Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 22

‫‪2021‬‬

‫األول‪2021‬‬
‫تشرين أول‬
‫(‪)1‬تشرين‬
‫العدد(‪)1‬‬
‫(‪)6‬العدد‬
‫المجلد(‪)6‬‬
‫لألبحاثالمجلد‬
‫االستقالللألبحاث‬
‫جامعةاالستقالل‬
‫مجلةجامعة‬
‫مجلة‬

‫أسباب التطرف‪ ،‬وسبل الوقاية والعالج‬

‫د‪ .‬اسالم طزازعه‬

‫جامعة االستقالل‬

‫‪https://journal.pass.ps « DOI: 10.36554/1796-006-001-001 « ISSN (Print): 2518-5756 « ISSN (Online): 2707-4854‬‬


‫‪1‬‬
‫‪1‬‬
‫أسباب التطرف‪ ،‬وسبل الوقاية والعالج‬

‫الملخص‪:‬‬

‫تناول هذا البحث ظاهرة التطرف التي انتشرت في المجتمعات اإلنسانية‪ ،‬والتي كانت سببا‬
‫في ال ّنزاعات والحروب واالقتتال بين الشعوب‪ ،‬فانتشرت التيارات الفكرية تحاول هدم بنيان‬
‫المتطرفة ضرر‬
‫ّ‬ ‫االستقرار في شتى البالد‪ ،‬وقد كان للخطابات الدينية التي تبنّتها التّيارات‬
‫كبير على المجتمعات ذات الغالبية المسلمة‪ ،‬وخصوصاً ذلك الخطاب ال ّديني المشحون‬
‫اهية ونبذ اآلخر‪ ،‬ومن خالل المنهج التحليلي بين هذا البحث معنى التطرف‬ ‫الذي يرسخ الكر ّ‬
‫طرف‬‫أن ال ّت ّ‬
‫وأسباب انتشاره وسبل الوقاية منه‪ ،‬وقد خلص إلى مجموعة من النتائج أهمها‪ّ :‬‬
‫اقتصادية‪ ،‬أو‬
‫ّ‬ ‫دينية‪ ،‬أو‬
‫طرف عديدة‪ّ ،‬‬ ‫إما باإلفراط أو بالتّفريط ‪ ،‬وأن أسباب التّ ّ‬
‫مجاوزة الح ّد ّ‬
‫ياسية وهذه األسباب مترابطة متشابكة ال يمكن الفصل بينها في كثير ِمن‬ ‫اجتماعية‪ ،‬أو ّس ّ‬
‫ّ‬
‫إن بعض هذه األسباب هي نتاج بعضها اآلخر‪ ،‬وبعضها اآلخر هو نتيجة‬ ‫األحيان‪ ،‬بل ّ‬
‫عصب‬ ‫طرف على الفرد والجماعات‪ ،‬ال ّت ّ‬ ‫حتمية ألسباب أخرى‪ ،‬فكان ِمن ّ‬
‫أهم مظاهر ال ّت ّ‬
‫أي اعتبار ألقوال المخالفين‪ ،‬واإلحباط‪ ،‬والغلظة والخشونة والفظاظة‪ ،‬وتفكّك‬ ‫للرأي دون أخذ ّ‬
‫المجتمع المسلم‪ ،‬وتشويه صورة اإلسالم والمسلمين أمام اآلخرين‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬الغلو‪ ،‬التطرف‪ ،‬اإلرهاب‪ ،‬الوسطية‪ ،‬مكافحة‪.‬‬

‫‪https://journal.pass.ps « DOI: 10.36554/1796-006-001-001 « ISSN (Print): 2518-5756 « ISSN (Online): 2707-4854‬‬

‫‪2‬‬
2021 ‫) تشرين أول‬1( ‫) العدد‬6( ‫مجلة جامعة االستقالل لألبحاث المجلد‬

Factors of hyperbole and extremism

Summary:

Allah Almighty has a robust creation that pleased them, this religion which
is based on moderation and balance in all aspects of humanity, perhaps it is
one of the characteristics that distinguish Islam from other religions.

We note in late medieval emergence of a range of Muslims, they have


become faulty understanding and application of those characteristics,
hyperbole and extremism appeared in some Muslims, to understand the
problem of hyperbole and extremism and the consequent negative effects
on individuals and society, we need to look at the factors of history and
causes Hyperbole occurs in Muslim communities.

Keywords: Hyperbole, extremism, terrorism, moderation, combat.

https://journal.pass.ps « DOI: 10.36554/1796-006-001-001 « ISSN (Print): 2518-5756 « ISSN (Online): 2707-4854

3
‫أسباب التطرف‪ ،‬وسبل الوقاية والعالج‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫الحمد هلل رب العالمين والصالة والسالم على أشرف المرسلين سيدنا محمد ﷺ وعلى‬
‫أصحابه وأزواجه ومن تبعهم إلى يوم الدين وبعد‪.‬‬
‫فإن هللا عز وجل قد ارتضى أن يكون اإلسالم هو خاتم رساالته إلى البشر‪ ،‬ولهذا فقد‬
‫ّ‬
‫خصه سبحانه وتعالى بخصائص وميزه بميزات عن باقي الشرائع التي سبقته‪.‬‬
‫ولعل من أهم الخصائص التي اختص هللا سبحانه وتعالى اإلسالم بها عن باقي الشرائع‬
‫أن جعل المنهج اإلسالمي منهجا وسطيا‪ ،‬ال إفراط فيه وال تفريط‪ ،‬ال إفراط بغلو أو تكلف‬
‫أو تنطع فيه‪ ،‬وال تفريط بالتهاون بحدود هللا أو اإلثم والفواحش أو العصيان فيه‪.‬‬
‫إن الباحث في موضوع الغلو والتطرف في اإلسالم‪ ،‬ليجد في كتاب هللا عز وجل وأحاديث‬ ‫ّ‬
‫النبي ﷺ عدداً كبي ار من اآليات واألحاديث تبين خطورة هذه الظاهرة على المجتمعات‬
‫المسلمة‪ ،‬وما تؤديه إلى حدوث الخلل والضعف في الصف الداخلي لألمة اإلسالمية‪ ،‬ويأتي‬
‫هذا البحث ليفيد من السنة النوبية المطهرة في بيان مشكلة الغلو والتطرف واآلثار السلبية‬
‫المترتبة منها على الفرد والمجتمع‪ ،‬وعوامل النشأة واألسباب التي تؤدي إلى حدوث الغلو‪.‬‬
‫مشكلة البحث‪:‬‬
‫تعاني المجتمعات اإلنسانية من انتشار واضح لظاهرة الغلو والتطرف بشتى صوره‬
‫وأنواعه‪ ،‬وأصبحت األجواء المشحونة بخطاب الحقد والكراهية على اختالف مشاربها العقدية‬
‫والفكرية تنتشر في تلك المجتمعات‪ ،‬وقد أدى ذلك إلى حدوث النزاعات والحروب واالقتتال‬
‫بين الشعوب‪ ،‬فما تكاد تجد بلدا من بلدان العالم يخلو من وجود تيارات تحاول هدم بنيان‬
‫االستقرار في ذلك البلد‪.‬‬
‫لقد كان للخطابات الدينية التي تبنتها التيارات المتطرفة ضرر كبير على المجتمعات‬
‫ذات الغالبية المسلمة‪ ،‬وخصوصا ذلك الخطاب الديني المشحون الذي يرسخ الكراهية ونبذ‬
‫اآلخر‪ ،‬فنجد بعض الحركات والمنظمات في المنطقة اإلسالمية تبث سمومها في بعض‬
‫وقوميا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ومذهبيا‬
‫ً‬ ‫طائفيا‬
‫ً‬ ‫المجتمعات اإلسالمية المشحونة‬
‫أسئلة البحث‬
‫جاء هذا البحث لإلجابة عن األسئلة التالية‪:‬‬
‫• •ما المقصود بالتطرف؟‬
‫• •ما أسباب نشأة التطرف‪ ،‬وكيفية سبل الوقاية والعالج منه؟‬

‫‪https://journal.pass.ps « DOI: 10.36554/1796-006-001-001 « ISSN (Print): 2518-5756 « ISSN (Online): 2707-4854‬‬

‫‪4‬‬
‫مجلة جامعة االستقالل لألبحاث المجلد (‪ )6‬العدد (‪ )1‬تشرين أول ‪2021‬‬

‫أهمية البحث‪:‬‬
‫يكتسب هذا البحث أهميته في كونه يتعلق بموضوع خطير يمس أمن المجتمع واستق ارره‬
‫وهو ظهور التطرف والغلو في المجتمع أفرادا وجماعات‪ ،‬كما ويكتسب أهميته في أنّه‬
‫يبحث في األسباب التي أدت إلى ظهور التطرف لدى األفراد والجماعات التي تبنت الفكر‬
‫المتطرف‪.‬‬
‫أهداف البحث‪:‬‬
‫جاء هذا البحث لتحقيق األهداف اآلتية‪:‬‬
‫ ‪-‬توضيح المقصود بالتطرف بيان أنواعه‪.‬‬
‫ ‪-‬بيان أسباب ظهور التطرف في األفراد والجماعات في األمة اإلسالمية‪.‬‬
‫ ‪-‬سبل الوقاية والعالج من التطرف بأنواعه المختلفة‪.‬‬
‫الدراسات السابقة‪:‬‬
‫• •حسين‪ ،‬محمد أحمد‪ ،‬أسباب صناعة اإلرهاب‪ ،‬ورقة بحث للمؤتمر العام‬
‫الثامن والعشرين للمجلس األعلى للشؤون اإلسالمية بعنوان‪« :‬صناعة اإلرهاب‬
‫ومخاطره وحتمية المواجهة‪ ،‬جمهورية مصر العربية‪ 10-11 ،‬جمادى اآلخرة‬
‫‪1439‬ه‪ 26-27-‬شباط ‪.2018‬‬
‫• •الطواري‪ ،‬طارق محمد الطواري‪ ،‬التطرف والغلو األسباب‪-‬المظاهر– العالج‪ ،‬ورقة‬
‫مقدمة للمؤتمر الدولي الرابع المنعقد بمدينة فيفاي ‪ vevey‬بسويس ار برعاية جامعة‬
‫الكويت – كلية الشريعة بالتعاون مع جمعية مسلمي فيفاي ‪ – A.M.V‬سويسرا‪ ،‬ما‬
‫بين ‪ 20 – 19‬أغسطس ‪2005‬م‪1426 ،‬ه‪.‬‬
‫• •اللويحق‪ ،‬عبد الرحمن بن معال‪ ،‬مشكلة الغلو في الدين في العصر الحاضر‪-‬الجزء‬
‫الثاني‪-‬جامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية‪ ،‬الرياض‪1998 ،‬م‪.‬‬
‫• •اللويحق‪ ،‬مشكلة الغلو في الدين في العصر الحاضر‪ ،‬االسباب‪ ،‬اآلثار‪ ،‬العالج‪،‬‬
‫مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط(‪1420 ،)2‬ه‪1999-‬م‪.‬‬
‫• •عساف‪ ،‬محمد مطلق‪ ،‬تعزيز السلم األهلي من خالل ابتعاد الخطاب الديني عن‬
‫اإلفراط والتفريط‪ ،‬مجلة البحث العلمي اإلسالمي‪ ،‬في العدد السابع والثالثين المنشور‬
‫بتاريخ‪ 30 :‬حزيران ‪2021‬م‪.‬‬
‫والذي يميز هذا البحث عن تلك الدراسات السابقة هو محاولة بيان أساب التطرف على‬
‫أختالف أنواعه السياسية واالقتصادية واالجتماعية والدينية‪ ،‬وسبل الوقاية والعالج من‬
‫ثم محاولة بيان نظاهر التطرف على الفرد‪.‬‬
‫التطرف بأنواعه المختلفة‪ّ ،‬‬
‫‪https://journal.pass.ps « DOI: 10.36554/1796-006-001-001 « ISSN (Print): 2518-5756 « ISSN (Online): 2707-4854‬‬

