمن الرحيم ال يتركنا لوحدنا في أي حال من األحوال‬


‫وهو معنا في كل لحظة‪ ،‬بل ويبقى يقظا ً فوق رؤوسنا حتى‬
‫إذا خلدنا إلى النوم‪ .‬والرفقة هذه إنما هي بدافع الرأفة‬
‫والشفقة ال من منطلق الحقد وتتبّع العثرات؛ فهو جل وعال‬
‫ملتفت إلينا بالكامل‪ ،‬ونحن عنه غافلون! فنحن غاية في‬
‫الضعف من دون هللا‪ ،‬أما مع هللا فسنكون أقوى كائنات‬
‫العالم‪.‬‬

‫األمل‬
‫اإلنسان مخلوق ُمؤ ّمل طموح‪ ،‬أي إنه يو ّد لو يعيش دوما ً‬
‫في آماله وطموحاته إلى درجة أنه يؤ ّمل نفسه باألخيلة‬
‫واألوهام‪ .‬لكن ليعلم أن جميع اآلمال في هذه الدنيا تنقطع إال‬
‫األمل برحمة هللا تعالى وكرمه‪ ،‬وما من أمل يُنعش صدر‬
‫اإلنسان مثل األمل باهلل عز وجل‪.‬‬

‫اإلنسان مخلوق ضعيف‬

‫اإلنسان ضعيف‪ ..‬ضعيف أمام معظم المشكالت‪ ..‬والقوة‬


‫الوحيدة التي تحترم ضعف اإلنسان هي هللا عز وجل‪ ..‬فاهلل‬
‫يود لو يستعين اإلنسان به‪ ..‬إنه تعالى ال يسأم من طلبات‬
‫عبده‪ ..‬إنه أرأف بعباده الضعفاء من األم بولدها‪ ،‬حتى إذا‬
‫بدا عليه الصمت تجاه حوائج عبده‪.‬‬

‫المرارة األبدية‬

‫إساءة أبوينا لمعاملتنا أمر يمكن تح ّمله وشدته ستنتهي‬


‫يوما ً ما‪ ،‬أما إذا أساء أبناؤنا معاملتنا فستظل مرارة هذه‬
‫اإلساءة ترافقنا إلى األبد‪ .‬فإن أحببنا أن يُحسن أبناؤنا‬
‫معاملتنا فلنُحسن إلى أبوينا حتى وإن أساءا إلينا‪.‬‬

‫معنى الحياة‪!..‬‬
‫الحياة أقرب ما تكون إلى سباق للفوز منها إلى صراع من‬
‫أجل البقاء‪ ..‬الحياة ليست كفاحا لتجنّب الفناء‪ ،‬بل جهاد من‬
‫أجل الفوز‪ ..‬الحياة مثابرة في سبيل أفضل اختيار ال بقاء‬
‫وفناء عند مفترق طرقها‪ ..‬اللهم إال إذا وضعنا أنفسنا‬
‫بأنفسنا على حافة هاوية الفناء‪ ..‬ألن الهدف من االمتحانات‬
‫اإللهية هو تحديد األفضل‪.‬‬

‫خفّة الحمل‬

‫إذا ما حرر اإلنسان نفسه من التعلقات األنانية الخسيسة‬


‫خف حملُه ونشر أجنحته وحلّق عالياً‪ ..‬متى ما رأيت نفسك‬ ‫ّ‬
‫ُمثقالً باألحمال ففتش عن تعلقاتك السيّئة العبثية‪ ..‬إنك‬
‫ستعثر عليها بسرعة‪ ..‬حاول أن ترمقها بتنفّر‪ ،‬وستجدها‬
‫تضعُف‪ ،‬ويزداد باطنُك صفا ًء‪.‬‬
‫ال بد للهدف من هاتين الميزتين!‬
‫الهدف ال بد أن يكون بعيد المنال كي يجتذب صاحب اله ّمة‬
‫العالية‪ ،‬وقريب المنال كي ال يجعل المرء ييأس من بلوغه‪.‬‬
‫"التقرب إلى هللا" يكون عاليا ً وقريب‬
‫ّ‬ ‫وما من هدف غير‬
‫آن معاً‪ ،‬فسائر األهداف ال هي عالية‪ ،‬وال هي‬ ‫المنال في ٍ‬
‫قابلة للتحقق‪ ،‬وكلما زاد قلبُك بها تعلّقا ً ازددت عنها بعداً‪.‬‬

‫سر امتالك أعظم اللذات!‬

‫أعظم اللذة يأتي من نيل اإلنسان ما يحب‪ ..‬البعض يظن أنه‬


‫إذا غ ّير محبوباته فسيفقد اللذة‪ ،‬والحال أنه إذا ارتقت‬
‫محبوباته فسيجني لذة أكبر‪ .‬فالذي ال يجتهد في رفع‬
‫مستوى محبوباته سيحرم نفسه االزدياد من اللذة‪.‬‬

‫العبودية عن عشق‬

‫لو استطعنا أن نُخمد شغفنا باحتياجاتنا المادية ألصبحنا في‬


‫منتهى الحرية‪ ،‬ولتكاملنا‪ .‬صحيح أنه ال بد من تلبية‬
‫احتياجاتنا المادية لكننا إذا تعلّقنا بهذه االحتياجات كبّلتنا‪.‬‬
‫أما إذا استطعنا التعلّق بحوائجنا المعنوية فسننمو كل نمو‪..‬‬
‫والتعلق بالحوائج المعنوية هو العبودية عن عشق‪.‬‬
‫المقدرة‬

‫يختلف باطن اإلنسان عن ظاهره في معظم األحيان‪ ،‬بل إن‬


‫البشر أنفسهم غالبا ً ما ال يعرفون أنفسهم‪ ..‬فالبعض تجده‬
‫سيئ الظاهر أما باطنه فحسن‪ ،‬والبعض اآلخر على العكس‪.‬‬
‫وخير محكّ لمعرفة صفاء الباطن المقدرة؛ فكلما ضاعفت‬
‫المقدرةُ من عقل صاحبها‪ ،‬وخفضت من ح ّبه للهوى كان‬
‫باطن هذا اإلنسان أشد صفا ًء‪.‬‬

‫قمة الكمال‬

‫قمة كمال اإلنسان هي أن يُسلّم هلل تسليماً‪ ..‬نعم البعض‬


‫يعتبر هذه الحالة نوعا ً من التفاعل السلبي لإلنسان وعدم‬
‫استغالله قدراته وإلغاء استقالله‪ ،‬والحال ان علينا أن‬
‫نوظف كل قدراتنا واستقاللنا إلزالة العقبات من أجل‬
‫الوصول لحالة كهذه لكي ال نكون أسرى هذا وذاك ولكي‬
‫ننال القدرة المطلقة‪.‬‬

‫النظر من األعلى‬
‫النظر من األعلى هو مشاهدة ماضي الواقع ومستقبله وعدم‬
‫البقاء في حدود الحاضر‪ ..‬إنه رؤية اآلثار البعيدة األمد لكل‬
‫ظاهرة وفهم جذورها العميقة‪ ..‬النظر من األعلى يعني‬
‫استيعاب سير األحداث ورسم الطريق الواجب سلوكها‪ .‬فإننا‬
‫إن لم ننظر من األعلى أتاهنا الغوص في التفاصيل‪.‬‬

‫رحمة هللا أهم من الهواء!‬

‫احتياجنا إلى رحمة هللا تعالى أشد من احتياجنا إلى الماء‬


‫والهواء‪ ،‬ولهذا علينا أن نبتدئ كل عمل بذكر‪" :‬بسم هللا‬
‫الرحمن الرحيم" بألسنتنا وأفئدتنا‪ .‬فلوال رحمة هللا بنا‬
‫لسحقتنا قوانين الوجود‪ ،‬هذه القوانين نفسها التي تعمل‬
‫على تدعيم الحياة‪ ،‬ولوالها لما أمكن العيش في هذه الدنيا‪.‬‬

‫أثر اجتماع الصالحين‬

‫اجتماع الصالحين إلى بعضهم البعض وتوافقهم وتعاونهم‬


‫واتحادهم هو أهم مصدر لقوة الحق ونور المعنويات في‬
‫العالم‪ .‬في حين أن أهل الباطل مهما اجتمعوا ال يكون لهم‬
‫في العالم ذلك األثر‪ .‬وكلما تعاظم اجتماع الصالحين خلق‬
‫المزيد من المعاجز‪ ..‬كاجتماع مشاة األربعين في كربالء‪.‬‬

‫المجاهدة المتواصلة‬

‫مهما كانت بواعثك لمخالفة الهوى حسنة فإنك ستعثر بين‬


‫طيّاتها على أهواء جديدة!‪ ..‬إن الهوى لينبُت في مزرعة‬
‫أفئدتنا كما ينبت العشب الضار‪ ،‬فمهما سقيتها بماء‬
‫المعنويات ارتوى هذا العشب أيضا ً بالمزيد من الماء!‬
‫وليس الحل في أن تتوقف عن إرواء روحك‪ ،‬بل أن تقتلع‬
‫المضرة على نحو موصول‪.‬‬‫ّ‬ ‫األعشاب‬

‫إن زادت القوانين عن ح ّد اللزوم‪...‬‬

‫يعزز العالقات ويصلح السلوك‪،‬‬‫بقدر ما يستطيع القانون أن ّ‬


‫كذلك من شأنه أن يضعّف العالقات ويكون حجر عثرة أمام‬
‫تعالي األخالق‪ .‬القانون يضمن الح ّد األدنى من محاسن‬
‫المجتمع‪ ،‬ولكنه قد يكون مانعا من نيل الح ّد األقصى‪ .‬ففي‬
‫تشريع القوانين يجب االكتفاء بالح ّد األدنى‪ ،‬إذ أن ضرر‬
‫القوانين اإلضافية أكثر من نفعها‪.‬‬

‫الناس أصناف‬

‫بمجرد ما يرون‬
‫ّ‬ ‫إن بعض الناس يلتفتون إلى عيوبهم‬
‫محاسن اآلخرين‪ ،‬وهؤالء هم خير الناس‪ .‬وبعض الناس‬
‫يلتفتون إلى عيوبهم بعد ما يشاهدون عيوب اآلخرين‬
‫وهؤالء أيضا أناس صالحون‪ .‬بينما هناك بعض الناس ال‬
‫يلتفتون إلى عيوبهم إال بعد أن يقابلوا بالمثل ويعاملوا‬
‫معاملة سيئة‪.‬‬

‫سنلقى أيامنا يوم القيامة‬


‫نحن نودّع يومنا في كل مساء وداعا ال رجعة فيه إلى يوم‬
‫القيامة‪ .‬وقد نتمنى أن ال نالقي يومنا هذا أبدا‪ .‬ولكننا سنراه‬
‫قطعا‪.‬‬
‫من عالمات رشد اإلنسان‬
‫إن سرعة االعتراف بالخطأ عالمة لرشد اإلنسان واستعداده‬
‫الكبير للرشد‪ ،‬وإال فحتى أجهل الناس وأكثرهم لجاجة قد‬
‫يعترفون بأخطائهم بعد مضي فترة من الزمن‪.‬‬

‫أعظم تغيير في العالم‬

‫قوة اإلنسان من العظمة بمكان بحيث يقوى على صنع‬ ‫إن ّ‬


‫أعظم تغيير في العالم‪ .‬إن أعظم تغيير في العالم هو تغيير‬
‫موقف هللا‪ .‬فبإمكان اإلنسان أن يرضي ربّه الق ّهار‬
‫باالستغفار‪ ،‬كما يقدر على تغيير نظرة هللا الرحيمة له‬
‫بالذنوب والعصيان‪ .‬ثم يستطيع أن يغيّر قضاء هللا وقدره‬
‫والتضرع‪.‬‬
‫ّ‬ ‫في حقّه بالدعاء‬

‫قوة اإلنسان العالية‬

‫مضاره تحت‬
‫ّ‬ ‫إن رأى اإلنسان أن مصالحه بيد هللا وأن‬
‫سيطرة هللا‪ ،‬عند ذلك سوف يتّكل على هللا أكثر من أن‬
‫بحرية‪ .‬ولكنه‬‫ويتحرك ّ‬
‫ّ‬ ‫يراقب اآلخرين‪ ،‬كما سوف يطمئن‬
‫إن اعتبر الناس مؤثرين في حياته بدون إذن هللا سوف‬
‫ّ‬
‫ويعز عليه عبادة هللا‪.‬‬ ‫يصبح عبدا لآلخرين بك ّل بساطة‪،‬‬

‫يقدر هللا على ذلك‬

‫ر ّبنا الذي يراقب اإلنسان بشكل غير مباشر‪ ،‬ويمنعه من‬


‫معاص وجرائم كثيرة‪ ،‬هو الذي يستطيع أن يهدي‬‫ٍ‬ ‫ارتكاب‬
‫اإلنسان إلى الصالحات بطريقة غير محسوسة ويعصمه من‬
‫أحب هللا عبدا يجذبه إلى نفسه‪.‬‬
‫ّ‬ ‫االبتعاد عن نفسه‪ .‬إذا‬

‫السيارة التي نقدم بها امتحان المرور‬

‫إن صدّقنا بأن ما يجري حولنا إنما هو امتحان عابر ليس‬


‫إال‪ ،‬عند ذلك سوف نتساهل بمنعطفات الحياة ونواقصها كما‬
‫هو الحال في السيارة التي نركبها لتقديم امتحان المرور أو‬
‫اللباس الذي يلبسه الممثّل ليلعب دوره في المسرح‪ .‬فعندما‬
‫يقبل الممثلون دورا ما‪ ،‬ال يفكّرون بعد ذلك بشيء غير أداء‬
‫الدور بشكل جيّد‪.‬‬

‫الحد األدنى من التربية الوالئية‬

‫في التربية الوالئية ح ّد أدنى وح ّد أقصى‪ .‬فالح ّد األدنى من‬


‫التربية الوالئية هو مح ّبة أبي عبد هللا الحسين(ع)‪ ،‬أ ّما الح ّد‬
‫األقصى منها هو ذوبان اإلنسان في والية ولي هللا األعظم‪.‬‬
‫سد درجات الوالء‪ ،‬وبذلك اختلفت درجات أبي ذر‬ ‫هنا تتج ّ‬
‫وسلمان والمقداد‪.‬‬

‫الفوارق األساسية بين المرأة والرجل‬

‫تجمع األسرة بين المرأة والرجل مع ما بينهما من اختالفات‬


‫وفوارق أساسية م ّما يؤدي إلى حالوات ومرارات في‬
‫الحياة‪ .‬فإن لم تعلموا بهذه الحقيقة مسبقا ال تستطيعون أن‬
‫تلتذّوا بحالوات حياتكم وال تقدرون على استيعاب مراراتها‬
‫وتح ّملها بشكل مناسب‪.‬‬
‫ليس كل تذكير بمفيد‬

‫إن كان معنا امرء يذكرنا بأعمالنا المه ّمة دائما‪ ،‬فهو في‬
‫الواقع قد قضى على إحدى أه ّم قابليّاتنا‪ .‬إلن من قيمة‬
‫اإلنسان هي أن يتذكّر بنفسه القضايا المه ّمة وفي الوقت‬
‫المناسب‪.‬‬

‫هدفنا في هذه الدنيا‬

‫ليس هدفنا في هذه الدنيا هو الوصول إلى الراحة‪ .‬فقد قال‬


‫الراحةُ ل ْم ت ُ ْخلقْ في ال ُّد ْنيا»‪ .‬بل هدفنا‬
‫اإلمام السجاد(ع)‪« :‬و َّ‬
‫هو الوصول إلى درجة بحيث ندع الراحة بك ّل سهولة‪.‬‬

‫قبل التعليم وبعده‬

‫يجب أن نن ّبه المتعلّم قبل التعليم وبعده على أن العلم في‬


‫وجود اإلنسان تحت هيمنة نزعاته ورغباته‪ .‬فإذا انطوى‬
‫قلب العالم على نزعات غير سليمة ولم يصلحها‪ ،‬فسوف‬
‫يكون العلم وباال عليه‪ .‬فإذا استطاع هذا اإلنسان أن يصبح‬
‫عالما‪ ،‬فأول ما سوف يقدم عليه عدم العمل بعلمه‪ ،‬وآخر ما‬
‫سوف ينجزه‪ ،‬المبادرة إلى تحريف العلم‪.‬‬

‫نزهة العاشقين‬

‫ال يغفل العاشق عن معشوقه وال يسأم من ذكره‪ ،‬ألن ذكر‬


‫الحب مع هللا‬
‫ّ‬ ‫المعشوق نزهته‪ .‬فإن فكرنا كثيرا بلذّة عالقة‬
‫سبحانه تزاح عنّا الموانع وينفتح لنا الطريق‪.‬‬

‫مقدمة العشق ّلل‬

‫إن عشق هللا ليس بأمر عسير‪ ،‬غير أن مقدّماته صعبة‪ .‬إن‬
‫مقدّمة العشق هلل هو قطع التعلّق عن الدنيا وعن اآلخرين‪.‬‬
‫مقدّمة العشق ّلل هو الترفّع عن األنا وتسليم األمور كلّها‬
‫ّلل‪.‬‬
‫مستلزمات الرؤية السياسية الصائبة‬

‫تحررنا من حدود أنانيّتنا الضيّقة‪ ،‬سوف نحرص على‬


‫إن ّ‬
‫مصير اآلخرين من حولنا‪ ،‬وإذا طوينا أشواطا في هذا‬
‫الدرب‪ ،‬سنحظى بحساسية ورؤية سياسية صائبة‪.‬‬

‫رشد الناس السياسي‪ ،‬مدعاة إلى كساد سوق المضللين‬

‫إذا بلغ المجتمع إلى الرشد السياسي‪ ،‬عند ذلك سوف ال‬
‫يستطيع السياسيون أن يمارسوا عمليات التضليل والتوتير‬
‫بدافع كسب آراء الناس‪ .‬بل سيحصل على أصوات الناس‬
‫كل من يقدّم برنامجا أفضل‪.‬‬

‫من الذي يقتنع باألفكار المخالفة للدين؟‬


‫لقد أصبحت األفكار المخالفة للدين في زماننا من السخافة‬
‫والركاكة بمكان‪ ،‬بحيث ك ّل من يقتنع بها‪ ،‬فذلك بدافع حبّه‬
‫وبغضه الشخصي‪ ،‬ال أنه قد انخدع باستدالل متين‬

‫قيمة أخالق السياسيّين‬

‫إن مراعاة األخالق في األوساط السياسية أكثر صعوبة‬


‫وقيمة وضرورة من باقي ساحات الحياة‪ .‬وفي المقابل آثار‬
‫أي سوء خلق آخر‪.‬‬ ‫سوء خلق الساسيّين أكثر من ّ‬

‫مراحل االلتذاذ المعنوي‬

‫والقوة لإلنسان أوال‪ ،‬ثم يصعّد قابليته‬


‫ّ‬ ‫يمنح الدين السكون‬
‫في االلتذاذ المعنوي‪ .‬ولكننا نو ّد أن نحظى باللذات في بداية‬
‫األمر‪ ،‬ولذلك نخالف الدين ويعترينا الضعف‪.‬‬

‫الرغبة الوحيدة التي ال تخدع اإلنسان‬


‫يبدو أن بعض الناس يو ّد أن يخدع نفسه‪ ،‬وإال لم ينخدع‪.‬‬
‫عندما يبالغ اإلنسان في حبّه لشيء ما‪ ،‬فقد م ّهد لخداع‬
‫نفسه في جميع الجوانب المرتبطة وغير المرتبطة‪ .‬إنما‬
‫الحب الذي ك ّل ما اشت ّد اإلنسان‬
‫ّ‬ ‫حب هللا وأولياء هللا‪ ،‬هو‬
‫ّ‬
‫فيه‪ ،‬ال يخدع اإلنسان بل يزيده فطنة‪.‬‬

‫العقالء عشّاق أفضل الغايات‬

‫يختار العقالء األفضل من ك ّل شيء‪ ،‬وإنما أفضل األشياء‬


‫ق العشق‪ .‬فبطبيعة الحال يعشق العقالء‬
‫هي التي تستح ّ‬
‫أسمى وأفضل األشياء ويثبتون على عشقهم‪.‬‬

‫الجنة جزاء على الحياة األفضل في هذه الدنيا‬

‫الدين برنامج للحياة األفضل في هذه الدنيا والجنة جزاء‬


‫عدو لحياة اإلنسان وكل وساوسه من أجل‬
‫عليها‪ .‬الشيطان ّ‬
‫المسرات واللذات العميقة في‬
‫ّ‬ ‫تجريد حياة اإلنسان من‬
‫الحياة‪.‬‬

‫طريق معرفة قدر هللا‬


‫إن عرفت قدر هللا فسوف ال تبالي بهذه الدنيا سواء أزادت‬
‫تتقرب‬
‫أم نقصت‪ .‬وأ ّما في سبيل معرفة قدر هللا فيجب أن ّ‬
‫إليه خطوة بعد خطوة بالعبادة الخالصة لوجهه‪.‬‬

‫خصيصة األذكياء الحمقى‬

‫العقل هو أن تختار األفضل واألبقى‪ ،‬إما إذا استخدمت‬


‫ذكاءك وفطنتك كلّها للوصول إلى غايات قليلة‪ ،‬فأنت ذكي‬
‫أحمق‪.‬‬

‫تخرب الحياة والعبودية معا‬


‫النظرة السطحية‪ّ ،‬‬

‫النظرة السطحية إلى الدنيا تفسد الحياة‪ ،‬والنظرة السطحية‬


‫إلى الدين تفسد العبودية‪ .‬والدين أكثر تعقيدا من الدنيا‬
‫وبحاجة إلى مزيد من التع ّمق‪.‬‬

‫إن اتباع اإلمام مدعاة للحكمة‬


‫معرض‬
‫إن اتباع اإلمام من دون معرفة حكمة أوامره ّ‬
‫للخطر‪ ،‬إال أن يكون هذا االتباع سببا الزدهار الحكمة في‬
‫اإلنسان‪ .‬إن والء المخلصين مدعاة للحكمة‪.‬‬

‫أحد مكائد الشيطان‬

‫يحرضنا الشيطان إلى االستعجال دائما‪ ،‬ألنه إن كان اإلنسان‬


‫ّ‬
‫مطمئنا فغالبا ما يصيب في التشخيص ويعمل بدقّة‪ .‬العجلة‬
‫هي العامل الرئيس ألغلب أخطائنا‪.‬‬

‫الحكمة من االمتحانات اإللهية‬

‫الحكمة من االمتحانات اإللهية هي أن يعرف اإلنسان نفسه‬


‫ويعزم على رشده‪ ،‬وإال فاهلل خبير بحال عباده‪ .‬إن ر ّبنا‬
‫الرحيم ال يكلفنا بامتحانات ال طاقة لنا بها‪ .‬نحن إن لم نلتفت‬
‫إلى نتائج امتحاناتنا ال نرتقي‪.‬‬

‫الصالة فرصة‬
‫الصالة فرصة لنا‪ ،‬وإال فال حاجة هلل بأعمالنا هذه ويكفينا‬
‫شعورنا القلبي في تعظيم هللا وهو يرى هذه المشاعر‪ .‬إن‬
‫فرصة الصالة من أجل أن نجسد مشاعرنا القلبية تجاه هللا‪،‬‬
‫وأن ننتفع بإظهارها‪ ،‬ثم نزداد تعظيما وحبا هلل عبر امتثال‬
‫أمره في الصالة‪.‬‬

‫الحكمة من االمتحانات اإللهية‬

‫الحكمة من االمتحانات اإللهية هي أن يعرف اإلنسان نفسه‬


‫ويعزم على رشده‪ ،‬وإال فاهلل خبير بحال عباده‪ .‬إن ر ّبنا‬
‫الرحيم ال يكلفنا بامتحانات ال طاقة لنا بها‪ .‬نحن إن لم نلتفت‬
‫إلى نتائج امتحاناتنا ال نرتقي‪.‬‬

‫النجاح في أي امتحان ينهي شوط ذلك االمتحان‬

‫في أي امتحان إذا نجحنا‪ ،‬فلعله لن يتكرر بعد‪ ،‬وتنتهي‬


‫معاناته‪ .‬البد أن ندرك غرض هللا من أي امتحان ونسعى‬
‫إن جميع محن‬ ‫لتحقيقه حتى ينتهي شوط ذلك االمتحان‪ّ .‬‬
‫الحياة تهدف إلى تحقيق رش ٍد ما‪ ،‬فلن تنفك عنّا ما لم ننجز‬
‫ذلك الرشد‪.‬‬
‫األصل في عالقتنا مع الناس هو االمتحان‬

‫قبل ما نفكر بالنفع والضرر العائد إلينا من قبل الناس‪ ،‬الب ّد‬
‫أن نفكر بأننا كيف نمتحن بواسطتهم‪ .‬األمر الذي له األصالة‬
‫هو امتحاننا من قبل الناس وال أصل العالقة بهم‪ .‬لقد‬
‫اجتمعنا معا من أجل أن يُمتحن بعضنا ببعض وأما عالقتنا‬
‫الرئيسة فهي عالقتنا باهلل‪.‬‬

‫إن هللا يمتحننا ليبلور محاسننا‬

‫ال يمتحننا هللا ليتب ّين هل ننجح في اإلمتحان أم ال‪ .‬وإنما‬


‫سد‬‫يريد هللا في جميع االمتحانات أن يبلور فضائلنا ويج ّ‬
‫محاسن روحنا‪ .‬فكلّما نخسر في امتحان ما‪ ،‬يأتينا ر ّبنا‬
‫المرة‬
‫يبيض وجهنا في هذه ّ‬ ‫ّ‬ ‫الرحيم من جانب آخر عسى أن‬
‫ونرضي ربّنا‪.‬‬

‫أحب هللا عبدا‬


‫ّ‬ ‫إذا‬
‫ّللا عبدا ً يف ّهمه أن جميع أحداث حياته هي امتحان‪.‬‬
‫أحب ّ‬
‫ّ‬ ‫إذا‬
‫وإذا أحب عبدا أكثر‪ ،‬يلهمه الموقف الصحيح في امتحاناته‪.‬‬
‫وبالتأكيد إن هللا يحبنا جميعا ولكننا وبسبب غفلتنا ال ندرك‬
‫رسائله إلينا أو لعلنا نتغافل عنها‪.‬‬

‫إنما الحياة مخ ّيم إلهي‬

‫الحياة مخ ّيم ص ّممه هللا لنا من أجل تربيتنا وتعليمنا‪ ،‬ولكي‬


‫مقرنا األبدي في حياة اآلخرة‪ .‬فالب ّد أن‬
‫نستع ّد للحضور في ّ‬
‫نحب هذه الحياة كمخ ّيم إلهي‪ ،‬لكي نستطيع أن ننتفع بها‬ ‫ّ‬
‫أكثر وندرك أسرارها ورسائلها بشكل أفضل‪.‬‬

‫مستلزمات الحياة في اآلخرة‬

‫نحن سوف نعيش في عالم اآلخرة واقعا‪ .‬فال أدري كيف‬


‫ستكون الحياة هناك‪ ،‬بحيث قبل الحضور في ذلك العالم‪،‬‬
‫الب ّد أن نستع ّد عبر تح ّمل كل هذه المعاناة في هذه الدنيا‪.‬‬
‫ولكن يبدو أن الحياة في عالم اآلخرة بحاجة إلى اكتساب‬
‫معارف ومهارات وقابليّات وهي التي تشكّل الحكمة من‬
‫ديننا بأجمعه‪.‬‬
‫الب ّد من إدارة أفكارنا‬

‫يجب أن نسيطر على أفكارنا ونمسك زمام إدارتها بأنفسنا‬


‫وال نسمح لآلخرين أن يلفتوا أنظارنا في ك ّل لحظة‪ ،‬أو‬
‫يجروا انتباهنا إلى هنا وهناك‪ .‬األمر األه ّم من الموضوع‬
‫ّ‬
‫الذي نتو ّجه إليه‪ ،‬هو أن نتصف بقدرة السيطرة على‬
‫قوة وتمرين‪.‬‬‫أفكارنا وتو ّجهاتنا وهذا ما يحتاج إلى ّ‬

‫لنتعرف على الحياة الطيبة‬


‫ّ‬

‫الحياة ذو مراتب مختلفة‪ .‬المرتبة األولى هي الحياة النباتية‬


‫والمرتبة الثانية هي الحياة الحيوانية‪ .‬وبالطبع المرتبة‬
‫الثالثة هي الحياة اإلنسانية وهي أوسع نطاقا من أفعال‬
‫حري بنا أن نتعرف على المرتبة‬ ‫ّ‬ ‫الحيوان الغريزية‪ .‬واآلن‬
‫الرابعة من الحياة والتي هي أوسع من مواهب اإلنسان‬
‫األولية وهي هديّة هللا إلى عباده الصالحين‪ .‬إن القرآن‬
‫ّ‬
‫يس ّمي هذه الحياة األفضل بالحياة الطيبة‪.‬‬
‫خصيصة المبتلين من نقص الحب‬

‫يصور نفسه بغنى عنها‪،‬‬


‫ّ‬ ‫اإلنسان بحاجة إلى المحبة‪ .‬فمن‬
‫عزة نفسه‪ ،‬وإما مغرور‪ ،‬وإما آيس من‬ ‫إ ّما يريد أن يحفظ ّ‬
‫الحب في اإلنسان وكان بحاجة‬‫ّ‬ ‫الحب‪ .‬فإذا اشت ّد نقص‬
‫ّ‬ ‫تلقّي‬
‫الحب‪ ،‬سيتقبّل المحبّة من ك ّل أحد ويقع في‬‫ّ‬ ‫شديدة إلى‬
‫مزالق‪ ،‬أما إذا كان مشبع من المح ّبة‪ ،‬سوف ال يتق ّبل‬
‫المحبّة إال من قبل هللا وأوليائه‪.‬‬

‫إن أثر االمتحانات كلها باق إلى األبد‬

‫إن صدقنا بأن كل امتحان نخضع له سيترك آثارا ونتائج‬


‫أبدية وأننا سنعيش مع نتائج هذا االمتحان في الدنيا‬
‫أي امتحان‪ .‬طبعا‬ ‫نفوت النجاح في ّ‬
‫واآلخرة أبدا‪ ،‬سوف ال ّ‬
‫ال داعي للخوف واالرتباك وإنّما علينا أن نستعين باهلل‪،‬‬
‫عندئذ سوف ننجح في االمتحانات إن شاء هللا‪.‬‬

‫التديّن هو الواقعية نفسها‬


‫السطحيون من الناس يتخذون الواقعية ذريعة للهروب من‬
‫أحكام الدين التي ال تخلو بحسب الظاهر من التعقيد‬
‫والمخاطرة‪ ،‬ولكن الدين هو عين النزعة إلى الواقع‪ ،‬ولكن‬
‫إلى كل الواقع بأسره‪.‬‬

‫الواقعية هي الشرط الوحيد للتد ّين‬

‫من أجل االلتزام بالدين‪ ،‬حسبنا أن نكون واقع ّيين‪ .‬إن هللا‬
‫هو أكبر واقع في عالم الوجود‪ ،‬ويوم القيامة غاية جميع‬
‫واقع في حياة اإلنسان‪ .‬ولكن طرق الوصول‬ ‫ٍ‬ ‫الحقائق وأثبتُ‬
‫إلى مصاديق الواقع ورؤيتها ليست سواء‪.‬‬

‫الواقعية مصدر صفاء القلب‬

‫عندما نكون واقعيّين‪ ،‬تحاصرنا الحقائق بشدّة من كل حدب‬


‫وصوب وتمنعنا من اتباع الهوى‪ .‬وهنا ينجم صفاء القلب‬
‫ويتبلور اإليمان‪.‬‬

‫من أي زاوية نرى الحقائق؟‬


‫ليست الواقعية بكافية‪ ،‬بل يجب أن نرى من أي زاوية نرى‬
‫الحقائق؟ إن زاوية رغباتنا وتو ّهماتنا ليست بمحل مناسب‬
‫لمشاهدة الواقع‪.‬‬

‫المر من واقع الحياة يزيد الحياة جذابيّة‬


‫إن الجانب ّ‬

‫المر من واقع الحياة يزيد لعب الحياة جذابية وال‬


‫إن الجانب ّ‬
‫يسمح بسأم اإلنسان في خض ّم الحياة‪ .‬ولكن إذا ازدادت‬
‫مصاعب الحياة يضجر اإلنسان من أصل الحياة‪ .‬عادة ما‬
‫تشدّد أخطاؤنا مصاعب الحياة‪.‬‬

‫حلّق بمرارات الحياة!‬

‫المر من واقع الحياة تعرقل حركتنا باتجاه ما‬


‫إن الجانب ّ‬
‫نهواه كالرياح المخالفة‪ ،‬فإن صمدنا أمام هذه الرياح أو‬
‫فررنا منها نهوى على األرض‪ ،‬ولكن إن استقبلناها‬
‫وركبناها نطير ونحلّق‪.‬‬

‫إن مجمل تركيبة حقائق الحياة‪ ،‬هي تصميم هللا الحكيم‬


‫إن مجمل تركيبة حقائق الحياة‪ ،‬هي تصميم هللا الرؤوف‬
‫وقد صممت بمنتهى الحكمة‪ .‬فبإمكاننا وعبر مطالعة أحداث‬
‫الحياة بدقّة أن نفهم غرض ُمخرج عالم الوجود‪.‬‬

‫دور اآلمال في مقدّرات اإلنسان‬

‫تقدّر مقدّرات ك ّل إنسان بحسب قابليّاته وأمانيه‪ .‬فإذا رفعنا‬


‫سن مقدّراتنا بالطبع‪ .‬وال ننس أنه ليس‬ ‫مستوى أمانينا تتح ّ‬
‫ك ّل أمنية تتحقّق‪ ،‬كما أن تحقق بعض األماني التافهة ال‬
‫تزيدنا إال أسرا ّ‬
‫وذال‪ ،‬أما األماني الثمينة‪ ،‬فهي تن ّمي‬
‫اإلنسان وإن لم تتحقّق‪.‬‬

‫تمني القرب‪ ،‬يبعث إلى صنع المالحم‬

‫التقرب‪ ،‬يصبح هذا الحب‬‫ّ‬ ‫حب‬


‫إن تبلور في قلب اإلنسان ّ‬
‫التقرب إلى هللا هو ذاك‬
‫ّ‬ ‫حب‬
‫على رأس أش ّد أمياله‪ .‬إن ّ‬
‫العشق الشديد الذي يشحن اإلنسان بالشجاعة ويدفعه إلى‬
‫صنع المالحم‪ .‬إن ثوريّة اإلنسان المؤمن غير مستقاة من‬
‫صبه األعمى‪ .‬بينما ك ّل من لم ينطلق إلى النشاط‬‫لجاجته وتع ّ‬
‫التقرب‪ ،‬سيقف وسط الطريق‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الثوري من وحي ميله إلى‬
‫وحتى قد يعادي الثورة‪.‬‬
‫المنجى الوحيد من غضب هللا‬

‫لقد أع ّد هللا لمن يغضب عليه خزيا في الدنيا وعذابا شديدا‬


‫التقرب إليه‪.‬‬
‫ّ‬ ‫في اآلخرة‪ .‬والمنجى الوحيد من غضب هللا هو‬
‫بالمقربين‪.‬‬
‫ّ‬ ‫فال عذاب عند قرب هللا‪ ،‬وإنه لرؤوف رحيم‬
‫فكلّما ّ‬
‫تقربنا من هللا ابتعدنا عن المخاطر‪.‬‬

‫مستقبلنا مرهون برغباتنا اليوم‬

‫إن مشتهياتنا ورغباتنا الخفية والجلية هي من أهم العوامل‬


‫الحاسمة في تحديد مصيرنا‪ .‬نحن غافلون عادة عن مدى‬
‫أهمية رغباتنا وإال لما سمحنا بأي رغبة سخيفة أن تقتحم‬
‫قلوبنا‪ ،‬والستغفرنا من رغباتنا التافهة‪ .‬إن مستقبلنا مرهون‬
‫برغباتنا اليوم‪.‬‬

‫إن إدراك عظمة هللا‪ ،‬معرفة صعبة وغير متناهية‬


‫األطراف‬
‫النمو‬
‫ّ‬ ‫أحد أثمن المعارف التي يصعب تحصيلها والتي تقبل‬
‫واالشتداد إلى ما ال نهاية له‪ ،‬هو إدراك عظمة هللا‪ ،‬وفي‬
‫المقابل إدراك حقارة ما سوى هللا‪ .‬تكبيرة اإلحرام التي أحد‬
‫أركان الصالة هي محاولة إلدراك هذه الحقيقة بشكل أفضل‪.‬‬
‫إن أدركنا عظمة هللا جيّدا‪ ،‬نتواضع من جانب وتتعاظم‬
‫روحنا من جانب آخر‪.‬‬

‫عالقتنا مع اإلمام كعالقة الطفل الرضيع مع أ ّمه‬

‫نفس العالقة القائمة بين الطفل الرضيع واألم‪ ،‬قائمة بيننا‬


‫وبين اإلمام الحجة(ج)‪ .‬فينبغي أن نتأمل في أنفسنا بدقّة‬
‫سة إلى اإلمام في‬‫لكي نكتشف هذه العالقة وحاجتنا الما ّ‬
‫وجودنا‪ ،‬وعند ذلك سنجده‪ .‬إننا ما لم نتشرف بالحضور‬
‫ّ‬
‫نطمئن مهما خدعنا‬ ‫عند اإلمام نظل في اضطراب‪ ،‬ولن‬
‫أنفسنا‪.‬‬

‫تأثير زاوية نظر اإلنسان على استنباطاته‬

‫إن زاوية رؤية اإلنسان إلى الواقع مؤثرة في حسن أو‬


‫ي النظر سيرى‬ ‫سوء استنباطه‪ .‬اإلنسان المتشائم والسلب ّ‬
‫ي النظر‬
‫مرا ومظلما‪ ،‬بينما اإلنسان المتفائل واإليجاب ّ‬
‫الواقع ّ‬
‫يرى الواقع مأ ّمال ومنقذا‪ .‬إذن قبل تصديق أي خبر‪ ،‬البد من‬
‫مدونيه‪.‬‬
‫مالحظة زاوية رؤية ّ‬

‫إن صغرت الدنيا في عين امرء‬

‫كلما كبُر قدر اإلنسان تصغر الدنيا في عينه‪ .‬وإن صغرت‬


‫الدنيا في عين امرء‪ ،‬عند ذلك ال يرى العمر طويال ولن‬
‫يدخل في قلبه آماال طويلة‪ ،‬ولن يعتري قلبه حقد ولن يسكر‬
‫على ملذّات الدنيا‪ .‬فإن أمثال هؤالء يعيشون حبّا إلى لقاء‬
‫هللا وأوليائه في اآلخرة‪.‬‬

‫ق التعلّم‬
‫ليس ك ّل شيء يستح ّ‬

‫بعض المعلومات وتض ّعفه بعض األخبار‪.‬‬‫ُ‬ ‫قد تُغفل اإلنسان‬


‫ق التفكر ك ُّل شيء وال ينبغي السؤال عن ك ّل‬
‫فال يستح ّ‬
‫شيء‪ .‬فالب ّد من انتقاء أفضل المواضيع وأحسن األمور‪.‬‬
‫العقل يهدي اإلنسان إلى اختيار األفضل من بين خض ّم‬
‫المعلومات‪ ،‬وكذا اإلمام يهدي المجتمع إلى اختيار األفضل‪.‬‬

‫إن عالم الوجود متحيّز لمن يعمل في سبيل هللا‬


‫إذا كان الفعل لغير هللا‪ ،‬ينخفض مستوى الدقّة فيه وتزداد‬
‫فيه األخطاء‪ .‬بينما إذا كان العمل في سبيل هللا‪ ،‬فباإلضافة‬
‫إلى أنه يصبح مباركا‪ ،‬تخفى عيوبه إلى نسبة كبيرة‪ .‬إن‬
‫عالم الوجود ال يتعاون مع الذين ال يعملون في سبيل هللا وال‬
‫يصادقهم‪ ،‬بل يعاديهم إن كانوا يعملون ض ّد هللا‪.‬‬

‫الصالة ط ْرق باب هللا في الواقع‬


‫صة على‬‫في سبيل أن تتفتح علينا أبواب رحمة هللا الخا ّ‬
‫مصراعيها وندخل في زمرة العرفاء به‪ ،‬علينا أن نطيل‬
‫فنصب الدموع تارة‬
‫ّ‬ ‫الوقوف في االنتظار خلف األبواب‪،‬‬
‫ونبتسم مغتبطين باالنتظار تارة أخرى‪ ،‬ث ّم نطرق باب ر ّبنا‬
‫بتكرار المراجعة وباإلصرار واإللحاح‪ ،‬فعند ذلك تفتح‬
‫األبواب ال محالة‪ ،‬إذ قد وعدونا بذلك‪ .‬وإن الصالة هي ط ْرق‬
‫باب هللا في الواقع‪.‬‬

