Professional Documents
Culture Documents
Bourouh Manel
Bourouh Manel
كلية الحقوق
0
ءاهداء
أهدي هذا العمل المتواضع إلى من ربياني صغي ار و تعبا في ذلك ،
أغلى رجل في حياتي ،الذي لم يدخر جهدا في تشجيعي معنويا و محمد إلى الوالد الموقر
ماديا حتى آخر نفس له ،و الذي كان سندا لي حتى انتهائي من إعداد هذه المذكرة .....رحمه
هللا و جعل مثواه الجنة .
التي تمنت إلى من حملتني وهنا على وهن و علمتني أسس الحياة إلى الوالدة الكريمة أسيا
لي الخير دائما.............
التي لم تفارقني إلى أخواتي ياسمين التي ساندتني و أمدت لي يد العون ،و ابتسام
طيلة هذا العمل و دعمتني بتشجيعها...........
الذي دعمني طوال مشواري الدراسي و شجعني فكان له الفضل إلى األستاذ رضا هداج
الكبير في نجاح هذا العمل ،شك ار يا رفيق دربي............
1
شكر
أتقدم بشكري و امتناني و جميل العرفان إلى األستاذة الدكتورة المشرفة لحلو
التي لم تدخر جهدا في توجيهي و مد يد المساعدة لي و تقديم خيار غنيمة ،
جربوعة النصائح األكاديمية ،دون أن أنسى لجنة المناقشة خاصة األستاذة
كما أشكر أساتذة األفاضل بداية من األستاذ سعيدان علي ،و األستاذ سكندري أحمد ،
و األستاذ عمر خوري ،و األستاذ تقية عبد الفتاح ،و األستاذ مراح علي ،و األستاذ
بن ناصر أحمد ،و األستاذة بوختالة سعاد ،و األستاذة حسناوي فطيمة ،علوي
سليمة ،و القائمة طويلة...........
دون أن أنسى عمال مكتبة كلية الحقوق خاصة أيت ايدير محمد و عيسات رضوان ،
و مامي ،دون أن أنسى كذلك عمال كلية الحقوق ،الضاوية ،أمال عقيلة ،أسماء
،كريمة ،مكدودة ،سعاد ،فايزة .
2
مقدمة:
إن التطور التكنولوجي الذي تشهده الساحة االقتصادية أدى إلى ازدحام األسواق و تنوع
السلع و الخدمات نتيجة االنتاج الضخم لهذه األخيرة ،كما أدى انفتاح األسواق التجارية إلى ازدياد
الطلب على هذه المنتوجات مما ازداد معه بالضرورة اإلقبال على االستهالك من قبل فئة
. المستهلكين التي تختلف طلباتها من مستهلك آلخر كل حسب رغباته
)(1
فنتيجة لهذه الزيادة في االستهالك من أجل إشباع المستهلك لرغباته ،يؤدي به للدخول في
عالقات تتسم معظمها بعدم التكافؤ ،و يتجلى ذلك في مركز المستهلك الدوني الذي يتصف به .
اكتساب المستهلك لهذه الصفة كان سببه قضاء التقنيات الحديثة على التوازن العقدي الذي
نظر لبساطة المنتجات آن ذاك ،لكن بعد
كان يخيم على العالقة التي تجمع المستهلك بالمتدخل ا
ظهور هذا التنوع في المنتوجات و اختالف منتجيها أصبحت تعرض في األسواق إضافة لعرضها
في المساحات التجارية الكبرى فلم يعد المستهلك قاد ار على حسن اختيار المنتوج الذي يتوافق مع
رغباته المشروعة ،نتيجة احتكارهم لهذه األسواق خاصة أن الكثير من المتدخلين ال يهتمون
بمصالح المستهلك االقتصادية و ال بسالمته الصحية و إنما همهم الوحيد هو تصريف أكبر قدر
من منتجاتهم لكي تذر عليهم بالربح الوفير دون المباالة بما يالءم مصالح المستهلك .
فهذا التطور جعل المنتوجات تفقد تدريجيا خصائصها األساسية ،نتيجة جشع المتدخلين و
عدم االلتزام بما هو مقرر عليهم قانونا ،فأدى إلى إلحاق أضرار بالغة الخطورة نتيجة عرضهم
لمنتوجات معيبة و ال تتوفر على أدنى متطلبات الصحة و السالمة مهددة بذلك لحياة مستهلكيها و
أموالهم ،بحيث لو علم المستهلك بمثل هذه األضرار التي ستلحق به لما أقدم على اقتنائها ،كونه
ال يملك قد ار من المعرفة و الدراية حول خبايا هذه المنتوجات ،نظ ار للتقنيات المتطورة التي صنعت
بها هذه األخيرة و من ثمة تصبح تتسم بالتعقيد ،و بالتالي جعل المستهلك في مركز ضعف مقارنة
بالمتدخل .
-موالك بختة " ،الحماية الجنائية للمستهلك في التشريع الجزائري " ،المجلة الجزائرية للعلوم القانونية و االقتصادية و السياسية )(1
3
مما فتح ذلك المجال للمتدخلين للجوء الستخدام طرق احتيالية و وسائل خداع إلقناع
المستهلك بإقتناء المنتوجات ،و اللجوء كذلك للغش في المنتوجات و تغيير هويتها الحقيقية بغية
كسب الربح الغير المشروع على حساب مصالح المستهلكين ،و لم يتوقف األمر عند هذا الحد بل
امتد إلى مخالفة المتدخل لكل القواعد الحمائية التي من شأنها توفير أدنى حد من الحماية للمستهلك
،نظ ار للصفة الدونية التي يتميز بها هذا األخير ،كما عرفت األسواق التجارية انتشا ار رهيبا
للمنتوجات المستوردة المقلدة التي ال تستجيب أغلبها للمقاييس المطلوبة و في مقابل ذلك أصبحت
)(1
القواعد العامة للقانون المدني غير كفيلة بردع المتدخل و من ثمة ال تأتي بحماية فعالة للمستهلك
فكل هذه العوامل أدت إلى ضرورة إيجاد وسائل قانونية مالئمة لقمع مثل هذه التصرفات و
حماية المستهلك في صحته و سالمته و مصالحه المادية و المعنوية من المخاطر التي قد تنتج
عن هذه المنتوجات المخالفة للقواعد القانونية ،و كذا حمايته من كل أشكال الخداع و الغش الناتج
عن استغالل حاجة المستهلك الماسة لهذه المنتوجات .
مما جعل المشرع يدرك مشكلة اتساع اختالل التوازن بين المستهلك الضعيف اقتصاديا ،و
بين المتدخل الذي يملك القوة االقتصادية و الكفاءة التقنية في جميع مراحل عرض المنتوجات
لالستهالك ،و من أجل ذلك سارع لتكريس ضمانات لحماية المستهلك و قمع الغش بإصداره
،فجعله أداة حمائية يتصف )(2
للقانون رقم 03-09المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش
بالطابع الوقائي و العالجي و الردعي يستند عليه طائفة المستهلكين .
– النكاس جمال " ،حماية المستهلك و أثرها على النظرية العامة للعقد في القانون الكويتي " ،مجلة الحقوق ،الكويت ،العدد )(1
في . 2009/03/08
4
فيعرف قانون االستهالك على أنه مجموعة من القواعد التي تضمنتها القوانين و األنظمة التي
تحكم العالقة بين المتدخل و المستهلك ،و التي أتت خصيصا لحماية هذا األخير ،فهو يشمل
. قواعد عامة
)(1
إضافة إلى وجود العديد من النصوص التطبيقية للقانون رقم 02-89المتعلق بالقواعد العامة
،التي ال تزال سارية المفعول لغاية صدور مراسيم تطبيقية للقانون رقم -09 )(2
لحماية المستهلك
03المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ،و هذا ما يحاول إيجاده المشرع بغرض إحاطة
المستهلك بحماية فعالة .
مأخر بحيث تم إصدار مراسيم تطبيقية لهذا األخير في مجال أمن
ا فعال هذا ما حدث
المنتوجات بموجب المرسوم التنفيذي رقم 203-12المتعلق بالقواعد المطبقة في مجال أمن
،و في مجال إعالم المستهلك بموجب المرسوم التنفيذي رقم 378-13المتعلق )(3
المنتوجات
،و كذلك كيفية استعمال المضافات )(4
بتحديد الشروط و الكيفيات المتعلقة بإعالم المستهلك
الغذائية بمقتضى المرسوم التنفيذي رقم 214-12المتعلق بتحديد شروط و كيفيات استعمال
،و أيضا فيما يخص كيفية وضع ضمان السلع المضافات الغذائية الموجهة لالستهالك البشري
)(5
و الخدمات حيز التنفيذ نجد المرسوم التنفيذي رقم 327-13المحدد لشروط و كيفيات وضع
-بودالي محمد " ،حماية المستهلك في القانون المقارن ،دراسة مقارنة مع القانون الفرنسي " ،دار الكتاب الحديث الجزائر ، )(1
، 2006ص .12-11
-قانون رقم 02-89المؤرخ في ، 1989/02/07المتعلق بالقواعد العامة لحماية المستهلك ،جريدة رسمية رقم ، 06المؤرخة )(2
5
،كما صدر المرسوم التنفيذي رقم 355-12المحدد )(1
ضمان السلع و الخدمات حيز التنفيذ
،كل هذا رغبة من المشرع لحماية )(2
لتشكيلة المجلس الوطني لحماية المستهلكين و اختصاصاته
المستهلك كطرف ضعيف في إطار النظام العام الحمائي .
فحاول المشرع بموجب هذا القانون تكريس حماية كافية للمستهلك في مواجهة المتدخل سواء
كان شخص طبيعي أو معنوي و في جميع مراحل عرض المنتوج لالستهالك و نظ ار لطبيعة عقد
،ألقى المشرع على عاتق )(3
االستهالك و ما أصبح يغلب عليه من طابع إذعان الطرف الضعيف
المتدخل التزامات ال يمكنه التنصل منها و جعلها آمرة أي من النظام العام ،بحيث ال يجوز اإلتفاق
على ما يخالفها و هي مطبقة على جميع المتدخلين و جميع المنتوجات سواء كانت محلية أم
مستوردة .
مما يستدعي على المتدخل االلتزام بتحقيق سالمة و أمن المستهلك ،و لحماية رضاء هذا
األخير و جعله سليم و مبصر ألزمه القانون بإعالم المستهلك بكل المعلومات المتعلقة بالمنتوجات
لكي ال يبقى المستهلك جاهال لخصائص هذه األخيرة ،كما حدد للمتدخل الوسائل التي يتم بها
اإلعالم و لم يحصرها بغية توسيع الحماية للمستهلك.
