Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 11

‫كلية التعليم المفتوح‬

‫‪Open Learning College‬‬

‫ُ‬
‫مدرس المقرر‬
‫د‪ /‬شهاب البيات‬
‫كلية التعليم المفتوح‬
‫‪Open Learning College‬‬

‫الوحدة العاشرة‬
‫القيادة اإلدارية‬

‫التمهيد‬ ‫‪- 1‬‬

‫عزيزي الدارس ‪ :‬مرحبًا بك إىل هذه الوحدة ‪:‬‬


‫القيادة شكل من أشكال التفاعل االجتماعي بني القائد و األتباع حيث تربز مسة القيادة و‬
‫التبعية‪..‬‬
‫وتعد القيادة أحد االمناط السلوكية اليت تربز أثناء تفاعل الفرد مع االخرين وقتما تقتضي‬
‫احلاجة لذلك حيث أن اجملتمع يكون حباجة ماسة ملثل هكذا سلوك واملسألة ليست مقتصرة على‬
‫عامل االنسان فقط بل تتعدى ذلك حتى إىل عامل احليوان حينما جند القطيع ينقاد وراء القائد‬
‫ما بالنا بعامل االنسان ‪.‬‬

‫‪ - 2‬أهداف الوحدة‬

‫يتوقع منك عزيزي الدارس بعد إكمال هذه الوحدة أن تكون قادراً على أن ‪:‬‬
‫‪ .1‬يعرف مفهوم القيادة اإلدارية‪.‬‬
‫‪ .2‬يشرح نظريات القيادة ‪.‬‬
‫‪ .3‬يعدد خصائص السلوك القيادي ‪.‬‬
‫‪ .4‬يذكر أنواع القيادة ‪.‬‬
‫‪ .5‬حيدد معايري اختيار القادة ‪.‬‬

‫‪ - 3‬أقسام الوحدة‬

‫تتكون هذه الوحدة ‪ -‬عزيزي الدارس – من األقسام التالية ‪:‬‬


‫‪- 1‬تعريف القيادة –تعريف القيادة اإلدارية‪.‬‬
‫‪- 2‬نظريات القيادة ‪.‬‬
‫‪- 3‬خصائص السلوك القيادي ‪.‬‬
‫‪- 4‬أنواع القيادة ‪.‬‬
‫‪- 5‬معايري اختيار القادة ‪.‬‬
‫كلية التعليم المفتوح‬
‫‪Open Learning College‬‬

‫الوحدة العاشرة‬
‫القيادة اإلدارية‬

‫تعريف القيادة ‪:‬‬

‫القيادة هي عبارة عن دور اجتماعي يقوم به فرد أثناء تفاعله مع غريه من أفراد اجلماعة و يتسم‬
‫هذا الدور بان ما يقوم به يكون له القوة و القدرة على التأثري يف اآلخرين و توجيه سلوكهم يف‬
‫سبيل بلوغ هدف اجلماعة ‪ ..‬و القيادة شكل من أشكال التفاعل االجتماعي بني القائد و األتباع‬
‫حيث تربز مسة القيادة و التبعية‪..‬‬
‫القيادة سلوك يقوم به القائد للمساعدة على بلوغ أهداف اجلماعة و حتريك اجلماعة حنو‬
‫األهداف و حتسني التفاعل االجتماعي بني األعضاء و احلفاظ على متاسك اجلماعة و تيسري‬
‫املوارد للجماعة ‪ ,‬وقد يتكون لدينا لبس بني مفهومي القيادة والرئاسة وحتى نزيل ذلك اللبس ال‬
‫بد من توضيح كل منهما ‪:‬‬
‫القيادة‪ :‬تنبع من داخل اجلماعة و تظهر تلقائيا غالبا و تكون مسبوقة بعملية تنافس من قبل عدد‬
‫من أعضاء اجلماعة‪..‬و اجلماعة هى اليت حتدد هدفها و ليس القائد و التفاعل الدينامكي بني‬
‫األفراد شرط أساسي لظهور القيادة ‪ ..‬و سلطة القائد خيلعها عليه تلقائيا أفراد اجلماعة الذي‬
‫خيتارونه كقائد و يصبحون أتباعا له‪.‬‬
‫الرئاسة‪ :‬تنبع نتيجة النظام املتبع أو اهلدف الذي تسعى اجلماعة إىل حتقيقه‪ ..‬و هى تسعى إىل‬
‫حتقيق هدف اجلماعة و لكن ال يوجد تفاعل بينه و ما بني أعضاء اجلماعة حيث حيافظ على‬
‫مكانته بكونه رئيساً فهو يعترب وسيلة للسلطة و للسيطرة على اجلماعة و دفعها لتحقيق مصاحله‬
‫‪.‬‬