‫‪5‬‬
‫أسباب التطرف‪ ،‬وسبل الوقاية والعالج‬

‫منهجية البحث‪:‬‬
‫هذا البحث كيفي‪ ،‬حيث اعتمد البحث على المنهج التحليلي‪ ،‬والذي يقوم على أربع مراحل‪،‬‬
‫ثم مرحلة النقد‪ ،‬وأخي ار مرحلة االستنباط‪.‬‬
‫ثم مرحلة التفسير‪ّ ،‬‬
‫مرحلة جمع المعلومات‪ّ ،‬‬
‫المبحث األول‪ :‬تعريف التطرف‪ ،‬وااللفاظ ذات الصلة؟‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريف التطرف لغة واصطالحا‪:‬‬
‫أوال‪ :‬التطرف لغة‪:‬‬
‫الغين والالم والحرف المعتل أصل صحيح في األمر يدل على ارتفاع ومجاوزة قدر (ابن‬
‫ُواً‪ :‬جاوز حده (ابن منظور‪،‬‬
‫فارس‪1979 ،‬م‪ ،)387/4 ،‬وغال في الدين واألمر َي ْغلُو ُغل ّ‬
‫‪1414‬ه‪.)133/15 ،‬‬
‫وأصل الغالء‪ :‬االرتفاع ومجاوزة القدر في كل شيء‪ ،‬يقال‪ :‬غاليت الشيء وبالشيء‪،‬‬
‫وغلوت فيه أغلو إذا جاوزت فيه الحد‪( ،‬ابن األثير‪1979 ،‬م‪.)382/3 ،‬‬
‫ثانيا‪ :‬التطرف اصطالحا‪:‬‬
‫ذهب بعض العلماء الى أن التطرف هو الخروج أو االنحراف عن الضوابط االجتماعية‬
‫أوالقانونية التي تحكم سلوك األفراد في المجتمع‪ ،‬وهذا الخروج يتفاوت بين فعل يستنكره‬
‫المجتمع إلى فعل يشكل جريمة يعاقب عليه القانون‪( ،‬حمزة‪2012 ،‬م‪ ،‬ص ‪.)5‬‬
‫ذهب آخرون إلى أن التطرف هو استجابة سلوكية معينة‪ ،‬يميل السلوك البشري إلى‬
‫االنطباع بها‪ ،‬وذلك انعكاسا لعدد من العوامل الداخلية التي تتعلق بالحياة النفسية للفرد‪،‬‬
‫والخارجية من تأثيرات البيئة والتربية والتنشأة واألوضاع االقتصادية واالجتماعية والسياسية‬
‫المحيطة بالفرد‪ ،‬والتي تميل إلى التشدد والقسوة في التعامل مع الخصوم‪ ،‬والميل إلى تبني‬
‫الق اررات المتصلبة‪( ،‬الجليل‪1958 ،‬م‪ ،‬ص ‪.)17‬‬
‫إن التطرف هو مجاوزة االعتدال في العقيدة والفكر والسلوك‪ ،‬وذلك من خالل تبني‬
‫وقيل ّ‬
‫أفكا ار دينية أو سياسية‪ ،‬يتجاوز مداها الحدود المشروعة التي جاءت بها الشريعة الغراء‪،‬‬
‫(القدس المفتوحة‪2010 ،‬م‪ ،‬ص ‪.)443‬‬
‫بأن التطرف والغلو هو الخروج عن‬
‫ويمكن الجمع بين التعريفات السابقة من خالل القول ّ‬
‫األنظمة الشرعية والقانونية‪ ،‬من خالل تبني مناهج تخالف ما جاءت به الشريعة والقوانين‬
‫المنظمة لحياة األفراد والمجتمعات‪.‬‬

‫‪https://journal.pass.ps « DOI: 10.36554/1796-006-001-001 « ISSN (Print): 2518-5756 « ISSN (Online): 2707-4854‬‬

‫‪6‬‬
‫مجلة جامعة االستقالل لألبحاث المجلد (‪ )6‬العدد (‪ )1‬تشرين أول ‪2021‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬األلفاظ ذات الصلة‪:‬‬


‫التنطع‪ :‬هو التعمق والغلو والتكلف لما لم يُؤمر ِب ِه (ابن الجوزي‪ 1985 ،‬غريب الحديث‪،‬‬
‫‪ ،)418/2‬ومنه قوله ﷺ‪“ :‬هلك المتنطعون‪ ،‬قالها ثالثا” (مسلم‪ ،‬د‪ :‬ت‪ ،‬الصحيح‪،2055/4 ،‬‬
‫حديث‪.)2670 :‬‬
‫العنف‪ :‬ضد الرفق‪ ،‬الخرق باألمر‪ ،‬وقلة الرفق به (الزبيدي‪ ،‬د‪ :‬ت تاج العروس‪،‬‬
‫‪ ،486/24‬ومن قوله ﷺ‪ “ :‬إن هللا رفيق‪ :‬يحب الرفق‪ ،‬ويعطي عليه ما ال يعطي على‬
‫العنف” (ابو داود‪ ،‬د‪ :‬ت‪ ،‬السنن‪ ،254/4 ،‬حديث‪ ،4807 :‬صححه األلباني)‪.‬‬
‫الغلو‪ :‬مجاوزة الحد بأن يزاد في الشيء في حمده أو ذمه على ما يستحق ونحو ذلك “‪،‬‬
‫(ابن تيمية‪1999 ،‬م‪).329-328/1 ،‬‬
‫وقيل بأنه‪« :‬المبالغة في الشيء والتشديد فيه بتجاوز الحد « (ابن حجر‪ ،‬الفتح‪.)278/13 ،‬‬
‫وفالغلو هو مجاوزة األوامر الشرعية بالزيادة إلى حد مبالغ فيه فيخرجه عن مراد هللا‬
‫سبحانه وتعالى‪ ،‬وعن مراد نبيه ﷺ‪.‬‬
‫االرهاب‪ :‬اختلفت تعريفات اإلرهاب بين الكتاب بحسب االنتماء الديني والعقدي والفكري‪،‬‬
‫فمنهم من عرفه بحسب اعتقاده الديني‪ ،‬ومنهم من عرفه بحسب االنتماء السياسي‪ ،‬ولعل من‬
‫أشهر التعريفات لإلرهاب‪ ،‬هو تعريف مجمع الفقه الإلسالمي له‪ ،‬بأنه‪ :‬العدوان أو التخويف‬
‫معنويا الصادر من الدول أو الجماعات أو األفراد على اإلنسان‪ ،‬في‬
‫ً‬ ‫أو التهديد ماديًّا أو‬
‫دينه أو نفسه أو عرضه أو عقله أو ماله بغير حق بشتى صنوف العدوان وصور اإلفساد‬
‫وعرفه القانون الدولي‪ :‬هو عبارة عن‬‫في األرض (منظمة التعاون االسالمي‪ّ ،)2006 ،‬‬
‫مجموعة من األفعال التي قامت القوانين الوطنية بتحريمها على معظم الدول(الكيالني‪،‬‬
‫‪ ،1997‬ص ‪.)51‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬أنواع التطرف‪:‬‬
‫التطرف له عدة أشكال وأنواع‪ ،‬فإما أن يكون التطرف في اإلفراط بالتشدد والتنطع‪ ،‬إو�ما‬
‫أن يكون بالتفريط بإضاعة األوامر واالنحالل منها‪ ،‬يقول اإلمام ابن القيم‪ ”:‬وما أمر هللا‬
‫بأمر إال وللشيطان فيه نزعتان‪ :‬إما إلى تفريط إو�ضاعة‪ ،‬إو�ما إلى إفراط وغلو‪ ،‬ودين هللا‬
‫وسط بين الجافي عنه والغالي فيه‪ ،‬كالوادي بين جبلين‪ ،‬والهدى بين ضاللتين‪ ،‬والوسط بين‬
‫طرفين ذميمين‪ ،‬فكما أن الجافي عن األمر مضيع له‪ ،‬فالغالي فيه مضيع له‪ ،‬هذا بتقصيره‬
‫عن الحد‪ ،‬وهذا بتجاوزه الحد‪( ،‬ابن القيم‪1996 ،‬م‪.)465/2 ،‬‬

‫‪https://journal.pass.ps « DOI: 10.36554/1796-006-001-001 « ISSN (Print): 2518-5756 « ISSN (Online): 2707-4854‬‬

