Professional Documents
Culture Documents
تعريف الصَلاة أصلُ كلمة الصَّلاة في اللُّغة العَربيَّة كَلمة
تعريف الصَلاة أصلُ كلمة الصَّلاة في اللُّغة العَربيَّة كَلمة
تعريف الصَلاة أصلُ كلمة الصَّلاة في اللُّغة العَربيَّة كَلمة
تعريف الصَ الة أص ُل كلمة الصَّالة في اللُّغة العَ ربيَّة َكلمة "الص َ
ُ ْ
َعان؛ منها الدُّعاء كما في الحَ ديث ال َّشريفِ( :إذا دعِ يَ حَ دك ْم 7،فل ُي ِجبْ ،فإنْ كانَ صَ اِئمًا ،فليُصَ لِّ) ]٢[،أي :ليقم بالدُّعاء لهم .أمَّا إذا
َ ْ َ ُ ُ َأ ُ َ و َتأتي كلم ُة الصَّالة بعدِّة م ٍ
َقرونة باهلل -سُبحانه وتعالى -أو بالمالِئكة ،فعندها تكون بمعنى الرَّ حمة من هللا -سُبحانه وتعالى -واستِغفار المالِئكة ،كما في قوله - َ ً جَ اءت كلم ُة الصَّالة م
َ ُأ ٌ
ات مِّن رَّ ب ِِّه ْم َورَ حْ مَة َو ولـِٰئكَ َ َ َ ُأ
تعَ الى( :-ه َُو الَّذِي يُصَ لي عَ ل ْيك ْم َو َم ِئ َكتهُ) ]٣[.وتأتي أيضا بمعنى الثناء والمَدح ،كما في قوله -تعالى ( :-ولـِٰئكَ عَ لي ِْه ْم صَ ل َو ٌ َّ ً ُ اَل ُ َ ِّ
ُه ُم ْال ُم ْه َت ُدونَ ) ]٥[]٤7[.وأمَّا في االصطِ الح 7،ف ُتعرَّ ف الصَّالة على أ َّنها :أقوا ٌل وأفعا ٌل مخصُوصةُ 7،تفتت ُح بال َّتكبير ،و ُتختتم بال َّتسليم ]٦[.حك ُم الصَّالة ومَكانتها
مسلم والظهر ،والعَ صر 7،والمغرب 7،والعِشاء -الوُ جوب على ك ِّل ُ الخمس في اإلسالم -أال وهي :صالة الفجر، فرضية الصالة في اإلسالم حُكم الصَّلوات َ
ٍ
الخوف، َرض أو َ ك عنها مهما كان حا ُل المُكلَّف بها؛ ولكن قد يَطرأ بعضُ ال َّتغيرات على هَيئتِها وعَ ددها في حال السَّفر أو الم ِ ومُسلمة ،وذلك الوُ جوب ال ينف ُّ
ولك َّنها ال تسقُط عن المُكلَّف سُقوطا ً تا َّما ً ما دام مَناط ال َّتكليفِ قائماً؛ أال وهو العَ قل ]٨[]٧[.مكانة الصالة في اإلسالم ُتع ُّد الصَّالة آكد وأه ّم الفُروض
سَ :شهَادَ ِة أنْ ال إلَ َه الخمسة؛ قال الرَّ سول -صلَّى هللا عليه وسلَّمُ ( :-بنِيَ اإلسْ اَل ُم علَى َخمْ ٍ اإلسالم َ ِ أركان
ِ والواجبات في اإلسالم بعد ال َّشهادتين ،وواحدةٌ من
صاَل ةِ ،وإي َتا ِء الزكاةِ ،والحَ جِّ ،وصَ ْو ِم رَ مَضَ انَ ) ]١٠[]٩7[.وتعد الصَّالة في اإلسالم واحدة من أه ِّم العِبادات على
ٌ َّ ُ َ َّ إاَّل هَّللا ُ وأنَّ مُحَ َّم ًدا رَ سو ُل هَّللا ِ ،وإ َق ِام ال َّ
َّ َّ
مكانة ُممَّيزةٌ تكا ُد َتنفرد بها عن بَاقي العبادات؛ فهي عِ ماد الدِّين وقوامُه الذي ال يقوم إال به .ففي الحَ ديث الشريف يَقول الرَّ سول -صلى هللا َ َ ٌ اإلطالق ،ولها
وأول األمر اإلسال ُم ،وعمو ُدهُ الصَّالةُ ،وذروةُ سَ نا ِم ِه ال ِجهادُ) ]١١[،وهي أولى العِبادات التي َفرضها 7هللا -سُبحانه وتعالى -على عِ بادهَّ ، ِ عليه وسلَّم( :-رأسُ
ت فقد َأ ْفلَحَ ما يُحاسب عليه العَ بد يوم القيامة .كما قال الرَّ سول -صلَّى هللا عليه وسلَّم( :-إنَّ أو َل ما يُحاسَ بُ به العب ُد يو َم القيام ِة من عملِه صال ُته ،فإن صَ لُحَ ْ
ُث الصَّالة على ترك ال َفحشاء والمُنكر 7،وفي هذا ال َّترابط بين أداء الصَّالة واالبتعاد عن المُنكرات دلي ٌل وخسِ رَ ) ]١٢[.وتح ُّ ت فقد خاب َ وَأ ْنجَ ح ،وإن َفسَ دَ ْ
صاَل َة َت ْنهَى عَ ِن ْال َفحْ َشا ِء َو ْالمُن َك ِر) ]١٣[،كما أ َّنها صاَل َة ِإنَّ ال َّ (وَأق ِِم ال َّ واض ٌح على أهمِّيتها ومدى تأثيرها على إيمان المُسلم وعَ مله ،حيث يقول هللا -تعالىَ :-
آخِر وصَ ايا الرَّ سول -صلَّى هللا عليه وسلَّم ،-وآخ ُر ما يُفقد من الدِّين؛ فإن ضَ اعت ضاع الدِّين كلُّه ،وهذا إن د َّل على شيءٍ ،فهو ي ُد ُّل على المَكانة العظيمة
للصَّالة في اإلسالم ]١٤7[.حكم ترك الصالة المفروضة فِيما يتعلَّق ِبحكم َترك الصَّالة في اإلسالم؛ فيأتي الحُكم مُتناسبا ً مع األهمي ِة الكبيرة للصَّالة ،فيُع ُّد
وال ُك ْف ِر َترْ كَ تار ُكها جحوداً بها وبفرضيّتها كافراً وخارجا ً عن المِّلة بإجمَاع المُسلمين؛ قال الرَّ سول -صلى هللا عليه وسلم( :-إنَّ ب ْينَ الرَّ ج ُِل وب ْينَ ال ِّشرْ كِ ْ
الصَّالةِ) ]١٥[.ويجدر بالذكر أنّ الجحود في اللغة يُعرّ ف بأ ّنه إنكار الشيء مع العلم بصحّ ته ،وجاحد الصالة هو الذي ينكرها وال يعترف 7بها وبفرضيّتها7.
