Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 75

‫جامعة الملك سعود‬

‫كلية األنظمة والعلوم السياسية‬


‫قسم األنظمة‬

‫العنف األسري‬
‫أسبابه وعالجه‬
‫دراسة مقارنة‬

‫الطالبة ‪ :‬سارة بنت فهد بن عبدهللا السديري‬


‫الرقم الجامعي ‪42620967 :‬‬
‫بإشراف الدكتورة ‪ :‬شيماء عطا هللا‬

‫(وما توفيقي إال باهلل عليه توكلت‬


‫وإليه أنيب )‬
‫اإلهداء‬

‫أهدي خالصة بحثي‬


‫وثمرة علمي وتعبي‬
‫ألربع سنوات‬
‫لمن ذللت لي طريقي بعد هللا سبحانه وتعالى‬
‫وكانت دوما بجانبي‬
‫إلى‬

‫أمي‬

‫‪2‬‬
‫المقدمة‬

‫الحمد هلل رب العالمين والصالة والسالم على أشرف األنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله‬
‫وصحبه أجمعين أما بعد‬

‫األسرة في حقيقتها منبع للمعاني اإلنسانية والمثل العالية بما يكتسبه اإلنسان من صفات نبيلة من‬
‫اإليثار والتضحية والفداء ولهذا نجد القرآن الكريم حين يوجه البشر إلى التعاطف والتراحم‬
‫يذكرهم أنهم كانوا أسرة صغيرة نمت واتسعت مما يوجب عليهم االحتفاظ بالتراحم والتواصل قال‬
‫تعالى " يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجاال‬
‫كثيرا ونساء ‪ ,‬واتقوا اهلل الذي تساءلون به واألرحام إن اهلل كان عليكم رقيبا "‬

‫وحيث أن األسرة هي اللبنة األولى التي يتكون منها المجتمع وهي الوسط اإلنساني األول الذي‬
‫ينشأ فيه الطفل ويتعلم من خاللها نمط الحياة وأبجديات ثقافة التعايش مع اآلخرين جاء هذه‬
‫االهتمام باألسرة والذي يعني االهتمام بالمجتمع وبالتالي االهتمام بالوطن لذلك فإن استقرار‬
‫األسرة يعني استقرار المجتمع والوطن أيضا وإ ذا صحت األسرة صح المجتمع والوطن والعكس‬
‫صحيح أيضا ‪.‬‬

‫ولقد انتشرت ظاهرة العنف األسري في المجتمعات وخاصة في مجتمعنا بشكل كبير وملفت‬
‫للنظر مخلفة وراءها حقوقا مسلوبة وشخصيات مهزوزة مع عدم وجود ما يردع مثل هذا النوع‬
‫من العنف من نظام أو أعراف بالرغم من أن شريعتنا اإلسالمية وضعت القواعد المنظمة لتكوين‬
‫األسرة المسلمة وسنت النظم الوقائية لتجنب العنف داخلها وتجريم كل عنف ووضعت العقوبة‬

‫‪3‬‬
‫المحققة للردع العام والخاص وتحقيق العدالة الجنائية ولكن المشكلة تكمن بتطبيق هذه األحكام‬
‫وبالفهم الصحيح لها ‪.‬‬

‫وألهمية األسرة ولما تتعرض له من مشكالت ولضرورة تأسيس رؤية مستقبلية لبناء أسرة سليمة‬
‫قادرة على العطاء للمجتمع والوطن قمنا بهذا البحث حيث تمحور البحث حول أسباب العنف‬
‫األسري في فصله األول وفي الفصل الثاني تناولت عالج العنف األسري ألغطي بذلك أهم‬
‫ركنين لهذه المشكلة وهما األسباب والعالج من وجهة نظر قانونية راجية من اهلل عز وجل أن‬
‫يسددني ويوفقني لما يحب ويرضى ‪.‬‬

‫الفصل التمهيدي‬

‫المبحث األول ‪ :‬التعريف بالعنف األسري ‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫العنف لغة ‪ :‬الخرق باألمر وقلة الرفق به ‪ ,‬وهو ضد الرفق ‪ ,‬واعنف الشيء أي أخذه بشده‬
‫‪1‬‬
‫والتعنيف ‪ :‬التوبيخ والتقريع واللوم ‪.‬‬

‫أما فقهاء القانون الجنائي فقد عرفوا العنف في إطار نظريتين تتنازعان هذا المفهوم ‪:‬‬
‫النظرية التقليدية ‪ :‬حيث تأخذ بالقوى المادية بالتركيز على ممارسة القوة الجسدية ‪.‬‬
‫النظرية الحديثة ‪ :‬وهي التي لها السيطرة والسيادة في الفقه الجنائي المعاصر حيث تأخذ بالضغط‬
‫واإلكراه اإلرادي دون تركيز الوسيلة وإ نما على نتيجة متمثلة في إجبار إرادة الغير بوسائل معينة‬
‫‪2‬‬
‫على إتيان تصرف معين ‪.‬‬

‫ويعرف القانونيون العنف بأنه ‪:‬‬


‫كل فعل ظاهر أو مستتر ‪ ,‬مباشر أو غير مباشر ‪ ,‬مادي أو معنوي موجه إللحاق األذى بالذات أو‬
‫بآخر أو بجماعة أو بملكية أي واحد منهم ‪.‬‬

‫* أما األسرة فتعرف كالتالي ‪:‬‬

‫األسرة لغة ‪ :‬الدرع الحصينة ‪ ,‬من أسر أي شد يأسر أسراً أي َّ‬


‫شده باإلسارة وهو ما شد به ‪,‬‬
‫وأسرة الرجل عشيرته ورهطه األدنون ألنه يتقوى بهم ‪.‬‬

‫األسرة عند علماء االجتماع ‪:‬‬

‫الوحدة االجتماعية األولى ونواة المجتمع التي تهدف إلى المحافظة على النوع اإلنساني وتقوم‬
‫على المقتضيات التي يرتضيها العقل الجمعي والقواعد التي تقررها المجتمعات المختلفة ولذلك‬
‫أصبحت هي األساس لجميع النظم األخرى كالنظام االجتماعي والقبلي ‪.‬‬

‫أما تعريف العنف األسري ‪:‬‬


‫العنف األسري وفق تعريف منظمة األمم المتحدة ‪:‬‬

‫الفعل القائم على سلوك عنيف ينجم عنه اإليذاء أو المعاناة الجسدية أو النفسية أو الحرمان النفسي‬
‫من الحرية في الحياة العامة أو الخاصة ‪.‬‬

‫‪ 1‬العنف األسري قراءة في الظاهرة من اجل مجتمع سليم ‪ ,‬كاظم الشبيب ‪ ,‬المركز الثقافي العربي ‪ ,‬الطبعة األولى ‪ , 2007‬صـــ‪17‬ــ‬
‫‪ 2‬العنف داخل األسرة بين الوقاية والتجريم والعقاب في الفقه اإلسالمي والقانون الجنائي ‪ ,‬أبو الوفا محمد أبو الوفا ‪ ,‬دار الجامعة الجديدة‬
‫للنشر ‪,2000‬صـــ‪8‬ـــ‬

‫‪5‬‬
‫العنف األسري وفق تعريف منظمة المنظمة العالمية للصحة ‪:‬‬

‫" كل سلوك يصدر في إطار عالقة حميمة ويسبب أضرارا أو آالماً جسمي أو نفسية أو جنسية‬
‫‪1‬‬
‫ألطراف تلك العالقة "‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬عناية األنظمة السعودية باألسرة ‪:‬‬

‫ترتكز األسرة في أنظمة المملكة العربية السعودية المستمدة من الشريعة اإلسالمية ‪ ,‬على أسس‬
‫أربعة وهي ‪:‬‬

‫سورة األنعام آية ‪98‬‬ ‫‪ _1‬وحدة األصل والمنشأ ‪ :‬قال تعالى ( وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة )‬
‫‪_2‬المودة والرحمة ‪ :‬حبب اإلسالم أفراد األسرة لبعضها البعض لتستمر الحياة بنبل وتكافل‬
‫شامل ‪ ,‬قال تعالى (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة‬
‫)سورة الروم آية‪21‬‬ ‫ورحمة‬
‫‪ _3‬التكافل االجتماعي ‪ :‬قال تعالى ( ووصينا اإلنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته‬
‫‪ ,‬وقال تعالى ( ووصينا اإلنسان بوالديه حملته‬ ‫سورة األحقاف ‪15‬‬ ‫كرها وحمله وفصاله ثالثون شهرا )‬
‫سورة لقمان آية ‪14‬‬ ‫إلي المصير )‬
‫أمه وهناً على وهن وفصاله في عامين أن أشكر لي ولوالديك ًّ‬
‫سورة البقرة آية ‪288‬‬ ‫‪_4‬العدل والمساواة ‪ :‬قال تعالى ( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف )‬
‫‪ 1‬العنف األسري قراءة في الظاهرة من اجل مجتمع سليم ‪ ,‬مرجع سابق ‪ ,‬صـــ‪ 22, 21 , 18‬ـــ‬

‫‪6‬‬
‫حينما نستعرض النظام األساسي للحكم في المملكة نرى أنه نص في مادته التاسعة على أن‬
‫( األسرة هي نواة المجتمع ) ثم نص على أن الدولة تحرص على توثيق أواصر األسرة والحفاظ‬
‫على قيمها ورعاية جميع أفرادها وتوفير الظروف المناسبة لتنمية ملكاتهم وقدراتهم ‪ ,‬المادة ‪10‬‬
‫من نفس النظام‪ ,‬وفي المجمل جاءت المواد ‪ 13 12 11 10 9‬من نظام الحكم مؤكدة على‬
‫الوالدين رعايتهم ألبنائهم وضرورة توفير الدولة كل ما من شانه القيام بواجبهما التوجيهي نحو‬
‫الطفل من تأمين العمل للوالدين وتوفير الخدمات الصحية من عالج ووقاية وخدمات التعليم‬
‫والترفيه بالمجان ‪.‬‬

‫ومن المادة التاسعة من النظام األساسي للحكم تتفرع برأيي الشخصي األنظمة الباقية من ناحية‬
‫األسرة والحفاظ عليها حيث جاءت المادة ‪ 27‬من نظام الحكم بضمان حق األسرة حيث نصت‬
‫بأن ( تكفل الدولة حق المواطن وأسرته في حالة الطوارئ والمرض والعجز والشيخوخة وتدعم‬
‫نظام الضمان االجتماعي وتشجع المؤسسات واألفراد على اإلسهام في األعمال الخيرية) ‪.‬‬

‫وأكدت المادة ‪ 36‬من نظام الحكم بأن ( توفر الدولة األمن لجميع مواطنيه أو المقيمين على‬
‫إقليمها وال يجوز تقييد تصرفات أحد أو توقيفه أو حبسه إال بموجب أحكام النظام )‬

‫وعندما نخصص ونتطرق إلى إساءة المعاملة واإلهمال نجد أن الدولة وضعت النظم لحماية‬
‫األفراد وخاصة األطفال من االستغالل واإلهمال والمعامالت غير اإلنسانية وفقا للمواد رقم‬
‫‪ 26,27,28,29,30,31,32,33,34,35,36,37,38‬من النظام األساسي للحكم ‪,‬إضافة للمواد‬
‫‪ 147,160,161,162,163‬من نظام العمل والعمال الصادر برقم م‪ 21 /‬في ‪6/9/1389‬هـ‬
‫وكذلك المواد ‪ 7,12,14,14,15,17,18,19,21,28‬من نظام السجن والتوقيف الصادر برقم‬
‫م‪ 31/‬في ‪21/6/1398‬هـ ‪.‬‬
‫ويمكن تلخيص ما جاء في هذه النظم وخاصة فيما يتصل باألطفال ( الفئة األكثر تعرضاً للعنف‬
‫بأنواعه ) ‪:‬‬

‫* ضرورة المحافظة على األطفال والعناية بهم ومنع استغاللهم ومعاقبة من يقوم بذلك ‪.‬‬
‫* تسقط الوالية عن ولي القاصر عندما ال يقوم بواجبه ‪ ,‬حفاظاً على الطفل ‪.‬‬
‫*ضمنت للطفل حق النفقة والرضاعة والنسب واالسم والجنسية وكافة الحقوق األخرى المحققة‬
‫لنموه وبقاءه ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫* وفرت الصحة والتعليم واألمن بالمجان وتكفلت برعاية األيتام و مجهولين الهوية ويسرت سبل‬
‫التعليم والتأهيل حسب الرغبة وبما يحقق طموحات األطفال وهواياتهم ‪.‬‬
‫*أقامت دور الرعاية االجتماعية ودور الحضانة وكفلت األيتام وأعانت المحتاجين ‪.‬‬
‫* أصلحت من يحتاج من األطفال وأهلته للعودة واالندماج في الحياة مع اآلخرين من المواطنين‬
‫العاديين بنفس الحقوق والفرص من خالل البرامج اإلصالحية بدور المالحظة ‪.‬‬
‫* ساعدت المرضى المعوقين بعد شفائهم وتأهيلهم لالنخراط في حركة التنمية والبناء ‪.‬‬
‫* سمحت بمشاركة األهالي لتقديم الخدمات االجتماعية بمختلف أنواعها وأنماطها لتحقيق‬
‫الشمولية والتكافل االجتماعي بما يحقق االحترام والتواصل بين فئات المجتمع المختلفة دون فرق‬
‫‪1‬‬
‫بين غني وفقير أو لعرق أو لون أو دين ‪.‬‬

‫وبالعودة مرة أخرى لنظام العمل والعمال السعودي نجده في المادة ‪ 164‬و ‪ 166‬نص على حق‬
‫المرأة العاملة في إجازة وضع لألربع أسابيع السابقة لوالدتها والستة أسابيع التالية لها وال يجوز‬
‫ألي صاحب عمل تشغيل أي امرأة خالل األسابيع الستة التالية مباشرة لوالدتها وتدفع للعاملة‬
‫أثناء إجازتها أجرتها على تفصيل وضحه النظام بالنسبة لمدة عملها بل و ينص النظام كذلك على‬
‫تحمل صاحب العمل مصاريف الفحص الطبي ونفقات العالج والوالدة وال يجوز له فصل‬
‫العاملة أثناء تمتعها بإجازتها‪ , 2‬وهذا يدل بشكل واضح على عناية النظام باألسرة وصحة األم‬
‫والطفل وسالمتهما وأن ذلك مقدم على العمل حيث ألزمهم باألجرة حتى ترتاح المرأة العاملة من‬
‫هم الكسب وتأمين المعيشة إن كان ُيعتمد عليها في ذلك ‪ ,‬فنحن نعلم أن المولود يحتاج ألمه حين‬
‫والدته أكثر من أي وقت الحق وذلك لرضاعته والعناية به والشريعة جعلت هذه الوظيفة هي‬
‫وضيفة المرأة األساسية فهي منشئة األجيال فكيف يقدم عمل على تنشئة جيل!! ومنظمنا فهم هذه‬
‫النقطة جيداً خاصة وأنه يطبق الشريعة اإلسالمية فنص على ذلك صراحة بالنظام وبشكل إلزامي‬
‫‪.‬‬

‫وننتقل لنرى اللجان التابعة لمجلس الشورى فنجد أن هناك لجنة تحمل مسمى لجنة الشؤون‬
‫االجتماعية واألسرة والشباب تختص بدراسة الموضوعات ذات العالقة بالشئون االجتماعية‬
‫واألسرة والشباب ‪ ,‬ولها على وجه الخصوص ما يأتي ‪:‬‬

‫تقير المملكة العربية السعودية حول التدابير المتخذة إلنفاذ اتفاقية حقوق الطفل ‪ ,‬اللجنة الوطنية السعودية لرعاية الطفولة ‪ ,‬الرياض ‪,‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪1419‬هـ‪1998 /‬م ‪ ,‬صـ‪ 71, 70 , 64 , 48 , 39 , 38‬ـــــ‬


‫‪ 2‬الوسيط في شرح نظامي العمل والتأمينات االجتماعية في المملكة العربية السعودية ‪ ,‬د‪ .‬السيد عيد نائل ‪ ,‬مطابع جامعة الملك‬
‫سعود ‪,‬صـ ‪ 176‬ــــ‬

‫‪8‬‬
‫‌أ‪ -‬دراسة ما يرد من موضوعات لها عالقة بالجهات اآلتية ‪:‬‬

‫‪ -1‬وزارة الشؤون االجتماعية ‪.‬‬

‫‪ -2‬الرئاسة العامة لرعاية الشباب ‪.‬‬

‫‌ب‪  -‬دراسة الموضوعات واألنظمة واللوائح ذات العالقة بالجوانب االجتماعية ‪ ,‬واألسرة ‪,‬‬
‫والشباب‪ ,‬ومنها ‪:‬‬

‫‪ -1‬الشؤون االجتماعية والضمان االجتماعي ‪.‬‬

‫‪ -2‬الجمعيات الخيرية وشؤون المعوقين ومراكز التأهيل ‪.‬‬

‫‪ -3‬األسرة والمرأة والطفل ‪.‬‬

‫‪ -4‬اإلسكان الشعبي ‪.‬‬

‫‪ -5‬مكافحة الفقر ‪.‬‬

‫‪ -6‬شئون الرياضة والشباب واألندية الرياضية ‪.‬‬

‫‪ -7‬االتفاقيات الدولية أو اإلقليمية أو الثنائية ذات العالقة باألمور االجتماعية أو األسرة أو‬
‫الرياضة والشباب ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -8‬أي موضوعات أخرى يرى المجلس ‪ ,‬أو رئيس المجلس إحالتها إليها ‪.‬‬

‫كذلك ننتقل لنرى البنك السعودي للتسليف الذي يساعد و يدعم األسر المحتاجة بالقروض‬

‫‪2‬‬
‫فهناك ما يسمى بقروض األسرة التي تدرج تحت القروض االجتماعية ‪.‬‬

‫‪ 1‬موقع مجلس الشورى‬


‫‪http://www.shura.gov.sa/ArabicSite/Acv/lejanm.htm#2‬‬
‫‪15/1/2009‬م‬
‫‪ 2‬موقع البنك السعودي للتسليف واإلدخار‬
‫‪http://www.scb.gov.sa/Loans.aspx‬‬
‫‪15/1/2009‬م‬

‫‪9‬‬
‫وهكذا نرى أن األنظمة السعودية وعلى رأسها النظام األساسي للحكم اعتنى باألسرة عناية‬
‫بالغة وأوالها تلك األهمية باعتبارها اللبنة األساسية ألي مجتمع سليم قويم ‪.‬‬

‫الفصل األول ‪:‬‬


‫أسباب العنف‬
‫األسري‬

‫‪10‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬األسباب االجتماعية والثقافية ‪:‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬األسباب الثقافية ‪:‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬ضعف الثقافة القانونية ‪:‬‬

‫يعد الجهل بالقانون من المشاكل الحقيقية التي تواجه النساء في مجتمعنا‪ ،‬مما قد يؤدي إلى ضياع‬
‫حقوقهن ويزيد حياتهن تعقيدا‪ ،‬في ظل تعذر الوصول إلى اإلجابة القانونية الوافية‪.‬‬

‫ففي أحيان كثيرة ترفض المرأة التي تقع في نزاع على قضية ما‪ ،‬المطالبة بحقوقها القانونية‪ ،‬أو‬
‫التوجه إلى المحاكم الشرعية والمدنية أو إلى أقسام الشرطة لتحصيل حقوقها وحل النزاع‪ ،‬جراء‬
‫جهلها بالنصوص القانونية التي تساعدها على حل المشاكل‪ ،‬أو من هي الجهة المناسبة التي يتوفر‬
‫لديها الجواب‪.‬‬

‫فالمرأة في مجتمعنا تلوذ بالصمت تحسبا من عواقب قد تحدث لها إذا ما طرقت أبواب المحاكم‪،‬‬
‫أو سلكت الطرق القانونية‪ ،‬ما يحتم التنبه إلى أهمية التوعية القانونية لتجاوز المشكالت التي تقع‬
‫‪1‬‬
‫فيها المرأة في مجتمعنا‪.‬‬

‫وبرأيي على هذه الجهات أن توعي كل من جهل باختصاصاتها أو استهان بقدرتها على تغيير‬
‫الواقع المرير أياً كانت طريقة التوعية _ إعالم بأنواعه في الغالب _ حتى نصل إلى مرحلة نجد‬
‫فيها المرأة قادرة على ردع العنف وعدم االستسالم له والسلبية أمامه ‪.‬‬

‫‪ 1‬مركز األخبار _ أمان‬


‫‪http://www.amanjordan.org/a-news/wmview.php?ArtID=23007‬‬
‫‪4/1/2009‬م‬

‫‪11‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬نقص الوعي بالتعاليم اإلسالمية وإ ساءة فهم معنى القوامة ‪:‬‬

‫نقص وعي الرجال بتعاليم دينهم وما حثهم عليه الشارع وكذلك بعدهم عن الدين وبالتالي قلة‬
‫الوازع الديني لديهم سبب هام من أسباب العنف األسري ‪ ,‬فعندما ال يكون اإلنسان قد أؤسس‬
‫بشكل صحيح فإن الذي سيخرج عنه من أقوال أو أفعال لن تكون قويمة صحيحة فالرسول عليه‬
‫الصالة والسالم نهى عن ضرب المرأة ‪ ,‬واعتبره منقصة للرجل فوصف الذين يضربون‬
‫زوجاتهم بقوله ‪ " :‬ليس أولئك بخياركم " فمن المفترض أن يقتدي جميع الرجال بخير الخلق الذي‬
‫لم يرد عنه أنه ضرب إحدى زوجاته أو خدمه ‪.1‬‬
‫وكذلك إساءة فهم الرجل لمعنى القوامة واإلذن بالضرب التي وردت في قوله تعالى ‪:‬‬
‫َأم َو ِال ِه ْم ]‬ ‫ِ‬
‫ض َو ِب َما َأنفَقُوا‪ F‬م ْن ْ‬ ‫ض َل اللَّ ُه َب ْع َ‬
‫ض ُه ْم َعلَى َب ْع ٍ‬ ‫النس ِ‬
‫اء ِب َما فَ َّ‬ ‫ون َعلَى ِّ َ‬
‫ام َ‬
‫الر َجا ُل قَ َّو ُ‬
‫[ ِّ‬
‫( النساء ‪) 34 :‬‬

‫القوام ‪:‬‬
‫إن المعنى اللغوي لكلمة َّ‬
‫هو كثير القيام ‪ ،‬الذي يقف أكثر مما يجلس ؛ كناية عن قلة الراحة ‪ ،‬و عن السعي و الدأب بال‬
‫كلل‪.‬‬
‫القوام اصطالحاً ‪:‬‬
‫أما َّ‬
‫هو من يقوم على الشيء أو الشخص ؛ فيصونه و يحميه و يحتويه و يذود عنه و يراعيه ‪.‬‬

‫لو تخيلت نساؤنا حالوة و روعة تاج القوامة الذي كلل العلي القدير رؤوسهن به ‪،‬لما متن في‬
‫جلودهن خوفاً و رعباً و هن ُيجلدن كل يوم بسياط الفهم المشوه لواجبات النساء و حقوق الرجال‬
‫الذين لو عرفوا و أدركوا وفهموا الطمأنت النساء ‪ ،‬و لتوجن ملكات في حمى القوامة و القوامين‬
‫‪،‬و ألعاد األزواج النظر في موقفهم من القوامة التي تُلقي على أكتافهم من المسئوليات و األعباء‬
‫و الواجبات ‪ ،‬أكثر مما تمنحهم من الحقوق والمميزات‪.‬‬
‫القوامة حق للزوجات ‪ ،‬واجب على الرجال و ليس العكس ‪،‬و في ذلك من جليل الحقوق و عظيم‬
‫اإلعجاز النفسي الذي أدعو إلى تأمله بعين فاحصة متخصصة ترد للنساء عزتهن و كرامتهن ‪ ،‬و‬
‫ترجع لهن حقوقهن ‪ ،‬و تأخذ بيد الرجال نحو فهم صحيح يجعلهم قادرين على تكوين وإ دارة‬
‫األسرة بشكل صحي سليم موافق للشريعة التي تريد الخير للبشر‪. 2‬‬
‫‪1‬‬