‫تعريف القيادة اإلدارية ‪:‬‬


‫تباينت وجهات نظر علماء اإلدارة العامة بشان تعريف القيادة اإلدارية يف اجتاهات ثالثة متمايزة ‪,‬‬
‫يذهب أوهلما إىل تعريف القيادة على أساس السلطة الرمسية ‪ ,‬ويذهب ثانيهما إىل تعريف القيادة‬
‫على أساس السلطة املقبولة ‪ ,‬بينما يذهب األخر إىل تعريفها على أساس الوظيفة ‪.‬‬
‫االجتاه األول ‪ :‬تعريف القيادة على أساس السلطة الرمسية‪:‬‬
‫يذهب هذا االجتاه إىل وجوب تعريف القيادة على أساس فكرة السلطة الرمسية أو الشرعية داخل‬
‫التنظيم‪ .‬فريى أنصاره إن السلطة الرئاسية وما ختوله من سلطة األمر والنهي وحق توقيع اجلزاء‬
‫بالنسبة للمرؤوسني هي اليت متكن الرئيس اإلداري من توجيه اجلهد اجلماعي التبعه من أعضاء‬
‫كلية التعليم المفتوح‬
‫‪Open Learning College‬‬
‫املنظمة ‪ .‬فهذه السلطة هي أساس القيادة وهي أساس خضوع أعضاء التنظيم إلرادة وتوجيه القائد‬
‫اإلداري خشية املسؤولية والعقاب ‪ .‬وعلى هذا النحو قامت فكرة القيادة مرادفة لفكرة السلطة‬
‫الرمسية للرؤساء اإلداريني ‪.‬‬
‫االجتاه الثاني ‪ :‬تعريف القيادة على أساس السلطة املقبولة ‪:‬‬
‫خيلص هذا االجتاه اىل وجوب تعريف القيادة على أساس فكرة السلطة املقبولة ‪ ,‬ويرى أنصاره‬
‫وجوب الربط بني القيادة وبني الرضا واخلضوع والقبول االختياري من جانب أعضاء املنظمة‬
‫لنفوذ الرئيس ‪ .‬ويضيف أنصار هذا االجتاه ان القيادة الناجحة هي اليت تعتمد على التأثري‬
‫واالستمالة واملشاركة يف الرأي والتوجيه وشحذ همم املرؤوسني وقبول هؤالء اآلخرين ألوامر‬
‫الرئيس على أساس من الرضا واالقتناع والشعور باالنتماء اىل هذه القيادة ‪,‬ال اساس املسائلة‬
‫والعقاب ‪.‬‬
‫االجتاه الثالث ‪ :‬تعريف القيادة على اساس الوظيفة ‪:‬‬
‫يعتمد هذا االجتاه يف وجوب تعريف القيادة على اساس موضوعي والذي يكمن يف النشاط القيادي‬
‫لوظائف املدير من توجيه وتنسيق ورقابة لعمل االخرين بغية حتقيق اهلدف املنشود للمنظمة ‪,‬‬
‫وهذا اذ يركز على جوهر القيادة مبا يتضمنه من نشاط واهداف دون الرتكيز على وسائل حتقيق‬
‫القيادة ‪ ,‬لذلك يعد تعريفا ناقصا غري شامل فالميكن التعويل عليه يف تعريف القيادة ‪.‬‬
‫واحلقيقة ان التعريف الصحيح للقيادة يتطلب اجلمع بني جوهر كل من االجتاهات الثالثة‬
‫السابقة ومن ثم ينبغي ان نربز يف تعريفنا للقيادة امرين‪:‬‬
‫االول ‪ :‬مضمون القيادة من ختطيط وتنظيم واصدار االوامر واتصال ورقابة علة اعمال التابعني ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬الوسائل اليت يتبعها القائد يف هدف القيادة واليت تتمثل بصفة اساسية يف التاثري والنفوذ‬
‫الذي يكون للقائد لدى اتباعه ‪ .‬وتأسيساً على ما سبق ميكن القول بان القيادة تعين القدرة الفائقة‬
‫على التوجيه والتنسيق والرقابة على االخرين بقصد حتقيق اهلدف العام للمنظمة وذلك عن‬
‫طريق التاثري والنفوذ الذي جيعل املرؤوسني يتبعون قائدهم عن رضا واقتناع او باستعمال السلطة‬
‫الرمسية عند الضرورة ‪.‬وعلى ذلك فان القيادة هي فن التأثري على اشخاص املرؤوسني وتوجيههم‬
‫بطريق االستمالة واالقناع حبيث يستحوذ على طاعتهم ووالئهم للوصول اىل أهداف التنظيم‬
‫وبكون للقائد عند االقتضاء االلتجاء اىل وسائل السلطة الرمسية لتحقيق هذه االهداف‬
‫الفرق بني القائد االداري واملدير او الرئيس االداري ‪:‬‬
‫قد يلتبس االمر يف كثري من املواقف بني القائد االداري والرئيس االداري ‪ ,‬وقد يعود ذلك‬
‫الشرتاك املناصب القيادية والرئاسية يف التنظيم يف بعض الوجوه ‪ ,‬اذ حيتل كل من القائد‬
‫االداري والرئيس االداري مركزا اعلى يف التنظيم وميارس كل منهما اختصاصات وساطات اعلى‬
‫كلية التعليم المفتوح‬
‫‪Open Learning College‬‬
‫من تلك اليت يباشرها بقية اعضاء التنظيم ‪ .‬غري ان اوجه الشبه السابقة بني كل من القائد‬
‫االداري والرئيس االداري ال تعين اعتبارهما شخصا واحدا وال تعين ان املدير يكون دائما وابدا قائدا‬
‫اداريا ‪ ,‬ذلك ان املدير قد يكون قائدا او اليكون ‪.‬‬
‫فاملدير او الرئيس االداري امنا يعتمد اساسا على السلطة املفوضة اليه من اعلى والناجتة عن‬
‫مباشرته لوظيفته ‪ ,‬وهو يكوم بوضعه الرئاسي مفروضا غلى اجلماعة اليت تتبعه وفقا لألوضاع‬
‫الرمسية املقررة يف التنظيم ‪ .‬اما القائد فيستمد سلطته من اجملموعة ذاتها ويعتمد يف مباشرة‬
‫وظائفه على التأثري والنفوذ واالستمالة لينال رضا تبعيه وحفزهم على العمل ورفع الروح املعنوية‬
‫لديهم ‪.‬وال يلجا القائد اىل اتباع اساليب االوامر االدارية اال يف احلاالت اليت تقتضي ذلك ‪ ,‬أي‬
‫عندما ختفق وسائل الرتغيب واالستمالة اليت يستعملها جتاه املرؤوسني‬
‫نظريات القيادة‪:‬‬

