تعريف الصَلاة أصلُ كلمة الصَّلاة في اللُّغة العَربيَّة كَلمة

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 3

‫َّلوين" ومفردها "صَ ال"؛ وهما عِ رقان في جَ انبي ال َقدم يَنحنيان في الرُّ كوع والسُّجود‪]١[،‬‬ ‫تعريف الصَ الة

‫تعريف الصَ الة أص ُل كلمة الصَّالة في اللُّغة العَ ربيَّة َكلمة "الص َ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫َعان؛ منها الدُّعاء كما في الحَ ديث ال َّشريف‪ِ( :‬إذا دعِ يَ حَ دك ْم‪ 7،‬فل ُي ِجبْ ‪ ،‬فإنْ كانَ صَ اِئمًا‪ ،‬فليُصَ لِّ)‪ ]٢[،‬أي‪ :‬ليقم بالدُّعاء لهم‪ .‬أمَّا إذا‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َأ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫و َتأتي كلم ُة الصَّالة بعدِّة م ٍ‬
‫َقرونة باهلل ‪-‬سُبحانه وتعالى‪ -‬أو بالمالِئكة‪ ،‬فعندها تكون بمعنى الرَّ حمة من هللا ‪-‬سُبحانه وتعالى‪ -‬واستِغفار المالِئكة‪ ،‬كما في قوله ‪-‬‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫جَ اءت كلم ُة الصَّالة م‬
‫َ‬ ‫ُأ‬ ‫ٌ‬
‫ات مِّن رَّ ب ِِّه ْم َورَ حْ مَة َو ولـِٰئكَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُأ‬
‫تعَ الى‪( :-‬ه َُو الَّذِي يُصَ لي عَ ل ْيك ْم َو َم ِئ َكتهُ)‪ ]٣[.‬وتأتي أيضا بمعنى الثناء والمَدح‪ ،‬كما في قوله ‪-‬تعالى‪ ( :-‬ولـِٰئكَ عَ لي ِْه ْم صَ ل َو ٌ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫اَل‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬
‫ُه ُم ْال ُم ْه َت ُدونَ )‪ ]٥[]٤7[.‬وأمَّا في االصطِ الح‪ 7،‬ف ُتعرَّ ف الصَّالة على أ َّنها‪ :‬أقوا ٌل وأفعا ٌل مخصُوصة‪ُ 7،‬تفتت ُح بال َّتكبير‪ ،‬و ُتختتم بال َّتسليم‪ ]٦[.‬حك ُم الصَّالة ومَكانتها‬
‫مسلم‬ ‫والظهر‪ ،‬والعَ صر‪ 7،‬والمغرب‪ 7،‬والعِشاء‪ -‬الوُ جوب على ك ِّل‬ ‫ُ‬ ‫الخمس في اإلسالم ‪-‬أال وهي‪ :‬صالة الفجر‪،‬‬ ‫فرضية الصالة في اإلسالم حُكم الصَّلوات َ‬
‫ٍ‬
‫الخوف‪،‬‬ ‫َرض أو َ‬ ‫ك عنها مهما كان حا ُل المُكلَّف بها؛ ولكن قد يَطرأ بعضُ ال َّتغيرات على هَيئتِها وعَ ددها في حال السَّفر أو الم ِ‬ ‫ومُسلمة‪ ،‬وذلك الوُ جوب ال ينف ُّ‬
‫ولك َّنها ال تسقُط عن المُكلَّف سُقوطا ً تا َّما ً ما دام مَناط ال َّتكليفِ قائماً؛ أال وهو العَ قل‪ ]٨[]٧[.‬مكانة الصالة في اإلسالم ُتع ُّد الصَّالة آكد وأه ّم الفُروض‬
‫س‪َ :‬شهَادَ ِة أنْ ال إلَ َه‬ ‫الخمسة؛ قال الرَّ سول ‪-‬صلَّى هللا عليه وسلَّم‪ُ ( :-‬بنِيَ اإلسْ اَل ُم علَى َخمْ ٍ‬ ‫اإلسالم َ‬ ‫ِ‬ ‫أركان‬
‫ِ‬ ‫والواجبات في اإلسالم بعد ال َّشهادتين‪ ،‬وواحدةٌ من‬
‫صاَل ةِ‪ ،‬وإي َتا ِء الزكاةِ‪ ،‬والحَ جِّ‪ ،‬وصَ ْو ِم رَ مَضَ انَ )‪ ]١٠[]٩7[.‬وتعد الصَّالة في اإلسالم واحدة من أه ِّم العِبادات على‬
‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫إاَّل هَّللا ُ وأنَّ مُحَ َّم ًدا رَ سو ُل هَّللا ِ‪ ،‬وإ َق ِام ال َّ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫مكانة ُممَّيزةٌ تكا ُد َتنفرد بها عن بَاقي العبادات؛ فهي عِ ماد الدِّين وقوامُه الذي ال يقوم إال به‪ .‬ففي الحَ ديث الشريف يَقول الرَّ سول ‪-‬صلى هللا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫اإلطالق‪ ،‬ولها‬
‫وأول‬ ‫األمر اإلسال ُم‪ ،‬وعمو ُدهُ الصَّالةُ‪ ،‬وذروةُ سَ نا ِم ِه ال ِجهادُ)‪ ]١١[،‬وهي أولى العِبادات التي َفرضها‪ 7‬هللا ‪-‬سُبحانه وتعالى‪ -‬على عِ باده‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫عليه وسلَّم‪( :-‬رأسُ‬
‫ت فقد َأ ْفلَحَ‬ ‫ما يُحاسب عليه العَ بد يوم القيامة‪ .‬كما قال الرَّ سول ‪-‬صلَّى هللا عليه وسلَّم‪( :-‬إنَّ أو َل ما يُحاسَ بُ به العب ُد يو َم القيام ِة من عملِه صال ُته‪ ،‬فإن صَ لُحَ ْ‬
‫ُث الصَّالة على ترك ال َفحشاء والمُنكر‪ 7،‬وفي هذا ال َّترابط بين أداء الصَّالة واالبتعاد عن المُنكرات دلي ٌل‬ ‫وخسِ رَ )‪ ]١٢[.‬وتح ُّ‬ ‫ت فقد خاب َ‬ ‫وَأ ْنجَ ح‪ ،‬وإن َفسَ دَ ْ‬
‫صاَل َة َت ْنهَى عَ ِن ْال َفحْ َشا ِء َو ْالمُن َك ِر)‪ ]١٣[،‬كما أ َّنها‬ ‫صاَل َة ِإنَّ ال َّ‬ ‫(وَأق ِِم ال َّ‬ ‫واض ٌح على أهمِّيتها ومدى تأثيرها على إيمان المُسلم وعَ مله‪ ،‬حيث يقول هللا ‪-‬تعالى‪َ :-‬‬
‫آخِر وصَ ايا الرَّ سول ‪-‬صلَّى هللا عليه وسلَّم‪ ،-‬وآخ ُر ما يُفقد من الدِّين؛ فإن ضَ اعت ضاع الدِّين كلُّه‪ ،‬وهذا إن د َّل على شيءٍ‪ ،‬فهو ي ُد ُّل على المَكانة العظيمة‬
‫للصَّالة في اإلسالم‪ ]١٤7[.‬حكم ترك الصالة المفروضة فِيما يتعلَّق ِبحكم َترك الصَّالة في اإلسالم؛ فيأتي الحُكم مُتناسبا ً مع األهمي ِة الكبيرة للصَّالة‪ ،‬فيُع ُّد‬