‫‪7‬‬
‫أسباب التطرف‪ ،‬وسبل الوقاية والعالج‬

‫أن التطرف يمكن أن يكون في االعتقاد‪ ،‬إو�ما أن يكون في األعمال‪ ،‬وبيان ذلك‪:‬‬
‫كما ّ‬
‫(الطواري‪2005 ،‬م‪ ،‬ص ‪:)7-6‬‬
‫أوال‪ :‬تطرف اعتقادي‪ :‬ومن أمثلة هذا النوع من التطرف‪ ،‬كتطرف النصارى في سيدنا‬
‫عيسى ﷺ‪ ،‬فادعت النصارى ّ‬
‫أن عيسى عليه الصالة والسالم ابن هللا‪ ،‬وتطرف الشيعة أئمة‬
‫أهل البيت عليهم السالم فادعت العصمة لهم‪ ،‬وتطرف الخوارج في حكم مرتكب الكبيرة‪،‬‬
‫أن مرتكب الكبيرة كافر‪.‬‬
‫فادعت ّ‬
‫ثانيا‪ :‬تطرف عملي‪ :‬وهو متغلق باألمور العملية قولية كانت أم فعلية خارج نطاق العقيدة‪،‬‬
‫كبعض األحكام الشرعية‪ ،‬كالترهب في الدين‪ ،‬وحكم السبحة‪ ،‬وبعض األحكام المختصة‬
‫بأفعال المكلفين‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أسباب التطرف‪:‬‬
‫تعددت العوامل التي تؤدي إلى ظهور التطرف‪ ،‬وقد تنوعت هذه العوامل ما بين عوامل‬
‫دينية وسياسية واقتصادية واجتماعية وفكرية‪ ،‬وقد تكون هذه العوامل مجتمعة أو متفرقة أحد‬
‫االسباب لظهور الغلو والتطرف‪.‬‬
‫والبد من التنبيه بأن هذه األسباب يتداخل بعضها في بعض فال يمكن أن يفصل‬
‫سبب عن باقي األسباب‪ ،‬وقد يكون سبب منها نتيجة سبب آخر‪ ،‬فالسبب االقتصادي أو‬
‫االجتماعي في ظهور التطرف هو نتيجة حتمية للتطرف الديني وهكذا باقي أسباب التطرف‬
‫فإن كل سبب منها قد يؤدي إلى أسباب أخرى‪ ،‬ويمكن بيان أهم أسباب ظهور التطرف من‬
‫خالل المطالب اآلتية‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬السبب الديني‪:‬‬
‫يعد السبب الديني من أخطر أسباب الغلو والتطرف‪ ،‬حيث إ ّنه يرتبط بقضية العقيدة‬
‫واإليمان والكفر‪ ،‬وللغلو الديني عدة أسباب‪ ،‬أهمها‪:‬‬
‫‪1.1‬عدم تطبيق الشريعة‪ :‬لعل أول ما نجده من اسباب التطرف الديني مسألة الحاكمية‪،‬‬
‫وعدم تطبيق الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وعند تتبع مظاهر التطرف في كثير من البالد‬
‫االسالمية نجد غالبها يرجع إلى مسألة الحكم بغير ما أنزل هللا‪ ،‬وهذا االنحراف بعدم‬
‫تطبيق الشريعة أنتج انحرافا مقابال‪( ،‬اللويحق‪1998 ،‬م‪.)445 ،431 ،‬‬
‫أن النتشار الفرق الضالة كالقاديانية والبهائية وغيرها‪ ،‬وتبني الدول اإلسالمية‬
‫كما ّ‬
‫للمناهج المخالفة لإلسالم كالعلمانية والعولمة ونحوها من المناهج الضاللية‪ ،‬كل ذلك كان‬
‫له أثر عظيم في ظهور التطرف عند بعض المسلمين‪.‬‬

‫‪https://journal.pass.ps « DOI: 10.36554/1796-006-001-001 « ISSN (Print): 2518-5756 « ISSN (Online): 2707-4854‬‬

‫‪8‬‬
‫مجلة جامعة االستقالل لألبحاث المجلد (‪ )6‬العدد (‪ )1‬تشرين أول ‪2021‬‬

‫‪2.2‬الظلم الواقع على المسلمين ومقدساتهم‪ :‬فقد كان من أسباب ظهور الغلو في أبناء‬
‫المسلمين ما يتعرض له المسلمون من ظلم وقتل واضطهاد في شتى بقاع األرض‪،‬‬
‫كما أن التطاول على مقدسات المسلمين ورموزهم كالتطاول على النبي ﷺ فيما‬
‫يعرف بالرسوم المسيئة للنبي ﷺ‪ ،‬والتطاول على أزواج النبي ﷺ وأصحابه الكرام‪،‬‬
‫فكان لذلك رد فعل عكسي بظهور طائفة من المسلمين قابلت هذا النوع من التطرف‬
‫بتطرف مضاد‪( ،‬حسين‪2018 ،‬م‪ ،‬ص ‪.)7‬‬
‫‪3.3‬الجهل بأحكام الشريعة‪ :‬كما أن للجهل بأحكام الشريعة اإلسالمية‪ ،‬ومحاولة فهم‬
‫النصوص الشرعية دون الرجوع إلى أهل العلم واإلختصاص‪ ،‬دور كبير في انتشار‬
‫ظاهرة الغلو والتطرف‪ ،‬فمحاولة فهم النصوص الشرعية بعيدا عن الرجوع إلى أهل‬
‫العلم أدى إلى التمسك بظواهر النصوص دون الرجوع الى عللها ومقاصدها‪ ،‬والميل‬
‫إلى التحريم وذلك لألخذ باالحوط على حد زعمهم‪ ،‬فيؤدي إلى الحكم بكفر اآلخرين‬
‫وتضليلهم كالخوارج والمرجئة والشيعة‪( ،‬اللويحق‪1998 ،‬م‪458-446 ،‬؛ الطواري‪،‬‬
‫‪2005‬م‪ ،‬ص‪15‬؛ ابا الخيل‪2006 ،‬م‪ ،‬ص ‪20‬؛ بوادي‪2006 ،‬م‪ ،‬ص ‪.)29-27‬‬
‫كما أن الفهم الخاطئ لبعض المصطلحات الشرعية‪ ،‬كالجهاد‪ ،‬والتكفير‪ ،‬والشهادة‪ ،‬والوالء‬
‫والبراء‪ ،‬والسمع والطاعةيقود إلى االنسياق وراء العاطفة أدى إلى ظهور جماعات تتبنى‬
‫أفكا ار متطرفة معتمدين على فهم خاطئ لهذه المصطلحات‪( ،‬حسين‪2018 ،‬م‪.)7 ،‬‬
‫‪4.4‬االشتغال بالفروع وترك األصول‪ :‬ومن األسباب الكامنة وراء ظهور الغلو والتطرف‬
‫الديني االشتغال باألمور الجانبية وترك القضايا الكبرى التي تهم األمة‪ ،‬فنرى‬
‫بعض المغالين قد اشتغلوا باألمور الجانبية كمقدار طول اللحية والثوب‪ ،‬وحكم‬
‫السبحة‪ ،‬وتركوا القضايا الكبرى كوحدة الصف وجمع األمة والدفاع عن اإلسالم ضد‬
‫الطاعنين فيه‪( ،‬بوادي‪2006 ،‬م‪ ،‬ص ‪.)28‬‬
‫‪5.5‬العداء لكل جديد‪ :‬ومن تلك األسباب أيضا‪ ،‬النظر إلى المدنية الحديثة وكل ما يتصل‬
‫بالتقدم الحضاري نظرة العداء‪ ،‬فهي من وجهة نظرهم ليست إال فسادا في األخالق‪،‬‬
‫وتفككا في األسر وجمودا في العالقات االجتماعية‪ ،‬فهم يرون أن الحضارة تجعل‬
‫الفرد يعيش لنفسه ملبيا لرغباتها متنك ار لآلداب والفضيلة‪( ،‬الظاهري‪2002 ،‬م‪،‬‬
‫ص‪.)62-61‬‬
‫‪6.6‬الحملة الشرسة التي يشنها أعداء اإلسالم ضد اإلسالم والمسلمين‪ :‬فمنذ بعثة النبي‬
‫ﷺ وحتى عصرنا الحالي والهجمات الشرسة ضد اإلسالم لم تتوقف‪ ،‬فبدأ بمؤامرات‬
‫اليهود في عصر النبوة لقتل النبي ﷺ إلى الحروب الصليبية‪ ،‬مرو ار باالستعمار‬

‫‪https://journal.pass.ps « DOI: 10.36554/1796-006-001-001 « ISSN (Print): 2518-5756 « ISSN (Online): 2707-4854‬‬