‫? ورقة عمل لألستاذة نورة إبراهيم الصويان بعنوان ( العنف األسري )في ‪ /22‬ذو الحجة ‪1429 /‬هـ ‪ /20‬ديسمبر ‪2008/‬م في ندوة‬
‫العنف األسري جامعة الملك سعود الرياض ‪.‬‬
‫‪ 2‬موقع رواد الحياة‬
‫‪http://www.inshad.com/forum/showthread.php?t=169426‬‬

‫‪12‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬الرجولة والعنف ‪:‬‬

‫في كثير من األحيان ونتيجة للتربية الخاطئة نجد الرجل ال يحس باكتمال رجولته إال ضرب‬
‫وخاصم ليقول عنه محيطه بأنه رجل شديد قوي مع زوجته وأهله ‪ ,‬مع أن الرجولة قطعاً ال‬
‫تكون في ممارسة العنف والقوة ضد الضعفاء وخاصة أهل بيتك الذين هم أمانة في عنق‬
‫الرجل ‪.‬‬
‫الفرع الرابع ‪ :‬غياب الرادع ‪:‬‬

‫العنف سيزيد ويكبر بالقدر الذي يسمح به المجتمع والنظام ‪ ,‬نعم المجتمع قد يسمح بالعنف‬
‫والنظام كذلك ‪ ,‬وذلك عن طريق السكوت وعدم األخذ بيد الذي يمارس العنف وردعه ‪,‬‬
‫فالمجتمع من خالل سكوته على حاالت العنف التي تنشر في الصحف و والمجالت وكافة‬
‫وسائل اإلعالم إنما يعطي فرصة لبقية ممارسي العنف ليتمادوا ألنهم يعلمون أن المجتمع لن‬
‫ينبذهم ‪.‬‬
‫وعلى نفس الطريق بل واهم يسير النظام ‪ ,‬فالنظام يمثل أكبر رادع للعنف األسري لكن في‬
‫بالدنا بالذات ال توجد عقوبات رادعة بل يوجد تحذيرات من المشايخ الفضالء مع أنه هناك‬
‫أصناف من الناس ال تنفع معها إال العقوبة ‪ ,‬ولقد فهمت الدول المتقدمة دوره فأصدرت أنظمة‬
‫خاصة بالعنف األسري وفي وقت قريب أصدرت المملكة األردنية نظام العنف األسري فسدت‬
‫بابه وقوت سند وحجج المتعرض له ‪ ,‬ونأمل من مملكتنا إصدار مثل هذه األنظمة لتسد هذا‬
‫الباب الذي هو كل يوم في ازدياد لألسف الشديد ‪.‬‬

‫الفرع الخامس ‪ :‬الثقافة القبلية ‪:‬‬

‫بعض القبائل التي لم تسكن المدن إال في وقت قريب أو ال زالت تجوب الصحاري تغرس‬
‫معتقدات تلقنها وتؤسس عليها رجالها و أطفالها تكون عامل مهم في حدوث الضغط النفسي‬
‫والقهر تجاه المرأة حيث تنظر بعض القبائل البدوية إلى المرأة وكأنها مخلوق خلق للخدمة‬
‫والطاعة دون أي حق أو أي رحمة فيمارس ضدها شتى أنواع العنف وخاصة النفسي حيث ال‬
‫سند وال احتواء وال حنان والمصيبة األكبر أن المرأة تجاه كل هذا تشعر أن ما يحصل هو أمر‬
‫طبيعي وأنها فعال خلقت لذلك الغرض ‪.‬‬

‫‪31/12/2008‬م‬

‫‪13‬‬
‫فيغرس منذ الصغر في نفس الطفلة بأنها مخلوق ضعيف ويحتاج للحماية دائما‪ ،‬بينما يربى الطفل‬
‫الذكر على أنه القوي الذي يستطيع اتخاذ القرار‪ ،‬لذلك نرى الفتاة عندما تواجه أي محنة تبدأ‬
‫بالبكاء على عكس الولد الذي يعرف مسبقا أن البكاء ضعف ال يليق به فهو القوي صاحب‬
‫‪1‬‬
‫السلطة‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬األسباب االجتماعية ‪:‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬تعاطي المخدرات وإ دمان الكحول ‪:‬‬

‫اإلدمان هو أكبر وأول وأهم مسبب للعنف األسري في كافة المجتمعات أيا كان نوعها فقد‬
‫أثبتت الدراسات على مستوى العالم الغربي والعربي أيضاً وبما فيها السعودي حسب مقال في‬
‫جريدة الوطن يوم األربعاء الموافق ‪ 5‬ربيع اآلخر ‪1427‬هـ أن أبرز المسببات للعنف األسري‬
‫وأكثرها انتشاراً هو تعاطي الكحول والمخدرات ‪ .‬وهذا ما أكدته الدكتورة الجوهرة العنقري‬
‫رئيسة لجنة األسرة بجمعية حقوق اإلنسان حيث أوضحت أن من أهم األسباب التي تدفع ممارسي‬
‫العنف الستخدامه هو تعاطي المخدرات ‪.2‬‬

‫فمن الطبيعي عندما يغيب الشخص عن وعيه ويذهب عقله من جراء هذه التعاطي أن يفعل أي‬
‫شيء ال يقبله عقل وال دين وال منطق ومن البديهي أن يكون المتعرض األول لتبعات هذا‬
‫اإلدمان هم أفراد األسرة الذين يعانون من تصرفات الشخص المدمن فقد يضربهم يعذبهم‬
‫يحبسهم وقد يصاب األطفال بالخوف الهستيري الشديد من جراء رؤيتهم للمتعاطي بهذه‬
‫الصورة ‪ .‬و أرى كباحثة أن العالقة بين العنف األسري واإلدمان أياً كان نوعه هي عالقة‬
‫متبادلة وكل منهما يعتبر منشئاً لآلخر ‪ ,‬فمن مسببات اإلدمان المشكالت األسرية وتفكك األسرة‬
‫كما يقول دكتورنا الفاضل عبد الرحمن محمد العيسوي‪ 3‬وفي نفس الوقت من مسببات العنف‬

‫‪1‬موقع مكتوب‬
‫‪http://helwa.maktoob.com/%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%A9_%D8%A7%D9%86%D8%AA‬‬
‫‪D9%85%D9%82%D8%A7%D9%8467037-%-‬‬
‫_‪%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%B1%D8%A9_%D8%A5%D9%84%D9%89‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A3%D8%A9.htm‬‬
‫‪31/12/2008‬م‬

‫‪ 2‬موقع جريدة الشرق األوسط‬


‫‪=http://asharqalawsat.com/details.asp?section=43&issueno=9912&article=343599&feature‬‬
‫‪7/1/2009‬م‬

‫‪ 3‬المخدرات وأخطارها ‪ ,‬د‪ .‬عبد الرحمن محمد العيسوي ‪ ,‬دار الفكر الجامعي ‪ ,‬الطبعة األولى ‪, 2005‬صـــ‪133‬ـــ‬

‫‪14‬‬
‫األسري الرئيسية كما أشارت أغلب الدراسات وكما وجهنا دكتور جبرين الجبرين هو تعاطي‬
‫المخدرات واإلدمان واألمراض النفسية ‪ .1‬فالعالقة بينهما متبادلة وكل منهما يسبب اآلخر ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬األمراض النفسية ‪:‬‬

‫ال تخلو أي دراسة تتناول مسببات العنف األسري من ذكر هذا السبب وهو وجود اضطرابات‬
‫نفسية لدى الشخص المتسبب بالعنف ‪ , 2‬فأي مربي سواء كان من األهل أو المعلمين أو‬
‫غيرهم ينبغي أن تتوافر لديه الثقافة التربوية الصحيحة حتى يعول عليه في تربية الجيل القادم‬
‫‪ ,‬ولكن السؤال الذي يطرح كيف يعهد إلى شخص مريض نفسيا تربية هؤالء األطفال بل كيف‬
‫يتركوا عنده ليعيشوا في كنفه إن كان والدهم أو والدتهم هم المصابين بهذا االضطراب وكيف‬
‫ترضى المرأة على بقاء أوالدها مع هذا المريض ليقتبسوا منه ولتتكون لديهم تلك العقد النفسية‬
‫من جراء العنف الذي يمارس ضدهم لماذا ال تحتذي مملكتنا وبقية الدول النامية بالدول‬
‫المتقدمة والتي تدرس الحالة العقلية للمربي ومدى صالحيته للقيام بهذا الدور الهام سواء كان‬
‫ذلك بالرقابة وفرض التبليغ على كل من يشك بوقوع عنف أو عدم صالحية وجود الطفل مع‬
‫هذا الشخص‬
‫اإلسالم قرر مثل هذه األحكام من آالف السنين حين لم يقر وجود الطفل المحضون في يد من‬
‫‪3‬‬
‫ال يصونه من أبويه ‪ ,‬ويربيه التربية اإلسالمية الصحيحة الحقة ‪.‬‬

‫ويورد الدكتور الزهراني أحد حوادث العنف األسري التي نشأت عن هذا السبب ‪ " :‬عاشت‬
‫زوجته المسكينة سنوات متحملة وحشيته وانحرافه واعتداءاته‪ ،‬إلى أن قررت الرحيل فتم‬
‫طالقها‪ ،‬وانفرد الرجل بعدها ببناته‪ ،‬فاستعمل معهن كل أنواع الهمجية‪ ،‬بما في ذلك حلق‬
‫رؤوسهن‪ ،‬وحبس بعضهن في أقفاص الدجاج‪.‬‬

‫يضيف أن هذا العنف ال يساوي شيئاً أمام ما قام به بعد ذلك‪ ،‬ألن آالم الضرب والتعذيب‬
‫يمكن أن تحتمل‪ ،‬وقد ينساها المرء مع األيام‪ ،‬ولكن هناك أنواعا من الهمجية والوحشية‬
‫والعنف ال يمكن أن تزول آثارها‪ ،‬بل تظل حسرة وألما في النفوس تجرعت البنات تلك‬

‫‪ 1‬ورقة عمل لـ د‪ .‬جبرين الجبرين بعنوان ( أسباب العنف األسري ) في ‪ /22‬ذو الحجة ‪1429 /‬هـ ‪ /20‬ديسمبر ‪2008/‬م و في ندوة‬
‫العنف األسري جامعة الملك سعود الرياض ‪.‬‬
‫‪ 2‬العنف األسري قراءة في الظاهرة من أجل مجتمع سليم ‪,‬كاظم الشبيب ‪ ,‬المركز الثقافي العربي ‪ ,‬الطبعة األولى ‪, 2007‬صـــ‪64‬ـــ‬

‫‪ 3‬الروض المربع شرح زاد المستقنع ‪ ,‬للعالمة الشيخ أبي العادات منصور بن يونس البهوتي ‪1051_1000‬هـ ‪ ,‬حققه وعلق عليه محمد‬
‫نزار تميم و هيثم نزار تميم ‪ ,‬الجزء األول ‪ ,‬دار األرقم أبي األرقم ‪ ,‬صـــ ‪ 438‬ـــــ‬

‫‪15‬‬
‫الويالت من العنف واالعتداءات الوحشية‪ ،‬حتى فقدن صبرهن‪ ،‬وقادهن القدر إلى لجنة‬
‫‪1‬‬
‫إصالح ذات البين التي اتخذت كل اإلجراءات لتخليصهن من ذلك الوحش الكاسر‪".‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬النظرة الدونية للمرأة ‪:‬‬

‫جاء اإلسالم وألغى التفرقة العنصرية بين جميع البشر وجعل ميزان المفاضلة بينهم هو التقوى‬
‫فال فرق بين عربي وال أعجمي وال رجل وال امرأة إال بتقواهم وعبادتهم الخالصة هلل سبحانه‬
‫وتعالى ‪ ,‬ولكننا ولألسف بدأنا نعود للجاهلية بسبب أفعال وأقوال بعض السفهاء الذين نشروا‬
‫هذه النظرة بين شبابنا وأسسوهم عليها وهي النظر للمرأة نظرة محقرة وبأنها مخلوق أقل من‬
‫الرجل بل وبأنها مخلوق قذر !!‬

‫فمثال يقال في المجالس ‪" :‬حرمة ‪ ...‬اهلل يكرمك" وغيرها من العبارات التي تنقص من شأن‬
‫المرأة وعلو قدرها أولم يعلم هؤالء الجهلة الذين يتشدقون بمثل هذه العبارات أنه لوال المرأة‬
‫لما كان هناك رجل ولم يعلم هؤالء أن المرأة "إنسانة" لها كافة الصالحيات التي للرجل من‬
‫شؤون الحياة تنطبق عليها كافة التشريعات والقوانين مثلها مثل الرجل وأن المرأة أصبحت‬
‫تضاهي الرجل في الكثير من المجاالت بل تتفوق عليه أحيانا وربما دائما ؟! فالمرأة نصف‬
‫المجتمع ولكنها تعاني من تسلط النصف اآلخر فهو يريد للتجبر والسيطرة أن يستمرا‪.2‬‬

‫الفرع الرابع ‪ :‬الضغوط االجتماعية ‪:‬‬

‫من الطبيعي أن تتأثر البيئة بما يحصل في واقع المحيط االجتماعي الذي تعيش فيه ‪ ,‬ومن‬
‫المتوقع مع زيادة أعباء الحياة وتعقُّد الحياة المعيشية أن تنشأ ضغوط متعددة مع توتر العالقات‬

‫‪ 1‬موقع وزارة الصحة السعودية‬


‫‪http://www.moh.gov.sa/vb/showthread.php?t=31066‬‬
‫‪7/1/2009‬م‬

‫‪ 2‬موقع نافذة العرب‬


‫‪http://www.nafithat.com/vb/archive/index.php/t-8277.html‬‬
‫‪31/12/2008‬م‬

‫‪16‬‬
‫البينية للمجتمع في المحيط األسري بشكل أخص‪ ,‬وال يعني هذا بشكل من األشكال تبرير‬
‫قضايا العنف واإلساءات السلوكية للمجتمع أو األسرة‪. 1‬‬
‫ولكن الشخص عندما يتعرض للضغط والمشاكل سواء في العمل أو المنزل أو محيط األصدقاء‬
‫كذلك عندما يتعرض للضغوط المالية خاصة إذا كان في حال فقر شديد سوف تسبب له‬
‫اإلحباط وبالتالي وكأي شخص طبيعي سوف يبحث عن متنفس ولن يخرج المتنفس في الغالب‬
‫عن ممارسة العنف ضد أفراد أسرته‪ 2‬حتى يشعر بالراحة بحسب تفكيره واعتقاده ولكن‬
‫النتيجة بدل أن يكون الضغط موجها له فقط أصبح موجها لكل العائلة فتنشأ بالتالي أسره ذات‬
‫نفسيه غير سليمة أو سوية غير قادرة على العطاء واإلنتاج ‪.‬‬

‫ويؤيد قولنا هذا النظرية النفسية االجتماعية‪ theory psychosocial‬فمفاد هذه‬


‫النظرية " أن الضغوط االجتماعية ‪ social stress‬لها دور بارز في ارتكاب العنف‪،‬‬
‫فالمؤيدين لهذه الفكرة يربطون بين المسؤوليات المتزايدة للرجل والسلوك العنيف‪ ،‬كما يؤكدون‬
‫على دور البطالة والفقر وانعدام فرص الحياة في تشكيل الضغوط على الشخص مما يزيد بدوره‬
‫من احتمالية ممارسته للعنف‪ .‬ويؤكد بعض المؤيدين لهذه النظرية على وجود نوعين من‬
‫الضغوط هما ‪:‬‬

‫‪_1‬ضغوط أحداث الحياة غير السارة وضغوط العمل واألدوار المختلفة كمثيرات قد تدفع إلى‬
‫السلوك العدواني‪ ،‬وقد أكدت دراسات على العالقة المباشرة بين الضغوط الحياتية غير السارة‬
‫وبين السلوك العنيف كما يبدو في ارتكاب جرائم العنف‪ ،‬أما الدراسات الحديثة فقد أكدت على‬
‫األثر السلبي للضغوط الحياتية غير السارة التي يتعرض لها الفرد وبين العنف وذلك في ضوء‬
‫متغيرات وسيطة تتمثل في االستعداد الوراثي‪ ،‬والخبرات المتعلمة في الماضي‪ ،‬وطبيعة إدراك‬
‫الشخص للموقف وما يتضمنه من أخطار‪.‬‬

‫‪_2‬الضغوط البيئية المتمثلة في الضوضاء واالزدحام والتلوث والطقس‪ ،‬وضغوط أخرى‬


‫كاختراق الحدود الشخصية واالعتداء على الحيز المكاني والشخصي واالزدحام السكاني‪ ،‬حيث‬
‫تؤدي هذه المؤثرات البيئية إلى زيادة العنف من خالل ما تحدثه من آثار نفسية أو سلوكية‪ ،‬ويتم‬

‫‪ 1‬موقع جريدة الجزيرة‬


‫‪http://www.al-jazirah.com.sa/2008jaz/may/17/fe7.htm‬‬
‫‪31/12/2008‬م‬
‫‪ 2‬ورقة عمل لـ د‪ .‬جبرين الجبرين بعنوان ( أسباب العنف األسري ) في ‪ /22‬ذو الحجة ‪1429 /‬هـ ‪ /20‬ديسمبر ‪2008/‬م و في ندوة‬
‫العنف األسري جامعة الملك سعود الرياض ‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫ذلك وفقا لمستوى استثارة الشخص‪ ،‬وحالة التشبع بالمثيرات‪ ،‬واإلحباط الناجم عن هذه‬
‫‪3‬‬
‫الضغوط‪ ،‬والقدرة على ضبط النفس‪ ،‬ودرجة القلق‪" .‬‬

‫الفرع الخامس ‪ :‬نظرية التعلم ‪:‬‬

‫هناك احتمال كبير حول انتهاج الشخص الذي عانى من العنف نفس النهج الذي مورس‬
‫ضده‪ ،‬األمر الذي يؤدي إلى تفكك الروابط األسرية حيث أرى كباحثة أنه عندما يشب الشخص‬
‫في بيئة يرى فيها مجتمعه من أهل وأقارب وحتى عادات مجتمعية تمارس العنف بشكل أو‬
‫بآخر وترى أنه من األفعال الغير مستهجنة وخاصة عندما يرى الطفل أباه يمارس العنف ضد‬
‫والدته أو إخوته فإنه من الطبيعي جداً أن يمارس أعمال العنف التي تعلمها من مجتمعه‬
‫وباألخص أسرته ‪.‬‬

‫وأرى في نظرية التعلم االجتماعي ‪ social learning theory‬ما يفسر قولي حيث تفترض‬
‫هذه النظرية أن األشخاص يتعلمون العنف بنفس الطريقة التي يتعلمون بها أنماط السلوك‬
‫األخرى‪ ،‬وأن عملية تعلم العنف تتم داخل األسرة سواء في الثقافة العامة أو الفرعية‪ .‬فبعض‬
‫األسر تشجع أبناءها على استخدام العنف مع اآلخرين‪ ،‬وتطالبهم بأال يكونوا ضحايا للعنف في‬
‫مواقف أخرى‪ ،‬والبعض ينظر إلى العنف كوسيلة للحصول على حاجاتهم‪ ،‬بل أن بعض األسر‬
‫يشجعون أفرادها على التصرف بعنف عند الضرورة‪ ،‬ومن أهم الفرضيات التي تقوم عليها هذه‬
‫النظرية‪:‬‬

‫‪_1‬إن العنف األسري يتم تعلمه داخل األسرة والمدرسة ومن وسائل اإلعالم‪.‬‬

‫‪_2‬إن كثيرا من السلوكيات العنيفة التي يمارسها الوالدين تبدأ كمحاوالت للتأديب والتهذيب‪.‬‬
‫‪_3‬إن سلوك العنف يتم تعلمه من خالل العالقة المتبادلة بين اآلباء واألبناء‪ ،‬وخبرات الطفولة‬
‫المبكرة‪.‬‬
‫‪_4‬إن إساءة معاملة الطفل تؤدي إلى سلوك عدواني تبدأ بذوره في حياته المبكرة‪ ،‬وتستمر في‬
‫عالقته مع أصدقائه وإ خوته ووالديه ومدرسيه‪.‬‬
‫‪_5‬إن أفراد األسرة األقل قوة يصبحون أهداف للعنف‪.‬‬

‫‪ 3‬موقع الفريق االجتماعي‬


‫‪http://www.social-team.com/forum/showthread.php?s=4e3e9160e4eda563c4099b37e8a4ddb9&t=1848‬‬
‫‪3/1/2009‬م‬

‫‪18‬‬
‫وقد أظهرت العديد من الدراسات أن األفراد الذين يعيشون في أسر يسودها العنف كانوا أكثر‬
‫عدوانية في تصرفاتهم‪ ،‬فاألزواج الذين يشبون في أسر يسودها العنف يكون احتمال ضربهم‬
‫لزوجاتهم عشرة أضعاف األزواج الذين لم يمروا بهذه الخبرة‪ ،‬واألطفال الذين يمارس العنف‬
‫‪1‬‬
‫معهم هم أكثر عنفا من غيرهم ‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬األسباب الخاصة بالمرأة ‪:‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬أسباب مباشرة ‪:‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬السلبية واالستسالم للعنف ‪:‬‬

‫إن من أهم مسببات العنف والتمادي فيه يوما بعد يوم ضد المرأة هي سلبيتها في مواجهته‬
‫وعدم اتخاذها ما يلزم لردع المتسبب فيه وذلك لتعلقها باآلمال الكاذبة وبأن الحياة سوف تصفو‬
‫مع هذا الرجل في يوم من األيام فتستسلم وتمني نفسها بالمستقبل ثم تصدم بالواقع المرير‬
‫المؤلم وذلك بأن واقعها لن يتغير إال إذا غيرته بنفسها ‪.‬‬

‫‪ 1‬موقع الفريق االجتماعي‬


‫‪http://www.social-team.com/forum/showthread.php?s=4e3e9160e4eda563c4099b37e8a4ddb9&t=1848‬‬
‫‪3/1/2009‬م‬

‫‪19‬‬
‫هناك قاعدة معروفة إذا قام الرجل بأول خطوة نحو العنف ضد زوجته ولم تقم بردعه ووضع‬
‫خط أحمر له فإنه سوف يتمادى ويتمادى وتنقلب حياتها إلى جحيم ‪.‬‬

‫ينبغي في الحياة الزوجية إيضاح القناعات والمبادئ التي يسلم بها كال الطرفين كل لآلخر في‬
‫البداية وأال يواري أي طرف مبادئه ‪ /‬قناعاته عن اآلخر حساب اآلخر حتى ال يجد نفسه بعد‬
‫مرور السنين صفرا بال مبادئ مستقلة أو أفكار تعبر عنه بل يرى نفسه قد أصبح تابعا للطرف‬
‫اآلخر ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬انعدام تقدير الذات ‪:‬‬