‫الدعاء للفرج فرصة للكمال‬

‫عندما ندعو للفرج نعلو شأنا‪ .‬إذ أن الدعاء للفرج فرصة‬


‫لكمال اإلنسان ويرفّعه من مستوى المشاكل التافهة ليزداد‬
‫بذلك فهما وشعورا‪ .‬وم ّما ال شكّ فيه يتعامل هللا في الدنيا‬
‫واآلخرة مع أصحاب الفهم والوعي أحسن من غيرهم‬
‫ويعتني بهم أكثر‪.‬‬

‫السبيل إلدراك معنى الحياة اإلنسانية‬

‫الب ّد أن نبلغ في محبّة هللا درجة تمكّننا من االلتذاذ بالعبادة‬


‫والمناجاة‪ .‬وإنما في هذه الحالة فقط سندرك معنى الحياة‬
‫اإلنسان ّية وإنما في تلك الحالة سندرك السبب من خلقنا‪.‬‬
‫عند ذلك يطمئن قلبنا وينتهي الكالم اإلضافي بر ّمته‪ .‬أما في‬
‫غض البصر عن محبة غير‬ ‫ّ‬ ‫سبيل نيل محبة هللا فالب ّد من‬
‫هللا قليال‪.‬‬

‫ي‪ ،‬وغضبه علينا غير معلوم‬


‫حب هللا لنا حتم ّ‬
‫إن ّ‬

‫إذا أراد هللا أن يظهر لنا حقيقة محبّته لن نطيق ذلك‪ ،‬كما إذا‬
‫أراد أن يظهر لنا غضبه لن نقوى على إطاقته‪ .‬فالب ّد أن‬
‫نعي عظمة حبّه وغضبه بالتفكّر‪ .‬أ ّما الفارق الموجود بين‬
‫الحب والغضب هو أنه يحبّنا ال محالة إذ قد خلقنا‪ ،‬بينما ال‬
‫ّ‬
‫يدرى كم قد تعلّق بنا غضبه‪.‬‬
‫إن هللا عاشق ال مثيل له‬

‫إن هللا هو العاشق الوحيد الذي ال يسأم من غفلة حبيبه‬


‫اإلنسان عنه‪ ،‬وهو ال يزال يسعى لجلب انتباه اإلنسان إليه‬
‫حتى نهاية الدنيا‪ .‬إنه العاشق الوحيد الذي إن تو ّجه إليه‬
‫حبيبه لن يسأم من التحبّب إليه وسيحتضنه إلى األبد ويزداد‬
‫شوقا إليه في ك ّل لحظة‪.‬‬

‫المقربين‬
‫ّ‬ ‫أكبر لذة عباد هللا‬

‫والتقرب إليه‬
‫ّ‬ ‫لقد خلقنا أوال من أجل هللا‪ ،‬ومن أجل الوصول‬
‫وااللتذاذ به‪ .‬وثانيا أه ّم حدث في حياة اإلنسان هو مرافقة‬
‫أولياء هللا حيث تفوح منهم عطر هللا وتلوح من وجوههم‬
‫المقربين بعد لقائه هو‬
‫ّ‬ ‫صبغة هللا‪ .‬إن أكبر لذّة عباد هللا‬
‫مرافقة أوليائه‪.‬‬

‫كلما صبر اإلنسان من أجل هللا‪ ،‬أسرع هللا من أجله‬

‫كلّما نزداد صبرا من أجل هللا‪ ،‬يزداد هللا سرعة من أجلنا‪،‬‬


‫وكلّما ابتسمنا في خض ّم الصعاب‪ ،‬يتفضل هللا علينا بالرخاء‬
‫أسرع‪ .‬فكأن هللا يستحيي من أن يرى صبر عبده‪ .‬ولذلك في‬
‫اآلخرة وحين دخول عباده الجنّة يشكرهم بادئ ذي بدء‬
‫ع ْقبى الدَّار)‬
‫على صبرهم؛ (سال ٌم عل ْي ُك ْم بما صب ْرت ُ ْم فن ْعم ُ‬

‫نماذج من نتائج أعمالنا‬

‫إن رضينا عن هللا بسهولة‪ ،‬سيرضى هللا عنّا بسهولة أيضا‪.‬‬


‫وإن عفونا عن الناس بسرعة‪ ،‬سيعفو عنّا هللا أكثر‪ .‬كلّما‬
‫شكونا المحن أكثر‪ ،‬يتصعّب هللا في العفو عنّا‪ ،‬وكلّما عاقبنا‬
‫الناس أكثر‪ ،‬سيكافئنا هللا على سيئاتنا أكثر‪.‬‬

‫كيف نصل إلى أعماق وجودنا‬

‫يحظى اإلنسان بوجود عميق جدّا غير أننا ال نصل إلى عمق‬
‫وجودنا غالبا‪ .‬ولكن عبر التفكّر يتسنى لنا التع ّمق في‬
‫وبالتضرع يمكننا اإلخبار عن عمق وجودنا‪ .‬إن هللا‬
‫ّ‬ ‫وجودنا‬
‫يحب أن تسمع كالمه بأعماق وجودك وسيسمع ك ّل ما‬ ‫ّ‬
‫نطقت به من أعماق وجودك‪ .‬وأ ّما من أجل الوصول إلى‬
‫أعماق الروح فال ب ّد من االبتعاد عن السطحيّات‪.‬‬
‫اشتغل باهلل دائما‬

‫تتضرر‪ .‬إنك ال تقدر على الدفاع‬


‫ّ‬ ‫ال تشتغل بنفسك دائما‪ّ ،‬‬
‫وإال‬
‫قوة‬
‫عن مصالحك بوحدك‪ .‬فاشغل نفسك باهلل دائما‪ ،‬ألنه ذو ّ‬
‫مطلقة ّ‬
‫وأن عالم الوجود يتماشی مع من كان مع هللا‪ .‬إن‬
‫دوام اإلشتغال باهلل أمر عسير ولكنه غير مستحيل‪ .‬فابدأ‬
‫بمختلف الحوافز‪.‬‬

‫إلهي ال تتركني وإن كنت لم تتركني‬

‫يا إلهي الذي تراني ولم تغفل عنّي ساعة‪ ،‬ثم تراقبني‬
‫وأجرب‬
‫ّ‬ ‫الحرية حتى أختار‬
‫ّ‬ ‫بعنايتك ومحبتك‪ ،‬وتعطيني من‬
‫ألزداد قيمة حتى أرجع إليك‪ .‬أريد أن أسألك أن ال تتركني‬
‫وإن كنت لم تتركني‪ .‬فاحفظني أكثر واغفر لي خطاياي‬
‫وذنوبي‪.‬‬

‫من أجل الحياة األبدية في اآلخرة‪ ،‬نحتاج إلى ساحة‬


‫تدريب في الدنيا‬
‫إن أمعنّا النظر جيّدا نجد أن هللا قد تكفّل بتربية ك ّل واحد منّا‬
‫بامتحان خاص‪ ،‬وهو في جميع مراحل الحياة بصدد تعزيز‬
‫جانب من أبعاد شخصيتنا عبر ما نملكه وما نفتقده‪،‬‬
‫وتستمر هذه العملية إلى آخر العمر‪ .‬فيبدو أننا سنعيش في‬ ‫ّ‬
‫حياة حقيقية في دار اآلخرة واقعا‪ ،‬وبحاجة إلى نتائج هذه‬
‫العملية التربو ّية في الدنيا‪.‬‬

‫طموحنا يغيّر طعم ك ّل شيء‬

‫إذا كان طموحنا هو أن نكون من أحسن الناس‪ ،‬يسهل‬


‫عندنا التجنّب عن السيئات‪ .‬بينما إن كان طموحنا أن نكون‬
‫صالحين بنسبة ما‪ ،‬عندئذ يصعب علينا ذلك‪ .‬إذا أردنا أن‬
‫مرا‪ ،‬بينما إن كان‬
‫نذوق حالوة القرب‪ ،‬سنجد طعم الدنيا ّ‬
‫حافزنا الوحيد في العبادة هو رفع التكليف وحسب‪ ،‬ستحلو‬
‫لنا المعاصي أضعافا‪ .‬فإن األمر بيدنا وتحت إدارتنا‪.‬‬

‫األسوأ من الغفلة‬

‫األسوأ من الغفلة عن هللا‪ ،‬هو ذكر غير هللا‪ ،‬وال سيّما إن‬
‫غرق اإلنسان في ذكر غير هللا‪ .‬إن لم نذكر هللا ال نقترب‬
‫إليه‪ ،‬ولكننا إن اشتغلنا بذكر غير هللا‪ ،‬نبتعد عنه‪ .‬بذكر هللا‬
‫سنتمتّع بلذّة لقائه‪ ،‬بينما بذكر غير هللا سنكره لقاء هللا‬
‫وسنتو ّهم لذّة الدنيا وحسب‪.‬‬

‫تعريف اإلنسان بين كونه مع هللا وكونه بدون هللا‬

‫يختلف تعريف اإلنسان حال كونه مع هللا أو بدون هللا‪ .‬فإذا‬


‫كان اإلنسان مع هللا سينتفع من عالم الوجود إلى أقصى‬
‫قوة ويتمتّع بأكبر اللذّات‪ .‬بينما إن‬
‫الحدود‪ ،‬وسيحظى بأعظم ّ‬
‫كان بال عالقة مع هللا‪ ،‬سيصبح كائنا حائرا وخائبا في جميع‬
‫مطالبه وسيضحى ركاما من اآلهات والحسرات‪.‬‬

‫إلهي ال تتركني وإن كنت لم تتركني‬

‫يا إلهي الذي تراني ولم تغفل عنّي ساعة‪ ،‬ثم تراقبني‬
‫وأجرب‬
‫ّ‬ ‫الحرية حتى أختار‬
‫ّ‬ ‫بعنايتك ومحبتك‪ ،‬وتعطيني من‬
‫ألزداد قيمة حتى أرجع إليك‪ .‬أريد أن أسألك أن ال تتركني‬
‫وإن كنت لم تتركني‪ .‬فاحفظني أكثر واغفر لي خطاياي‬
‫وذنوبي‪.‬‬
‫من أجل الحياة األبدية في اآلخرة‪ ،‬نحتاج إلى ساحة‬
‫تدريب في الدنيا‬

‫إن أمعنّا النظر جيّدا نجد أن هللا قد تكفّل بتربية ك ّل واحد منّا‬
‫بامتحان خاص‪ ،‬وهو في جميع مراحل الحياة بصدد تعزيز‬
‫جانب من أبعاد شخصيتنا عبر ما نملكه وما نفتقده‪،‬‬
‫وتستمر هذه العملية إلى آخر العمر‪ .‬فيبدو أننا سنعيش في‬ ‫ّ‬
‫حياة حقيقية في دار اآلخرة واقعا‪ ،‬وبحاجة إلى نتائج هذه‬
‫العملية التربويّة في الدنيا‪.‬‬

‫من عجائب التقسيمات في القرآن‬

‫من عجائب التقسيمات في القرآن والذي لم نلتفت إليه‬


‫عموما هو بيان أقسام الناس في يوم القيامة‪ .‬لقد قال هللا‬
‫في سورة الواقعة بأنكم ستنقسمون يوم القيامة إلى ثالثة‬
‫أقسام‪1 :‬ـ أصحاب اليمين ‪2‬ـ أصحاب الشمال ‪3‬ـ السابقون‬
‫الذين هم المقربون‪ .‬فعلى غرار هذا التقسيم يجب أن يكون‬
‫طموحنا االلتحاق بركب السابقين ال الخالص من جماعة‬
‫أصحاب الشمال فقط‪.‬‬
‫السبيل إلى إدراك رأفة هللا‬

‫إن كنت ال ترى هللا رؤوفا‪ ،‬لن تقدر على مناجاته ولن‬
‫تتوكّل عليه ولذلك فال تستطيع أن تعيش باطمئنان‬
‫نتصوره‪ .‬أما‬
‫ّ‬ ‫واستقرار‪ .‬إن رحمة هللا ورأفته بنا أكثر م ّما‬
‫في سبيل معرفة رأفته فنحن بحاجة إلى التفكّر أكثر من‬
‫التجربة ومن بعد ذلك نحتاج إلى التذكّر والتلقين‪.‬‬

‫هكذا سيرفق بك الزمان‬

‫ويمر بك‬
‫ّ‬ ‫إن قضيت أيامك بغفلة‪ ،‬ستجد الدنيا قصيرة جدّا‬
‫الزمان بكل قساوة كالبرق الخاطف‪ .‬بينما إن كنت متو ّجها‬
‫إلى هللا ومراقبا خطواتك إليه‪ ،‬سيرفق بك الزمان ويكون في‬
‫قبضتك وتحت سيطرتك‪ ،‬وسيمكّنك من اقتطاف جميع‬
‫أزهاره في بستان الحياة‪.‬‬

‫رغباتنا غير عصية على التغيير‬


‫إن رغبات اإلنسان غير عصيّة على التغيير‪ .‬ولكن خطأنا‬
‫هو أننا دائما نهدف إلى إرضاء رغباتنا بدال من تغييرها‪.‬‬
‫فإننا إذا غيّرنا رغباتنا ورقّينا مستواها سيتسنّى لنا‬
‫الوصول إليها أفضل وسوف نتمتّع بها أكثر‪ .‬إن طريق رفع‬
‫مستوى الرغبات هو اإلعراض عن الرغبات الرخيصة‬
‫الثمن‪.‬‬

‫الهي! حاسبني في هذه الدنيا‬

‫إلهي! أرجوك ـ إن أمكن ـ أن تحاسبني قبل صحراء‬


‫المحشر في زاوية خالية في هذه الدنيا في اليقضة أو‬
‫المنام‪ .‬من المؤكد أني غير قادر على اإلجابة عن أسئلتك‬
‫وال استطيع جبران ما فات منّي ولكن لعلّي أرجع إلى نفسي‬
‫أو أبكي على األقل على حالي أو أسألك العفو والمغفرة‪.‬‬

‫مدارج عشق هللا‬

‫يعلم اإلنسان بوجود هللا في أول المطاف‪ ،‬ثم يؤمن باهلل‬


‫يتعرف عليه بتالوة القرآن‪ ،‬ثم‬
‫ّ‬ ‫بصفاء باطنه‪ ،‬وبعد ذلك‬
‫يتقرب إليه شيئا ما بطاعته‪ ،‬ثم يأنس به بالمناجاة والدعاء‪،‬‬
‫ّ‬
‫ثم يغدو محبوبا لدى هللا بالتحبّب إلى أولياء هللا وخدمتهم‬
‫والتواضع لهم‪ ،‬ثم يعشق هللا في آخر المطاف‪.‬‬

‫أنظر من األعلى‬

‫المضرة التي ال مح ّل‬


‫ّ‬ ‫إن النظر من األعلى يخفض المشاعر‬
‫حب اإلنسان للمثل العظيمة‪ .‬إن النظر من‬
‫لها‪ ،‬بيد أنه ين ّمي ّ‬
‫األعلى يزيل االحتياطات غير الضرورية‪ ،‬وفي المقابل ين ّمي‬
‫جرأة اإلنسان على خوض الغمرات في مسار األهداف‬
‫السامية‪ .‬كما أنه ين ّمي يزيد اإلنسان قدرة على البرمجة‬
‫الدقيقة وبعيدة المدى‪.‬‬

‫عليك بالمجالس المفلسة‬

‫قال أحد األصدقاء‪ :‬ذات يوم حضر آية هللا حقشناس في‬
‫سبعة مجالس أو ثمانية من المجالس الصغيرة‪ ،‬وكنت‬
‫ي كرارا أن‪« :‬عليك بالمجالس‬ ‫أرافقه‪ .‬فكان يؤكد عل ّ‬
‫المفلسة» يعني هذه المجالس الصغيرة التي لم يحضرها‬
‫ناع ويبكون‪ .‬في المجالس‬‫سوى اثنين أو ثالثة فيأتيهم ٍ‬
‫سد له عظمة‬
‫الكبيرة تهيج «مشاعر» اإلنسان ج ّيدا‪ ،‬وتتج ّ‬
‫اإلمام الحسين(ع)‪ .‬ولكن في هذه المجالس الصغيرة يزداد‬
‫«يقين» اإلنسان‪.‬‬

‫الحسين(ع) هو لغة الفطرة العالمية‬

‫في هذا العصر الذي فشلت فيه جميع المدارس وانتهت‬


‫المذاهب فيه إلى طرق مسدودة‪ ،‬أتى دور الكالم الجديد‪،‬‬
‫فالب ّد أن نكلّم العالم بلغة الفطرة‪ ،‬وإن أكثر قسم مزدهر في‬
‫هذة الفطرة هو الحسين(ع)‪ .‬إن هذا العصر هو زمن عالميّة‬
‫اإلسالم والب ّد أن ننطلق من الحسين(ع)‪.‬‬

‫إنما الحياة مخيّم إلهي‬

‫الحياة مخ ّيم ص ّممه هللا لنا من أجل تربيتنا وتعليمنا‪ ،‬ولكي‬


‫مقرنا األبدي في حياة اآلخرة‪ .‬فالب ّد أن‬
‫نستع ّد للحضور في ّ‬
‫نحب هذه الحياة كمخيّم إلهي‪ ،‬لكي نستطيع أن ننتفع بها‬ ‫ّ‬
‫أكثر وندرك أسرارها ورسائلها بشكل أفضل‪.‬‬

‫مشكلتنا هي أن المؤمنين ال يعرفون‬


‫«العمل التنظيمي» وال يرون ارتقاءهم المعنوي في العمل‬
‫التنظيمي! إشكالنا هو أنه تبلّغ في مجتمعنا معارف الدين‬
‫مجردة عن التنظيم‪ .‬ولذلك ترى‬ ‫ّ‬ ‫واألخالق والمعنوية‬
‫الشخص يعتبر نفسه مؤمنا حزب الله ّيا بسهولة من دون‬
‫أن يكون منض ّما إلى تنظيم أو عارفا بالعمل التنظيمي أو أن‬
‫يتصف بالجدارة واألخالق التنظيم ّية‪.‬‬

‫ق ّمة األخالق الجماعية‬

‫إن ق ّمة األخالق الجماعية هو االستعداد والتأ ّهل للمشاركة‬


‫ّ‬
‫في التشكالت التنظيمية الشعبية لدى المؤمنين‪ .‬يجب أن‬
‫األخوة في اإلسالم‪ ،‬في حسن‬
‫ّ‬ ‫يتجسد كل هذا التأكيد على‬
‫التعاون بين المؤمنين‪.‬‬

‫أهمية حسن الجوار‬

‫إن حسن الجوار أه ّم من سوء الخلق مع عامة الناس‪ ،‬إذ‬


‫ليس بوسعك أن تغيّر جارك في ك ّل لحظة والب ّد لك من‬
‫تح ّمله‪ .‬عليك أن تحسن معاشرته وإن آذاك بسوء خلقه‪.‬‬
‫العالقات األساس ّية الثالث‬
‫تتبلور في الدين ثالث عالقات أساس ّية ومه ّمة‪ ،‬وهي العالقة‬
‫ي هللا‪ ،‬والعالقة بين المؤمنين‪ ،‬وال‬‫مع هللا‪ ،‬والعالقة مع ول ّ‬
‫سيما أولئك المؤمنين الذين هم زمالؤك في تنظيم واحد‪.‬‬
‫العالقة الثالثة أصعب من العالقتين األوليين‪ .‬كما أن العالقة‬
‫الثانية أصعب من العالقة األولى‪.‬‬

‫موقفنا من الفضاء االفتراضي‬

‫إن ماهية الثقافة والحضارة التي صدّرت لنا تقنية الفضاء‬


‫االفتراضي وأجهزته‪ ،‬وأهم من ذلك‪ ،‬كيفية استغالل‬
‫‪#‬نظام_السلطة لهذا الفضاء‪ ،‬ال تقلّل مسؤوليتنا في التعامل‬
‫معه‪ ،‬بل تضاعفها‪ .‬فها نحن اآلن أمام هذه اإلمكانات التي‬
‫قد تؤدي إلى هزيمتنا‪ ،‬وقد تؤول إلى هزيمة األعداء‪ .‬فالب ّد‬
‫أن نرى كيف سنخرج من هذا االمتحان اإللهي في مواجهة‬
‫سد‬‫سد قدرة هللا‪ ،‬أم سنج ّ‬
‫هذا الفضاء الجديد؛ أفهل سنج ّ‬
‫ضعفنا؟!‬

‫موقفنا من الفضاء االفتراضي‬


‫ظم على المعلومات» و‬ ‫إن إمكان «الحصول السهل والمن ّ‬ ‫ّ‬
‫«معالجة االحتياجات واختيارها الدقيق» و «سرعة انتقال‬
‫المعلومات بشكل واسع» و «تبليغ القيم بدفعات كثيرة‬
‫وبشكل مؤثر» وغيرها من فوائد الفضاء االفتراضي‪ ،‬قد‬
‫ضاعفت وظائف المؤمنين في ‪#‬الدعوة_إلى_الحق ونشره‪.‬‬
‫فإن النداءات المظلومة لثورتنا المقتدرة تنتظر االنتشار في‬
‫مختلف أرجاء العالم لتصبح عالم ّية‪ ،‬فالب ّد من إدراك هذا‬
‫طش لنداء الثورة واإلسالم األصيل‪.‬‬ ‫العالم المتع ّ‬

‫األخوة‬
‫ّ‬ ‫بركات‬
‫األخوة بين المؤمنين‪،‬‬
‫ّ‬ ‫إن تحقّق شيء بسيط من آداب‬
‫سيشكّل سدّا منيعا أمام جميع المشاكل والعقبات‪ .‬ولما يجعل‬
‫هللا في عمل المؤمنين الجماعي من بركة‪ ،‬سيلحق بهم‬
‫النصر في ك ّل مكان‪.‬‬

‫موقفنا من الفضاء االفتراضي‬

‫سيعرضنا إلى مخاطر‬


‫ّ‬ ‫من الواضح أن الفضاء االفتراضي‬
‫جديدة‪ ،‬وفي نفس الوقت سيمنحنا إمكانات جديدة للرشد‬
‫الفردي واالجتماعي‪ .‬ولكن ال ينبغي أن نتعامل معه بانفعال‬
‫وحسب‪ .‬فالب ّد أن نستغل فرص هذا الفضاء مع صيانة ما‬
‫يودّون سلبه منّا‪ .‬فعندما ننظر إلى فرص الفضاء‬
‫االفتراضي‪ ،‬نشعر بك ّل وضوح أن كم كانت عملية التسريع‬
‫في ‪#‬هداية_الناس وإنقاذ البشرية بحاجة إلى هذه التقنية‪،‬‬
‫ولع ّل هذه الفرص هي من مم ّهدات الظهور‪.‬‬

‫تعول على الصالح الفردي‬


‫ال ّ‬

‫ترى الكثير من الناس صالحين في حياتهم الفردية‪ ،‬ولكن‬


‫يتحولون إلى عناصر سيئة في االمتحانات االجتماع ّية‪.‬‬
‫ّ‬
‫وكذلك ترى كثيرا من الناس صالحين في الحياة االجتماعية‬
‫بينما يسوء حالهم عند االمتحانات التنظيمية وحين أداء‬
‫دورهم ضمن تشكيل‪.‬‬

‫مقتضيات العمل التنظيمي‬

‫صة؛ فالب ّد‬


‫الدخول في العمل التنظيمي بحاجة إلى قابليّة خا ّ‬
‫أن تكون قادرا على اإلصغاء إلى زمالئك وإقناعهم‪ .‬يجب أن‬
‫تتصف بقابليّة تح ّمل نواقصهم وأن ال تفرض عليهم ما هو‬
‫خارج عن وسعهم‪ .‬يجب أن تكون مستعدّا إليثارهم على‬
‫نفسك بال أن تتوقّع منهم عوضا‪.‬‬
‫موقفنا من الفضاء االفتراضي‬

‫إن الهدف من جميع االمتحانات اإللهية هو وزن مدى عزم‬


‫الناس وإيمانهم في مواجهة «هوى النفس والرغبات‬
‫السخيفة» عبر أسلوب عقالني ومطابق ألحكام الدين‪ ،‬م ّما‬
‫يؤدي إلى رشدهم وارتقاء روحهم‪ .‬وكذلك الفضاء‬
‫االفتراضي بخصائصه الجديدة وتغييراته الواسعة‪ ،‬فهو‬
‫قوة اإلنسان الروحية‪،‬‬ ‫ليس ّإال أرضية جديدة لقياس مدى ّ‬
‫وساحة جديدة للتكاليف اإلنسانية والدينية‪ .‬فالب ّد أن نرى‬
‫كيف نقدر على النجاح في هذه الساحة‪.‬‬

‫موقفنا من الفضاء االفتراضي‬

‫قوة مواجهة امتحان الفضاء االفتراضي‪،‬‬ ‫لو لم ير هللا فينا ّ‬


‫لما جعلنا في مثل هذا االمتحان‪ .‬وم ّما ال شكّ فيه لو لم نكن‬
‫بالقوة الالزمة لمواجهة هذا االمتحان بالشكل‬
‫ّ‬ ‫نحظى‬
‫ّللا‬
‫الصحيح‪ ،‬لما واجهنا مثل هذه الظروف‪ ،‬ولما فرض ّ‬
‫علينا هذا االمتحان‪ .‬لقد ثقّل الفضاء االفتراضي المسؤوليّة‬
‫على أكتافنا فبإمكاننا أن نكتسب األجر و نجاهد أضعاف ما‬
‫جاهد أسالفنا‪ ،‬كما يمكن أن نصاب بالضعف وننساب نحو‬
‫المعاصي أضعافا مضاعفة‪.‬‬

‫التشكيل يعني‪...‬‬

‫التشكيل هو مجموعة يشترك ك ٌّل من أعضائها مع رئيس‬


‫المجموعة في مدى الشعور بالمسؤولية‪ ،‬ثم يسعون لنجاح‬
‫صة‪ ،‬وأن يت ّم تقسيم‬
‫مجموعتهم بال أن يطالب أحدهم بح ّ‬
‫األدوار والمسؤوليات فيها على أساس الكفاءة بال أن يعطى‬
‫أحدهم امتيازا ما مقابل مسؤوليته‪.‬‬

‫موقفنا من الفضاء االفتراضي‬

‫الفضاء االفتراضي فرصة لتقييم مدى إدراكنا للحقائق‬


‫الدينية األصيلة‪ ،‬ومدى نجاحنا في نقل جزء من هذه‬
‫المعرفة واإلدراك لآلخرين‪ .‬فقد نستطيع أحيانا أن نقدّر‬
‫مدى معرفتنا بالدين عبر نقل معرفتنا الدينية إلى اآلخرين‪.‬‬
‫كما هو فرصة ألن نعرف كم نحن ‪#‬عشّاق_لدين_هللا‬
‫وأوليائه‪ ،‬وكم نحن أنانيّون وغير مكترثين بخدمة الدين‪.‬‬
‫معالم جنة األرض‬

‫تتمثّل جنة األرض في حياة جماعية ناجحة‪ ،‬ال في حياة‬


‫فردية ناجحة‪ .‬أ ّما الحياة الجماعية فهي بمعنى االنضمام إلى‬
‫مجرد تواجد الفرد في‬
‫ّ‬ ‫تنظيم متشكّل من عناصر مؤمنين ال‬
‫المجتمع‪ .‬يجب صنع هذه الجنّة باإليثار‪.‬‬

‫آثار تقارب المؤمنين‬

‫ويكونان قطرة أكبر‪،‬‬


‫ّ‬ ‫كما عندما تتقارب قطرتان يندمجان‬
‫كذلك عندما يتقارب مؤمنان‪ ،‬يزيالن حدود األنانيّة‬
‫ويتحوالن إلى روح واحدة في جسدين‪ .‬بمثل هذا النفس‬‫ّ‬
‫وهذه النوايا يمكن صنع أقوى التشكيالت اإلنسانية بأصغر‬
‫مجموعة من المؤمنين‪.‬‬

‫مقر تمرين‬
‫األسرة ّ‬

‫مقر للتمرين على العمل التنظيمي‪ .‬فمن‬‫األسرة هي أول ّ‬


‫تعلّم المحبة والمداراة في الحياة األسرية بإمكانه أن يكون‬
‫أهل محبّة ومداراة في الحياة االجتماعية بل حتى في ضمن‬
‫تشكيل‪.‬‬

‫الحق مدعاة للسكينة‬

‫الحق مدعاة للسكينة وإن صحبه عناء‪ ،‬وال سبيل ألي‬


‫مشكلة إلى إرباك هذه السكينة‪ .‬بينما الباطل يؤدّي إلى‬
‫االضطراب وإن صحبته بعض المصالح‪.‬‬

‫سر صعوبة التمييز بين الحق والباطل‬


‫ّ‬

‫إن التمييز بين الحق والباطل ليس بأمر يسير‪ ،‬إذ دائما ما‬
‫ق‪ ،‬كما أن الحق قد يواجه في مسار‬ ‫يمتزج الباطل بالح ّ‬
‫تحقّقه ببعض المشاكل بحيث يبدو باطال‪.‬‬

‫ق‬
‫آثار طلب الح ّ‬

‫قوة على تشخيص الحق‬ ‫ق يص ّير اإلنسان ذا ّ‬ ‫ّ‬


‫إن طلب الح ّ‬
‫ويهون عليه اإليثار والتضحية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ومراعاة حقوق اآلخرين‪،‬‬
‫طالب الحق ال ّ‬
‫طالب حقوقه‬ ‫ولكن بشرط أن يكون من ّ‬
‫الشخصيّة‪.‬‬

‫من ذاق لذّة طلب الحق‪..‬‬

‫من ذاق لذّة طلب الحق‪ ،‬لن يكون انتهازيّا وال أنانيّا‪ ،‬ومن‬
‫ق‪ ،‬سيبغض االحتيال في سبيل‬ ‫جاهد في سبيل إحقاق الح ّ‬
‫اكتساب المصالح الشخصية‪.‬‬

‫شتّان بين الجهاد للحق‪ ،‬والجهاد لألنا‬

‫قوةً‪،‬‬
‫إن الجهاد في سبيل الحق ال يرهق اإلنسان بل يزيده ّ‬
‫بينما الجهد في سبيل األنا‪ ،‬يوهن إرادة اإلنسان ويتعبه‬
‫نفس ّيا‪.‬‬

‫ق‬
‫من مقتضيات طلب الح ّ‬
‫ال يستطيع المستعجلون الصبر على طلب الحق‪ ،‬إذ ال ينال‬
‫ق عادةً إال بعد مدّة من الزمن‪ .‬بينما الباطل يأتي بسرعة‬
‫الح ّ‬
‫كما يزول بسرعة‪.‬‬

‫ق‬
‫مآل إنكار الح ّ‬

‫ق تعرفه حقّاً؛ إ ّما رغبة بالباطل أو رغبة‬ ‫الكفر هو إنكار ح ّ ٍ‬


‫ق ينتهي بسالكه‬‫ق‪ .‬وال يخفى أن طريق إنكار الح ّ‬ ‫عن الح ّ‬
‫إلى أن يكون تجسيدا للباطل‪.‬‬

‫اإليمان مدعاة لألمان‬

‫اإليمان بمعنى تكوين عالقة قلبية حسنة مع الحق‪ .‬إن قبول‬


‫ق يوجب األمان؛ فهو يجعل العالم لإلنسان آمنا‪ ،‬كما‬
‫الح ّ‬
‫يجعله سلما لسائر الناس ويجعل الناس في أمان منه‪.‬‬

‫ق‬
‫الب ّد من عشق الح ّ‬
‫من لم يعشق الحق ولم يعر له قيمة عالية‪ ،‬فهو عندما يقع‬
‫في ساعات حساسة وأجواء عكرة تخيّره بين الحق‬
‫ق‬
‫والباطل‪ ،‬نادرا ما يصيب التشخيص‪ .‬بعدما عرفنا الح ّ‬
‫ق في‬‫يجب أن نعشقه‪ ،‬وإال نسلب الرؤية الصائبة تجاه الح ّ‬
‫الفتن‪.‬‬

‫الب ّد من مجاهدة النفس‬

‫إن لم نجاهد أنفسنا‪ ،‬سنضطر إلى مجاهدة النفس قهرا‬


‫التقرب إلى هللا‪ ،‬مع تضاعف المرارة والعناء‬
‫ّ‬ ‫وبغير نية‬
‫وانخفاض الفوائد واآلثار‪ ،‬وذلك عبر المشاكل التي سوف‬
‫تواجه اإلنسان‪ ،‬هذا هو قانون الحياة‪ .‬إذن فاألولى هو أن‬
‫نجاهد أنفسنا منذ البداية وفق أحكام الدين‪.‬‬

‫لن يبقى الباطن باطنا‬

‫لقد أخبرتنا الروايات بأن هللا سوف يخرج ما أضمرناه في‬


‫شرا أم‬
‫قلوبنا ويجعله لباسا على فعلنا وقولنا‪ ،‬سواء أكان ّ‬
‫خيرا‪ .‬فلنم ّد التزكية إلى أعماق أنفسنا‪ .‬ثم ما أش ّد خسارة‬
‫أولئك الذين يتظاهرون بالدين في أجواء دينية ولم يشرحوا‬
‫صدورهم لإلسالم‪.‬‬
‫لغة هللا في تكليم عباده‬

‫بالشر والخير من األحداث‪ ،‬وفي كل موقف‬ ‫ّ‬ ‫يكلّم هللا اإلنسان‬


‫له رسالة إلينا‪ .‬ففي سبيل إدراك خفايا رسائل هللا يجب أوال‬
‫أن نقف عند رسائله الواضحة في القرآن‪ .‬كما يجب أن نهت ّم‬
‫بما يهوى هللا أكثر من اهتمامنا بأهوائنا‪.‬‬

‫هناك نوعان من الحزن‬

‫الحزن علی قسمين؛ حزن هادم وحزن حافز‪ .‬الحزن الهادم‬


‫هو الحزن على فراق حبيب تفارقه‪ ،‬أ ّما الحزن الحافز فهو‬
‫الحزن على فراق حبيب ذاهب إليه‪ .‬كل حبيب في هذه الدنيا‬
‫يمر بهذين الشوطين أي يح ّل ويقترب في برهة‪ ،‬ث ّم يرحل‬ ‫ّ‬
‫ويبتعد بعد حين‪ ،‬إال هللا عز وجل حيث ال نزال ذاهبين إليه‬
‫وال يزيد القرب منه إال شوقا وحبّا‪.‬‬

‫هكذا تم تصميم الدنيا‬


‫ليس بوسع الدنيا أن تغمر اإلنسان باللذات‪ ،‬فإن أمتعته من‬
‫جانب‪ ،‬تنغّص عليه من جانب آخر‪ .‬هكذا تم تصميم الدنيا‬
‫فال يمكن تغيير سنة هللا‪ .‬حينما نريد أن نتمتع في الدنيا أكثر‬
‫من قابليتها نقع في الذنوب ث ّم ال نحصل على شيء‪.‬‬

‫علو اله ّمة‬


‫آفات ّ‬

‫إنما الدين ألولي الهمم العالية وهو يروق اإلنسان الطموح‬


‫علو الهمة؟‬
‫دون غيره‪ .‬فالب ّد أن نرى ما يقعد باإلنسان عن ّ‬
‫التربية التي ترضى بالحضيض وال تصبو إلى الق ّمة‪،‬‬
‫والدعايات التي تض ّخم ك ّل صغير وحقير‪ ،‬وك ُّل أنواع الفقر‬
‫والجهل المعنو ّيين‪ ،‬تد ّمر الهمم العالية وتقنّط اإلنسان من‬
‫التحليق‪.‬‬

‫الشهادة فرصة لحصحصة القلوب العاشقة‬

‫وتعرف الناس‬
‫ّ‬ ‫الشهادة فرصة لحصحصة القلوب العاشقة‪،‬‬
‫أبرار مجهولين‪ ،‬وهي موطن إثبات‬
‫ٍ‬ ‫على خفايا محاسن‬
‫ق وشجاعتهم‪.‬‬ ‫صدق المدافعين عن الح ّ‬
‫أكبر لذة في الحياة‬

‫ال سبيل إلى الفوز بأفضل حاالت لقاء هللا المقتدر والرحيم‪،‬‬
‫إال الشهادة‪ .‬إن لقاء هللا يمثّل احتياج اإلنسان الوحيد وهو‬
‫أكبر لذة في الحياة‪.‬‬

‫أفضل طريق للخلود‬


‫نحن نخشى الموت‪ ،‬إذ ال نحب نفاد فرصة الحياة‪ .‬إن أفضل‬
‫طريق إلى الخلود ودوام الحياة هو الشهادة‪ .‬ويعيش‬
‫الشهداء حياة أفضل من حياتنا‪.‬‬

‫منشأ شموخ الشهداء‬

‫إن شموخ الشهداء وروعتهم‪ ،‬ناجم عن رضاهم من صميم‬


‫القلب بتضحيتهم مضافا إلى نورهم المعنوي‪ .‬وكل من‬
‫يض ّحي عن رضا وبرحابة صدر يصبح شامخا كالشهداء‪.‬‬

‫الفتوة‬
‫ّ‬ ‫الشهادة أعلى درجات‬
‫والفتوة محبوبة لدى‬
‫ّ‬ ‫الفتوة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫إن الشهادة هي أعلى درجات‬
‫كل شعب أيّا ً كانت خصاله‪ .‬ولكن ال يخلو أي شعب من لئام‬
‫الفتوة ويناوئونهم‪.‬‬
‫ّ‬ ‫يحسدون أصحاب‬

‫الشهادة تزيل الهواجس‬

‫الشهادة حلم جميل ومحبوب للطيّبين‪ ،‬وهي تزيل كل‬


‫الهواجس من القبر والقيامة ومرارات الحياة‪.‬‬

‫الشهداء معيار‬

‫للشهداء جاذبية عجيبة‪ .‬إن أثرهم المغناطيسي في النفوس‬


‫التصور‪ ،‬حتى يمكن جعلهم معيارا لتمييز‬
‫ّ‬ ‫السليمة فوق ح ّد‬
‫القلوب الن ّيرة والطاهرة من غيرها‪.‬‬

‫آثار تمنّي الشهادة‬


‫إن تمنّي الشهادة بصدق‪ ،‬مدعاة لطهارة القلب من الدنس‬
‫حب الشهادة يفتح أبواب الفهم على‬
‫وتنور فكر اإلنسان‪ .‬إن ّ‬
‫ّ‬
‫قلب اإلنسان ويُجري ينابيع الحكمة على لسانه‪.‬‬

‫الشهادة عمل عقالني‬

‫الحب والعشق‪ ،‬هي عمل‬‫ّ‬ ‫قبل أن تكون الشهادة بدافع‬


‫حب الشهادة‬
‫عقالني‪ .‬وباالستناد إلى هذه العقالن ّية يزداد ّ‬
‫حرارة وهيجانا‪.‬‬

‫الحياة الثورية تعني‪..‬‬

‫إن المعنى الدقيق للمثالية والثورية هو الواقعية والنفعيّة‬


‫والعقالنية؛ غير أنها تأخذ بعين االعتبار الواقع بأجمعه‬
‫والمصالح بر ّمتها وال سيّما تلك المصالح التي نحتاج إليها‬
‫في المدى البعيد‪ .‬وفي المقابل الحياة غير الثورية تعني‬
‫ادعاء الواقعية والنفعية وتبرير األضرار ونقاط الضعف‬
‫بالحماقة واألوهام‪.‬‬

‫سر أملنا بإنجاز هذه الثورة أهدافها القصوى‬


‫ّ‬
‫نحن ال نزال نزداد أمال بإنجاز هذه الثورة أهدافها‬
‫قوة الثورة‪ ،‬وال‬
‫القصوى؛ ليس ذلك اعتمادا على اشتداد ّ‬
‫بسبب تزايد عدد أنصارها في العالم‪ ،‬إذ أن السقوط بعد‬
‫التحليق غير بعيد وكثيرا ما وقع في التاريخ‪ .‬السبب في‬
‫تفائلنا هو ما نجد من توالي نصرة هللا‪.‬‬

‫الوالية مثل الربيع‬

‫الوالية مثل الربيع؛ فإنه ال يفرض االزدهار والنماء على‬


‫شجرة‪ ،‬ولكنه ينظم المناخ بما يدفع األشجار صوب النماء‬
‫واالزدهار‪ .‬لم يأتنا ربيع الوالية بعد‪ ،‬ولكن مضى قرس‬
‫الشتاء وشدّته‪ ،‬وأضحت األشجار تتف ّجر عن براعمها‪ .‬إن‬
‫شذا الربيع بدأ ينتشر منذ يوم ‪ 22‬بهمن‪.‬‬