‫‪9‬‬
‫أسباب التطرف‪ ،‬وسبل الوقاية والعالج‬

‫الصليبي للعالم اإلسالمي وحتى وقتنا الحاضر من قتل وتنكيل وتدمير للبالد‬
‫اإلسالمية واغتصاب لألراضي والثروات‪ ،‬كل ذلك كان له األثر الكبير في ظهور‬
‫التطرف عند بعض أبناء المسلمين كرد فعل على هذه الحمالت‪.‬‬
‫‪7.7‬تقصير العلماء والدعاة في أداء واجباتهم‪ :‬فقد كان لتقصير العلماء والدعاة والوعاظ‬
‫دور كبير في ظهور المتطرفين الذين استغلوا خلو الساحة أمامهم في بث سمومهم‬
‫وأفكارهم في أبناء المجتمعات المسلمة‪ ،‬أضف إلى ذلك الفراغ الديني والفكري الذي‬
‫اجتاح أبناء المسلمين فأعطى ذلك فرصة للجماعات المتطرفة لشغل هذا الفراغ‬
‫بأفكارهم المنحرفة التي يروجون لها‪( ،‬الهواري‪2004 ،‬م‪ ،‬ص ‪.)26‬‬
‫‪8.8‬أضف إلى ذلك ما يقوم به بعض أفراد األمن في الدول اإلسالمية بالتنكيل والضرب‬
‫واإلهانة لمعتقلي التنظيمات المتطرفة مما يزيد ذلك في حدتهم وكرههم لألنظمة‪،‬‬
‫وقد يؤدي ذلك إلى زيادة حدة التطرف فيهم بعد خروجهم من المعتقالت‪ ،‬حيث يلجأ‬
‫بعض أفراد األمن والمحققين في األجهزة األمنية إلى الضرب لعدم مقدرتهم على‬
‫محاججة أفراد التنظيمات المتطرفة‪ ،‬إو�قناعهم بالحجج والبراهين على فهمهم الخاطئ‬
‫للنصوص الشرعية‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬السبب االقتصادي‪:‬‬
‫فاالقتصاد يعد األداة المحركة للتطرف في العالم كله‪ ،‬فاألزمات االقتصادية وزيادة الفجوة‬
‫بين الدول الغنية والفقيرة‪ ،‬وزيادة نفوذ رجال المال والتجار مقابل دور السياسين في قيادة‬
‫دفة الحكم في العالم مع غياب األخالق التي تحكم المجتمعات‪ ،‬باإلضافة إلى انتشار‬
‫الفقر والبطالة في المجتمعات‪ ،‬وقد رافق ذلك عدم العدالة في توزيع الثروات‪ ،‬وارتفاع‬
‫تكاليف الحياة‪ ،‬فأصبح الشاب غير قادر على تحمل تكاليف الزواج إو�نشاء األسر‪ ،‬وقد‬
‫نتج عن ذلك إلى شيوع األمراض النفسية بين الشباب‪ ،‬فكان ذلك سببا في تأجيج مشاعر‬
‫الكراهية والحقد ضد الدولة والنظام فزاد من مشكلة الغلو في المجتمعات الفقيرة‪ ( ،‬الطوارى‪،‬‬
‫‪2005‬م‪ ،‬ص ‪14‬؛ الظاهري‪2002 ،‬م‪ ،‬ص‪.)60-59‬‬
‫ويمكن بيان أهم األسباب االقتصادية في انتشار التطرف بمايلي‪:‬‬
‫‪ .1‬انتشار البطالة في المجتمعات المسلمة وارتفاعها إلى معدالت مرتفعة جدا‪ ،‬فنظرة‬
‫سريعة إلى معدالت البطالة في الدول اإلسالمية يعطينا مؤش ار واضحا على مقدار‬
‫اليأس واإلحباط الذي يعيشه كثير من المسلمين‪ ،‬حيث تشير التقارير‪ ‬إلى ارتفاع‬
‫معدالت بطالة الشباب في الدول العربية إلى نحو ‪ %28‬وفق إحصاءات منظمة‬
‫العمل الدولية وهو ما يفوق ضعف معدالت بطالة الشباب المسجلة على مستوى‬
‫العالم البالغة ‪ .12%‬تتسم بطالة الشباب في الدول العربية بتركزها في أوساط‬
‫‪https://journal.pass.ps « DOI: 10.36554/1796-006-001-001 « ISSN (Print): 2518-5756 « ISSN (Online): 2707-4854‬‬

‫‪10‬‬
‫مجلة جامعة االستقالل لألبحاث المجلد (‪ )6‬العدد (‪ )1‬تشرين أول ‪2021‬‬

‫اإلناث والمتعلمين والداخلين الجدد إلى سوق العمل‪ ،‬حيث تبلغ معدالت بطالة‬
‫الشباب من اإلناث نحو ‪ %43.4‬مقارنة بنحو ‪ %12.7‬للمتوسط العالمي‪ ،‬كذلك‬
‫تتركز بطالة الشباب في الدول العربية في أوساط المتعلمين الذين يشكلون في بعض‬
‫الدول نسبة تصل إلى نحو ‪ %40‬من إجمالي العاطلين عن العمل‪ ،‬وفي الداخلين‬
‫الجدد لسوق العمل الذين يواجهون تحديات ملموسة في الحصول على فرص عمل‪،‬‬
‫(صندوق النقد العربي‪2015 ،‬م)‪.‬‬
‫ومع ارتفاع نسب البطالة في البالد اإلسالمية مع ارتفاع األسعار وغالء المعيشة‬
‫وانخفاض في دخل الفرد في البالد اإلسالمية‪ ،‬أدى ذلك كله الى ظهور الجريمة واالعتداءات‬
‫والسرقات‪ ،‬مما أدى إلى عدم الشعور باألمن‪ ،‬مع الوعودات التي قدمتها الجماعات‬
‫المتطرفة بتحسين ظروف الحياة والعيش الرغيد‪ ،‬فادى ذلك إلى انجذاب بعض المسلمين‬
‫لتلك الجماعات واللحاق بها‪( ،‬حسين‪2018 ،‬م‪ ،‬ص‪.)9‬‬
‫‪ .2‬تبني الدول اإلسالمية للنظم المالية المخالفة لإلسالم كالنظام الرأسمالي أو النظام‬
‫االشتراكي وغيرها من األنظمة التي فيها مخالفة صريحة ألحكام اإلسالم‪ ،‬وقد أدى‬
‫تبني مثل هذه األنظمة إلى ظهور الطبقية في البلدان اإلسالمية‪ ،‬فاستأثر قلة من‬
‫الناس بالثروات‪ ،‬وعانى الباقي من الفقر والعوز مما أدى إلى تأجيج مشاعر الكراهية‬
‫والحقد بين الفقراء واألغنياء‪ ،‬فزاد ذلك من مشكلة الغلو في المجتمعات الفقيرة‪.‬‬
‫أن تبني الدول اإلسالمية لهذه األنظمة أدى إلى انتشار المعامالت المالية المخالفة‬
‫كما ّ‬
‫للشريعة اإلسالمية كالربا‪ ،‬ومنع الزكاة‪ ،‬ونحوها‪.‬‬
‫ونلتمس كذلك من خالل تبني هذه األنظمة من قبل الحكومات اإلسالمية‪ ،‬وتعطيل‬
‫الحدود اإلسالمية المتعلقة بجرائم األموال كحد السرقة والحرابة وغيرها من الحدود المتعلقة‬
‫بجرائم األموال‪ ،‬فكان لذلك أثر واضح في ظهور الجماعات المتشددة التي تنادي بتطبيق‬
‫الشريعة دون الرجوع إلى الدولة‪ ،‬فأجج مشاعر الكره والحقد بين هذه الجماعات والحكومات‬
‫اإلسالمية‪ ،‬وأدى إلى اصطدامات دموية بين هذه الجماعات وحكومات الدول اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ .3‬التفاوت في توزيع الخدمات والمرافق األساسية بين أفراد المجتمعات المسلمة‪ ،‬فقد‬
‫استأثرت قلة من أبناء المجتمعات اإلسالمية من سكان المدن بالخدمات والمرافق‬
‫األساسية ذات الجودة العالية في مجاالت التعليم والصحة والبنية التحتية المتطورة‪،‬‬
‫بينما يعاني سكان األرياف والعشوائيات والمخيمات من سوء ظاهر في الخدمات‪،‬‬
‫مما أدى إلى وجود حالة من االحباط والسخط الجماعي من سكان تلك المناطق‬
‫على أنظمة الحكم في بلدانهم‪ ،‬وكان لذلك أثر كبير في تبني التطرف كرد عملي‬
‫على هذا التمييز‪( ،‬الهواري‪2004 ،‬م‪ ،‬ص‪.)22‬‬

‫‪https://journal.pass.ps « DOI: 10.36554/1796-006-001-001 « ISSN (Print): 2518-5756 « ISSN (Online): 2707-4854‬‬

‫‪11‬‬
‫أسباب التطرف‪ ،‬وسبل الوقاية والعالج‬

‫المطلب الثالث‪ :‬السبب االجتماعي‪:‬‬


‫لقد تعددت األسباب االجتماعية التي أدت إلى ظهور الغلو والتطرف في مختلف البلدان‪،‬‬
‫ويمكن إيجاز أهم األسباب االجتماعية التي إلى ذلك‪ ،‬اآلتي‪:‬‬
‫‪1.1‬االنحالل األخالقي في المجتمعات والمدعوم قانونيا تحت غطاء الحرية هو أحد‬
‫أسباب حصول التطرف والغلو في المجتمعات‪ ،‬فانتشار الرذيلة في المجتمعات‪،‬‬
‫باإلضافة إلى تكميم أفواه رجال الدين وغلق أبواب اإلصالح المجتمعي كل ذلك من‬
‫أسباب نشوء التطرف واإلرهاب وردة الفعل القاسية إو�ن كانت غير مبررة إال أننا‬
‫نبحث في األسباب‪( ،‬الطواري‪2005 ،‬م‪ ،‬ص‪.)12‬‬
‫‪2.2‬التفكك األسري‪ ،‬والتنشئة االجتماعية‪ ،‬فقد أصبحت األسرة في المجتمعات اإلسالمية‬
‫تعاني بشكل كبير إلى درجة تهديد باالنهيار‪ ،‬فمع ازدياد حاالت الطالق والعزوف‬
‫عن الزواج وارتفاع العنوسة‪ ،‬إضافة إلى قسوة معاملة األبناء واحتوائهم‪ ،‬مما أدى‬
‫الى توجه بعض ابناء المجتمع للتطرف لفقدانهم الرعاية االسرية‪ ،‬أو لفقدانهم األسر‬
‫بعد انهيارها بعد الطالق‪( ،‬جاد الحق‪ ،‬ص‪.)35‬‬
‫وقد بينت الدراسات الحديثة إلى ارتفاع معدالت اإلرهاب بين العزاب (غير المتزوجين)‪،‬‬
‫حيث بلغت النسبة إلى حوالي ‪ ،50%‬وأن أعلى معدل لإلرهاب هو بين األفراد الذين يعمل‬
‫أرباب أسرهم خارج البيت طوال النهار‪ ،‬حيث يقل االهتمام والرعاية باألبناء‪ ،‬وتبلغ نسبتها‬
‫‪ ،26.67%‬ويلي ذلك المشاجرات بين الوالدين‪ ،‬ومعدلها‪( ،18.3%‬رشوان‪1997 ،‬م‪،‬‬
‫‪.)96-94‬‬
‫‪3.3‬انتشار الفراغ الذي يسيطر على حياة الشباب دون وجود بدائل ليستفيد منها الشباب‬
‫في ملء ذلك الفراغ‪ ،‬أضف إلى ذلك وجود الرفقة السيئة التي تؤثر في التكويت‬
‫العقلي والفكري لدى الشاب‪( ،‬عواج‪2001 ،‬م‪ ،‬ص ‪.)66‬‬
‫‪4.4‬الصحبة‪ ،‬فإن للصحبة دو ار كبي ار في تحصين اإلنسان لنفسه من االنحراف واالنقياد‬
‫لألفكار الهدامة والمبادئ المنحرفة‪ ،‬والصحبة تمثل الطبقة الحامية من الخروج عن‬
‫قيم المجتمع‪.‬‬
‫أن الصحبة الصالحة لها األثر العظيم في صالح اإلنسان‬
‫والمطالع في المجتمعات قاطبة يجد ّ‬
‫وبعده عن الرذيلة واالنحالل‪ ،‬كما أن لها نفس األثر في بعد االنسان عن الغلو والتطرف‪.‬‬
‫أن صحبة السوء لها األثر الكبير في انحالل اإلنسان وانسالخه عن‬
‫وفي المقابل نجد ّ‬
‫القيم واألخالق الحميدة من جهة‪ ،‬أو أن يكون لها أثر كبير في تطرف اإلنسان وغلوه من‬
‫جهة أخرى‪.‬‬