‫عندما يتدنى مستوى تقدير المرأة لذاتها فإن المرأة تصبح خائفة سلبية متوترة عدوانية غير‬
‫حاسمة أو متحمسة ويسيطر عليها الشعور بالعجز وقلة الحيلة وهذا الوضع برمته سيكون له‬
‫‪1‬‬
‫تأثير على شعورها بالسعادة وعلى عملها وعلى عالقاتها مع اآلخرين وخاصة المقربين ‪.‬‬

‫المرأة عندما ال تقدر ذاتها وإ مكاناتها وقدراتها وتعلم أنها جميلة وقادرة وقوية بالقدر الكافي‬
‫الذي تستطيع به أن تردع هذا الرجل وبالقدر الكافي الذي يجعلها تعتقد أنها قادرة على‬
‫الحصول على زوج آخر يقدرها أيما تقدير ‪ ,‬فإنها سوف تكون حبيسة حياة شبيهة بالسجن بل‬
‫وأسوأ فعندما تعتقد المرأة أنها ال تمتلك المقومات الكافية لالنطالق للحياة والحد من هذا العنف‬
‫الموجه لها فإنها تعطي الرجل فرصة ذهبية الستغاللها وحبسها عن هذا العالم الواسع الذي‬
‫جعله اهلل لنا لنعمل ونسعد وليس لنذل ونهان ‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬عدم علم ووعي المرأة بحقوقها وحقوق أبنائها ‪:‬‬

‫جهل الطرف الذي يوجه إليه العنف بحقوقه التي قررها له الشارع الحكيم أو التنظيمات الوضعية‬
‫من أهم مسببات العنف أو االستمرار فيه ‪ ,‬فجهل المرأة على سبيل المثال بحقها في الخلع أو في‬
‫حقها بعدم التعرض للضرب الشديد المبرح أو في حقها باالحترام وسماع الرأي أو حقها في‬
‫حضانة أوالدها في حال كان األب ال يصون األوالد وال يربيهم التربية الصحيحة ‪ ,‬من أهم‬
‫مسببات العنف واالستمرار فيه بصورة ظالمة ‪.‬‬
‫فلو كانت المرأة تعرف حقوقها وأوالدها حق المعرفة لرأينا تقهقر نسب حاالت العنف إلى‬
‫النصف ‪ ,‬ولكن التعليم والتربية التي لم تعلم الفتاة حقوقها بل علمتها وحفظتها التزاماتها دون‬
‫حقوقها ‪.‬‬
‫‪ 1‬دستور تقدير الذات ‪ ,‬جيل ليندنفيلد ‪ ,‬مكتبة جرير ‪ ,‬الطبعة األولى ‪ , 2005‬ص‪. 3‬‬

‫‪20‬‬
‫لكن ليس أمامنا في هذه المرحلة إال نشر الوعي بين النساء على شتى األصعدة من أي منبر كان‬
‫فبذلك سنعوض هذا النقص فحين نلزم تضمين المقررات الدراسية ما يثقف الفتاة ويعلمها حقوقها‬
‫فإننا سوف نقوم بالوقاية لما يمكن أن تتعرض له في المستقبل ‪.‬‬

‫الفرع الرابع ‪ :‬محاولة الحفاظ على كيان األسرة وعدم الرغبة في ترك األوالد ‪:‬‬

‫تحاول المرأة في الغالب عند احتمالها لضروب العنف المختلفة التي توجه لها وألوالدها الثبات‬
‫أمامها بهدف المحافظة على كيان األسرة وهويتها وحمايتها من التصدع أو التفكك األسري ‪,‬‬
‫فتصبر متعلقة بأمل كاذب أو تصبر حتى ال تكون فريسة لنظرة المجتمع السلبية أو يكون‬
‫مصيرها للشارع بعد الخروج عن هذا العنف فتصبح بال مأوى ‪.‬‬

‫وأحياناً تبقى وتتجرع األلم لرغبتها في عدم ترك األطفال وحدهم مع الشخص المرتكب للعنف‬
‫مثال ذلك عندما تضطر الزوجة إلى التعايش مع الزوج المرتكب للعنف ضدها بشكل متكرر‬
‫‪1‬‬
‫وذلك من أجل أطفالها الصغار إذا كانت ال تستطيع المغادرة بهم ‪.‬‬

‫الفرع الخامس ‪ :‬انعدام‪ F‬الموارد المالية للمرأة واالعتماد الكلي على الرجل ‪:‬‬

‫عندما يصبح الرجل بوابة المرأة إلى العالم والمنفذ والملجأ الوحيد لها ‪ ,‬عندما ترى الدنيا من‬
‫خالله فتعتمد عليه بكل صغيره وكبيرة وال تعرف أبجديات الحياة بدونه خاصة إذا افتقرت إلى‬
‫وجود األهل والسند غيره ‪ ,‬فسوف يصعب عليها الخروج عنه أو منعه من التعرض لها بأي نوع‬
‫من أنواع العنف بل قد تعتبره ثمنا لما يقدمه لها من ملجأ ومأكل وملبس ونست أو تناست أن هذه‬
‫األمور هي حقها الذي شرعه اهلل سبحانه وتعالى من فوق سبع سماوات فتضطر للبقاء معه‬
‫وتحمل العنف مهما بلغ قدره لعدم فقدان هذا الملجأ ‪.‬‬

‫ويتفاقم ويزداد هذا األمر مع المرأة غير العاملة واألمية التي ال يكون لها ملجأ إال بيت الزوجية‬
‫الذي يمارس عليها شتى أنواع العنف فتضطر للصبر واالحتمال العتمادها الكلي عليه وعدم‬
‫وجود ملجأ آخر لها يحملها ويكفيها عن الذل ‪.‬‬

‫‪ 1‬العنف األسري خالل مراحل الحياة ‪ ,‬د‪ .‬جبرين الجبرين ‪ ,‬مؤسسة الملك خالد الخيرية ‪ , 2005‬صـ‪48‬ــ ‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫ومن هنا أقترح كباحثة على أصحاب السلطة ووزارة الشؤون االجتماعية إيجاد جهات مسئولة‬
‫في كافة المناطق إليواء النساء المتعرضات للعنف واللواتي يفتقدن إلى الملجأ احتذاء بالدول‬
‫المتقدمة ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬أسباب غير مباشرة ‪:‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬الحصول على تعليم أعلى من الرجل ‪:‬‬

‫ومن أكبر اإلشكاليات التي قد تظهر عند بعض األزواج هو غيرة الرجل من نجاحات زوجته‬
‫المتواصلة ومن وصولها ألعلى المراتب العلمية ‪ ،‬هذه النجاحات تشعر الرجل بنوع من النقص‬
‫الذي يدفعه إلى التعويض عنه بأساليب غير تربوية ‪.‬‬

‫ومن مظاهر غيرة الرجل هو التهديد المستمر للزوجة بالضرب أو المنع من الخروج من المنزل‬
‫أو منعها من العمل أو إحراجها في مكان عملها حتى يكسر نجاحاتها‪ ،‬أو إتالف هذه النجاحات‬
‫إذا كانت قابلة للتلف كالبحوث والتجارب واإلصدارات وشهادات التقدير والجواز وغيرها‪ ،‬وهذا‬
‫يجعله يشعر بالراحة النفسية ‪.‬‬

‫ولكن الزوجة الناجحة المتعلمة قد تكون بعض تصرفاتها سبباً في إشعال غيرة الزوج وهذا‬
‫واقع‪ ،‬فربما يؤدي افتخارها بدرجاتها ‪ ،‬أو حديثها المستمر عن أبحاثها إلى شعوره بأنها تقلل من‬
‫شأنه‪ .‬ولكن هناك رجاالً كثيرين يكونون عامالً مساعداً ودافعاً لزوجاتهم إلى تحقيق المزيد من‬
‫النجاح‪ ،‬ويقيناً إن الحياة الزوجية ال يمكن أن تستقيم أو تستمر في ظل التنافس غير المشروع بل‬
‫‪1‬‬
‫في ظل التعاون واإليمان اللذين هما جانبان أساسيان يساهمان في تكامل األسرة ونجاحها‪.‬‬

‫‪ 1‬موقع جريدة كل العراق‬


‫‪http://www.kululiraq.com/index.php‬‬
‫‪4/1/2009‬م‬

‫‪22‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬الحصول على مكانة أعلى من الرجل ‪:‬‬

‫أن التكوين النفسي للرجل يدفعه لإلحساس بالراحة عندما يعرف الناس أن منزل الزوجية‬
‫مفتوح بإمكانياته وأمواله هو فقط وأن زوجته تستمد كبرياءها ووضعها االجتماعي من مكانته‬
‫ووضعه هو‪ ،‬وأي صورة خالف ذلك يرفضها المجتمع أيضا يرفضها لذلك يحاول الرجل‬
‫بشكل دائم تعزيز كيانه على حساب المرأة‪ ،‬ويسعى الختيار شريكة حياته على أسس تتفق مع‬
‫مكوناته الشخصية وطبيعة تكوينه النفسي‪ ،‬وإ ذا شعر أن شريكته سوف تبدو أكثر نجاحا‬
‫وأوسع انتشارا فإنه يخشى االرتباط بها ألنه يعتقد أن نجاحها سيجعلها دائما في وضع مقارنة‬
‫معه ويعيش في قلق دائم خشية أن تتفوق عليه لذلك نجده دائما يعمل بميكانيكية دفاعية ال‬
‫شعورية تخفي ضعفه وقلة حيلته أمام المرأة بأن ينتهز أقل تقصير منها في منزلها‪ ،‬أو تجاه‬
‫أوالدها ويفتعل المشاجرات ليتهمها باإلهمال ويرجع ذلك إلى اهتمامها الزائد بعملها ألن هناك‬
‫اعتقاداً راسخاً في أذهان الكثير من الرجال بأن نجاح المرأة في عملها ووصولها إلى أعلى‬
‫المراتب البد أن يكون على حساب حياتها الخاصة أو على حساب مشاعرها وإ حساسها‬
‫بأوالدها وبيتها‪ ،‬وهذا فهم خاطئ ألن عمل المرأة يجعلها أكثر احتكاكا وأكثر تجربة وخبرة‬
‫وذلك ينعكس على تصرفاتها مع زوجها وفي تربيتها ألطفالها ألنها ستصبح أكثر فهما وتقديرا‬
‫لظروف عمل زوجها وأكثر إحساسا باحتياجه للراحة والهدوء في البيت ألنها مثله تكون في‬
‫‪1‬‬
‫حاجة إلى ذلك‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬الحصول على دخل أعلى من الرجل ‪:‬‬

‫وهذه نتيجة طبيعية فعندما يكون مدخول المرأة أعلى من زوجها فإن نيران الغيرة سوف تشتعل‬
‫بنفسه على الغالب إال من رحم ربي وسوف تترجم هذه الغيرة مع الوقت إلى محاولة إعاقة هذا‬
‫النجاح الذي تفوقت به عليه بشتى الطرق من تهديد من ضرب ومن شتى وسائل الضغط ‪.‬‬

‫الفرع الرابع ‪ :‬عدم التوافق بين الزوجين ‪:‬‬

‫‪ 1‬موقع لـ حواء‬

‫‪http://www.balagh.com/woman/shaksi/hr04soo2.htm‬‬
‫‪4/1/2009‬م‬

‫‪23‬‬
‫عدم التوافق والتكافؤ بين الزوجين أيا كان نوعه سواء كان التوافق العمري‪ ،‬التوافق الشكلي‪،‬‬
‫التوافق في األذواق‪ ،‬التقارب الفكري‪ ،‬التكافؤ االجتماعي‪ ،‬التوافق الترفيهي‪ ،‬العقلي‪ ،‬الروحي‪،‬‬
‫العاطفي‪ ،‬الجنسي ‪,‬من شأنه أن يوجد فجوة بين الزوجين ال يستطيعون دمرها بسهولة ‪.‬‬

‫فاختالف البيئة األسرية بين الزوجين أي أن تكون الزوجة من بيئة أسرية تربت على التشاور‬
‫واالحترام المتبادل بين الزوجين بينما يكون الرجل من بيئة أسرية تربى فيها على أن الرجل‬
‫وحده اآلمر والناهي (والعكس صحيح) ‪.‬‬

‫وكذلك التفاوت الطبقي والثقافي بين الزوجين وهو عندما تكون الزوجة أغنى من الرجل أو من‬
‫طبقة اجتماعية أعلى والعكس صحيح ‪ ,‬كذلك عدم االنسجام الفكري وعدم النضج العاطفي‬
‫والعقلي المتبادل بين الزوجين كل ذلك كفيل بإيجاد شقاق بين الزوجين وبعد وفتور وملل‬
‫( عنف نفسي ) وقد يتطور في بعض الحاالت إلى عنف جسدي نتيجة عدم التوافق أو وصول‬
‫‪1‬‬
‫الزوجين إلى مرحلة الطالق فتتفكك أسرة ويضيع أطفال نتيجة اختيار خاطئ غير مدروس ‪.‬‬

‫الفرع الخامس ‪ :‬نظرة المجتمع ‪:‬‬

‫خوفا من المجتمع ونظرته الحارقة خوفا على سمعتها خوفا من نظرات العطف الزائد أو من‬
‫زيادة الطين بله وتشريع ومباركة مثل هذه األفعال التي تمارس ضدها ‪ ,‬تسكت المرأة عن العنف‬
‫فتبلع غصتها وتبقى أسيره لمثل هذه األفعال بسبب موروثات مجتمعية بالية ال زال المثقف‬
‫والجاهل يعملون بها على حد سواء ‪ ,‬هي ال تعلم كيف ستكون ردة الفعل حال اإلعالن عن‬
‫تعرضها للعنف‪ 2‬وتخمن بنسبة عالية أنها ستكون ضدها كما حصل للذين سبقنها فتفضل البقاء في‬
‫الظل و ( الطبطبة ) على جرح نازف بدل أن يتحول هذا الجرح إلى شق كبير وكسر ال يجبر‬
‫سواء لها أو ألوالدها ‪ ....‬لألسف ‪.‬‬

‫‪ 1‬موقع إذاعة طريق اإلسالم‬


‫‪http://www.islamway.com/?iw_s=outdoor&iw_a=print_articles&article_id=1677‬‬
‫‪5/1/2009‬م‬
‫‪ 2‬موقع بوابة المرأة‬
‫‪http://www.womengateway.com/arwg/Qadhya+Almaraa/violence/violence3.htm‬‬
‫‪5/1/2009‬م‬

‫‪24‬‬
‫الفصل الثاني ‪:‬‬
‫عالج العنف‬
‫األسري‬

‫] النظام المطبق في المملكة [‬ ‫المبحث األول ‪ :‬مظاهر عالج الشريعة للعنف األسري ‪:‬‬

‫سباقة في وضع الحلول واألحكام ألي من المشاكل والمستجدات ‪ ,‬فال يخفى‬


‫الغراء كانت ّ‬
‫شريعتنا َََّ‬
‫على أحد منا أهم خاصية تتميز بها الشريعة اإلسالمية وهي أن تكون صالحة لكل زمان ومكان‬
‫مما يقتضي بالتالي أن يكون بها من المرونة ما يجعلها صالحة الن تكون آخر األديان‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫ولقد تناولت الشريعة السمحة موضوع األسرة بالتنظيم ‪ ,‬وجعلت لهذا الموضوع من األهمية‬
‫الشيء الكثير فنرى في األحاديث واآليات القرآنية من األوامر والنواهي الكثير والتي تركز‬
‫بالدرجة األولى على الترابط األسري ‪ ,‬فلقد سدت الشريعة بأوامرها وترغيبها باب العنف‬
‫األسري ووضعت من الحلول ما يحول دون حدوث العنف بأنواعه ‪ .‬ولكن الشريعة خاطبت‬
‫الناس بأساليب مختلفة ومتدرجة فتارة توجههم بطريق الترغيب وتارة أخرى توجههم بطريق‬
‫الترهيب وذلك ألنها تعي اختالف عقليات البشر فإن ارتدع المخالف تكون قد حققت القصد وإ ن‬
‫لم يرتدع تطبق عليه العقوبة ويأثم فوق ذلك ‪.‬‬

‫وسأتناول في هذا المبحث مظاهر عالج الشريعة للعنف األسري من خالل مطلبين وهما ‪:‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬عالج الشريعة للعنف األسري بطريق الترغيب ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬عالج الشريعة للعنف األسري بطريق الترهيب ‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬عالج الشريعة للعنف األسري بطريق الترغيب ‪:‬‬


‫وله صور عديدة ‪ ,‬وهي كالتالي ‪:‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬وجوب العدل بين الزوجات في المبيت والنفقة والعشرة ‪:‬‬

‫لما كان العدل بين الزوجات سببا الستقرار الحياة الزوجية والشعور باألمان األسري وكذلك‬
‫وه َّن بِاْلمعر ِ‬
‫وف{ النساء _ آية ‪19‬‬ ‫سبيل للعشرة بالمعروف التي أمر اهلل بها في قوله ‪} :‬وع ِ‬
‫َ ُْ‬ ‫اش ُر ُ‬ ‫َ َ‬

‫فلقد اتفق العلماء أن العدل أمر واجب على الزوج وهو شرط إباحة التعدد ‪ ,‬والعدل الواجب على‬
‫الزوج هو العدل فيما يملك وهذا واضح في المبيت والنفقة والعشرة ‪.‬‬
‫النساء _آية ‪3‬‬ ‫ويدلل على وجوب العدل قوله تعالى‪َ } :‬فِإنْ ِخ ْف ُت ْم َأالَّ َتعْ ِدلُو ْا َف َواحِدَ ًة{‬

‫* العدل في المبيت ‪:‬‬

‫‪26‬‬
‫المراد به ‪ :‬هو التسوية بين الزوجات في المبيت فيقسم الليالي بينهن بالتساوي ‪ ,‬بأن يبيت عند كل‬
‫واحدة وقتاً مساوياً للوقت الذي يبيته عند األخريات ‪.‬‬
‫ولقد اتفق الفقهاء على وجوب العدل في المبيت ‪ ,‬فيجب على الزوج العدل والتسوية بين نسائه‬
‫فيما يملك ومن ذلك البيتوتة عندها وفي ذلك تحقيق القصد من المبيت عند الزوجة وهو الصحبة‬
‫والمؤانسة وإ ذهاب الوحشة وسد باب الحقد والضغائن بين الزوجات واألقارب ‪.‬‬

‫* العدل في النفقة ‪:‬‬


‫المراد به ‪ :‬اإلدرار على الشيء بما فيه بقاؤه ‪ ,‬أو هي ما يفرض للزوجة على زوجها من مال‬
‫للطعام والكساء والحضانة ونحوها ‪.‬‬
‫ودليل وجوب النفقة قوله تعالى ‪ِ } :‬لُي ِنف ْق ُذو َس َع ٍة ِم ْن َس َعتِ ِه َو َم ْن قُِد َر َعلَْي ِه ِر ْزقُهُ َفْلُي ِنف ْق‬
‫ل اللَّه بع َد عس ٍر يسرا { الطالق_‪7‬‬ ‫ِم َّما آتَاه اللَّه ال ي َكلِّ ُ َّ‬
‫اها َسَي ْج َع ُ ُ َ ْ ُ ْ ُ ْ ً‬ ‫ف اللهُ َن ْف ًسا ِإاَّل َما آتَ َ‬ ‫ُ ُ ُ‬

‫ويرى جمهور الفقهاء أن الواجب على الزوج أن ينفق على كل زوجة بما يكفيها ويليق بحالها ‪.‬‬
‫ويرى الدكتور فهد العنزي عميد كلية األنظمة والعلوم السياسية التابعة لجامعة الملك سعود في‬
‫رأي أبداه خالل ندوة العنف األسري في تاريخ ‪ /20‬ديسمبر ‪ , 2008/‬أن حرمان الزوجة من‬
‫النفقة والمال والكفاية ال يعتبر من قبيل العنف وال يعد عنفا أبدا بل يعد مجرد حرمان من حق من‬
‫حقوقها ‪ ,‬وهذا عكس ما نراه ‪ ,‬صحيح أن الحرمان من النفقة ال يعد عنفا بمعنى عنف ولكنه يجر‬
‫ويوصل إليه وهو أسهل الطرق إلى العنف حيث من أهم أسباب العنف األمور االقتصادية ‪.‬‬

‫* العدل في العشرة ‪:‬‬


‫المراد بها ‪ :‬حسن مصاحبة كل من الزوجين لآلخر بالقول والفعل ‪.‬‬
‫ويجب على الزوج أن يعاشر كل زوجاته بالمعروف وال يميل إلى واحدة دون أخرى بشكل‬
‫‪1‬‬
‫واضح وهذا مؤسس على أمر اهلل تعالى في محكم كتابه بالمعاشرة بالمعروف ‪.‬‬

‫برأيي في عدل الزوج بين زوجاته في العشرة والنفقة والمبيت سد لباب كبير من أبواب العنف‬
‫النفسي الذي قد يقع على الزوجة التي وقع الظلم عليها ‪ ,‬فالشريعة اهتمت حتى بهذه األمور‬
‫الدقيقة التي قد تكبر مع األيام وتؤدي إلى أمور أعظم ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬وجوب نفقة الولد على والده والعكس ‪:‬‬

‫‪ 1‬العدل بين الزوجات ‪ ,‬د‪ .‬أريج بنت عبد الرحمن السنان ‪ ,‬دار النفائس ‪ ,‬الطبعة األولى ‪1423‬هـ_‪2002‬م ‪ ,‬صــــــ ‪, 30 , 22 , 21‬‬
‫‪45‬ـــــ ‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫تجب نفقة األوالد على اآلباء بدليل الكتاب والسنة واإلجماع ‪.‬‬
‫ِس َوتُ ُه َّن ِب ْال َم ْع ُر ِ‬
‫وف {البقرة_‪233‬‬ ‫قال تعالى ‪َ } :‬و َعلَى ْال َم ْولُو ِد لَ ُه ِر ْز ُق ُه َّن َوك ْ‬
‫وأما السنة فدليلها أن هند أم معاوية جاءت إلى رسول صلى اهلل عليه وسلم وقالت ‪ :‬إن أبا سفيان‬
‫رجل شحيح وإ نه ال يعطيني وولدي إال ما آخذ منه سراً وهو ال يعلم‪ ,‬فهل علي في ذلك شيء ؟‬
‫فقال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ‪ } :‬خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف {‬
‫‪1‬‬

‫ولكن يشترط لوجوبها على الوالد أن يكون حرا قادرا على نفقته وقبل ذلك أن يقدر على نفقة نفسه‬
‫لقوله صلى اهلل عليه وسلم } ابدأ بنفسك ثم بمن تعول { ‪ , 2‬فإذا توافرت هذه الشروط وجبت نفقة‬
‫االبن على األب وال يجوز التحلل منها ‪.‬‬

‫وعلى العكس نفقة الوالد واجبة على ولده كما وجبت نفقة الولد على والده وذلك لقوله عز وجل }‬
‫اح ْبهُ َما ِفي ُّ‬
‫الد ْنَيا َم ْع ُروفاً { لقمان_آية‪ , 15‬وكان من المعروف القيام بكفايتهما ‪ ,‬فلقد جاء رجل‬ ‫وص ِ‬
‫َ َ‬
‫إلى النبي صلى اهلل عليه وسلم وقال ‪:‬‬
‫إن لي ماالً وعياالً وألبي مال وعيال ويريد أن يأخذ مالي فقال صلى اهلل عليه وسلم ‪ }:‬أنت ومالك‬
‫ألبيك {‬
‫وإ ن حق الوالد أعظم من حق الولد فهو ال يقاد بقتله وال يحد يقذفه فلما وجبت عليه نفقة ولده كان‬
‫‪3‬‬
‫من األولى أن تجب نفقته على ولده ‪.‬‬