‫خلفيات بعض مخالفي الثورة‬

‫الثوري أحقية الثورة عبر أدلة عقلية‬


‫ّ‬ ‫إن لم يدرك العنصر‬
‫محكمة ولم يعشق الثورة بعمق‪ ،‬فلعله يرغب عن خط‬
‫غير قليل من‬
‫الثورة يوما ما بل قد يصبح ضدّها‪ .‬كان ُ‬
‫مخالفي الثورة ثوريين في ما مضى‪ ،‬ولكن بما أن أغلبهم لم‬
‫يكونوا قد وعوا الثورة وآمنوا بها بعمق‪ ،‬انفصلوا عنها بعد‬
‫حين‪.‬‬

‫أشد الناس مظلومية‬

‫ال تبلغ مظلوميةُ أحد مظلومية ولي أمر المجتمع اإلسالمي‪.‬‬


‫وذلك ألن الناس ال يدركون محدود ّياته عادةً‪ ،‬بينما األعداء‬
‫يدركونها جيدا ويستغلونها للضغط عليه‪ ،‬ثم لن يتسنى له‬
‫التصريح بالواقع كله أبدا‪ .‬وفي نفس الحال يجب عليه أن‬
‫يعمل بما يشخصه من تكليف‪.‬‬

‫ومحرر‬
‫ّ‬ ‫السياسيون بين مسيطر‬

‫إن مهارة الكثير من سياسيّي العالم إنما هي في السيطرة‬


‫على قوة الناس ال في تحريرهم وتعزيز قوتهم وتجنيدها في‬
‫سعادتهم‪ .‬إنما الصادقون من السياسيّين هم أولئك‬
‫بقوتهم ثم يجنّدوها‬
‫السياسيّون الذين يزيدون الناس ثقة ّ‬
‫لسعادة الناس أنفسهم‪ .‬أما أولئك الذين ال شأن لهم سوى‬
‫قوة الناس فهم خونة لشعوبهم‪.‬‬
‫السيطرة على ّ‬
‫خدمة بسطاء الناس للطغاة على مر التاريخ‬

‫كثير من الناس في العالم غير راغبين في النشاط السياسي‬


‫فال يهت ّمون بالشؤون السياسية إال بقدر ما يؤ ّمن مصالحهم‪.‬‬
‫فتراهم غير جاهزين بقابلية التحليل السياسي العميق كما ال‬
‫تجدهم أهل مغامرة‪ .‬إن هذه الظاهرة الممتدّة على مر‬
‫التاريخ س ّببت دوام سلطة زمرة قليلة من عصابات السلطة‬
‫على رقاب الناس‪.‬‬

‫مدى ضرورة التقوى للسياسيين‬

‫إن الساحة السياسية تقتضي أحدث أنواع التقوى وأش ّد‬


‫درجات العدالة المتمثلة بالتقوى‪ .‬إن ضرورة التقوى‬
‫للسياسيّين أكثر بكثير منها لعا ّمة الناس‪ .‬وإن السياسيّين‬
‫والقوة‬
‫ّ‬ ‫أكثر حاجة من غيرهم إلى التج ّهز بالبصيرة‬
‫المتفرعتين من التقوى‪ .‬كما تكسب التقوى السياسية‬
‫لصاحبها مزيدا من النور والقيمة‪.‬‬

‫هنا يصبح الجاهل أفضل من العالم!‬


‫إن كنت جاهزا بالبصيرة أي الرؤية العميقة واألسس‬
‫الصحيحة‪ ،‬سوف تهتدي إلى الطريق بالحد األدنى من‬
‫المعلومات ولن تضل بعد ذلك أبدا‪ .‬ولكنك إن كنت على غير‬
‫بصيرة ورؤية صحيحة‪ ،‬سوف لن تهتدي إلى الطريق ولن‬
‫تسعفك معلوماتك حتى وإن اطلعت على الواقع بر ّمته‪.‬‬
‫البصيرة تجعل اإلنسان ينظر من زاوية صحيحة فيخرج‬
‫بنتائج صحيحة‪.‬‬

‫أثر العشق بحسب المعشوق‬

‫العشق ال يخرج اإلنسان من الواقع ّية والتعادل‪ ،‬بل ذلك‬


‫مرهون بما عشقت وهاجت عواطفك من أجله‪ .‬إن كنت قد‬
‫عشقت مركز العالم‪ ،‬سيسيّرك بنفسه في الطريق الصحيح‬
‫بجاذبته ودافعته المتعادلتين‪ ،‬كالشمس التي تعرف كيف‬
‫تدير األرض حولها‪.‬‬

‫لنصرف وقتا كافيا للعبادة‬


‫إن نصرف وقتا كافيا للعبادة م ّدةً وشرحنا لها صدورنا‬
‫بحيث تعيش قلوبنا أجواء مناجاة هللا حتى في غير وقت‬
‫العبادة‪ ،‬عند ذلك سنرى أثر هذه الممارسة في ازدياد محبّة‬
‫قوي‪ ،‬وسوف تتغ ّير ذائقتنا من شدّة استشعار‬ ‫ّ‬ ‫هللا بشكل‬
‫حالوة العبادة‪.‬‬

‫ما يزيد في سعة الصدر‬

‫إن قبلنا بأن الناس مختلفون‪ ،‬ستنتفي الكثير من النزاعات‬


‫والضارة‪ .‬فأولئك الذين لم يدركوا هذه االختالفات‬
‫ّ‬ ‫الشديدة‬
‫أو لم يقبلوا بها‪ ،‬دائما ما يواجهون مشاكل في عالقتهم مع‬
‫ويجرهم ذلك دوما إلى الحقد والضغينة‪ .‬إن القبول‬
‫ّ‬ ‫اآلخرين‬
‫باالختالف بين الناس يزيد من سعة الصدر ويمنح‬
‫االطمئنان‪.‬‬

‫الحياة ورشة للفهم‬

‫قد يحتاج الفهم إلى ورشة وتجربة فال يكفي الحضور في‬
‫الصف أو مطالعة الكتاب‪ .‬الحياة هي ورشة للفهم وكثير من‬
‫ّ‬
‫الناس يفهمون في هذه الورشة أقل م ّما ينبغي‪ .‬فعلى سبيل‬
‫ق االهتمام دائما‪ ،‬ولكن‬
‫المثال يفهم الكثير أن الدنيا ال تستح ّ‬
‫ق ّل ما يدرك أن ال يجوز الغفلة عن هللا لحظةً‪.‬‬

‫أه ّم المواهب التي يجب أن تزدهر‬

‫الحياة هي عمليّة ازدهار المواهب‪ .‬وأه ّم المواهب التي‬


‫يجب أن تزدهر هي المواهب الالزمة في حياة عالم اآلخرة‪.‬‬
‫أ ّما إن صرفنا طاقاتنا كلّها في سبيل ازدهار المواهب التي‬
‫تنفعنا في هذه الدنيا فقط‪ ،‬سنكتئب في أواخر عمرنا‪ .‬العبادة‬
‫خير طريق الزدهار المواهب الالزمة في اآلخرة‪.‬‬

‫طريق لمعالجة العجب‬

‫إن نلتفت إلى آثار الدين في الدنيا‪ ،‬يق ّل ابتالؤنا بالعجب‪ .‬إن‬
‫نمن على هللا ولنعبده بمزيد من التواضع‪.‬‬ ‫الدين لصالحنا فال ّ‬

‫المجتمع الوحيد الذي يصل الناس فيه إلى حقوقهم‬


‫إن أهم خصائص أ ّمة النبي الخاتم ـ على ما يبدو في‬
‫الروايات ـ هو اإليثار‪ .‬فإذا أصبحنا في األمة اإلسالميّة ندق‬
‫على وتر استيفاء الحقوق بدال من الدعوة إلى التضحية‬
‫واإليثار‪ ،‬فقد اجتثثنا جذور فضائل األمة‪ .‬طبعا ال بأس‬
‫بصيانة المرء حقوقه‪ ،‬ولكن الب ّد أن نعلم أن المجتمع‬
‫الوحيد الذي يحصل أبناؤه على حقوقهم هو ما كان أبناؤه‬
‫أهل تضحية وإيثار‪.‬‬

‫شدة أثر الحب‬

‫إن حب العظماء من الناس يع ّ‬


‫ظم اإلنسان‪ ،‬وحب النيرين‬
‫ينوره‪ .‬إن بصمات األثر الوضعي التي يتركها‬
‫منهم ّ‬
‫المحبوب في قلب اإلنسان من الشدة بمكان بحيث يجب‬
‫عليه أن يراقب نفسه ألن ال يتعلق قلبه بأشخاص تافهين ال‬
‫قيمة لهم‪.‬‬

‫السبب الرئيس في معاداة األنبياء‬

‫ي ما أصعب من االعتقاد باهلل‬‫بنبوة نب ّ‬


‫يبدو أن االعتقاد ّ‬
‫وبالتوحيد‪ .‬كما نستشف من خالل آيات القرآن أن الكفار‬
‫والمشركين كانت لهم مشكلة مع األنبياء أنفسهم ال مع‬
‫مضمون رسالتهم‪ .‬إن سبب معاداة األنبياء هو خصلة‬
‫مر التاريخ‪،‬‬
‫التمرد وعدم الوالء التي كانت موجودة على ّ‬
‫ولم تستأصل في زماننا بعد‪.‬‬

‫أصل جميع اللذات‬

‫فرطنا بالسكينة من‬


‫إن السكينة هي أصل جميع اللذات‪ .‬فإن ّ‬
‫أجل الحصول على لذة ما‪ ،‬فقد فقدنا نفس هذه اللذة أيضا‪.‬‬
‫ال ينبغي ألي لذّة ونشوة أن تربك سكينتنا‪ .‬إن من لوازم لذة‬
‫المعصية الذاتية هو القلق واالضطراب وهي تسلب‬
‫السكينة‪.‬‬

‫المحبة ضرورية للروح كضرورة الماء للجسم‬

‫المحبة لروح اإلنسان بمثابة الماء لجسمه‪ .‬فإن الجفاف‬


‫الروحي مدعاة لألسقام كما هو حال جفاف الجسم‪ .‬إن‬
‫التحبّب إلى الناس جميل كجمال سقي النباتات‪ .‬حينما تسقي‬
‫البستان وإن كنت تسقي األشواك أيضا بال مناص‪ ،‬ولكن ال‬
‫الضارة على الفسائل المفيدة‪ .‬بل‬
‫ّ‬ ‫يجوز أن تسقي األعشاب‬
‫الب ّد من اجتثاثها وإبعادها عن البستان‪.‬‬
‫آية المعنوية الحقيقية‬

‫المعنوية الحقيقية تزيد اإلنسان اهتماما بمصير الناس‬


‫والشؤون السياسيّة‪ ،‬وأما المعنوية المزيّفة فتدفع اإلنسان‬
‫إلى عدم االكتراث بالمجتمع والبالهة السياسية‪.‬‬

‫اإلنسان العارف‪ ،‬ناشط سياسي‬

‫إنما نيل درجات العرفان هو نكرات الذات واالتصال باهلل‪،‬‬


‫وأهم مصداق االتصال باهلل هو التضحية في سبيل سعادة‬
‫الناس‪ .‬وهذا ما نع ّبر عنه بالنشاط السياسي‪.‬‬

‫مدى حاجة السياسيّين إلى العرفان‬

‫اإلنسان العارف يصبح شجاعا‪ ،‬وال يبلّغ اإلنسان إلى أوج‬


‫أمر كالعرفان‪ .‬وأحوج الناس‬
‫الشجاعة المصحوبة بالعقالنية ٌ‬
‫إلى الشجاعة هم السياس ّيون‪.‬‬
‫شرط سعادة قوم ما‬

‫لن ينال قو ٌم السعادة ما لم يعتبر العمل السياسي من أهم‬


‫تكاليفه اإللهيّة‪ .‬إن اتخاذ المواقف السياسية العادلة‬
‫والصائبة من أهم التكاليف الدينية‪.‬‬

‫ق أبناء البشر‬
‫السبب الرئيس في ر ّ‬

‫مر التاريخ هو عدم‬


‫ق أبناء البشر على ّ‬ ‫السبب الرئيس في ر ّ‬
‫اكتراثهم بالسياسة أو انخداعهم بالسياسيّين‪ .‬وإن رسالة‬
‫ق‪.‬‬
‫األنبياء هي إنقاذ البشر من الر ّ‬

‫ي المتقي‬
‫سر مظلومية السياس ّ‬

‫إن حضور اإلنسان المتقي في الساحة السياسية مصحوب‬


‫بالمظلومية بال مناص‪ ،‬إذ تجب عليه مراعاة أحكام الدين‬
‫في عمله السياسي‪ ،‬فينفسح المجال لتمادي منافسيه‬
‫الفاسقين في الظلم‪.‬‬
‫الدين السياسي أكثر جذابيّة‬

‫الدين السياسي أكثر جذاب ّية ويستهوي قلوب األقوياء وأولي‬


‫البأس من الناس‪ .‬أما الدين غير السياسي فال يحظى‬
‫بالجاذبية إال القليل وال يستهوي إال ضعاف النفوس‪.‬‬

‫أضرار الدين غير السياسي‬

‫مجردا عن الجانب السياسي واقتصر على‬


‫ّ‬ ‫إن كان ديننا‬
‫نطاق الشؤون الفردية وحسب‪ ،‬يصبح مبررا لنقاط ضعف‬
‫اإلنسان ويفتح طريق فراره من مسؤولياته وتكاليفه‬
‫المه ّمة‪.‬‬

‫أبى هللا إال أن‪..‬‬

‫وكرمه‪،‬‬
‫إن هللا يحب خلقه‪ ،‬وال سيما اإلنسان الذي خلقه ّ‬
‫فأبى إال أن يبلغنا إلى أقصى كمالنا المتمثل بقربه‪.‬‬

‫احترام هللا الستقاللنا وإرادتنا‬


‫ال يزال هللا وعبر أساليبه الخاصة به يهدف إلى إعداد‬
‫أرضية لتغيّرنا وتكاملنا‪ ،‬ولكنه في نفس الوقت يحافظ على‬
‫استقاللنا دائما ويحترم إرادتنا‪.‬‬

‫ماذا يريد هللا لنا؟‬

‫ال أعلم كيف تكون حياتنا في اآلخرة‪ ،‬ولكني أعلم أن هللا‬


‫يريد لنا أن نع ّد أرقى التجهيزات والقابليات لتلك الحياة‪.‬‬

‫يختبر هللا ذكاءنا‬

‫ال يستعجل هللا في إثبات الحقائق وإحقاقها‪ ،‬ولكنه يريد أن‬


‫ق ويدرك مراد هللا أسرع من‬ ‫يرى من الذي يكتشف الح ّ‬
‫سائر الناس وبالحد األنى من العالمات‪.‬‬

‫الحب بين الزوجين‬


‫ّ‬ ‫أوثق عرى‬
‫حب‬
‫الحب بين الزوجين إال بعد ما اشتركا في ّ‬
‫ّ‬ ‫ال توثق عُرى‬
‫الحب‬
‫ّ‬ ‫كحب هللا عز وجل وأوليائه(ع)‪ .‬بهذا‬
‫ّ‬ ‫حبيب واحد‪،‬‬
‫الحب بينهما اتقادا ودواما‪.‬‬
‫ّ‬ ‫المشترك فقط‪ ،‬يزداد‬

‫لن يبقى الباطن باطنا‬

‫لقد أخبرتنا الروايات بأن هللا سوف يخرج ما أضمرناه في‬


‫شرا أم‬
‫قلوبنا ويجعله لباسا على فعلنا وقولنا‪ ،‬سواء أكان ّ‬
‫خيرا‪ .‬فلنم ّد التزكية إلى أعماق أنفسنا‪ .‬ثم ما أش ّد خسارة‬
‫أولئك الذين يتظاهرون بالدين في أجواء دينية ولم يشرحوا‬
‫صدورهم لإلسالم‪.‬‬

‫ق‬
‫آثار طلب الح ّ‬

‫قوة على تشخيص الحق‬ ‫ق يصيّر اإلنسان ذا ّ‬ ‫ّ‬


‫إن طلب الح ّ‬
‫ويهون عليه اإليثار والتضحية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ومراعاة حقوق اآلخرين‪،‬‬
‫طالب الحق ال ّ‬
‫طالب حقوقه‬ ‫ولكن بشرط أن يكون من ّ‬
‫الشخصيّة‪.‬‬

‫هللا اإلنسان وحيدا‬


‫قد يدع ُ‬
‫الوحدة هي أن ال تجد أحدا ّ‬
‫تبث إليه شكواك أو تظهر إليه‬
‫سرورك‪ .‬وقد يدع هللا اإلنسان وحيدا لكي يلجأ إليه ويناجيه‪.‬‬

‫ي‬
‫المؤمن مكتشف ذك ّ‬

‫المؤمن من صدّق بوجود حقائق خفيّة وراء كواليس الدنيا‬


‫وما يحدث فيها‪ ،‬وهو معني باكتشافها بذكائه‪ ،‬أ ّما الكافر‬
‫ي‪.‬‬
‫ي غب ّ‬
‫فهو إنسان سطح ّ‬

‫إلى أي أخالق كان يدعو النبي األكرم(ص)؟‬

‫إلى أي أخالق كان يدعو النبي األكرم(ص)؟ هل كان يدعو‬


‫إلى األخالق التي تجعل اإلنسان قنوعا بعبودية الطغاة‬
‫المستكبرين‪ ،‬أم إلى األخالق التي تدعوه إلى عبودية هللا‬
‫واجتناب الطاغوت؟ إن دعتنا األخالق إلى طأطأة الرؤوس‬
‫ق باألحرى‪ .‬بينما أخالق العبودية هلل تجعل‬
‫للظلم فهي ر ٌّ‬
‫اإلنسان عصيّا على الظالم‪.‬‬

‫أثر العشق بحسب المعشوق‬


‫العشق ال يخرج اإلنسان من الواقعيّة والتعادل‪ ،‬بل ذلك‬
‫مرهون بما عشقت وهاجت عواطفك من أجله‪ .‬إن كنت قد‬
‫عشقت مركز العالم‪ ،‬سيس ّيرك بنفسه في الطريق الصحيح‬
‫بجاذبته ودافعته المتعادلتين‪ ،‬كالشمس التي تعرف كيف‬
‫تدير األرض حولها‪.‬‬

‫أال يكفي ألف دليل وطريق؟‬

‫بإمكاننا الوصول إلى هللا عبر ألف طريق وال طريق إلى‬
‫إنكار هللا أبدا‪ .‬ويجب إطاعة هللا بألف دليل وال دليل على‬
‫المعصية أبدا‪ .‬ويمکننا الوثوق باهلل بألف طريق‪ ،‬وال وثوق‬
‫في االبتعاد عنه أبدا‪ .‬ولكننا وعلى الرغم من كل هذه األدلة‬
‫والطرق نبتعد عن هللا‪.‬‬

‫لماذا هذا اإلحترام؟!‬

‫أخي! إذا احترمك إنسان بال دين أو ظالم‪ ،‬فالب ّد أن تشعر‬


‫بالمهانة وتقول‪ :‬لماذا هذا االحترام وثم ماذا؟! ويا ترى ما‬
‫فائدة هذه االبتسامة التي تبتسمها له؟! نعم؛ إذا احترمك‬
‫مؤمن فهذا مدعاة للفرح والسرور‪.‬‬

‫مرة‬
‫الدنيا ّ‬

‫مرة‪ ،‬تبحثون عن الحال‪ ،‬ولكن إن‬ ‫عندما تعتبرون الدنيا ّ‬


‫مرا‪ .‬هذه معادلة‬
‫اعتبرتم الدنيا حلوة‪ ،‬سوف تجدون الدين ّ‬
‫واضحة أرجو أن تنتبهوا إليها‪ .‬نحن بدأنا في أبحاثنا من‬
‫مرا‪ .‬وكذلك إبليس يبدأ معنا من‬ ‫مشاهدة الواقع ورأيناه ّ‬
‫الدنيا ولكنه يكذب علينا ويز ّين الدنيا ويحليها في عيننا‪.‬‬

‫إكسب السباق!‬

‫الزوجان اللذان يعيشان تحت سقف واحد إنما هما يتسابقان‬


‫ليريا أيهما سيكسب السباق‪ ،‬أيهما سيغدو أع ّز عند هللا‪،‬‬
‫أيهما أكثر صفحا ً من صاحبه‪ ،‬أيهما يتنازل عند التنازع‪،‬‬
‫أيهما يفوق قرينه في كسب رضاه‪ .‬فاكسب السابق! التقل‬
‫حسبي أن أطبق المقررات‪ ،‬فال تعرف الدين هكذا‪.‬‬

‫ماذا تقول الزهراء سالم هللا عليها؟‬


‫ماذا تقول الزهراء سالم هللا عليها؟ «من أصعد إلى هللا‬
‫هللا إليه أفضل مصلحته»‪ .‬إنها أم‪..‬‬
‫خالص عبادته أهبط ُ‬
‫واألم شفوقة‪ ،‬لقد ل ّخصت لكل فرد منّا كل ما ينفعه طيلة‬
‫عمره‪.‬‬

‫أصل المساوئ كلّها‬

‫المولعون بذكر هللا يتصفون بروح عظيمة‪ ،‬إذ أن مصاحبة‬


‫العظماء تمنح اإلنسان شموخا وعظمة‪ .‬أ ّما المساوئ فكلّها‬
‫يأتي من الحقارة وضيق النظر‪.‬‬

‫ماهية روح العبادة‬

‫إن روح العبادة عبارة عن الشعور بالتواضع الممزوج‬


‫بالحب‪ ،‬والشعور بالخوف المصحوب بالرجاء‪ ،‬والشعور‬
‫ّ‬
‫التقرب‪.‬‬
‫ّ‬ ‫بالثقة المصحوب بالنزعة إلى الطاعة والحاجة إلى‬

‫نعم الرفيق‬
‫األخالء وهو أهل الخلّة‬
‫ّ‬ ‫الفتوة واألريحية مع‬
‫ّ‬ ‫يحب‬
‫ّ‬ ‫إن هللا‬
‫بقوته‪.‬‬
‫والمروة‪ .‬فإن ذكرته مع ضعفك وعجزك‪ ،‬سيذكرك ّ‬ ‫ّ‬

‫أثر اإليمان الشامل‬

‫القوة‪ .‬ولكن‬
‫إن أول أثر اإليمان باهلل هو السكينة وآخره ّ‬
‫أثره العا ّم والشامل هو اللذّة والنشاط اللذان يأتيان بعد‬
‫القوة‪.‬‬
‫السكينة ومن لوازم اكتساب ّ‬

‫داللة االكتئاب‬

‫إن االكتئاب آية من آيات كفران النعم‪ ،‬ولع ّل الكفران آية‬


‫لكبر اإلنسان وطمعه‪ .‬وإال فقد أغدق هللا نعماءه على كل‬
‫واحد منا بنحو من األنحاء‪.‬‬

‫حقيقة بكاء المؤمنين‬


‫حب أو بكاء‬
‫إن بكاء المؤمنين إما هو بكاء شوق وإ ّما بكاء ّ‬
‫طمع بالمزيد من النّعم المعنوية‪ ،‬أو هو بكاء ناجم عن لذّة‬
‫معنويّة حظوا بها!‬

‫نشاط التافهين‬

‫ترى كثيرا من النّاس يلجأون إلى نسيان الموت ابتغا ًء‬


‫للنشاط والحيو ّية‪ ،‬فيا لهم من تافهين وما أبعد سلوكهم عن‬
‫يتقرب من الموت يزداد نشاطا‬‫العقالنية! أما المؤمن فكلما ّ‬
‫وابتهاجا‪.‬‬

‫سبب كآبة كثير من الناس‬

‫إن سبب کآبة الكثير من الناس هو عدم الوصول إلى‬


‫رغباتهم وابتعادهم عنها‪ .‬أما من كان محبّا هلل فهو ال يزال‬
‫ّ‬
‫السن‬ ‫يقترب إلى محبوبه في كل آن‪ ،‬ولذلك كلما طعن في‬
‫وازداد عمرا يزداد نشاطا وحيويّة‪.‬‬

‫بكاء أهل النشاط والحيو ّية‬


‫هناك بون شاسع بين بكاء اإلنسان النَّشط الحيوي وبين‬
‫اإلنسان الكئيب؛ كما أن غير أولي النشاط ال تدمع عيونهم‬
‫وال يستطيعون البكاء عادةً‪ .‬وأنّى يمكن لمن حزن على‬
‫الدنيا أن يحزن على اآلخرة؟! فال يستطيع البكاء على‬
‫اآلخرة إ ّال من أراح فؤاده من هموم الدنيا‪.‬‬

‫ندم نافع‬

‫حسبنا أن نندم على ما أفسدناه من قبل‪ ،‬ثم نتوجه إلى هللا‬


‫بحسرات عميقة‪ .‬عند ذلك سيع ّمر هللا مستقبلنا ويصلح‬
‫حالنا‪.‬‬

‫آثار التفاؤل بالخير‬

‫حسبنا أن نتفاءل بالخير‪ ،‬لنرى أنفسنا غارقين في نعم هللا‬


‫ونرى هللا في شدّة الرحمة‪ ،‬فنرتقي عندئذ‪.‬‬

‫معيار لتقدير لطف هللا بنا‬


‫صر في النصيحة ألحد‪ ،‬لكي‬
‫حسبنا أن نشفق بالناس وال نق ّ‬
‫نستطيع أن نطمئن بأن هللا ال يقصر في النصيحة لنا‬
‫واللطف بنا‪.‬‬

‫سؤال وشيك باإلجابة‬

‫حسبنا أن نسأل هللا القرب إليه دائما‪ ،‬فإن هذا السؤال كفيل‬
‫صر في‬
‫لتقربنا ولنكن على ثقة بأنه عز وجل لن يق ّ‬‫بالتمهيد ّ‬
‫النصيحة لنا واللطف بنا‪.‬‬

‫إنها لنعمة نادرة‬

‫حسبنا أن ننظر إلى األحداث من األعلى وال تستغرقنا‬


‫والسارة‪ ،‬لكي نذوق طعم العقل‬
‫ّ‬ ‫تفاصيل األحداث المؤلمة‬
‫وندرك كم هو نعمة عظيمة ونادرة‪.‬‬

‫سنعبر ك َّل هذه المراحل‬


‫وتطورنا الروحي منذ‬‫ّ‬ ‫حسبنا أن نستعرض مراحل رشدنا‬
‫الوالدة حتى اليوم‪ ،‬عند ذلك نستطيع التنبّؤ بعبور ك ّل ما‬
‫نعيشه اليوم من أهواء وآمال‪.‬‬

‫األهداف الصغيرة من بواعث الخجل‬

‫حسبنا أن ننظر إلى عظمة عالم الوجود وعجائب الخلق‬


‫قليال‪ ،‬ونتفكر في علّة خلق العالم مل ّيا‪ ،‬ليعترينا الخجل من‬
‫صغار أهدافنا‪.‬‬

‫المتحجرون والمتغربون سواء‬

‫حسبكم أن تبيّنوا العقالنية السارية في اإلسالم الثوري‪،‬‬


‫لتروا أنه سيعاديكم المتح ّجرون المتظاهرون بالقداسة‬
‫والمتغربون المرضى القلوب بقدر واحد‪.‬‬

‫لماذا كان يُستهزء باألنبياء؟‬


‫حسبكم أن تعلو ه ّمتكم وتنظروا إلى المدى البعيد‪ ،‬وتدعو‬
‫الجميع إلى بُعد النظر‪ ،‬لتدركوا السبب من استهزاء الناس‬
‫مر التاريخ‪.‬‬
‫باألنبياء على ّ‬

‫الحد األدنى من بركات حاكمية الوالية‬

‫الحد األدنى من بركات حاكميّة الوالية‪ ،‬هو صيانة حقوق‬


‫الحرية واالزدهار‪ ،‬والحد األقصى منها هو‬
‫ّ‬ ‫الناس لينالوا‬
‫نيل الكمال في معرفة هللا وعشق جميع الفضائل‪.‬‬

‫نقص نعاني منه‬

‫نقص لم نتداركه حتى في‬


‫ٍ‬ ‫نحن في ثقافتنا الدينية نعاني من‬
‫مساجدنا وهو الضعف في إقامة العالقات بين المؤمنين‪.‬‬

‫أرح بالك بهذا القلق‬


‫سرك القلق من‬
‫ليكن قلقك أن كيف ينظر هللا إليك لكي ال يؤ ّ‬
‫أنظار الناس‪ .‬اجعل ه ّمك الوحيد الحصول على رضوان هللا‬
‫لتزول الكثير من همومك األخرى‪.‬‬

‫قلق يضفي السكينة‬

‫الخوف من معصية هللا يشحن اإلنسان شجاعة لخوض‬


‫غمرات الحياة‪ ،‬والقلق من االبتعاد عن هللا‪ ،‬يضفي السكينة‬
‫والسالم على حياة اإلنسان المتالطمة‪.‬‬

‫أين نحصل على رغباتنا؟‬

‫كلما ابتعدنا عن هللا سنفقد أنفسنا وننساها وكلما اقتربنا من‬


‫هللا سنحظى بأنفسنا أكثر ونحصل على المزيد من رغباتنا‪.‬‬

‫خوف بال اضطراب‬


‫الخوف من غضب هللا مسكّن القلب وليس من بواعث‬
‫االضطراب‪ ،‬إذ كلما تخاف من هللا يحتضنك ويلقي السكينة‬
‫عليك‪.‬‬

‫محررة‬
‫ّ‬ ‫قيو ٌد‬

‫الدنيا مشحونة بالقيود والمحدوديّات‪ ،‬ولكنك إن اتخذت من‬


‫أوامر هللا ما تق ّيد به سلوكك‪ ،‬ستنفكّ عنك كثير من القيود‬
‫واألغالل‪.‬‬

‫الحياة ساحة تمرين‬

‫الحياة ساحة تمرين على أن ال تحمل ما سوى هللا على‬


‫محمل الج ّد وأن تهت ّم بأوامر هللا اهتماما جا ّدا ً‪ .‬ليس االهتمام‬
‫الجا ّد بأوامر هللا بقضية اعتقادية محضة بل بحاجة إلى‬
‫تمرين واجتهاد‪.‬‬

‫كيف نعالج الضبابية في تشخيص التكليف؟‬


‫ليست التكاليف واضحةً دائما‪ ،‬فطالما نواجه مناخا ضبابيّا‬
‫في مقام تشخيص التكليف‪ .‬العامل األهم في دفع الغموض‬
‫واإلبهام‪ ،‬هو العمل الدقيق بالتكاليف الواضحة‪.‬‬

‫فلنعرف هللا هكذا‪..‬‬

‫رب ال شأن له سوى‬


‫يجب أن تكون رؤيتنا عن هللا هي أنه ّ‬
‫التر ّحم علينا وإبهاجنا‪ .‬وإن كان مقتضى الوصول إلى‬
‫البهجة العميقة هو المرور من بعض الصعاب‪.‬‬

‫قواعد الرضا عن الحياة‬

‫كلما ازدادت الرغبات والشهوات‪ ،‬ق ّل مدى الرضا عن‬


‫الحياة‪ .‬وكلما ق ّل الرضا عن الحياة ق ّل حظ اإلنسان من نيل‬
‫رغباته وازداد بعدا عن ربّه‪.‬‬

‫االنقطاع عن الدنيا مقدمة لكمال االنقطاع إلى هللا‬


‫األول هو االستقالل واالنقطاع عن الدنيا وما فيها‪،‬‬
‫هدفنا ّ‬
‫وهو عين التعلّق الكامل باهلل عز وجل‪ .‬ثم الب ّد أن نواصل‬
‫الطريق حتى ننال كمال االنقطاع إليه‪.‬‬

‫أعد النظر في تعلقاتك‬

‫أعد النظر في جميع تعلقاتك‪ ،‬سترى الحياة بدونه ممكنة‪،‬‬


‫معوض عن كل احتياجات اإلنسان‪ .‬فعند ذلك ترشد‬
‫وأن هللا ّ‬
‫وتتكامل‪.‬‬

‫مدى تأثير الشيطان‬

‫ال يؤثر الشيطان إال على ذهننا‪ ،‬فإن صنّا الذهن من‬
‫تتحرر قلوبنا ونجد فيها عشق هللا‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وساوس إبليس‪ ،‬سوف‬

‫تعرف على األفكار السلبية‬


‫األفكار السلبية من وسواس الشيطان واألفكار اإليجابية من‬
‫إلهامات الرحمن‪ .‬األفكار السلبيّة هي التي تلقّن اإلنسان‬
‫على الوحشة والعجز وتدفعه إلى القلق واليأس‪.‬‬

‫الطريق إلى صفاء الباطن‬

‫يحصل صفاء الباطن بالسلوك الحسن واألفكار اإليجابيّة‪.‬‬


‫على رأس األفكار اإليجاب ّية حسن الظن باهلل‪ ،‬وعلى رأس‬
‫السلوك الحسن خدمة الناس وال سيما األقربين منهم‪.‬‬

‫حب هللا لك‪..‬‬


‫إن أدركت مدى ّ‬

‫حب هللا لك‪ ،‬ستسقط من عينك جميع‬


‫إن أدركت مدى ّ‬
‫االعتبارات األخرى فلن تسعى بعد من أجلها‪ ،‬بل تسعى‬
‫مدى عمرك لشكر هللا على ما أحاطك به من خير نعمة‬
‫وكرامة‪.‬‬

‫للدين أثران‬
‫ق عن‬‫للدين أثران؛ أحدهما هو أن يس ّهل عليك تشخيص الح ّ‬
‫الباطل‪ ،‬واآلخر يجعل اإلنسان من هواة الحق‪ .‬إن ترك الدين‬
‫يهون عليه التضحية في سبيل‬
‫أثرا عميقا في قلب اإلنسان ّ‬
‫الحق‪.‬‬

‫األخالق الحسنة الخادعة‬

‫من كان حسن األخالق مع الناس سيئ األخالق مع ر ّبه‬


‫متمردا غير شكور‪ ،‬فيُحتمل أن تكون أخالقه الحسنةُ خداعا‬
‫ّ‬
‫وضعفا روح ّيا‪.‬‬

‫كسب محبة هللا عبر المحبة إلى الناس‬

‫لندع لآلخرين ونذكر أسماء إخواننا واحدا واحدا وال ننس‬


‫من سألنا الدعاء‪ .‬فعندما يرى هللا محبّتنا إلى الناس‪ ،‬يزدد‬
‫ويعف بعضنا عن‬
‫ُ‬ ‫محبة لنا‪ .‬لنط ّهر قلوبنا من األحقاد‬
‫البعض‪ ،‬ليزداد هللا معنا تسامحاً‪.‬‬

‫لنكن كراما ً‬
‫ع النتصار شعبنا ومجده وعمران بلدنا‪ ،‬فال نضيّق‬ ‫لند ُ‬
‫يحب أهل‬
‫ّ‬ ‫أدعيتنا في نطاق أنفسنا وأسرنا المحدود‪ ،‬ألن هللا‬
‫الكرامة وسعة الصدر من عباده ويلطف بهم أكثر من‬
‫غيرهم‪ .‬لندع لمستضعفي العالم وال سيما للمؤمنين‬
‫ّ‬
‫ونعزيهم‬ ‫المظلومين في المنطقة‪ ،‬ولنمسح دموع المصابين‬
‫بدعائنا ولندعم المجاهدين في خطوط المقاومة األمامية‬
‫بدعائنا‪.‬‬

‫لألخالق الحسنة خط أحمر‬

‫إن اتصفت باألخالق الحسنة سيجرأ بعض معاشريك بطبيعة‬


‫الحال على استغالل أخالقك‪ ،‬وال بأس في ذلك إذ هو أمر‬
‫طبيعي‪ .‬ولكن ال يجوز لألخالق الحسنة والقناعة والتواضع‬
‫أن تجعل للطغاة الفاسدين عليك سبيال‪.‬‬

‫مواساة المحتاجين‪ ،‬والعطف على األقربين‬

‫ع من صميم قلوبنا للمرضى وال سيّما الذين نعرفهم‪،‬‬ ‫لند ُ‬


‫ولنواس الفقراء ونجدّد العطف والرأفة على األقرباء‪،‬‬
‫ع لقضاء حوائج إخواننا بكل وجودنا قبل أن يسألونا‬ ‫ولند ُ‬
‫الدعاء‪.‬‬
‫من خصائص السياس ّيين الصالحين‬

‫االشتغال بجزئيات الحياة والمصالح الشخصية يمنع اإلنسان‬


‫من النشاط السياسي ورصد أوضاع المجتمع العا ّمة‪ .‬ومن‬
‫يدخل في سلك السياسة انطالقا من مصالحة الشخصيّة فلن‬
‫ي أن يكون‬ ‫يكون سياسيّا صالحا‪ .‬يجب على الناشط السياس ّ‬
‫مهت ّما بمصالح المجتمع العا ّمة في أثناء نشاطه‪.‬‬

‫طلب العيشة الط ّيبة‪ ،‬وهالك مس ّببي الفقر‬

‫ق المؤمنون‬‫أسألوا هللا العافية والعيشة الطيبة‪ .‬إذ يستح ّ‬


‫يتورطوا بالذنوب ويغفلوا‬
‫ّ‬ ‫حياة طيّبة‪ ،‬وذلك من أجل أن ال‬
‫عن هللا بسبب الفقر وضنك الحياة‪ .‬وفي نفس الوقت ادعوا‬
‫لهالك مستكبري العالم الذين هم المصدر والمسبّبون‬
‫الحقيقيّون للفقر في العالم‪.‬‬

‫قانون ثبات الكبر والتواضع‬


‫ق عصيّا عليه‪ ،‬فهو متواضع‬‫من كان متكبّرا على الح ّ‬
‫للباطل متساهل في قبوله‪ .‬وهذا ألعظم عقاب لمخالفي‬
‫ق‪.‬‬
‫الح ّ‬

‫أدعوا بما تتفاعل معه قلوبكم‬

‫ردّدوا األذكار واألدعية التي تلفت قلوبكم إلى هللا أكثر‪،‬‬


‫واقرأوا النصوص التي تقدر على إثارة أرقى مشاعركم‬
‫واستدارة دموعكم‪ ،‬وإن كانت الدموع ليست بشرط مطلق‬
‫الستجابة الدعاء‪ ،‬ولكنّها توفّر أفضل الظروف واألسباب‬
‫الستجابة الدعاء‪.‬‬

‫صب للحق‬
‫معيار التع ّ‬

‫ق‬
‫التضحية معيار التعصب للحق‪ .‬فأولئك الذين طلبوا الح ّ‬
‫دفاعا عن مصالحهم الشخصية هم أنصار الحق إلى مدى‬
‫غير بعيد‪ ،‬ولعلّهم ينقلبون عليه بعد حين‪ .‬وأولئك‬
‫ق انطالقا من حقوقهم‬ ‫المظلومون الذين يدافعون عن الح ّ‬
‫ق‪.‬‬
‫المضيّعة ليس إال‪ ،‬فال يُدرى كم قد عرفوا قيمة الح ّ‬
‫هؤالء ال ينجذبون إلى الحق‬

‫لك ّل من الحق والباطل جاذب ّية مغناطيس ّية يجذب بها أهله‪.‬‬
‫فاالنجذاب إلى الحق بحاجة إلى أهليّة‪ ،‬كما الذين ينجذبون‬
‫إلى الباطل فهم أهل الباطل‪ .‬أما اكتساب أهليّة الحق أو‬
‫الباطل فهو بحسب أعمالنا‪ .‬فاألنانيّون ـ مثال ـ ال ينجذبون‬
‫ق إال قليال‪.‬‬
‫إلى الح ّ‬

‫البد للعلماء أن يكونوا سياسيّين أكثر من غيرهم‬

‫قال النبي األكرم(ص)‪ :‬العلماء ورثة األنبياء‪ .‬إذن الب ّد‬


‫للعلماء أن يسبقوا باقي شرائح المجتمع في العمل‬
‫السياسي‪ ،‬إذ كان على رأس مها ّم األنبياء إنقاذ الناس من‬
‫الظلم والطاغوت‪.‬‬

‫آية الواصلين إلى هللا‬

‫الواصل إلى هللا لم يعد بحاجة إلى ما سواه‪ ،‬فهو يعاشر‬


‫الناس ويلطف بهم تف ّ‬
‫ضال منه؛ أي ال يحقد على أحد ويشفق‬
‫على الجميع‪ .‬فإن لم نكن نعاشر الناس هكذا‪ ،‬فإننا لم نصل‬
‫إلى هللا‪.‬‬