أما من تركها 7جحوداً بها مع كونه حديث عه ٍد في اإلسالم ،أو لم يسمع عنها من قبل ،فإنه يُعذر بجهله ويُعرّ ف بها ]١٧[]١٦[،ولِخطورة تركها شدَّد هللا -
وف ت َف َس َ ف مِن َبع ِدهِم َخلفٌ َأضاعُوا الصَّال َة َوا َّت َبعُوا ال َّش َهوا ِ سُبحانه وتعالى -في خطاب اإلنكار على من َيقوم بترك أدائها ،فقال -سُبحانه وتعالىَ ( :-ف َخلَ َ
فرض الصَّالة فُرضَ ت الصَّالة على ال َّنبي -صلَّى هللا عليه ِ ك لهم في الدُّنيا واآلخرة ]١٩ [.تاري ُخ رحمة بهم وليَردعَ هم عمَّا فيه هال ٌ ً يَل َقونَ غَ ًّيا) ]١٨[،وذلك
تَّلوات َخمسينَ ُ ،ث َّم َنقصَ ْ سريَ ِبه الص ُ ت عَ لى ال َّنبيِّ صلَّى هَّللا ُ علي ِه وسلَّ َم ليل َة ُأ ْ ضَ ر ُ ف ( عنه:- هللا -رضي مالك بن أنس وى رَ فقد اإلسراء؛ وسلَّم -في ليلة
ِ ِ
الخمس َخمسينَ ) ]٢١[]٢٠7[،وقد فُرضت الصَّالة على الرَّ سول -صلَّى هللا عليه ِ ه
ِ ذ
ِ ه ب
ِ كَ َ ل وإنَّ ، لديَّ ل
ُ القو ل
ُ َّ
د ب
َ ي ُ ال ه
ُ َّ
ن إ 7
: ُ
د م
َّ مح يا : ِيَد نو مَّ ُ
ث ًا،س مت َخ ح َّتى ُج ِعلَ ْ
وسلَّم -بال َّتحديد في المِعراج ليلة اإلسراء؛ أي عندما صَ عد ال َّنبي -صلَّى هللا عليه وسلَّم -إلى السَّماء ]٢٢[.وقد تميَّزت الصَّالة بطري َقة فرضيَّتها عن باقي
العِبادات؛ إذ إ َّنها فُرضت في السَّماء ال في األرض ،وبعد أن التقى ال َّنبي -صلَّى هللا عليه وسلَّم -باألنبياء في السَّموات السَّبع ،وبعد أن ُغسّل قلبُ ال َّنبي -
الطهارة .كما أنَّ الرَّ سول -صلَّى هللا عليه وسلَّم -خالل عُروجه إلى السَّماء صلَّى هللا عليه وسلَّم -بماء َزمزم ،كأنَّ في ذلك إشارة إلى ما يسِ بق الصَّالة من َ
ُ
رأى المَالئكة وهم في حَ ال ال َّتعبُّد؛ فمنهم القاِئم ،ومنهم 7الراكعَ ،ومنهم السَّاجد ،وجُمعت أصَ ناف هذه العَ بادات جَ ميعها 7في هيئة الصَّالة التي فرضت عليه
في أثناء هذه الرِّ حلة المُقدَّسة .ويَجدر اإلشارة إلى أنَّ الصَّالة فُرضت من قبل هللا -سُبحانه وتعالى -على نبيِّه -صلَّى هللا عليه وسلَّم -مباشر ًة؛ 7أي بدون
البعثة يَمتاز ال َّتشريع في اإلسالم واسطة ،فد َّل ك ُل ذلك على عِ ظم الصَّالة ومكا َنتها 7،وتفرُّ دها عن باقي العِبادات في اإلسالم ]٢٣[.كيف كانت الصَّالة َّأول ِ
ومكان ،وممَّا جعله مميّزاً في ذلك مَبادئ عديدة ،منها ال َّتدرُج في ال َتشريع؛ حيث جَ اء ال َتشري ُع ٍ زمان
ٍ ت عديدة؛ ولع َّل أبرَ زها واقعيَّته وصَ الحيته لكل بمُميِّزا ٍ
وظروفهم ،أو لِرفع الحَ رج عنهم ،وبعدها ت َّم االنتقال إلى الصُّورة ال َّنهائيَّة من العِبادة .ومن هذه في بعض العبادات بصور ٍة مُعيَّنة ل ُتناسب َأحوال ال َّناس ُ
العِبادات التي ت َّم َتشريعها بال َتدريج عبادة الصَّالة؛ حيث إنَّ الصَّالة فُ ِرضت في بادئ األمر على َشكل صَ التين اثنتين فقط؛ واحدةٌ في ال ُغدوّ وواحدةٌ في
للبعثة .وبعدها فُرضت اليوم والليلة ،واستمرّ هذا ال َّشكل حتى نهاية العام العَ اشر ِ ِ ت في العَ شيّ ،وفي كل صَّالة منها رَ كعتان ،أي أنَّ المَجموع أرب ُع رَ كعا ٍ
ص َة حِينَ اَل هَّللا
تَ ( :فرَ ضَ ُ ال َّ اليوم والليلة ،فعَ نْ عَ اِئ َش َة ُأ ِّم المُْؤ ِمنِينَ -رضي هللا عنها -قالَ ْ ِ الصَّالة بَشكلها ال ِّنهائي والدَّائم كما هي اآلن؛ َخمسُ صَ لوات في
ُأل ْن ،في الحَ ضَ ِر وال َّس َف ِرَ ،فُأقِرَّ ْ
وزيدَ في صَ ِة الحَ ضَ ِر) ]٢٥[]٢٤7[.ويُع ُّد هذا األسلوب في ال َّتدرُج واح ٌد من ا سس اَل ت صَ اَل ةُ ال َّس َف ِرِ ، ْن رَ ْكعَ َتي ِ َفرَ ضَ هَا ،رَ ْكعَ َتي ِ
