Professional Documents
Culture Documents
لعبة التخمين - قصة قصيرة
لعبة التخمين - قصة قصيرة
تمت كتابة هذه القصة للمتعة فقط .كتبت هذه القصة في األصل باللغة
اإلنجليزية.
ليست عمال محترفًا .ال أنوي نشرها حتى .لماذا كتبتها في المقام األول؟
ولما ال!؟
كتبتها وطورتها عندما كنت أقوم بدراستي األكاديمية.
هذا الكتاب عمل خيالي .األسماء والشخصيات واألماكن واألحداث هي نتاج خيال
المؤلف.
أي تشابه مع األحداث الفعلية أو ألشخاص موتى أو أحياء هو محض مصادفة.
ال تقم بتعديل العمل األصلي بأي شكل من األشكال .إذا قمت بذلك ،فلن يحدث لك
شيء.
التفعل من فضلك!
"يجب أن نكون مستعدين للتخلص من الحياة التي خططنا
لها ،حتى نحصل على الحياة التي تنتظرنا"
الفصل األول
)عمر(
ووجد النور طريقه عبر نافذة المكتب الصغير ليوقظ عمر للمرة الثالثة .بدا المكان
فظيعا .بدا عمر مرو ًعا ،حتى بالنسبة لرجل يبلغ من العمر 50عا ًما .على الرغم
من أن وظيفته كانت براتب جيد ،إال أن عمر كرهها للغاية ،فقد كانت مملة
ورتيبة.
وقف إلغالق النافذة لمواصلة النوم .الحظ نصف الساندويتش الذي لم يكمله
بعد على طاولة المكتب .نظر عبر النافذة إلى المارة في الشارع محاوالً قراءة
أفكارهم .لفت انتباهه بعض الفتيات الالتي كن ينتظرن الحافلة ،أو يتسكعن ربما.
كانت إحداهن ممتلئة بعض الشيء ؛ أعجبه جسدها كثيرا .لم يرد إغالق النافذة
اآلن .ليس بعد على األقل! لقد سر بالتحديق مع أنه لم يكن من السهل عليه
كثيرا بسبب الحشد الذي يتجول .كان الشارع مزدحما في ذلك اليوم. ً االستمتاع
اآلن ،بدأت الفتيات في المغادرة .كان ذلك محزنا بالنسبة له .اتبعهم عيناه عندما
كانوا يغرقون ويتالشون بين الحشود .ولوح لهم بوجه حزين ثم قال في نفسه:
"يجب أن أجد فتاة بمثل هذا الجسد".
عاد إلى مكتبه ،ونظر إلى جميع هذه الوثائق الغير مكتملة ،تجاهلها والتقط
الشطيرة .أخذ هاتفه وبدأ بالتصفح .أرسل طلبات عشوائية لفتيات على االنترنت.
كان متحمسا ً للدردشة معهن الليلة بعد العمل.
في غضون ذلك ،دخلت حواء الغرفة .وفاجأه ذلك .أخفى الهاتف وتظاهر
بأنه مشغول في العمل .سألت إن كان سيغادر حتى يتمكنوا من الذهاب معًا .كانت
حواء سيدة رائعة ومتعلمة وجميلة .وعلى الرغم من أنها كانت أصغر منه بكثير،
إال أن عمر دائما كان يجدها كبيرة في العمر.
لطالما وجدته هي حسن المظهر ومضحكا .مع ذلك ،وجدها هو مملة في
السرير .هذا ما اعتقده هو على األقل.
الفصل الثاني
)تلك الليلة(
فكر قليال بكل تلك األوصاف .بالطبع ،الفتاة ال تبدو كما تخيلها .خاصة
العيون الخضراء ،وجد ذلك التخمين سخيفاً .ومع ذلك ،فكر في إخبارها بما تخيل.
كل شيء! إنها مجرد لعبة .حتى لو خسر ،ستجد الفتاة تخمينه مضحكا ً.
عني؟" "ماذا! أنت محق تما ًما" كتبت الفتاة "كيف يمكنك معرفة كل هذا
"هههه!" تظاهر عمر بالضحك ثم كتب "لقد كان مجرد حظ".
أخبره شعور عميق أنها قد تكون تمزح معه ربما.
