Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 93

‫دور االستطيقا في االستدامة اإليكولوجية‬

‫الدكتوره‬
‫رضا كمال خالف‬
‫أستاذ فلسفة الفن وعلم الجمال المساعد‬
‫كلية اآلداب جامعة المنوفية‬
‫مجلة وادي النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية – مجلة علمية محكمة‬
‫(‪)ISSN : 2536 - 9555‬‬

‫ملخص البحث باللغة العربية‬


‫دور االستطيقا في االستدامة اإليكولوجية‬
‫الدكتوره‪ /‬رضا كمال خالف‬
‫أستاذ فلسفة الفن وعلم الجمال المساعد‬
‫كلية اآلداب جامعة المنوفية‬

‫ي ي ي ي ي ي ي دا م‬ ‫ما‬ ‫يقدم البحث بعض األفكار الرئيسي ي ي ي ي ي يييم السادي ي ي ي ي ي ييم ب‬


‫ال قافم‬ ‫ي ي ي ي ي دا م‬ ‫م ل ذه ا‬ ‫الالي ي ي ي يير ر م ال‬ ‫باإلضي ي ي ي ييافم للا الع ا‬
‫دا م بد ن هذه الع ا ‪.‬‬ ‫جد‬ ‫ال ن ن ا خ ق القيم‪ ،‬أنه‬
‫يل ل ييذه األفكييار‪،‬‬ ‫الي ي ي ي ي ي ي يا بعض ال كر ل الر اد ال‬
‫قييدم البحييث أي و‬
‫"ارن لد بيرليند" "ا ي ي ي ي ي يي ان ج د ك‬ ‫م " آ ن كارلسي ي ي ي ي يي ن"‬ ‫أتي في قد‬
‫ل ي ي برادي"‪.‬‬ ‫في ش"‬

‫‪2‬‬
‫رضا كمال خالف‬.‫د‬ ‫دور االستطيقا في االستدامة اإليكولوجية‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية والتربوية‬

Abstract
The Role of Aesthetics in Ecological Sustainbility

Dr. Reda Kamal Khallaf

This paper presents some main ideas about the


concepts of sustainabitity and enviarmoent besides the
needed factors as culture, arts ethics, and volues, and how
there is no sustainabihty without these factors.
The paper also presents some main representative
exponents of hiese ideas as Allen Carlson Arnold
Bernleant, Ston Godlovich, and Emily Brady.

3
‫مجلة وادي النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية – مجلة علمية محكمة‬
‫(‪)ISSN : 2536 - 9555‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫يناقش هذا البحث قاليييم‪ ،‬قد تك ن هي األهم في ال قد الراهل‪ ،‬نعني ب ا‬
‫ي ي ي ي ي دا م‬ ‫قال ي ي ي يييم ال ن يم ال سي ي ي ي ي دا م ‪sustainability‬؛ بعد أن نقدم اذا نعني با‬
‫ا ال قافم‬ ‫ي ي ي ي ي ي دا م ال ي يأتي في قد‬ ‫مل‬ ‫نعرض ل ق ات الال ي ي ي ي يير ر م ال‬
‫ت جد ا ي ي ي دا م‪ ،‬إذا كان باإل كان‬ ‫ي ي ي يقا فبد ن هذه ال ق ات‬ ‫األخ ق ا‬
‫اضي ي ي ي ي ي ييع ييا‪ ،‬في يان ال ق يياف ييم هي ال ق م ال ييذي ي ييأتي‬ ‫أن ت ب يياد األخ ق الج ييا‬
‫ا‬ ‫األ ي ي ي ي ييا ي ي ي ي ييي لبح نا ه‬ ‫بعد ذلا ال ض ي ي ي ي ي‬ ‫بالالي ي ي ي يير رم في ال قد م‪ .‬ن نا‬
‫ا تسي ي ي ه ا ي ي يقا ا يك ل جيا‪ Ecological Aesthetics‬فعرضي يينا ل ا‬ ‫ادي ي حنا‬
‫ي ي ي ي ي يقا ند ا ترتبو باإليك ل جيا‪ ،‬تنا لنا في هذا الس ي ي ي ييياق أهم‬ ‫نقص ي ي ي ييده ب ذه ا‬
‫ي ي ي م ا ي ي ي يقا اإليك ل جيا كان اخ يارنا يس ي ي ي دف ج ات نظر باينم ل زداد‬ ‫ف‬
‫الع ي ك ا ي ه ال ي س ي ي ي ي ي ف األ ر كي "آ ن‬ ‫الرؤ م ض ي ي ي ي ي ا‪ ،‬فعرضي ي ي ي يينا ل نا‬
‫كارلسي ن)‪ ،Allen Carlson" (1949‬تصي ره ل الج ا ا يجابي الكا ‪ ،‬ا تجاه‬
‫ر كي "ارن ليد برلينيد" ‪Arnold Berleant‬‬ ‫ال ين ن ا جي ك يا ي يه ال ي س ي ي ي ي ي ي ي ف ا‬
‫رض ي ي يينا ل ج م نظر س م ت ا ا‬ ‫ي ي ي يقي‪،‬‬ ‫فكرته ل ا د ي ي ي ه بال اهي ا‬
‫ا ال ي سي ي ي ف الكندي " ي ي ي ان ج د ل ﭬي ش" ‪ Stan Godlovitch‬هي رؤ م تد‬
‫ع ال بيعم با بارها لغز – ير هي رؤ م تكاد تك ن دي فيم‪ .‬قد‬ ‫للا ال عا‬
‫ا رضي ييه تقي ا ل ذه ال ج ات ل النظر س ي ي عينا‬ ‫رص البا ث أن يقدم في ك‬
‫يل ب ييا ي ي ي ي ي ي ي يق ييا ا يك ل جي ييا ي ا ي ي‬ ‫ي ييان ب ييلراك ال كر ل ال‬ ‫في بعض ا‬
‫ا أه يم‬ ‫برادي ‪ Emily Brady‬ر نالد هيب رن ‪ Ronald Hepburn‬في تأكيده ا‬
‫ي ي يياي " ‪ Yuriko Saito‬ال ي ا ي ي ي دفد‬ ‫نصي ي يير السيا ‪ ،‬ال كرم اليابانيم "ي ر ك‬
‫ي يقا الي ا‬ ‫ي يقا ل ال قاربات النظر م الصي ر م‪ ،‬ا تجاه ب ذه ا‬ ‫تحر ر ا‬
‫يه ا ي ي يقا الحيام الي يم‪ Holmes Rolleston " ،‬ه ل زر لسي ي ن" الذي‬ ‫ت ق‬
‫ا الج يا ‪ " ،‬يار ي ي ي ي ي ي يييا اي ن" ‪ Marcia Eaton‬ال ي ان قيدت‬ ‫كيان يغ يا األخ ق‬

‫‪4‬‬
‫د‪.‬رضا كمال خالف‬ ‫دور االستطيقا في االستدامة اإليكولوجية‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية والتربوية‬

‫فكرم الج ا ا يجابي لدى "كارلس ي ي ي ي ي ي ن" ك ا رض ي ي ي ي ي يينا ل ا د ي ي ي ي ي ي ناه باإلنس ي ي ي ي ي ييان‬
‫يقا‪.‬‬ ‫في نظرنا القي م األدي م ل ذه ا‬ ‫ا يك ل جي الذي ي‬
‫سياق االستدامة‪:‬‬
‫ا سي ي ي ي ى‬ ‫ا ن اق ا ي ي ييع‪ ،‬ذلا‬ ‫م اك س ي ي ييا اه ا و ا‬ ‫ي ي ي ي دا م‬ ‫ا‬
‫أديدرت الك ير ل ال عير عات‬ ‫ال ؤ يسيات ال يتات الحك ات؛ فالك ير ل الد‬
‫" يؤ ي ي ي ي ي‬ ‫ا أنه "ل ار‬ ‫ي ي ي ي ي دا م" ا ي ي ي ي ي سد ه‬ ‫م "ا‬ ‫ا‬ ‫ال ي ركزت‬
‫ا البيتم ا ق صاد ن يم الحيام ‪،Quality of Life‬‬ ‫ا راتيجيات كا م تس‬
‫ل ق صياد اإليك ل جيا السييا يات الب ار ج ا ج ا يم ال ي‬ ‫ي دا م ل ار‬ ‫فا‬
‫رات‬ ‫تعقيدا ‪ ...‬فال‬
‫و‬ ‫ت زايد أه ي ا تجد ل ا ت بيوقا في الظر ف األك ر اتسي ي ي ي ييا و ا‬
‫ق ييم ال راك ييم تس ي ي ي ي ي ي ي زم ليج يياد ق ييارب ييم ل ن ييا "ال غير الك كبي‪ -‬الع ييال ي"‬ ‫ال‬
‫عالج ه‪.‬‬
‫ي ي ي ي ي ي دا م تن ي‬ ‫يم البحث في ا‬ ‫هذه ال قاربم في بعدها ال قافي ترى أن‬
‫"براديم" تغير ج ات نظرنا نح العالم الذي نعيش فيه أ ي ي ي ي ي يياليا الحيام‪ ،‬ك ا أن ا‬
‫ت ييد م ييا ل ييدين ييا ل لدراك ل براديم ال ييذي يربو بيل البعي ي ي ي ي ي يير‪ ،‬ال ييذي ج ييده ال كر‬
‫يقا" ‪.(1) Aesthetics‬‬ ‫"جر ج ري باتيس ن" ‪ Gregory Bateson‬في "ا‬
‫ند ا‬ ‫ي ي ي ي دا م ال ن يم ال س ي ي ي ي دا م الصي ي ي ييدارم ام‪1987‬‬ ‫دا‬ ‫أخيرا‪ ،‬ا‬
‫و‬
‫نع ي ي ييرت ال جنم العال يم ال عنيم بالبيتم ال ن يم ال ابعم لت م ال حدم برئا ي ي ييم "جر‬
‫هارلم بر ن ند" تقر رها ال عن ن "ب س ي قب نا ال ع ي رك" كاند ت د يييم ال جنم ب ابم‬
‫ل الح ايم البيتيم ال ن يم ا ق صي يياديم‪،‬‬ ‫بات ك‬ ‫نظر ل ناف‬
‫وا‬ ‫فع ال سي ي حي‬
‫الذي‬ ‫رف بأنه "الن‬ ‫تم ذلا بال د للا ن ج جديد ه "ال ن يم ال س دا م"‪،‬‬
‫ا قدرات إ كانيات األجيا القاد م‬ ‫أ جر‬ ‫ي بي اجات الحاض ي ي ي يير د ن تغ‬
‫الب ا")‪.(2‬‬ ‫ا ت بيم اجات ا‬

‫‪5‬‬
‫مجلة وادي النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية – مجلة علمية محكمة‬
‫(‪)ISSN : 2536 - 9555‬‬

‫لكننييا نرى أن هييذا ال عر ب بر م أنييه يقييدم لنييا رؤ ييم ت يياؤليييم‪ ،‬فييأن ييا رؤ ييم‬
‫ينا‬ ‫ينا ست ليم خ قيم‪ ،‬ت رض‬ ‫ت ال ل تحديات تناقالات‪ ،‬ف ي تعير للا أن‬
‫أن نالع في ا بارنا‪:‬‬
‫ال ي ي يا هؤ ك الذيل ي ي ي ف ي جد ن في‬
‫‪-1‬لي فقو رفاهيم البعي ي يير الحالييل إن ا أي و‬
‫ال س قب ‪.‬‬
‫ف ي جد ن في ال س قب ‪.‬‬ ‫ا الذيل‬ ‫‪ -2‬آثار ن ائج ال عاليات الراهنم‬
‫دا م فكرتيل‪:‬‬ ‫ما‬ ‫بعبارم أخرى‪ ،‬ي رح‬
‫‪ -1‬ال سا ام بيل األجيا الحاليم القاد م ‪Inter-ageneration‬‬
‫‪ -2‬ال سي ي ي ي ي ي ييا ام بيل أفراد الجيي ال ا يد ‪ .(3) Intergeneration‬ه األ ر اليذي‬
‫ال بع الراهل أ‬ ‫انب ق نه ش ي ي ييع ر بال عارض ال ناقض بيل‪ :‬ي ي ييب الن‬
‫الحالي ‪ ،‬النق م الحالار م ال ي تس عرف ال س قب ‪.‬‬
‫ينيا ضي ي ي ي ي ي يير رم البحيث ل‬ ‫ي ي ي ي ي ي ي يدا يم ي رض‬ ‫ما‬ ‫ليذليا فياننيا نرى أن‬
‫ي دا م ‪ Unsustainability‬للا‬ ‫"ا ي راتيجيم ي كننا ب ا السر م ل " الم دم ا‬
‫دا م)‪.(4‬‬ ‫دا م" للا ثقافات ا‬ ‫دا م"‪ ،‬أ ني السر م ل ثقافم " دم ا‬ ‫اقع ا‬
‫كبيرا‪ ،‬فيياذا كنييا نعجز ل ت بيييم يياجييات كي‬
‫رض هييذا في ييا نرى‪ ،‬تحييد وييا و‬
‫األفراد الحيالييل‪ ،‬فكي ي كننيا ال فياك بحياجيات األجييا القياد يم ال ي لم ت ليد بعيد‪،‬‬
‫ا البقاك؟‬ ‫ن يم يام هؤ ك القاد يل قدرات م‬
‫نجانا الص ي ال ل ق نا أن ال ناقالييات ال ي أش يرنا للي ا ردها للا‬ ‫لع نا‬
‫م ج ديد ناش ي ي في صي يير ي يز بقدر كبير ل ال عقيد‪،‬‬ ‫ي ي دا م‬ ‫ما‬ ‫أن‬
‫صي ي ي ي ي ي يير اخر بيال غيرات ا ق صي ي ي ي ي ي ييادييم العيال ييم الك كبييم ال عيا يم ك يا‬ ‫ف‬
‫تغيرات ترتبو بييال حييدي الييذي ت رضي ي ي ي ي ي ي ييه الك ار األيك ل جيييم الك كبيييم ال ح يييم‬
‫اج م ك هذه ال حديات تس ي ي ي ي ي زم ليجاد قاربم‬ ‫ال رتب م الك ار ا ج ا يم‪.‬‬
‫ت ال ل انساقا أن ر ب ل جيم في د يم األنساق ا يك ل جيم)‪.(5‬‬

‫‪6‬‬
‫د‪.‬رضا كمال خالف‬ ‫دور االستطيقا في االستدامة اإليكولوجية‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية والتربوية‬

‫ي الي ي ي ل‬ ‫م ث ثي األبعاد‪ ،‬ف‬ ‫ا أن ا‬ ‫ي ي ي دا م‬ ‫ا‬


‫البا ا ت دي ي ي‬
‫و‬
‫ل السصي ي ي ي ي ي ييائ‬ ‫"رفياهييم اق صي ي ي ي ي ي ييادييم"‪،‬‬ ‫" يداليم اج يا ييم" تكيا ي ايك ل جي‬
‫كبير ل ال افقات الظاهرم‬
‫ددا وا‬
‫م‪ ،‬أنه ي ير و‬ ‫األ ي ييا ي يييم ال يرم ال ب كرم ل ذا ال‬
‫ال ناقض‪:‬‬
‫"الع م ال بيعي" ل ج م أخرى‪.‬‬ ‫‪ -1‬ال فيق بيل "ال عياري" ل ج م‬
‫"األيك ل جي"‪.‬‬ ‫‪ -2‬ال فيق بيل "ا ق صادي"‬
‫‪ -3‬ال فيق بيل ال ادي ال قافي‪ ،‬أ ني‪ :‬ا ج ا ي‪ ،‬ال كن ل جي‪ ،‬البيتي)‪.(6‬‬
‫كننا أن نقدم هنا تعر و ا ل ج ع ال س دام في ا ي ي‪:‬‬
‫ي كل تحقيق ا ي ي ي ي ي ي ي قرار ا ج ا ي د ن ت ع اد ل ا ه نادر‪ ،‬أ‬ ‫‪-‬‬
‫د ن ت فر اإل ك يياني ييم ال ي تحقق ل ج ع "ج يع األفراد"‪ ،‬ا ش ي ي ي ي ي ي ي راك في‬
‫الق اررات ا ج ا يم‪.‬‬
‫لل ي حقق ال ج ع العال ي الق ى ال سي ي ي ي دام‪ ،‬ل لذا أد ي ي ييبحد الحاجم للا‬ ‫‪-‬‬
‫ير ل قيدرم ال عر ض ال ياح يال وييا‪ ،‬يا‬ ‫الغيذاك في كي األ قيات أقي ك وا‬
‫ير ل اقم ا يعال هذه األ بال‬ ‫أق ك وا‬ ‫لم تكل انبعاثات سببات ال‬
‫‪.‬‬ ‫ال ؤديم ل‬
‫تك ن ال ؤ ي ي يسي ي ييات ا ج ا يم س ي ي ي دا م ال ا لم ت جا ا ي ي ي سدام ارد‬ ‫‪-‬‬
‫ال يياق ييم ير ال ج ييددم الز ييادم في ال ارد ال ي أدي ي ي ي ي ي ييبح ييد ييا ييم ب عي ي‬
‫ا ب كارات ال كن ل جيم‪.‬‬
‫ي ا ال ج ع ال سي ي دام سي ي ى ل األنعي ي م اإلنسي ييانيم ي أثر كسي ي وييا‬ ‫‪-‬‬
‫بال غيرات ال بيعيم الكبيرم ال كررم في ال ناخ العال ي‪.‬‬
‫العييال ي ‪World‬‬ ‫الكنييائ‬ ‫هييذا ال عر ب الييذي أش ي ي ي ي ي ي يرنييا لليييه قييد ييه ج‬
‫د ي ي ي ي ي ي ي يا‬
‫ل ثم ي كل ا بيياره لرهييا و‬ ‫‪ Councel of Churches‬في العييام‪، 1974‬‬
‫ر في العام ‪.(7) 1978‬‬ ‫ب قر ر" بر ن ند "الذي‬
‫في العي ييام ‪ 1991‬قي ييدم هير ي ييان دالي )‪ Herman (Daly‬أربعي ييم بي يياد‬
‫دا م هي‪:‬‬ ‫ل‬

‫‪7‬‬
‫مجلة وادي النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية – مجلة علمية محكمة‬
‫(‪)ISSN : 2536 - 9555‬‬

‫‪ -‬تحيدييد ال قييال البعي ي ي ي ي ي ييري "اإلن ياجييم" في ل عيل ليك ن في ن ياق القيدرم‬
‫ا يعابيم لترض قدرم األرض ا ال ح ‪.‬‬
‫‪ -‬ض ي ي ي ي ي ي ي يان ادم ال قيدم ال كن ل جي ل ك ياكم أك ر ل ادته ل ن ياجييم في ل‬
‫عيل‪.‬‬
‫‪ -‬بالنسي ي ييبم ل ارد ال جددم‪ ،‬يجا أن تز د عد ت الجني ا ي ي ي ك ل‬
‫ع ييد ت‬ ‫ع يد ت "ال ج ييدد" "الع ييائ ييد‪ -‬ال س ي ي ي ي ي ي ي ييدام"‪ ،‬لذ يج ييا أن ت ج ييا‬
‫انبعاثات الن ايات‪ ،‬القدرم ا يعابيم ل بيتم ال س قب م‪.‬‬
‫‪ -‬ينبغي ا ي غ ال ارد " ير ال جددم"‪ ،‬بسير م ت ق عد تس يق البدائ‬
‫ال جددم)‪.(8‬‬
‫‪9‬‬
‫نموذج تغيير السلوك البيئي‪:‬‬
‫ير باف راض أن النال ل رف ا عرفم جيدم‬ ‫رتبو هذا الن ذم ارتبا و ا باش وا‬
‫ألدي ييبح ا أك ر ويا ب عي ييك ت البيتم‪ ،‬ل ثم ي يييك ن لدي م الدافع لكي ي صي ييرف ا‬
‫بيتيا‪ .‬ف ذا الن ذم يربو ال عرفم با تجاهات‪ ،‬ربو ا تجاهات‬
‫و‬ ‫ا نح س ييت‬
‫بم الال يير ر م‪ ،‬تؤدي‬ ‫بالسي ي ك ال ع ؛ فعند ا تز د ال عرفم‪ ،‬فان ا تجاهات ال‬
‫للا أفعا بيتيم ست لم ت ر ت عا م‪.‬‬
‫الفعل‬ ‫الوعي أو االتجاهات‬ ‫المعرفة‬

‫نظرية السلوك البيئي المسئول‬ ‫المعرفة‬

‫االتجاهات‬

‫السلوك‬ ‫قصد الفعل‬ ‫مركز التحكم‬


‫البيئي‬
‫المسئول‬

‫المسئولية‬
‫الشخصية‬

‫‪8‬‬
‫د‪.‬رضا كمال خالف‬ ‫دور االستطيقا في االستدامة اإليكولوجية‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية والتربوية‬
‫منطق التنمية المستدامة‬

‫التنمية المستدامة‬

‫االستدامة‬ ‫=‬
‫التنمية‬
‫التصورات‬

‫= الحرفي االيكولوجي االجتماعي عمليات اجرائية‬


‫أهداف‬
‫الدالالت‬

‫الحاجات‬ ‫نمو أو‬ ‫تنمية األساس‬ ‫تنمية األساس‬ ‫=‬


‫تنمية‬
‫االجتماعي‬ ‫اإليكولوجي‬ ‫المعنى‬
‫اإلنسانية‬ ‫تغيير‬ ‫أي‬
‫للحياة اإلنسانية‬ ‫للحياة اإلنسانية‬ ‫شيء‬
‫=‬
‫الشروط‬

‫الشروط‬ ‫الشروط‬
‫االجتماعية‬ ‫األيكلوجية‬

‫=‬

‫التنمية المستدامة =‬ ‫(‪)10‬‬


‫التنمية المستدامة = النمو المستدام‬ ‫التفسيرات‬
‫تحقيق األهداف التقليدية‬ ‫والدائم‬
‫واالجتماعية والمستدامة " ذات‬ ‫دور الثقافة والفنون في االستدامة‪:‬‬
‫المعنى والمساندة"‬
‫ا ث ثم حا ر‬ ‫ا أنه قائم‬ ‫ي از ي نظر لليه‬ ‫ي ي ي دا م‬ ‫ما‬ ‫ق نا أن‬
‫ح ري "ال قافم"‬ ‫ل ثم فقد تم تجاه‬ ‫ا ق ص ي ييادي‪ ،‬ا ج ا ي‪ ،‬ا يك ل جي ‪،‬‬
‫دا م‪ .‬رجع هذا للا ببيل ه ا‪:‬‬ ‫"ال ل" د ره ا في ا‬
‫ل جانا الص م السيا يم ا ق صاديم‪.‬‬ ‫‪ -1‬الج‬
‫‪ -2‬قد يك ن ذلا بس ي ي ييبا أن هذه الصي ي ي ي م قد أدركد الن ائج الراديكاليم ال ي‬
‫دا م‪.‬‬ ‫راتيجيم ال قافيم ال نيم ل‬ ‫اا‬ ‫ي كل أن ت رتا‬

‫‪9‬‬
‫مجلة وادي النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية – مجلة علمية محكمة‬
‫(‪)ISSN : 2536 - 9555‬‬

‫لكل تزايد دد الناش ي ي ي ي ي يل في جا البيتم اإليك ل جيا قد ق ‪ ،‬بص ي ي ي ي ي رم‬


‫ي راتيجيات‬ ‫كبيرم ل ال أث ير السي بي ل ذه ال اق ‪ ،‬بدأ هؤ ك في تعز ز تد يم ا‬
‫ي ي ي ي ي ي ي ييدا ييم‪ ،‬ك ييا أن م دافع ا ل ضي ي ي ي ي ي يير رم لدراك ال ل ال قييافييم‬ ‫ال قييافيييم ال نيييم ل‬
‫ر هيذا في نع ي ي ي ي ي ي ي ر‬ ‫ي ي ي ي ي ي ي يدا يم‪ .‬قيد‬ ‫بيا بياره يا البعيد الرابع ال ركزي لع ييم ا‬
‫‪ Tutzinger Manifesto‬الص ي ي ي ي ي ي ي ييادر في )‪ (2001-2002‬ب ي ييد يم ل ال ركز‬
‫األل اني ل قافم السيا يم )‪.(11‬‬
‫باإلض ي ييافم للا الج د ال ي بذل ا "الي نس ي ييك " ‪ Unesco‬ا ي ي ي دفد ال أكيد‬
‫ا أه ييم اليد ر اليذي ي كل أن تق م بيه ال قيافيم ال ن ن في ال ن ييم ال س ي ي ي ي ي ي ي يدا يم‪،‬‬
‫ا قد ه ل خ م‬ ‫ا ي ييبي ال ا‬ ‫ذلا في ال س ي ييعينيات ل القرن ال اض ي ييي‪.‬‬
‫‪.The power of culture‬‬ ‫‪12‬‬
‫جع د ن ان ا "ق م ال قافم"‬
‫دور الثقافة في االستدامة‪- :‬‬
‫ال ع ي ي ي في اك ع ي ي يياف‬ ‫ي ي ي دا م يعك‬ ‫لن ا خ اق في تقدير البعد ال قافي ل‬
‫يا نح يام للييه لبنياك‬ ‫الن ذجي ل قيم " أ ال غير اليذي يحيو بيالك كيا‪ ،‬ه‬ ‫"ال ح‬
‫ي دا م‬ ‫يات ا‬ ‫ي دا م‪ .‬ف جدا في أن البحث في‬ ‫ييا يم اليار م جديدم ل‬
‫ي ي ي ي دا م‪ .‬فال قافم هي "البراديم" ال م‬ ‫ا أنه بحث ل ثقافات ا‬ ‫ينبغي أن ي م‬
‫ا ال قافم‪ ،‬ف‬ ‫ر الحاليياري؛ فان ال س ي قب الذي نس ي دفه ه الذي يع ي‬ ‫ل‬
‫تن يم س دا م بد ن ثقافم‪.‬‬
‫ا أنييه تعر ب حييدد ل ييا‬ ‫لييدينييا ييا ي كل أن ننظر لليييه‬ ‫بر م ذلييا‪ ،‬لي‬
‫ع ذليا ي كننيا أن نق رح بعض ال ق يات ل‬ ‫ي ي ي ي ي ي ي يدا يم"‪.‬‬ ‫ييه "ثقيافيات ا‬ ‫ن ق‬
‫تقديم بعض األفكار األ ا يم‪.‬‬ ‫خ‬

‫‪10‬‬
‫د‪.‬رضا كمال خالف‬ ‫دور االستطيقا في االستدامة اإليكولوجية‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية والتربوية‬

‫[‪ ]1‬المرونة والتسامح‪:‬‬


‫يس ي ي ي ي ي ي سدم في‬ ‫عني "ل كانيم تبني ال غير القادم ل السارم"‪ ،‬ال ص ي ي ي ي ي ي‬
‫ص ييادر الق ق‬ ‫ال عي ي‬ ‫ا قب‬ ‫"اإليك ل جيا"‪ ،‬ع ييير للا د د قدرم النس ييق‬
‫ا يك ن النسي ي ي ي ي ييق أ ام‬ ‫للا هذه الحد د‪،‬‬ ‫ا أن ي م ال د ي ي ي ي ي ي‬ ‫ا ض ي ي ي ي ي ي رال؛‬
‫اليل‪:‬‬ ‫ا‬
‫‪ -1‬أن ي شا نحسر أ ‪.‬‬
‫الم جديدم تعيد لليه ال ا ن ال قص د)‪. (13‬‬ ‫‪ -2‬أن يك ع‬
‫[‪ ]2‬البينية التفاعلية‪:‬‬
‫ا‬ ‫د السي ييبي ل ركيز‬ ‫"ال ن "‬ ‫"ال سي ييا "‬ ‫لن ف نا ل عاني "ال ر نم"‬
‫ي دا م‪ .‬هذه اإل ارات‬ ‫ا تجاه نح "اإل ارات اإلجرائيم‪ -‬الع يم" ل قدم ثقافات ا‬
‫تد م الح ارات بيل األ الاك األفراد العنادر‪.‬‬ ‫"بينيم‪ -‬ت ا يم" هي تعز‬
‫ا أن يا تعني ‪ Multi‬ال ي تعني‬ ‫ن م "البينييم"‬ ‫لكل ل ال م هنيا أن‬
‫ا‬ ‫تعني ‪ integrative‬ال ي تعني "تكيا ي"‪ ،‬فيالبينييم تؤكيد‬ ‫"تعيدد"‪ ،‬ك يا أن يا‬
‫بيل ا خ فات ‪ ..‬ندرم‬ ‫ال كا‬ ‫تس دف "اخ زال ا أ ل دا‬ ‫فتم ا خ فات‬
‫م "البينيم أ ال ا يم" فكرم ال اق م ‪. Interculturally‬‬ ‫تحد‬
‫ل "ال عيددييم ال قيافييم" ‪ Multi Culturalism‬ال ي‬ ‫لكل "ال ياق يم" تس‬
‫عيل‪ ،‬باإلضيافم للا‬ ‫الصي ت في جا‬ ‫ج ع ثقافي أن يك ن سي‬ ‫لك‬ ‫تسي‬
‫ل "ال كا‬ ‫اليا تس‬
‫أن ا تق م ب عيكي ال جا ت ال قافيم تصيني ا‪ .‬ال اق م أي و‬
‫ال قافي" الذي ي رض ن و ا ل تراتبيم‪ ،‬القيم بيل ثقافم ائدم ثقافم افدم‪.‬‬
‫ال قافي ال ردي‪ ،‬قد دد‬ ‫ا ال ا‬ ‫ال قافي يسي ي ي ي ي ي ي زم بناك القدرم‬ ‫فال ا‬
‫‪ Geert Hofstede‬ث ثم أبعاد ل ذه القدرم‪:‬‬
‫يييه‬ ‫ييا ي كل أن ن ق‬ ‫‪ -1‬ال ي بنسي ي ي ي ي ي ييبيييم اد اركييات ال رك ا قيياداتييه‪ ،‬أ‬
‫ال ن جيم الذهنيم؛‬

‫‪11‬‬
‫مجلة وادي النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية – مجلة علمية محكمة‬
‫(‪)ISSN : 2536 - 9555‬‬

‫‪ -2‬ال عرفم العق نيم ب قافات "اآلخر" الع يم ال ع ي يم ‪.‬‬


‫ات ثقافم اآلخر)‪.(14‬‬ ‫عر‬ ‫‪ -3‬ارات ال عا‬
‫تعني جرد تراكم ال ع ات الساد ي ي ييم ب قافات اآلخر‪،‬‬ ‫فالقدرم العق يم هنا‬
‫يم ال أثر بعيسصييم‬ ‫قد بر ‪ T.S.Eliot‬ل هذه ال كرم بق له أننا في خاليم‬
‫نقع قو تحد هي نم أيم شسصيم")‪.(15‬‬ ‫ق م ت األخرى‪،‬‬
‫دور الفنون في االستدامة‪-:‬‬
‫ا‬ ‫لن األفكار السادي ييم بد ر ال ل في ا ي ي دا م خ عد د وار بال األه يم‬
‫اإلبيدا البعي ي ي ي ي ي ييري القيادر ا لدخيا ال ن ن في بؤرم خ يال ال ن ييم ال س ي ي ي ي ي ي ي يدا يم‬
‫ركزه‪.‬‬
‫ل ال كل أن ن يز ث ثم أن اط ل ال ن ن ي كن ا أن ت عا أد وا‬
‫ار ا ي ي م‬
‫في ا رت ا ب س ى ا دا م تع يقه هي‪:‬‬
‫‪ -‬ال ل األداتي ‪Instrumental Art‬‬
‫‪ -‬ال ل شبه األداتي ‪Semi-instrumental Art‬‬
‫‪ -‬ال ل األدي ‪Intrinsic Art‬‬
‫الي ي ي ي ي يا بعض الن اذم األ م لك‬
‫الجد يقدم لنا تعر و ا لك فل تأثيره أي و‬
‫فل ل هذه ال ن ن‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫د‪.‬رضا كمال خالف‬ ‫دور االستطيقا في االستدامة اإليكولوجية‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية والتربوية‬

‫)‪(16‬‬
‫دا م‬ ‫اا‬ ‫براديم ألبعاد ال ل تأثير ال ن ن‬ ‫تصني‬
‫الفن األصيل‬ ‫الفن شبه اآلداتي‬ ‫الفن اآلداتي‬
‫‪Intrinsic‬‬ ‫‪Semi-instrumental‬‬ ‫‪Instrumental‬‬
‫الفن بااعتباا أ أةال للتيمياة الفن باااعتبااا أ مصااااااد ا لل يم الفن بااعتباا أ ريرا عااماا‬

‫التعريف‬
‫وقيمة في ذاته‪.‬‬ ‫المسااااتاادامااة ا تماااعي اا اال تماعية‪.‬‬
‫واقتصاةيا ‪.‬‬

‫فرةي‪ /‬ا تماعي‬ ‫الافان هايااا ا اتاماااعاي ا تماعي‪ -‬غير مباشر وضميي‬

‫التأثير‬
‫مباشر‪ /‬وغير مباشر‬ ‫وفرةي‪ ،‬ويكون مباشاارا‬

‫أبعاد‬
‫وضميي‬ ‫وصريحا وواضحا‪.‬‬
‫التفكير القااابااس لاساااااتاادامااة ‪ -‬تقدير الفن؛‬ ‫يعبر عن تطور قاائم ‪-‬‬ ‫‪-‬‬
‫والفعس القابس لاستدامة‪.‬‬ ‫على الثقافة‪.‬‬
‫تاايثير التفاااعااس بين األجياااس ‪ -‬وحدة الربرة الفنية؛‬ ‫فن يساااااتحادف حيااء ‪-‬‬ ‫‪-‬‬
‫على الفنون‪ ،‬وتااايثير الفنون‬ ‫المدينة‪.‬‬
‫عاالااى تاافااااعاااس األجاايااااس ‪ -‬االستطيقا واألراق؛‬ ‫فن يساااااتحادف يجااد‬ ‫‪-‬‬
‫والعاقات بينحما؛‬ ‫تصااميم نشاااء وبنية‬
‫‪ -‬الفوائااد ألاألصااااايلااةأل‬

‫نماذج وأمثلة‬
‫‪ Intrinsic‬للمشاااااركة‬ ‫وأيضااا نقس القيم لى األجياس‬ ‫‪-‬‬ ‫مستدامة‪.‬‬
‫في الفنون‪.‬‬ ‫الاقاااادماااة وتاناماياااة وتاعا يا‬ ‫الفان بااااعتاباااار أداة‬ ‫‪-‬‬
‫التفكير في المستقبس؛‬ ‫لجذب الطبقة المبدعة‬
‫‪ -‬تااايثايار الافاناون عالاى‬
‫عاقات األجياس‪.‬‬ ‫مسااهمة الفنون في الرطابات‬ ‫لماا يعبر عن الفوائاد ‪-‬‬
‫‪ Discourses‬االجتماعية‪.‬‬ ‫والمنااافا الرااارجيااة‬
‫‪ -‬تنمياة وتطوير وتع ي‬
‫الاقايام ألالاا مااااناياااةأل‬ ‫الفن باعتبار ايكولوجيا‪.‬‬ ‫للمشاركة في الفنون‪- .‬‬
‫‪Timeless‬‬ ‫نشااار دور الفنون في التربية‬ ‫‪-‬‬
‫االجتماعية‪.‬‬
‫ي ي ي ي ي ي ي يق ييا ال ن ن‬ ‫أ أد ار ل‬ ‫ييائ‬ ‫ث‬ ‫ي كنن ييا أن ن يز في الج ييد‬
‫دا م‪:‬‬ ‫با بارها ح ر البعد ال قافي ل‬
‫‪ -‬الد ر األداتي ل ل‪ :‬ه فل ل ن يم ا ق صاديم ا ج ا يم‪.‬‬
‫‪ -‬الد ر شبه األداتي ل ل‪ :‬ه فل ي ع ق بال كر ال س دام ال ع ال س دام‪.‬‬
‫‪ -‬الد ر األدييي ل ل‪ -‬الذاتي‪ -‬البا ل في ال ل ‪ : Intrinsic‬ه فل ينظر‬
‫ظ هنييا ييا‬ ‫لليييه بييا بيياره السير العييام القي ييم في ذات ييا لكل يجييا أن ن‬
‫ي ي‪:‬‬

‫‪13‬‬
‫مجلة وادي النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية – مجلة علمية محكمة‬
‫(‪)ISSN : 2536 - 9555‬‬

‫‪ -‬أن هذه ال ن ن ت جد‪ ،‬د و ا ن صي م‪ ،‬إن ا ي كل أن تك ن صي م بين ا‬


‫قات ق م فعالم‪ ،‬فالحيام ال قافيم السي ي ي ييا م ال قافيم ي كن ا ليجاد قم‬
‫بيل هذه ال ن ن‪.‬‬
‫ا أن ا ركا ل ث ثم أبعاد‪:‬‬ ‫كننا النظر للا هذه ال ن ن‬ ‫‪-‬‬
‫▪ اج ا ي أ فردي؛‬
‫ير باشر؛‬ ‫باشر أ‬ ‫▪‬
‫▪ در أ ض ني‪.‬‬
‫ن يا ‪ ،‬يجيدر بنيا‬ ‫ل ال قيافم ال ن ن د ر ك‬ ‫بعيد أن تحيدثنيا ل د ر ك‬
‫دا م ضر رم ا ه ام بأخ ق البيتم‪.‬‬ ‫أن نعير للا د ر القيم في هذه ا‬
‫في حا لم "ال نظير" ل كانم ا نس ييان في العالم‬ ‫ر م أن ل س ي م تار و‬
‫ال بيعي‪ ،‬فأن "األخ ق البيتيم" أ أخ ق البيتم‪ .‬با بارها فرو ا ل فر ال سي ي ي ي م‬
‫لم يقدم أ راق ا اده ل في السي ي ي ي ييبعينيات ل القرن الععي ي ي ي يير ل؛ ذلا ن يجم لن‬
‫القرن‪ ،‬باإلض ي ييافم للا‬ ‫ال ي البيتي الحركات ا ج ا يم في السي ي ي ينيات ل ن‬
‫تزايد ا ه ام العام بقالايا الع قم األخ قيم اإلنسانيم بالعالم ال بيعي‪.‬‬
‫قاد بقصي ي ي ي ر‬ ‫في جا ف سي ي ي ي م البيتم دي ي ي ي الك ير ل ال كر ل للا ا‬
‫"ال جديم"‬ ‫النظر ات األخ قيم ال ق يديم إخ اق ا في تقديم ال سي ي ي يييرات "السي ي ي ييديدم"‬
‫قم اإلنسان بالبيتم ال بيعيم"‪.‬‬ ‫ل ذه الع قم "‬
‫ل ثم ك ييان ييد ال ييدافعي ييم األ لا ل ه ييام ب ييأخ قي ييات البيت ييم‪ ،‬ردت ي يا للا‬
‫حك م ل از اتنا‬ ‫"الر بم" في "دي ي ي يييا م نظر ات أخ قيم تقدم ت سي ي ي يييرات ي ي ي ييديدم‬
‫الس قيم تجاه العالم ال بيعي‪ ،‬ير البعري"‪.‬‬
‫)‪(17‬‬

‫ق ييد ك ييان النق ييد الرئيسي ي ي ي ي ي ييي ال ج ييه ل نظر ييات األخ قي ييم ال ق ي ييدي ييم أن ه ييذه‬
‫ي ي ي ييه" ال ركز ي ي ييم األن ر ب ل جي ي ي ييم"‬ ‫النظر ي ي ييات في عظ ي ي ييا‪ ،‬تقع في ي ي ييا ن ق‬
‫ص ي ي ي ييالح م"‬ ‫‪ Anrtropocentrism‬ال ي تعني الز م بأن "البع ي ي ي يير اه ا ات م‬

‫‪14‬‬
‫د‪.‬رضا كمال خالف‬ ‫دور االستطيقا في االستدامة اإليكولوجية‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية والتربوية‬