‫‪- 1‬نظرية السمات‪:‬‬


‫ركزت البحوث املبكرة عن القيادة على دراسة شخصية القائد و مسات القائد و خصائصه‬
‫اجلسمية و العقلية و االنفعالية و االجتماعية‪ ..‬و أثبتت الدراسات ان مسات القائد ختتلف من‬
‫مجاعة إىل أخرى حسب وظيفتها و الظروف االجتماعية ‪ ..‬و لكن مت االجتماع على ان القائد‬
‫بشكل عام يتسم بقدرته على التأثري‪.‬‬
‫و نتجت عن العديد من الدراسات العديد من السمات اليت متيز القائد‪:‬‬
‫السمات اجلسمية ‪ :‬و جند ان القائد اميل إىل ان يكون أطول من األتباع و أثقل وزنا منهم خصوصا‬
‫حني يشرتط يف القائد يكون أقوى من اجلماعة و حني يكون هدف اجلماعة هو القتال مع غريها و‬
‫هنا جند ان القادة اميل إىل ان يكونوا أكثر حيوية و أوفر نشاطا من األتباع‪.‬‬

‫السمات العقلية املعرفية ‪ :‬و هنا جند ان القادة أكثر تفوقا من ناحية الذكاء العام من األتباع‬
‫خاصة يف اجلماعات اليت تكون ذات طبيعة أكادميية ‪ ..‬لوحظ ان القائد الذي تزيد نسبة ذكائه‬
‫عن متوسطة ذكاء أفراد اجلماعة بأكثر من احنرافني معياريني يكون الفارق بينه و بني األتباع‬
‫واضحا يف امليول و القيم و االجتاهات مما قد جيعل التفاهم بني القائد و األتباع أكثر صعوبة مما‬
‫لو كان ذكاؤه اقرب إىل متوسط ذكاء اجلماعة مع زيادة غري كبرية ‪ ..‬كذلك لوحظ ان‬
‫القائد مييل إىل ان يكون أغنى ثقافة و أثرى معرفة و أوسع أفقا و ابعد نظرا و أنفذ بصرية و اقدر‬
‫على التنبؤ باملفاجآت و االستعداد هلا و أحسن تصرفا و أعلى مستوى يف اإلدراك و التفكري و أفضل‬
‫من جهة الطالقة اللغوية و احكم يف احلكم‪.‬‬
‫السمات االنفعالية‪ :‬جند القادة يتصفون بالثبات االنفعالي و النضج االنفعالي و قوة اإلرادة و‬
‫الثقة بالنفس و معرفة النفس و ضبط النفس‪.‬‬
‫كلية التعليم المفتوح‬
‫‪Open Learning College‬‬
‫السمات االجتماعية ‪ :‬و هنا جند ان القادة يتسمون أكثر من األتباع بالتعاون و تشجيع روح‬
‫التعاون بني األعضاء و القدرة على التعامل مع اجلماعة و كذلك جند ان القائد أميل إىل‬
‫االنبساطية و روح الفكاهة و املرح بني األتباع و اقدر االحتفاظ بأعضاء اجلماعة و مراعاة مشاعرهم‬
‫و كسب ثقتهم فيه و ثقتهم يف أنفسهم وهو أكثر أعضاء اجلماعة ميال إىل املشاركة و اإلسهام‬