إضافة إلى ذلك أوجد الوسائل القانونية الخاصة لحصول المستهلك على منتوجات مطابقة
للرغباته المشروعة ،فألزم المتدخل بمطابقة المنتوجات للمقاييس و المواصفات المقررة قانونا بسبب
االنتشار السريع للمنتوجات المقلدة دون أن يراعي المتدخل مدى خطورتها و مدة صالحياتها
لالستهالك .
نتيجة إلسراف المتدخلين في إنتاج منتوجات تشكل خط ار على سالمة و صحة المستهلك كان
لزاما إلقاء التزام بضمان المنتوجات و ضمان تنفيذ المتدخل للخدمة ما بعد البيع ،إضافة للضمان
-المرسوم التنفيذي رقم 327-13المؤرخ في ، 2013/09/26المحدد لشروط و كيفيات وضع ضمان السلع و الخدمات حيز )(1
6
المقرر له في القواعد العامة و المتمثل في ضمان العيوب الخفية و ضمان صالحية المنتوج للعمل
لمدة معينة ،لكن غالبا ما ال يتالءم هذا األخير مع طبيعة المنتوجات و ال يكفل حصول المستهلك
على حقه .
فراعى المشرع مختلف هذه الجوانب ،و تحسبا منه لمخالفة المتدخل لهذه االلتزامات عمد
للتشديد على المتدخل بتخويل أجهزة متخصصة تعمل على مراقبة مدى سالمة و مطابقة و قابلية
المنتوجات لالستهالك ،و أتبع ذلك بتوقيع جزاء وقائي على مخالفة المتدخل للقواعد المقررة في هذا
القانون .
خوفا منه النفالت بعض المنتوجات من تطبيق الجزاء الوقائي عليها ،إضافة لعدم فعالية
الجزاء المدني الوارد في القانون المدني خاصة في قواعد المسؤولية المدنية ،سارع لتقرير جزاء
جنائي أشد ردعا نظ ار لعدم تنفيذ المتدخل لاللتزامات القانونية المقررة عليه أو حتى عند لجوئه
الستعمال وسائل احتيالية خادعة و مغشوشة للحصول على فائدة غير مشروعة ،و يظهر هذا
التشديد في إحالة العقاب لنصوص قانون العقوبات بالنسبة للجنح االقتصادية المرتكبة من قبل
المتدخلين و المتمثلة في جريمة خداع أو محاولة خداع المستهلك و جريمة الغش في المنتوجات .
أما بالنسبة للمخالفات االقتصادية فقد خصص لكل مخالفة عقوبة على حدى حسب طبيعة
هذه المخالفة التي تتنوع بين مخالفة المتدخل لاللتزامات المتعلقة بضمان سالمة المستهلك و إلزامية
رقابة مطابقة المنتوجات و إلزامية ضمان المنتوج و تجربته و تنفيذ الخدمة ما بعد البيع ،و إلزامية
إعالم المستهلك ،و االلتزامات المتعلقة بعروض القروض االستهالكية ،فأقر لمثل هذه المخالفات
العقاب بالجزاء البسيط المتمثل في الغرامة فقط و أتبع هذا العقاب بالنص على عقوبات تكميلية من
أجل تفعيل هذا الجزاء الردعي و قمع الجرائم االقتصادية .
فنظ ار لألضرار و الحوادث التي قد تسببها المنتوجات و التي تلحق بالمستهلك ،لكونها ال
تستجيب لمتطلبات األمن و السالمة و ال للمقاييس و المواصفات القانونية ،كما و قد يمتد أثر هذا
الضرر إلى مستعملي المنتوج عن طريق المستهلك ،فال يمكن للقواعد القانونية المقررة في القانون
المدني توفير حماية أفضل لهم نتيجة اختالل القوى االقتصادية و الكفاءة التقنية في مجال اإلنتاج
و التوزيع .
7
فأتى المشرع كذلك بتشريعات أخرى ذات الصلة بالمنافسة و تنظيم الممارسات التجارية
،و إن تم )(1
بموجب قانون رقم 02-04المتعلق بتحديد القواعد المطبقة على الممارسات التجارية
التطرق لهذه القوانين بين الحين و اآلخر إال على سبيل اإلضافة و التكملة فقط لقانون حماية
المستهلك و قمع الغش كونها صدرت قبل صدور هذا األخير إضافة ألنه من بين أهداف هذه
القوانين تكريس كذلك حماية للمستهلك .
نظ ار الهتمام قانون حماية المستهلك و قمع الغش بحماية المستهلك فقط ،فهنا تكمن أهميته
في مدى توفير الضمانات التي أتى بها لحماية فعالة لصحة و سالمة و أمن و مصالح و الرغبات
المشروعة للمستهلك و العمل على خلق توازن في العالقة التي تجمع هذا األخير بالمتدخل ،أم أنه
مازال يشوب هذه الحماية قصور في بعض جوانب هذه الضمانات و بالتالي ال تكون كافية لحماية
هذا الطرف الضعيف.
فلمعرفة مدى فعالية ضمانات حماية المستهلك المكرسة بموجب قانون رقم 03-09المتعلق
بحماية المستهلك و قمع الغش ،ينبغي تناول مثل هذا الموضوع بتحليل مختلف هذه الضمانات و
استقرائها و بالنقد تارة لما يشوبها من قصور ،مع اللجوء إلى القانون الفرنسي كلما استدعى البحث
ذلك ،و من أجل هذا ارتأينا تقسيم هذا البحث إلى فصلين :
-قانون رقم 02-04المؤرخ في ، 2004/06/23المتعلق بتحديد القواعد المطبقة على الممارسات التجارية ،جريدة رسمية رقم )(1
، 41المؤرخة في ، 2004/06/27المعدل و المتمم بموجب قانون رقم ، 06-10المؤرخ في ، 2010/08/18جريدة رسمية رقم
، 46المؤرخة في .2010/08/18
8
الفصل األول :التنويع من االلتزامات كضمان لحماية المستهلك :
لقد نتج على اعتناق مبدأ سلطان اإلدارة و مبدأ القوة الملزمة للعقد كثير من المساوئ ،إذ أن
اختالل توازن القوى االقتصادية أدى إلى جعل المستهلك طرف ضعيف في العالقة التي تجمعه
بالمتدخل ،مما استدعى األمر معالجة هذا االختالل إلحداث نوع من التوازن في هذه العالقة .
فأدرك المشرع الخطورة التي يتعرض لها المستهلك ،خاصة بازدياد المنتوجات في السوق و
تطورها مما يفتح المجال أمام المتدخلين لفرض شروطهم ،فسارع إلصدار سلسلة من القوانين و
المراسيم التنفيذية هدفها بدرجة أولى حماية المستهلك ،بحيث تكتسي هذه القوانين الخاصة الطابع
الحمائي ،مما نلمس اتجاه إرادة المشرع إلى جعل حماية المستهلك من بين عناصر النظام العام
الحمائي ،كونه طرف ضعيف مقارنة بالمتدخل الذي يتصف باالحترافية .
كما لصفة عقد االستهالك دور في إحداث هذا االختالل لما يؤدي إلى إذعان المستهلك
بتضمنه لشروط تعسفية تؤدي إلى إهدار حقوقه ،و من أجل ذلك نالحظ من نصوص قانون رقم
03–09المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ،أن معظم مواده جاءت بصيغة األمر مع المنع
على االتفاق على ما يخالفها و هي في مجملها التزامات مفروضة على عاتق المتدخل للحفاظ على
الرغبات المشروعة للمستهلك فيعد ضمانة حقيقة لهذا األخير .
)المبحث فيستدعي األمر التطرق إلى أسباب تكريس تنوع الضمانات لحماية المستهلك
األول( ،و من ثمة التطرق إلى تحديد مضمون االلتزامات كضمان لحماية المستهلك )المبحث
الثاني( .
9
المطلب األول :اختالف مركز األطراف في عقد االستهالك :
لتحديد مضمون اختالل توازن القوى بين المستهلك و المتدخل ينبغي التطرق لتحديد مفهوم
المتدخل كطرف قوي في العالقة االستهالكية )الفرع األول( ،ثم التطرق لمفهوم المستهلك كطرف
ضعيف في العالقة االستهالكية )الفرع الثاني( .
فعرفه األستاذ علي أحمد صالح على أنه " :كل شخص طبيعي أو معنوي يتصرف في
إطار نشاط معتاد و منظم ،بحيث يقوم من خالل هذا النشاط باإلنتاج و التوزيع و تقديم الخدمات "
،في شترط الكتساب صفة المتدخل أن يمارس هذا األخير مهنته على سبيل االعتياد من أجل ()3
إنتاج أو توزيع ،أو عرض خدمات و يكون ذلك في إطار منظم قانونا ،فيستبعد من هذا المفهوم
-المادة (01)03قانون رقم 02-04المؤرخ في ، 2004/06/23المحدد للقواعد المطبقة على الممارسات التجارية ،جريدة ()1
السياسية ،كلية الحقوق و العلوم السياسية ،جامعة تيزي وزو ،العدد ، 2010 ،02ص . 65
-أحمد صالح علي " ،مفهوم المستهلك و المهني في التشريع الجزائري " ،المجلة الجزائرية للعلوم القانونية و االقتصادية و ()3
10
،و اشتراط عنصر التنظيم يجعل المتدخل يتمتع المتدخل العرضي الذي ال يشمله هذا الوصف
()1
. ()2
بقدر من المهارة و الدراية الكافية باالستناد إلى المعلومات التي يملكها مقارنة بالمستهلك
فالمتدخل هو ذلك الذي يمارس نشاطا سواء كان تجاري ،صناعي ،حرفي ،أم فالحي
فقد يكون في شكل شخص فرد أم في شكل شركة بغية تحقيقه ألغراض مهنية بحتة(.)3
و فما يميزه هو وجوده في وضعية تفوق مقارنة بالمستهلك لما يحوز على معارف تقنية
إمكانيات مالية ،و من أجل ذلك يوجد معيارين لتحديد صفة المتدخل :
فيعتبر االحتراف بهذا المعنى شرطا من شروط اكتساب صفة التاجر في ظل القانون
،طبقا لنص المادة 01منه التي تنص " :يعد تاج ار كل شخص طبيعي أو معنوي ()5
التجاري
يباشر عمال تجاريا و يتخذه مهنة معتادة له ،ما لم ينص القانون بخالف ذلك " ،لكن في نطاق
عالقات االستهالك ال يشترط أن يعتبر الشخص تاج ار حتى يعتبر مهنيا و بعبارة أخرى فإن شخصا
ما قد ال يعتبر تاج ار في مفهوم القانون التجاري لكنه يعد مهنيا في مواجهة المستهلك فانتفاء صفة
التاجر عن شخص ما ال يسمح ذلك للمتدخل بالتنصل من مسؤوليته تجاه المستهلك
()1
- Chendeb Rabih، "Le régime juridique du contrat de consommation étude comparative " ،éditons
L.G.D.J et ALPHA، Paris ،2010، p 17.
