Professional Documents
Culture Documents
المحاضرة الأولى
المحاضرة الأولى
المحاضرة الأولى
دروس في مقياس:
القـانـون التجــاري
-لطلبــة السنة األولى - L.M.D
السداسي الثاني
تبعـا لــذلك أحكــام وأعــراف خاصــة بهــا منــذ لقــد مــارس اإلنس ــان التجــارة منــذ أقــدم العصــور ،فعــرفت ًـ
ً ًّ ُ ّ
العص ـ ــور األولى ،و تط ـ ـ َّـورت ت ـ ــدريجيا م ِ
خلف ـ ــة وراءه ـ ــا إرثـ ــا كب ـ ــيرا من األع ـ ــراف و قواع ـ ــد املع ـ ــامالت
ً
تجسدت الحقـا في شكل ًنظم و قواعد مكتوبة شكلت "القانون التجاري". َّ
فقد مارس التجارة سكان بابل و عرفوا عمليات البنـوك وعقـود الخـدمات والوديعـة والشـركة
َّ
التجارية و املاليـة التي تضمنها قانون حمورابي . 1 و العمليات املصرفية،ـ و غيرها من النظم
كمـ ــا م ـ ــارس الفي ـ ــنيقيون التجـ ــارة أي ً
ض ـ ـا و ك ـ ــانوا من أوائ ـ ــل الـ ــذين ابتدع ـ ــوا أنظم ـ ــة التجاريـ ــة
ُ
البحريــة ،و عملــوا على ازدهارهــا ُمســتغلين مــوقعهم الجغــرافي املطــل على البحــر األبيض املتو َّس ـط ،و
من هات ــه األنظم ــة نظ ــام الرمـ ــي في البح ــر ،و ال ــذي أص ــبح فيم ــا بع ــد أص ــل نظري ــة الخس ــارة املشترك ـ ــة
حاليا في التجارة البحرية .2 املعروفةـ ًّ
وعلى خالف البـ ــابليين و الفينيقـ ــيين فلم يكن للرومـ ــان ٌ
دور كبـ ـ ٌـير في تطـ ــوير القـ ــانون التجـ ــاري
وإرسـ ــاء قواعـ ــده كمـ ــا فعلـ ــوا مـ ــع القـ ــانون املدني ،حيث كـ ــانوا يعت ــبرون أن هـ ــذا األخـ ــير هـ ــو الشـ ــريعة
- 1حمورابي هو حاكم بابل (العراق حاليّأ) ،امتدت فترة حكمه من 1792ق.م إلى 1750ق.م ،و يُع ُّد قانون حمورابي أول
مجموعة شاملة من النصوص القانونيـة التي عرفها اإلنسان.
- 2أحمد محرز ،القانون التجاري الجزائري ،ديوان المطبوعات الجامعية ،ط ،1981 ،2ص .24
العام ــة ال ــتي يجب أن تحكم جمي ــع التص ــرفات واملع ــامالت ،ض ــف إلى ذل ــك أن ممارس ــة التج ــارة عن ــد
الروم ــان لم تكن من اهتم ــام طبق ــة األش ــراف والنبالء و إنم ــا ك ــان ُيمارس ــها العبي ــد و األج ــانب ،األمـ ــر
ال ــذي لم ُيس ــاعد على تطوي ــر الق ــانون التج ــاري واالهتم ــام ب ــه ،ورغم ذل ــك فق ــد ت ــرك الروم ــان بعض
ُ
البصــمات في مجــال التجــارة ،حيث أنهم أول من وضــع قواعــد املمثــل التجــاري الــتي تعـ ُّـد أســاس نظريــة
النياب ــة الي ــوم ،حيث أن التج ــارة واملع ــامالت التجاري ــة تتم في أحي ــان كث ــيرة بواس ــطة ن ــواب عن َّ
التجار ٍ
أنفســهم ،كمــا اســتحدثوا نظــام املحاســبة و مســك الــدفاتر التجاريــة الــتي تحـ ّـد ُد املداخيل والنفقــات ،و
عد قاعدة رومانية أصيلة.كذا فكرة نظام اإلفالس الذي ُي ُّ
ك ــانت بداي ــة ه ــذا العص ــر بس ــقوط األمبراطوري ــة الروماني ــة بس ــبب غ ــزوات ال ــبربر في الق ــرن الخ ــامس
عمت الفوضى و انكمشــت املعــامالت التجاريــة الداخليــة و الدوليــة لفــترة ّ
معينــة ،لكنهــا للميالد ،حيث َّ
ع ــاودت في اإلزده ــار من جدي ــد بس ــبب الح ــروب الص ــليبية بين الش ــرق و الغ ــرب ،حيث ك ــانت املوانئ
اإليطاليــة تســتقبل كــل انــواع الســلع القادمــة من الشــرق ،والســيما الســلع العربيــة ،ممــا جعــل العــرب
بقدر ما في ازدهار املعــامالت التجاريـة في القـرنين 07و 08للميالد ،بـل أنهم ابتكــروا قواعــد ُ
يساهمون ٍ
تجاريــة مــازالت موجــودة إلى اليــوم ،مثــل شــركات األشــخاص ،التعامــل بالســفتجة ،املبــدأ الرضــائي في
العقود التجارية ...إلخ.