ال َتربويَّة والتي َتقوم على االبتداء باألسهل ثم االنتقال إلى األصعب ،وذلك مُراعا ًة للطبيعة البشريِّة ،ولِتهيئة ال ُّنفوس على استقبال ال َتشريع بتيسيرةء، َّ
ولضمان االستمرار 7في تطبيقه على المدى البعيد ]٢٥7[.أول صالة صالها النبي بدأ ال َّنبي -صلَّى هللا عليه وسلَّم -في أداء فريضة الصَّالة في اليوم الذي َتال
الظهر ،وقد أ َّم ٌه جبريل بها ،ولذلك ليلَة اإلسراء؛ أي بعد أن فُرضت عليه الصَّالة ،وكانت أو َل صَ ال ٍة قام الرَّ سول -صلَّى هللا عليه وسلَّم -بأداِئها صَ الة ّ
الظهر بالصَّالة األولى؛ أل َّنها كانت أوَّ ل صَ الة صالَّها جبريل بال َّنبي -صلَّى هللا عليه وسلَّم ]٢٦[.-وتجدُر اإلشارة إلى أنَّ صالة ال َفجر ليست ُتسمَّى صالة ُ
الصالة األولى التي أدّاها النبيّ ؛ وذلك ألنَّ افتراض الصَّالة وال َّتكليف بأداِئها يَحتاج إلى بيان لمَعرفة كيفيَّة تطبيقها؛ 7ولم يكن هذا حاصالً في صالة ال َفجر،
وال يُطالب المُكلَّف بالعبادة قبل بَيانها .وأمَّا بعد البيان فُيطالب بأدائها ،وهذا ما حصل في صَ الة الظهر؛ حيث قام جبريل بتعليم ال َّنبي -صلَّى هللا عليه وسلَّم-
حكمة مَشروع َّية 7الصَّالة فُرضت الصَّالة ٌ األوقاتَ الخاصَّة بكل صَ الة وكيفيَّتها وأمَّه بصالة الظهر ،فكانت بذلك أو َل صالة ُتؤدّى بعدَ البيان]٢٧[]٢٦[.
َّ
الوسيلة التي يَتواص ُل فيها العبد بربّه ليشكو إليه بثه وما مث ُل الصَّالة صِ لة العبد بربِّه ،فهي َ لحكم عديدة وفوائدَ عظيمة ،وفيما يأتي ذكر بعضهاُ ]٢٩[]٢٨[:ت ِّ
ٍ
والحق ،ويَنهاهُم عن ِّ فينشرح 7بذلك صَ دره ،ويطمئنُّ قلبُه .الصَّالة ُنو ٌر يَهدي به هللا -سُبحانه وتعالى -عباده إلى البرِّ ِ أهمَّه ،وليُناجي ربَّه -سبحانه وتعالى،-
ال َفحشاء والمُنكر 7والمَعاصي 7.الصَّالة من العبادات البدنية؛ لِما فيها من القِيام ،والرُّ كوع ،والسُّجود ،وغيرها من هيئات الصَّالة المعروفة 7،باإلضافة إلى أ ّنها
شكره 7،وحَ مده ،وال َّتذلُّ ِل له .أداء الصَّالة َتمرين 7للعبد على االنقياد هلل -سُبحانه وتعالى- عبادة قلبيّة؛ يت ُّم من َخالل َتعظيم هللا -سُبحانه وتعالى ،-وتوقِيره 7،و ُ
الخمسة ،والتي ُأمر بأدائها المٌكلَّف ،ليكون بذلك عبداً هلل -سُبحانه وتعالى -ال عبداً ألهوائ ِه وتنفيذ أوامره؛ حيث إنَّ الصَّالة ركنٌ من أركان اإلسالم َ
َوم َخمْ ًسا ،ما َتقُو ُل ذلكَ ُي ْبقِي ي ل
َّ ُ
ك فيه ل
ُ َ
ت ْ
َغ ي
ِ أحَ ِ ْ سِ م ُ
ك د ب ببا ا رً ه
َ َ
ن أنَّ لو م
(أرَ ْ ُ
ت ي ْ َأ الشريف: الحديث و َشهواته .الصَّالة بابٌ عظي ٌم لتكفير السَّيئات؛ فقد جاء في
ٍ
َّ
سَ ،يمْ حُو ُ به الخطايا) ]٣٠[.الصَّالة سببٌ لدخول الجنة ،فعن ربيعة بن كعب ٌ َ هَّللا ت الخمْ ِ َ صلوا ِ َ مِن دَرَ ِنهِ؟ قالوا :ال ُي ْبقِي مِن دَرَ ِن ِه شيًئ ا ،قالََ :فذلكَ م ِْث ُل ال َّ
َّ َ َ َ ُ َأ ُ ُ َ
هللا صَ لى ُ عليه وسل َم فأت ْيت ُه َبوضُوِئ ِه وحَ اجَ ِت ِه فقا َل لِي :سَ ْل فقلت :أسْ لكَ مُرَ افقتكَ في الجَ نةِ .قالَ: َ ُ َ َّ هَّللا َّ سول ِ يت مع رَ ِ ت ِأب ُ األسلمي -رضي هللا عنه -قالُ ( :ك ْن ُ
لت :هو َذاكَ .قالَ :فأعِ ني على َنفسِ كَ ب َكثرَ ِة ال ُّسجُودِ) ]٣١[.الصَّالة من أج ِّل العبادات وأعظمها ،وت َتضمَّن أهم المَسائل التي قد يَسألها العبد
َ ْ ْ َ ِّ ْأو غيرَ ذلكَ قُ ُ
لربِّه -ج ّل وعال ،-من طلب الهدايةِ ،والحمد ،والثناء ،والتضرُّ ع .أنوا ُع الصَّالة الصلوات المفروضة فُرضت الصَّالة على ال َّنبي -صلَّى هللا عليه وسلَّم -في
وخمسين 7في اليوم واللَّيلة ،ث َّم خ َّففها إلى خمس صَ لوات في العَ دد َ ِ ليلة اإلسراء كما تقدَّم سابقاً ،وفي البداية َفرض هللا -سبحانه وتعالىَ -خمسين 7صَ الة في