‫بشكل اجيابي يف النشاط االجتماعي و انه األكثر من حيث املهارة االجتماعية و له القدرة على‬
‫خلق روح معنوية عالية يف اجلماعة و ابرع يف مل مشلها و اإلبقاء عليها ‪.‬‬
‫مسات عامة ‪ :‬و هذه تشمل حسن املظهر العقول و احملافظة على الوقت و معرفة العمل و اإلملام به و‬
‫االفتخار به و األمانة و حسن السمعة و التمتع بعادات شخصية حسنه و التمسك بالقيم الروحية‬
‫و اإلنسانية و املعاير االجتماعية و التواضع‪.‬‬
‫‪- 2‬النظرية الوظيفية ‪:‬‬
‫و يعين ذلك بان القيادة هى القيام بالوظائف اجلماعية اليت تساعد اجلماعة على حتقيق أهدافها‬
‫و إنها وظيفة تنظيمية و يهتم أصحاب هذه النظرية مبعرفة كيف تتوزع الوظائف القيادية يف‬
‫اجلماعة‪ ..‬فقد يكون توزيع الوظائف االجتماعية على نطاق واسع وقد يكون ضيقا جدا لدرجة ان‬
‫الوظائف القيادية تنحصر يف شخص واحد هو القائد‪.‬‬
‫وظائف القائد يف اجلماعة‬
‫‪-‬التخطيط‪ :‬لألهداف القريبة املدى و البعيدة املدى‬
‫‪-‬وضع السياسة ‪ :‬و القائد هنا يتحرك يف إطار حتدد فيه األهداف من ثالث مصادر ‪ :‬مصادر‬
‫فوقية من السلطات العليا للجماعة ( كما يف اجلماعة العسكرية ) و مصادر حتتية نابعة من قرار‬
‫أعضاء اجلماعة ككل من القائد نفسه حيث تفوضه السلطة العليا أو اجلماعة نفسها ‪ ..‬يف حالة‬
‫الثقة الكاملة فيها‬
‫‪-‬اإليديولوجية‪ :‬و هما ينظر إىل القائد كإيديولوجي فهو يف الكثري من األحيان قد يعمل‬
‫كمصدر ألفكار و معتقدات و قيم األعضاء‪.‬‬
‫‪-‬اخلربة‪ :‬و هنا ينظر إىل القائد كخبري و مصدر للخربة الفنية و اإلدارية و املعرفة يف اجلماعة‪.‬‬
‫‪-‬اإلدارة و التنفيذ‪ :‬و حتريك التفاعل االجتماعي و تنسيق سياسة و أهداف اجلماعة ومراقبة‬
‫تنفيذ السياسة و حتقيق األهداف‪.‬‬
‫‪-‬احلكم و الوساطة ‪ :‬وهنا يكون القائد حكما ووسيطا فيما قد ينشب من صراعات أو مشاحنات‬
‫داخل اجلماعة‪.‬‬
‫‪-‬الثواب و العقاب‪ :‬حيث يكون القائد هو مصدر الثواب و العقاب و هذا ميكنه من احملافظة على‬
‫الضبط و الربط يف اجلماعة‪.‬‬
‫‪-‬منوذج حيتذي‪ :‬و مثل أعلى للسلوك بالنسبة ألعضاء اجلماعة‬
‫‪-‬رمز للجماعة ‪ :‬و استمرارها يف أداء مهمتها‪.‬‬
‫كلية التعليم المفتوح‬
‫‪Open Learning College‬‬
‫‪-‬صورة األب ‪ :‬و رمز مثالي للتوحد و التقمص‪.‬‬