‫وال ُك ْف ِر َترْ كَ‬ ‫تار ُكها جحوداً بها وبفرضيّتها كافراً وخارجا ً عن المِّلة بإجمَاع المُسلمين؛ قال الرَّ سول ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪( :-‬إنَّ ب ْينَ الرَّ ج ُِل وب ْينَ ال ِّشرْ كِ ْ‬
‫الصَّالةِ)‪ ]١٥[.‬ويجدر بالذكر أنّ الجحود في اللغة يُعرّ ف بأ ّنه إنكار الشيء مع العلم بصحّ ته‪ ،‬وجاحد الصالة هو الذي ينكرها وال يعترف‪ 7‬بها وبفرضيّتها‪7.‬‬
‫أما من تركها‪ 7‬جحوداً بها مع كونه حديث عه ٍد في اإلسالم‪ ،‬أو لم يسمع عنها من قبل‪ ،‬فإنه يُعذر بجهله ويُعرّ ف بها‪ ]١٧[]١٦[،‬ولِخطورة تركها شدَّد هللا ‪-‬‬
‫وف‬ ‫ت َف َس َ‬ ‫ف مِن َبع ِدهِم َخلفٌ َأضاعُوا الصَّال َة َوا َّت َبعُوا ال َّش َهوا ِ‬ ‫سُبحانه وتعالى‪ -‬في خطاب اإلنكار على من َيقوم بترك أدائها‪ ،‬فقال ‪-‬سُبحانه وتعالى‪َ ( :-‬ف َخلَ َ‬
‫فرض الصَّالة فُرضَ ت الصَّالة على ال َّنبي ‪-‬صلَّى هللا عليه‬ ‫ِ‬ ‫ك لهم في الدُّنيا واآلخرة‪ ]١٩ [.‬تاري ُخ‬ ‫رحمة بهم وليَردعَ هم عمَّا فيه هال ٌ‬ ‫ً‬ ‫يَل َقونَ غَ ًّيا)‪ ]١٨[،‬وذلك‬
‫ت‬‫َّلوات َخمسينَ ‪ُ ،‬ث َّم َنقصَ ْ‬ ‫سريَ ِبه الص ُ‬ ‫ت عَ لى ال َّنبيِّ صلَّى هَّللا ُ علي ِه وسلَّ َم ليل َة ُأ‬ ‫ْ‬ ‫ضَ‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫ف‬ ‫(‬ ‫عنه‪:-‬‬ ‫هللا‬ ‫‪-‬رضي‬ ‫مالك‬ ‫بن‬ ‫أنس‬ ‫وى‬ ‫رَ‬ ‫فقد‬ ‫اإلسراء؛‬ ‫وسلَّم‪ -‬في ليلة‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الخمس َخمسينَ )‪ ]٢١[]٢٠7[،‬وقد فُرضت الصَّالة على الرَّ سول ‪-‬صلَّى هللا عليه‬ ‫ِ‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ذ‬
‫ِ‬ ‫ه‬ ‫ب‬
‫ِ‬ ‫كَ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫وإنَّ‬ ‫‪،‬‬ ‫لديَّ‬ ‫ل‬
‫ُ‬ ‫القو‬ ‫ل‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫د‬ ‫ب‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫ُ‬ ‫ال‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫إ‬ ‫‪7‬‬
‫‪:‬‬ ‫ُ‬
‫د‬ ‫م‬
‫َّ‬ ‫مح‬ ‫يا‬ ‫‪:‬‬ ‫ِيَ‬‫د‬ ‫نو‬ ‫م‬‫َّ‬ ‫ُ‬
‫ث‬ ‫ًا‪،‬‬‫س‬ ‫م‬‫ت َخ‬ ‫ح َّتى ُج ِعلَ ْ‬
‫وسلَّم‪ -‬بال َّتحديد في المِعراج ليلة اإلسراء؛ أي عندما صَ عد ال َّنبي ‪-‬صلَّى هللا عليه وسلَّم‪ -‬إلى السَّماء‪ ]٢٢[.‬وقد تميَّزت الصَّالة بطري َقة فرضيَّتها عن باقي‬
‫العِبادات؛ إذ إ َّنها فُرضت في السَّماء ال في األرض‪ ،‬وبعد أن التقى ال َّنبي ‪-‬صلَّى هللا عليه وسلَّم‪ -‬باألنبياء في السَّموات السَّبع‪ ،‬وبعد أن ُغسّل قلبُ ال َّنبي ‪-‬‬
‫الطهارة‪ .‬كما أنَّ الرَّ سول ‪-‬صلَّى هللا عليه وسلَّم‪ -‬خالل عُروجه إلى السَّماء‬ ‫صلَّى هللا عليه وسلَّم‪ -‬بماء َزمزم‪ ،‬كأنَّ في ذلك إشارة إلى ما يسِ بق الصَّالة من َ‬
‫ُ‬
‫رأى المَالئكة وهم في حَ ال ال َّتعبُّد؛ فمنهم القاِئم‪ ،‬ومنهم‪ 7‬الراكعَ ‪ ،‬ومنهم السَّاجد‪ ،‬وجُمعت أصَ ناف هذه العَ بادات جَ ميعها‪ 7‬في هيئة الصَّالة التي فرضت عليه‬
‫في أثناء هذه الرِّ حلة المُقدَّسة‪ .‬ويَجدر اإلشارة إلى أنَّ الصَّالة فُرضت من قبل هللا ‪-‬سُبحانه وتعالى‪ -‬على نبيِّه ‪-‬صلَّى هللا عليه وسلَّم‪ -‬مباشر ًة؛‪ 7‬أي بدون‬
‫البعثة يَمتاز ال َّتشريع في اإلسالم‬ ‫واسطة‪ ،‬فد َّل ك ُل ذلك على عِ ظم الصَّالة ومكا َنتها‪ 7،‬وتفرُّ دها عن باقي العِبادات في اإلسالم‪ ]٢٣[.‬كيف كانت الصَّالة َّأول ِ‬
‫ومكان‪ ،‬وممَّا جعله مميّزاً في ذلك مَبادئ عديدة‪ ،‬منها ال َّتدرُج في ال َتشريع؛ حيث جَ اء ال َتشري ُع‬ ‫ٍ‬ ‫زمان‬
‫ٍ‬ ‫ت عديدة؛ ولع َّل أبرَ زها واقعيَّته وصَ الحيته لكل‬ ‫بمُميِّزا ٍ‬
‫وظروفهم‪ ،‬أو لِرفع الحَ رج عنهم‪ ،‬وبعدها ت َّم االنتقال إلى الصُّورة ال َّنهائيَّة من العِبادة‪ .‬ومن هذه‬ ‫في بعض العبادات بصور ٍة مُعيَّنة ل ُتناسب َأحوال ال َّناس ُ‬
‫العِبادات التي ت َّم َتشريعها بال َتدريج عبادة الصَّالة؛ حيث إنَّ الصَّالة فُ ِرضت في بادئ األمر على َشكل صَ التين اثنتين فقط؛ واحدةٌ في ال ُغدوّ وواحدةٌ في‬
‫للبعثة‪ .‬وبعدها فُرضت‬ ‫اليوم والليلة‪ ،‬واستمرّ هذا ال َّشكل حتى نهاية العام العَ اشر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت في‬ ‫العَ شيّ ‪ ،‬وفي كل صَّالة منها رَ كعتان‪ ،‬أي أنَّ المَجموع أرب ُع رَ كعا ٍ‬
‫ص َة حِينَ‬ ‫اَل‬ ‫هَّللا‬
‫ت‪َ ( :‬فرَ ضَ ُ ال َّ‬ ‫اليوم والليلة‪ ،‬فعَ نْ عَ اِئ َش َة ُأ ِّم المُْؤ ِمنِينَ ‪-‬رضي هللا عنها‪ -‬قالَ ْ‬ ‫ِ‬ ‫الصَّالة بَشكلها ال ِّنهائي والدَّائم كما هي اآلن؛ َخمسُ صَ لوات في‬
‫ُأل‬ ‫ْن‪ ،‬في الحَ ضَ ِر وال َّس َف ِر‪َ ،‬فُأقِرَّ ْ‬
