Professional Documents
Culture Documents
- العنف الأسري
- العنف الأسري
العنف األسري
أسبابه وعالجه
دراسة مقارنة
أمي
2
المقدمة
الحمد هلل رب العالمين والصالة والسالم على أشرف األنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله
وصحبه أجمعين أما بعد
األسرة في حقيقتها منبع للمعاني اإلنسانية والمثل العالية بما يكتسبه اإلنسان من صفات نبيلة من
اإليثار والتضحية والفداء ولهذا نجد القرآن الكريم حين يوجه البشر إلى التعاطف والتراحم
يذكرهم أنهم كانوا أسرة صغيرة نمت واتسعت مما يوجب عليهم االحتفاظ بالتراحم والتواصل قال
تعالى " يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجاال
كثيرا ونساء ,واتقوا اهلل الذي تساءلون به واألرحام إن اهلل كان عليكم رقيبا "
وحيث أن األسرة هي اللبنة األولى التي يتكون منها المجتمع وهي الوسط اإلنساني األول الذي
ينشأ فيه الطفل ويتعلم من خاللها نمط الحياة وأبجديات ثقافة التعايش مع اآلخرين جاء هذه
االهتمام باألسرة والذي يعني االهتمام بالمجتمع وبالتالي االهتمام بالوطن لذلك فإن استقرار
األسرة يعني استقرار المجتمع والوطن أيضا وإ ذا صحت األسرة صح المجتمع والوطن والعكس
صحيح أيضا .
ولقد انتشرت ظاهرة العنف األسري في المجتمعات وخاصة في مجتمعنا بشكل كبير وملفت
للنظر مخلفة وراءها حقوقا مسلوبة وشخصيات مهزوزة مع عدم وجود ما يردع مثل هذا النوع
من العنف من نظام أو أعراف بالرغم من أن شريعتنا اإلسالمية وضعت القواعد المنظمة لتكوين
األسرة المسلمة وسنت النظم الوقائية لتجنب العنف داخلها وتجريم كل عنف ووضعت العقوبة
3
المحققة للردع العام والخاص وتحقيق العدالة الجنائية ولكن المشكلة تكمن بتطبيق هذه األحكام
وبالفهم الصحيح لها .
وألهمية األسرة ولما تتعرض له من مشكالت ولضرورة تأسيس رؤية مستقبلية لبناء أسرة سليمة
قادرة على العطاء للمجتمع والوطن قمنا بهذا البحث حيث تمحور البحث حول أسباب العنف
األسري في فصله األول وفي الفصل الثاني تناولت عالج العنف األسري ألغطي بذلك أهم
ركنين لهذه المشكلة وهما األسباب والعالج من وجهة نظر قانونية راجية من اهلل عز وجل أن
يسددني ويوفقني لما يحب ويرضى .
الفصل التمهيدي
4
العنف لغة :الخرق باألمر وقلة الرفق به ,وهو ضد الرفق ,واعنف الشيء أي أخذه بشده
1
والتعنيف :التوبيخ والتقريع واللوم .
أما فقهاء القانون الجنائي فقد عرفوا العنف في إطار نظريتين تتنازعان هذا المفهوم :
النظرية التقليدية :حيث تأخذ بالقوى المادية بالتركيز على ممارسة القوة الجسدية .
النظرية الحديثة :وهي التي لها السيطرة والسيادة في الفقه الجنائي المعاصر حيث تأخذ بالضغط
واإلكراه اإلرادي دون تركيز الوسيلة وإ نما على نتيجة متمثلة في إجبار إرادة الغير بوسائل معينة
2
على إتيان تصرف معين .
الوحدة االجتماعية األولى ونواة المجتمع التي تهدف إلى المحافظة على النوع اإلنساني وتقوم
على المقتضيات التي يرتضيها العقل الجمعي والقواعد التي تقررها المجتمعات المختلفة ولذلك
أصبحت هي األساس لجميع النظم األخرى كالنظام االجتماعي والقبلي .
الفعل القائم على سلوك عنيف ينجم عنه اإليذاء أو المعاناة الجسدية أو النفسية أو الحرمان النفسي
من الحرية في الحياة العامة أو الخاصة .
1العنف األسري قراءة في الظاهرة من اجل مجتمع سليم ,كاظم الشبيب ,المركز الثقافي العربي ,الطبعة األولى , 2007صـــ17ــ
2العنف داخل األسرة بين الوقاية والتجريم والعقاب في الفقه اإلسالمي والقانون الجنائي ,أبو الوفا محمد أبو الوفا ,دار الجامعة الجديدة
للنشر ,2000صـــ8ـــ
5
العنف األسري وفق تعريف منظمة المنظمة العالمية للصحة :
" كل سلوك يصدر في إطار عالقة حميمة ويسبب أضرارا أو آالماً جسمي أو نفسية أو جنسية
1
ألطراف تلك العالقة "
ترتكز األسرة في أنظمة المملكة العربية السعودية المستمدة من الشريعة اإلسالمية ,على أسس
أربعة وهي :
سورة األنعام آية 98 _1وحدة األصل والمنشأ :قال تعالى ( وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة )
_2المودة والرحمة :حبب اإلسالم أفراد األسرة لبعضها البعض لتستمر الحياة بنبل وتكافل
شامل ,قال تعالى (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة
)سورة الروم آية21 ورحمة
_3التكافل االجتماعي :قال تعالى ( ووصينا اإلنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته
,وقال تعالى ( ووصينا اإلنسان بوالديه حملته سورة األحقاف 15 كرها وحمله وفصاله ثالثون شهرا )
سورة لقمان آية 14 إلي المصير )
أمه وهناً على وهن وفصاله في عامين أن أشكر لي ولوالديك ًّ
سورة البقرة آية 288 _4العدل والمساواة :قال تعالى ( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف )
1العنف األسري قراءة في الظاهرة من اجل مجتمع سليم ,مرجع سابق ,صـــ 22, 21 , 18ـــ
6
حينما نستعرض النظام األساسي للحكم في المملكة نرى أنه نص في مادته التاسعة على أن
( األسرة هي نواة المجتمع ) ثم نص على أن الدولة تحرص على توثيق أواصر األسرة والحفاظ
على قيمها ورعاية جميع أفرادها وتوفير الظروف المناسبة لتنمية ملكاتهم وقدراتهم ,المادة 10
من نفس النظام ,وفي المجمل جاءت المواد 13 12 11 10 9من نظام الحكم مؤكدة على
الوالدين رعايتهم ألبنائهم وضرورة توفير الدولة كل ما من شانه القيام بواجبهما التوجيهي نحو
الطفل من تأمين العمل للوالدين وتوفير الخدمات الصحية من عالج ووقاية وخدمات التعليم
والترفيه بالمجان .
ومن المادة التاسعة من النظام األساسي للحكم تتفرع برأيي الشخصي األنظمة الباقية من ناحية
األسرة والحفاظ عليها حيث جاءت المادة 27من نظام الحكم بضمان حق األسرة حيث نصت
بأن ( تكفل الدولة حق المواطن وأسرته في حالة الطوارئ والمرض والعجز والشيخوخة وتدعم
نظام الضمان االجتماعي وتشجع المؤسسات واألفراد على اإلسهام في األعمال الخيرية) .
وأكدت المادة 36من نظام الحكم بأن ( توفر الدولة األمن لجميع مواطنيه أو المقيمين على
إقليمها وال يجوز تقييد تصرفات أحد أو توقيفه أو حبسه إال بموجب أحكام النظام )
وعندما نخصص ونتطرق إلى إساءة المعاملة واإلهمال نجد أن الدولة وضعت النظم لحماية
األفراد وخاصة األطفال من االستغالل واإلهمال والمعامالت غير اإلنسانية وفقا للمواد رقم
26,27,28,29,30,31,32,33,34,35,36,37,38من النظام األساسي للحكم ,إضافة للمواد
147,160,161,162,163من نظام العمل والعمال الصادر برقم م 21 /في 6/9/1389هـ
وكذلك المواد 7,12,14,14,15,17,18,19,21,28من نظام السجن والتوقيف الصادر برقم
م 31/في 21/6/1398هـ .
ويمكن تلخيص ما جاء في هذه النظم وخاصة فيما يتصل باألطفال ( الفئة األكثر تعرضاً للعنف
بأنواعه ) :
* ضرورة المحافظة على األطفال والعناية بهم ومنع استغاللهم ومعاقبة من يقوم بذلك .
* تسقط الوالية عن ولي القاصر عندما ال يقوم بواجبه ,حفاظاً على الطفل .
*ضمنت للطفل حق النفقة والرضاعة والنسب واالسم والجنسية وكافة الحقوق األخرى المحققة
لنموه وبقاءه .
7
* وفرت الصحة والتعليم واألمن بالمجان وتكفلت برعاية األيتام و مجهولين الهوية ويسرت سبل
التعليم والتأهيل حسب الرغبة وبما يحقق طموحات األطفال وهواياتهم .
*أقامت دور الرعاية االجتماعية ودور الحضانة وكفلت األيتام وأعانت المحتاجين .
* أصلحت من يحتاج من األطفال وأهلته للعودة واالندماج في الحياة مع اآلخرين من المواطنين
العاديين بنفس الحقوق والفرص من خالل البرامج اإلصالحية بدور المالحظة .
* ساعدت المرضى المعوقين بعد شفائهم وتأهيلهم لالنخراط في حركة التنمية والبناء .
* سمحت بمشاركة األهالي لتقديم الخدمات االجتماعية بمختلف أنواعها وأنماطها لتحقيق
الشمولية والتكافل االجتماعي بما يحقق االحترام والتواصل بين فئات المجتمع المختلفة دون فرق
1
بين غني وفقير أو لعرق أو لون أو دين .
وبالعودة مرة أخرى لنظام العمل والعمال السعودي نجده في المادة 164و 166نص على حق
المرأة العاملة في إجازة وضع لألربع أسابيع السابقة لوالدتها والستة أسابيع التالية لها وال يجوز
ألي صاحب عمل تشغيل أي امرأة خالل األسابيع الستة التالية مباشرة لوالدتها وتدفع للعاملة
أثناء إجازتها أجرتها على تفصيل وضحه النظام بالنسبة لمدة عملها بل و ينص النظام كذلك على
تحمل صاحب العمل مصاريف الفحص الطبي ونفقات العالج والوالدة وال يجوز له فصل
العاملة أثناء تمتعها بإجازتها , 2وهذا يدل بشكل واضح على عناية النظام باألسرة وصحة األم
والطفل وسالمتهما وأن ذلك مقدم على العمل حيث ألزمهم باألجرة حتى ترتاح المرأة العاملة من
هم الكسب وتأمين المعيشة إن كان ُيعتمد عليها في ذلك ,فنحن نعلم أن المولود يحتاج ألمه حين
والدته أكثر من أي وقت الحق وذلك لرضاعته والعناية به والشريعة جعلت هذه الوظيفة هي
وضيفة المرأة األساسية فهي منشئة األجيال فكيف يقدم عمل على تنشئة جيل!! ومنظمنا فهم هذه
النقطة جيداً خاصة وأنه يطبق الشريعة اإلسالمية فنص على ذلك صراحة بالنظام وبشكل إلزامي
.
وننتقل لنرى اللجان التابعة لمجلس الشورى فنجد أن هناك لجنة تحمل مسمى لجنة الشؤون
االجتماعية واألسرة والشباب تختص بدراسة الموضوعات ذات العالقة بالشئون االجتماعية
واألسرة والشباب ,ولها على وجه الخصوص ما يأتي :
تقير المملكة العربية السعودية حول التدابير المتخذة إلنفاذ اتفاقية حقوق الطفل ,اللجنة الوطنية السعودية لرعاية الطفولة ,الرياض , 1
8
أ -دراسة ما يرد من موضوعات لها عالقة بالجهات اآلتية :
ب -دراسة الموضوعات واألنظمة واللوائح ذات العالقة بالجوانب االجتماعية ,واألسرة ,
والشباب ,ومنها :
-7االتفاقيات الدولية أو اإلقليمية أو الثنائية ذات العالقة باألمور االجتماعية أو األسرة أو
الرياضة والشباب .
1
-8أي موضوعات أخرى يرى المجلس ,أو رئيس المجلس إحالتها إليها .
كذلك ننتقل لنرى البنك السعودي للتسليف الذي يساعد و يدعم األسر المحتاجة بالقروض
2
فهناك ما يسمى بقروض األسرة التي تدرج تحت القروض االجتماعية .
9
وهكذا نرى أن األنظمة السعودية وعلى رأسها النظام األساسي للحكم اعتنى باألسرة عناية
بالغة وأوالها تلك األهمية باعتبارها اللبنة األساسية ألي مجتمع سليم قويم .
10
المبحث األول :األسباب االجتماعية والثقافية :
يعد الجهل بالقانون من المشاكل الحقيقية التي تواجه النساء في مجتمعنا ،مما قد يؤدي إلى ضياع
حقوقهن ويزيد حياتهن تعقيدا ،في ظل تعذر الوصول إلى اإلجابة القانونية الوافية.
ففي أحيان كثيرة ترفض المرأة التي تقع في نزاع على قضية ما ،المطالبة بحقوقها القانونية ،أو
التوجه إلى المحاكم الشرعية والمدنية أو إلى أقسام الشرطة لتحصيل حقوقها وحل النزاع ،جراء
جهلها بالنصوص القانونية التي تساعدها على حل المشاكل ،أو من هي الجهة المناسبة التي يتوفر
لديها الجواب.
فالمرأة في مجتمعنا تلوذ بالصمت تحسبا من عواقب قد تحدث لها إذا ما طرقت أبواب المحاكم،
أو سلكت الطرق القانونية ،ما يحتم التنبه إلى أهمية التوعية القانونية لتجاوز المشكالت التي تقع
1
فيها المرأة في مجتمعنا.
وبرأيي على هذه الجهات أن توعي كل من جهل باختصاصاتها أو استهان بقدرتها على تغيير
الواقع المرير أياً كانت طريقة التوعية _ إعالم بأنواعه في الغالب _ حتى نصل إلى مرحلة نجد
فيها المرأة قادرة على ردع العنف وعدم االستسالم له والسلبية أمامه .
11
الفرع الثاني :نقص الوعي بالتعاليم اإلسالمية وإ ساءة فهم معنى القوامة :
نقص وعي الرجال بتعاليم دينهم وما حثهم عليه الشارع وكذلك بعدهم عن الدين وبالتالي قلة
الوازع الديني لديهم سبب هام من أسباب العنف األسري ,فعندما ال يكون اإلنسان قد أؤسس
بشكل صحيح فإن الذي سيخرج عنه من أقوال أو أفعال لن تكون قويمة صحيحة فالرسول عليه
الصالة والسالم نهى عن ضرب المرأة ,واعتبره منقصة للرجل فوصف الذين يضربون
زوجاتهم بقوله " :ليس أولئك بخياركم " فمن المفترض أن يقتدي جميع الرجال بخير الخلق الذي
لم يرد عنه أنه ضرب إحدى زوجاته أو خدمه .1
وكذلك إساءة فهم الرجل لمعنى القوامة واإلذن بالضرب التي وردت في قوله تعالى :
َأم َو ِال ِه ْم ] ِ
ض َو ِب َما َأنفَقُوا Fم ْن ْ ض َل اللَّ ُه َب ْع َ
ض ُه ْم َعلَى َب ْع ٍ النس ِ
اء ِب َما فَ َّ ون َعلَى ِّ َ
ام َ
الر َجا ُل قَ َّو ُ
[ ِّ
( النساء ) 34 :
القوام :
إن المعنى اللغوي لكلمة َّ
هو كثير القيام ،الذي يقف أكثر مما يجلس ؛ كناية عن قلة الراحة ،و عن السعي و الدأب بال
كلل.
القوام اصطالحاً :
أما َّ
هو من يقوم على الشيء أو الشخص ؛ فيصونه و يحميه و يحتويه و يذود عنه و يراعيه .