كمــا كــان لق ــرار الكنيســة -الــذي شــمل كامــل أراضي أوروبــا -القاضي بحظــر التعامــل بالربــا في
مجـ ــال القـ ــرض ،و الـ ــذي امتـ ــد من القـ ــرن 12إلى القـ ــرن 19م ،في تطـ ــوير القـ ــانون التجـ ــاري بعـ ــد أن
احتكر اليهود تجارة العملة و العمليات املصرفيةـ ألنهم كانوا ال ُيؤمنون بسلطة الكنيسة عليهم.
يتميز هـ ــذا العصـ ــر أي ً
ضـ ـا في ظهـ ــور اإلسـ ــالم و مـ ــا أقرتـ ــه الشـ ــريعة اإلسالميـ ــة في مجـ ــال -كمـ ــا َّ
-اشتراط الكتابة في إثبات بعض العقـود مثل القرض ( 282من سورة البقرة ).
ُ
غير أن الشريعة اإلسالمية لم ت ِّميز بين املعامالت التجاريـة و املدنية بل عالجتها ككل واحد.
ـكل فع ـ ٍـال وواض ـ ٍـح في تط ــوير قواع ــد الق ــانون التج ــاري و ُ ّ
لع ــل أهم م ــا ي ِميــز ه ــذا العص ــر مس ــاهمتهـ بش ـ ٍ
إرساء أهم مبادئـه ،حيث انتقلت هاتـه القواعـد من مج َّـرد عـادات و أعـراف تجاريـة إلى قواعـد مكتوبـة
َّ
تم ت ــدوينها في مجموع ــة واح ــدة ،حيث ك ــانت الفك ــرة و اإلنطالق ــة من فرنس ــا ال ــتي أم ــر ملكه ــا بض ــرورة
وضـ ــع حـ ـ ٍّـد للفوض ى و اختالف األعـ ــراف التجاريـ ــة بين املدن الفرنسـ ــية ،حيث َّ
تم ألول م ـ ـ َّـرة إصـ ــدار ِ
ّ َّ
األم ـ ــر امللكي الفرنس ي ع ــام 1673م ال ــذي نظم ع ــدة أم ــور تجاري ــة منه ــا :الش ــركات التجاري ــة ،األوراق
َّ
التجاري ــة،ـ اإلفالس ،اختص ــاصـ املح ــاكم التجاري ــة ...إلخ ،و تبع ــه أم ـ ٌـر آخـ ــر ص ــدر س ــنة 1681م يتعلق
تم إلغاؤهمــا بعــد انــدالع الثــورة الفرنســية بتنظيم التجــارة البحريــة َّ
الدوليــة ،غــير أن هــذين القــانونين َّ
ُ َّ َّ
إال على التجـ ــار َّ ً
املقيدين في السـ ــجل مباشـ ــرة س ــنة 1789م ،بس ــبب أن كالهمـ ـاـ ق ــانون طـ ــائفي ال يطبق
التجاري ،و هـذا مـا يتعـارض مـع مبـادئ الث ــورة الفرنسـية الـتي نـادت باملسـاواة بين ك ِ ّـل طوائـف املجتمـع
تم اســتبدالهما بقــانون آخــر هــو " قــانون شــابلييه " " "La Loi Chapelierالــذي صــدر يــوم الفرنسي ،و َّ
لكل فئـات الشعب الفرنسي املختلفـة. أقر حرية التجارة و الصناعة ّ 17/03/1791م ،و َّ
ِ
و في س ــنة 1801م تق ـ َّـرر وض ــع ق ــانون تج ــاري و آخ ـ ــر م ــدني َّتتـ ــفق أحكامه ــا م ــع مب ــادئ الث ــورة
صـدد إلى غايــة 1807م حيث صــدر أول قــانون تجــاري الفرنســية ،حيث عملت لجــان مختلفــة في هــذا ال َّ
ّ
متعلقــة ب ـ :التجــارة البحري ــة و البريــة ،أحكــام اإلفالس، مســتقل عن القــانون املدني ،و تضـ َّـمن قواعــد ِ
ً
القضاء التجاري ،إضافة إلى القواعد العامة.