()2
- Calais-Auloy jean et Steinmetz Frank، " Droit de la consommation "، 06e édition ،éditions
DALLOZ ،Paris، 2003،p 04.
()3
– Kahloula.(M) et Mekamcha.(G) ، " La protection du consommateur en droit algérien "،
(la première partie) ، revue algérien idara ،1995 ، p 10.
– زوبير أرزقي " ،حماية المستهلك في ظل المنافسة الحرة " ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير ،كلية الحقوق و العلوم السياسية ، ()4
11
من قانون االستهالك كان صريحا عند تعريفه للمتدخل على أنه الشخص الذي يقدم سلعا أو
خدمات بمقابل أو مجانا للمستهلك ،فال يمكن للمتدخل التهرب من مسؤوليته تجاه المستهلك بأنه
قدم له المنتوج مجانا ،كذلك هنالك بعض الجمعيات الخيرية مثال التي ال تهدف لتحقيق الربح لكنها
تعتبر متدخال في عالقاتها مع المستهلك متى مارست مهامها ألجل تحقيق غرض مهني بعيد عن
الغرض الذي تأسست من أجله بغية تدعيم نشاط الجمعية .
فإذا كان معيار االحتراف يصلح لحد ما العتبار الشخص متدخال ،فال يمكن االعتداد
بعنصر الربح و اتخاذه كمعيار لتحديد صفة المتدخل ألنه توجد بعض الهيئات التي ال تهدف من
وراء نشاطها لتحقيق الربح و لكن اعتبرها المشرع متدخال ،و هذا ما سنتطرق له في النقطة الموالية
تزاول هذه المرافق نشاطا يختلف تماما عن النشاط الممارس من قبل األفراد ،كما تتميز
بخضوعها للقانون العام و ال تلجأ إلى وسائل القانون الخاص إال استثناءا خاصة تلك التي تقدم
خدماتها دون مقابل ،مثل مرافق العدالة و الشرطة و الدفاع و الطرق و غيرها ،فال يعد المنتفعين
( - )1بودالي محمد " ،مدى خضوع المرافق العامة و مرتفقها لقانون حماية المستهلك " ،مجلة إدارة ،المجلد ،12العدد ، 02
، 2002العدد ، 24ص . 55 ، 52
12
منها من طائفة المستهلكين كونهم في مركز تنظيمي تحدده القوانين بطريقة موضوعية دون االهتمام
بشاغله ،و من ثمة ال يمكن اعتبار هذه المرافق من قبل
المتدخلين.
غير أن هناك نوعا من المرافق العامة اإلدارية خاصة تلك التي تقدم خدمات بمقابل كالمستشفيات
()1
فهي تعد من فئة المتدخلين و المنتفعين منها من قبيل المستهلكين شرط أن ال يتميزوا باالحترافية
فمن خالل ما سبق يمكن القول أن المشرع أتى بضمانة مهمة عند استخدامه لمصطلح "
المتدخل " في القانون المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ،الذي شمل به جميع أنواع المتدخلين
مهما كانت صفتهم سواء كان منتج ،مستورد ،موزع ،بائع ،مقدم خدمات ،أو أي متدخل في
عملية عرض المنتوج لالستهالك ،كما ال ينطبق هذا المصطلح على األشخاص الطبيعية فقط بل
يمتد إلى األشخاص المعنوية أيضا ،فأراد المشرع بذلك توسيع دائرة الحماية .
– المرسوم التنفيذي رقم 39-90المؤرخ في ،1990/01/30المتعلق برقابة الجودة و قمع الغش ،جريدة رسمية )(2
رقم ،05المؤرخة في ،1990/01/31ص ،203المعدل و المتمم بموجب المرسوم التنفيذي رقم 315-01المؤرخ في
،2001/10/16جريدة رسمية رقم ، 61المؤرخة في ، 2001/10/21ص . 11
13
بثمن أو مجانا ،منتوجا أو خدمة معدين لالستعمال الوسيطي أو النهائي لسد حاجته الشخصية أو
حاجة شخص آخر أو حيوان يتكفل به " .
فالظاهر من هذه التعاريف أن المتدخل ال يشمله هذا التعريف ،إذا كان يتعامل ألغراضه
المهنية ،فيقتصر هذا التعريف على من يقتني منتوجا لتلبية حاجاته الشخصية أو حاجات شخص
آخر من أفراد عائلته أو حاجات خاصة بحيوان يتكفل به .
فإلضفاء صفة المستهلك على شخص ينبغي أن تتوفر فيه جملة من المواصفات :
-بوسماحة الشيخ " ،حماية المستهلك الناتجة عن عروض المتدخل في أحكام القانون الجزائري " ،مجلة الخلدونية ، )(1
14
اعتبر المستهلك مستهلكا وسيطيا هو مقتني المنتوج من أجل تحقيقه ألغراض مهنية مما يجعل
. المستهلك في نفس مرتبة المتدخل هنا ،فوسع هذا المرسوم من نطاق تعريف المستهلك
)(1
فكان قانون حماية المستهلك أكثر دقة و وضوحا كونه جعل الغرض من االستهالك هو
االستهالك الفوري و إلى استعمالها حتى تستهلك متى كانت من األشياء ذات االستهالك المتراخي ،
فال يعد بذلك الشخص مستهلكا طبقا لقانون حماية المستهلك من يقتني منتوجا بهدف إعادة بيعه ،
ألن شرط االستهالك لم يتحقق هنا.
العنصر الرابع :أن يلبي حاجاته أو حاجات شخص آخر أو حيوان يتكفل به :
شمل المشرع في تعريفه للمستهلك الشخص الذي يلبي حاجاته الشخصية أو حاجات عائلته
دون حاجاته المهنية ،و يكون ذلك لما يشتري المستهلك غذاءه أو أجهزة منزلية لبيته أو يعالج أو
،فيحقق بذلك الغرض الشخصي و العائلي من االقتناء و من ثمة )(2
يكتتب تأمين أو يسافر مثال
. يكون المستهلك بعيدا عن الطابع المهني عند تلبيته لحاجاته الشخصية أو العائلية
)(3
فيمكن استخالص أهداف المشرع من خالل تعريفه للمستهلك ،أراد تحقيق نوع من الشمولية
لهذا المفهوم الضيق للمستهلك كونه أضاف طائفة األشخاص المعنوية ،فانصرفت إرادته إلى
حماية المستهلكين غير المهنيين نظ ار لمركز ضعفهم مقارنة بالمتدخل ،لكن يعاب عليه أنه لم
يشمل تعريفه المستهلك المستعمل للمنتوج بل اقتصر على المقتني فقط).(4
)(1
– Kahloula.(M) et Mekamcha.(G) ، (la première partie) ،op.cit ،p 15 .
)(2
- Calais-Auloy Jean et Steinmetz Frank ، op.cit ، p 09 .
)(3
" - Bernd stauder et Hildegard ، " La protection des consommateurs acheteurs à distance
،volume 06 ، band 06 ، éditions BRUYLANT ،1999 ،p 103 .
-قونان كهينة " ،اإلفضاء بالصفة الخطيرة للمنتوج " ،مجلة البحوث و الدراسات القانونية و السياسية ،كلية الحقوق جامعة )(4
15
- (01اال تجاه الموسع لمفهوم المستهلك :
يتجه أصحاب هذا الرأي إلى تبني مفهوما واسعا للمستهلك بحيث يشمل هذا المصطلح لديهم كل
شخص يستخدم سلعة أو خدمة في أغراضه الشخصية أو المهنية ،ذلك ألنه قد يجد المتدخل نفسه
،مثل شراء الطبيب للمعدات )(1
في مركز ضعف مثله مثل المستهلك إذا تصرف خارج تخصصه
الطبية الالزمة لعيادته ،و المحامي الذي يشتري جهاز اإلعالم اآللي لمكتبه .
فمن الواضح أن أنصار هذا االتجاه يستندوا في تحديد مفهوم المستهلك على معيار الخبرة
الفنية و التقنية ،فكلما افتقدت لدى أحد األطراف يكون بحاجة للحماية ،مما يؤدي ذلك لتوسيع
. دائرة الحماية لتشمل المتدخلين اللذين ال خبرة لهم لما يتعاملون مع متدخلين متخصصين
)(2
و لكن يعاب على هذا االتجاه أنه يجعل قانون االستهالك غير دقيق و من دون فعالية كونه
ال يسمح بتحديد ما إذا كان المتدخل يعمل ضمن تخصصه أم ال ،مما ال يمكن التعرف على
. القانون الواجب التطبيق عليهم مسبقا
)(3
– جرعود الياقوت " ،عقد البيع و حماية المستهلك في التشريع الجزائري " ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير ،كلية الحقوق )(1
الشريعة و القانون " ،يومي 21-20نوفمبر ، 2012كلية الحقوق ،جامعة خميس مليانة ،ص .07
-بودالي محمد " ،حماية المستهلك في ، " ...المرجع السابق ،ص . 23 )(3
)(4
– Juris Classeur ، concurrence،consommation ،" Contrats de consommation " ،volume 03 ، fasc
800 ، 2009 ، p 07.
– شعباني نوال " ،التزام المتدخل بضمان سالمة المستهلك في ضوء قانون حماية المستهلك و قمع الغش " ،مذكرة لنيل شهادة )(5
الماجستير ،كلية الحقوق و العلوم السياسية ،جامعة تيزي وزو ، 2012 ،ص . 23
16
،ألن هذا االتجاه يقصد المستهلك )(1
لغرض مزدوج أي غرض مهني و غير مهني في نفس الوقت
الذي يهدف من وراء االقتناء تحقيق أهداف شخصية أو عائلية فقط كونه يكون في مركز ضعف
. )(2
مقارنة بالمتدخل
و من مزايا هذا االتجاه أنه يحقق األمن القانوني للمستهلك مقارنة بالمفهوم الواسع للمستهلك ،
و من أجل ذلك أخذ به المشرع عند تعريفه لهذا األخير في القوانين الخاصة بحمايته مما يعد
ضمانة له ،و ليس صفة األطراف هي السبب الوحيد الذي أدى إلى اختالل التوازن بل لخاصية
عقد االستهالك دور كذلك .
-غسان رباح " ،قانون المستهلك الجديد " ،الطبعة األولى ،منشورات زين الحقوقية ،لبنان ، 2006 ،ص . 18 )(1
)(2
"– Juris classeur، concurrence ،consommation ، "Reconduction des contrats de consommation
،volume 05 ،fasc 850 ، p 07 .