لو تخيلت نساؤنا حالوة و روعة تاج القوامة الذي كلل العلي القدير رؤوسهن به ،لما متن في
جلودهن خوفاً و رعباً و هن ُيجلدن كل يوم بسياط الفهم المشوه لواجبات النساء و حقوق الرجال
الذين لو عرفوا و أدركوا وفهموا الطمأنت النساء ،و لتوجن ملكات في حمى القوامة و القوامين
،و ألعاد األزواج النظر في موقفهم من القوامة التي تُلقي على أكتافهم من المسئوليات و األعباء
و الواجبات ،أكثر مما تمنحهم من الحقوق والمميزات.
القوامة حق للزوجات ،واجب على الرجال و ليس العكس ،و في ذلك من جليل الحقوق و عظيم
اإلعجاز النفسي الذي أدعو إلى تأمله بعين فاحصة متخصصة ترد للنساء عزتهن و كرامتهن ،و
ترجع لهن حقوقهن ،و تأخذ بيد الرجال نحو فهم صحيح يجعلهم قادرين على تكوين وإ دارة
األسرة بشكل صحي سليم موافق للشريعة التي تريد الخير للبشر. 2
1
? ورقة عمل لألستاذة نورة إبراهيم الصويان بعنوان ( العنف األسري )في /22ذو الحجة 1429 /هـ /20ديسمبر 2008/م في ندوة
العنف األسري جامعة الملك سعود الرياض .
2موقع رواد الحياة
http://www.inshad.com/forum/showthread.php?t=169426
12
الفرع الثالث :الرجولة والعنف :
في كثير من األحيان ونتيجة للتربية الخاطئة نجد الرجل ال يحس باكتمال رجولته إال ضرب
وخاصم ليقول عنه محيطه بأنه رجل شديد قوي مع زوجته وأهله ,مع أن الرجولة قطعاً ال
تكون في ممارسة العنف والقوة ضد الضعفاء وخاصة أهل بيتك الذين هم أمانة في عنق
الرجل .
الفرع الرابع :غياب الرادع :
العنف سيزيد ويكبر بالقدر الذي يسمح به المجتمع والنظام ,نعم المجتمع قد يسمح بالعنف
والنظام كذلك ,وذلك عن طريق السكوت وعدم األخذ بيد الذي يمارس العنف وردعه ,
فالمجتمع من خالل سكوته على حاالت العنف التي تنشر في الصحف و والمجالت وكافة
وسائل اإلعالم إنما يعطي فرصة لبقية ممارسي العنف ليتمادوا ألنهم يعلمون أن المجتمع لن
ينبذهم .
وعلى نفس الطريق بل واهم يسير النظام ,فالنظام يمثل أكبر رادع للعنف األسري لكن في
بالدنا بالذات ال توجد عقوبات رادعة بل يوجد تحذيرات من المشايخ الفضالء مع أنه هناك
أصناف من الناس ال تنفع معها إال العقوبة ,ولقد فهمت الدول المتقدمة دوره فأصدرت أنظمة
خاصة بالعنف األسري وفي وقت قريب أصدرت المملكة األردنية نظام العنف األسري فسدت
بابه وقوت سند وحجج المتعرض له ,ونأمل من مملكتنا إصدار مثل هذه األنظمة لتسد هذا
الباب الذي هو كل يوم في ازدياد لألسف الشديد .
بعض القبائل التي لم تسكن المدن إال في وقت قريب أو ال زالت تجوب الصحاري تغرس
معتقدات تلقنها وتؤسس عليها رجالها و أطفالها تكون عامل مهم في حدوث الضغط النفسي
والقهر تجاه المرأة حيث تنظر بعض القبائل البدوية إلى المرأة وكأنها مخلوق خلق للخدمة
والطاعة دون أي حق أو أي رحمة فيمارس ضدها شتى أنواع العنف وخاصة النفسي حيث ال
سند وال احتواء وال حنان والمصيبة األكبر أن المرأة تجاه كل هذا تشعر أن ما يحصل هو أمر
طبيعي وأنها فعال خلقت لذلك الغرض .
31/12/2008م
13
فيغرس منذ الصغر في نفس الطفلة بأنها مخلوق ضعيف ويحتاج للحماية دائما ،بينما يربى الطفل
الذكر على أنه القوي الذي يستطيع اتخاذ القرار ،لذلك نرى الفتاة عندما تواجه أي محنة تبدأ
بالبكاء على عكس الولد الذي يعرف مسبقا أن البكاء ضعف ال يليق به فهو القوي صاحب
1
السلطة.
اإلدمان هو أكبر وأول وأهم مسبب للعنف األسري في كافة المجتمعات أيا كان نوعها فقد
أثبتت الدراسات على مستوى العالم الغربي والعربي أيضاً وبما فيها السعودي حسب مقال في
جريدة الوطن يوم األربعاء الموافق 5ربيع اآلخر 1427هـ أن أبرز المسببات للعنف األسري
وأكثرها انتشاراً هو تعاطي الكحول والمخدرات .وهذا ما أكدته الدكتورة الجوهرة العنقري
رئيسة لجنة األسرة بجمعية حقوق اإلنسان حيث أوضحت أن من أهم األسباب التي تدفع ممارسي
العنف الستخدامه هو تعاطي المخدرات .2
فمن الطبيعي عندما يغيب الشخص عن وعيه ويذهب عقله من جراء هذه التعاطي أن يفعل أي
شيء ال يقبله عقل وال دين وال منطق ومن البديهي أن يكون المتعرض األول لتبعات هذا
اإلدمان هم أفراد األسرة الذين يعانون من تصرفات الشخص المدمن فقد يضربهم يعذبهم
يحبسهم وقد يصاب األطفال بالخوف الهستيري الشديد من جراء رؤيتهم للمتعاطي بهذه
الصورة .و أرى كباحثة أن العالقة بين العنف األسري واإلدمان أياً كان نوعه هي عالقة
متبادلة وكل منهما يعتبر منشئاً لآلخر ,فمن مسببات اإلدمان المشكالت األسرية وتفكك األسرة
كما يقول دكتورنا الفاضل عبد الرحمن محمد العيسوي 3وفي نفس الوقت من مسببات العنف
1موقع مكتوب
http://helwa.maktoob.com/%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%A9_%D8%A7%D9%86%D8%AA
D9%85%D9%82%D8%A7%D9%8467037-%-
_%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%B1%D8%A9_%D8%A5%D9%84%D9%89
%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A3%D8%A9.htm
31/12/2008م
3المخدرات وأخطارها ,د .عبد الرحمن محمد العيسوي ,دار الفكر الجامعي ,الطبعة األولى , 2005صـــ133ـــ
14
األسري الرئيسية كما أشارت أغلب الدراسات وكما وجهنا دكتور جبرين الجبرين هو تعاطي
المخدرات واإلدمان واألمراض النفسية .1فالعالقة بينهما متبادلة وكل منهما يسبب اآلخر .
ال تخلو أي دراسة تتناول مسببات العنف األسري من ذكر هذا السبب وهو وجود اضطرابات
نفسية لدى الشخص المتسبب بالعنف , 2فأي مربي سواء كان من األهل أو المعلمين أو
غيرهم ينبغي أن تتوافر لديه الثقافة التربوية الصحيحة حتى يعول عليه في تربية الجيل القادم
,ولكن السؤال الذي يطرح كيف يعهد إلى شخص مريض نفسيا تربية هؤالء األطفال بل كيف
يتركوا عنده ليعيشوا في كنفه إن كان والدهم أو والدتهم هم المصابين بهذا االضطراب وكيف
ترضى المرأة على بقاء أوالدها مع هذا المريض ليقتبسوا منه ولتتكون لديهم تلك العقد النفسية
من جراء العنف الذي يمارس ضدهم لماذا ال تحتذي مملكتنا وبقية الدول النامية بالدول
المتقدمة والتي تدرس الحالة العقلية للمربي ومدى صالحيته للقيام بهذا الدور الهام سواء كان
ذلك بالرقابة وفرض التبليغ على كل من يشك بوقوع عنف أو عدم صالحية وجود الطفل مع
هذا الشخص
اإلسالم قرر مثل هذه األحكام من آالف السنين حين لم يقر وجود الطفل المحضون في يد من
3
ال يصونه من أبويه ,ويربيه التربية اإلسالمية الصحيحة الحقة .
ويورد الدكتور الزهراني أحد حوادث العنف األسري التي نشأت عن هذا السبب " :عاشت
زوجته المسكينة سنوات متحملة وحشيته وانحرافه واعتداءاته ،إلى أن قررت الرحيل فتم
طالقها ،وانفرد الرجل بعدها ببناته ،فاستعمل معهن كل أنواع الهمجية ،بما في ذلك حلق
رؤوسهن ،وحبس بعضهن في أقفاص الدجاج.
يضيف أن هذا العنف ال يساوي شيئاً أمام ما قام به بعد ذلك ،ألن آالم الضرب والتعذيب
يمكن أن تحتمل ،وقد ينساها المرء مع األيام ،ولكن هناك أنواعا من الهمجية والوحشية
والعنف ال يمكن أن تزول آثارها ،بل تظل حسرة وألما في النفوس تجرعت البنات تلك
1ورقة عمل لـ د .جبرين الجبرين بعنوان ( أسباب العنف األسري ) في /22ذو الحجة 1429 /هـ /20ديسمبر 2008/م و في ندوة
العنف األسري جامعة الملك سعود الرياض .
2العنف األسري قراءة في الظاهرة من أجل مجتمع سليم ,كاظم الشبيب ,المركز الثقافي العربي ,الطبعة األولى , 2007صـــ64ـــ
3الروض المربع شرح زاد المستقنع ,للعالمة الشيخ أبي العادات منصور بن يونس البهوتي 1051_1000هـ ,حققه وعلق عليه محمد
نزار تميم و هيثم نزار تميم ,الجزء األول ,دار األرقم أبي األرقم ,صـــ 438ـــــ
15
الويالت من العنف واالعتداءات الوحشية ،حتى فقدن صبرهن ،وقادهن القدر إلى لجنة
1
إصالح ذات البين التي اتخذت كل اإلجراءات لتخليصهن من ذلك الوحش الكاسر".
جاء اإلسالم وألغى التفرقة العنصرية بين جميع البشر وجعل ميزان المفاضلة بينهم هو التقوى
فال فرق بين عربي وال أعجمي وال رجل وال امرأة إال بتقواهم وعبادتهم الخالصة هلل سبحانه
وتعالى ,ولكننا ولألسف بدأنا نعود للجاهلية بسبب أفعال وأقوال بعض السفهاء الذين نشروا
هذه النظرة بين شبابنا وأسسوهم عليها وهي النظر للمرأة نظرة محقرة وبأنها مخلوق أقل من
الرجل بل وبأنها مخلوق قذر !!
فمثال يقال في المجالس " :حرمة ...اهلل يكرمك" وغيرها من العبارات التي تنقص من شأن
المرأة وعلو قدرها أولم يعلم هؤالء الجهلة الذين يتشدقون بمثل هذه العبارات أنه لوال المرأة
لما كان هناك رجل ولم يعلم هؤالء أن المرأة "إنسانة" لها كافة الصالحيات التي للرجل من
شؤون الحياة تنطبق عليها كافة التشريعات والقوانين مثلها مثل الرجل وأن المرأة أصبحت
تضاهي الرجل في الكثير من المجاالت بل تتفوق عليه أحيانا وربما دائما ؟! فالمرأة نصف
المجتمع ولكنها تعاني من تسلط النصف اآلخر فهو يريد للتجبر والسيطرة أن يستمرا.2
من الطبيعي أن تتأثر البيئة بما يحصل في واقع المحيط االجتماعي الذي تعيش فيه ,ومن
المتوقع مع زيادة أعباء الحياة وتعقُّد الحياة المعيشية أن تنشأ ضغوط متعددة مع توتر العالقات
16
البينية للمجتمع في المحيط األسري بشكل أخص ,وال يعني هذا بشكل من األشكال تبرير
قضايا العنف واإلساءات السلوكية للمجتمع أو األسرة. 1
ولكن الشخص عندما يتعرض للضغط والمشاكل سواء في العمل أو المنزل أو محيط األصدقاء
كذلك عندما يتعرض للضغوط المالية خاصة إذا كان في حال فقر شديد سوف تسبب له
اإلحباط وبالتالي وكأي شخص طبيعي سوف يبحث عن متنفس ولن يخرج المتنفس في الغالب
عن ممارسة العنف ضد أفراد أسرته 2حتى يشعر بالراحة بحسب تفكيره واعتقاده ولكن
النتيجة بدل أن يكون الضغط موجها له فقط أصبح موجها لكل العائلة فتنشأ بالتالي أسره ذات
نفسيه غير سليمة أو سوية غير قادرة على العطاء واإلنتاج .
_1ضغوط أحداث الحياة غير السارة وضغوط العمل واألدوار المختلفة كمثيرات قد تدفع إلى
السلوك العدواني ،وقد أكدت دراسات على العالقة المباشرة بين الضغوط الحياتية غير السارة
وبين السلوك العنيف كما يبدو في ارتكاب جرائم العنف ،أما الدراسات الحديثة فقد أكدت على
األثر السلبي للضغوط الحياتية غير السارة التي يتعرض لها الفرد وبين العنف وذلك في ضوء
متغيرات وسيطة تتمثل في االستعداد الوراثي ،والخبرات المتعلمة في الماضي ،وطبيعة إدراك
الشخص للموقف وما يتضمنه من أخطار.
17
ذلك وفقا لمستوى استثارة الشخص ،وحالة التشبع بالمثيرات ،واإلحباط الناجم عن هذه
3
الضغوط ،والقدرة على ضبط النفس ،ودرجة القلق" .
هناك احتمال كبير حول انتهاج الشخص الذي عانى من العنف نفس النهج الذي مورس
ضده ،األمر الذي يؤدي إلى تفكك الروابط األسرية حيث أرى كباحثة أنه عندما يشب الشخص
في بيئة يرى فيها مجتمعه من أهل وأقارب وحتى عادات مجتمعية تمارس العنف بشكل أو
بآخر وترى أنه من األفعال الغير مستهجنة وخاصة عندما يرى الطفل أباه يمارس العنف ضد
والدته أو إخوته فإنه من الطبيعي جداً أن يمارس أعمال العنف التي تعلمها من مجتمعه
وباألخص أسرته .
وأرى في نظرية التعلم االجتماعي social learning theoryما يفسر قولي حيث تفترض
هذه النظرية أن األشخاص يتعلمون العنف بنفس الطريقة التي يتعلمون بها أنماط السلوك
األخرى ،وأن عملية تعلم العنف تتم داخل األسرة سواء في الثقافة العامة أو الفرعية .فبعض
األسر تشجع أبناءها على استخدام العنف مع اآلخرين ،وتطالبهم بأال يكونوا ضحايا للعنف في
مواقف أخرى ،والبعض ينظر إلى العنف كوسيلة للحصول على حاجاتهم ،بل أن بعض األسر
يشجعون أفرادها على التصرف بعنف عند الضرورة ،ومن أهم الفرضيات التي تقوم عليها هذه
النظرية:
_1إن العنف األسري يتم تعلمه داخل األسرة والمدرسة ومن وسائل اإلعالم.
_2إن كثيرا من السلوكيات العنيفة التي يمارسها الوالدين تبدأ كمحاوالت للتأديب والتهذيب.
_3إن سلوك العنف يتم تعلمه من خالل العالقة المتبادلة بين اآلباء واألبناء ،وخبرات الطفولة
المبكرة.
_4إن إساءة معاملة الطفل تؤدي إلى سلوك عدواني تبدأ بذوره في حياته المبكرة ،وتستمر في
عالقته مع أصدقائه وإ خوته ووالديه ومدرسيه.
_5إن أفراد األسرة األقل قوة يصبحون أهداف للعنف.
18
وقد أظهرت العديد من الدراسات أن األفراد الذين يعيشون في أسر يسودها العنف كانوا أكثر
عدوانية في تصرفاتهم ،فاألزواج الذين يشبون في أسر يسودها العنف يكون احتمال ضربهم
لزوجاتهم عشرة أضعاف األزواج الذين لم يمروا بهذه الخبرة ،واألطفال الذين يمارس العنف
1
معهم هم أكثر عنفا من غيرهم .