س ــنتناول في ه ــذا املبحث عالق ــة الق ــانون التج ــاري -باعتب ــاره ًـ
فرعـ ا من ف ــروع الق ــانون الخ ــاص ُينظم
مسائل ذات عالقة بالتجارة -بالقانون املدني ،القانون الدولي و علم اإلقتصاد ً
أيضا بإيجــاز على النحــو
التالي :
نش ــأت العالق ــة بين الق ــانون التج ــاري والق ــانون ال ــدولي في الحقيق ــة نتيج ــة تدخ ـ ــل الدول ــة في توجي ـ ــه
اإلقتص ــاد الوط ــني ،من خالل إب ــرام اتفاقي ــاتـ تجاري ــة دولي ـ ــة باس ــمها و ليس عن طري ــق الخ ــواص ،و
ً ً
وحفاظا على معامالتها التجارية من الفوضى. ذلك وفقا ملا تقتضيه مصالحها ِ
و من أوج ــه العالق ـ ــة م ــا بين الق ــانونين ه ــو لج ــوء ال ــدول إلى توحي ــد املج ــال اإلتف ــاقي من خالل
وض ــع قواع ــد اتفاقي ـةـ موح ـ َّـدة للعالق ــات الدولي ــة في مج ــال التج ــارة الخارجيـ ــة ،و ذل ــك ُّ
تجن ً ـبـا لح ــدوث
منازعات في هــذه املعامالت ،و من ذلك توحيد عقود البيع الدولية كعقود التصدير و اإلستيراد.
ُأ
و من أمثل ــة اإلتفاقي ــات الدولي ــة ال ــتي ب ـ ِـرمت بقص ــد توحي ــد أحك ــام الق ــانون التج ــاري و تنظيم
العالقات التجارية الدولية نجد :
-اتفاقية " بون " لسنة 1953م املتعلقة بالنقــل بالسكك الحديدية العابر للحدود.
-اتفاقية " جنيف " لسنة 1930م الخاصة بتوحيد السفتجة و السندات.
فانضمام الدولة إلى مثل هاته اإلتفاقيات و توقيعهاـ عليهـا ُيلزمهـا بالتقيـد بالشـروط الــواردة فيهـا
ً
أوال ،وتعديل قانونها الداخلي بما يتطابق مع أحكام هاته اإلتفاقي ــات ًّ
ثانيـا.
املطلب الثالث:
من الواضـح جـ ًّـدا أن علم اإلقتصـاد يســعى إلى إشـباع حاجــات األف ــراد من مختلــف املواد و السـلع ،كمــا
ضـا بدراسـة عوامـل أو مظـاهر إنتـاج أو توزيـع واسـتهالك الث ــروة في املجتمـع ،فكـل هاتـه املسـائل ُيعنـى أي ً
يهتم بهــا علم القــانون التجــاري ،بحيث يقــوم بتنظيمهــا من الناحيــة اإلتفاقيــة والقانونيــة والقضــائية ،و
ذل ــك عن طري ــق خل ــق قواع ــد قانوني ــة جدي ــدة في املج ــال التج ــاري و الص ــناعي واملالي ،كم ــا ت ــبرز الصــلة
ًّ ً أي ً
تجاريا ض ـا بين اإلقتص ــاد و الق ــانون التج ــاري من خالل اعتب ــار ك ــل مؤسس ــة اقتص ــادية تتخ ــذ شــكال
وتستعين في إدارتها باألساليب التجارية ،تدخــل ضمن نطاق القانون التجاري.