-موالك بختة ،المرجع السابق ،ص . 27 )(3
17
- (01موقف التشريع حول تعريف عقد اإلذعان :
كان المشرع بداية يقتصر عند تعريفه لعقد اإلذعان و تبيين خصائصه على القانون المدني ثم
لجأ بعد ذلك لوضع تعريف له بموجب قانون رقم 02-04مما يستدعي التطرق لكل منهما.
-قانون رقم 10-05المؤرخ في ، 2005/06/20المعدل و المتمم لألمر رقم 58-75المؤرخ في ، 1975/02/26 )(1
18
عدمه ،و من ثمة مشاركته في صياغة و تحرير شروط العقد ،فمتى توافر هذا الشرط انتفى
وصف اإلذعان ،و متى غاب عاد الوصف من جديد .
-أحمد يحياوي سليمة " ،آليات حماية المستهلك من التعسف التعاقدي " ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير ،كلية الحقوق ()1
19
- (02مميزات عقد اإلذعان وفقا للفقه :
لقد أجمع الفقه على أن الفقيه الفرنسي سالي ) (saleillesهو صاحب أول تسمية لعقد
اإلذعان إذ يرى بأنه " :هو محض تغليب إلرادة واحدة تنصرف بصورة منفردة و تملي قانونها ،
ليس على فرد محدد بل على مجموعة غير محددة ،و تفرضها مسبقا من جانب واحد و ال ينقصها
سوى إذعان من يقبل قانون العقد " .
فيالحظ على هذا التعريف أنه اهتم باإلدارة المنفردة و بطريقة انضمام األفراد إلى هذه اإلرادة
)(1
التي تملي قانون العقد على مجموعة غير محددة من األشخاص ،دون التعرض لموضوع العقد
و إن أجمع الفقه حول تسمية عقد اإلذعان ،لكنهم اختلفوا حول إعطاء تعريف له بين اتجاه
تقليدي و اتجاه حديث .
لكن يؤخذ على هذا االتجاه ،حصره لعقود اإلذعان في نطاق ضيق من العقود التقليدية
كعقود التزويد بالماء و الكهرباء و الغاز ،كون من يتولى تقديمها يحتكرها احتكار قانوني و فعلي ،
. ال يقبل المناقشة حول شروطها
)(3
-بودالي محمد " ،حماية المستهلك في القانون ، " ...المرجع السابق ،ص . 259 )(2
-العطياوي راضية " ،معالجة الشروط التعسفية في إطار القانون رقم 02-04المتعلق بالممارسات التجارية " ،مذكرة لنيل )(3
20
و نظ ار لخاصية التحرير المسبق و غياب حق المناقشة ،فإن هذه العقود هي عبارة عن
. نظام قانوني أكثر منه عقد ،نتيجة عدم تساوي اإلرادتين ،فإحداهما تملي و األخرى تذعن
)(1
لكن يظهر لنا الواقع أن الكثير من العقود أصبحت تتم بطريق اإلذعان و لو لم يكن محلها
ضروري بالنسبة للطرف المذعن ،و دون أن يكون المتدخل محتك ار للسلعة أو الخدمة األمر الذي
أدى إلى ظهور اتجاه حديث لتحديد تعريف لعقد اإلذعان .
فهذا الرأي وسع من نطاق عقود اإلذعان فال يشترط أن يكون محله سلعة أو خدمة ،كما ال
يشترط في الطرف المذعن أن يكون محتك ار للسلعة أو الخدمة ،و ال يشترط أن يوجه اإليجاب لفرد
أو جماعة .
و كثيرة هي العقود التي تتم بطريق اإلذعان ،رغم أنها تتعلق بسلع أو خدمات و لكنها ال
يحتكر فيها أي طرف هذه األخيرة ،و من ذلك عقود البيع بثمن محدد في السوبر ماركت و دار
األزياء ،و محالت بيع األحذية و األجهزة الكهربائية و الكتب و وكاالت بيع السيارات ،و العقود
المبرمة مع وكاالت السفر و الفنادق و المطاعم و المقاهي و دور السنيما و المسارح و المالهي
و غيرها من العقود الغير قابلة للتفاوض).(3
فمعظم العقود أصبحت اليوم تغلب عليها صفة إذعان الطرف اآلخر نظ ار للجوء العديد من
المتدخلين الستخدام العقود النموذجية التي تغيب فيها المفاوضات ،فهذا التحرير األحادي لبنود
– فياللي علي " ،االلتزامات ،النظرية ، " ...المرجع السابق ،ص . 73 )(1
-سي الطيب محمد أمين " ،الشروط التعسفية في عقود االستهالك ،دراسة مقارنة " ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير ،كلية )(3
21
العقد يؤدي إلدخال شروط تعسفية تكون مجحفة في حق المستهلك خاصة بتوسيع المشرع من محل
. عقد االستهالك
)(1
-(01السلع:
تعرف السلعة في المادة 03الفقرة ( )18من قانون رقم 03-09على أنها " :كل شيء
مادي قابل للتنازل عنه بمقابل أو مجانا " ،كما عرفتها المادة 02الفقرة ( )02من قانون رقم
. 06-03المتعلق بالعالمات
)(2
فالمشرع بتعريفه للسلعة لم يحدد أنواع السلع التي تكون محل اقتناء من قبل المستهلك ،و
بتعريفه لها على أنها " شيء مادي" شمل بذلك المنقوالت و العقارات خاصة أن العمليات الواردة
على العقارات أصبح يشرف عليها متدخلون متخصصين يتفوقون على المستهلك باعتباره طرف
. ضعيف
)(3
و بالرجوع للقواعد العامة نجد المادة 140مكرر الفقرة ) (02من القانون المدني ،اعتبرت
المنتوج مال منقول و لو كان متصل بعقار ،فقصد بذلك هذا النص السلع مع تعداده لمختلف
أنواعها على سبيل المثال ال على سبيل الحصر و المتمثلة في المنتوج الزراعي ،الصناعي ،تربية
الحيوانات ،الصناعة الغذائية ،الصيد البري و البحري و الطاقة الكهربائية ،و نظ ار للتطور الذي
تشهده السلع بشكل سريع ،فهي أنواع مختلفة فقد تكون سيارات ،أآلالت كهربائية مواد غذائية ،
مستحضرات تجميل ،أو تنظيف أو حتى عقارات.....إلخ).(4
-المادة (03) 02من قانون رقم 06-03المؤرخ في ، 2003/07/19المتعلق بالعالمات ،جريدة رسمية رقم ، 44المؤرخة )(2
في ، 2003/07/23ص " ، 23على أنها كل منتوج طبيعي أو تقليدي أو صناعي خاما كان أو مصنعا " .
-سي يوسف زاهية " ،تعليق على نص المادة 140مكرر ، " ...المرجع السابق ،ص . 70-69 )(3
)(4
- Kahloula.(M) et Mekamcha.(G) ، (la première partie)، op.cit ، p 17 .
22
-(02الخدمات :
عرفها المشرع في المادة 03الفقرة ( )17من قانون رقم 03-09على أنها " :كل عمل
مقدم غير تسليم السلعة حتى و لو كان هذا التسليم تابعا أو مدعما للخدمة المقدمة " ،
و عرفتها المادة 02الفقرة ( )05من قانون رقم 06-03المتعلق بالعالمات على أنها :
" كل أداء له قيمة اقتصادية " ،أما المادة 02الفقرة ( )05من المرسوم التنفيذي رقم 39-90
المتعلق برقابة الجودة و قمع الغش على أنها " :كل مجهود يقدم ما عدا تسليم منتوج و لو كان هذا
التسليم ملحقا بالمجهود المقدم أو دعما له " .
فالخدمات قد تكون أداءات أو نشاطات أو أعمال مادية مثل اإلصالح و التنظيف ،كما قد
تكون ذات طبيعة ذهنية كالعالج الطبي و اإلرشادات و االستشارات القانونية التي يقدمها المحامي
. )(1
و قد تكون ذات طبيعة مالية كالتأمين و القرض
فالمالحظ على هذه النصوص التشريعية و التنظيمية اتفاقها على اعتبار الخدمة هي تلك التي
تشمل جميع النشاطات المقدمة باستثناء عملية تسليم المنتوج .
كما يتبين لنا من التعاريف السابقة توسيع المشرع من نطاق تعريف المنتوج في القوانين التي
تكفل حماية المستهلك فشمل بذلك السلع و الخدمات ،هذا و يتوافق معه أيضا القانون رقم -04
،بحيث عرف المنتوج في المادة 02الفقرة )(2
04المؤرخ في 23جوان 2004المتعلق بالتقييس
( )12على أنه " :كل مادة أو مادة بناء أو مركب أو جهاز أو نظام أو إجراء أو وظيفة أو طريقة"
و في مقابل ذلك نجد قانون حماية المستهلك عرف المنتوج في المادة 03الفقرة ) (11على
أنه " :سلعة أو خدمة يمكن أن يكون موضوع تنازل بمقابل أو مجانا " ،أما المرسوم التنفيذي رقم
39-90المتعلق برقابة الجودة و قمع الغش ،فعرفه بموجب المادة 02الفقرة ) (02على أنه :
" المنتوج :كل شيء منقول مادي يمكن أن يكون موضوع معامالت تجارية "
لكن يلحظ على هذه التعاريف عدم الوضوح و انعدام الدقة في تعريفها للمنتوج ،فهي تعرفه
بناءا على متطلبات المستهلك و لكنها تنقصها الدقة ،فكان المشرع في قانون رقم 03-09
المتعلق بحماية المستهلك األكثر دقة من المراسيم التنفيذية و حتى من قانون رقم 04-04المتعلق
بالتقييس ،فشمل المشرع في قانون رقم 03-09الشيء المادي أي (العقارات و المنقوالت) و
-جرعود الياقوت " ،عقد البيع و حماية المستهلك ، " ...المرجع السابق ،ص . 73-72 )(1
-قانون رقم 04-04المؤرخ في ، 2004 /06/23المتعلق بالتقييس ،جريدة رسمية رقم ، 41المؤرخة في 2004/06/24 )(2
،ص . 16
23
كذلك الخدمات ،فسد بهذا الحكم الفراغ الذي كان سائدا في مجال إقصاء العقارات من دائرة الحماية
،التي )(1
،فخالف بذلك التعريف الوارد في المادة 140مكرر الفقرة ) (02من القانون المدني
عرفت المنتوج على أنه " :يعتبر منتوجا ،كل مال منقول و لو كان متصال بعقار السيما المنتوج
الزراعي و المنتوج الصناعي و تربية الحيوانات و الصناعة الغذائية و الصيد البري و البحري و
الطاقة الكهربائية " ،و هذا يتوافق مع التعريف الوارد في القانون المدني الفرنسي للمنتوج في المادة
.(2) L1386-3
فشمل تعريف المنتوج في القانون المدني كل مال منقول بما فيه المنقول المتصل بعقار و لم
يفرق بين المنقول المادي و المنقول المعنوي ،طبيعي أم صناعي ،دون ذكره للخدمات ،على
خالف القانون رقم 03-09المتعلق بحماية المستهلك ،الذي لم يشمل في تعريفه للمنتوج المنقول
المعنوي ،و لكنه اعتبر الخدمة منتوجا نظ ار لكثرة إقبال المستهلك عليها و أكبر دليل على ذلك
. خدمات الهاتف مما فيه حماية للمستهلك
)(3
-المادة 140مكرر من القانون رقم 10-05المؤرخ في ، 2005/06/20جريدة رسمية رقم ، 44المؤرخة في )(1
، 2005/06/26ص ، 24المعدل و المتمم لألمر رقم 58-75المؤرخ في ، 1975/09/16المتضمن القانون المدني ،جريدة
رسمية رقم . 78
-نص المادة L1386-3باللغة الفرنسية: )(2
" Est un produit tout bien meuble،même s’il est incorporé dans un immeuble y compris les produits
" du sol،le l’élevage،de la chasse ،et de la pêche،l’électricité est considéré comme un produit
،www.legifrance.gouv.com .