‫‪https://journal.pass.ps « DOI: 10.36554/1796-006-001-001 « ISSN (Print): 2518-5756 « ISSN (Online): 2707-4854‬‬

‫‪12‬‬
‫مجلة جامعة االستقالل لألبحاث المجلد (‪ )6‬العدد (‪ )1‬تشرين أول ‪2021‬‬

‫‪5.5‬فشل السياسات التعليمية‪ ،‬ومحاولة استيراد الثقافات من الخارج‪ ،‬وتقليل الثقافة الدينية‬
‫في المناهج التربوية في المدارس والجامعات‪ ،‬فأصبح الطالب يأخذ العلوم الدينية‬
‫من مشارب متطرفة دون وجود أسس وقواعد ينطلق منها لنيل العلوم الشرعية‪،‬‬
‫(عواج‪2001 ،‬م‪.)71 ،‬‬
‫أن لوسائل اإلعالم المختلفة دو اًر ال‬
‫‪6.6‬غياب الدور الفاعل لوسائل اإلعالم‪ ،‬حيث ّ‬
‫يُستهان به في تغذية فكر الغلو والتطرف‪ ،‬فهي بما تقدمه من برامج وأفالم وأخبار‬
‫ونحوه‪ ،‬ففي أغلب األحيان تنتهج منهج التطرف فإما االستهتار بالعقول والشعائر‬
‫الدينية واألخالقية‪ ،‬أو زرع الفتن إو�ثارتها من خالل بعض البرامج أو األفكار‪،‬‬
‫(اإلعالم اإلسالمي‪ ،‬الشنقيطي‪ ،‬ص‪.)160‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬السبب السياسي‪:‬‬
‫كما أن لألوضاع السياسية التي تعيشها المجتمعات وخصوصا المسلمة منها دو ار كبي ار‬
‫في تغذية الفكر التطرفي والغلو بجميع أشكاله‪ ،‬ولعل من أهل األسباب السياسية في ظهور‬
‫التطرف وانتشاره‪ ،‬مايلي‪:‬‬
‫فإن قيام أمور حياة الناس الدينية والدنيوية‬
‫‪1.1‬اختالل العالقة بين الحاكم والمحكوم‪ّ ،‬‬
‫معتمد ‪-‬بعد هللا ‪-‬على وجود اآلمر الناهي المنظم لشؤون األمة وأمورها‪ ،‬فمن كمال‬
‫ألن من شأن ضبط هذه العالقة‬ ‫هذا الدين أنه ضبط العالقة بين الحاكم والمحكوم‪ّ ،‬‬
‫انضباط أمور األمة‪ ،‬وسيرها في حياتها على السواء‪ ،‬واختالل المنظومة السياسية‬
‫من كال الطرفين الحاكم والمحكوم وعدم القيام بالمهام المنوطة والواجبات الموكلة‬
‫إليهما يؤدي ذلك إلى ظهور نزعة التطرف في كال الطرفين‪( ،‬اللويحق‪1998 ،‬م‪،‬‬
‫ص ‪.)488-475‬‬
‫‪2.2‬ظهور تيارات فكرية سرية في المجتمعات اإلسالمية تحمل في طياتها مفاهيم وعقائد‬
‫تخالف ما جاء به الشرع اإلسالمي‪ ،‬وتحمل في طياتها الغلو والتطرف‪( ،‬السدالن‪،‬‬
‫‪2006‬م‪ ،‬ص ‪.)7‬‬
‫‪3.3‬توجه الحكومات إلى سياسة تكميم األفواه والزج بالمخالفين بالسجون والتشهير بهم‬
‫وتعذيبهم واهانتهم وسحق كرامتهم‪ ،‬ومنع الحريات وسلبها كل ذلك كفيل في أن يولد‬
‫لنا تطرفا وغلوا إو�رهابا‪( ،‬الطواري‪2005 ،‬م‪ ،‬ص‪.)13‬‬
‫‪4.4‬غياب االنتماء الوطني والشعور بالفراغ الفكري في المجتمعات اإلسالمية‪ ،‬وافتقار‬
‫النظام السياسي الى محاسبة االنتهاكات التي تحدث في المجتمع‪ ،‬أدى ذلك إلى‬
‫اعتقاد بعض الناس إلى القناعة بعدم إمكانية تغيير الواقع فيتجه طائفة منهم إلى‬
‫الغلو والتطرف‪( ،‬منصور‪2003 ،‬م‪ ،‬ص ‪.)244‬‬
‫‪https://journal.pass.ps « DOI: 10.36554/1796-006-001-001 « ISSN (Print): 2518-5756 « ISSN (Online): 2707-4854‬‬

‫‪13‬‬
‫أسباب التطرف‪ ،‬وسبل الوقاية والعالج‬

‫‪5.5‬االحتالل الخارجي ألراضي األمة‪ ،‬وما صاحب ذلك من القتل والتنكيل ومصادرة‬
‫خيرات البالد قد كان له الدور األكبر في ظهور عنصر التطرف والغلو في‬
‫نفوس الشباب وسيكون وقودا صالحا لالشتغال متى ما أتيحت الفرصة‪( ،‬الطواري‪،‬‬
‫‪2005‬م‪ ،‬ص‪ ،)13‬أضف على ذلك المحاوالت الحثيثة لطمس الهوية اإلسالمية‪،‬‬
‫من خالل إحياء القوميات‪ ،‬كالفرعونية في مصر‪ ،‬واآلشورية في العراق‪ ،‬والفارسية‬
‫في إيران‪ ،‬والبربرية في المغرب العربي‪( ،‬مشكلة الغلو في الدين اللويحق ‪.)566/2‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬مظاهر التطرف‪ ،‬وسبل الوقاية والعالج‪:‬‬


‫المطلب األول‪ :‬مظاهر التطرف‪:‬‬
‫لقد نتج عن التطرف ظهور عالمات وفوارق في المجتمع نستطيع من خاللها التماس‬
‫الغلو الذي أصاب المجتمع على اختالف طبقاته الفكرية والجنسية‪ ،‬ومظاهر التطرف‬
‫أن أهم تلك المظاهر التي شاعت على بعض األفراد في‬
‫على الفرد والجماعات كثيرة‪ ،‬إال ّ‬
‫المجتمعات اإلسالمية خصوصا‪ ،‬هي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬التعصب للرأي دون أخذ أي اعتبار ألقوال المخالفين ودون االعتداد بالحجج‬
‫والبراهين التي تبين الخطأ في الرأي‪ ،‬بل يلجأ بعض المغالين إلى رفض رأي اآلخرين‬
‫باستخدام العنف والقوة‪ ،‬متهمين المخالفين باالبتداع أو الفسوق بل يصل بهم الحال أحيانا‬
‫إلى اتهام اآلخرين بالكفر‪ ،‬ولعل هذا النوع من التطرف هو أشدها خطورة على المجتمعات‬
‫واألفراد‪( ،‬كامل‪2015 ،‬م)‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬اإلحباط‪ :‬وهو شعور الشخص بخيبة األمل تجاه ما يعتقده‪ ،‬ولذلك يتجه إلى تبني‬
‫التطرف ويدعو إليه‪ ،‬ثم يتطور األمر حتى يكون ممارسة للعنف تجاه من يخالفه في الرأي‪،‬‬
‫فيبدأ هذا األساس بشعور يتنامى مع تراكم األحداث حتى يتحول إلى سلوك متأصل‪( ،‬ابا‬
‫الخيل‪2006 ،‬م‪ ،‬ص‪28‬؛ الطواري‪2005 ،‬م‪ ،‬ص‪)15‬‬
‫ثالثا‪ :‬الغلظة والخشونة والفظاظة‪ :‬وهذه إو�ن كانت سمات للنفس المتطرفة‪ ،‬إال أنها من‬
‫وجه آخر تعتبر جذو اًر نفسية‪ ،‬حيث تكتسب هذه الصفات من البيئة المحيطة بالشخص‪،‬‬
‫اء في محيط األسرة أو في محيط المجتمع فينعكس ذلك على سلوك الفرد حتى تصبح‬ ‫سو ً‬
‫جزءاً من تكوينه النفسي‪ ،‬وتركيبه االجتماعي‪( ،‬ابا الخيل‪2006 ،‬م‪ ،‬ص ‪.)29‬‬
‫رابعا‪ :‬تفكك المجتمع المسلم‪ ،‬وانتشار األحقاد والكراهية بين المسلمين‪ ،‬فعندما ينتشر‬
‫التطرف بين ابناء المجتمع حتما سيكون من نتاجه كراهية اآلخرين وبغضهم حيث أن‬
‫المتطرف ينظر إلى اآلخرين نظرة البغض واالحتقار واالزدراء‪ ،‬وقد يؤدي ذلك إلى حدوث‬
‫االقتتال بين ابناء البلد الواحد من المسلمين‪ ،‬كما شاهدنا في كثير من البالد اإلسالمية‪،‬‬
‫‪https://journal.pass.ps « DOI: 10.36554/1796-006-001-001 « ISSN (Print): 2518-5756 « ISSN (Online): 2707-4854‬‬