نتنـ ــاول في هـ ــذا الفصـ ــل معـ ــايير التميـ ــيز بين األعمـ ــال املدنيـ ــة و األعمـ ــال التجاريـ ــة (املبحث األول) ،ثم
عرج بعدها إلى دراسة نتائج التمييز بينهما (املبحث الثاني) على النحو التالي:ـ ُن ّ
ِ
املبحث األول :
و تقوم هاته النظرية على حقيقـة مفادهـا أن القـانون التجـاري هـو قـانون نشـاط تجـاري -بغض النظـر
عن صفة القائم به تاجرا أم غير تاجر -يقوم على فكرتي املضاربةـ و التداول :
انتق دت هاتــه النظريــة من جهــة أن الوســاطة في تــداول الــثروات الــذي ال يســتهدف تحقيــق الــربح نقــد ِ :ـ
ال ُيع ـ ُّـد من األعم ــال التجاري ــة ،مث ــل عم ــل الجمعي ــات التعاوني ــة ال ــتي تش ــتري و ت ــبيع بس ــعر التكلف ــة،
فعملها هذا يدخل في نطاق األعمال املدنيــة.
تعتمــد هاتــه النظريــة في تميــيز األعمــال املدنيــة عن األعمــال التجاريــة على الشــخص القــائم بالعم ــل أو
النشاط ،و هــي تقوم بدورها على نظريتين هما :نظرية الحرفــة ،ونظرية املقاولة (املشروع).
من أوائل الذين نـادوا بهاتـه النظريـة هـو الفقيـه الفرنسي ،George Ripertو مفـاد هاتـهـ النظريـة هـو" :
ممارســة نشــاط بصــورة متواصــلة و مسـ َّ
ـتمرة ومعتــادة في بعض املهــام من أجــل تحقيــق الــربح" .فالعمــل
التج ـ ــاري ه ـ ــو ذل ـ ــك العم ـ ــل ال ـ ــذي يص ـ ــدر عن ش ـ ــخص على س ـ ــبيل الحرف ـ ــة و اإلعتي ـ ــاد ،أي أن يتخ ـ ــذ
ً ً
الشــخص عمــل أو نشــاط مــا حرفـ ــة معتــادة لــه ،مــع ربــط هاتــه الحرفــة بمظاه ــر خارجي ـةـ (فتح محــل،
َّ
تجارية.
ً
عد أعماله أعماال اإلتصال بالجمهور ُ )...تكسب الشخص صفة التاجر و بالتاليـ ُت ُّ
ِ
نظرية املقاولـة تقـوم على عنصـرين و همـا :التكـرار جليا أن َّ من خالل هذا التعريـف يتضـح لنـا ًّ
تجاريا و اكتسـ ــب املقـ ــاول ًـ
تبعــا لـ ــذلك صـ ــفة ًّ و التنظيم ،فمـ ــتى تواف ـ ــر هـ ــذان الشـ ــرطان ُ
اعت ِـب ــر العمـ ــل
التــاجر ،هــذا األخــير يعمــل على تجميــع الوســائل املاديــة و البشــرية و تكريســها للعمــل التجــاري في شــكل
منهي و منظم بقصد تحقيـق الربح.
ُ
انتقدت هاته النظرية من ّ
عدة أوجه منها: نقـدِ :
-وج ــود مقـ ــاوالت تخضـ ــع للق ــانون املدني و ليس للقـ ــانون التج ــاري (املهن الحـ ـ َّـرة ،أص ــحاب ِـ ـ
الح رف،
اإلنتاج الفكري و األدبي ...إلخ.).