-فياللي علي " ،الفعل المستحق للتعويض " ،الطبعة الثانية ،موفر للنشر ،الجزائر ، 2007،ص . 264 )(3
24
أوال :تعريف الشرط التعسفي :
لقد تعددت و تنوعت تعاريف الشرط التعسفي ،بين تعاريف تشريعية ،و تعاريف فقهية ،
فسيتم التطرق لكل تعريف على حدى .
25
باإلضافة إلى ذلك أخذ المشرع بمعيار االختالل الظاهر بالتوازن و هذا ما يظهر من عبارة
"من شأنه اإلخالل الظاهر بالتوازن بين حقوق و واجبات أطراف العقد" ،فأراد بتبنيه لهذا المعيار
توفير حماية فعالة للمستهلك(.)1
و على مستوى الفقه الجزائري نجد من عرف الشرط التعسفي على أنه " :هو ذلك الشرط
الذي يورده المحترف في تعاقده مع المستهلك ،و الذي يؤدي إعماله إلى عدم التوازن الفاحش بين
حقوق و التزامات الطرفين ،و هو يقدر وقت إبرام العقد بالرجوع إلى ظروف التعاقد و موضوعه و
. )(4
حالة طرفيه وفقا لما تقضي به العدالة"
فرغم اختالف التعاريف الفقهية باختالف األساس المعتمد الذي تستند عليه ،فيمكن القول
أن الشرط التعسفي هو ذلك الذي من شأنه إحداث اختالل التوازن العقدي نتيجة تفوق طرف على
حساب طرف آخر .
-بودالي محمد " ،الشروط التعسفية في العقود ، " ...المرجع السابق ،ص . 26-23 ()1
-بودالي محمد " ،حماية المستهلك في القانون ، " ...المرجع السابق ،ص . 261 )(4
26
ثانيا :معايير تحديد الشروط التعسفية :
يظهر من تعريف المشرع للشروط التعسفية في المادة 03الفقرة ) (07من قانون رقم
، 02-04أنه جعل ضابطا لتحديد الطابع التعسفي لشرط من الشروط التعاقدية متمثل في مدى
إخالله من عدمه بالتوازن العقدي إخالال ظاه ار بين حقوق و التزامات طرفي العقد .
و في مقابل ذلك أخذ المشرع الفرنسي بمعيار مزدوج لتقدير الطابع التعسفي للشروط العقدية ،
و نظ ار لتأثر مشرعنا بالمشرع الفرنسي ينبغي التطرق لمفهوم كل معيار على حدى.
-بودالي محمد " ،الشروط التعسفية في العقود ، " ...المرجع السابق ،ص . 93 ()2
27
كما يالحظ اقتراب فكرة الميزة المجحفة مع فكرة الغبن فيترتب على هذه األخيرة ضرر مباشر
يلحق بالعدالة العقدية مما يؤدي إلى عدم التوازن بين حقوق و التزامات المتعاقدين ،لكنهما يختلفان
من حيث محل كل منهما إذ ينصب محل الغبن على الثمن بينما يكون المحل في الشروط التعسفية
منصبا على شروط مقترنة بكيفية تنفيذ العقد).(1
و من أجل تقدير الميزة المجحفة لشرط من الشروط التعسفية ثار خالف فقهي حول مدى
وجوب النظر إلى جميع الشروط التعسفية أم لكل شرط على حدى ،و الرأي الراجح هو وجوب
النظر إلى جميع الشروط التعاقدية كون شرطا من الشروط قد يلزم طرفا على حساب آخر بحكم
النظر إليه بصورة معزولة مما يؤدي إلى تضمن هذا الشرط لميزة مجحفة ،و من أجل ذلك ينبغي
النظر إلى مجموع االشتراطات التعاقدية ،فالمشرع الفرنسي وضع معيارين لتحديد الشرط التعسفي
هما معيار القوة االقتصادية للمتدخل ،و معيار الميزة المجحفة و هما معيارين مرتبطين كون هذه
األخيرة تفترض التعسف في استعمال القوة االقتصادية).(2
هذا و تجدر اإلشارة إلى أن المشرع قد عدل عن موقفه هذا من خالل استبعاده لمعيار
التعسف في استعمال القوة االقتصادية و الميزة المجحفة و تبنيه لمعيار اإلخالل الظاهر كمعيار
لتقدير الطابع التعسفي لشرط من الشروط العقدية و هو ما سنتطرق له في النقطة الموالية.
-بودالي محمد " ،الشروط التعسفية في العقود ، " ...المرجع السابق ،ص . 95 )(2
28
،فالمشرع الفرنسي تبنى صراحة معيار -االختالل الظاهر. - )(1
المستهلك"
و لتقدير هذا اإلخالل ينبغي االستناد على معايير ،فاستند جانب من الفقه على معيار
معنوي لتقدير االختالل الظاهر بين الحقوق و االلتزامات فيكون مضمونه على أساس الخطأ الغير
المعذور ارتكبه المتدخل ،بحيث يتعسف هذا األخير في استعماله لقوته االقتصادية عند التفاوض ،
حينها يتم تقدير االختالل بالنظر إلى الكيفية التي تم بناءا عليها التعاقد دون االهتمام إلى اآلثار
المترتبة عن تنفيذه ،و لكن يعاب على هذا المعيار صعوبة تقدير خطأ المتدخل و أيضا هذا
التوجه يتنافى مع القصد الذي يهدف إليه المشرع من أجل تكريس حماية موضوعية للمستهلك بعيدة
. عن االعتبارات الشخصية
)(2
و نظ ار لما تعرض له المعيار المعنوي من انتقادات ذهب العديد من الفقهاء إلى االستناد
على المعيار االقتصادي لتقدير االختالل الظاهر بين حقوق و التزامات األطراف ،فمشرعنا نص
على معيار اإلخالل الظاهر بصورة محتشمة جدا ،مما يؤدي إلى إحداث لبس عند تكريس نظرية
الغبن لما يتم تقدير الشروط التعسفية ،فال يعد ذلك ضمانة لحماية المستهلك من الشروط
. التعسفية
)(3
و لعل إعمال المشرع لهذا المعيار كان بار از على معظم الشروط التعسفية الواردة في المادة
05من المرسوم التنفيذي رقم 306-06المؤرخ في 10سبتمبر 2006المحدد للعناصر
،و )(4
األساسية للعقود المبرمة بين األعوان االقتصاديين و المستهلكين و البنود التي تعتبر تعسفية
من ذلك الفقرات الثانية و الثالثة و الرابعة و السابعة و الثامنة و العاشرة ،حيث تنص الفقرة
السابعة مثال على " :االحتفاظ بالمبالغ المدفوعة من قبل المستهلك في حالة ما إذا امتنع هذا
األخير عن تنفيذ العقد أو قام بفسخه دون إعطائه الحق في حالة ما إذا تخلى العون االقتصادي هو
نفسه عن تنفيذ العقد أو قام بفسخه " ،و كذلك الفقرة العاشرة التي تنص " :االحتفاظ بحق إجبار
)(1
- " Dans les contrats conclus entre professionnels et non-professionnels ou consommateurs ،
sont abusives les clauses qui ont pour objet ou pour effet de créer ، au détriment du non-
professionnel ou du consommateur ، un déséquilibre significatif entre les droits et obligations des
parties au contrat " ، www.légifrance.gouv.com .
-العطياوي راضية ،المرجع السابق ،ص . 44 )(2
) -(3بودالي محمد " ،الشروط التعسفية في العقود ، " ...المرجع السابق ،ص. 97
-المرسوم التنفيذي رقم 306-06المؤرخ في ، 2006/09/10المحدد للعناصر األساسية للعقود المبرمة بين األعوان )(4
االقتصاديين و المستهلكين و البنود التي تعتبر تعسفية ،جريدة رسمية رقم 56المؤرخة في ، 2006/09/11ص . 18-16
29
المستهلك على تعويض المصاريف و األتعاب المستحقة بغرض التنفيذ اإلجباري للعقد دون أن
يمنحه نفس الحق " .
فبتضمن قانون رقم 02-04لهذا المعيار يلحظ أن بعض الشروط الواردة ضمن المادة
29قد ال يسهل تقدير االختالل فيها النعدام ما يمكن من تقدير المزايا التي يمكن أن يحصل عليها
كل طرف ،فعلى الرغم من تصريح المشرع بطابعها التعسفي إال أنها ال ترتب اختالال ظاه ار بين
حقوق و التزامات األطراف ،و من أمثلة ذلك الفقرة ) (05من المادة 29من قانون رقم 02-04
التي تنص " :التفرد بحق تفسير شرط أو عدة شروط من العقد أو التفرد في اتخاذ قرار البت في
مطابقة العملية التجارية للشروط التعاقدية " ،و كذلك الفقرة ) (09من نفس المادة التي تنص
على " :تهديد المستهلك بقطع العالقة التعاقدية لمجرد رفض المستهلك الخضوع لشروط تجارية
جديدة غير متكافئة " ،و يلحظ كذلك بالنسبة للشروط التي تضمنها المرسوم التنفيذي رقم
306-06منها الفقرة ) (06التي تنص على " :النص في حالة الخالف مع المستهلك على
تخلي هذا األخير عن اللجوء إلى أية وسيلة طعن ضده " ،فيطرح التساؤل حول مدى إمكانية تقدير
االختالل في مثل هذه البنود و هي بعيدة كل البعد عن النفقات و المصاريف؟ ،مما ينبغي على
المشرع تدارك هذه البنود لتتوافق مع معيار اإلخالل الظاهر بين حقوق و التزامات األطراف .