‫أقصر الطرق إلى هللا‬

‫إن أقصر الطرق إلى هللا هو المودّة في أولياء هللا وخدمة‬


‫خلق هللا‪ .‬فمن ال يقدر على مودّة أولياء هللا أو معاداة أح ٍد‬
‫من أعداء هللا‪ ،‬فهو لن يستطيع الوصول إلى هللا أبدا‪.‬‬

‫علينا باالنتظار‬

‫من أجل الوصول إلى هللا واالستمتاع بشعور الحضور عند‬


‫وغض‬
‫ّ‬ ‫هللا الذي يفوق اللذّات جميعا‪ ،‬فالبد من االنتظار فترة‬
‫الطرف ع ّما سوى هللا طيلة فترة االنتظار‪.‬‬

‫اإلنسان أسير رغباته‬

‫إن اإلنسان أسير رغباته ولن يسأم من تلبيتها‪ .‬فهو ال يزال‬


‫ينتقل من رغبة إلى رغبة من دون أن يترك المثابرة في‬
‫سبيل تحقيق رغباته‪ .‬طبعا هي ليست بحالة سيئة‪ ،‬ولكن‬
‫ينبغي له أن يرفع من مستوى رغباته‪.‬‬

‫علينا أن نس ّد كل ثغرة‬

‫العدو ومن أجل النيل من مصالح الشعب إلى تح ّمل‬


‫ّ‬ ‫ال يحتاج‬
‫جهود مضنية‪ ،‬بل حسبه أن ينتهز أضيق ثغرة للفتك بنا‪.‬‬
‫ولكن إن أراد شعب أن يدافع عن مصالحه فالب ّد له أن يس ّد‬
‫جميع الثغور بألف حيلة ووسيلة‪.‬‬

‫طوبى لألكياس‬

‫في مسار العالقة مع هللا الب ّد من كياسة ينتزه المرء بها ك ّل‬
‫يحب هؤالء األكياس من‬ ‫ّ‬ ‫فرصة لكسب رضا هللا‪ .‬فإن هللا‬
‫الناس‪ .‬ترى بعض الناس أذكياء جدّا في شؤون الدنيا‪،‬‬
‫ولكنهم بلهاء حمقى في عالقتهم مع هللا‪.‬‬

‫قوس ألوان اإليمان‬


‫متكون من سبعة ألوان‪ :‬نور العلم ونور الفكر‬
‫ّ‬ ‫اإليمان قوس‬
‫حب الصالحين ونور حب الخيرات‬ ‫حب هللا ونور ّ‬
‫ونور ّ‬
‫ونور النيّة المخلصة ونور العمل الصالح‪.‬‬

‫خصلة قاضية‬

‫نفوت الفرص ونضيّع العمر فحسبنا خصلة‬ ‫لو أردنا أن ّ‬


‫واحدة وهي الكسل والخمول‪ .‬ولكن إذا أردنا أن نحظى بعمر‬
‫مفيد‪ ،‬فالبد لنا من آالف المحاوالت واالستعانة بالعديد من‬
‫الفنون والمهارات‪.‬‬

‫مؤشرات القرب من هللا‬

‫كلّما اقترب اإلنسان من هللا أكثر‪ ،‬تخلّق بصفاته أكثر‪ .‬فمثال‬


‫يزداد شفقةً بخلق هللا ويشت ّد رأفة بهم‪.‬‬

‫قابل ّية الحياة في حمى هللا‬


‫نحن نو ّد أن نعيش في حمى هللا‪ ،‬ونهوى في نفس الوقت‬
‫أن نمارس ما نشاء من األفعال‪ ،‬بينما ال ندري بأننا إن‬
‫عصينا هللا سبحانه سنفقد من قابليّتنا في اكتساب حماه‪.‬‬

‫المجتمع كاإلنسان‬

‫ينطوي المجتمع على مختلف النزعات شأنه كشأن اإلنسان‬


‫في رغباته‪ .‬فقد ُجمعت في المجتمع أتفه الرغبات إلى جانب‬
‫أسماها وأرقاها‪ .‬المه ّم هو الرغبة التي تتصدّر باقي‬
‫الرغبات وتمسك بزمام أمورهم‪.‬‬

‫المجتمع البشري على أعتاب شوط جديد‬

‫أخذ المجتمع البشري وبصمت ذي معنى يطوي شوط‬


‫بحرية اإلنسان بصوت عا ٍل‪ ،‬ولكنها طالما‬
‫الزمرة المنادية ّ‬
‫وجرت لهم أنواع الضعف واألسر الشديدين‪.‬‬‫ّ‬ ‫خدعت الناس‬

‫دخلنا في الشوط األخير من حركة التاريخ‬


‫ليس أمام تاريخ حياة البشر سوى االعتبار من تجارب‬
‫اإلخفاقات الكثيرة والرجوع إلى هللا سبحانه‪ .‬وقد اجتزنا‬
‫أعتاب هذا الشوط ودخلنا في الشوط األخير من حركة‬
‫التاريخ‪.‬‬

‫عالقة كف النّفس مع الدين‬

‫كف النفس هم أجدر من غيرهم في‬ ‫الذين يقدرون على ّ‬


‫االلتزام بالدّين كما هم يتمتّعون بتديّنهم‪ .‬أما باقي الناس‬
‫فإ ّما يميلون عن الدين ميال‪ ،‬وإما ينتهزونه ألغراضهم‬
‫النفسانيّة‪.‬‬

‫موطن األمان الحقيقي‬

‫ق المعرفة وزالت ظاهرة النفاق‪ ،‬فعندئذ‬ ‫إن عُرف اإليما ُن ح ّ‬


‫لن يطمئن الناس إال بالمؤمنين ولن يشعروا باألمان إال‬
‫عندهم وسيعلمون أن ال أمان عند غيرهم‪.‬‬

‫تفوت السحر وبين الطلوعين‬


‫ال ّ‬
‫السحر ليقظة القلب وبين الطلوعين ليقظة الفكر‪.‬‬
‫ُ‬ ‫إنما ُجعل‬
‫فمن كان النو ُم أفضل انتفاع له بهذين الفرصتين‪ ،‬فهو لن‬
‫يصل إلى هدف ق ّ‬
‫ط‪.‬‬

‫خالصة السير والسلوك‬

‫ُ‬
‫اجتياز القلب زخارف الدنيا‬ ‫إنّما السير والسلوك إلى هللا هو‬
‫ظه من لوث المخاوف والهواجس الدنيوية في سبيل‬ ‫وحف ُ‬
‫هللا‪ .‬فاعصم قلبك من التأثّر باآلخرين في سفرك إلى ّ‬
‫ّللا‪.‬‬

‫قوس ألوان اإليمان‬

‫متكون من سبعة ألوان‪ :‬نور العلم ونور الفكر‬


‫ّ‬ ‫اإليمان قوس‬
‫حب الصالحين ونور حب الخيرات‬ ‫حب هللا ونور ّ‬
‫ونور ّ‬
‫ونور النيّة المخلصة ونور العمل الصالح‪.‬‬

‫من أش ّد العذاب يوم القيامة‬


‫إن حسرة يوم القيامة هي من أش ّد العذاب وستح ّل بمن علق‬
‫قلبُه بغير هللا في الدنيا وصرف لحظة من وقته لغير هللا‪.‬‬

‫اإليمان يعني‪...‬‬

‫تكون معه عالقة‬


‫إن كنت قد اعتقدت بوجود هللا ولكن لم ّ‬
‫حميمة‪ ،‬فقد أسلمت ولكن لم يدخل اإليمان في قلبك بعد‪.‬‬
‫اإليمان عبارة عن عالقة قلبية مع هللا‪.‬‬

‫أطوار تكامل المؤمن‬

‫المؤمن أوال يرى نفسه في حمى هللا‪ ،‬ثم شيئا فشيئا يرى‬
‫نفسه هلل‪ ،‬وبعد ذلك يصل إلى درجة يشعر فيها بالحاجة‬
‫ّللا سبحانه‪.‬‬
‫سة إلى إزالة أي فاصل ومسافة بينه وبين ّ‬ ‫الما ّ‬

‫أصل المساوئ كلّها‬


‫المولعون بذكر هللا يتصفون بروح عظيمة‪ ،‬إذ أن مصاحبة‬
‫العظماء تمنح اإلنسان شموخا وعظمة‪ .‬أ ّما المساوئ فكلّها‬
‫يأتي من الحقارة وضيق النظر‪.‬‬

‫فضل التقوى على األخالق‬

‫التقوى هي توازن روح اإلنسان‪ .‬فلو كنا قد أكدنا على‬


‫مفهوم التقوى وبينّا جماله بدال من التأكيد على مفهوم‬
‫األخالق الذي ال نجد له أثرا ملحوظا في القرآن‪ ،‬لكنا نحظى‬
‫إن ضمان التقوى كامن‬ ‫اليوم بثقافة مفعمة بعطر التقوى‪ّ .‬‬
‫في مفهومه‪ ،‬بيد أن األخالق ال ضمان له بحسب ذاته‪،‬‬
‫ولذلك ال يط ّبق‪.‬‬

‫من الذي يحبه هللا أكثر؟‬

‫أحب هللا عبدا‪ ،‬أغدق عليه فرص الثواب وسلبه فرص‬ ‫ّ‬ ‫إذا‬
‫الذنوب‪ّ ،‬إال فيما إذا وثق من عدم زهلل‪ .‬من الذي يحبه هللا؟‬
‫من ال يسيئ انتهاز فرص الذنوب إن سنحت له‪ .‬ومن الذي‬
‫يحبّه أكثر؟ من ينتفع أقصى االنتفاع بأدنى فرص اکتساب‬
‫الثواب‪.‬‬
‫حس ٌن غير جميل‬

‫يتبرج لك ويغنج عليك ليحرق قلبك حسرةً‪،‬‬‫إن جاءك من ّ‬


‫فاعلم أن جمالك يفوق جماله ولكنّه ال يرى ذلك‪ .‬وإن جاءك‬
‫ويتبرج لك ليخطف قلبك ويلهيك ع ّمن هو‬
‫ّ‬ ‫من يغنج عليك‬
‫وغض الطرف عن جمال‬
‫ّ‬ ‫أجمل منه‪ ،‬فانظر إلى قبح حاله‬
‫وجهه‪.‬‬

‫الخواص الصالحين‬
‫ّ‬ ‫تكليف‬

‫أكثر الناس لفي صالح‪ ،‬إال إذا أصبحوا تحت ظلم وخداع‬
‫أقلية طالحة‪ .‬وإن هيمنة األقلية الطالحة على المجتمع ناشئ‬
‫من ضعف الشريحة الصالحة أو قلّتهم‪ .‬فك ّل من اهتدى إلى‬
‫سبيل الصالح وأصبح من خواص المجتمع ونخبهم‪ ،‬عليه‬
‫أن يجاهد في سبيل إنقاذ الناس من تحت هيمنة األقلية‬
‫الطالحة‪.‬‬

‫أنواع الصدق‬
‫ليس الصدق في القول فحسب‪ ،‬بل يجب أن يصاحب الفعل‬
‫أيضا‪ ،‬كما ذُكر في الوفاء بالعهد‪ .‬فعندما يقوم امرء بفعل‬
‫من شأنه أن ينوي فيه نيّة حسنة ولكنه أقدم عليه بنيّة‬
‫سيئة‪ ،‬فعلى الرغم من كونه لم يكذب‪ ،‬لم يكن صادقا في‬
‫فعله‪ .‬هذا وترى بعض الناس غير صادقين حتى مع‬
‫أنفسهم‪.‬‬

‫العاشق الوحيد‪...‬‬

‫إن هللا هو العاشق الوحيد الذی ال يسأم من غفلة حبيبه‬


‫اإلنسان عنه‪ ،‬وهو ال يزال يسعى لجلب انتباه اإلنسان إليه‬
‫حتى نهاية الدنيا‪.‬‬

‫سترون حسن تعامل هللا معكم‬

‫إن سعيتم قليال وانشغلتم بعملية جهاد النفس وجعلتم ذلک‬


‫ه ّما لکم‪ ،‬سوف ترون حسن تعامل هللا معکم ومدى لطفه‬
‫بکم‪.‬‬
‫سد حقيقة ديننا‪..‬‬
‫نج ّ‬

‫لقد أراد منّا أهل البيت(ع) أن نج ّ‬


‫سد حقيقة ديننا عبر روعة‬
‫حياتنا؛ ال أن نصلّی أمام الناس ونخطف قلوبهم بصالتنا‬
‫وحسب!‬

‫طالب الحياة والعبادة‪...‬‬

‫يجب أن نکون من ّ‬
‫طالب الحياة والعبادة فی وقت واحد‪،‬‬
‫وإال فإن ترک الدنيا بر ّمتها ليس بفضل‪ ،‬بل هو نوع من‬
‫طلب الراحة‪.‬‬

‫يعتني هللا به‪..‬‬

‫يحب هللا ال يعتنی هللا به؟! من المؤکد‬


‫ّ‬ ‫تتصورون أن من‬
‫ّ‬ ‫هل‬
‫أن هللا سيحبه ويثيبه ويلطف به‪.‬‬

‫لكي تنال العشق واإلخالص‪..‬‬


‫ّ‬
‫وتعزز عقلک‪ ،‬ثم واصل الجهاد لکی‬ ‫جاهد نفسک لتف ّعل‬
‫تنال العشق واإلخالص‪.‬‬

‫يحسب جهاد للنفس‪..‬‬

‫مجرد رضا اإلنسان وعدم شکواه مما ح ّل به من مصائب‬


‫ّ‬
‫ومکاره‪ ،‬يحسب جهادا للنفس‪.‬‬

‫يمالء فراغ لذة الشهوات‪..‬‬

‫إن ذکر هللا ومناجاته من اللذة والحالوة بمکان بحيث يمأل‬


‫فراغ لذة الشهوات‪.‬‬

‫ق ّمة السلوك العقالني‪..‬‬

‫أن الدين هو ق ّمة السلوک العقالنی ويجسد السلوک األنيق‬


‫والمرموق‪.‬‬

‫إن الدّين لصالحنا‪..‬‬


‫إن نلتفت إلى آثار الدين فی الدنيا‪ ،‬يق ّل ابتالؤنا بالعجب‪ .‬إن‬
‫نمن على هللا ولنعبده بمزيد من التواضع‪.‬‬ ‫الدين لصالحنا فال ّ‬

‫إشتراكهما في حب واحد‪..‬‬

‫حب‬
‫الحب بين الزوجين إال بعد ما اشترکا فی ّ‬
‫ّ‬ ‫ال توثق عُرى‬
‫کحب هللا عز وجل وأوليائه(ع)‬
‫ّ‬ ‫حبيب واحد‪،‬‬

‫الحد األدنى واألقصى للصالة‬

‫الحد األدنى من أثر الصالة هو االنفصال عن الدنيا‪ ،‬والحد‬


‫األقصى من أثرها هو االتصال باهلل‬

‫الجهاد في سبيل األنا‪...‬‬

‫قوةً‪،‬‬
‫إن الجهاد فی سبيل الحق ال يرهق اإلنسان بل يزيده ّ‬
‫بينما الجهد فی سبيل األنا‪ ،‬يوهن إرادة اإلنسان ويتعبه‬
‫نفسيّا‪.‬‬
‫الباطل يأتي بسرعة‪...‬‬

‫ال يطيق المستعجلون الصبر على طلب الحق‪ ،‬إذ ال ينال‬


‫ق عادةً إال بعد فترة من الزمن‪ .‬بينما الباطل يأتی‬
‫الح ّ‬
‫بسرعة کما يزول بسرعة‪.‬‬

‫من جاهد في سبيل الحق‪..‬‬

‫من ذاق لذّة طلب الحق‪ ،‬لن يکون انتهازيّا وال أنانيّا‪ ،‬ومن‬
‫ق‪ ،‬سيبغض االحتيال في سبيل‬ ‫جاهد في سبيل إحقاق الح ّ‬
‫اکتساب المصالح الشخصية‪.‬‬

‫شموخ الشهداء‬

‫إن شموخ الشهداء وروعتهم‪ ،‬ناجم عن رضاهم من صميم‬


‫القلب بتضحيتهم مضافا إلى نورهم المعنوي‪ .‬وکل من‬
‫يض ّحي عن رضا وبرحابة صدر يصبح شامخا کالشهداء‪.‬‬
‫كل من يخدم الناس‪..‬‬

‫إن محبوبية الشهداء في مجتمع صالح لظاهرة طبيعية ولها‬


‫قاعدة بسيطة‪ .‬كل من يعبد هللا ويخدم الناس بتضحية‬
‫وصدق‪ ،‬يصبح محبوبا كالشهداء‪.‬‬

‫أفضل طريق للخلود هو‪...‬‬

‫نحن نخشى الموت‪ ،‬إذ ال نحب نفاد فرصة الحياة‪ .‬إن أفضل‬
‫طريق إلى الخلود ودوام الحياة هو الشهادة‪ .‬ويعيش‬
‫الشهداء حياة أفضل من حياتنا‪.‬‬

‫معيار للتمييز‪..‬‬

‫للشهداء جاذبية عجيبة‪ .‬إن أثرهم المغناطيسي في النفوس‬


‫التصور‪ ،‬حتى يمكن جعلهم معيارا لتمييز‬
‫ّ‬ ‫السليمة فوق ح ّد‬
‫القلوب الن ّيرة والطاهرة من غيرها‪.‬‬
‫سيعفو هللا عنَّا أكثر‬

‫إن رضينا عن هللا بسهولة‪ ،‬سيرضى هللا عنّا بسهولة أيضا‪.‬‬


‫وإن عفونا عن الناس بسرعة‪ ،‬سيعفو عنّا هللا أكثر‪.‬‬

‫تزيل كل الهواجس‬

‫الشهادة حلم جميل ومحبوب للطيّبين‪ ،‬وهي تزيل كل‬


‫الهواجس من القبر والقيامة ومرارات الحياة‪.‬‬

‫مستقرنا األبدي‪..‬‬

‫الحياة مخيّم ص ّممه هللا لنا من أجل تربيتنا وتعليمنا‪ ،‬ولكي‬


‫مستقرنا األبدي في اآلخرة‬
‫ّ‬ ‫نستع ّد للحضور في‬

‫نسمك زمام أفكارنا‪...‬‬


‫يجب أن نسيطر على أفكارنا ونمسك زمام إدارتها بأنفسنا‬
‫وال نسمح لآلخرين أن يلفتوا أنظارنا في ك ّل لحظة‪ ،‬أو‬
‫يجروا انتباهنا إلى هنا وهناك‪.‬‬
‫ّ‬

‫األنسان المتفائل واإلنسان السلبي‪...‬‬

‫مرا ومظلما‪،‬‬ ‫ي النظر سيرى الواقع ّ‬ ‫اإلنسان المتشائم والسلب ّ‬


‫ي النظر يرى الواقع مأ ّمال‬
‫بينما اإلنسان المتفائل واإليجاب ّ‬
‫ومنقذا‪.‬‬

‫المنجي الوحيد من غضب هللا‪..‬‬

‫لقد أع ّد هللا لمن يغضب عليه خزيا في الدنيا وعذابا شديدا‬


‫التقرب إليه‪.‬‬
‫ّ‬ ‫في اآلخرة‪ .‬والمنجى الوحيد من غضب هللا هو‬

‫أثمن ذكر‪..‬‬
‫إن أيسر األعمال للمداومة وااللتزام بها هو الصلوات على‬
‫محمد وآل محمد‪ .‬إن هذا الذكر ثمين جدا وهو أشرف مما‬
‫عداه من أدعية وأذكار‪.‬‬

‫من ينتفع أكثر‪..‬‬

‫من الذي يحبه هللا؟ من ال يسيئ انتهاز فرص الذنوب إن‬


‫سنحت له‪ .‬ومن الذي يحبّه أكثر؟ من ينتفع أقصى االنتفاع‬
‫بأدنى فرص اکتساب الثواب‪.‬‬

‫أقصى كمال‪..‬‬

‫وكرمه‪،‬‬
‫إن هللا يحب خلقه‪ ،‬وال سيما اإلنسان الذي خلقه ّ‬
‫فأبى إال أن يبلغنا إلى أقصى كمالنا المتمثل بقربه‪.‬‬

‫قد يدع هللا اإلنسان وحيدا ً‬


‫الوحدة هي أن ال تجد أحدا ّ‬
‫تبث إليه شكواك أو تظهر إليه‬
‫سرورك‪ .‬وقد يدع هللا اإلنسان وحيدا لكي يلجأ إليه ويناجيه‪.‬‬

‫صر هللا في النصيحة‪..‬‬


‫لكي ال يق ّ‬

‫صر في النصيحة ألحد‪ ،‬لكي‬


‫حسبنا أن نشفق بالناس وال نق ّ‬
‫نستطيع أن نطمئن بأن هللا ال يقصر في النصيحة لنا‬
‫واللطف بنا‪.‬‬

‫فالنخجل من صغار أهدافنا‬

‫حسبنا أن ننظر إلى عظمة عالم الوجود وعجائب الخلق‬


‫قليال‪ ،‬ونتفكر في علّة خلق العالم مليّا‪ ،‬ليعترينا الخجل من‬
‫صغار أهدافنا‪.‬‬

‫إجعله ه ّمك الوحيد‬


‫سرك القلق من‬
‫ليكن قلقك أن كيف ينظر هللا إليك لكي ال يؤ ّ‬
‫أنظار الناس‪ .‬اجعل ه ّمك الوحيد الحصول على رضوان هللا‬
‫لتزول الكثير من همومك األخرى‪.‬‬

‫اإلبتعاد عن هللا والقرب منه‬

‫كلما ابتعدنا عن هللا سنفقد أنفسنا وننساها وكلما اقتربنا من‬


‫هللا سنحظى بأنفسنا أكثر ونحصل على المزيد من رغباتنا‪.‬‬

‫يلقي السكينة عليك‪...‬‬

‫الخوف من غضب هللا مسكّن القلب وليس من بواعث‬


‫االضطراب‪ ،‬إذ كلما تخاف من هللا يحتضنك ويلقي السكينة‬
‫عليك‪.‬‬

‫ازداد عن ربّه بعدا‬


‫كلما ازدادت الرغبات والشهوات‪ ،‬ق ّل مدى الرضا عن‬
‫الحياة‪ .‬وكلما ق ّل الرضا عن الحياة ق ّل حظ اإلنسان من نيل‬
‫رغباته وازداد بعدا عن ربّه‪.‬‬

‫سترى الحياة بدونها ممكنة‬

‫أعد النظر في جميع تعلقاتك‪ ،‬سترى الحياة بدونها ممكنة‪،‬‬


‫معوض عن كل احتياجات اإلنسان‪ .‬فعند ذلك ترشد‬‫وأن هللا ّ‬
‫وتتكامل‪.‬‬

‫يمكن تكوين حياة سعيدة‪..‬‬

‫إن سبب أكثر أحزاننا هو الحرمان من احتياجاتنا‪ .‬ولكن إن‬


‫صدّقنا بأن أكثر احتياجاتنا غير حقيقية ويمكن تكوين حياة‬
‫ّ‬
‫نطمئن ونرتح‪.‬‬ ‫سعيدة من دونها‪،‬‬

‫سيئ األخالق‪...‬‬
‫من كان حسن األخالق مع الناس سيئ األخالق مع ربّه‬
‫متمردا غير شكور‪ ،‬فال يبعد أن تكون أخالقه الحسنةُ خداعا‬
‫ّ‬
‫وضعفا روحيّا‪.‬‬

‫أعظم عقاب‪..‬‬

‫ق عصيّا عليه‪ ،‬فهو متواضع‬‫من كان متكبّرا على الح ّ‬


‫للباطل متساهل في قبوله‪ .‬وهذا ألعظم عقاب لمخالفي‬
‫ق‪.‬‬
‫الح ّ‬

‫أش ّد العذاب‪...‬‬

‫إن حسرة يوم القيامة هي من أش ّد العذاب وستح ّل بمن علق‬


‫قلبُه بغير هللا في الدنيا وصرف لحظة من وقته لغير هللا‪.‬‬

‫اإليمان عبارة عن‪...‬‬


‫تكون معه عالقة‬
‫إن كنت قد اعتقدت بوجود هللا ولكن لم ّ‬
‫حميمة‪ ،‬فقد أسلمت ولكن لم يدخل اإليمان في قلبك بعد‪.‬‬
‫اإليمان عبارة عن عالقة قلبية مع هللا‪.‬‬

‫يتصفون بروح عظيمة‬

‫المولعون بذكر هللا يتصفون بروح عظيمة‪ ،‬إذ أن مصاحبة‬


‫العظماء تمنح اإلنسان شموخا وعظمة‪.‬أ ّما المساوئ فكلّها‬
‫يأتي من الحقارة وضيق النظر‪.‬‬

‫إقترب من هللا أكثر‬

‫كلّما اقترب اإلنسان من هللا أكثر‪ ،‬تخلّق بصفاته أكثر‪ .‬فمثال‬


‫يزداد شفقةً بخلق هللا ويشت ّد رأفة بهم‪.‬‬

‫أسمى هدف‬

‫الهدف األرقى واألسمى من جهاد النفس هو "االستعداد‬


‫والتأ ّهل للقاء هللا"‪.‬‬
‫تشويه سمعة اإلسالم‬

‫ليشوهوا به‬
‫ّ‬ ‫ال شك في أن الغربيّين هم الذين أنتجوا داعش‬
‫سمعة اإلسالم‪.‬‬

‫آثار قراءة القرآن الكريم‪..‬‬

‫أحد اآلثار التي يتركها القرآن في وجود اإلنسان هو أن‬


‫يربّي عقله‪.‬‬

‫نستحق الحياة الطيبة‪..‬‬

‫إن الحياة الط ّيبة لنا ونحن الذين نستحقّها فيجب أن نحقّقها‪.‬‬

‫ليس تد ّينا ً صحيحا ً‬


‫إن كنّا ملتزمين بالدين ولكن لم نبال بالحياة فنحن في‬
‫الواقع قد خدعنا أنفسنا‪ ،‬إذ ليس هذا بالتديّن الصحيح‪.‬‬

‫لم تكن قضية شيعية فحسب‪...‬‬

‫إن قضية كربالء لم تكن قضية شيعية ـ سنية‪.‬إن كان يزيد‬


‫عدوا للحسين(ع) فإنه جنى في حق أهل السنّة أكثر من‬
‫ّ‬
‫الشيعة‪.‬‬

‫تغيير الرغبات‪..‬‬

‫إن رغبات اإلنسان غير عص ّية على التغيير‪ .‬ولكن خطأنا‬


‫هو أننا دائما نهدف إلى إرضاء رغباتنا بدال من تغييرها‪.‬‬
‫فإننا إذا غ ّيرنا رغباتنا ورقّينا مستواها سيتسنّى لنا‬
‫الوصول إليها أفضل وسوف نتمتّع بها أكثر‪ .‬إن طريق رفع‬
‫مستوى الرغبات هو اإلعراض عن الرغبات الرخيصة‬
‫الثمن‪.‬‬

‫إلهي حسابني اآلن‪...‬‬


‫إلهي! أرجوك ـ إن أمكن ـ أن تحاسبني قبل صحراء‬
‫المحشر في زاوية خالية في هذه الدنيا في اليقضة أو‬
‫المنام‪ .‬من المؤكد أني غير قادر على اإلجابة عن أسئلتك‬
‫وال استطيع جبران ما فات منّي ولكن لعلّي أرجع إلى نفسي‬
‫أو أبكي على األقل على حالي أو أسألك العفو والمغفرة‪.‬‬

‫خارطة عشق هللا‪..‬‬

‫يعلم اإلنسان بوجود هللا في أول المطاف‪ ،‬ثم يؤمن باهلل‬


‫عرف عليه بتالوة القرآن‪ ،‬ثم‬ ‫بصفاء باطنه‪ ،‬وبعد ذلك يت ّ‬
‫يتقرب إليه شيئا ما بطاعته‪ ،‬ثم يأنس به بالمناجاة والدعاء‪،‬‬‫ّ‬
‫ثم يغدو محبوبا لدى هللا بالتح ّبب إلى أولياء هللا وخدمتهم‬
‫والتواضع لهم‪ ،‬ثم يعشق هللا في آخر المطاف‪.‬‬

‫البرمجة الدقيقة للحياة‪..‬‬

‫المضرة التي ال مح ّل‬


‫ّ‬ ‫إن النظر من األعلى يخفض المشاعر‬
‫حب اإلنسان للمثل العظيمة‪ .‬إن النظر من‬
‫لها‪ ،‬بيد أنه ين ّمي ّ‬
‫األعلى يزيل االحتياطات غير الضرورية‪ ،‬وفي المقابل ين ّمي‬
‫جرأة اإلنسان على خوض الغمرات في مسار األهداف‬
‫السامية‪ .‬كما أنه ين ّمي يزيد اإلنسان قدرة على البرمجة‬
‫الدقيقة وبعيدة المدى‪.‬‬

‫االختالف بين الناس‪..‬‬

‫إن قبلنا بأن الناس مختلفون‪ ،‬ستنتفي الكثير من النزاعات‬


‫والضارة‪ .‬فأولئك الذين لم يدركوا هذه االختالفات‬
‫ّ‬ ‫الشديدة‬
‫أو لم يقبلوا بها‪ ،‬دائما ما يواجهون مشاكل في عالقتهم مع‬
‫ويجرهم ذلك دوما إلى الحقد والضغينة‪ .‬إن القبول‬
‫ّ‬ ‫اآلخرين‬
‫باالختالف بين الناس يزيد من سعة الصدر ويمنح‬
‫االطمئنان‪.‬‬

‫ق َّل من يدرك هذه الحقيقة‪...‬‬

‫قد يحتاج الفهم إلى ورشة وتجربة فال يكفي الحضور في‬
‫الصف أو مطالعة الكتاب‪ .‬الحياة هي ورشة للفهم وكثير من‬ ‫ّ‬
‫الناس يفهمون في هذه الورشة أقل م ّما ينبغي‪ .‬فعلى سبيل‬
‫ق االهتمام دائما‪ ،‬ولكن‬‫المثال يفهم الكثير أن الدنيا ال تستح ّ‬
‫ق ّل ما يدرك أن ال يجوز الغفلة عن هللا لحظةً‪.‬‬
‫العبادة خير طريق إلزدهار المواهب‪..‬‬

‫الحياة هي عمل ّية ازدهار المواهب‪ .‬وأه ّم المواهب التي‬


‫يجب أن تزدهر هي المواهب الالزمة في حياة عالم اآلخرة‪.‬‬
‫أ ّما إن صرفنا طاقاتنا كلّها في سبيل ازدهار المواهب التي‬
‫تنفعنا في هذه الدنيا فقط‪ ،‬سنكتئب في أواخر عمرنا‪ .‬العبادة‬
‫خير طريق الزدهار المواهب الالزمة في اآلخرة‪.‬‬

‫هللا يمتحن كل عبد بحسبه‪..‬‬

‫المشاكل التي تحيط بك ّل فرد والتي يُمتحن بها اإلنسان هي‬


‫مرتبطة بالظروف التي تحيط به‪ ،‬وهذا ما ال يشّخصه إال‬
‫هللا‪ .‬طبعا من الطبيعي أن ال يرضى أحد ببقاء مشاكله‪،‬‬
‫ولكن يجب نثق بأن هللا يمتحن ك ّل عبد بأنسب وأسهل‬
‫امتحان‪.‬‬

‫القدرة التي تتمتع بها الشباب‪...‬‬


‫يتمتّع الشاب بأعلى قدرة روحية وبإمكانه أن يصعد إلى‬
‫الكائنات ويجتازها ليصل إلى الملكوت‪ .‬بإمكان الشاب أن‬
‫يحصل على قدرة اإلقالع عن هذه الدنيا‪.‬‬

‫أهم عمل لتمهيد الظهور هو‪..‬‬

‫ليس إصالح الحجاب هو أه ّم عمل لتمهيد الظهور‪ ،‬وإنّما‬


‫هو إصالح المسؤولين السياس ّيين!‬

‫جفاء تدوم مرارته‪..‬‬

‫بارين‪ ،‬فهذا ما يمكن تح ّمله بسهولة‬ ‫إن لم يكن أبوانا َّ‬


‫وسرعان ما ينتهي عسر هذه المرحلة‪ .‬ولكن إن كان أوالدنا‬
‫بارين فإنه جفاء تدوم مرارتُه‪ .‬فإن وددنا أن يب ُّرنا‬
‫غير ّ‬
‫أوالدُنا فلنرأف بوالدينا وإن لم يكونا رؤوفين‪.‬‬

‫هللا يزكّي األنفس‬


‫يو ّد اإلنسان أن يح ّدث الناس بمحاسنه ومعاناته‪ ،‬أو أن‬
‫يسمعها عن لسان غيره‪ ،‬ولكن هللا يريد أن نرقى لنكون‬
‫أهالً لمصاحبته‪ .‬ولذلك فينبغي أن نقلّل من أمثال هذه‬
‫الحوارات! ال ينبغي أن نفتّش عن الجاه والسمعة بين‬
‫ونتسول محبّتهم ليمأل هللا قلوبنا بلطفه ومحبّته‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الناس‬

‫الناس نيام إذا ماتوا انتبهوا‬

‫غالبا ما تكون الدنيا موطن حياة اإلنسان الطفوليّة‪ .‬إذ يبلغ‬


‫أكثر الناس بعد الموت ال قبله‪ .‬أما أولئك الذين يبلغون قبل‬
‫الموت فإحدى معاناتهم هي ما يشاهدونه من سلوك الناس‬
‫الطفولي‪.‬‬

‫شفقة األمهات وتدبير اآلباء‪..‬‬

‫ّ‬
‫بأوالدهن سببا لبناء ذاتهم‬ ‫يجب أن تكون شفقة األمهات‬
‫واجتهادهم‪ ،‬وإال فتدفعهم هذه الشفقة صوب طلب الراحة‬
‫واتباع الهوى‪ .‬وكذلك يجب أن يكون تدبير اآلباء سببا‬
‫لتدريب األبناء على التدبير‪ ،‬وإال فينشأ األبناء في ظل تدبير‬
‫ومتمردين‪.‬‬
‫ّ‬ ‫اآلباء منفعلين‬
‫علينا إكتشاف مواهبنا‪...‬‬

‫كلّنا جميعا قدمنا العالم حاملين ممتلكات ومواهب قيّمة جدّا‪.‬‬


‫وحسبنا أن نكتشفها ونستخدمها ونحافظ عليها‪ ،‬لتسمو بنا‬
‫إلى الثريّا‪ .‬ولذلك يجب على التربية والتعليم أن تهدف إلى‬
‫اكتشاف باطن اإلنسان أكثر من شحنه بالعلوم‪.‬‬

‫القلق اإليجابي والسلبي‪..‬‬

‫القلق من بواعث اكتئاب اإلنسان وهالكه وإنه يُلحق بروح‬


‫اإلنسان وجسمه أضرارا فادحة‪ .‬أما القلق الصحيح‬
‫المعنوي‪ ،‬فهو مدعاة إلى الطمأنينة وسالمة الروح‬
‫والجسم‪ .‬إن أحد أنواع القلق المعنوي الثمين‪ ،‬هو القلق‬
‫الناجم من تفکير المرء بعاقبته‪ .‬فإن هذا القلق يجعل‬
‫اإلنسان في حفظ هللا وحصنه‪.‬‬

‫محاسبة النفس‬
‫بوسع اإلنسان أن يحصل يوميّا على انطباع أحدث وأعمق‬
‫من نفسه ويزداد معرفة بنفسه‪ ،‬وذلك بشرط أن يحاسب‬
‫نفسه‪ .‬ولكن أكثر الناس ال يعرفون أنفسهم ألنهم ال‬
‫يحاسبونها‪ .‬فعلى سبيل المثال ال يفتّشون عن دواعي كل‬
‫فعل تقوم به أنفسهم‪ .‬إن محاسبة النفس هي من أه ّم طرق‬
‫معرفة النفس‪.‬‬

‫أه ّم من الراحة واللذة‬

‫إن احتياج اإلنسان إلى الطاقة أكثر منه إلى الراحة‪ ،‬فيجب‬
‫أن يكون أش ّد فرارا من الكآبة بدال من العناء‪ .‬فإن صحبت‬
‫قوة واندفاعا‪ ،‬وهي أفضل‬ ‫العناء طاقةٌ ما‪ ،‬زادت اإلنسان ّ‬
‫بكثير من الراحة إن أدّت إلى فتور اإلنسان واكتئابه‪ .‬كما أن‬
‫اإلنسان بحاجة إلى البهجة والسرور أكثر من حاجته إلى‬
‫اللذة‪ .‬فإن امتزجت لذّةٌ بغ ٍ ّم ما فال قيمة لها‪.‬‬

‫طرق الحياة المغلقة‬

‫إللهم لقد اُسرنا في أزقّة الحياة ال ُمغلقة‪ ،‬فأرجعنا من هذه‬


‫الطرق العقيمة قبل أن نبلغ نهايتها‪ .‬الله ّم إننا نشتري‬
‫رب أموالنا قبل‬
‫بثرواتنا وأموالنا البؤس والفقر‪ ،‬فاشتر يا ّ‬
‫أن ينتهبها اللصوص فإنك خير من يقيّمنا ويشترينا!‬

‫شر مصيبة‬
‫ّ‬

‫شر مصيبة يمكن أن تح ّل بالمرء هي أن ينسى هللا‬


‫إن ّ‬
‫إن نسيان النفس حالة ال يتقبّلها أي إنسان‬‫فينسى نفسه‪ّ .‬‬
‫يحب ذاته‪ .‬ألنك إن نسيت نفسك فلن تقوى بع ُد على خ ْطو‬
‫ّ‬
‫يضرك‪.‬‬
‫ّ‬ ‫أيّة خطوة لحفظ مصلحتك وال تزال تبادر إلى ما‬

‫سيارة من دون سكّان‬

‫معرضة‬
‫صص بال أمانة ونزاهة كسيارة بال سكّان‪ ،‬فهي ّ‬ ‫التخ ّ‬
‫للسقوط في أي واد‪ .‬والعلم بال عمل كس ّيارة من دون‬
‫عجالت فهي ال توصل أحدا إلى مكان‪ .‬والعقل من دون‬
‫عشق‪ ،‬كسيّارة راقية ولكنّها خالية من الوقود فهي تبقى‬
‫تتحرك إلى في انحدار‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ساكنة أبدا ولن‬

‫الخلوة مع هللا‬
‫غالبا ما تُبعدنا الحياةُ عن ّ‬
‫ّللا‪ .‬وذلك ألننا ال نستطيع أن‬
‫ّ‬
‫وبث جميع أحزاننا‬ ‫نسير إلى هللا كما يلزم‪ .‬ولكن مناجاة هللا‬
‫يعوض لإلنسان ما‬‫رب العالمين‪ّ ،‬‬ ‫وأمالنا إليه والحديث مع ّ‬
‫فات في منعطفات الحياة ويرفعه إلى موقعه المناسب‪.‬‬

‫العفاف يعني‪...‬‬

‫العفاف يعني حياء اإلنسان من أن يدخل في حريم غيره‬


‫الخاص‪ ،‬وحياءه من أن يم ّد يده إلى طعام غيره وإن كان‬‫ّ‬
‫جائعاً! العفاف يعني القبول بالمحدود ّيات المنطق ّية بكل‬
‫رحابة صدر ورضا ومن دون شكوى‪ .‬فإن العفيف ال يسمح‬
‫لنفسه بالتفريط في سمعته وماء وجهه من أجل االستمتاع‬
‫يفرط بماء وجهه بينه وبين نفسه‪.‬‬ ‫بلذّة ما‪ ،‬كما أنه ال ّ‬

‫حجم لذّات الدنيا‬

‫إن الدنيا لمكان جيّد ألنها موط ٌن يعشق فيها اإلنسان‪ ،‬وفي‬
‫نفس الوقت هي مكان سيّئ‪ ،‬ألنّها ال تصلح للمعاشقة‬
‫والمغازلة‪ .‬وإنما في اآلخرة يستمتع اإلنسان بعشق خالد‪.‬‬
‫الدنيا هي كالسوق الذي تختار فيه وتشتري‪ ،‬واآلخرة بيتك‪،‬‬
‫حيث يُرسل إليك ما اشتريت فتستمتع به‪ .‬إن لذّات الدنيا‬
‫كلّها هي بقدر ما يذوق المشتري في السوق‪.‬‬

‫ساعات أصيلة‬

‫إن ساعات االضطراب وضيق الصدر‪ ،‬ساعات أصيلة في‬


‫ّللا يريد أن يتجلّى لك في هذه الساعات‬
‫حياة اإلنسان‪ .‬فلع ّل ّ‬
‫ويكون معك‬
‫ّ‬ ‫حيث تنقطع فيها عن الناس ألسباب شتّى‪،‬‬
‫عالقةً عميقة‪ .‬فال نضيّع هذه الساعات وال ّ‬
‫نفر منها‪ .‬فإن‬
‫ّ‬
‫وحن إلى‬ ‫ضيق الصدر يعني أن قلبنا قد سئم الناس جميعا‬
‫ربّه‪.‬‬