"أنت بارع جدا في هذا على ما يبدو .حسنا .دعنا نجعل األمر أكثر صعوبة
اآلن"
تحدته "أخبرني بأشياء شخصية عني .أشياء شخصية للغاية! ".
كان هذا كثيراً بالنسبة له اآلن .بالطبع سوف يخسر هذه المرة .لم يرد أن
يغمض عينيه أو يتخيلها في هذه اللحظة .قرر أن يقول فقط أول ما تبادر إلى ذهنه.
سيخبرها مباشرةً بدون التفكير مرتين ،بدون تخمين ثان.
"عمرك 16عا ًما .لديك شامة على صدرك" .لقد كتب سريعا ً بدون
التفكير:
"كان لديك حبيب يدعى سيدي ....لم تدخني أبدًا في حياتك .لم تتزوجي و
عزباء بالطبع! ال حبيب في الوقت الحاضر".
ربما كان ذلك مبالغا فيه .ربما أراد عمر أن يخسر هذه المرة ،أو أراد إثباتًا
على أن هذا لم يكن ح ً
ظا.
حدق بالمحادثة متطلعا بفارغ الصبر إلى الحصول على إجابة ،أرادها أن
تخبره أنه كان مخطئًا في التخمين.
ثم أرسلت "ماذا!!!"
كانت رسالتها غامضة بالنسبة له .أراد معرفة المزيد .سأل" :ماذا
تقصدين؟".
كتبت هي" :هل تعرفني شخصيًا؟"
وكثيرا بالنسبة
ً أرسلت العديد من الرسائل في نفس الوقت .كان ذلك سريعًا
له للحاق بكل تلك الرسائل الغاضبة .ثم توقفت عن الكتابة لبعض الوقت؛ بعد ذالك
سألت "هل هذا سيدي؟ هذا ليس مضحكا "
أخيرا أنها
ً "هاهاها" كتب لها بانتظار ردها ليخبره أنها ال تمزح ،أو تعترف
كانت تمزح هذه المرة ،والمرة السابقة أيضا.
الفصل الرابع
)الصورة(
رأت رسالته ،ولكن لم يكن هنالك رد .هل جعلها منزعجة؟ هل فعال خمن كل
شيء بشكل صحيح؟
بعد فترة ،ذهب عمر إلى الحمام لتنظيف أسنانه ،ولم يتمكن من التوقف عن
التفكير في الفتاة ورسائلها .لماذا توقفت عن الدردشة معه؟
ثم تلقى هاتفه رسالة .مشى بسرعة لرؤيتها .حتى انه تزحلق قليال ،كاد أن
يسقط .ال! كانت الرسالة من صديقه سيدي .لعن عمر كل شيء وضرب جبهته
بغضب .لسبب ما ،عرف اآلن لماذا اختار اسم سيدي لصديقها في تلك اللحظة.
وضع هاتفه وبدأ بالسير إلى الحمام مع فرشاة األسنان في فمه ،وهو ال يرتدي
سوى سرواله الداخلي األبيض المتسخ.
وصلته رسالة أخرى .كانت هي هذه المرة.
"آسفة!" في رسالة نصية.
استغرق لحظة قبل الرد على رسالتها حتى ال تعرف أنه كان ينتظر بفارق
مثيرا للشفقة.
الصبر من أجل الحصول على رد منها ،كانت لتجد ذالك ً
ثم ،كتب لها "ال بأس" ال أكثر وال أقل.
"بصراحة ،ظننت أنك سيدي بسبب مدى دقتك لذا كان علي االتصال به ...
كيف يمكنك أن تعرف كل هذا عني؟ من أنت؟؟؟؟؟''.
من خالل رسائلها ،كان بإمكانه معرفة أنها كانت خائفة .هذا جعله يخاف
أكثر .ربما أيضا ،كانت فقط تعبث معه .كان بحاجة إلثبات أنها لم تكن كذلك .كان
بحاجة إلى إثبات اآلن أكثر من أي وقت مضى.
" أقسم أنني ال أعرفك ".كتب عمر لها "أعلم أنه من الغريب أن أسأل ،
ولكن هل يمكن أن ترسلي لي صورة لكي؟"
كان السؤال غريبًا على الرغم من أن عمر كان مهذبًا .ندم على سؤالها على
الفور.