‫وبهذا سدت الشريعة باب القطيعة والحقد والضغائن والتي قد تصل إلى أمور أعنف بسبب المال‬
‫‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬وجوب نفقة الزوجة على زوجها ‪:‬‬

‫اتفق الفقهاء على وجوب نفقة المرأة على زوجها ‪ ,‬واستدلوا على ذلك بأدلة من الكتاب والسنة‬
‫واإلجماع ‪.‬‬
‫{البقرة ‪233‬‬ ‫أما الكتاب فقوله تعالى ‪ } :‬وعلَى اْلمولُو ِد لَه ِر ْزقُه َّن و ِكسوتُه َّن بِاْلمعر ِ‬
‫وف‬ ‫َ ُْ‬ ‫ُ َ َْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬ ‫َ َ‬

‫‪ 1‬كتاب النفقات ‪ ,‬اإلمام أبي الحسن علي بن محمد حبيب الماوردي ‪ ,‬تحقيق وتعليق ودراسة د‪ .‬عامر سعيد الزيباري ‪ ,‬دار ابن حزم ‪,‬‬
‫الطبعة األولى ‪1418‬هـ _ ‪1998‬م صـــ‪196 ,195 ,193‬ـــــ‬

‫‪ 2‬كتاب النفقات ‪ ,‬مرجع سابق ‪ ,‬صـــ ‪ 198 , 197‬ــــ‬


‫‪ 3‬كتاب النفقات ‪ ,‬مرجع سابق ‪ ,‬صـــ ‪221 ,219‬ــــ‬

‫‪28‬‬
‫فنص على وجوبها بالوالدة في حال تشاغلت بولدها عن استمتاع زوجها ‪ ,‬ليكون أدل على‬
‫وجوبها عليه في حال استمتاعه بها ‪.‬‬
‫وفي السنة نرى فيما روي عن جابر بن عبد اهلل أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم قال في خطبة‬
‫حجة الوداع ‪ } :‬اتقوا اهلل في النساء فإنهن عوان عندكم أخذتموهن بأمانة اهلل واستحللتم فروجهن‬
‫بكلمة اهلل ‪ ....‬ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف {‬
‫‪1‬‬
‫وأما اإلجماع فقد اتفق أهل العلم وجوب نفقات الزوجات على أزواجهن إال الناشز منهن ‪.‬‬

‫فالشريعة لما أوجبت النفقة وقفت موقفا قويا في وجه الرجل الذي قد يحرم المرأة من حقوقها‬
‫فتعيش بال مادة وبالتالي يحدث التفكك األسري بين الزوجين ثم يضيع األطفال بسببه وهذا ما‬
‫أرادت الشريعة تجنبه ‪.‬‬

‫الفرع الرابع ‪ :‬وجوب الرضاعة في الحولين حتى في حال الطالق ‪:‬‬

‫األم هي أقرب الناس إلى ولدها ولبنها هو أفضل غذاء له باتفاق أهل الطب ‪ ,‬وهي أشد الناس‬
‫شفقة على ولدها وأكثرهن حناناً عليه وعلى هذا األساس نطقت النصوص الشرعية بأمر الوالدات‬
‫َأن ُيتِ َّم‬
‫اد ْ‬‫املَ ْي ِن ِل َم ْن ََأر َ‬
‫ضع َن َأواَل َد ُه َّن حولَ ْي ِن َك ِ‬
‫َْ‬
‫بإرضاع أوالدهن ‪ ,‬فقال تعالى ‪ }:‬وا ْلو ِال َد ُ ِ‬
‫ات ُي ْر ْ ْ‬ ‫َ َ‬
‫اع َة { البقرة _ آية ‪ 233‬والنص وإ ن كان وارداً في صورة الخبر إال أنه في معنى األمر فيدل‬ ‫ض َ‬
‫الر َ‬
‫َّ‬
‫على الوجوب على وجه التأكيد ‪ ,‬ولهذا لم يختلف فقهاء المسلمين في ذلك ‪ ,‬فقالوا جميعا بوجوب‬
‫الرضاع على األم سواء كانت متزوجة بأبي الرضيع أم كانت مطلقة منه وانتهت عدتها فإن‬
‫‪2‬‬
‫امتنعت مع قدرتها كانت مسئولة أمام اهلل ‪.‬‬

‫وفي هذا تأكيد صريح وواضح على شد وتقريب حبل التواصل األسري ‪ ,‬حتى في حال الفرقة‬
‫فالشريعة راعت مصلحة الطفل بالرغم من حصول الطالق ‪ ,‬لمعرفتها بحاجة الطفل للحنان‬
‫والرعاية التي إن حرم منها سوف يكبر بشخصية مزعزعة غير قادرة على العطاء بسبب‬
‫تعرضه لهذا اإلهمال أو العنف النفسي ‪.‬‬

‫الفرع الخامس ‪ :‬االهتمام بموضوع المواريث وقسمتها عند اهلل تعالى ‪:‬‬

‫‪ 1‬العدل بين الزوجات ‪ ,‬مرجع سابق ‪ ,‬صــ ‪154 ,153‬ــ‬


‫‪ 2‬حقوق األوالد في الشريعة اإلسالمية والقانون ‪ ,‬بدران ألو العينين بدران ‪ ,‬مؤسسة شباب الجامعة ‪1981 ,‬م صـــ‪49‬ـــ‬

‫‪29‬‬
‫اهتم اإلسالم بموضوع المواريث فقسم التركات تقسيماً دقيقاً ‪ ,‬فتوزيع التركة باألنصبة التي‬
‫حددها العادل والبصير بأفعال العباد وأخالقهم تنطوي على حكمة بليغة سواء في رباط األسرة‬
‫بعضها ببعض أو في تكريم المرأة في التشريع اإلسالمي فاإلسالم أوجب على الرجل اإلنفاق‬
‫على المرأة وفي المقابل أعطى المرأة نصف ما للرجل من ميراث ألنها ال تتكلف وال تتحمل شيئاً‬
‫من النفقة وما تأخذه يعتبر في حكم االدخار فالمرأة إما أن تكون في بيت أبيها أو بيت زوجها‬
‫‪1‬‬
‫وهي في الحالتين مكفولة المئونة ويجب على األب أو الزوج نفقتها ‪.‬‬

‫فمن عدل اإلسالم أن خص الرجل بهذا النصيب فقد جعل اهلل عبء األسرة وإ نشائها كله على‬
‫لذ َك ِر ِم ْث ُل َحظِّ اُألنثََي ْي ِ‬
‫ن {سورة النساء_آية‪11‬‬ ‫الرجل } ِل َّ‬
‫فاإلسالم أعطى المرأة حقها الكامل فهو جعلها مرفهة منعمة أكثر من الرجل ألنها شاركته في‬
‫اإلرث دون أن تتحمل شيئا من التبعات فالمرأة فبل بزوغ شمس اإلسالم كانت ال تعطى شيئاً‬
‫كبر العرب فكانوا يودون أن‬
‫بحجة أنها ال تقاتل ‪ ,‬وال تدافع عن العشيرة فلما نزلت آية المواريث ّ‬
‫‪2‬‬
‫ينسخ الحكم ألنه يخالف ما اعتادوا عليه وألفوه ‪.‬‬
‫ومن المعروف أن أغلب قضايا التفكك األسري وخاصة داخل األسر النووية تنشأ عن الميراث‬
‫وكيفية تقسيمه فجاءت الشريعة لتسد هذا الخلل وحددت نصيب كل وارث بدقة ‪ ,‬وأيضاً المرأة‬
‫وحتى وقتنا الحالي في بعض المجتمعات والقبائل ال زالت تحرم من اإلرث وأساس ذلك التمييز‬
‫العنصري بين الرجل والمرأة الذي ألغته الشريعة إال في أمور معينة فلو أن الكل تمسك بتقسيم‬
‫الشريعة لما حدث التفكك األسري والعنف الذي قد يصل إلى قتل بعض الورثة أحياناً ولقد‬
‫شاهدت قضية في أحد مكاتب المحاماة ولكن ال يتسنى لي عرضها بسبب االلتزام بالسرية كانت‬
‫ستصل إلى ما يسمونه بـ " الدم " بين أفراد األسرة الواحدة كل هذا بسبب اإلرث ‪ ,‬وعدم رضاهم‬
‫بحكم الشريعة ‪.‬‬

‫‪ 1‬المرأة المسلمة بين عدل التشريع وواقع التطبيق ‪ ,‬أ‪.‬د آمنه محمد نصير ‪ ,‬دار الكتاب الحديث ‪1422 ,‬هـ _ ‪2001‬م صــــ‪142‬ــــ‬
‫‪ 2‬المواريث في الشريعة اإلسالمية في ضوء الكتاب والسنة ‪ ,‬الشيخ محمد علي الصابوني ‪ ,‬المكتبة العصرية ‪1426 ,‬هـ _‬
‫‪2005‬م ‪,‬صــــ‪18,19,20,21‬ـــــ‬

‫‪30‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬عالج الشريعة للعنف األسري بطريق الترهيب ‪:‬‬
‫ولها صور عديدة وهي كالتالي ‪:‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬تحريم عضل النساء واإلضرار بهن وأخذ أموالهن بغير حق ‪:‬‬

‫العضل عند الفقهاء أن يمتنع الولي ظلما من تزويج موليته العاقلة البالغة بالكفء الذي رضيته إذا‬
‫تقدم لها بمهر مثلها ‪.‬‬
‫حرم المولى عز وجل ونهى عنه األولياء باأللفاظ الصريحة و بأبين العبارات في أكثر من آية‬
‫لقد ّ‬
‫من آيات القرآن وفي هذا رحمة بعباده فهو األعلم بمصالحهم ‪.‬‬
‫وه َّن ْ ِ‬ ‫طلَّ ْقتُُم ِّ‬
‫اجهُ َّن ِإ َذا تََر َ‬
‫اض ْوا‬ ‫َأن َي ْنك ْح َن َْأز َو َ‬ ‫َأجلَهُ َّن فَال تَ ْع ُ‬
‫ضلُ ُ‬ ‫اء فََبلَ ْغنَ َ‬
‫الن َس َ‬ ‫قال تعالى ‪َ }:‬وِإ َذا َ‬
‫وف ‪ { ...‬البقرة_‪232‬‬ ‫ب ْيَنهم بِاْلمعر ِ‬
‫َ ُْ َ ْ ُ‬
‫فعضل الرجال للنساء أياً كانت صورته قد حرمه اإلسالم ‪ ,1‬خاصة إذا علمنا أن العضل بهدم‬
‫اللبنة األولى من لبنات المجتمع وهي األسرة فإن منع الولي موليته من الزواج سوف ينشأ العنف‬
‫في األسرة وقد يتطور األمر من العنف النفسي إلى الجسدي وهذا أهم سبب يحرم اإلسالم من‬
‫أجله العضل فضال عن أن اإلسالم أولى أهمية خاصة لألسرة وجعل الزواج واالستقرار والرغبة‬
‫فيهما فطرة مجبول عليها أي إنسان فال يجوز حرمانه منها بغير وجه حق ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬النهي عن الطالق في الحيض وفي الطهر مع المسيس ‪:‬‬

‫وهذا يدل على التأني ومراعاة الظروف النفسية للزوجة في حال العذر الشرعي ‪ ,‬فمن المعروف‬
‫أن الطالق ال يقع في اإلسالم إذا كانت الزوجة حائضاً أو وقع في طهر جامعها فيه ‪ ,‬وفي هذا‬
‫داللة واضحة على أن اإلسالم يعظم أمر الطالق ألن فيه هدم للبنة األولى من لبنات المجتمع‬
‫اإلسالمي والتي يحرص اإلسالم على تمسكها ليخرج الذرية فيها نافعين لدينهم ومجتمعهم غير‬
‫جانحين أو مرضى نفسيين ‪.‬‬

‫وفي هذا تضييق لحاالت وقوع الطالق مما يدل على وجوب التأني والتفكير قبل إيقاعه ومراعاة‬
‫الظروف النفسية لكل الزوجين وخاصة ظروف الزوجة النفسية وهي حائض ‪ ,‬فهنا يقف اإلسالم‬

‫‪ 1‬تنبيه أولي الفضل إلى تحريم العضل ‪ ,‬أبو طلحة حسن الشيبي ‪ ,‬دار الثقة للنشر والتوزيع ‪ ,‬الطبعة األولى ‪1400 ,‬هـ صـــ ‪95 ,14‬ــ‬

‫‪31‬‬
‫موقفاً صارماً أمام الطالق الذي يهدم األسرة ويشتت األبناء ويؤدي غالباً إلى عواقب وخيمة ‪,‬‬
‫فحاول أن يقيده بقيود كثيرة ومتعددة حتى يتأنى من بيده إيقاعه قبل االستعجال هذه الخطوة التي‬
‫يترتب عليها تفكك األسرة وضياع األبناء ودمار نفسيتهم ‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬عدم إقرار الطفل المحضون بيد من ال يصونه من أبويه ‪:‬‬

‫جاء في الروض المربع‬


‫" إذا بلغ الغالم سبع سنين خير بين أبويه فكان مع من اختار منهما وال يقر بيد من ال يصونه‬
‫‪1‬‬
‫ويصلحه "‬
‫فإن كان وال بد من الطالق ووقع فعالً فهناك أحكام خاصة بالحضانة نفرق فيها بين حضانة الذكر‬
‫وحضانة األنثى ولكن اإلسالم يلغي كل هذه األحكام في حال كانت حضانة الطفل في يد من ال‬
‫يصونه من أبويه ويصلحه وينشئه التنشئة الصحيحة فال يقر حضانته للطفل وذلك لفوات‬
‫المقصود من الحضانة ‪.‬‬
‫فعلى سبيل المثال لو وقع عنف جسدي على أحد الفتيات من والدها المطلق ففي الشريعة األصل‬
‫في حال طالق الزوجين فإن حضانة البنت تكون لدى والدها وهي ليست مخيرة بذلك ويستثنى‬
‫من األصل إذا كان هذا الوالد ال يصونها ويحفظها وينشئها التنشئة الصحيحة كما لو كان مدمناً‬
‫ويمارس عليها شتى أنواع العنف فتنقل الحضانة لألم في هذه الحالة إن كانت صالحة لها ‪ ,‬فهنا‬
‫وفي هذه الحالة نجد أن الشريعة قامت بالحماية العنف بشكل جذري عندما فصلت الطرف الذي‬
‫يسبب العنف عن الضحية وفي هذا حل حقيقي ومحسوس للعنف األسري‪.‬‬

‫الفرع الرابع ‪ :‬تحريم قتل األوالد وإ سقاط األجنة ( اإلجهاض ) ‪:‬‬

‫‪ 1‬الروض المربع شرح زاد المستقنع ‪ ,‬للعالمة الشيخ أبي العادات منصور بن يونس البهوتي ‪1051_1000‬هـ ‪ ,‬حققه وعلق عليه محمد‬
‫نزار تميم و هيثم نزار تميم ‪ ,‬الجزء األول ‪ ,‬دار األرقم أبي األرقم ‪ ,‬صـــ ‪ 438‬ـــــ‬

‫‪32‬‬
‫حرصت الشريعة على الحفاظ على النفس التي خلقها اهلل لمقتضى العبادة أوالً ‪ ,‬وعلى ذلك فقد‬
‫حرمت الشريعة اإلجهاض بعد الشهر الرابع وذلك باتفاق الفقهاء ألن ذلك قتل نفس بغير حق أما‬
‫‪2‬‬
‫ما يترتب على ذلك من األحكام الدنيوية فاتفق جميع الفقهاء على وجوب الغره ‪.‬‬

‫سباقة بتحريم قتل األوالد حيث نص القرآن على تحريم قتل الفتيات كما كان‬
‫ولقد كانت الشريعة ّ‬
‫سورة التكوير_آية‪, 8/9‬‬ ‫منتشراً بالجاهلية فأبطلوا هذا الفعل } وإ ذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت {‬
‫ق َن ْح ُن َن ْر ُزقُهُ ْم َوِإيَّا ُك ْم ِإ َّن قَ ْتلَهُ ْم‬
‫وحرمت قتل األوالد خشية الفقر} واَل تَ ْقتُلُوا َْأواَل َد ُك ْم َخ ْشَيةَ ِإ ْماَل ٍ‬
‫َ‬
‫طًئا َكبِ ًيرا{ سورة اإلسراء_آية‪ , 31‬فالشريعة حرمت القتل خوفاً من الفقر فكيف بتعذيب األوالد‬ ‫ان ِخ ْ‬
‫َك َ‬
‫الذي يصل إلى القتل ؟‬

‫ويشابه حكم الشريعة ما ورد في قانون العقوبات المصري في مادة ‪ 262‬على إجهاض الحامل‬
‫نفسها بقولها ‪:‬‬
‫" المرأة التي رضيت بتعاطي األدوية مع علمها بها أو رحبت باستعمال الوسائل سالفة الذكر أو‬
‫مكنت غيرها من استعمال تلك الوسائل لها وتسبب اإلسقاط عن ذلك حقيقة تعاقب بالعقوبة سالفة‬
‫الذكر "‬
‫‪2‬‬
‫وهذه العقوبة الحبس من حديه العامين‬

‫ومسؤولية الزوج عن إسقاط الجنين نتيجة العنف والضرب ال تتقرر في القانون الجنائي إال في‬
‫حالة العمد أو القصد االحتمالي ‪ ,‬بينما تتقرر المسؤولية في الشريعة سواء في حالة العمد أو شبه‬
‫‪3‬‬
‫العمد أو الخطأ ‪.‬‬

‫فالشريعة والقانون اتفقوا على تحريم هذا الفعل أياً كانت دوافعه ‪ ,‬وهناك تطبيقات قضائية كثيرة‬
‫في المملكة بدأت تنشر بهدف الردع وصل أحدها لحد القتل تعزيراً ألحد اآلباء الذي عذب طفلته‬
‫حتى الموت ‪.‬‬

‫‪ 2‬موقع اسالم اون الين‬

‫‪19/11/1429‬هـ‬
‫‪ 2‬جرائم اإلجهاض واإلعتداء على الشرف واالعتبار والحياء العام واإلخالل باآلداب العامة من الوجهة القانونية الفنية ‪ ,‬أحمد أبو‬
‫الروس ‪1997 ,‬م ‪ ,‬المكتب الجامعي الحديث األزاربطة ‪ ,‬اإلسكندرية ‪ ,‬صــ‪22‬ــ‬
‫‪ 3‬العنف داخل األسر بين الوقاية والتجريم والعقاب في الفقه اإلسالمي والقانون الجنائي ‪ ,‬د‪.‬أبو الوفا محمد أبو الوفا ‪ ,‬دار جامعة الجديدة‬
‫للنشر ‪2000,‬م ‪,‬صــ‪56‬ـــ‬

‫‪33‬‬
‫الفرع الخامس ‪ :‬دقة الشريعة في معالجة موضوع النشوز والنهي التام عن ضرب الوجه‬
‫والضرب المبرح فضالً عن تقبيح النساء ‪:‬‬

‫إذا الزوجة امتنعت عن أداء حق زوجها وقامت بعصيانه وإ ساءة العشرة معه فهذه المرأة‬
‫بالمنظور الشرعي تعتبر ناشزا ما لم تقلع عن ذلك ‪.‬‬
‫اهجر ُ ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫وه َّن فَِإ ْن‬
‫اض ِرُب ُ‬ ‫ض ِ‬
‫اج ِع َو ْ‬ ‫وه َّن في اْل َم َ‬ ‫وز ُه َّن فَ ِعظُ ُ‬
‫وه َّن َو ْ ُ ُ‬ ‫ون ُن ُش َ‬
‫قال تعالى } والالتي تَ َخافُ َ‬
‫كبِيرا {سورة النساء _آية‪34‬‬ ‫ِ‬
‫ط ْعَن ُك ْم فَالَ تَْب ُغوْا َعلَْي ِه َّن َسبِيالً ِإ َّن اللّهَ َك َ‬
‫ان َعليًّا َ ً‬ ‫َأ َ‬
‫وقد قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم } فاضربوهن ضرباً غير مبرح أي غير شديد {‬

‫فوجهت الشريعة الرجل حال وقوع النشوز إلى التدرج في العالج بأساليب مختلفة على حسب‬
‫حالتها ومستوى نشوزها وال ينتقل للمرحلة الثانية إال إذا تعذر إصالحها باألولى والترتيب‬
‫كالتالي ‪:‬‬
‫‪ _1‬يعضها ويخوفها من اهلل وعقابه بسبب معصيتها للزوج ‪.‬‬
‫‪ _2‬يهجرها في الفراش ‪.‬‬
‫‪ _3‬يضربها ضرباً خفيفاً فال يكسر لها عظماً وال يسم لها بدناً ويتجنب الوجه ‪.‬‬

‫فالشريعة لم تقر الضرب أبدا وإ ن كان وال بد منه فيجب أن يكون غير مبرح أي غير شديد فهنا‬
‫نرى أن الشريعة ضوابط صارمة الستعمال هذا الحق وأنه ال يجب استعماله إال بعد التدرج في‬
‫نصح المرأة ثم هجرها فال نلجأ للضرب كأول الحلول وأيضاً نرى أن الضرب لم يبح إال للنشوز‬
‫أما غير النشوز فال يجوز الضرب له هذا فضال عن أن الشريعة حرمت تقبيح النساء ووصفهن‬
‫‪1‬‬
‫بصفات سيئة ‪.‬‬
‫ويتفق في هذا القانون الجنائي مع الشريعة حيث يقررون مسؤولية الزوج عن تجاوز حدود‬
‫ضرب التأديب ووصوله إلى حد العنف ‪ ,‬حماية للزوجة من إلحاق األذى بها عن طريق التأديب‬
‫‪2‬‬
‫‪.‬‬

‫الفرع السادس ‪ :‬النهي عن الدعاء على األوالد وعن ضربهم ‪:‬‬

‫‪ 1‬موقع صيد الفوائد‬

‫‪19/11/1429‬هـ‬
‫‪ 2‬العنف داخل األسرة بين الوقاية والتجريم والعقاب في الفقه اإلسالمي والقانون الجنائي ‪ ,‬مرجع سابق ‪ ,‬صـــ‪77‬‬

‫‪34‬‬
‫قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ‪ ":‬ال تدعوا على أوالدكم ال توافقوا من اهلل ساعة يسأل فيها‬
‫عطاء فيستجيب لكم "‬
‫من هذا المنطلق نرى أن الشريعة اإلسالمية أولت أهمية كبيرة لألسرة ‪ ,‬حتى انها اهتمت بما‬
‫يصدر عن الولد لوالده والولد لوالده حيث يمكن بناء على ذلك أن تتفكك األسرة نتيجة هذه‬
‫الضغوط النفسية ‪.‬‬

‫فنهى الشارع عن الدعاء على األوالد فضال عن نهيه عن ضربهم إال في حالة واحدة وهو‬
‫الضرب ألهم ركن من أركان اإلسالم وعمود الدين الصالة ويكون ذلك بعد بلوغ سن العاشرة أما‬
‫قبل هذا العمر فال يجوز الضرب ‪ .‬فنرى هنا دقة الشريعة ونستنتج من ذلك رغبتها في الحفاظ‬
‫على ترابط األسرة والحفاظ على صحتها النفسية غير مشوبة بأي خوف أو عنف ‪.‬‬