إن من أهم مسببات العنف والتمادي فيه يوما بعد يوم ضد المرأة هي سلبيتها في مواجهته
وعدم اتخاذها ما يلزم لردع المتسبب فيه وذلك لتعلقها باآلمال الكاذبة وبأن الحياة سوف تصفو
مع هذا الرجل في يوم من األيام فتستسلم وتمني نفسها بالمستقبل ثم تصدم بالواقع المرير
المؤلم وذلك بأن واقعها لن يتغير إال إذا غيرته بنفسها .
19
هناك قاعدة معروفة إذا قام الرجل بأول خطوة نحو العنف ضد زوجته ولم تقم بردعه ووضع
خط أحمر له فإنه سوف يتمادى ويتمادى وتنقلب حياتها إلى جحيم .
ينبغي في الحياة الزوجية إيضاح القناعات والمبادئ التي يسلم بها كال الطرفين كل لآلخر في
البداية وأال يواري أي طرف مبادئه /قناعاته عن اآلخر حساب اآلخر حتى ال يجد نفسه بعد
مرور السنين صفرا بال مبادئ مستقلة أو أفكار تعبر عنه بل يرى نفسه قد أصبح تابعا للطرف
اآلخر .
عندما يتدنى مستوى تقدير المرأة لذاتها فإن المرأة تصبح خائفة سلبية متوترة عدوانية غير
حاسمة أو متحمسة ويسيطر عليها الشعور بالعجز وقلة الحيلة وهذا الوضع برمته سيكون له
1
تأثير على شعورها بالسعادة وعلى عملها وعلى عالقاتها مع اآلخرين وخاصة المقربين .
المرأة عندما ال تقدر ذاتها وإ مكاناتها وقدراتها وتعلم أنها جميلة وقادرة وقوية بالقدر الكافي
الذي تستطيع به أن تردع هذا الرجل وبالقدر الكافي الذي يجعلها تعتقد أنها قادرة على
الحصول على زوج آخر يقدرها أيما تقدير ,فإنها سوف تكون حبيسة حياة شبيهة بالسجن بل
وأسوأ فعندما تعتقد المرأة أنها ال تمتلك المقومات الكافية لالنطالق للحياة والحد من هذا العنف
الموجه لها فإنها تعطي الرجل فرصة ذهبية الستغاللها وحبسها عن هذا العالم الواسع الذي
جعله اهلل لنا لنعمل ونسعد وليس لنذل ونهان .
الفرع الثالث :عدم علم ووعي المرأة بحقوقها وحقوق أبنائها :
جهل الطرف الذي يوجه إليه العنف بحقوقه التي قررها له الشارع الحكيم أو التنظيمات الوضعية
من أهم مسببات العنف أو االستمرار فيه ,فجهل المرأة على سبيل المثال بحقها في الخلع أو في
حقها بعدم التعرض للضرب الشديد المبرح أو في حقها باالحترام وسماع الرأي أو حقها في
حضانة أوالدها في حال كان األب ال يصون األوالد وال يربيهم التربية الصحيحة ,من أهم
مسببات العنف واالستمرار فيه بصورة ظالمة .
فلو كانت المرأة تعرف حقوقها وأوالدها حق المعرفة لرأينا تقهقر نسب حاالت العنف إلى
النصف ,ولكن التعليم والتربية التي لم تعلم الفتاة حقوقها بل علمتها وحفظتها التزاماتها دون
حقوقها .
1دستور تقدير الذات ,جيل ليندنفيلد ,مكتبة جرير ,الطبعة األولى , 2005ص. 3
20
لكن ليس أمامنا في هذه المرحلة إال نشر الوعي بين النساء على شتى األصعدة من أي منبر كان
فبذلك سنعوض هذا النقص فحين نلزم تضمين المقررات الدراسية ما يثقف الفتاة ويعلمها حقوقها
فإننا سوف نقوم بالوقاية لما يمكن أن تتعرض له في المستقبل .
الفرع الرابع :محاولة الحفاظ على كيان األسرة وعدم الرغبة في ترك األوالد :
تحاول المرأة في الغالب عند احتمالها لضروب العنف المختلفة التي توجه لها وألوالدها الثبات
أمامها بهدف المحافظة على كيان األسرة وهويتها وحمايتها من التصدع أو التفكك األسري ,
فتصبر متعلقة بأمل كاذب أو تصبر حتى ال تكون فريسة لنظرة المجتمع السلبية أو يكون
مصيرها للشارع بعد الخروج عن هذا العنف فتصبح بال مأوى .
وأحياناً تبقى وتتجرع األلم لرغبتها في عدم ترك األطفال وحدهم مع الشخص المرتكب للعنف
مثال ذلك عندما تضطر الزوجة إلى التعايش مع الزوج المرتكب للعنف ضدها بشكل متكرر
1
وذلك من أجل أطفالها الصغار إذا كانت ال تستطيع المغادرة بهم .
الفرع الخامس :انعدام Fالموارد المالية للمرأة واالعتماد الكلي على الرجل :
عندما يصبح الرجل بوابة المرأة إلى العالم والمنفذ والملجأ الوحيد لها ,عندما ترى الدنيا من
خالله فتعتمد عليه بكل صغيره وكبيرة وال تعرف أبجديات الحياة بدونه خاصة إذا افتقرت إلى
وجود األهل والسند غيره ,فسوف يصعب عليها الخروج عنه أو منعه من التعرض لها بأي نوع
من أنواع العنف بل قد تعتبره ثمنا لما يقدمه لها من ملجأ ومأكل وملبس ونست أو تناست أن هذه
األمور هي حقها الذي شرعه اهلل سبحانه وتعالى من فوق سبع سماوات فتضطر للبقاء معه
وتحمل العنف مهما بلغ قدره لعدم فقدان هذا الملجأ .
ويتفاقم ويزداد هذا األمر مع المرأة غير العاملة واألمية التي ال يكون لها ملجأ إال بيت الزوجية
الذي يمارس عليها شتى أنواع العنف فتضطر للصبر واالحتمال العتمادها الكلي عليه وعدم
وجود ملجأ آخر لها يحملها ويكفيها عن الذل .
1العنف األسري خالل مراحل الحياة ,د .جبرين الجبرين ,مؤسسة الملك خالد الخيرية , 2005صـ48ــ .
21
ومن هنا أقترح كباحثة على أصحاب السلطة ووزارة الشؤون االجتماعية إيجاد جهات مسئولة
في كافة المناطق إليواء النساء المتعرضات للعنف واللواتي يفتقدن إلى الملجأ احتذاء بالدول
المتقدمة .
ومن أكبر اإلشكاليات التي قد تظهر عند بعض األزواج هو غيرة الرجل من نجاحات زوجته
المتواصلة ومن وصولها ألعلى المراتب العلمية ،هذه النجاحات تشعر الرجل بنوع من النقص
الذي يدفعه إلى التعويض عنه بأساليب غير تربوية .
ومن مظاهر غيرة الرجل هو التهديد المستمر للزوجة بالضرب أو المنع من الخروج من المنزل
أو منعها من العمل أو إحراجها في مكان عملها حتى يكسر نجاحاتها ،أو إتالف هذه النجاحات
إذا كانت قابلة للتلف كالبحوث والتجارب واإلصدارات وشهادات التقدير والجواز وغيرها ،وهذا
يجعله يشعر بالراحة النفسية .
ولكن الزوجة الناجحة المتعلمة قد تكون بعض تصرفاتها سبباً في إشعال غيرة الزوج وهذا
واقع ،فربما يؤدي افتخارها بدرجاتها ،أو حديثها المستمر عن أبحاثها إلى شعوره بأنها تقلل من
شأنه .ولكن هناك رجاالً كثيرين يكونون عامالً مساعداً ودافعاً لزوجاتهم إلى تحقيق المزيد من
النجاح ،ويقيناً إن الحياة الزوجية ال يمكن أن تستقيم أو تستمر في ظل التنافس غير المشروع بل
1
في ظل التعاون واإليمان اللذين هما جانبان أساسيان يساهمان في تكامل األسرة ونجاحها.
22
الفرع الثاني :الحصول على مكانة أعلى من الرجل :
أن التكوين النفسي للرجل يدفعه لإلحساس بالراحة عندما يعرف الناس أن منزل الزوجية
مفتوح بإمكانياته وأمواله هو فقط وأن زوجته تستمد كبرياءها ووضعها االجتماعي من مكانته
ووضعه هو ،وأي صورة خالف ذلك يرفضها المجتمع أيضا يرفضها لذلك يحاول الرجل
بشكل دائم تعزيز كيانه على حساب المرأة ،ويسعى الختيار شريكة حياته على أسس تتفق مع
مكوناته الشخصية وطبيعة تكوينه النفسي ،وإ ذا شعر أن شريكته سوف تبدو أكثر نجاحا
وأوسع انتشارا فإنه يخشى االرتباط بها ألنه يعتقد أن نجاحها سيجعلها دائما في وضع مقارنة
معه ويعيش في قلق دائم خشية أن تتفوق عليه لذلك نجده دائما يعمل بميكانيكية دفاعية ال
شعورية تخفي ضعفه وقلة حيلته أمام المرأة بأن ينتهز أقل تقصير منها في منزلها ،أو تجاه
أوالدها ويفتعل المشاجرات ليتهمها باإلهمال ويرجع ذلك إلى اهتمامها الزائد بعملها ألن هناك
اعتقاداً راسخاً في أذهان الكثير من الرجال بأن نجاح المرأة في عملها ووصولها إلى أعلى
المراتب البد أن يكون على حساب حياتها الخاصة أو على حساب مشاعرها وإ حساسها
بأوالدها وبيتها ،وهذا فهم خاطئ ألن عمل المرأة يجعلها أكثر احتكاكا وأكثر تجربة وخبرة
وذلك ينعكس على تصرفاتها مع زوجها وفي تربيتها ألطفالها ألنها ستصبح أكثر فهما وتقديرا
لظروف عمل زوجها وأكثر إحساسا باحتياجه للراحة والهدوء في البيت ألنها مثله تكون في
1
حاجة إلى ذلك.
وهذه نتيجة طبيعية فعندما يكون مدخول المرأة أعلى من زوجها فإن نيران الغيرة سوف تشتعل
بنفسه على الغالب إال من رحم ربي وسوف تترجم هذه الغيرة مع الوقت إلى محاولة إعاقة هذا
النجاح الذي تفوقت به عليه بشتى الطرق من تهديد من ضرب ومن شتى وسائل الضغط .
1موقع لـ حواء
http://www.balagh.com/woman/shaksi/hr04soo2.htm
4/1/2009م
23
عدم التوافق والتكافؤ بين الزوجين أيا كان نوعه سواء كان التوافق العمري ،التوافق الشكلي،
التوافق في األذواق ،التقارب الفكري ،التكافؤ االجتماعي ،التوافق الترفيهي ،العقلي ،الروحي،
العاطفي ،الجنسي ,من شأنه أن يوجد فجوة بين الزوجين ال يستطيعون دمرها بسهولة .
فاختالف البيئة األسرية بين الزوجين أي أن تكون الزوجة من بيئة أسرية تربت على التشاور
واالحترام المتبادل بين الزوجين بينما يكون الرجل من بيئة أسرية تربى فيها على أن الرجل
وحده اآلمر والناهي (والعكس صحيح) .
وكذلك التفاوت الطبقي والثقافي بين الزوجين وهو عندما تكون الزوجة أغنى من الرجل أو من
طبقة اجتماعية أعلى والعكس صحيح ,كذلك عدم االنسجام الفكري وعدم النضج العاطفي
والعقلي المتبادل بين الزوجين كل ذلك كفيل بإيجاد شقاق بين الزوجين وبعد وفتور وملل
( عنف نفسي ) وقد يتطور في بعض الحاالت إلى عنف جسدي نتيجة عدم التوافق أو وصول
1
الزوجين إلى مرحلة الطالق فتتفكك أسرة ويضيع أطفال نتيجة اختيار خاطئ غير مدروس .
خوفا من المجتمع ونظرته الحارقة خوفا على سمعتها خوفا من نظرات العطف الزائد أو من
زيادة الطين بله وتشريع ومباركة مثل هذه األفعال التي تمارس ضدها ,تسكت المرأة عن العنف
فتبلع غصتها وتبقى أسيره لمثل هذه األفعال بسبب موروثات مجتمعية بالية ال زال المثقف
والجاهل يعملون بها على حد سواء ,هي ال تعلم كيف ستكون ردة الفعل حال اإلعالن عن
تعرضها للعنف 2وتخمن بنسبة عالية أنها ستكون ضدها كما حصل للذين سبقنها فتفضل البقاء في
الظل و ( الطبطبة ) على جرح نازف بدل أن يتحول هذا الجرح إلى شق كبير وكسر ال يجبر
سواء لها أو ألوالدها ....لألسف .
24
الفصل الثاني :
عالج العنف
األسري
] النظام المطبق في المملكة [ المبحث األول :مظاهر عالج الشريعة للعنف األسري :
25
ولقد تناولت الشريعة السمحة موضوع األسرة بالتنظيم ,وجعلت لهذا الموضوع من األهمية
الشيء الكثير فنرى في األحاديث واآليات القرآنية من األوامر والنواهي الكثير والتي تركز
بالدرجة األولى على الترابط األسري ,فلقد سدت الشريعة بأوامرها وترغيبها باب العنف
األسري ووضعت من الحلول ما يحول دون حدوث العنف بأنواعه .ولكن الشريعة خاطبت
الناس بأساليب مختلفة ومتدرجة فتارة توجههم بطريق الترغيب وتارة أخرى توجههم بطريق
الترهيب وذلك ألنها تعي اختالف عقليات البشر فإن ارتدع المخالف تكون قد حققت القصد وإ ن
لم يرتدع تطبق عليه العقوبة ويأثم فوق ذلك .
وسأتناول في هذا المبحث مظاهر عالج الشريعة للعنف األسري من خالل مطلبين وهما :
الفرع األول :وجوب العدل بين الزوجات في المبيت والنفقة والعشرة :
لما كان العدل بين الزوجات سببا الستقرار الحياة الزوجية والشعور باألمان األسري وكذلك
وه َّن بِاْلمعر ِ
وف{ النساء _ آية 19 سبيل للعشرة بالمعروف التي أمر اهلل بها في قوله } :وع ِ
َ ُْ اش ُر ُ َ َ
فلقد اتفق العلماء أن العدل أمر واجب على الزوج وهو شرط إباحة التعدد ,والعدل الواجب على
الزوج هو العدل فيما يملك وهذا واضح في المبيت والنفقة والعشرة .
النساء _آية 3 ويدلل على وجوب العدل قوله تعالىَ } :فِإنْ ِخ ْف ُت ْم َأالَّ َتعْ ِدلُو ْا َف َواحِدَ ًة{
26
المراد به :هو التسوية بين الزوجات في المبيت فيقسم الليالي بينهن بالتساوي ,بأن يبيت عند كل
واحدة وقتاً مساوياً للوقت الذي يبيته عند األخريات .
ولقد اتفق الفقهاء على وجوب العدل في المبيت ,فيجب على الزوج العدل والتسوية بين نسائه
فيما يملك ومن ذلك البيتوتة عندها وفي ذلك تحقيق القصد من المبيت عند الزوجة وهو الصحبة
والمؤانسة وإ ذهاب الوحشة وسد باب الحقد والضغائن بين الزوجات واألقارب .
ويرى جمهور الفقهاء أن الواجب على الزوج أن ينفق على كل زوجة بما يكفيها ويليق بحالها .
ويرى الدكتور فهد العنزي عميد كلية األنظمة والعلوم السياسية التابعة لجامعة الملك سعود في
رأي أبداه خالل ندوة العنف األسري في تاريخ /20ديسمبر , 2008/أن حرمان الزوجة من
النفقة والمال والكفاية ال يعتبر من قبيل العنف وال يعد عنفا أبدا بل يعد مجرد حرمان من حق من
حقوقها ,وهذا عكس ما نراه ,صحيح أن الحرمان من النفقة ال يعد عنفا بمعنى عنف ولكنه يجر
ويوصل إليه وهو أسهل الطرق إلى العنف حيث من أهم أسباب العنف األمور االقتصادية .