‫وزيدَ في صَ ِة الحَ ضَ ِر)‪ ]٢٥[]٢٤7[.‬ويُع ُّد هذا األسلوب في ال َّتدرُج واح ٌد من ا سس‬ ‫اَل‬ ‫ت صَ اَل ةُ ال َّس َف ِر‪ِ ،‬‬ ‫ْن رَ ْكعَ َتي ِ‬ ‫َفرَ ضَ هَا‪ ،‬رَ ْكعَ َتي ِ‬
‫ال َتربويَّة والتي َتقوم على االبتداء باألسهل ثم االنتقال إلى األصعب‪ ،‬وذلك مُراعا ًة للطبيعة البشريِّة‪ ،‬ولِتهيئة ال ُّنفوس على استقبال ال َتشريع بتيسيرةء‪،‬‬ ‫َّ‬
‫ولضمان االستمرار‪ 7‬في تطبيقه على المدى البعيد‪ ]٢٥7[.‬أول صالة صالها النبي بدأ ال َّنبي ‪-‬صلَّى هللا عليه وسلَّم‪ -‬في أداء فريضة الصَّالة في اليوم الذي َتال‬
‫الظهر‪ ،‬وقد أ َّم ٌه جبريل بها‪ ،‬ولذلك‬ ‫ليلَة اإلسراء؛ أي بعد أن فُرضت عليه الصَّالة‪ ،‬وكانت أو َل صَ ال ٍة قام الرَّ سول ‪-‬صلَّى هللا عليه وسلَّم‪ -‬بأداِئها صَ الة ّ‬
‫الظهر بالصَّالة األولى؛ أل َّنها كانت أوَّ ل صَ الة صالَّها جبريل بال َّنبي ‪-‬صلَّى هللا عليه وسلَّم‪ ]٢٦[.-‬وتجدُر اإلشارة إلى أنَّ صالة ال َفجر ليست‬ ‫ُتسمَّى صالة ُ‬
‫الصالة األولى التي أدّاها النبيّ ؛ وذلك ألنَّ افتراض الصَّالة وال َّتكليف بأداِئها يَحتاج إلى بيان لمَعرفة كيفيَّة تطبيقها؛‪ 7‬ولم يكن هذا حاصالً في صالة ال َفجر‪،‬‬
‫وال يُطالب المُكلَّف بالعبادة قبل بَيانها‪ .‬وأمَّا بعد البيان فُيطالب بأدائها‪ ،‬وهذا ما حصل في صَ الة الظهر؛ حيث قام جبريل بتعليم ال َّنبي ‪-‬صلَّى هللا عليه وسلَّم‪-‬‬
‫حكمة مَشروع َّية‪ 7‬الصَّالة فُرضت الصَّالة‬ ‫ٌ‬ ‫األوقاتَ الخاصَّة بكل صَ الة وكيفيَّتها وأمَّه بصالة الظهر‪ ،‬فكانت بذلك أو َل صالة ُتؤدّى بعدَ البيان‪]٢٧[]٢٦[.‬‬
‫َّ‬
‫الوسيلة التي يَتواص ُل فيها العبد بربّه ليشكو إليه بثه وما‬ ‫مث ُل الصَّالة صِ لة العبد بربِّه‪ ،‬فهي َ‬ ‫لحكم عديدة وفوائدَ عظيمة‪ ،‬وفيما يأتي ذكر بعضها‪ُ ]٢٩[]٢٨[:‬ت ِّ‬
‫ٍ‬
‫والحق‪ ،‬ويَنهاهُم عن‬ ‫ِّ‬ ‫فينشرح‪ 7‬بذلك صَ دره‪ ،‬ويطمئنُّ قلبُه‪ .‬الصَّالة ُنو ٌر يَهدي به هللا ‪-‬سُبحانه وتعالى‪ -‬عباده إلى البرِّ‬ ‫ِ‬ ‫أهمَّه‪ ،‬وليُناجي ربَّه ‪-‬سبحانه وتعالى‪،-‬‬
‫ال َفحشاء والمُنكر‪ 7‬والمَعاصي‪ 7.‬الصَّالة من العبادات البدنية؛ لِما فيها من القِيام‪ ،‬والرُّ كوع‪ ،‬والسُّجود‪ ،‬وغيرها من هيئات الصَّالة المعروفة‪ 7،‬باإلضافة إلى أ ّنها‬
‫شكره‪ 7،‬وحَ مده‪ ،‬وال َّتذلُّ ِل له‪ .‬أداء الصَّالة َتمرين‪ 7‬للعبد على االنقياد هلل ‪-‬سُبحانه وتعالى‪-‬‬ ‫عبادة قلبيّة؛ يت ُّم من َخالل َتعظيم هللا ‪-‬سُبحانه وتعالى‪ ،-‬وتوقِيره‪ 7،‬و ُ‬
‫الخمسة‪ ،‬والتي ُأمر بأدائها المٌكلَّف‪ ،‬ليكون بذلك عبداً هلل ‪-‬سُبحانه وتعالى‪ -‬ال عبداً ألهوائ ِه‬ ‫وتنفيذ أوامره؛ حيث إنَّ الصَّالة ركنٌ من أركان اإلسالم َ‬
‫َوم َخمْ ًسا‪ ،‬ما َتقُو ُل ذلكَ ُي ْبقِي‬ ‫ي‬ ‫ل‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫فيه‬ ‫ل‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ْ‬
‫َغ‬ ‫ي‬
‫ِ أحَ ِ ْ سِ‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫د‬ ‫ب‬ ‫ببا‬ ‫ا‬ ‫رً‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫أنَّ‬ ‫لو‬ ‫م‬
‫(أرَ ْ‬ ‫ُ‬
‫ت‬ ‫ي‬ ‫ْ‬ ‫َأ‬ ‫الشريف‪:‬‬ ‫الحديث‬ ‫و َشهواته‪ .‬الصَّالة بابٌ عظي ٌم لتكفير السَّيئات؛ فقد جاء في‬
‫ٍ‬
‫َّ‬
‫س‪َ ،‬يمْ حُو ُ به الخطايا)‪ ]٣٠[.‬الصَّالة سببٌ لدخول الجنة‪ ،‬فعن ربيعة بن كعب‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫هَّللا‬ ‫ت الخمْ ِ‬ ‫َ‬ ‫صلوا ِ‬ ‫َ‬ ‫مِن دَرَ ِنهِ؟ قالوا‪ :‬ال ُي ْبقِي مِن دَرَ ِن ِه شيًئ ا‪ ،‬قالَ‪َ :‬فذلكَ م ِْث ُل ال َّ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َأ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫هللا صَ لى ُ عليه وسل َم فأت ْيت ُه َبوضُوِئ ِه وحَ اجَ ِت ِه فقا َل لِي‪ :‬سَ ْل فقلت‪ :‬أسْ لكَ مُرَ افقتكَ في الجَ نةِ‪ .‬قالَ‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫هَّللا‬ ‫َّ‬ ‫سول ِ‬ ‫يت مع رَ ِ‬ ‫ت ِأب ُ‬ ‫األسلمي ‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬قال‪ُ ( :‬ك ْن ُ‬
‫لت‪ :‬هو َذاكَ ‪ .‬قالَ‪ :‬فأعِ ني على َنفسِ كَ ب َكثرَ ِة ال ُّسجُودِ)‪ ]٣١[.‬الصَّالة من أج ِّل العبادات وأعظمها‪ ،‬وت َتضمَّن أهم المَسائل التي قد يَسألها العبد‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ْأو غيرَ ذلكَ قُ ُ‬
‫لربِّه ‪-‬ج ّل وعال‪ ،-‬من طلب الهدايةِ‪ ،‬والحمد‪ ،‬والثناء‪ ،‬والتضرُّ ع‪ .‬أنوا ُع الصَّالة الصلوات المفروضة فُرضت الصَّالة على ال َّنبي ‪-‬صلَّى هللا عليه وسلَّم‪ -‬في‬