باإلضافة إلى المعايير التي أتى بها المشرع الفرنسي و تبعه في ذلك مشرعنا نجد المشرع
األلماني كذلك أتى بمعيار اإلجحاف الغير معقول بموجب المادة 09من القانون األلماني المؤرخ
في 09ديسمبر 1976المتعلق بالشروط العامة لألعمال ،الذي يهدف إلى حماية المستهلك في
مواجهة عدم التوازن الناتج عن العقود المكتوبة بإرادة أحد الطرفين ،فعرفت هذه المادة في فقرتها
األولى الشروط التعسفية على أساس اإلجحاف الغير المعقول دون تبيين المقصود به ،لكن في
فقرتها الثانية بينت حالتين يتحقق فيهما اإلجحاف الغير المعقول ،فاألولى لما يكون الشرط متنافيا
مع المبادئ األساسية للنظام القانوني الذي يندرج فيه الشرط ،و الثانية عندما يحد الشرط أو
يقلص من الحقوق و االلتزامات الناشئة عن طبيعة العقد بشكل كبير ،مما يهدد ذلك الهدف
المنتظر من العقد(.)1
30
األسلوب التنظيمي بموجب المرسوم التنفيذي رقم 306-06المحدد للعناصر األساسية للعقود
المبرمة بين األعوان االقتصاديين و المستهلكين و البنود التي تعتبر تعسفية .
- (01األسلوب التشريعي:
يقصد بهذا األسلوب أن يعد المشرع قائمة بالشروط التعسفية مثل ما فعل في
المادة 29من قانون رقم 02-04التي نصت على " :تعتبر بنودا و شروطا تعسفية في العقود
بين المستهلك و البائع ال سيما البنود و الشروط التي تمنح هذا األخير :
- 1أخذ حقوق و/أو امتيازات ال تقابلها حقوق و/أو امتيازات مماثلة معترف بها للمستهلك .
- 2فرض التزامات فورية و نهائية على المستهلك في العقود ،في حين أنه يتعاقد هو بشروط
يحققها متى أراد .
- 3امتالك حق تعديل عناصر العقد األساسية أو مميزات المنتوج المسلم أو الخدمة المقدمة دون
موافقة المستهلك .
- 4التفرد بحق تفسير شرط أو عدة شروط من العقد أو التفرد في اتخاذ قرار البت في مطابقة
العملية التجارية للشروط التعاقدية .
- 5إلزام المستهلك بتنفيذ التزاماته دون أن يلزم نفسه بها .
- 6رفض حق المستهلك في فسخ العقد إذا أخل هو بااللتزام أو عدة التزامات في ذمته .
- 7التفرد بتغيير آجال تسليم منتوج أو آجال تنفيذ خدمة .
- 8تهديد المستهلك بقطع العالقة التعاقدية لمجرد رفض المستهلك الخضوع لشروط تجارية جديدة
غير متكافئة " .
فهذه البنود و الشروط مذكورة على سبيل المثال باستعماله عبارة "ال سيما" ،و هذه القائمة
ملزمة سواء للمتدخلين أو غير المتدخلين في عالقاتهم مع المستهلكين ،كون المشرع
استعمل لفظا عاما "البائع" و لم يحدد المقصود بالبائع إن كان بائع مهني أم عادي أم عرضي ،
ربما رغبة منه في توسيع نطاق حماية المستهلك من الشروط التعسفية ،و تعد كذلك هذه القائمة
ملزمة للقاضي فال يكون له أية سلطة تقديرية بشأن الطابع التعسفي للشروط المتضمنة في المادة
29من قانون رقم .02-04
فيلحظ على هذه القائمة تناولها لشروط تعسفية متعلقة بتكوين العقد ضمن الحالة األولى و
الثانية ،إال أنه يلحظ على الحالة األولى صعوبة تقدير هذه الحقوق و االمتيازات كون المشرع لم
يضع لها معيا ار تقاس به ،كما أن أخذ امتيازات أو حقوق من طرف ال يعني ذلك أن هذه الميزة
31
تعسفية ،فيبدو أن المشرع أراد بإيراده لهذه الحالة إعادة التوازن العقدي للعالقات التعاقدية ،أما
،المتعلقة بتعليق االلتزام على ()1
الحالة الثانية فهي تحيلنا إلى نص المادة 203من القانون المدني
شرط واقف أو فاسخ ،التي تنص على " :يكون االلتزام معلقا إذا كان وجوده أو زواله مترتبا على
أمر مستقبل و ممكن وقوعه " ،فالمشرع لم يرى مانعا من تعليق االلتزام على شرط واقف أو فاسخ
إال أنه اعتبر تعسفيا كل شرط يتحمل بموجبه المستهلك التزامات فورية في حين أن تنفيذ االلتزامات
الملقاة على عاتق المتدخل متروكة لمحض تقديره ،و هذا الحكم يقابله نص المادة 205من
القانون المدني ،التي تنص على أن " :ال يكون االلتزام قائما إذا علق على شرط واقف يجعل
وجود االلتزام متوقفا على محض إرادة الملتزم " .
كما نجد بموجب هذه القائمة شروط و بنود معتبرة تعسفية متعلقة بتنفيذ العقد واردة ضمن
الحاالت الثالثة و الرابعة و الخامسة و السابعة ،فتعد الحالة الثالثة تجسيدا لما جاء بموجب
المادة 106من القانون المدني ،التي تنص " :العقد شريعة المتعاقدين ،فال يجوز نقضه ،و ال
تعديله إال باتفاق الطرفين ،أو لألسباب التي يقررها القانون " ،فتمنع هذه المادة أي تعديل انفرادي
للعقد أو حتى نقضه ،غير أن الفارق بين القاعدة العامة و الحكم الخاص يكمن في اعتبار المشرع
الشرط الذي مضمونه السماح للمتدخل بتعديل عناصر العقد شرطا تعسفيا يعفي المستهلك من
إثبات طابعه التعسفي ،و يكفي إثبات وجود مثل هذا الشرط في العقد .
أما بالنسبة للحالة الرابعة التي تستدعي العودة إلى نص المادة 107من القانون المدني التي
تنص على " :يجب تنفيذ العقد طبقا لما اشتمل عليه و بحسن نية .
و ال يقتصر العقد على إلزام المتعاقد بما ورد فيه فحسب ،بل يتناول أيضا ما هو من مستلزماته
وفقا للقانون و العرف و العدالة ،بحسب طبيعة االلتزام " .
فيلزم المتدخل بحسب هذا النص بتنفيذ االلتزام بحسن نية و يبقى تقدير مدى مطابقة تنفيذ
االلتزام للشروط العقدية متروكا لتقدير القاضي و ليس من صالحيات المتدخل ،و من ثمة فكل
شرط مضمونه احتفاظ هذا األخير بصالحية تحديد مطابقة تنفيذ االلتزام للشروط الواردة في العقد
المبرم مع المستهلك يعد شرطا تعسفيا ،نفس الشأن بالنسبة لتفسير شروط العقد فبالرجوع للقواعد
العامة ال يجوز تفسير عبارات العقد متى كانت واضحة طبقا للمادة 111من القانون المدني و ما
التفسير إال استثناءا عن األصل متى كانت العبارات غامضة و األمر عندها متروك لتقدير القاضي
– المادة 203من القانون رقم 10-05المؤرخ في ، 2005/06/20جريدة رسمية رقم ، 44المؤرخة في 2005/06/26ص ()1
، 24المعدل و المتمم لألمر رقم 58-75المؤرخ في ، 1975/09/16المتضمن القانون المدني ،جريدة رسمية رقم . 78
32
و ليس من صالحيات أحد المتعاقدين ،فيتم تفسير العقد لمصلحة الطرف المذعن طبقا لنص
. المادة 112الفقرة ) (01من القانون المدني
()1
أما عن الحالة الخامسة فهي تتوافق مع مبدأ التنفيذ التقابلي لاللتزامات في العقود الملزمة
لجانبين ،و حق كل طرف في االمتناع عن التنفيذ في حال امتناع الطرف الثاني ،و في هذا
المقام نصت المادة 119من القانون المدني على أنه " :في العقود الملزمة للجانبين إذا لم يوف
أحد المتعاقدين بالتزامه جاز للمتعاقد اآلخر بعد إعذار المدين أن يطالب بتنفيذ العقد أو فسخه ،مع
التعويض في الحالتين إذا اقتضى الحال ذلك " ،كما تنص المادة 123من القانون المدني على :
" في العقود الملزمة للجانبين إذا كانت االلتزامات المتقابلة مستحقة الوفاء جاز لكل من المتعاقدين
أن يمتنع عن تنفيذ التزامه إذا لم يقم المتعاقد اآلخر بتنفيذ ما التزم به " .
فكل شرط يكون مضمونه إلزام المستهلك بتنفيذ التزاماته مهما كانت الظروف و األحوال يكون
مناف لمبادئ العدالة و مخالف لمبدأ القوة الملزمة للعقد و يتعارض مع فكرة تقابل االلتزامات في
العقود الملزمة للجانبين يعد شرطا تعسفيا .
و بالنسبة للحالة السابعة فهي تعد تك ار ار للحالة الثالثة من المادة 29من قانون رقم
، 02-04ذلك أن التفرد بتغيير آجال تسليم المنتوج أو تنفيذ الخدمة يعتبر تعديال للعقد و من ثمة
فهو مشمول بحكم الحالة الثالثة من نص المادة . 29
كما أشارت المادة 29إلى شرطين تعسفين يتعلقان بانحالل العقد األول وارد ضمن الحالة
السادسة ،فالمشرع اعتبر الشرط الوارد في هذه الحالة تعسفي متى كان مضمونه عدم تمكين
المستهلك من حق فسخ العقد ،و يقابل ذلك حق المتدخل في فسخ العقد إذا أخل المستهلك بالتزامه
،أما بالنسبة للحالة الثامنة التي قضى فيها المشرع بالطابع التعسفي عند قطع العالقة التعاقدية
بمجرد امتناع المستهلك عن الخضوع لشروط تجارية جديدة غير متكافئة ،لكن تط أر صعوبة حول
كيفية تقدير الطابع التكافؤي للشروط التجارية الجديدة ،فالمشرع لم يضع معيا ار يمكن االعتماد
عليه لتحديد معنى التكافؤ و أدوات حسابه مما يترك للقضاء السلطة في تقدير ذلك .