الظهر ،والعَ صر ،والمَغرب ،والعِشاء ،وال َفجر ]٣٢7[.وأمَّا الخمس الواجبة على ك ِّل مُكلَّف هي :صالة ُّ حمة بعباده وتخفيفا ً عنهم .وهذه الصَّلوات َ األجر ،رَ ً
الظهر :ويبدأ وقتها من بعد َزوال ال َّشمس -أي ميل ال َّشمس عن وسَ ط السَّماء صلوات المفروضة؛ فهي خمسُ أوقات كما يأتي ]٣٣[:صالة ُّ بالنسبة ألوقات ال َّ
الظهر ما لم يكن الجوّ حاراً ،وإال فاألفضل عندها التأخير7. إلى جهة المَغرب ]٣٤[،-ويستمر 7إلى أن يُصبح مِقدار ظ ِّل ال َّشيء مُساويا ً له ،ويُسنّ َتقديم صالة ُّ
َّ
الوقت الذي يُصبح فيه ظ ُّل ك ُّل شيء مِثله ،ويستمر إلى اصفرار الشمس ،وهذا هو وقت الظهر؛ أي من َ صالة العَ صر :ويبدأ وقتها من حين انتهاء وقت ُّ
َ َّ
االختيار ،أمَّا وقت االضطرار ألهل األعذار فيكون من االصفرار حتى غروب الشمس ،ويُسنُّ تعجيل صَ الة العَ صر 7.صالة المَّغرب 7:ويبدأ وقتها من حين
ويستمر إلى غياب ال َّشفق األحمر؛ 7أي الحُمرة التي تكون بعد مَغيب ال َّشمس ،ويسنُّ تعجيلها .صَ الة ّ7 انتهاء وقت صالة العَ صر؛ أي من ُغروب ال َّشمس،
العِشاء :ويبدأ وق ُتها من حين انتهاء وقت المَغرب؛ أي من مَغيب ال َّشفق األحمر ويستمرّ إلى نِصف اللَّيل ،وهذا وقت االختيار ،ووقت الضرورة يبدأ من
طلوع الثاني ألهل األعذار ،ويُسنّ تأخيرها إلى ٌثلث اللَّيل إن تم َّكن المُّسلم من ذلك .صَ الة ال َفجر 7:ويبدأ وقتها من ُ طلوع الفجر َّ نِصف اللَّيل إلى ما قبل ُ
طلوع ال َّشمس ألهل األعذار، الظلمة -]٣٥[،-ووقت الضَّرورة يكون من اإلسفار إلى ما قبل ُ ال َفجر الثاني ويَستمر إلى اإلسفار؛ -أي ظهور ال ُّنور وزوال ُّ
الظهر أرب ُع الصلوات المفروضَ ة بال َّنسبة للمُقيم؛ فقد َأجمع أهل العِلم على أنَّ عدد رَ كعات صَ الة ُّ ويسنُّ َتعجليها 7.أمّا بال ِّنسبة لعدد الرَّ كعات في ك ِّل صال ٍة من ِ َ
ت أيضاً ،وال يُجهر فيها رَ كعات ،وال يُجهر المُصلِّي بالقراءة فيها بل يُخافت ،وفي ك ِّل رَ كعتين يَجلس مرَّ ة لل َّتشهُد ،وعدد رَ كعات صالة العَ صر أرب ُع ركعا ٍ
ثالث ركعات ،ويُجهر بالقراءة في أول رَ كعيتن وال يُجهر بالثاَّلثة ،ويُجلس ُ بالقراءة ،ويُجلس في ك ِّل ركعيتن 7مرَّ ة لل َّتشهد .وعدد رَ كعات صَ الة المَغرب
ُأل
آخر رَ كعتين ،وبين لل َّتشهد بعد الرَ كعتن ا وليَين مرَّ ة ،وفي األخِيرة مرَّ ة ،وصَ الة العِشاء أرب ُع رَ كعات ،يُجهر بالقِراءة في َّأول رَ كعيتن 7فيها ،ويُخافِت في ِ
آخرهما .وأمَّا فرض المُسافر 7رَ كعتين7 ك ِّل ركعتين 7يجلس مرَّ ة لل َّتشهد 7.وأخيرا صَ الة ال َفجر رَ كعتان 7،يُجهر بالقراءة فيهما ،ويُجلس مرَّ ًة واحد ًة لل َّتشهد في ِ ً
ثالث رَ كعات لك ٍّل من المُقيم والمُسافر]٣٦[. ُ لك َّل صال ٍة مَفروضة؛ حيث يقصر الصالة الرّ باعية إلى ركعتين 7،أما صالة المَغرب فإ َّنها َتبقى على حَ الها
الصلوات المسنونة السنن الرواتب ُسمِّيت السُّنن الرَ واتب بهذا االسم لمَشروعيَّة المُواظبة واالستمرار 7في أداِئها ،وال ُّس َّنة الراتِبة هي ال ُّس َّنة المؤ َّكدة]٣٧[،
ت مخصُوص؛ مثل العِيدين والتراويح والضُّحى .وأمَّا الفُقهاء فإ َّنهم يُطلقون اسم وقد عرَّ فها الشافعيَّة على أ َّنها السُّنن التي َتتب ُع غيرها ،أو تتوقفٌ على وق ٍ
السُّنن الرواتب على الصَّلوات التي يُسنُّ أداءها قبل الصَّلوات المَفروضة وبَعدها ،وذلك ألنَّ أداءها مُتوقفٌ على الصَّلوات المَفروضة وال ُتصلَّى لوحِدها.
وتجدر اإلشارة إلى أنَّ الشافعيَّة وسَّعوا مفهوم السُّنن الرَ واتب ل َتشمل الصَّيام أيضاً؛ فقالوا بأنَّ الصَّوم له سننٌ رواتب مثل صِ يام السِّت من َشوال]٣٨[.