ثم أرسلت له صورة لها .نفس الشخص الذي تخيله بالضبط .ببشرة مشرقة،
سمينة ،شفاه كبيرة ،شعر أسود طويل ،ترتدي نظارات ،ونعم! لديها عيون
خضراء .فتح فمه متفاجئا ً حتى سقطت فرشاة األسنان على األرض من فمه .حدّق
في الصورة كأنما رأى شب ًحا.
مستحيل! لقد خمن كل شيء بشكل صحيح.
ثم ،تلقى منها رسالة أخرى...
.
"هل نواصل لعبة التخمين؟"
الفصل الخامس
)الموعد(
بعد تلك الليلة ،أصبح عمر والفتاة أصدقاء مقربين .تحدثوا مع بعضهم
البعض دائما .كان يتحدث معها في العمل ،قبل أن ينام ،في المرحاض ،في الحافلة،
أو بينما كان يمشي على درج شقته .استمروا في لعب لعبة التخمين ،واستمر عمر
في اإلجابة بشكل صحيح دائما .تعرفوا على بعضهم البعض أكثر ،وكانت ترسل له
صورا جديدة لها كلما طلب ذلك .ومع ذلك ،لم يرسل لها هو أي صور له .كان ً
خائفا من أن كل شيء قد ينهار إذا عرفت أنه عجوز .لذلك ،كان يماطل ويدور
حول الموضوع كلما طلبت صورة أو مقطع فيديو منه .كان يعتقد أن هذا سيستمر
إلى األبد ،على الرغم من أن جز ًءا منه عرف أن الفتاة كانت مثاليةً للغاية بحيث ال
يمكن أن تدوم أبدا.
بعد ذلك تغير كل شيء عندما طلبت رؤيته .لم تطلب صورة أو فيديو.
أرادت أن تراه شخصياً .أرادت موعدًا ،وهو قبل بذلك.
الجمعة ،في الساعة ،8:00سيتناول االثنان العشاء في مطعم موزارت.
اختارت هي المكان ،مطعم لطيف .جاء عمر مبكراً قبل الموعد بثالثين دقيقة
ووقف في الخارج متوتراً .لم يرد الدخول .اعتقد أنه ربما بالغ في المالبس .أيضا،
فكر في الركض بمجرد أن يرى الفتاة.
قبل يومين من الموعد ،حضر عمر نفسه دون أن ينام على ما سيقوله لها،
عطرا جديدًا ،حلق لحيته ،صبغ شعره،
ً كيف سيبتسم ،حفظ بعض النكات ،اشترى
أزال شعر أنفه ،شعر إبطه ،شعر صدره وأماكن أخرى من جسده .حتى أنه حاول
إنقاص وزنه قبل الموعد( .كيف تكون رشيقا في يومين) كتب على اليوتيوب .
سخيف!
انتظر عمر الفتاة أمام المطعم .في الساعة الثامنة وسبع دقائق تما ًما ،
توقفت سيارة أجرة على الجانب اآلخر من الطريق .شعر عمر بأن الفتاة ستخرج
من هذه السيارة .بالفعل ،خرجت من السيارة وكانت أجمل من الصور ،أكثر
إغراء ،أصغر ،وأكثر واقعية .كل شيء فيها بدا مثاليًا .وقف عمر مستقيما ً وهي
تسير نحوه.
أخيرا لمقابلتها بعد التحدث م ًعا لعدة أيام .كانت هذه هي
ً لقد كان مستعدًا
اللحظة الحاسمة .نظر إليها تقترب قليالً منه مع نصف ابتسامة على وجهه .ثم
مرت بجانبه كما لو أنه لم يكن هناك .حتى أنها لم تالحظه .شعر أن مرورها مثل
سيف يخترق جسده.
سار بسرعة دون أن ينظر إلى الوراء ليقف بعيدا .كان ينظر إليها بينما
كانت تتصل به على هاتفه مرارا وتكرارا .وظلت ترسل له الرسائل .أراد الذهاب
إليها والنظر إليها عن قرب .ومع ذلك ،لم يكن يريد أن يخيب أملها .نظر إليها وهي
كبيرا جدًا في السن.
جالسة لوحدها في انتظاره .كانت يافعة وجميلة جدًا ،وكان هو ً
شاهدها وهي تغادر حزينة.