برأيي في عدل الزوج بين زوجاته في العشرة والنفقة والمبيت سد لباب كبير من أبواب العنف
النفسي الذي قد يقع على الزوجة التي وقع الظلم عليها ,فالشريعة اهتمت حتى بهذه األمور
الدقيقة التي قد تكبر مع األيام وتؤدي إلى أمور أعظم .
1العدل بين الزوجات ,د .أريج بنت عبد الرحمن السنان ,دار النفائس ,الطبعة األولى 1423هـ_2002م ,صــــــ , 30 , 22 , 21
45ـــــ .
27
تجب نفقة األوالد على اآلباء بدليل الكتاب والسنة واإلجماع .
ِس َوتُ ُه َّن ِب ْال َم ْع ُر ِ
وف {البقرة_233 قال تعالى َ } :و َعلَى ْال َم ْولُو ِد لَ ُه ِر ْز ُق ُه َّن َوك ْ
وأما السنة فدليلها أن هند أم معاوية جاءت إلى رسول صلى اهلل عليه وسلم وقالت :إن أبا سفيان
رجل شحيح وإ نه ال يعطيني وولدي إال ما آخذ منه سراً وهو ال يعلم ,فهل علي في ذلك شيء ؟
فقال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم } :خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف {
1
ولكن يشترط لوجوبها على الوالد أن يكون حرا قادرا على نفقته وقبل ذلك أن يقدر على نفقة نفسه
لقوله صلى اهلل عليه وسلم } ابدأ بنفسك ثم بمن تعول { , 2فإذا توافرت هذه الشروط وجبت نفقة
االبن على األب وال يجوز التحلل منها .
وعلى العكس نفقة الوالد واجبة على ولده كما وجبت نفقة الولد على والده وذلك لقوله عز وجل }
اح ْبهُ َما ِفي ُّ
الد ْنَيا َم ْع ُروفاً { لقمان_آية , 15وكان من المعروف القيام بكفايتهما ,فلقد جاء رجل وص ِ
َ َ
إلى النبي صلى اهلل عليه وسلم وقال :
إن لي ماالً وعياالً وألبي مال وعيال ويريد أن يأخذ مالي فقال صلى اهلل عليه وسلم }:أنت ومالك
ألبيك {
وإ ن حق الوالد أعظم من حق الولد فهو ال يقاد بقتله وال يحد يقذفه فلما وجبت عليه نفقة ولده كان
3
من األولى أن تجب نفقته على ولده .
وبهذا سدت الشريعة باب القطيعة والحقد والضغائن والتي قد تصل إلى أمور أعنف بسبب المال
.
اتفق الفقهاء على وجوب نفقة المرأة على زوجها ,واستدلوا على ذلك بأدلة من الكتاب والسنة
واإلجماع .
{البقرة 233 أما الكتاب فقوله تعالى } :وعلَى اْلمولُو ِد لَه ِر ْزقُه َّن و ِكسوتُه َّن بِاْلمعر ِ
وف َ ُْ ُ َ َْ ُ ُ َْ َ َ
1كتاب النفقات ,اإلمام أبي الحسن علي بن محمد حبيب الماوردي ,تحقيق وتعليق ودراسة د .عامر سعيد الزيباري ,دار ابن حزم ,
الطبعة األولى 1418هـ _ 1998م صـــ196 ,195 ,193ـــــ
28
فنص على وجوبها بالوالدة في حال تشاغلت بولدها عن استمتاع زوجها ,ليكون أدل على
وجوبها عليه في حال استمتاعه بها .
وفي السنة نرى فيما روي عن جابر بن عبد اهلل أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم قال في خطبة
حجة الوداع } :اتقوا اهلل في النساء فإنهن عوان عندكم أخذتموهن بأمانة اهلل واستحللتم فروجهن
بكلمة اهلل ....ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف {
1
وأما اإلجماع فقد اتفق أهل العلم وجوب نفقات الزوجات على أزواجهن إال الناشز منهن .
فالشريعة لما أوجبت النفقة وقفت موقفا قويا في وجه الرجل الذي قد يحرم المرأة من حقوقها
فتعيش بال مادة وبالتالي يحدث التفكك األسري بين الزوجين ثم يضيع األطفال بسببه وهذا ما
أرادت الشريعة تجنبه .
األم هي أقرب الناس إلى ولدها ولبنها هو أفضل غذاء له باتفاق أهل الطب ,وهي أشد الناس
شفقة على ولدها وأكثرهن حناناً عليه وعلى هذا األساس نطقت النصوص الشرعية بأمر الوالدات
َأن ُيتِ َّم
اد ْاملَ ْي ِن ِل َم ْن ََأر َ
ضع َن َأواَل َد ُه َّن حولَ ْي ِن َك ِ
َْ
بإرضاع أوالدهن ,فقال تعالى }:وا ْلو ِال َد ُ ِ
ات ُي ْر ْ ْ َ َ
اع َة { البقرة _ آية 233والنص وإ ن كان وارداً في صورة الخبر إال أنه في معنى األمر فيدل ض َ
الر َ
َّ
على الوجوب على وجه التأكيد ,ولهذا لم يختلف فقهاء المسلمين في ذلك ,فقالوا جميعا بوجوب
الرضاع على األم سواء كانت متزوجة بأبي الرضيع أم كانت مطلقة منه وانتهت عدتها فإن
2
امتنعت مع قدرتها كانت مسئولة أمام اهلل .
وفي هذا تأكيد صريح وواضح على شد وتقريب حبل التواصل األسري ,حتى في حال الفرقة
فالشريعة راعت مصلحة الطفل بالرغم من حصول الطالق ,لمعرفتها بحاجة الطفل للحنان
والرعاية التي إن حرم منها سوف يكبر بشخصية مزعزعة غير قادرة على العطاء بسبب
تعرضه لهذا اإلهمال أو العنف النفسي .
الفرع الخامس :االهتمام بموضوع المواريث وقسمتها عند اهلل تعالى :
29
اهتم اإلسالم بموضوع المواريث فقسم التركات تقسيماً دقيقاً ,فتوزيع التركة باألنصبة التي
حددها العادل والبصير بأفعال العباد وأخالقهم تنطوي على حكمة بليغة سواء في رباط األسرة
بعضها ببعض أو في تكريم المرأة في التشريع اإلسالمي فاإلسالم أوجب على الرجل اإلنفاق
على المرأة وفي المقابل أعطى المرأة نصف ما للرجل من ميراث ألنها ال تتكلف وال تتحمل شيئاً
من النفقة وما تأخذه يعتبر في حكم االدخار فالمرأة إما أن تكون في بيت أبيها أو بيت زوجها
1
وهي في الحالتين مكفولة المئونة ويجب على األب أو الزوج نفقتها .
فمن عدل اإلسالم أن خص الرجل بهذا النصيب فقد جعل اهلل عبء األسرة وإ نشائها كله على
لذ َك ِر ِم ْث ُل َحظِّ اُألنثََي ْي ِ
ن {سورة النساء_آية11 الرجل } ِل َّ
فاإلسالم أعطى المرأة حقها الكامل فهو جعلها مرفهة منعمة أكثر من الرجل ألنها شاركته في
اإلرث دون أن تتحمل شيئا من التبعات فالمرأة فبل بزوغ شمس اإلسالم كانت ال تعطى شيئاً
كبر العرب فكانوا يودون أن
بحجة أنها ال تقاتل ,وال تدافع عن العشيرة فلما نزلت آية المواريث ّ
2
ينسخ الحكم ألنه يخالف ما اعتادوا عليه وألفوه .
ومن المعروف أن أغلب قضايا التفكك األسري وخاصة داخل األسر النووية تنشأ عن الميراث
وكيفية تقسيمه فجاءت الشريعة لتسد هذا الخلل وحددت نصيب كل وارث بدقة ,وأيضاً المرأة
وحتى وقتنا الحالي في بعض المجتمعات والقبائل ال زالت تحرم من اإلرث وأساس ذلك التمييز
العنصري بين الرجل والمرأة الذي ألغته الشريعة إال في أمور معينة فلو أن الكل تمسك بتقسيم
الشريعة لما حدث التفكك األسري والعنف الذي قد يصل إلى قتل بعض الورثة أحياناً ولقد
شاهدت قضية في أحد مكاتب المحاماة ولكن ال يتسنى لي عرضها بسبب االلتزام بالسرية كانت
ستصل إلى ما يسمونه بـ " الدم " بين أفراد األسرة الواحدة كل هذا بسبب اإلرث ,وعدم رضاهم
بحكم الشريعة .
1المرأة المسلمة بين عدل التشريع وواقع التطبيق ,أ.د آمنه محمد نصير ,دار الكتاب الحديث 1422 ,هـ _ 2001م صــــ142ــــ
2المواريث في الشريعة اإلسالمية في ضوء الكتاب والسنة ,الشيخ محمد علي الصابوني ,المكتبة العصرية 1426 ,هـ _
2005م ,صــــ18,19,20,21ـــــ
30
المطلب الثاني :عالج الشريعة للعنف األسري بطريق الترهيب :
ولها صور عديدة وهي كالتالي :
الفرع األول :تحريم عضل النساء واإلضرار بهن وأخذ أموالهن بغير حق :
العضل عند الفقهاء أن يمتنع الولي ظلما من تزويج موليته العاقلة البالغة بالكفء الذي رضيته إذا
تقدم لها بمهر مثلها .
حرم المولى عز وجل ونهى عنه األولياء باأللفاظ الصريحة و بأبين العبارات في أكثر من آية
لقد ّ
من آيات القرآن وفي هذا رحمة بعباده فهو األعلم بمصالحهم .
وه َّن ْ ِ طلَّ ْقتُُم ِّ
اجهُ َّن ِإ َذا تََر َ
اض ْوا َأن َي ْنك ْح َن َْأز َو َ َأجلَهُ َّن فَال تَ ْع ُ
ضلُ ُ اء فََبلَ ْغنَ َ
الن َس َ قال تعالى َ }:وِإ َذا َ
وف { ...البقرة_232 ب ْيَنهم بِاْلمعر ِ
َ ُْ َ ْ ُ
فعضل الرجال للنساء أياً كانت صورته قد حرمه اإلسالم ,1خاصة إذا علمنا أن العضل بهدم
اللبنة األولى من لبنات المجتمع وهي األسرة فإن منع الولي موليته من الزواج سوف ينشأ العنف
في األسرة وقد يتطور األمر من العنف النفسي إلى الجسدي وهذا أهم سبب يحرم اإلسالم من
أجله العضل فضال عن أن اإلسالم أولى أهمية خاصة لألسرة وجعل الزواج واالستقرار والرغبة
فيهما فطرة مجبول عليها أي إنسان فال يجوز حرمانه منها بغير وجه حق .
وهذا يدل على التأني ومراعاة الظروف النفسية للزوجة في حال العذر الشرعي ,فمن المعروف
أن الطالق ال يقع في اإلسالم إذا كانت الزوجة حائضاً أو وقع في طهر جامعها فيه ,وفي هذا
داللة واضحة على أن اإلسالم يعظم أمر الطالق ألن فيه هدم للبنة األولى من لبنات المجتمع
اإلسالمي والتي يحرص اإلسالم على تمسكها ليخرج الذرية فيها نافعين لدينهم ومجتمعهم غير
جانحين أو مرضى نفسيين .
وفي هذا تضييق لحاالت وقوع الطالق مما يدل على وجوب التأني والتفكير قبل إيقاعه ومراعاة
الظروف النفسية لكل الزوجين وخاصة ظروف الزوجة النفسية وهي حائض ,فهنا يقف اإلسالم
1تنبيه أولي الفضل إلى تحريم العضل ,أبو طلحة حسن الشيبي ,دار الثقة للنشر والتوزيع ,الطبعة األولى 1400 ,هـ صـــ 95 ,14ــ
31
موقفاً صارماً أمام الطالق الذي يهدم األسرة ويشتت األبناء ويؤدي غالباً إلى عواقب وخيمة ,
فحاول أن يقيده بقيود كثيرة ومتعددة حتى يتأنى من بيده إيقاعه قبل االستعجال هذه الخطوة التي
يترتب عليها تفكك األسرة وضياع األبناء ودمار نفسيتهم .
الفرع الثالث :عدم إقرار الطفل المحضون بيد من ال يصونه من أبويه :
1الروض المربع شرح زاد المستقنع ,للعالمة الشيخ أبي العادات منصور بن يونس البهوتي 1051_1000هـ ,حققه وعلق عليه محمد
نزار تميم و هيثم نزار تميم ,الجزء األول ,دار األرقم أبي األرقم ,صـــ 438ـــــ
32
حرصت الشريعة على الحفاظ على النفس التي خلقها اهلل لمقتضى العبادة أوالً ,وعلى ذلك فقد
حرمت الشريعة اإلجهاض بعد الشهر الرابع وذلك باتفاق الفقهاء ألن ذلك قتل نفس بغير حق أما
2
ما يترتب على ذلك من األحكام الدنيوية فاتفق جميع الفقهاء على وجوب الغره .
سباقة بتحريم قتل األوالد حيث نص القرآن على تحريم قتل الفتيات كما كان
ولقد كانت الشريعة ّ
سورة التكوير_آية, 8/9 منتشراً بالجاهلية فأبطلوا هذا الفعل } وإ ذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت {
ق َن ْح ُن َن ْر ُزقُهُ ْم َوِإيَّا ُك ْم ِإ َّن قَ ْتلَهُ ْم
وحرمت قتل األوالد خشية الفقر} واَل تَ ْقتُلُوا َْأواَل َد ُك ْم َخ ْشَيةَ ِإ ْماَل ٍ
َ
طًئا َكبِ ًيرا{ سورة اإلسراء_آية , 31فالشريعة حرمت القتل خوفاً من الفقر فكيف بتعذيب األوالد ان ِخ ْ
َك َ
الذي يصل إلى القتل ؟
ويشابه حكم الشريعة ما ورد في قانون العقوبات المصري في مادة 262على إجهاض الحامل
نفسها بقولها :
" المرأة التي رضيت بتعاطي األدوية مع علمها بها أو رحبت باستعمال الوسائل سالفة الذكر أو
مكنت غيرها من استعمال تلك الوسائل لها وتسبب اإلسقاط عن ذلك حقيقة تعاقب بالعقوبة سالفة
الذكر "
2
وهذه العقوبة الحبس من حديه العامين
ومسؤولية الزوج عن إسقاط الجنين نتيجة العنف والضرب ال تتقرر في القانون الجنائي إال في
حالة العمد أو القصد االحتمالي ,بينما تتقرر المسؤولية في الشريعة سواء في حالة العمد أو شبه
3
العمد أو الخطأ .
فالشريعة والقانون اتفقوا على تحريم هذا الفعل أياً كانت دوافعه ,وهناك تطبيقات قضائية كثيرة
في المملكة بدأت تنشر بهدف الردع وصل أحدها لحد القتل تعزيراً ألحد اآلباء الذي عذب طفلته
حتى الموت .
19/11/1429هـ
2جرائم اإلجهاض واإلعتداء على الشرف واالعتبار والحياء العام واإلخالل باآلداب العامة من الوجهة القانونية الفنية ,أحمد أبو
الروس 1997 ,م ,المكتب الجامعي الحديث األزاربطة ,اإلسكندرية ,صــ22ــ
3العنف داخل األسر بين الوقاية والتجريم والعقاب في الفقه اإلسالمي والقانون الجنائي ,د.أبو الوفا محمد أبو الوفا ,دار جامعة الجديدة
للنشر 2000,م ,صــ56ـــ
33
الفرع الخامس :دقة الشريعة في معالجة موضوع النشوز والنهي التام عن ضرب الوجه
والضرب المبرح فضالً عن تقبيح النساء :
إذا الزوجة امتنعت عن أداء حق زوجها وقامت بعصيانه وإ ساءة العشرة معه فهذه المرأة
بالمنظور الشرعي تعتبر ناشزا ما لم تقلع عن ذلك .
