‫عوامل ومسببات األزمة في الجمهورية اليمنية‬

‫تقاطعت في األزمة اليمنية أبعاد وعوامل عديدة أثرت على الحاضر‪،‬‬

‫وستؤثر حتماً على المستقبل‪ ،‬لما لها من نتائج وخيمة على كافة األصعدة‬
‫السياسية واالجتماعية واالقتصادية والدينية‪ ،‬وسوف يتم تناول أبرز تلك‬
‫العوامل لمعرفة إلى أي مدى خاطبت الجهود المبذولة من األمم المتحدة‬
‫جذور األزمة والمست احتياجاتها‪ 5‬وعالجت‪ 5‬مسبباتها على النحو التالي ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬العوامل السياسية‪:‬‬
‫يعتبر العامل السياسي مكمالً للبعد الديني الطائفي‪ ،‬فالحوثيون‬

‫يشعرون بالروابط التاريخية القوية مع الماضي التي أتاحت‪ 5‬تربع عدداً‬

‫من أئمتهم على سدة الحكم في اليمن‪ ،‬ونزعة الملك المتأصلة في جيناتهم‬
‫الوراثية‪ ،‬فهم ال يؤمنون بالمساوة بين المسلمين‪ ،‬فضالً عن احترامهم‬
‫لكافة إرث اإلنسانية من العهود والمواثيق المدنية‪ ،‬والتي يأتي في طليعتها‬
‫المساواة بين البشر‪ ،‬واحترام حقوق اإلنسان على مختلف أجناسهم‬
‫وألوانهم ومعتقداتهم‪ ،‬وقد شعرت الزيدية السياسية بتراجع مكانتها‬
‫السياسية واإلجتماعية في المجتمع منذ سقوط حكم االئمة آل حميد الدين‬
‫في اليمن ‪1962‬م‪ ،‬ونتج عنها حكم جمهوري‪ ،‬تعود مرجعية الحكم فيه‬
‫للشعب(‪ ،)1‬ومنذ ذلك الحين والدسائس والمؤامرات‪ 5،‬والتخابر مع أعداء‬
‫الوطن مستمرة حتى االنقالب على الدولة اليمنية‪ ،‬وإ سقاط النظام‬
‫الجمهوري يوم ‪21‬سبتمبر ‪2014‬م‬