‫ويتفق القانون الجنائي مع الشريعة في ذلك ‪ ,‬حيث تقرر مسؤولية الوالدين عن النتائج المترتبة‬
‫على تجاوز حدود تأديب الصغار ‪ ,‬ووصوله إلى العنف المتمثل في اإليذاء والجرح والقتل عند‬
‫‪1‬‬
‫تجرد الوالدين من المشاعر الحانية ‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬مظاهر عالج العنف األسري وفقا لكل من التشريعات المقارنة و المنظمات‬
‫الدولية واإلقليمية والمحلية ‪:‬‬
‫لطالما وقفت التشريعات والمنظمات موقفاً صارما من كل ما يهدد سالم وأمان المجتمعات ‪,‬‬
‫فتقرر قواعد منظمة و تنص على عقوبات للمخالفين في أي موضوع يحتاج للتنظيم والتقنين‬
‫لمصلحة المجتمع ‪.‬‬

‫وعندما نركز على قضية العنف األسري نرى أن غالب التنظيمات األجنبية وبعض التنظيمات‬
‫العربية قد تناولت هذه المسألة بالتنظيم فأصدرت لها أنظمة ُمحكمة شاملة لكل الموضوع تحمي‬
‫حقوق المتعرضين للعنف وتردع األشخاص الذين يصدر عنهم هذا الفعل بشكل قاطع ‪ ,‬وزيادة‬
‫على ذلك نجد المنظمات الدولية واإلقليمية تعالج هذه المسألة تنظيماً وتقبل تظلم األشخاص اللذين‬
‫تعرضوا للعنف أمامها وتهيب الدول بأن يواجهوا هذه القضية بحزم ونرى أيضا المنظمات‬

‫‪ 1‬العنف داخل األسرة بين الوقاية والتجريم والعقاب في الفقه اإلسالمي والقانون الجنائي ‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬صــ‪65‬ــــ ‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫المحلية التي تنشأ داخل إقليم المملكة لتتصدى لحاالت العنف وتقوم بدور المساندة لجهات الدولة‬
‫لمواجهة هذه الحاالت والتخفيف منها ونشر الوعي داخل المجتمع بالظاهرة ‪.‬‬

‫وفي هذا المبحث سوف أتناول عالج هذه المشكلة على مطلبين كالتالي ‪:‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬عالج التشريعات المقارنة للعنف األسري ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬مظاهر عالج المنظمات الدولية واإلقليمية والمحلية للعنف‬


‫األسري ‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬عالج التشريعات المقارنة للعنف األسري ‪:‬‬

‫الفرع األول ‪:‬عالج التنظيم األردني للعنف األسري ( نظام العنف األسري ) ‪:‬‬

‫بعد ارتفاع عدد حوادث العنف المنزلي في األردن ‪ ‬و التي وصلت إلى عدد ‪ 132‬حالة خالل‬
‫عامي ‪ 2006‬و‪ ، 2007‬حسب دراسة حديثة ‪ ‬شملت ‪ 11‬محكمة من محاكم المملكة األردنية‬
‫البالغ عددها ‪ 62‬محكمة ‪،‬صادق البرلمان األردني مؤخرا على مسودة قانون يهدف إلى‬
‫مكافحة العنف المنزلي ‪.‬‬
‫يفرض هذا القانون‪ ،‬عقوبات قاسية على المخالفين بدءاً من غرامات كبيرة إلى السجن لمدة قد‬
‫تصل إلى ستة أشهر‪ .‬كما يعطي هذا القانون الحق للحكومة في احتجاز مرتكبي العنف‬
‫المنزلي لمدة ‪ 24‬ساعة "لحماية الضحية"‪ ,‬كما يعطي الحق للمحكمة في منعهم من االقتراب‬
‫من دور الحماية التي توضع فيها الضحايا لضمان حمايتها ‪ ,‬ويمكن للضحايا في ظل هذا‬
‫القانون أن يتقدموا بطلب تعويض مادي في حال إصابتهم بضرر جسدي أو إساءة نفسية ‪ ,‬ذلك‬
‫و يمهِّد القانون الطريق أمام خلق "لجان وفاق أسري" للوساطة بين الضحايا والمعتدين‪,‬‬

‫‪36‬‬
‫وتطالب مسودة القانون أعضاء األسرة الراشدين بالتبليغ عن أي أذى جسدي أو جنسي قد‬
‫‪1‬‬
‫يحصل داخل أسرهم‪.‬‬

‫ولقد قالت مديرة دار الوفاق أمل العزام " ستكون األفضلية في هذا القانون للوفاق واإلصالح‬
‫األسري من خالل تكوين للجنة من وزارة التنمية االجتماعية‪ ،‬أما األفضلية الثانية ستكون من‬
‫خالل التحويل باالستشارات االجتماعية والتأهيل النفسي‪ ،‬فبعض الحاالت تتسم بالخطورة‬
‫كحاالت " التحرش الجنسي " فنقوم بأخذ أمر حماية من الرجل وذلك عن طريق حماية الطفل‬
‫حيث يتعهد الرجل بعدم التواجد في األماكن التي يتواجد بها الطفل والزوجة واهم شيء أن نكفل‬
‫اإلجراءات الالزمة لضمان سالمة المشتكي والمتضررين وتوفير الحماية والمصلحة العامة لكافة‬
‫اإلطراف‪ ،‬فعندما يتم إيقاف الزوج فان هذا األمر يؤدي إلى زيادة العنف وال يقلله وإ ذا تمثل‬
‫بأسلوب التهديد قد يبعد الرجل لمدة ‪ 48‬ساعة عن بيته حتى يتم تأمين األسرة في مكان يوفر لهم‬
‫‪2‬‬
‫الحماية الكاملة "‪.‬‬

‫وبهذا نرى أن المنظم األردني سد باب العنف بهذا النظام وبشكل نهائي ورادع ‪ ,‬فأي اعتداء أو‬
‫تحرش سوف يطبق عليه هذا النظام تلقائيا ‪ ,‬ومن الجدير بالذكر أن المملكة األردنية هي من‬
‫أوائل الدول العربية التي سدت باب العنف األسري بشكل قانوني يتمثل بإصدار نظام متكامل‬
‫ومصدق عليه ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪:‬عالج التنظيم التركي للعنف األسري ‪:‬‬

‫جاء النظام التركي للعنف األسري محكماً رادعاً حيث ينص على أنه في حال تعرض أحد أفراد‬
‫العائلة الذين يعيشون تحت سقف واحد إلى اعتداء حسب بالغ من الضحية أو من النائب العام‬
‫يحق للقاضي أن يصدر حكما أو أكثر حسب طبيعة كل موضوع معروض عليه إلى جانب اتخاذ‬
‫نصت عليه مواد القانون المدني التركي‪.‬‬
‫إجراءات أخرى يراها مناسبة‪ ،‬إضافة على ما ّ‬

‫‪ 1‬موقع ايف اليت ‪ ,‬قسم حقوق اإلنسان‬


‫‪http://www.evelight.net/h_rights/hr8.htm‬‬
‫‪1429 /23/12‬هـ‬
‫‪ 2‬موقع عمان نت‬
‫?‪http://www.ammannet.net/look/article.tpl‬‬
‫‪IdPublication=3&NrIssue=5&NrSection=1&NrArticle=7408&IdLanguage=18‬‬
‫‪1429 /23/12‬هـ‬

‫‪37‬‬
‫مثالً لو عاد الزوج إلى بيته تحت تأثير الكحول وقام باالعتداء على الزوجة واألطفال‪ ،‬يحق‬
‫تحجر عليه فيه "أن يعود إلى بيته تحت تأثير الكحول" أو إذا كان الزوج‬
‫للمحكمة أن تصدر حكما ّ‬
‫في حاجة إلى أن يستبعد من البيت‪ ،‬بإمكانها أن تصدر أكثر من حكم واحد‪ ،‬كأمر "بعدم االقتراب‬
‫من بيت الزوجة أو مكان عملها" أو" عدم إلحاق الضرر بممتلكات الزوجة" أو" بإعالم مدير‬
‫الزوج‪/‬الزوجة المتهم أو صاحب العمل نفسه" أو "منع الزوج‪/‬الزوجة المتّهم من العودة إلى البيت‬
‫المشترك"‪ .‬وفي حال وجود ظروف استثنائية‪ ،‬يحق للمحكمة إصدار أحكام أخرى مشابهة‬
‫باإلضافة إلى ما ذكر‪.‬‬

‫مجددا لالعتداء‪ ,‬فبإمكانها إصدار حكم‬


‫تعرض الضحية ّ‬
‫تبينت للمحكمة االبتدائية إمكانية ّ‬
‫لو ّ‬
‫مباشرة بعد تقديم الدعوى دونما حاجة إلى شهود أو جلسات استماع للطرف اآلخر‪ ,‬وليس مطلوبا‬
‫مجددا لالعتداء ‪ ,‬فبإمكان‬
‫من ضحايا االعتداء أن يثبتوا للمحكمة إمكانية تعرضهم ّ‬

‫المحكمة إصدار حكم نافذ على فترة تصل إلى ست أشهر‪ ,‬و في حال عدم التزام المتهم بتنفيذ أمر‬
‫يوجه له‪/‬لها تحذير بأنه عرضة للتوقيف والحبس‪.‬‬
‫المحكمة‪ّ ،‬‬

‫مادية ‪ ,‬وبغاية‬
‫بوسع رئيس الجلسة أن يصدر أمرا بالنفقة تفاديا لتعريض الضحية ألي حاجة ّ‬
‫تحر لتحديد مستوى عيش كل من الشاكي والمدعى‬
‫تحديد مبلغ النفقة‪ ,‬يطلب من خبير إجراء ّ‬
‫عليه‪ ,‬لتجنب تحميل الضحية مصاريف مالية‪ ,‬تقبل المطالب‪/‬الدعاوى بدون رسوم‪.‬‬

‫إضافة إلى هذه الحماية القوية برأيي لضحايا العنف فإن اإلجراءات التالية تتخذ بعد القيام باألمور‬
‫يتعين على المحكمة االبتدائية إرسال نسخة من أمر الحجر إلى مكتب‬
‫السالف ذكرها ‪ ،‬حيث ّ‬
‫النائب العام‪ ،‬وتتكفل الشرطة بمسئولية تنفيذ األمر‪ ,‬و في حال عدم االلتزام بتنفيذ األمر‪ ،‬تجري‬
‫الشرطة تحقيقها الخاص ‪ ،‬بدون حاجة لتقديم الضحية شكوى رسمية أو تحويل الوثائق إلى النائب‬
‫تقدم باسم الدولة ضد‬
‫العام في أقرب أجل ‪ ,‬يقوم النائب العام برفع دعوى لدى المحكمة االبتدائية ّ‬
‫الزوج‪/‬الزوجة الذي لم يمتثل ألمر الحجر‪ ,‬و يتم النظر في الدعاوى المذكورة آنفا بالشكل‬
‫والسرعة التي نصت عليها قوانين المحاكم الجنائية‪.‬‬

‫أما من ناحية العقوبة فبنهاية المحاكمة‪ ،‬إذا توضح أن الزوج‪/‬الزوجة غير الممتثل ألمر الحجر‬
‫مذنب بجرم آخر‪ ،‬يصبح عرضة لعقوبة سجن تتراوح بين ثالث وستة أشهر‪ .‬يصدر حكم العقوبة‬
‫المذكورة على أساس توجيه تحذير للمتهم من قبل المحكمة سابق بعواقب عدم امتثاله ألمر‬
‫الحجر‪ ،‬وبتعريضه وحدة األسرة للخطر على نحو مستمر‪ ,‬الغرض من حصر عقوبة السجن بمدة‬

‫‪38‬‬
‫ال تتجاوز الست أشهر‪ ،‬توظيفها فقط كعنصر رادع‪ ،‬ولضمان عدم تطابق مدة العقوبة مع ّحيز‬
‫‪1‬‬
‫زمني خاص بعقوبات جنائية ‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬قانون الطفل المصري ‪:‬‬

‫( ‪ 12‬لسنة‬‫( تعديل قانون الطفل رقم‬‫أصدر المجلس القومي للطفولة واألمومة مسودة مشروع‬
‫‪ 1996‬في أكثر من تعديل ألكثر من ‪ 60‬مادة في قانون الطفل ‪ ,‬ولعل أهم مادة تهمنا في هذا‬
‫النظام هي المادة الثانية والتي تنص على ‪:‬‬

‫" مع مراعاة أحكام اتفاقية حقوق الطفل وغيرها من المواثيق الدولية يقوم هذا القانون على‬
‫كفالة المبادئ والحقوق التي تهدف إلى حق الطفل في الرعاية والبقاء في كنف أسرة متماسكة‬
‫والتمتع بمختلف التدابير التي تحميه من كافة أشكال العنف واإلساءة البدنية أو الجنسية أو‬
‫اإلهمال‪ ،‬كما يهدف إلى حمايته من أي نوع من أنواع التمييز‪ ،‬وأن يكون له الحق في‬
‫‪2‬‬
‫الحصول على المعلومات واالستماع إلى رأيه "‬

‫فنرى في النظام المصري مادة صريحة تنبذ العنف وتقرر حق الطفل بالعيش بأمان في كنف‬
‫أسرته ‪.‬‬

‫الفرع الرابع ‪ :‬عالج التنظيم األمريكي للعنف األسري ‪:‬‬

‫‪ 1‬منظمة التضامن النسائي للتعلم من أجل الحقوق والتمنية والسالم‪wlp‬‬


‫‪http://learningpartnership.org/ar/node/1104‬‬
‫‪23/12/1429‬هـ‬
‫‪ 2‬منتدى الدكتورة شيماء عطا هللا‬
‫‪http://www.shaimaaatalla.com/vb/showthread.php?p=1971#post1971‬‬
‫‪24/12/1429‬هـ‬

‫‪39‬‬
‫يوجب القانون األمريكي على كل من يقدم خدمة مباشرة لألطفال كالمعلمين واألطباء‬
‫والممرضات أن يبلغوا عن أي حالة عنف أو إساءة معاملة لألطفال أياً كان نوعها بل وإ نهم في‬
‫حال التقاعس و عدم التبليغ فإن القانون يوجب عقابا عليهم ‪.‬‬

‫ولكنها في المقابل شجعت المواطنين على التبليغ فاكتفت الحكومة بمجرد االشتباه بوجود إساءة‬
‫معاملة حتى يتم التبليغ فليس بالضرورة أن يكون متيقناً من وجوده فمتى وجدت الشكوك فهو‬
‫مطالب بالتبليغ كما أنه ال يتوجب عليه اإلدالء بإثباتات وبراهين لبالغه ‪ ,‬ولم تكتفي القوانين‬
‫بمجرد تشجيع المواطنين على اإلبالغ بل وصل األمر إلى حد تقديم حماية جنائية ومدنية للمبلغ‬
‫مما قد يتعرض له الشخص بسبب قيامة باإلبالغ وذلك من أجل إعطاء المواطنين الشعور باألمن‬
‫وعدم المسائلة مما يقود إلى تشجيعهم على اإلبالغ عن المزيد من الحاالت ‪.‬‬

‫وبسبب عدم اإلبالغ عن اإلهمال والعنف فإن آالف األطفال يموتون بسببه مما دفع معظم‬
‫الواليات المتحدة األمريكية إلى تبنى قوانين تعاقب فيها الساكتين عن العنف وإ ساءة معاملة‬
‫األطفال حيث نص النظام على أن عدم اإلبالغ عن حاالت إساءة معاملة األطفال وإ همالهم يعتبر‬
‫جريمة جنائية يعاقب عليها الشخص الذي لم يبلغ عن هذه الحالة وتصل العقوبة إلى السجن أو‬
‫الغرامة أو كالهما وإ لى جانب المسئولية الجنائية هناك المسئولية المدنية التي من خاللها تفرض‬
‫السلطة التنفيذية مسئولية مدنية على كل من يتعامل مع األطفال بضرورة اإلبالغ عن إساءة‬
‫المعاملة وفي حالة فشلهم في القيام بهذه المهمة فإن مسئوليتهم وسيرتهم المدنية تكون مثاراً‬
‫للشكوك وعدم االرتياح ففي حالة إهمال المعلم أو المعلمة في المدرسة لألطفال الذين يتعرضون‬
‫إلساءة المعاملة واإلهمال وعدم االهتمام باكتشاف هذه الحاالت واإلبالغ عنها ‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى عام ‪1974‬م عندما ظهر تشريع تحت مسمى ( القانون الوطني لحماية األطفال‬
‫من إساءة المعاملة واإلهمال) الذي يقدم مساعدة من الحكومة الفدرالية للواليات التي اهتمت بهذه‬
‫المشكلة ويشجع المؤسسات األهلية ومراكز البحوث من أجل بذل المزيد لمحاربة هذه المشكلة‬
‫ويحث على ضرورة االهتمام باإلبالغ عن حاالت إساءة معاملة األطفال وإ همالهم ‪.‬‬

‫ولقد ازداد تدخل الحكومة الفدرالية في هذا المجال وذلك من خالل قانون حماية األطفال من‬
‫اإليذاء ‪1988‬م وقانون الخدمات األسرية عام ‪1992‬م ولقد أوجدت الحكومة الفدرالية مركزاً‬
‫وطنياً إلساءة معاملة األطفال وإ همالهم يهدف بالدرجة األولى إلى تدعيم البحث في هذا المجال‬
‫وتزويد الواليات بالمعلومات ومساعدتها للتصدي لهذه المشكلة وتقديم الدعم المادي للمراكز‬
‫المتخصصة في حماية األطفال من اإلهمال والتعرض لإلساءة ‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫وحينما يقوم األفراد بواجبهم والتزامهم بالتبليغ عن أي حالة عنف أو إساءة معاملة سواء كانوا‬
‫متيقنين منها أو في حالة شك فيأتي دور القانون حيث ينص قانون حماية األطفال على وجوب‬
‫أخذ جميع البالغات مأخذ الجد والتعامل معها بمستوى ٍ‬
‫عال من االهتمام ‪ ،‬فينبغي على الجهة‬
‫قدم إليها البالغ وغالباً ما تكون الشرطة دراسة البالغ بالتعاون مع األشخاص‬
‫األمنية التي ّ‬
‫المختصين في هذا المجال وذلك لتحديد هل هذا البالغ يحمل ما يكفي من أجل فتح قضية " إساءة‬
‫معاملة ‪ " Child abuse‬أم أنه ليس هناك ما يدعو إلى ذلك وفي حال االقتناع بوجود أدلة‬
‫وبراهين وقرائن تشير إلى حدوث إساءة معاملة بالفعل فإن الخطوة التالية هي تحويل القضية إلى‬
‫محكمة جنائية أو إلى محكمة مدنية وذلك حسب القضية ومالبساتها‪ .‬وفي حالة إقرار المحكمة‬
‫بإدانة المتهم فإن العقاب يتدرج من السجن إلى الغرامة أو كالهما ‪ .‬وغالباً ما تقرر المحكمة‬
‫حماية للطفل الذي تعرض إلساءة المعاملة وتتمثل هذه الحماية في ‪:‬‬

‫‪ -1‬إعادة الطفل إلى أسرته مع وضعة تحت المراقبة واإلشراف من قبل المؤسسات‬
‫االجتماعية المهتمة بهذا الشأن‪.‬‬

‫‪ -2‬نزع الطفل من أسرته ووضعه لدى أسره بديلة ‪.‬‬

‫ومن المالحظ أن التعامل مع الحالة ال يقتصر على مجرد إثبات إساءة معاملة الطفل بل يكون‬
‫االهتمام األكثر هو على حماية الطفل وهو الشيء الذي تفتقده الكثير من التشريعات المعمول بها‬
‫في دول أخرى‪.‬‬

‫أما في حال عدم ثبوت ذلك فإنه يتم إنهاء الحالة مع إعطاء المتهم وقتاً محدداً للمطالبة بإزالة هذه‬
‫‪1‬‬
‫الحادثة من سجله المدني‪.‬‬

‫الفرع الخامس ‪ :‬عالج التنظيم السويدي للعنف األسري ‪:‬‬

‫يتشابه القانون السويدي مع القانون األمريكي في أن قانون الشؤون االجتماعية السويدي يلزم‬
‫أفراد المجتمع وخاصة القريبين من األطفال بضرورة اإلبالغ عن كل ما يعتقد أنه إهمال لألطفال‬
‫أو سوء معامله أو تعريض األطفال للخطر ‪ ،‬إال أن هذا البالغ قد يكون موجها للشؤون‬

‫تشريعات حقوق األطفال بين الشريعة اإلسالمية وبعض‪ ‬القوانين الوضعية‪ ,‬د‪.‬جبرين‪ F‬الجبرين ‪ ,‬مجلة التربية‪ ,‬جامعة األزهر‬ ‫‪1‬‬

‫‪ , 2002‬صـ ـ‪16,17,18,19‬ـ ـ‬

‫‪41‬‬
‫االجتماعية التي تقوم بدورها على أساس مرسوم وواضح ويفضل عدم اللجوء إلى الجهات‬
‫‪1‬‬
‫األمنية مباشرة حسب نص النظام ‪.‬‬

‫الفرع السادس ‪ :‬عالج التنظيم األسترالي للعنف األسري ‪:‬‬

‫في أستراليا تم سن قانون ينص على وجوب اإلبالغ عن كل ما يمكن اعتباره إساءة معامله‬
‫لألطفال (‪. )Mandatory reporting of child abuse law 1990‬‬

‫و ينص القانون على أهمية اإلبالغ عن كل ما يمكن اعتباره إساءة معاملة أو إيذاء لألطفال‬
‫والمراهقين بكل أشكاله البدنية والجنسية ولقد حدد القانون العديد من األشخاص الذين يشغلون‬
‫أعماالً تتعلق بالتعامل مع األطفال والمراهقين وذلك مثل األطباء ‪ ،‬الممرضات ‪ ،‬رجال األمن ‪،‬‬
‫المدرسين والمدرسات العاملين في رياض األطفال ودور الحضانة‪.‬‬

‫و ينص القانون على أن أي شخص من المذكورين يجب عليه اإلبالغ متى ما أقتنع أن طفالً‬
‫يعاني أو من المحتمل أنه سوف يعاني من اإليذاء البدني أو الجنسي أو أن والدية لم يوفرا له‬
‫‪2‬‬
‫الحماية أو ال يستطيعان توفير الحماية له ‪.‬‬

‫ونالحظ في الفروع الثالثة األخيرة االهتمام الكبير بالطفل وعلى ما يقع عليه من عنف أو‬
‫إساءة لدرجة تشابه التنظيمات بينها وهذا التشابه يرجع بنظري إلى أن هذه األنظمة تتبع دول‬
‫صناعية متقدمة تعي أهمية الفرد في بناء المجتمع ثم بناء الوطن ككل فحرصت بالتالي على‬
‫صفاء نفسه وروحه حتى يكون قادرا في المستقبل على العطاء ‪.‬‬

‫‪ 1‬تشريعات حقوق األطفال بين الشريعة اإلسالمية وبعض القوانين الوضعية ‪ ,‬مرجع سابق ‪ ,‬صـــ‪ 20‬ـــ‬
‫‪ 2‬تشريعات حقوق األطفال بين الشريعة اإلسالمية وبعض القوانين الوضعية ‪ ,‬مرجع السابق ‪,‬صــ‪21‬ـــ‬

‫‪42‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬مظاهر عالج المنظمات الدولية واإلقليمية والمحلية للعنف األسري ‪:‬‬