‫أهمية حسن الجوار‬

‫إن حسن الجوار أه ّم من حسن الخلق مع سائر الناس‪ ،‬إذ‬


‫ليس في ميسورك أن تغيّر جارك في ك ّل حين والب ّد لك من‬
‫تح ّمله‪ .‬يجب عليك أن تحسن معاشرته وإن أزعجك بسوء‬
‫خلقه‪.‬‬

‫طريق التمتّع بحياة مضاعفة‬


‫إن الحسرات تد ّمر ماضي اإلنسان‪ ،‬واليأس يهدم مستقبله‪.‬‬
‫أ ّما الشكر فيحيي الماضي واألمل يحيي المستقبل‪ .‬فبالشكر‬
‫على الماضي‪ ،‬وباألمل برحمة هللا ولطفه في المستقبل‪،‬‬
‫يحظى اإلنسان بحياة مضاعفة‪.‬‬

‫سوف ترون حسن تعامل هللا‪..‬‬

‫إن سعيتم قليال وانشغلتم بعملية جهاد النفس وجعلتم ذلک‬


‫ه ّما لکم‪ ،‬سوف ترون حسن تعامل هللا معکم ومدى لطفه‬
‫بکم‪.‬‬

‫مستقبلنا مرهون برغباتنا اليوم‬

‫إن مشتهياتنا ورغباتنا الخفية والجلية هي من أهم العوامل‬


‫الحاسمة في تحديد مصيرنا‪ .‬نحن غافلون عادة عن مدى‬
‫أهمية رغباتنا ولوال ذلك لما سمحنا ألي رغبة سخيفة بأن‬
‫تقتحم قلوبنا‪ ،‬والستغفرنا من رغباتنا التافهة‪ .‬إن مستقبلنا‬
‫مرهون برغباتنا اليوم‪.‬‬
‫أوج األخالق االجتماعية‬

‫إن أوج األخالق االجتماعية هو القابلية للحضور‬


‫سد‬
‫والمشاركة في التنظيمات اإليمانية الشعبية‪ .‬يجب أن تتج ّ‬
‫األخوة‪ ،‬في حسن تعامل المؤمنين‬
‫ّ‬ ‫ك ّل تأكيدات اإلسالم على‬
‫معاً‪.‬‬

‫أعلى لذّة في الحياة‬

‫القوي الرحيم بأفضل حالة‪ ،‬فال سبيل‬


‫ّ‬ ‫إذا أردنا أن نلقى هللا‬
‫إن لقاء هللا هو حاجة اإلنسان الوحيدة‬‫لنا ّإال الشهادة‪ّ .‬‬
‫والحقيقية وهو أعلى لذّة في الحياة‪.‬‬

‫شأن المشاعر في قيمة المرء‬

‫ّللا‪ ،‬وهي المعيار الحاسم في‬‫إن لمشاعرنا قيمة عالية عند ّ‬


‫تقييمنا‪ .‬كما أن رغباتنا التي تخامر قلوبنا لها تأثير كبير في‬
‫مصيرنا‪.‬‬
‫سوف تبلى السرائر‬

‫لقد جاء في الروايات ّ‬


‫أن ك ّل ما يُضمره اإلنسان في باطنه‪،‬‬
‫ّللا يوما ً ويجعله لباسا لفعله وقوله‪ ،‬سواء أكان‬
‫سيكشفه ّ‬
‫شرا‪ .‬إذن فلنتع ّمق في بناء الذات وتهذيب النفس‬
‫خيرا أم ّ‬
‫إلى أعماق نفوسنا‪ّ .‬‬
‫ألن من يعيش في أجواء دينيّة وال‬
‫يتفاعل مع الدين من صميم قلبه ويكتفي بحفظ الظواهر‬
‫سيخسر كثيرا‪.‬‬

‫أحد العوامل الحاسمة في تحديد مصيرنا‬

‫أحد أهم العوامل الحاسمة في تحديد مصيرنا هو أهواؤنا‬


‫ورغائبنا الخفيّة والجليّة‪ .‬نحن ال نعلم في الغالب مدى‬
‫أهمية نزعاتنا‪ّ ،‬‬
‫وإال لما فتحنا أبواب قلوبنا ألي رغبة‬
‫تافهة‪ ،‬ولكنّا نستغفر ّ‬
‫ّللا من رغباتنا الرخيصة‪ .‬إن مستقبلنا‬
‫رهن رغباتنا اليوم‪.‬‬

‫نحن مختارون ولكن إلى ح ّد ما‬


‫لو كنّا نستطيع أن نرى كيف أننا وفي ك ّل لحظة محاطون ـ‬
‫على الرغم من االختيار الذي نحظى به ـ بك ّم هائل من آالف‬
‫التدابير والمقدّرات المعقّدة اإللهية التي تحفظنا وتسوقنا‬
‫خاص ومتناسب معنا‪ ،‬لكنّا نتقي هللا أكثر ونشت ّد‬
‫ّ‬ ‫إلى مسار‬
‫خضوعا لمقامه الربوبي‪ .‬نحن في قبضة هللا وتحت إرادته‬
‫دائما‪.‬‬

‫سر محبوبية الشهداء‬


‫ّ‬

‫إن محبوبية الشهداء في مجتمع صالح لظاهرة طبيعية ولها‬


‫قاعدة بسيطة‪ .‬كل من يعبد هللا ويخدم الناس بتضحية‬
‫وصدق‪ ،‬يصبح محبوبا كالشهداء‪.‬‬

‫القرآن قطعة من نور‬

‫القرآن قطعة من نور أنزل إلينا من مكان أعلى من الجنّة‪،‬‬


‫وإنه قد جاءنا من عند هللا سبحانه‪ .‬فنحن بحاجة إلى‬
‫االستضاءة بنور القرآن في كل ساعة‪ ،‬كاحتياج الطفل‬
‫الرضيع إلى لبن أ ّمه‪.‬‬
‫إن هللا سيحبّه‪..‬‬

‫يحب هللا ال يعتنی هللا به؟! من المؤکد‬


‫ّ‬ ‫تتصورون أن من‬
‫ّ‬ ‫هل‬
‫ّ‬
‫أن هللا سيحبه ويثيبه ويلطف به‪.‬‬

‫طريق ازدهار المواهب‬

‫نتصور‪ ،‬ولكن ال يستخدم‬


‫ّ‬ ‫إن قابليّات اإلنسان أكثر بكثير مما‬
‫يتعرفون عليها أساسا‪ .‬إن طريق‬
‫ّ‬ ‫الناس أكثر طاقاتهم بل ال‬
‫ازدهار جميع هذه المواهب والقابليّات هو السيطرة على‬
‫الغرائز‪.‬‬

‫مفتاح الفرج‬

‫نزعمن أنّه إن جانبنا الرضا سنحظى بمزيد من القدرة‬


‫ّ‬ ‫ال‬
‫على الدعاء‪ ،‬وأنّه إن شحنّا قلوبنا بالشكوى سيری هللا‬
‫مشاکلنا أفضل‪ .‬إن البسمة في أوج المشاكل والرضا في‬
‫حال الدعاء هو مفتاح الفرج‪.‬‬
‫مسرات الدنيا من آفة‬
‫ّ‬ ‫ال تخلو‬

‫ليس في ميسور الدنيا أن تُروي عطش اإلنسان إلى‬


‫المسرة‬
‫ّ‬ ‫سرته بشيء ما‪ ،‬ساءته بنفس‬ ‫الحالوة واللذّة‪ .‬فإن ّ‬
‫سنَّة َّ‬
‫ّللا تبْديال‪ .‬فإن‬ ‫هذه‪ .‬هكذا ت ّم تصميم الدنيا و ل ْن تجد ل ُ‬
‫أردنا أن نلتذّ من الدنيا أكثر من حجمها‪ ،‬نقع في الذنوب‬
‫ولن نربح بشيء طبعا‪.‬‬

‫الفتوة‬
‫ّ‬ ‫أعلى درجات‬

‫والفتوة محبوبة‬
‫ّ‬ ‫الفتوة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫سد أعلى درجات‬
‫إن الشهادة تج ّ‬
‫لدى كل شعب أيّا ً كانت خصاله‪ .‬ولكن ال يخلو أي شعب من‬
‫الفتوة ويناوئونهم‪.‬‬
‫ّ‬ ‫لئام يحسدون أصحاب‬

‫علو اله ّمة‬


‫آفات ّ‬

‫إنما الدين ألولي الهمم العالية وهو يروق اإلنسان الطموح‬


‫علو الهمة؟‬
‫دون غيره‪ .‬فالب ّد أن نرى ما يقعد باإلنسان عن ّ‬
‫التربية التي ترضى بالحضيض وال تصبو إلى الق ّمة‪،‬‬
‫والدعايات التي تض ّخم ك ّل صغير وحقير‪ ،‬وك ُّل أنواع الفقر‬
‫والجهل المعنويّين‪ ،‬تد ّمر الهمم العالية وتقنّط اإلنسان من‬
‫التحليق‪.‬‬

‫آثار تقارب المؤمنين‬

‫ويكونان قطرة أكبر‪،‬‬‫ّ‬ ‫كما عندما تتقارب قطرتان يندمجان‬


‫كذلك عندما يتقارب مؤمنان‪ ،‬يزيالن حدود األنان ّية‬
‫ويتحوالن إلى روح واحدة في جسدين‪ .‬بمثل هذا النفس‬ ‫ّ‬
‫وهذه النوايا يمكن صنع أقوى التشكيالت اإلنسانية بأصغر‬
‫مجموعة من المؤمنين‪.‬‬

‫منشأ شموخ الشهداء‬

‫إن شموخ الشهداء وروعتهم‪ ،‬ناجم عن رضاهم من صميم‬


‫القلب بتضحيتهم مضافا إلى نورهم المعنوي‪ .‬وكل من‬
‫يض ّحي عن رضا وبرحابة صدر يصبح شامخا كالشهداء‪.‬‬

‫آثار األدب الرائعة‬


‫التأدب ّلل يزيد اإلنسان تصديقا به‪ .‬وال تعني مراعاة آداب‬
‫العبادة ّإال التأدب ّ‬
‫لرب العالمين‪ .‬ثم إن األدب يمنح صاحبه‬
‫حبّا ً ويزيل عنه الكبر الذي هو أم الرذائل‪.‬‬

‫طريق لمعرفة هللا‬

‫إحدى فوائد تالوة القرآن المه ّمة‪ ،‬هي معرفة هللا العظيم‪.‬‬
‫ذلك ألن من أه ّم طرق معرفة أي شخص هو االستماع إلى‬
‫وإن صفات هللا الرائعة قد تجلّت في آيات القرآن بكل‬
‫حديثه‪ّ .‬‬
‫وضوح‪.‬‬

‫وصفة لحفظ التوازن‬

‫ال ننفكّ نحن البشر عن حالتين؛ فإ ّما نتو ّهم متفائلين‪ ،‬أو‬
‫نتصفح الواقع متشائمين‪ .‬فإن أخذنا ننظر إلى أوهامنا‬
‫بتشاؤم يسير‪ ،‬وإلى الواقع بتفاؤل قليل‪ ،‬نحصبح متوازنين‪.‬‬

‫ال يمكن تح ّمل الدنيا هكذا‬


‫إن تح ّمل الدنيا من دون تصديق اآلخرة غير ُمستطاع‪ ،‬وكذا‬
‫تصور الجنّة غير ميسور‪.‬‬
‫ّ‬ ‫االكتفاء بلذات الدنيا من دون‬
‫فأولئك الذين تطبّعوا على الدنيا من دون التو ّجه إلى اآلخرة‬
‫قنوع بمواهب‬
‫ٍ‬ ‫فقد خدعوا أنفسهم‪ .‬إذ قد ُخلق اإلنسا ُن غير‬
‫الدنيا‪.‬‬

‫امتحان الرحمة‬

‫ي‬
‫ال بد للرحمة أن تنهمر كالمطر‪ ،‬ال أن تنضح بطريقة الر ّ‬
‫بالتقطير! أال وإن هللا الرؤوف الرحيم يضع في طريق‬
‫اإلنسان الرحيم أناسا ً ال يستحقون الرحمة وال يقابلونه‬
‫بعرفان الجميل ليمتحن رحمته ويثبت صدقه‪ْ .‬‬
‫فأن يكون‬
‫اإلنسان رحيماً‪ ،‬ثم ال يلقى وفا ًء‪ ،‬ثم يواصل رحمته فهذه‬
‫ذروة الرحمة‪.‬‬
‫راقب قلبك من البدء‬

‫إن تعلّق القلب بشيء ما‪ ،‬بمثابة السير في طريق منحدر‪،‬‬


‫أما قطع التعلّق فهو كما لو أردت أن ترجع من حيث أتيت‬
‫صاعدا أو متسلّقا‪ ،‬ولذلك أصعب‪ .‬والح ّل اإللهي هو أن‬
‫تراقب قلبك من البدء‪.‬‬
‫بُعد النظر‪..‬‬

‫ّ‬
‫السن بعُد مدى نظره‪ ،‬فيرى الزمان‬ ‫كلما طعن اإلنسان في‬
‫أقصر واألرض أصغر‪ .‬فإذا بلغ ذروته في بُعد النظر‪ ،‬رأى‬
‫يوم القيامة أيضا‪ .‬وكأن اإلنسان إذا حلّق في بعد نظره‪،‬‬
‫ارتفعت وحلّقت نفسه أيضا وذاق لذّة الطيران‪.‬‬

‫من السيء جدا أن يكون اإلنسان متدينا بال أن يدرك‬


‫الواقع‪ ،‬فمثل هذا اإلنسان يصبح متدينا سيّئاً‪.‬‬

‫عقُوبةُ ا ْلعشْق»‪ ،‬هذه هي إحدى مرارات‬


‫«ا ْلهجْ را ُن ُ‬
‫الحياة الدنيا وهي سنّة من سنن هللا‪.‬‬

‫العالقات‬

‫ليس باستطاعة المرء أن يحيا حياة طيبة دون أن تقوم بينه‬


‫وبين اآلخرين عالقات‪ ،‬لكن حياته ‪ -‬في كثير من األحيان ‪-‬‬
‫تفسد بسبب هذه العالقات نفسها‪ .‬فأكثر االمتحانات اإللهية‬
‫إنما تجري في خضم هذه العالقات فتكون سببا ً لسقوط‬
‫اإلنسان أو مدعاةً لسعادته‪ .‬فلو كان من المقرر أن ال تكون‬
‫لنا مع أحد عالقة لكان أروح‪ ،‬لكنه ال راحة في الدنيا!‬

‫القلق‬

‫القلق يُفني كيان اإلنسان ويملؤه اكتآبا ً ويُلحق بروحه‬


‫وجسده أضرارا ً فادحة‪ ،‬لكن القلق المعنوي الصائب يهب‬
‫سكينة والسالمة‪ .‬وإن من ألوان‬ ‫روح المرء وجسمه ال ّ‬
‫القلق المعنوي الق ّيم القلق على حسن العاقبة فهو يدعو إلى‬
‫حفظ المرء من جانب هللا تعالى‪.‬‬

‫نتصوره ونطلبه‪.‬‬
‫ّ‬ ‫إن حاجتنا إلى السكينة أكثر م ّما‬
‫فبالسكينة تزدهر مواهبنا وتُف ّعل قابل ّياتنا‪ .‬ولكننا قد ألفنا‬
‫الضارة وأسباب‬
‫ّ‬ ‫فقدانها حتى قد نتسلّى كثيرا بالمهيّجات‬
‫االضطراب‪.‬‬

‫بقدر ما يستطيع القانون أن ّ‬


‫يعزز العالقات ويصلح‬
‫السلوك‪ ،‬كذلك من شأنه أن يضعّف العالقات ويكون حجر‬
‫عثرة أمام تعالي األخالق‪ .‬القانون يضمن الح ّد األدنى من‬
‫محاسن المجتمع‪ ،‬ولكنه قد يكون مانعا من نيل الح ّد‬
‫األقصى‪ .‬ففي تشريع القوانين يجب االكتفاء بالح ّد األدنى‪،‬‬
‫إذ أن ضرر القوانين اإلضافية أكثر من نفعها‪.‬‬

‫إن سرعة االعتراف بالخطأ عالمة لرشد اإلنسان‬


‫واستعداده الكبير للرشد‪ ،‬وإال فحتى أجهل الناس وأكثرهم‬
‫لجاجة قد يعترفون بأخطائهم بعد مضي فترة من الزمن‪.‬‬

‫ليس هدفنا في هذه الدنيا هو الوصول إلى الراحة‪ .‬فقد‬


‫الراحةُ ل ْم ت ُ ْخلقْ في ال ُّد ْنيا»‪ .‬بل‬
‫قال اإلمام السجاد(ع)‪« :‬و َّ‬
‫هدفنا هو الوصول إلى درجة بحيث ندع الراحة بك ّل سهولة‪.‬‬

‫يختار العقالء األفضل من ك ّل شيء‪ ،‬وإنما أفضل‬


‫ق العشق‪ .‬فبطبيعة الحال يعشق‬
‫األشياء هي التي تستح ّ‬
‫العقالء أسمى وأفضل األشياء ويثبتون على عشقهم‪.‬‬

‫في التربية الوالئية ح ّد أدنى وح ّد أقصى‪ .‬فالح ّد األدنى‬


‫من التربية الوالئية هو مح ّبة أبي عبد هللا الحسين(ع)‪ ،‬أ ّما‬
‫الح ّد األقصى منها هو ذوبان اإلنسان في والية ولي هللا‬
‫سد درجات الوالء‪ ،‬وبذلك اختلفت درجات‬ ‫األعظم‪ .‬هنا تتج ّ‬
‫أبي ذر وسلمان والمقداد‪.‬‬

‫العقل هو أن تختار األفضل واألبقى‪ ،‬إما إذا استخدمت‬


‫ذكاءك وفطنتك كلّها للوصول إلى غايات قليلة‪ ،‬فأنت ذكي‬
‫أحمق‪.‬‬

‫النظرة السطحية إلى الدنيا تفسد الحياة‪ ،‬والنظرة‬


‫السطحية إلى الدين تفسد العبودية‪ .‬والدين أكثر تعقيدا من‬
‫الدنيا وبحاجة إلى مزيد من التع ّمق‪.‬‬

‫لقد أع ّد هللا خزيا في الدنيا وعذابا شديدا في اآلخرة لمن‬


‫التقرب‬
‫ّ‬ ‫يغضب عليهم‪ .‬والمنجى الوحيد من غضب هللا هو‬
‫بالمقربين‪.‬‬
‫ّ‬ ‫إليه‪ .‬فال عذاب عند قرب هللا‪ ،‬وإنه لرؤوف رحيم‬
‫فكلّما ّ‬
‫تقربنا من هللا ابتعدنا عن المخاطر ‪.‬‬

‫كلما كبُر قدر اإلنسان تصغر الدنيا في عينه‪ .‬وإن‬


‫صغرت الدنيا في عين امرء‪ ،‬عند ذلك ال يرى العمر طويال‬
‫ولن يدخل في قلبه آماال طويلة‪ ،‬ولن يعتري قلبه حقد ولن‬
‫يسكر على ملذّات الدنيا‪ .‬فإن أمثال هؤالء يعيشون حبّا إلى‬
‫لقاء هللا وأوليائه في اآلخرة‪.‬‬

‫إن رضينا عن هللا بسهولة‪ ،‬سيرضى هللا عنّا بسهولة‬


‫أيضا‪ .‬وإن عفونا عن الناس بسرعة‪ ،‬سيعفو عنّا هللا أكثر‪.‬‬
‫كلّما شكونا المحن أكثر‪ ،‬يتصعّب هللا في العفو عنّا‪ ،‬وكلّما‬
‫عاقبنا الناس أكثر‪ ،‬سيكافئنا هللا على سيئاتنا أكثر‪.‬‬

‫يا إلهي الذي تراني ولم تغفل عنّي ساعة‪ ،‬ثم تراقبني‬
‫وأجرب‬
‫ّ‬ ‫الحرية حتى أختار‬
‫ّ‬ ‫بعنايتك ومحبتك‪ ،‬وتعطيني من‬
‫ألزداد قيمة حتى أرجع إليك‪ .‬أريد أن أسألك أن ال تتركني‬
‫وإن كنت لم تتركني‪ .‬فاحفظني أكثر واغفر لي خطاياي‬
‫وذنوبي‪.‬‬

‫ويمر‬
‫ّ‬ ‫إن قضيت أيامك بغفلة‪ ،‬ستجد الدنيا قصيرة جدّا‬
‫بك الزمان بكل قساوة كالبرق الخاطف‪ .‬بينما إن كنت‬
‫متو ّجها إلى هللا ومراقبا خطواتك إليه‪ ،‬سيرفق بك الزمان‬
‫ويكون في قبضتك وتحت سيطرتك‪ ،‬وسيمكّنك من اقتطاف‬
‫جميع أزهاره في بستان الحياة‪.‬‬
‫إن رغبات اإلنسان غير عصيّة على التغيير‪ .‬ولكن‬
‫خطأنا هو أننا دائما نهدف إلى إرضاء رغباتنا بدال من‬
‫تغييرها‪ .‬فإننا إذا غ ّيرنا رغباتنا ورقّينا مستواها سيتسنّى‬
‫لنا الوصول إليها أفضل وسوف نتمتّع بها أكثر‪ .‬إن طريق‬
‫رفع مستوى الرغبات هو اإلعراض عن الرغبات الرخيصة‬
‫الثمن‪.‬‬

‫اإلنسان موجود خلق من أجل مجاهدة أهوائه‪ ،‬وإال فتبقى‬


‫مواهب اإلنسان کاختياره وحريته ومعرفته مواهب بال‬
‫فائدة‪.‬‬

‫تعلم آداب جهاد النفس والعناء لتعاني معاناة جميلة‬


‫وتصبر صبرا جميال وترتقي وتتكامل‪.‬‬

‫يجب أن نكثر من الذهاب إلى جلسات ذكر مصائب أهل‬


‫البيت(ع) وننادي الحسين كثيرا وننادي عليا كثيرا‪.‬‬
‫ال يمكن الفرار من الحزن والعناء فاختر ما شئت من‬
‫أنواعها‪ .‬أيهما أفضل التحسر على ما فاتك من الدنيا‪ ،‬أو‬
‫حزن الخجل والندم بين يدي هللا؟‬

‫إن عاشوراء هي محوراالتحاد بين الشيعة والسنّة فالب ّد‬


‫باألخوة‬
‫ّ‬ ‫أن نقيم عزاء الحسين(ع) في أجواء مفعمة‬
‫اإلسالميّة‪.‬‬

‫حب الدنيا في قلبك‪ ،‬فإن بقى‬


‫ال ينبغي أن يبقى شيء من ّ‬
‫شيء البد أن تعود إلى اإلمام الحسين(ع) وتسأله أن يصلح‬
‫شأنك‪.‬‬

‫إن هوية اإلنسان وذاته واألساس فی تعريفه هو أن‬


‫يجاهد رغباته وأهواءه‪.‬‬

‫كلما رسمت في حياتك رسما‪ ،‬وحدث خطأ في رسمك‪،‬‬


‫تمزق الورقة واللوحة كلّها‪.‬‬
‫فال ّ‬

‫من شأن محرم أن يغيّر حالنا ويأخذ بأيدينا إلى الكمال‪.‬‬


‫أحد أسباب رهبة يوم القيامة هو أن اإلنسان سيدرك كم‬
‫كان له دور وأثر مباشر في تحديد جزئ ّيات وتفاصيل حياته‬
‫األخرويّة‪.‬‬

‫من خصائص اإلنسان الحكيم هي أنك عندما تقرأ عليه‬


‫الروايات‪ ،‬يتقبلها بكل رحابة صدر ويؤيدها بقلبه‪.‬‬

‫صتك وتنعّم بها وال تقارن بينك وبين غيرك‪ .‬فكن‬


‫خذ ح ّ‬
‫برزقك وقسمك «راضيا قانعا وفي جميع األحوال‬
‫متواضعا»‪.‬‬

‫اترك الماضي‪ ،‬فكان الب ّد أن تأتيك بالياه وقد مرت‬


‫وذهبت مصائبه بحمد هللا‪.‬‬

‫لقد رزقك هللا نعما فقد حان وقت ارتياحك والشعور‬


‫بالسعادة اآلن ولكنّك تبدّل الشعور بالراحة إلى القلق من‬
‫المستقبل‪.‬‬
‫أن كثيرا ممن يصعب عليهم االلتزام بالدين‪ ،‬لم يقتنعوا‬
‫به عن عمق‪ ،‬بل قد قبلوا ببعض التعاليم وبمجمل الدين‬
‫بشكل سطحي‪.‬‬

‫تستمر في الحياة مجبور‬


‫ّ‬ ‫أيها اإلنسان! إنك ومن أجل أن‬
‫على جهاد نفسك‪ ،‬وال سبيل ألي إنسان أن يصل إلى كل‬
‫رغباته وأهوائه‪.‬‬

‫كل لحظات حياتنا في هذه الدنيا تؤثّر في جميع تلك‬


‫الحياة األبدية في اآلخرة‪.‬‬

‫إنكم اآلن في حال تعيين مساحة أرض قصركم‪ ،‬كما أنكم‬


‫اآلن تختارون جيرانكم وأصحابكم‪ ،‬ومضافا إلى ذلك أنتم‬
‫تحددون مستوى منطقتكم في الجنة‪.‬‬

‫لقد خلق اإلنسان لکی يتجافى عن رغباته السطحية‪.‬‬


‫البد أن نضع هذه الرغبات السطحية على جانب‪.‬‬
‫إن لم نأخذ المعاد وحياة اآلخرة بعين االعتبار‪ ،‬يصبح‬
‫كل شيء عبثا بال معنى‪ .‬والمعاد‪ ،‬هو أصل الحياة‪.‬‬

‫لن تتمكن من البكاء والتحسر على فرص التقرب إلى‬


‫هللا‪ ،‬ولن تقدر على بكاء التوبة أبدا‪ ،‬إذ قد انشغل ل ّبك‬
‫باألحزان األولية الدنيوية‪.‬‬

‫حاولوا أن تتألموا من نار جهنم بدافع شوقكم إلى الجنّة‪.‬‬


‫فانظروا إلى نار جهنّم كمانع مزعج حال بينكم وبين الجنّة‪.‬‬

‫إن الدين عبارة عن برنامج لجهاد النفس ومخالفة‬


‫بعض األهواء‪.‬‬

‫االنسان يحب هللا وفي نفس الوقت يحب الدنيا‪ ،‬ومن هذا‬
‫سر جهاد النفس‬
‫التعارض تبدأ المعاناة والمشاكل‪ .‬وهذا هو ّ‬

‫العشق هو اإلقالع عن جاذبيّة األرض‪ .‬إنه يمكّن‬


‫اإلنسان من الطيران والتحليق‪ .‬فإن تسنى لك التحليق‬
‫ستبدو لك األرض صغيرة وحقيرة بالطبع‪ .‬فحينئذ إن كان‬
‫معشوقك أرضيّاً‪ ،‬سيسقط من عينك وستُبصر عيوبه‪ .‬حري‬
‫بك أن تعشق النجم والقمر الذين لن تنالهما مهما سرت‬
‫إليهما‪.‬‬

‫على الرغم من أن الدنيا مح ّ‬


‫ط الكبد والعناء‪ ،‬غير أننا‬
‫يجب أن ال نتألّم فيها وال نصطدم بآالمها‪ .‬إن الحياة لصعبة‬
‫ولكن علينا أن ال نصعّبها على أنفسنا‪ .‬علينا أن نغتبط فيها‬
‫بعمق من دون حاجة إلى وسائل اللهو واللعب التي تمتّع‬
‫ي‪ .‬وال سبيل لنا إلى اكتساب هذه‬ ‫اإلنسان بمرح سطح ّ‬
‫القابل ّية إال بالدين‪.‬‬

‫أن وعى اإلنسان فلسفة هذه الدنيا وهي الكبد والعناء‬


‫وأدرك ضرورة تحمله العناء‪ ،‬سوف يسهل عليه تحمل‬
‫العناء ويختار الدين بسهولة‪.‬‬

‫إن قضينا أكثر مناجاتنا مع هللا بالحديث عن أنفسنا‬


‫ومعاناتنا وعيوبنا فلن نكتسب بها السكينة إال قليال‪ .‬بينما‬
‫إن صببنا المناجاة في حسن هللا وآالئه وأسمائه الحسنى‬
‫و ُحسن أوليائه‪ ،‬فقد حظينا بالمزيد من السكينة والنور‪ .‬لقد‬
‫ُملئ دعاء الجوشن الكبير وزيارة الجامعة ودعاء الندبة‬
‫بذكر هللا وذكر أوليائه‪.‬‬
‫على المتد ّينين من غير أهل الدعاء والمناجاة أن‬
‫يشكّكوا في تد ّينهم‪ .‬فالب ّد للمجتمع الديني أن يحظى بمجالس‬
‫العجب‬
‫ُ‬ ‫دعاء زاخرة بالناس‪ّ ،‬‬
‫وإال فقد يعتري المتدينين‬ ‫ٍ‬
‫والغرور فينفُر من سواهم من الدين‪ .‬إن كان المتدينون‬
‫والتضرع‪ ،‬ازدادوا جاذبيّة وهداية‬
‫ّ‬ ‫والصالحون أهل الدعاء‬
‫لغيرهم‪.‬‬

‫اإلخالص في العمل االقتصادي أثمن من اإلخالص في‬


‫العبادة‪ .‬فإن كان العمل االقتصادي الذي ال يخلو من ربح‬
‫دنيوي ظاهر‪ ،‬في سبيل هللا تبارك المال وعُصم المرء من‬
‫ّ‬
‫آفات الغنى‪ .‬كما يهون أداء الخمس والزكاة واإلنفاق في‬
‫سبيل هللا‪.‬‬

‫أحد طرق معرفة النفس هو أن يخالف اإلنسان أهواءه‬


‫النفسان ّية‪ .‬إذ يتسنى له بعدئذ أن يفحص شدّة مقاومة نفسه‪.‬‬
‫فكلما كانت نفسه أش ّد عصيانا على ترك السيئات‪ ،‬كان حاله‬
‫أسوأ‪ّ ،‬إال إذا كان قد ورث هذه الصفات في ضمن الصفات‬
‫الوراثيّة فحينئذ ال تد ّل على خبث باطنه‪.‬‬
‫ال يستاء الناس من مساوئ اآلخرين ّإال حينما كانوا قد‬
‫توقّعوا منهم شيئا‪ .‬فإن خفّض اإلنسان توقعاته من الناس‬
‫وال س ّيما م ّمن له فضل عليه‪ ،‬لم يعد يستاء من سوء‬
‫مروتهم‪ .‬ولذلك فإن قمتم بخدمة ما ألحد‪،‬‬‫تعاملهم وعدم ّ‬
‫ّللا هو ال ُمجازي‪.‬‬
‫اجعلوها في سبيل هللا فإن ّ‬

‫ال يستاء الناس من مساوئ اآلخرين إال حينما لم يكونوا‬


‫يصدّقون بيوم القيامة‪ .‬إننا إن صدّقنا بيوم القيامة وحسابه‬
‫العسير أو صدّقنا بأن لكل عمل نتيجة في هذه الدنيا‪ ،‬عندئذ‬
‫وبدال من أن نستاء من مساوئ الناس نُشفق عليهم‬
‫ونستغفر لهم‪.‬‬

‫أحد طرق معرفة النفس وإدراك قيمتها الحقيقية هو‬


‫الحزن والسرور‪ .‬فعندما يحزن المرء على شيء أو يفرح‬
‫بالحصول على شيء‪ ،‬د ّل على تعلّقه بذاك الشيء‪ .‬وإذا‬
‫اشت ّد هذا التعلّق‪ ،‬تم ّخض عن الحزن والسرور‪ ،‬واألهم من‬
‫ذلك يصوغ صورة اإلنسان على صورته‪.‬‬

‫قد جاء الدين ليعلمك طريقة العناء‪ ،‬وجاء ليخفف مرارة‬


‫الكف عن الرغائب وجاء‬
‫ّ‬ ‫الفقدان عليك‪ .‬جاء الدين ليعلمك‬
‫ليعلمك أسلوب تحمل اآلالم‪.‬‬
‫يصور أجواء درب الحق كلها‬
‫ّ‬ ‫الكالم المعسول الذي‬
‫أجواء جمال وراحة واستقرار وأزهار وبالبل وعصافير‬
‫فهذا كالم فارغ ال ص ّحة له‪.‬‬

‫عندما ينعم هللا عليك بنعمة ال تحزن على ماضيك وما‬


‫فات‪ ،‬وال تقلق على المستقبل‪ ،‬بل كن سعيدا بما أنعم هللا‬
‫عليك‪.‬‬

‫األخوة‬
‫ّ‬ ‫بركات‬

‫األخوة بين المؤمنين‪،‬‬


‫ّ‬ ‫إن تحقّق شيء بسيط من آداب‬
‫سيشكّل سدّا منيعا أمام جميع المشاكل والعقبات‪ .‬ولما يجعل‬
‫هللا في عمل المؤمنين الجماعي من بركة‪ ،‬سيلحق بهم‬
‫النصر في ك ّل مكان‪.‬‬

‫أصل جميع اللذات‬


‫فرطنا بالسكينة‬
‫إن السكينة هي أصل جميع اللذات‪ .‬فإن ّ‬
‫بغية الحصول على لذة ما‪ ،‬فقد فقدنا نفس هذه اللذة أيضا‪.‬‬
‫ق ألي لذّة ونشوة أن تربك سكينتنا‪ .‬إن من لوازم لذة‬‫ال يح ّ‬
‫العصيان الذاتية هي القلق واالضطراب‪ ،‬كما هي من دواعي‬
‫فقدان السكينة‪.‬‬

‫العالقات األساسيّة الثالث‬

‫تتبلور في الدين ثالث عالقات أساسيّة ومه ّمة‪ ،‬وهي العالقة‬


‫ي هللا‪ ،‬والعالقة بين المؤمنين‪ ،‬وال‬‫مع هللا‪ ،‬والعالقة مع ول ّ‬
‫سيما أولئك المؤمنين الذين هم زمالؤك في تنظيم واحد‪.‬‬
‫العالقة الثالثة أصعب من العالقتين األوليين‪ .‬كما أن العالقة‬
‫الثانية أصعب من العالقة األولى‪.‬‬

‫المحبة ضرورية للروح كضرورة الماء للجسم‬

‫المحبة لروح اإلنسان بمثابة الماء لجسمه‪ .‬فإن الجفاف‬


‫الروحي مدعاة لألسقام كما هو حال جفاف الجسم‪ .‬إن‬
‫التحبّب إلى الناس جميل كجمال سقي النباتات‪ .‬حينما تسقي‬
‫البستان وإن كنت تسقي األشواك أيضا بال مناص‪ ،‬ولكن ال‬
‫الضارة على الفسائل المفيدة‪ .‬بل‬
‫ّ‬ ‫يجوز أن تسقي األعشاب‬
‫الب ّد من اجتثاثها وإبعادها عن البستان‪.‬‬

‫أحاديثنا سور محيط‬

‫أحاديثنا سور نشيده حولنا ليحيط بنا ويحاصرنا إلى غير‬


‫منتهى‪ .‬وربما تصبح كلماتنا سقفا يكاد ينهار علينا في كل‬
‫لحظة‪ .‬وربما نحدث بكالمنا حدائق وبساتين لتكون منتزها‬
‫لنا ولغيرنا‪.‬‬

‫مدى حاجتنا إلى هللا‬

‫تصورنا‪.‬‬
‫ّ‬ ‫إن مدى حاجتنا إلى هللا أبعد وأوسع بكثير من ح ّد‬
‫إن حاجتنا إلى هللا أكثر بكثير من حاجة طفل رضيع إلى أ ّمه‬
‫أو سمك ٍة إلى الماء‪ .‬فإن ألفينا أنفسنا قادرين على مواصلة‬
‫الحياة من دون هللا‪ ،‬فذلك ألن هللا قد حفظ حياتنا بأمره‬
‫التكويني‪ ،‬ولوال حفظه لما بقي من أعرض عنه لحظةً‬
‫واحدة‪.‬‬

‫محاس ُن هللا وجمالُه‬


‫إن محاسن هللا وجماله من الجاذبيّة وش ّد الروح بمكان‬
‫بحيث بإمكانها أن تنسي اإلنسان جميع محن الدنيا‪ ،‬وأن‬
‫تُسقط من عينه جميع لذّات الحياة وحالوتها‪ .‬ولكن المشكلة‬
‫ضوا‬‫هي أنه ال يدرك محاسن هللا وجماله إال أولئك الذين غ ّ‬
‫عن المعاصي احتراما لر ّبهم وعمدوا إلى طاعته وعبادته‪.‬‬

‫سر االستمتاع‬
‫ّ‬

‫السر األهم في االستمتاع في هذه الدنيا وازدياد السعادة‬‫ّ‬ ‫إن‬


‫فيها‪ ،‬هو التسليم بالمحدوديّات‪ .‬أ ّما عدم التسليم‬
‫بالمحدود ّيات المعقولة فال يؤول إلى نتيجة غير تدنّي اللذة‬
‫ضع حدو ٍد معقولة للنظر وإظهار الذات‬ ‫والسعادة‪ .‬إن و ْ‬
‫واألكل والشرب والكالم والسماع والتواصل والتحابب وغير‬
‫ذلك‪ ،‬هو من بواعث ابتهاج روح اإلنسان واستمتاع جسمه‪.‬‬

‫أشد الناس مظلومية‬

‫ال تبلغ مظلوميةُ أحد مظلومية ولي أمر المجتمع اإلسالمي‪.‬‬


‫وذلك ألن الناس ال يدركون محدوديّاته عادةً‪ ،‬بينما األعداء‬
‫يدركونها جيدا ويستغلونها للضغط عليه‪ ،‬ثم لن يتسنى له‬
‫التصريح بالواقع كله أبدا‪ .‬وفي نفس الحال يجب عليه أن‬
‫يعمل بما يشخصه من تكليف‪.‬‬

‫الندم ال ُمربح‬

‫يكفي أن نندم على ما مضى من س ّيئاتنا ونُعرب لر ّبنا‬


‫فر ْطنا‪ ،‬وحينئ ٍذ‬
‫الرؤوف الرحيم عن عميق حسرتنا على ما ّ‬
‫سيع ُمر هللا تعالى مستقبلنا ويط ّيب حالنا‪.‬‬

‫شريك حيا ٍة ال عيب فيه!‬

‫التفتيش عن شريك حيا ٍة ال عيب فيه ليس هو الطريق إلى‬


‫الحالوة المستديمة في الحياة الزوجيّة‪ ،‬فحالوة الحياة تعتمد‬
‫أكثر ما تعتمد على ُحسن سلوك الشخص نفسه‪ ،‬حتّى وإن‬
‫لم يقابله شريكُه بالمثل‪ ،‬فالتفتيش عن شريك حيا ٍة ال عيب‬
‫عيب كبير‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫سه‬
‫فيه هو نف ُ‬

‫القرآن قطعة من نور‬


‫القرآن قطعة من نور أنزل إلينا من مكان أعلى من الجنّة‪،‬‬
‫وإنه قد جاءنا من عند هللا سبحانه‪ .‬فنحن بحاجة إلى‬
‫االستضاءة بنور القرآن في كل ساعة‪ ،‬كاحتياج الطفل‬
‫الرضيع إلى لبن أ ّمه‪.‬‬

‫عمل ذو أثر تربوي رائع‬

‫إن مناجاة هللا في الخلوات‪ ،‬تزيدنا إيمانا وتجعلنا نستشعر‬


‫وجود هللا أفضل‪ .‬ومن يناجي هللا في األسحار فهو لن يشعر‬
‫بالوحدة والغربة أبدا‪.‬‬

‫الوالية مثل الربيع‬

‫الوالية مثل الربيع؛ فإنه ال يفرض االزدهار والنماء على‬


‫شجرة‪ ،‬ولكنه ينظم المناخ بما يدفع األشجار صوب النماء‬
‫واالزدهار‪ .‬لم يأتنا ربيع الوالية بعد‪ ،‬ولكن مضى قرس‬
‫الشتاء وشدّته‪ ،‬وأضحت األشجار تتف ّجر عن براعمها‪ .‬إن‬
‫شذا الربيع بدأ ينتشر منذ يوم ‪ 22‬بهمن‪.‬‬