‫‪14‬‬
‫مجلة جامعة االستقالل لألبحاث المجلد (‪ )6‬العدد (‪ )1‬تشرين أول ‪2021‬‬

‫فبدل أن توحد الجهود لمقاومة المحتل ورد العدوان أصبحت الجهود منصبة على االقتتال‬
‫الداخلي مما أدى الى تشرذم الصف الداخلي وتناحره‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬تشويه صورة اإلسالم والمسلمين أمام اآلخرين من غير المسلمين‪ ،‬فأصبح من‬
‫يشاهد عمليات القتل والذبح تحت شعار هللا أكبر موهما لكثير من غير المسلمين أن هذا‬
‫الدين يبيح القتل ألهون األسباب وأنه دين يقوم على استباحة اآلخر والتنكيل به‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬اشغال األمة عن القضايا المصيرية المهمة واالنشغال بالقضايا الفرعية‪ ،‬فبدل أن‬
‫يتركز جهد األمة على محاربة الفكر اإللحادي‪ ،‬والعزو الثقافي الذي نخر خاصرة األمة‪،‬‬
‫نجد التركيز على القضايا الفرعية‪ ،‬كما أننا نجدهم يكفرون المخالف ويستبيحون دمه‪ ،‬ولم‬
‫يسلم منهم ابناء المسلمين وسلم منهم الغزاة والمحتلين‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬سبل الوقاية والعالج من التطرف‪:‬‬
‫بعد البحث عن أهم أسباب ظهور التطرف بأنواعه المختلفة‪ ،‬البد من وضع المنهج‬
‫العلمي الذي من خالله يمكن الوقاية منه قبل وقوعه وعالجه إذا ما وقع‪ ،‬ولعل من أهم‬
‫سبل الوقاية من التطرف‪:‬‬
‫أوال‪ :‬تطبيق الشريعة اإلسالمية‪:‬‬
‫جل في عاله‪ ،‬ويندرج تحت تطبيق‬
‫فالشريعة اإلسالمية لها صفة الكمال‪ ،‬وذلك لكمال منزلها ّ‬
‫الشريعة مجموعة من الوسائل التي من خاللها يمكن الوقاية من التطرف وعالجه‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫– –إلغاء جميع القوانين الوضعية المعمول بها في بالد المسلمين والتي تتعارض مع‬
‫أحكام الشريعة اإلسالمية والحكم بما أقره الشرع الحكيم في جميع المجاالت السياسية‬
‫فإن قوة المسلمين مأخوذة من تحكيمهم‬
‫واالقتصادية واالجتماعية التربوية والفكرية‪ّ ،‬‬
‫لشرع هللا عز وجل‪ ،‬وهذا ما فهمه الخليفة عمر بن الخطاب عندما قال‪ »:‬إنا قوم‬
‫‌أعزنا ‌هللا باإلسالم‪ ،‬فلن نلتمس العز بغيره»‪( ،‬ابن أبي شيبة‪1409 ،‬ه‪:10/7 ،‬‬
‫حديث‪.)33847 :‬‬
‫– –إعطاء مساحة للحرية وتقبل الرأي المخالف‪ ،‬إو�قامة الحجة بالدليل والبرهان‪ ،‬وقد كان‬
‫من منهجه ﷺ تقبل رأي المخالف إو�قامة الحجة عليه بالدليل والبرهان‪ ،‬ومن ذلك ما‬
‫جاء في الشاب الذي اشترط على النبي ﷺ أن يسمح له بالزنا مقابل اإلسالم‪ ،‬فما كان‬
‫منه ﷺ إال أن أقام عليه الحجة بالدليل العقلي والبرهان‪( ،‬أحمد‪2001 ،‬م‪،545/36 ،‬‬
‫أن صحابة النبي ﷺ فهموا هذا المنهج‬ ‫حديث‪ ،22211:‬صححه األرنؤوط)‪ ،‬كما ّ‬
‫فكانوا يقيمون الحجة على المخالف بالمناظرة والدليل والبرهان‪ ،‬ومن ذلك مناظرة ابن‬
‫عباس للخوارج‪( ،‬الحاكم‪ ،164/2 ،1990 ،‬حديث‪.)2656:‬‬
‫‪https://journal.pass.ps « DOI: 10.36554/1796-006-001-001 « ISSN (Print): 2518-5756 « ISSN (Online): 2707-4854‬‬

‫‪15‬‬
‫أسباب التطرف‪ ،‬وسبل الوقاية والعالج‬

‫ِرُه ْم ِفي َْ‬


‫ال ْم ِر} (آل عمران‪،)159:‬‬ ‫– –تبني مبدأ الشورى‪ ،‬وذلك امتثاال لقوله تعالى َ‬
‫{و َشاو ْ‬
‫ورى َب ْي َن ُه ْم} (الشورى‪ ،)38 :‬وفي سيرة النبي ﷺ أمثلة كثيرة‬‫{وأَ ْم ُرُه ْم ُش َ‬
‫وقوله تعالى َ‬
‫عن مشاورة النبي ﷺ ألصحابه‪ ،‬كمشاورته أصحابه في عزوة بدر‪( ،‬ابن هشام‪،‬‬
‫‪1955‬م‪ ،)615/1 ،‬وكذلك استشارته ألزواجه‪ ،‬كاستشارته ألم المؤمنين أم سلمة في‬
‫عمرة الحديبية (البخاري‪1422 ،‬ه‪ ،193/3 ،‬حديث‪.)2731 :‬‬
‫– –العدل بين الرعية في الحقوق والواجبات‪ ،‬ومساوة جميع أفراد المجتمع أمام القانون‬
‫دون تمييز بين أفرادها‪ ،‬إو�قامة العقوبات الشرعية على المجرمين‪ ،‬لقوله ﷺ‪ »:‬وايم‬
‫هللا ‌لو ‌أن ‌فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها» (البخاري‪1422 ،‬ه‪،175/4 ،‬‬
‫حديث‪.)3475:‬‬
‫– –التحذير من الخروج على الحاكم‪ :‬كقوله ﷺ‪ »:‬من رأى من أميره شيئا يكرهه‬
‫فليصبر عليه فإنه من‌فارق‌الجماعة شب ار فمات‪ ،‬إال مات ميتة جاهلية»‪( ،‬البخاري‪،‬‬
‫‪1422‬ه‪ ،47/9 ،‬حديث‪.)7054:‬‬
‫– –مكافحة الفساد‪ :‬حيث أن انتشار الفساد في داخل المجتمع وما يلحق به من انتشار‬
‫الطبقية واستئثار قلة من أبناء المجتمع بزمام االقتصاد كل ذلك كان له دور كبير‬
‫في ظهور الكراهية بين الطبقات في المجتمع وأدى إلى ظهور التطرف بين أفراده‪،‬‬
‫وهكذا فقد كان المنهج النبوي مكافحا لجميع أنواع الفساد‪ ،‬ومن ذلك ما ورد في قصة‬
‫ابن األتبية‪ ،‬فقد استعمله النبي ﷺ على صدقات بني سليم فلما جاء يحاسبه النبي‬
‫ﷺ قال ابن األتبية هذا مالكم‪ ،‬وهذا هدية‪ ،‬فقال له النبي ﷺ‪ »:‬فهال ‌جلست ‌في‬
‫‌بيت أبيك وأمك حتى تأتيك هديتك إن كنت صادقا»‪( ،‬مسلم‪ ،‬الصحيح‪،1463/3 ،‬‬
‫حديث‪.)1832 :‬‬
‫– –معالجة الفقر‪ :‬من خالل خلق فرص العمل والعدالة في توزيع الثروات‪ ،‬وتفعيل‬
‫فريضة الزكاة والصدقات لما لها من دور كبير في الحد من مشكلة الفقر ونشر‬
‫لقيم المحبة والتكافل االجتماعي في المجتمع‪ ،‬وقد نبه النبي ﷺ على أهمية التكافل‬
‫المجتمعي بأرقى صوره‪ ،‬فقال‪ »:‬ليس بالمؤمن الذي يبيت شبعانا ‌وجاره ‌جائع إلى‬
‫جنبه»‪( ،‬الحاكم‪ ،15/2 ،1990 ،‬حديث‪.)2166:‬‬

‫‪https://journal.pass.ps « DOI: 10.36554/1796-006-001-001 « ISSN (Print): 2518-5756 « ISSN (Online): 2707-4854‬‬