‫تك سييا ال كانم الس قيم‪ .‬نظر للا هذه ا ه ا ات ال صييال "لذات ا" بين ا ينظر‬
‫ا هؤ ك‬ ‫ا ضي ي ي ك تأثير هذه األشي ي ييياك‬ ‫صي ي ييالح م‪،‬‬ ‫"لك شي ي ي خ فا ل بعي ي يير‬
‫ا أن ا قالي ي يييم‬ ‫البعي ي يير اه ا ات م‪" .‬فأن النظر م األخ قيم ال ي ت م األخ قيم‪،‬‬
‫ت الي ي ي ي ي ل فكرم‬ ‫نا نح اآلخر‪،‬‬ ‫ينا ل اجبال ال از ات تجاه ك‬ ‫تعق ب ا‬
‫ا البع ي يير ال از ات تجاه العالم ال بيعي‪ ،‬هي نظر م تحقق في أن تال ي ييع يدها‬ ‫أن‬
‫ق نا بالعالم ال بيعي )‪.(18‬‬ ‫ا " اهيم"‬
‫فنحل بح ي يياجي ييم‪ ،‬في ي ييا ترى ‪ Janna Thompson‬في ق ي ييال ي ييا ل "رفض‬
‫بال ركز م اإلن ر ب ل جيم ك ا أن ا‬ ‫ت صي ي ي ي ي‬ ‫األخ ق البيتيم ‪ ، 1990‬للا أخ ق‬
‫بال عيار م الحسيم اإلدراكيم)‪. (19‬‬ ‫تص‬ ‫أخ ق‬
‫ال عادي ي ي يرم في أخ ق البيتم‪ ،‬ا أه يم ليجاد ي ي ييب ل حديث‬ ‫ت ق البح‬
‫ييا ي كل أن ن ق‬ ‫ت جييأ للا الجييد‬ ‫ل "األه يييم الس قيييم ل بيتييم ال بيعيييم‬
‫ل‬ ‫ي ييافيز قييا األخ ق‪ ،‬لذا ا ي ي ي ي ي ي ي سييد نييا لغييم كييانو‪.‬‬ ‫يييه ي ييافيز قييا القي ييم أ‬
‫النظر ات ال عاد ي يرم ال ي ي كل أن نعي ييير للي ا هنا‪ ،‬نظر م أخ ق ال الي ييي م البيتيم‬
‫تعبير ل نظر ات "أخ ق ال ال ي ي ييي م" ال ي تس ي ي يييدت النظر ات األخ قيم‬
‫ال ي تعد وا‬
‫في ث انييات تسي ي ييعينييات القرن الععي ي يير ل ‪ .‬فقد رأى بعض ال يل بأخ ق البيتم‬
‫أن قاربات أخ ق ال الي م‪ ،‬هي ال ي با كان ا أن تنج في تقديم ال سير ال اض‬
‫ا‬ ‫ل تد ير ل بيتم‪ ،‬ك ا أن ا تقدم "الس ي ي ييب الناجحم" ل ح ا‬ ‫الس ي ي ييديد ل ا يحد‬
‫)‪(20‬‬
‫هذه البيتم‪.‬‬
‫لييدينييا هنييا هييذا ا تجيياه ال عييادي ي ي ي ي ي يير في أخ ق البيتييم‪ ،‬ه ا تجيياه الييذي‬
‫ل ثم يس ي ي ي دف‬ ‫يه "ال عدديم القي يم"‪،‬‬ ‫يس ي ي ي دف اإل ا م ب ا ي كل أن ن ق‬
‫ا ي ي ي ي ي ي ي س ص بعض أفكار القي م ال سي ي ي ي ي ي ي دم ل خارم جا النظر ات األخ قيم‬
‫بيال عنا اليدقيق‪ ،‬ثم د ج هيذه األف كيار في حيا ليم ف م قي يه البيتيم‪ .‬فع ا ي ي ي ي ي ي ييبيي‬
‫م القي م لدى ا ق صي ييادييل‬ ‫ال ا ‪ ،‬اه د نظر ات األخ ق البيتيم ب ناقعي ييات‬

‫‪15‬‬
‫مجلة وادي النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية – مجلة علمية محكمة‬
‫(‪)ISSN : 2536 - 9555‬‬

‫ب جيه خياص اق صي ي ي ي ي ي ييادييات البيتيم ا ق صي ي ي ي ي ي ييادييات ا يك ل جييم ال جيا السياص‬


‫)‪(21‬‬
‫بح نا‪.‬‬ ‫ض‬ ‫يقا البيتم ه‬ ‫با‬
‫ا درجم كبيرم‬ ‫رح "ر بيل ات ي د" في ك ابه " أخ قيات البيتم" ي ي ي ي ي ي يؤا و‬
‫ل األه يم ه – ه ي كل أن تساهم القيم في ال غيير؟‬
‫ا هي السييب ال ؤديم للا قي م النسييق ا يك ل جي‪ ،‬فالقي م هنا تنبسييق ل‬
‫)‪(22‬‬
‫البيتم ال بيعيم‪.‬‬

‫اإلدارة والتدابير‬
‫التصميم‬

‫البيئة‬

‫العائد والمنتج (القيمة ‪1‬‬ ‫المواد المتاحة‬

‫العوائد البيولوجية والفي يقية‬ ‫العمليات‬


‫(القيمة الثانية)‬ ‫االيكولوجية‬

‫القيمة الثالثة‬
‫الشرص‬
‫عوائد فسيولوجية‬ ‫البيئة‬
‫سيكولوجية واجتماعية‬ ‫التفاعات‬
‫(القيمة الرابعة)‬

‫(القيمة الرامسة)‬ ‫المعاني‬

‫‪16‬‬
‫د‪.‬رضا كمال خالف‬ ‫دور االستطيقا في االستدامة اإليكولوجية‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية والتربوية‬

‫االستطيقا االيكولوجية‪- :‬‬


‫ي ي ي ي ي يقا اإليك ل جيم‪ ،‬ه النسي ي ي ي ييق الذي ي م بال قدير‬ ‫لن انب اق نسي ي ي ي ييق ا‬
‫ا ه ام الذي يحيو بالبيتات ال بيعيم‬ ‫ي ي ي ي يقي ل عالم في ك ي ه ت ا ه ؛ ف‬ ‫ا‬
‫"ال ق لم‬ ‫ي ي يقا ا يك ل جيم" ت‬ ‫ل ثم "فان ا‬ ‫البيتات ال ي أنعي ييأها اإلنسي ييان‪،‬‬
‫يقا"‪.‬‬ ‫األ ع" األ ق لد ار م ا‬
‫األخير ل القرن‬ ‫يز في النص ي ي ي ي ي ي‬ ‫ي ي ي ي ي ي يقا ك جا‬ ‫رت هذه ا‬ ‫قد‬
‫ب ا للا النظر ات ال سي ي ي يم‬ ‫العع ي يير ل‪ ،‬بالر م ل أن جذ ره ال ار سيم ي كل الرج‬
‫رت في القرن ال ا ل عيير‪ ،‬خادييم د ار ييم‬ ‫ي يقا ال بيعيم ال ي‬ ‫السادييم با‬
‫"الصي ي ي ي ي رم" ؛ ه األ ر الذي ب ذر ته في تح ي "كانو" ‪ Kant‬ل عاني "الج ي "‬
‫القرنيل ال ا ي ي ييع عي ي يير الععي ي يير ل‪ ،‬اتج د النظر م‬ ‫"الج ي " في ال بيعم‪ .‬خ‬
‫ا األ ا ال نيم‪.‬‬ ‫يقيم للا ال ركيز الك ي‬ ‫ا‬
‫ال ي يا العي ييأن‬
‫لكل‪ ،‬بال عي ييجيع ال زايد الذي كان ن يجم اه ام ال ي ي م‪ ،‬أي و‬
‫العام‪ ،‬بقالي ي ييايا البيتم عي ي ييك ت ا‪ ،‬ر خ العق د األخيرم ل القرن الععي ي يير ل‪،‬‬
‫ل ثم‬ ‫ق ا بالبيتم ال ي دي ي يينع ا اإلنسي ي ييان‪،‬‬ ‫اه ام زايد با ي ي ي يقا ال بيعم‬
‫ا الد ار ي ي ي ييات ال ي ت ع ق بال ض ي ي ي ي ات‬ ‫أدي ي ي ييبحد ا ي ي ي ي يقا اإليك ل جيا تس ي ي ي ي‬
‫يقي‪.‬‬ ‫ال بيعيم األنساق األيك ل جيم ا لع قات بيل األن اط ال س م ل قدير ا‬
‫يرهم‪ ،‬فالك ير‬ ‫ي ي م ال ين ين ل جيا‬ ‫كننا أن نعي ييير للا ا ي ي ام بعض ف‬
‫ا هذا ال جا الجديد‪ .‬فان تص ي ي ي ر "لد ند ه ي ي يير "‬ ‫ل أفكارهم ي كل ت بيق ا‬
‫‪ Edmund Husserl‬ل قصي ي ي ييديم ‪ ، Intentionality‬باإلضي ي ي ييافم للا ا قد ه ل‬
‫أ د ي ياف ت ع ق بعالم "السبرم ال عيعي ييم"‪ ،‬هي السبرم ال ع ام لنا د ي ي وييا‪ ،‬ك ا تقدم‬
‫ينيا ل م السبرم ا ي ي يقيم با بارها كي يم أ ي ييا ي يييم ي ييائدم غ غ م‬ ‫ار و‬ ‫لنا "ل وا‬
‫أيالا تقدير " ارتل هيدجر" ‪ Martin Heidegger‬لد ر‬ ‫في الحيام الي يم‪ .‬لدينا و‬
‫األرض تك ل الع ي ال ني‪ ،‬نقييده ل رض ييابع ال كن ل جيييا الحييدي ييم د ي ي ي ي ي ي ي ييه‬

‫‪17‬‬
‫مجلة وادي النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية – مجلة علمية محكمة‬
‫(‪)ISSN : 2536 - 9555‬‬

‫"ل ع ي ييا ر م" با بارها البدي ل حال ي ييارم ال كن ل جيم الحدي م‪ ،‬ك ا أفكار تس ي ييير في‬
‫ي ي يقيم‬ ‫ا ام ا ه ا ات البيتيم ال عاد ي يرم‪ ،‬تقدير الحد د اإلنسي ييانيم ل نظر م ا‬
‫ي ي ي ي ي ي ي يقييم‬ ‫شي ي ي ي ي ي ييي ر" ‪ Max Scheler‬أن تك ن القي يم ا‬ ‫الحيدي يم‪ .‬اق رح " ياك‬
‫يرل ب ن ي" ‪Maurice Merleau‬‬ ‫ل بيعيم هي "البراديم" ل قيم‪ ،‬قيدم لنيا " ر‬
‫"فين ين ل جيييا اإلدراك‬ ‫‪ Ponty‬أبحيياثو يا قي ييم في جييا ت "اإلدراك ال جسي ي ي ي ي ي ي ييد"‬
‫ا‬ ‫الحس ييي"‪ ،‬باإلض ييافم للا ا قد ه ل ان ل جيا ت ع ق بالجس ييد‪ ،‬ك ا أبحا‬
‫قيدر كبير ل األه ييم ت ع ق بيالبي تيم‪ ،‬بياإلضي ي ي ي ي ي ييافيم للا أن الك ير ل ك يابياتيه ل‬
‫ال ل تعك ‪ ،‬ب ض ي ي ي ي ي ي ي ح‪ ،‬الع ق ييم الح ي ييم بيل "رؤ ييم" ال ن ييان خبرتن ييا اإلدراكي ييم‬
‫ردا‬
‫رد " يك د فر ل" ‪ Mikel Dufrenn‬السبرم القصي ييديم السالصي ييم و‬ ‫بال بيعم‪.‬‬
‫جيا أ وليا‪ ،‬ه الرد الذي يال ييع في ال قد م "الراب م القص ييديم" بيل الذات‬
‫فين ين ل و‬
‫ل ج م العالم ل ج م أخرى‪ ،‬ه ا يؤكد ص ي ي ي ي ي ييداقيم ال قاربم ال ين ين ل جيم‬
‫ام"‬ ‫ي ي ي يقيم العا م‪ .‬فان دي ي ي ه ل ا ه " س ي ييي" بأنه "فع‬ ‫لص ي يييا م النظر م ا‬
‫د الس ييبي ل ع ييذيا‬ ‫الح " ل ج م أخرى‪ ،‬قد‬ ‫" ضي ي‬ ‫س ييال ل ج م‪،‬‬ ‫ل‬
‫يقي في ف س م ال بيعم)‪.(23‬‬ ‫"د ج" ا ه ا‬ ‫إ كام‬
‫السبرات‬ ‫ي ي يقا ا أن قيم ال اد ي ي خ‬ ‫يي م ا‬ ‫قد أكد الك ير ل ف‬
‫يد د فل ال ؤ ي ي ي ي ي ي يسي ي ي ي ي ي ييات‪ ،‬نيذكر ل هؤ ك "تي د ر أدرن‬ ‫ي ي ي ي ي ي ي يقييم ت جيا‬ ‫ا‬
‫‪" ، "Theodor . T.Adorno‬ك لينج د"‪ ،‬ل دﭬيج ﭬي جنعي ي يل"‪ ،‬فيرى "ك لينج د"‬
‫قم لك د ي ي ي ي ر ال ي‪ ،‬أن ك‬ ‫ي ي ي ي يقي يعد "الص ي ي ي ي رم األ ليم ال‬ ‫أن ال ي ا‬
‫ي ي ي ي ي ي يقي‪ .‬نظر "تي د ر أد رن " للا‬ ‫الصي ي ي ي ي ي ر األخرى تنب ق ل هذا ال ي ا‬
‫"الع ي ييات‬ ‫ا أن ييا "ال ك ن ييات ال ق ييات ا ج ييا ي ييم" ال ي تعك‬ ‫أ ييا ال ل‬
‫ا "الساديييم ال كرار م ل ا أ ق‬ ‫ال ار سيم ا ج ا يم"‪ ،‬باإلض يافم للا أنه يركز‬
‫ه رك يياي ر" ‪1895‬‬ ‫ره " يياك‬ ‫الييذي‬ ‫يييه "ال ع ي ال قييافي"‪ ،‬ه ال ص ي ي ي ي ي ي ي‬
‫‪ Max Horkheimer‬ك ا ان قد "أدرن ا" ال قافم العي ي ي ي ييعبيم ألن ا تؤدي للا ج د‬

‫‪18‬‬
‫د‪.‬رضا كمال خالف‬ ‫دور االستطيقا في االستدامة اإليكولوجية‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية والتربوية‬

‫تؤدي للا تن يو ال ج ع‪ .‬خ وفا ل قافم‬ ‫ل اإلبدا‬ ‫خبرات ثقافيم قيا ي ي ي ي ي يييم تس‬
‫في أ ا تسال ي ي ييع ل ز ل‪ ،‬فان ال ل الس ي ي ييا ي‪-‬‬ ‫الع ي ي ييعبيم‪ -‬الحع ي ي ييد ال ي ت‬
‫ال اض ي ييي ال سي ي ي قب في الحاض ي يير‪ ،‬ذلا خ‬ ‫ا تركيز تك ي‬ ‫العالي قادر‬
‫اني‬ ‫ا أنه "‬ ‫ل ثم يظ ر ال ل السي ييا ي‬ ‫الصي ي ار ال ج د بيل هذه األ نم‪،‬‬
‫ا خ ق تعز ز القيم ال ياه يم‬ ‫س ا الز ل‪ ،‬ف يذا ال ل قيادر‬ ‫فل ي جيا‬ ‫ف‬
‫اإلبدا ‪ ،‬الحر م‪ ،‬السعادم اإلنسانيم)‪.(24‬‬ ‫ا ج ا يم ‪،‬‬
‫قييم‬ ‫ي ي ي ي ي ي ي يقي ل حيييام إدراك‬ ‫ا أه يييم البعييد ا‬ ‫ؤكييد "ﭬ تجنع ي ي ي ي ي ي ي يل"‬
‫ا أن‬ ‫ي ي ي ي يقا – ذلا في تقر ره ال اض ي ي ي ي‬ ‫"ال كاف " "ال ل ر" بيل األخ ق ا‬
‫ي ي ي يقا" ش ي ي يييك ا د فاألخ ق عاليم األخ ق الج ا ش ي ي يييك‬ ‫"ا‬ ‫"األخ ق"‬
‫ي ي ي ي ي ي ي يقييا" جييذر في قيقييم أن‬ ‫"ا‬ ‫يياد ال بيياد بيل "األخ ق"‬ ‫ا ييد"‪ ،‬ا‬
‫قم‪ ،‬باإلض ي ي ي ييافم للا أن األخ ق‬ ‫ا ال‬ ‫األخ ق هي الس ي ي ي ييبي ل م الحيام في قي‬
‫ي يقيم تعبر ل الص ي رم‬ ‫تعبر ل ذات ا في د ي رم "ا ي يقيم"‪ ،‬بين ا الص ي رم ا‬
‫)‪(25‬‬
‫ا ك ي"‪.‬‬ ‫األخ قيم با بارها " ظ وار ل ع فني‪ ،‬فردي‪،‬‬
‫تعبير ل " نظ ر‬
‫وا‬ ‫ي يقا تصييب‬ ‫ا وادا ا ف س ي م "ﭬتيجنع ي يل"‪ ،‬فان ا‬
‫نظ ر لديه ل كانيم ضي ي ييع أ دا الحيام الراهنم الجار م في‬ ‫أخ قي" ل عالم‪ ،‬ه‬
‫يز ل‬ ‫نظ ر ي ي ل قيم األخ قيم ل كانيم ال عبير ال‬ ‫األ د‪ ،‬ه‬ ‫" نظ ر‬
‫ال ل‪.‬‬ ‫كي يات ا‪ ،‬ك ا ي كنه تد يم هذه القيم ل خ‬
‫عد" "أرن لد بيرلند" ‪ Arnold Berleant‬ال ي س ف األ ر كي‪ ،‬العسصيم‬
‫ال ين ين ل جي ل ذه‬ ‫يقا ا يك ل جيم ال عبر ل ال نا‬ ‫را‬ ‫الرئيسيم في ت‬
‫ي ي يقي" الذي ا ي ي اده‬ ‫ه ل "ا رتباط‪ -‬ال اهي ا‬ ‫ي ي يقا‪ ،‬فقد قدم لنا‬ ‫ا‬
‫ل قص ييديم "ه يير "‪ ،‬تصي ي ره "ل سبرم ال جس ييدم" الذي ا ي ي اده ل " يرل ب ن ي"‪،‬‬
‫ف نعرض له بال صي في ا بعد‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫مجلة وادي النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية – مجلة علمية محكمة‬
‫(‪)ISSN : 2536 - 9555‬‬

‫أ ا العي ييسصي يييم ال انيم فصي ييا ب ا ه "آ ن كارلسي ي ن" ‪، Allen Carlson‬‬
‫ا‬ ‫يع د‬ ‫ال ي س ي ي ي ي ي ي ي ف األ ر كي‪ ،‬الذي يعبر ل ا تجاه ال قاب "لبيرلند"؛ ف‬
‫ف نعرض له في ا بعد‪.‬‬ ‫يقيم ا يك ل جيم‪،‬‬ ‫الع ي ل سبرم ا‬ ‫ال نا‬
‫ق‬ ‫ا‬ ‫األ ‪،‬‬ ‫بيرلنيد ال ق‬ ‫ق‬ ‫ا‬ ‫إذا كيان بيا كياننيا أن ن ق‬
‫ال يياني‪ ،‬ف ييان " ي ي ي ي ي ي ي ييان ي ج دل ﭬي ش" ‪Stan Godlovitch‬‬ ‫ك يارلس ي ي ي ي ي ي ي ن ال ق‬
‫يرى أن‬ ‫ال يياليث‪ .‬ف‬ ‫يييه ال ق‬ ‫يا ي كل أن ن ق‬ ‫ال ي س ي ي ي ي ي ي ي ف الكنييدي‪ ،‬ي ي‬
‫ل ثم‬ ‫ال ي س ي فيل يعبر ل "تبني تعس ي ي" ل دى ن اق اإلدراك اإلنس يياني‪،‬‬ ‫ق‬
‫ي يقي ل بيعم في ل ار د دها الساديم ‪its own‬‬ ‫فعي اإل ثنان في ال قدير ا‬
‫‪. terms‬‬
‫ي ي ي ي ي ي ي يق ييا ير‬ ‫ي ييه "ا‬ ‫ييا أ ق‬ ‫ق ييدم لن ييا ب ييدي و ل ييذيل ال ق يل‪ ،‬ه‬
‫ال ركز م"‪ acentric aesthetics‬ف ي ا ي ي ي يقا ير حيزم‪ ،‬تسي ي ي دف ترتيا ك‬
‫سي ييق لكنه بد ن تحديد أ تعييل أ تسي ي يم‪.‬‬ ‫ا " درم" ن ظم‬ ‫ج ات النظر‬
‫يزم‬ ‫ردم أ‬ ‫اإلنسياني أيم كانم‬ ‫فيه ال ق‬ ‫ي‬ ‫في هذا "السي م‪ -‬ال درم"‬
‫‪ .‬ه ين ي للا أن هي ييذه ال ج ي ييم ل النظر "أ ني ال ركز ي ييم" هي فقو ال ي‬
‫ال نظ ر الس قي ‪ moral‬ل بيع ي ييم‪ ،‬أ ني ال ك ي ييان ي ييم الس قيي ييم‬ ‫ي كن ي ييا "ت ي ييأ ي ي ي ي ي ي ييي‬
‫ل بيعم)‪.(26‬‬
‫اكيا أ سي ي ي ي ي وييا‪ ،‬هذا ال ح ر قد‬
‫السبرم الج اليم ت الي ي ي ي ي ل د و ا ح وار ادر و‬
‫في ا ل ركيز ا ا ييم بعين ا أ ركا ل ال خبرات جس ييديم‪ ،‬فعند ا‬ ‫ي‬
‫نيم‪ ،‬فان "ال ق يد ال قافي" يع نا ا ي ي بعاد‬ ‫ننظر للا ل م فنيم أ نسي ي ع للا ي ييي‬
‫اإل سيال أ اإلدراك‪ ،‬سي بقا الحا يم ال ركز م‬ ‫له دي م ب ضي‬ ‫ك شييك لي‬
‫ي يقيم‬ ‫ن ا عبر ن ا‪ .‬لكل هذا ال ركز الحسييي الذي ي يز السبرم ا‬ ‫كع ي‬
‫ا ي ي ي ي ي ي ييبيي‬ ‫بيياإلدراك "اآلني‪ -‬الراهل"؛‬ ‫ي كل تييد ي ييه بييالييذاكرم أ السيييا ‪ ،‬لي‬
‫ي يييقا" أ "ال قع السيالي لنزهم في أ اكل ج ي م خ بم"؛‬ ‫ال ا ‪ ،‬تذكر "لنجا‬

‫‪20‬‬
‫د‪.‬رضا كمال خالف‬ ‫دور االستطيقا في االستدامة اإليكولوجية‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية والتربوية‬

‫ي يقيم‬ ‫هذه السبرم ا‬


‫ألن "السبرم ا ي يقيم"‪ ،‬هي د و ا ادراكا " سي وييا" فان‬
‫تك ن‪ ،‬د و ا "نسي ييبيم"‪ ،‬أ ني ذات د ي ي م بال دى ال جا ال كاني‪ -‬الز اني ل درك‪.‬‬
‫هييذا ال جييا يعييد "دالييم" ‪ Function‬ل ييا لييدينييا ل " نظ ييم س ي ي ي ي ي ي ييييم"؛ فييال قييدير‬
‫عينا)‪.(27‬‬
‫انيا و‬ ‫و‬ ‫كانيا‬
‫و‬ ‫يقي أل ا ال ل ي ي‪ ،‬بص رم ا م‪ ،‬يا وقا‬ ‫ا‬
‫اكيا أ سي ي ي ي وييا‪ ،‬أن هذا‬
‫إذا كاند السبرم ا ي ي ي ي يقيم ت الي ي ي ي ل ح وار لدر و‬
‫يرد بحا‬ ‫يقي"‬ ‫ال ح ر ي سم بالنسبيم‪ ،‬أ نا رتبو بال درك‪ ،‬فان "ال قدير ا‬
‫ا‬ ‫للا هذا ال ح ر الحس ي ييي أ اإلدراكي‪ ،‬ال ا أن نص ي يير ال قييم ‪valuation‬‬
‫يقي"‪،‬‬ ‫نصر ض ونيا‪ ،‬يجا أن يك ن ج ودا في هذا "ال قدير ا‬ ‫وا‬ ‫األق با باره‬
‫باإلض ي ي ييافم للا ذلا‪ ،‬فان السبرم ا ي ي ي ي يقيم ت الي ي ي ي ل " ك ونا فكروا" ‪Thought‬‬
‫قياب ت بيل "ال اقعي‪ -‬ال كل"‬ ‫‪ .Component‬ي ي في يا نجر يه ل قيارنيات‬
‫حددا بال كير ال صي ي ي ري‪،‬‬
‫و‬ ‫"الحاض ي يير‪ -‬ال اض ي ييي" هذا ال ك ن ال كري لي‬
‫ذاتيا‪ ،‬إن ا باأل رى يعي ييير للا أن "ال ح ر‬
‫ي ال ي ي ل بالالي يير رم‪ ،‬ويا أ انعكا و ي يا و‬
‫ا ن عا ت السيا ال صي ي ي ي ي ي ي ر‬ ‫الحس ي ي ي ي ي ييي" يك ن ص ي ي ي ي ي ييح وبا ب ز ج ل الع ا‬
‫ييه "ر نالد هيبرن" "السييا‬ ‫ا اأ ق‬ ‫كل أن يع ي ي ي ي ي ي ي ي‬ ‫ي ي ي ي ي ي ي عيارم‪ ،‬ب‬ ‫ا‬
‫)‪(28‬‬
‫ال ي افيز قي"‪.‬‬
‫ينبغي النظر‬ ‫د ي ي ي ي ي ي ي ف بيأنيه ي يافيز قي‪،‬‬ ‫لكل بيالر م أن هيذا السييا‬
‫ي ي ي يقيم ن بق هذا‪ ،‬إن‬ ‫ا أنه لضي ي ييافم " ائدم ل الحاجم" للا السبرم ا‬ ‫لليه‬
‫نص ي ي ي ي ي ي ي ر في ال ك نيات‬ ‫ا ال ك ن ال كري‪ ،‬ف يذا السييا‬ ‫كيان بص ي ي ي ي ي ي ي رم يا يم‪،‬‬
‫ت م ا ي ي ارته ب ع هذه ال ك نات الحس يييم‪ ،‬فال ك نات الحس يييم‬ ‫تأ‬ ‫الحس يييم لي‬
‫ي ي ي ي ي ي يقيم رتب م في ا بين ا في ديالك يا‬ ‫ال ك نات ال كر م السادي ي ي ي ي ييم بالسبرم ا‬
‫فعا )‪.(29‬‬ ‫باد‬

‫‪21‬‬
‫مجلة وادي النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية – مجلة علمية محكمة‬
‫(‪)ISSN : 2536 - 9555‬‬

‫عالقة الخبرة االستطيقية بالطبيعة‪:‬‬


‫يؤا ي ع ق ب ا لذا‬ ‫ا قدر كبير ل األه يم؛ ه‬ ‫ن رح هنا يؤا و ‪ ،‬نراه‬
‫ي ي يقيم ت ي لنا ل كانيم تقدير ال بيعم بحد دها الذاتيم لحسي يياب ا‬ ‫كاند السبرم ا‬
‫يه‬ ‫ان ق‬ ‫جيا‪ ،‬أ‬
‫ركز ان ر ب ل و‬ ‫الساص‪ ،‬أم أن هذه ال بيعم جرد اشي ي ي ار‬
‫ال ركز م األن ر ب ل جيم؟‬
‫كننا في هذا الس ي ي ي ييياق‪ ،‬ال ييز بيل ث ثم عاني ل بيعم‪ ،‬ن سص ي ي ي ي ا في ا‬
‫ي ي‪:‬‬
‫ير ال قيييد‪ ،‬أ ني ج ييم النظر ال ي ييافيز قيييم‬ ‫‪ -1‬ال بيعييم بييال عنا ير ال حييدد‪،‬‬
‫ل بيعم با بارها " ير حددم" ك ا أن ا " حي م ش ي ي ي ي ييا م"‪ .‬هذه ال ج م ل‬
‫القرن ال ا ييع ع يير‪ ،‬هي نظرم ت الي ي ل اإلبدا ات‬ ‫النظر ترجع للا ن صي ي‬
‫األ ا ال نيم‪.‬‬ ‫اإلنسانيم ال قافيم‪،‬‬
‫‪ -2‬ال بيع م بال عنا األر ي ي ي ي‪ ،‬ت يز في هذا ال عنا‪ ،‬ذلا في ا ي ع ق بال غير‪،‬‬
‫ب ص ي ييدر خارجي –براني‪ -‬ك ا‬ ‫"أد ي ييي " كا ل في ا لي‬ ‫ب ص ي ييدر "ج اني"‬
‫العرض يييم‬ ‫ال بيعيم اإلنس ييانيم‪ ،‬لكن ا تسي ي بعد ال ائ‬ ‫أن ا ت الي ي ل "ال ائ‬
‫اكا ل هذه ال بيعم‪.‬‬
‫تع برها أجز و‬
‫‪ -3‬ال بيعم الساد ييم ‪ Pure Nature‬كل تعر ا ب ر قم ي بيم‪ ،‬ب عنا " يال‬
‫ا كان هذا ال أثير‪ ،‬ب عنا ا ي ي ي بعاد أجس ي ييا نا األ ا‬ ‫أي تأثير لنس ي يياني"‪،‬‬
‫"األ راض")‪.(30‬‬ ‫ال نيم ال قافم‪ ،‬لكن ا ت ال ل ا ا بره أر‬
‫ل بيل ال عاني ال ثم ال قد م ل بيعم‪ ،‬ي ير عنا ال بيعم السالصي ي ي ي ي ييم‬
‫الك ير ل ال سي ي ي ي يياؤ ت؛ يث يرى "ج دل ﭬ ي ش" أن لخالي ي ي ي ييا ال بيعم ألي لدراك‬
‫ل شي ي ي ي ييأن ال بيعم قي م هذه‬ ‫ا كان هذا اإلدراك‪ ،‬يؤدي للا ال ق ي‬ ‫لنسي ي ي ي يياني‪،‬‬
‫‪ ،‬هي "ال ييا "‬ ‫ل ثم يرى ج دل في ش أن ال بيعييم ب عنيياهييا السييال‬ ‫ال بيعييم‪،‬‬
‫"البراديم")‪.(31‬‬

‫‪22‬‬
‫د‪.‬رضا كمال خالف‬ ‫دور االستطيقا في االستدامة اإليكولوجية‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية والتربوية‬

‫لكل الس ي ي ي ي ي ي يؤا هنييا ي ع ق ب ييا لذا كييان أي جزك ل أجزاك ال بيعييم يظ ي‬
‫ب نأى ل أن يناله ال غيير ل قب ال ع اإلنسي ي يياني؟ باإلضي ي ييافم للا أن ال عاليات‬
‫ا أن ا تعبير ل "تقدير ا ي ي ي ي ي ي يقي ل بيعم‪ ،‬هي في الحقيقم‪،‬‬ ‫ال ي ننظر للي ا‬
‫ضي ي ي ي ي ات تح ‪ ،‬ش ي ي ي ييتنا أم أبينا‪ ،‬ابع ال أثير اإلنس ي ي ي يياني‬ ‫ج م نح‬ ‫فعاليات‬
‫ا النح الييذي ير ييده‬ ‫ا ال بيعييم السييالص ي ي ي ي ي ي ييم‪،‬‬ ‫بيياإلض ي ي ي ي ي ي ييافييم للا أن ال ركيز‬
‫"ج دل ﭬ ي ش"‪ ،‬ي ير قالي ه القس م ال ي افيز قيم بيل‪:‬‬
‫‪- 1‬البيتم اإلنسانيم ؛‬
‫‪ -2‬البيتم ير اإلنسانيم ب عنا البيتم ال ي تك ن ب نأى ل أي تدخ لنساني)‪.(32‬‬
‫القال يييم األخيرم‪ ،‬ت ع ق ب ا لذا كان ا رام ال بيعم السالص ييم يعني ا ي بعاد‬
‫هناك أي ييبا ألن‬ ‫السبرم‪ ،‬فس يييبد األ ر كأنه لي‬ ‫قم بال درك أ فا‬ ‫أيم‬
‫ا "خبرم" ييال ييا أن‬ ‫قييم ا ي ي ي ي ي ي ي يقيييم" أ‬ ‫ا أن ييا "‬ ‫ننظر للا هييذه الع قييم‬
‫قم "قصي ييديم" ‪ ، Intentional‬باإلضي ييافم‬ ‫ي ي يقيم" هي في قيق ا‬ ‫"الع قم ا‬
‫م ال بيعم‬ ‫ل ثم يك ن ل‬ ‫للا أن ا ت الي ي ي ي ي ي ل نص ي ي ي ي يير اإلدراك اإل س ي ي ي ي ييال‪،‬‬
‫ييز‬
‫ي ي يقيم‪ ،‬ف ذه السبرم تدرك أن هناك ت وا‬ ‫أ ي ييال في خبرتنا ا‬ ‫السالصي ييم أدي ي‬
‫بيل‪:‬‬
‫‪ -‬ال ض ات ال ي كاند ن يجم ل بدا البعري؛‬
‫‪ -‬ال ض ات ال جردم ل ال دخ البعري‪.‬‬
‫ب م‪،‬‬ ‫بالر م ل أن ال بيعم‪ ،‬ك ا دي ي ي ي ا " ج دل ﭬي ش"‪ ،‬ا ال ي ي ييم‬
‫ا نح ضي ي ي ي ي ي ني‪ -‬بينم لسبراتنا‬ ‫سي ي ي ي ي ي رم " س يم" فان ا تظ ‪ ،‬بر م ذلا –‬
‫اإلدراكيم ب ا‪.‬‬
‫ير هذا قاليم الع قم بيل‪:‬‬
‫يقيم ل ج م؛‬ ‫‪ -‬السبرم ا‬
‫ال ْدرك‪ ،‬ذلا ل ج م أخرى‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪23‬‬
‫مجلة وادي النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية – مجلة علمية محكمة‬
‫(‪)ISSN : 2536 - 9555‬‬

‫جيا"؟‬
‫ركزم أن ر ب ل و‬ ‫ه هذه الع قم ت رض أن تك ن هذه السبرم "‬
‫ي يقيم" لجزك ل أجزاك‬ ‫ا هذا السيؤا نعيير للا أن "الد لم ا‬ ‫ل جابم‬
‫نظ ر‬ ‫ن ييا ل خ‬ ‫ا العنييادي ي ي ي ي ي يير ال ي ي م الكع ي ي ي ي ي ي ي‬ ‫ال بيعييم لن ييا تع ييد‬
‫"ال يدرك" اإل يار اليذي ينظر ل خ ليه‪ ،‬لكل هيذه العنيادي ي ي ي ي ي يير تظي ‪ ،‬بر م ذليا‪،‬‬
‫أن خبراتنا‬ ‫ا و ألن نك ع‬ ‫ال درك"؛ ك ا أن هناك ا‬ ‫تس‬ ‫ال بيعم‬ ‫" تس‬
‫ئم‪ ،‬ذلا ل ر ق ال عرفم اإلدراكيم‬ ‫ير‬ ‫ا نح‬ ‫ا‬ ‫اإلدراكيم قد تم د يييا‬
‫ل ر ق فرض ال قعات الذاتيم أ‬ ‫ير ال حك م هذا ل ج م‪،‬‬ ‫ير "الدقيقم"‬
‫ا تقد ه هذه ال بيعم‬ ‫ال قافيم ال ي تس ق في ال افق ع ا تعنيه ال بيعم فع و ‪ ،‬أ‬
‫)‪(33‬‬
‫قيوقم هذا ل ج م أخرى‪.‬‬
‫ا أن كي تقيدير‬ ‫ي جيد ث يم تنياقض بيل الرأي اليذي يؤكيد‬ ‫الس دي ي ي ي ي ي ييم‪،‬‬
‫ي يقي‬ ‫ا ي يقي ه "تقدير في ج هره خبري رتبو بال درك‪ ،‬أن هذا ال قدير ا‬
‫رتبو بال بيعم بحد دها الذاتيم السادييم؛ فك تقدير ا ي يقي ه تقدير يسالييع‬
‫ي ي ي ي ي ي ي يقي بيأن يحيو‬
‫د و يا ل قييم‪ ،‬هيذا ال قييم ي ع ق ب يدى نجياح هيذا ال قيدير ا‬
‫بال بيعم بحد دها الساد ي ي ييم‪ ،‬ل ثم فان أ كا نا‪ ،‬في هذا اإل ار ي ي ي ك ن د و ا‬
‫ر م ل راجعم‪ ،‬ذلا ا ض ك السبرات ال س قب م)‪.(34‬‬
‫ي ي ي ي ي ي ي يقا ا يك ل جيم‪ ،‬أن ن حد‬ ‫بقا قب أن نن ي ل الحديث ل ا‬
‫ي ي ي يقا ا يك ل جيم"‪ ،‬أن تقدير البيتات الج ي م ال أثر‬ ‫ل " ن جيم تقدير هذه ا‬
‫ب ا‪ ،‬قديم قدم اإلنس ي ي ي ي ي ييانيم‪ ،‬بالر م ل أن ا ي ي ي ي ي ي يقا البيتم با بارها اهرم نظ م‬
‫قياب يم ألن تعرف‪ ،‬قيد ت رت ع انب ياق ال ج عيات ال نظ يم‪ ،‬أن الحال ي ي ي ي ي ي ييارات‬
‫فقو‬ ‫الحال ييارم ال ص يير م‪ ،‬قد ش يييدت ال قابر الال ييس م الحدائق‪ ،‬لي‬ ‫القدي م‪،‬‬
‫ي ي يقيم" لدى‬ ‫ل ائدت ا إن ا با بارها أ اكل كان ال دف ن ا ا ي ي ارم "السبرات ا‬
‫رتادي هذه الحدائق‪ .‬قد أر ي ي ييا الي ناني ن الر ان الك ير ل ال باد‬ ‫الزائر ل‬
‫ي ي ي ي ي ي ي يقيم"‪ .‬شي ي ي ي ي ي يييد الصي ي ي ي ي ي يييني ن‬ ‫"اآلثار ا‬ ‫ال ي رب د بيل "الظر ف البيتيم"‬

‫‪24‬‬
‫د‪.‬رضا كمال خالف‬ ‫دور االستطيقا في االستدامة اإليكولوجية‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية والتربوية‬

‫ي ي ي يقيم‪،‬‬ ‫ا أ ي ي ييال ال باد ا‬ ‫الياباني ن الحدائق ذات ال ند ي ي ييم الدقيقم ذلا‬


‫ي ي يقا تصي ي وار أ ييا ي وييا د و ا بق ا د ص ييق لم اليم‬ ‫في تس يو ال دن كاند ا‬
‫ال س ى‪.‬‬
‫رت ض يير رم ج د عايير ل قدير‬ ‫القرن العع يير ل‪،‬‬ ‫لكل‪ ،‬في ن صي ي‬
‫ا ي ي ي ي ي ي ي يقيا اإليك ل جييا‪ ،‬قيد ا ي ي ي ي ي ي ي يدفيد هيذه ال عيايير ليجياد ل كيانييم ل نبؤ بياآلثيار‬
‫"البعي ي ي يير‪ -‬البيتم"‪ .‬فقد أدى تزايد ال ي با ي ي ي ي يقا‬ ‫ي ي ي ي يقيم الناتجم ل ت ا‬ ‫ا‬
‫البيتم للا ج د قاربات س م تس ي ي دف ف م ا ي ي يقا البيتم ف و ا أفال ي ي ‪ ،‬ذلا‬
‫ب دف ف م الع قم بيل " ي ي ي ي يييك ل جيم‪" ،‬فسي ي ي ي ييي ل جيم" الكائل الحي البيتم ال رئيم"‬
‫ا "البيتم ال بيعيم"؛ عي ييار للا‬ ‫ي ي يقيم ل غيرات ال ي ت أر‬
‫ال ي يا "باآلثار ا‬
‫أي و‬
‫)‪.(35‬‬ ‫هذا البحث با م "تح ي الكي يم ال رئيم" ‪Visual Quality Analysis‬‬
‫ن بال قدير ا يك ل جي للا ج د ث ثم "ن اذم لرشي يياديم"‬ ‫قد ان ا ال‬
‫هي‪:‬‬
‫[‪ ]1‬البراديم الوظيفي ‪Professional Paradigm‬‬
‫[‪ ]2‬البراديم السلوكي ‪Behavioral Paradigm‬‬
‫[‪ ]3‬البراديم اإلنساني ‪Humanistic Paradigm‬‬
‫ومعيار تقييم هذه "النماذج اإلرشادية" يعتمد على مقولتين وهما‪:‬‬
‫‪ -‬الصحة ‪Validity‬‬
‫)‪(36‬‬
‫‪ -‬المنفعة ‪Utility‬‬
‫البراديم الوظيفي ‪: Professional Paradigm‬‬
‫ن ب ع ير‬ ‫يل‪ ،‬ال‬ ‫سي سدم هذا البراديم ل جانا ال ند ييل‪ -‬ال س‬
‫يل بييادارم ثر ات إ كييانيييات هييذا‬ ‫الي ي ي ي ي ي ي يا ال‬
‫"ال نييد ي ي ي ي ي ي ييكيييا" العنييايييم بييه أي و‬
‫ي سدام "ال نظم ل باد الصي ر م‬ ‫اا‬ ‫ال ند يكيا ‪ ،‬باإلضيافم للا أنه ي أ ي‬

‫‪25‬‬
‫مجلة وادي النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية – مجلة علمية محكمة‬
‫(‪)ISSN : 2536 - 9555‬‬