َوم ِث ْن َتيْ عَ ْشرَ ةَ وعدد السُّنن الرواتب للصَّلوات المَفروضة مُجتمعة 7اثنتا عشرَ ة ركعة 7،فقد قال الرَّ سول -صلَّى هللا عليه وسلَّم -مشيراً 7إليها( :مَن صَ لَّى في ي ٍ
الظهر ب َتسليمَتين 7،ورَ كعتان بعد الصَّالة ت قبل ُّ وزع هذه السُّنن على ك ِّل صال ٍة مفروضَ ة كما يأتي :أرب ُع رَ كعا ٍ ْت في الجَ َّنةِ) ]٣٩[.و ُت َّ سَ جْ دَ ًة َت َطوُّ عًاُ ،بنِيَ له َبي ٌ
ب َتسليمة واحدة ،ورَ كعتان بعد صَ الة المغرب بتسليم ٍة واحدة ،ورَ كعتان بعد العِشاء بتسليم ٍة واحدة ،ورَ كعتان 7قبل صَ الة ال َفجر بتسليم ٍة واحدة ،وكان ال َّنبي -
الحضر ]٤٠[.وباإلضافة إلى السُّنن الرواتب المُؤ َّكدة ،توجد أيضا ً سُنن رواتِب غير مُؤكدة؛ وهي كلُّها صلَّى هللا عليه وسلَّم -يُداوم عليها جميعا ً في َ
ت قبل العَ صر ،أو ركعتان قبل العصر 7،والمُسلم مخ َّير7 مُستحبَّة 7،ولكنَّ ال َّنبي -صلَّى هللا عليه وسلَّم -لم يكن يُواظب عليها مث َل القسم األول ،وهي :أرب ُع ركعا ٍ
بأن يأتي بأحدهم؛ إما أربع ركعات أو اثنتان ،واألربع أفضل ،وأرب ُع ركعات قبل العِشاء ،وأرب ُع ركعات أو اثنتان بعد العِشاء -غير الرَّ كعتان المؤ َّكدتان من
ال ُّسنن الرواتب ،-وأرب ُع ركعات قبل الجُمعة بتسليم ٍة واحدة وأرب ٌع بعدها .وتجدر اإلشارة إلى أنَّ األصل في السُّنن عدم ال َقضاء؛ ألن ال َقضاء متعلِّ ٌق
بالواجب ،أما س َّنة الفجر المؤ ّكدة فأمكن 7قضاؤها لورد النص بذلك ]٣٧[.السنن غير الرواتب يُقصد بالسُّنن غير الرَّ واتب :الصَّلوات المَس ُنونة والتي ال
الوتر الوتر :ويُطلق َ تابعة لها؛ بل يُمكن تأديتها مستقلَّ ًة عنها ،وهي سننٌ كثيرة فيما يأتي ذك ُر بعضها 7:صالة َ ً يَرتبط أداؤها بالصَّلوات المفروضة ،وال تكون
ً َّ ُ ُ
في اللُّغة على العدد الفردي ،أما اصطِ الحا ً فيُطلق على الصَّالة التي تكون بين العِشاء وطلوع الفجر ،ويُختم بها صَ الة الليل ،وتصلى َوترا؛ أي ركعة ،أو
َثالث ،أو َخمس ،أو سَ بع ،أو تِسع ،وال يكون شفعا ً -أي عدداً زوجياً ،-وهو ُس َّنة مؤ َّكدة عند جَ ماهير أهل العلم ]٤١[.قيام اللَّيل :ويسمى أيضا بال َّتهجد ،وعند
الجُمهور هي الصَّالة التي تكون في اللَّيل بعدَ ال َّنوم ،في أيِّ ليل ٍة من ليالي السَّنة ]٤٢[.ويجوز أدا ُء صالة القِيام في أوّ ل الليل ،ووسطه ،وآخره ،و ُنقل ك ّل
الثلث األخير من اللَّيل ]٤٣[.ويُسنُّ أن ُتفتت ُح صالة القيام بركعَ تين َخفيفتين لقوله ذلك عن الرَّ سول -صلَّى هللا عليه وسلَّم ،-إال أنَّ أفضل أوقاته على اإلطالق ُ
ْن) ]٤٤[.ويُسنّ أيضا ً أن يَستفتح المصلّي صالته بعد ال َّتكبيير بأحد أدعية ْن َخفِي َ ِ
ي َ
ت ف -عليه الصَّالة والسَّالم( :-إذا قا َم أحَ ُد ُك ْم مِنَ اللَّي ِْلَ ،ف ْل َي ْف َتتِحْ صَ ال َت ُه برَ ْكعَ َتي ِ7
االستفتاح الخاصة بصالة القيام ،ويُستحبُّ اإلطالة في صالة القيام ،سوا ًء كان ذلك في القراءة ،أو في الرُّ كوع ،أو في السُّجود ،أو في أي هيئ ٍة من هيئات
الصَّالة ]٤٥[.وقد كان ال َّنبي -صلَّى هللا عليه وسلَّم -يُسرُّ بالقراءة في صالة اللَّيل أحياناً ،ويَجهر أحيانا ً أخرى ]٤٦[.ويُستحبُّ أال يزيد عدد ركعات الصَّالة
في قيام اللَّيل عن إحدى عشر ركعة 7،أو ثالث عشر ركعة ،لما ورد عن فعل ال َّنبي -صلَّى هللا عليه وسلَّم ]٤٧[.-و ُتصلَّى صالة قيام اللَّيل ركعتان ركعتان،
ص ْبحَ صَ لَّى الوتر ،حيث سَ َأ َل رَ ُج ٌل النبيَّ -صَ لَّى هللا ُ عليه وسلَّ َم -وهو علَى ال ِم ْنب َِر" :ما َترَ ى في صَ اَل ِة اللَّي ِْل"؟ َقالَ( :م َْث َنى م َْث َنىَ ،فِإ َذا َخشِ يَ ال ُّ و ُتختتم بصالة َ
َّ َّ ْ ُ اَل
ت له ما صَ لى .وإ َّنه كانَ يقولُ :اجْ عَ لوا آخِرَ صَ ِتك ْم ِوترً ا؛ فإنَّ النبيَّ صَ لى هللا ُ عليه وسل َم أمَرَ بهِ) ]٤٩[]٤٨[.قيا ُم رَ مضان 7:أو ما يُعرف ُ َّ واحِدَ ًةْ ،
فأو َترَ ْ
أهل العلم في بال َّتراويح ،وهي ُس َّنة مؤ َّكدة للرِّ جال وال ِّنساء في شهر رَ مضان ]٥٠[،وا َّتفق أه ُل العلم على مشروع َّية 7الجَ ماعة في ال َّتراويح ،فيما َتعدَّدت أقوا ُل ِ