ـور عـ ــدة ُيمكن إجمالهـ ــا في النقـ ــاط التاليـ ــة :نظـ ــام َّ
تتميز األعمـ ــال التجاريـ ــة عن األعمـ ــال املدني ـ ــة في أمـ ـ ٍ
اإلختصاص،ـ قواعــد اإلثبات ،و جزاء اإللتزام .و فيما يلي تفصيل كل حالة على ِحدى :
على خالف فرنس ـ ــا ال ـ ــتي تعتم ـ ــد نظ ـ ــام التخص ـ ــيص من خالل إنش ـ ــاء مح ـ ــاكم تجاري ـ ــة مختص ـ ــة ،ف ـ ــإن
ً َّ
الج ــزائر -رغم تبنيهــا لقــانون تجــاري مســتقل عن القــانون املدني -إال أنهــا اعتمــدت وح ــدة القضــاء بــدال
من مب ـ ــدأ التخص ـ ــيص ،حيث تنص املادة 32من الق ـ ــانون 08/09املؤرخ في 25/02/2008م املتض ـ ــمن
ق ـ ـ ــانون اإلج ـ ـ ــراءات املدني ـ ـ ــة واإلداري ـ ـ ــة(ق.إ.م.إ) على م ـ ـ ــا يلي " :املحكم ـ ـ ــة هي الجه ـ ـ ــة القض ـ ـ ــائية ذات
ُ َّ شكل من أقســامُ ،يمكن ً ُ َّ
أيضا أن تشكل من أقطاب متخصصة.ـ اإلختصاصـ العام ،ت
تفصـ ـ ــل املحكمـ ـ ــة في جميـ ـ ــع القضـ ـ ــايا ،السـ ـ ــيما املدنيـ ـ ــة و التجارية و البحريـ ـ ــة و اإلجتماعيـ ـ ــة
ًّ
إقليميا ". والعقارية و قضايا شؤون األســرة و التي تختص بها
فاألقســام على مســتوى املحــاكم اإلبتدائيــة و الغ ــرف على مســتوى املجــالس القضــائية ال ُيمكن
حال من األحوال اعتبارها محاكم تجارية مستقلـة. ّ
بأي ٍ
ِ
الفرع الثاني :
من نص هاتـ ــه املادة يتضـ ــح لنـ ــا مبـ ــدأ حريـ ــة اإلثب ـ ــات في املواد التجاريـ ــة،ـ حيث يجـ ــوز إثبـ ــات
التصرفات القانونية التجارية مهما كانت قيمتها بكافةـ طرق اإلثبات املشار إليها في م 30ق.ت.ج.
ّ و م ـ ـ ُّ
ـرد حري ـ ــة اإلثب ـ ــات في املع ـ ــامالت و التص ـ ــرفات التجاري ـ ــة ه ـ ــو ِاتس ـ ــام الق ـ ــانون التج ـ ــاري
بالسرعة ،الثقـة و اإلئتمـان ،أي السـرعة في انعق ــاد العقـود التجاريـة و تحريرهـا ،و الثقـة املتبادلـة بين
أطراف العالقــة التجارية.
أمــا في املعــامالت املدنيــة فــإن اإلثبــات َّ
مقيد بمبلــغ مــالي ،حيث تنص املادة 333ق.ت.ج على مــا
يلـ ــي " :في غ ــير املواد التجاري ــة إذا ك ــان التص ــرف الق ــانوني تزي ــد قيمت ــه عن 100.000دج أو ك ــان غ ــير
محدد القيمــة ،فال يجوز اإلثبات بالشهود في وجوده أو انقضائه ما لم يوجد نص يقضي بغير ذلك ". َّ
* إن القول بمبدأ حرية اإلثبــات في املواد التجارية ال يعني أن هذا املبدأ مطل ــق ،بل ِترد عليه
استثناءات ُيمكن ذكــرهاـ على النحو التالي :
َّ
-اشـ ــتراط الكتابـ ــة الرسـ ــمية في عقـ ــد الشـ ــركة ،حيث يجب أن يكـ ــون هـ ــذا العقـ ــد رسـ ــمي و إال كـ ــانت
الشركة باطلـة (م 545ق.ت.ج +م 418ق.م.ج ).
املطلب الثالث:
و ُيقصد به القواعد الخاصة باإللتزامات التجارية ،و يمكن ذكــرها بإيجــاز على النحو التالي :
* تضامن املدينين :استقر العرف التجاري و من بعده نص القانون على قاعــدة التضــامن بين املدينين
في حال ـ ـ ــة تع ـ ـ ـ ُّـددهم م ـ ـ ــا لم ينص الق ـ ـ ــانون على خالف ذل ـ ـ ــك ( م 551ق.ت.ج) ،أم ـ ـ ــا في التص ـ ـ ــرفات و
َّ
املعامالت املدنية فال ُيفترض التضامن إال بنص قانوني أو اتفاق (م 217ق.م.ج).