‫"النسيييج" ذلا ب دف‬ ‫"ال ن"‪،‬‬ ‫"الصي رم"‬ ‫"ال صي يم"‪،‬‬ ‫السادييم "بال نظيم"‬
‫يقا ال ند كيا‪.‬‬ ‫"تقييم ا‬
‫ا "ال ص ي ي يم ال ن ن الج ي م هذه ال باد‬ ‫س ي ي سدم السبراك الذيل تدرب ا‬
‫ال نيم الصي ي ر م ب دف تقييم ال ند ييكيا‪ ،‬ك ا ي كن م قارنم الن ائج ال ي ت دي ي ا‬
‫ي ي ي ي ي ي ي يقيييم ل غيرات‬ ‫للي ييا بييأن ا أخرى ل ال نييد ي ي ي ي ي ي ييكيييا ‪ ،‬أ تقييم اآلثييار ا‬
‫ال ق ر م ال كنم ‪.‬‬
‫ظ أن ال قياربيات ال ي ا ي ي ي ي ي ي ي سيد يا "ال ح رف ن"‪ ،‬بر م أن يا‬ ‫لكل ل ال‬
‫يالييم ‪ ،‬ك يا أن يا "لجراكات فعياليم" في تقييم ال سي ي ي ي ي ي ييا يات‬ ‫تك ن "د و يا‪ ،‬ذات فيائيدم‬
‫في الص ي ي ييحم ‪ ،Validity‬ند ا نسي ي ي ي دف تع يم‬ ‫الكبيرم‪ ،‬ل أن ا تعاني ل نق‬
‫ا‬ ‫" ند يكيا" بعينه‪ ،‬باإلضيافم للا أن ا‪،‬‬ ‫الن ائج ال ي ت دي نا للي ا في ا يس‬
‫يقا‪.‬‬ ‫ام – لم تؤد للا ل ار تقدم في ف نا النظري ل‬ ‫نح‬
‫البراديم السلوكي ‪: Behavioral Paradigm‬‬
‫يز ل "البراديم‬ ‫ه "براديم" جذر في "الس يييك ل جيا"‪ ،‬باإلض ييافم للا أنه‬
‫ل قيال"‪.‬‬ ‫ض يي‬ ‫" أ "النا ر" ل ند ي ييكيا ه "ن سي ييه‬ ‫ال ي ي" في أن "العي ييس‬
‫ي جابات‬ ‫يم "قيال" ل‬ ‫الك ير ل ال قاربات ال ي تس ي سدم هذا "البراديم" تجرى‬
‫اإلنسي ييانيم ل نا ر "ال ند ي ييكيا"‪ ،‬هي تسي ي سدم في ذلا "ا ي ي جابات ت ع ق بال دى‬
‫جابات ل ال نظ ر "العددي"‪.‬‬ ‫أ ال جا ‪ ،‬أ قيال هذه ا‬
‫الص ي ي ي ي ي ر ال نا ر‪،‬‬ ‫ي ي ي ي ي جابات خ‬ ‫" قارنم" هذه ا‬ ‫"‬ ‫م هنا "ت سي‬
‫ي ي ي يقيم النسي ي ييبيم ل بيتات‬ ‫للا بعض الن ائج السادي ي ييم بالقي م ا‬ ‫ب دف ال د ي ي ي‬
‫ال س م‪.‬‬
‫قد ققد هذه ال قاربات ن ائج ها م في "ا ي ي ي ي ي ي ي يقا البيتم" ك ا أن ا جع د‬
‫ر نظر ات جديدم‪.‬‬ ‫ات‬ ‫قادر‬
‫وا‬ ‫هذا ال جا‬

‫‪26‬‬
‫د‪.‬رضا كمال خالف‬ ‫دور االستطيقا في االستدامة اإليكولوجية‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية والتربوية‬

‫ددا ل النظر ات ب دف ت س ي يير "ال الي ييي ت‬ ‫قد ا ي ي سد د السي يييك ل جيا و‬
‫ي ي ي ي ي ي ي يقيييم ‪ aesthetics preferences‬ي "نظر ييم ا ي ي ي ي ي ي ي ييارم ‪arousal‬‬ ‫ا‬
‫ا‬ ‫ت جد لدينا‬ ‫‪ ،"detection theory‬بر م ذلا‪،‬‬ ‫‪ ،"theory‬نظر م الكعي ي ي ي‬
‫الي م‪ ،‬نظر م ت قا قب و ا و ا‪ ،‬أ نظر م ش ي ييا م ي كن ا ت س ي ييير الع قم ال عقدم بيل‬
‫يقيم ل ج م البيتم ل ج م أخرى‪.‬‬ ‫ا جابات النال ا‬
‫ل ثم فان هذه ال قاربات ق ي م ال ائدم ذلا ند ا ي ع ق األ ر بال بيق‪.‬‬
‫البراديم اإلنساني ‪: Humanistic Paradigm‬‬
‫لن هيدف البراديم اإلنس ي ي ي ي ي ي يياني ه ف م السبرم ال ردييم بيالبيتيم‪ ،‬هيذا ال م ه‬
‫البحث ال ين ين ل جي‬ ‫يانا دي ي‬
‫ق يه أ و‬ ‫ال ضي ي األ ييا ييي ل د ار ييم‪.‬‬
‫أ السبري ‪ ، experiential‬الد ار ييات ال ي ا ي سد د هذه ال قاربات قد نجحد‬
‫يق دا ‪ ،‬خي يياص بسبرم ال رد بي ييالبيتي ييم‪ .‬لكل لذا كي يياني ييد هي ييذه‬ ‫في تحقيق ف م‬
‫ل الصييحم ‪ ، Validity‬فان ا بحكم‬ ‫ال قاربات في هذا "البراديم" ت يز بقدر ا‬
‫ل ثم ل الصي ييعا تع يم ا ت دي ي‬ ‫بيع ا‪" ،‬ذات ابع خاص‪ ،‬فردي‪ ،‬ذاتي"‬
‫ا يجع هذه ال قاربات ذات فائدم حد دم )‪.(37‬‬ ‫لليه ل ن ائج ه‬
‫التكنولوجيا واستشراف مستقبل استطيقا البيئة‪:‬‬
‫اآلن‪ ،‬تس ي ي سدم ال كن ل جيا بص ي ي رم ك م‪ ،‬ب دف " حاكام" البيتات ال اقعيم‬
‫ي ي ي ي ي ي يقيم "البيتيم"‪ :‬ف دى أنظ م‬ ‫ا‬ ‫ي ي ي ي ي ي سدا ا في "البح‬ ‫أ ال سي م‪ ،‬ذلا‬
‫ال كن ل جي ييا ل ك يياني ييم "ال يي ي ال اقعي الحقيقي لةث ييار ال ق ر ييم أ ال س ي ي ي ي ي ي ي قب ييم‬
‫الساد ي ييم بال س يو ال ص ي ي يم اإلدارم‪ .‬فال حاكام ال ي الذي تقد ه ال كن ل جيا‬
‫ي ي لنيا ل كيانييم ج د " نياهج" ير ك يم ل يي ال غيرات ال كنيم ل قبيي ت ر‬
‫ييم ال ق م‬ ‫ل ثم ي كننيا تحسي ي ي ي ي ي يييل‬ ‫يد ث يا‪،‬‬ ‫ال يار ي ي ي ي ي ي ييات البيتييم الجيدييدم قبي‬
‫ي ي ي جابات ال اردم باإلض ي ييافم للا أن ا قق ه تكن ل جيا الك بي تر ل تقدم أدى‬ ‫ل‬
‫ي ي ي يقي ا يك ل جي"‪ .‬فقد كع ي ي ي د الد ار ي ي ييات‬ ‫آفاق جديدم في البحث "ا‬ ‫للا ف‬

‫‪27‬‬
‫مجلة وادي النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية – مجلة علمية محكمة‬
‫(‪)ISSN : 2536 - 9555‬‬

‫الحدي م أن "ا ي ي ي ي ي يقا البيتم" تؤثر في "ال سي ي ي ي ييي ل جيا"؛ هناك اآلن د ار ي ي ي ي ييات ل م‬
‫ي ي يقا اإليك ل جيم"‪ ،‬هذه الد ار ييات‬ ‫"ا‬ ‫الع قم بيل "الص ييحم" "الس يييك ل جيا"‪،‬‬
‫ل "ال ا‪ ،‬قان ن‬ ‫اك‬ ‫د د "ا ي ي ي يقا البيتم بحيث تع ي ي ي‬ ‫تبعي ي يير باتسي ي ييا‬
‫البيتم")‪.(38‬‬
‫الخطوات التي مرت بها "استطيقا البيئة" حتى وصلت إلى وضعها الحالي‪:‬‬
‫بيذليد حيا ت ك يرم لحصي ي ي ي ي ي يير الس ات ال ي رت ب يا ا ي ي ي ي ي ي ي يقيا البيتم‬
‫ا ي يقا اإليك ل جيا ‪ ،‬أشي ر هذه ال حا ت ال حا لم ال ي قد ا "آ ن كارلسي ن"‬
‫فقو رأيناها عبرم ل‬ ‫الذي رد هذه الس ات للا عر‪ ،‬لكننا أ جزناها في خ‬
‫ي ي ن"الس ات العع ي يرم في‬ ‫ا قا كار‬ ‫ر نحل نع د في رض ي ي ا‬ ‫هذا ال‬
‫يقا البيتم الغربيم )‪.(39‬‬ ‫ت را‬
‫الخطوة األولى‪ :‬يمكننا أن نطلق عليها مرحلة التغاضي عن الجمال الطبيعي‪.‬‬
‫عد قا ال ي س ي ف اإلنج يزي "ر نالد هيبرن ‪ "Ronald Hepburn‬الذي‬
‫ي ي ي ي ي يقا ال عادي ي ي ي يرم ال غاض ي ي ي ييي ل الج ا‬ ‫د ي ي ي ييدر في العام ‪ 1966‬بعن ان "ا‬
‫ال ي يب يي يعييي ‪Contemporay Aesthetics and the Neglect of Natural‬‬
‫ي ي ي ي يييكي الذي دش ي ي ي ي ييل هذه ال ر م األ لا ل ت ر‬ ‫‪ ، (40)" Beauby‬ال قا الك‬
‫ل ا‪،‬‬ ‫"ا ي يقا البيتم"‪ .‬فقد يا د في ضيع "أجندم" عظم ال ضي ات ال ي دار‬
‫ل جذل ا ن باه للا ال دى الذي تجاه د‬ ‫بعد ذلا؛ الجد ‪ .‬فقد كان "هيبرن" أ‬
‫القرن‬ ‫ي ي ي ي ي ي ي يقي ل عالم ال بيعي‪ ،‬ذلا خ‬ ‫ي ي ي ي ي ي ي يقا ال ح ي يم ال قدير ا‬ ‫فيه ا‬
‫ا نح أ ا ي‪ -‬للا ف س م ال ل‪.‬‬ ‫يقا‪-‬‬ ‫الععر ل‪ ،‬خادم في ا ي ع ق برد ا‬
‫ي ي يقي ل ل قد قدم أن ا و ا الي ي م ل قدير‬ ‫ظ أنه بالر م ل أن ال قدير ا‬ ‫كا‬
‫الي يا في‬ ‫ال بيعم‪ ،‬ذلا في ا ي ع ق بال قدير ا ي ي يقي ل بيعم‪ ،‬ك ا ه الحا أي و‬
‫تق ييدير ال ل‪ ،‬ف ن يياك ت ييز بيل ال ق ييدير ال ييذي يك ن فقو تق ي وا‬
‫يدير ت يياف و ي يا ي ي ي ي ي ي ي ح وي يا‬
‫ضح و ‪ ،‬ال قدير الجاد الع يق الحصي )‪.(41‬‬

‫‪28‬‬
‫د‪.‬رضا كمال خالف‬ ‫دور االستطيقا في االستدامة اإليكولوجية‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية والتربوية‬

‫يا " قياربيات نظر يم س يم"‬ ‫أش ي ي ي ي ي ي ييار للا أن ال قيدير الجياد ل بيعيم قيد ي‬
‫فقو ع ي ييا ت يز بي ييه ال بيعي ييم ل ي ييابع "ال تحي ييدد"‬ ‫ي كن ي ييا أن ت افق لي‬
‫الي ي ي يا ع ا ت يز به ل "خبرم س ي ي يييم‬
‫"ال يقيل"‪ ،‬ا ت س ي ي ييم به ل "تن " إن ا أي و‬
‫عددم ن م‪ ،‬ا ت ص به ل تن تعدد د ر ف نا إدراكنا ل ذه ال بيعم‪،‬‬
‫ي ي يقيم‬ ‫ا ل كانيم ج د "بحث ف س ي ي ي س ي ي ق ل سبرم ا‬ ‫ل ثم برهل "هيبرن"‬
‫يك ن "هيبرن" قيد‬ ‫يز ل البحيث ال س ي ي ي ي ي ي ي ي لعيالم ال ل‪ ،‬ب يذا‬ ‫بيالعيالم‪ ،‬بحيث‬
‫أ جد ا ه ام با ي ي ي ي يقا ال بيعم فحسي ي ي ييا‪ ،‬ب لنه أر ي ي ي ييا‪ ،‬باإلضي ي ي ييافم للا ذلا‪،‬‬
‫يقا البيتم "اإليك ل جيا"‪.‬‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫األد‬
‫نياقش "هيبرن" قال ي ي ي ي ي ي يييم ا خ فيات بيل البيتيم ال بيعييم األ يا ال نييم ‪،‬‬
‫ا‬ ‫ي ي ي يقي لت ا ال نيم‪،‬‬ ‫ل ال قدير ا‬ ‫ي ي ي يقي ل بيعم يس‬ ‫فال قدير ا‬
‫األق ‪ ،‬بالنظر للا ث ثم اخ فات ج هر م‪.‬‬
‫[‪ ]1‬الي ييدرجي ييم أ ال س ي ي ي ي ي ي ي ى الي ييذي يك ن فيي ييه الني ييا ر‪ ،‬أ ال ي ييأ ي ي أ ال نسرط‬
‫ي يقي البيتي‪ ،‬ه في العادم س ي ى "أ ظم"‬ ‫ا‬ ‫ال س ي غرق في ال ق‬
‫لق عم " ند ي ي ييكيا‬ ‫فني‪ .‬فال أ‬ ‫ند تقديره لع‬ ‫"أ ق" قارنم ب ا يحد‬
‫‪ "Landscape‬يك ن حيا و يا غ وار في هيذه الق عيم ل "ال نيد ي ي ي ي ي ي ييكييا"‪،‬‬
‫يك ن يه ال أ ل ذا "ال ند ي ييكيا" ند ا يك ن ر ي ي و ا أ‬ ‫ا نح‬
‫ت ير‬ ‫ي فني‪ .‬فيالبيتيم ال بيعييم تحيو تحيادي ي ي ي ي ي يير ال يأ ي‬
‫عبر نيه في‬
‫وا‬
‫ادم‪ ،‬في الم‬ ‫فيه " دى أ ي ييع أ ق" ل اإل سي ييا ي ييات قارنم ب ا يحد‬
‫ا ي ي ي ي ييبي ال ا ‪،‬‬ ‫ت تح ت البيتم ال بيعيم‬ ‫األ ا ال نيم‪ ،‬فان ت ا‬
‫ت تح ت‬ ‫ل ت يا‬ ‫في ذات ال يأ ي‬ ‫يا يحيد‬ ‫في ياليم الر ياح ال ياك ‪،‬‬
‫"ال ض ي ي "‬ ‫ي ي يقيم؛ ف نائيم "الذات"‬ ‫ا السبرم ا‬ ‫ان عا ت‪ ،‬تأثير هام‬
‫أدي ي ي ي ييب هنا "فا و‬ ‫تنحسي ي ي ي يير هنا ت شي ي ي ي ييا هذا ل ج م‪ ،‬ك ا أن ال أ‬
‫‪ "Actor‬هذا ل ج م أخرى‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫مجلة وادي النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية – مجلة علمية محكمة‬
‫(‪)ISSN : 2536 - 9555‬‬

‫غروقيا‬
‫ليدينيا هنيا انس ار و يا أ ا ي ي ي ي ي ي ي ا‬ ‫عبر "هيبرن" ل هيذه ال كرم بق ليه "ف ي‬
‫لخ‬ ‫الي يا تأثير انعكا ييي"‪،‬‬
‫باد و بيل "ال أ " "ال ضي ي " ب لن لدينا أي و‬
‫هذا ال أثير يس بر "ال أ " ذاته ‪ himself‬ا نح ير ادي‪ ،‬بص ي ي ي ي رم اخرم‬
‫بالحي م ال عاليم‪.‬‬
‫ي جد‬ ‫ا نح‬ ‫[‪ ] 2‬أن األ ا ال نيم ال ق يديم ت سم بأن ا " أ رم ‪، Framed‬‬
‫يسي ي ي سدم "هيبرن" صي ي ي‬ ‫"ال ند ي ي ييكيا" ‪،‬‬ ‫في ال ضي ي ي ات ال بيعيم‬
‫‪ ،‬أ ني "الحد د ال يز قيم‬ ‫"اإل ار ‪ " Frame‬فقو بال عنا "الحرفي" ل صي ي ي ي ي ي ي‬
‫ا نح أك ر ر ابم اتسي ييا و ا‪ ،‬أ ني ك يم‬ ‫ل ص ي ي ر" إن ا يس ي ي سدم ال ص ي ي‬
‫‪ Totality‬األد ات ال قنييات ال س ي ي ي ي ي ي ي سيد يم في ال ن ن ال س يم‪ ،‬ذليا ب يدف‬
‫ض ي ي ي ي ي ي ات ال ل ل ال ض ي ي ي ي ي ي ات ال بيعيم هذا ل ج م‪ ،‬ت ييز‬ ‫ت ييز‬
‫ي ي ي ي ي يقي هذا ل ج م‬ ‫ال ض ي ي ي ي ي ات ال صي ي ي ي يين م ال ي ت قر للا البعد ا‬
‫الم "ب ل ار ‪."Frameless‬‬ ‫أخرى‪ .‬فالعالم ال بيعي‪ ،‬بال قاب ‪ ،‬ه‬
‫ا أنه " اهرم ير ليجيابييم" أنه ظ ر ي ي ي ي ي ي ي بي في العيالم‬ ‫قد يبيد هذا‪،‬‬
‫ال بيعي‪ ،‬ذل ييا ألن " ي ييال اإل ييارات" يس ي ي ي ي ي ي ي بع ييد لدراك ا ك ييا الص ي ي ي ي ي ي ي ري‪،‬‬
‫ال ض ي ي ي ات ال نيم‪،‬‬ ‫ي ي ي قرار‪ ،‬ال بات"‪ ،‬هي الس ي ي ي ات ال ج دم في األ ا‬ ‫ا‬
‫بياإلضي ي ي ي ي ي ييافيم للا أن ييال هيذه اإل يارات ل ال ض ي ي ي ي ي ي ي يات ال بيعييم يجعي هيذه‬
‫" ير ال كل ال نبؤ ب ا"‪.‬‬ ‫ال ض ات " ير حددم"‪،‬‬
‫بر م ذلا‪ ،‬فان يال اإل ارات يسي ي ير فينا ل كانيم ج د " ظاهر اإلدراك‬
‫سييال بال غا رم‪ ،‬ا ن اح‪ ،‬ك ا أنه‬ ‫س ي السييبي ل‬ ‫ال باشيير ال يرم ال دهعييم‪،‬‬
‫ي حيدى ال يأ ي ل يذه البيتيم ال بيع ييم بيأن "ينظم" هيذه البيتيم ال بعييم في يا ليدييه ل‬
‫ل ارات‪ ،‬أ ني "تأ ير ‪ "Framing‬هذه ال بيعم‪.‬‬
‫حددا ي ي و ا ل قب‬
‫و‬ ‫[‪ ]3‬خ وفا لت ا ال نيم‪ ،‬فان عنا البيتات ال بيعيم لي‬
‫" صي ي م" أ "قائم بال صي ي يم"‪ .‬بر م ذلا فان يال القص ييد ا ي ي يقي ي كنه‬

‫‪30‬‬
‫د‪.‬رضا كمال خالف‬ ‫دور االستطيقا في االستدامة اإليكولوجية‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية والتربوية‬

‫ي ي ي ي ي يقيم‪ ،‬ك ا أن با كانه لتا م ل كانيم ج د خبرم اإلبدا ‪،‬‬ ‫"تعز ز" السبرم ا‬
‫ار م السياليم‪.‬‬ ‫أيالا ل‬
‫و‬
‫ي ي ي ي يقيم بال بيعم‬ ‫ق ه ليالي ي ي ييا و ا‪ ،‬فيعي ي ي ييير للا أن خبراتنا ا‬ ‫ز د هيبرن‬
‫ي يقيم باأل ا ال نيم‪ ،‬باإلض ييافم للا ا خ فات الس ييابقم‪،‬‬ ‫ت يز ل خبراتنا ا‬
‫بسادي يل أ ا ي يل ه ا‪:‬‬
‫بيعم ال ض ‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ياق خبرتنا بال ض ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ت الي ي ل بالال يير رم أدي ي ال ضي ي ‪ .‬ع ييير هنا للا‬ ‫فأن بيعم ال ضي ي‬
‫"ال ض ي ي ات ال نيم"‪ .‬فالع‬ ‫الس ف األك ر أه يم بيل ال ض ي ي ات ال بيعيم"‬
‫ال ني ه ‪ ،‬قب ك ش ي ي يييك‪ ،‬لن ام ي يز بالقص ي ي ييديم ‪ . Intentionality‬ه ب ذا‬
‫يه أن ا جاباتنا لت ا‬ ‫ا ي رتا‬ ‫ال عنا يجسد أفكار ال نان الذي أبد ه‪ ،‬ه‬
‫فني‬ ‫ض ي يي‬ ‫كي يات‬ ‫ال نيم ت عي ي ييك ‪ ،‬ك ا أن ا‪ ،‬ب عنا ا‪ ،‬تسالي ي ييع لسصي ي ييائ‬
‫ج م باإلش ي ي ي ييارات ال ي ير ي ي ي ي ي ا هذا الع ‪ .‬ب ذا ال عنا‬ ‫بعينه؛ فسبرتنا‪ ،‬ل ثم‬
‫ل ثم ي زم‬ ‫قص ي ي ي ييدي‪،‬‬ ‫ضيييي‬ ‫ت أثر خبرتنا بال ي بأن ال ض ي ي ي ي ‪ ،‬في قيق ه‬
‫ي ي ي ي ي ي غراق في هذا‬ ‫ل ر ق ا نسراط ا‬ ‫البحث ل ال عنا في هذا ال ض ي ي ي ي ي ي‬
‫ي ي ي يقي‪،‬‬ ‫ال ض ي ي ي ‪ ،‬ه هنا ي ق ع "أرن لد بيرلند" دي ي ييا ا بدأ ال اهي ا‬
‫ينا ا ي ي ي ي سراج ا‪ ،‬نحل نعز هذه‬ ‫ج دم في الع‬ ‫ال عاني ال ي نبحث ن ا‬
‫صي ييدر‬ ‫ت سي يييرنا‬ ‫ض يي‬ ‫"قصي ييد"‪ ،‬ه‬ ‫ال عاني للا "ال نان" الذي لديه "هدف"‬
‫ع نييا‪ .‬هيبرن هنييا يق رل ل ال سي ي ي ي ي ي ييير ال ين ين ل جي الييذي تبنيياه "بيرلنييد"‬
‫يرل ب ن ي")‪.(42‬‬ ‫ر‬ ‫"‬
‫ل ثم‪،‬‬ ‫في ال قاب نجد أن ال ض ي ي ي ات ال بيعيم ليسي ي ييد لبدا و ا بعي ي ييروا‪،‬‬
‫فنحل لم ن ن د ي ي ي ي ي ي ي وار فكر يم‪ ،‬ا النح اليذي ليدينيا ذليا في يا ي ع ق بيال ل اليذي‬
‫هذا ال س ييير‪ ،‬فنحل‬ ‫لخ‬ ‫ينا أن نجد فيه عنا ل ر ق‪ ،‬ت س يييرنا‬ ‫ينبغي‬

‫‪31‬‬
‫مجلة وادي النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية – مجلة علمية محكمة‬
‫(‪)ISSN : 2536 - 9555‬‬

‫يا ارقم‪ .‬ال كرم هنا تسي ي ي ي ي ي سدم‬ ‫نرى أن بال بيعم عاني تنب ق ل قاد ي ي ي ي ييد‬
‫لبدا ي بعييري السيا ‪ ،‬ال بيعم با بارها شيييك لم‬ ‫ل ييز بيل ال ل با باره‬
‫فني‪.‬‬ ‫ي م ابدا ه كع‬
‫إذا ي ي ي نا ب ذه الحقيقم‪ ،‬ذلا في ا ي ع ق بأد ي ي ي ال ض ي ي ي ات ال بيعيم‪،‬‬
‫ج م بسبرتنا بال ضي ي ي ي ي ي ي‬ ‫ج م ل قب فنان إن ا‬ ‫فان ا ي ي ي ي ي ي ي جاباتنا لل تك ن‬
‫ات كي يات هذا ال ض ‪.‬‬ ‫ال بيعي‬
‫ن ي "هيبرن" للا أن تعييل الحييد د بيل ال قيياربييات الص ي ي ي ي ي ي ييادقييم الع يقييم‬
‫ا الع م ه هنا ي ق ع‬ ‫اد‬ ‫ي م با‬ ‫ال قاربات السي ي ي ي ي ي ي حيم الال ي ي ي ي ي ييح م‬
‫بار تن‬ ‫ا دم‪ ،‬أن ناليع في ا‬ ‫الم‬ ‫أرن لد بيرلند ‪ ،‬إن ا بالنظر في ك‬
‫يقي)‪.(43‬‬ ‫ال بيعم السبرم ال رديم السادم ب ل يق م بال قدير ا‬
‫الخطوة الثانية‪ :‬القضايا الخاصة باالستطيقا البيئية التجريبية‬
‫الحركم ال سي ي يم‬ ‫ا أنه ي‬ ‫ك ا ق نا أن با كاننا النظر للا قا "هيبرن"‬
‫ر قد‬ ‫ا ر ق ت ر "ا ي ي ي ي ي يقا البيتم"‪ ،‬فان ال ر م ال انيم في هذا ال‬ ‫األ لا‬
‫يوقي يا؛‬ ‫ب ييدأت ب كرتيل س يل‪ ،‬بر م ل أن ه ييذا ا خ ف ك ييان يو ي يا لي‬
‫فبالر م ل أن "هيبرن" قد ظ ا ي ي ي رار ا ي ي ي يقا ال س ي ي ي يم في تجاه ال قدير‬
‫ال اني ل القرن الععي ي يير ل‪ ،‬فان هذا لم يصي ي ييدق‬ ‫ي ي ي يقي ل بيعم في النص ي ي ي‬ ‫ا‬
‫خيارم "قيا يات ال س ي ي ي ي ي ي ي األكيادي ييم‪ ،‬ييث كيان هنياك اه يا و يا يا و يا نيا وييا ي ع ق‬
‫بال غاضيي ا ي يقي ل البيتم‪ ،‬تدني ا ه ام ب ذه البيتم‪ ،‬قد تج د ا ي جابم‬
‫ا‬ ‫ل يذا ا ه يام في البحيث ال جر بي اليذي ا ي ي ي ي ي ي ي يدف تحقيق ا كيانييم ال حيافظيم‬
‫ي ي يقا إدارت ا"‪ ،‬ن يجم لذلا ركزت‬ ‫" ي يييا ي ييم هذه ا‬ ‫ي ي يقا البيتيم"‬ ‫ن يم ا‬
‫ا ال ع ي ييك ت النظر م ال ي ن جد ل هذا‬ ‫ي ي يقا البيتيم‬ ‫ال ر م ال انيم ل ا‬
‫يقيم ل بيتات‪.‬‬ ‫ا ه ام الجديد بالكي يم ا‬

‫‪32‬‬
‫د‪.‬رضا كمال خالف‬ ‫دور االستطيقا في االستدامة اإليكولوجية‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية والتربوية‬

‫ل ي ي ييبعينيات القرن العع ي ي يير ل‪ ،‬نظر للا ال ع ي ي ييك ت‬ ‫األ‬ ‫في النص ي ي ي‬
‫ر ه ييذا في بعض ق ييا ت ق ييد ييا‬ ‫ق ييارب يل س يل‪ ،‬ق ييد‬ ‫النظر ييم ل خ‬
‫ي ي ييبارش ي ي ي ت ‪ "Francis Sparshot‬في قاله ل "تحديد‬ ‫"فرنسي ي ييي‬ ‫ي يي م‬ ‫ف‬
‫قا " ارك‬ ‫ي يقا البيتم‪،‬‬ ‫ا بعض ال عييك ت النظر م‬ ‫ظات‬ ‫األ ييال‪:‬‬
‫ا البيتييم ال بيعيييم )‪ .(1974‬في‬ ‫ي ي ي ي ي ي يياج ف ‪ " Mark Sagoff‬في ال حييافظييم‬
‫ال قد ن س ييه اجج الجغرافي "جاي اب ي ن ‪ Jay Appleton‬بأن البحث ال جر بي‬
‫يه ال الاك النظري )‪.(44) (1975‬‬ ‫ار ه في ا أ ق‬ ‫قد ت د‬
‫ك ا قدم "آ ن كارلس ي ي ن" ن س ي ييه ي ي س ي ي م ل ال قا ت ال ي يحاجج في ا بأن‬
‫ي ي ي ي ي ي يقيم‪ ،‬ال ي قد ت رت في ل ار‬ ‫ال قاربات ال ي ا ي ي ي ي ي ي دفد تقييم الكي يم ا‬
‫ي ي ي ي يقيم‪،‬‬ ‫أم فكرم " ضي ي ي ييع قيال ك ي ل قي م ا‬ ‫البحث ال جر بي‪ ،‬كاند تحد‬
‫يقيم‬ ‫ا‬ ‫أيالا ل كرم البحث ل "السصائ‬
‫هذا فقو إن ا كاند خاضعم و‬ ‫لي‬
‫ل ثم أ يد ال يابع ال عبيري ‪ Expressive‬ل كي ييات‬ ‫الص ي ي ي ي ي ي ي ر يم العي ي ي ي ي ي ييك ييم‬
‫ي ي ي يقيم‪ .‬قد قدم لنا كارلسي ي ي ن في هذا الس ي ييياق بعض ال قا ت نذكر ن ا ‪" :‬‬ ‫ا‬
‫"الكي يات الص ي ي ي ر م ل بيتم ال بيعيم‬ ‫ل ل كانيم تك يم ال نظر الج ي )‪" (1977‬‬
‫)‪.(1979‬‬
‫قييد ترتييا ا هييذا النقييد‪ ،‬أن أدي ي ي ي ي ي ييب عر وفيا أنييه لكي نحقق تقييد و يا‪ ،‬فييان‬
‫الي ي ي ي ي ي ي يا ا ه ييام ال س ي ي ي ي ي ي ي ي بييالسبرم‬
‫ل لي فقو البحييث ال جر بي‪ ،‬إن ييا أي و‬ ‫ال‬
‫ي ي ي ي ي ي ي يقيييم‪ ،‬أ ني ا ه ييام بييالعييالم ال بيعي‪ ،‬ه األ ر الييذي نبييه لليييه ر نييالييد‬ ‫ا‬
‫نذ السي ي ي ي ييبعينيات ل القرن الععي ي ي ي يير ل تد م‬ ‫هيبرن‪ .‬في ال قالم الذي أشي ي ي ي يرنا لليه‬
‫ل البيتات ال بيعيم البيتات‬ ‫ي ي ي ي ي ي يقيم الساد ي ي ي ي ييم بك‬ ‫ا ه ام بال ع ي ي ي ي ييك ت ا‬
‫ال جر بيييم السييادي ي ي ي ي ي ي ييم بييال قييدير‬ ‫البعي ي ي ي ي ي يير ييم‪ ،‬رجع هييذا ا ه ييام للا أن البح‬
‫ي ي يقي ل بيتات قد أدي ييبحد أك ر دقم فعاليم بناكم‪ ،‬بر م أن هذا يرجع‪ ،‬للا‬ ‫ا‬
‫يقا في جا البيتم‪.‬‬ ‫ما‬ ‫ل جانا ف‬ ‫د ا ‪ ،‬للا تد يم هذه البح‬

‫‪33‬‬
‫مجلة وادي النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية – مجلة علمية محكمة‬
‫(‪)ISSN : 2536 - 9555‬‬

‫الخطوة الثالثة ‪ :‬العلم واستطيقا الطبيعة‪:‬‬


‫في هذه الس م ل ت ر ا ي ي ي ي يقا البيتم‪ ،‬قام "آ ن كارلس ي ي ي ي ن"‪ ،‬في قالم‬
‫ا ا قد ه ل نقد ي ي ي ي ي ييابق ل بحث ال جر بي‬ ‫ل ال الا العع ي ي ي ي ي يرم بع يم بناك‬
‫ي ي ي ي ي ي يقي‬ ‫ا أن "أن اط ل ال قدير ا‬ ‫أفكار "هيبرن"‪ .‬فقد ا ي ي ي ي ي ي ر في ال أكيد‬
‫ير ي ي ي ييديدم‪ ،‬أن هناك‪ ،‬ك ا أشي ي ي ييار‬ ‫ل بيعم ال أثرم بال ل هي أن اط ال ي ي ي ي م‬
‫ي ي ي ي ي يقي‬ ‫ي ي ي ي ي يقي ل ل" "ال قدير ا‬ ‫"هيبرن"‪ ،‬ت اث و أ ي ي ي ي ييا ي ي ي ي ي وييا بيل "ال قدير ا‬
‫ييز بيل ال قييدير "الس ي ي ي ي ي ي ي حي" ال قييدير "الحقيقي‬
‫ل بيعييم"‪ ،‬ل يييث أن هنيياك ت وا‬
‫اث‬ ‫ا أنه‬ ‫ي ي يقي ل بيعم‬ ‫ل ثم اق رح أنه ينبغي ف م ال قدير ا‬ ‫الع يق"‪.‬‬
‫ا يعني أن ال قدير ال ني ي كنه أن يبيل لنا بعض ا‬ ‫ي ي ي ي ي ي ي يقي ل ل‪،‬‬ ‫ل قدير ا‬
‫ي ي ي ي يقي الصي ي ي ييحي ل بيعم البيتم‪ .‬في الم ال ل فان‬ ‫نح ام لليه في ال قدي ر ا‬
‫يقي الصحي يك ن ز ودا د و ا ب ار و ال ل النقد ال ني‪.‬‬ ‫ال قدير ا‬
‫ا‬ ‫ؤكد "كارلسي ي ن" هنا ا ض يير رم ع يياهدم األ ا ال نيم عايعي ي ا‬
‫ا ض ك عرفم‬ ‫يه بال ع ‪ ،‬ك ا ينبغي النظر للا هذه األ ا‬ ‫النح الذي هي‬
‫ي ي يقي الصي ييحي‬ ‫بائع ا الحقيقيم‪ ،‬العي يييك ن سي ييه‪ ،‬ذلا في ا ي ع ق بال قدير ا‬
‫"فنا" لكل لذا‬
‫ل بيتات ال بيعيم بر م ذلا‪ ،‬فانه ل ا كاند ال بيعم " بيعم" ليسيد و‬
‫كاند ال عرفم ال س ي ي ي ي ي ي دم ل النقد ال ني تار و ال ل نا ي ي ي ي ي ييبم ل قدير ال ني‪ ،‬فان‬
‫ال عرفييم ال نييا ي ي ي ي ي ي يبييم ل قييدير ال بيعييم هي ال عرفييم ال ي يز دنييا ب ييا ال ييار و ال بيعي‬
‫الع م ال بيعي ييم خ يياد ي ي ي ي ي ي ي ييم الجي ل جي ييا البي ل جي ييا اإليك ل جي ييا‪ .‬ه ييذا ال ق ييدير‬
‫يز بيالع م‪،‬‬
‫وا‬ ‫يا أن يك ن هيذا ال قيدير ل بيعيم‬ ‫ئم ل بيعيم ي‬ ‫ي ي ي ي ي ي ي يقي ال‬ ‫ا‬
‫عر وفا في ا‬ ‫بدئيا بأنه "براديم البيتم ال بيعيم‪ ،‬ثم أدي ي ي ييب‬
‫و‬ ‫بالر م ل أنه ي دي ي ي ي‬
‫بعد باإلدراكيم الع يم ‪. Scientific cognitivism‬‬

‫‪34‬‬
‫د‪.‬رضا كمال خالف‬ ‫دور االستطيقا في االستدامة اإليكولوجية‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية والتربوية‬

‫ي يقا‬ ‫يه ا ييم "ا‬


‫رتبو هذا ال ق ‪ ،‬تص ي روا ب ج م النظر ال ي ن ق‬
‫ال جبيم ‪ ، Positive aesthetics‬ال ي تعني أن "البيتيات ال بيعييم" البكر ال ي لم‬
‫يقيم ال جبم")‪.(45‬‬ ‫ي ارل في ا اإلنسان فع ه‪ ،‬هي فقو ال ي ل ا الكي يات ا‬
‫الخطوة الرابعة‪ :‬التماهي االستطيقي‪:‬‬
‫هذه الس م تبدأ ل تسعينيات القرن الععر ل بنعر ك ابيل "ألرن لد بيرلند"‬
‫"ا ي ي ي ي ي ي ي يقيا البيتيم"؛ بر م أن "أرن ليد بيرلنيد" قيد‬ ‫ه يا "ال ل ال ياهي )‪(1991‬‬
‫نعي ي ي يير قب هذيل الك ابيل بعض ال قا ت‪ ،‬ل أنه بنعي ي ي يير هذه الك ا جذل ا ن باه‬
‫ن ا ال قا ال ام الذي ناقش فيه "البيتم با بارها براديم ا ي ي ي ي ي ي يقي‬ ‫ل ق ه العام‪،‬‬
‫)‪.(1988‬‬
‫ق ي ييه‪ ،‬ذلي ييا في ي ييا ي ع ق‬ ‫ر أرن لي ييد بيرلني ييد‪ ،‬في الك ي ييال األ ‪،‬‬ ‫قي ييد‬
‫ا البيتييات‪ ،‬بييال ييالي فييان‬ ‫ق ييه‬ ‫بيياأل ييا ال نيييم‪ ،‬بين ييا بق في الك ييال ال يياني‬
‫فقو‬ ‫ي يقي" أد ييب ذ د ي م لي‬ ‫ال عر ف بأنه ا رتباط أ ال اهي ا‬ ‫ال ق‬
‫أيالا‪.‬‬
‫بال بيعم إن ا بال ل و‬
‫ي ي ي ي ي ي ي يقيا‪ ،‬ال ي ييأتي في‬ ‫قيد رفض أرن ليد بيرلنيد‪ ،‬الك ير ل نظر يات ا‬
‫ييدم‬ ‫ا نظر ييم كييانو خيياد ي ي ي ي ي ي ييم فكرم ال جرد‬ ‫ظييات ال ي قييد ييا‬ ‫ييا ال‬ ‫قييد‬
‫ي ي يقيم ه‬ ‫ال حيز ‪ disinterestedness‬ألن ا ت ال ي ي ل تح ي و خا وتا ل سبرم ا‬
‫يك ن‬ ‫ييا يظ ر ب ض ي ي ي ي ي ي ي ح في خبرم البيتييات ال بيعيييم‪ ،‬ف فوقيا ل قيياربييم "ال يياهي"‬
‫ي ي ي ي ي ي ي يقي‬ ‫ك ييان في ال ق ييدير ا‬ ‫ا فكرم ال جرد‪ -‬ييدم ال يي ي‬ ‫ل ق ييدير الق ييائم‬
‫ل " ضي ات ال بيعم"‬ ‫‪ ،‬ب جر د ك‬ ‫ا نح خا‬ ‫ل بيعم‪ ،‬ذلا ألنه يق م‪،‬‬
‫"ال ييذ ات ال ي تق م بع ي ييم ال ق ييدير"‪ ،‬ذل ييا ل البيت ييات ال ي تن ي للي ييا ه ييذه‬
‫ئم الص ي ي ييحي "‪ ،‬هكذا يؤكد "بيرلند" األبعاد‬ ‫الذ ات‪ ،‬ال ي ي حقق في ا "ال قييم ال‬
‫الس ي ي ي ي ي ي يييياقيييم ل بيعييم خبراتنييا بييال بيعييم؛ هييذه السبرات ال عييددم اإل س ي ي ي ي ي ي ييا ي ي ي ي ي ي ييات‬
‫اإلدراكات)‪.(46‬‬

‫‪35‬‬
‫مجلة وادي النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية – مجلة علمية محكمة‬
‫(‪)ISSN : 2536 - 9555‬‬

‫‪،‬‬ ‫لذلا نجده يرفض ال نائيات ال ق يديم‪ ،‬ل قبي ثنائيم الذات‪ -‬ال ضي ي ي‬
‫ا ال يياهي ع البيتييم‬ ‫ن بييال قييدير‬ ‫بيياإلض ي ي ي ي ي ي ييافييم للا أنييه يحييث هؤ ك الييذيل يق‬
‫ا‪ ،‬ج د اقات م‪ ،‬ب صي ي ي ييغير ال سي ي ي ييافم ال ي ت ص ي ي ي ي بين م بيل‬ ‫ال بيعيم‪ ،‬أن يق‬
‫ي ي ي ي ي يقيم الس ي ي ي ييديدم ت الي ي ي ي ي ل‬ ‫العالم ال بيعي‪ .‬بايجا يؤكد "بيرلند " أن السبرم ا‬
‫ض ي يي‬ ‫ي ي ي غراق ال اهي الحسي ي ييي الك ي" ل جانا القائم بع يم ال قدير في‬ ‫"ا‬
‫ا تقدم ا ي ي ي ي يقا‬ ‫" بيرلند" قد ي ي ييا د‪ ،‬ع "كارلسي ي ي ي ن"‪،‬‬ ‫ال قدير‪ ،‬الحق أن‬
‫الح ار ل جانا‬ ‫البيتم با بارها "نسي ي ي يوقا" قد أدي ي ي ييب هذا ال ق " ح وار" ل جد‬
‫با يل آخر ل في ال جا نعير للي م في ياق بح نا‪.‬‬
‫الخطوة الخامسة‪ :‬النسج والتضفير‪:‬‬
‫"تال ي ير" العناد يير ال عددم ال ن م ال ي قد د في‬ ‫كان هدف ا "نس ييج"‬
‫ا "ال ق ات" الساديم ب ذه‬ ‫ي يقي ل بيتات" في نسيق ي أ ي‬ ‫جا "ال قدير ا‬
‫ي ي يقا ال ن ندي ‪،Yrio Sepanmaa‬‬ ‫ي ي يقا‪ .‬تع د هذه الس م للا الم ا‬ ‫ا‬
‫ا‬ ‫ضي ي‬ ‫قد كاند س يياه ه األ لا في هذا ال جا هي "ر ييالم الدك راه‪ ،‬كان‬
‫ي ي ي ي يقا البيتم"‪ ،‬نع ي ي ييرت في‪ ، 1986‬بال غم ال ن نديم‪،‬‬ ‫"ج ا البيتم‪ ،‬ن ذم ام‬
‫يقا البيتم بعد حا لم "هيبرن"‪.‬‬ ‫م األ لا‬ ‫ا أن ا ال عالجم ال‬ ‫نظر للي ا‬
‫لكل هذه ال حا لم لم تنج في جذل ا ن باه ل بعد نعي ي يير الر ي ي ييالم في ي ي ي س ي ي ي م‬
‫)‪ .Environmental Ethics Book (1993‬لكل ر ان ا قدم ‪Sepanmaa‬‬
‫س ي ي يياه ه ال انيم األ ي ي ييا ي ي يييم في ال ؤت رات الد ليم ال ي كاند تعقد ل ا ي ي ي يقا‬
‫البيتم)‪.(47‬‬
‫ال ي ي ي ي يا في)‪ ،(1993‬ت د في ك ال‬
‫رت أي و‬ ‫ال سي ي ي ي يياه م الكبرى األخرى‬
‫ل ‪Ivan Gaskell, Salim‬‬ ‫يالي ي ي ي ي ي ييم بعض ال قييا ت ال ييا ييم قييام ب حر ره كي‬
‫ل ال ق ييا ت‬ ‫‪ Kemal‬ذل ييا بعن ان " ن ييد ي ي ي ي ي ي ييكي ييا الج ييا ال بيعي ال ن ن"؛‬
‫ي ي ارم بال بيعم‪ :‬بيل‬ ‫ال ا م في هذا الك ال قا ‪ Noel Carrol‬كان ن انه "ا‬