في اليوم التالي ،أرسل لها رسالة يعتذر فيها عن عدم القدوم متحججا
بالمرض .كانت الكذبة تافهة للغاية ،لكنها صدقتها .مرة أخرى ،طلبت موعدًا آخر
صا أحمر هذه المرة حتى
معه ،وقبل هو ذلك مرة أخرى .طلبت منه أن يرتدي قمي ً
يمكنها التعرف عليه.
ربما ،كانت تعرف أنه كذب عليها في النهاية.
الفصل السادس
)الموعد الثاني(
جاء عمر مبكرا ثالثين دقيقة هذه المرة أيضا وحجز طاولة لشخصين .كان يعض
شفتيه بعصبية ويفحص ساعته بين الحين واآلخر .أراد الرحيل ،أو ربما الركض.
ضا أال تأتي في
كلما فتح أحد أبواب المطعم ،كان يتمنى أال يكون هي .كان يأمل أي ً
النهاية.
لم يرد أن يتمنى ذلك ولكنه فعل؛ كان يأمل أن يحدث لها شيء سيئ كي ال
تتمكن من القدوم ،كأن تكسر ساقها في حادث ربما .حادث بسيط طبعا!
ثم أتت الفتاة أخيرا! فتحت الباب ووقفت تاركة عينيها تبحث عن القميص
أخيرا ،ابتسمت وسارت إليه .وقف الستقبالها باحترام .لم تكن
ً األحمر .وجدته
متأكدة من مصافحته أو معانقته ،لذا لم تفعل أي منهما .كانت تسير بالقرب منه
حتى يشم عطرها .كانت رائحتها مثل المالك ،على الرغم من أن ال أحد يعرف
رائحة المالئكة.
أخيرا.
ً جلست وبدأت تتحدث عن حركة المرور ومدى سعادتها لرؤيته
سيطرت على المحادثة .كان عمر قلقًا إلى حد ما في البداية ،خائفًا من رد فعلها.
من يدري ،ربما كانت تحب الرجال المسنين.
استمتعوا بالتحدث مع بعضهم البعض .جعلها عمر تضحك عدة مرات .كان
يتفحص صدرها لمعرفة ما إذا كانت تحمل شامة أم ال .الحظت الفتاة تفحص عمر
لجسدها ،لذا قامت بشد شعرها الطويل للخلف حتى يصبح كل شيء واض ًحا لعمر
اآلن .لم تكن طفلة بالمرة ،كانت امرأة مكتملة .بينما كان يتحدث ويتظاهر بعدم
التحديق في ثديها ،فاجأته بوضع يدها على يده بسرعة فائقة .أطلق سراح يده
وضحك للحظة .لم تستسلم الفتاة ،خلعت حذاءها ووضعت قدمها تحت الطاولة بين
ساقيه وهي تصعد ببطء إلى األعلى .ابتلع ريقه ولم يعرف ما يفعل.
أحضرت الخادمة الطعام ،فأحسنت الفتاة ذات العيون الخضراء التصرف.
كان من المضحك كيف أن االثنان تحدثا عن كل شيء في العالم ،لكنه لم
يسألها عن اسمها.
ثم عبرت له عن خوفها عندما كانوا يلعبون لعبة التخمين.
حاولت شرح موهبته من خالل وجود قوة عظمى لديه أو قدرته على رؤية
الماضي أو المستقبل .وجد عمر تفسيرها مسليًا وطفوليًا .جعلته يعتقد أن لديه قوى
خارقة للحظة.
بعد أن تناولت الطعام ،تحدته أن يخمن المستقبل .ضحك ورفض بتواضع.
قالت "من فضلك" مع وجه طفولي "حاول أن تخمن ما سيحدث لي في العشر
دقائق القادمة"
قال بينما كان يشرب "أنت مجنونة .ال! ال''
"فقط قل أي شيء" توسلت "خمن من فضلك"
قال "ال" محاوالً عدم إظهار استمتاعه.
ً
منديال على الطاولة األخرى. تظاهرت الفتاة بأنها حزينة .وقفت وأخذت
أثناء قدومها إلى طاولتها ،أسقطت المنديل عمدا وانحنت ألخذه .عرف عمر أن هذا
األداء من أجله .كان يستطيع رؤية ساقيها الناعمتين وكذلك فخذيها األبيضين
الكبيرين من الفستان األسود القصير .استمر هذا للحظة لكنه شعر وكأنه استمر
لألبد.