ً
* مهلـ ــة الوف ـ ــاء (نظـ ــرة امليسـ ــرة) :إذا عجـ ــز املدين عن الوفـ ــاء بـ ــدين مـ ــدني جـ ــاز للقاض ي منحـ ــه أجال
ـوال لتنفيــذ إلتزام ــه ،مــا لم ُيلحــق ذلــك ضـ ً ً
ـررا بالدائ ــن ،أمــا في األعمــال التجاريـةـ فال يجــوز للقاضي معقـ
منح هاته املهلة للمدين التاجر ،ألن طبيعة املعامالت التجارية تقوم على اإلئتمان و السرعة ،وتوقــف
عرضه لشهــر اإلفالس. ُ ّ
التاجـر عن دفع ديونه التجارية ي ِ
* اكتســاب صــفة التاجـر :يشــترط القــانون التجــاري في املادة 01منــه الكتســاب صــفة التــاجر ضــرورة
ممارسة األعمال التجاريةـ و اتخاذها مهنـة معتادة ،وما ينج ُّـر عن ذلـك من التزامـات كالقيـد في السـجل
التجاري و مسك الدفاتــر التجاريــة.
* نظ ــام اإلفالس ُ :يطب ــق نظ ــام اإلفالس على التاج ــر إذا توق ــف عن دف ــع ديون ــه التجاري ــة ،و يتم ً ـ
تبعـا
لذلك شهــر إفالسه ،و على العكس ال يتم شهــر اإلفالس إذا توقف التاجر عن دفـع ديونـه املدنيـة ،أمـا
املدين العادي فإنه يخضع ألحكام القانون املدني السيما املواد من 188إلى 202منه.
* اإلع ـ ــذار :يتم اإلعــذار في املواد املدني ــة بعــد تأخ ــر املدين عن الوفــاء بديونــه في األجــل املحـ َّـدد بورق ــة
رســمية ،في حين أن اإلع ــذار في املســائل التجاريــة فيكفي أن يتم بورقــة عاديــة أو خطــاب عــادي ،نظـ ًـرا
لطبيعة األعمال التجارية التي تتسم بالســرعة.
* النف ــاذ َّ
املعج ــل :األحكــام الصــادرة بشــأن املســائل التجاري ـةـ تكــون قابلــة للتنفيــذ فـ ً
ـورا ،ســواء كــانت
هات ــه األحك ــام قابل ــة للمعارضـ ـةـ أو اإلس ــتئناف ش ــرط تق ــديم كفالـ ـةـ من ِقب ــل التاجـ ــر الص ــادر الحك ـ ــم
َّ
ملصـ ــلحته،ـ أمـ ــا في املسـ ــائل املدنيـ ــة فغن األحكـ ــام القضائي ـ ــة ال تكـ ــون قابلـ ــة للتنفيـ ــذ إال حـ ــازت حجيـ ــة
الشيء املقضي فيــه.
* التق ــادم :التق ــادم املس ــقط في املس ــائل املدنيـ ــة ه ــو 15س ــنة (م 197ق.م.ج) ،في حين أن التق ــادم في
املسائل التجارية فيك ــون على النحو التالــي :
* الفائ ــدة القانونيـة :ح ـ َّـرم املش ـ ّ ِـرع الجزائ ــري التعام ــل بالفائ ــدة بين األفـ ــراد في مج ــال الق ــرض ،حيث
كل ّ ً
باطال ُّ
نص يخالف
ٍ نصت املادة 454ق.م.ج عل أن " :القرض بين األفـراد يكون بدون أجـر ،و يقع
ذلـ ــك " ،و لكن املشـ ـ ّ ِـرع ذاتـ ــه أجـ ــاز للمؤسسـ ــات املاليـ ــة ذلـ ــك حسـ ــب نص املادتين 455و 456ق.م.ج
قصد تشجيع اإلدخارـ والنشاط اإلقتصادي الوطني.