َتحديد عدد رَ كعاتها 7،ويرى ابن تيمية -رحمه هللا -أن األقوال الواردة في ذلك كلَّها سائغة ،واألمر فيه سعة ،ويُحدَّد األفضل بينها بحسب أحوال المُصلِّين إن
كانت ُتؤدَّى جماعة ]٥١[.وا َّتفق الفُقهاء على مشروعيَّة االستراحة بعد ك ِّل أربع ركعات ،وال يُشرع خاللها ذكر مُعين ]٥٢7[.صالة الضُّحى :ويُراد
ضحى عند الفقهاء :الوقت الذي يكون ما بين ارتفاع ال َّشمس إلى َزوالها -أي تحرُّ كها من وسط السَّماء إلى جهة المَغرب ،-وورد في َفضل صالة بال ُّ
طلوع ال َّشمس ،وأفضل وق ٍ
ت الضُّحى أحاديث عديدة ]٥٣[.ويبدأ وق ُتها من بعد ارتفاع ال َّشمس إلى ما قبل َزوال ال َّشمس؛ أي بعد رُبع ساعة تقريبا ً من ُ
لتأديتها يكون بتأخيرها حتى اشتداد الحَ رّ ،وأمَّا بالنسبة لعدد ركعاتها؛ 7فأقلُّها رَ كعتان 7،فيما تع ّددت أقوا ُل العلماء في عدد أكثرها على ثالثة أقوال :ثمانُ
بأمر مُباح ولكنهَّ ركعات ،واثنا عشرَ ركعة 7،وقيل ال يوجد حد أعلى لعدد ركعاتها ]٥٤7[.صالة االستخارة :وهي الصَّالة التي تؤدَّى عندما يريد المُسلم القيام ٍ
ُك بع ِْلمِكَ ،وَأسْ َت ْق ِدرُكَ بقُ ْدرَ تِكَ ،
ال يعرف وجه الخير فيه ،فعندها يُصلِّي رَ كعتين من غير الفريضة .ويدعو بالدُّعاء المأثور عن النبيّ ( :اللَّ ُه َّم إ ِّني أسْ َتخِير َ7
وَأسْ َألُكَ مِن َفضْ لِكَ العَ ظِ ِيم؛ فإ َّنكَ َت ْق ِد ُر واَل أ ْق ِدرُ ،و َتعْ لَ ُم واَل أعْ لَ ُم ،وَأ ْنتَ عَ اَّل ُم ال ُغيُوبِ ،اللَّ ُه َّم إنْ ُك ْنتَ َتعْ لَ ُم أنَّ هذا األمْ رَ َخ ْي ٌر لي في دِينِي ومعاشِ ي وعَ اقِ َب ِة
َاركْ لي فِيهِ ،وإنْ ُك ْنتَ َتعْ لَ ُم أنَّ هذا األمْ رَ َشرٌّ لي في دِينِي ومعاشِ ي وعَ اقِ َب ِة أمْ ِري ْ -أو ُ
أمْ ِري ْ -أو قالَ :عَ ا ِج ِل أمْ ِري وآ ِجلِ ِه َ -فا ْقدُرْ هُ لي و َيسِّرْ هُ لِي ،ث َّم ب ِ
ْث َكانَ ُ ،ث َّم أرْ ضِ نِي قالََ :ويُسَ مِّي حَ اجَ َتهُ) ]٥٥[.وتجدر اإلشارة إلى أ َّنه ال الخ ْيرَ حَ ي ُ
قالَ :في عَ ا ِج ِل أمْ ِري وآ ِجلِ ِه َ -فاصْ ِر ْف ُ7ه عَ ِّني واصْ ِر ْف ِني 7ع ْنه ،وا ْقدُرْ لي َ
يُشترط 7لصَ احب االستخارة أن يرى رُؤيا في منامه كما يظنُّ العامَّة ،وإ َّنما يكفي انشراح الصَّدر ،وألنَّ االستخارة في أصلها دُعاء فال بأس بتكرارها أكثرَ
من مرة إذا احتاج األمر ]٥٦7[.صالة ال َّتسبيح :تع َّددت أقوال أهل العلم في حُكم صالة التسابيح الختالفهم 7في إثبات الحَ ديث الوارد فيها على ثالثة أقوال:
فقيل إ َّنها مُستحبة ،وقيل ال بأس بها ،وقيل غير مشروعة ،والقول األخير هو مذهب اإلمام أحمد ،لعدم ُثبوت الحَ ديث المتعلِّق فيها ،باإلضافة لمُخالفتها لهيئة
الصَّالة العادية ]٥٧[.صالة تحيَّة المَسجد :حيث يُستحبّ لمن دَ خل المسجد أن يُصلِّي ركعتين قبل جُلوسه ]٥٧[.الصَّالة بعد الوُ ضوء :يُستحبُّ صالة
ركعتين 7أو أكثر بعدَ الوضوء ،وهذا في أي وقت كان حتى لو كان في أوقات الكراهة ]٥٨[.صالة ال َّتوبة :يُستحب لمن أذنب ذنبا ً وتاب أن يُصلِّي ركعتين7
الطواف بالكعبة :يُستحبُّ عند الجُمهور 7للمسلم بعد ثابت باتفاق المذاهب األربعة ]٥٨[.صالة ركعتين بعد َّ ٌ توبة هلل -سبحانه وتعالى ،-وهذا اإلستحباب ً
وقت َكراهة ،وأمَّا عند الحنفية فحُكم هاتين الرَّ كعتين 7الوُ جوب ]٥٨[.صالة ُ ت وإن كان طوافه خلف مقام إبراهيم أن يُصلّي رَ كعتين 7،وتؤدَّى في أيِّ وق ٍ
ال ُكسوف :وهي الصَّالة التي تؤدَّى عند ذهاب ضُوء ال َّشمس أو القمر ،وال ُخسوف مرادفٌ للكسوف ،وقيل :ال ُكسوف لل َّشمس والخسوف للقمر ،وصالة
ال ُكسوف والخسوف هيئة مخصُوصة تختلف عن هيئة الصَّالة االعتيادية .وقال جُمهور أهل العلم إنَّ صالة كسوف الشمس ُس َّنة مؤ َّكدة ،وأمَّا صالة ُخسوف
ال ًقمر ففيها قوالن :األول أ َّنها ُس َّنة مؤ َّكدة و ُتصلَّى جماعة ،والثاني أ َّنها ال ُتصلَّى جَ ماعة وهي ُس َّنة كال َّنوافل ،ووقت صالة ال ُكسوف يمت ّد من حين
ظهورال ُكسوف 7إلى حين َزواله ]٥٩[.صالة االستسقاء :وهي الصَّالة التي تؤدَّى عند طلب ال ُّسقيا من هللا -سبحانه وتعالى -من خالل إنزال المَطر ،وقد ُ
ُّ َّ ُ َّ ً ُ
أجمع العلماء على سنيتها ]٦٠[.أحكام الصَّالة شروط الصَّالة إنّ للصَّالة شروط معيَّنة تتوقف عليها صِ حتها؛ 7والشرط في اللغة :العالمة ،وفي االصطالح: ُ ِّ
