ٌ ركضت نحو نافذة غرفتي وإذ بالمطر ُ يرتجف خوفًا. ُ قوي وقلبي صوت ٍ رعد ٍ ِ استيقظت من نومي على ُ يتوقف لكن بقيت السماء ملبدة بالغيوم السوداء .ناداني والدي للذهاب معه في جولة لنشتري بعض الحاجات من السوق القريب في المدينة. صعدنا إلى السيارة مع كلبي "ريكي" مسرعين هرباً من البرد القارس .وفي منتصف الطريق بدأ الجو يتغير: تصرخ ،وكانت الرؤية معدومة .ذُعرت يدوي بقوة وكأن السماء ُ ظهرت أمامنا غيمة سوداء كبيرة وبدأ الرعد ّ يحمل في طياته القسوة والحنان في الوقت ذاته. ُ كثيرا وحضنت والدي بقوة ،كان ذلك الحضنً يهيم حولنا. سوادا ُ ت صرخةً مدوية .وبعد ذلك لم نر سوى ً فجأة يفقد أبي السيطرة على المكابح ،فصر ْخ ُ فتحت عيني حتى بدا لي ما يشبه الغيمةَ في بياضها ونقائها .رباهُ! هل صعدت ُ بعد مرور مدة من الزمن ال أعلمها وعلمت أن تلك ُ تقترب مني ،فإذا بوالدتي تمسح عينَ َّي، ُ صوت ٍ أنفاس َ سمعت ُ روحي إلى السماء؟ أين والدي؟ ٍ كطفل جاء للحياة أول مرة. مذعورا ً صرخت ُ ط بسريري في المستشفى. الغمامة البيضاء لم ت ُكن إاّل ستارة تُحي ُ حاولت النهوض من كسيل في ٍ يوم شديد المطر، ٍ قلت بكل ألم :أين أبي؟ أين "ريكي"؟ والدموع تنهمر من عيني ُ ُ سريري كي أطمئن على أبي ،ولكن الممرضة منعتني ،وأخبرتني أنني لست بصحة جيدة اآلن. حمدت ُ نجوت منه بأعجوبة. ُ حاولت أمي تهدئتي وأخبرتني أن ال أحزن فقد كان الحادث مأساويًا وأنني علمت أ ّن والدي بخير وقد تعرض إلصابة طفيفة. ُ اهلل على ُمصابي فقدمي sاليسرى كسرت ،وزاد ُشكري هلل بعد أن خائف من السؤال ،وقلت والدموع تغرق عيني :يا أمي ال تقولي ليٌ الصمت على المكان للحظة فأنا ُ خيّم كلبك .انتفض قلبي ُحزنًا على "ريكي" .مضى فقدت َ َ لك: إنّك ثم قالت :يؤسفني أن أقول َ أنه مات!! صمتت ،ومن ّ المخلص "ريكي" بدأت أسترجع ذكرياتي مع صديقي ُ مقلتي ُ يومان على وجودي في المستشفى والحزن ال يفار ُق ّ استوعبت ُ ركن من أركان بيتنا من ذكرياتنا معه ،قلبي بات خاليًا ولم أكن قد فهو كلبي العزيز الذي ال يخلو ٌ الصدمة بعد. يتألم على فراق كلبي وكأن شيًئا بعد شهر تقريبًا شفيت جراحنا وزال األلم من أجسامنا إال أ ّن قلبي ما زال ُ ما نُزع من روحي ،فلطالما أحببته حبًا شدي ًدا ،حتى وإن كان أبي قد أحضر لي كلبًا آخر أعتني به وأحبه وأرعاه ولكنني لن أنسى كلبي العزيز "ريكي" .