اهجر ُ ِ َّ ِ
وه َّن فَِإ ْن
اض ِرُب ُ ض ِ
اج ِع َو ْ وه َّن في اْل َم َ وز ُه َّن فَ ِعظُ ُ
وه َّن َو ْ ُ ُ ون ُن ُش َ
قال تعالى } والالتي تَ َخافُ َ
كبِيرا {سورة النساء _آية34 ِ
ط ْعَن ُك ْم فَالَ تَْب ُغوْا َعلَْي ِه َّن َسبِيالً ِإ َّن اللّهَ َك َ
ان َعليًّا َ ً َأ َ
وقد قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم } فاضربوهن ضرباً غير مبرح أي غير شديد {
فوجهت الشريعة الرجل حال وقوع النشوز إلى التدرج في العالج بأساليب مختلفة على حسب
حالتها ومستوى نشوزها وال ينتقل للمرحلة الثانية إال إذا تعذر إصالحها باألولى والترتيب
كالتالي :
_1يعضها ويخوفها من اهلل وعقابه بسبب معصيتها للزوج .
_2يهجرها في الفراش .
_3يضربها ضرباً خفيفاً فال يكسر لها عظماً وال يسم لها بدناً ويتجنب الوجه .
فالشريعة لم تقر الضرب أبدا وإ ن كان وال بد منه فيجب أن يكون غير مبرح أي غير شديد فهنا
نرى أن الشريعة ضوابط صارمة الستعمال هذا الحق وأنه ال يجب استعماله إال بعد التدرج في
نصح المرأة ثم هجرها فال نلجأ للضرب كأول الحلول وأيضاً نرى أن الضرب لم يبح إال للنشوز
أما غير النشوز فال يجوز الضرب له هذا فضال عن أن الشريعة حرمت تقبيح النساء ووصفهن
1
بصفات سيئة .
ويتفق في هذا القانون الجنائي مع الشريعة حيث يقررون مسؤولية الزوج عن تجاوز حدود
ضرب التأديب ووصوله إلى حد العنف ,حماية للزوجة من إلحاق األذى بها عن طريق التأديب
2
.
19/11/1429هـ
2العنف داخل األسرة بين الوقاية والتجريم والعقاب في الفقه اإلسالمي والقانون الجنائي ,مرجع سابق ,صـــ77
34
قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ":ال تدعوا على أوالدكم ال توافقوا من اهلل ساعة يسأل فيها
عطاء فيستجيب لكم "
من هذا المنطلق نرى أن الشريعة اإلسالمية أولت أهمية كبيرة لألسرة ,حتى انها اهتمت بما
يصدر عن الولد لوالده والولد لوالده حيث يمكن بناء على ذلك أن تتفكك األسرة نتيجة هذه
الضغوط النفسية .
فنهى الشارع عن الدعاء على األوالد فضال عن نهيه عن ضربهم إال في حالة واحدة وهو
الضرب ألهم ركن من أركان اإلسالم وعمود الدين الصالة ويكون ذلك بعد بلوغ سن العاشرة أما
قبل هذا العمر فال يجوز الضرب .فنرى هنا دقة الشريعة ونستنتج من ذلك رغبتها في الحفاظ
على ترابط األسرة والحفاظ على صحتها النفسية غير مشوبة بأي خوف أو عنف .
ويتفق القانون الجنائي مع الشريعة في ذلك ,حيث تقرر مسؤولية الوالدين عن النتائج المترتبة
على تجاوز حدود تأديب الصغار ,ووصوله إلى العنف المتمثل في اإليذاء والجرح والقتل عند
1
تجرد الوالدين من المشاعر الحانية .
المبحث الثاني :مظاهر عالج العنف األسري وفقا لكل من التشريعات المقارنة و المنظمات
الدولية واإلقليمية والمحلية :
لطالما وقفت التشريعات والمنظمات موقفاً صارما من كل ما يهدد سالم وأمان المجتمعات ,
فتقرر قواعد منظمة و تنص على عقوبات للمخالفين في أي موضوع يحتاج للتنظيم والتقنين
لمصلحة المجتمع .
وعندما نركز على قضية العنف األسري نرى أن غالب التنظيمات األجنبية وبعض التنظيمات
العربية قد تناولت هذه المسألة بالتنظيم فأصدرت لها أنظمة ُمحكمة شاملة لكل الموضوع تحمي
حقوق المتعرضين للعنف وتردع األشخاص الذين يصدر عنهم هذا الفعل بشكل قاطع ,وزيادة
على ذلك نجد المنظمات الدولية واإلقليمية تعالج هذه المسألة تنظيماً وتقبل تظلم األشخاص اللذين
تعرضوا للعنف أمامها وتهيب الدول بأن يواجهوا هذه القضية بحزم ونرى أيضا المنظمات
1العنف داخل األسرة بين الوقاية والتجريم والعقاب في الفقه اإلسالمي والقانون الجنائي ,مرجع سابق ,صــ65ــــ .
35
المحلية التي تنشأ داخل إقليم المملكة لتتصدى لحاالت العنف وتقوم بدور المساندة لجهات الدولة
لمواجهة هذه الحاالت والتخفيف منها ونشر الوعي داخل المجتمع بالظاهرة .
وفي هذا المبحث سوف أتناول عالج هذه المشكلة على مطلبين كالتالي :
الفرع األول :عالج التنظيم األردني للعنف األسري ( نظام العنف األسري ) :
بعد ارتفاع عدد حوادث العنف المنزلي في األردن و التي وصلت إلى عدد 132حالة خالل
عامي 2006و ، 2007حسب دراسة حديثة شملت 11محكمة من محاكم المملكة األردنية
البالغ عددها 62محكمة ،صادق البرلمان األردني مؤخرا على مسودة قانون يهدف إلى
مكافحة العنف المنزلي .
يفرض هذا القانون ،عقوبات قاسية على المخالفين بدءاً من غرامات كبيرة إلى السجن لمدة قد
تصل إلى ستة أشهر .كما يعطي هذا القانون الحق للحكومة في احتجاز مرتكبي العنف
المنزلي لمدة 24ساعة "لحماية الضحية" ,كما يعطي الحق للمحكمة في منعهم من االقتراب
من دور الحماية التي توضع فيها الضحايا لضمان حمايتها ,ويمكن للضحايا في ظل هذا
القانون أن يتقدموا بطلب تعويض مادي في حال إصابتهم بضرر جسدي أو إساءة نفسية ,ذلك
و يمهِّد القانون الطريق أمام خلق "لجان وفاق أسري" للوساطة بين الضحايا والمعتدين,
36
وتطالب مسودة القانون أعضاء األسرة الراشدين بالتبليغ عن أي أذى جسدي أو جنسي قد
1
يحصل داخل أسرهم.
ولقد قالت مديرة دار الوفاق أمل العزام " ستكون األفضلية في هذا القانون للوفاق واإلصالح
األسري من خالل تكوين للجنة من وزارة التنمية االجتماعية ،أما األفضلية الثانية ستكون من
خالل التحويل باالستشارات االجتماعية والتأهيل النفسي ،فبعض الحاالت تتسم بالخطورة
كحاالت " التحرش الجنسي " فنقوم بأخذ أمر حماية من الرجل وذلك عن طريق حماية الطفل
حيث يتعهد الرجل بعدم التواجد في األماكن التي يتواجد بها الطفل والزوجة واهم شيء أن نكفل
اإلجراءات الالزمة لضمان سالمة المشتكي والمتضررين وتوفير الحماية والمصلحة العامة لكافة
اإلطراف ،فعندما يتم إيقاف الزوج فان هذا األمر يؤدي إلى زيادة العنف وال يقلله وإ ذا تمثل
بأسلوب التهديد قد يبعد الرجل لمدة 48ساعة عن بيته حتى يتم تأمين األسرة في مكان يوفر لهم
2
الحماية الكاملة ".
وبهذا نرى أن المنظم األردني سد باب العنف بهذا النظام وبشكل نهائي ورادع ,فأي اعتداء أو
تحرش سوف يطبق عليه هذا النظام تلقائيا ,ومن الجدير بالذكر أن المملكة األردنية هي من
أوائل الدول العربية التي سدت باب العنف األسري بشكل قانوني يتمثل بإصدار نظام متكامل
ومصدق عليه .
جاء النظام التركي للعنف األسري محكماً رادعاً حيث ينص على أنه في حال تعرض أحد أفراد
العائلة الذين يعيشون تحت سقف واحد إلى اعتداء حسب بالغ من الضحية أو من النائب العام
يحق للقاضي أن يصدر حكما أو أكثر حسب طبيعة كل موضوع معروض عليه إلى جانب اتخاذ
نصت عليه مواد القانون المدني التركي.
إجراءات أخرى يراها مناسبة ،إضافة على ما ّ
37
مثالً لو عاد الزوج إلى بيته تحت تأثير الكحول وقام باالعتداء على الزوجة واألطفال ،يحق
تحجر عليه فيه "أن يعود إلى بيته تحت تأثير الكحول" أو إذا كان الزوج
للمحكمة أن تصدر حكما ّ
في حاجة إلى أن يستبعد من البيت ،بإمكانها أن تصدر أكثر من حكم واحد ،كأمر "بعدم االقتراب
من بيت الزوجة أو مكان عملها" أو" عدم إلحاق الضرر بممتلكات الزوجة" أو" بإعالم مدير
الزوج/الزوجة المتهم أو صاحب العمل نفسه" أو "منع الزوج/الزوجة المتّهم من العودة إلى البيت
المشترك" .وفي حال وجود ظروف استثنائية ،يحق للمحكمة إصدار أحكام أخرى مشابهة
باإلضافة إلى ما ذكر.
المحكمة إصدار حكم نافذ على فترة تصل إلى ست أشهر ,و في حال عدم التزام المتهم بتنفيذ أمر
يوجه له/لها تحذير بأنه عرضة للتوقيف والحبس.
المحكمةّ ،
مادية ,وبغاية
بوسع رئيس الجلسة أن يصدر أمرا بالنفقة تفاديا لتعريض الضحية ألي حاجة ّ
تحر لتحديد مستوى عيش كل من الشاكي والمدعى
تحديد مبلغ النفقة ,يطلب من خبير إجراء ّ
عليه ,لتجنب تحميل الضحية مصاريف مالية ,تقبل المطالب/الدعاوى بدون رسوم.
إضافة إلى هذه الحماية القوية برأيي لضحايا العنف فإن اإلجراءات التالية تتخذ بعد القيام باألمور
يتعين على المحكمة االبتدائية إرسال نسخة من أمر الحجر إلى مكتب
السالف ذكرها ،حيث ّ
النائب العام ،وتتكفل الشرطة بمسئولية تنفيذ األمر ,و في حال عدم االلتزام بتنفيذ األمر ،تجري
الشرطة تحقيقها الخاص ،بدون حاجة لتقديم الضحية شكوى رسمية أو تحويل الوثائق إلى النائب
تقدم باسم الدولة ضد
العام في أقرب أجل ,يقوم النائب العام برفع دعوى لدى المحكمة االبتدائية ّ
الزوج/الزوجة الذي لم يمتثل ألمر الحجر ,و يتم النظر في الدعاوى المذكورة آنفا بالشكل
والسرعة التي نصت عليها قوانين المحاكم الجنائية.
أما من ناحية العقوبة فبنهاية المحاكمة ،إذا توضح أن الزوج/الزوجة غير الممتثل ألمر الحجر
مذنب بجرم آخر ،يصبح عرضة لعقوبة سجن تتراوح بين ثالث وستة أشهر .يصدر حكم العقوبة
المذكورة على أساس توجيه تحذير للمتهم من قبل المحكمة سابق بعواقب عدم امتثاله ألمر
الحجر ،وبتعريضه وحدة األسرة للخطر على نحو مستمر ,الغرض من حصر عقوبة السجن بمدة
38
ال تتجاوز الست أشهر ،توظيفها فقط كعنصر رادع ،ولضمان عدم تطابق مدة العقوبة مع ّحيز
1
زمني خاص بعقوبات جنائية .
( 12لسنة( تعديل قانون الطفل رقمأصدر المجلس القومي للطفولة واألمومة مسودة مشروع
1996في أكثر من تعديل ألكثر من 60مادة في قانون الطفل ,ولعل أهم مادة تهمنا في هذا
النظام هي المادة الثانية والتي تنص على :
" مع مراعاة أحكام اتفاقية حقوق الطفل وغيرها من المواثيق الدولية يقوم هذا القانون على
كفالة المبادئ والحقوق التي تهدف إلى حق الطفل في الرعاية والبقاء في كنف أسرة متماسكة
والتمتع بمختلف التدابير التي تحميه من كافة أشكال العنف واإلساءة البدنية أو الجنسية أو
اإلهمال ،كما يهدف إلى حمايته من أي نوع من أنواع التمييز ،وأن يكون له الحق في
2
الحصول على المعلومات واالستماع إلى رأيه "
فنرى في النظام المصري مادة صريحة تنبذ العنف وتقرر حق الطفل بالعيش بأمان في كنف
أسرته .
39
يوجب القانون األمريكي على كل من يقدم خدمة مباشرة لألطفال كالمعلمين واألطباء
والممرضات أن يبلغوا عن أي حالة عنف أو إساءة معاملة لألطفال أياً كان نوعها بل وإ نهم في
حال التقاعس و عدم التبليغ فإن القانون يوجب عقابا عليهم .
ولكنها في المقابل شجعت المواطنين على التبليغ فاكتفت الحكومة بمجرد االشتباه بوجود إساءة
معاملة حتى يتم التبليغ فليس بالضرورة أن يكون متيقناً من وجوده فمتى وجدت الشكوك فهو
مطالب بالتبليغ كما أنه ال يتوجب عليه اإلدالء بإثباتات وبراهين لبالغه ,ولم تكتفي القوانين
بمجرد تشجيع المواطنين على اإلبالغ بل وصل األمر إلى حد تقديم حماية جنائية ومدنية للمبلغ
مما قد يتعرض له الشخص بسبب قيامة باإلبالغ وذلك من أجل إعطاء المواطنين الشعور باألمن
وعدم المسائلة مما يقود إلى تشجيعهم على اإلبالغ عن المزيد من الحاالت .
وبسبب عدم اإلبالغ عن اإلهمال والعنف فإن آالف األطفال يموتون بسببه مما دفع معظم
الواليات المتحدة األمريكية إلى تبنى قوانين تعاقب فيها الساكتين عن العنف وإ ساءة معاملة
األطفال حيث نص النظام على أن عدم اإلبالغ عن حاالت إساءة معاملة األطفال وإ همالهم يعتبر
جريمة جنائية يعاقب عليها الشخص الذي لم يبلغ عن هذه الحالة وتصل العقوبة إلى السجن أو
الغرامة أو كالهما وإ لى جانب المسئولية الجنائية هناك المسئولية المدنية التي من خاللها تفرض
السلطة التنفيذية مسئولية مدنية على كل من يتعامل مع األطفال بضرورة اإلبالغ عن إساءة
المعاملة وفي حالة فشلهم في القيام بهذه المهمة فإن مسئوليتهم وسيرتهم المدنية تكون مثاراً
للشكوك وعدم االرتياح ففي حالة إهمال المعلم أو المعلمة في المدرسة لألطفال الذين يتعرضون
إلساءة المعاملة واإلهمال وعدم االهتمام باكتشاف هذه الحاالت واإلبالغ عنها .
وبالرجوع إلى عام 1974م عندما ظهر تشريع تحت مسمى ( القانون الوطني لحماية األطفال
من إساءة المعاملة واإلهمال) الذي يقدم مساعدة من الحكومة الفدرالية للواليات التي اهتمت بهذه
المشكلة ويشجع المؤسسات األهلية ومراكز البحوث من أجل بذل المزيد لمحاربة هذه المشكلة
ويحث على ضرورة االهتمام باإلبالغ عن حاالت إساءة معاملة األطفال وإ همالهم .