‫وخمسين‪ 7‬في‬ ‫اليوم واللَّيلة‪ ،‬ث َّم خ َّففها إلى خمس صَ لوات في العَ دد َ‬ ‫ِ‬ ‫ليلة اإلسراء كما تقدَّم سابقاً‪ ،‬وفي البداية َفرض هللا ‪-‬سبحانه وتعالى‪َ -‬خمسين‪ 7‬صَ الة في‬
‫الظهر‪ ،‬والعَ صر‪ ،‬والمَغرب‪ ،‬والعِشاء‪ ،‬وال َفجر‪ ]٣٢7[.‬وأمَّا‬ ‫الخمس الواجبة على ك ِّل مُكلَّف هي‪ :‬صالة ُّ‬ ‫حمة بعباده وتخفيفا ً عنهم‪ .‬وهذه الصَّلوات َ‬ ‫األجر‪ ،‬رَ ً‬
‫الظهر‪ :‬ويبدأ وقتها من بعد َزوال ال َّشمس ‪-‬أي ميل ال َّشمس عن وسَ ط السَّماء‬ ‫صلوات المفروضة؛ فهي خمسُ أوقات كما يأتي‪ ]٣٣[:‬صالة ُّ‬ ‫بالنسبة ألوقات ال َّ‬
‫الظهر ما لم يكن الجوّ حاراً‪ ،‬وإال فاألفضل عندها التأخير‪7.‬‬ ‫إلى جهة المَغرب‪ ]٣٤[،-‬ويستمر‪ 7‬إلى أن يُصبح مِقدار ظ ِّل ال َّشيء مُساويا ً له‪ ،‬ويُسنّ َتقديم صالة ُّ‬
‫َّ‬
‫الوقت الذي يُصبح فيه ظ ُّل ك ُّل شيء مِثله‪ ،‬ويستمر إلى اصفرار الشمس‪ ،‬وهذا هو وقت‬ ‫الظهر؛ أي من َ‬ ‫صالة العَ صر‪ :‬ويبدأ وقتها من حين انتهاء وقت ُّ‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫االختيار‪ ،‬أمَّا وقت االضطرار ألهل األعذار فيكون من االصفرار حتى غروب الشمس‪ ،‬ويُسنُّ تعجيل صَ الة العَ صر‪ 7.‬صالة المَّغرب‪ 7:‬ويبدأ وقتها من حين‬
‫ويستمر إلى غياب ال َّشفق األحمر؛‪ 7‬أي الحُمرة التي تكون بعد مَغيب ال َّشمس‪ ،‬ويسنُّ تعجيلها‪ .‬صَ الة‬ ‫ّ‪7‬‬ ‫انتهاء وقت صالة العَ صر؛ أي من ُغروب ال َّشمس‪،‬‬
‫العِشاء‪ :‬ويبدأ وق ُتها من حين انتهاء وقت المَغرب؛ أي من مَغيب ال َّشفق األحمر ويستمرّ إلى نِصف اللَّيل‪ ،‬وهذا وقت االختيار‪ ،‬ووقت الضرورة يبدأ من‬
‫طلوع‬ ‫الثاني ألهل األعذار‪ ،‬ويُسنّ تأخيرها إلى ٌثلث اللَّيل إن تم َّكن المُّسلم من ذلك‪ .‬صَ الة ال َفجر‪ 7:‬ويبدأ وقتها من ُ‬ ‫طلوع الفجر َّ‬ ‫نِصف اللَّيل إلى ما قبل ُ‬
‫طلوع ال َّشمس ألهل األعذار‪،‬‬ ‫الظلمة‪ -]٣٥[،-‬ووقت الضَّرورة يكون من اإلسفار إلى ما قبل ُ‬ ‫ال َفجر الثاني ويَستمر إلى اإلسفار؛ ‪-‬أي ظهور ال ُّنور وزوال ُّ‬
‫الظهر أرب ُع‬ ‫الصلوات المفروضَ ة بال َّنسبة للمُقيم؛ فقد َأجمع أهل العِلم على أنَّ عدد رَ كعات صَ الة ُّ‬ ‫ويسنُّ َتعجليها‪ 7.‬أمّا بال ِّنسبة لعدد الرَّ كعات في ك ِّل صال ٍة من ِ َ‬
‫ت أيضاً‪ ،‬وال يُجهر فيها‬ ‫رَ كعات‪ ،‬وال يُجهر المُصلِّي بالقراءة فيها بل يُخافت‪ ،‬وفي ك ِّل رَ كعتين يَجلس مرَّ ة لل َّتشهُد‪ ،‬وعدد رَ كعات صالة العَ صر أرب ُع ركعا ٍ‬
‫ثالث ركعات‪ ،‬ويُجهر بالقراءة في أول رَ كعيتن وال يُجهر بالثاَّلثة‪ ،‬ويُجلس‬ ‫ُ‬ ‫بالقراءة‪ ،‬ويُجلس في ك ِّل ركعيتن‪ 7‬مرَّ ة لل َّتشهد‪ .‬وعدد رَ كعات صَ الة المَغرب‬
‫ُأل‬
‫آخر رَ كعتين‪ ،‬وبين‬ ‫لل َّتشهد بعد الرَ كعتن ا وليَين مرَّ ة‪ ،‬وفي األخِيرة مرَّ ة‪ ،‬وصَ الة العِشاء أرب ُع رَ كعات‪ ،‬يُجهر بالقِراءة في َّأول رَ كعيتن‪ 7‬فيها‪ ،‬ويُخافِت في ِ‬
‫آخرهما‪ .‬وأمَّا فرض المُسافر‪ 7‬رَ كعتين‪7‬‬ ‫ك ِّل ركعتين‪ 7‬يجلس مرَّ ة لل َّتشهد‪ 7.‬وأخيرا صَ الة ال َفجر رَ كعتان‪ 7،‬يُجهر بالقراءة فيهما‪ ،‬ويُجلس مرَّ ًة واحد ًة لل َّتشهد في ِ‬ ‫ً‬
‫ثالث رَ كعات لك ٍّل من المُقيم والمُسافر‪]٣٦[.‬‬ ‫ُ‬ ‫لك َّل صال ٍة مَفروضة؛ حيث يقصر الصالة الرّ باعية إلى ركعتين‪ 7،‬أما صالة المَغرب فإ َّنها َتبقى على حَ الها‬
‫الصلوات المسنونة السنن الرواتب ُسمِّيت السُّنن الرَ واتب بهذا االسم لمَشروعيَّة المُواظبة واالستمرار‪ 7‬في أداِئها‪ ،‬وال ُّس َّنة الراتِبة هي ال ُّس َّنة المؤ َّكدة‪]٣٧[،‬‬
‫ت مخصُوص؛ مثل العِيدين والتراويح والضُّحى‪ .‬وأمَّا الفُقهاء فإ َّنهم يُطلقون اسم‬ ‫وقد عرَّ فها الشافعيَّة على أ َّنها السُّنن التي َتتب ُع غيرها‪ ،‬أو تتوقفٌ على وق ٍ‬
‫السُّنن الرواتب على الصَّلوات التي يُسنُّ أداءها قبل الصَّلوات المَفروضة وبَعدها‪ ،‬وذلك ألنَّ أداءها مُتوقفٌ على الصَّلوات المَفروضة وال ُتصلَّى لوحِدها‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أنَّ الشافعيَّة وسَّعوا مفهوم السُّنن الرَ واتب ل َتشمل الصَّيام أيضاً؛ فقالوا بأنَّ الصَّوم له سننٌ رواتب مثل صِ يام السِّت من َشوال‪]٣٨[.‬‬
‫َوم ِث ْن َتيْ عَ ْشرَ ةَ‬ ‫وعدد السُّنن الرواتب للصَّلوات المَفروضة مُجتمعة‪ 7‬اثنتا عشرَ ة ركعة‪ 7،‬فقد قال الرَّ سول ‪-‬صلَّى هللا عليه وسلَّم‪ -‬مشيراً‪ 7‬إليها‪( :‬مَن صَ لَّى في ي ٍ‬
‫الظهر ب َتسليمَتين‪ 7،‬ورَ كعتان بعد الصَّالة‬ ‫ت قبل ُّ‬ ‫وزع هذه السُّنن على ك ِّل صال ٍة مفروضَ ة كما يأتي‪ :‬أرب ُع رَ كعا ٍ‬ ‫ْت في الجَ َّنةِ)‪ ]٣٩[.‬و ُت َّ‬ ‫سَ جْ دَ ًة َت َطوُّ عًا‪ُ ،‬بنِيَ له َبي ٌ‬