شروط التي تجعل وشروط صحة .أمَّا شروط الوجوب :فهي ال ُ ُ شروط وجوب،ُ7 ما يتوقفُ عليه وجود ال َّشيء وهو خارج عنه .وشروط الصَّالة نوعان:
الصَّالة واجبة على المُكلَّف ،وهي ثالث ُة شروط كما يأتي ]٦١[:اإلسالم :إذ تجب الصَّالة على كل مسل ّم ومسلمة ،وال تجب على غير المسلم في الدُّنيا أل َّنها
مسلم ،أمَّا عند الحنفية فال تجب الصَّالة ٍ ال تص ُّح منه ،ولك َّنها تجب عليه وجوب عقاب في اآلخرة عند الجمهور أل َّنه مخاطبٌ بفروع ال َّشريعة وإن كان غير
بالغ ،وال تجب على الصَّبي ،ولك ّنه يُؤمر بها على غير المسلم ال في الدُّنيا وال في اآلخرة؛ أل َّنه غير مطالبٌ بفروع ال َّشريعة 7.البُلوغ :تجب الصَّالة على كل ٍ
عند بلوغه ال َّس ابعة -أي سن التمييز -لتعويده عليها ،ويُضرب عليها عند بلوغه العاشرة باليد ضربا ً خفيفا ً غير مبرح 7إن أفاد الضَّرب تشجعيه عليها ،وإال
ص الة عند الجمهور باستثناء الحنابلة على المجنون ،والمعتوه ،والمغمى عليه مادام مفارقا ً للوعي ،لذهاب مناط ال َّتكليف أال وهو فيُترك 7.العقل :فال تجب ال َّ
َّ
العقل ،ويُسنُّ لهم القضاء بحسب الشافعيَّة .وأمَّا شروط الصَّحة :فهي ما يتوقف عليها صحة الصَّالة ،وهي ستة شروطٍ كما يأتي ]٦٢[:العلم بدخول الوقت:
الطهارة من الحدثين .طهارة الثوب والبدن والمكان الذي يُصلّى فيه .ستر العورة .استقبال القبلة .النيَّة :بأن ينوي فال تص ُّح الصَّالة قبل دخول الوقتَّ .
المُصلّي الصَّالة التي يريد أداءها ويعيُّنها بذاتها في قلبه؛ كتعيين فرض الظهر أو العصر ،وال يُشرع ال َّتلفظ بها .أركانُ الصَّالة يُعرَّ ف الركن في الصَّالة:
ما ال تص ُّح الصَّالة بغيره ،وعدم اإلتيان به سهواً أو عمداً يُبطل الصَّالة ،وأركان الصَّالة أربعة عشر ركناً ،وهي ]٦٤[]٦٣[:القيام للقادر .تكبيرة اإلحرام،
ويجب ُنطقها في حال القيام عند القدرة ،وأن يُسمع نفسه بها إن استطاع ذلك ،وأن ُتقال بالعربية إن تم َّكن من ذلك ،وأن تؤتى بصيغة "هللا أكبر" وليس أي
صيغة أخرى .قراءة الفاتحة في ك ِّل ركعة .الرُّ كوع .االعتدال من الرُّ كوع .ال ُّسجود على األعضاء السبعة؛ وهي الجبهة مع األنف ،واليدان ،والرُّ كبتان7،
والقدمان .الجلوس بين السَّجدتين .السُّجود الثاني .الجلوس لل ّتشهّد األخير .ال َّتشهّد األخير ،وال َّتشهد المأمور به شرعا ً هو قول" :التحيَّات هلل والصَّلوات
الطيبات هلل ،السَّالم عليك أيُّها ال َّنبي ورحمة هللا وبركاته ،السَّالم علينا وعلى عباد هللا الصَّالحين ،أشهد أنَّ ال إله إال هللا ،ووأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله". َّ
َّ
الصَّالة على النبي -صلى هللا عليه وسلم -في التشهد األخير 7،ويُقال فيها" 7:اللهم ص ِّل على محمَّد وعلى آل محمَّد ،كما صَّليت على إبراهيم وعلى آل َّ َّ َّ َّ
إبراهيم ،إ َّنك حمي ٌد مجيد ،اللَّهم بارك على محمَّد وعلى آل محمَّد 7،كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ،إ َّنك حمي ٌد مجيد" .ال َّتسليم؛ وهو قول المُصلِّي:
الطمأنينة؛ وهي السُّكون وإن قلّ ،أو السُّكون بقدر الذكر الواجب .ترتيب األركان .سُنن الصَّالة ال ُّس َّنة شرعاً :ما يُثاب فاعله "السَّالم عليكم ورحمة هللا"َّ .
على فعله وال يعاقب تاركه .وال َتبطل الصَّالة بتركها ،سوا ًء كان تركها سهواً أو عمداً .وسُنن الصَّالة كثيرة ُنورد منها اآلتي ]٦٦[]٦٥[:رفع ال َيدين عند
تكبيرة اإلحرام مع تفريج األصابع .وضع اليد اليُمنى فوق اليد اليُسرى .دعاء االستفتاح .قراءة شي ٍء من القرآن بعد الفاتحة في الرَّ كعيتن 7اُألوليين .ال َّتأمين
صالة الجهرية؛ أي صالة الفجر ،والمغرب ،والعشاء، بعد قراءة الفاتحة .رفع اليدين عند الرُّ كوع ،وعند الرَّ فع منه ،وعند القيام للرَّ كعة الثالثة .الجهر في ال َّ
الظهر والعصر .وضع اليدين مفتوحة األصابع على الرُّ كبتين عند الرُّ كوع .االبتداء بوضع الرُّ كبتين قبل اليدين واإلسرار في الصَّالة السرية؛ أي صالتيِّ ُ
عند السُّجود عند جمهور 7الفقهاء ،وقال المالكيّة بأن السنة وضع اليدين قبل الركبتين عند الهويّ للسجود .توجيه أصابع القدمين حال السُّجود إلى القبلة.