‫أسوأ آثار الذنوب‬


‫لع ّل أسوأ آثار الذنوب هو انخفاض أمل اإلنسان برحمة هللا‪.‬‬
‫فهو بعد ذلك لم يعد يستطيع أن يرجو الكثير من كرم هللا‬
‫وبهذا يصيب الشيطان هدفه ويُحر ُم اإلنسان من استالم‬
‫ّللا الغزيرة‪ .‬هنا يجب أن ننقذ أنفسنا عبر التفكير في‬‫ألطاف ّ‬
‫مح ّبة هللا لعباده‪.‬‬

‫حسرة وحزن دائمان‬

‫يجب أن نسعى من أجل دفع الشدائد والصعاب ونوفّر راحتنا‬


‫ما أمكننا ذلك‪ ،‬ولكن يجب أن نعرف أيضا أنه ال يمكن بلوغ‬
‫الراحة المطلقة في هذه الدنيا أبدا‪ .‬فإن خدعنا أنفسنا‬
‫وزعمنا إمكان ذلك أو تو ّهمنا راحة غيرنا من الناس‪،‬‬
‫أصبحنا في حسرة وحزن دائمين‪.‬‬

‫تربوي‬
‫ّ‬ ‫خير أثر‬

‫يبدأ شوط التمرين على تقبّل المحدوديّات المعقولة م ّما‬


‫يؤدي إلى نماء العقل ونضجه‪ ،‬من السنة السابعة‪ .‬فإذا كان‬
‫الوالدان والمعلمون والمربّون والمؤثرون هم قد سلّموا‬
‫بهذه المحدوديّات ببسمة تن ّم عن الرضا‪ ،‬فقد تركوا خير أثر‬
‫تربوي في هذا الصبي‪ ،‬وإال فقد م ّهدوا لهيمنة هواه على‬
‫ّ‬
‫نفسه وسدّوا عليه طريق السعادة‪.‬‬

‫سلَّ ٌم للوصول إلى قدرة ولذّة مطلقتين‬


‫ُ‬

‫من سلَّم بالمحدوديّات المعقولة‪ ،‬تسنّى له أن يتّخذ من ذلك‬


‫سلَّما ً يوصله إلى قدرة ولذّة مطلقتين‪ .‬ومن لم يرض‬ ‫ُ‬
‫بالمحدوديّات المعقولة أو عجز عن التسليم بها‪ ،‬فهو لن‬
‫يحظى بما تو ّهمه من لذّة بل سيعتريه الضعف والجهل‬
‫أيضا‪.‬‬

‫طريقان أساسيّان للنجاة من عواقب العصيان‬

‫تجر لنا الذنوب في هذه الدنيا الكثير من المصائب‬


‫ّ‬
‫والمحدوديّات وتترك آثارا سلبية كثيرة على شخصيتنا‬
‫وموقعنا‪ .‬وهناك طريقان أساسيّان للنجاة من عواقب‬
‫العصيان وهما الفكر والذكر؛ أي ذكر هللا وأوليائه‪ ،‬والتفكّر‬
‫في حقائق العالم العظام‪ .‬وكالهما متاحان في تالوة القرآن‬
‫بأحسن وجه‪.‬‬
‫هكذا يتسنّى لنا التمرين على الطيران‬
‫إن نظرنا إلى المشاكل من األعلى‪ ،‬سنراها صغيرة‪ .‬وكلّما‬
‫حلّقنا في السماء أكثر‪ ،‬قلّت جاذبيّة األرض لنا‪ ،‬وتسنّى لنا‬
‫نتمرن على الطيران‪.‬‬
‫ّ‬ ‫عندئذ أن‬

‫آثار طلب الشهادة‬


‫وينور أفكاره‪.‬‬
‫ّ‬ ‫إن تمني الشهادة بصدق يط ّهر قلب اإلنسان‬
‫إن طلب الشهادة مدعاة لللفطنة ودقّة الفهم كما يُجري‬
‫الحكمة على لسان اإلنسان‪.‬‬

‫االتصال باهلل‬

‫االتصال باهلل يزيل نقائص روح اإلنسان‪ ،‬وذلك ألن هللا كامل‬
‫ال نقص فيه‪ ،‬فال يذر أي نقص عند أوليائه وعباده‬
‫قوي‬
‫ّ‬ ‫قوةً‪ ،‬ألن هللا‬
‫المقربين‪ .‬االتصال باهلل يزيد اإلنسان ّ‬
‫ّ‬
‫ويزيل ضعف أوليائه‪ .‬ويؤدّي االتصال باهلل إلى أن يمنح هللا‬
‫المقربين‪.‬‬
‫ّ‬ ‫جميع الحسنات والفضائل لعباده‬
‫السكينة العميقة والحقيقية‬
‫ال تأتي السكينة بتناسي الذنوب الماضية أو بعدم التفكير في‬
‫الموت والعقاب القادم! فإن الغفلة عن الماضي والمستقبل‬
‫ال تُنتج ّإال سكينة سطحيّة كاذبة‪ .‬أ ّما السكينة العميقة‬
‫والحقيقية فهي في أن تحدّث ربّك وتناجيه مرارا حول‬
‫ّللا ويسلّيك‪.‬‬
‫ماضيك ومستقبلك‪ .‬فعند ذلك يطمئنك ّ‬

‫كفانا هللا ما أه ّمنا‬

‫إن كان اإلنسان مشغوال بقضيّة مه ّمة وحياتيّة جدّا‪ ،‬تصدّى‬


‫أصدقاؤه للقيام بحاجاته الصغيرة والفرعية ليتسنى له‬
‫التفرغ لقضيته األساس ّية‪ .‬وكذلك نحن إن احتككنا بقضية‬ ‫ّ‬
‫التقرب إلى هللا‪ ،‬كفانا هللا ما أه ّمنا من‬
‫ّ‬ ‫عظيمة جدّا وهي‬
‫نتفرغ لقض ّيتنا األساسية‪.‬‬
‫شؤوننا الصغيرة لكي نستطيع أن ّ‬

‫سرك القلق‬
‫ليكن قلقك أن كيف ينظر هللا إليك لكي ال يؤ ّ‬
‫من أنظار الناس‪ .‬اجعل ه ّمك الوحيد الحصول على رضوان‬
‫هللا لتزول الكثير من همومك األخرى‪.‬‬

‫الح ّد األدنى من الرحمة‬


‫الح ّد األدنى من الرحمة هو السؤال عن حال الناس‪ ،‬والح ّد‬
‫األقصى منه هو إدراك أحوالهم ومراعاتهم‪ .‬ولكن االنشغال‬
‫باألنا والذات يمنع المرء من إدراك أحوال الناس‪.‬‬

‫الحياة عو ٌد إلى الوطن‬

‫الحياة عو ٌد إلى الوطن‪ .‬فليست هي من قبيل الرحالت التي‬


‫تبتدئ بذهاب وتنتهي إلى إياب‪ .‬فهي منذ البداية حركة‬
‫للعود‪ .‬تبدأ الحياة من خارج مدينة قد أخرجنا منها ونعود‬
‫إليها‪ .‬نحن لم نر تلك المدينة قط‪ ،‬و ّإال لما خرجنا منها أو‬
‫لعدنا إليها بمزيد من السرعة‪.‬‬

‫وكرمه‪،‬‬
‫إن هللا يحب خلقه‪ ،‬وال سيما اإلنسان الذي خلقه ّ‬
‫فأبى إال أن يبلغنا إلى أقصى كمالنا المتمثل بقربه‪.‬‬

‫حب وغرام‬
‫أمتع ّ‬

‫حب اإلمام صاحب العصر‬‫حب وغرام بالفؤاد هو ّ‬ ‫إن ألصق ّ‬


‫والزمان (عج)‪ .‬ولكم أن تختبروا ذلك‪ .‬إن أدنى التفات إلى‬
‫الحب الذي نحظى به في قلوبنا يجعلنا نعيش هذه‬
‫ّ‬ ‫هذا‬
‫التجربة‪.‬‬

‫إن رضينا عن هللا بسهولة‪ ،‬سيرضى هللا عنّا بسهولة‬


‫أيضا‪ .‬وإن عفونا عن الناس بسرعة‪ ،‬سيعفو عنّا هللا أكثر‪.‬‬

‫تحليل النوايا‪ ،‬أحد طرق معرفة النفس‬


‫أحد طرق معرفة النفس هو أن يقف المرء عند حوافزه‬
‫ودواعيه في ك ّل ما يقوم به من أعمال‪ .‬فلينظر إلى غاياته‬
‫امرء بحسب‬
‫ٍ‬ ‫وإلى ما يه ّمه من أهداف‪ .‬إذ تُقدّر قيمةُ ك ّل‬
‫هدفه‪ ،‬وتُحاكي صورةُ روحه نمط أهدافه‪ .‬وإنّما بعد تقييم‬
‫قوةُ إرادته ويُنظر في عمله‪.‬‬
‫ن ّيته‪ ،‬تُق ّيم ّ‬

‫ضرورة إعداد برنامج يومي‬

‫ي للفكر‪.‬‬ ‫من أجل االرتقاء المعنوي الب ّد لنا من برنامج يوم ّ‬


‫فالبد أن نفكّر بشكل مستمر ومنتظم في مواضيع مه ّمة وإال‬
‫فيصيبنا مرض الغفلة‪ .‬ال يجوز أن ندع التفكّر إلى توفّر‬
‫الظروف أو حصول الرغبة‪ .‬يقتضي االلتفات إلى الموت‬
‫والتفكر فيها برنامجا يوميّا‪.‬‬
‫ّ‬ ‫والمعاد ونعم هللا ومعاصينا‬
‫نتيجة أفضل األسفار‬

‫ماء زال ٍل‬


‫إن السفر نجاة لإلنسان من الركود ويسبب سريان ٍ‬
‫ت في بركة وجوده‪ .‬إن أفضل األسفار هو ذلك الذي‬ ‫فرا ٍ‬
‫يؤول إلى أكثر تغيير وطراوة‪.‬‬

‫الحسد أخفى الرذائل‬

‫من مساوئ الحسد هو أنه أقدر على االختفاء في ضمير‬


‫اإلنسان من الرذائل األخالقية األخرى‪ .‬فإنه قد يُخفي نفسه‬
‫في طابع بعض األفعال الحسنة كالشفقة في غير محلّها‬
‫وبغير إخالص‪ .‬فمن لم يحاسب نفسه فإنه لن يكتشف حسده‬
‫أبدا‪ .‬وأ ّما في سبيل أن نطمئن من نزاهتنا من الحسد‪ ،‬فيجب‬
‫نقر ونعترف بفضل اآلخرين دائما‪.‬‬‫أن ّ‬

‫كلما ازدادت الرغبات والشهوات‪ ،‬ق ّل مدى الرضا عن‬


‫الحياة‪ .‬وكلما ق ّل الرضا عن الحياة ق ّل حظ اإلنسان من نيل‬
‫رغباته وازداد بعدا عن ربّه‪.‬‬
‫إنما يهون االستهزاء على هؤالء‬
‫إن االستهزاء باآلخرين إنما هو هيّن على القساة القلوب‬
‫والقليلي األدب من الناس‪ ،‬أ ّما اإلنسان الرؤوف والشفيق‬
‫ّ‬
‫فيعز عليه ذلك‪.‬‬

‫نحن نخشى الموت‪ ،‬إذ ال نحب نفاد فرصة الحياة‪ .‬إن‬


‫أفضل طريق إلى الخلود ودوام الحياة هو الشهادة‪ .‬ويعيش‬
‫الشهداء حياة أفضل من حياتنا‪.‬‬

‫فلنعرف هللا هكذا‪..‬‬

‫رب ال شأن له سوى‬


‫يجب أن تكون رؤيتنا عن هللا هي أنه ّ‬
‫العطف علينا وإبهاجنا‪ .‬وإن كان مقتضى الوصول إلى‬
‫البهجة العميقة هو المرور من بعض الصعاب‪.‬‬

‫ّ‬
‫وتعزز عقلک‪ ،‬ثم واصل الجهاد لکی‬ ‫جاهد نفسک لتف ّعل‬
‫تنال العشق واإلخالص‪.‬‬

‫الدعاء يعني‬
‫الدعاء يعني تكرار الكالم الجميل وعرض األماني العالية‬
‫إلى ساحة هللا‪ .‬فمن الحيف أن نتحدث بصغار المسائل عند‬
‫هللا العظيم‪ .‬إن األدعية العظيمة تسمو بنا إلى مرتبة صحبة‬
‫هللا‪.‬‬

‫ال مناص من إحدى هاتين‬

‫الناس على قسمين‪ :‬بعض مشغول بالخياالت واألوهام‬


‫برب األنام‪ .‬فإن كنت مشغوال باهلل‪ ،‬انص ّبت‬
‫ّ‬ ‫وبعض مشغول‬
‫همتك كلّها في كسب رضاه ومن ث ّم تستمتع وتغتبط بقربك‬
‫إليه‪ ،‬وإال فأنت متو ّهم قد غمرتك الخياالت واألوهام‪.‬‬

‫من ذاق لذّة طلب الحق‪ ،‬لن يکون انتهازيّا وال أنان ّيا‪،‬‬
‫ق‪ ،‬سيبغض االحتيال في‬ ‫ومن جاهد في سبيل إحقاق الح ّ‬
‫سبيل اکتساب المصالح الشخصية‪.‬‬

‫خيال أمتع من واقع‬


‫التقرب إلى هللا‬
‫ّ‬ ‫إن عباد الرحمن يتمتعون بالتفكير في‬
‫وأوليائه ومرضاته ما لم يجد هذه اللذة أهل األوهام والخيال‬
‫بتجربة لذائذ الدينا في الواقع‪.‬‬

‫شتّان بين اللذتين‬

‫بينما ترى الغارقين في األوهام يحاولون أن يستمتعوا‬


‫بخيالهم متعةً ناقصة تنتهي إلى صدمة الخيبة‪ ،‬تجد عباد‬
‫الرحمن يستمتعون بحركتهم الحقيقية إلى هللا متعةً كاملة‪.‬‬

‫إن ذکر هللا ومناجاته من اللذة والحالوة بمکان بحيث‬


‫يمأل فراغ لذة الشهوات‪.‬‬

‫مأساة جبهة الباطل‬

‫حينما يبدأ شوط غلبة جبهة الحق في المجتمع ويأتي النصر‬


‫اإللهي‪ ،‬يصبح أهل الباطل م ّمن يرثى لهم‪ ،‬إذ مهما يقوموا‬
‫به من فعل سينقلب عليهم ويكون لصالح جبهة الحق في‬
‫آخر المطاف‪.‬‬
‫إذا أراد هللا أن ينصر الحق‬

‫ق ق ّيض لخدمته جبهة الباطل‪،‬‬‫إذا أراد هللا أن ينصر الح ّ‬


‫فعندئذ تؤول خصومات جبهتي الكفر والنفاق الحمقاء إلى‬
‫تعزيز جبهة الحق‪ .‬وهذه هي الظروف التي نعيشها اليوم‪.‬‬

‫سبب الحروب بين الحق والباطل‬

‫إن الحق ومن أجل إزالة الباطل ليس بحاجة إلى خوض‬
‫الحروب الطاحنة‪ ،‬إذ (إ َّن ا ْلباطل كان زهُوقا) وضعيفا‪ ،‬ومن‬
‫القوة والبأس ما ال يبقي للباطل‬
‫ق لمن ّ‬ ‫جانب آخر إن في الح ّ‬
‫مجاال للبقاء‪ .‬فما يقع من حروب ومعارك بين الحق والباطل‬
‫إنما هو لرشد أهل جبهة الحق‪.‬‬

‫منهج القرآن في مواجهة أهل الباطل‬


‫صة ناشئة عن قساوة‬ ‫إن النزعة إلى الباطل أخالقية خا ّ‬
‫القلب وجمود العقل‪ .‬وغالبا ما واجه القرآ ُن الكريم أهل‬
‫الباطل بدراسة نفسانية وبيان عيوبهم النفسانية‪ .‬بينما نحن‬
‫نصب أكثر اهتمامنا في اإلجابة المنطقية عن شبهاتهم‪.‬‬
‫العامل األهم في تأخر انتصار المؤمنين‬
‫إن عدم ثقة المؤمنين بأنفسهم والذي ينشأ عن عدم ثقتهم‬
‫بقوة الحق‪ ،‬هو العامل األهم في تأخر انتصارهم‪ .‬إن اإليمان‬
‫ّ‬
‫العسير فهو اإليمان بوعد النصر‬
‫ُ‬ ‫باهلل يسير‪ ،‬أما األمر‬
‫وقوة الحق‪.‬‬
‫اإللهي ّ‬

‫ضرورة رشد العقل في عشق الحق‬


‫إن نقطة انطالق حركة اإلنسان في طلب الحق هو العقالنية‪،‬‬
‫ثم ينتهي بعد رشد العقل والفهم إلى العشق‪ .‬فمن عشق‬
‫الحق من دون الرشد العقلي فلعله م ّمن أخذته موجة الحق‬
‫ث ّم يتخلّى عنه بأدنى حدث وقضية‪.‬‬

‫بغض مصحوب بحلم‬

‫إن بغض الباطل يحكي عن رسوخ الحق في وجود اإلنسان‪.‬‬


‫وال يخفى أن هذا البغض في اإلنسان الراشد ال ينفك عن‬
‫الحلم وتح ّمل جهل اآلخرين وثغراتهم‪.‬‬

‫نتائج اقتدار الحق‬


‫إن اقتدار الحق يم ّهد لفهم مدى عقالنيته وحكمته‪ ،‬ومن هذا‬
‫المنطلق ال تريد جبهة الباطل أن يقوى الحق أبدا‪ ،‬إذ بعد‬
‫ذلك لم يعد بإمكانها خداع الناس‪ .‬إن الجهاد في سبيل اقتدار‬
‫الحق إنما هو سعي لبسط العلم ورشد الفهم بين الناس‪.‬‬

‫الحق جميل‬

‫باإلضافة إلى ما يحظى به الحق من عقالنية ومنطق قوي‪،‬‬


‫فهو يتسم بالجمال أيضا وال يحتاج إلى مزيد من التزيين‪.‬‬
‫فإن بيّنا الحق ولم يُدرك جماله‪ ،‬فلنعلم أننا لم نبيّنه بشكل‬
‫صحيح‪.‬‬

‫من كان حسن األخالق مع الناس سيئ األخالق مع ربّه‬


‫متمردا غير شكور‪ ،‬فال يبعد أن تكون أخالقه الحسنةُ خداعا‬
‫ّ‬
‫وضعفا روحيّا‪.‬‬

‫أفجع إنجازات الثقافة الغربية‬


‫أفجع ما تقوم به الثقافة الغربية وما ينجزه الفكر الغربي هو‬
‫أن يجعال البشر قانعا بالحد األدنى من الحياة‪ ،‬وأن ال يسمحا‬
‫له باإلقالع والتحليق‪ .‬ومن هنا ينطلق الكفر والفساد‪.‬‬

‫يجب أن نزداد حياةً‬

‫ال تكفي الحياة وحسب‪ ،‬بل يجب أن نزداد حياةً ومن ث ّم‬
‫نذوق لذة الحياة العميقة‪ .‬فإنه إن حظينا بالحياة بمعناها‬
‫الحقيقي‪ ،‬تغيّرت لذّاتنا في نوعها ومستواها‪.‬‬

‫ّ‬
‫والمن طرفا نقيض‬ ‫الرغبة‬

‫حب االشتداد في الحياة ونيل الحياة‬‫إن أيقظنا في ضميرنا ّ‬


‫األفضل قبل أن نتبنّى شريعةً أو نتع ّهد بدين‪ ،‬سنلتزم بالدين‬
‫ّ‬
‫فسنمن على هللا بتديّننا‪.‬‬ ‫الحب والرغبة‪ ،‬وإال‬
‫ّ‬ ‫من منطلق‬

‫ال ننطلق في تعليم الدين من إثبات وجود هللا!‬


‫ال ننطلق في تعليم الدين من إثبات وجود‪ ،‬بل من منطلق‬
‫حاجة اإلنسان إلى الحياة التي بوسعها أن تحفّز ك ّل إنسان‬
‫وتبث فيه الحاجة إلى هللا‪.‬‬

‫الحب بين الزوجين إال بعد ما اشترکا فی‬


‫ّ‬ ‫ال توثق عُرى‬
‫کحب هللا عز وجل وأوليائه(ع)‬‫ّ‬ ‫حب حبيب واحد‪،‬‬‫ّ‬

‫مرا‬
‫ي النظر سيرى الواقع ّ‬ ‫اإلنسان المتشائم والسلب ّ‬
‫ي النظر يرى الواقع‬
‫ومظلما‪ ،‬بينما اإلنسان المتفائل واإليجاب ّ‬
‫مأ ّمال ومنقذا‪.‬‬

‫أفضل طريق الزدياد التواضع هلل‬


‫کلما ازددنا تواضعا هلل‪ ،‬قلت باليانا ومصائبنا‪ .‬وأفضل‬
‫طريق الزدياد التواضع هلل هو امتثال أوامره بمزيد من‬
‫الدقّة‪.‬‬

‫استثمار الوقت‬
‫إن صرفنا للعبادة وقتا واهتماما كافيين والسيما حين السحر‬
‫سرت أمورنا كلّها ولم نعد نشعر بتبعثر‬
‫وعند الفجر‪ ،‬تي ّ‬
‫األمور وتشتتها‪.‬‬

‫الهدف األرقى واألسمى من جهاد النفس هو "االستعداد‬


‫والتأ ّهل للقاء هللا"‪.‬‬

‫أهم أثر لعبادة هللا‬

‫أهم أثر تتركه عبادة هللا هو النجاة من عبودية ما سوى‬


‫هللا‪ ،‬وأهم ضرورة أوجبت عبادة هللا هي أنها طريق‬
‫الخالص الوحيد من عبودية ما سوى هللا‪.‬‬

‫ّ‬
‫والمن طرفا نقيض‬ ‫الرغبة‬

‫حب االشتداد في الحياة ونيل الحياة‬ ‫إن أيقظنا في ضميرنا ّ‬


‫األفضل قبل أن نتبنّى شريعةً أو نتع ّهد بدين‪ ،‬سنلتزم بالدين‬
‫ّ‬
‫فسنمن على هللا بتد ّيننا‪.‬‬ ‫الحب والرغبة‪ ،‬وإال‬
‫ّ‬ ‫من منطلق‬
‫ند ٌم محتو ٌم‬

‫ك ّل من لم يمتثل أوامر هللا سيندم قبل موته بال استثناء‪،‬‬


‫غير أن اللجوج من الناس يُخفي ندمه‪ .‬وكلما ازداد الفاصل‬
‫بين ساعة الندم وساعة الموت‪ ،‬ازدادت فرصة التوبة‪.‬‬

‫اإليمان باهلل يعني‪...‬‬

‫اإليمان باهلل يعني أن تؤمن بأن أوامر هللا كلّها لصالح‬


‫بغض النظر عن وجود هللا ويوم المعاد‪ .‬ولكن‬‫ّ‬ ‫حياتنا المادية‬
‫بما أنه ال تخلو فوائد هذه األحكام الدينية من تعقيد‪ ،‬فال‬
‫يدرك ضرورتها السفهاء والذين ال يعقلون‪.‬‬

‫لقد أع ّد هللا لمن يغضب عليه خزيا في الدنيا وعذابا‬


‫شديدا في اآلخرة‪ .‬والمنجى الوحيد من غضب هللا هو‬
‫التقرب إليه‪.‬‬
‫ّ‬
‫وكرمه‪،‬‬
‫إن هللا يحب خلقه‪ ،‬وال سيما اإلنسان الذي خلقه ّ‬
‫فأبى إال أن يبلغنا إلى أقصى كمالنا المتمثل بقربه‪.‬‬

‫تستمر في الحياة مجبور‬


‫ّ‬ ‫أيها اإلنسان! إنك ومن أجل أن‬
‫على جهاد نفسك‪ ،‬وال سبيل ألي إنسان أن يصل إلى كل‬
‫رغباته وأهوائه‪.‬‬

‫معشوق ال يتحمل غفلة عاشقه‬

‫إن هللا معشوق ال يتح ّمل غفلة عاشقه عنه حتى لحظة‬
‫واحدة‪ .‬وذلك ألنه في غاية الحسن والجمال فال يريد أن‬
‫يرى عاشقه محروما من جماله‪ .‬وألنه يحب تحبّب عباده‬
‫إليه‪ ،‬فلوال ذلك لقست قلوبهم؛ أي اعتراهم مرض هو مفتاح‬
‫لباقي األمراض كلّها‪.‬‬

‫مولى ال يترك عبده‬

‫مولى ال يترك عبده‪ ،‬فإن أخطأ عبده أصلحه‪ ،‬وإن‬


‫ً‬ ‫إن هللا‬
‫يقرب عبده إلى نفسه‬
‫أحسن جعله قويّا مثله‪ .‬ثم ال يزال ّ‬
‫أكثر فأكثر حتى يذوق أروع لذّات العالم بقربه‪.‬‬
‫لقد أع ّد هللا خزيا في الدنيا وعذابا شديدا في اآلخرة لمن‬
‫التقرب‬
‫ّ‬ ‫يغضب عليهم‪ .‬والمنجى الوحيد من غضب هللا هو‬
‫بالمقربين‪.‬‬
‫ّ‬ ‫إليه‪ .‬فال عذاب عند قرب هللا‪ ،‬وإنه لرؤوف رحيم‬
‫فكلّما ّ‬
‫تقربنا من هللا ابتعدنا عن المخاطر ‪.‬‬

‫أوج األخالق االجتماعية‬

‫إن أوج األخالق االجتماعية هو القابلية للحضور‬


‫سد‬
‫والمشاركة في التنظيمات اإليمانية الشعبية‪ .‬يجب أن تتج ّ‬
‫األخوة‪ ،‬في حسن تعامل المؤمنين‬
‫ّ‬ ‫ك ّل تأكيدات اإلسالم على‬
‫معاً‪.‬‬

‫إن حسرة يوم القيامة هي من أش ّد العذاب وستح ّل بمن‬


‫علق قلبُه بغير هللا في الدنيا وصرف لحظة من وقته لغير‬
‫هللا‪.‬‬

‫إن قبلنا بأن الناس مختلفون‪ ،‬ستنتفي الكثير من‬


‫والضارة‪ .‬فأولئك الذين لم يدركوا هذه‬
‫ّ‬ ‫النزاعات الشديدة‬
‫االختالفات أو لم يقبلوا بها‪ ،‬دائما ما يواجهون مشاكل في‬
‫ويجرهم ذلك دوما إلى الحقد‬
‫ّ‬ ‫عالقتهم مع اآلخرين‬
‫والضغينة‪ .‬إن القبول باالختالف بين الناس يزيد من سعة‬
‫الصدر ويمنح االطمئنان‪.‬‬

‫على الرغم من أن الدنيا مح ّ‬


‫ط الكبد والعناء‪ ،‬غير أننا‬
‫يجب أن ال نتألّم فيها وال نصطدم بآالمها‪ .‬إن الحياة لصعبة‬
‫ولكن علينا أن ال نصعّبها على أنفسنا‪ .‬علينا أن نغتبط فيها‬
‫بعمق من دون حاجة إلى وسائل اللهو واللعب التي تمتّع‬
‫ي‪ .‬وال سبيل لنا إلى اكتساب هذه‬ ‫اإلنسان بمرح سطح ّ‬
‫القابل ّية إال بالدين‪.‬‬

‫يعلم اإلنسان بوجود هللا في أول المطاف‪ ،‬ثم يؤمن باهلل‬


‫يتعرف عليه بتالوة القرآن‪ ،‬ثم‬
‫ّ‬ ‫بصفاء باطنه‪ ،‬وبعد ذلك‬
‫يتقرب إليه شيئا ما بطاعته‪ ،‬ثم يأنس به بالمناجاة والدعاء‪،‬‬
‫ّ‬
‫ثم يغدو محبوبا لدى هللا بالتحبّب إلى أولياء هللا وخدمتهم‬
‫والتواضع لهم‪ ،‬ثم يعشق هللا في آخر المطاف‪.‬‬

‫أکثر الناس لفی صالح‪ ،‬إال إذا أصبحوا تحت ظلم وخداع‬
‫أقلية طالحة‪ .‬وإن هيمنة األقلية الطالحة على المجتمع ناشئ‬
‫من ضعف الشريحة الصالحة أو قلّتهم‪.‬‬
‫إن نلتفت إلى آثار الدين فی الدنيا‪ ،‬يق ّل ابتالؤنا بالعجب‪.‬‬
‫نمن على هللا ولنعبده بمزيد من‬ ‫إن الدين لصالحنا فال ّ‬
‫التواضع‪.‬‬

‫لقد أراد منّا أهل البيت(ع) أن نج ّ‬


‫سد حقيقة ديننا عبر‬
‫روعة حياتنا؛ ال أن نصلّی أمام الناس ونخطف قلوبهم‬
‫بصالتنا وحسب!‬

‫ال يطيق المستعجلون الصبر على طلب الحق‪ ،‬إذ ال ينال‬


‫ق عادةً إال بعد فترة من الزمن‪ .‬بينما الباطل يأتی‬
‫الح ّ‬
‫بسرعة کما يزول بسرعة‪.‬‬

‫الشهادة حلم جميل ومحبوب للطيّبين‪ ،‬وهي تزيل كل‬


‫الهواجس من القبر والقيامة ومرارات الحياة‪.‬‬

‫حسبنا أن ننظر إلى عظمة عالم الوجود وعجائب الخلق‬


‫قليال‪ ،‬ونتفكر في علّة خلق العالم مليّا‪ ،‬ليعترينا الخجل من‬
‫صغار أهدافنا‪.‬‬
‫االنسان يحب هللا وفي نفس الوقت يحب الدنيا‪ ،‬ومن هذا‬
‫سر جهاد النفس‬
‫التعارض تبدأ المعاناة والمشاكل‪ .‬وهذا هو ّ‬

‫أحد طرق معرفة النفس وإدراك قيمتها الحقيقية هو‬


‫الحزن والسرور‪ .‬فعندما يحزن المرء على شيء أو يفرح‬
‫بالحصول على شيء‪ ،‬د ّل على تعلّقه بذاك الشيء‪ .‬وإذا‬
‫اشت ّد هذا التعلّق‪ ،‬تم ّخض عن الحزن والسرور‪ ،‬واألهم من‬
‫ذلك يصوغ صورة اإلنسان على صورته‪.‬‬

‫يختار العقالء األفضل من ك ّل شيء‪ ،‬وإنما أفضل‬


‫ق العشق‪ .‬فبطبيعة الحال يعشق‬
‫األشياء هي التي تستح ّ‬
‫العقالء أسمى وأفضل األشياء ويثبتون على عشقهم‪.‬‬

‫المشاكل التي تحيط بك ّل فرد والتي يُمتحن بها اإلنسان‬


‫هي مرتبطة بالظروف التي تحيط به‪ ،‬وهذا ما ال يشّخصه‬
‫إال هللا‪ .‬طبعا من الطبيعي أن ال يرضى أحد ببقاء مشاكله‪،‬‬
‫ولكن يجب نثق بأن هللا يمتحن ك ّل عبد بأنسب وأسهل‬
‫امتحان‪.‬‬
‫ّ‬
‫بأوالدهن سببا لبناء ذاتهم‬ ‫يجب أن تكون شفقة األمهات‬
‫واجتهادهم‪ ،‬وإال فتدفعهم هذه الشفقة صوب طلب الراحة‬
‫واتباع الهوى‪ .‬وكذلك يجب أن يكون تدبير اآلباء سببا‬
‫لتدريب األبناء على التدبير‪ ،‬وإال فينشأ األبناء في ظل تدبير‬
‫ومتمردين‪.‬‬
‫ّ‬ ‫اآلباء منفعلين‬

‫كلّنا جميعا قدمنا العالم حاملين ممتلكات ومواهب قيّمة‬


‫جدّا‪ .‬وحسبنا أن نكتشفها ونستخدمها ونحافظ عليها‪،‬‬
‫لتسمو بنا إلى الثريّا‪ .‬ولذلك يجب على التربية والتعليم أن‬
‫تهدف إلى اكتشاف باطن اإلنسان أكثر من شحنه بالعلوم‪.‬‬

‫بارين‪ ،‬فهذا ما يمكن تح ّمله بسهولة‬ ‫إن لم يكن أبوانا َّ‬


‫وسرعان ما ينتهي عسر هذه المرحلة‪ .‬ولكن إن كان أوالدنا‬
‫بارين فإنه جفاء تدوم مرارتُه‪ .‬فإن وددنا أن يب ُّرنا‬
‫غير ّ‬
‫أوالدُنا فلنرأف بوالدينا وإن لم يكونا رؤوفين‪.‬‬

‫نتيجة أفضل األسفار‬


‫ماء زال ٍل‬
‫إن السفر نجاة لإلنسان من الركود ويسبب سريان ٍ‬
‫ت في بركة وجوده‪ .‬إن أفضل األسفار هو ذلك الذي‬ ‫فرا ٍ‬
‫يؤول إلى أكثر تغيير وطراوة‪.‬‬
‫أفجع إنجازات الثقافة الغربية‬

‫أفجع ما تقوم به الثقافة الغربية وما ينجزه الفكر الغربي هو‬


‫أن يجعال البشر قانعا بالحد األدنى من الحياة‪ ،‬وأن ال يسمحا‬
‫له باإلقالع والتحليق‪ .‬ومن هنا ينطلق الكفر والفساد‪.‬‬

‫الحق جميل‬

‫باإلضافة إلى ما يحظى به الحق من عقالنية ومنطق قوي‪،‬‬


‫فهو يتسم بالجمال أيضا وال يحتاج إلى مزيد من التزيين‪.‬‬
‫فإن ب ّينا الحق ولم يُدرك جماله‪ ،‬فلنعلم أننا لم نب ّينه بشكل‬
‫صحيح‪.‬‬

‫إن قضية كربالء لم تكن قضية شيعية ـ سنية‪.‬إن كان‬


‫عدوا للحسين(ع) فإنه جنى في حق أهل السنّة أكثر‬
‫يزيد ّ‬
‫من الشيعة‪.‬‬
‫يجب أن نكثر من الذهاب إلى جلسات ذكر مصائب أهل‬
‫البيت(ع) وننادي الحسين كثيرا وننادي عليا كثيرا‪.‬‬

‫حب الدنيا في قلبك‪ ،‬فإن بقى‬


‫ال ينبغي أن يبقى شيء من ّ‬
‫شيء البد أن تعود إلى اإلمام الحسين(ع) وتسأله أن يصلح‬
‫شأنك‪.‬‬

‫إن عاشوراء هي محوراالتحاد بين الشيعة والسنّة فالب ّد‬


‫باألخوة‬
‫ّ‬ ‫أن نقيم عزاء الحسين(ع) في أجواء مفعمة‬
‫اإلسالميّة‪.‬‬

‫من شأن محرم أن يغ ّير حالنا ويأخذ بأيدينا إلى الكمال‪.‬‬

‫كلما ابتعدنا عن هللا سنفقد أنفسنا وننساها وكلما اقتربنا‬


‫من هللا سنحظى بأنفسنا أكثر ونحصل على المزيد من‬
‫رغباتنا‪.‬‬
‫من الذي يحبه هللا؟ من ال يسيئ انتهاز فرص الذنوب إن‬
‫سنحت له‪ .‬ومن الذي يحبّه أكثر؟ من ينتفع أقصى االنتفاع‬
‫بأدنى فرص اکتساب الثواب‪.‬‬

‫ال يطيق المستعجلون الصبر على طلب الحق‪ ،‬إذ ال ينال‬


‫ق عادةً إال بعد فترة من الزمن‪ .‬بينما الباطل يأتی‬
‫الح ّ‬
‫بسرعة کما يزول بسرعة‪.‬‬

‫كلّنا جميعا قدمنا العالم حاملين ممتلكات ومواهب قيّمة‬


‫جدّا‪ .‬وحسبنا أن نكتشفها ونستخدمها ونحافظ عليها‪،‬‬
‫لتسمو بنا إلى الثريّا‪ .‬ولذلك يجب على التربية والتعليم أن‬
‫تهدف إلى اكتشاف باطن اإلنسان أكثر من شحنه بالعلوم‪.‬‬

‫الدين العاجز عن بناء حضارة ليس بدين حقيقي‬

‫بدين حقيقي‪ّ ،‬‬


‫وإن‬ ‫ٍ‬ ‫إذا عجز دي ٌن ما عن بناء حضارة فما هو‬
‫مصيره االنزواء والمهانة‪ ،‬وليس من العقل أن يحمله‬
‫دين ما إثبات‬
‫العاقل على محمل الجد‪ .‬فليس باستطاعة ٍ‬
‫جدارته وأحقّيته إال ببنائه حضارة‪.‬‬
‫لو كانت الحضارة اإلسالمية قد تبلورت‪..‬‬

‫الحضارة اإلسالمية لم تتبلور بعد‪ ،‬وليس ما عُرف في‬


‫التاريخ باسم "الحضارة اإلسالمية" إال حضارة فئة من‬
‫المسلمين أقامت جانبا ً من الدين‪ .‬فلو كانت الحضارة‬
‫واستقرت لما فنت أبداً‪ ،‬وألطبقت على‬
‫ّ‬ ‫اإلسالمية قد تبلورت‬
‫العالم بأسره‪ ،‬والنتشلت البشرية إلى األبد من براثن الظلم‬
‫والجهل‪.‬‬

‫السبيل الوحيد إلثبات جدارة الدين‬

‫دين ما إال من خالل صناعته لحضارة‪ .‬فمن‬ ‫ال تثبُت جدارة ٍ‬


‫كصانع للحضارة ال يمكن تبنّيه إلدارة‬
‫ٍ‬ ‫دون النظر إلى الدين‬
‫األمة إدارة سليمة عبر تطبيق أحكامه الفردية وبعض‬
‫تزودنا بالمخطط‬‫أحكامه االجتماعية‪ .‬والحضارة اإلسالمية ّ‬
‫النهائي ألسلوب إدارة األمة‪.‬‬

‫ال بد من تصوير الحضارة اإلسالمية‬


‫ال بد من العمل باستمرار على تصوير الحضارة التي‬
‫سسها اإلسالم بجميع تفاصيلها كي تتولد حالة من‬ ‫سيؤ ّ‬
‫االشتياق إليها وتتحول إلى مثا ٍل عا ٍل يستثير الخيال وتهفو‬
‫إليه النفوس‪ ،‬وال ينبغي االكتفاء بمجرد االعتقاد بأنه "يوما ً‬
‫ما ستقوم حضارة إسالمية"‪.‬‬

‫الوقوف على أزمات الغرب ضروري لفهم الحضارة‬


‫اإلسالمية‬

‫الوقوف على األزمات التي تعيشها الحضارة الغربية والتن ّبؤ‬


‫بما سيعقبها من أزمات متفاقمة ستضع هذه الحضارة أمام‬
‫المزيد من الطرق المسدودة يُع ّد أهم عوامل فهم الحضارة‬
‫اإلسالمية‪ .‬فالذين ينظرون إلى مظاهر الحضارة الغربية‬
‫بعين الوله واالنبهار عاجزون عن فهم الحضارة اإلسالمية‬
‫وتصورها‪.‬‬
‫ّ‬

‫المر‬
‫كيف يسهل علينا تح ّمل الواقع ّ‬

‫عندما يكون العشق والغرام مصحوبا بالواقعيّة‪ ،‬ولم يكن‬


‫المر من واقع الحياة بضررنا في المدى البعيد‪،‬‬
‫الجانب ّ‬
‫سنحصل على عشق عميق وخالد‪ ،‬وسنقوى على تح ّمل‬
‫المر في المدى القريب‪.‬‬
‫الواقع ّ‬

‫الجنة جزاء على الحياة األفضل في هذه الدنيا‬

‫الدين برنامج للحياة األفضل في هذه الدنيا والجنة جزاء‬


‫عدو لحياة اإلنسان وكل وساوسه من أجل‬
‫عليها‪ .‬الشيطان ّ‬
‫المسرات واللذات العميقة في‬
‫ّ‬ ‫تجريد حياة اإلنسان من‬
‫الحياة‪.‬‬

‫الرغبة الوحيدة التي ال تخدع اإلنسان‬

‫يبدو أن بعض الناس يو ّد أن يخدع نفسه‪ ،‬وإال لم ينخدع‪.‬‬


‫عندما يبالغ اإلنسان في ح ّبه لشيء ما‪ ،‬فقد م ّهد لخداع‬
‫نفسه في جميع الجوانب المرتبطة وغير المرتبطة‪ .‬إنما‬
‫الحب الذي ك ّل ما اشت ّد اإلنسان‬
‫ّ‬ ‫حب هللا وأولياء هللا‪ ،‬هو‬
‫ّ‬
‫فيه‪ ،‬ال يخدع اإلنسان بل يزيده فطنة‪.‬‬