‫ب َتسليمة واحدة‪ ،‬ورَ كعتان بعد صَ الة المغرب بتسليم ٍة واحدة‪ ،‬ورَ كعتان بعد العِشاء بتسليم ٍة واحدة‪ ،‬ورَ كعتان‪ 7‬قبل صَ الة ال َفجر بتسليم ٍة واحدة‪ ،‬وكان ال َّنبي ‪-‬‬
‫الحضر‪ ]٤٠[.‬وباإلضافة إلى السُّنن الرواتب المُؤ َّكدة‪ ،‬توجد أيضا ً سُنن رواتِب غير مُؤكدة؛ وهي كلُّها‬ ‫صلَّى هللا عليه وسلَّم‪ -‬يُداوم عليها جميعا ً في َ‬
‫ت قبل العَ صر‪ ،‬أو ركعتان قبل العصر‪ 7،‬والمُسلم مخ َّير‪7‬‬ ‫مُستحبَّة‪ 7،‬ولكنَّ ال َّنبي ‪-‬صلَّى هللا عليه وسلَّم‪ -‬لم يكن يُواظب عليها مث َل القسم األول‪ ،‬وهي‪ :‬أرب ُع ركعا ٍ‬
‫بأن يأتي بأحدهم؛ إما أربع ركعات أو اثنتان‪ ،‬واألربع أفضل‪ ،‬وأرب ُع ركعات قبل العِشاء‪ ،‬وأرب ُع ركعات أو اثنتان بعد العِشاء ‪-‬غير الرَّ كعتان المؤ َّكدتان من‬
‫ال ُّسنن الرواتب‪ ،-‬وأرب ُع ركعات قبل الجُمعة بتسليم ٍة واحدة وأرب ٌع بعدها‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى أنَّ األصل في السُّنن عدم ال َقضاء؛ ألن ال َقضاء متعلِّ ٌق‬
‫بالواجب‪ ،‬أما س َّنة الفجر المؤ ّكدة فأمكن‪ 7‬قضاؤها لورد النص بذلك‪ ]٣٧[.‬السنن غير الرواتب يُقصد بالسُّنن غير الرَّ واتب‪ :‬الصَّلوات المَس ُنونة والتي ال‬
‫الوتر‬ ‫الوتر‪ :‬ويُطلق َ‬ ‫تابعة لها؛ بل يُمكن تأديتها مستقلَّ ًة عنها‪ ،‬وهي سننٌ كثيرة فيما يأتي ذك ُر بعضها‪ 7:‬صالة َ‬ ‫ً‬ ‫يَرتبط أداؤها بالصَّلوات المفروضة‪ ،‬وال تكون‬
‫ً‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫في اللُّغة على العدد الفردي‪ ،‬أما اصطِ الحا ً فيُطلق على الصَّالة التي تكون بين العِشاء وطلوع الفجر‪ ،‬ويُختم بها صَ الة الليل‪ ،‬وتصلى َوترا؛ أي ركعة‪ ،‬أو‬
‫َثالث‪ ،‬أو َخمس‪ ،‬أو سَ بع‪ ،‬أو تِسع‪ ،‬وال يكون شفعا ً ‪-‬أي عدداً زوجياً‪ ،-‬وهو ُس َّنة مؤ َّكدة عند جَ ماهير أهل العلم‪ ]٤١[.‬قيام اللَّيل‪ :‬ويسمى أيضا بال َّتهجد‪ ،‬وعند‬
‫الجُمهور هي الصَّالة التي تكون في اللَّيل بعدَ ال َّنوم‪ ،‬في أيِّ ليل ٍة من ليالي السَّنة‪ ]٤٢[.‬ويجوز أدا ُء صالة القِيام في أوّ ل الليل‪ ،‬ووسطه‪ ،‬وآخره‪ ،‬و ُنقل ك ّل‬
‫الثلث األخير من اللَّيل‪ ]٤٣[.‬ويُسنُّ أن ُتفتت ُح صالة القيام بركعَ تين َخفيفتين لقوله‬ ‫ذلك عن الرَّ سول ‪-‬صلَّى هللا عليه وسلَّم‪ ،-‬إال أنَّ أفضل أوقاته على اإلطالق ُ‬
‫ْن)‪ ]٤٤[.‬ويُسنّ أيضا ً أن يَستفتح المصلّي صالته بعد ال َّتكبيير بأحد أدعية‬ ‫ْن َخفِي َ ِ‬
‫ي‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ف‬ ‫‪-‬عليه الصَّالة والسَّالم‪( :-‬إذا قا َم أحَ ُد ُك ْم مِنَ اللَّي ِْل‪َ ،‬ف ْل َي ْف َتتِحْ صَ ال َت ُه برَ ْكعَ َتي ِ‪7‬‬
‫االستفتاح الخاصة بصالة القيام‪ ،‬ويُستحبُّ اإلطالة في صالة القيام‪ ،‬سوا ًء كان ذلك في القراءة‪ ،‬أو في الرُّ كوع‪ ،‬أو في السُّجود‪ ،‬أو في أي هيئ ٍة من هيئات‬
‫الصَّالة‪ ]٤٥[.‬وقد كان ال َّنبي ‪-‬صلَّى هللا عليه وسلَّم‪ -‬يُسرُّ بالقراءة في صالة اللَّيل أحياناً‪ ،‬ويَجهر أحيانا ً أخرى‪ ]٤٦[.‬ويُستحبُّ أال يزيد عدد ركعات الصَّالة‬
‫في قيام اللَّيل عن إحدى عشر ركعة‪ 7،‬أو ثالث عشر ركعة‪ ،‬لما ورد عن فعل ال َّنبي‪ -‬صلَّى هللا عليه وسلَّم‪ ]٤٧[.-‬و ُتصلَّى صالة قيام اللَّيل ركعتان ركعتان‪،‬‬
‫ص ْبحَ صَ لَّى‬ ‫الوتر‪ ،‬حيث سَ َأ َل رَ ُج ٌل النبيَّ ‪-‬صَ لَّى هللا ُ عليه وسلَّ َم‪ -‬وهو علَى ال ِم ْنب َِر‪" :‬ما َترَ ى في صَ اَل ِة اللَّي ِْل"؟ َقالَ‪( :‬م َْث َنى م َْث َنى‪َ ،‬فِإ َذا َخشِ يَ ال ُّ‬ ‫و ُتختتم بصالة َ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫اَل‬
‫ت له ما صَ لى‪ .‬وإ َّنه كانَ يقولُ‪ :‬اجْ عَ لوا آخِرَ صَ ِتك ْم ِوترً ا؛ فإنَّ النبيَّ صَ لى هللا ُ عليه وسل َم أمَرَ بهِ)‪ ]٤٩[]٤٨[.‬قيا ُم رَ مضان‪ 7:‬أو ما يُعرف‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫واحِدَ ًة‪ْ ،‬‬
‫فأو َترَ ْ‬
‫أهل العلم في‬ ‫بال َّتراويح‪ ،‬وهي ُس َّنة مؤ َّكدة للرِّ جال وال ِّنساء في شهر رَ مضان‪ ]٥٠[،‬وا َّتفق أه ُل العلم على مشروع َّية‪ 7‬الجَ ماعة في ال َّتراويح‪ ،‬فيما َتعدَّدت أقوا ُل ِ‬
‫َتحديد عدد رَ كعاتها‪ 7،‬ويرى ابن تيمية ‪-‬رحمه هللا‪ -‬أن األقوال الواردة في ذلك كلَّها سائغة‪ ،‬واألمر فيه سعة‪ ،‬ويُحدَّد األفضل بينها بحسب أحوال المُصلِّين إن‬
‫كانت ُتؤدَّى جماعة‪ ]٥١[.‬وا َّتفق الفُقهاء على مشروعيَّة االستراحة بعد ك ِّل أربع ركعات‪ ،‬وال يُشرع خاللها ذكر مُعين‪ ]٥٢7[.‬صالة الضُّحى‪ :‬ويُراد‬
‫ضحى عند الفقهاء‪ :‬الوقت الذي يكون ما بين ارتفاع ال َّشمس إلى َزوالها ‪-‬أي تحرُّ كها من وسط السَّماء إلى جهة المَغرب‪ ،-‬وورد في َفضل صالة‬ ‫بال ُّ‬