‫‪36‬‬
‫د‪.‬رضا كمال خالف‬ ‫دور االستطيقا في االستدامة اإليكولوجية‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية والتربوية‬

‫ي ي ي ي ي ي ي يقي ل بيعيم‪ ،‬ه‬


‫اليديل ال ن ن"‪ ،‬ييث يقيدم قو يا هيا و يا ي ع ق بيال قيدير ا‬
‫م‬ ‫ا‬ ‫ال ق الذي ي ق يه ا ي ي ييم براديم ال قدير ا ي ي ي يقي الذي يق م‬
‫ا فكرم‬ ‫يرى أن تقييديرنييا ل بيعييم يع ييد‬ ‫ي ي ي ي ي ي ي ييارم الحييث" ‪ ، Arousal‬ف‬ ‫"ا‬
‫ا هيذه ال بيعيم" أن نس ي ي ي ي ي ي ي يار يا وييا‬ ‫ي ي ي ي ي ي ي يارم"‪ ،‬ه يعني "ان ياح ذ اتنيا‬ ‫"ا‬
‫ي ارم هي السيبي ال يد‬ ‫ا أن هذه ا‬ ‫يؤكد‬
‫جدانيا ل قب هذه ال بيعم‪ .‬ف‬
‫و‬
‫ال ع ي ي يير ل قدير ا ي ي ي يقي ل بيعم‪ ،‬ذلا بد ن ا ي ي ي ارم أيم عرفم عينم ب ذه‬
‫ال بيعم)‪.(48‬‬
‫تجدر اإلشييارم هنا للا سيياه م " ي ان ج د ل ﭬي ش" ‪Stan Godlovitch‬‬
‫يقا ال بيعيم" )‪.(1994‬‬ ‫ال م" النز م البيتيم ا‬ ‫ذلا ب قاله ل " ح‬
‫الغ ض‬ ‫‪ Godlovitch‬ال نظ ر الذي ي س ييم باإللغا‬ ‫ق‬ ‫ا‬ ‫ق‬
‫نظ ر السي ي ي يير ال غز الغ ض اإلب ام‪،‬‬ ‫ل بيعم ‪ ،‬أ ني"تقدير ال بيعم ل خ‬
‫ي ي يقي ل بيعم؛ ف يسي ييد‬ ‫جديدا في جا ال قدير ا‬ ‫ه ب ذا يك ن قد قدم قو ا و‬
‫ئ و يا ل بيعيم ييث أن‬ ‫يدير ا ي ي ي ي ي ي ي يق وييا‬
‫ال عرفيم ال ياهي العيا ي ي نحيانيا تق وا‬
‫ي كل عرف يه ال د ي ي ي ي ي ي ي للييه"‪.‬‬ ‫يا‬ ‫ال بيعيم ذات يا ت سي ي ي ي ي ي ييم بيالغ اربيم الغ ض‬
‫ل "آ ن كارلس ي ي ي ي ي ي ي ن" ال عرفي‬ ‫ك‬ ‫"ج دل ﭬي ش" ب يذا يك ن عيار و‬
‫ض ي ي ي ي ي ي يا ل ق‬
‫"أرن لد بيرلند" العا ي ال جداني‪.‬‬
‫قو ا‬ ‫نع ي ييير في هذا الس ي ييياق‪ ،‬للا س ي يياه م "ه ل ز ر لسي ي ي ن" الذي يد م‬
‫ي ي ي يقي‬ ‫"ال اهي العا ي"‪ ،‬ذلا في ال قدير ا‬ ‫ل "ال عرفم الع يم‬ ‫يعز ك‬
‫ال ع ي ييابه ا ت اق ع ك‬ ‫بعض‬ ‫الذي يعك‬ ‫ل بيتات ال بيعيم‪ ،‬ه ال ق‬
‫"بيرلند"‪.‬‬ ‫ل "كارلس ن"‬
‫"ه ل ز ر لسي ي ن" أه يم كبرى‬ ‫ل "ج دل ﭬي ش"‬ ‫تك س ييا س يياه ات ك‬
‫خادم ألن ا ت جه ا ن باه للا الع قات ال ي ينبغي أن ت جد بيل‬
‫يقيا البيتم؛‬ ‫=ا‬

‫‪37‬‬
‫مجلة وادي النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية – مجلة علمية محكمة‬
‫(‪)ISSN : 2536 - 9555‬‬

‫= أخ ق البيتم؛‬
‫= النز م البيتيم)‪.(49‬‬
‫التفسيرات الذاتية للتقدير االستطيقي للبيئة‪:‬‬
‫ا ي ي ي ي ي ي ي يقيا تقيدير ال بيعيم"‬ ‫قيد يد لنيا ‪ Emily Brady‬في قيال يا "السييا‬
‫ال ييد ر الكبير ال ييذي ي عب ييه السي ييا في تق ييدير ال بيع ييم" )‪Imagination (1998‬‬
‫ا فكرم اإلرادم‬ ‫ييادهييا‬ ‫‪ ،and Aesthetic Appreciation of Nature‬ب يا‬
‫ا السيا يؤدي للا‬ ‫اد‬ ‫ن أن ا‬ ‫ال سي م‪ ،‬تصي ي ي ي ي ييدت ل ج م نظر الذيل يز‬
‫في الذاتيم)‪.(50‬‬ ‫ال ق‬
‫بر م ذليا‪ ،‬فيان ج يم نظر ‪ Emily Brady‬قيد نقيدت يا ‪Marcia Eaton‬‬
‫ي ي ي ي ي ي ي يقي ل بيعيم )‪Facts (1998‬‬ ‫في قيال يا ل "ال اقع ال هم في ال قيدير ا‬
‫‪.and Fiction in the Aesthetic Apprecion of Nature‬‬
‫ي ي ي ي ي ي ي يقي ل بيع ييم ينبغي أن ي يز بيل "ال ق ييائع‪-‬‬ ‫فق ييد رأت أن ال ق ييدير ا‬
‫"السيا ت"‪ ،‬أن عرفم ال قائع أ ر ض يير ري ل قدير‬ ‫الحقائق" الساد ييم بال بيعم‬
‫د ن ال قدير‬ ‫الم ا الي ييم تح‬ ‫ئم‪ ،‬بين ا ين ق بنا السيا للا‬ ‫ي ي يقي ال‬ ‫ا‬
‫السديد)‪.(51‬‬ ‫الصحي‬
‫"ج ن فيع ي ي يير" ‪ " John Fisher‬في قاله‬ ‫ق‬ ‫كننا هنا أن نع ي ي ييير للا‬
‫قه ك ا‬ ‫ل أد ي ي ي ات ال بيعم"‪.‬‬ ‫" ا ه هذا الذي تحيا عه الجبا في الدفا‬
‫ا أدي ي ي ي ات ال بيعم أكد‬ ‫يؤكد كارلسي ي ي ي ن ي س ي ي ييم بالذاتيم للا د كبير‪ ،‬فبال ركيز‬
‫ي ي ي ي ي ي يقيم ذات األه يم الكبرى الساد ي ي ي ي ييم بالبيتات‬ ‫ا أن الك ير ل األبعاد ا‬
‫ل ثم ف ييان‬ ‫ظ ييم‪،‬‬ ‫ال بيعي ييم‪ ،‬هي في الحقيق ييم ترتبو بظر ف ل يق م ب ييال‬
‫األتم")‪.(52‬‬ ‫يقي ل بيعم يق الي ج د الحر م بال عنا الكا‬ ‫ال قدير ا‬
‫العا م‪،‬‬ ‫"هيبرن" في قاله تقديم تح ي لع يات اإلدراك السيا‬ ‫قد ا‬
‫ييحا لد ر‬
‫ي ي ي يقيم ل بيعم‪ ،‬باإلضي ي ييافم للا أنه قدم ت ضي ي ي و‬ ‫ي ي ي جابم ا‬ ‫ذلا في ا‬

‫‪38‬‬
‫د‪.‬رضا كمال خالف‬ ‫دور االستطيقا في االستدامة اإليكولوجية‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية والتربوية‬

‫ل عرفم الع يم د ر رئيسييي في‬ ‫ي يقيم ل بيعم ‪ ،‬ف ي‬ ‫ال عرفم في ا ي جاباتنا ا‬
‫ع آ ن كارلس ن ‪.‬‬ ‫يقيم بال بيعم ه هنا يس‬ ‫السبرم ا‬
‫ييم‬ ‫بر م ذليا يع رف "هيب رن" بيأن هنياك نصي ي ي ي ي ي ي وا‬
‫ير ابس ي ي ي ي ي ي ي ل جييا في‬
‫ال قييدير ا ي ي ي ي ي ي ي يقي‪ ،‬ه ي ق ا هييذا العنصي ي ي ي ي ي يير "خبرم ال حقق"‪ ،‬هي خبرم‬
‫السيا ‪ .‬أ ا بالنسي ييبم ل سيا‬ ‫وعا بال عاليم أ‬ ‫ظا‬
‫ت ال ي ي ل أن يصي ييب ال رك يق و‬
‫ي بال ظاهر ال عددم‬ ‫ا‬ ‫في ا ي ي ي ي جابم ا ي ي ي ي يقيم‪ ،‬فان هذا السيا يجع نا‬
‫ضي يم‪،‬‬ ‫ال بيعي؛ بر م أن هذه ال قاربم ليسيد‬ ‫ال ن م الساديم بال ضي‬
‫ع ات نسي ي ي سد ا ك ق ت ل خ ل ا‬ ‫نك ن سي ي ي حيل بحقائق أ‬ ‫ب عنا أننا‬
‫النظر‬ ‫ا يبي ال ا ل سيحال ت م ا ي ارته ل خ‬ ‫ندرك ال بيعم؛ فان ف نا‬
‫ي ا‪ ،‬ذلا ل‬ ‫الص ي ي ي ر ال س م ال ي ي بدى‬ ‫ال حديق في هذا السي ي ييحال‪ ،‬تأ‬
‫ي بالصي ي ي ي ي ي ييع بات‬ ‫ا‬ ‫ر ق السييا ؛ قد كان "هيبرن" ي "آ ن كارلس ي ي ي ي ي ي ي ن"‬
‫ال بيعم ل ر ق‬ ‫ا تنا‬ ‫رفم – باإلض ي ي ي ي ييافم للا ا‬ ‫ال ج دم في الذاتيم ال‬
‫ت جد في قاربم "هيبرن‪ ،‬ذلا ألن‬ ‫السيا ت األ هام؛ لكل هذه الصي ي ي ي ي ي ييع بات‬
‫قبيات اليذاتييم ي كل تجيا هيا بيأن تك ن خييا تنيا ذات د ي ي ي ي ي ي ي يم بيالكي ييات اإلدراكييم‬
‫ضي ي ي ي ي ي و ا فر ودا‬ ‫السيا‬ ‫ضي ي ي ي ي ي‬ ‫ل‬ ‫الكي يات "ال رديم" ال ي تجع‬ ‫ل ضي ي ي ي ي ي‬
‫يز)‪.(53‬‬
‫وا‬
‫يياي ‪ Yuriko Saito‬قاربات ا الساد ييم "با ي ي يقا الحيام‬ ‫قد د ي ر ك‬
‫ييم ل قييدير‬ ‫للا ال عرفييم ال اقعيييم ال‬ ‫الي يييم"‪ ،‬يييث ترى ا كييانيييم أن نالي ي ي ي ي ي ييي‬
‫ي ي ال قي يياليي ييد ال ح يي ييم العي ي ي ي ي ي ييعبيي ييم‬ ‫ا ي ي ي ي ي ي ي ي ي أن ا و ي يا أخرى ل ال ع ي ييات‬
‫ال ار سيم)‪.(54‬‬
‫لكل ل ال م هن ييا اإلش ي ي ي ي ي ي ي ييارم للا ا ييد ل الر اد األ ائي ي ال ييذيل اه ا‬
‫ي ي ي يقا ا يك ل جيم‪ ،‬نعني به "ي جيل هارجر ف" ‪Eugene‬‬ ‫با ي ي ي يقا البيتم ا‬
‫أخ ق البيتم" )‪Foundations of (1989‬‬ ‫‪ Hargrove‬في قاله ل "أ ي ي ي ي ي ي ي‬

‫‪39‬‬
‫مجلة وادي النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية – مجلة علمية محكمة‬
‫(‪)ISSN : 2536 - 9555‬‬

‫ي ي ي ي ي ي ي يقيا‬ ‫ييه "ا‬ ‫‪ Environmental Ethics‬ه يبيدأ ف س ي ي ي ي ي ي ي يه ل يا أ ق‬


‫ال ص ي ي ي ي ر الذي بدأ نه آ ن كارلس ي ي ي ي ن‪ .‬ال قص ي ي ي ي د بالج ا‬ ‫ال جبم"‪ ،‬ه ن‬
‫قاد بأن ك ش ي ي يييك في ال بيعم ج ي ؛ فك ال بيعم‬ ‫اإليجابي ند اإل ثنيل ه ا‬
‫ينييا ال زام اجييا‬ ‫" أ جيل هييارجر ف" ل هييذه الحجييم للا أن‬ ‫ج ي ييم‪ ،‬س‬
‫ل "ال قد م"‬ ‫د يييان ه؛ لكنه يع رف ب ج د ع ييك ت في ك‬ ‫ظ هذا الج ا‬
‫ا النح ال الي‪:‬‬ ‫ل الحجم‬ ‫الدفا‬ ‫د‬ ‫يم ا‬ ‫"الن يجم"‪ ،‬فقد الا في‬
‫ظ الج ا ال ني‪.‬‬ ‫ينا اجا تعز ز‬ ‫‪ -‬لذا كان‬
‫يياثي ‪ ،‬ه تعز ز الج ييا ال بيعي‬ ‫ينييا بييال ي ‪ ،‬أن نع رف ب اجييا‬ ‫‪ -‬فييان‬
‫ظ هذا الج ا ‪.‬‬
‫ا هيذا‬ ‫ا أن ليدينيا ل كيانييم ال عرف‬ ‫جيدا في أن هيذه الحجيم تع يد‬
‫ا هييذا‬ ‫ينييا في ييا أن ي حقق هييذا‪ ،‬أن ن ق‬ ‫الج ييا ال بيعي إد اركييه‪ ،‬أن‬
‫ظ أن هييذيل‬ ‫الج ييا ال بيعي نع رف بييه‪ ،‬بيياإلض ي ي ي ي ي ي ييافييم للا أن بييا كيياننييا أن ن‬
‫اه ا ات البعير القاد يل الذيل ي ف‬ ‫ال اجبيل‪ ،‬ي كل أن ي الي نا تعز ز صيال‬
‫ي لد ن في ال س قب )‪.(55‬‬

‫المطالب الخمسة الضرورية لكل استطيقا تريد أن تكون ً‬


‫علما ‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الالمركزية ‪Acentricism‬‬
‫ي يقا‬ ‫ي يقا ال ق يديم السادييم بال بيعم‪ ،‬أن هذه ا‬ ‫لن النقد الذي جه ل‬
‫ركز ييم ان ر ب ل جيييم ‪ Anthropocentricism‬ه نقييد‬ ‫بييأن ييا تعك‬ ‫ت ص ي ي ي ي ي يي‬
‫"اإلنسي ي ي ييان"‪ .‬لكي نقيم هذا النقد تقيي و ا‬ ‫ي ي ي ي يقا ت ركز‬ ‫ي ال ي ي ي ي ل فكرم أن ا‬
‫ل‬ ‫ام‪ ،‬أن ا تحد‬ ‫ا نح‬ ‫ي ي ي يقيم"‪ ،‬ت بد ‪،‬‬ ‫لن " السبرم ا‬
‫نص ي ي يو ا‪ ،‬نق‬
‫ي ي ي ي يقيم ب س ي‬ ‫ج م نظر لنس ي ي ييان عيل‪ ،‬ه الذي يق م بع يم ال قييم ا‬ ‫خ‬
‫تحقيق ج م نظر ل "ال كان"‬ ‫ج م نظره السادييم الذاتيم‪ ،‬أن يحا‬ ‫تجا‬
‫في ال ركز يم ا ن ر ب ل جييم؛‬ ‫يدر نيا وار ل يذا ال س ي ال جيا‬
‫نيدئيذ ي ي ي ي ي ي ييي حقق ق وا‬

‫‪40‬‬
‫د‪.‬رضا كمال خالف‬ ‫دور االستطيقا في االستدامة اإليكولوجية‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية والتربوية‬

‫الذاتيم ل ج م ال ركز م ا ن ر ب ل جيم ل ج م‬ ‫ق م كسيم بيل تجا‬ ‫ف ناك‬


‫اليذاتييم تس ي يا ك يا قي قيدر ال ركز يم األن ر ب ل جييم في‬ ‫أخرى؛ فك يا اد تجيا‬
‫تقدير‬
‫السبرم ا ي ي ي ي يقيم الناتجم‪ .‬فال كرم ال ح ر م هنا ت س في أنه لكي نحقق وا‬
‫يديدا بال بيعم‪ ،‬ينبغي أن يس ي ي دف الذي يق م بال قدير‪ ،‬تحقيق خبرم‬
‫يقيا ي ي و‬
‫ا يي و‬
‫يك ن ص ييدرها أيم ج م نظر خاد ييم ي ي اك كاند هذه ال ج م ل النظر انس ييانيم‬
‫أم ليسد كذلا‪.‬‬
‫لكل لي اض ي ي ي ي ي ي ي وحيا يا اليذي يعنييه أن ي بنا ل يق م بيال قيدير ج يم نظر‬
‫ك ويا ع هذه ال ركز م ا ن ر ب ل جيم"‪ ،‬قد ي س ي ييم هذا ال ا بالص ي ييع بم‪،‬‬ ‫"تس‬
‫ل أني ييه كل‪ .‬لكي يقي ييدم لني ييا آ ن كي ييارلس ي ي ي ي ي ي ي ن قي يياربي ييم بي ييدي ي ييم ل ي ييذه ال ركز ييم‬
‫"ال ركز م ‪" acentricism‬‬ ‫األن ر ب ل جيم‪ ،‬ا ي ي ي عار ل "ج دل ﭬي ش" صي ي ي‬
‫ا كيان بعينيه‪ ،‬ف ي ل "ال كيان"‪،‬‬ ‫ف ي هيذه ال ج يم ل النظر ير ال ع يدم‬
‫‪ nowhere‬ت ي لنا ل كانيم أن نالع في ا بارنا ال بيعم في ت ا ا ك ي ا)‪.(56‬‬
‫ايم ال بيعم با بارها‬ ‫ضي "ج د ل ﭬ ي ش" ج م نظره بق له "أننا نبرر‬
‫يييه‪ ،‬فييان‬ ‫ا النح الييذي تبييد‬ ‫يييه‪ ،‬أ‬ ‫كييذلييا‪ ،‬ليس ي ي ي ي ي ي ييد جرد ييا تظ ر لنييا‬
‫ي ا ال نكر لحد د ال ركز م األن ر ب ل جيم‪ ،‬ال ي تس ي ي د‬ ‫ي ي يقا ال بيعيم يجا‬ ‫ا‬
‫ت حقق هي ييذه "ال ركز ي ييم‬ ‫ي ي ي ي ي ي ي يقيي ييم تحيو ب ي ييا‪ ،‬لكل كي‬ ‫ا ي ي ي ي ي ي ي جي ييابي يياتني ييا ا‬
‫كن ييم؟ لن الحي ي ‪ ،‬ه أن "ال ركز ييم البيتي ييم" هي‬ ‫تك ن‬ ‫األن ر ب ل جي ييم" كي‬
‫ل ثم‬ ‫ال ن ج ال يد الناج الذي يالي ي ي ي ييع في ا باره ال بيعم في ت ا ا ك ي ا؛‬
‫ركز ييم" فيياننييا نح ييام للا ا ي ي ي ي ي ي ي يقييا بيعيييم‬ ‫لذا أردنييا أن ن بن ا نز ييم "بيتيييم‬
‫ي ييا‪ .‬ف ي‬ ‫ركز ييم تنييا ر هييذه النز ييم ال ركز ييم البيتيييم‪ ،‬ذلييا لكي ت ييأ ي ي ي ي ي ي ي‬
‫ج ييم نظر‬ ‫ي كل ل قي ييم ال ي ي م ال عبير ن ييا أن تعك‬ ‫ال ركز ييم‪،‬‬ ‫ال اق‬
‫ال س قب ")‪.(57‬‬

‫‪41‬‬
‫مجلة وادي النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية – مجلة علمية محكمة‬
‫(‪)ISSN : 2536 - 9555‬‬

‫بر م ذلييا فييان ر بيل آت ي ييد ‪ Robin Attfield‬يرى في ك ييابييه "أخ قيييات‬
‫البيت ييم" ‪ ، Environmental Ethics‬أن ب ييا ك ييان ل ي بنا ال ركز ييم البي ل جيييم‬
‫‪ Biocentricism‬األخذ ب ج م نظر كارلس ن ذلا لسببيل ه ا‪:‬‬
‫اه ا ات ك الكائنات الحيم‪.‬‬ ‫‪ -‬أن د م كارلس ن تالع في ا بارها صال‬
‫كييانيات‬ ‫ل الحييام‪ ،‬تؤل‬ ‫ا بر م أن يا تس‬ ‫الق ر النج م‪،‬‬ ‫‪ -‬أن الع ي ي ي ي ي ي ي‬
‫"ر بيل آت ي د" للا ذلا‬ ‫ح ر م أ ي ي ييا ي ي يييم لك كيانات البيتم الحيم‪ ،‬الي ي ييي‬
‫"ج د ل ﭬي ش" نعني به‬ ‫ل "آ ن كارلسي ي ي ي ن"‬ ‫فيه ع ك‬ ‫رأيه الذي يس‬
‫ا في رأيه‪،‬‬ ‫"أن تبني ال ركز م األن ر ب ل جيم‪ ،‬هي النظر م ال ي أ ييك ف‬
‫ائوقا أ ام النال‪ ،‬ل عايعم خبرات تقدير العالم ال بيعي)‪.(58‬‬ ‫يق‬
‫المطلب الثاني‪ :‬التركيز على البيئة ‪Environmental Focused‬‬
‫في أ ي يير ع ي ي د بعينه أ قبالي ييم‬ ‫ا يقالي ييي بالي يير رم تجنا ال ق‬ ‫ه‬
‫ا البيتم في ك ي ا ت ا ا ‪":‬‬ ‫د ي ي ي ي رم بعين ا‪ ،‬أن يك ن ال ركيز‪ ،‬بد و ل ذلا‪،‬‬
‫فان ال قارب م ال ي تق دنا للي ا البيتم في ش ي ل ا ت ا ا‪ ،‬ي ف ت الييي بنا للا ا‬
‫نظر‬ ‫راك الد ر الذي ي عبه ال ع يياهد ن النظارم ال ب ر ل ال أخ ذيل ب عي ي د أ‬
‫ا‬ ‫األ ر ند هذا الحد ب يجا‬ ‫يق‬ ‫"‪.‬‬ ‫د ن عاركم جسدم‪ ،‬بد ن تق‬
‫ند بيتم‬ ‫ي ق‬ ‫حي ه‪ ،‬بحيث‬ ‫ي ي ي ي ي ي ي يقي أن "ي ي ي ي ي ي ييع" ل جاله‬ ‫ال قدير ا‬
‫بعين يا إن يا ي يد ليع ي ي ي ي ي ي ي ي كي أن ا البيتيات‪ ،‬أ ني أن تك ن البيتيم ك يا هي نياط‬
‫البيتات؛‬ ‫ات‬ ‫ال ركيز لي أن ا و ا عينم ل البيتات أ أن ا و ا عينم ل‬
‫ا األ‬ ‫لكل هذا ال ا‪ ،‬ي صي ي ي ي ي ي ي بالراديكاليم ال ي أشي ي ي ي ي ي يرنا للي ا في ال‬
‫" آ ن كارلسي ي ي ي ن"‪،‬‬ ‫ا دق‬ ‫أق راديكاليم‪،‬‬ ‫الذي قد ه "ج دل ﭬ ي ش" ف‬
‫م "ال ركز ييم" ال ييذي ق ييد ييه‬ ‫و يا رك وب يا نظرو يا‪ ،‬ي‬ ‫يق ييدم لن ييا‬ ‫ي‬ ‫ف‬
‫"ج دل ﭬي ش")‪.(59‬‬

‫‪42‬‬
‫د‪.‬رضا كمال خالف‬ ‫دور االستطيقا في االستدامة اإليكولوجية‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية والتربوية‬

‫آ ن كارلسي ي ي ي ي ن يسي ي ي ي ي عيل هنا‪ ،‬ب كرم "ه ل ز "ر لسي ي ي ي ي ن" ‪Holmes III‬‬
‫ا أن تقدير ابم ل الغابات ي ال ي ي ي ل د ي ي ي رم ل‬ ‫‪ ، Rolston‬ال ي يؤكد في ا‬
‫ي غراق ا نغ ال‪ ،‬ك ا أن هذه‬ ‫ا‬ ‫ا ال ق‬ ‫ال عيياركم " ال جسييد"‪ ،‬ال ي تق م‬
‫"الك اح"‪ ،‬باإلضييافم للا ذلا يؤكد‬ ‫ال عيياركم ت ال ي ل د ي رم ل د ي ر "الج اد"‬
‫يك ن الك اح‬ ‫نظرا‪ .‬قد‬
‫و‬ ‫"كارلسي ي ي ن فكرم أنه ي جد في الغابم ذات ا عي ي ي ودا أ‬
‫الج اد الي ي ونا د و ا في هذا ال قدير‪ ،‬بالر م ل ض يير رم ج د دي ي رم ل دي ي ر‬
‫ت ر تحسي يييل السي ييب ال عر فم ال ي تم ا ياد ي ا‪ .‬فان ال قدير ا ي ي يقي‬
‫سي ي غروقا‬ ‫ل بيعم‪ ،‬ند سي ي ى الغابات "ال ند ييكيا" ي ا ع ي و‬
‫ياركا جس ي ويدا‬
‫ناض و ‪ .‬فنحل قد ننظر للا الغايات‪ ،‬ذلا ند ال ه م األ لا‪ ،‬ا أن ا " نظر"‬
‫ننظر للي يا ‪..‬‬ ‫أ د ي ي ي ي ي ي ي رم ننظر للي يا ن يأ يا‪ .‬هيذا خ يأ ‪ ..‬فيالغيابيات نيدخ يا‬
‫ا قار م‬ ‫ف ناك شي ي ي ي ي ي ييا في أن يك ن با كان ال رك أن يس بر عايش ابم‪ ،‬ه‬
‫ا تك ن‬ ‫تعايش ابم‬ ‫ا ي كنه ه يعي ي ي ي ي ي يياهد ال ا ‪ ..‬فأند‬ ‫ال ر ق بأك ر‬
‫ج د ل نظر أ د رم)‪.(60‬‬ ‫ق ا‪ .‬ف ي الغابم ذات ا‬ ‫بداخ ا في‬
‫ل‬ ‫ا ن اق ا ع‪،‬‬ ‫ا أيم ا ‪ ،‬تم األخذ ب ج م نظر آ ن كارلس ن‬
‫ي ي ي ي يقي ند جرد ال عي ي ي يياهد ال نا ر‪ ،‬ك ا أن هذا‬ ‫ال قدير ا‬ ‫يجا ت ق‬ ‫ثم‬
‫ي ي ي ي ي يقي يعبر ل دي ي ي ي ي رم ل دي ي ي ي ي ر األل م ا ند ام ع "األر ج"‬ ‫ال قدير ا‬
‫ا هذه‬ ‫"ر ائ أنسي ي ي ي ييجم ال بيعم" أن يك ن باإل كان أي و‬
‫الي ي ي ي يا عايعي ي ي ي ييم ا ن اح‬
‫األشياك‪ ،‬إ سا نا ان عالنا ب ا‪ ،‬بد ن هذا فان األجيا القاد م حرم ا نح‬
‫ا بال نا ر ال عاهد‬ ‫أ ا ي ل ك هذا‪ ،‬لكل هذه األجيا لل تحرم ل ا‬
‫ا‬ ‫الس بم‪ ،‬باإلض ي ييافم للا أن السبرات الساد ي ييم ب ذه ال نا ر ال ع ي يياهد تبرهل‬
‫ر في ال س قب ‪.‬‬ ‫ا ل كانيات ال‬ ‫رم"‪ ،‬تح ي‬ ‫"‬ ‫أن ا د و ا " دم"‬

‫‪43‬‬
‫مجلة وادي النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية – مجلة علمية محكمة‬
‫(‪)ISSN : 2536 - 9555‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الجدية ‪Seriousness‬‬


‫ا ا ي ي ي يقا ال بيعم أن تالي ي يع في ا بارها‬ ‫ا الذي يقال ي ييي بأن‬ ‫لن ال‬
‫ا‬ ‫حيا تاف و ا‪ ،‬ه‬ ‫يك ن وا‬
‫تقدير ي ي و‬ ‫ي ي يقي الذي ي سي ييم بالجديم‬ ‫ال قدير ا‬
‫بيل‪.‬‬ ‫اض‬
‫ا "الجديم قاب‬ ‫ا في القالي ي ي ي يييم ال ي تؤكد‬ ‫كل ال عبير ل هذا ال‬
‫حددا أ‬
‫و‬ ‫الس ي ي ي حيم" "الع ق قاب الالي ي ييحالم"‪ .‬فال قدير ا ي ي ي يقي الجاد لي‬
‫قصي وار ا "ال س م ال ي تبعث ا ال عم" األشيكا الصي ر الج اليم أل ان‬
‫جادا بصي ي ي ي رم اليم‪ ،‬فان‬
‫تقدير و‬
‫ي كل ا باره وا‬ ‫تقدير ل هذا القبي‬
‫ال بيعم‪ ،‬فان وا‬
‫ي يقي ال جه للا كعي‬ ‫تقدير ك ذا‪ ،‬ه تقدير "ضيح " ذلا قارنم بال قدير ا‬ ‫وا‬
‫" ياهييم هيذه ال بيعيم" " قيقيم هيذه ال بيعيم"‪ ،‬الكي ييات ال ي ل يا بيال عي ‪ .‬فيان آ ن‬
‫ا فكرم "الجيدييم" ل ج يم فكرم "اإلخ ص ل ض ي ي ي ي ي ي ي‬ ‫كيارلس ي ي ي ي ي ي ي ن‪ ،‬يؤكيد هنيا‬
‫ي ي ي ي يقا‬ ‫الصي ي ي ييدق ع هذا ال ض ي ي ي ي " ذلا ل ج م أخرى؛ ف ي بدايم ت ر ا‬
‫ا أ ني‬ ‫ال عادي ي يرم الساد ي ييم بال بيعم أش ي ييار ‪ Ronald Hepburn‬للا هذا ال‬
‫ل السبرم‬ ‫ا أن ا ن قا‬ ‫الجديم‪ ،‬ض ي ي ي ي ي يير رته في ف سي ي ي ي ي ي ي م البيتم‪ ،‬ذلا ب أكيده‬
‫بأن ا خبرم ي ي حيم ضي ييح م‪ ،‬للا‬ ‫ي ي يقيم بال بيعم‪ ،‬هذه السبرم ال ي ت د ي ي‬ ‫ا‬
‫قيقيا بال بيعم‪ ،‬ه‬
‫و‬ ‫ت ا السبرم الجادم ال ي تق ال ي ي ي ي ييي بأن يك ن ال قدير د ي ي ي ي يياد وقا‬
‫ان قا ي الي ل ال ركيز ا الساديييم أ الكي يم الحقيقيم ل ضي ال قدير لي‬
‫"ال اث العابر ‪.(61) Passing resemblance‬‬ ‫يه د‬ ‫ا اأ ق‬
‫لكل "لي ي ي برادي" ‪ Emily Brady‬ترى‪ ،‬خ وفيا "آللل كييارلس ي ي ي ي ي ي ي ن‪ ،‬أن‬
‫ال قدير السي ي ي ي ي ي حي ا ي ي ي ي ييبي ال ا ‪ ،‬جرد النظر للا ر ل العي ي ي ي ي ي ‪ ،‬يظ‬
‫ي يقيم بال بيعم ليسد‬ ‫"تقديرا"‪ ،‬ك ا أن ا ترى‪ ،‬باإلضيافم للا ذلا‪ ،‬أن السبرات ا‬
‫و‬
‫بحاجم للا ا ي ارم تح يز "ال م الع ي" ل ضي ات هذه السبرات‪ .‬ف ذه السبرات‬
‫ض ي ي ي ي ي ي ات ا‬ ‫ي ي ي ي ي ي يقيم ت زم تنص ي ي ي ي ي ي ر ب ع الكي يات اإلدراكيم ال ي ت يز‬ ‫ا‬

‫‪44‬‬
‫د‪.‬رضا كمال خالف‬ ‫دور االستطيقا في االستدامة اإليكولوجية‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية والتربوية‬

‫ي ي ي جابات السياليم ذات الصي ي ي م ب ذه الكي يات‪ .‬إذا‬ ‫ال رتب م ب ا ي كل أن ت يره ا‬
‫كان ال م الع ي ل ضي ي ات قد يس ييا د‪ ،‬في بعض األ يان‪ ،‬في تقدير ال بيعم‪،‬‬
‫ل ال ي اإلدراكي‬ ‫ل أن هذا ال م الع ي‪ ،‬قد يك ن في ال قد ن س ي ي ييه ائوقا لك‬
‫هذا ل ج م ف م د رم عينم ل الص ر السياليم هذا ل ج م أخرى)‪.(62‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬الموضوعية ‪Objectivity‬‬
‫ام‪ ،‬قالي يييم في‬ ‫ا نح‬ ‫ي ي يقيم تعد‪،‬‬ ‫ضي ي يم األ كام ا‬ ‫لن قالي يييم‬
‫جا ال ل‪ ،‬فان حا ت تس ي‬ ‫ي يقا‪ ،‬ي اك كان ذلا في جا ال بيعم أ‬ ‫ا‬
‫ي ي يقا ال سي ي يم‪ ،‬في ا‬ ‫ضي ي يم هذه األ كام كاند ت اه ا و ا أ ييا ي وييا في ا‬
‫ا هذه‬ ‫في أن‬ ‫ي ع ق بالنظر ات السادييم با ي يقا البيتم فان هذا ال ا ي‬
‫ل‬ ‫تح زها‪ ،‬فان قاربات ال قدير ال ي تجع‬ ‫النظر ات أن تسي ي ير "ال ضي ي يم"‬
‫هذا ال قدير جرد "ل ي ي ييقاط" أ " جرد تعبير" ل عي ي ييا ر ان عا ت ذاتيم خادي ي ييم‬
‫– بيل‪ -‬ذاتيم" ال ي هي شي ييرط ضي يير ري ل‬ ‫هي قاربات ت عي ي في تقديم "أ ي ي‬
‫شر ط تحقيق ال ض يم‪.‬‬
‫ي ي ي يقيم للا‬ ‫ال ضي ي ي يم في األ كام ا‬ ‫كننا أن نرتد با ه ام بأ ي ي ي‬
‫دي يد هي م في‬ ‫قا "دي يﭬيد هي م" ‪ David Hume‬ل " عيار ال ذ ق"‪ .‬قد ا‬
‫ال ض ي ي ي يم في األ كام ال ي يصي ي ييدرها النقاد الذيل ي س ي ي ي ن‬ ‫هذا ال قا تأ ي ي ييي‬
‫بال عرفم الحصي ي ي ييافم الذيل دي ي ي ي م بالحكام الصي ي ي يادقيل الحقيقييل‪ .‬قد ا ي ي ي ي ر‬
‫هذه ال حا ت‪ ،‬بر م ذلا‪ ،‬فاننا لذا ي نا ببعض‬ ‫نجاح‬ ‫الجد ال سي ي‬
‫ي ي ي يقيم السادي ي ييم‬ ‫درجات ال ض ي ي ي يم ذلا في ا ي ع ق ب ض ي ي ي يم األ كام ا‬
‫ييا لذا كييان هنيياك ل كييانييم‬ ‫بيياأل ييا ال نيييم ف ي از البعض ي رح الس ي ي ي ي ي ي يؤا‬
‫ي ي يقيم الساد ييم ب جا‬ ‫ضي ي يم هذه األ كام للا األ كام ا‬ ‫داد ب سي ي‬ ‫ل‬
‫ي كن ا تد يم األ كام ال ض يم السادم‬ ‫يقا ال بيعم‬ ‫ال بيعم؛ فاذا كاند ا‬
‫ي ي سدام في‬ ‫حد دم ا‬ ‫ي ي يقيم ي ي ظ‬ ‫ي ي يقيم ل بيعم‪ ،‬فان القي م ا‬ ‫بالقي م ا‬

‫‪45‬‬
‫مجلة وادي النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية – مجلة علمية محكمة‬
‫(‪)ISSN : 2536 - 9555‬‬

‫تد يم األهداف ال ي يس ي ي ي ي دف ا البا ث في البيتم‪ :‬فبد ن درجم ل ال ض ي ي ي ي يم‪،‬‬


‫ي ي يقيم ل‬ ‫راف ب ا ل قي م ا‬ ‫فان لد ييدار الق اررات البيتيم يييك ن ناه و‬
‫الي يا ل‬
‫قم ب ذه الق اررات)‪.(63‬‬ ‫أه يم‬
‫قد برت في سي ي ي ي ي فم البيتم ‪ Janna Thompson‬ل هذا ب ضي ي ي ي ي ح يل‬
‫ي ي يقي ا ل زام األخ قي ت عي ي‬ ‫ا أن ا رتباط أ الع قم بيل الحكم ا‬ ‫أكدت‬
‫ض ي ي يم ت س ي ييم بالعق نيم‪ ،‬ك ن با كان النال قب ل ا‬ ‫ل لذا كان هناك أ ي ي وس ي يا‬
‫بالقي م)‪.(64‬‬ ‫شيتا ا ل األشياك ي ص‬
‫قاد بأن و‬ ‫ال س يم ب ا‪ ،‬ل‬
‫كييار " ‪ Noel Carroll‬في قييالييم ل "ال ييأثر بييال بيعييم‪،‬‬ ‫قييد بر "نؤ‬
‫بيل الي ي ييديل ال ي ي ييار و ال بيعي" ‪On being moved by nature between‬‬
‫‪ Rdigion and nalurol History‬ل هذه ال كرم ا نح أك ر ض و ا‪ ،‬ذلا‬
‫ند ا أكد ا أن أي دي رم ل دي ر تقييم ال بيعم‪ ،‬لذا ا نظر للا هذا ال قييم‬
‫ضي ي ي ي ي يم تقدير ال بيعم‪.‬‬ ‫ع ي ي ي ييك م‬ ‫ي ي ي ييي م لح‬ ‫نظرم جادم‪ ،‬يجا أن ي الي ي ي ي ي ل‬
‫ا أن‬ ‫ال قييا فنراه يؤكييد‪ ،‬في ال قيياب ي ‪،‬‬ ‫ق ييه‪ ،‬في ن‬ ‫كييار " ل‬ ‫ي ر"نؤ‬
‫يأخذ د ي ي رم ال ي الع ي‪ ،‬إن ا‬ ‫تقديرنا ل بيعم ي كل‪ ،‬في بعض األ يان أن‬
‫زته‪ ،‬فقد تم ا ي ارته تح يزه‬ ‫ال عييا ر هي ال ي أثارته‬ ‫ا أن الع ا‬ ‫يبد‬
‫هذه‬ ‫ت ‪ ،‬أن‬ ‫ا ي ي ي ييبي ال ا ‪ ،‬ا ن عا بعظ م العي ي ي ي ي‬ ‫عاليا‬
‫ا ويا ان و‬
‫ا ال ض ي ي يم‪ ،‬ذلا ند ا تك ن ا م ال رك نا ي ييبم‬ ‫السبرات ي كن ا ت بيم‬
‫اج م هذا‬ ‫ال ر القدا ي ي ييم في‬ ‫ا ي ي ييبي ال ا اإل سي ي ييال بالج‬ ‫ئم‬
‫ل ثم ي كل‬ ‫الع ق ا تسي ي ي ييا ‪ ،‬قارنم بال س ي ي ي ي ى ا إلنسي ي ي يياني العادي ال أل ف ‪،‬‬
‫ل الذاتيم النس ي ي ييبيم في ا ي ي ي ي يقا البيتم‪ ،‬ذلا د ن أن تك ن بنا اجم‬ ‫تجنا ك‬
‫ين ييا ال س ي ل‬ ‫ييا عرف ييم ب ييال ييار و ال بيعي أ نظر ييم ت رض‬ ‫للا نظر ييم ت‬
‫جابات العا يم ال جدانيم ا ن عاليم)‪.(65‬‬ ‫ا‬