‫‪16‬‬
‫مجلة جامعة االستقالل لألبحاث المجلد (‪ )6‬العدد (‪ )1‬تشرين أول ‪2021‬‬

‫ثانيا‪ :‬نشر الوازع الديني في المجتمع اإلسالمي‪:‬‬


‫– –إطالق العنان لعلماء الدين والشريعة ونشر الدعاة والوعاظ لتفقيه الناس في دينهم‪،‬‬
‫وبيان األحكام الشرعية لعامة الناس‪ ،‬وعدم قصر العلوم الدينية على المدارس الدينية‬
‫وكليات الشريعة‬
‫– –تفعيل دور المساجد والجامعات والمدارس والفضائيات في نشر العلم الشرعي والرد‬
‫على شبهات المتطرفين وبيان عواقب التطرف على الشخص المتطرف بشكل‬
‫خاص‪ ،‬كقوله ﷺ‪»:‬هلك المتنطعون‪ ،‬قالها ثالثا» (مسلم‪ ،‬الصحيح‪،2055/4 ،‬‬
‫حديث‪ ،)2670:‬وعواقبه على المجتمع المسلم بشكل عام‪ ،‬فإن رسول هللا ﷺ كان‬
‫يقول‪ »:‬ال تشددوا على أنفسكم فيشدد عليكم‪ ،‬فإن قوما شددوا على أنفسهم فشدد‬
‫هللا عليهم‪ ،‬فتلك بقاياهم في الصوامع والديار {ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم}‬
‫[الحديد‪( ،»]27 :‬أبو داود‪2009 ،‬م‪ ،264/7،‬حديث‪ ،4904:‬صححه األلباني)‪،‬‬
‫وقوله ﷺ‪ »:‬إو�ياكم والغلو في الدين‪ ،‬فإنما أهلك من كان قبلكم ‌الغلو ‌في ‌الدين»‪،‬‬
‫(النسائي‪1986 ،‬م‪ ،268/5 ،‬حديث‪)3057:‬‬
‫فإن اختيار الصحبة الصالحة لها دور كبير في ابتعاد المسلم‬ ‫– –الصحبة الصالحة‪ّ ،‬‬
‫عن أصحاب الفكر المنحرف إفراطا وتفريطا‪ ،‬وقد نبيه النبي ﷺ إلى أهمية اختيار‬
‫ُم َم ْن يُ َخالِ ُل «‬ ‫ين َخلِيلِ ِه‪َ ،‬فل َْي ْن ُظ ْر أَ َح ُدك ْ‬ ‫َّج ُل َعلَى ِد ِ‬ ‫الصحبة الصالحة‪ ،‬فقال‪ »:‬الرُ‬
‫(أبوداود‪ ،259/4 ،2009 ،‬حديث‪ ،4833:‬حسنه األلباني)‪ ،‬وحذر عليه الصالة‬
‫الصالِ ِح‬‫يس َّ‬ ‫الجلِ ِ‬
‫َل َ‬ ‫والسالم مجالسة األشقياء‪ ،‬وستحسن مجالسة الصالحين‪ ،‬فقال‪َ »:‬مث ُ‬
‫اح ِب ال ِم ْس ِك‬‫ص ِ‬ ‫ال َي ْع َد ُم َك ِم ْن َ‬ ‫الح َّدا ِد‪َ ،‬‬
‫ير َ‬ ‫اح ِب ال ِم ْس ِك َو ِك ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫َل َ‬ ‫َمث ِ‬‫الس ْوِء‪ ،‬ك َ‬‫يس َّ‬ ‫الجلِ ِ‬ ‫َو َ‬
‫َوَب َك‪ ،‬أَ ْو َت ِج ُد ِم ْن ُه ر ً‬
‫ِيحا‬ ‫الح َّدا ِد يُ ْح ِر ُق َب َد َن َك‪ ،‬أَ ْو ث ْ‬
‫ير َ‬ ‫ِيح ُه‪َ ،‬و ِك ُ‬ ‫إِمَّا َت ْش َترِي ِه‪ ،‬أَ ْو َت ِج ُد ر َ‬
‫َخبِي َث ًة» (البخاري‪1422 ،‬ه‪ ،63/3 ،‬حديث‪.)2101:‬‬
‫أن من أهم وسائل عالج التطرف‬ ‫– –األمر بالمعروف والنهي عن المنكر‪ ،‬حيث ّ‬
‫هو تفعيل األمر بالمعروف والنهي عن المنكر لما له دور كبير في وحدة األمة‬
‫وبعدها عن الفرقة واالختالف‪ ،‬وتحصين المجتمع المسلم من صور االنحراف بأنواعه‬
‫المختلفة‪ ،‬ولذلك امتدح رب العزة األمة اإلسالمية في كتابه العزيز بأنها أمة الوسط‬
‫اس‬‫ِج ْت لِلنَّ ِ‬‫من خالل األمر بالمعروف والنهي عن المنكر‪ ،‬فقال‪ُ { :‬ك ْنتُ ْم َخ ْي َر أُ َّم ٍة أُ ْخرَ‬
‫َان َخ ْي ًار‬
‫اب لَك َ‬‫آم َن أَ ْه ُل ا ْل ِك َت ِ‬
‫َو َ‬ ‫َر َوتُ ْؤ ِمنُو َن ب َّ‬
‫ِاللِ َول ْ‬ ‫وف َوَت ْن َه ْو َن َع ِن ال ُْم ْنك ِ‬ ‫َت ْأ ُم ُرو َن بِال َْم ْع ُر ِ‬
‫اس ُقو َن} (آل عمران‪ ،)110:‬وفي الحديث‪ :‬كان رسول‬ ‫َه ْم ِم ْن ُه ُم ال ُْم ْؤ ِمنُو َن َوأَ ْكث ُ‬
‫َرُه ُم ا ْل َف ِ‬ ‫لُ‬
‫ويسروا‬ ‫بشروا وال تن ّفروا‪ّ ،‬‬ ‫هللا ﷺ إِذا بعث أحدا من أصحابه في بعض أمره‪ ،‬قال‪ّ »:‬‬
‫تعسروا»‪( ،‬مسلم‪ ،‬الصحيح‪ ،1358/3 ،‬ح ‪.)1732‬‬ ‫وال ّ‬

‫‪https://journal.pass.ps « DOI: 10.36554/1796-006-001-001 « ISSN (Print): 2518-5756 « ISSN (Online): 2707-4854‬‬

‫‪17‬‬
‫أسباب التطرف‪ ،‬وسبل الوقاية والعالج‬

‫ثالثا‪ :‬الدعوة إلى وحدة الصف اإلسالمي‪:‬‬


‫ويمكن مواجهة التطرف والحد من انتشاره في المجتمع المسلم من خالل الوحدة اإلسالمية‪،‬‬
‫َّ‬
‫ِح ْب ِل للاِ َج ِم ً‬
‫يعا َوَل َت َف َّرُقوا } (آل عمران‪ ،)103:‬ومن أهم‬ ‫{و ْاع َت ِ‬
‫ص ُموا ب َ‬ ‫لقوله سبحانه وتعالى‪َ :‬‬
‫صور الوحدة المطلوبة بين المسلمين‪:‬‬
‫‪1.1‬الوحدة في مواجهة التحديات الداخلية كالفرق الضالة التي انشقت عن جماعة‬
‫المسلمين كالبهائية واألحمدية وغيرها من الفرق‪ ،‬هذا من ناحية‪ ،‬ومن ناحية أخرى‬
‫مواجهة التحديات الخارجية كالغزو العسكري للبالد اإلسالمية‪ ،‬والغزو الفكري‬
‫كالعلمانية والعولمة وباقي األفكار والمعتقدات التي تحارب الشريعة وتحاول النيل‬
‫من شوكة اإلسالم‪.‬‬
‫‪2.2‬الوحدة في رفع الظلم عن المسلمين ونصرتهم‪ ،‬ويتم ذلك من خالل منع جميع أنواع‬
‫التعذيب للمخالف إو�قامة الحجة عليه بالمناظرة والدليل‪ ،‬والوقوف بحزم أمام الدول‬
‫التي تمارس الظلم والتضييق على المسلمين أو المساس بالمقدسات الرموز الدينية‪،‬‬
‫إو�عالن المقاطعة الشاملة سياسيا واقتصاديا لتلك الدول حتى ترفع الظلم وتزيل‬
‫العدوان وتوقف المساس برموز المسلمين‪.‬‬

‫‪https://journal.pass.ps « DOI: 10.36554/1796-006-001-001 « ISSN (Print): 2518-5756 « ISSN (Online): 2707-4854‬‬

‫‪18‬‬
‫مجلة جامعة االستقالل لألبحاث المجلد (‪ )6‬العدد (‪ )1‬تشرين أول ‪2021‬‬

‫النتائج‪:‬‬
‫خلص البحث إلى مجموع من النتائج أهمها‪:‬‬
‫‪1.1‬أن التطرف مجاوزة الحد إما باإلفرط واألخذ باألشد إو�ما بالتفريط واضاعة الواجبات‬
‫والحقوق‪.‬‬
‫أن هناك اسباب كثيرة لظهور التطرف وانتشاره في المجتمعات وهذه األسباب‬ ‫‪ّ 2.2‬‬
‫إن بعض هذه‬‫مترابطة متشابكة ال يمكن الفصل بينها في كثير من األحيان‪ ،‬بل ّ‬
‫األسباب هو نتاج بعضها اآلخر‪ ،‬وبعضها اآلخر هو نتيجة حتمية ألسباب أخرى‪.‬‬
‫أن األسباب المؤدية لنشوء الغلو والتطرف قد تكون دينية‪ ،‬كعدم تطبيق الشريعة‪،‬‬ ‫‪ّ 3.3‬‬
‫والظلم الواقع على المسلمين ومقدساتهم‪ ،‬والجهل بأحكام الشريعة‪ ،‬واالشتغال بالفروع‬
‫وترك األصول‪ ،‬والعداء لكل جديد‪ ،‬الحملة الشرسة التي يشنها أعداء اإلسالم ضد‬
‫اإلسالم والمسلمين‪ ،‬تقصير العلماء والدعاة في أداء واجباتهم‪.‬‬
‫‪4.4‬ويعد االقتصاد من األسباب المؤدية للتطرف‪ ،‬ومن أهم العوامل االقتصادية المؤدية‬
‫للتطرف‪ :‬انتشار البطالة في المجتمعات المسلمة وارتفاعها إلى معدالت مرتفعة‬
‫جدا‪ ،‬وتبني الدول اإلسالمية للنظم المالية المخالفة لإلسالم‪ ،‬التفاوت في توزيع‬
‫الخدمات والمرافق األساسية بين أفراد المجتمعات المسلمة‪.‬‬
‫‪5.5‬ومن األسباب االجتماعية المؤدية للغلو والتطرف‪ ،‬االنحالل األخالقي في المجتمعات‬
‫والمدعوم قانونيا تحت غطاء الحرية‪ ،‬والتفكك األسري‪ ،‬والتنشئة االجتماعية‪ ،‬وانتشار‬
‫الفراغ الذي يسيطر على حياة الشباب دون وجود بدائل‪ ،‬والصحبة‪ ،‬وفشل السياسات‬
‫التعليمية‪ ،‬غياب الدور الفاعل لوسائل اإلعالم‪.‬‬
‫‪6.6‬أما األسباب السياسية المؤدية الى التطرف‪ ،‬فهي اختالل العالقة بين الحاكم‬
‫والمحكوم‪ ،‬وظهور تيارات فكرية سرية في المجتمعات اإلسالمية تحمل في طياتها‬
‫مفاهيم وعقائد تخالف ما جاء به الشرع اإلسالمي‪ ،‬وتوجه الحكومات إلى سياسة‬
‫تكميم األفواه والزج بالمخالفين بالسجون‪ ،‬وغياب االنتماء الوطني والشعور بالفراغ‬
‫الفكري في المجتمعات اإلسالمية‪ ،‬واالحتالل الخارجي ألراضي األمة‪.‬‬
‫‪7.7‬من أهم مظاهر التطرف على الفرد والجماعات‪ ،‬التعصب للرأي دون أخذ اي اعتبار‬
‫ألقوال المخالفين‪ ،‬واإلحباط‪ ،‬والغلظة والخشونة والفظاظة‪ ،‬وتفكك المجتمع المسلم‪،‬‬
‫وتشويه صورة اإلسالم والمسلمين أمام اآلخرين‪.‬‬