‫فعال في محاربة ظاهر العنف األسري سواء كان‬


‫كان للمنظمات الدولية والمحلية واإلقليمية دور ّ‬
‫ذلك من حيث إصدار االتفاقيات التي تتناول هذه الظاهرة أو بالتوعية بها ونشر الثقافة وتعليم‬
‫الشرائح المستهدفة كيفية المواجهة الصحيحة لكافة أنواع العنف كذلك فتحت الباب أمام هؤالء‬
‫الذين يتعرضون للعنف بالتوجه إليها والتظلم أمامها فيجدوا عندها الحكم العادل واألمان‪.‬وسوف‬
‫أتناول في هذا المطلب مظاهر عالج العنف األسري لدى المنظمات الدولية واإلقليمية وأخيراً‬
‫المحلية ‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬مظاهر عالج المنظمات الدولية للعنف األسري ‪:‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬هيئة األمم المتحدة ‪:‬‬

‫لما كان األطفال هم أكبر فئة مستهدفة من هذه الظاهرة ‪ ,‬فقد عملت هيئة األمم المتحدة على تقنين‬
‫حقوق هؤالء األطفال وجعلها في اتفاقية سميت بـ " اتفاقية حقوق الطفل " ولقد قامت غالبية الدول‬
‫األعضاء في األمم المتحدة بالتصديق على االتفاقية بشكل كامل أو جزئي وقد قامت الجمعية‬
‫العامة بالموافقة على إدراج االتفاقية من ضمن القانون الدولي في ‪ / 20‬نوفمبر ‪1989 /‬م وقد‬
‫دخلت حيز التنفيذ ‪ /2‬سبتمبر‪ 199/‬بعد أن صدقت عليها الدول الموقعة ‪.‬‬

‫تعترف االتفاقية أن لكل طفل حقوق أساسية تتضمن الحق في الحياة وفي الحصول على اسم‬
‫وجنسية والحق في تلقي الرعاية من والديه والحفاظ على صلة معهما حتى ولو كانا منفصلين‬

‫‪43‬‬
‫وألزم الدول بأن تسمح للوالدين بممارسة مسؤولياتهما األبوية كما وتعترف بحق الطفل في‬
‫التعبير عن الرأي ‪ ,‬بحمايته من التنكيل واالستغالل ‪ ,‬وأن يتم حماية خصوصياته ‪ ,‬وأال يتم‬
‫‪1‬‬
‫التعرض لحياته ‪ ,‬كذلك تمنع إعدام األطفال ‪.‬‬

‫ولقد انضمت المملكة لهذه االتفاقية بالمرسوم الملكي رقم م‪ 7/‬في ‪16/4/1416‬هـ (‬
‫‪11/9/1995‬م) على االنضمام إلى االتفاقية التي أقرتها من الجمعية العامة لألمم المتحدة مع‬
‫التحفظ على جميع المواد التي تتعارض مع أحكام الشريعة اإلسالمية وذلك لما توليه المملكة من‬
‫اهتمام بالغ لرعاية الطفولة ‪ ,‬ومن منطلق تحقيق التعاون الدولي الذي ترتبط به المملكة في إطار‬
‫المنظمة العالمية ‪ ,‬ولما اشتملت عليه اتفاقية حقوق الطفل من توافق مع ما شملته الشريعة‬
‫اإلسالمية من رعاية كاملة لحقوق الطفل ‪ ,‬بدءاً من بداية عمره في بطن أمه وهو جنين إلى‬
‫‪2‬‬
‫انتقاله لمرحلة الرشد لتضمن له حقوقه كإنسان ‪.‬‬

‫* دراسة األمين العام لألمم المتحدة المتعلقة بالعنف ضد األطفال ‪:‬‬

‫طلبت الجمعية العامة لألمم المتحدة من األمين العام أن يجري دراسة متعمقة بشأن العنف ضد‬
‫األطفال ‪ ,‬وأن يضع توصياته للتصدي له وفي فبراير ‪ 2003‬عين الخبير المستقل البروفسور‬
‫باولو سيرجيو بينهيرو ليشرف على هذه الدراسة بالتعاون مع مكتب المفوض السامي لحقوق‬
‫اإلنسان واليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية ‪.‬‬

‫وتمثل دراسة األمين العام لألمم المتحدة المتعلقة بالعنف ضد األطفال مسعى عالمي لرسم صورة‬
‫مفصلة لطبيعة العنف ضد األطفال ومدى انتشارها وأسبابه ‪ ,‬والقتراح توصيات واضحة للعمل‬
‫على منعه والتصدي له‪.‬‬

‫وهذه هي المرة األولى التي تُبذل فيها محاولة لتوثيق حقيقة العنف ضد األطفال في مختلف أنحاء‬
‫العالم ولرسم خريطة للجهود المبذولة لوقفه ومنذ عام ‪ 2003‬م ساهم أالف من اإلفراد في هذه‬
‫الدراسة و بالمشاركة في استشارات وفرق عمل ومن خالل االستبيانات وغيرها ‪ ,‬وقد لعب‬
‫فعاالً في مختلف مراحل الدراسة ‪.‬‬
‫األطفال والشباب دوراً ّ‬

‫‪ 1‬موقع ويكيبديا ‪http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D8%AA " ,‬‬


‫_‪%D9%81%D8%A7%D9%82%D9%8A%D8%A9_%D8%AD%D9%82%D9%88%D9%82‬‬
‫‪"%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%81%D9%84‬‬
‫‪/15‬ذو الحجة ‪1429 /‬هـ‬
‫‪ 2‬تقرير المملكة العربية السعودية حول التدابير المتخذة إلنقاذ اتفاقية حقوق الطفل ‪ ,‬اللجنة الوطنية السعودية لرعاية الطفولة ‪ ,‬الرياض ‪,‬‬
‫‪1419‬هـ ‪1998 /‬م ‪ ,‬صـــ‪25‬ـــ ‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫ومن نتائج هذه الدراسة أن العنف ضد األطفال يمارس في كل مكان ‪ ,‬بغض النظر عن بلدهم أو‬
‫مجتمعهم أو فئتهم االجتماعية ‪ ,‬وقد يتصدر العنف المفرط عناوين الصحف إال أن األطفال‬
‫يقولون إن أعمال العنف واإليذاء اليومية الصغيرة المتكررة تؤذيهم أيضاً ( العنف اللين ) وبينما‬
‫تظل بعض أعمال العنف غير متوقعة ومعزولة ‪ ,‬فإن العنف ضد األطفال غالباً ما يقع من قبل‬
‫أفراد يعرفونهم ويثقون بهم كاآلباء واألمهات أو األصدقاء أو الصديقات أو األزواج والشركاء أو‬
‫زمالء الدراسة أو المدرسين والمشغلين ‪.‬‬

‫ومن أشكال العنف ضد األطفال العنف الجسدي والعنف النفسي مثل عبارات الشتم واإلهانة‬
‫والتمييز واإلهمال وسوء المعاملة ‪ ,‬ومع أن االنعكاسات قد تتفاوت وفقا لطبيعة العنف وشدته‬
‫‪1‬‬
‫تكون العواقب على األطفال والمجتمع ككل في معظم األحيان خطيرة وضارة ‪.‬‬

‫*حملة األمين العام لألمم المتحدة إلنهاء العنف ضد المرأة ‪:‬‬

‫أطلق األمين العام لألمم المتحدة بان كي‪ -‬مون حملة تمتد سنوات عديدة لتكثيف اإلجراءات‬
‫الرامية إلى وضع حد للعنف ضد المرأة والفتاة‪.‬‬

‫حيث أن كل امرأة من أصل ثالث نساء على األقل في العالم يحتمل تعرضها للضرب أو‬
‫االعتداء عليها ‪ ،‬وفقا لتقديرات األمم المتحدة ‪ ،‬وتسقط امرأة من كل خمس نساء ضحية‬
‫لالغتصاب أو محاولة االغتصاب ‪ .‬ويشكل االتجار بالنساء والتحرش الجنسي بهن وتشويه‬
‫األعضاء التناسلية لألنثى والقتل المتصل بالمهور وجرائم الشرف وقتل الجنين إذا كان أنثى‬
‫ْأو ُجهاً أخرى واسعة االنتشار لهذه المشكلة ‪.‬‬

‫وقال األمين العام " إن العنف ضد المرأة والفتاة يترك بصمته الشنيعة على كل القارات‬
‫والبلدان والثقافات ‪ ...‬ولقد آن األوان للتركيز على اإلجراءات الملموسة التي يمكننا وعلينا‬
‫جميعا الدول األعضاء وأسرة األمم المتحدة والمجتمع المدني واألفراد ‪ -‬رجاال ونساء‪،‬‬
‫اتخاذها لمنع هذه اآلفة والقضاء عليها ‪ .‬لقد آن األوان لكسر جدار الصمت وجعل القواعد‬
‫القانونية واقعا في حياة المرأة "‪.‬‬

‫‪ 1‬العنف ضد األطفال دراسة األمين العام لألمم المتحدة‬


‫‪http://www.unicef.org/violencestudy/arabic/photoessay.html‬‬
‫‪/15‬ذو الحجة ‪1429 /‬هـ‬

‫‪45‬‬
‫وستسعى الحملة إلى تعبئة الرأي العام لكفالة عمل صناع السياسات في أعلى المستويات على‬
‫منع العنف ضد المرأة والقضاء عليه ‪ ,‬وسيتمثل أحد أهدافها األساسية في كفالة اإلرادة‬
‫السياسية وزيادة الموارد المقدمة من الحكومات والمؤسسات الدولية وكيانات األمم المتحدة‬
‫والقطاع الخاص وغيرها من الجهات المانحة العتماد السياسات وتنفيذ البرامج الرامية إلى‬
‫معالجة هذا المشكلة ‪ ,‬ويهيب األمين العام بقادة العالم‪ ،‬رجاال ونساء‪ ،‬أن يقودوا حمالت وطنية‬
‫لوضع حد للعنف ضد المرأة‪ .‬وستركز الحملة التي ستستمر من ‪ 2008‬إلى ‪2015‬م‪.‬‬

‫ولقد كانت كلمة األمين العام بان كي _مون عند إطالقه حملة إلنهاء العنف ضد المرأة أمام لجنة‬
‫وضع المرأة ‪ ,‬نيويورك ‪ /25‬فبراير ‪ 2008‬كالتالي ‪:‬‬

‫" إن العنف الموجه ضد المرأة مسألة ال تحتمل االنتظار‪ ,‬وهذا ما يتجلي من مجرد إطاللة‬
‫على اإلحصاءات ‪ ,‬فكل امرأة من ثالثة نسوة يحتمل أن تتعرض في عمرها للضرب أو تكره‬
‫على ممارسة الجنس أو تتعرض لالعتداء ‪ ,‬ومن خالل ممارسة اختيار اآلباء لجنس المولود‪،‬‬
‫يحرم العديد من اإلناث من حقهم في الوجود ‪ ,‬وليس بمنأى عن هذه اآلفة أي بلد أو ثقافة أو‬
‫امرأة شابة كانت أم مسنة‪ ,‬وفي أغلب األحوال‪ ،‬ال ُيعاقَب على هذه الجرائم‪ ،‬ويفلت مرتكبوها‬
‫من العقاب‪.‬‬
‫‪ ‬وهذه الحملة إنما هي من أجلهن ‪ ,‬فهي حملة من أجل النساء والفتيات اللواتي يحق لهن‬
‫العيش بمنأى عن العنف‪ ،‬حاال واستقباال‪ ,‬وهي حملة لوقف ما تتكبده البشرية جمعاء من تكلفة‬
‫‪1‬‬
‫باهظة من جراء العنف المرتكب ضد المرأة "‬

‫‪ 1‬حملة األمين العام إلنهاء العنف ضد المرأة‬


‫‪http://www.un.org/arabic/women/endviolence/index.shtml‬‬
‫‪ /20‬ذو الحجة ‪1429 /‬هـ‬

‫‪46‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬اليونيسيف ‪:‬‬

‫تدعو اليونيسيف إلى تهيئة بيئة توفر الحماية لألطفال وذلك من خالل شراكة مع الحكومات على‬
‫الصعيدين الدولي والوطني ‪.‬‬
‫وتعد حماية األطفال من العنف واالستغالل واإليذاء عنصر أساسي من عناصر حقوقهم ولقد‬
‫ركزت اليونيسيف على االلتزام بحماية الطفل ‪ ,‬ويستندون في ذلك على اتفاقية حقوق الطفل‬
‫‪1‬‬
‫وحقوق اإلنسان وكافة المواثيق والمعاهدات الدولية ‪.‬‬
‫فلقد وضعت اليونيسيف إطاراً قانونياً كامالً في عملها لحماية الطفل من العنف واالستغالل‬
‫واإليذاء وهي كالتالي ‪:‬‬

‫‪_1‬اتفاقية حقوق الطفل (‪1989‬م) ‪ ,‬المادة ‪.19‬‬


‫‪ _2‬اتفاقية منظمة العمل الدولية رقم ‪ 182‬المتعلقة بحظر أسوأ أشكال عمل األطفال (‪1999‬م)‬
‫‪_3‬البرتوكول االختياري التفاقية حقوق الطفل بشأن بيع األطفال واستغاللهم في البغاء وفي إنتاج‬
‫المواد اإلباحية (‪2000‬م)‬
‫‪_4‬حق الطفل في الحماية من العقاب البدني أو أي شكل آخر من أشكال العقاب التعسفية والمهنية‬
‫‪2‬‬
‫‪ ,‬التعليق الثامن المتعلق باتفاقية حقوق الطفل (‪2006‬م) ‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة ‪ :‬منظمة العفو الدولية ‪:‬‬

‫شكلت قضية العنف في محيط األسرة إحدى القضايا األساسية التي ركزت عليها أنشطة منظمة‬
‫العفو الدولية ‪ .‬وكانت حملة المنظمة جزءاً من حركة عالمية أوسع لمواجهة العنف ضد المرأة ‪،‬‬
‫باعتبار ذلك من قضايا حقوق اإلنسان ‪ .‬وفي أكتوبر‪/‬تشرين األول ‪ ،‬نشر األمين العام لألمم‬
‫‪ 1‬موقع اليونيسيف _ حماية الطفل من العنف واالستغالل واإليذاء (معا ً من أجل األطفال )‬
‫‪www.unicef.org/arabic/protection/24267.html‬‬
‫‪/16‬ذو الحجة ‪1429 /‬هـ‬
‫‪ 2‬موقع اليونيسيف‬
‫‪www.unicef.org/arabic/protection/24267_42498.html‬‬
‫‪/16‬ذو الحجة‪1429 /‬هـ‬

‫‪47‬‬
‫المتحدة دراسة عميقة عن العنف ضد المرأة بجميع أشكاله ‪ .‬وأهابت الدراسة بدول العالم أن تكفل‬
‫المساواة بين الجنسين ‪ ،‬وأن تجعل قوانينها وممارساتها متماشيةً مع المعايير الدولية ‪ ،‬وأن تجمع‬
‫بيانات عن المشكلة بهدف تعزيز السياسات وعملية التخطيط ‪ ،‬وأن تخصص اإلمكانات‬
‫واالعتمادات المالية الالزمة لتحقيق هذه األهداف وفي نوفمبر‪/‬تشرين األول ‪ ،‬رحب أعضاء‬
‫منظمة العفو الدولية بالحملة التي نظمها مجلس أوروبا بشأن العنف في محيط األسرة ‪ ،‬وحثوا‬
‫الدول األعضاء في المجلس على تحقيق أهداف الحملة المتمثلة في إلغاء القوانين التي تنطوي‬
‫على التمييز‪ ،‬وتعزيز الخدمات لضحايا العنف ‪ ،‬والتصدي ألوجه التحيز والتحامل على المستوى‬
‫االجتماعي ‪.‬‬

‫ودعت منظمة العفو الدولية حكومات العالم إلى تنفيذ "برنامج منظمة العفو الدولية المؤلف من‬
‫‪ 14‬نقطة لمنع العنف في محيط األسرة" ‪ ،‬والذي يدعو الحكومات إلى حماية السالمة البدنية‬
‫والعقلية للنساء الالئي تعرضن لإليذاء‪.1‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬مظاهر عالج المنظمات اإلقليمية للعنف األسري ‪:‬‬

‫الفقرة األولى ‪:‬المجلس العربي للطفولة والتنمية ‪:‬‬

‫نشأ المجلس العربي تنفيذاً للقرار الصادر عن المؤتمر العربي حول الطفولة والتنمية المنعقد في‬
‫تونس في الفترة من ‪13_11‬ربيع األول ‪1407‬هـ الموافق ‪15_13‬نوفمبر ‪1987‬م حول تأسيس‬
‫‪ 1‬موقع تقرير منظمة العفو الدولية‪ /2007‬حالة حقوق االنسان‬
‫‪http://report2007.amnesty.org/ara/A-year-in-campaigning/Stop-Violence-Against-Women‬‬
‫‪1 /20‬و الحجة ‪1429 /‬هـ‬

‫‪48‬‬
‫المجلس العربي للطفولة والتنمية ‪ ,‬ولقد قام هذا المجلس كمؤسسة تطوعية اعتبارية مستقلة ‪,‬‬
‫تسعى إلى المساهمة في تطوير أوضاع الطفل العربي ‪ ,‬وبناء شخصيته وتأكيد هويته وأصالته‬
‫العربية وقيمه اإلسالمية وكريم معتقداته وقدراته العلمية وملكاته اإلبداعية وتهيئته للمشاركة‬
‫الفعالة في صياغة مستقبل مجتمعه وفي المشروع الحضاري ألمته ‪.‬‬
‫ّ‬
‫ويتخذ المجلس من القاهرة بجمهورية مصر العربية مقراً له‪ , 1‬ولقد وضع المجلس خطة عمل له‬
‫وكان من أبرز مالمح هذه الخطة والتي تخص موضوعنا كالتالي ‪:‬‬

‫_ تحسين الوضع األسري لألطفال ‪ ,‬وتوفير فرص العمل والتدريب لألمهات ‪.‬‬
‫_ إعطاء األولوية لمساعدة األطفال الذين يعيشون في ظل ظروف استثنائية ‪.‬‬
‫_ حماية األطفال من القسوة والتعذيب والضرب واالستغالل ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫_ توفير التشريعات والقوانين الخاصة بالطفولة ‪.‬‬

‫وتركز الخطة طويلة األجل في مجال رعاية الطفولة واألسرة للمجتمع لهذا المجلس على‬
‫_ بعض منها _‬ ‫الجوانب التالية ‪:‬‬

‫‪ _1‬التعاون مع المؤسسات الرسمية وغير الرسمية في توفير المستلزمات الضرورية التي تساعد‬
‫على توثيق العالقات األسرية ورعاية األسرة لألطفال مادياً ومعنوياً ‪.‬‬

‫‪ _2‬التأكيد على تعزيز دور المرأة بصفة خاصة نظراً لدورها األساسي تجاه األسرة والطفل‬
‫ويتضمن ذلك التأكيد على أهمية تعليم األم وتثقيفها ووعيها بعدد من األمور األساسية في مختلف‬
‫مجاالت التربية والصحة الغذائية ‪.‬‬

‫‪_3‬توعية الشباب بشكل عام والفتيات بشكل خاص بأسس الصحة النفسية وتوفير األمن‬
‫والطمأنينة ‪ ,‬وذلك إلعدادهم لدورهم كآباء وأمهات المستقبل ‪.‬‬

‫‪_4‬التأكيد على العالقة الديمقراطية بين أفراد األسرة وذلك لمالها من آثار هامة على تنشئة الطفل‬
‫وتطوره ‪.‬‬

‫‪ 1‬الطفولة في التنظيمات الدولية واإلقليمية والمحلية ‪ ,‬د‪ .‬محمد شحات الخطيب ‪ ,‬دار الخريجي للنشر والتوزيع ‪ ,‬الطبعة الثانية ‪,‬‬
‫‪1426‬هـ_‪2005‬م ‪ ,‬صــ‪107‬ـــ ‪.‬‬
‫‪ 2‬الطفولة في التنظيمات الدولية واإلقليمية والمحلية ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬صــ ‪117‬ــ ‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫‪_5‬أهمية تعزيز مسؤولية الوالدين في خدمة الطفل ‪.‬‬

‫‪_6‬المساهمة في تنظيم دورات تدريبية للعاملين في مركز الرعاية األسرية ‪.‬‬

‫‪_7‬تركيز الخدمات الموجهة إلى األم لتخفيف أعباء مسؤوليتها األسرية وزيادة معلوماتها عن‬
‫أطفالها ‪.‬‬

‫ونساء لألعباء والمهمات األسرية‬


‫ً‬ ‫‪ _8‬القيام ببرامج إعالمية تدعو إلى تحمل أفراد األسرة رجاالً‬
‫‪1‬‬
‫‪.‬‬

‫فنرى في هذه الخطة العمل الوقائي لتجنب العنف بأنواعه سواء كان بدنياً أو نفسياً فبرأيي‬
‫المتواضع أرى أن دور هذه المنظمة جاء وقائياً وليس حمائياً أو عالجياً للمشكلة بشكل مباشر بعد‬
‫حدوثها ‪.‬‬

‫‪ 1‬الطفولة في التنظيمات الدولية واإلقليمية والمحلية ‪ ,‬مرجع سابق ‪ ,‬صــ‪124,125‬ـــ ‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬مظاهر عالج المنظمات المحلية للعنف األسري ‪:‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬اإلدارة العامة للحماية االجتماعية ‪:‬‬

‫هي من اإلدارات التي أنشئت تحت مظلة وزارة الشؤون االجتماعية عام ‪1425‬هـ بناء على قرار‬
‫وزاري ‪.‬‬

‫* أهدافها ‪:‬‬

‫_ اتخاذ التدابير الالزمة لحماية بعض أفراد المجتمع المعرضين لإليذاء حماية إيوائية ‪ ,‬شرعية ‪,‬‬
‫ونفسية ‪ ,‬وكذلك اجتماعية ‪.‬‬
‫_ تحقيق األمان بما يراعي مصالح الحاالت المعنفة ‪.‬‬
‫_ تنظيم آلية لتحديد الجهود الحكومية واألهلية مع الجهات ذات العالقة ‪.‬‬

‫* مهام اإلدارة ‪:‬‬

‫_ دراسة المشكالت االجتماعية التي تؤدي إلى اإليذاء ‪.‬‬


‫_ التنسيق مع الجهات ذات العالقة ( األهلية و الحكومية ) التي تتناول قضايا العنف األسري في‬
‫المجتمع السعودي ‪.‬‬
‫_ التدخل السريع لحاالت اإليذاء والتنسيق الفوري مع الجهات ذات العالقة ‪:‬‬
‫‪ ‬إمارة المناطق‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫مراكز الشرطة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬المحاكم الشرعية ‪.‬‬

‫* إستراتيجية العمل ‪:‬‬

‫‪ _1‬توجد لجان حماية اجتماعية على مستوى المناطق ‪:‬‬


‫( اإلصالح _ التأهيل االجتماعي _ التأهيل النفسي _ اإليواء )‬

‫‪_2‬تقديم االستشارات االجتماعية والنفسية والقضائية والتربوية من خالل وحدة اإلرشاد‬


‫االجتماعي التابعة لوزارة الشؤون على الهاتف المجاني ‪8001245005 :‬‬

‫‪_3‬تم تخصيص األقسام التالية الستقبال بالغات العنف من جميع الجهات ‪:‬‬
‫‪ _ 4738002‬فاكس ‪4736055 :‬‬
‫‪ _ 2075169 _ 2075242‬فاكس ‪2075172 :‬‬

‫* دور الجهات ذات العالقة ‪:‬‬

‫_ بناء على ما رفعته وزارة الشؤون االجتماعية صدرت موافقة وزير الداخلية على ‪:‬‬
‫‪ _1‬تشكيل فريق لتحديد دور ك جهة في الحماية من اإليذاء ‪.‬‬