ولقد ازداد تدخل الحكومة الفدرالية في هذا المجال وذلك من خالل قانون حماية األطفال من
اإليذاء 1988م وقانون الخدمات األسرية عام 1992م ولقد أوجدت الحكومة الفدرالية مركزاً
وطنياً إلساءة معاملة األطفال وإ همالهم يهدف بالدرجة األولى إلى تدعيم البحث في هذا المجال
وتزويد الواليات بالمعلومات ومساعدتها للتصدي لهذه المشكلة وتقديم الدعم المادي للمراكز
المتخصصة في حماية األطفال من اإلهمال والتعرض لإلساءة .
40
وحينما يقوم األفراد بواجبهم والتزامهم بالتبليغ عن أي حالة عنف أو إساءة معاملة سواء كانوا
متيقنين منها أو في حالة شك فيأتي دور القانون حيث ينص قانون حماية األطفال على وجوب
أخذ جميع البالغات مأخذ الجد والتعامل معها بمستوى ٍ
عال من االهتمام ،فينبغي على الجهة
قدم إليها البالغ وغالباً ما تكون الشرطة دراسة البالغ بالتعاون مع األشخاص
األمنية التي ّ
المختصين في هذا المجال وذلك لتحديد هل هذا البالغ يحمل ما يكفي من أجل فتح قضية " إساءة
معاملة " Child abuseأم أنه ليس هناك ما يدعو إلى ذلك وفي حال االقتناع بوجود أدلة
وبراهين وقرائن تشير إلى حدوث إساءة معاملة بالفعل فإن الخطوة التالية هي تحويل القضية إلى
محكمة جنائية أو إلى محكمة مدنية وذلك حسب القضية ومالبساتها .وفي حالة إقرار المحكمة
بإدانة المتهم فإن العقاب يتدرج من السجن إلى الغرامة أو كالهما .وغالباً ما تقرر المحكمة
حماية للطفل الذي تعرض إلساءة المعاملة وتتمثل هذه الحماية في :
-1إعادة الطفل إلى أسرته مع وضعة تحت المراقبة واإلشراف من قبل المؤسسات
االجتماعية المهتمة بهذا الشأن.
ومن المالحظ أن التعامل مع الحالة ال يقتصر على مجرد إثبات إساءة معاملة الطفل بل يكون
االهتمام األكثر هو على حماية الطفل وهو الشيء الذي تفتقده الكثير من التشريعات المعمول بها
في دول أخرى.
أما في حال عدم ثبوت ذلك فإنه يتم إنهاء الحالة مع إعطاء المتهم وقتاً محدداً للمطالبة بإزالة هذه
1
الحادثة من سجله المدني.
يتشابه القانون السويدي مع القانون األمريكي في أن قانون الشؤون االجتماعية السويدي يلزم
أفراد المجتمع وخاصة القريبين من األطفال بضرورة اإلبالغ عن كل ما يعتقد أنه إهمال لألطفال
أو سوء معامله أو تعريض األطفال للخطر ،إال أن هذا البالغ قد يكون موجها للشؤون
تشريعات حقوق األطفال بين الشريعة اإلسالمية وبعض القوانين الوضعية ,د.جبرين Fالجبرين ,مجلة التربية ,جامعة األزهر 1
, 2002صـ ـ16,17,18,19ـ ـ
41
االجتماعية التي تقوم بدورها على أساس مرسوم وواضح ويفضل عدم اللجوء إلى الجهات
1
األمنية مباشرة حسب نص النظام .
في أستراليا تم سن قانون ينص على وجوب اإلبالغ عن كل ما يمكن اعتباره إساءة معامله
لألطفال (. )Mandatory reporting of child abuse law 1990
و ينص القانون على أهمية اإلبالغ عن كل ما يمكن اعتباره إساءة معاملة أو إيذاء لألطفال
والمراهقين بكل أشكاله البدنية والجنسية ولقد حدد القانون العديد من األشخاص الذين يشغلون
أعماالً تتعلق بالتعامل مع األطفال والمراهقين وذلك مثل األطباء ،الممرضات ،رجال األمن ،
المدرسين والمدرسات العاملين في رياض األطفال ودور الحضانة.
و ينص القانون على أن أي شخص من المذكورين يجب عليه اإلبالغ متى ما أقتنع أن طفالً
يعاني أو من المحتمل أنه سوف يعاني من اإليذاء البدني أو الجنسي أو أن والدية لم يوفرا له
2
الحماية أو ال يستطيعان توفير الحماية له .
ونالحظ في الفروع الثالثة األخيرة االهتمام الكبير بالطفل وعلى ما يقع عليه من عنف أو
إساءة لدرجة تشابه التنظيمات بينها وهذا التشابه يرجع بنظري إلى أن هذه األنظمة تتبع دول
صناعية متقدمة تعي أهمية الفرد في بناء المجتمع ثم بناء الوطن ككل فحرصت بالتالي على
صفاء نفسه وروحه حتى يكون قادرا في المستقبل على العطاء .
1تشريعات حقوق األطفال بين الشريعة اإلسالمية وبعض القوانين الوضعية ,مرجع سابق ,صـــ 20ـــ
2تشريعات حقوق األطفال بين الشريعة اإلسالمية وبعض القوانين الوضعية ,مرجع السابق ,صــ21ـــ
42
المطلب الثاني :مظاهر عالج المنظمات الدولية واإلقليمية والمحلية للعنف األسري :
لما كان األطفال هم أكبر فئة مستهدفة من هذه الظاهرة ,فقد عملت هيئة األمم المتحدة على تقنين
حقوق هؤالء األطفال وجعلها في اتفاقية سميت بـ " اتفاقية حقوق الطفل " ولقد قامت غالبية الدول
األعضاء في األمم المتحدة بالتصديق على االتفاقية بشكل كامل أو جزئي وقد قامت الجمعية
العامة بالموافقة على إدراج االتفاقية من ضمن القانون الدولي في / 20نوفمبر 1989 /م وقد
دخلت حيز التنفيذ /2سبتمبر 199/بعد أن صدقت عليها الدول الموقعة .
تعترف االتفاقية أن لكل طفل حقوق أساسية تتضمن الحق في الحياة وفي الحصول على اسم
وجنسية والحق في تلقي الرعاية من والديه والحفاظ على صلة معهما حتى ولو كانا منفصلين
43
وألزم الدول بأن تسمح للوالدين بممارسة مسؤولياتهما األبوية كما وتعترف بحق الطفل في
التعبير عن الرأي ,بحمايته من التنكيل واالستغالل ,وأن يتم حماية خصوصياته ,وأال يتم
1
التعرض لحياته ,كذلك تمنع إعدام األطفال .
ولقد انضمت المملكة لهذه االتفاقية بالمرسوم الملكي رقم م 7/في 16/4/1416هـ (
11/9/1995م) على االنضمام إلى االتفاقية التي أقرتها من الجمعية العامة لألمم المتحدة مع
التحفظ على جميع المواد التي تتعارض مع أحكام الشريعة اإلسالمية وذلك لما توليه المملكة من
اهتمام بالغ لرعاية الطفولة ,ومن منطلق تحقيق التعاون الدولي الذي ترتبط به المملكة في إطار
المنظمة العالمية ,ولما اشتملت عليه اتفاقية حقوق الطفل من توافق مع ما شملته الشريعة
اإلسالمية من رعاية كاملة لحقوق الطفل ,بدءاً من بداية عمره في بطن أمه وهو جنين إلى
2
انتقاله لمرحلة الرشد لتضمن له حقوقه كإنسان .
طلبت الجمعية العامة لألمم المتحدة من األمين العام أن يجري دراسة متعمقة بشأن العنف ضد
األطفال ,وأن يضع توصياته للتصدي له وفي فبراير 2003عين الخبير المستقل البروفسور
باولو سيرجيو بينهيرو ليشرف على هذه الدراسة بالتعاون مع مكتب المفوض السامي لحقوق
اإلنسان واليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية .
وتمثل دراسة األمين العام لألمم المتحدة المتعلقة بالعنف ضد األطفال مسعى عالمي لرسم صورة
مفصلة لطبيعة العنف ضد األطفال ومدى انتشارها وأسبابه ,والقتراح توصيات واضحة للعمل
على منعه والتصدي له.
وهذه هي المرة األولى التي تُبذل فيها محاولة لتوثيق حقيقة العنف ضد األطفال في مختلف أنحاء
العالم ولرسم خريطة للجهود المبذولة لوقفه ومنذ عام 2003م ساهم أالف من اإلفراد في هذه
الدراسة و بالمشاركة في استشارات وفرق عمل ومن خالل االستبيانات وغيرها ,وقد لعب
فعاالً في مختلف مراحل الدراسة .
األطفال والشباب دوراً ّ
44
ومن نتائج هذه الدراسة أن العنف ضد األطفال يمارس في كل مكان ,بغض النظر عن بلدهم أو
مجتمعهم أو فئتهم االجتماعية ,وقد يتصدر العنف المفرط عناوين الصحف إال أن األطفال
يقولون إن أعمال العنف واإليذاء اليومية الصغيرة المتكررة تؤذيهم أيضاً ( العنف اللين ) وبينما
تظل بعض أعمال العنف غير متوقعة ومعزولة ,فإن العنف ضد األطفال غالباً ما يقع من قبل
أفراد يعرفونهم ويثقون بهم كاآلباء واألمهات أو األصدقاء أو الصديقات أو األزواج والشركاء أو
زمالء الدراسة أو المدرسين والمشغلين .
ومن أشكال العنف ضد األطفال العنف الجسدي والعنف النفسي مثل عبارات الشتم واإلهانة
والتمييز واإلهمال وسوء المعاملة ,ومع أن االنعكاسات قد تتفاوت وفقا لطبيعة العنف وشدته
1
تكون العواقب على األطفال والمجتمع ككل في معظم األحيان خطيرة وضارة .
أطلق األمين العام لألمم المتحدة بان كي -مون حملة تمتد سنوات عديدة لتكثيف اإلجراءات
الرامية إلى وضع حد للعنف ضد المرأة والفتاة.
حيث أن كل امرأة من أصل ثالث نساء على األقل في العالم يحتمل تعرضها للضرب أو
االعتداء عليها ،وفقا لتقديرات األمم المتحدة ،وتسقط امرأة من كل خمس نساء ضحية
لالغتصاب أو محاولة االغتصاب .ويشكل االتجار بالنساء والتحرش الجنسي بهن وتشويه
األعضاء التناسلية لألنثى والقتل المتصل بالمهور وجرائم الشرف وقتل الجنين إذا كان أنثى
ْأو ُجهاً أخرى واسعة االنتشار لهذه المشكلة .
وقال األمين العام " إن العنف ضد المرأة والفتاة يترك بصمته الشنيعة على كل القارات
والبلدان والثقافات ...ولقد آن األوان للتركيز على اإلجراءات الملموسة التي يمكننا وعلينا
جميعا الدول األعضاء وأسرة األمم المتحدة والمجتمع المدني واألفراد -رجاال ونساء،
اتخاذها لمنع هذه اآلفة والقضاء عليها .لقد آن األوان لكسر جدار الصمت وجعل القواعد
القانونية واقعا في حياة المرأة ".
45
وستسعى الحملة إلى تعبئة الرأي العام لكفالة عمل صناع السياسات في أعلى المستويات على
منع العنف ضد المرأة والقضاء عليه ,وسيتمثل أحد أهدافها األساسية في كفالة اإلرادة
السياسية وزيادة الموارد المقدمة من الحكومات والمؤسسات الدولية وكيانات األمم المتحدة
والقطاع الخاص وغيرها من الجهات المانحة العتماد السياسات وتنفيذ البرامج الرامية إلى
معالجة هذا المشكلة ,ويهيب األمين العام بقادة العالم ،رجاال ونساء ،أن يقودوا حمالت وطنية
لوضع حد للعنف ضد المرأة .وستركز الحملة التي ستستمر من 2008إلى 2015م.
ولقد كانت كلمة األمين العام بان كي _مون عند إطالقه حملة إلنهاء العنف ضد المرأة أمام لجنة
وضع المرأة ,نيويورك /25فبراير 2008كالتالي :
" إن العنف الموجه ضد المرأة مسألة ال تحتمل االنتظار ,وهذا ما يتجلي من مجرد إطاللة
على اإلحصاءات ,فكل امرأة من ثالثة نسوة يحتمل أن تتعرض في عمرها للضرب أو تكره
على ممارسة الجنس أو تتعرض لالعتداء ,ومن خالل ممارسة اختيار اآلباء لجنس المولود،
يحرم العديد من اإلناث من حقهم في الوجود ,وليس بمنأى عن هذه اآلفة أي بلد أو ثقافة أو
امرأة شابة كانت أم مسنة ,وفي أغلب األحوال ،ال ُيعاقَب على هذه الجرائم ،ويفلت مرتكبوها
من العقاب.
وهذه الحملة إنما هي من أجلهن ,فهي حملة من أجل النساء والفتيات اللواتي يحق لهن
العيش بمنأى عن العنف ،حاال واستقباال ,وهي حملة لوقف ما تتكبده البشرية جمعاء من تكلفة
1
باهظة من جراء العنف المرتكب ضد المرأة "
46
الفقرة الثانية :اليونيسيف :
تدعو اليونيسيف إلى تهيئة بيئة توفر الحماية لألطفال وذلك من خالل شراكة مع الحكومات على
الصعيدين الدولي والوطني .
وتعد حماية األطفال من العنف واالستغالل واإليذاء عنصر أساسي من عناصر حقوقهم ولقد
ركزت اليونيسيف على االلتزام بحماية الطفل ,ويستندون في ذلك على اتفاقية حقوق الطفل
1
وحقوق اإلنسان وكافة المواثيق والمعاهدات الدولية .
فلقد وضعت اليونيسيف إطاراً قانونياً كامالً في عملها لحماية الطفل من العنف واالستغالل
واإليذاء وهي كالتالي :
شكلت قضية العنف في محيط األسرة إحدى القضايا األساسية التي ركزت عليها أنشطة منظمة
العفو الدولية .وكانت حملة المنظمة جزءاً من حركة عالمية أوسع لمواجهة العنف ضد المرأة ،
باعتبار ذلك من قضايا حقوق اإلنسان .وفي أكتوبر/تشرين األول ،نشر األمين العام لألمم
1موقع اليونيسيف _ حماية الطفل من العنف واالستغالل واإليذاء (معا ً من أجل األطفال )
www.unicef.org/arabic/protection/24267.html
/16ذو الحجة 1429 /هـ
2موقع اليونيسيف
www.unicef.org/arabic/protection/24267_42498.html
/16ذو الحجة1429 /هـ
47
المتحدة دراسة عميقة عن العنف ضد المرأة بجميع أشكاله .وأهابت الدراسة بدول العالم أن تكفل
المساواة بين الجنسين ،وأن تجعل قوانينها وممارساتها متماشيةً مع المعايير الدولية ،وأن تجمع
بيانات عن المشكلة بهدف تعزيز السياسات وعملية التخطيط ،وأن تخصص اإلمكانات
واالعتمادات المالية الالزمة لتحقيق هذه األهداف وفي نوفمبر/تشرين األول ،رحب أعضاء
منظمة العفو الدولية بالحملة التي نظمها مجلس أوروبا بشأن العنف في محيط األسرة ،وحثوا
الدول األعضاء في المجلس على تحقيق أهداف الحملة المتمثلة في إلغاء القوانين التي تنطوي
على التمييز ،وتعزيز الخدمات لضحايا العنف ،والتصدي ألوجه التحيز والتحامل على المستوى
االجتماعي .
ودعت منظمة العفو الدولية حكومات العالم إلى تنفيذ "برنامج منظمة العفو الدولية المؤلف من
14نقطة لمنع العنف في محيط األسرة" ،والذي يدعو الحكومات إلى حماية السالمة البدنية
والعقلية للنساء الالئي تعرضن لإليذاء.1
نشأ المجلس العربي تنفيذاً للقرار الصادر عن المؤتمر العربي حول الطفولة والتنمية المنعقد في
تونس في الفترة من 13_11ربيع األول 1407هـ الموافق 15_13نوفمبر 1987م حول تأسيس
1موقع تقرير منظمة العفو الدولية /2007حالة حقوق االنسان
http://report2007.amnesty.org/ara/A-year-in-campaigning/Stop-Violence-Against-Women
1 /20و الحجة 1429 /هـ
48
المجلس العربي للطفولة والتنمية ,ولقد قام هذا المجلس كمؤسسة تطوعية اعتبارية مستقلة ,
تسعى إلى المساهمة في تطوير أوضاع الطفل العربي ,وبناء شخصيته وتأكيد هويته وأصالته
العربية وقيمه اإلسالمية وكريم معتقداته وقدراته العلمية وملكاته اإلبداعية وتهيئته للمشاركة
الفعالة في صياغة مستقبل مجتمعه وفي المشروع الحضاري ألمته .
