يومٌ لا أنساه أبداً 1

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 2

‫!

يوم ال أنساه أبداً‬


‫ٌ‬
‫ركضت نحو نافذة غرفتي وإذ بالمطر‬
‫ُ‬ ‫يرتجف خوفًا‪.‬‬
‫ُ‬ ‫قوي وقلبي‬ ‫صوت ٍ‬
‫رعد ٍ‬ ‫ِ‬ ‫استيقظت من نومي على‬
‫ُ‬
‫يتوقف لكن بقيت السماء ملبدة بالغيوم السوداء‪ .‬ناداني والدي للذهاب معه في جولة لنشتري بعض الحاجات من‬
‫السوق القريب في المدينة‪.‬‬
‫صعدنا إلى السيارة مع كلبي "ريكي" مسرعين هرباً من البرد القارس‪ .‬وفي منتصف الطريق بدأ الجو يتغير‪:‬‬
‫تصرخ‪ ،‬وكانت الرؤية معدومة‪ .‬ذُعرت‬
‫يدوي بقوة وكأن السماء ُ‬ ‫ظهرت أمامنا غيمة سوداء كبيرة وبدأ الرعد ّ‬
‫يحمل في طياته القسوة والحنان في الوقت ذاته‪.‬‬
‫ُ‬ ‫كثيرا وحضنت والدي بقوة‪ ،‬كان ذلك الحضن‬‫ً‬
‫يهيم حولنا‪.‬‬
‫سوادا ُ‬
‫ت صرخةً مدوية‪ .‬وبعد ذلك لم نر سوى ً‬
‫فجأة يفقد أبي السيطرة على المكابح‪ ،‬فصر ْخ ُ‬
‫فتحت عيني حتى بدا لي ما يشبه الغيمةَ في بياضها ونقائها‪ .‬رباهُ! هل صعدت‬
‫ُ‬ ‫بعد مرور مدة من الزمن ال أعلمها‬
‫وعلمت أن تلك‬
‫ُ‬ ‫تقترب مني‪ ،‬فإذا بوالدتي تمسح عينَ َّي‪،‬‬
‫ُ‬ ‫صوت ٍ‬
‫أنفاس‬ ‫َ‬ ‫سمعت‬
‫ُ‬ ‫روحي إلى السماء؟ أين والدي؟‬
‫ٍ‬
‫كطفل جاء للحياة أول مرة‪.‬‬ ‫مذعورا‬
‫ً‬ ‫صرخت‬
‫ُ‬ ‫ط بسريري في المستشفى‪.‬‬ ‫الغمامة البيضاء لم ت ُكن إاّل ستارة تُحي ُ‬
‫حاولت النهوض من‬ ‫كسيل في ٍ‬
‫يوم شديد المطر‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫قلت بكل ألم‪ :‬أين أبي؟ أين "ريكي"؟ والدموع تنهمر من عيني‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫سريري كي أطمئن على أبي‪ ،‬ولكن الممرضة منعتني‪ ،‬وأخبرتني أنني لست بصحة جيدة اآلن‪.‬‬
‫حمدت‬
‫ُ‬ ‫نجوت منه بأعجوبة‪.‬‬
‫ُ‬ ‫حاولت أمي تهدئتي وأخبرتني أن ال أحزن فقد كان الحادث مأساويًا وأنني‬
‫علمت أ ّن والدي بخير وقد تعرض إلصابة طفيفة‪.‬‬
‫ُ‬ ‫اهلل على ُمصابي فقدمي‪ s‬اليسرى كسرت‪ ،‬وزاد ُشكري هلل بعد أن‬
‫خائف من السؤال‪ ،‬وقلت والدموع تغرق عيني‪ :‬يا أمي ال تقولي لي‬‫ٌ‬ ‫الصمت على المكان للحظة فأنا‬
‫ُ‬ ‫خيّم‬
‫كلبك‪ .‬انتفض قلبي ُحزنًا على "ريكي"‪ .‬مضى‬
‫فقدت َ‬
‫َ‬ ‫لك‪: ‬إنّك‬
‫ثم قالت‪ :‬يؤسفني أن أقول َ‬
‫أنه مات!! صمتت‪ ،‬ومن ّ‬
‫المخلص "ريكي"‬
‫بدأت أسترجع ذكرياتي مع صديقي ُ‬
‫مقلتي ُ‬
‫يومان على وجودي في المستشفى والحزن ال يفار ُق ّ‬
‫استوعبت‬
‫ُ‬ ‫ركن من أركان بيتنا من ذكرياتنا معه‪ ،‬قلبي بات خاليًا ولم أكن قد‬
‫فهو كلبي العزيز الذي ال يخلو ٌ‬
‫الصدمة بعد‪.‬‬
‫يتألم على فراق كلبي وكأن شيًئا‬
‫بعد شهر تقريبًا شفيت جراحنا وزال األلم من أجسامنا إال أ ّن قلبي ما زال ُ‬
‫ما نُزع من روحي‪ ،‬فلطالما أحببته حبًا شدي ًدا‪ ،‬حتى وإن كان أبي قد أحضر لي كلبًا آخر أعتني به وأحبه وأرعاه‬
‫ولكنني لن أنسى كلبي العزيز "ريكي‪" .‬‬

You might also like