‫‪46‬‬
‫د‪.‬رضا كمال خالف‬ ‫دور االستطيقا في االستدامة اإليكولوجية‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية والتربوية‬

‫المطلب الخامس‪ :‬االلتزام األخالقي ‪Moral engagement‬‬


‫ي ي ي ي ي ي ي يقي ل كانيم تد يم النز م البيتيم تعز زها‪ ،‬فيجا‬ ‫فاذا كان ل قدير ا‬
‫ذلا في ا يرى آ ن كارلس ي ن" تد يم األ كام األخ قيم السادييم ب ا ينبغي أن ت م‬
‫قالي ي يييم ال ض ي ي ي يم‪،‬‬ ‫يه دي ي يييان ه‪ ،‬فان لقالي ي يييم ا ل زام الس قي‬ ‫ال حافظم‬
‫فقو ا ي ي ي ي ي يقا‬ ‫ي ي ي ي ي يقا‪ ،‬لي‬ ‫جا ا‬ ‫يقم‪ ،‬هي قال ي ي ي يييم تؤثر في ك‬ ‫جذ وار‬
‫م‬ ‫ييدم ال حيز ‪ ، Disinterstedness‬ه ال‬ ‫م الن ازه ييم‬ ‫ال بيع ييم‪ .‬ع ييد‬
‫يه كانو ف سي ي ي ه األخ قيم‪ ،‬ا ودا ل ال عي ي ييك ت األ ي ي ييا ي ي يييم ال ي‬ ‫الذي أ ي ي ي‬
‫ت اجه قاليييم "ا ل زام الس قي"‪ ،‬هذا ال م في د ي رته األق ى ي ا ضيير رم أن‬
‫ن يا‬ ‫ي ي ي ي ي ي ي يقييم ل كي ا ه يا يات اليذاتييم السيادي ي ي ي ي ي ييم بياليذات‪،‬‬ ‫ت جرد السبرم ا‬
‫ي يقيم‪ .‬هذه ال كرم‪ ،‬ذلا‬ ‫ا ه ا ات الس قيم ن س ي ا‪ ،‬ال ي تعايش هذه السبرم ا‬
‫ال عر ف بالنز م‬ ‫ي يقا‪ ،‬قد تأكدت تد د في ال ق‬ ‫في ال ار و ال عاديير ل‬
‫"‬ ‫ي ي ي ي ي ي ي يقييا"‬ ‫ي ي ي ي ي ي ي يقيييم" ‪ ، Aestheticism‬هي النز ييم ال ي ترى أن "ا‬ ‫"ا‬
‫ضي و ا‬ ‫بحا‬ ‫ي يقي‪ ،‬لي‬ ‫ا يع ا أن ال قدير ا‬ ‫األخ ق" جا ن سي ق ن‪،‬‬
‫ي ي ي ي ي ي ي يقييم" ترتبو تيار س وييا بيالنز م‬ ‫ألييم "قي د" أ "ال از يات" خ قييم‪ .‬هيذه النز يم "ا‬
‫الي ي ي ي يا ببعض كري القرن‬
‫الع ي ي ي ييك يم الصي ي ي ي ي ر م ‪ ، Formalism‬ك ا أن ا ترتبو أي و‬
‫" ال ر باتر" ‪" Walter Pater‬أ ييكار اي د" ‪Oscar Wilde‬‬ ‫ال ا ييع ع يير‬
‫ل‬ ‫ي كل نقد أي‬ ‫يس ي ي ي ي ي يع أن ي م كي‬ ‫‪ ،‬فقد أكد "أ ي ي ي ي ييكار اي د" أنه‬
‫يزان‬ ‫جا األخ ق‬ ‫نظ ر خ قي ال ا أن جا ال ل‪،‬‬ ‫أ ا ال ل ل خ‬
‫ق)‪.(66‬‬ ‫ا نح‬ ‫نص ن‬ ‫يز تا و ا‪،‬‬
‫ت وا‬
‫األخ ق ي عارض‬ ‫قم ال ل أ قي م الج ا‬ ‫أ ي ي ييكار اي د ل‬ ‫ق‬
‫ل دﭬيج ﭬ ي جنع ي ي ي يل الذي بر نه في ر ي ي ييال ه‬ ‫ق‬ ‫في ا نرى بص ي ي ي رم ك يم ع‬
‫األخ ق ش يييك ا د" قد أشي يرنا للا ذلا ل‬ ‫ال ن قيم ال سي ي يم بق له "لن الج ا‬
‫قب ‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫مجلة وادي النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية – مجلة علمية محكمة‬
‫(‪)ISSN : 2536 - 9555‬‬

‫ل جانا أ ي ييكار اي د قد ين بق بصي ي رم أ ي ييا ي يييم‬ ‫بر م أن هذا ال ق‬


‫ي ي ي ي ي ي ي يقي ي ييم ‪ Aestheticism‬ت قا بعض‬ ‫ا ال ل‪ ،‬بر م أن ه ي ييذه النز ي ييم ا‬
‫ي ي حس ييان ل جانا أد ييحال النز م الصي ي ر م‪ -‬الع ييك يم ‪ ،Formalism‬ذلا‬ ‫ا‬
‫في‬ ‫في ا ي ع ق باأل ا ال نيم السالصي ي ي ي ي ي ييم ‪ ، Pure‬هي األ ا ال ي ت ص ي ي ي ي ي ي ي‬
‫تحظا‬ ‫س ي ي ي ي ي ي ي ق ييم‪ ،‬ل أن ه ييذه النز ييم‬ ‫بعض ال ق ييالي ييد ب ييأن ييا كي ييان ييات نعزل ييم‬
‫ياح تيد يم‬ ‫ا ذليا‪ ،‬فيان‬ ‫ا " يالم ال بيعيم"‪،‬‬ ‫بيا ي ي ي ي ي ي ي حس ي ي ي ي ي ي ييان نيد ت بيق يا‬
‫ا ا ي ي ي ي ي ي ي يقييا ال بيعيييم أن ترتبو‬ ‫ييا األخير ل نز ييم البيتيييم‪ ،‬ي ي في أن‬ ‫ال‬
‫ي جييد بيل ال ل األخ ق‪ ،‬إن ييا قييد ي جييد‬ ‫ارتبييا و يا ي و يا بيياألخ ق؛ فييا خ ف‬
‫ا النح الذي‬ ‫بيل ال بيعم ال ل"؛ فب س ي ي ي ي ي ي ي ي نا ب ا ي سي ي ي ي ي ي ييم به العالم ال بيعي‪،‬‬
‫ي يقي ه‬ ‫أشيارت لليه "باترشييا اثي ل" ‪ ، Patricia Mathews‬فان ال قدير ا‬
‫يقا األخ ق انسجا و ا تا و ا‪.‬‬ ‫ا النح الذي يك ن فيه بيل ا‬
‫وقد أشاارت باترشايا إلى هذا االرتباف في عبارات واضاحة وذلل على النحو‬
‫التالي‪:‬‬
‫تالي ييع في ا بارها فقو العنادي يير الصي ي ر م‬ ‫ي ي يقيم‬ ‫" لن تقديراتنا ا‬
‫ال ن ال ص ي ي ي يم إن ا تالي ي ييع في ا بارها‪ ،‬باإلضي ي ييافم للا ذلا الد ر ‪ Role‬الذي‬
‫ي ي ي ي ي ي يقي الع يق‬ ‫ي لنا هذا ل كانيم ال قدير ا‬ ‫في النس ي ي ي ي ييق‪،‬‬ ‫ي عبه ال ضي ي ي ي ي ي‬
‫ي ي ي ي يقي‪ ،‬فان الحقائق الساد ي ي ييم‬ ‫ال ع ي ي ييح ن بال عاني ال بيعيم‪ ،‬ب ذا ال قدير ا‬
‫ا ي ييبي ال ا بعض األن ا ‪ ،‬ي كنه أن يؤثر في‬ ‫بال أثير البيتي الذي ت ار ي ييه‪،‬‬
‫ي ي ي ي يقي ل ج م ال قدير‬ ‫ي ي ي ي يقي ‪ ..‬ب ذا األ ي ي ي ي ل فان تقديرنا ا‬ ‫تقديرنا ا‬
‫يييه في ال بيعييم ذلييا ل ج ييم أخرى‪ ،‬ي كل أن‬ ‫األخ قي ل ييا ينبغي أن نحييافظ‬
‫)‪(67‬‬
‫حقق بين ا ال ا ن ا ئ ف‪.‬‬ ‫ي ل را‪،‬‬

‫‪48‬‬
‫د‪.‬رضا كمال خالف‬ ‫دور االستطيقا في االستدامة اإليكولوجية‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية والتربوية‬

‫اإلنسان االيكولوجي‬
‫لن فكرم ج د ذات " يقم ش ييا م" هي ال كرم ال ي ر ا ‪Arne Naess,‬‬
‫س‬ ‫‪ 1989‬في ك ي ي ييابي ي ييه ل "اإليك ل جيي ي ييا‪ ،‬ال ج ع‪ ،‬أ ي ي ي ي ي ي ي ل الحيي ي ييام ‪:‬‬
‫ي ي ي ي ي ي ي ي ييم "اإليك ل جيي ييا الع يقي ييم" ‪Deep‬‬ ‫رهي ييا ف‬ ‫لتيك ل جيي ييا‪ .‬ف ي ال كرم ال ي‬
‫‪ Ecology‬قاب "اإليك ل جيا الالح م" ‪ ،Shallow Ecology‬ك ا أن هذه ال كرم‬
‫الي ي ي ي ي ي ي يا لييدى‬
‫يق في "ال ين ين ل جيييا" أي و‬ ‫قييد جييدت ل ييا تربييم خص ي ي ي ي ي ي يبييم ا ييداد‬
‫السيك ل جييل‪.‬‬
‫ل ا لذا كان هناك نظر م ا ي يقيم لدي ا ل كانيم‬ ‫نحل ن رح هنا السيؤا‬
‫نجانا الص ال ل ق نا أن "آ ن كارلس ن" في‬ ‫هذه الذات‪ .‬لع نا‬ ‫اإل ا م ب‬
‫يه " عي ي ي يير يم ا ي ي ي ي يقا ال بيعم"‬ ‫ن ايم السي ي ي ييبعينيات قدم لنا ا ي كل أن ن ق‬
‫ر‪ ،‬ل د يم هذه‬ ‫يزم ل "ا ي يقا ال ن ن"‪ ،‬ك ا أنه‬ ‫ي يقا‬ ‫با بار أن هذه ا‬
‫يقي)‪.(68‬‬ ‫ال كرم‪" ،‬براديم" ‪" Pradigm‬ن ذم لرشادي" شديد ال عق ليم ل قدير ا‬
‫ي ي ي ي يقي"‬ ‫رتبو هذا "البراديم" ارتبا و ا ثيوقا ب م خص ي ي ي ي دي ي ي يييم "ال قدير ا‬
‫ا الك ير‬ ‫ل بيتم ال بيعيم قارنم با ي يقا ال ن ن الج ي م‪ .‬قد أكد آ ن كارلسي ن‬
‫ا تقديم "أ ي ي ي ي ي ييال نظري"‬ ‫ل ال زايا ال ي يقد ا هذا البراديم‪ ،‬ال ي يأتي في قد‬
‫ي ي ي ي يقا اإليجابيم "ال جبم" ‪ ، Positive Aesthetics‬باإلضي ي ي ييافم للا ال أكيد‬ ‫ل‬
‫ي ي يقي"‪ ،‬هذه ال ضي ي يم ال ي تعد " ي م ض يير ر م‬ ‫ا " ضي ي يم الحكم ا‬
‫ا البيتم)‪.(69‬‬ ‫ل سيا ات العا م ال ي تس دف الح ا‬
‫لكل في بدايم ال سييعينيات قدم "آ ن كارلس ي ن "بعض القالييايا البدي م ال ي‬
‫ل بيل هذه القال ييايا القال يييم‬ ‫ر تع يق جا "ا ي ي يقا البيتم"‬ ‫يياه د في ت‬
‫ي ي ي ي ي ي ي يقي" يعرف في بعض األ ييان بيا بياره "براديم"‬ ‫ا أن "ا‬ ‫ال ي يؤكيد في يا‬
‫غز يح يه السي ي ي ي ي ي يير الغ ض هي القال ي ي ي ي ي ي يييم ال ي قيام ‪Stan Godlvoitch‬‬
‫ا فكرم أنييه لكي نقيم أ نقييدر ال بيعييم‬ ‫رهييا تع يق ييا‪ .‬هييذا البراديم يؤكييد‬ ‫ب‬

‫‪49‬‬
‫مجلة وادي النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية – مجلة علمية محكمة‬
‫(‪)ISSN : 2536 - 9555‬‬

‫ينا أن نحيو ب ذه ال بيعم ل‬ ‫فوقا‪ ،‬ب ق الي ي ي ييا د د هذه ال بيعم ذات ا ‪ ،‬يجا‬
‫ص ي ي ي ي ي ي ييدر‬ ‫ينييا‪ ،‬أ ني ج ييم نظر بييد ن تحييديييد أ‬ ‫ت رض‬ ‫ر ق ج ييم نظر‬
‫كان" ‪.(70) From nowhere‬‬ ‫يقيدها‪ ،‬أ ني ج م نظر ل "ال‬
‫ي ي ي ي ي ي ي ف ن نيياقش في هييذه ال قرم ج ييم نظر ‪ ، Stan Godlovitch‬ال ي‬
‫ي ي ي ي يقي" يعرف – في‬ ‫ا أن ا‬ ‫تبني في ا فكرم "آ ن كارلس ي ي ي ي ن" ال ي أكد في ا‬
‫بي ييدأ ‪ Godlovitch‬فكرتي ييه ب رح بعض‬ ‫بعض األ يي ييان‪ ،‬بي ييأني ييه "براديم" غز"‪.‬‬
‫ي ي يقي ل بيعم ا رام ال س ي ي ات األبعاد‬ ‫ه ي رض ال قدير ا‬ ‫ال سي يياؤ ت‬
‫غزى حد د‬ ‫تك ن ل ا ي ى د لم أ‬ ‫ال كانيم‪ ،‬أ ني أبعاد ال كان الز ان ال ي‬
‫‪ .‬إذا كان‬ ‫اإلنسي ييان‪ ،‬أ ني ال نظ ر اإلنسي يياني السال‬ ‫ركز‬ ‫ل ال نظ ر ال‬
‫ي ي يقي‪ ،‬ال جذر بع ق‪ ،‬ك ا‬ ‫ل الغر ا أن يك ن هذا البعد ا‬ ‫ذلا كذلا ألي‬
‫اإلدراك اإلنسي ي ي ي ي ي يياني‪ ،‬أن يس ي ي ي ي ي ي ي بعد هذا الن اق‬ ‫أنه ضي ي ي ي ي ي يير ري‪ ،‬في قائع أ دا‬
‫ال كاني‪ -‬الز اني ند ا ي جه للا ال جا ال بيعي)‪.(71‬‬
‫ل تس ي ي ي ي يياؤ ت ‪ Godlovitch‬الساد ي ي ي ي ييم باألش ي ي ي ي ييياك ال ج دم في‬ ‫نس‬
‫قم بن اق الحيام اإلنسانيم‪،‬‬ ‫يقيم أيم‬ ‫اا‬ ‫تك ن لقي‬ ‫ال بيعم‪ ،‬ال ي قد‬
‫الجانا ال غز‬ ‫ا س ي ي ي ي ى ال كان أ الز ان‪ ،‬فان هذه األشي ي ي ييياك تعك‬ ‫ي ي ي ي اك‬
‫ي ي ي يقيم بال بيعم‪ ،‬ه‬ ‫الغا ض‪ -‬الذي ي س ي ييم بالس ي يير الذي ينب ق ل السبرم ا‬
‫ق تار و الع قم‬ ‫يرى أن هذا السي يير‪ ،‬أ الغ ض اإللغا ‪ ،‬خادي يييم جذرم في‬
‫ا الحسي ييا ي يييم‬ ‫يرى أن "ا ي ي يقا ال بيعم القائ م‬ ‫اإلنسي ييانيم بال بيعم‪ .‬لذلا ف‬
‫اإلنس ي ي ي ي ييانيم‪ -‬هي بالال ي ي ي ي يير رم "ا ي ي ي ي ي يقا تحك يم" ‪ Arbitrary‬فال حددات القي د‬
‫ال ضي ي ات القاب م ألن ندرك ا‪ .‬فالبع يير‪ ،‬في‬ ‫"تحيزا" يحدد لنا ن‬
‫و‬ ‫البي ل جيم ت‬
‫الحقيقم‪ ،‬يعان ن ل "ال ح ددات القي د الحسيييم"‪ ،‬أ ني قصيير دى اإلدراك الحسييي‬
‫ضيق داه)‪.(72‬‬

‫‪50‬‬
‫د‪.‬رضا كمال خالف‬ ‫دور االستطيقا في االستدامة اإليكولوجية‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية والتربوية‬

‫ل "ال ركز ييم‬ ‫ا "ج دل ﭬي ش" بييأن هييذا الن‬ ‫لكل ي كل لنييا أن نع رض‬
‫ي ضي ي ي ي ي ي يير ري‪ ،‬أن يد ده ن ياقيه ت ئم ت افق ع "ال ج د‬ ‫ا ن ر ب ل جييم"‬
‫ي ي ي ي يقا‬ ‫ي ي ي ي يقا ال بيعيم‪ ،‬ل ثم هي ن و ل ا‬ ‫اإلنس ي ي يياني"‪ .‬هذا عناه‪ ،‬أن ا‬
‫ال ركز م‪ ،‬بر م ذلا فان تقدير ال بيعم با بارها "ك " ‪ "Whole‬ه ش ي يييك ي كل‬
‫أن تن ض به "الرؤ م ال ركز م ل بيتم ‪.(73) Acentric Environment‬‬
‫الحقيقم أن "ج دل ﭬي ش" يرى أن ك دي ي ر ال ركز م ‪ Centralism‬ت عي ي‬
‫ا ال ركز يم‬ ‫ال ركز يم الحي يم‪ ،‬بي‬ ‫ي‬ ‫في اإل يا يم بيال بيعيم بيا بيارهيا "كي "‬
‫ا يك ل جييم فك يا د ي ي ي ي ي ي ي ر ل ركز يم اإلدراكييم؛ ف ي بيارم ل تص ي ي ي ي ي ي ي رات تيدرك‬
‫ا "د ي ي ي ي ي ي ي رم بعين يا" ك يا بيارم ل " نظ رات" ‪ Perspectives‬بر م‬ ‫ال بيعيم‬
‫أن ييا في الحقيقييم نظ رات أك ر اتس ي ي ي ي ي ي ييا و يا ل ال ركز ييم األن ر ب ل جيييم‪ .‬فكي هييذه‬
‫ال نظ رات ذات بعد ا د – باإلض ي ي ي ييافم للا أن ا ت اه ا ات عينم خاد ي ي ي ييم‪،‬‬
‫أ تق ي ييد‪،‬‬ ‫ل ييا ت ار‬ ‫ت ك ن ل أجزاك‪ ،‬لي‬ ‫ف ييال بيع ييم في نظر ج د ل ﭬي ش‬
‫ل ا تار و‪ .‬فالنز م البيتيم ال ركز م تسي ي ي زم‪ ،‬بالالي ي يير رم ج د "ا ي ي ي يقا‬ ‫لي‬
‫ا‬ ‫ييده ييا الق ييادرم‬ ‫ي ي ي ي ي ي ي يق ييا هي‬ ‫ركز ييم ‪ .Acentric Aesthetics‬ف ييذه ا‬
‫يياهي ييا‪ ،‬لكل بييالر م ل تييأكيييد‬ ‫اإل ييا ييم بييال بيعييم إدراك قيقييم هييذه ال بيعييم‬
‫ي ي ي يقا ال ركز م‪ ،‬نراه يع ي ييير ب ضي ي ي ح‪ ،‬للا‬ ‫ا ض ي يير رم هذه ا‬ ‫"ج دل ﭬ ي ش"‬
‫دع بم تحقيق هذا ال دف)‪.(74‬‬
‫ل ثم ا ي يقا ال بيعم‪،‬‬ ‫ي يقا‪،‬‬ ‫هذه الصيع بم ت جد في قيقم أن ك ا‬
‫ام‪،‬‬ ‫ا نح‬ ‫ا "الح ال" أ لذا ش ي ي ي ي ي ييتد ق د‪ ،‬تع د‪،‬‬ ‫تع د بحكم تعر ا‪،‬‬
‫ا‬ ‫ييه أن‬ ‫يا ي رتيا‬ ‫ييه "الحسي ي ي ي ي ي ييا ي ي ي ي ي ي يييم" ‪ Sensibility‬ه‬ ‫ا يا ن ق‬
‫السبرم الحسييم بال عنا العيائع العام‪ ،‬أن ت اليي‬ ‫ي يقا ال ركز م أن ت جا‬ ‫ا‬
‫يار خبرويا ير سي ي ي ي ي ي ييي" ‪Non-‬‬
‫للا يا راك هيذه السبرم الحس ي ي ي ي ي ي يييم‪ ،‬أن ت سيي ل وا‬
‫‪ (75) Sensory experimental framework‬ز ييد ج دل ﭬي ش ج ييم نظره‬

‫‪51‬‬
‫مجلة وادي النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية – مجلة علمية محكمة‬
‫(‪)ISSN : 2536 - 9555‬‬

‫رام‪ -‬الحيا‪ ،‬ال عي ي ي ي ي ي ييا ر‬ ‫ا اإل جيال‪ -‬ا‬ ‫ا أنيه‬ ‫ليالي ي ي ي ي ي ييا و يا‪ ،‬فنراه يؤكيد‬
‫ا م بسي يير‬ ‫ا ه ج ي ‪ -‬ك ا ليسي ييد كافيم ل‬ ‫ال عي يياب م‪ -‬السادي ييم بال ص ي ي ف‪،‬‬
‫لغز ال بيعيم‪ .‬فكي هيذه السبرات السياد ي ي ي ي ي ي ييم بيالبيتيم تظي ‪ ،‬تعبيرات ل نظ رات‬
‫اتجاها ا ودا فقو ه الذي ي كنه أن يؤدي للا رؤ م‬ ‫و‬ ‫خادي ي ي ي ي ي ييم‪ -‬ذاتيم‪ :‬فان هناك‬
‫ال غز في ال بيع ييم‪ ،‬ه‬ ‫ير الق يياب ي ل عرف ييم‬ ‫ال ييذي ين ييد ل ال عرف ييم‬
‫ترد ل‬ ‫يقا‬ ‫ال كان‪ ،‬أ ال ي ليسد ل كان؛ ف ي ا‬ ‫يقا ال ي ت جا‬ ‫ا‬
‫كان ‪.(76) From nowhere‬‬ ‫كان ف ي ل ال‬
‫رى ج دل ﭬ ي ش أن هييذه ال ج ييم ل النظر ي كل تحقيق ييا نييد ييا يحييد‬
‫ل هيذا ال نظ ر يس بر "النيا ر‪ -‬ال يأ ي "‬ ‫"فر يدم"‪،‬‬ ‫يزم"‬ ‫ل ج يم نظر "‬ ‫تجيا‬
‫ج يم نظر ل العيدد ال ن يائي ل ج يات النظر ذليا د ن أن‬ ‫العيالم ل خ‬
‫نالي ي ي ي ي ي ييع في ا بيارنيا ل ل تك ن هيذه ال ج يات ل النظر‪ :‬ف يذا الن ذم ل النظر‬
‫أن هي ييذه ال بيع ييم‬ ‫ير ال قيي ييد‪ ،‬كي‬ ‫ق‬ ‫ي ييابع ي ييا ال‬ ‫ي ن ال بيعي ييم ‪Nature‬‬
‫غايرم لنا‪ ،‬ف ي ال بيعم ‪ Nature‬ال ي لسي ي ي ي ي ي يينا بحا ف جزوكا ن ا‪ ،‬فنحل لم نكل قو‬
‫في هييذا الن ذم "البراديم" ل النظر‪ ،‬جزوكا ل ال بيعييم‪ ،‬ف ل السبرم ال حررم ل‬
‫أيم ج م نظر خاد ي ي ي ييم‪ ،‬ج م نظر عينم ي كل أن نرى ال بيعم ‪ Nature‬ر بم‬
‫ك ويا نا‪ ،‬ك يم ك ويا بذات ا‪ ،‬ك ا أن ا ن ص ي ي ي ي ي م ك ويا نا‪ .‬فسبرم الرؤ م أ النظرم‬
‫ال ي ترد ل ك ييان ح ييدد إن ييا ت ييأتي ل ال ك ييان‪ ،‬ب ييد ن ا ب ييار أ نظر‬
‫لصي ي ييا ا هذه النظرم أ هذه الرؤ م‪ ،‬هي خبرم " ير سي ي يييم ‪ non-sensory‬هي‬
‫يم اإلدراك ت ش ي ي ي ي ييا ل السبرم ذلا ألننا‬ ‫تبد كذلا ألن الذات ال ي ت ارل‬
‫ننظر للا هذه الذات أ نالع ا في ا بارنا )‪. (77‬‬
‫ي يقيم‬ ‫بالر م ل ات اق آ ن كارلس ي ن ع ج دل ﭬي ش‪ ،‬في أن السبرم ا‬
‫جذروا‬ ‫اإليك ل جيم هي‪ ،‬في الحقيقم‪ ،‬خبرم " ير س ي ي ي يييم" ل أن كارلسي ي ي ي ي ن يس‬
‫ي يقي‬ ‫ل يعاني خبرم ال قدير ا‬ ‫ال درك‬ ‫ل ج دل ﭬ ي ش في أن النا ر أ‬

‫‪52‬‬
‫د‪.‬رضا كمال خالف‬ ‫دور االستطيقا في االستدامة اإليكولوجية‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية والتربوية‬

‫عر ف ‪ Known‬ه‬ ‫ضيييييي‬ ‫ه "الذات العارفم ‪ Knowing‬ال ي تنظر للا‬


‫هنا البيتم)‪.(78‬‬
‫ركز م" ين ي للا أن‬ ‫هذا يعني أن ا قد ه "ج دل ﭬ ي ش" ل ا ي ي ي ي ي يقا‬
‫ي ي ي يياي " ‪Yuriko‬‬ ‫"ي ر ك‬ ‫ا دق‬ ‫يص ي ي ي ييب "ا ي ي ي ي يقا ج د" ‪Existence‬‬
‫يه‬ ‫ا ي رتا‬ ‫في ا ال بيعم أيم أه يم‪ ،‬ه‬ ‫ت‬ ‫ي ي يقا‬ ‫‪ Saito‬؛ في هذه ا‬
‫يك ن ل يذات اإلنس ي ي ي ي ي ي ييانييم كيان في هيذه ال بيعيم‪ ،‬الحقيقيم أنيه ل‬ ‫ال ي ي ي ي ي ي يا أن‬
‫أي و‬
‫ال س ي ي ي حي أن يك ن ال رك " ن ص ي ي ي و ا ي ي ي يقيا" بال عنا الذي أراده "ج دل ﭬي ش"‪،‬‬
‫أ ني أن يع ي ي ي ي ي ييعر ال رك بأنه "خارم أ ر ا‪ ،‬ا نح ك ي‪ ،‬ل ال بيعم‪ .‬لع‬
‫ير ل ب ن ي"‬ ‫م" ر‬ ‫ي ي ي م ال ين ين ل جيل‪ ،‬في قد‬ ‫هذا يس ي ي ي د ي فكرم ال‬
‫خي يياد ي ي ي ي ي ي ي ييم في ك ي ييابي ييه "فين ين ل جيي ييا اإلدراك" ‪The Phenomenology of‬‬
‫‪ . Perception, 1945‬ف ل رأي هؤ ك أن ال بيعييم ت يد د و يا يياث ييم ل ي ييا‪،‬‬
‫هييذا ال ي لي بييالالي ي ي ي ي ي يير رم " ي أنييا"؛ فييال ين ين ل جيييا ي كن ييا القيييام بجييدارم‪،‬‬
‫يقا ال ركز م")‪.(79‬‬ ‫بد ر كبير في تصحي تص ر "ج دل ﭬي ش" في ا‬
‫أن تك ن ا ي ي ي يقا ل بيتم‪،‬‬ ‫ي ي ي يقا ي كن ا لكي ت‬ ‫الس د ي ييم أن هذه ا‬
‫ي ا أن تعي ي ييير للا السبرم الحسي ي يييم بال بيعم لع "ج د ل ﭬي ش" كان يعي ي ييعر في‬
‫السبرم‬ ‫ي ي ي ي ي ي ي يقييا ال ركز ييم" بييأن الع م لذا كييان بييا كييانييه أن ي جييا‬ ‫ييدي ييه ل ا‬
‫ض ي ي ي ي و ا إل ارات ال عرفم اإلنسي ي ي ييانيم‪ ،‬ذلا في‬ ‫الحسي ي ي يييم اإلنسي ي ي ييانيم‪ ،‬فانه يظ‬
‫حا ل ه ف م العالم "ك ا ه " ب ذا ال عنا‪ ،‬فانه يال ي ي ي ي ي ي ي ال ابع اإلنسي ي ي ي ي يياني ا‬
‫ال بيعم‪ ،‬فان ال ركز م‪ ،‬هي فقو ال ي ي كن ا أن ت الي ي ي ي ي ي ييي للا ا راك ال نظ ر‬
‫اإلنساني)‪.(80‬‬
‫ي ي ي ي ي ي يياي " بنجياح كبير ي هيذا ال حيدي نيد يا نظرت‬ ‫قيد اج يد "ي ر ك‬
‫يقيم ال ركز م‪،‬‬ ‫أيالا ع السبرم ا‬
‫و‬ ‫يقيم بال بيعم‪ ،‬ك ا ه الحا‬ ‫ل سبرم ا‬
‫ي ي يقيم تبدأ‬ ‫ا أن ا خبرم ا ي ي ي قيم ير سي يييم‪ ،‬فنراها تؤكد ا أن خبرتنا ا‬

‫‪53‬‬
‫مجلة وادي النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية – مجلة علمية محكمة‬
‫(‪)ISSN : 2536 - 9555‬‬

‫ل اإل ار ال ظ ر الحسي ي ييي‪ ،‬ك ا أن ا تن ي ب ذا اإل ار ال ظ ر الحسي ي ييي‪ ،‬فان‬


‫ي نع ال رك ل تقدير ال بيعم "‬ ‫ي ي يقيم‬ ‫الحاجم للا "الحسي ييا ي يييم" في السبرم ا‬
‫في د د د دها الذاتيم السادي ي ي ي ي ييم" ي ي ي ي ي ي اك أكان ذلا يرجع للا ال عرفم الع يم‪،‬‬
‫ا ي يد القار أن يعرف ن ان قا‬ ‫األ ا ير‪ ،‬ال قاليد الععبيم "ال لك ر"‪ ،‬لع‬
‫يياي " ‪" Appreciating Nature on its own terams‬تقدير ال بيعم‬ ‫"ي ر ك‬
‫بحد دها الذاتيم")‪.(81‬‬
‫ي ي ي ي ي دا م ال قدير البيتي ال صي ي ي ي ي رات‬ ‫بعد أن رض ي ي ي يينا لبعض قال ي ي ي ييايا ا‬
‫اإليك ل جيم‪ ،‬ي ي ي ي ي ي ي ف ن نا ‪ ،‬في الجزك‬ ‫ي ي ي ي ي ي ي يقا اإليك ل جيم الن‬ ‫ال س م ل‬
‫ي ي ي يقا ا يك ل جيم‪،‬‬ ‫ي يي م ا‬ ‫ال بقي ل البحث ا ي ي ي ا ات أهم في س ي ي ي فيل ل ف‬
‫ن اتجياهيل س يل ت يا و يا‪،‬‬ ‫"أرن ليد بيرلنيد"؛ ف يا ي‬ ‫ه يا "آ ن كيارلس ي ي ي ي ي ي ي ن"‬
‫ي ي يقا ا يك ل جيم بين ا ينحا‬ ‫ينحا للا ال صي ي ر الع ي في عالج ه ل‬ ‫فاأل‬
‫ل ثم يييؤدي رضيينا ل ا للا جع الصي رم‬ ‫ال اني للا ا تجاه ال ين ين ل جي‪،‬‬
‫أك ر ض و ا‪.‬‬
‫آالن كارلسون‬
‫ي ي يقا ال جبم ‪Positive Aesthetics‬‬ ‫تعد نظر م آ ن كارلسي ي ن في "ا‬
‫ا أن ك ي ‪ all‬ال بيعييم ج ي ييم ‪ Beautiful‬هي النظر ييم األهم‬ ‫ال ي يؤكييد في ييا‬
‫في ف سي ي ي ي ي ي ي ه‪ ،‬بر م أن هذه النظر م قد تعرض ي ي ي ي ي ييد لك ير ل ا ن قادات ذلا ل‬
‫ر ق تقديم الك ير ل الحجج ال ي ت عارض ع فكرته‪.‬‬
‫لكل‪ ،‬قب أن ن الي في ناقعم فكرم "كارلس ن"؛ تجدر اإلشارم للا العالم‬
‫ال رنس ي ييي ‪ Henri Poincare‬الذي بر‪ ،‬قب "كارلسي ي ي ن" ل فكرم ج ا ال بيعم‬
‫يييدم نييافعييم‪ ،‬إن ييا يييدرل ال بيعيم‬ ‫يييدرل ال بيعييم ألن ييا‬ ‫" لن العييالم‬ ‫فنراه يق‬
‫ألنه يع ي ي ييعر بالنعي ي ي ي م الب جم الس ي ي يير ر في هذه ال بيعم ه يس بر عايش هذه‬
‫ي ي ي جابات العا يم ال جدانيم‬ ‫ال سي ي يرات ألن ال بيعم ج ي م ‪ ..Beautiful‬أن ا‬

‫‪54‬‬
‫د‪.‬رضا كمال خالف‬ ‫دور االستطيقا في االستدامة اإليكولوجية‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية والتربوية‬

‫ا‬ ‫ل ج ا ‪ Beauty‬تبدأ ل العي ييع ر بالب جم السي يير ر‪ ،‬س ي ي ر في الصي ييع د‬
‫ي ي ي جابات هي الجائزم الكبرى‬ ‫هذه ا‬ ‫ال سي ي ييا ي‪،‬‬ ‫تص ي ي ي للا العي ي ييع ر بالع‬
‫ال كافأم العظي م ال ي ينال ا العالم")‪.(82‬‬
‫ظ يل‪:‬‬ ‫لنا هنا‬
‫هذه الحجج أ ني الحجج ال ناهالي ييم لنظر م اآلن‬ ‫‪ -‬أن الحد ل ال ي تؤ ي ي‬
‫كارلس ن‪.‬‬
‫‪ -‬هي د ل ي كل أن تك ن ض و ا ل نقا ‪ ،‬ف ي د ل ليسد قا عم ‪.‬‬
‫ل ال اضي ي ا هي األجزاك ال ي لدى كارلسي ي ن ال ي ي رض في‬ ‫‪ -‬أنه لي‬
‫هذه "الن اذم ال اليادم" أن ا ت صيدى ل ا ترفالي ا‪ ،‬ف ذه الحجج لم تبيل لنا‬
‫يقا ال ض يم نظر م خا تم"‪.‬‬ ‫ل اذا تعد "نظر م كارلس ن في ا‬
‫ا في‬ ‫ا "ن اذم الي ييادم"‬ ‫باإلضي ييافم للا ذلا‪ ،‬أن هذه الحجج القائ م‬
‫ق‬ ‫ييالييم نجييا ييا‪ ،‬لم تحر أيييم تقييدم في ال جييا ‪ ،‬ك ييا أن ييا أخ قييد في تقييديم‬
‫تؤدي للا‬ ‫‪،‬‬ ‫ا نح خال‬ ‫بأن ا " حب م‬ ‫ل ثم ف ي جج ت صي ي ي ي ي‬ ‫بدي ‪،‬‬
‫ل ار أي خ م ليجابيم‪.‬‬
‫رى "نيييد هي نجر" ‪ Ned Hittinger‬أن الحجييم ال ي تبنيياهييا "كييارلس ي ي ي ي ي ي ي ن"‬
‫ا‬ ‫هذا الج ا اإليجابي‬ ‫ل د يم نظر ه في الج ا اإليجابي‪ ،‬هي جه تؤ ي ي‬
‫م‬ ‫" النظر يم ا دراكييم الع ييم" ‪ Scientific Cognitivism‬بياإلضي ي ي ي ي ي ييافيم للا "‬
‫ا‬ ‫يأخذ‬ ‫اإليك ل جيا ‪ Science of ecology‬هي جه جانب ا الصي ي ال ‪ .‬ف‬
‫ا "اإليك ل جيا " باإلضافم للا أن كارلس ن قد اخ أ ف م‬ ‫ادها‬ ‫هذه الحجه ا‬
‫م اإليك ل جيا " ب أنه لجأ للا الع م الس أ)‪.(83‬‬ ‫هدف "‬
‫يه‪ ،‬لذا ضي ي ي ي ي ي ييعنا في ا بارنا تأييده ل دراكيم الع يم‪ ،‬ال جؤ للا‬ ‫فقد كان‬
‫يي ييه أن يس ي ي ي ي ي ي ي بعي ييد قي يياربي ييم‬ ‫اإليك ل جيي ييا؛ فقي ييد كي ييان‬ ‫ر ‪ evolution‬لي‬ ‫ال‬
‫ر م‪،‬‬ ‫ر م‪ .‬لكل هذه ال قاربم ال‬ ‫يقا ذلا لصال ال قاربم ال‬ ‫اإليك ل جيا ل‬

‫‪55‬‬
‫مجلة وادي النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية – مجلة علمية محكمة‬
‫(‪)ISSN : 2536 - 9555‬‬

‫يقا ايجابيم‪ .‬نحل نس دف هنا تقديم‬ ‫تنسجم ع اقد ه ل "ا‬ ‫لس ك الحظ‪،‬‬
‫ر م ألن ا ت يز في ا نرى بأ ر ل‪:‬‬ ‫ال قاربم ال‬
‫بيأن يا ذات قي يم كبيرم ت ع ق‬ ‫‪ -‬أن بيا كيان يا تز يدنيا برؤي جيدييدم ت ص ي ي ي ي ي ي ي‬
‫يقيم ل بيعم‪.‬‬ ‫ا‬ ‫بالسصائ‬
‫ر م تس حق في ذات ا أن ن نا ل ا لذات ا)‪.(84‬‬ ‫‪ -‬أن ال قاربم ال‬
‫ي ي ي يقا اإليجابيم‪.‬‬ ‫جه "كارلس ي ي ي ن" ل عز زه ا‬ ‫ي ي ي ف نعرض‪ ،‬بال صي ي ييي‬
‫كارلس ن ‪.‬‬ ‫ا الد ر الرئيسي الذي ت عبه في أ ا‬ ‫ل ثم ال أكيد‬
‫ي ي ي يقا‬ ‫ي ي ييعه ل‬ ‫لقد نج كارلس ي ي ي ن في تقديم قاربم ايك ل جيه حك م‬
‫يد للا يد يا ثياب يم‪،‬‬ ‫البيتييم‪ .‬ذليا نيذ العيام ‪ 1981‬بر م أن ج يه العيا يم قيد‬
‫ا ذلييا بعض‬ ‫فيأ نييه قييام ب غيير بعض ت صي ي ي ي ي ي ييي ت هييذه الحجييم‪ ،‬قييد ي ي ي ي ي ي ييا ييده‬
‫ا أر ي م‬ ‫ظات ا ن قادات ال ي قد ا بعض ال عا يل عه الذي يأتي‬ ‫ال‬
‫دي ي ي ي ي ي ييديقه "ج يل بار ي ي ي ي ي ي ي نز" ‪ Glenn Parsens‬الذي ان ي ب ا ال اف للا‬
‫ن انه ‪ :‬الج ا ال ي ي ‪Functional Beauty‬‬ ‫اد ي ي ييدار ك ال ع ي ي ي رك جع‬
‫ر جه كارلس ي ي ن األ ي ييا ي يييم‬ ‫ا أنه حا لم ل‬ ‫ه الك ال الذي ي كل قراكته‬
‫يييع ن اق هذه الحجم‪ .‬حاجج "ج يل بار ي ي نز‬ ‫باإلض ييافم للا أنه يعد حا لم ل‬
‫بأنه ل ال كل ال ييز بيل فكرتيل أ ي ي ييا ي ي ييي يل في ا ي ي ي يقا كارلس ي ي ي ن السادي ي ييم‬
‫بال بيعم‪:‬‬
‫‪ -1‬ا دراكيم الع يم ‪. Scientific Cognitivism‬‬
‫يقا ال جبم ‪Positive easthetics‬‬ ‫‪ -2‬ا‬
‫بق ليه‪ :‬أن اإلدراكييم الع ييم هي قياربيم عييار يم‬ ‫ه ي سي ي ي ي ي ي يير هيذا ال ق‬
‫‪ normative‬ت ع ق بيال قيدير اإل ي ي ي ي ي ي ي يقي ل بيعيم‪ :‬فيجيا أن يس ي ي ي ي ي ي ي سيدم ال قيدير‬
‫اإل ي ي يقي ل بيعم‪ ،‬باإلشي ييارم للا الصي يييا م الع يم ال ع ات الع يم السادي ييم‬
‫ي ي يقيم ا نح دقيق‬ ‫ا‬ ‫بال بيعم أجزاك هذه ال بيعيم‪ .‬فنحل نقيم السصي ييائ‬