جلست الفتاة إلى الطاولة وقالت لعمر "من فضلك! خمن ما سيحدث لي في
العشر دقائق القادمة " بوجه طفولي مرة أخرى "سأفعل أي شيء تطلبه في
المقابل"
كان هذا مغريا بما فيه الكفاية بعد أداء المنديل الذي شاهده .وافق وحاول
التفكير في شيء ،أي شيء لمجرد تغيير هذه المحادثة الغبية .ثم فكر في شيء
مستحيل الحدوث.
وقال ضاحكا" :خالل الدقائق العشر القادمة ،سيتم االتصال بك وإبالغك بوفاة أحد
أفراد أسرتك".
تغيرت تعابير وجهها "لماذا فكرت في هذا؟" سألت بغضب.
قال لها ''ماذا! ماذا تقصدين؟".
"لماذ ا تفكر في مثل هذا الشيء السيئ؟ موت أحد أفراد أسرتي! هل أنت
مجنون؟ '' ردت كما لو كانت على وشك البكاء أو أن عمر قد خيب أملها فيه.
''إنها مجرد لعبة .هيا! ال أعلم ولكني كنت أفكر في شيء ال يمكن أن يحدث
أبدًا ،شيء مستحيل" !
لم تعرف الفتاة ما تقول .استمرت في النظر إليه .لقد تغيرت المحادثة الودية
الممتعة شيئًا فشيئًا لتصبح جدا ًال اآلن.
''مهال! انظري إلي" كرر عمر:
" انظري إلي .أردت مني أن أخمن .لم أكن أريد اللعب .وأيضا ال شيء
سيحدث".
بعد صمت طويل قالت الفتاة بهدوء" :وإذا حدث شيء ما".
"ماذا؟" لم يسمعها عمر جيدًا .كررت لكن هذه المرة تنظر إليه "ماذا لو حدث أي
شيء يا عمر؟"
ضحك وحاول تغيير الموضوع .جعلها تشاهد شيئًا على شاشة التلفزيون
لتنسى .عندما أدرك أنها أصبحت طبيعية مرة أخرى ،ذكرها بلعبة التخمين.
''هل ترين! مرت 10دقائق ولم يحدث شيء" مشيرا إلى ساعته وهو
يضحك.
"أريد الذهاب إلى الحمام اآلن"
عندما وقف ،كان هاتفها يرن .أجابت بينما كان عمر يسير ببطء ويستمع
إليها.
''ماذا؟؟ أمي ،ال أستطيع أن أفهم ما تقولين؟"
تجمد عمر وأنصت لها منتظرا ما ستقوله بعد ذلك .كان لديه شعور بما
سيحدث .كان يأمل أن يكون مخطئا.
"ماذا!؟" وقفت حتى سقط الكأس على األرض وتكسر .التفت إليها عاجزا ً عن
الكالم ولم يقل شيئًا.
قالت" :لقد كانت أمي"
كانت الفتاة تبكي غير قادرة على التنفس.
"تعرض والدي لحادث واآلن ينقلونه إلى المستشفى .يبدو أن األمر خطير للغاية"
الفصل السابع
)ذات العيون الخضراء(
شاهد عمر الفتاة وهي تبكي وتنظر إليه كما لو أنه أخذ حياة والدها .لسبب ما ،شعر
بأنه مسؤول عن الحادثة .تمنى لو أنه خمن شيئًا آخر .كل شيء لم يكن له معنى.
قال لها "انتظري دقيقة .كل شيء سيكون على ما يرام"
بكت "ال عمر ،ال شيء سيكون على ما يرام"
أرادها أن تجلس محاوال وضع يديه على كتفيها .خلعتهم بقوة.
"لماذا كان عليك أن تخمن هذا؟" صاحت "لماذا؟"
قال عمر" :ماذا!؟" هل أنت جادة اآلن؟ هل تعتقدين حقا أن هذا حدث
بسبب تخميني؟ هل تعتقدين أنني .....رجل خارق ...أو ...أو ...أو ...
لدي قوة خارقة''
صدق عمر لبرهة امتالكه لقوى خارقة.
جلست وأخبرته "أريدك فقط أن تغادر".
سألها وهو يحاول أن يضع يديه على كتفيها للمرة الثانية.
"غادر" صاحت بصوت عالي "غــــــــــــادر!".