‫طلوع ال َّشمس‪ ،‬وأفضل وق ٍ‬
‫ت‬ ‫الضُّحى أحاديث عديدة‪ ]٥٣[.‬ويبدأ وق ُتها من بعد ارتفاع ال َّشمس إلى ما قبل َزوال ال َّشمس؛ أي بعد رُبع ساعة تقريبا ً من ُ‬
‫لتأديتها يكون بتأخيرها حتى اشتداد الحَ رّ ‪ ،‬وأمَّا بالنسبة لعدد ركعاتها؛‪ 7‬فأقلُّها رَ كعتان‪ 7،‬فيما تع ّددت أقوا ُل العلماء في عدد أكثرها على ثالثة أقوال‪ :‬ثمانُ‬
‫بأمر مُباح ولكنهَّ‬ ‫ركعات‪ ،‬واثنا عشرَ ركعة‪ 7،‬وقيل ال يوجد حد أعلى لعدد ركعاتها‪ ]٥٤7[.‬صالة االستخارة‪ :‬وهي الصَّالة التي تؤدَّى عندما يريد المُسلم القيام ٍ‬
‫ُك بع ِْلمِكَ ‪ ،‬وَأسْ َت ْق ِدرُكَ بقُ ْدرَ تِكَ ‪،‬‬
‫ال يعرف وجه الخير فيه‪ ،‬فعندها يُصلِّي رَ كعتين من غير الفريضة‪ .‬ويدعو بالدُّعاء المأثور عن النبيّ ‪( :‬اللَّ ُه َّم إ ِّني أسْ َتخِير َ‪7‬‬
‫وَأسْ َألُكَ مِن َفضْ لِكَ العَ ظِ ِيم؛ فإ َّنكَ َت ْق ِد ُر واَل أ ْق ِدرُ‪ ،‬و َتعْ لَ ُم واَل أعْ لَ ُم‪ ،‬وَأ ْنتَ عَ اَّل ُم ال ُغيُوبِ‪ ،‬اللَّ ُه َّم إنْ ُك ْنتَ َتعْ لَ ُم أنَّ هذا األمْ رَ َخ ْي ٌر لي في دِينِي ومعاشِ ي وعَ اقِ َب ِة‬
‫َاركْ لي فِيهِ‪ ،‬وإنْ ُك ْنتَ َتعْ لَ ُم أنَّ هذا األمْ رَ َشرٌّ لي في دِينِي ومعاشِ ي وعَ اقِ َب ِة أمْ ِري ‪ْ -‬أو‬ ‫ُ‬
‫أمْ ِري ‪ْ -‬أو قالَ‪ :‬عَ ا ِج ِل أمْ ِري وآ ِجلِ ِه ‪َ -‬فا ْقدُرْ هُ لي و َيسِّرْ هُ لِي‪ ،‬ث َّم ب ِ‬
‫ْث َكانَ ‪ُ ،‬ث َّم أرْ ضِ نِي قالَ‪َ :‬ويُسَ مِّي حَ اجَ َتهُ)‪ ]٥٥[.‬وتجدر اإلشارة إلى أ َّنه ال‬ ‫الخ ْيرَ حَ ي ُ‬
‫قالَ‪ :‬في عَ ا ِج ِل أمْ ِري وآ ِجلِ ِه ‪َ -‬فاصْ ِر ْف ُ‪7‬ه عَ ِّني واصْ ِر ْف ِني‪ 7‬ع ْنه‪ ،‬وا ْقدُرْ لي َ‬
‫يُشترط‪ 7‬لصَ احب االستخارة أن يرى رُؤيا في منامه كما يظنُّ العامَّة‪ ،‬وإ َّنما يكفي انشراح الصَّدر‪ ،‬وألنَّ االستخارة في أصلها دُعاء فال بأس بتكرارها أكثرَ‬
‫من مرة إذا احتاج األمر‪ ]٥٦7[.‬صالة ال َّتسبيح‪ :‬تع َّددت أقوال أهل العلم في حُكم صالة التسابيح الختالفهم‪ 7‬في إثبات الحَ ديث الوارد فيها على ثالثة أقوال‪:‬‬
‫فقيل إ َّنها مُستحبة‪ ،‬وقيل ال بأس بها‪ ،‬وقيل غير مشروعة‪ ،‬والقول األخير هو مذهب اإلمام أحمد‪ ،‬لعدم ُثبوت الحَ ديث المتعلِّق فيها‪ ،‬باإلضافة لمُخالفتها لهيئة‬
‫الصَّالة العادية‪ ]٥٧[.‬صالة تحيَّة المَسجد‪ :‬حيث يُستحبّ لمن دَ خل المسجد أن يُصلِّي ركعتين قبل جُلوسه‪ ]٥٧[.‬الصَّالة بعد الوُ ضوء‪ :‬يُستحبُّ صالة‬
‫ركعتين‪ 7‬أو أكثر بعدَ الوضوء‪ ،‬وهذا في أي وقت كان حتى لو كان في أوقات الكراهة‪ ]٥٨[.‬صالة ال َّتوبة‪ :‬يُستحب لمن أذنب ذنبا ً وتاب أن يُصلِّي ركعتين‪7‬‬
‫الطواف بالكعبة‪ :‬يُستحبُّ عند الجُمهور‪ 7‬للمسلم بعد‬ ‫ثابت باتفاق المذاهب األربعة‪ ]٥٨[.‬صالة ركعتين بعد َّ‬ ‫ٌ‬ ‫توبة هلل ‪-‬سبحانه وتعالى‪ ،-‬وهذا اإلستحباب‬ ‫ً‬
‫وقت َكراهة‪ ،‬وأمَّا عند الحنفية فحُكم هاتين الرَّ كعتين‪ 7‬الوُ جوب‪ ]٥٨[.‬صالة‬ ‫ُ‬ ‫ت وإن كان‬ ‫طوافه خلف مقام إبراهيم أن يُصلّي رَ كعتين‪ 7،‬وتؤدَّى في أيِّ وق ٍ‬
‫ال ُكسوف‪ :‬وهي الصَّالة التي تؤدَّى عند ذهاب ضُوء ال َّشمس أو القمر‪ ،‬وال ُخسوف مرادفٌ للكسوف‪ ،‬وقيل‪ :‬ال ُكسوف لل َّشمس والخسوف للقمر‪ ،‬وصالة‬
‫ال ُكسوف والخسوف هيئة مخصُوصة تختلف عن هيئة الصَّالة االعتيادية‪ .‬وقال جُمهور أهل العلم إنَّ صالة كسوف الشمس ُس َّنة مؤ َّكدة‪ ،‬وأمَّا صالة ُخسوف‬
‫ال ًقمر ففيها قوالن‪ :‬األول أ َّنها ُس َّنة مؤ َّكدة و ُتصلَّى جماعة‪ ،‬والثاني أ َّنها ال ُتصلَّى جَ ماعة وهي ُس َّنة كال َّنوافل‪ ،‬ووقت صالة ال ُكسوف يمت ّد من حين‬
‫ظهورال ُكسوف‪ 7‬إلى حين َزواله‪ ]٥٩[.‬صالة االستسقاء‪ :‬وهي الصَّالة التي تؤدَّى عند طلب ال ُّسقيا من هللا ‪-‬سبحانه وتعالى‪ -‬من خالل إنزال المَطر‪ ،‬وقد‬ ‫ُ‬
‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫أجمع العلماء على سنيتها‪ ]٦٠[.‬أحكام الصَّالة شروط الصَّالة إنّ للصَّالة شروط معيَّنة تتوقف عليها صِ حتها؛‪ 7‬والشرط في اللغة‪ :‬العالمة‪ ،‬وفي االصطالح‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬
‫شروط التي تجعل‬ ‫وشروط صحة‪ .‬أمَّا شروط الوجوب‪ :‬فهي ال ُ‬ ‫ُ‬ ‫شروط وجوب‪،‬‬‫ُ‪7‬‬ ‫ما يتوقفُ عليه وجود ال َّشيء وهو خارج عنه‪ .‬وشروط الصَّالة نوعان‪:‬‬
‫الصَّالة واجبة على المُكلَّف‪ ،‬وهي ثالث ُة شروط كما يأتي‪ ]٦١[:‬اإلسالم‪ :‬إذ تجب الصَّالة على كل مسل ّم ومسلمة‪ ،‬وال تجب على غير المسلم في الدُّنيا أل َّنها‬
‫مسلم‪ ،‬أمَّا عند الحنفية فال تجب الصَّالة‬ ‫ٍ‬ ‫ال تص ُّح منه‪ ،‬ولك َّنها تجب عليه وجوب عقاب في اآلخرة عند الجمهور أل َّنه مخاطبٌ بفروع ال َّشريعة وإن كان غير‬