‫‪ _2‬تشكيل لجنة حماية في كل منطقة تحت اسم ( لجنة الحماية االجتماعية ) ‪.‬‬

‫*مسؤولية لجنة الحماية االجتماعية ‪:‬‬

‫_ استقبال البالغات المتعلقة بأنواع اإليذاء الموجه للنساء واألطفال ‪.‬‬


‫_ التحري عن صحة البالغ ‪ ,‬ودراسة األسباب ‪.‬‬
‫_ إعداد الخطط العالجية المناسبة لكل حالة على حده ‪.‬‬
‫_ توفير المكان اآلمن للحالة عند الضرورة ‪.‬‬
‫_ توفير قاعدة معلومات إحصائية عن هذه الظاهرة ‪.‬‬

‫* آليات العمل مع مختلف حاالت الحماية ‪:‬‬

‫‪52‬‬
‫‪_1‬حاالت أسر المدمنين ‪ :‬يتم تحويلها بعد دراسة وضعهم األسري إلى لجنة مكافحة المخدرات‬
‫عن طريق إمارة المنطقة لتحويلهم للعالج ‪.‬‬

‫‪_2‬حاالت أسر المرضى النفسيين ‪ :‬بعد الدراسة االجتماعية والمتابعة لوضع األسرة يتم تحويله‬
‫لمجمع األمل للصحة النفسية للعالج ‪.‬‬

‫‪_3‬حاالت النساء المتعرضات لإليذاء ‪:‬يتم أخذ موافقة الحالة خطياً للتدخل التخاذ اإلجراءات‬
‫المناسبة لحمايتها ‪.‬‬

‫‪ _4‬حاالت األطفال ‪ :‬يتم التدخل معهم مباشرة دون أخذ موافقتهم بعد التأكد من تعرضهم للعنف‬
‫‪1‬‬
‫والرفع إذا احتاج األمر إلمارة المنطقة ‪.‬‬

‫‪ 1‬ورقة عمل لألستاذة دالل العرجاني بعنوان ( العنف األسري ودور الحماية االجتماعية ) في ‪/22‬ذو الحجة ‪1429/‬هـ ‪ /20‬ديسمبر‬
‫‪2008‬م ‪ ,‬في ندوة العنف األسري في جامعة الملك سعود الرياض ‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬جمعية حماية األسرة ‪:‬‬

‫إن تفشي ظاهرة العنف أدى إلى تحول تلك الظاهرة من كونها ظاهرة إلى أن أصبحت مشكلة‬
‫واضحة واسعة االنتشار و هذا أدى إلى ظهور مجهودات طبية فردية على مستوى مستشفيات‬
‫المملكة لعالج هذه الحاالت و ال بد من االعتراف بان اإلعالم في السنوات األخيرة قد تصدى‬
‫و لو بشكل بسيط لهذه الظاهرة في المنطقة الغربية بدأت مستشفى الملك فهد للقوات المسلحة‬
‫بدراسة هذه الظاهرة و دعوة جراحي األطفال في منطقة مكة المكرمة للعمل على نشر الوعي‬
‫بين أطباء المنطقة في تشخيص الحاالت و مساعدة المستشفيات بتكوين لجان داخلية للنظر في‬
‫هذه الظاهرة مما استوجب انضمام أطباء من تخصصات وقطاعات صحية مختلفة إلى‬
‫مجموعة جراحي األطفال كأطباء األطفال و النفسيين و أنضم إلى هذا الفريق التطوعي ممثلين‬
‫للشئون االجتماعية و االدعاء العام ‪.‬‬

‫بعد ذلك تقدم مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز األبحاث بجدة بعرض المشاكل التي‬
‫تواجه األطباء وتتعلق بسوء معاملة األطفال وبصورة خاصة المعاقين إلى المجلس الصحي‬
‫بأمارة منطقة مكة المكرمة ووافق المجلس على تكوين لجنة لدراسة المشكلة وتقديم الحلول‪.‬‬

‫و قد استفادت هذه اللجنة من العمل السابق لفريق العمل التطوعي وتم تلخيص المشاكل و‬
‫اقترحت بعض الحلول ورفعها للمجلس الصحي‪ .‬أدت هذه الجهود إلى اتخاذ قرار صاحب‬
‫السمو الملكي األمير عبد المجيد رحمه اهلل قرار رقم ‪/83208‬ج وتاريخ ‪8/6/1425‬‬
‫المتضمن تشكيل هيئة دائمة لحماية النساء واألطفال والمسنين‪ .‬تال ذلك قرار‪  ‬صاحب السمو‬
‫الملكي وزير الداخلية رقم ( ‪ ) 3524\16‬وتاريخ ‪ 1426 \ 1 \ 21‬هـ بتكوين اإلدارة العامة‬
‫للحماية االجتماعية و لجان الحماية االجتماعية في المناطق‪ .‬وتوحيدا لإلجراءات صدر قرار‬
‫صاحب السمو الملكي أمير منطقة مكة المكرمة بدمج كال الجهازين في جهاز واحد وهو لجنة‬
‫الحماية االجتماعية بمنطقة مكة المكرمة ‪ ‬كما شجعت على تأسيس جمعيات خيرية مساندة‬
‫متخصصة وقد أهتم القائمين والباحثين والمختصين بتفعيل دور ( جمعية حماية األسرة )‬
‫بمنطقة مكة المكرمة‬

‫‪54‬‬
‫وبمشيئة اهلل وتوفيقه تم تأسيس جمعية حماية األسرة ومقرها الرئيسي جدة طبقا ألحكام الئحة‬
‫الجمعيات والمؤسسات الخيرية الصادرة بقرار مجلس الوزراء رقم (‪ )107‬وتاريخ‬
‫‪25/6/1410‬هـ وقواعدها التنفيذية الصادرة بقرار وزير العمل والشؤون االجتماعية رقم (‬
‫‪ ) 760‬وتاريخ ‪30/1/1412‬هـ والتعليمات الصادرة بمقتضاها في ‪ 1427 / 9 / 16‬هـ‪.‬‬
‫استناداً لذلك تم الطلب من والة األمر الترخيص بممارسة الجمعية أعمالها فتمت الموافقة‬
‫‪ ‬المبدئية بالقرار الوزاري تاريخ ‪ 1428 / 9 / 4‬هـ‬
‫ويشمل النطاق الجغرافي لخدمات الجمعية منطقة مكة المكرمة ويكون مركزها الرئيسي في‬
‫‪.‬جدة ويمكن نقله بقرار من الجمعية العمومية وبموافقة وزارة الشؤون االجتماعية على ذلك‬

‫الجمعية هي مؤسسة أهلية خيرية تعمل على حماية حقوق الطفل والمرأة وكبار السن من‬
‫ظاهرة العنف األسري بكافة مظاهره وأنواعه ودرجاته في حدود منطقة خدماتها سواء كان‬
‫الضحية مواطن أو مقيم أو زائر وهي احد اذرع لجنة الحماية االجتماعية لتنفيذ الجوانب‬
‫‪ ‬اإلنسانية والنفسية االجتماعية والتأهيلية لضحايا العنف األسري‪.‬‬
‫وتتعاون الجمعية مع الجهات الرسمية ذات الصلة بقضايا العنف األسري واللجان الرسمية‬
‫واألهلية والتنسيق مع لجنة الحماية االجتماعية بوزارة الشؤون االجتماعية لمباشرة الحاالت‬
‫المعنفة في المنطقة ‪.‬‬

‫* أهداف الجمعية ‪:‬‬


‫‪_1‬وضع خطة لحماية األسرة‪.‬‬

‫‪_2‬العمل على توفير الدعم المادي و المعنوي الالزم لخطة مناهضة العنف األسري‪.‬‬

‫‪_3‬تشكيل لجنة طبية عليا من ذوي االختصاص للبت في حاالت العنف األسري‪.‬‬

‫‪_4‬المساهمة مع لجنة الحماية االجتماعية بمنطقة مكة المكرمة في تلقي البالغات و الشكاوي‬
‫والتدخل التخاذ التدابير المناسبة لحماية حاالت العنف األسري‪.‬‬

‫‪_5‬إصدار نشرات توعية حول و سائل التربية و حماية الطفل‪.‬‬

‫‪_6‬برنامج تأهيل المعنفين (األطفال والنساء)‪.‬‬

‫‪_7‬برنامج تأهيل المعنِفين ( المسيئين للطفل أو المرأة)‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫‪_8‬تثقيف األطفال بسبل حماية أنفسهم‪.‬‬

‫‪_9‬إعداد دورات تدريبية وورش عمل عن حقوق الطفل والمرأة وأساليب التعامل السليمة معهم‬
‫‪.‬‬

‫‪_10‬تأمين دخل لألسر المتضررة نتيجة غياب معيل األسرة ( في حال كون المعيل هو‬
‫المسيء ) حتى االنتهاء من إعادة التأهيل‪.‬‬

‫‪_11‬إنشاء شبكة معلوماتية لتسجيل وحصر حاالت العنف بالتعاون مع مراكز األحداث‬
‫والمدارس والجمعيات والمشافي والمراكز الصحية في المنطقة‪.‬‬

‫‪_12‬التعاون و التنسيق مع المنظمات المحلية و العربية و الدولية التي تهتم بحماية الطفل‬
‫لتبادل الخبرات والتجارب لتحقيق أهداف الجمعية‪.‬‬

‫‪_13‬تشغيل وإ دارة مراكز حماية ضحايا العنف األسري‪.‬‬

‫‪_14‬استقطاب المتطوعين والمتطوعات للمساهمة في الجمعية خاصة العناصر النسائية التي‬


‫يمكن االعتماد عليها وتدريبها لتأسيس شبكة متكاملة لحماية المرأة والطفل من العنف‪.‬‬

‫‪_15‬التعاون مع كليات اآلداب واالجتماع لتخريج دفعات أو تدريب دفعات عن كيفية التعامل‬
‫مع ضحايا العنف‪.‬‬

‫‪_16‬تأمين مراكز استماع لشكاوي العنف‪.‬‬

‫*وهناك برنامج وقائي للجمعية يتلخص في اآلتي ‪:‬‬

‫‪56‬‬
‫*البرنامج الوقائي‪:‬‬

‫العمل على منع حدوث العنف أفضل من معالجة آثاره السيئة على الطفل و األسرة والمجتمع ككل‬
‫فكانت إستراتيجية الوقاية للجمعية كالتالي ‪:‬‬

‫‪_1‬إيضاح العنف األسري للمجتمع والطفل ‪.‬‬

‫‪_2‬جعل األشخاص يشعرون بأنهم ليسوا بعيدين عن العنف األسري ‪.‬‬

‫‪_3‬إرشادهم لطريقة التغيير المثلى لتعامالتهم وتصرفاتهم ‪.‬‬

‫‪_4‬جعلهم يشعرون بالحماس للتغيير نحو األحسن ‪.‬‬

‫‪_5‬لتفادى حدوث أي نكسة بعد الوصول على األهداف المذكورة سابقاً‪:‬‬

‫‪_6‬وضع برامج متواصلة للتعريف بالعنف‬

‫‪_7‬الحرص على النشر في اإلعالم عن الشعور بالذنب في حاالت العنف األسري‬

‫‪_8‬تشجيع المجتمع لمحاربة العنف األسري‬

‫‪_9‬تعليم األطفال طرق حماية أنفسهم من العنف وطرق طلب المساعدة‬

‫‪_10‬تعليم النساء طرق حماية أنفسهم من العنف وطرق طلب المساعدة‬

‫‪_11‬فتح نقاط تواصل مع المؤسسات االجتماعية لمحاربة العنف‬

‫‪_12‬تقنين األنظمة و القوانين المحلية بما يخدم الضحايا وأسرهم‬

‫‪_13‬تطبيق أنظمة الحماية المقرة من الجهات المعنية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪_15‬توفير دعم مادي لتحمل نفقات الحمالت التثقيفية‪.‬‬

‫‪ 1‬موقع جمعية حماية األسرة‬


‫‪http://7imayah.org/index.php‬‬
‫‪ /22‬ذو الحجة ‪1429 /‬هـ‬

‫‪57‬‬
‫الفقرة الثالثة ‪ :‬برنامج األمان األسري الوطني ‪:‬‬

‫بناء على األمر السامي رقم ‪/11471‬م ب الصادر‬


‫تم إنشاء برنامج األمان األسري الوطني ً‬
‫بتاريخ ‪ 16/10/1426‬هـ الموافق ‪ 18/11/2005‬م كبرنامج وطني يحظى بدعم مادي من‬
‫حكومة خادم الحرمين الشريفين‪ ،‬ويرتبط إدارياً وتنظيمياً بالشئون الصحية بالحرس الوطني‪.‬‬

‫تترأس برنامج األمان األسري الوطني صاحبة السمو الملكي األميرة‪ /‬صيتة بنت عبد العزيز‬
‫‪ -‬حفظها اهلل‪ ، -‬فيما تتولى صاحبة السمو الملكي األميرة‪ /‬عادلة بنت عبد اهلل بن عبد‬
‫العزيز‪ -‬حفظها اهلل‪ -‬منصب نائب الرئيس‪ ،‬وقد أسندت مهمة المدير التنفيذي لبرنامج األمان‬
‫الوطني للدكتورة‪ /‬مها بنت عبد اهلل المنيف‪.‬‬

‫يهدف هذا البرنامج الفريد من نوعه إلى إيجاد بيئة اجتماعية آمنة و متضامنة تتصدى للعنف‬
‫األسري من خالل تفعيل ثقافة وطنية تحترم حقوق األفراد وخصوصاً الفئات األكثر عرضة‬
‫للعنف من األطفال والنساء وكبار السن وذوي االحتياجات الخاصة‪ ،‬وذلك عن طريق التوعية‬
‫الشاملة عبر قنوات مختلفة تشمل كافة شرائح المجتمع‪ ،‬مع توفير الرعاية الطبية والنفسية‬
‫واالجتماعية لضحايا العنف األسري وإ يذاء األطفال أو إهمالهم في كافة مناطق المملكة‪ ،‬إضافة‬
‫إلى تدريب و تأهيل العاملين في هذا المجال للتعامل األمثل مع هذه الفئات المستضعفة‪ .‬ويعتمد‬
‫البرنامج في ذلك على خيرة الخبرات الوطنية وكذلك التعاون مع كافة الجهات الحكومية‬
‫واألهلية المعنية بهذا المجال‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫الغاية من البرنامج ‪:‬‬

‫‪ .1‬تعزيز دور المملكة في المجاالت اإلنسانية بالعمل على إعداد األنظمة والسياسات‬
‫الوطنية لمكافحة العنف األسري و إيذاء األطفال في المملكة العربية السعودية‪.‬‬

‫‪ .2‬إعداد اإلستراتيجيات والخطط المستقبلية لمكافحة العنف األسري وإ يذاء األطفال‬


‫اعتماداً على قاعدة علمية مستمدة من مسوح اجتماعية ودراسات إحصائية يتم إجراؤها‬
‫في كافة مناطق المملكة‪.‬‬
‫‪ .3‬رفع مستوى الوعي لدى المجتمع أفراداً ومؤسسات بأضرار العنف األسري وإ يذاء‬
‫األطفال وتأثيراتها السلبية على المجتمع على المدى البعيد‪.‬‬
‫‪ .4‬تعزيز الشراكة والتضامن مع القطاعات الحكومية والجمعيات األهلية والخيرية المعنية‬
‫من أجل توحيد الجهود وتنظيم العمل الوطني المشترك‪ ،‬وتجاوز العقبات واالزدواجية‬
‫في األهداف واألداء‪.‬‬
‫‪ .5‬إعداد وتنفيذ البرامج العالجية والوقائية إضافةً إلى برامج التأهيل الكفيلة بمساعدة‬
‫ضحايا العنف األسري وإ يذاء األطفال وحمايتهم من قبل فرق متخصصة تعالج القضية‬
‫من كافة جوانبها الطبية والنفسية واالجتماعية واألمنية‪.‬‬

‫والفعال مع‬
‫َ‬ ‫‪_6‬تأهيل وتدريب العاملين لدى مختلف الجهات المعنية للتعامل بالشكل المناسب‬
‫‪1‬‬
‫حاالت العنف األسري وإ يذاء األطفال‪.‬‬

‫‪ 1‬موقع برنامج األمان األسري‬


‫‪/http://nfsp.org.sa‬‬
‫‪ /22‬ذو الحجة ‪1429 /‬هـ‬

‫‪59‬‬
‫الخاتمة‬

‫الحمد هلل الذي تتم بنعمته الصالحات ‪ ,‬وهكذا أسدل الستار على بحثي المتواضع ولكنه لن يسدل‬
‫عن هذه المشكلة المتفاقمة المتزايدة يوما بعد يوم إال بالوصول بها إلى حل جذري ينهيها عن‬
‫مجتمعنا بشكل كامل ‪.‬‬

‫وعلى هذا أوصي كباحثة المنظم السعودي على االستعجال بإصدار نظام رادع يتناول العنف‬
‫األسري ونشر دور اإليواء والرعاية في مختلف مناطق المملكة التي ترعى وتؤوي المتعرضين‬
‫للعنف وتبعدهم عن المتسببين به وقبل هذا كله أي قبل البحث بالعالج يجب علينا جميعا أن نقوم‬
‫بدورنا كأشخاص مثقفين وذلك بنشر الثقافة القانونية الصحيحة والمبسطة بين عموم أفراد‬
‫المجتمع التي تعلمهم وتوعيهم بحقوقهم التي شرعها اهلل لهم من فوق سبع سماوات ولكن البشر لم‬
‫يطبقوها ولم يفهموها حق الفهم فظهرت لنا بالتالي هذه المشكلة ‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫وفي الختام أرجو من اهلل العلي القدير أن أكون قد وفقت في هذا البحث لما يحبه ويرضاه وأشكر‬
‫المشرفة على بحثي د‪ .‬شيماء عطا اهلل على تعاونها الالمتناهي معنا وإ رشادها وتوجيهها المستمر‬
‫حتى ظهر البحث بهذه الصورة المتكاملة ‪.‬‬

‫والسالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته‬

‫المالحق‬
‫‪61‬‬
‫نظام العنف األسري األردني‬

‫المادة ‪:1‬‬
‫يسمى هذا القانون قانون الحماية من العنف األسري لسنة ‪2008‬ويعمل به من تاريخ نشره في‬
‫الجريدة الرسمية ‪.‬‬

‫المادة‪:2‬‬
‫يكون للكلمات والعبارات التالية حيثما وردت في هذا القانون المعاني المخصصة لها أدناه ما لم‬
‫تدل القرينة على غير ذلك ‪-:‬‬
‫الوزارة ‪:‬وزارة التنمية االجتماعية ‪0‬‬
‫الوزير ‪:‬وزير التنمية االجتماعية ‪0‬‬
‫المحكمة‪ :‬المحكمة المختصة ‪0‬‬

‫‪62‬‬
‫أفراد األسرة‪ :‬األشخاص المذكورون في المادة (‪ )3‬من هذا القانون ممن يقيمون في البيت‬
‫األسري ‪0‬‬
‫البيت األسري ‪ :‬المنزل الذي يقيم فيه أفراد األسرة معا ‪0‬‬
‫المتضرر ‪ :‬الشخص الذي يقع عليه العنف األسري وفقا ألحكام هذا القانون ‪0‬‬
‫المكان اآلمن ‪:‬أي مكــان يحــقق اآلمن للمتضرر يعتمده الوزير ‪.‬‬
‫الموظفون المكلفون ‪ :‬موظفو الوزارة الذين يحددهم الوزير وضباط وأفراد إدارة حماية األسرة‬
‫‪0‬‬
‫إدارة حماية األسرة‪:‬اإلدارة المنشأة في مديرية األمن العام والمختصة بحماية األسرة ‪0‬‬
‫المركز األمني‪:‬المركز التابع لمديرية الشرطة أينما وجد ‪0‬‬
‫لجان الوفاق األسري ‪ :‬أي لجنة للوفاق األسري تؤلف وفقا ألحكام هذا القانون ‪.‬‬

‫المادة‪: 3‬‬
‫لغايات هذا القانون يقصد بأفراد األسرة ‪:‬‬
‫أ‪ -‬الزوج والزوجة بعقد زواج شرعي وأبناؤهم وأحفادهم ‪0‬‬
‫ب‪ -‬أبناء احد الزوجين من زواج شرعي آخر ‪0‬‬
‫ج‪ -‬والد ووالدة أي من الزوجين ‪0‬‬
‫د‪ -‬اإلخوة واألخوات ألي من الزوجين ‪0‬‬
‫هـ‪ -‬الشخص المشمول بحضانة أسرة بديلة ممن لم يتم الثامنة عشرة من عمره وفقا ألحكام‬
‫أي تشريع نافذ المفعول‪0‬‬
‫المادة‪:4‬‬
‫أ‪ -‬مع مراعاة أحكام قانون العقوبات النافذ المفعول وأي تشريع آخر ذي عالقة ‪ ،‬تطبق‬
‫أحكام هذا القانون على قضايا العنف األسري ‪0‬‬
‫ب‪ -‬تتمتع جميع اإلجراءات والمعلومات المتعلقة بقضايا العنف األسري التي تنظر أمام أي‬
‫جهة ذات عالقة بما في ذلك المحاكم بالسرية التامة ‪0‬‬
‫ج‪ -‬للمحكمة مراعاة التقارير المتعلقة بقضايا العنف األسري المقدمة إليها من الجهات‬
‫الرسمية المختصة ‪.‬‬

‫المادة‪:5‬‬
‫فيما عدا الجرائم التي تختص بها محكمة الجنايات تعتبر الجرائم الواقعة على األشخاص‬
‫الطبيعيين عنفاً اسرياً إذا ارتكبها احد أفراد األسرة تجاه أي فرد آخر منها ‪0‬‬

‫‪63‬‬
‫المادة‪:6‬‬
‫أ‪/‬‬
‫‪ -1‬تؤلف بقرار من الوزير ‪ ،‬بالتنسيـق مع إدارة حماية األسرة لجان تسمى ( لجان الوفاق‬
‫األسري ) ويحدد في هذا القرار عدد أعضاء كل لجنة ويسمي احدهم رئيسا لها‬
‫‪ _2‬تتولى لجان الوفاق األسري بذل مساعي اإلصالح والتوفيق بين أفراد األسرة ‪،‬‬
‫ولها االستعانة بذوي الخبرة واالختصاص من أي جهة ذات عالقة ومن المجتمع‬
‫المحلي لتحقيق هذه الغاية‬
‫ب‪ -‬للوزير تفويض الصالحية المنصوص عليها في البند ( ‪ ) 1‬من الفقرة ( أ ) من‬
‫هذه المادة المين عام الوزارة أو إلى أي من مديري المديريات في الوزارة أو في‬
‫مراكز المحافظات واأللوية ويشترط في هذا التفويض أن يكون خطيا ومحددا ‪.‬‬

‫المادة‪:7‬‬
‫تعطى أفضلية التحويل إلى لجان الوفاق األسري وذلك قبل اتخاذ أي من تدابير الحماية‬
‫المنصوص عليها في هذا القانون على أن تراعى في ذلك مصلحة األسرة‬

‫المادة‪:8‬‬
‫أ‪ -‬على أي من مقدمي الخدمات الطبية أو االجتماعية أو التعليمية من القطاعين العام‬
‫أو الخاص إبالغ الجهات المختصة حال علمه أو مشاهدته آثار عنف وإ شعاره أنها‬
‫ناجمة عن عنف اسري‬
‫ب‪ -‬على الموظفين المكلفين اتخاذ اإلجراءات الالزمة لضمان سالمة المتضرر من‬
‫أفراد األسرة حال علمهم بأي من قضايا العنف األسري ‪0‬‬