و إلى جانب الشروط التعسفية الثمانية المحددة بموجب المادة 29من قانون رقم
02-04فإن المشرع اعتمد كذلك عند تعيين الشروط التعسفية على األسلوب التنظيمي بموجب
المرسوم التنفيذي رقم 306-06المحدد للعناصر األساسية للعقود المبرمة بين األعوان
االقتصاديين و المستهلكين و البنود التي تعتبر تعسفية ،و هذا ما سنتناوله في النقطة الموالية .
-فياللي علي " ،االلتزامات ،النظرية ، " ...المرجع السابق ،ص . 393 ، 384 ()1
33
-(02األسلوب التنظيمي :
يقصد به تدخل التنظيم إلعداد قائمة بالشروط التعسفية ،فتطبيقا للمادة 30من قانون رقم
02-04التي نصت على " :بهدف حماية مصالح المستهلك و حقوقه ،يمكن تحديد العناصر
األساسية للعقود عن طريق التنظيم ،و كذا منع العمل في مختلف أنواع العقود ،ببعض الشروط
التي تعتبر تعسفية ".
أما من حيث البنود التعسفية فقد حددتها المادة 05من نفس المرسوم التنفيذي رقم
306-06باثني عشر ) (12شرطا تعسفيا بقولها " :تعتبر تعسفية البنود التي يقوم من خاللها
العون االقتصادي بما يأتي :
-تقليص العناصر األساسية للعقود المذكورة في المادة 2و 3أعاله ،
-االحتفاظ بحق تعديل العقد أو فسخه بصفة منفردة ،بدون تعويض للمستهلك ،
-عدم السماح للمستهلك في حالة القوة القاهرة بفسخ العقد ،إال بمقابل دفع تعويض ،
-التخلي عن مسؤوليته بصفة منفردة ،بدون تعويض المستهلك في حالة عدم التنفيذ الكلي أو
الجزئي أو التنفيذ غير الصحيح لواجباته ،
-النص في حالة الخالف مع المستهلك على تخلي هذا األخير عن اللجوء إلى أية وسيلة طعن
ضده ،
-فرض بنود لم يكن المستهلك على علم بها قبل إبرام العقد ،
-االحتفاظ بالمبالغ المدفوعة من طرف المستهلك في حالة ما إذا امتنع هذا األخير عن تنفيذ العقد
أو قام بفسخه دون إعطائه الحق في التعويض في حالة ما إذا تخلى العون االقتصادي هو بنفسه
عن تنفيذ العقد أو قام بفسخه ،
-تحديد مبلغ التعويض الواجب دفعه من طرف المستهلك الذي ال يقوم بتنفيذ واجباته ،دون أن
يحدد مقابل ذلك تعويضا يدفعه العون االقتصادي الذي ال يقوم بتنفيذ واجباته ،
-فرض واجبات إضافية غير مبررة على المستهلك ،
-االحتفاظ بحق إجبار المستهلك على تعويض المصاريف و األتعاب المستحقة بغرض التنفيذ
اإلجباري للعقد دون أن يمنحه نفس الحق ،
-يعفي نفسه من الواجبات المترتبة عن ممارسة نشاطاته ،
-يحمل المستهلك عبء الواجبات التي تعتبر من مسؤوليته " .
34
فهذه الشروط المحددة في هذا المرسوم منها ما يتعلق بتكوين العقد و المتمثلة في الشرطين
الواردين ضمن الفقرتين الثانية و السابعة ،فبالنسبة لألولى التي اعتبرت البنود التي يقوم من
خاللها المتدخل بتقليص العناصر األساسية للعقود .
و بحسب المادة 02من المرسوم التنفيذي رقم 306-06التي نصت على أن األمر يتعلق
باإلعالم المسبق للمستهلك و نزاهة و شفافية العمليات التجارية و كذا الضمان و الخدمة ما بعد
البيع ،فنصت على " :العناصر المرتبطة بالحقوق الجوهرية للمستهلك و التي تتعلق باإلعالم
المسبق للمستهلك و نزاهة و شفافية العمليات التجارية و أمن و مطابقة السلع و/أو الخدمات و كذا
الضمان و الخدمة ما بعد البيع " .
كما حددت المادة 03من هذا المرسوم مما تتعلق العناصر األساسية" :
-خصوصيات السلع و/أو الخدمات و طبيعتها ،
-األسعار و التعريفات ،
-كيفيات الدفع ،
-شروط التسليم و آجاله ،
-عقوبات التأخير عن الدفع و/أو الخدمات ،
-شروط تعديل البنود التعاقدية ،
-شروط تسوية النزاعات ،
-إجراءات فسخ العقد " .
فالتصريح بالطابع التعسفي لهذا الشرط يرمي إلى توفير حماية شاملة و متكاملة للمستهلك و
يكمل ما جاء به قانون رقم 03-09المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ،خاصة عند تقريره
إللزامية النظافة و النظافة الصحية للمواد الغذائية و سالمتها ،إلزامية أمن المنتوجات ،إلزامية
مطابقة المنتوجات ،إلزامية الضمان و الخدمة ما بعد البيع ،إلزامية إعالم المستهلك .
أما بالنسبة للحالة الواردة في الفقرة السابعة التي تجعل فرض بنود لم يكن المستهلك على
علم بها ،فنجد مثل هذا الحكم في القواعد العامة التي تحرم خضوع المتعاقد لشروط و آثار لم تتجه
إرادته الصريحة أو الضمنية إلى تحملها ،فالعقد ال يصبح ملزم ألحد الطرفين متى كانت إرادة هذا
األخير معيبة فضال على أن تكون منعدمة .
و منها الشروط التعسفية المتعلقة بآثار العقد ورادة ضمن الفقرات الثالثة ،الخامسة ،
الثامنة ،التاسعة ،العاشرة ،الحادي عشر ،الثانية عشر ،الثالثة عشر.
35
فبالنسبة للفقرة الثالثة يعتبر تعسفيا الشرط الذي مضمونه احتفاظ المتدخل بحق تعديل العقد
مقيدا بعدم دفع تعويض ،فيفهم منه أن الشرط المتعلق بتعديل العقد ال يعتبر تعسفيا إذا ما تم دفع
تعويض للمستهلك .
أما الفقرة الخامسة التي تنص على تخلي المتدخل عن مسؤوليته بصفة منفردة ،و الهدف
الذي أدى بالمشرع إلى جعل مثل هذا الشرط تعسفي هو تخلي المتدخل عن مسؤوليته و عدم دفع
التعويض للمستهلك ،كما أن هذا التخلي االنفرادي يتنافى مع مبدأ العقد شريعة المتعاقدين الوارد
في المادة 106من القانون المدني .
كما يلحظ على الفقرة الثامنة التي اعتمد المشرع فيها على غياب المقابل للتصريح بالطابع
التعسفي لهذا الشرط ،مما يؤدي إلى اإلخالل بالتوازن العقدي ،و طبقا لهذا النص ال يكون هذا
الشرط تعسفيا متى منح للمستهلك نفس الحق الممنوح للمتدخل و هو إمكانية االحتفاظ بالمبالغ
المدفوعة من قبل المتدخل مقدما متى امتنع هذا األخير عن تنفيذ العقد أو قام بفسخه .
أما الفقرة التاسعة التي تجعل من تحديد مبلغ التعويض الواجب دفعه من قبل المستهلك دون
تحديد المبلغ الواجب دفعه من قبل المتدخل ،و إن كان من الممكن طبقا للقواعد العامة تحديد مبلغ
" يجوز التعويض مسبقا طبقا لنص المادة 183من القانون المدني التي تنص على :
للمتعاقدين أن يحددا مقدما قيمة التعويض بالنص عليها في العقد ،أو في اتفاق الحق ،و تطبق
في هذه الحالة أحكام المواد 176إلى ، " 181و باإلسقاط على القواعد الخاصة يجوز ذلك
شريطة أن يعترف للمستهلك بدفع تعويض عند عدم تنفيذ واجباته التعاقدية و إال عد هذا الشرط
شرطا تعسفيا طالما لم يعترف بنفس الحق له في حال امتناع المتدخل عن تنفيذ واجباته .
و بالنسبة للفقرة العاشرة الذي يدور فحوى هذا الشرط التعسفي حول فرض واجبات
إضافية على عاتق المستهلك و هذا يتنافى و القواعد العامة التي تقضي بعدم تحميل أي طرف لم
تتجه إرادته الحرة إلى تحملها ،كما أن المشرع ربط الطابع التعسفي للشرط الذي مضمونه إضافة
واجبات جديدة غير مبررة ،مما يعني أن الواجبات الجديدة إن كانت مبررة فإن الطابع التعسفي
لشرط إضافة هذه الواجبات يزول بثبوت مبررات إدراجها ضمن العقد ،فاكتفى المشرع بضرورة
تبرير هذه اإلضافة فقط معتب ار إياها كأداة لتحقيق التوازن العقدي .
كما نصت الفقرة الحادية عشر على احتفاظ المتدخل بحق إجبار المستهلك على تعويض
المصاريف و األتعاب في إطار التنفيذ الجبري للعقد دون منحه نفس الحق ،فالمشرع اعتبره تعسفيا
كونه يؤدي إلى إجبار المستهلك على دفع مصاريف و أتعاب مترتبة عن التنفيذ الجبري للعقد دون
36
أن يكون للمستهلك نفس الحق ففي الحالة التي يكون لهذا األخير نفس الحق يزول الطابع التعسفي
لهذا الشرط ،فأراد المشرع بذلك إعادة التوازن العقدي .
أما الفقرة الثانية عشر و الفقرة الثالثة عشر فهما تشتركان في تنظيم ذات الموضوع لكن
من زاويتين مختلفتين ،فاألولى تتعلق بإعفاء المتدخل من التزاماته و الثانية تتعلق بتحميل
المستهلك اللتزامات تقع في األصل على المتدخل ،لكن المشرع كان غامضا عند صياغته للفقرة
الثانية عشر بحيث أشار إلى الطابع التعسفي للشرط الذي مضمونه إعفاء العون االقتصادي من
الواجبات المترتبة على ممارسة نشاطاته دون أن يحدد المقصود بالواجبات التي قد تترتب على
ممارسة النشاط فكان األولى به أن يحددها .
أما بالنسبة للفقرة الثالثة عشر فقد أشار إلى تعسفية الشرط الذي مضمونه تحميل المستهلك
عبء الواجبات التي تعتبر من مسؤولية المتدخل بصفة عامة دون تحديده لمبررات قيام مسؤولية
هذا األخير ،فقد يتعلق األمر مثال بتحميل المستهلك نفقات الخدمة ما بعد البيع و التي تعد في
األصل من االلتزامات الملقاة على عاتق المتدخل بقوة القانون .