‫‪ - 3‬النظرية املوقفية ‪:‬‬


‫و تنظر هذه النظرية إىل وظائف القيادة و السلوك اليت يعرب عنها و اليت يقوم بها الفرد يف موقف‬
‫معني على إنها هى القيادة ‪ ..‬تشري هذه النظرية ان عضو اجلماعة أي ان عضو اجلماعة قد يصبح‬
‫قائدها يف موقف ميكنه من القيام الوظائف القيادية املناسبة هلذا املوقف ‪ ..‬و معروف ان الفرد‬
‫الذي يكون قائدا يف موقف قد ال يكون بالضرورة قائدا يف موقف أخر ‪ ..‬و فقد يصلح الفرد لقيادة‬
‫اجلماعة يف وقت احلرب بينما ال يصلح لقيادتها يف وقت السلم‬
‫و تقول هذه النظرية ان القائد ال يظهر ال إذا تهيأت له الظروف يف املواقف االجتماعية الستخدام‬
‫إمكانياته القيادية ‪ .‬و يضرب أصحاب هذه النظرية األمثال للناس بان قادة الفكر و بالعباقرة و‬
‫املخرتعني من أمثال إديسون خمرتع الفونوغراف و فورد خمرتع السيارة لو كانا قد ظهرا يف وقت‬
‫القرن السابع عشر حيث مل يكن التقدم العملي يساعدهما و ميهد هلما الطريق لظهور عبقريتهما‬
‫ملا تيسر هلما تبوء املكان الذي احتاله حني مهد التقدم العلمي الطريق لظهور هذه العبقرية‬

‫‪- 4‬النظرية التفاعلية ‪:‬‬


‫تقوم هذه النظرية على أساس التكامل و التفاعل بني التغريات الرئيسية‪:‬‬

‫‪-‬القائد‪ :‬و شخصيته و نشاطه يف اجلماعة‬

‫‪-‬األتباع ‪ :‬اجتاهاتهم و حاجاتهم و مشكالتهم‬

‫‪-‬اجلماعة نفسها ‪ :‬بناؤها و العالقات بني أفرادها و خصائصها و أهدافها و دينامياتها‪..‬‬