ّ
ويتخذ المجلس من القاهرة بجمهورية مصر العربية مقراً له , 1ولقد وضع المجلس خطة عمل له
وكان من أبرز مالمح هذه الخطة والتي تخص موضوعنا كالتالي :
_ تحسين الوضع األسري لألطفال ,وتوفير فرص العمل والتدريب لألمهات .
_ إعطاء األولوية لمساعدة األطفال الذين يعيشون في ظل ظروف استثنائية .
_ حماية األطفال من القسوة والتعذيب والضرب واالستغالل .
2
_ توفير التشريعات والقوانين الخاصة بالطفولة .
وتركز الخطة طويلة األجل في مجال رعاية الطفولة واألسرة للمجتمع لهذا المجلس على
_ بعض منها _ الجوانب التالية :
_1التعاون مع المؤسسات الرسمية وغير الرسمية في توفير المستلزمات الضرورية التي تساعد
على توثيق العالقات األسرية ورعاية األسرة لألطفال مادياً ومعنوياً .
_2التأكيد على تعزيز دور المرأة بصفة خاصة نظراً لدورها األساسي تجاه األسرة والطفل
ويتضمن ذلك التأكيد على أهمية تعليم األم وتثقيفها ووعيها بعدد من األمور األساسية في مختلف
مجاالت التربية والصحة الغذائية .
_3توعية الشباب بشكل عام والفتيات بشكل خاص بأسس الصحة النفسية وتوفير األمن
والطمأنينة ,وذلك إلعدادهم لدورهم كآباء وأمهات المستقبل .
_4التأكيد على العالقة الديمقراطية بين أفراد األسرة وذلك لمالها من آثار هامة على تنشئة الطفل
وتطوره .
1الطفولة في التنظيمات الدولية واإلقليمية والمحلية ,د .محمد شحات الخطيب ,دار الخريجي للنشر والتوزيع ,الطبعة الثانية ,
1426هـ_2005م ,صــ107ـــ .
2الطفولة في التنظيمات الدولية واإلقليمية والمحلية ,المرجع السابق ,صــ 117ــ .
49
_5أهمية تعزيز مسؤولية الوالدين في خدمة الطفل .
_7تركيز الخدمات الموجهة إلى األم لتخفيف أعباء مسؤوليتها األسرية وزيادة معلوماتها عن
أطفالها .
فنرى في هذه الخطة العمل الوقائي لتجنب العنف بأنواعه سواء كان بدنياً أو نفسياً فبرأيي
المتواضع أرى أن دور هذه المنظمة جاء وقائياً وليس حمائياً أو عالجياً للمشكلة بشكل مباشر بعد
حدوثها .
50
الفرع الثالث :مظاهر عالج المنظمات المحلية للعنف األسري :
هي من اإلدارات التي أنشئت تحت مظلة وزارة الشؤون االجتماعية عام 1425هـ بناء على قرار
وزاري .
* أهدافها :
_ اتخاذ التدابير الالزمة لحماية بعض أفراد المجتمع المعرضين لإليذاء حماية إيوائية ,شرعية ,
ونفسية ,وكذلك اجتماعية .
_ تحقيق األمان بما يراعي مصالح الحاالت المعنفة .
_ تنظيم آلية لتحديد الجهود الحكومية واألهلية مع الجهات ذات العالقة .
51
مراكز الشرطة.
المحاكم الشرعية .
_3تم تخصيص األقسام التالية الستقبال بالغات العنف من جميع الجهات :
_ 4738002فاكس 4736055 :
_ 2075169 _ 2075242فاكس 2075172 :
_ بناء على ما رفعته وزارة الشؤون االجتماعية صدرت موافقة وزير الداخلية على :
_1تشكيل فريق لتحديد دور ك جهة في الحماية من اإليذاء .
_2تشكيل لجنة حماية في كل منطقة تحت اسم ( لجنة الحماية االجتماعية ) .
52
_1حاالت أسر المدمنين :يتم تحويلها بعد دراسة وضعهم األسري إلى لجنة مكافحة المخدرات
عن طريق إمارة المنطقة لتحويلهم للعالج .
_2حاالت أسر المرضى النفسيين :بعد الدراسة االجتماعية والمتابعة لوضع األسرة يتم تحويله
لمجمع األمل للصحة النفسية للعالج .
_3حاالت النساء المتعرضات لإليذاء :يتم أخذ موافقة الحالة خطياً للتدخل التخاذ اإلجراءات
المناسبة لحمايتها .
_4حاالت األطفال :يتم التدخل معهم مباشرة دون أخذ موافقتهم بعد التأكد من تعرضهم للعنف
1
والرفع إذا احتاج األمر إلمارة المنطقة .
1ورقة عمل لألستاذة دالل العرجاني بعنوان ( العنف األسري ودور الحماية االجتماعية ) في /22ذو الحجة 1429/هـ /20ديسمبر
2008م ,في ندوة العنف األسري في جامعة الملك سعود الرياض .
53
الفقرة الثانية :جمعية حماية األسرة :
إن تفشي ظاهرة العنف أدى إلى تحول تلك الظاهرة من كونها ظاهرة إلى أن أصبحت مشكلة
واضحة واسعة االنتشار و هذا أدى إلى ظهور مجهودات طبية فردية على مستوى مستشفيات
المملكة لعالج هذه الحاالت و ال بد من االعتراف بان اإلعالم في السنوات األخيرة قد تصدى
و لو بشكل بسيط لهذه الظاهرة في المنطقة الغربية بدأت مستشفى الملك فهد للقوات المسلحة
بدراسة هذه الظاهرة و دعوة جراحي األطفال في منطقة مكة المكرمة للعمل على نشر الوعي
بين أطباء المنطقة في تشخيص الحاالت و مساعدة المستشفيات بتكوين لجان داخلية للنظر في
هذه الظاهرة مما استوجب انضمام أطباء من تخصصات وقطاعات صحية مختلفة إلى
مجموعة جراحي األطفال كأطباء األطفال و النفسيين و أنضم إلى هذا الفريق التطوعي ممثلين
للشئون االجتماعية و االدعاء العام .
بعد ذلك تقدم مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز األبحاث بجدة بعرض المشاكل التي
تواجه األطباء وتتعلق بسوء معاملة األطفال وبصورة خاصة المعاقين إلى المجلس الصحي
بأمارة منطقة مكة المكرمة ووافق المجلس على تكوين لجنة لدراسة المشكلة وتقديم الحلول.
و قد استفادت هذه اللجنة من العمل السابق لفريق العمل التطوعي وتم تلخيص المشاكل و
اقترحت بعض الحلول ورفعها للمجلس الصحي .أدت هذه الجهود إلى اتخاذ قرار صاحب
السمو الملكي األمير عبد المجيد رحمه اهلل قرار رقم /83208ج وتاريخ 8/6/1425
المتضمن تشكيل هيئة دائمة لحماية النساء واألطفال والمسنين .تال ذلك قرار صاحب السمو
الملكي وزير الداخلية رقم ( ) 3524\16وتاريخ 1426 \ 1 \ 21هـ بتكوين اإلدارة العامة
للحماية االجتماعية و لجان الحماية االجتماعية في المناطق .وتوحيدا لإلجراءات صدر قرار
صاحب السمو الملكي أمير منطقة مكة المكرمة بدمج كال الجهازين في جهاز واحد وهو لجنة
الحماية االجتماعية بمنطقة مكة المكرمة كما شجعت على تأسيس جمعيات خيرية مساندة
متخصصة وقد أهتم القائمين والباحثين والمختصين بتفعيل دور ( جمعية حماية األسرة )
بمنطقة مكة المكرمة
54
وبمشيئة اهلل وتوفيقه تم تأسيس جمعية حماية األسرة ومقرها الرئيسي جدة طبقا ألحكام الئحة
الجمعيات والمؤسسات الخيرية الصادرة بقرار مجلس الوزراء رقم ( )107وتاريخ
25/6/1410هـ وقواعدها التنفيذية الصادرة بقرار وزير العمل والشؤون االجتماعية رقم (
) 760وتاريخ 30/1/1412هـ والتعليمات الصادرة بمقتضاها في 1427 / 9 / 16هـ.
استناداً لذلك تم الطلب من والة األمر الترخيص بممارسة الجمعية أعمالها فتمت الموافقة
المبدئية بالقرار الوزاري تاريخ 1428 / 9 / 4هـ
ويشمل النطاق الجغرافي لخدمات الجمعية منطقة مكة المكرمة ويكون مركزها الرئيسي في
.جدة ويمكن نقله بقرار من الجمعية العمومية وبموافقة وزارة الشؤون االجتماعية على ذلك
الجمعية هي مؤسسة أهلية خيرية تعمل على حماية حقوق الطفل والمرأة وكبار السن من
ظاهرة العنف األسري بكافة مظاهره وأنواعه ودرجاته في حدود منطقة خدماتها سواء كان
الضحية مواطن أو مقيم أو زائر وهي احد اذرع لجنة الحماية االجتماعية لتنفيذ الجوانب
اإلنسانية والنفسية االجتماعية والتأهيلية لضحايا العنف األسري.
وتتعاون الجمعية مع الجهات الرسمية ذات الصلة بقضايا العنف األسري واللجان الرسمية
واألهلية والتنسيق مع لجنة الحماية االجتماعية بوزارة الشؤون االجتماعية لمباشرة الحاالت
المعنفة في المنطقة .
_2العمل على توفير الدعم المادي و المعنوي الالزم لخطة مناهضة العنف األسري.
_3تشكيل لجنة طبية عليا من ذوي االختصاص للبت في حاالت العنف األسري.
_4المساهمة مع لجنة الحماية االجتماعية بمنطقة مكة المكرمة في تلقي البالغات و الشكاوي
والتدخل التخاذ التدابير المناسبة لحماية حاالت العنف األسري.
55
_8تثقيف األطفال بسبل حماية أنفسهم.
_9إعداد دورات تدريبية وورش عمل عن حقوق الطفل والمرأة وأساليب التعامل السليمة معهم
.
_10تأمين دخل لألسر المتضررة نتيجة غياب معيل األسرة ( في حال كون المعيل هو
المسيء ) حتى االنتهاء من إعادة التأهيل.
_11إنشاء شبكة معلوماتية لتسجيل وحصر حاالت العنف بالتعاون مع مراكز األحداث
والمدارس والجمعيات والمشافي والمراكز الصحية في المنطقة.
_12التعاون و التنسيق مع المنظمات المحلية و العربية و الدولية التي تهتم بحماية الطفل
لتبادل الخبرات والتجارب لتحقيق أهداف الجمعية.
_15التعاون مع كليات اآلداب واالجتماع لتخريج دفعات أو تدريب دفعات عن كيفية التعامل
مع ضحايا العنف.
56
*البرنامج الوقائي:
العمل على منع حدوث العنف أفضل من معالجة آثاره السيئة على الطفل و األسرة والمجتمع ككل
فكانت إستراتيجية الوقاية للجمعية كالتالي :
1
_15توفير دعم مادي لتحمل نفقات الحمالت التثقيفية.
57
الفقرة الثالثة :برنامج األمان األسري الوطني :
تترأس برنامج األمان األسري الوطني صاحبة السمو الملكي األميرة /صيتة بنت عبد العزيز
-حفظها اهلل ، -فيما تتولى صاحبة السمو الملكي األميرة /عادلة بنت عبد اهلل بن عبد
العزيز -حفظها اهلل -منصب نائب الرئيس ،وقد أسندت مهمة المدير التنفيذي لبرنامج األمان
الوطني للدكتورة /مها بنت عبد اهلل المنيف.
يهدف هذا البرنامج الفريد من نوعه إلى إيجاد بيئة اجتماعية آمنة و متضامنة تتصدى للعنف
األسري من خالل تفعيل ثقافة وطنية تحترم حقوق األفراد وخصوصاً الفئات األكثر عرضة
للعنف من األطفال والنساء وكبار السن وذوي االحتياجات الخاصة ،وذلك عن طريق التوعية
الشاملة عبر قنوات مختلفة تشمل كافة شرائح المجتمع ،مع توفير الرعاية الطبية والنفسية
واالجتماعية لضحايا العنف األسري وإ يذاء األطفال أو إهمالهم في كافة مناطق المملكة ،إضافة
إلى تدريب و تأهيل العاملين في هذا المجال للتعامل األمثل مع هذه الفئات المستضعفة .ويعتمد
البرنامج في ذلك على خيرة الخبرات الوطنية وكذلك التعاون مع كافة الجهات الحكومية
واألهلية المعنية بهذا المجال.
58
الغاية من البرنامج :
.1تعزيز دور المملكة في المجاالت اإلنسانية بالعمل على إعداد األنظمة والسياسات
الوطنية لمكافحة العنف األسري و إيذاء األطفال في المملكة العربية السعودية.
والفعال مع
َ _6تأهيل وتدريب العاملين لدى مختلف الجهات المعنية للتعامل بالشكل المناسب
1
حاالت العنف األسري وإ يذاء األطفال.
59
الخاتمة
الحمد هلل الذي تتم بنعمته الصالحات ,وهكذا أسدل الستار على بحثي المتواضع ولكنه لن يسدل
عن هذه المشكلة المتفاقمة المتزايدة يوما بعد يوم إال بالوصول بها إلى حل جذري ينهيها عن
مجتمعنا بشكل كامل .
وعلى هذا أوصي كباحثة المنظم السعودي على االستعجال بإصدار نظام رادع يتناول العنف
األسري ونشر دور اإليواء والرعاية في مختلف مناطق المملكة التي ترعى وتؤوي المتعرضين
للعنف وتبعدهم عن المتسببين به وقبل هذا كله أي قبل البحث بالعالج يجب علينا جميعا أن نقوم
بدورنا كأشخاص مثقفين وذلك بنشر الثقافة القانونية الصحيحة والمبسطة بين عموم أفراد
المجتمع التي تعلمهم وتوعيهم بحقوقهم التي شرعها اهلل لهم من فوق سبع سماوات ولكن البشر لم
يطبقوها ولم يفهموها حق الفهم فظهرت لنا بالتالي هذه المشكلة .
60
وفي الختام أرجو من اهلل العلي القدير أن أكون قد وفقت في هذا البحث لما يحبه ويرضاه وأشكر
المشرفة على بحثي د .شيماء عطا اهلل على تعاونها الالمتناهي معنا وإ رشادها وتوجيهها المستمر
حتى ظهر البحث بهذه الصورة المتكاملة .
المالحق
61
نظام العنف األسري األردني
المادة :1
يسمى هذا القانون قانون الحماية من العنف األسري لسنة 2008ويعمل به من تاريخ نشره في
الجريدة الرسمية .
المادة:2
يكون للكلمات والعبارات التالية حيثما وردت في هذا القانون المعاني المخصصة لها أدناه ما لم
تدل القرينة على غير ذلك -:
الوزارة :وزارة التنمية االجتماعية 0
الوزير :وزير التنمية االجتماعية 0
المحكمة :المحكمة المختصة 0
62
أفراد األسرة :األشخاص المذكورون في المادة ( )3من هذا القانون ممن يقيمون في البيت
األسري 0
البيت األسري :المنزل الذي يقيم فيه أفراد األسرة معا 0
المتضرر :الشخص الذي يقع عليه العنف األسري وفقا ألحكام هذا القانون 0
المكان اآلمن :أي مكــان يحــقق اآلمن للمتضرر يعتمده الوزير .
الموظفون المكلفون :موظفو الوزارة الذين يحددهم الوزير وضباط وأفراد إدارة حماية األسرة
0
إدارة حماية األسرة:اإلدارة المنشأة في مديرية األمن العام والمختصة بحماية األسرة 0
المركز األمني:المركز التابع لمديرية الشرطة أينما وجد 0
لجان الوفاق األسري :أي لجنة للوفاق األسري تؤلف وفقا ألحكام هذا القانون .