‫بالغ‪ ،‬وال تجب على الصَّبي‪ ،‬ولك ّنه يُؤمر بها‬ ‫على غير المسلم ال في الدُّنيا وال في اآلخرة؛ أل َّنه غير مطالبٌ بفروع ال َّشريعة‪ 7.‬البُلوغ‪ :‬تجب الصَّالة على كل ٍ‬
‫عند بلوغه ال َّس ابعة ‪-‬أي سن التمييز‪ -‬لتعويده عليها‪ ،‬ويُضرب عليها عند بلوغه العاشرة باليد ضربا ً خفيفا ً غير مبرح‪ 7‬إن أفاد الضَّرب تشجعيه عليها‪ ،‬وإال‬
‫ص الة عند الجمهور باستثناء الحنابلة على المجنون‪ ،‬والمعتوه‪ ،‬والمغمى عليه مادام مفارقا ً للوعي‪ ،‬لذهاب مناط ال َّتكليف أال وهو‬ ‫فيُترك‪ 7.‬العقل‪ :‬فال تجب ال َّ‬
‫َّ‬
‫العقل‪ ،‬ويُسنُّ لهم القضاء بحسب الشافعيَّة‪ .‬وأمَّا شروط الصَّحة‪ :‬فهي ما يتوقف عليها صحة الصَّالة‪ ،‬وهي ستة شروطٍ كما يأتي‪ ]٦٢[:‬العلم بدخول الوقت‪:‬‬
‫الطهارة من الحدثين‪ .‬طهارة الثوب والبدن والمكان الذي يُصلّى فيه‪ .‬ستر العورة‪ .‬استقبال القبلة‪ .‬النيَّة‪ :‬بأن ينوي‬ ‫فال تص ُّح الصَّالة قبل دخول الوقت‪َّ .‬‬
‫المُصلّي الصَّالة التي يريد أداءها ويعيُّنها بذاتها في قلبه؛ كتعيين فرض الظهر أو العصر‪ ،‬وال يُشرع ال َّتلفظ بها‪ .‬أركانُ الصَّالة يُعرَّ ف الركن في الصَّالة‪:‬‬
‫ما ال تص ُّح الصَّالة بغيره‪ ،‬وعدم اإلتيان به سهواً أو عمداً يُبطل الصَّالة‪ ،‬وأركان الصَّالة أربعة عشر ركناً‪ ،‬وهي‪ ]٦٤[]٦٣[:‬القيام للقادر‪ .‬تكبيرة اإلحرام‪،‬‬
‫ويجب ُنطقها في حال القيام عند القدرة‪ ،‬وأن يُسمع نفسه بها إن استطاع ذلك‪ ،‬وأن ُتقال بالعربية إن تم َّكن من ذلك‪ ،‬وأن تؤتى بصيغة "هللا أكبر" وليس أي‬
‫صيغة أخرى‪ .‬قراءة الفاتحة في ك ِّل ركعة‪ .‬الرُّ كوع‪ .‬االعتدال من الرُّ كوع‪ .‬ال ُّسجود على األعضاء السبعة؛ وهي الجبهة مع األنف‪ ،‬واليدان‪ ،‬والرُّ كبتان‪7،‬‬
‫والقدمان‪ .‬الجلوس بين السَّجدتين‪ .‬السُّجود الثاني‪ .‬الجلوس لل ّتشهّد األخير‪ .‬ال َّتشهّد األخير‪ ،‬وال َّتشهد المأمور به شرعا ً هو قول‪" :‬التحيَّات هلل والصَّلوات‬
‫الطيبات هلل‪ ،‬السَّالم عليك أيُّها ال َّنبي ورحمة هللا وبركاته‪ ،‬السَّالم علينا وعلى عباد هللا الصَّالحين‪ ،‬أشهد أنَّ ال إله إال هللا‪ ،‬ووأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله"‪.‬‬ ‫َّ‬
‫َّ‬
‫الصَّالة على النبي ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬في التشهد األخير‪ 7،‬ويُقال فيها‪" 7:‬اللهم ص ِّل على محمَّد وعلى آل محمَّد‪ ،‬كما صَّليت على إبراهيم وعلى آل‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫إبراهيم‪ ،‬إ َّنك حمي ٌد مجيد‪ ،‬اللَّهم بارك على محمَّد وعلى آل محمَّد‪ 7،‬كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم‪ ،‬إ َّنك حمي ٌد مجيد"‪ .‬ال َّتسليم؛ وهو قول المُصلِّي‪:‬‬
‫الطمأنينة؛ وهي السُّكون وإن قلّ‪ ،‬أو السُّكون بقدر الذكر الواجب‪ .‬ترتيب األركان‪ .‬سُنن الصَّالة ال ُّس َّنة شرعاً‪ :‬ما يُثاب فاعله‬ ‫"السَّالم عليكم ورحمة هللا"‪َّ .‬‬
‫على فعله وال يعاقب تاركه‪ .‬وال َتبطل الصَّالة بتركها‪ ،‬سوا ًء كان تركها سهواً أو عمداً‪ .‬وسُنن الصَّالة كثيرة ُنورد منها اآلتي‪ ]٦٦[]٦٥[:‬رفع ال َيدين عند‬
‫تكبيرة اإلحرام مع تفريج األصابع‪ .‬وضع اليد اليُمنى فوق اليد اليُسرى‪ .‬دعاء االستفتاح‪ .‬قراءة شي ٍء من القرآن بعد الفاتحة في الرَّ كعيتن‪ 7‬اُألوليين‪ .‬ال َّتأمين‬
‫صالة الجهرية؛ أي صالة الفجر‪ ،‬والمغرب‪ ،‬والعشاء‪،‬‬ ‫بعد قراءة الفاتحة‪ .‬رفع اليدين عند الرُّ كوع‪ ،‬وعند الرَّ فع منه‪ ،‬وعند القيام للرَّ كعة الثالثة‪ .‬الجهر في ال َّ‬
‫الظهر والعصر‪ .‬وضع اليدين مفتوحة األصابع على الرُّ كبتين عند الرُّ كوع‪ .‬االبتداء بوضع الرُّ كبتين قبل اليدين‬ ‫واإلسرار في الصَّالة السرية؛ أي صالتيِّ ُ‬
‫عند السُّجود عند جمهور‪ 7‬الفقهاء‪ ،‬وقال المالكيّة بأن السنة وضع اليدين قبل الركبتين عند الهويّ للسجود‪ .‬توجيه أصابع القدمين حال السُّجود إلى القبلة‪.‬‬
‫االفتراش* في ال َّتشهد األول وال َّتورُّ ك* في ال َّتشهد األخير‪ .‬اإلتيان بجلسة االستراحة عند القيام من السُّجود للرَّ كعة الثانية أو الرابعة‪ .‬اإلشارة بالسَّبابة عند‬
‫ال َّتشهد‪ .‬الدُّعاء بعد ال َّتشهد األخير‪ .‬ال َّنظر موضع السُّجود‪ .‬م ُّد العنق والظهر في الرُّ كوع‪ .‬قول "سبحان ربي األعلى" في السُّجود ثالث مرّ ات أو أكثر‪ .‬قول‬
‫ت أو أكثر‪ .‬قول "رب اغفر لي" في الجُّ لوس الذي يكون بين السَّجدتين‪ 7.‬مبطالت الصَّالة تبطل الصالة بالعديد‬ ‫"سبحان ربي العظيم" في الرُّ كوع ثالث مرّ ا ٍ‬