‫‪-‬املواقف‪ :‬كما حتددها العوامل املادية و طبيعة العمل و ظروفه‪.‬‬

‫و تركز هذه النظرية عل تفاعل القائد مع األتباع و إدراك القائد لنفسه و إدراك األتباع له و‬
‫إدراكه هلم و اإلدراك املشرتك بني كل من القائد و األتباع للجماعة و املوقف‪.‬‬

‫و هذا يعين ان القيادة تقوم على عملية تفاعل اجتماعي فالقائد يتفاعل مع اجلماعة و يشاركها‬
‫اجتاهاتها و أهدافها و أماهلا و مشكالتها و سلوكها االجتماعي‪.‬‬
‫كلية التعليم المفتوح‬
‫‪Open Learning College‬‬

‫‪- 5‬نظرية الرجل العظيم ‪:‬‬


‫يؤكد أصحاب هذه النظرية ان بعض الرجال العظام يربزون يف اجملتمع ملا يتسمون به من قدرات‬
‫و مواهب عظيمة و خصائص و عبقرية غري عادية جتعل منهم قادة أيا كانت املواقف االجتماعية‬
‫اليت يواجهونها من أوائل الدعاة إىل هذه النظرية هو فرانسيس جالتون ‪.‬‬

‫و لدينا مثال عربي ميثل بالرئيس مجال عبد الناصر و مثل غربي يف رئيس وزراء بريطانيا السابق‬
‫تشرشل‪.‬‬

‫خصائص السلوك القيادي ‪:‬‬

‫‪- 1‬املبادرة و االبتكار و املثابرة و الطموح ‪ :‬فاجلماعة تنتظر من القائد ان يكون أكثر األعضاء‬
‫مبادرة بالعمل و أكثرهم قدرة على االبتكار يف املواقف االجتماعية ‪ ..‬فهو أول من تتوقع منه‬
‫اجلماعة ان يبدأ بالسلوك و التصرف و كذلك تتوقع اجلماعة منه ان يكوم أكثر مثابرة و أقوى‬
‫احتماال و مستوى طموحة أعلى من الفرد املتوسط‪.‬‬

‫‪- 2‬التفاعل االجتماعي ‪ :‬فاجلماعة تنتظر من القائد ان يكون أكثر األعضاء مساهمة و نشاطا و‬
‫اجيابية يف التفاعل االجتماعي يف شئ أكثر من الوعي االجتماعي و بدرجة اكرب من الذكاء‬
‫االجتماعي و ينتظر منه ان يكون أكثر ودا و حرارة يف استجاباته االنفعالية‪.‬‬

‫‪- 3‬السيطرة‪ :‬و قد يكون لدى القائد رغبة أكثر من غريه من أعضاء اجلماعة يف السيطرة و علو‬
‫املركز و املكانة االجتماعية و تركيز السلطة و القوة يف يده‪.‬‬

‫‪- 4‬التمثيل اخلارجي للجماعة‪ :‬و هنا يعمل القائد كمثل خارجي للجماعة و كسفري هلا لدى‬
‫اجلماعات األخرى و األفراد اآلخرين خارج اجلماعة‪.‬‬

‫‪- 5‬العالقات العامة‪ :‬و هنا يعمل القائد كضابط للعالقات العامة الداخلية بني أعضاء اجلماعة‬
‫بعضهم البعض و هو يعمل كحارس و رقيب على سالمة التماسك االجتماعي‪.‬‬

‫‪- 6‬التكامل‪ :‬القائد يعمل على حتقيق التكامل االجتماعي يف مجاعته و حيرتم مبدأ القيادة‬
‫اجلماعية و يعمل على تدعيمه‪.‬‬
‫كلية التعليم المفتوح‬
‫‪Open Learning College‬‬
‫‪- 7‬التخطيط و النظام و التنظيم‪ :‬و القائد باالشرتاك مع أعضاء اجلماعة يضطلع بقدر اكرب‬
‫من غريه على عملية ختطيط السلوك اجلماعي للجماعة و تنظيم هذا السلوك و تنسيقه و‬
‫توجيهه و تركيز انتباه األعضاء على اهلدف‪.‬‬

‫‪- 8‬اإلعالم ‪ :‬يلعب القائد دورا هاما كرجل إعالم يف اجلماعة و يطلعها على حقائق األمور فعن‬
‫طريقه عادة تصل املعلومات إىل أعضاء اجلماعة و تنتقل املعلومات منها إىل اجلماعات األخرى‪.‬‬