‫رشد الناس السياسي‪ ،‬مدعاة إلى كساد سوق المضللين‬


‫إذا بلغ المجتمع إلى الرشد السياسي‪ ،‬عند ذلك سوف ال‬
‫يستطيع السياسيون أن يمارسوا عمليات التضليل والتوتير‬
‫بدافع كسب آراء الناس‪ .‬بل سيحصل على أصوات الناس‬
‫كل من يقدّم برنامجا أفضل‪.‬‬

‫استثمار الوقت‬

‫إن صرفنا للعبادة وقتا واهتماما كافيين والسيما حين السحر‬


‫سرت أمورنا كلّها ولم نعد نشعر بتبعثر‬
‫وعند الفجر‪ ،‬تي ّ‬
‫األمور وتشتتها‪.‬‬

‫نتائج اقتدار الحق‬

‫إن اقتدار الحق يم ّهد لفهم مدى عقالنيته وحكمته‪ ،‬ومن هذا‬
‫المنطلق ال تريد جبهة الباطل أن يقوى الحق أبدا‪ ،‬إذ بعد‬
‫ذلك لم يعد بإمكانها خداع الناس‪ .‬إن الجهاد في سبيل اقتدار‬
‫الحق إنما هو سعي لبسط العلم ورشد الفهم بين الناس‪.‬‬

‫العالقات األساس ّية الثالث‬


‫تتبلور في الدين ثالث عالقات أساسيّة ومه ّمة‪ ،‬وهي العالقة‬
‫ي هللا‪ ،‬والعالقة بين المؤمنين‪ ،‬وال‬‫مع هللا‪ ،‬والعالقة مع ول ّ‬
‫سيما أولئك المؤمنين الذين هم زمالؤك في تنظيم واحد‪.‬‬
‫العالقة الثالثة أصعب من العالقتين األوليين‪ .‬كما أن العالقة‬
‫الثانية أصعب من العالقة األولى‪.‬‬

‫المضرة التي ال‬


‫ّ‬ ‫إن النظر من األعلى يخفض المشاعر‬
‫حب اإلنسان للمثل العظيمة‪ .‬إن‬
‫مح ّل لها‪ ،‬بيد أنه ين ّمي ّ‬
‫النظر من األعلى يزيل االحتياطات غير الضرورية‪ ،‬وفي‬
‫المقابل ين ّمي جرأة اإلنسان على خوض الغمرات في مسار‬
‫األهداف السامية‪ .‬كما أنه ين ّمي يزيد اإلنسان قدرة على‬
‫البرمجة الدقيقة وبعيدة المدى‪.‬‬

‫سرعة قبول األخطاء‬

‫إن سرعة قبول األخطاء‪ ،‬عالمة على دراية اإلنسان‬


‫واستعداده العالي للرشد‪ ،‬وإال فحتى أجهل الناس وأكثرهم‬
‫لجاجة قد يعترفون بأخطائهم بعد فترة من الزمن‪.‬‬
‫الحياة مخيّم ص ّممه هللا لنا من أجل تربيتنا وتعليمنا‪،‬‬
‫مستقرنا األبدي في اآلخرة‬
‫ّ‬ ‫ولكي نستع ّد للحضور في‬

‫القرين الكامل‬

‫التنعم بعيش هنيء مستديم في الحياة الزوجية ال يكون‬


‫بالتفتيش عن قرين ال نقص فيه فهناء العيش يعتمد‪ ،‬قبل‬
‫كل شيء‪ ،‬على ُحسن سلوك المرء نفسه حتى وإن لم يبادله‬
‫الطرف اآلخر بالمثل‪ .‬بل إن التفتيش عن قرين ال نقص فيه‬
‫هو‪ ،‬بحد ذاته‪ ،‬نقص كبير‪.‬‬

‫بمجرد‬
‫ّ‬ ‫إن هللا أرحم من أن يطرد عبده من رحمته‬
‫ارتكابه بعض الذنوب‪ ،‬ولكن الشيطان ال يزال يقنّط اإلنسان‬
‫عن رحمة هللا! فإن شعر عبد مذنب بأن هللا طرده ولم يعد‬
‫ينظر إليه‪ ،‬فليعرف أن هذا القنوط من وساوس نفس‬
‫الشيطان الذي دفعه إلى ارتكاب الذنب‪ .‬فال ينبغي االعتناء‬
‫بهذا الشعور السلبي‪.‬‬

‫أحد جذور العجز‬


‫تارة قد يكون استشعار الضعف والعجز ناجما عن اليأس‬
‫عن معونة هللا‪ .‬وقد يستقي ضعفنا وذلّنا تارة من عدم‬
‫معرفتنا باهلل‪ .‬فكلما ازددنا إيمانا بقدرة هللا ورحمته قلت‬
‫مثبطات الكلم في أحاديثنا وازددنا نأيا ً عن الحديث عن‬
‫الضعف والعجز‪.‬‬

‫الراحة يبدو متعبا ً‬


‫طريق ّ‬

‫والرخاء والبركة‬
‫ّ‬ ‫لقد أراد هللا لنا الخير والرزق واليُسر‬
‫ّ‬
‫ولكن الطريق الذي دعانا‬ ‫والراحة كما نتمنّاها نحن‪.‬‬
‫ّ‬ ‫واللذّة‬
‫إليه من أجل نيل هذه األهداف ال يبدو ينتهي إليها عبر‬
‫النظرة البسيطة‪ .‬فال يسلكه ّإال العاقل المتم ّعن والمؤمن باهلل‬
‫ق اإليمان‪.‬‬‫ح ّ‬

‫قربان ك ّل امرء بحسبه‬

‫تقديم القربان ذو أشكال وأنواع‪ ،‬يهون بعضُها على بعض‬


‫يعز عليه أن يض ّحي بنفسه‪،‬‬‫فرب امرء ّ‬
‫ّ‬ ‫سر على آخرين‪.‬‬ ‫ويع ُ‬
‫سر‬
‫ورب وال ٍد يع ُ‬
‫ّ‬ ‫ي ٍ يصعب عليه أن يض ّحي بماله‪،‬‬
‫ورب غن ّ‬
‫ّ‬
‫ورب وجي ٍه يكبُر عليه أن يض ّحي‬
‫ّ‬ ‫عليه أن يفدي بأوالده‪،‬‬
‫شاب ال يهون عليه أن يض ّحي بأصدقائه‪ .‬ما‬‫ّ‬ ‫ورب‬
‫ّ‬ ‫بجاهه‪،‬‬
‫من أحد ّإال ويمتحن بالتضحية وتقديم القربان‪ ،‬ولكن ك ٌّل‬
‫بحسبه‪.‬‬

‫ال يحكي الحا ُل عن المستقبل دائما ً‬

‫لقد فاجأ هللا في بعض األيّام بعض الفقراء وبعض الضالّين‬


‫وبعض المؤمنين وبعض البؤساء‪ .‬فغني الفقير من حيث لم‬
‫ووفّق‬
‫يحتسب‪ ،‬وهُدي الضا ّل من حيث ال يخطر بالبال‪ُ ،‬‬
‫المؤمن لما فوق ما كان يرجوه ويتمناه‪ ،‬وسعد البائس‬
‫المسكين وأصبح مغبوطا ً بعد ما حسب أن بينه وبين‬
‫السعادة بُعد المشرقين‪.‬‬

‫ال يغرينّك ظاهر الناس‬

‫إن رأيت أحدا ً أغنی وأص ّح وأقوی جسما ً وأجمل منك فال‬
‫تحسبه أكثر استمتاعا ً منك في هذه الدنيا‪ ،‬فإنه مثلك مصاب‬
‫وجدير باستعطاف اآلخرين وشفقتهم‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫بآالم الدنيا ومحنها‬

‫حسبنا هللا‬
‫سوق يشتمل على جميع إنتاجات العالم‬ ‫ٍ‬ ‫إذا كان بيتنا بجوار‬
‫بر ّمته‪ ،‬فإن مثل هذا السوق سيغنينا عن ك ّل سوق ومتجر‬
‫ودكّان‪ .‬وكذلك من يستشعر أن الحمد كلّه هلل والجمال كلّه‬
‫والعزة كلَّها هلل فإنه سيستغني باهلل عن ك ّل وكيل ومثل‬
‫ّ‬ ‫هلل‬
‫هذا يدرك معنى حسبنا هللا ونعم الوكيل‪.‬‬

‫ي غير مرزوق‬
‫رب غن ّ‬

‫زيادة الرزق ونقصانه ال تت ّم بالضرورة عبر زيادة المال‬


‫ونقصانه‪ ،‬فلع ّل هللا يريد لعبد أن ينقص رزقه‪ ،‬فيجعله‬
‫رأسماليّا ضخما ً ويلهيه بجمع األموال الطائلة‪ ،‬فينشغل‬
‫بالعراك ليل نهار مع الطالب والمطلوب‪ ،‬فتنهار أعصابُه‬
‫األمراض في أحشائه‪ ،‬فيحرم من أكل بعض‬
‫ُ‬ ‫وتظهر‬
‫الطيّبات‪ ،‬وكذلك ينشغل بجمع األموال عن التمتع بصلة‬
‫الرحم والزيارات والسفرات‪.‬‬

‫ال نكن متسكّعين‬

‫الب ّد أن نس ّد أنظارنا وأسماعنا على الماليين من الصفحات‬


‫والمعلومات لكي ترى وتسمع حقائق قيّمة يجهلها أكثر‬
‫الناس‪ .‬والب ّد أن نبكُم عن الكالم غير المفيد لينطق لساننا‬
‫بالحكمة‪ .‬التسكّع بين األخبار والمعلومات مضيعة للوقت‬
‫والطاقات‪.‬‬

‫خفايا ألطاف هللا‬

‫هللا العالقة بين الخطيبين ألنه شاء أن يتزوج‬


‫يخرب ُ‬‫تارةً ّ‬
‫بآخر هو أصلح من األول وألصق بالفؤاد‪ .‬وتارة‬ ‫ٍ‬ ‫ك ّل منهما‬
‫يدفع الزوجين إلى مشاحنة ألنها ستكون سببا ً في عالج‬
‫تتحول إلى ألفة ممتعة‬
‫ّ‬ ‫مشكلة بينهما قديمة وسرعان ما‬
‫وسكينة دائمة‪ .‬وتارةً يس ّد هللا على عبده باب رزقه في‬
‫عمله‪ ،‬ألنه شاء أن يفتح عليه بابا ً أوسع وأمتع من الرزق‪.‬‬

‫شعور ال عالج له!‬

‫كما أنّك تشعر بالوحشة والغربة أحيانا على الرغم من كونك‬


‫تنعُم بأسرة وأهل وأصدقاء‪ ،‬فال يعود يرضيك شيء من هذه‬
‫ّ‬
‫تحسبن أن لهذا‬ ‫العالقات الحميمة‪ ،‬كذلك سائر الناس‪ .‬فال‬
‫الشعور عالجاً‪ّ .‬‬
‫كأن هذا قانون من قوانين الدنيا‪ .‬فإن لم‬
‫يستشعر اإلنسا ُن الوحشة والغربة لن يعبد هللا‪.‬‬
‫تصفيات ضخمة عبرناها‬

‫القبول في الجامعة أو في دورة تأهيل ّية ج ّيدة كم يُسعد‬


‫اإلنسان؟! أش ّد من ذلك إسعادًا وأهميّة هو القبول في عالم‬
‫بشرا مخلوقين! وأش ّد من ذلك أن يختارنا‬ ‫الوجود واختيارنا ً‬
‫هللا ألن نكون متديّنين نعرفه ونعبده‪ .‬وأش ّد من ذلك أن‬
‫يجعلنا من أ ّمة النبي الخاتم(صلّى هللا عليه وآله)‪ ،‬وأعظم‬
‫من ذلك أن جعلنا نتولّى أهل البيت(عليهم السالم)‪ .‬أال ينبغي‬
‫أن تغمرنا مراحل القبول هذه بالسعادة الشديدة وبمشاعر‬
‫الشكر هلل عز وجل؟!‬

‫ك ٌّل يقتضي ظروفه‬

‫حب هللا ويجد‬‫أمتع حالة لإلنسان هي أن يستشعر فيها ّ‬


‫العالقة بينه وبين ربّه‪ ،‬لكن بعض الناس يستشعر هذه‬
‫الحالة في اليُسر‪ ،‬وبعضهم يستشعرها في العسر والشدّة‪.‬‬
‫بعضهم يجدها في بيئة مالئمة لعقائده‪ ،‬واآلخر يجدها في‬
‫تضطره إلى أن يسبح عكس التيّار‪ .‬كما ُل سيّد ٍة‬
‫ّ‬ ‫بيئة مخالفة‬
‫ي‪ ،‬وكمال أخرى في أن تكون زوجة‬ ‫في أن تكون زوجة نب ّ‬
‫فرعون‪.‬‬
‫اسع لحل مشكالتك ولكن‪..‬‬

‫ال بأس في أن نسعى لح ّل مشاكلنا والتخلّص م ّما نعاني‬


‫منه‪ ،‬بل قد يكون تكليفنا هو السعي لذلك‪ .‬ولكن لنعرف أن‬
‫بعض هذه المرارات والمنغّصات من لوازم رشدنا‪ .‬ولذلك‬
‫مهما نسعى للتخلّص منها ال نهتدي إلى ذلك سبيال ومهما‬
‫ندعو هللا ال يستجيب‪.‬‬

‫ّ‬
‫تحفزنا على اللجوء إلى هللا‬ ‫حقيقة‬

‫كل إنسان صالح قد يرتكب ذنبا ال ينسجم مع طبيعته‪ .‬وكل‬


‫خير ال يُتوقّع منه‪ .‬وكذلك نحن؛‬
‫إنسان سيئ قد يصدر منه ٌ‬
‫فليس بميسورنا أن نعرف أنفسنا جيّدا بحيث نحدد الحد‬
‫األدنى واألقصى مما سيصدر منّا من صالحات وسيئات‪.‬‬
‫ّ‬
‫تحفزه على اللجوء إلى هللا‪.‬‬ ‫إنها لحقيقة من التفت إليها‬

‫إنه درب الشجعان‬


‫وخوف الغربة‬
‫ُ‬ ‫خوف الفقر بركات اإلنفاق‪،‬‬
‫ُ‬ ‫لقد حرمنا‬
‫والوحشة مصالح اتخاذ المواقف‪ ،‬وخوف فقدان األصدقاء‬
‫وخوف العناء والكبد أرباح جهاد‬
‫ُ‬ ‫منافع النهي عن المنكر‪،‬‬
‫وخوف‬
‫ُ‬ ‫وخوف اللوم والتشهير مكاسب قول الحق‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫النفس‪،‬‬
‫إن درب الحق لطريق‬ ‫ذهاب السمعة والجاه خير الصدق‪ّ .‬‬
‫الشجعان فال يقدر على سلوكه الجبان‪.‬‬

‫من شروط السعادة‬

‫في ميسورنا أن نسعد في الحياة الدنيا‪ ،‬ولكن من شروطها‬


‫بالء‪ ،‬وكذلك في ميسورنا أن نسعد مع أهلنا‬
‫أن نعتبرها دار ٍ‬
‫صا ال‬
‫وأزواجنا‪ ،‬ولكن من شروطها أن نعتبرهم أشخا ً‬
‫يخلون من عيوب‪.‬‬

‫جانب من إعجاز القرآن‬

‫ظا مزدح ًما ولم ترحب‬‫إن كان جدول أعمالنا اليومي مكت ًّ‬
‫ساعات اليوم لكل األعمال فلنضف إلى قائمة األعمال‬
‫اليومية تالوة القرآن‪ ،‬عسى أن يزيد وقتنا بركة واستيعابًا‪.‬‬
‫لنجرب هذا الجانب من إعجاز القرآن‪.‬‬
‫حقيقة تؤرق اإلنسان‬

‫حري بنا أن نكثر الفكر في ما بعد الموت وفي عالم البرزخ‬


‫ّ‬
‫والقيامة‪ .‬فما أكثر المحترمين والوجهاء الذين سيخبو بريق‬
‫جاههم وشأنهم بعد الموت‪ .‬وما أكثر الغرباء الذين‬
‫سيحظون بمنزلة عالية وشأن كبير‪ .‬إنها لحقيقة من شأنها‬
‫أن تؤرقنا وتشغل بالنا ونستحضرها كلّما حظينا بحفنة من‬
‫الجاه عند بعض الناس‪.‬‬

‫اشتياق الموت‬

‫كلما ازددنا حبًّا إلى القدرة واللذة والسرعة والعلم‬


‫واإلمكانيات العالية في الحياة‪ ،‬يجب أن نزداد ح ًّبا وشوقًا‬
‫إلى الحياة ما بعد الموت‪ .‬إذ ك ّل ما متوفّر في الدينا لدى‬
‫أغنى الناس وأقواهم‪ ،‬هو ال شيء بالنسبة إلى ما متوفّر‬
‫لدى أضعف المؤمنين وأق ّل المتقين بعد الموت‪ .‬الدنيا أقل‬
‫من أن تشبع نزعتنا إلى حب االستطالع‪.‬‬

‫لعلنا قدوة وال ندري!‬


‫معظم أصحاب المشاريع الناجحة بدأوا من الصفر‪ ،‬فإن لم‬
‫يبدأوا من الصفر لم يصلحوا ليكونوا قدوة ونموذ ًجا‪ .‬فإن‬
‫كنا اآلن في مرحلة الصفر فنحن نتصف بأول شرط من‬
‫شروط القدوة!‬

‫خطأ ال ينجو منه إال قليل‬

‫كنت قبل سنين تتمنى أشيا ًء قد نلتها اآلن‪ ،‬ولكنّها لم‬


‫تسعدك كما كنت تعتقد‪ ،‬إذ كنت تعتقد أنها سوف تُسعدك‬
‫أكثر بكثير‪ .‬واآلن كذلك أنت واقع في الخطأ عينه بالنسبة‬
‫إلی أمانيك الحالية‪ ،‬لن تدركه جيدا ً حتی أن تتحقق أمانيك‪.‬‬
‫إنك لست بإنسان ط ّماع‪ ،‬بل إنسانا ً سالما ً ال يُرضيه شيء‬
‫من حطام الدنيا‪ ،‬وال ينبغي أن يرضيه!‬

‫لنجرب القرآن‬
‫ّ‬

‫القرآن معجزة ولكن ال يُدرى مدى إعجازه‪ .‬فلعلّه يُظهر‬


‫إعجازه إذا قرأنا صفحةً منه من دون تعيين لفهم معضلة‬
‫علميّة‪ ،‬أو لح ّل مشكلة أسريّة‪ ،‬أو لشفاء مريض‪ ،‬أو‬
‫الكتشاف طريق ح ّل لقضيّة‪ ،‬أو لعالج رذيلة أخالقية أو‬
‫للتأثير على شخص أو لنزول الغيث من السماء‪ .‬ولكنّنا ال‬
‫نتعامل معه كمعجزة وال نحاول أن نكتشف أبعاد إعجازه من‬
‫خالل الممارسة في استعماله والرجوع المتواصل إليه‪.‬‬

‫من وحي عالم الصداقة‬

‫من دواعي توثيق العالقة بين شخصين ليُصبحا صديقين‬


‫حميمين هو أن يتجاوزا الروتين والتعامل الرتيب البارد‬
‫والمتعارف بينهما‪ .‬فلنخرق بين الحين واآلخر عاداتنا في‬
‫الصالة والعبادة والدعاء والتالوة‪ ،‬ولنقض فيها وقتًا أطول‬
‫منحى آخر‪.‬‬
‫ً‬ ‫من المعتاد عسی أن تأخذ عالقتنا مع هللا‬

‫ي العهد ولكن بغموض‬


‫وف ّ‬

‫غير قليلة وعدنا هللا بها لو كنّا نؤمن بها ونصدّقها‬


‫وعو ٌد ُ‬
‫الغتبطنا بها وعشنا سعداء في هذه الدنيا دون أيّما خوف‪.‬‬
‫إنه ال يُخلف الميعاد ولكنّه يطعّم وفاء عهده بجرعة من‬
‫التعقيد والغموض‪ ،‬فأصبح الناس ـ ومعظمهم سطحيّون ـ‬
‫يعولوا على وعود‬
‫يعولون على وعود الناس أكثر من أن ّ‬ ‫ّ‬
‫هللا!‬
‫مشكلتنا في العمل‬

‫ما أكثر األعمال والمشاريع التي استصعبناها وأوقفناها مدّة‬


‫طويلة من أجل أن نُحكمها ونحيط بأبعادها من ك ّل جانب‪،‬‬
‫غير أنه لم يكن يعوزها سوى مبادرة واحدة‪ .‬إنما مجال‬
‫بعض االستشارات والبرمجات والتخطيطات بعد البدء‬
‫بالمشروع ال قبله‪.‬‬

‫طريق غير مباشر‬

‫ينبغي أحيانا ً أن نتنازل قليال عن حقّنا‪ ،‬ليفاجئنا هللا بربح‬


‫غير محتسب‪ .‬وقد تقتضي المصلحة أن نتجاهل شيئا من‬
‫فضلنا‪ ،‬لنحظى بسمعة أرقى وأفضل‪ .‬وتارة يجب أن نرفع‬
‫ضله علينا لكي يرفعنا هللا في مجال آخر‪ّ .‬‬
‫إن‬ ‫صاحبنا ونف ّ‬
‫طريق الترقي في هذه الدنيا ليس مباشراً‪.‬‬

‫ال بد من ساحة صراع‬


‫ص ّمم قلب اإلنسان على أساس أن يوالي فئةً ويعادي‬
‫لقد ُ‬
‫أخرى‪ ،‬وال ب ّد له من اتخاذ ساحة صراع يخاصم فيها‬
‫جماعةً ما‪ .‬فإن رغب عن مخاصمة أعداء هللا تحت شعار‬
‫السالم والحيادية والنأي بالنفس‪ ،‬فإنه سيدخل ال محالة في‬
‫صراعات تافهة وسيعادي من ال ينبغي عداؤه‪.‬‬

‫صفو العيش‬

‫كلما قلّت تعلقاتنا بزخارف الدنيا من أموالها وجاهها‬


‫ومناصبها‪ ،‬ازداد صفو عيشنا وهناؤه‪ .‬ولذلك تجد كثيرا‬
‫الفقر أواصر تعلقاتهم يحظون بحياة‬ ‫ُ‬ ‫من الفقراء الذين قلع‬
‫أسعد وأهنأ من معظم األغنياء‪ .‬فيا ترى ما الفائدة من المال‬
‫الذي يزيد صاحبه تعلّقا وه ًّما؟!‬

‫علينا باإلبكار‬

‫بالقوة والطاقة والحافز‬


‫ّ‬ ‫من أفضل ما ينشّط اإلنسان ويشحنه‬
‫الكبير هو أن يبدأ يومه بعمل صعب ويخصص الساعات‬
‫األولى من يومه بأصعب نشاطاته ومها ّمه‪ .‬ساعات النهار‬
‫ليست سواء في طاقاتها ومفعولها‪ .‬إنه الب ّد لنا من استراحة‬
‫ونوم وترفيه‪ ،‬ولكن إذا بدأنا يومنا بها فلعلّها تقضي على‬
‫نهارنا كلّه‪.‬‬

‫من أ ّيهما نحن؟‬

‫الشعور بالذنب يمنحنا حالة االنكسار وينفض من القلب‬


‫غبار العجب ويرقق القلوب ويُجري الدموع ويدفعنا إلى‬
‫آثارا عظيمة‪،‬‬
‫التوبة واللجوء إلى هللا‪ .‬إن لهذا الشعور ً‬
‫ولكن بعض الناس ال يشعر بالذنب إال إذا اجترح أكبر‬
‫الكبائر من الموبقات‪ .‬بينما بعض الناس يشعر بالذنب‬
‫وتظهر فيه كل آثاره اإليجابية إذا ضيّع ساعة من عمره‬
‫ولو بالحالل‪ ،‬ولم يصرفها في سبيل هللا‪.‬‬

‫المؤمن بين مخافتين‬

‫من أخطر األوقات على فريق كرة القدم في أثناء المباراة‪،‬‬


‫هو مباشرة بعد ما يس ّجل هدفًا ويصاب بنشوة الفوز‬
‫ويعتريه الغرور‪ .‬كذلك العبد فإنه إذا انتصر على هواه في‬
‫موقف صعب سيكون أقرب ما يكون من مأزق العجب‬
‫والغرور‪ .‬المؤمن إذا أذنب خاف من العقاب وسوء المآب‬
‫وإذا أحسن خاف من العجب‪ ،‬فهو في كال الحالين يلجأ إلى‬
‫هللا‪.‬‬

‫فرصة ممتازة‬

‫من أفضل الساعات التي يستطيع المرء فيها أن يطوي‬


‫مسافات طائلة إلى الكمال ويغيّر فيها مصيره ومقدّراته‪ ،‬هي‬
‫ساعة هجوم شهوة من الشهوات وتكالب الشياطين عليه‬
‫من ك ّل جانب وتهيؤ الفرصة الرتكاب معصية ممتعة‪ .‬هنا‬
‫إذا استطاع المرء أن يفلت من هذا الفخ فقد أنجز إنجازا‬
‫عظيما وسيترك بصمة أثره العميق في حياته الدنيوية‬
‫واألخرو ّية‪.‬‬

‫قصة معظم المنحرفين‬

‫قد ينتقد المؤمن أخاه المؤمن أو جماعةً من الصالحين‬


‫ويحذرهم من أخطائهم من منطلق الحرص والنصيحة‪ .‬ثم‬
‫قد يتمادى بعد ذلك في اإلصرار على موقفه والتأكيد على‬
‫ثغورهم‪ ،‬ث ّم يأتي بالمزيد من الشواهد والقرائن ليثبت أحقية‬
‫كالمه وموقفه وصحة تنبؤاته وتحذيراته‪ ،‬ثم يصبح من‬
‫سا لهم ويأنس باتباع ثغراتهم وتتبع‬
‫حيث ال يشعر مناف ً‬
‫عيوبهم بل يفرح بفشلهم ويستأنس بهفواتهم‪ .‬ثم يصبح‬
‫صة معظم‬
‫معاديا لهم وأكثر انسجا ًما مع أعدائهم‪ .‬هذه ق ّ‬
‫المنحرفين‪.‬‬

‫فقر عميق‬

‫العطشان ال يرتوي‪ ،‬وإن أعطيته سيارة فخمة أو منحته بيتًا‬


‫راق ًيا أو زوجته بفتاة حسناء أو وهبته مليارات الدوالرات‪.‬‬
‫فهو ال يزال عطشانًا غير سعيد‪ .‬وهذا هو حال اإلنسان الذي‬
‫ال يس ّد فقره سوى االتصال باهلل ال أي شيء آخر (ي ٰٰۤـأ ُّيها‬
‫اس أنت ُ ُم ۡٱلفُقر ٰۤا ُء إلى َّ‬
‫ٱللِۖ)‬ ‫ٱلنَّ ُ‬

‫قدرة الخيال‬

‫إن لم نستغل خيالنا في درب النور والخير‪ ،‬سيستغله‬


‫قوة الخيال وسيلة لتعزيز أملنا‬
‫الشيطان إلبعادنا عن هللا‪ّ .‬‬
‫في الشهادة وأمنيتنا في اللقاء باإلمام الحجة وحبنا لزيارة‬
‫أهل البيت عليهم السالم ورغبتنا في حج بيت هللا الحرام‪،‬‬
‫فال ندعها تعزز األبعاد الواطئة من روحنا‪.‬‬
‫أي شعور نستمده من هللا‬

‫القوي جدا‬
‫ّ‬ ‫ي يمنح أوالده الشعور بالغنى‪ ،‬والمدير‬
‫األب الغن ّ‬
‫يمنح ع ّماله الشعور بالقوة‪ ،‬والقائد الشجاع يمنح جنوده‬
‫الشعور باألمان‪ ،‬فأي شعور نستمدّه من هللا ربنا الذي هو‬
‫أرحم الراحمين وعلى كل شيء قدير؟!‬

‫الدنيا أهون من تصوراتنا‬

‫كل شيء في هذه الدنيا هو في الواقع أقل وأهون مما‬


‫نتصوره ونتوقعه‪ .‬كل ما نحسب أنه ممتع ولذيذ فال يمتّعنا‬
‫بقدر ما كنا نتوقع‪ .‬وكل ما يُخاف ويُخشى من نوائب الدنيا‬
‫فصدماته أقل مما يُزعم‪.‬‬

‫كيف يُصان القلب؟‬

‫يعتقد كثير من النّاس بأن المه ّم هو القلب والمضمون‬


‫والفكر والنفسان ّيات‪ ،‬أما القالب والشكل ّيات واآلداب فليست‬
‫بمه ّمة‪ .‬ومن ث ّم تراهم يهملون غير قليل من األحكام بذريعة‬
‫االهتمام بالمضمون ال بالشكليّات‪ .‬أوهل هناك سبيل إلى‬
‫غير مراقبة المداخل والنوافذ المتمثلة‬
‫صيانة القلب ُ‬
‫باألعمال والسلوك؟!‬

‫معارض النور‬

‫يعرض للنار‪.‬‬‫الخشب مستعد لالحتراق‪ ،‬ولكن شريطة أن ّ‬


‫وكذلك روح اإلنسان فإن فيها غير قليل من المواهب‬
‫تعرضت لمصادر النور‪.‬‬‫اإلله ّية‪ ،‬ولكنها ال تتفعل إال إذا ما ّ‬
‫آثارا ق ّل نظيرها‬
‫من هنا نجد في الح ّج وزيارة أهل البيت(ع) ً‬
‫في غيرها‪.‬‬

‫طعم مركّب‬

‫صا‬
‫صة وطع ًما خا ّ‬ ‫يكون مشاعر خا ّ‬ ‫تركيب الزمان مع المكان ّ‬
‫الب ّد من ذوقه وتجربته‪ ،‬ولعلّه لهذا السبب ُو ّ‬
‫صينا بزيارة‬
‫اإلمام الحسين(ع) في كل مناسبة‪ .‬هناك مشاعر وحاالت ال‬
‫صا في زمن خاص‪.‬‬ ‫يعيشها اإلنسان إال إذا حضر مكانًا خا ّ‬

‫نمط حياة الزوجين‬


‫المودّة بذرة يجعلها هللا بين الزوجين ولكنها بحاجة إلى‬
‫الحب يسقيها وين ّميها‬
‫ّ‬ ‫سقي ورعاية وصيانة‪ .‬إظهار‬
‫ويقويها‪ .‬حري بالزوجين أن يتفنّنا في التوادد وال يكتفيا‬
‫ّ‬
‫مرتين‪ .‬إنه من ثوابت نمط حياة الزوجين‬ ‫بمرة أو ّ‬
‫المؤمنين‪.‬‬

‫العشق وليد الفراق‬

‫مقومات العشق واللهفة إلى أمر من أمور الدنيا هو‬


‫من ّ‬
‫الفراق والهجران‪ .‬فإذا فاز اإلنسان بالمطلوب أو وصل إلى‬
‫المحبوب‪ ،‬سرعان ما تستحيل حرارة اللهفة إلى برود‬
‫اإلشباع وعدم االكتراث‪.‬‬

‫القرايات تمرين لضبط الذهن‬

‫ليس شأن المصائب الحسينية شأن األفالم السينمائية التي‬


‫س بر ّمتها‪ .‬فهي تدع البال يشرد‪ ،‬ولذلك‬ ‫تش ّد البال والحوا ّ‬
‫يلزمنا أن نستمع المصائب بتفاعل وتركيز ونمسك بزمام‬
‫سم ما نستمعه‬ ‫أذهاننا وقلوبنا؛ فنطرد ما يشتّت بالنا ث ّم نج ّ‬
‫من مصائب ونتع ّمق فيها لتترك أثرها فينا وتُبكينا‪ .‬بمهارة‬
‫ضبط الذهن هذه‪ ،‬تتحسن حياتنا وعبادتنا جمي ًعا‪ ،‬فإن‬
‫مختلف ضروب النجاح بحاجة إلى هذه المهارة‪.‬‬

‫توفيق مؤ ّمل‬

‫كما ذكرت رواياتنا‪ ،‬إن البكاء على الحسين(ع) عم ٌل قيّم ذو‬


‫آثار ضخمة وثواب عظيم‪ .‬فإذا توفقنا لذلك خالل فواصل‬
‫متقاربة‪ ،‬سنزداد ً‬
‫أمال بالطبع في اكتساب المزيد من‬
‫المعنوي دائ ًما‪،‬‬
‫ّ‬ ‫التوفيق‪ .‬فإن الذين يذوقون طعم التوفيق‬
‫يُقبلون على هللا وهم أكثر ً‬
‫أمال وطم ًعا ويطرقون بابه مل ّحين‬
‫واثقين‪.‬‬

‫صة عمالقة عظام‬


‫ق ّ‬

‫ً‬
‫إنجازا عظي ًما‬ ‫مصائب كربالء‪ ،‬قصة عمالقة عظام أنجزوا‬
‫آماال عظيمة وفُجعوا بمصائب عظيمة‬ ‫وكانوا يحملون ً‬
‫آثارا عظيمة جدًّا على مدى التاريخ‪ .‬فنحن كلما‬ ‫وتركوا ً‬
‫سا بهذه المصائب كبُرت روحنا وه ّمتنا وآمالنا‬ ‫ازددنا أن ً‬
‫ق القضايا الصغيرة‬ ‫نظرنا‪ ،‬ومن ث ّم يخبو عندنا بري ُ‬
‫وبعُد ُ‬
‫والحقيرة وتُسحق تحت وطاة أقدام روحنا العالية‪.‬‬
‫ال نستبعد من هللا شيئ ًا‬

‫إن هللا سبحانه غير محدود بقانون وال بعرف وال بجهات‬
‫عليا تفرض عليه ضوابط‪ ،‬وقدرته مطلقة ورحمته كذلك‬
‫وهو الذي يقدّر مقدرات حياتنا‪ ،‬فال نستبعد شيئ ًا‪.‬‬

‫مدرسة للرأفة واإليثار‬

‫كلما استفحلت األنانية والذاتية في اإلنسان أكثر‪ ،‬ساء خلقُه‬


‫أكثر وتنغصت حياتُه أكثر‪ .‬وفي مقابلها األنانيّة الرأفة‬
‫واإليثار‪ .‬ذكر مصائب الحسين(ع) عملية ننسى فيها أحزاننا‬
‫الشخصية لدقائق‪ ،‬ثم نحزن بشدّة على مصائب أحباب مما‬
‫يجعلنا نبكي عليهم‪ .‬يمثل هذا السلوك رأفة رائعة وتكراره‬
‫ويهون عليه اإليثار‪.‬‬
‫ّ‬ ‫يجعل اإلنسان رؤوفًا‬

‫حينما تحلو المعاناة‬

‫تجرعها‬
‫صة معاناة شديدة وجميلة ّ‬ ‫المصائب الحسينية هي ق ّ‬
‫رجال نحبّهم أيما حب‪ .‬فإننا عندما نستعيد ذكر معاناتهم‬
‫سدوها بصبرهم‪ ،‬نستعد نحن أيضًا لمثل‬ ‫والمالحم التي ج ّ‬
‫هذه المعاناة بل سنختار درب الصعاب في سبيل هللا‪ .‬يا لها‬
‫من حكمة حظي به الشهداء فجعلتهم يقيمون العزاء ليلة‬
‫العمليات!‬

‫مستلزمات مواكبة الحق‬

‫ال يمكن أن نعيش بأهداف وآمال دنيو ّية فحسب‪ ،‬ثم نقوى‬
‫على تح ّمل أعباء سلوك درب الحق وإنجاز تكاليفه‪ .‬الب ّد أن‬
‫نستحضر هدف أصحاب الحق يوم ّيا ونعيش آمالهم دائما‬
‫وال نزال نوثّق عرى أواصرنا بالهدف السامي الذي ُخلقنا‬
‫من أجله‪ .‬حينئذ نتحفّز الجتياز الطريق وتهون عندنا‬
‫صعابه‪.‬‬

‫لنكتشف الصالة‬

‫تهدف الصلوات اليوميّة إلى أن تترك بصمة أثرها في‬


‫سلوكنا وتفكيرنا وخيالنا ورغباتنا ونزعاتنا وعقائدنا‬
‫ورؤانا وزاوية نظرنا ونمط حياتنا وجميع أبعاد وجودنا‪.‬‬
‫فلنص ٍ ّل بتفاعل لكنتشف آثارها ونتلقّى منها لمسات‬
‫وبصمات أعمق وأبقى‪.‬‬
‫ما أق ّل الناصحين‬

‫النصيحة ليست بعمل هيّن أبدا‪ .‬فإننا عندما ننصح أحدا ً قد‬
‫نصعّب عليه ـ من حيث ال نشعر ـ طريقا ً يسيرا ً لنوحي بأننا‬
‫عبرنا عقبةً كؤود‪ .‬ولعلّنا نس ّهل عليه طريقا ً صعبا ً ليقتحمه‬
‫دون رويّة‪ ،‬وليظهر مدى البون الشاسع بيننا وبينه في‬
‫األداء‪ .‬وتارةً نكلّم الهاوي المبتدئ عن المحترفين ونحسب‬
‫أنفسنا ناصحين وال ندري أن حديثنا ال يزيده إال خيبةً‬
‫وثبطا‪.‬‬

‫لكل لذة شوط‬

‫ي العمر وما يصحبه من غروب شمس الشباب‬ ‫إن مض ّ‬


‫وهبوب رياح الهرم هو ضرب من ضروب الحصر والحظر‪.‬‬
‫يبدو أن هللا يُقلّص على اإلنسان بعض اللذات شيئا فشيئا‪،‬‬
‫ليدفعه إلى البحث عن لذات أخرى‪ .‬ال يمكن العيش من دون‬
‫استمتاع‪ ،‬ولكن لكل لذّة شوط‪ ،‬فإذا انتهى شوطها ينبغي‬
‫لإلنسان أن ينفض يده منها وينتقل إلى لذّة أرقى‪.‬‬
‫ال نحكم على الناس‬

‫كل إنسان كريم قد يصدر منه لؤم في ساعة غفلته‪ .‬فمن رآه‬
‫في تلك الحالة السيئة سيأخذ منه انطباع غير صائب‪.‬‬
‫فلنأخذ هذا االحتمال بعين االعتبار وال نحكم على الناس‬
‫بسهولة‪.‬‬

‫وعلى هذه فقس ما سواها‬

‫لذة االرتواء لذة محدودة يجدها اإلنسان الظامئ بشرب قدح‬


‫بحرا لن‬
‫نهرا أو ً‬‫أو قدحين من الماء‪ ،‬فإن امتلك حوضًا أو ً‬
‫يزداد حظه من لذة االرتواء‪ ،‬ألنها لذة محدودة يبلغ اإلنسان‬
‫ذروتها بشيء قليل من الماء‪ .‬وهذا هو شأن جميع اللذات‬
‫الدنيو ّية‪.‬‬

‫طريق اإلعمار‬

‫ال تعمر الدنيا بح ّبها‪ ،‬فذلك مدعاة إلى خرابها‪ .‬وال تعمر‬
‫ق‬‫األوطان بالنزعات القوميّة‪ ،‬فلو كان فيها خير لما د ّ‬
‫أعداؤنا على وترها‪ .‬إنما تعمر الدنيا بحب اآلخرة والرغبة‬
‫فيها‪ ،‬وإنما تصلح األوطان بتولّي المؤمنين وتوثيق عرى‬
‫العالقة بينهم مهما كانت قوميّاتهم‪.‬‬

‫امثلة تفضح سرائر‬

‫إن كره امر ٌء الرياضة مثال‪ ،‬ستراه يُكثر في حديثه من‬


‫ضرب األمثال الفرضية من قبيل الرياضي السارق‬
‫والرياضي الخائن والرياضي القبيح والرياضي العديم‬
‫المضرة والرياضة األضر من النوم‬
‫ّ‬ ‫األخالق‪ ،‬أو الرياضة‬
‫والكسل و‪ ...‬وهكذا الحال إذا كره امر ٌء الصالة والعبادة‪.‬‬
‫سر لحن أمثلة بعض المثقفين الذين نسبوا أنفسهم‬ ‫فاعرف ّ‬
‫إلى الفهم والعلم‪.‬‬