‫‪56‬‬
‫د‪.‬رضا كمال خالف‬ ‫دور االستطيقا في االستدامة اإليكولوجية‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية والتربوية‬

‫ا ض ي ي ي ي ي ي ي ك ال عرفيم الع يم‬ ‫ئم‪ ،‬لذا ق نيا ب يذا ال قييم اإل ي ي ي ي ي ي ي يقي ل بيعيم‪،‬‬
‫يقي ل بيعم )‪. (85‬‬ ‫ال ابع الع ي ل قييم اإل‬
‫ي يقي‬ ‫ا أن ال قييم ا‬ ‫قد كرر "كارلس ي ن" هذا ال عني ك ويرا‪ ،‬فنراه يؤكد‬
‫ا تك نه ال بيعم بال ع ‪ ، What it is‬الع م‬ ‫ل بيعيم‪ ،‬يجا أن ينصي ي ي ييرف للا‬
‫ا الحقيقم ‪.‬‬ ‫يه ال بيعم بال ع ‪،‬‬ ‫ه الذي يقدم لنا أفالي ي ي تصي ي ي ر ل ا تك ن‬
‫ز د "كارلسي ي ن" فكرته ضي ي و ا‪ ،‬بق له‪" :‬لذا كان ل الالي يير ري‪ ،‬لذا أردنا أن نقيم‬
‫نقدر ا ي ي يقا ال ل تصي ييني ات ال ن ن األ ا ال نيم ال قاليد ال نيم‪ ،‬فان ال قدير‬
‫ي ي ي ي ي يقي الص ي ي ي ييحي ل بيعم يق ال ي ي ي ييي أن ت فر لدينا عرفم بالبيتات ال بيعيم‬ ‫ا‬
‫عرفم األنسي يياق العنادي يير ال س م ال ج دم بداخ هذه البيتات‪ .‬فك ا‬ ‫ال س م‬
‫ييم ل نقييد‬ ‫ؤرخي ال ن ن بيياألد ات ال‬ ‫تز دنييا ال عرفييم ال س ي ي ي ي ي ي ي ييدم ل نقيياد ال ل‬
‫يياك ال بيعييم الييد ار ي ي ي ي ي ي ييات‬ ‫ي ي ي ي ي ي ي يقي ل ن ن‪ ،‬فييان ال عرفييم ال ي يز دنييا ب ييا‬ ‫ا‬
‫ييم‬ ‫ي يياك الجي ل جيي ييا ال ؤرخ ن ال بيعي ن تز دني ييا بي يياألد ات ال‬ ‫اإليك ل جيي ييم‬
‫يقي ل بيعم")‪.(86‬‬ ‫ل قدير ا‬
‫وهذه اإلدراكية العلمية تتكون من عدة أفكار متميزة‪:‬‬
‫يقيم ‪Aesthetics Cognitivism‬‬ ‫[‪ ]1‬اإلدراكيم ا‬
‫ي ي ي ي ي ي ي يقي ي ييم ب كرم "كين ي ييد‬ ‫ق ي ييد ت ي ييأثر ك ي ييارلس ي ي ي ي ي ي ي ن في ه ي ييذه اإلدراكي ي ييم ا‬
‫ال ن"‪ "Kendall Walton‬هي ال كرم ال ي بر ن ييا في العييام ‪ 1970‬نعني‬
‫ال ني‪ ،‬يق الي ييي أن نقي ه في‬ ‫ئم الصي ييحي ل ع‬ ‫ي ي يقي ال‬ ‫ب ا‪ ،‬أن ال قييم ا‬
‫د د "ال ق لم" ‪ Category‬ال ي ين ي للي ا هذا الع ‪ ،‬فان ال قييم اإل ي ي ي ي يقي‪-‬‬
‫ال ني الذي نسي ي دف تقيي ه‪ ،‬هذه‬ ‫يق ال ييي‪ ،‬ل ثم ت فر ال عرفم الساد ييم بالع‬
‫ا‬ ‫وادا‬ ‫د ار م تار و ال ل ‪ .‬ؤكد "كارلس ن" ا‬ ‫يا لخ‬ ‫ال عرفم نحص‬
‫ا ال بيعم‪،‬‬ ‫ي ي ي يقيم يجا أن ت بق‬ ‫ا أن اإلدراكيم ا‬ ‫ال ن ‪،‬‬ ‫فكرم كيند‬

‫‪57‬‬
‫مجلة وادي النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية – مجلة علمية محكمة‬
‫(‪)ISSN : 2536 - 9555‬‬

‫بيعيا‬
‫و‬ ‫ا النح اليذي ن بقيه نيد تقيي نيا لت يا ال نييم‪ ،‬ف كي نقيم ض ي ي ي ي ي ي ي و يا‬
‫دحيحا‪ ،‬يجا أن نقيم هذا ال ض في د د " بيع ه الحقيقيم")‪.(87‬‬ ‫و‬ ‫تقيي و ا‬
‫[‪ ]2‬ك يا ه الحيا ع ال ل‪ ،‬ييث يقيدم تيار و ال ل ال عرفيم الالي ي ي ي ي ي يير ر يم ال يم‬
‫ي ي ي يقي ل بيعم‪ ،‬يقدم ال ار و‬ ‫ال ني‪ ،‬ف ي ال قدير ا‬ ‫ل قييم الصي ي ييحي ل ع‬
‫بالنس ي ي ي ييبم"‬ ‫م الال ي ي ي يير ر م؛ فان الع م ال عاد ي ي ي يير ي‬ ‫ال بيعي ال عرفم ال‬
‫لكارلسي ي ي ن"‪ ،‬ال صي ي ييدر األك ر أه يم ل ذه ال عرفم الالي ي يير ر م‪ ،‬ؤدي هذا بنا‬
‫للا ال كرم ال ال م‪.‬‬
‫[‪ ] 3‬هي ال كرم السادي ي ي ي ي ييم بع م البي ل جيا‪ ،‬هي الع م األك ر أه يم ل يك ل جيا‪،‬‬
‫ل يك ل جيا ‪The all-‬‬ ‫ا أن ا العالم العي ي ي ييا‬ ‫عي ي ي ييير "كارلس ي ي ي ي ن" للي ا‬
‫‪.(88) encompassing science of ecology‬‬
‫ت عييا نظر ييه في "اإلدراكيييم الع يييم" د وار ح رو يا في ج ييه "األد ي ي ي ي ي ي ي يييم"‬
‫السادي ي ي ييم ب كرته األ ي ي ي ييا ي ي ي يييم ال انيم نعني ب ا "ا ي ي ي ي يقا ال جبم" ‪Positive‬‬
‫ا "أن ك العالم ال بيعي ج ي ‪...‬‬ ‫‪ Aesthetics‬ه ي ضي ي ي ي ي ي ي فكرته ب أكيده‬
‫بسصي ي ي ييائ‬ ‫فالبيتم ال بيعيم‪ ،‬ال ا لم ي س ي ي ي ي ا اإلنسي ي ي ييان أ يعبث ب ا‪ ،‬ت ص ي ي ي ي‬
‫دم‪،‬‬ ‫ا ي ي ييبي ال ا ‪ ،‬رشي ي يييقم‪،‬‬ ‫ضي ي ي يم أ ي ي ييا ي ي يييم‪ ،‬فال بيعم‪،‬‬ ‫ا ي ي ي يقيم‬
‫عي ي ييم‪ ،‬كتيبم‪ ،‬فاترم‪ ،‬باه م‪ ،‬نافرم‪،‬‬ ‫نظ م‪ ،‬رقيقم‪ ،‬ا يم‪ ،‬ان عاليم‪ ،‬ليسي ي ييد‬
‫بيعيم " يذراك‪ -‬بكر" هي‬ ‫جردم ل النك يم ال عم‪ ،‬ليس ي ي ي ي ي ي ييد ع ي ي ي ي ي ي ي ائييم‪ .‬فكي‬
‫ي ي يقي الصي ييحي ل عالم ال بيعي‬ ‫بايجا "خيرم ا ي ي يقيم"‪ .‬فال قدير أ ال قييم ا‬
‫ييالبم ل ا جرد كان حد د‪ ،‬أ أن ا‬ ‫ه في األ ييال أ كام ا ي ي يقيم جبم أ‬
‫كان ل ا)‪.(89‬‬
‫ي يقا اإليجابيم ل اإلدراكيم الع يم‪ .‬الحجم‬ ‫كارلسي ن ا‬ ‫قد ا ي س‬
‫ا ج م نظر خاد ي ي ييم ب بيعم الع م‬ ‫ال ي تربو بيل ال كرتيل‪ ،‬يبد أن ا ت أ ي ي ي ي‬
‫ا أن لج ك الع م للا‬ ‫عي ي ي ي ي ي يير او ق ويا ‪ ،‬ه يعبر ل فكرته ب أكيده‬ ‫با باره‬

‫‪58‬‬
‫د‪.‬رضا كمال خالف‬ ‫دور االستطيقا في االستدامة اإليكولوجية‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية والتربوية‬

‫ا أك ر عق ليم‬ ‫يس ي دف جع العالم ال بيعي يبد‬ ‫عينم ل السصييائ‬ ‫أن ا‬


‫ل قبيي النظيام‪ ،‬ا ن ظيام ال اتر ا نس ي ي ي ي ي ي يجيام ال ا ن‪،‬‬ ‫‪ ..‬هيذه السصي ي ي ي ي ي ييائ‬
‫نا لم يك ع ي ي ي‬ ‫ي ي ي قرار ‪ ...‬الو‪ .‬إذا كان‬ ‫ال تر‪ ،‬الص ي ي ي ار ‪ ،‬ال بات‪ ،‬ا‬
‫ا هييذه‬ ‫يياد‬ ‫سي ي ي ي ي ي يير هييذا العييالم بييا‬ ‫في العييالم ال بيعي‬ ‫هييذه السص ي ي ي ي ي ي ييائ‬
‫ه هدفه في جع العالم يبد لنا أك ر عق ليم)‪.(90‬‬ ‫‪ ،‬لم يكل ليحقق‬ ‫السصائ‬
‫ل‬ ‫ا خص ي ييائ‬ ‫تأكيدا ها و ا‬
‫ا هذا‪ ،‬ض ي يير رم أن يال ي ييع الع م و‬ ‫رتا‬
‫بيعيا‬
‫و‬ ‫قبي "ال دم‪ ،‬ال ا ن‪ ،‬اإلنسيجام" ‪ ،‬بعبارم أخرى لننا لكي ن سير ضي و ا‬
‫يير كا و تا و ا ل الالي ي ي يير ري أن نبيل كي أن هذا ال ض ي ي ي ي يسي ي ي يياهم في‬
‫ت سي ي ي ي و ا‬
‫ال دم‪ -‬ال ا ن ا نسجام )‪. (91‬‬
‫يم‪ ،‬ذلا ألنه يجع‬ ‫فاإليك ل جيا ليسي ي ي ي ي ي ييد فقو أك ر الع م البي ل جيم‬
‫ذلا الجزك ل العالم الذي‬ ‫ضي ي ه ه ك "ال حيو الحي ي" ‪ Biosphere‬ه‬
‫حي يا"؛ لكنيه يعيد "الن ذم البراديم"‬ ‫ي كل ل حييام أن ت جيد فييه "الكيائنيات الحييم‬
‫‪ Paradigm‬ل ذه الع م ألنه ي ال ل هذه األفكار ال ناهج ال سير م‪.‬‬
‫م "النسق اإليك ل جي‬ ‫في ا سدا ه ل‬ ‫فال كرم ال سرم ل يك ل جيا ت س‬
‫‪ ،Ecosystem‬ك يا يرى ال ؤرخ د نياليد ا ي ي ي ي ي ي ي ر ‪" Donald Waster‬أن هيذا‬
‫‪ ،‬أ ني ‪ Ecosystem‬قد تم ييكه في العام‪ 1935‬ب ال ي "آرثر تانس ي ي"‬ ‫ال ص ي‬
‫ح "ال ركز م البع ي ي يير م" ‪Anthropomorphic‬‬ ‫‪ Arthur Tansley‬ذلا ليح‬
‫ت سي ييير ك شي يييك ب غم القيم السبرات اإلنسي ييانيم‪ ،‬ركز م اإلنسي ييان‪ ،‬ال ركز‬
‫نذ هذا ال قد "ال كرم ال نظي يم ال ركز م"‬ ‫اإلنس ي ي ييان ‪ .‬قد أد ي ي ييب هذا ال صي ي ي ي‬
‫ل يك ل جيي ييا‪ ،‬ب ييا بي يياره ن ذ وجي يا "ل ي ييداخي ي الع ق ييات‪ ،‬أ الع ق ييات ال ي ييداخ ي ييم في‬
‫يقدم لنا ك و ل الظ اهر البي ل جيم ير البي ل جيم ل بيتم‬ ‫ص ي يي‬ ‫ال بيعم‪ ،‬ف‬
‫كيانا ا ودا)‪.(92‬‬
‫با بارها و‬

‫‪59‬‬
‫مجلة وادي النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية – مجلة علمية محكمة‬
‫(‪)ISSN : 2536 - 9555‬‬

‫ا هيذه ال ج يم ل النظر‪ ،‬تيدرل اإليك ل جييا الع قيات ال ي ييم‬ ‫يادا‬


‫و‬ ‫ا‬
‫"األنسي ي ي ي ي ي يياق اإليك ل جييم"‪ ،‬ت ق هيذه ال ج يم ل النظر ع نظر يم‬ ‫ال ي تؤ ي ي ي ي ي ي ي‬
‫"الكس ي ي ي ي ي ي ينيدر ف ن ه ب ليدت" ‪ Alexander Von Humboldt‬ال ي يرى في يا أن‬
‫ا "اإليك ل جييل" د ار ي ي ي ييم "ا نس ي ي ي ييجام أ ال ا ن الذي ي ن األنس ي ي ي يياق ال بيعيم‬
‫ا أنيه ي ال ي ي ي ي ي ي ي ل‪ ،‬ك يا أنيه‬ ‫يدت يا‪ .‬بيالنظر للا "أ يد األنس ي ي ي ي ي ي يياق اإليك ل جييم"‬
‫ين ي‪ ،‬األنسي ي يياق األخرى‪ ،‬فك نسي ي ييق ل األنسي ي يياق اإليك ل جيم" يك ن " ال ي ي ي ونا‬
‫دت ا‪ ،‬أنه لذا كان‬ ‫س وبا" في األنساق األخرى‪ ،‬هذا ه الذي ي ن ال بيعم‬
‫ذلا كذلا‪ ،‬فس ي ي ي ي ي ف يك ن باإل كان ت بيق هذا ال م ا ال س ي ي ي ي ي ات األ ا‬
‫ردا"‪ ،‬أ ني "ك ن"‬
‫تقيد و يا‪ ،‬أن ن م " كي ال حيو الحي ي" بيا بياره "نس ي ي ي ي ي ي يوقيا ا يد ن و‬
‫ل ي ي ي ي يﭬل ك" ‪ James Lovelock‬ا م "جايا"‬ ‫‪ ،Cosmos‬ه ا أ ق يه "جي‬
‫ا أن ا كائل نظم‬ ‫‪ Gaia‬ك م ي نانيم عناها األرض ‪ ،‬تعني تصي ر لترض‬
‫ذاتيا‪ ،‬ه تص ر بدي ل ص ر اآللي ال يكانيكي)‪.(93‬‬ ‫تنظي و ا و‬
‫قد تبنا كارلس ي ي ي ي ن في أ اله ال بكرم النظر م "ا ي ي ي ي يقيم الص ي ي ي ي ر م‪-‬‬
‫العييك يم" هي النظر م ال ي ترى أن الكي يات العييك يم الص ي ر م ل قبي "النظام‪،‬‬
‫ال ي نرى أن ا د ي ي ي ي ات‬ ‫ال رتيا‪ ،‬ا نسي ي ي ييجام ال ا ن" هي أن اط ل السصي ي ي ييائ‬
‫ل‬ ‫داد ب ا للا العالم ال بيعي‪،‬‬ ‫ي ي يييع هذه ال كرم ا‬ ‫ت يز ال ل الجيد‪ ،‬ثم قام ب‬
‫ي ي ي يقي‬ ‫يجا أن تس ي ي ي سدم في "ال قدير ا‬ ‫هذه السص ي ي ييائ‬ ‫ا أن ن‬ ‫ث م أكد‬
‫ي ي يقيم الص ي ي ر م‪ ،‬هي ذات ا‬ ‫ل بيعم"‪ .‬فان هذه الكي يات ال ي تؤكدها النظر م ا‬
‫ال ي‬ ‫ا اإليك ل جيا اك عيياف ا في ال بيعم‪ .‬فتن السصييائ‬ ‫الكي يات ال ي يجا‬
‫ال ي نع برها خصائ‬ ‫و ا بالنسبم لنا‪ ،‬هي ذات ا السصائ‬ ‫تجع العالم يبد‬
‫يقيا" أن ال س ييير الع ي ل بيعم ي ي ف يز دنا بال بررات ال سي ي ات‬
‫"جيدم ا ي ي و‬
‫ال ي نح اج ا ل د يم قاليم أن ك ال بيعم ج ي م")‪.(94‬‬

‫‪60‬‬
‫د‪.‬رضا كمال خالف‬ ‫دور االستطيقا في االستدامة اإليكولوجية‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية والتربوية‬

‫ي ي يقا ال جبم" أ ت زم ن ا‪ ،‬لكل الس ي يؤا‬ ‫فاإلدراكيم الع يم ت ال ي ي ل "ا‬


‫ه ‪ :‬ا هي الحجج ال ي قد ا آ ن كارلسي ي ن ل قارب ه في "اإلدراكيم الع يم" هي‬
‫يقي ل بيتات ال بيعيم؟‬ ‫ال قاربم السادم بال قدير ا‬
‫‪-1‬الحجااة األولى‪ :‬ه ييذه الحج ييم ت رض أن ه ييذه اإلدراكي ييم الع ي ييم تع رف بع ييدم‬
‫ال يياث ت بيل تق ييدير ال ل ل ج ييم تق ييدير ال بيع ييم ل ج ييم أخرى؛ ف ييذه‬
‫ا خ فات‪ ،‬في ا يرى كارلس ن دحيحم‪.‬‬
‫‪ -2‬الحجة الثانية‪ :‬هذه الحجم ت رض أن اإلدراكيم الع يم تسي ي ي ي ي ي ي م بأن ال اث ت‬
‫بيل تقدير ال ل ل ج م تقدير ال بيعم ل ج م أخرى هي أي و‬
‫الي ي ي ي ي ي يا ت اث ت‬
‫دحيحم‪.‬‬
‫ياك عنا‬ ‫ال‬ ‫‪ -3‬الحجاة الثاالثاة‪ :‬ت رض أن اإلدراكييم الع ييم تجع نيا قيادر ل‬
‫يز فر د‪ ،‬ذلا ل‬ ‫ا نح ف‬ ‫ي ي ي ي ي ي يقي ل بيعم‬ ‫ل ضي ي ي ي ي ي يم ال قدير ا‬
‫ي يقيم الساديم بال بيعم أ كا و ا‬ ‫تك ن األ كام ا‬ ‫ر ق لضي اك عنا لكي‬
‫دادقم‪.‬‬
‫ل‬ ‫ا اليدفيا‬ ‫‪ -4‬الحجاة الرابعاة‪ :‬ت رض أن اإلدراكييم الع ييم تجع نيا قيادر ل‪،‬‬
‫فكرم الج ي ييا اإليجي ييابي ‪ Positive‬هي ال كرم ال ي تعني أن ك ي ي ال بيعي ييم‬
‫ج يم ‪.‬‬
‫جم ا ي دفد ربو‬ ‫‪- 5‬الحجة الخامساة‪ :‬ت رض أن اإلدراكيم الع يم هي أفالي‬
‫ين ييا ل ال از ييات اجب ييات ت ز ن ييا بح يياي ييم الع ييالم‬ ‫ا ي ي ي ي ي ي ي يق ييا ال بيع ييم ب ييا‬
‫ي ا الحجم األخ قيم )‪.(89‬‬ ‫ال بيعي‪ ،‬هي جم ي كل أن ن ق‬
‫ي ي ي ي ي ي ي ف نناقش‪ ،‬في ا ي ي الحجج ال انيم‪ ،‬الرابعم السا سي ي ي ي ي ي ييم لم ا ل ذه‬
‫ل ا‪:‬‬ ‫ا أثير‬ ‫الحجج ل أه يم‪،‬‬
‫ي يا "اإلدراكييم‬ ‫منااقشاااااااااة الحجاة الثاانياة المماا لاة هي الحجيم ال ي تق م‬
‫الع يم" نحل هنا نسي ي ي ي ي ي ي سدم العرض الذي قد ه ‪، (2007) Glenn Parsons‬‬

‫‪61‬‬
‫مجلة وادي النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية – مجلة علمية محكمة‬
‫(‪)ISSN : 2536 - 9555‬‬

‫ي ا ا ي ي ي ي ييم‬ ‫هذه الحجم ي كل قارن ا بحجم أرن لد برلند )‪ ،(1992‬ال ي أ ق‬


‫جم بيرلند‬ ‫ي ي ف نع ييير للي ا في ال قرم ال ي كر ييناها له‬ ‫دم"‪،‬‬ ‫ي ي يقا ال‬ ‫"ا‬
‫ي ي ي ي ي ي ي يقي في كي‬ ‫ويدا ل قيدير ا‬ ‫يير‬
‫تعني أنيه يجيا ينيا أن نس ي ي ي ي ي ي ي سيدم ت سي ي ي ي ي ي ي وا‬
‫ض ات ال قدير ال كنم)‪.(96‬‬
‫ويتلخص عرض ‪ Parsons‬فيما يلي من خطوات‪:‬‬
‫‪ -1‬أن األ كام اإل ي يقيم الساديم ب ضي ات ال ل‪ ،‬هي أ كام خاضيعم ل عايير‬
‫عيار م ‪.Normative Standards‬‬
‫لنيا ب قيديم‬ ‫ي ي ي ي ي ي ي يقي يس ي ي ي ي ي ي ي‬ ‫‪ -2‬لذا كيان قب لنيا ل ج يم نظر عينيم في ال قيدير ا‬
‫ل ال ل ال بيعم فس يييك ن لدينا‪ ،‬ل‬ ‫ي ي يقي لك‬ ‫اث م ل قدير ا‬ ‫ت س يييرات‬
‫هذه ال ج م ل النظر‪.‬‬ ‫ثم‪ ،‬س غ لقب‬
‫ا أن األ كام اإل ي ي يقيم السادي ييم بال بيعم‪ ،‬هي‬ ‫‪ -3‬لن اإلدراكيم الع يم تؤكد‬
‫أ كام خاضعم ل عايير عيار م‪.‬‬
‫اإلدراكيم الع يم )‪.(97‬‬ ‫س غ لقب‬ ‫‪ - 4‬لذن‪ ،‬لدينا برر‬
‫مناقشة الحجة الرابعة التي تقوم عليها اإلدراكية العلمية ‪:‬‬
‫‪ -1‬هيذه الحجيم‪ ،‬ت رض أن ج يم النظر ال ي ترى أن " ق ت الع م" ضي ي ي ي ي ي يير ر يم‬
‫ي ي يقي الس ي ييديد ل بيعم هي ج م نظر تد م‪ ،‬بأفال ي ي د ي ي رم‪،‬‬ ‫ل قدير ا‬
‫"ر يياي نييا" ل عييالم ال بيعي ي كل‬ ‫فكرم أن كي ال بيعييم ج ي ييم‪ .‬فيأن "اه ييا نييا"‬
‫أن تن ج ل فكرم أن ك ال بيعم ج ي م‪.‬‬
‫سي ي ي يير البعض دم ر اي نا ل عقارل الحيات العناكا بعض ي ي ي ي ات العالم‬ ‫‪-2‬‬
‫ق ت ير دي ي ي ي ي ي ييادقم‬ ‫ال بيعي بأنه يرجع للا أن لدراكنا قد يك ن في د د‬
‫ير قيقيم ‪.‬‬
‫ل ن قادات السي ي بيم‬ ‫‪ - 3‬كارلسي ي ن يقدم اإلدراكيم الع يم با بارها الع م الناج‬
‫ال ي ج د للا ج ا العالم ال بيعي ‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫د‪.‬رضا كمال خالف‬ ‫دور االستطيقا في االستدامة اإليكولوجية‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية والتربوية‬

‫ي كل لك ال بيعم أن تق ر‬ ‫قد قدم كارلسي ي ي ي ي ي ي ن أربعم ي ي ي ي ي ييب ل بيل كي‬


‫ان قاداتنا الس بيم السادم بالعالم ال بيعي‪:‬‬
‫‪ - 1‬با كاننا أن نبرهل‪ ،‬إن كان ذلا بص ي رم ير باش يرم‪ ،‬في د ي رم قيال؛ بأن‬
‫هناك أ كا و ا ا ي ي ي ي ي ي ي يقيم‬ ‫يقيا‪ ،‬ف ي‬
‫تقدير ا ي ي ي ي ي ي ي و‬
‫وا‬ ‫تقدير ال بيعم لي ‪ ،‬بحا‬
‫بيم‪.‬‬
‫يقيا" ‪ ،‬ذلا‬
‫‪- 2‬با كاننا أن نؤكد ا أنه ينبغي أن نحكم ا ال بيعم ا ي ي ي ي و‬
‫ألن هذه ال بيعم البكر " ي ي ي ي ي ي ييا يم‪ -‬ج ي م"؛ أ ني أن هذه ال بيعم خارم ن اق‬
‫تسالع لسي رتنا‪.‬‬ ‫أ كا نا‬
‫ا أنييه لذا كييانييد ال بيعييم قييد خ ق ييا السييالق‪ ،‬الييذي بحكم‬ ‫‪ - 3‬ي كننييا أن نؤكييد‬
‫بيم‪.‬‬ ‫بكي يات ج اليم‬ ‫اهي ه كا ‪ ،‬ف ي جد في ال بيعم ا ي ص‬ ‫تعر ه‬
‫ي ي ي ي ي ي ي يقي اإليجيابي‪،‬‬ ‫ا ال قيدير ا‬ ‫يد د و يا‬ ‫‪ -4‬لن ت ر الع م ال بيعييم قيد ا‬
‫ال ا ن ‪ ...‬الو‪ ،‬هي‬ ‫ا نسي ي ي ي ي ييجام‬ ‫ذلا با ي ي ي ي ي ي سدام ق ت النظام‬
‫ال ق ت األ ا يم في ا ك عافات ال ي دثد في العالم ال بيعي)‪.(98‬‬
‫مناقشة الحجة الخامسة‪ :‬الحجة األخالقية ‪The Ethical Argument‬‬
‫لن الحجيم السيا سي ي ي ي ي ي ييم ال ي قد د اإلدراكييم الع ييم هي الحجيم األخ قييم‪،‬‬
‫هذه اإلدراكيم الع يم‪ ،‬ي فر لنا ل كانيم رفض‬ ‫فنرى أن كارلس ن يعير للا أن قب‬
‫ئ م ألخ قيات البيتم‪ .‬فان ا ي ي ي ي يقا البيتم ت ا ى ع أخ ق‬ ‫األ ي ي ي يياليا ير ال‬
‫البيتم في الرفض الناتج ل ارتبا ا بأ ي ي ي ي ي ي يياليا ال ركز م األن ر ل جيم في ال قدير‬
‫كيان يا‪ ،‬هيذه‬ ‫األخ قي ل عيالم ال بيعي‪ ،‬أن تيأخيذ الن ياذم اإلرش ي ي ي ي ي ي ييادييم األخرى‬
‫الن اذم تك ن س دم ل البيتم الع م ال بيعيم‪.‬‬
‫ا النح ال الي‪:‬‬ ‫‪ Parsons‬جم كارلس ن األخ قيم‬ ‫س‬

‫‪63‬‬
‫مجلة وادي النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية – مجلة علمية محكمة‬
‫(‪)ISSN : 2536 - 9555‬‬

‫لنا با كانيم تحقيق‬ ‫ي ي ي يقي يسي ي ي‬ ‫‪ -1‬لذا كان قب لنا ل ج م نظر عينم ل قدير ا‬
‫سي ي ي و ا لقب‬ ‫برر‬
‫ا نح أفالي ي ي فان لدينا وا‬ ‫ال اجبات ا ل از ات الس قيم‬
‫هذه ال اج م ل النظر‪.‬‬
‫ياييم ال بيعم‬ ‫ا‬ ‫‪-2‬لذا قب نيا اإلدراكييم الع ييم‪ ،‬فس ي ي ي ي ي ي ي ف نك ن أفال ي ي ي ي ي ي ي قيدرم‬
‫البكر‪ -‬األ ار ‪ -‬الق ا ‪.‬‬
‫قيا ي ز نا بح ايم هذه ال بيعم البكر‪.‬‬
‫اجبا أخ و‬
‫‪-3‬لن ينا و‬
‫برر س و ا لقب اإلدراكيم الع يم )‪.(99‬‬
‫‪-4‬لذن‪ ،‬لدينا وا‬
‫نقد يوريكو سايتو لفكرة كارلسون في الجمال اإليجابي‪:‬‬
‫ا "اإلدراكيييم" ‪ ،Cognitivism‬أ ني أن‬ ‫ع كييارلس ي ي ي ي ي ي ي ن‬ ‫ت ق ي ي ي ي ي ي يياي‬
‫ات" الص يييا ات الصي ي ر م ض يير ر م لبناك اإلدراك ال قدير‪،‬‬ ‫"ال صي ي رات" "ال‬
‫ال عي ي رك أ " ق ت ال لك ر" با بارها "ال ح ر‪-‬‬ ‫ا الح‬ ‫لكل يياي ت ركز‬
‫ا األ ييا ير األدل الع ييعبي الس ييرديات‪،‬‬ ‫الج هر" تركز يياي ‪ ،‬ب جه خاص‪،‬‬
‫ح ر ال قدير ال بيعي ‪.‬‬ ‫ترى أن ا‬
‫ي ي ي ي يقا اإليجابيم ال جبم‬ ‫ض ي ي ي يا زد وجا لحجم ا‬
‫قد قد د ي ي ي يياي ا ار و‬
‫‪:Positive‬‬
‫ل ير ال س ي ي ي حسي ي ييل‪ ،‬بالنسي ي ييبم ل بعي ي يير‪ ،‬أن يقدر ا‬ ‫‪ -1‬قد يك ن ل ير ال قب‬
‫ل ال كل تحقيق " سي ي ي ييافم‬ ‫جبا "الك ار ال بيعيم"‪ ،‬لي‬
‫و‬ ‫يقيا‬
‫تقدير ا ي ي ي ي و‬
‫وا‬
‫جبا‪.‬‬ ‫و‬ ‫تقدير‬
‫ال بيعم وا‬ ‫يك ل جيم" لكي نقدر بعض خصائ‬
‫يقيا‬ ‫‪ -2‬قد يك ن ل ير ال س ي حسييل خ وقيا‪ ،‬بالنسييبم ل بعيير‪ ،‬أن يقدر ا وا‬
‫تقدير ا ي و‬
‫هذه الك ار ال بيعيم تس ي ي ي ي ييبا آ و ا‬ ‫ليجابيا الك ار ال بيعيم‪ ،‬ذلا ألن‬‫و‬
‫ئم بالال ي ي ي يير رم‬ ‫يك ن ل ال نا ي ي ي ييا أ ال‬ ‫عانام قا ي ي ي يييم ل نال‪ ،‬بحيث‬
‫يقيا بالر م ل أن ك الظ اهر ال بيعيم ل ا كان ا‪ ،‬فان‬
‫قدير ا ي ي ي و‬
‫تقديرها ت وا‬
‫قي ا ا ي ي يقيم ال كنم‪ ،‬ت ض ييع د و ا ا ال حا‪ ،‬ذلا بس ييبا اه ا اتنا‬

‫‪64‬‬
‫د‪.‬رضا كمال خالف‬ ‫دور االستطيقا في االستدامة اإليكولوجية‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية والتربوية‬

‫الس قيم باأللم ال عانام الصي ي ي ييع بات ال ي تسي ي ي ييبب ا هذه الظ اهر ل بعي ي ي يير ‪ ،‬فان‬
‫قيم‬ ‫ي ي ي ي ي ي ي يقيييم ل بيعييم القي ييم الس قيييم ل بيعييم هي‬ ‫الع قيم بيل القي ييم ا‬
‫ضع ا ه ام)‪.(100‬‬ ‫ينبغي أن ت ضع‬
‫ي ي يقي ل قي د ن ف‬ ‫ال دف الذي تسي ي دفه يياي ه "تحر ر الس ال ا‬
‫ي يقيم تك ن‬ ‫بارات ا‬ ‫أن ا‬ ‫عيل ل ال ض ي ات أ السبرم‪ ،‬ت ضييي كي‬
‫جذرم بع ق‪ ،‬ك ا أن ا ي ي ي ي ييائدم ذائعم في الع ي ي ي ي ييت ن الدني م لحياتنا‬ ‫حص ي ي ي ي يينم‬
‫ي ي ي ي ي ي ي يقي ا ي ي ي ي ي ي ي عادته للا كانه‬ ‫أن أق م ب جديد الس ال ا‬ ‫الي يم‪ ،‬إني آل‬
‫فقو في "تع ي ييكي نا د ي يييا نا‪،‬‬ ‫ال بيعي في ياتنا الي يم‪ ،‬أن أؤكد كان ه‪ ،‬لي‬
‫أيالا تعكي العالم ديا ه")‪.(101‬‬
‫إن ا و‬
‫تعقيب على موقف آلن كارلسون من استطيقا اإليكولوجيا‪:‬‬
‫"ا نس ي ييجام"‬ ‫"النظام"‬ ‫[‪ ]1‬بالر م ل تسي ي ي ي نا بأن كي يات ل قبي "ال دم"‬
‫هذه‬ ‫لنا‬ ‫يقيم جبم‪ ،‬أن اإليك ل جيا تبيل كي‬ ‫"ال ا ن" هي كي يات ا‬
‫الكي يات ت يز بالال يير رم انس ييا وقا أيك ل جيم‪ .‬فأن الحد د ال سي ي سد م في العبارم‬
‫السي ي ي ييابقم ل س ي ي ي ي يم تحديد خصي ي ي ييائ ال بيعم هي د د ا الي ي ي ييم ليسي ي ي ييد‬
‫ل ثم فيالحجيم ال قيد يم ل يد يم هيذا ال ا ي بيل ال ل ل ج يم‬ ‫اض ي ي ي ي ي ي يحيم ‪،‬‬
‫في تحقيق يا‬ ‫"ال بيعيم" ل ج يم أخرى جيم ير ي ي ي ي ي ي ييدييدم ك يا أن يا تس‬
‫اإليك ل جيا‪ ،‬ي كل أن‬ ‫ا ي ي ييبي ال ا ‪ ،‬لي‬ ‫ي ي ي يقا‬ ‫تسي ي ي دفه‪ .‬ف ا ن ا‬
‫ي يقي‬ ‫ظ ل كان آلخر‪ ،‬فال ا ن ا‬ ‫شيا‪ ،‬بحسيا تحرك ال‬ ‫يس ي‬
‫ا‬ ‫يعني ن‬ ‫اث م ل عنادي ي ي يير في ال جا البصي ي ي ييري‬ ‫ب عنا ال رتيبات ال‬
‫اد العالي ي ال ابد ال ي ي ‪.‬‬ ‫يعنيه "ال ا ن اإليك ل جي" ب عنا دي ر ا‬
‫ف ذه الحد د في جا ال ل تعي ي ي ي ييير للا الكي يات الصي ي ي ي ي ر م "العي ي ي ي ييك يم"‪ ،‬ف ي‬
‫ظ ييا‬ ‫ظ ير ال ييدرل نسي ي ي ي ي ي ييب وي يا أن ي‬ ‫كي ي ييات تجر بي ييم ياهرم‪ ،‬ي كل ل‬
‫درك ا ا نح باشيير‪ ،‬لكل هذه الحد د تعييير في جا اإليك ل جيا‪ ،‬للا‬

‫‪65‬‬
‫مجلة وادي النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية – مجلة علمية محكمة‬
‫(‪)ISSN : 2536 - 9555‬‬

‫ي يي ييم‪ ،‬ف ي كي يي ييات نظر ي ييم ي كل أن تح ي ييام للا قي ييدر كبير ل‬ ‫كي يي ييات‬
‫رل")‪.(102‬‬ ‫ال در ا لرؤ ا إدراك ا‪ ،‬ف ي تح ام للا " يل خبير‬
‫ي ي ي ي ي سدام الغا ض‬ ‫اا‬ ‫اد جم كارلس ي ي ي ي ي ن ال بكرم‬ ‫ل ثم‪ ،‬فانه با‬
‫ي يقا ال ضيعيم‬ ‫ير ال اضي ل ذه الحد د الج هر م ال ا م‪ ،‬يجع ا ي نباط ا‬
‫‪. invalid‬‬ ‫ير دحي‬ ‫ل اإلدراكيم الع يم ا نباط‬
‫كل قراكم ك ال الج ا ال ي ي الذي ك به كارلس ي ي ي ي ي ن با ش ي ي ي ي ي ارك ع‬ ‫[‪] 2‬‬
‫ي ي سدام‬ ‫ع ييك م ا‬ ‫حا لم ل جا‬ ‫ا أنه في جانا نه‬ ‫ج يل بار ي ي ن ‪،‬‬
‫ر نظر م‬ ‫ال ب م الغا ض ل حد د‪ ،‬ال ج د في جم كارلسي ي ي ي ن ‪ ،‬ذلا ب‬
‫ظ هن ييا‪ ،‬أن "الج ييا ال ي ي" ي كل‬ ‫كنن ييا أن ن‬ ‫في الج ييا ال ي ي ‪.‬‬
‫ي ييم‬ ‫ف ييه ب ييا ب يياره النظر ال ييدقيق في ال ي ييم"‪ ،‬فق ييد يياجج اإلثن ييان ب ييأن‬
‫ي ي ي ي يقيم أ أن كي يات العي ي ي يييك‬ ‫م لكي ياته ا‬ ‫العي ي ي يييك ي كل أن تك ن‬
‫ط‬
‫ل ش ي ي يييك يرتبو ارتبا و‬ ‫ي ا‬ ‫ي ي ي ي يقيم ي كل أن تنب ق ‪ emerge‬ل‬ ‫ا‬
‫سدام" أ "الغايم")‪.(103‬‬ ‫"ال دف"‪" ،‬ا‬ ‫"الغرض"‬ ‫ي ويا ب ي ه‪،‬‬
‫ا الع قييم الج انيييم ‪ internal‬بيل‬ ‫لن تص ي ي ي ي ي ي ي رنييا ل ج ييا ال ي ي يؤكييد‬
‫عين ييم‬ ‫جرد‬ ‫ال ي ييم ل ج ييم ال ق ييدير الج ييالي ل ج ييم أخرى‪ .‬ف ي‬
‫ال يا أن تك ن هذه السصييائ‬ ‫ج ي م جذابم‪ ،‬إن ا تصييادف أي و‬ ‫يزم ل د‬
‫عينم‪ ،‬ت سي ي ييم بأن ا‬ ‫ي يم" ب لنه ل األفالي ي ي ل ق نا أن ي ي ي ات أ خصي ي ييائ‬
‫ي ييم عينييم تن ض ب ييا‪ .‬ب ييذا‬ ‫جييذابييم‪ ،‬ألن ييا‪ ،‬في جييان يا ن ييا‪ ،‬ت ييا أ تح‬
‫ي م ال ض )‪.(104‬‬ ‫ال عنا‪ ،‬فان تص رنا ل ج ا ال ي ي ينب ق ل‬
‫يم‬ ‫ا ي ي ي ي يبي ال ا ‪ ،‬ل‬ ‫عرفم‪،‬‬ ‫ا ذلا‪ ،‬أن تحصي ي ي ي ييي‬ ‫رتا‬
‫ي‬ ‫ي ي ي ي يقي ل ذا الحي ان‪،‬‬ ‫د م تقديرنا ا‬ ‫عد أ يعز‬ ‫ي ان ا ‪ ،‬قد يبد‬
‫صي يير له ل الص ي ي ر ال ئقم ال نا ي ييبم ال يبم ل ض ي ي‬ ‫لنا بأن نس ي ي ع ب ا‬
‫الذي ت بدى فيه هذه الص ر)‪.(105‬‬

‫‪66‬‬
‫د‪.‬رضا كمال خالف‬ ‫دور االستطيقا في االستدامة اإليكولوجية‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية والتربوية‬