‫‪- 9‬التقبل و االعرتاف املتبادل بني القائد و األتباع ‪ :‬و يشرتط ان يعرب عن هذا التقبل و االعرتاف‬
‫و العالقات الوطيدة و مراعاة مشاعر اآلخرين و ان يرتجم هذا كله سلوكيا‪.‬‬

‫‪- 11‬التوافق النفسي و االجتماعي‪ :‬و هذا ضروري جدا يف السلوك القيادي و يرتبط به الثبات و‬
‫الرزانة و عدم التأثر بالنقد و تقبله بروح طيبة و االستفادة منه و االعرتاف باألخطاء و املبادرة على‬
‫إصالحها‪.‬‬
‫و يتضح اثر اجلماعة يف سلوك القائد الناجح كما يلي‬

‫تفاعل اجلماعة مع القائد ومساعدته يف تنفيذ ما خيططه أو يشري إليه مما يصل اجلماعة إىل‬
‫هدفها املنشود ‪..‬استخدام اللياقة يف استثارة اهتمام القائد مما يساعد على جناحه و حتقيق‬
‫مصلحة اجلماعة ‪ ..‬و إدراك اجلماعة أخطاء القائد و مواطن ضعفه حتى ميكن للجماعة توجيهه‬
‫و سد النقص لديه بلياقة حتقيقا لصاحل اجلماعة‪ ..‬و على اجلماعة تسوية املسائل البسيطة من‬
‫تلقاء نفسها ختفيفا للعبء عن القائد‪.‬‬
‫أنواع القيادة ‪:‬‬

‫أجريت العديد من الدراسات حول أنواع القيادة و املناخ االجتماعي و بصفة خاصة‪:‬‬
‫القيادة الدميقراطية ‪ ( :‬االقناعية )‬
‫القيادة الديكتاتورية ( أو االستبدادية أو االرغامية أو األوتوقراطية (‬
‫القيادة الفوضوية ( أو احلرية املطلقة(‬
‫معايري اختيار القادة ‪:‬‬
‫يتيح يف كثري من األحيان املنهج السوسيومرتي ( منهج قياس العالقات االجتماعية ) يف اختيار‬
‫القادة ‪ ..‬و يلجا البعض إىل طريقة االختبارات املوقفية يف دراسة القيادة و اختيار القادة و يف هذه‬
‫الطريقة يوضع عدد من األفراد يف موقف يقومون فيه بسلوك اجتماعي مثل مناقشة موضوع أو‬
‫كلية التعليم المفتوح‬
‫‪Open Learning College‬‬
‫حل مشكلة ‪ ..‬و ال يكون بينهم من أعطى أي مسؤولية ‪ ..‬و بعد ذلك يتم مالحظة األفراد و أي‬
‫منهم يكون أكثر مباداة و انشط و اكثر تاثريا يف سلوك اآلخرين ‪ .‬و هذا هو يكون القائد‪ ..‬وقد‬
‫وجد ان يف هذه الطريقة أفضل من اللجوء إىل اختبارات الشخصية و تقدير السمات كوسيلة‬
‫الختيار القادة ‪.‬‬

‫الحظنا يف السابق ان القيادة ختتلف مفهومها من موقف إىل أخر و من مجاعة إىل أخرى فقد‬
‫تنتقل القيادة من فرد إىل أخر عندما يتغري املوقف ‪ ..‬فمثال قائد املناقشة قد يرتك اجملال لغريه‬
‫لقيادة تنفيذ اخلطة اليت نتجت عنها املناقشة ‪..‬‬

‫و لقد الحظ العامل النفسي جيب ‪Gabb‬بعد ان درس االختبارات املوقفية يف اجليش األملاني و‬
‫القوات املسلحة الربيطانية و اجليش األمريكي و القوات املسلحة يف اجليش االسرتالي و يف‬
‫الصناعة ‪ ..‬و يف اجليش األمريكي أثناء احلرب العاملية الثانية ‪.‬‬
‫استخدمت طرق الختيار القادة يف مهام حربية مثل أعمال املخابرات و غريها على أساس من‬
‫مالحظة السلوك يف مناذج مصغره من املواقف العملية اليت خيتار هلا القادة ‪.‬‬