‫هويّة العبوديّة‬

‫کلّنا يمارس أعماالً بحوافز شتّى‪ ،‬فإن بعضها مربح‪،‬‬


‫ولكن هناك أعماالً نباشرها‬
‫ّ‬ ‫وبعضها وظيفة‪ ،‬وبعضها ممتع‪.‬‬
‫مقوماتها‪ ،‬فإذا لم نمارسها‬‫ألنها تمثّل هويّتنا وأصبحت من ّ‬
‫شعرنا بمنقصة أو هوان في ذاتنا‪ .‬طوبى لمن استطاع أن‬
‫يجعل العبوديّة جزءا ً من هويّته‪ ،‬ومن ث ّم يعبد هللا من‬
‫منطلق هويّته‪ ،‬فإذا عصاه استاء ال خوفا من العذاب‬
‫فحسب‪ ،‬بل لسبب ابتعاده عن هويّته أيضا‪.‬‬

‫العدو زائفة‬
‫ّ‬ ‫قوة‬
‫ّ‬

‫أعداؤنا يخططون ويجاهدون ويتآمرون ويكيدون لنا الحيل‬


‫ّ‬
‫ولكن هللا أخبرنا‬ ‫ويصرفون المليارات لضربنا وتحطيمنا‪،‬‬
‫بأنه يُبطل مكائدهم فلن تنتهي إلى أهدافهم المنشودة‪ .‬فال‬
‫ح ّجة بعد ألمة تستسلم لهم وتحسب أنهم أقوياء‪.‬‬

‫ليتني أتلو القرآن هكذا‬

‫أنا إذا زرتُ حكي ًما يعرفني جيّدًا ويعرف تفاصيل حياتي‬
‫وقضاياي وهواجسي ومعاناتي وعيوبي ومحاسني‬
‫وشؤوني كلها‪ ،‬ثم راح يتحدّث معي عن مسائل مختلفة‬
‫ي من القصص قديمها‬ ‫يقص عل ّ‬
‫ّ‬ ‫وقضايا شتّى وأخذ‬
‫وحديثها‪ ،‬عندئذ أصغي إليه بدافع اكتشاف الصلة بين كالمه‬
‫وقضيّتي‪ ،‬ألنه حكيم والبد أنه اختار هذه القصص متعمدًا‪.‬‬
‫ليتني أتلو القرآن يوميًا بهذا الدافع وبهذه الرؤية‪.‬‬
‫العدو م ّجانًا‬
‫ّ‬ ‫ال يخدمنا‬

‫كلما رأينا خدمةً م ّجان ّية قدّمها لنا أعداء اإلسالم فال نحسبها‬
‫م ّجانيّةً‪ ،‬وال نعتبرها خدمة إنسانيّة لتسهيل أمر الناس‪ .‬فأن‬
‫القرءان قد أخبرنا من جانب بمدى حقدهم تجاهنا؛ (ما يو ُّد‬
‫الَّذين كف ُروا م ْن أ ْهل ا ْلكتاب و ال ا ْل ُمشْركين أ ْن يُن َّزل عل ْي ُك ْم‬
‫م ْن خي ٍْر م ْن ربّكُم) وأطلعنا من جانب آخر على حوافز بذلهم‬
‫صدُّوا ع ْن‬‫وإنفاقهم؛ (إ َّن الَّذين كف ُروا يُ ْنفقُون أ ْموال ُه ْم لي ُ‬
‫ّللا)‪.‬‬
‫سبيل َّ‬

‫القرءان يعدّلنا‬

‫ما أكثر الكالم الجيّد الذي ال يخلو من آثار سيئة‪ ،‬وما أكثر‬
‫الحديث اإليجابي الذي تخامره بعض اآلثار السلبية‪ ،‬وما‬
‫أكثر الصالحين الذين تصحبهم بعض الصفات السيئة‬
‫ال ُمعدية‪ ،‬وما أكثر التيّارات الحقّة التي ال تخلو من‬
‫االعوجاج‪ .‬فما أحوجنا في هذا المناخ المليء باألمت‬
‫والعوج إلى القرءان الذي ال ريب فيه وال يأتيه الباطل من‬
‫بين يديه وال من خلفه‪ .‬القرءان يعدّل أفكارنا ووجهات‬
‫نظرنا ومشاعرنا من حيث نشعر وال نشعر‪.‬‬
‫طريق ّ‬
‫العز‬

‫سوله ول ۡل ُم ۡؤمنين) إنه لقانون فردي‬


‫(و َّلل ۡٱلع َّزةُ ولر ُ‬
‫واجتماعي وسياسي‪ .‬أي شعب إذا أراد أن يسلك درب العز‬
‫ليحظى بموقع دولي ممتاز‪ ،‬فال بد له من نصرة هللا وتعزيز‬
‫األواصر مع المؤمنين‪ ،‬ثم يجتنب المستكبرين ولو اعتبرتهم‬
‫األوساط السياسية بالقوى العظمى‪ .‬البد أن نعلم أنه مهما‬
‫هُ ّمشت القوانين اإللهية فال تزال هي الحاكمة في مصير‬
‫الشعوب‪.‬‬

‫ندافع عن الحق أم عن أنفسنا؟!‬

‫من عالمات األناني هي أنه إذا هاجمه أحد وقال له مثال‪:‬‬


‫«أنتم المهندسون بئس الناس ألنكم كذا وكذا» تراه‬
‫يتصدّى للدفاع عن المهندسين منفعالً‪ ،‬إذ ُحسب منهم‪ .‬بينما‬
‫ّ‬
‫ولكن المهندسين‬ ‫إذا استثناه قائل وقال‪« :‬حاشاك أنت‪،‬‬
‫جميعا كذا وكذا» تراه يطرب لقول القائل بل يشكره‪ .‬من هنا‬
‫يتبيّن أن كلما دافع األخ عن المهندسين فإنما كان يدافع عن‬
‫نفسه! لنحاسب أنفسنا ونرى كيف ومتى ندافع عن أهل‬
‫الحق! لعلّنا ال ندافع عنهم إال إذا حسبنا المهاج ُم منهم‪ ،‬أما‬
‫إذا استُثنينا فال نبالي!‬
‫من لوازم االستقامة على الحق‬

‫وشركاء في‬
‫ٍ‬ ‫ق بحاجة إلى رفقاء طريق‬ ‫االستقامة على الح ّ‬
‫ت متواصلة مع رفقاء‬ ‫وأجواء وبيئ ٍة معنويّة ولقاءا ٍ‬
‫ٍ‬ ‫القضيّة‬
‫نفرط بما في‬
‫الدرب ومشارك ٍة في مشاريع جبهة الحق‪ ،‬فال ّ‬
‫متناولنا من هذه الفرص‪ .‬وأ ّما األجواء التي نفقدها وال‬
‫ق التي لم نحضرها فلنعشها‬ ‫سبيل لنا إليها‪ ،‬كجبهات الح ّ‬
‫ونواكبها بقلوبنا بالدفاع عنها والتفاعل معها والدعاء لها‪.‬‬

‫فلنستعمل القرءان‬

‫فلنستعمل القرءان وال نقرأه لكسب الثواب فحسب‪ .‬لنقرأ‬


‫القرءان تارةً إذا شعرنا بالكسل والملل فإنه يشفي‪ ،‬وتارة‬
‫إذا شعرنا بالظلمة فإنه نور‪ ،‬وتارة إذا شعرنا بضعف‬
‫اإليمان فإنه يزيد المؤمنين إيمانًا‪ .‬ال ندعي بأنه يكفي‬
‫احتياجاتنا المادّية والمعنوية جميعًا‪ ،‬ولكنّه نافع ومؤثّر في‬
‫جميع احتياجات اإلنسان‪.‬‬

‫يا ترى كيف ستكون الجنة؟!‬


‫ما الذي نشتهيه من الجنّة؟ هل نشتهي حورها وقصورها‬
‫وطعامها وحسب؟! أوهل حياتنا الدنيا قد اقتصرت على هذه‬
‫اللذات لتكون الجنة كذلك؟! الب ّد أن نطيل التفكير في أنواع‬
‫لذات الجنة لكي نرجوها دائما‪ ،‬ونزداد إليها شوقًا حتى‬
‫عندما كنا شبعانين من الطعام والغرام؟!‬

‫مقدّمة لك ّل خير‬

‫لقد استفتح هللا سور القرآن بـ «بسم هللا الرحمن الرحيم»‪.‬‬


‫فيبدو أن استشعار رحمة هللا وذكر رحمته مم ّه ٌد لفهم‬
‫المعارف اإللهية ومحفّز على امتثال أمر هللا والعمل‬
‫الصالح‪.‬‬

‫العدو‬
‫ّ‬ ‫فرصة وجود‬

‫لوال الشيطان والنفس األ ّمارة لما قوي اإلنسان‪ ،‬ولوال‬


‫األعداء لما قويت األ ّمة‪ .‬نحن كأ ّمة بحاجة إلى ُجرع من‬
‫التخشّن وهذا ما يؤ ّمنه لنا العدو! لننتهز فرصة وجود العدو‬
‫القوة من لوازم‬
‫فإن ّ‬ ‫ما زال حيًّا ونزدد صالبةً ّ‬
‫وقوة‪ّ ،‬‬
‫السعادة‪.‬‬

‫إن كنت كذلك فأنت مخطئ‬

‫إن كنت قد حدّدت في ذهنك مشكلةً أو إثنتين تعاني منها‬


‫وتعتقد أن بعدها ستنتهي مشاكل حياتك بر ّمتها فأنت‬
‫مخطئ‪ .‬وإن كنت تصبو إلى أمن ّية تشعر أنك إن نلتها ستنعم‬
‫بعد ذلك بحياة ملؤها السرور والهناء كما في القصص‬
‫واألفالم فأنت مخطئ أيضا‪.‬‬

‫رياء المحترفين‬

‫إنسان مثله‬
‫ٍ‬ ‫الرياء أن يعمل اإلنسان بغية اكتساب مديح‬
‫ي‬
‫صغير وضعيف‪ .‬واإلخالص أن يعمل ليمدحه هللا العل ّ‬
‫ٍ‬
‫بمراء محترف!‬
‫ٍ‬ ‫العظيم‪ .‬ليس المخلص إال‬

‫امتحان الوجهاء‬
‫التکبّر هو الذي أخرج إبليس من موقعه القريب من هللا عز‬
‫ق‪.‬‬
‫وجل‪ ،‬وهو الذي أخرج وسيُخرج الكثيرين من درب الح ّ‬
‫ق درب التواضع لألنبياء واألوصياء واألولياء‬‫إنما درب الح ّ‬
‫والقبول بأفضل ّيتهم والوالء ألصحابهم وأنصارهم‪ .‬ال يكفي‬
‫التواضع لإلمام فحسب‪ ،‬بل ينبغي التواضع لنائبه أيضًا‪.‬‬
‫سيكون قادة اإلمام الحجة(عج) من الشباب‪ ،‬وسيسقط غير‬
‫قليل من الكبار والوجهاء والشّخصيّات البارزة في امتحان‬
‫الوالء لهؤالء الشباب‪.‬‬

‫ليس ببعيد وإن استبعدناه‬

‫األيام والليالي التي اهتدى فيها البعض بعد طول الضالل‪،‬‬


‫والساعات التي أقلع مرء فيها عن الدنيا بعد ما كان قد أخلد‬
‫إليها‪ ،‬والساعة التي آمن فيها السحرة بإله موسى وخروا‬
‫س ّجدا‪ ،‬هي أيام وليال تشبه أيامنا وليالينا‪ .‬فكما أن تلك‬
‫الساعات لم تخبر قبل أوانها بما سيحدث لصاحبها‪ ،‬كذلك‬
‫ج الخير العظيم وإن استبعدناه‪.‬‬ ‫أيامنا‪ .‬فال نقنط ولنر ُ‬

‫درب الغمرات والمفاجآت‬


‫ق درب الغمرات المفاجئة وغير المحتسبة‪ ،‬ولكن‬ ‫درب الح ّ‬
‫يسلكه أهله بشجاعة ويخوضون الغمرات‪ ،‬ث ّم ين ّجيهم هللا‬
‫بالمفاجآت‪.‬‬

‫الدنيا مجاز‬

‫أي لذّة نذوقها في الدنيا فهي لذة مجازيّة غير واقعيّة!‬


‫واللذات المجازية لذّات وهمية خفيفة‪ .‬كشراء العقارات‬
‫وبيعها في لعبة ألكترونية‪ ،‬أو تسجيل األهداف ال في ساحة‬
‫كرة القدم‪ ،‬وإنما في لعبة ألكترونية‪ ،‬أو تجميل الوجه ال في‬
‫الواقع‪ ،‬وإنما في الحاسوب‪ .‬الواقع له وقع يختلف عن‬
‫المجاز بكثير‪ ،‬فهو أش ّد بلذّاته وآالمه‪ .‬الب ّد أن نلقّن أنفسنا‬
‫على هذه الحقيقة وهي أن الدنيا وما فيها مجاز (وإ َّن الدَّار‬
‫ْاآلخرة لهي ا ْلحيوان)‬

‫ال نهاية لرحمته‬

‫لقد وسعت رحمة هللا ك ّل شيء‪ ،‬وأغدق برحمته على ك ّل‬


‫موجود‪ ،‬فال يمكن الفرار من حكومة رحمته‪ .‬ولكن من‬
‫صة ال يغدقها هللا إال على‬
‫جانب آخر‪ ،‬هناك رحمة خا ّ‬
‫المؤمنين‪ ،‬ومنها ما ال يمنحها إال الخواص من الصالحين‪،‬‬
‫اختص بها المخلصين‪ ،‬فكلّما ارتقينا ليسعنا مزيد‬
‫ّ‬ ‫ومنها ما‬
‫صة‪ ،‬يبقى جز ٌء منها خارج نطاق‬ ‫من رحمته الخا ّ‬
‫استحقاقنا‪ .‬ولذلك ترى بعض عباد هللا ال ينفكّون عن البكاء‬
‫طيلة عمرهم لهفةً على المزيد من رحمته‪.‬‬

‫متى نطمع ونقنع؟‬

‫سا‬‫صينا بالقناعة في لذّات الدنيا‪ ،‬ألن لذّاتها أسا ً‬


‫لقد ُو ّ‬
‫محدودة وزيادة الطمع فيها ال يزيدنا استمتاعًا‪ .‬بينما‬
‫بالنسبة إلى اللذّات المعنوية ودرجاتها ومقاماتها ومناصبها‬
‫فالطمع هو المطلوب‪ ،‬ألنها واسعة النطاق وال تنتهي إلى‬
‫مدى‪ .‬هناك عالقة عكسية بين هذين النوعين من اللذات؛‬
‫فإن طمعنا في جانب قنعنا في اآلخر‪.‬‬

‫الحمد هلل‬

‫ق المدح والثناء ويُعجب‬ ‫ك ّل ما هو جميل ورائع يستح ّ‬


‫اإلنسان فهو ّلل‪ .‬إنه سبحانه مصدر ك ّل كمال وجمال‬
‫وجالل‪ .‬فكلّما اطلّع اإلنسان على جانب من جوانب ّ‬
‫الفن أو‬
‫القوة أو المهارة أو اإلبداع‪،‬‬
‫العلم‪ ،‬أو انبهر بأحد صنوف ّ‬
‫ً‬
‫وإجالال ّلل سبحانه‪.‬‬ ‫حري به أن يزداد إعجا ًبا وتعلّقا‬
‫متاع الدنيا قليل‬

‫قد يحقّق هللا بعض أحالم عبده التي كان يتمنّاها سنين‬
‫متمادية‪ ،‬ليعرف العبد أنّه ليس في الدنيا شيء رائع جدّا‬
‫جدير بأن يحلم به وكل ما يناله من الدنيا‪ ،‬فسرعان ما يفقد‬
‫ممال‪ .‬بعض الناس وبعد‬ ‫أمرا رتيبًا ّ‬
‫وقعه في القلب ويصبح ً‬
‫ما يلمس هذه الحقيقة وينفض يديه من الدنيا وما فيها‪،‬‬
‫يكتئب ويخيب‪ ،‬بينما بعضهم يزداد بعد ذلك حيويّة ونشا ً‬
‫طا‪،‬‬
‫ألنه ينفتح بعد ذلك على عالم معنوي ال ينفد جماله‪.‬‬

‫فلنكن جادّين‬

‫لم يخلق هللا السماوات واألرضين وما بينهما الع ًبا‪ ،‬ولكننا‬
‫في الغالب نتخذها لعبًا ونستخدمها لقضايا تافهة زهيدة‬
‫قريبة المدى‪ .‬نحن إذا لم نستخدم أنفسنا لألمر الجا ّد الذي‬
‫خلقنا من أجله‪ ،‬واتخذنا الدنيا وإمكاناتها ملعبًا للّهو‬
‫والمرح‪ ،‬فمن الطبيعي أن ال يكون حالنا فيها على ما يرام‬
‫وأن تنتابنا فيها أنواع األمراض النفسيّة من الكسل‬
‫والضجر والكآبة وغيرها؛ شأننا كشأن أي حيوان يعيش في‬
‫غير بيئته ويُكره على غير طبيعته وكشأن أي جهاز‬
‫يُستخدم في غير محلّه‪.‬‬

‫كيف ندع القلق؟‬

‫ال شيء ثابت في الحياة الدنيا؛ فإن الغنى والصحة والجمال‬


‫والعالقات واألمن والسمعة والجاه والمناصب كلها متغيرة‪.‬‬
‫ولكن هللا دائم اللّطف ودائم الفضل وقديم اإلحسان وهو حي‬‫ّ‬
‫ال يموت‪ .‬االنشغال واالهتمام بالمتغيّرات المؤقتة الزائلة‬
‫مدعاة إلى القلق‪ .‬بينما ذكر الشيء الثابت الدائم مسكّن‬
‫الفؤاد‪.‬‬

‫ما في الصالة يا ترى؟!‬

‫إذا اخترنا أجمل أغنية لنتنغّم بها يوميّا‪ ،‬سنم ّل منها بعد‬
‫أيّام‪ ،‬بل قد نشمئز منها بعد عدّة أسابيع أو شهور‪ ،‬فليت‬
‫شعري ما في الصالة من معان وأذكار وأفعال‪ ،‬بحيث كلّما‬
‫تأملنا فيها ولزمنا السكينة والهدوء في أدائها وضبطنا‬
‫ذهننا وسيطرنا على قلبنا‪ ،‬أذاقتنا طع ًما جديدًا من حالوتها‬
‫وأرتنا جانبًا من معانيها‪.‬‬
‫من لوازم البصيرة‬

‫حب أتباع الحق والدفاع عنهم‪ .‬إذا أحببنا‬


‫من لوازم البصيرة ّ‬
‫أتباع الحق لن ننجرف مع التيّارات المنائية لهم ولن نتفاعل‬
‫مع النعرات التي تهدف إلى إقصائهم‪ ،‬ولن ننسجم مع‬
‫األفكار الهدّامة لمشروعهم‪ .‬ك ّل هذه البصيرة قد نجمت من‬
‫ح ّبنا ألتباع الحق‪.‬‬

‫شرط السعادة‬

‫سن أكالتها الراقية دائما‪ ،‬وال‬


‫ليس بإمكان المطاعم أن تح ّ‬
‫سبيل لحبيبنا أن يغمرنا بطعم جديد من الحب دائما‪ ،‬ولسنا‬
‫قادرين على االستمتاع المتصاعد بجمالنا وجمال حبيبنا‪،‬‬
‫والبيت مهما كان أنيقًا‪ ،‬فسرعان ما يخبو بريقُه‪ .‬هذا‬
‫يكون عالقة‬ ‫واإلنسان ال يُطيق المحدود المتناقص‪ .‬فإن لم ّ‬
‫حب مع هللا وأوليائه ولم يذق بين الحين واآلخر حالوةً‬
‫ٍّ‬
‫جديدة من هذه العالقة‪ ،‬فال يستطيع أن يعيش سعيدًا‪.‬‬

‫ماذا نريد بالضبط؟!‬


‫أفهل نرغب في حياة بال حساب وال أجر وال ثواب؟! أفهل‬
‫نرغب في عالم تضيع فيه الحسنات والسيئات؟! أفهل نتمنى‬
‫حياةً تخلط الحابل بالنابل وعال ًما ال يم ّيز بين العالم‬
‫والجاهل‪ ،‬وال بين الفاسق والعادل؟! وإذا كان الب ّد من يوم‬
‫حساب‪ ،‬فمن نتمنى أن يكون مالك ذاك اليوم؟! من المؤكد‬
‫أننا نو ّد أن يكون حاكم ذاك اليوم أقوى موجود وأعدل‬
‫موجود وأرحم موجود وأعلم موجود‪ .‬وهو فعال كذلك! هل‬
‫قرأنا هذه اآلية يو ًما بمشاعر الرضا والسرور؟!‬

‫لنترك هذا األسلوب من الكالم‬

‫كثير منّا يتساهل بالكالم السلبي عن نفسه وحياته وقدراته‪.‬‬‫ٌ‬


‫يتسرب إلى المنطق والكالم يترك أثره‬
‫ّ‬ ‫في حين أن النطق‬
‫في نمط التفكير‪ ،‬ومن ث ّم يمسك بزمام العمل‪ .‬إن لم نسيطر‬
‫على تفكيرنا‪ ،‬فلنحاول أن نضبط كالمنا وال نتكلّم عن حياتنا‬
‫ومقدّراتنا إال بحديث إيجابي‪ ،‬علّنا بهذا التمرين نقدر على‬
‫ضبط الذهن ومراقبة التفكير‪.‬‬

‫كافح خوفك وإن عُرفت بالشجاعة‬


‫تعرف علينا في‬ ‫لعلّنا لم نشتهر بالجبن‪ ،‬وقد ال يحسبنا من ّ‬
‫عداد الجبناء‪ .‬ولكن ك ٌّل منّا قد فعّل جز ًءا من شجاعته‪ ،‬ثم‬
‫ردعه خوفُه عن تفعيل الباقي‪ .‬ما أكثر األعمال واإلنجازات‬
‫التي هي بوسعنا وفي ميسورنا‪ ،‬ولكنّنا أحجمنا عنها خوفًا‪.‬‬
‫لنفتّش عن روادع الخوف التي ال تزال تقيّدنا‪ ،‬ولنسع‬
‫لمعالجتها واستئصالها‪ .‬كلّما تردّدنا في مبادرة ج ّيدة‪ ،‬أو‬
‫تراجعنا عن النطق بكالم حسن‪ ،‬فلنفتّش عن السبب‪ ،‬فلع ّل‬
‫خوف‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫الرادع‬

‫الحجاب رأفة قبل أن يكون حصنًا‬

‫قد تكون المرأة واثقة من كونها آمنة من اعتداء الرجال‬


‫تبرجها يجانب الرحمة‬‫وإن نزعت حجابها‪ ،‬غير أن ّ‬
‫والرأفة‪ .‬المرأة رؤوفة وعطوفة‪ .‬فمن شأنها أن ترحم‬
‫شباب حيّها وجامعتها وبيئتها وال تزيدهم عطشا إلى‬
‫تشوش أذهانهم‪ ،‬وتدعهم وشأنهم ودراستهم‬ ‫عطشهم وال ّ‬
‫وعملهم ومها َّمهم‪ .‬فإنهم من دون هذا التشويش الذهني‬
‫أقدر على التركيز ومن ثم أقرب إلى النجاح‪ .‬وكلما كان‬
‫الرجال أنجح في حياتهم‪ ،‬قدروا على إسعاد زوجاتهم أكثر‪.‬‬

‫التعب لذة‬
‫نتروض دو ًما بما ينهك جسمنا وعضالتنا‪ ،‬وإن كان‬ ‫ّ‬ ‫إن لم‬
‫عملنا ونمط حياتنا لم يبلغ بنا إلى درجة اإلرهاق‪ ،‬وإن لم‬
‫نستهلك طاقتنا برمتها في فترات متقاربة بشدة المطالعة أو‬
‫كثرة الصالة أو طول المشي أو أي عمل مفيد ومتعب آخر‪،‬‬
‫فإننا في الواقع محرومون من ذروة لذّة العيش‪ .‬لماذا لم‬
‫يحدثنا أحد عن العالج بالتعب؟!‬

‫ليتنا نعتبر عدم التعب عارا‬

‫لقد ترعرعنا في ثقافة تحذرنا من التعب‪ .‬ليتها لم تكن‬


‫تخشاه‪ ،‬بل كانت تعتبر عدم التعب عارا‪ .‬لو كان عندنا نشاط‬
‫اسبوعي مع أفراد األسرة‪ ،‬وكان التعب فيه أصال وهدفًا‬
‫رئيسا‪ ،‬بحيث ك ّل من كان في آخر النشاط مرهقا أكثر شعر‬
‫بالمزيد من النجاح‪ ،‬لكنّا أجدر بأي نجاح وإنجاز‪.‬‬

‫من دواعي تأنيب الضمير‬

‫كل امرء وبحسب شخصيّته وثقافته وعقائده إذا ابتعد فترةً‬


‫مرت عليه أيام ولم‬ ‫عن نمط حياته سيؤنبه ضميره‪ ،‬كما إذا ّ‬
‫يرتّب غرفته‪ ،‬أو لم يطالع كتا ًبا‪ ،‬أو ترك بعض المستحبّات‬
‫مرت‬‫التي كان ملتز ًما بها‪ .‬ولكن ق ّل من يؤنبه ضميره إن ّ‬
‫عليه أيام ولم يُرهق جسمه‪ .‬ق ّل من يؤنبه ضميره إذا قضى‬
‫نهاره وأمسى بال نصب‪.‬‬

‫المهم أن نتعب‬

‫ضارا فهو مفيد‪ .‬فليس من‬ ‫ّ‬ ‫الكد والسعي إن لم يكن‬


‫الضرورة أن يكون ذا نتيجة مطلوبة‪ .‬حسبه من الفائدة أن‬
‫يُنهكنا ويستنزف طاقتنا بر ّمتها‪ .‬فعلى سبيل فرض المحال‬
‫لو بقيت غرفة األطفال نظيفة ومرتبة لعدة أيام‪ ،‬الب ّد من‬
‫بعثرتها لكي يضطر األطفال إلى ترتيبها مرة أخرى‪ ،‬ولو‬
‫كان الترتيب األول أفضل‪ .‬ال يه ّمنا إناقة الغرفة‪ ،‬المهم‬
‫استنزاف طاقة األسرة إلى درجة اإلرهاق‪.‬‬

‫التعب راحة‬

‫كون بعض العبادات والمستحبّات مثل الحج والصيام‬


‫والمشي إلى المساجد وحرم أهل البيت(عليه السالم) أعماال‬
‫ُمجهدة تستنزف طاقة اإلنسان‪ ،‬لخير دليل على أن التعب‬
‫منسجم مع طبيعة جسم اإلنسان وروحه‪.‬‬
‫فلنحترم التعب‬

‫ليس من الصواب أن نحكي دائما عن التعب في سياق‬


‫سلبي‪ .‬وال ينبغي أن نتحدث عن تعبنا كما نتحدث عن‬
‫أمراضنا ومآسينا‪ .‬التعب إذا كان نتيجة العمل والسعي فإنه‬
‫أمر جيد‪ .‬الب ّد أن نقدّر ونحترم التعب بعد العمل في أسلوب‬
‫كالمنا‪ .‬فلنقل مثال‪ :‬لقد تعبت اليوم كثيرا بفضل هللا‪.‬‬

‫التعب جائزة‬

‫من المفترض أن بعد عشر ساعات أو أكثر من العمل‬


‫الدؤوب ومصارعة وساوس الكسل‪ ،‬يكافئ هللا عبده بنسمة‬
‫من الشعور الج ّيد والممتع‪ .‬وكلّنا يعلم أن هذا الشعور‬
‫مصحوب بالتعب الشديد‪ .‬نحن إذا قدّرنا هذا الشعور‬
‫وابتغيناه كما نبتغي السرور والسكينة‪ ،‬سنحظى بحياة أهنأ‪.‬‬

‫لنجعل التعب معيارا‬


‫نحن فقط عندما نمارس الرياضة‪ ،‬نجعل التعب جز ًءا من‬
‫نتهرب من التعب‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الهدف‪ .‬أما في باقي نشاطاتنا وأعمالنا‬
‫معيارا للنجاح في جميع أفعالنا‬
‫ً‬ ‫بينما إذا جعلنا اإلرهاق‬
‫ونشاطاتنا اليوم ّية‪ ،‬سنستمتع بجميع نشاطاتنا كما نستمتع‬
‫بالرياضة‪.‬‬

‫خيارات جيدة‬

‫المداومة وإن كانت على قليل‪ ،‬هي مبدأ رئيس في العبادة‪،‬‬


‫ولكن مع ذلك التعب بعد عبادة استغرقت عدة ساعات أو‬
‫أيام‪ ،‬شعور ممتع وجميل أيضا‪ ،‬بل يخلد ذكرى هذه العبادة‬
‫في نفوسنا‪ .‬فإن كنا نبحث عن نشاط مجهد‪ ،‬بإمكاننا أن‬
‫نجرب صالة جعفر الطيار أو صالة اإلمام الحجة(عج) أو‬‫ّ‬
‫تالوة عدة أجزاء من القرءان أو قضاء صلوات لعدة أيام‪.‬‬
‫فلنتخذها كخيارات جيدة لسد حاجتنا إلى التعب المفيد‪.‬‬

‫لنكسر أرقامنا القياسية‬

‫ب‬
‫لنكسر أرقامنا القياسيّة في التعب ولنبحث عن تجارب تع ٍ‬
‫لنجرب التعب عبر شتى األعمال‬
‫ّ‬ ‫أعمق وأشد‪ .‬وكذا‬
‫الصالحة‪ ،‬فإن لكل نوع من أنواع التعب نكهة ووقع خاص‬
‫يختلف عن اآلخر‪ .‬نحن نباشر أعماال صالحة كثيرة‪ ،‬ولكن‬
‫ق ّل من األعمال ما نبلغ به درجة اإلرهاق‪.‬‬

‫إن في الك ّد ح ّبا‬

‫من طبيعة اإلنسان أنه كلما ك ّد وتعب على شيء أكثر‪ ،‬تعلّق‬
‫وهام به أكثر‪ .‬فلعل خ ّ‬
‫طة هللا هي أن يجعلنا نعشق هللا‬
‫وعبادته‪ ،‬ولذلك فرض علينا مناسك ال تخلو من المشقّة‬
‫والتعب‪.‬‬

‫أيام الفراغ فرصة للتعب‬

‫تارة يمنحنا هللا فرصة الفراغ والخلوة ليرى ماذا نفعل‪ .‬إنها‬
‫خير فرصة لتحطيم أرقامنا القياسية في الحياة؛ أرقامنا‬
‫القياسية في المطالعة والصالة والتالوة والسجود والعمل‬
‫المنزلي والمشي وأي عمل صالح ومفيد آخر‪.‬‬

‫األمر إلينا‬
‫کلما أكلنا أكثر‪ ،‬ازددنا شاهية‪ .‬وكلما ّ‬
‫تنزهنا أكثر‪ ،‬ازددنا‬
‫ولعًا بالنزهة‪ .‬وكلما طالعنا أكثر‪ ،‬ازددنا إدمانا على‬
‫المطالعة‪ .‬وكلما جمعنا من المال أكثر‪ ،‬ازددنا طمعا‪ .‬وكلما‬
‫سا واندفاعا‪ .‬وكلما استرحنا‬ ‫عملنا وسعينا أكثر‪ ،‬ازددنا تحم ّ‬
‫أكثر‪ ،‬هجم علينا النعاس أكثر‪ .‬هذا قانون طبيعة اإلنسان‬
‫واألمر إلينا!‬

‫أيهما أمتع؟‬

‫ال ترقى الجوالت السياحية الحديثة ذات الفنادق والمطاعم‬


‫بحسب متعتها ووقعها في القلوب ودوام ذكراها في‬
‫األذهان‪ ،‬إلى الرحالت الكشفية في عمق الطبيعة بعيدا عن‬
‫الخدمات الرفاهية والمدنية‪ .‬أحد األسباب هو اإلرهاق‬
‫والتعب الشديد الذي يصحب الرحالت الكشفية‪.‬‬

‫من مقدمات ازدهار المواهب‬

‫کثير من القادة والشخصيات البارزة في مختلف ساحات‬


‫العلم والعمل والفن والرياضة وغيرها‪ ،‬عاشوا حياةً مليئة‬
‫بالمحن والمعاناة والصعاب والشدائد‪ .‬يبدو أن هناك عالقة‬
‫مباشرة بين العناء والمشقة والتعب‪ ،‬وبين ازدهار مواهب‬
‫اإلنسان‪.‬‬

‫الصعاب تُنضج‬

‫ال شيء كالعناء والمحن والمسؤوليات الصعبة‪ ،‬تصنع من‬


‫طفل وقح عنيد بطال‪ ،‬ومن بنت مدلعة بطلة‪ .‬ذكريات جبهات‬
‫الحق مليئة من بسالة ش ّبان وشا ّبات‪ ،‬كان معظمهم غير‬
‫ناضجين قبل أن يخوضوا محن الجهاد‪.‬‬

‫مشوهة‬
‫ّ‬ ‫سمعة التعب‬

‫نحن کلما قضينا يومنا بالراحة واألكل والنوم والتسكع‬


‫باإلنترنت‪ ،‬أنّبنا ضميرنا وانتابنا شعور بائس يصاحبه‬
‫قررنا على أن ال نعود إلى هذا السلوك‬‫خمول وكسل‪ .‬ثم ّ‬
‫لشدّة مرارته‪ .‬وفي المقابل كلما قضينا يومنا بعمل صعب‬
‫ق وبلغنا به درجة اإلرهاق‪ ،‬تمنينا لو نعمل يوميّا بهذا‬
‫وشا ّ‬
‫المقدار لنحظى بهذا الشعور الممتع والنوم الهنيء‪ .‬هذا‬
‫مشوهة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫يعني أن سمعة التعب‬
‫لعله عناء ضروري‬

‫لو شاء هللا الستطاع أن يجعل فترة الحمل والرضاعة أقصر‬


‫وأهون على األم‪ ،‬ولكن لم يشأ‪ .‬فلع ّل هذا العناء والتعب‬
‫ضروري لألم‪ .‬يبدو أن هذا العناء منسجم مع جسم المرأة‬
‫وروحها فقدره هللا لها‪ .‬فلو كانت المرأة بال هذا العناء‬
‫والتعب أسعد‪ ،‬لما ص ّمم هللا هذه الفترة مليئة بالمعاناة؟!‬

‫من قواعد حالوة الحياة‬

‫إذا كان الغنى يتسبّب في انخفاض كدّنا وتعبنا خالل اليوم‪،‬‬


‫فإنه في الواقع ال يزيد حياتنا حالوةً‪ .‬ألن بين حالوة الحياة‬
‫والتعب الصحيح عالقة مباشرة‪.‬‬

‫السياسة من شروط ك ّل خير‬

‫نشاط‬
‫ٍ‬ ‫بعض درجات التقوى العالية ال تُنال إال عبر خوض‬
‫ق ض ّد الباطل‪ .‬وكذلك الحال في‬
‫ي لصالح معسكر الح ّ‬‫سياس ّ‬
‫بعض درجات البصيرة ومراتب اإلخالص ومنازل اإليمان‬
‫ومقامات اليقين‪ ،‬فإنها ال تنال من دون نصرة الحق‬
‫ومواجهة الباطل في ساحة السياسة‪.‬‬

‫مشكلتنا مع الدين‬

‫كان األنبياء يربكون النظام الذي اعتاد عليه المجتمع‪ .‬كانوا‬


‫يضربون كثيرا من األعراف والقيم السائدة عرض الجدار‬
‫ويؤسسون قيما جديدة‪ .‬كانوا يلغون القوانين العرفية‬
‫أقرها كبار القوم ويفرضون قوانين‬‫واالجتماعية التي قد ّ‬
‫جديدة‪ .‬هذه مشكلة الناس مع األنبياء وال تزال المشكلة‬
‫نفسها‪.‬‬

‫من صفات أتباع الحق‬

‫اإليمان باهلل والعمل الصالح واألخالق الحسنة قد تتوفر لدى‬


‫الكثيرين‪ .‬أما أتباع الحق يحظون بخصيصة أخرى هي‬
‫الحاسمة في التمييز بين أتباع الحق وغيرهم‪ .‬وهي أنهم‬
‫ليسوا متعصبين ألي شيء من نمط حياتهم التي اعتادوا‬
‫عليها‪ .‬كانوا جاهزين ألن يغيّروا في سبيل هللا بيئتهم‬
‫وأعرافهم وجدول حياتهم وشغلهم وطريقة كسبهم وكل‬
‫شيء‪.‬‬
‫ضريبة القلّة‬

‫درب الحق قد يقتضي أن يتبرأ اإلنسان من أصدقائه في أيام‬


‫المدرسة والجامعة‪ ،‬أو يعادي عشيرته‪ ،‬أو يتحالف مع‬
‫جماعة ليسوا من أبناء وطنه‪ ،‬أو يسلك طريقا يتهم فيه‬
‫بالعمالة لألجنبي‪ ،‬أو يتخذ مواقف يستهزأ بها أو يتبنى‬
‫أفكارا ال يقبل بها إال القليل‪ .‬أتباع الحق يدفعون ضريبة‬
‫القلّة‪.‬‬

‫قدوة أتباع الحق‬

‫من خصائص اإلنسان العادي أنه إذا تكلّم عن ّ‬


‫البر والخير‬
‫وفضيل ٍة من الفضائل‪ ،‬تراه يستشهد بتقوى أبيه أو شجاعة‬
‫ق منبهرون‬‫جدّه أو كرم ع ّمه أو ذكاء خاله‪ .‬بينما أتباع الح ّ‬
‫بفضائل رموز جبهة الحق‪.‬‬

‫حياة بشوطين‬
‫طئوا سيرتهم ومنحى‬ ‫ال يستنكف أتباع الحق من أن يُخ ّ‬
‫حياتهم‪ ،‬أو أن يعترفوا بجهلهم وضاللتهم في الشوط األول‬
‫من حياتهم‪ .‬فعندما تجلس لحديث أتباع الحق تجد معظمهم‬
‫يقول‪ :‬كنا في متاهة وضياع وجهل‪ ،‬فأنقذنا هللا بفالن‪ ،‬ومن‬
‫ثم انتقلنا إلى حياة جديدة وصرنا نفهم الحياة بنمط آخر‪.‬‬
‫أصحاب الرسول(ص) المنتجبين وشيعة أمير المؤمنين(ع)‬
‫وأصحاب اإلمام الحسين(ع) وأصحاب اإلمام الخميني‬
‫واإلمام الخامنئي أكثرهم قد عاش هذه التجربة‪.‬‬

‫مشاعر أتباع الحق‬

‫معظم آالم الناس وآمالهم ومشاعرهم ومخاوفهم شخصية ال‬


‫تعدو نطاق أنفسهم ومن يتّصل بهم بأواصر شخصيّة‪ .‬أما‬
‫أتباع الحق فهم يحملون هموم اإلسالم وهموم األمة‬
‫اإلسالمية وهموم جبهة الحق وقادتها‪ .‬حياتهم ليست برتيبة‬
‫وإن لزموا عقر دارهم إذ شدة أفراحهم وأحزانهم بمستوى‬
‫عظمة كيان اإلسالم‪.‬‬

‫الحب هنا‬
‫ّ‬
‫أقوى عامل في حيويّة اإلنسان ونشاطه الروحي هو الحب‪،‬‬
‫وإن أواصر الحب بين أتباع الحق أوثق من أي جماعة‬
‫وفئة أخرى‪.‬‬

‫الحق يُغني‬

‫ق ورصانتها وكمالها وشموخ رموزها‬ ‫إن جذّابية جبهة الح ّ‬


‫وقادتها ومتانة منطقها وصواب مواقفها من الشدّة بمكان‪،‬‬
‫بحيث تُغني أتباعها من االنبهار بمظاهر ما سواها من‬
‫األوساط والحضارات‪.‬‬

‫بالقوة‬
‫ّ‬ ‫الشعور‬

‫مر‬
‫لقد تحققت االنتصارات المدهشة واإلعجازية على ّ‬
‫ق حصرا‪ ،‬فهي الوحيدة التي انتصرت‬ ‫التاريخ في جبهة الح ّ‬
‫مرارا على الرغم من قلتها وتحدّت كل التحليالت‬
‫والحسابات‪ .‬فهناك شعور بالقوة والعزة يعيشه أتباع الحق‬
‫من دون غيرهم‪.‬‬

‫العمل في جبهة الحق‬


‫من أكثر ما يحفّز المرء على السعي وبذل الجهد هو أن‬
‫يدخل في صراع ومنافسة ضد خصم ما‪ .‬وكل ما كان الخصم‬
‫أل ّد وأشرس‪ ،‬زاد الحافز أكثر‪ .‬وكلما كانت ساحة الصراع‬
‫أه ّم وأعظ ّم‪ ،‬تحمس المرء أكثر‪ .‬لذلك نرى بين أتباع الحق‬
‫صورا رائعة من العمل المتواصل الدؤوب مما قل نظيره‬
‫لدى غيرهم‪.‬‬

You might also like