‫‪1‬‬
 ‫النزعات اإلنفصالية‪:‬‬
‫يعتبر النزوع نحو اإلنفصال أو ما يعرف بالبعد المناطقي المتمثل‬
‫في مطالبة فريق من الجنوبيين بفصل جنوب اليمن عن شماله والعودة‬
‫إلى ما قبل ‪22‬مايو‪1990‬م عند قيام الوحدة االندماجية بين‬
‫الشطرين‪،‬عامل آخر من عوامل مسببات األزمة في اليمن والتي نتجت‬
‫بسبب رفض السلطة في صنعاء لالستجابة لمطالب حقوقية ووظيفية في‬
‫العام ‪2007‬م‬
‫ثانيا‪ :‬العامل االجتماعي‪:‬‬
‫النزعة القبلية‪:‬‬ ‫ا‪.‬‬
‫تلعب القبيلة اليمنية أدوار كبيرة في السياسة والحكم في اليمن‪،‬‬
‫وال تكاد تخلو مرحلة من مراحلها من التأثير القبلي فيها‪ ،‬وحقيقة األمر‬
‫أن نظام الحكم في اليمن قبلي منذ زمن طويل وقد كان لقبيلة حاشد‬
‫كبرى قبائل اليمن دوراً محورياً في أحداث ثورة سبتمبر ‪1962‬م وظل‬
‫الحكام على عالقة متأرجحة معها حتى صعد الرئيس صالح أحد أبناء‬
‫القبيلة إلى الحكم والذي استمر ‪33‬عاماً‪ ،‬اعتمد صالح بشكل خاص على‬
‫هذه القبيلة‬
‫النزعة الطائفية‪:‬‬
‫يأتي على رأس هذه األبعاد البعد الطائفي ذو الصبغة الدينية‬
‫المذهبية‪ ،‬والذي يتكئ على إرث من الدماء واالنتهاكات مارسها أئمة‬
‫الرفض من الزيدية السياسية الجارودية خالل فترات متعاقبة من حكم‬
 ‫أجزاء مهمة من اليمن‪ ،‬كإرث تأريخي لمؤسس الهادوية؛ يحيى بن‬
‫الحسين الرسي الملقب بالهادي سنة ‪284‬ه الى ان وصل هذا االرث‬
‫البغيض الى احفادهم الحوثيين ومارسوا ما مارس اجدادهم من ظلم‬
‫وطغيان وتجريف للهوية‬
‫ثالثا‪ :‬العامل االقتصادي‪:‬‬
‫تعاني اليمن منذ مدة طويلة من شح الموارد‪ ،‬ويعتمد البلد على‬
‫الزراعة باعتبارها مورد أساسي‪ ،‬والزال العمل في هذا المجال‪ 5‬وفق‬
‫الطرق البدائية‪ ،‬ولم يدخل عصر الزراعة الحديثة إال على نحو ضيق‪.‬‬
‫إن تحسن االقتصاد اليمني يعتمد على عدد من العوامل أبرزها‪:‬‬
‫استتباب األمن الذي ظهر في المناطق المحررة‪ ،‬ولقد تجلى في‬ ‫‪-‬‬
‫تحسن ملحوظ في الدخول والموارد لألفراد والمؤسسات التجارية‪.‬‬
‫تخفيف القيود على االستيراد مع بعض دول الجوار‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬توفير الخدمات واالحتياجات‪ 5‬األساسية‬
‫انتعاش القطاع الخاص والذي شهد طفرة في بعض المدن المحررة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫رابعا‪ :‬العامل الخارجي‪:‬‬
‫الش ‪55 5‬ك أن الموق ‪55 5‬ع االس ‪55 5‬تراتيجي لليمن‪ ،‬وتحكم ‪55 5‬ه في المالح ‪55 5‬ة الدولي ‪55 5‬ة‬
‫للبحر األحمر‪ ،‬وخليج ع‪5‬دن؛ ه‪5‬و م‪5‬ا يجعل‪5‬ه مح‪5‬ط نظ‪5‬ر ألص‪5‬حاب المص‪5‬الح‬
‫وهو سبب رئيس ألطماع القوى اإلقليمي‪55‬ة والدولي‪55‬ة من‪55‬ذ زمن طوي‪55‬ل وح‪55‬تى‬
‫الوقت الراهن‬
 ‫ومن بين أبرز مظاهر األزمة أيضا ما يلي ‪:‬‬
‫ـ النزوح الكبير وبشكل رئيس للنساء والشباب في سن العمل وكذلك‬ ‫‪.1‬‬
‫األطفال‪.‬‬
‫ـ انهيار الخدمات‪ 5‬وتوقف سبل العيش‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫انهيار العملة الوطنية مقابل العمالت األخرى‪ ،‬وتعاظم اقتصاد‬ ‫‪.3‬‬
‫الحرب‪.‬‬
‫ـاالنخفاض الهائل في مستوى العمالة من مستويات هي في األصل‬ ‫‪.4‬‬
‫شديدة االنخفاض‪ ،‬وتحديداً في صنعاء والحديدة المنطقتان اللتان ال‬

‫يزال القصف فيهما مستمراً‪ ،‬كذلك كانت أشد القطاعات تضرراً‬

‫هي تلك التي توظف الغالبية من الناس وخصوصاً قطاعي‬
‫الخدمات والزراعة‪.‬‬
‫ـ تأثر بعض الفئات بصورة أكبر من غيرها وهي النساء والشباب‬ ‫‪.5‬‬
‫والعاملين لحسابهم الخاص‪5.‬‬
‫ـ توقف كافة الصادرات ودخل االقتصاد مرحلة متقدمة من انكماش‬ ‫‪.6‬‬
‫وانقطاع الرواتب‬
‫ـ تمزق النسيج االجتماعي‪ ،‬وتراجع القيم االخالقية في المجتمع‬ ‫‪.7‬‬
‫اليمني‪.‬‬
‫تجنيد األطفال‪.‬‬ ‫‪.8‬‬
‫تفشي األمراض واالوبئة‪.‬‬ ‫‪.9‬‬
‫انهيار الخدمات‪ 5‬الصحية والخدمات العامة‪.‬‬ ‫‪.10‬‬
 ‫إنعدام األمن وإ نتشار المليشيات المسلحة‪.‬‬ ‫‪.11‬‬
‫توقف عملية التنمية نتيجة وتخريب المنشآت الوطنية‪.‬‬ ‫‪.12‬‬
‫غياب الدولة‪.‬‬ ‫‪.13‬‬