‫ال ي ي ي م" ال قص ي ي ي د‬ ‫"ال‬ ‫كل أن يقا الع ي ي يييك ن س ي ي ييه ل السص ي ي ييائ‬
‫ال بيعي ‪ ،‬األنساق اإليك ل جيم‪:‬‬ ‫ير ناشتم بالن‬ ‫السصائ‬
‫السادي ييم بالعنادي يير ال عددم ال ي ي كل لدراك ا لنسي ييق‬ ‫لن عرفم ال ائ‬
‫ائيا‪ ،‬أ أك ر " دم"‪،‬‬ ‫ل أنسيياق اإليك ل جيا‪ ،‬ي كل أن تجع ه ن ظ و ا أ يبد ع ي و‬
‫يدير‬
‫ذل ييا خ وفي يا ل ييا ي كل أن يظ ر ي ييه‪ .‬بعب ييارم أخرى‪ ،‬ي كل أن ت نحن ييا تق ي وا‬
‫يقيا س و ا "أ أك ر ايجابيم" ل ض ()‪.(106‬‬ ‫و‬ ‫ا‬
‫ب ذا ي كننا أن نق لن ا ي ي ي ي ي يقا اإليك ل جيم ال ي قد ا كارلسي ي ي ي ي ن‪ ،‬قد‬
‫ا نح ي جنيا ظياهر‬ ‫أ ييد تقيدي يا في ل يار يد د الج يا ال ي ي ‪ ،‬ذليا‬
‫ي ا ال بالغم في‬ ‫الغ ض ال ي كاند تحيو بالصي ي ي ي يييا م ال بكرم‪ ،‬ال ي كان يغ ا‬
‫الص ر م‪ ،‬العك يم)‪.(107‬‬
‫قد قام كارلسي ي ي ي ن ب كرار هذا ال عنا بق له لن اإليك ل جيا تق م بالال ي ي يير رم‬
‫ت عا الكيانات العال ي ي ي م‪،‬‬ ‫ي يم عينم في ت سي ي يييرها لكي‬ ‫با ي ي ي سدام تص ي ي ي رات‬
‫ا ا نس ييجام ال ا ن لتنس يياق‬ ‫الظ اهر ال بيعيم األخرى‪ ،‬د وار ها و ا في الح ا‬
‫األيك ل جيم األكبر؛ هذه ال ص ي ي ي ي رات ال ي يم ذات ا‪ ،‬تعد ضي ي ي يير ر م لس ع الج ا‬
‫ل ثم‪ ،‬لذا كاند اإليك ل جيا تعز هذه‬ ‫س ي ي ي ي ي دف؛‬ ‫ض ي ي ي يي‬ ‫ا أي‬ ‫ال ي ي‬
‫ئ و يا‪ ،‬تك ن‬ ‫الكي يييات ل بيعييم فييان ال بيعييم‪ ،‬في ييا ف ييا ف و يا دي ي ي ي ي ي ييحي وح يا‬
‫"ج ي م ي ويا" ‪.(108) Functionally Beautiful‬‬
‫نجانا الصي ي ي ي ي ي ال‪ ،‬ل ق نا لن هذه اإل ادم ال ي قد ا كارلسي ي ي ي ي ي ن‬ ‫لكننا‬
‫بار ي نز ‪ ،‬قد أدت للا بالغم في ال بسيييو لحجم الج ا ال ي ي ؛ ف ي الحجم‬
‫ال ي ت ال ي ي ي ي ي ي ي ل ني يياقع ي ي ي ي ي ي ي ييات ألن ا عي ييددم ل ي ييائ ت يز أن ا و ي يا س ي ييم ل‬
‫م‬ ‫ال ض ات‪ .‬قد أدى هذا باإلثنيل للا ديا م تحديد هام ا تص ر أ‬
‫يقا ال د يم ‪:‬‬ ‫ا‬

‫‪67‬‬
‫مجلة وادي النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية – مجلة علمية محكمة‬
‫(‪)ISSN : 2536 - 9555‬‬

‫يائ ‪ ،‬ل أن‬ ‫خ وفيا ألجزاك ال بيعيم ير الحييم‪ ،‬ال ي بيالر م ل أن ل يا‬
‫ا خيارجي‪ ،‬فيان الكيائنيات الحييم ي كن يا‪ ،‬في ال قيابي ‪ ،‬أن ت ع ي ي ي ي ي ي ي في أداك‬ ‫د رهيا‬
‫ِّ‬
‫ييائ ييا ال ي تم "ان س يياب ييا ت رو يا"‪ ،‬ذل ييا بس ي ي ي ي ي ي يب ييا األ راض األ بت ييم‪،‬‬ ‫إنج ييا‬
‫هذا‪ ،‬فان هذه الكائنات الحيم ي ي ي ي ي ف‬ ‫ند ا يحد‬ ‫أ الس أ ال ك ني‪.‬‬ ‫الح اد‬
‫ل ثم " تصي ي ييب قبيحم"‬ ‫نا ي ي ييبم ل قيام ب ي ا‪،‬‬
‫تظ ر ا أن ا ليسي ي ييد ك وؤا أ‬
‫يينا" "تج ي و " ل قال يييم األد ي يم‪،‬‬
‫‪ ،Ugly‬ع ذلا‪ ،‬فبالر م ل أن هذا يعد "تحس ي و‬
‫فانه ل ال اضي ي ي ي ي أن ك و ل بار ي ي ي ي ي نز كارلسي ي ي ي ي ن ‪ ،‬ي از ن ي كران في أن‬
‫ل ثم تعرض لنا "ج ا و‬ ‫ي ي ظيم‪،‬‬ ‫ت از تق م ب كا‬ ‫ال بيعم األد ي ي ي ي ي ي يم‬
‫ي ويا ظي و ا")‪.(109‬‬
‫ييدم‬ ‫ي ي ي ي ي ي ي غراق‪ -‬ييدم ال ياهي"‪،‬‬ ‫لن الن ذم الع ي ي ييد م فكرم " ييدم ا‬
‫اإل ا م باإل كانيات ال ر دم ال ي تقد ا البيتم ال بيعيم‪ .‬فقد ا ي ي ي ي بقا "كارلس ي ي ي ي ن"‬
‫في ن ذجه ال ظاهر ال أ يم‪ -‬العق نيم ال ي تد م فكرم ال سيافم فكرم ال جرد‬
‫‪. Disinterested‬‬
‫لكل في ال قاب يحاجج بيرلند ‪ -‬ك ا ي يينبيل ند رض ي يينا ل سي ي ي ه‪ -‬بأن‬
‫ا في ي ي ي ي ييياق‬ ‫‪،‬‬ ‫ي ي ي ي ي يقي خا‬ ‫"ال جرد العق ني ال ق يدي" الساص بال قدير ا‬
‫ي يقيم‪،‬‬ ‫ا أن "ال اهي الحسييي" ي نا ييا ب ض ي ح ع ال قاربم ا‬ ‫ال ل‪ .‬ؤكد‬
‫ك ا ي نا ا ع تقدير ال بيعم با بارها بيتم‪.‬‬
‫ا‬ ‫لن كارلس ي ي ي ي ي ن قد قدم لنا ا ي كل أن نص ي ي ي ي ي ه بأنه " بالغم في ال أكيد"‬
‫ي يقيم ل بيعم‪ ،‬بالر م ل أن ال عرفم الع يم‬ ‫ي جابم ا‬ ‫ال الي ن ال عرفي ل‬
‫ل ال اضي‬ ‫الدهعييم‪ .‬ف ي‬ ‫ي‬ ‫بحا ا‬ ‫هي نق م البدك في ال قدير؛ ال دف‬
‫ي ي يقي؛‬ ‫نا ن ا" ل قدير ا‬ ‫"‬ ‫لنا أن تك ن هذه ال عرفم الع يم "ضي يير ر م"‬
‫ا اإلدراك العيع ر‪ ،‬باإلضيافم للا أن هذه‬ ‫ي يقيم يع د‬ ‫فاك عياف الكي يات ا‬
‫ال عرفم الع يم ي كل أن تص ي ي ييرف ا ن باه ل تقدير الكي يات اإلدراكيم الحس ي ي يييم‪،‬‬

‫‪68‬‬
‫د‪.‬رضا كمال خالف‬ ‫دور االستطيقا في االستدامة اإليكولوجية‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية والتربوية‬

‫ي ي ي ي ي يقي تجذبه في ال قاب للا "الن ذم الذهني‬ ‫ا ن باه ل ا‬ ‫ل ثم تح‬


‫ل ن باه"‪.‬‬
‫يس ي ي ي ي ي ي ي يدف ا تجياه نح ال قياربم‬ ‫ظ هنيا أن هيذا النقيد‬ ‫لكل يجيا أن ن‬
‫العي ييك يم ‪ formalism‬؛ هذه ال قاربم ال ي تس ي ي دف "ا ي ي بعاد ك د ي ي ر ال عرفم"‪،‬‬
‫ل ال عرفيم ‪-‬‬ ‫ا أنيه ل الس يأ أن نجعي أي ن‬ ‫إن يا ال يدف هنيا ه ال يأكييد‬
‫يقي ل بيعم)‪.(110‬‬ ‫خادم ال عرفم الع يم‪ -‬هي "البراديم" ال نا ا ل قدير ا‬
‫"أرن لد بيرلند"‬ ‫"آ ن كارلسي ي ي ي ي ي ن" نعرض ل ق‬ ‫بعد أن رض ي ي ي ي يينا ل ق‬
‫ق‬ ‫جيذرويا ل‬ ‫قو يا يس‬ ‫يقي أه ييم ل كيارلس ي ي ي ي ي ي ي ن ييث يقيدم لنيا‬ ‫اليذي‬
‫"كارلس ن"‪.‬‬
‫ا النظرم " ير ال عرفي ي ييم" ‪Non-‬‬ ‫ق ي ييارب ي ييم أرن ل ي ييد بيرلن ي ييد‬ ‫ت ي ييأ ي ي ي ي ي ي ي‬
‫ي ي ي ي ي ي ي غراق‬ ‫ي ي ي ي ي ي ي يقيم ت جد في ا‬ ‫‪ cognitivism‬ال ي ترى أن اهيم السبرم ا‬
‫يقي ع ال بيعم العالم‪.‬‬ ‫"ال اهي" ا‬
‫اضحا عن موقفه‪ ،‬فيما يلي‪:‬‬
‫تعبيرا و ً‬
‫ً‬ ‫ونجد لدى "أرنولد بيرلنت"‬
‫تحيو بنا فحسي ي ي ي ييا‪ ،‬ب لن ا‬ ‫دم حد دي ه‬ ‫" أن ن ائيم العالم ال بيعي‬
‫ا اإل س ي ي ييال بالحد د‬ ‫بنا تح نا تسي ي ي ي غرقنا‪ .‬ف س ي ي يينا فقو ير قادر ل‬ ‫تسي ي ي ي‬
‫ا أن ن ص ي ي ي ي أ "نبعد"‬ ‫قم ال ن ائيم في ال بيعم‪ ،‬إن ا نحل ير قادر ل‬ ‫ال‬
‫ل ييا ه "ج اني"‪،‬‬ ‫العييالم ال بيعي ل أن س ي ي ي ي ي ي ينييا‪ .‬فييادراك البيتييات ل "الييداخي "‬
‫ننظر للي ييا إن ييا نك ن‬ ‫يييه هييذه البيتييات؛ أ ني أننييا‬ ‫ا النح الييذي تك ن‬
‫" جا "‪ ،‬نعيش فيه؛‬ ‫بداخ ا في د ي ي ي ي ي ي ا‪ .‬ف ذه ال بيعم قد تح لد للا "أفق"‬
‫ظيل‪ ،‬لكل ب ييا ب ييارن ييا " عي ي ي ي ي ي ي يياركيل"‪" ،‬فعي ياليل"‪ ،‬ف ييال ييد ل ييم‬ ‫ب ييا ب ييارن ييا‬ ‫لي‬
‫ي ي ي غراق‪ ،‬ال اهي الحس ي ي ييي ع العالم‬ ‫ي ي ي يقيم لك األ نم هي "العع ي ي ييق‪ ،‬ا‬ ‫ا‬
‫ال بيعي")‪.(111‬‬

‫‪69‬‬
‫مجلة وادي النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية – مجلة علمية محكمة‬
‫(‪)ISSN : 2536 - 9555‬‬

‫ي ي ي ي ي ي ي يقي نيد أرن ليد بيرلنيد يع ي ل شي ي ي ي ي ي ييأن ال عيالييم لي‬ ‫فيال ياهي ا‬
‫ليجاد ال سافم أ البعد‪.‬‬ ‫غراق لي‬ ‫الس بيم؛ ا‬
‫ق ه ال عرفي ‪ Non-cognitivism‬بق له‪ :‬لن‬ ‫ض ي ي ي ي ي أرن لد بيرلند‬
‫يييه في‬ ‫ا النح الييذي هي‬ ‫لدراك البيتييم ل الييداخ ي "الج اني"‪ ،‬أ ني لدراك ييا‬
‫ييتا‬
‫ينظر للي ا‪ ،‬إن ا جس ييد في ا‪ ،‬فال بيعم هنا تص ييب ش ي و‬ ‫قيق ا؛ هذا اإلدراك‬
‫س و ا ل غايم؛ فقد تح لد للا " جا " نحيا فيه با بارنا عي ي ي ي يياركيل‪ ،‬فعاليل لي‬
‫حيز‬ ‫ال جرد ال‬ ‫ي ي يقيم لك األ نم ليسي ييد هي "ال أ‬ ‫ظيل‪ .‬فالد لم ا‬
‫ي ي ي ي غراق الحس ي ي ييي في العالم ال بعي الذي‬ ‫النز م" إن ا "ال اهي ال ام الك ي"‪ ،‬ا‬
‫ير شائعم")‪.(112‬‬ ‫يص للا السبرم بال دم ‪ ،Unity‬هي خبرم ير أل فم‬
‫ا أنييه‬ ‫م ال جرد ‪ ، Disinterestedness‬فيؤكييد‬ ‫نيياقش "بيرلنييد"‬
‫ي ي ي ي ي يقي في ل ار "البراديم‬ ‫نذ القرن ال ا ل عي ي ي ي يير‪ ،‬كان ي م ت سي ي ي ي ييير ال قدير ا‬
‫ال قدير‬ ‫ضي ي ي ي ي ي ي‬ ‫ال عرفي"‪ ،‬في هذا البراديم يك ن الذي يق م بال قدير في ج م‪،‬‬
‫يدم‬ ‫ي سي ي ي ي ي ي ييم بيال جرد‬ ‫ق‬ ‫بيأنيه‬ ‫في ج يم أخرى‪ .‬كيان يعي ي ي ي ي ي ييار للا هيذا ال ق‬
‫فوق يا‬ ‫ال حيز‪ ،‬ألنييه كييان ي زم ل يق م بييال قييدير أن يس ي ي ي ي ي ي ي ييدف "تقييم ال ض ي ي ي ي ي ي ي‬
‫األدي ييي م "الج انيم" في ل ار د ده الذاتيم السادي ييم‪،‬‬ ‫هذا ال ض ي ي‬ ‫لسصي ييائ‬
‫تعني ييدم ج د اه ييام‪ ،‬إن ييا تعني‪ ،‬بيياأل رى‪ ،‬ييدم ج د‬ ‫ك ييم ال جرد هنييا‬
‫اإلدراك‪ ،‬أ ني‬ ‫ضي ي ي‬ ‫ي ي ي سدا ات ال ي ي كل أن ي جس ي ييد في ا‬ ‫"ال صي ي ي حم في ا‬
‫في د د خصيائصيه الج انيم‬ ‫ال ائدم الع يم‪ ،‬فع ا ل يق م بال قييم تقييم ال ضي‬
‫ي ي يقيم ي كل أن‬ ‫في د د القي م "السارجيم‪ -‬البرانيم"؛ فالقي م ا‬ ‫األد ييي م لي‬
‫ا أن ا في‬ ‫الع يم‪ ،‬لكل هذه القي م ينظر للي ا‬ ‫ت جد في ال ض ات ال اق‬
‫‪ Pure beauty‬؛ رى "بيرلند" أن الك ير‬ ‫رتبم أدنا ل قي م الج ا السال‬
‫م‪ ،‬ذلا أل ي ي ي ي ييبال س م‪ ،‬عرض‬ ‫ي ي ي ي ي يقا قد رفالي ي ي ي ي ا هذا ال‬ ‫اك ا‬ ‫ل‬
‫"بيرلند" ل نقد ا ج ا ي الذي قد ه ال ي سي ي ي ي ي ي ف ال رنس ي ي ي ي ييي "بيير بردي " ‪Pierre‬‬

‫‪70‬‬
‫د‪.‬رضا كمال خالف‬ ‫دور االستطيقا في االستدامة اإليكولوجية‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية والتربوية‬

‫ا أني ييه يعبر ل بنيي ييم اج ي ييا يي ييم‬ ‫م‬ ‫‪ Bourdieu‬الي ييذي ينظر للا هي ييذا ال‬
‫ا أ ي ييال ق ي اكر خاد ‪ ،‬ذلا لصي ييال‬ ‫م يق م هنا‬ ‫بقيا‪ ،‬ف‬
‫جم و‬
‫دم ال حيز النزاهم في هذا السي ي ييياق تس ي ي ي سدم‬ ‫"ال قدير الذاتي ل برج ا م"‪ .‬فال جرد‬
‫ي ي يقي ب دف تعز ز‬ ‫كأدام ل د يم ال كانم ا ج ا يم‪ ،‬ذلا با ي ي سدام ال عيار ا‬
‫ال بقي" "ال يز ال بقي")‪.(113‬‬ ‫"الس‬ ‫تس‬
‫فقيد كيان "بيير ب ردي " يحيا ‪ ،‬في يا يرى "بيرلنيد" تح يي "ال يذ ق" ل ر ق‬
‫النقيد ا ج يا ي ل حكم السيال ال جرد‪ ،‬ذليا بيا بيار ال يذ ق ك ونيا ل ك نيات‬
‫الق ى ا ج ا يم الق م د ي ي ييا بم الن ذ‪ ،‬هذه الق ى تؤ ي ي ي ي ال ض ي ي ييع "ال راتبي"‪،‬‬
‫أن‬ ‫ار ي ي ييات ال ل ق ا ده كي‬
‫ال ي ي يا أن يبيل ب ح ي‬
‫تحافظ يه‪ .‬ا ي ي ي دف أي و‬
‫ا تد يم ق م ال ج ع بأن تصب أدام ل ي نم‬ ‫يادم شي ا يقا ال جرد تع‬
‫ي ي يقا تم هنا اخ زال ا في جرد اخ فات في ال ذ ق‬ ‫ل ثم تك ن ا‬ ‫الس ييي رم‪.‬‬
‫بنائيا)‪.(114‬‬
‫حددم و‬
‫ي ي يقا‪ ،‬فيرى أن الحس ييا يييم‬ ‫ناقش "أرن لد بيرلند" د ر الحس ييا يييم في ا‬
‫ا ال ل ال بيعم‪.‬‬ ‫يقيم ال ي نس ع ا‬ ‫ركز القيم ا‬ ‫‪ Sensibility‬تح‬
‫ا‬ ‫تعي ييير للا جرد اإل سي ييال البسي يييو‪ ،‬ف ي تع ي ي‬ ‫الحسي ييا ي يييم هنا‬
‫ر ل سبرم اإلدراكييم‪ ،‬ف ي لدراك سي ي ي ي ي ي ييي ياد قظ‪ .‬ه األ ر اليذي‬ ‫ال ي ال‬
‫ل السبرم الحسي يييم تعي ييذيا هذه‬ ‫ل الالي يير ري ت فر الد ار ي ييم ال سي ي يم لك‬ ‫يجع‬
‫ا أن ا "نظر م الحس ي ي ي ي ي ييا ي ي ي ي ي يييم"‬ ‫ي ي ي ي ي ي ي يقا‬ ‫السبرم ا رتقاك ب ا‪ ".‬فبيرلند" ي م ا‬
‫‪ ،Theory of Sensibility‬رى أن هذه الحسي ي ي ي ي ييا ي ي ي ي ي يييم ا ي ي ي ي ي ي يقيم تعد جزوك‬
‫ا ي ا قي و ا ل السبرم اإلنسيانيم؛ لكل ل ال م باإلضيافم للا ذلا‪ ،‬أن ناليع في‬
‫قيدا أ حصي ي ي ي ي ي وار في الم ال ن ن أ‬
‫و‬ ‫ال قدير ا ي ي ي ي ي ي يقي لي‬ ‫ا بارنا أن‬
‫ال بيع ييم؛ ف ييال ي اإلدراكي الحقيقي ي كل أن يك ن جزوكا ل ك ي السب ارت‪ ،‬ال ي‬
‫ياليبا ق م ل الحسي ييا ي يييم‬
‫أ يي و‬ ‫ت ال ي ي ل السبرم ا ج ا يم‪ .‬فان بعض ال ن ن تعك‬

‫‪71‬‬
‫مجلة وادي النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية – مجلة علمية محكمة‬
‫(‪)ISSN : 2536 - 9555‬‬

‫هذه الحسيا ييم بدرجم أق ‪.‬‬ ‫ال سيرح السيين ا‪ ،‬بين ا فن ن العيعر القصيم تعك‬
‫كبير‬
‫قدر وا‬ ‫وا‬ ‫ب لن الحسيا ييم الساديم بال ر ق الدقيقم في الع قات اإلنسيانيم تاليي‬
‫ل ال راك ل سبرم ا ج ا يم‪ ،‬كننا أن نصي ي ي هذه الحسي ي ييا ي ي يييم بأن ا سي ي ييا ي ي يييم‬
‫يقيم‪.‬‬ ‫ا‬
‫يقيم‪.‬‬ ‫ؤكد "بيرلند" ال ابع ال عياري ‪ Normative‬القي ي ل سبرات ا‬
‫يعني أن ا قيدم بالقيم اإليجابيم‬ ‫ي يقيم بأن ا خبرم قي م‬ ‫السبرم ا‬ ‫لكل د ي‬
‫هذه السبرات بال ابع السي ي ي بي‬ ‫الي ي يا أن ت صي ي ي‬
‫‪ Positive‬فقو إن ا ل ال كل أي و‬
‫‪.Negative‬‬
‫نا ي السبرم‪ ،‬خاد ي ي ي ي ي ييم السبرم‬ ‫فالحس ي ي ي ي ي ييا ي ي ي ي ي يييم اإلنس ي ي ي ي ي ييانيم تدخ في ك‬
‫ي ي يقيم بحاجم للا لدراك ت ييز‬ ‫ع ذلا فان نظر م الحس ييا يييم ا‬ ‫ي ي يقيم‪.‬‬ ‫ا‬
‫ال ر ق الدقيقم ال ج دم داخ هذه الحسييا يييم‪ .‬قدم لنا أرن لد بيرلند بعض أبعاد‬
‫هذه الحسا يم ال ييز بين ا‪:‬‬
‫ويا‬ ‫‪-1‬الحدة اإلدراكية ‪ : Perceptual acuteness‬الحسي ييا ي يييم هنا ت ال ي ي ل‬
‫ي ي يقي‪،‬‬ ‫ا‬ ‫تركيز وادا لك ال ظاهر اإلدراكيم الحس يييم ل ق‬
‫وا‬ ‫س ي وييا يعك‬
‫يقي‪.‬‬ ‫هذا ه العرط األ ا ي ال ركزي ل قدير ا‬
‫‪-2‬التمييز اإلدراكي ‪ : Perceptual discrimination‬في هذا ال س ي ي ي ى ي م‬
‫لدراك الصي ي ي ر الحس ي يييم ال عددم ال ر ق الدقيقم في ال ركيا ‪Synaesthetic‬‬
‫ي ي يقي في السبرم الحس يييم‪ ،‬ذلا ل قبي اك ع يياف ال بقات ال سي ي ات‬ ‫ا‬
‫نسيج هذه السبرم‪.‬‬ ‫ال عددم في هذه السبرم الكي يات ال ي ت‬
‫ي ي ي يقيم ليس ي ييد س ي ييا ي يييم لدراكيم ا م‬ ‫‪-3‬التركيز ‪ : Focus‬لن الحس ي ييا ي يييم ا‬
‫بس ي ي ي ي ي ييي م؛ لن ا هي خبرم ت س ي ي ي ي ي ييم بال ركيز‪ .‬ف ي "خبرم تركيز"؛ فا ن باه هنا قد‬
‫ع ق بالع ق أ‬ ‫ج و ا للا جا‬ ‫عيل‪ ،‬أ يك ن‬ ‫ضي ي‬ ‫ج و ا للا‬ ‫يك ن‬

‫‪72‬‬
‫د‪.‬رضا كمال خالف‬ ‫دور االستطيقا في االستدامة اإليكولوجية‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية والتربوية‬

‫بحس ي ييا ال ركيز‬ ‫‪ .‬باإلض ي ييافم للا أن ال ظ ر الحس ي ييي ل ركيز قد ي ن‬ ‫الس ي ي‬
‫أيالا فوقا لدرجات العدم ‪.Intensity‬‬
‫ا "ال ألي ات" الحسيم ال س م و‬
‫‪-4‬الشاادة ‪ : Intensity‬اإلدراك هنا قد ي درم في ش ييدته ل ال ي ال حد د للا‬
‫الحيياد‪ .‬فييان درجييم الع ي ي ي ي ي ي ييدم قييد تعبر ل ا رتبيياط األقرل للا‬ ‫ال ي الكييا ي‬
‫ي م ق م هذا اإلدراك‪.‬‬
‫‪-5‬الحساااااااسااااااية العا فية ‪ :Emotional Sensitivity‬لن ا ي ي ي ي ي قبا ال نب ات‬
‫اإلدراكييم ا ي ي ي ي ي ي ي جيابيم ل يذه ال نب يات يعيد جزوكا ح رويا في "الحسي ي ي ي ي ي ييا ي ي ي ي ي ي يييم‬
‫ا ي ي ي يقيم"‪ .‬لكل ال م السا ل ذا ا ي ي ي قبا النظر لليه ا أنه ي سي ي ييم‬
‫ييدرك الحي يم‪ ،‬البنيائييم ال عياليم ال ي يق م ب يا‬ ‫بياليذاتييم أ "ال يابع اليذهني"‪،‬‬
‫ي ي ي ي ي ي ي يقي‪ ،‬بييا بييار هييذا ال ييدرك "شي ي ي ي ي ي ييس‬ ‫ا‬ ‫ل يق م اإلدراك في ال ق‬
‫جسي ي ييد" ‪ ، Embodied‬ه في ال قد ن سي ي ييه " عي ي يير ط" بال ؤثرات ال يز قيم‬
‫ال ار سيم ال قافيم الكائل في ا‪.‬‬
‫لدراكي‪ ،‬ي سم بساديم ا م‬ ‫ق‬ ‫‪ -6‬الطقس الجو ‪ : Atmosphere‬لن ك‬
‫ييز اض ي ويحا؛ ف ي خاد يييم‬
‫ي كل أن ت ار غ في يم ال عرف ي ا ت ييزها ت وا‬
‫ي كل دي ي ي ي ا‪ ،‬لكن ا‪ ،‬بر م ذلا‪ ،‬تعد "نغ م يزم" أ "خاد ي ي يييم ل جا‬
‫ا‬ ‫"بيا يم‬ ‫بياط"‬ ‫السبرم" فقيد تك ن " ي ي ي ي ي ي ييحر يم" "جيذابيم"‪ " ،‬ج يدم" " يرم ل‬
‫ال سا ي" " يرم ل سيا "‪.‬‬
‫ت ص ي ي ي ي ي يي‬ ‫ؤش ي ي ي ي ي ي يرات تقر بيييم‪،‬‬ ‫هييذه الك ييات – في الحقيقييم‪ -‬تعبيرات أ‬
‫ال ابع الذي ي يز السبرم‬ ‫بالسي ي ييداد‪ ،‬ل ا يق م به العي ي ييعراك ال بد ن‪ ،‬فالج‬
‫ي كل ف يه بياإلدراك الحسي ي ي ي ي ي ييي ال بياشي ي ي ي ي ي يير إن يا ي م بياأل رى‪ ،‬بيا بياره " وييا‬
‫ي درجات العدم‪.‬‬ ‫ا‬ ‫ي قادر‬
‫جسديا ا و ا ك ويا" ه‬
‫و‬
‫‪-7‬التماهي اإلدراكي ‪ :Perceptual engagement‬لن ح ر س ي ي ي ي يياه م الذي‬
‫يق م بيياإلدراك ي جييد في ي ييم اإلدراك ال قييديري ال قيي ي‪ .‬فييال قييدير ينعي ي ي ي ي ي ييو‬

‫‪73‬‬
‫مجلة وادي النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية – مجلة علمية محكمة‬
‫(‪)ISSN : 2536 - 9555‬‬

‫يزم فر يدم‬ ‫يعبر ل سي ي ي ي ي ي يياه يم‬ ‫عز اإل كيانييات اإلدراكييم ل ق ‪ .‬ف‬
‫يزم‬ ‫اإل كييانيييات ال‬ ‫يق م بييال قييدير ذلييا ل خ‬ ‫ين ض ب ييا كي شي ي ي ي ي ي ييس‬
‫فيز قيم لدراكيم‪ ،‬عرفيم ‪ ...‬للو ‪.‬‬
‫‪- 8‬المعنى اإلدراكي ‪ :Perceptual meaning‬لن ال عنا يرد في الن ي يياي ي ييم‪،‬‬
‫فيال قيدير لي فع و عرف وييا‪ ،‬لكنيه ي ال ي ي ي ي ي ي ي ل – بر م ذليا‪ -‬عنا جسي ي ي ي ي ي ي ويدا‪،‬‬
‫فييال عيياني ال ي ترتبو أ ت ع ق بيياإلدراك – أ ني ال عيياني ال ي ييايع ي ي ي ي ي ي ينيياهييا‬
‫تن ل‪ ،‬بحيا ‪ ،‬ل اإلدراك‪ ،‬لكن يا قيد تيد م هيذا اإلدراك تعز ه‬ ‫اخ برنياهيا‪،‬‬
‫)‪.(115‬‬
‫ز د "بيرلند" الع قم بيل ا ي ي ي يقا الحس ي ييا ي يييم ضي ي ي و ا بأن يبيل كي‬
‫يقي يح‬ ‫يقا‪ ،‬فال ض ا‬ ‫تاليك الحسا يم بعض نادر ك نات ا‬
‫ال ص ر‪،‬‬ ‫فني‬ ‫ض‬ ‫قد ي سذ د رم‬ ‫ركز ا ن باه اإلدراكي‪ .‬هذا ال ض‬
‫آخر يأخذ العك ال ني‪.‬‬ ‫ض‬ ‫األدبي‪ ،‬أ أي‬ ‫يقي الع‬ ‫ال‬ ‫النحد ال ألي‬
‫ش يييك " ص يين "‪.‬‬ ‫لبدا ل عاليم ا؛ ف‬
‫فنيا ف‬
‫ضي ي و ا و‬ ‫با بار هذا ال ضي ي‬
‫ضي ي ي ي ي ي ارل فع ه في اإلدراك‪ .‬هنا‬ ‫يقيا‪ ،‬ف‬
‫ه با باره ضي ي ي ي ي و ا ا ي ي ي ي ي و‬
‫ت ك ن الحسي ي ي ي ييا ي ي ي ي يييم في ان باه ركز ركا‪ ،‬ه ان باه جه للا ك ظ ر ل‬
‫هذه ال ظاهر‬ ‫"ت ا‬ ‫اإلدراكيم ل ض ي ي ي ي ‪ ،‬ب دف ل ار كي‬ ‫ال ظاهر ال‬
‫ييدى‬ ‫ي ي ي ي ي ي ي يقي‪ ،‬هييذا ل ج ييم‪،‬‬ ‫اإلدراكي ا‬ ‫في ييا بين ييا في ال جييا‬ ‫ال‬
‫تبي ييايل ق م هي ييذه ال ظي يياهر تغيرهي ييا ثبي ييات ي ييا‪ ،‬هي ييذا ل ج ي ييم أخرى‪ .‬في ييالنظر للا‬
‫ا كي ياته الحسيييم في‬ ‫ا ي يقي‪ ،‬لن ا يعني ال ركيز‬ ‫ضي‬ ‫ا أنه‬ ‫ال ض ي‬
‫يعك‬ ‫ق ييات ييا ال ب ييادل ييم‪ .‬ف ييال ق ييدير الحسي ي ي ي ي ي ييي يك ل في ف م كي‬ ‫تعق ييده ييا في‬
‫كي ياته اإلدراكيم "الحسي ي يييم"‪ ،‬فال قدير الحسي ي ييي‬ ‫خ‬ ‫ي ا‬ ‫ذ اته كي‬ ‫ال ض ي ي ي‬
‫النظر لليه ل‬ ‫يم تعبر ل "ال اهي" الحس ي ييي ع ال ض ي ي ‪ ،‬لي‬ ‫لنا‬ ‫يعك‬
‫كم‬ ‫جداني‪ .‬فان أي كم نصي ي ي لليه ه‬ ‫"بعد" أ " ل س ي ييافم" أ بد ن تعا‬

‫‪74‬‬
‫د‪.‬رضا كمال خالف‬ ‫دور االستطيقا في االستدامة اإليكولوجية‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية والتربوية‬

‫ال يا بسبرم‬ ‫يع د ا هذا األ ييال اإلدراكي‪ ،‬ك ا أنه "يد م" "يعز " بال عرفم أي و‬
‫هذا ا ن اح اإلدراكي ي كننا ل لدراك كي يع ال ضي ي ي ي ي ي ي‬ ‫ال اضي ي ي ي ي ي ييي‪.‬‬
‫ييارل فع ييه في هييذا ال ق ‪ ،‬بيياإلض ي ي ي ي ي ي ييافييم للا أننييا قييد نق م ب ك ل كم ي ع ق‬
‫ركبم‪،‬‬ ‫بنجا ه في أداك ا يسي ي ي دفه‪ .‬هذا الحكم يعد ن يجم لع يم لدراكيم عقدم‬
‫ك ا ي كنه ل دادنا بأ يال اضي ل قييم نجاح ال ضي ‪ .‬فالنجاح اإلدراكي لذن ه‬
‫ي ي يقا السي ييالبم ترجع أ ي ييا ي ييا للا ال ع ي ي‬ ‫ي ي يقا ال جبم السي ييالبم‪ ،‬ا‬ ‫عيار ا‬
‫اإلدراكي)‪.(116‬‬
‫ضي ات‬ ‫إضيياكم ال ن ن‬ ‫ي يقيم ي كن ا ل ثم‪ ،‬ت ضييي‬ ‫فالحسييا يييم ا‬
‫يزم ال ي ت يز كي ي فل‪.‬‬ ‫النظر في الكي ي ييات اإلدراكي ييم ال‬ ‫ال ل‪ ،‬ذل ييا ل خ‬
‫ال ض ي ي ي ‪ ،‬اتجه للا‬ ‫ركزم‬ ‫فال ل ال عادي ي يير قد اتجه للا رفض "السبرم" ال‬
‫"ا رتجييا‬ ‫"‬ ‫ج ع ال ل"‪" ،‬ارتجييا الرق‬ ‫ق ت ي "انجييا ال ل"‪" ،‬ج ييا ييم‬
‫" قيقم ال ل" ال ابع "الح اري‪ -‬الديال جي" ل ل‪ ،‬ب لن ال نان قد‬ ‫في ال سي ي ي ي ييرح"‬
‫ا يؤدي للا ال عاركم في ست ليم‬ ‫ر ل عاركم في الع يم اإلبدا يم‬ ‫الج‬ ‫يد‬
‫ي ييم" ‪، Process‬‬ ‫الع ي ي ال ني‪ .‬ق ييد أد ى ه ييذا للا تح ي ي الع ي ي ال ني للا "‬
‫ي ي يقيم‬ ‫"ثابد" راكد‪ ،‬آ ل ‪ ..‬فالحس ييا يييم ا‬ ‫ضي ي‬ ‫للا‬ ‫إنجا ‪ ،‬فعاليم‪ ،‬لي‬
‫ا رتب يياط‬ ‫ت ع ب ييا ك يياني ييات خص ي ي ي ي ي ي يب ييم ل عز ز ت ييد يم لدراكن ييا ل بيت ييم ل خ‬
‫ي ي ي ي ي ي ي يقي يق م بع يم‬ ‫هذا ال اهي ا‬ ‫ال اهي الحس ي ي ي ي ي ييي ال عدد األبعاد‪.‬‬
‫با بارها " جردات"‪،‬‬ ‫لدراكنا البيتي ل كان‪ ،‬الك م‪ ،‬ند ا ي م لدراك ا‪ ،‬لي‬ ‫تح‬
‫ل ال م هنا أن نالي ي ييع‬ ‫ادم‪.‬‬ ‫خبرم ي يم سي ي يييم دقيقم‬ ‫لكل لدراك ا ل خ‬
‫يه "الحسي ي ي ييا ي ي ي يييم ال رضي ي ي ييم"‪ ،‬أ ني‬ ‫في جا الحسي ي ي ييا ي ي ي يييم ا ي كل أن ن ق‬
‫ام "اإلدراك السيالي")‪.(117‬‬ ‫ا نح‬ ‫"اإلدراك في األدل"‪،‬‬
‫رح بيرلند تص ي ره ل ص ي فم السبرم ‪ ، Matrix‬فيرى أن ا ب داك بالسبرم‬
‫ا أنه أ ي ي ي ل ير أل ف في ال قاربم ال ي تسي ي ي دف ناقعي ي ييم قالي ي يييم‬ ‫قد يبد‬

‫‪75‬‬
‫مجلة وادي النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية – مجلة علمية محكمة‬
‫(‪)ISSN : 2536 - 9555‬‬

‫ي كل عرف ييه ل ر ق‬ ‫ا أن ييا " ض ي ي ي ي ي ي ي‬ ‫البيتييم‪ .‬فعييادم ييا ينظر للا البيتييم‪،‬‬
‫م ال نيياخ‪ .‬هييذا يحييدد لنييا‬ ‫الع م ال س ييم ي ال يز يياك الجغرافيييا اإليك ل جيييا‬
‫يص ي ي ييب أك ر ذاتيم ند ا ن أ‬ ‫البيتم با بارها ضي ي ي ي و ا‪ -‬لكل هذا ال ضي ي ي ي‬
‫الي ي ي ي ي ي يا البع ي ي ي ي ي يير‪ ،‬ي أثر ن‬
‫اك الك كبي"‪ ،‬ال ا أن ك الكائنات الحيم أي و‬ ‫آثار "ا‬
‫ب ال غير الذي ي أر ا ال ناخ؛ ف ذه ال غيرات تؤثر في الز ار م إن ام الغذاك؛ ل‬
‫رفيم‪.‬‬ ‫ع آثيار تغير درجيات الح اررم د ي ي ي ي ي ي ي ر ال نياخ ال‬ ‫ينيا ال عيا ي‬ ‫ثم ت رض‬
‫ك هذا ي كل ا باره نا ي ي ي ي ي ي ويبا‪ ،‬ذلا ند ا ننظر للا ال غير العال ي الك كبي‬
‫ل البيتيم كيأن يا شي ي ي ي ي ي يييك‬ ‫ل نياخ بيا بياره ع وقيا ببيتيم خيارجييم‪ ،‬أ ني أن ن حيد‬
‫نعز نا‪ ،‬ينا أن ن م به أن نالعه في ا بارنا‪.‬‬
‫لكل "بيرلنييد" يرى أن هييذه ال قيياربييم تقييدم لنييا نظرم جزئيييم‪ ،‬ك ييا أن ييا تؤدي‪،‬‬
‫البيتم للا أجزاك كسير‪،‬‬ ‫بالالير رم للا ل ياكم ال م‪ .‬هذه النظرم جزئيم ألن ا تح‬
‫ييا للا " ض ي ي ي ي ي ي ي "؛ ف ييذه ال قيياربييم تجرد البيتيم‬ ‫ذلييا ب حييديييد السبرم البيتيييم تح‬
‫ا أن ا‬ ‫ال عي ي ي ي ييك ت‬ ‫تس زل ا للا أجزاك ن ص ي ي ي ي ي م ‪ ،‬باإلضي ي ي ي ييافم للا أن ا ت نا‬
‫و ح يم‪ .‬هذه ال قاربم ليسي ييد فقو جزئيم لكن ا تعبر‬ ‫ا‬ ‫ن ص يي م ت‬ ‫أ دا‬
‫ضي يم؛ ف ذه ال قاربم‬ ‫ل ي ك ف م؛ ألن ا تنظر للا ال جر دات كأن ا قيقيم‬
‫تأخذ "ال م ال ع ي ي ي ي ي ق" كأنه ال سي ي ي ي ييير األ د األ ي ي ي ي ييا ي ي ي ي ييي‪ .‬الدرل الذي تع نا‬
‫اإليك ل جيا لياه ه أنه ند ا ي ع ق األ ر بالع قم السادي ييم بالحاجات اإلنسي ييانيم‪،‬‬
‫ف ل تك ن هنياك ث يم بيتيم نك ن جزوكا ن يا أ تك ن نعزليم أ‬
‫ن ص ي ي ي ي ي ي ي يم نيا‪.‬‬
‫ؤدي هذا بنا للا أن ندرك أن ال عنا األ ا ي ل بيتم ه عناها "اإلنساني"‪ ،‬فأن‬
‫ي م اخ بيارهيا أ‬ ‫جس ي ي ي ي ي ي ييد في هيذه السبرم؛ البيتيم‬ ‫عنا البيتيم ي جيد في السبرم‬
‫" بداخ نا"‪ ،‬يث نك ن‪.‬‬ ‫" عنا"‬
‫عايع ي ي ي ي ي ي ا ض ي ي ي ي ي ي ويا‪ ،‬إن ا هي د و ا "هنا"‬
‫فعند ا نبدأ بالسبرم فاننا نبدأ بأن سيينا‪ ،‬نبدأ ل العالم اإلنسيياني الذي نك ن فيه جزوكا‬
‫ل البيتم فان هذا يؤدي للا "د ض تكذيا األشيياك ال ي‬ ‫ك و ‪ ،‬ند ا ن حد‬