‫المادة‪: 9‬‬
‫على الضابطة العدلية من أفراد وضباط األمن العام االنتقال إلى مكان وقوع العنف‬
‫األسري المدعى به في أي من الحاالت التالية ‪-:‬‬
‫أ‪-‬عند ورود بالغ يتضمن أن هناك حالة عنف اسري قائمة أو أنها على وشك الوقوع‬
‫ب‪--‬عند ورود بالغ يتضمن خرقاً ألمر حماية نافذ صدر وفقاً ألحكام هذا القانون ‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫المادة‪: 10‬‬
‫يلتزم الموظفون المكلفون بضمان حماية المبلّغ بعدم اإلفصاح عن اسمه وهويته إال إذا‬
‫تطلبت اإلجراءات القضائية غير ذلك وذلك تحت طائلة المسؤولية القانونية ‪0‬‬

‫المادة‪:11‬‬
‫يجوز لمدير إدارة حماية األسرة أو رئيس قسم حماية األسرة في قضية متعلقة بالعنف‬
‫األسري اتخاذ أي من اإلجراءات المبينة أدناه كتدبير حماية احترازي لضمان عدم التعرض‬
‫للمتضرر أو أي من أفراد األسرة‪:‬‬

‫أ‪ -‬تعهد من المشتكي عليه بعدم التعرض للمتضرر أو أي من أفراد األسرة ‪0‬‬
‫ب‪ -‬في حال وجود خطر على المتضرر أو احد أفراد أسرته يمكن اتخاذ أي من اإلجراءات‬
‫التالية ‪:‬‬

‫‪_1‬عدم السماح للمشتكي عليه بدخول البيت األسري لمدة ال تزيد على (‪ )48‬ساعة إذا لم‬
‫يكن هناك وسيلة أخرى لتأمين الحماية للمتضرر أو أي من أفراد األسرة‬
‫‪ _2‬االحتفاظ بالمشتكي عليه لمدة ال تزيد على (‪ )24‬ساعة في إدارة حماية األسرة أو احد‬
‫أقسامها لحين تأمين الحماية للمتضرر أو ألي من أفراد األسرة إذا تعذر اتخاذ اإلجراء‬
‫المشار إليه في البند ( ‪ ) 1‬من هذه الفقرة ‪0‬‬

‫المادة‪:12‬‬
‫أ‪ -‬يجوز لمدير إدارة حماية األسرة أو رؤساء أقسام الحماية في المحافظات وبالتعاون‬
‫والتنسيق مع الوزارة أو أي من مديرياتها تحويل المتضرر و المشتكي عليه إلى لجان‬
‫الوفاق األسري في المرحلــة األولى في حــال موافقة الطرفين قبل إحالة األمر إلى المحكمة‬
‫‪0‬‬
‫ب‪ -‬إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بين الطرفين وفقاً إلحكام الفقرة (أ) من هذه المادة فيحال‬
‫األمر إلى المحكمة وإ ذا ما تم التوصل إلى اتفاق بين الطرفين تتوقف مالحقة المشتكي عليه‬
‫‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫المادة‪:13‬‬
‫أ‪ -‬تصدر المحكمة حال قناعتها بضرورة حماية المتضرر وأفراد األسرة أمر حماية يلزم‬
‫المشتكي عليه بأي مما يلي ‪:‬‬
‫‪_1‬عدم التعرض للمتضرر أو أي من أفراد األسرة أو التحريض على التعرض لهم‬
‫‪_2‬عدم االقتراب من مكان اإلقامة البديلة سواء كان مكانا آمنا أو دار رعاية أو أي مكان‬
‫يذكر في أمر الحماية‬
‫‪ _3‬عدم اإلضرار بالممتلكات الشخصية للمتضرر أو أي من أفراد األسرة‬
‫‪ _4‬تمكين المتضرر أو المفوض من قبله من دخول البيت األسري بوجود الموظف المكلف‬
‫ألخذ ممتلكاته الشخصية وتسليمها لصاحب العالقة بموجب ضبط باستالمها ‪0‬‬
‫ب‪ -‬يلتــزم أطراف الشكوى بعدم التصرف باألموال المخصصة لمعيشة األسرة ‪0‬‬

‫المادة‪:14‬‬
‫أ‪ -‬يصدر أمر الحماية من المحكمة لمدة ال تزيد على شهر ‪ ،‬قابلة للتجديد وفقا ألحكام هذه‬
‫المادة‬
‫ب‪ -‬يجوز تجديد أمر الحماية على أن ال تتجاوز مدة الحماية ستة أشهر وذلك في أي من‬
‫الحــاالت التالية ‪-:‬‬
‫أ_ إذا تم انتهاكه أو خرقه من المشتكي عليه‬
‫ب_إذا اقتنعت المحكمة بضرورة حماية المتضرر أو أي من أفراد األسرة الذين تم ذكرهم‬
‫في أمر الحماية‬
‫ج‪ -‬ألي من طرفي النزاع أثناء نفاذ قرار الحماية التقدم إلى المحكمة بطلب إلغائه أو تعديله‬
‫بناء على أي مستجدات‬
‫د‪ -‬تصدر المحكمة أي قرارات الحقة بأمر الحماية عند الضرورة لضمان تنفيذه وسالمة‬
‫أفراد األسرة ‪0‬‬

‫المادة‪: 15‬‬
‫للمحكمة توقيف المشتى عليه لمدة ال تزيد على أسبوع في أي من الحاالت التالية كتدابير‬
‫حماية ‪-:‬‬
‫أ‪-‬إذا اقتنعت أن أمر الحماية االحترازي أو أمر الحماية ال يفي بغرض حماية المتضرر أو‬

‫‪66‬‬
‫أي من أفراد األسرة الذي يحتاج للحماية‬
‫ب‪-‬إذا لم يلتزم المشتكي عليه بأمر الحماية االحترازي أو أمر الحماية قاصداً ‪0‬‬

‫المادة‪:16‬‬
‫أ‪ -‬إذا تم خرق أمر الحماية أو أي من شروطه من المشتكي عليه قاصداً متعمداً فيعاقب من‬
‫قبل المحكمة على النحو التالي ‪:‬‬
‫‪_1‬بغرامة ال تزيد على مائة دينار أو بالحبس مدة ال تزيد على شهر أو كلتا هاتين العقوبتين‬
‫‪_2‬بغرامة ال تزيد على مائتي دينار أو بالحبس مدة ال تزيد على ثالثة أشهر أو كلتا هاتين‬
‫العقوبتين إذا اقت ــرن خرق أمر الحمايــة باستخدام العنف تجاه أي من المشمولين به‬
‫ب‪ -‬إذا تكرر خرق أمر الحماية ألكثر من مرتين فيعاقب المشتكي عليه بالحبس مدة ال‬
‫تقــل عن ثالثة أيام وال تزيد على ستة أشهر وبغرامة ال تزيد على مائتي دينار ‪0‬‬

‫المادة‪:17‬‬
‫تنظر المحكمة بطلب التعويض بناء على طلب المتضرر أو أي جهة ذات عالقة به ‪ ،‬على‬
‫أن تؤخذ بعين االعتبار باإلضافة للقواعد العامة ما يلي ‪:‬‬
‫أ‪-‬الوضع المالي لطرفي النزاع ومدى تأثير إلزام المدعى عليه بدفع كامل التعويضات على‬
‫وضع األسرة ‪0‬‬
‫ب‪-‬المصاريف التي ترتبت نتيجة إجراءات الحماية ‪0‬‬

‫المادة‪:18‬‬
‫في حال موافقة أطراف النزاع ‪ ،‬للمحكمة اتخاذ اإلجراءات المبينة أدناه كبديل أو إضافة إلى‬
‫أمر الحماية ‪:‬‬

‫أ‪ -‬تحويل كل من المتضرر والمشتكي عليه إلى لجان الوفاق األسري ‪0‬‬
‫ب‪ -‬تحويل احد أو كال طرفي الشكوى وأفراد األسرة إلى جلسات اإلرشاد األسري أو إعادة‬
‫التأهيل النفسي واالجتماعي ‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫المادة‪:19‬‬
‫يصدر مجلس الوزراء األنظمة الالزمة لتنفيذ أحكام هذا القانون ‪0‬‬

‫المادة‪: 20‬‬
‫يصدر الوزير التعليمات الالزمة لتنفيذ أحكام هذا القانون ‪0‬‬

‫قائمة المراجع‬
‫‪ _1‬تشريعات حقوق األطفال بين الشريعة اإلسالمية وبعض‪ ‬القوانين الوضعية‪ ,‬د‪.‬جبرين‬
‫الجبرين ‪ ,‬مجلة التربية‪ ,‬جامعة األزهر ‪2002‬‬

‫‪ _2‬تقرير المملكة العربية السعودية حول التدابير المتخذة إلنفاذ اتفاقية حقوق الطفل ‪ ,‬اللجنة‬
‫الوطنية السعودية لرعاية الطفولة ‪ ,‬الرياض ‪1419 ,‬هـ‪1998 /‬م ‪.‬‬

‫‪ _3‬تنبيه أولي الفضل إلى تحريم العضل ‪ ,‬أبو طلحة حسن الشيبي ‪ ,‬دار الثقة للنشر والتوزيع ‪,‬‬
‫الطبعة األولى ‪1400 ,‬هـ‬

‫‪ _4‬حقوق األوالد في الشريعة اإلسالمية والقانون ‪ ,‬بدران ألو العينين بدران ‪ ,‬مؤسسة شباب‬
‫الجامعة ‪1981 ,‬م‬

‫‪68‬‬
‫‪ _5‬جرائم اإلجهاض واالعتداء على الشرف واالعتبار والحياء العام واإلخالل باآلداب العامة‬
‫من الوجهة القانونية الفنية ‪ ,‬أحمد أبو الروس ‪1997 ,‬م ‪ ,‬المكتب الجامعي الحديث األزاربطة ‪,‬‬
‫اإلسكندرية ‪.‬‬

‫‪ _6‬دستور تقدير الذات ‪ ,‬جيل ليندنفيلد ‪ ,‬مكتبة جرير ‪ ,‬الطبعة األولى ‪.2005‬‬

‫‪ _7‬الروض المربع شرح زاد المستقنع ‪ ,‬للعالمة الشيخ أبي العادات منصور بن يونس البهوتي‬
‫‪1051_1000‬هـ ‪ ,‬حققه وعلق عليه محمد نزار تميم و هيثم نزار تميم ‪ ,‬الجزء األول ‪ ,‬دار‬
‫األرقم أبي األرقم ‪.‬‬

‫‪ _8‬الطفولة في التنظيمات الدولية واإلقليمية والمحلية ‪ ,‬د‪ .‬محمد شحات الخطيب ‪ ,‬دار الخريجي‬
‫للنشر والتوزيع ‪ ,‬الطبعة الثانية ‪1426 ,‬هـ_‪2005‬م‬

‫‪ _9‬العدل بين الزوجات ‪ ,‬د‪ .‬أريج بنت عبد الرحمن السنان ‪ ,‬دار النفائس ‪ ,‬الطبعة األولى‬
‫‪1423‬هـ_‪2002‬م ‪.‬‬

‫‪ _10‬العنف األسري خالل مراحل الحياة ‪ ,‬د‪ .‬جبرين الجبرين ‪ ,‬مؤسسة الملك خالد الخيرية‬
‫‪2005‬‬

‫‪ _11‬العنف األسري قراءة في الظاهرة من اجل مجتمع سليم ‪ ,‬كاظم الشبيب ‪ ,‬المركز الثقافي‬
‫العربي ‪ ,‬الطبعة األولى ‪. 2007‬‬

‫‪ _12‬العنف داخل األسرة بين الوقاية والتجريم والعقاب في الفقه اإلسالمي والقانون الجنائي ‪,‬‬
‫أبو الوفا محمد أبو الوفا ‪ ,‬دار الجامعة الجديدة للنشر ‪.2000‬‬

‫‪ _13‬كتاب النفقات ‪ ,‬اإلمام أبي الحسن علي بن محمد حبيب الماوردي ‪ ,‬تحقيق وتعليق ودراسة‬
‫د‪ .‬عامر سعيد الزيباري ‪ ,‬دار ابن حزم ‪ ,‬الطبعة األولى ‪1418‬هـ _ ‪1998‬م‬

‫‪ _14‬المخدرات وأخطارها ‪ ,‬د‪ .‬عبد الرحمن محمد العيسوي ‪ ,‬دار الفكر الجامعي ‪ ,‬الطبعة‬
‫األولى ‪. 2005‬‬

‫‪69‬‬
‫‪_15‬المرأة المسلمة بين عدل التشريع وواقع التطبيق ‪ ,‬أ‪.‬د آمنه محمد نصير ‪ ,‬دار الكتاب‬
‫الحديث ‪1422 ,‬هـ _ ‪2001‬م‬

‫‪ _16‬المواريث في الشريعة اإلسالمية في ضوء الكتاب والسنة ‪ ,‬الشيخ محمد علي الصابوني ‪,‬‬
‫المكتبة العصرية ‪1426 ,‬هـ _‪2005‬م‬

‫‪ _17‬الوسيط في شرح نظامي العمل والتأمينات االجتماعية في المملكة العربية السعودية ‪ ,‬د‪.‬‬
‫السيد عيد نائل ‪ ,‬مطابع جامعة الملك سعود ‪.‬‬

‫أوراق العمل ‪:‬‬

‫‪ _1‬ورقة عمل لألستاذة دالل العرجاني بعنوان ( العنف األسري ودور الحماية االجتماعية ) في‬
‫‪/22‬ذو الحجة ‪1429/‬هـ ‪ /20‬ديسمبر ‪2008‬م ‪ ,‬في ندوة العنف األسري في جامعة الملك سعود‬
‫الرياض ‪.‬‬

‫‪ _2‬ورقة عمل لـ د‪ .‬جبرين الجبرين بعنوان ( أسباب العنف األسري ) في ‪ /22‬ذو الحجة ‪/‬‬
‫‪1429‬هـ ‪ /20‬ديسمبر ‪2008/‬م و في ندوة العنف األسري جامعة الملك سعود الرياض ‪.‬‬

‫‪_3‬ورقة عمل لألستاذة نورة إبراهيم الصويان بعنوان ( العنف األسري )في ‪ /22‬ذو الحجة ‪/‬‬
‫‪1429‬هـ ‪ /20‬ديسمبر ‪2008/‬م في ندوة العنف األسري جامعة الملك سعود الرياض ‪.‬‬

‫مراجع االنترنت‪: F‬‬

‫‪_1‬موقع إذاعة طريق اإلسالم ‪.‬‬


‫‪ _2‬موقع إسالم اون الين ‪.‬‬
‫‪ _3‬موقع ايف اليت ‪ ,‬قسم حقوق اإلنسان ‪.‬‬
‫‪ _4‬موقع برنامج األمان األسري‬
‫‪ _5‬موقع البنك السعودي للتسليف واالدخار ‪.‬‬
‫‪ _6‬موقع بوابة المرأة ‪.‬‬
‫‪ _7‬موقع تقرير منظمة العفو الدولية‪ /2007‬حالة حقوق اإلنسان ‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫‪ _8‬موقع جريدة الجزيرة ‪.‬‬
‫‪ _9‬موقع جريدة الشرق األوسط ‪.‬‬
‫‪ _10‬موقع جريدة كل العراق ‪.‬‬
‫‪ _11‬موقع جمعية حماية األسرة ‪.‬‬
‫‪ _12‬موقع حملة األمين العام إلنهاء العنف ضد المرأة ‪.‬‬
‫‪ _13‬موقع رواد الحياة ‪.‬‬
‫‪ _14‬موقع صيد الفوائد ‪.‬‬
‫‪ _15‬موقع عمان نت ‪.‬‬
‫‪ _16‬موقع "العنف ضد األطفال " دراسة األمين العام لألمم المتحدة ‪.‬‬
‫‪ _17‬موقع الفريق االجتماعي ‪.‬‬
‫‪ _18‬موقع لـ حواء‬
‫‪ _19‬موقع مجلس الشورى ‪.‬‬
‫‪ _20‬موقع مركز األخبار _ أمان ‪.‬‬
‫‪ _21‬موقع منتدى الدكتورة شيماء عطا اهلل ‪.‬‬
‫‪ _22‬موقع منظمة التضامن النسائي للتعلم من أجل الحقوق والتمنية والسالم ‪. wlp‬‬
‫‪ _23‬موقع مكتوب ‪.‬‬
‫‪ _24‬موقع نافذة العرب ‪.‬‬
‫‪ _25‬موقع وزارة الصحة السعودية ‪.‬‬
‫‪ _26‬موقع ويكيبديا ‪.‬‬
‫‪ _27‬موقع اليونيسيف ‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫الفهرس‬

‫‪3‬‬ ‫اإلهداء‬
‫‪4‬‬ ‫المقدمة‬

‫‪6‬‬ ‫الفصل التمهيدي‬

‫‪7‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬التعريف بالعنف األسري‬


‫‪9‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬عناية األنظمة السعودية باألسرة‬

‫‪13‬‬ ‫الفصل األول ‪ :‬أسباب العنف األسري‬

‫‪72‬‬
‫‪14‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬األسباب االجتماعية والثقافية‬

‫‪14‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬األسباب الثقافية‬


‫‪14‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬ضعف الثقافة القانونية‬
‫‪15‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬نقص الوعي بالتعاليم اإلسالمية وإ ساءة فهم معنى القوامة‬
‫‪16‬‬ ‫الفرع الثالث ‪ :‬الرجولة والعنف‬
‫‪16‬‬ ‫الفرع الرابع ‪ :‬غياب الرادع‬
‫‪16‬‬ ‫الفرع الخامس ‪ :‬الثقافة القبلية‬

‫‪17‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬األسباب االجتماعية‬


‫‪17‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬تعاطي المخدرات وإ دمان الكحول‬
‫‪18‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬األمراض النفسية‬
‫‪19‬‬ ‫الفرع الثالث ‪ :‬النظرة الدونية للمرأة‬
‫‪20‬‬ ‫الفرع الرابع ‪ :‬الضغوط االجتماعية‬
‫‪21‬‬ ‫الفرع الخامس ‪ :‬نظرية التعلم‬

‫‪23‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬األسباب الخاصة بالمرأة‬

‫‪23‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬أسباب مباشرة‬


‫‪23‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬السلبية واالستسالم للعنف‬
‫‪23‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬انعدام تقدير الذات‬
‫‪24‬‬ ‫الفرع الثالث ‪ :‬عدم علم ووعي المرأة بحقوقها وحقوق أبنائها‬
‫‪24‬‬ ‫الفرع الرابع ‪ :‬محاولة الحفاظ على كيان األسرة وعدم الرغبة في ترك األوالد‬
‫‪25‬‬ ‫الفرع الخامس ‪ :‬انعدام الموارد المالية للمرأة واالعتماد الكلي على الرجل‬

‫‪26‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬أسباب غير مباشرة‬


‫‪26‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬الحصول على تعليم أعلى من الرجل‬
‫‪26‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬الحصول على مكانة أعلى من الرجل‬
‫‪27‬‬ ‫الفرع الثالث ‪ :‬الحصول على دخل أعلى من الرجل‬

‫‪73‬‬
‫‪27‬‬ ‫الفرع الرابع ‪ :‬عدم التوافق بين الزوجين‬
‫‪28‬‬ ‫الفرع الخامس ‪ :‬نظرة المجتمع‬

‫‪29‬‬ ‫الفصل الثاني‪ : 3‬عالج العنف األسري‬


‫‪30‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬مظاهر عالج الشريعة للعنف األسري‬

‫‪31‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬عالج الشريعة للعنف األسري بطريق الترغيب‬


‫‪31‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬وجوب العدل بين الزوجات في المبيت والنفقة والعشرة‬
‫‪32‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬وجوب نفقة الولد على والده والعكس‬
‫‪33‬‬ ‫الفرع الثالث ‪ :‬وجوب نفقة الزوجة على زوجها‬
‫‪34‬‬ ‫الفرع الرابع ‪ :‬وجوب الرضاعة في الحولين حتى في حال الطالق‬
‫‪34‬‬ ‫الفرع الخامس ‪ :‬االهتمام بموضوع المواريث وقسمتها عند اهلل تعالى‬

‫‪36‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬عالج الشريعة للعنف األسري بطريق الترهيب‬


‫‪36‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬تحريم عضل النساء واإلضرار بهن وأخذ أموالهن بغير حق‬
‫‪36‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬النهي عن الطالق في الحيض وفي الطهر مع المسيس‬
‫‪37‬‬ ‫الفرع الثالث ‪ :‬عدم إقرار الطفل المحضون بيد من ال يصونه من أبويه‬
‫‪38‬‬ ‫الفرع الرابع ‪ :‬تحريم قتل األوالد وإ سقاط األجنة ( اإلجهاض )‬
‫الفرع الخامس ‪ :‬دقة الشريعة في معالجة موضوع النشوز والنهي التام عن ضرب الوجه‬
‫‪39‬‬ ‫والضرب المبرح فضالً عن تقبيح النساء‬
‫‪40‬‬ ‫الفرع السادس ‪ :‬النهي عن الدعاء على األوالد وعن ضربهم‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬مظاهر عالج العنف األسري وفقا لكل من التشريعات المقارنة و المنظمات‬
‫‪41‬‬ ‫الدولية واإلقليمية والمحلية‬

‫‪42‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬عالج التشريعات المقارنة للعنف األسري‬


‫‪42‬‬ ‫الفرع األول ‪:‬عالج التنظيم األردني للعنف األسري ( نظام العنف األسري )‬
‫‪43‬‬ ‫الفرع الثاني ‪:‬عالج التنظيم التركي للعنف األسري‬
‫‪45‬‬ ‫الفرع الثالث ‪ :‬قانون الطفل المصري‬

‫‪74‬‬
‫‪45‬‬ ‫الفرع الرابع ‪ :‬عالج التنظيم األمريكي للعنف األسري‬
‫‪47‬‬ ‫الفرع الخامس ‪ :‬عالج التنظيم السويدي للعنف األسري‬
‫‪48‬‬ ‫الفرع السادس ‪ :‬عالج التنظيم األسترالي للعنف األسري‬

‫‪49‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬مظاهر عالج المنظمات الدولية واإلقليمية والمحلية للعنف األسري‬
‫‪49‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬مظاهر عالج المنظمات الدولية للعنف األسري‬
‫‪49‬‬ ‫الفقرة األولى ‪ :‬هيئة األمم المتحدة‬
‫‪53‬‬ ‫الفقرة الثانية ‪ :‬اليونيسيف‬
‫‪54‬‬ ‫الفقرة الثالثة ‪ :‬منظمة العفو الدولية‬

‫‪55‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬مظاهر عالج المنظمات اإلقليمية للعنف األسري‬


‫‪55‬‬ ‫الفقرة األولى ‪:‬المجلس العربي للطفولة والتنمية‬

‫‪58‬‬ ‫الفرع الثالث ‪ :‬مظاهر عالج المنظمات المحلية للعنف األسري‬


‫‪58‬‬ ‫الفقرة األولى ‪ :‬اإلدارة العامة للحماية االجتماعية‬
‫‪61‬‬ ‫الفقرة الثانية ‪ :‬جمعية حماية األسرة‬
‫‪65‬‬ ‫الفقرة الثالثة ‪ :‬برنامج األمان األسري الوطني‬

‫‪67‬‬ ‫الخاتمة‬
‫‪69‬‬ ‫المالحق‬
‫‪76‬‬ ‫قائمة المراجع‬

‫‪75‬‬

You might also like