‫من األمور‪ 7،‬وفيما يأتي ذكر بعضها‪ ]٦٧[:‬إذا ترك المصلّي ركنا ً من أركان الصالة‪ ،‬أو شرطا ً من شروطها‪ ،‬سوا ًء كان ذلك عمداً أو سهواً‪ .‬إذا ترك‬
‫كبير دون حاج ٍة في الصالة‪ .‬إذا َك َشف المصلّي العورة متعمّداً‪ 7.‬إذا تكلّم المُص ّل أو ضحك‬ ‫ٍ‬ ‫بشكل‬
‫ٍ‬ ‫المصلّي واجبا ً من واجباتها متعمّداً‪ .‬إذا تحرّ ك المصلّي‬
‫بقهقهة أو أكل وشرب عمداً‪ .‬إذا أحدَ ث المُصلّي‪ ،‬فقد أجمع الفقهاء على عدم قبول صالة من أحدث أثناء صالته وتي ّقن من ذلك؛ أي إذا وقع منه ما يُبطل‬
‫صاَل ةِ؟ َفقالَ‪ :‬ال‬ ‫سول هَّللا ِ صَ لَّى هللا ُ عليه وسلَّ َم الرَّ ُج ُل الذي ي َُخ َّي ُل إلَ ْي ِه أ َّنه َي ِج ُد ال َّشيْ َء في ال َّ‬
‫الوضوء‪ ،‬فعن عبد هللا بن زيد ‪-‬رضي هللا عنه‪( :-‬أ َّن ُه َش َكا إلى رَ ِ‬
‫طلب تركه طلبا ً غير جَ ازم‪ ،‬ومكروهات‬ ‫ف‪ -‬ح َّتى َيسْ مع صَ ْو ًتا ْأو َي ِجدَ ريحً ا)‪ ]٦٩[]٦٨7[.‬مكروهات الصَّالة المَكروه اصطالحاً‪ :‬هو ما ُ‬ ‫‪-‬أو ال َي ْنصَ ِر ْ‬
‫َي ْن َف ِت ْل ْ‬
‫ِ‬
‫ُّ‬
‫الصَّالة عديدة نورد منها اآلتي‪ ]٧١[]٧٠[:‬العبث باللباس أو الجَ سد أثناء الصَّالة‪ .‬مسح التراب والحصى عن األرض‪ ،‬إال إن دعت الحاجة لذلك لتوسية‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫مكان السُّجود‪ .‬فرقعة األصابع في المسجد أو أثناء الصَّالة‪ .‬تشيبك األصابع في الصَّالة‪ .‬وضع اليد على الخاصِ رة‪ .‬االعتماد على اليدين في الصَّالة حال‬
‫الثوب على الجسد بدون إدخال اليدين فيه‪ .‬رفع البصر إلى السماء خالل الصَّالة‪ .‬االلتفات‬ ‫الجلوس لغير الحاجة‪ .‬ش ُّد ال ُّشعر وإلصاقه بالرأس للِّرجال‪ .‬سدل َّ‬
‫بالوجه عن القِبلة‪ .‬قراءة القُرآن في الرَّ كوع والسَّجود‪ .‬ال َّنظر إلى ما يُلهي عن الصَّالة‪ .‬تغميض العينين في الصَّالة بال عذر‪ .‬ال َّتربّع في الصَّالة بال عذر‪.‬‬
‫الثوب تحت اإلبط األيمن وطرحُه على الكتف األيسر‪.‬‬ ‫التمايُل في الصَّالة‪ .‬تشمير‪ 7‬ال ُكمّين عن الذراعين خالل الصَّالة‪ .‬االضطباع في الصَّالة؛ وهو جعل َّ‬
‫طعام يشتهيه‬‫ٍ‬ ‫‪7‬‬
‫ر‬ ‫بحضو‬ ‫َّالة‬ ‫ص‬ ‫ال‬ ‫والغائط‪.‬‬ ‫البول‬ ‫كثرة التثاؤب في الصَّالة‪ .‬تغطية األنف أو الفم خالل الصَّالة بال عذر‪ .‬الصَّالة عند مدافعة األخبثين‪:‬‬
‫بمكان خاصٍّ في المسجد‪ 7‬للصَّالة فيه لغير اإلمام‪ .‬تأخير األذكار‬ ‫ٍ‬ ‫المُصلّي؛ فاَأل ْولى أن يأكل أوالً إذا ا ّتسع الوقت لذلك‪ .‬الصَّالة عند غلبة ال َّنوم‪ .‬االلتزام‬
‫ركن إلى غير محلِّها‪ .‬تطويل الرَّ كعة الثانية على األولى بمقدار ثالث آيات فأكثر‪ 7.‬االقتصار على قراءة الفاتحة في‬ ‫ٍ‬ ‫ركن إلى‬
‫ٍ‬ ‫المشروعة عند االنتقال من‬
‫ِّ‬
‫جل واحدة بال عذر‪ .‬الصَّالة خلف النائم أو المتحدث‪ .‬التنكيس في قراءة السور في الصالة؛‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬
‫الرَّ كعتين األوليين‪ .‬العبث باللحية خالل الصَّالة‪ .‬القيام على ِر ٍ‬
‫كأن يقرأ المصلّي في الركعة األولى سورة اإلخالص‪ ،‬ويقرأ بالركعة الثانية سورة قبلها كسورة الضحى‪ .‬نصائح للمحافظة على الصَّالة الصَّالة كما هي‬
‫صدق وجهاد نفس ليستطيع المسلم إقامتها والمُحافظة عليها‪ .‬وتك َّفل هللا ‪-‬سُبحانه وتعالى‪ -‬بالهداية لمن جاهد نفسه في سبيل‬ ‫ٍ‬ ‫سائر العبادات تحتاج إلى‬
‫صالة‪ ،‬بذل من أجلها كل ما يستطيع من جها ٍد لنفسه أوالً‪ ،‬ولل َّشيطان ثانياً‪ ،‬ولرُفقاء السُّوء‬ ‫تحصيلها‪ 7،‬وإذا صدق المسلم في عزيمته على المُحافظة على ال َّ‬
‫غاية في األهميَّة؛ إذ ال يَخفى على المَرء ما تجنيه ِرفقة السّوء من عواقب َوخيمة على حياة اإلنسان وعالقته بربِّه‪ .‬لذا كان حر ّيا ً على‬ ‫ٌ‬ ‫ثالثاً‪ ،‬وهذه ال ُّنقطة‬
‫صالة في المساجد‪ ،‬وعلى كل أبواب الخير‪ ،‬وعلى غلق‬ ‫المُسلم اختيار صحبته بعناي ٍة فائقةٍ؛ الصُّحبة التي ُتعينه على طاعة هللا ‪-‬تعالى‪ ،-‬وعلى إقامة ال َّ‬
‫مداخل ال َّشر والمفاسد‪ ]٧٣[]٧٢7[.‬فضل وأهمِّية الصَّالة ُتع ُّد الصَّالة من العبادات المُميّزة في اإلسالم؛ لما لها من فوائد جمَّة تعود بالخير على المُسلم في‬
‫شوع‪ ،‬وتذلُّ ٍل‪ ،‬وطل ٍ‬ ‫ِّ‬
‫ب للهداية‪[.‬‬ ‫دينه ودُنياه‪ ،‬ومنها‪ :‬أنَّ الصَّالة بابٌ واس ٌع من أبواب ذكر هللا ‪-‬سبحانه وتعالى‪-‬؛ لِما َتحتويه من الذكر؛ من حمدٍ‪ ،‬وثناءٍ‪ ،‬و ُخ ٍ‬
‫ً‬ ‫ُّ‬
‫الذنوب‪ ،‬وترفع الدَّرجات‪ ]٧٥[،‬وإقامة الصّالة تنهى عن الفحشاء والمُنكر‪ 7،‬واإلكثارَ منها يعد سببا من‬ ‫الخمس ُتك ِّفر الخطايا‪ ،‬وتغسل ُ‬ ‫‪ ]٧٤‬كما أنَّ الصَّلوات َ‬
‫أسباب مرافقة ال َّنبي ‪-‬صلَّى هللا عليه وسلم‪ -‬في الجنة‪]٧٦[.‬‬
‫َّ‬ ‫َّ‬

You might also like