المادة: 3
لغايات هذا القانون يقصد بأفراد األسرة :
أ -الزوج والزوجة بعقد زواج شرعي وأبناؤهم وأحفادهم 0
ب -أبناء احد الزوجين من زواج شرعي آخر 0
ج -والد ووالدة أي من الزوجين 0
د -اإلخوة واألخوات ألي من الزوجين 0
هـ -الشخص المشمول بحضانة أسرة بديلة ممن لم يتم الثامنة عشرة من عمره وفقا ألحكام
أي تشريع نافذ المفعول0
المادة:4
أ -مع مراعاة أحكام قانون العقوبات النافذ المفعول وأي تشريع آخر ذي عالقة ،تطبق
أحكام هذا القانون على قضايا العنف األسري 0
ب -تتمتع جميع اإلجراءات والمعلومات المتعلقة بقضايا العنف األسري التي تنظر أمام أي
جهة ذات عالقة بما في ذلك المحاكم بالسرية التامة 0
ج -للمحكمة مراعاة التقارير المتعلقة بقضايا العنف األسري المقدمة إليها من الجهات
الرسمية المختصة .
المادة:5
فيما عدا الجرائم التي تختص بها محكمة الجنايات تعتبر الجرائم الواقعة على األشخاص
الطبيعيين عنفاً اسرياً إذا ارتكبها احد أفراد األسرة تجاه أي فرد آخر منها 0
63
المادة:6
أ/
-1تؤلف بقرار من الوزير ،بالتنسيـق مع إدارة حماية األسرة لجان تسمى ( لجان الوفاق
األسري ) ويحدد في هذا القرار عدد أعضاء كل لجنة ويسمي احدهم رئيسا لها
_2تتولى لجان الوفاق األسري بذل مساعي اإلصالح والتوفيق بين أفراد األسرة ،
ولها االستعانة بذوي الخبرة واالختصاص من أي جهة ذات عالقة ومن المجتمع
المحلي لتحقيق هذه الغاية
ب -للوزير تفويض الصالحية المنصوص عليها في البند ( ) 1من الفقرة ( أ ) من
هذه المادة المين عام الوزارة أو إلى أي من مديري المديريات في الوزارة أو في
مراكز المحافظات واأللوية ويشترط في هذا التفويض أن يكون خطيا ومحددا .
المادة:7
تعطى أفضلية التحويل إلى لجان الوفاق األسري وذلك قبل اتخاذ أي من تدابير الحماية
المنصوص عليها في هذا القانون على أن تراعى في ذلك مصلحة األسرة
المادة:8
أ -على أي من مقدمي الخدمات الطبية أو االجتماعية أو التعليمية من القطاعين العام
أو الخاص إبالغ الجهات المختصة حال علمه أو مشاهدته آثار عنف وإ شعاره أنها
ناجمة عن عنف اسري
ب -على الموظفين المكلفين اتخاذ اإلجراءات الالزمة لضمان سالمة المتضرر من
أفراد األسرة حال علمهم بأي من قضايا العنف األسري 0
المادة: 9
على الضابطة العدلية من أفراد وضباط األمن العام االنتقال إلى مكان وقوع العنف
األسري المدعى به في أي من الحاالت التالية -:
أ-عند ورود بالغ يتضمن أن هناك حالة عنف اسري قائمة أو أنها على وشك الوقوع
ب--عند ورود بالغ يتضمن خرقاً ألمر حماية نافذ صدر وفقاً ألحكام هذا القانون .
64
المادة: 10
يلتزم الموظفون المكلفون بضمان حماية المبلّغ بعدم اإلفصاح عن اسمه وهويته إال إذا
تطلبت اإلجراءات القضائية غير ذلك وذلك تحت طائلة المسؤولية القانونية 0
المادة:11
يجوز لمدير إدارة حماية األسرة أو رئيس قسم حماية األسرة في قضية متعلقة بالعنف
األسري اتخاذ أي من اإلجراءات المبينة أدناه كتدبير حماية احترازي لضمان عدم التعرض
للمتضرر أو أي من أفراد األسرة:
أ -تعهد من المشتكي عليه بعدم التعرض للمتضرر أو أي من أفراد األسرة 0
ب -في حال وجود خطر على المتضرر أو احد أفراد أسرته يمكن اتخاذ أي من اإلجراءات
التالية :
_1عدم السماح للمشتكي عليه بدخول البيت األسري لمدة ال تزيد على ( )48ساعة إذا لم
يكن هناك وسيلة أخرى لتأمين الحماية للمتضرر أو أي من أفراد األسرة
_2االحتفاظ بالمشتكي عليه لمدة ال تزيد على ( )24ساعة في إدارة حماية األسرة أو احد
أقسامها لحين تأمين الحماية للمتضرر أو ألي من أفراد األسرة إذا تعذر اتخاذ اإلجراء
المشار إليه في البند ( ) 1من هذه الفقرة 0
المادة:12
أ -يجوز لمدير إدارة حماية األسرة أو رؤساء أقسام الحماية في المحافظات وبالتعاون
والتنسيق مع الوزارة أو أي من مديرياتها تحويل المتضرر و المشتكي عليه إلى لجان
الوفاق األسري في المرحلــة األولى في حــال موافقة الطرفين قبل إحالة األمر إلى المحكمة
0
ب -إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بين الطرفين وفقاً إلحكام الفقرة (أ) من هذه المادة فيحال
األمر إلى المحكمة وإ ذا ما تم التوصل إلى اتفاق بين الطرفين تتوقف مالحقة المشتكي عليه
.
65
المادة:13
أ -تصدر المحكمة حال قناعتها بضرورة حماية المتضرر وأفراد األسرة أمر حماية يلزم
المشتكي عليه بأي مما يلي :
_1عدم التعرض للمتضرر أو أي من أفراد األسرة أو التحريض على التعرض لهم
_2عدم االقتراب من مكان اإلقامة البديلة سواء كان مكانا آمنا أو دار رعاية أو أي مكان
يذكر في أمر الحماية
_3عدم اإلضرار بالممتلكات الشخصية للمتضرر أو أي من أفراد األسرة
_4تمكين المتضرر أو المفوض من قبله من دخول البيت األسري بوجود الموظف المكلف
ألخذ ممتلكاته الشخصية وتسليمها لصاحب العالقة بموجب ضبط باستالمها 0
ب -يلتــزم أطراف الشكوى بعدم التصرف باألموال المخصصة لمعيشة األسرة 0
المادة:14
أ -يصدر أمر الحماية من المحكمة لمدة ال تزيد على شهر ،قابلة للتجديد وفقا ألحكام هذه
المادة
ب -يجوز تجديد أمر الحماية على أن ال تتجاوز مدة الحماية ستة أشهر وذلك في أي من
الحــاالت التالية -:
أ_ إذا تم انتهاكه أو خرقه من المشتكي عليه
ب_إذا اقتنعت المحكمة بضرورة حماية المتضرر أو أي من أفراد األسرة الذين تم ذكرهم
في أمر الحماية
ج -ألي من طرفي النزاع أثناء نفاذ قرار الحماية التقدم إلى المحكمة بطلب إلغائه أو تعديله
بناء على أي مستجدات
د -تصدر المحكمة أي قرارات الحقة بأمر الحماية عند الضرورة لضمان تنفيذه وسالمة
أفراد األسرة 0
المادة: 15
للمحكمة توقيف المشتى عليه لمدة ال تزيد على أسبوع في أي من الحاالت التالية كتدابير
حماية -:
أ-إذا اقتنعت أن أمر الحماية االحترازي أو أمر الحماية ال يفي بغرض حماية المتضرر أو
66
أي من أفراد األسرة الذي يحتاج للحماية
ب-إذا لم يلتزم المشتكي عليه بأمر الحماية االحترازي أو أمر الحماية قاصداً 0
المادة:16
أ -إذا تم خرق أمر الحماية أو أي من شروطه من المشتكي عليه قاصداً متعمداً فيعاقب من
قبل المحكمة على النحو التالي :
_1بغرامة ال تزيد على مائة دينار أو بالحبس مدة ال تزيد على شهر أو كلتا هاتين العقوبتين
_2بغرامة ال تزيد على مائتي دينار أو بالحبس مدة ال تزيد على ثالثة أشهر أو كلتا هاتين
العقوبتين إذا اقت ــرن خرق أمر الحمايــة باستخدام العنف تجاه أي من المشمولين به
ب -إذا تكرر خرق أمر الحماية ألكثر من مرتين فيعاقب المشتكي عليه بالحبس مدة ال
تقــل عن ثالثة أيام وال تزيد على ستة أشهر وبغرامة ال تزيد على مائتي دينار 0
المادة:17
تنظر المحكمة بطلب التعويض بناء على طلب المتضرر أو أي جهة ذات عالقة به ،على
أن تؤخذ بعين االعتبار باإلضافة للقواعد العامة ما يلي :
أ-الوضع المالي لطرفي النزاع ومدى تأثير إلزام المدعى عليه بدفع كامل التعويضات على
وضع األسرة 0
ب-المصاريف التي ترتبت نتيجة إجراءات الحماية 0
المادة:18
في حال موافقة أطراف النزاع ،للمحكمة اتخاذ اإلجراءات المبينة أدناه كبديل أو إضافة إلى
أمر الحماية :
أ -تحويل كل من المتضرر والمشتكي عليه إلى لجان الوفاق األسري 0
ب -تحويل احد أو كال طرفي الشكوى وأفراد األسرة إلى جلسات اإلرشاد األسري أو إعادة
التأهيل النفسي واالجتماعي .
67
المادة:19
يصدر مجلس الوزراء األنظمة الالزمة لتنفيذ أحكام هذا القانون 0
المادة: 20
يصدر الوزير التعليمات الالزمة لتنفيذ أحكام هذا القانون 0
قائمة المراجع
_1تشريعات حقوق األطفال بين الشريعة اإلسالمية وبعض القوانين الوضعية ,د.جبرين
الجبرين ,مجلة التربية ,جامعة األزهر 2002
_2تقرير المملكة العربية السعودية حول التدابير المتخذة إلنفاذ اتفاقية حقوق الطفل ,اللجنة
الوطنية السعودية لرعاية الطفولة ,الرياض 1419 ,هـ1998 /م .
_3تنبيه أولي الفضل إلى تحريم العضل ,أبو طلحة حسن الشيبي ,دار الثقة للنشر والتوزيع ,
الطبعة األولى 1400 ,هـ
_4حقوق األوالد في الشريعة اإلسالمية والقانون ,بدران ألو العينين بدران ,مؤسسة شباب
الجامعة 1981 ,م
68
_5جرائم اإلجهاض واالعتداء على الشرف واالعتبار والحياء العام واإلخالل باآلداب العامة
من الوجهة القانونية الفنية ,أحمد أبو الروس 1997 ,م ,المكتب الجامعي الحديث األزاربطة ,
اإلسكندرية .
_6دستور تقدير الذات ,جيل ليندنفيلد ,مكتبة جرير ,الطبعة األولى .2005
_7الروض المربع شرح زاد المستقنع ,للعالمة الشيخ أبي العادات منصور بن يونس البهوتي
1051_1000هـ ,حققه وعلق عليه محمد نزار تميم و هيثم نزار تميم ,الجزء األول ,دار
األرقم أبي األرقم .
_8الطفولة في التنظيمات الدولية واإلقليمية والمحلية ,د .محمد شحات الخطيب ,دار الخريجي
للنشر والتوزيع ,الطبعة الثانية 1426 ,هـ_2005م
_9العدل بين الزوجات ,د .أريج بنت عبد الرحمن السنان ,دار النفائس ,الطبعة األولى
1423هـ_2002م .
_10العنف األسري خالل مراحل الحياة ,د .جبرين الجبرين ,مؤسسة الملك خالد الخيرية
2005
_11العنف األسري قراءة في الظاهرة من اجل مجتمع سليم ,كاظم الشبيب ,المركز الثقافي
العربي ,الطبعة األولى . 2007
_12العنف داخل األسرة بين الوقاية والتجريم والعقاب في الفقه اإلسالمي والقانون الجنائي ,
أبو الوفا محمد أبو الوفا ,دار الجامعة الجديدة للنشر .2000
_13كتاب النفقات ,اإلمام أبي الحسن علي بن محمد حبيب الماوردي ,تحقيق وتعليق ودراسة
د .عامر سعيد الزيباري ,دار ابن حزم ,الطبعة األولى 1418هـ _ 1998م
_14المخدرات وأخطارها ,د .عبد الرحمن محمد العيسوي ,دار الفكر الجامعي ,الطبعة
األولى . 2005
69
_15المرأة المسلمة بين عدل التشريع وواقع التطبيق ,أ.د آمنه محمد نصير ,دار الكتاب
الحديث 1422 ,هـ _ 2001م
_16المواريث في الشريعة اإلسالمية في ضوء الكتاب والسنة ,الشيخ محمد علي الصابوني ,
المكتبة العصرية 1426 ,هـ _2005م
_17الوسيط في شرح نظامي العمل والتأمينات االجتماعية في المملكة العربية السعودية ,د.
السيد عيد نائل ,مطابع جامعة الملك سعود .
_1ورقة عمل لألستاذة دالل العرجاني بعنوان ( العنف األسري ودور الحماية االجتماعية ) في
/22ذو الحجة 1429/هـ /20ديسمبر 2008م ,في ندوة العنف األسري في جامعة الملك سعود
الرياض .
_2ورقة عمل لـ د .جبرين الجبرين بعنوان ( أسباب العنف األسري ) في /22ذو الحجة /
1429هـ /20ديسمبر 2008/م و في ندوة العنف األسري جامعة الملك سعود الرياض .
_3ورقة عمل لألستاذة نورة إبراهيم الصويان بعنوان ( العنف األسري )في /22ذو الحجة /
1429هـ /20ديسمبر 2008/م في ندوة العنف األسري جامعة الملك سعود الرياض .
70
_8موقع جريدة الجزيرة .
_9موقع جريدة الشرق األوسط .
_10موقع جريدة كل العراق .
_11موقع جمعية حماية األسرة .
_12موقع حملة األمين العام إلنهاء العنف ضد المرأة .
_13موقع رواد الحياة .
_14موقع صيد الفوائد .
_15موقع عمان نت .
_16موقع "العنف ضد األطفال " دراسة األمين العام لألمم المتحدة .
_17موقع الفريق االجتماعي .
_18موقع لـ حواء
_19موقع مجلس الشورى .
_20موقع مركز األخبار _ أمان .
_21موقع منتدى الدكتورة شيماء عطا اهلل .
_22موقع منظمة التضامن النسائي للتعلم من أجل الحقوق والتمنية والسالم . wlp
_23موقع مكتوب .
_24موقع نافذة العرب .
_25موقع وزارة الصحة السعودية .
_26موقع ويكيبديا .
_27موقع اليونيسيف .
71
الفهرس
3 اإلهداء
4 المقدمة
72
14 المبحث األول :األسباب االجتماعية والثقافية
73
27 الفرع الرابع :عدم التوافق بين الزوجين
28 الفرع الخامس :نظرة المجتمع
المبحث الثاني :مظاهر عالج العنف األسري وفقا لكل من التشريعات المقارنة و المنظمات
41 الدولية واإلقليمية والمحلية
74
45 الفرع الرابع :عالج التنظيم األمريكي للعنف األسري
47 الفرع الخامس :عالج التنظيم السويدي للعنف األسري
48 الفرع السادس :عالج التنظيم األسترالي للعنف األسري
49 المطلب الثاني :مظاهر عالج المنظمات الدولية واإلقليمية والمحلية للعنف األسري
49 الفرع األول :مظاهر عالج المنظمات الدولية للعنف األسري
49 الفقرة األولى :هيئة األمم المتحدة
53 الفقرة الثانية :اليونيسيف
54 الفقرة الثالثة :منظمة العفو الدولية
67 الخاتمة
69 المالحق
76 قائمة المراجع
75