كان جميع من في المطعم ينظرون إلى عمر .كان أفضل خيار بالنسبة له
هو المغادرة .الفكرة الوحيدة التي سيظنها الناس هي رجل عجوز يتحرش بطفل.
لذا ،غادر عمر وحيدا.
انتظرت الفتاة حتى غادر عمر ،وأخذت نفسا عميقا ونظرت إلى نفسها في
المرآة إلصالح ماكياجها ،وشغلت هاتفها .خلعت العدسات ووضعتها على الطاولة
،وبدأت في التدخين .كان لديها عيون سوداء.
ثم اتصل بها أحدهم وكانت تضحك وهي تنهي وجبتها بسالم وسعادة.
عندما عادت إلى شقتها ،قامت بحظر عمر من حسابها وذهبت لالستحمام.
خرجت من الحمام و هي تصفر ووقفت تتفحص جسدها في المرآة .كانت عارية
مثل المولود الجديد .لطالما عرفت أنها مثيرة .ثم أخذت هاتفها وبدأت بالدردشة مع
شخص ما.
فجأة اتصل بها هذا الشخص .كانت تتحدث إليه وتنظر من النافذة ،تسمع
بعض الكالب ولكن ال تعرف أين .عرفها هذا الشخص بنفسه ،وطلب منها أن
تعرفه بنفسها .شعرت ببساطة وسهولة المحادثة.
قالت له" :حاول أن تخمن كيف أبدو".
قال لها وهو يضحك'' :ماذا؟ هل هذه لعبة؟"
''نعم .في الواقع نعم!"
أخبرته بابتسامة طفيفة وصوت مثير "لعبة التخمين".
ضحك وحاول أن يخمن كيف تبدو .كان سيئًا في ذلك ،لكنها أخبرته أن كل
فخورا بذلك .سألته عن لون عينيها .قال "أزرق".
ً ما قاله كان صحي ًحا .كان
حاولت إخفاء ضحكتها'' .نجاح باهر! أنت جيد جدًا في هذا"
سأل إذا كان لديها هواية .قالت "نعم'' .فخمن هو ركوب الدراجات .لم
تركب دراجة في حياتها قط.
أرادت أن تجعل األمور أكثر جنونا.
"األسبوع الماضي ،أثناء ركوب دراجتي ،سقطت وأصبت بجرح .هل
يمكنك تخمين مكان إصابتي؟ إذا استطعت التخمين بشكل صحيح ،فسأكافئك"
وبالطبع أخبرته "أي شيء تريده"
كان سعيدًا اآلن وقال "سقطت على ركبتك ،ال انتظري! ليس ركبتك.
سقطت على أنفك .نعم أنفك ،أليس كذلك؟"
''نعم! أنت محق .لقد آذيت أنفي" قالت له.
"أريد أن أراك" قال لها "جائزتي ...أرسلي لي صورة لكي"
وافقت وركضت إلى الحمام و تفقدت عدساتها .أخذت الزرقاء وارتدتهم.
بعد ذلك نظرت في خزانة مالبسها ووجدت مطرقة .أشارت إلى أنفها بالمطرقة،
أغلقت عينيها وعدت إلى ثالثة ،حبست أنفاسها وضربت أنفها بشدة لدرجة أنها
كادت أن تكسره.
في محاولة لفتح عينيها بعد السقوط ،وقفت بصعوبة ونظرت إلى نفسها في
المرآة والدم يتدفق من أنفها .لم تشعر باأللم ،بل باألحرى اإلثارة ،والشعور
بالتحدي ،والقيام ب شيء حقيقي .شعرت فقط بألم عواقب ما سيحدث بعد ذلك ،لكن
هذا لم يمنعها من المواصلة.
شعرت بتحسن ،لكنها ما زالت قادرة على القيام بالمزيد بالطبع .ثم تذكرت
محمد ،بشير ،سيدي ،خالد ،بابا ،والرجل العجوز عمر ،الذي عرفها إلى لعبة
التخمين.
حدقت في الدم على األرض ،دمها هي! يمكنها أن ترى انعكاسها فيه.
عرفت أن هذه التجربة لن تكون المرة األولى التي تحدث ،ولن تكون األخيرة
بالطبع .على أي حال ،إنها مجرد لعبة.
.
.
.
.
النهاية...