‫‪76‬‬
‫د‪.‬رضا كمال خالف‬ ‫دور االستطيقا في االستدامة اإليكولوجية‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية والتربوية‬

‫ا أن يا‬ ‫ننظر للي يا‬ ‫ض ي ي ي ي ي يي‬ ‫البيتيم للا‬ ‫ن يا؛ أ ني ي كننيا أن نح‬ ‫ن حيد‬
‫سدام اإلنساني‪.‬‬ ‫س ق م ل ال كان ا إلنساني ال عاركم اإلنسانيم ا‬
‫وما يساااتهدفه بيرلنت هنا‪ ،‬هو محاولة تقديم صاااورة تقدمية لافكار الرا دة‬
‫والموجهة الستطيقا البيئة‪ ،‬وهو يقدم لنا هنا نظامين‪:‬‬
‫يقا البيتيم ؛‬ ‫‪ -1‬النظام ال ن قي ل‬
‫يقا البيتيم)‪.(118‬‬ ‫‪ -2‬النظام السبري ل‬
‫ي ي ي يقا‪ ،‬ثم ن بع‬ ‫للا ناقع ي ي ييم ا‬ ‫في النظام ال ن قي نبدأ بالبيتم ثم ن ح‬
‫صي ي ي ي ي ي ي فم السبرم‪ .‬هذا ه‬ ‫للا ت س ي ي ي ي ي ييير الك داخ‬ ‫هذا باإليك ل جيا‪ ،‬ثم نس‬
‫م الذي‬ ‫م األ ي ي ي ييع‪ ،‬ه ال‬ ‫يبدأ ل البيتم با بارها ال‬ ‫النظام ال ن قي‪ ،‬ف‬
‫يقا البيتيم با بارها ليك ل جيا‪.‬‬ ‫يقا‪ ،‬ثم نص للا عنا عيل ل‬ ‫نرب ه با‬
‫النظام المنطقي لالستطيقا البيئية‪:‬‬
‫البيتم‬
‫يقا‬ ‫ا‬
‫يقا البيتيم‬ ‫ا‬
‫)‪(119‬‬
‫يقا اإليك ل جيم‬ ‫ا‬
‫لكل هنياك نظيا و يا آخر‪ ،‬ه األد ي ي ي ي ي ي ييدق بيالنظر للا السبرم‪ .‬فعنيد يا ن رح‬
‫أفكارنا في لغم السبرم‪ ،‬يص ييب النظام عك و يا‪ ،‬ند ا نبدأ بالسبرم‪ ،‬فان ك السبرم‬

‫ي ي ك ن بال ع خبرم ي ييياقيم ‪ ، Contextual‬ل ثم ي كل ف ا ف و ا ليك ل و‬


‫جيا‪،‬‬
‫با بارها خبرم سي ي ي ي ي يييم‪ ،‬ك ا أن ا د و ا خبرم ا ي ي ي ي ي ي يقيم‪ .‬في الن ايم فاننا ند ا‬
‫ننظر نظرم أ ق‪ ،‬فياننيا ن م فكرم البيتيم بيا بيارهيا ا ي ي ي ي ي ي ي يقيا ليك ل جييم‪ ،‬في هيذا‬
‫يقا ليك ل جيم‪.‬‬ ‫يقا البيتم ا‬ ‫اإل ار تصب ا‬
‫النظام الخبري لالستطيقا البيئية‪:‬‬
‫اإليك ل جيا‬

‫‪77‬‬
‫مجلة وادي النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية – مجلة علمية محكمة‬
‫(‪)ISSN : 2536 - 9555‬‬

‫يقا با بارها سا يم لدراكيم سيم‬ ‫ا‬


‫يقا ليك ل جيم‬ ‫البيتم با بارها ا‬
‫فاخ يارنا ه "لغم السبرم" ه اخ يار يبدأ با ل زام بالسياق اإلدراكي األكبر‪،‬‬
‫جيا‬
‫ييا وقا بي ل و‬ ‫م اإليك ل جيا‪ ،‬هذا السيياق لي‬ ‫الذي يعكسيه‪ ،‬بصي رم يديدم‪،‬‬
‫ال ي ي ي ي ي ي يا بيالعي ي ي ي ي ي يير ط الظر ف ال يز قييم‪ .‬ك يا كيان " رجعنيا"‬
‫فقو‪ ،‬إن يا يرتبو أي و‬
‫"لش ي ي ي ي ي ييارتنا" للا السبرم‪ ،‬فان ال درك‪ ،‬يك ن هنا ه "ال ركز" ه البؤرم" ال ي تج ع‬
‫ظي يياهر الس ي ي ي ي ي ي ييي يياق‪ ،‬ه السبرم الحس ي ي ي ي ي ي ييي ييم اإلدراكيي ييم ‪Perceptual‬‬ ‫بيل كي ي‬
‫هذه السبرم‬ ‫"البؤرم"‪ ،‬فان‬ ‫ند ا يك ن ال ْدرك ه "ال ركز"‬ ‫‪، Experience‬‬
‫ي ي ي ي ي يقا هي "الص ي ي ي ييبغم األ ليم" ل سبرم‪.‬‬ ‫تك ن " ندئذ‪ ،‬خبرم ا ي ي ي ي ي يقيم‪ ،‬تك ن ا‬
‫ا أن ا ا ي ي يقا ليك ل جيم‪،‬‬ ‫ي ي يقا البيتيم‬ ‫ل ذه األ ي ييبال‪ ،‬ي كل النظر للا ا‬
‫هذه ت ال ل اإليك ل جيا ال قافيم)‪.(120‬‬
‫يقا البيتيم اإليك ل جيا للا خبرم‪ ،‬هذه السبرم هي ال عنا‬ ‫هكذا ت رجم ا‬
‫ا يعنيه "بيرلند" هنا ه اإلشييارم للا أ ي ل آخر ل أكيدنا‬ ‫اإلنسيياني ل يك ل جيا‪.‬‬
‫ضي ي ي ي ي ي ات‬ ‫ا أن ا ركا ل‬ ‫م‬ ‫ا أن تصي ي ي ي ي ي ر اإليك ل جيا ه "بيتم‬
‫ي ييم"‪ .‬فن يياق ي هييذه البيتييم ي م تعر ييه بييالنظر للا‬ ‫بييادلييم‬ ‫قييات‬ ‫بين ييا‬
‫هذه الع قات ال بادلم‪ .‬لكل ا أن يبدأ ال هل ال ر يص ي ي يييا‬ ‫فعاليم ش ي ي ييدم‬
‫ا‬ ‫كان الص ي ي ييدارم األ ل م‪،‬‬ ‫قات أخرى تح‬ ‫هذه الع قات ال بادلم‪ ،‬تبدأ‬
‫ي ي ي ي ي ي يقيم ل بيتم هي‬ ‫يبدأ نسي ي ي ي ي ييق ليك ل جي آخر في ا نب اق الظ ر‪ .‬فالسبرم ا‬
‫ي يقا البيتيم تجسيد ال عنا اإليك ل جي‬ ‫م الحسيي اإلدراكي" ل يك ل جيا؛ فا‬ ‫"ال‬
‫ال م البيتي‪،‬‬ ‫يقم تس‬ ‫ي ي ي ي ي يقيم البيتيم ي زم ن ا ن ائج‬ ‫ل بيتم؛ هذه السبرم ا‬
‫يقا اإليك ل جيم)‪.(121‬‬ ‫ل ثم ا‬
‫ي سي ي ي ي ي ي ييم ب ييال عنا في الع ق ييات‬ ‫ق‬ ‫ا أن أي‬ ‫ؤك ييد "أرن ل ييد بيرلن ييد"‬
‫"ا ن باه‬ ‫يه دي ي ي ي ي ي‬ ‫"بؤرم"‪ ،‬ل ا أ ق‬ ‫ركزا"‬
‫اإلنس ي ي ي ي ييانيم‪ ،‬ي كل أن يص ي ي ي ي ييب " و‬

‫‪78‬‬
‫د‪.‬رضا كمال خالف‬ ‫دور االستطيقا في االستدامة اإليكولوجية‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية والتربوية‬

‫ي يقي" ‪ ،Aesthetics Attention‬فالع قات ا ج ا يم اإلنسيانيم تعبر ل‬ ‫ا‬


‫يات خبر م" ‪ ، Experiential Process‬هذه الع يات ت ال ي ي ي ل‬ ‫ن س ي ي ي ا في "‬
‫ع ييا‬ ‫س ي ي ي ي ي ي ييييم‪ ،‬لدراكيييم‪ ،‬عرفيييم ‪ ...‬الو ‪ ،‬هي خبرات ي كل أن تح ي‬ ‫خبرات‬
‫"السبرم‬ ‫"ا ي ي ي يقيم" تجع ا س ي ييا م ع خص ي ييائ‬ ‫بيتيم"‬ ‫" ي ي ي ات خص ي ييائ‬
‫ا ي ي ي يقيم ب عناها العام"‪ ،‬هذه "ا ي ي ي يقا ا ج ا يم" ي كل أن تك ن ن و ا ل‬
‫يا ي "السبرم‬ ‫"ا ي ي ي ي ي ي ي يقيا بيتييم"‪ ،‬أ ني أن يا "خبرم لدراكييم عرفم ذات عنا"‪،‬‬
‫ا ج ا يم"‪.‬‬
‫ويرى أرنولاد بيرلنات "أن هنااك بعل الخصااااااااااا ص التي تاحول "العالقاات‬
‫االجتماعية" إلى "موقف اجتماعي استطيقي"‪:‬‬
‫لةخر ل؛‬ ‫ال ام الكا‬ ‫‪ -‬القب‬
‫‪ -‬كي يات سيم عينم؛‬
‫‪ -‬اإلدراك ال ا ي؛‬
‫‪ -‬نالارم ا ك عاف ر ه ؛‬
‫ال ق ؛‬ ‫‪ -‬لدراك ت يز العس‬
‫جابات ال بادلم؛‬ ‫‪ -‬ا‬
‫كا م؛‬ ‫‪ -‬ضر رم اخ بارها با بارها رتب م‬
‫العزلم ل أج "ا نسراط ال ال ل العسصي الذاتي"؛‬ ‫‪ -‬ا بعاد ا ن صا‬
‫ا يعيق ال قدير ال قييم)‪.(122‬‬ ‫‪ -‬ال س ي ل ك‬
‫ي ي ي ي ي ي يقي ا ي ي ي ي ي ي يقا‬ ‫ا‬ ‫ال ق‬ ‫في ا ي ي تصي ي ي ي ي ي ر "بيرلند" لكي يم تح‬
‫ق‬ ‫ي ي ي ي ي ي يي يياقي ييم )‪ Aesthetic Situation (Contextual Aesthetics‬للا‬
‫يقي ‪. Aesthetics Social Situation‬‬ ‫اج ا ي ا‬

‫الموقف االجتماعي االستطيقي‬ ‫الموقف االستطيقي "االستطيقا السياقية"‬ ‫المالمح‬


‫ال بول التام والكامل لآلررين‬ ‫يُعد سمة أو كيفية للت دير االستطي ي‬ ‫القبول‬

‫‪79‬‬
‫مجلة وادي النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية – مجلة علمية محكمة‬
‫(‪)ISSN : 2536 - 9555‬‬

‫إة اك واعي‪ ،‬متميز بكيفيات حسية‬ ‫"إة اك استطي ي"‬ ‫اإلدراك‬


‫التأليف االستطي ي اال تماعي‬ ‫التأليف االستطي ي‬ ‫الطابع الحسي‬
‫نضا ل االكتشاف و وعته‬ ‫الوعي اإلة اكي‬ ‫االكتشاف‬
‫أن كل ربرل هي ربرل إة اكية فريدل ومتميزل إة اك تميز وتفرة الشااخو والموقف‬ ‫التميز والتفرد‬
‫في آن معا‬
‫أن ربرل الموضااااوف الفيي هي ربرل تتااأ ر االسااااتجااباة المتبااةلاة‪ ،‬ف ي ليسااا ا‬ ‫التبادلية‬
‫وبعمق‪ ،‬بمعرفاة الشااااخو الابي يرتب ب ابأ استجابة ذات اتجاأ واحد‬
‫الخبرل ويتعلق ب اا‪ ،‬ف يااك عةقاة تبااةلياة بين‬
‫(الموضوف) و (البات المد كة)‬
‫ربرل ضاااارو ياةت بااعتباا هاا ربرل‬ ‫الخبرل المعيشية بالموقف االستطي ي‬ ‫االتصال‬
‫مرتبطة ومتكاملة‬
‫ليس هياك "مساااافة اساااتطي ية" أو "فصااال اسااااتبعااة الفصااااال وذلاق فيماا يتعلق‬ ‫االنخراط‬
‫(باالنخراط والتعلق الشاااخصاااي التام‬ ‫استطي ي"‬ ‫واالرتباط‬
‫والكامل)‬
‫أن الفرص التي يمكن أن تتطو في اا الت ويم اساااتبعاة أية تحديدات وأية قيوة تعو‬ ‫التعددية والتكثر‬
‫التصميم والت دير االستطي ي‬ ‫والت دير االستطي ي متعدةل وكثيرل‬

‫الموقف االجتماعي‬
‫وصف الموقف االجتماعي االستطيقي‬
‫االستطيقي‬
‫يقا ا ج ا يم"‬ ‫ال سرح ي ال ل جسد "ا‬ ‫المسرح‬
‫الع ارم ال عييد تنظم ك البيتم‬ ‫العمارة والتشييد‬
‫الفيلم "السينما" والتليفزيون لن بيعم هذه ال ائ تحدد تعك الس ات الكي يم ل سبرات ال ي ت سبا‬
‫في ليجادها‬
‫ند ا ت حقق الكيا ي ييم ال نم‪ ،‬فان ا ك ع ي يياف اإلدراك‪ ،‬ال م‪ ،‬ال باد ‪،‬‬ ‫االتيكيت واآلداب‬
‫السص ييائ ا ي ي يقيم األخرى تقال ييي ا الصي ي ر م العقي م الال ييح م‬
‫ال ي ترتبو د و ا ب ذه اآلدال هذا ا تيكيد‬
‫يقي‬ ‫هذه ال ق ل ت ك ن‪ ،‬نذ البدايم‪ ،‬ب ابع ا‬ ‫الطقوس البدا ية‬
‫يقي‪ ،‬ال عاركم‪ ،‬يعير للا‬ ‫لن ال اث العام بيل الحا ا تصا ا‬ ‫الحب‬
‫يقا ‪.‬‬ ‫ج د ت اث بيل هذه السبرات اإلنسانيم الحا ا‬
‫ا ت أ ياد غايرم)‪.(123‬‬ ‫لن الد ار ا الحيم ال عيعم تعبر ل ار م ا‬ ‫المراسم واالحتفاالت‬
‫واألعياد‬

‫تعقيب على موقف بيرلنت من استطيقا اإليكولوجيا‪:‬‬

‫‪80‬‬
‫د‪.‬رضا كمال خالف‬ ‫دور االستطيقا في االستدامة اإليكولوجية‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية والتربوية‬

‫ي ي ي ي ي يقي‬ ‫ين قد "كارلس ي ي ي ي ي ن" فكرم "بيرلند" ل ا د ي ي ي ي ي ه بأنه ال اهي ا‬


‫ا "الكي يات الحسي ي يييم الص ي ي ي ر م"‪،‬‬ ‫‪ Aesthetics Engagement‬ذلا ل ركيزه‬
‫ذاتيا‪ ،‬باإلض ي ييافم للا أنه قد‬‫ييتا تاف و ا و‬‫ل ثم جع ال قدير ا ي ي يقي ل بيعم ش ي ي و‬
‫يؤدي للا ز تقي ي ييدير ال ل ل العي ي ييالم األكبر ‪ ،‬ذلي ي ييا ألن نظر ي ي ييم ال قي ي ييدير‬
‫يقي ال عادرم ت ال ل ب ض ح‪:‬‬ ‫ا‬
‫‪ -1‬عرفم تص ر م ‪ Conceptual‬؛‬
‫جرد الكي يات الحسيم الص ر م"‪.‬‬ ‫‪-2‬ال م “الذي ي جا‬
‫ي ي ي ي ي ي ي يقييم ال عياد ي ي ي ي ي ي يرم‪ ،‬هيذه‬ ‫قيد تجنبيد ال قياربيم ال ين ين ل جييم ل سبرم ا‬
‫"بيرلند"‪.‬‬ ‫ل "كارلس ن"‬ ‫ا ن قادات بج ع ا بيل أفال أفكار ك‬
‫ولكن خطاااار بيرلناااات الكبير يتمثاااال في إزفااااالااااه التمييز الفينومينولوجي‬
‫الصحيح بين‪:‬‬
‫‪-1‬ال ض ات ال ي قام اإلنسان بابدا ا ؛‬
‫‪ -2‬ال ض ات ال س ق م ل ال دخ البعري‪.‬‬
‫ي ي ي يقي ل ذه ال ض ي ي ي ات‬ ‫أن ال قدير ا‬ ‫ذلا ألن هذا ال ييز يبيل كي‬
‫ال س م يك ن د و ا بال عرفم ال ص ر م ‪.(124) Conceptual‬‬
‫ب لن هذه ال عرفم ال ص ي ي ي ي ي ي ر م قد تق م ب جيه "لدراكنا ل ذه ال ض ي ي ي ي ي ي ات‬
‫اليا‬
‫تنظي ا"‪ .‬لكل ال ين ين ل جيا لم تناقض فحسيا ج م نظر "بيرلند" إن ا أي و‬
‫ج م نظر "كارلس ن"‪ ،‬في أن هذه ال ين ين ل جيا لم تعو أ ل م ل عرفم ال ص ر م‬
‫ي ي ي ي ي ي ي يقييم الكيا يم‪ ،‬ي العيا يم السييا‬ ‫ا يا يداهيا ل نيادي ي ي ي ي ي يير خبرتنيا ا‬
‫ال ق ات ال ي افيز قيم‪ ،‬بر م أن ا لم تس بعد صادر ال عرفم ال ص ر م األخرى‪.‬‬
‫د ي ي ي ر ال عرفم ال ي ي كل أن تك ن‬ ‫ار آخر‪ ،‬يد ر‬
‫لكل كان هناك وا‬
‫ئ م ل قدير ا ي ي ي ي يقي‪ ،‬ع اق راح بأن ال عرفم الع يم يجا لك ال ا ب ا ي جد‬
‫ال ي ي ي يا الد ار ي ي ي ييات األدبيم‬
‫أي و‬ ‫أ ي ي ي ييا ير‪ ،‬ب‬ ‫ل عارف تق يديم آدال ش ي ي ي ييعبيم‪ ،‬ب‬

‫‪81‬‬
‫مجلة وادي النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية – مجلة علمية محكمة‬
‫(‪)ISSN : 2536 - 9555‬‬

‫قد أشرنا للا ذلا في فقرم‬ ‫اي‬ ‫ا النح الذي قد ه ي ر ك‬ ‫السادم بال بيعم‬
‫ابقم‪.‬‬
‫قد ا ي ي اد "كارلسي ي ن" ل ك هذه ال قاربات‪ ،‬قد بر ل هذه بق له‪" :‬لن‬
‫داد‬ ‫ي ي ي ي ي ي ي يقي‪ ،‬يجا ا‬ ‫ال قاربم اإلدراكيم‪ -‬ال عرفيم ‪ Cognitivism‬ل قدير ا‬
‫ي ي يقي‬ ‫ي ي يقا ال بيعيم‪ ،‬ذلا ب دف تقديم "براديم" ل قدير ا‬ ‫ب ا للا ا بعد ا‬
‫ل عالم كك ")‪.(125‬‬
‫وقد رحنا من جانبنا هذا الساااااا ال‪ ،‬هل يمكن التوفيق بين موقف كل من‬
‫"أرنولد بيرلنت" و "آالن كارلسون "؟‬
‫لنا قيقم األشياك الكي يات‬ ‫بالنسبم لكارلس ن "الع م ه البراديم الذي يكع‬
‫ابع ا أرن لد بيرلند‪،‬‬ ‫ب ا هذه األشي ييياك"‪ .‬بين ا ترى ال ين ين ل جيا‪،‬‬ ‫ال ي ت ص ي ي‬
‫ج ييه ب ييأه ييداف‬ ‫أن الع م ال بيعي تجر ييد ل "خبرم الع ييالم ال عيش"‪ ،‬ه تجر ييد‬
‫ا ا‬ ‫في اك ع يياف ا‬ ‫األك ر أ ييا يييم لتش ييياك ي‬ ‫يم نظر م‪ ،‬بين ا الكعي ي‬
‫ا هذا النح الذي اخ برناها في "العالم ال عيش"‪ ،‬ذلا قب تجر دها‬ ‫يه‪.‬‬ ‫هي‬
‫نظرو يا‪ ،‬ب ييالر م ل أن ه ييذه السبرم ي كل ت ييد ي ييا بع ي ييات ت ع ق ب ييال ص ي ي ي ي ي ي ي رات‬
‫ال س دم ل الع م ال بيعيم‪.‬‬
‫ي يقا اإليك ل جيم‪،‬‬ ‫إذا كان ذلا كذلا‪ ،‬فان ا تقد ه ال قاربم اإلدراكيم ل‬
‫ناقض ل رؤ م ال ين ين ل جيم ال ي تبدأ ل‬ ‫ير أل ف‪ ،‬أ‬ ‫ييتا شي ي ي ييا وذا أ‬
‫شي ي ي ي و‬ ‫لي‬
‫اك‬ ‫الذي ي كل ت بيقه‬ ‫ي ي ي يقيم‪ ،‬هذا ال د ي ي ي‬ ‫ال ح ري ل سبرم ا‬ ‫ال د ي ي ي‬
‫"ال بيعم"‪.‬‬ ‫ل "ال ل"‬
‫ر فع ييا ‪ ،‬ب ييدف‬ ‫ا نح‬ ‫ف ييال ق ييارب ييان ي كل أن ي ييل را‪ ،‬أن ي ح ييدا‪،‬‬
‫يقي الك ي ال ام بالعالم)‪.(119‬‬ ‫تحقيق ف م أفال أ ق ل اهي ا‬
‫ومن جانبنا ال نجد ما يمنع من تقديم بعل التوصاايات الخاصااة باسااتطيقا‬
‫البيئة لعلها تفيد‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫د‪.‬رضا كمال خالف‬ ‫دور االستطيقا في االستدامة اإليكولوجية‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية والتربوية‬

‫يقا؛‬ ‫ض و ا في قد م قرر ا‬ ‫يقا البيتم‬ ‫التوصية األولى‪ :‬أن تك ن ا‬


‫ض و ا في قرر ف س م البيتم؛‬ ‫يقا البيتم‬ ‫التوصية الثانية‪ :‬أن تك ن ا‬
‫التوصااااية الثالثة‪ :‬جع ا ي ي ي يقا البيتم ضي ي ي و ا قائ و ا بذاته في ر م الد ار ي ييم‬
‫الجا عيم "ال يسان ‪ -‬البكال ر ل"‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫مجلة وادي النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية – مجلة علمية محكمة‬
)ISSN : 2536 - 9555(

‫هوامش البحث‬
(1) Bateson (Gregory), Mind and Nature: a necessary unit,
(Introduction), Hampton Press Cresskill (2002). First ed.
Bantam Book (1979).
‫ راجعم ا ي ا ي‬،‫ ترج م نان الصي ي‬، ‫ باد ا ي يقا‬: ‫ ياي ن در نر‬2
.19-18‫ ص‬، 2019 2349 ‫ العدد‬،‫خ ي م ال ركز الق ي ل رج م‬
(3) Kagan (Sacha): Cultures of sustainability and the
Aesthetics of the pattern that connects (2008), PP.14-24.
(4) Kagan (Sacha): Aesthetics of sustainability: A
transdisciplinary sensibility for transformative practices.
[Transdisciplinary Journal of Engineering and Science
(2010), Vol. 2, PP.65-73].
(5) Goodpaster (K.E) and Sayre (K.M): Introduction in Ethics
and problems of the 21st century ed K.E Goodpaster and
K.M Sayre [Notre Dame: Indiana University of Notre Dame
Press (1979) PVii.
(6) Hosfstede; Cultures and organizations software of the mind:
interculture cooperation and its importance for survival,
[McGraw-Hill, International (UK). Limited, London, 1991.
PP.25-28.
:‫ راجعم‬،‫ نان الص ي ي ي ي ي ي ي‬: ‫ ترج م‬، ‫ باد ا ي ي ي ي ي ي دا م‬: ‫ ي ي ي ي ي يياي ن در نر‬7
.80-79‫ ص‬،‫ا ا ي خ ي م‬
(8) Daly (Herman) Beyond Growth: The Economics of
sustainable development [Beacon Press, Boston, M.A)
1996.
(9) Eliah A. Akintunde: Theories and concepts for human
behavior in environmental preservation. [Journal of
Environmental Science and public health. (2017) 2:120-133,
P.122-123.

84
‫رضا كمال خالف‬.‫د‬ ‫دور االستطيقا في االستدامة اإليكولوجية‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية والتربوية‬

(10) Lele (Sharachchandra). Sustainable development: A


critical review (world development, Vol, 19. No.6,
PP.607-621)(1991) P.608.
(11) Tutzinger Manifest, Available at: http://www.kupoge.de/
ifk/tutzinger-monifest/tuma. gb.htm.
(12) UNESCO: The power of culture: Action plan on cultural
policies for development (1998).
(13) Haley: The limits of sustainability: The art of ecology,
PP.94-208.
(14) Kagan (Sacha): Cultures of sustainability, P. 1,2,3].
(15) Ibid.
(16) Moldavanova (Alisa): Sustainability, Aesthetics, and
future generation. [Humphreys, D., Stober, S.S. (2014)
Transitions to sustainability: Theoretical Debates for a
changing plant. Modlavanova: Sustainability, Ethics and
Aesthetics (2013). P.12, 13, 14, 15, 16.
(17) Attfield (Robin). Existemce, Volue and Intrimsic Value.
[Ecological Ecomics 24(1998) pp,163-168.
(18) Norton "Bryan" G. Enuironmental Ethics and weak
Anthrocentrism. [Enuironmental Ethics 6 (1980) p131-
148].
(19) Thompson, Jamna. ARefution of Enuironmental Etlics
[Enuironmental Ethics 12 (1990) pp.147-160.
(20) Mc Shane, Katie: why Enuironmental Ethico Shoulchnt
Give up on Entrinsic Volue. [Environmentol Ethics 29
(2007) pp.43-61.
(21) Wenz, Peter, Minimal Moderate and Extreme Morol
plurohsm [Enuironmental Ethics 15, (1993); 149-163.
Aldred, Jonathan, Existence, Value, Welfare and Altruism
[Enuironmental Volues, 3 (1994); 381-401.
(22) Dickson, Banabas, The Ehicist Conception of
Environmentol prouems. [Environmental Volues9 (2000)
p.127,143, 145.

85
‫مجلة وادي النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية – مجلة علمية محكمة‬
)ISSN : 2536 - 9555(

- Herbert Schroeder, Environmentol Values and Fheir


Relation ship to Ecological Services. (May 2011) cedro 42
chichago.
‫ د ار ي ي ي ييم في ف س ي ي ي ي م الج ا الظاهراتيم" [دار‬.‫ السبرم الج اليم‬:‫ ي ي ي ييعيد ت فيق‬23
،250 ،202 ،91 ،87 ،35 ،29‫ ص‬،]2002 ،‫ع‬ ‫ال ق يياف ييم ل نعي ي ي ي ي ي يير ال‬
.277
(24) Moldavanova (Alisa): Sustainability, Ethics, and
Aesthetics. [The International Journal of sustainability
policy and practice, Vol.8, Issue, PP.109-120), PP.112-
113.
‫ دار‬، ‫ ترج م ز ي ل ي ي ي ي ي م‬،‫ ر ي ي ي ييالم ن قيم ف سي ي ي ي ي يم‬:‫ ل دفيج ف جنعي ي ي ي ي يل‬25
421 ،‫ ال قرم‬،‫ال عارف‬
(26) Godlovitch, (Stan): Icebreakers: Environmentalism and
Natural Aesthetics: In the Aesthetics of natural
Environments. Ed Allen Carlson and Arnold Berleant.
(Ontario: Broadview Press, 2004, 108-126), P.113.
(27) Hepburn (Ronald): Trivial and Serious in Aesthetics
Apprecian of Nature. In Landscape, Natural Beauty, and
Arts Ed Salim Kemal and Ivan Gaskell. Cambridge:
Cambridge press 1993, PP.65-80. PP.66-67.
(28) Hepburn (Ronald): Landscape and the Metaphysical
Imagination. In the Aesthetics of Natural Environments.
Ed. Allen Carlson and Arnold Berleant. Ontario:
Broadview press, 2004. 127-140), PP.130-131.
(29) Hepburn (Ronald). Landscape and Metaphysical
imagination, P.128.
(30) Carlson (Allen). Apprecian and the Natural Environment
[Journal of Aesthetics and Art criticism. Vol. 37. No.3,
(Spring, 1979), PP.267-275.

86
‫رضا كمال خالف‬.‫د‬ ‫دور االستطيقا في االستدامة اإليكولوجية‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية والتربوية‬

-Carlson (Alten): Nature, Aesthetics Judgment and


Objectivity. [Journal of Aesthetics and Art Criticism
Vol. 40. No.1] Autumn, 1981) PP. 15-27.
(31) Godlovitch (Stan): Evaluating Nature Aethetics (Journal
of Aesthetics and Art Criticism, Vol. 56, Spring 1998).
PP.117-122.
(32) Crawford (Donald): Scenery and Aesthetics of Nature (in
the aesthetics of natural environments. Ed. Allen Carlson
and Arnold Berleant. P.257.
(33) Ibid. P.257.
(34) Ibid. P.257-279.
(35) Appleton, J., Landscape Evaluation The Theoretical
Vacum, (Transaction of the Institute of British
Geographers (1975, 66: 120-123).
(36) Benovsky. J., Aesthetics Appreciation of Landscapes
(Journal of value inquiry, 2016, 50: 325-34).
(37) Leddy, T. iA Defense of Art Based Appreciation of Nature
(Environmental Ethics, 2005, 27; 299-315, P.299-310).
(38) Ibid. Carlson (Allen): On Aesthetically Appreciating
Human Environments. (Philosophy and Geography, 2001,
4:1-12).
(39) Carlson (Allan): Ten steps in the Development of Western
Environmental Aesthetics in [Environmental Aesthetics
ed: Martin Drenthen and Jozef Keulaztz). PP.13-24.
(40) Hepburn (R.W): Contemporary Aesthetics and the
Neglect of Natural Beauty in British Analytical
Philosophy, Bernard Williams and Alan Montefiore, 285-
310 [London: Routledge and kegan paul, 1966].
Carlson (Allen): Ten steps in the development of western
Environmental Aesthetics, P.13.
(41) Carlson (Allen) ibid, P. Hepburn (R.W): Trivial and
serious in Aesthetic Appreciations of Nature [in

87
‫مجلة وادي النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية – مجلة علمية محكمة‬
)ISSN : 2536 - 9555(

landscape, Nature Beauty, and Arts [S.Kemal and I Gaskel


ed, Cambridge press, 1993].
(42) Berleant (Arnold): Art and Engagement (Philadelphia:
Temple University Press, 1991).
(43) Hepburn (R.W): Trivial and serious in Aesthetic,
Appercian of Nature, P.13, 27.
Carlson: Ten steps, P.14.
(44) Appleton (Jay): Landscape Evaluation: The Theoretical
Vaccum. (1975).
Carlson: Ten steps. P.14.
(45) Carlson: Ten steps. P.15.
(46) Carlson: Ten steps. P.16.
(47) Carlson: Ten steps. P.17.
(48) Carlson: Ten steps. P.18.
(49) Carlson: Ten steps. P.18-19.
(50) Brady (Emily): Imagination and the Aesthetic
Appreciation of Nature (Journal of Aesthetics and Art
criticism, 156: 139-147, 1998.
(51) Eaton (M.M): Facts and fiction in the Aesthetics
Apprecian of Nature [Journal of Aesthetics and Art
Criticism, 1998, 56: 149-156).
(52) Carlson: Ten steps. P.21.
(53) Hepburn: Landscape and the metaphysical imagination.
PP.191-195.
(54) Saito (Yuriko): Everyday Aesthetics [Philosophy and
literature, 2001, 25: 87-95.
(55) Hargrove (Eugene): Foundations of Environmental Ethics
(1989).
(56) Carlson (Allen): Contemporary Environmental Aesthetics
and The requirements of Environmentalism [Journal of the
Faculty of Letters, The university of Tokyo, Aesthetics)
Vol. 34 (2009, PP.1-21). P.11.
(57) Godlovitch: Icebreakers: Environmentalism and Natural
Aesthetics. [in Allen Carlson and Arnold Berleant (ed),

88
‫رضا كمال خالف‬.‫د‬ ‫دور االستطيقا في االستدامة اإليكولوجية‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية والتربوية‬

The Aesthetics of Natural Environments (2004)] PP. 108-


26.
-Godlovitch: Evaluating Nature Aestheticaly [Journal of
Aesthetics and Arb Criticism, Vol. 56. No. 2, PP.113-125.
(58) Attfied (Robin): Environmental Ethics An Overview for
the Twenty- First Century (Polity Press, 2014). P.117.
(59) Carlson: Contemporary Environmental Aesthetics and the
requirements of Environmentalism. P4.
(60) Holmes Rolston III. Aesthetic experience in forests
[Journal of Aesthetics and art criticism, 56(1998), 157-
166, P.162.
Holmes Roleston III: Aesthetics Experience of forests, in
Allen Carlson and Arnold Berleant (ed). The Aesthetics of
Natural Environments [2004 PP.182-196] P.189.
(61) Hepburn (R.): Contemporary Aesthetics and the neglect of
natural beauty. P.305.
(62) Emily Brady: Imagination and the Aesthetic Appreciation
of Nature. (156-169).
(63) Carlson (Allen): Contemporary Environmental Aesthetics
and the requirements of Environmentalism, P.12.
(64) Thompson (Janna): Aesthetics and value of nature
[Environmental Ethics, 17 (1990, 29-305) 292-293.
(65) Carlson: Contemporary Environmental Aesthetics and the
requirements of environmentalism, p.13.
Carroll (Noel): On being moved by nature between religion and
natural history. In Allen Carlson and Arnold Breleant (ed).
The Aesthetics of natural environments (2004). PP.89-
107.
(66) Carlson (Allen): Contemporary Environmental Aesthetics
and Requirements of Environmentalism. P.13-14.
(67) Patricia (Matthew): Scientific knowledge and Aesthetic
Appreciation of Nature [Journal of Aesthetics and Art
Criticism 60(2002) P.38.

89
‫مجلة وادي النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية – مجلة علمية محكمة‬
)ISSN : 2536 - 9555(

Reprinted in Carlson and Lintott, Nature, Aesthetics and


Environmentalism.
(68) Carlson: Appreciation and natural environment (in the
Aesthetics of natural environments ed by Carlson and
Berleant, 2004, 63-75. Peterborough Broadview), PP.65-
67.
(69) Ibid. p.67
(70) Godlovitch (Stan): Icebreakers: Environmentalism and
Natural Aesthetics, P.108-126.
(71) Ibid. P.109.
(72) Ibid. P.109-110.
(73) Ibid. P.111.
(74) Ibid. P.111-112.
(75) Ibid. P.112.
(76) Ibid. P.112-115.
The view ‫ ال ييذي ن ان ييه‬، Thomas Nagel ‫ظ ك ييال "ت ييال ن يياجي ي‬
from Nowhere [Oxford, New York: Oxford University
‫ قد يك ن "ج دل ﭬ ي ش قد ا ي ي اد ل هذا العن ان في ا ي ي سدا ه‬Press(1986)]
.‫يقا‬ ‫ ند د ه ل‬Nowhere ‫لص‬
(77) Godlovitch (Stan): Icebreakers: Environmentalism and
Natural Aesthetics, P.121.
(78) Carlson: Appreciation and Natural Environment, PP.65-
67.
(79) Saito (Yuriko): Appreciating Nature on its own terms. In
the Aesthetics of Natural Environments ed by Allen
Carlson and Arnold Berleant, PP.141-155.
(80) Godlovitch: Icebreakers, P.116-117.
(81) Saito (Yuriko): Appreciating Nature on it own terms.
P.149.
(82) Zsuzsi Kovacs, Carri J. Roy, Dylan G, Fische: How do A
esthetics affect our ecology (Journal of Ecological
Anthropology (2006), 10, 1: 61-65.

90
‫رضا كمال خالف‬.‫د‬ ‫دور االستطيقا في االستدامة اإليكولوجية‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية والتربوية‬

(83) Hettinger (Ned): Evaluating positive Aesthetics (2012),


PP.1-24. P.1-8.
(84) Paden (Roger), Harmon Laurlyn, and Charles Milling:
Ecology, Evolution, and Aesthetics towards an
Evolutionary Aesthetics onf Nature (British Journal of
Aesthetic, Vol. 52, N.2, P.123, 124, 125.
(85) Parsons (Glenn) and Carlson (Allen): Functional Beauty
[Oxford University press, 2008), PP. 22, 23, 30, 37, 130-
136.
(86) Parsons: Nature, Appreciating, Science, and positive
Aesthetics, P.279, 280, 283.
Carlson: on Aesthetically Appreciating Human
Environments [Philosophy and Geography 2001, 4: 9-24.
Carlson: Nature and Positive Aesthetics. [Environmental
Ethics, 1984, 6:5-34).
(87) Kendall (Walton): Category of Arts, (Philosophical
Review (1970), PP.334-367.
(88) Carlson: Nature and Positive Aesthetics. P.523, 31.
(89) Ibid. P.31-32.
(90) Carlson: Ibid. P.33.
(91) Carlson. Ibid. P.33-34.
(92) Waster (Donald): Nature’s Economy: A history of
Ecological ideas (2nd ed, Cambridge University Press,
1994, P.471.
(93) Alexander Von Humboldt: Cosmos: A sketch of a physical
Description of the universe. Trans E.C.Otte. [New York:
Haper 1864); and James Lovelock, Gaia A New look at
life on Earth (New York: Oxford University Press, 1987).
(94) Carlson: Nature and positive Aesthetics, P.31-33.
(95) Parsons (2007), P.361.
(96) Berleant, The Aesthetics of Environments, P.164.
(97) Parsons. (2007), P.361.
(98) Carlson: (1984) P.230.

91
‫مجلة وادي النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية – مجلة علمية محكمة‬
)ISSN : 2536 - 9555(

(99) Carlson: Nature Aesthetics and Environmentalism [Ed


by Allen Carlson and Sheila Lintott (2008), P.211-237.
Parsons, 2007: 263.
(100) Yuriko (Saito): Appreciation Nature on its own terms
(Environmental Ethics, 1998: 135-149).
Yuriko (Saito): Everyday Aesthetics (Philosophy and
Literature, 2001, 25:87-95.
(101) Parsons anddd Carlson: Function Beauty. P.31.
(102) Ibid: P.123.
(103) Ibid: P.124.
(104) Ibid: P.127.
(105) Ibid: P.22-23, 27, 105, 125.
(106) Ibid: P.232-234.
(107) Ibid: P.26-27, 118.
(108) Ibid: P.232-234.
(109) Ibid: P.90-95, 100.
(110) Berleant “Aesthetics of the Environment, (Philadelphia,
1992, Temple University Press), 236-237.
(111) Berleant: Ibid.
(112) Berleant: Ibid. PP.169-170.
(113) Berleant: Objects into Persons: The way to social
Aesthetics (in Aesthetics between art and society:
Perspectives of Arnold Berleant post Kantian Aesthetics
of Engagement. Vol.6, No.2, 2017), P.1-13.
(114) Berleant: Ibid. P.1-13.
(115) Berleant: Ibid. P.1-13.
(116) Berleant: Sensibility and sense; The Aesthetic
transformation of the human world (Academic 2010),
PP.86-87,88.
(117) Berleant: Ibid.
(118) Berleant: The cultural aesthetics of environment (in
environmental aesthetics: Crossing divides and breaking
ground ed. Martin Drenthen and Jozef Keulartz, New
York: Fordham University Press, 2014), PP.61-72.

92
‫رضا كمال خالف‬.‫د‬ ‫دور االستطيقا في االستدامة اإليكولوجية‬
‫مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية والتربوية‬

(119) Berleant: “Ideas for social aesthetics” in (The aesthetics


of everyday life ed by Andrew light and Jonathan M.
Smith, New York Columbia University Press, 2005),
PP.23-38.
(120) Berleant: Ibid.
(121) Berleant: Ibid.
(122) Carlson: On aesthetical appreciating human
environment, PP.9-24.
(123) Hepburn: Landscape and metaphysical imagination in
the aesthetics of natural environments. Ed, Allen Carlson
and Berleant Ontario: Broadview press, 2004, PP.127-
140.
‫انظر في ن ال رجع ل قا ت ش ي ي ي ي ي يييري ف ي ي ي ي ي ي ي ر ن ؤ كار هي تناقش ن‬
. PP.197-213, 89-107 ،‫القاليم‬
(124) Carlson: Appreciating art and appreciating nature in
landscape, natural beauty and arts (Ed Salim Kemal and
Ivan Gaskell. Cambridge “Cambridge University Press,
1993, 199-227).
(125) Carlson: Ibid.

93

You might also like