االفتراش* في ال َّتشهد األول وال َّتورُّ ك* في ال َّتشهد األخير .اإلتيان بجلسة االستراحة عند القيام من السُّجود للرَّ كعة الثانية أو الرابعة .اإلشارة بالسَّبابة عند
ال َّتشهد .الدُّعاء بعد ال َّتشهد األخير .ال َّنظر موضع السُّجود .م ُّد العنق والظهر في الرُّ كوع .قول "سبحان ربي األعلى" في السُّجود ثالث مرّ ات أو أكثر .قول
ت أو أكثر .قول "رب اغفر لي" في الجُّ لوس الذي يكون بين السَّجدتين 7.مبطالت الصَّالة تبطل الصالة بالعديد "سبحان ربي العظيم" في الرُّ كوع ثالث مرّ ا ٍ
من األمور 7،وفيما يأتي ذكر بعضها ]٦٧[:إذا ترك المصلّي ركنا ً من أركان الصالة ،أو شرطا ً من شروطها ،سوا ًء كان ذلك عمداً أو سهواً .إذا ترك
كبير دون حاج ٍة في الصالة .إذا َك َشف المصلّي العورة متعمّداً 7.إذا تكلّم المُص ّل أو ضحك ٍ بشكل
ٍ المصلّي واجبا ً من واجباتها متعمّداً .إذا تحرّ ك المصلّي
بقهقهة أو أكل وشرب عمداً .إذا أحدَ ث المُصلّي ،فقد أجمع الفقهاء على عدم قبول صالة من أحدث أثناء صالته وتي ّقن من ذلك؛ أي إذا وقع منه ما يُبطل
صاَل ةِ؟ َفقالَ :ال سول هَّللا ِ صَ لَّى هللا ُ عليه وسلَّ َم الرَّ ُج ُل الذي ي َُخ َّي ُل إلَ ْي ِه أ َّنه َي ِج ُد ال َّشيْ َء في ال َّ
الوضوء ،فعن عبد هللا بن زيد -رضي هللا عنه( :-أ َّن ُه َش َكا إلى رَ ِ
طلب تركه طلبا ً غير جَ ازم ،ومكروهات ف -ح َّتى َيسْ مع صَ ْو ًتا ْأو َي ِجدَ ريحً ا) ]٦٩[]٦٨7[.مكروهات الصَّالة المَكروه اصطالحاً :هو ما ُ -أو ال َي ْنصَ ِر ْ
َي ْن َف ِت ْل ْ
ِ
ُّ
الصَّالة عديدة نورد منها اآلتي ]٧١[]٧٠[:العبث باللباس أو الجَ سد أثناء الصَّالة .مسح التراب والحصى عن األرض ،إال إن دعت الحاجة لذلك لتوسية ِّ ُ
مكان السُّجود .فرقعة األصابع في المسجد أو أثناء الصَّالة .تشيبك األصابع في الصَّالة .وضع اليد على الخاصِ رة .االعتماد على اليدين في الصَّالة حال
الثوب على الجسد بدون إدخال اليدين فيه .رفع البصر إلى السماء خالل الصَّالة .االلتفات الجلوس لغير الحاجة .ش ُّد ال ُّشعر وإلصاقه بالرأس للِّرجال .سدل َّ
بالوجه عن القِبلة .قراءة القُرآن في الرَّ كوع والسَّجود .ال َّنظر إلى ما يُلهي عن الصَّالة .تغميض العينين في الصَّالة بال عذر .ال َّتربّع في الصَّالة بال عذر.
الثوب تحت اإلبط األيمن وطرحُه على الكتف األيسر. التمايُل في الصَّالة .تشمير 7ال ُكمّين عن الذراعين خالل الصَّالة .االضطباع في الصَّالة؛ وهو جعل َّ
طعام يشتهيهٍ 7
ر بحضو َّالة ص ال والغائط. البول كثرة التثاؤب في الصَّالة .تغطية األنف أو الفم خالل الصَّالة بال عذر .الصَّالة عند مدافعة األخبثين:
بمكان خاصٍّ في المسجد 7للصَّالة فيه لغير اإلمام .تأخير األذكار ٍ المُصلّي؛ فاَأل ْولى أن يأكل أوالً إذا ا ّتسع الوقت لذلك .الصَّالة عند غلبة ال َّنوم .االلتزام
ركن إلى غير محلِّها .تطويل الرَّ كعة الثانية على األولى بمقدار ثالث آيات فأكثر 7.االقتصار على قراءة الفاتحة في ٍ ركن إلى
ٍ المشروعة عند االنتقال من
ِّ
جل واحدة بال عذر .الصَّالة خلف النائم أو المتحدث .التنكيس في قراءة السور في الصالة؛ َّ ِّ
الرَّ كعتين األوليين .العبث باللحية خالل الصَّالة .القيام على ِر ٍ
كأن يقرأ المصلّي في الركعة األولى سورة اإلخالص ،ويقرأ بالركعة الثانية سورة قبلها كسورة الضحى .نصائح للمحافظة على الصَّالة الصَّالة كما هي
صدق وجهاد نفس ليستطيع المسلم إقامتها والمُحافظة عليها .وتك َّفل هللا -سُبحانه وتعالى -بالهداية لمن جاهد نفسه في سبيل ٍ سائر العبادات تحتاج إلى
صالة ،بذل من أجلها كل ما يستطيع من جها ٍد لنفسه أوالً ،ولل َّشيطان ثانياً ،ولرُفقاء السُّوء تحصيلها 7،وإذا صدق المسلم في عزيمته على المُحافظة على ال َّ
غاية في األهميَّة؛ إذ ال يَخفى على المَرء ما تجنيه ِرفقة السّوء من عواقب َوخيمة على حياة اإلنسان وعالقته بربِّه .لذا كان حر ّيا ً على ٌ ثالثاً ،وهذه ال ُّنقطة
صالة في المساجد ،وعلى كل أبواب الخير ،وعلى غلق المُسلم اختيار صحبته بعناي ٍة فائقةٍ؛ الصُّحبة التي ُتعينه على طاعة هللا -تعالى ،-وعلى إقامة ال َّ
مداخل ال َّشر والمفاسد ]٧٣[]٧٢7[.فضل وأهمِّية الصَّالة ُتع ُّد الصَّالة من العبادات المُميّزة في اإلسالم؛ لما لها من فوائد جمَّة تعود بالخير على المُسلم في
شوع ،وتذلُّ ٍل ،وطل ٍ ِّ
ب للهداية[. دينه ودُنياه ،ومنها :أنَّ الصَّالة بابٌ واس ٌع من أبواب ذكر هللا -سبحانه وتعالى-؛ لِما َتحتويه من الذكر؛ من حمدٍ ،وثناءٍ ،و ُخ ٍ
ً ُّ
الذنوب ،وترفع الدَّرجات ]٧٥[،وإقامة الصّالة تنهى عن الفحشاء والمُنكر 7،واإلكثارَ منها يعد سببا من الخمس ُتك ِّفر الخطايا ،وتغسل ُ ]٧٤كما أنَّ الصَّلوات َ
أسباب مرافقة ال َّنبي -صلَّى هللا عليه وسلم -في الجنة]٧٦[.
َّ َّ