‫و لقد ساهم علماء النفس يف اختيار املرشحني ملراكز الضباط يف اجليش الربيطاني بواسطة‬
‫جملس الضباط العظام‪ ..‬و قد ذكر فرنون و باري ان اختيارهم كان يتم بطريقة حتديد السمات‬
‫العامة للقائد أي عن طريق تقدير املرشحني على عدد من السمات اليت يظن إنها متيز القادة من‬
‫غريهم و عن طريق إجراء مقابالت شخصية مع املرشحني ‪..‬لتقدير هذه السمات و قياسها‪.‬‬

‫اتضح ان هذه الطرق التقليدية الختبار القادة بعيدة إىل حد كبري عن الكمال و يوصى فرينون‬
‫‪Vernon‬بان هذه االختبارات ان كانت بعيده عن الكمال إال أنها تساهم يف زيادة صدق االختبار و‬
‫من هذه االختبارات اختبارات الذكاء و الشخصية و التوافق النفسي ‪.‬‬

‫قد حاول كال من جولدمان و فراس ‪: Goldman and Fraas‬استكشاف أثار طرق اختيار‬
‫القادة على سلوك اجلماعة و هذه الطرق هى ‪:‬‬
‫اختيار اجلماعة للقائد باالنتخاب ( قائد منتخب (‬
‫اختيار القائد حسب القدرة على القيام بعمل حمدد يف اجلماعة ( قائد خمتار (‬
‫تعني القائد ( قائد معني (‬
‫ال يوجد قائد يف اجلماعة ( بدون قائد ) و طلبا من كل مجاعة حتت كل طريقة القيام بعمل‬
‫معني‪.‬‬

‫وحسب الزمن الذي استغرقه األداء و عدد احملاوالت املستغرقة فيما يتعلق بالزمن أو وقت األداء‬
‫كلية التعليم المفتوح‬
‫‪Open Learning College‬‬
‫كان أحسن أداء حتت نظام ( القائد املختار ) يليه نظام ( القائد املنتخب ) يليه نظام ( بدون قائد‬
‫) و ثم نظام (القائد املعني (‬

‫لوحظ ان اجلماعة بدون قائد تفوق األداء يف األداء اجلماعة ذات القائد املعني‬

‫يف النهاية ان اجلماعة ذات القائد تتفوق على اجلماعة من غري قائد من حيث األداء و الزمن‬
‫املستغرق يف تنفيذه ‪ ..‬و ان األتباع يتقبلون قائدهم إذا اختاروه أو إذا اثبت سلوكه انه جدير‬
‫بالقيادة و خاصة إذا مل يكن يعلم ان حسن أدائه يالحظه أعضاء اجلماعة لكي خيتاروه للقيادة ‪..‬‬
‫أي ان حسن أدائه كان تلقائيا حيث مل يكن يتنافس من اجل القيادة‬

‫التقويم الذاتي‪:‬‬
‫‪ .1‬عرف مفهوم القيادة اإلدارية؟‬
‫‪ .2‬اذكري الفرق بني القائد االداري واملدير او الرئيس االداري ؟‬
‫‪ .3‬اشرح إحدى نظريات القيادة ؟‬
‫‪ .4‬عدد خصائص السلوك القيادي ؟‬
‫‪ .5‬اذكر أنواع القيادة ؟‬
‫‪ .6‬حدد معايري اختيار القادة ؟‬

‫املراجــع املساعدة ‪:‬‬

‫جاد الرب‪ ,‬سيد حممد(‪ )2118‬جودة احلياة الوظيفية ‪ QWI‬يف منظمات االعمال‬ ‫‪- 1‬‬
‫العصرية‪ ,‬دار الفكر العربي للنشر‪.‬‬
‫جاد الرب‪ ,‬سيد حممد (‪ )2116‬القيادة االسرتاتيجية‪ ,‬الطبعة االوىل‪ ,‬دار النهضة العربية‬ ‫‪- 2‬‬
‫للنشر والتوزيع ‪.‬‬

You might also like