‫‪https://journal.pass.ps « DOI: 10.36554/1796-006-001-001 « ISSN (Print): 2518-5756 « ISSN (Online): 2707-4854‬‬

‫‪19‬‬
‫أسباب التطرف‪ ،‬وسبل الوقاية والعالج‬

‫المراجع‪:‬‬

‫– –أبا الخيل‪ ،‬سليمان بن عبد هللا أبا الخيل‪ ،‬شكل وسمات التطرف في الجماعات‬
‫اإلسالمية فكرياً في العصر الحديث‪1427 ،‬هـ ‪2006 -‬م‪.‬‬
‫– –ابن الجوزي‪ ،‬أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي‪ ،‬غريب الحديث‪،‬‬
‫تحقيق‪ :‬عبد المعطي أمين القلعجي‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط ‪1985 ،1‬م‪.‬‬
‫– –ابن تيمية‪ ،‬أحمد بن عبد الحليم‪ ،‬اقتضاء الصراط المستقيم‪ ،‬تحقيق‪ :‬ناصر عبد الكريم‬
‫العقل‪ ،‬و ازرة الشؤون اإلسالمية‪ ،‬السعودية‪ ،‬ط(‪1419 ،)9‬ﻫ‪1999 -‬م‪.‬‬
‫– –ابن حجر‪ ،‬محمد بن علي بن حجر العسقالني‪ ،‬فتح الباري بشرح صحيح البخاري‪،‬‬
‫ترقيم‪ :‬محمد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬مكتبة دار الصحابة‪ ،‬دمشق‪.‬‬
‫– –ابن قيم الجوزية‪ ،‬مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد إو�ياك نستعين‪ ،‬دار الكتاب‬
‫العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط(‪1416 ،)3‬ه ‪1996 -‬م‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد المعتصم باهلل البغدادي‬

‫– –أبو داود‪ ،‬سليمان بن األشعث ِّ‬


‫الس ِج ْستاني‪ ،‬السنن‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد محيي الدين عبد‬
‫الحميد‪ ،‬بيروت‪ :‬المكتبة العصرية‪ ،‬صيدا‪ ،‬د‪ :‬ت‪.‬‬
‫– –بوادي‪ ،‬حسنين المحمدي‪ ،‬االرهاب الفكري‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪2006‬م‪.‬‬
‫– –جاد الحق‪ ،‬جاد الحق علي‪ ،‬التطرف الديني وأبعاده أمنيا وسياسيا واجتماعيا‪ ،‬مجلة‬
‫التوحيد‪ ،‬دار ام القرى‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫– –جامعة القدس المفتوحة‪ ،‬الثقافة االسالمية‪2010 ،‬م‪ ،‬فلسطين‪.‬‬
‫– –الجليل‪ ،‬رعد عبد الجليل‪ ،‬التطرف الديني في إيران‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬بغداد‪1985 ،‬م‬
‫– –حسين‪ ،‬محمد أحمد‪ ،‬أسباب صناعة اإلرهاب‪ ،‬ورقة بحث للمؤتمر العام الثامن‬
‫والعشرين للمجلس األعلى للشؤون اإلسالمية بعنوان‪« :‬صناعة اإلرهاب ومخاطره‬
‫وحتمية المواجهة‪ ،‬جمهورية مصر العربية‪ 10-11 ،‬جمادى اآلخرة ‪1439‬ه‪-27 -‬‬
‫‪ 26‬شباط ‪ 2108‬م‬
‫– –حمزة‪ ،‬رائد محمد حمزة‪ ،‬مكتفحة االرهاب والتطرف واسلوب المراجعة الفكرية‪2012 ،‬م‪.‬‬
‫– –رشوان‪ ،‬حسين عبد الحميد أحمد‪ ،‬التطرف واإلرهاب من منظور علم االجتماع‪ ،‬دار‬
‫المعرفة الجامعية‪ ،‬مصر‪ ،‬ط(‪1997 ،)1‬م‪.‬‬

‫‪https://journal.pass.ps « DOI: 10.36554/1796-006-001-001 « ISSN (Print): 2518-5756 « ISSN (Online): 2707-4854‬‬

‫‪20‬‬
‫مجلة جامعة االستقالل لألبحاث المجلد (‪ )6‬العدد (‪ )1‬تشرين أول ‪2021‬‬

‫– –السدالن‪ ،‬صالح بن غانم السدالن‪ ،‬مظاهر وأخطاء في التكفير والتفسيق‪ ،‬دار بلنسية‪،‬‬
‫الرياض ‪1418‬هـ‪.‬‬
‫– –الشنقيطي‪ ،‬سيد محمد ساداتي‪ ،‬اإلعالم اإلسالمي المفهوم والخصائص‪ ،‬دار عالم‬
‫الكتاب‪1998 ،‬م‪.‬‬
‫– –الطواري‪ ،‬طارق محمد الطواري‪ ،‬التطرف والغلو األسباب‪ -‬المظاهر– العالج‪ ،‬ورقة‬
‫مقدمة للمؤتمر الدولي الرابع المنعقد بمدينة فيفاي ‪ vevey‬بسويس ار برعاية جامعة‬
‫الكويت – كلية الشريعة بالتعاون مع جمعية مسلمي فيفاي ‪ – A.M.V‬سويسرا‪ ،‬ما‬
‫بين ‪ 20 – 19‬أغسطس ‪2005‬م‪1426،‬ه‬
‫– –الظاهري‪ ،‬خالد بن صالح بن ناهض‪ ،‬دور التربية اإلسالمية في اإلرهاب‪ ،‬الرياض‪،‬‬
‫دار عالم الكتب‪2002 ،‬م‪.‬‬
‫– –عواج‪ ،‬كميلية‪ ،‬التطرف الديني وأثره على التماسك االسري‪2011 ،‬م‪.‬‬
‫– –كامل‪ ،‬عمر عبد هللا‪ ،‬مجلة مكة المكرمة‪WWW.ALMAANY.COM/AR/DICT ،‬‬
‫– –الكيالني‪ ،‬هيثم ‪ ،‬اإلرهاب يؤسس دولة‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،1997‬دار الشروق‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫ص ‪.51‬‬
‫– –اللويحق‪ ،‬عبد الرحمن بن معال‪ ،‬مشكلة الغلو في الدين في العصر الحاضر‪ -‬الجزء‬
‫الثاني‪ -‬جامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية‪ ،‬الرياض‪1998 ،‬م‬
‫– –اللويحق‪ ،‬مشكلة الغلو في الدين في العصر الحاضر‪ ،‬االسباب‪ ،‬اآلثار‪ ،‬العالج‪،‬‬
‫مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط(‪1420 ،)2‬ه‪1999 -‬م‪.‬‬
‫محمد الحسيني‪ ،‬تاج العروس من جواهر‬
‫محمد بن ّ‬
‫الزبيدي‪ ،‬أبو الفيض ّ‬ ‫– –مرتضى َّ‬
‫القاموس‪ ،‬د‪ :‬م‪ ،‬دار الهداية‪ ،‬د‪ :‬ت‪.‬‬
‫– –مسلم‪ ،‬أبو الحسن مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري‪ ،‬المسند الصحيح المختصر‬
‫بنقل العدل عن العدل إلى رسول هللا ﷺ‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار‬
‫إحياء التراث العربي‪ ،‬د‪ :‬ت‪.‬‬
‫– –منصور‪ ،‬سيد احمد‪ ،‬وزكريا احمد الشربيني‪ ،‬سلوك االنسان بين الجريمة والعدوان‬
‫االرهابي‪2003 ،‬م‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫– –الهواري‪ ،‬محمد‪ ،‬اإلرهاب المفهوم واألسباب وسبل العالج‪ ،‬جامعة اإلمام محمد بن‬
‫سعود‪ ،‬السعودية‪1425 ،‬ه‪-2004‬م‪.‬‬

‫‪https://journal.pass.ps « DOI: 10.36554/1796-006-001-001 « ISSN (Print): 2518-5756 « ISSN (Online): 2707-4854‬‬

‫‪21‬‬
‫أسباب التطرف‪ ،‬وسبل الوقاية والعالج‬

‫– –ابن األثير‪ ،‬المبارك بن محمد الجزري‪ ،‬النهاية في غريب الحديث واألثر‪ ،‬تحقيق‪:‬‬
‫طاهر أحمد الزاوي ومحمود محمد الطناحي‪ ،‬بيروت‪ ،‬المكتبة العلمية بيروت‪١٣٩٩ ،‬هـ‬
‫‪١٩٧٩-‬م‪.‬‬
‫– –ابن فارس‪ ،‬أحمد بن فارس القزويني‪ ،‬معجم مقاييس اللغة‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد السالم محمد‬
‫هارون‪ ،‬د‪ :‬م‪ ،‬دار الفكر‪١٣٩٩ ،‬هـ ‪١٩٧٩-‬م‪.‬‬
‫– –ابن منظور‪ ،‬محمد بن مكرم األنصاري اإلفريقي‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬د‪ :‬تح‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار‬
‫صادر‪ ،‬ط ‪1414 ،3‬ه‪.‬‬
‫– –‪ ،https://www.amf.org.ae‬صندوق النقد العربي‪ ،‬بطالة الشباب في الدول‬
‫العربية‪ ،13-08-2015 ،‬تاريخ الزيارة‪2019/03/01 :‬م‪.‬‬
‫– –‪ ،https://www.iifa-aifi.org/ar/2206.html‬مجمع الفقه اإلسالمي الدولي‪،‬‬
‫قرار رقم ‪ ،)17/3( 154‬قرار مجلس مجمع الفقه اإلسالمي الدولي المنبثق عن‬
‫التطرف واإلرهاب‪.‬‬
‫منظمة المؤتمر اإلسالمي‪ ،‬بشأن موقف اإلسالم من الغلو و ّ‬

‫‪https://journal.pass.ps « DOI: 10.36554/1796-006-001-001‬‬


‫‪10.36554/1796-006-001-002 « ISSN (Print): 2518-5756 « ISSN (Online): 2707-4854‬‬

‫‪22‬‬

You might also like