فهذين الشرطين الواردين في الفقرتين السابقتين يحمالن الربح للمتدخل فالشرط الوارد في
الفقرة 12يسمح للمتدخل بالتخلص من تبعات ممارسة نشاطه و في هذا ربح محض له و خسارة
للمستهلك ،أما الشرط الوارد في الفقرة 13فإنه يتضمن هو اآلخر ربح للمتدخل و خسارة مطلقة
للمستهلك .
كما أتى المرسوم التنفيذي رقم ، 306-06بشروط متعلقة بانحالل العقد في فقرة وحيدة و
هي الواردة ضمن الفقرة الرابعة من المادة 05من هذا المرسوم و المتمثل هذا الشرط في عدم
السماح للمستهلك في حالة القوة القاهرة بفسخ العقد ،إال مقابل دفع تعويض فهذا الشرط يختلف عن
الشرط التعسفي الوارد ضمن الفقرة السابعة من المادة 29من قانون رقم ، 02-04بحيث يعتبر
الشرط تعسفيا إذا حرم فيه المستهلك من فسخ العقد نتيجة إخالل العون االقتصادي بالتزام أو عدة
التزامات في ذمته ،كما حددت الفقرة الرابعة من المادة 05من المرسوم التنفيذي التي قرنت
الطابع التعسفي للشرط الوارد فيها بتعويض يلزم المستهلك بدفعه للمتدخل حتى يتسنى له ممارسة
حقه في الفسخ تبعا لقوة قاهرة وقعت .
و مثل هذا الشرط القاضي بتعطيل حق المستهلك في فسخ العقد إال بدفع تعويض ،يتنافى
و القواعد العامة التي تجعل العقد منفسخا متى وقعت قوة قاهرة جعلت تنفيذه مستحيال إذ تنص
37
المادة 121من القانون المدني على أنه " :في العقود الملزمة للجانبين ،إذا انقضى التزام بسبب
استحالة تنفيذه انقضت معه االلتزامات المقابلة له ،و ينفسخ العقد بحكم القانون " .
كما تضمن هذا المرسوم التنفيذي في الفقرة السادسة منه الشروط التعسفية المتعلقة
بممارسة الحقوق القضائية ،لما يقوم المتدخل بالنص في حالة خالف مع المستهلك على تخلي هذا
األخير عن اللجوء ألية وسيلة طعن ضده ،فيتعلق الطابع التعسفي للشرط الذي مضمونه حرمان
المستهلك م ن استعمال حق التقاضي كحق مشروع ال يمكن ألي اتفاق مهما كان أن يتجاوزه .
فأخذ المشرع بنظام القوائم السوداء ألنه اعتبر الشروط المذكورة في هذه القائمة شروطا
تعسفية ممنوعة بقوة القانون ملزمة للمتدخلين في عالقاتهم بالمستهلكين ،و ملزمة للقاضي ،
. دون تحميل المستهلك عبء إثباتها
()1
كما أنشأ بموجب المادة 06من هذا المرسوم التنفيذي ،لجنة البنود التعسفية ذات طابع
استشاري التي تعمل على مراقبة العقود إن كانت متضمنة لشروط تعسفية ،مما يعزز ذلك حماية
. ()2
للمستهلك في مجال الشروط التعسفية
مما ينبغي التطرق لتحديد القيمة القانونية للقوائم المحددة للشروط التعسفية في كل من
قانون رقم 02-04و المرسوم التنفيذي رقم . 306-06
لقد قسم المشرع األلماني الشروط التعسفية إلى قسمين محاوال التوفيق ما بين البطالن بقوة
القانون أي دون االعتراف بأي سلطة تقديرية للقاضي فيما يخص بعض الشروط المسماة شروط
سوداء ،و ما بين سلطة رقابية للقضاء على طائفة من الشروط المسماة بالشروط الرمادية ،و التي
ن)(3
. أجاز للقاضي استبعادها إذا كانت تتالءم مع المعايير التي حددها القانو
و يبدو أن المشرع اتبع أسلوب المشرع األلماني في شقه األول ،حيث نص في المادة 29
من قانون رقم ، 02-04على 08شروط اعتبرها تعسفية دون اعتماده على الشق الثاني من
أسلوب المشرع األلماني ،نظ ار لعدم إيراده لقائمة بالشروط التي يفترض أنها تعسفية و إنما اعتبر
كل الشروط الواردة في القانون أو في المرسوم التنفيذي شروطا تعسفية بقوة القانون ،فيكون بذلك
قد أخذ من المشرع األلماني فكرة القائمة السوداء ،و أخذ من القانون الفرنسي فكرة عدم حصر
-بودالي محمد " ،الشروط التعسفية في العقود ، " ...المرجع السابق ،ص . 99-98 ()1
-أنظر الفصل الثالث من المرسوم التنفيذي رقم ، 306-06المحدد للعناصر األساسية للعقود المبرمة بين األعوان االقتصاديين ()2
و المستهلكين و البنود التي تعتبر تعسفية ،جريدة رسمية رقم ، 56ص . 19-18
-بودالي محمد " ،الشروط التعسفية في العقود ، " ...المرجع السابق ،ص . 20-19 )(3
38
الشروط التعسفية فيما هو مذكور في القانون ،كما أنه وحد بين تلك التي جاء بها القانون رقم
02-04المتعلق بتحديد القواعد المطبقة على الممارسات التجارية ،و بين تلك التي جاء بها
المرسوم التنفيذي رقم 306-06المحدد للعناصر األساسية للعقود المبرمة بين األعوان
االقتصاديين و المستهلكين و البنود التي تعتبر تعسفية .
و لم يكتفي المشرع بتحديد قوائم بالشروط التعسفية و إنما وضع سبال يمكن من خاللها الحد
من هذه الشروط التعسفية ،و هذا ما سنتناوله في النقطة الموالية .
فيشترط طبقا للمادة 98الفقرة ) (01من القانون المدني أن يكون السبب موجودا
و إال عد العقد باطال كون ترابط االلتزامات المتقابلة طبقا للقواعد العامة ،أما بالنسبة للشرط الثاني
فيشترط أن يكون السبب مشروعا أي أن ال يخالف النظام العام و اآلداب طبقا للمادة 97من
القانون المدني .
و ألن النظرية الحديثة ال تخدم الشروط التعسفية كونها ال تأخذ بعين االعتبار إال البواعث
التي دفعت الشخص إلى االلتزام ،و ألن الشخص الملتزم يكون له دائما باعث فهذا يجعل هذه
-فياللي علي " ،االلتزامات ، " ...المرجع السابق ،ص . 246 ()1
39
النظرية ال تتماشى مع فكرة غياب أو انعدام السبب التي يمكن االعتماد عليها في مواجهة الشروط
التعسفية و من ثمة لن يتم التطرق لها .
و لالستناد على نظرية السبب من أجل إعادة التوازن العقدي بإبعاد الشروط التعسفية
يستدعي التسليم بفكرة انعدام السبب التي تجد أساسها في النظرية التقليدية للسبب ،فهذه األخيرة
تسلم بأن التزام كل طرف هو سبب التزام الطرف اآلخر ،مع أخذها بعين االعتبار المقابل الذي
يحصل عليه كل شخص يتحمل هذا االلتزام ،فعدم وجود محل لاللتزام المقابل يعني عدم وجود
السبب مما يؤدي ذلك إلبطال العقد ،و باإلسقاط على الشروط التعسفية التي غالبا ما يضع أحد
األطراف على عاتق الطرف اآلخر التزاما ال يكون له مقابل و من ثمة يمكن القول ببطالن االلتزام
. لغياب السبب
)(1
و لكن يعاب على هذه النظرية أنه من الصعب االستناد عليها الستبعاد الشروط التعسفية
كونها ال تخدم مصالح المستهلك للحد من هذه الشروط ،ألن غياب السبب ال يكون موجودا في
الغالب في العالقات بين المتدخلين و المستهلكين و إنما الغالب على هذه العالقة هو عدم التساوي
في االلتزامات المتبادلة ،فهذا االختالل ال ينتج عن مجرد انعدام التكافؤ االقتصادي في األداءات
المتبادلة ،بل يجب أن يكون هناك انعدام حقيقي للمقابل الذي يلتزم به كال الطرفين ،فإعمال هذه
النظرية في مجال الشروط التعسفية يؤدي إلى بطالن العقد كله ،و من ثمة ال تعد سالحا فعاال
لمحاربة هذه الشروط ،مما ال يحقق التوازن العقدي فال يخدم ذلك مصلحة المستهلك الذي يهتم
،فينبغي البحث عن بديل لهذه النظرية . )(2
ببقاء العقد و بطالن الشرط وحده
-بودالي محمد " ،الشروط التعسفية في العقود ، " ...المرجع السابق ،ص . 56 )(2
40
من فائدة بموجب العقد أو مع التزامات المتعاقد اآلخر ،و تبين أن المتعاقد المغبون لم يبرم العقد إال
ألن المتعاقد اآلخر قد استغل فيه طيشا بينا أو هوى جامحا ،جاز للقاضي بناء على طلب المتعاقد
المغبون ،أن يبطل العقد أو أن ينقص التزامات هذا المتعاقد. "...
فيظهر من هذا النص اعتناق المشرع للنظرية المادية للغبن ،الذي يقصد به عدم التعادل أو
عدم التوازن بين األداءات المتقابلة التي يرتبها العقد ،فال ينظر بشأن الغبن إال إلى الجانب المادي
. فقط من حيث اختالل التوازن بين قيمة ما يلتزم به كل من المتعاقدين
)(1
و لكن المشرع لم يأخذ بها على إطالقها بل أقرها في بعض العقود دون أخذه بعين االعتبار
للناحية الشخصية ،و هي على سبيل الحصر:
-حالة بيع العقار بغبن يزيد عن الخمس طبقا للمواد 360-358من القانون المدني.
-حالة غبن الشريك في القسمة طبقا للمادة 732من القانون المدني.
-حالة الغبن في الوكالة بأجر طبقا للمادة 581من القانون المدني.
كما أسس الغبن من جهة أخرى على النظرية الشخصية التي تنظر لظروف العقد ،مما
،ففي الغبن يتم النظر إلى الجانب المادي فقط المتمثل في اختالل )(2
يؤدي إلى إبطال هذا األخير
التوازن بين ما يلتزم به كل من المتعاقدين ،بينما في االستغالل فال يتم الوقوف عند الجانب
المادي فقط بل ينظر فضال لذلك للجانب النفسي ،أي استغالل أحد المتعاقدين للضعف النفسي
للمتعاقد اآلخر المغبون بهدف حصوله على مزايا ال تقابلها منفعة لهذا األخير ،سواء كان في حالة
الطيش البين أو الهوى الجامح الذي يكون المتعاقد يتصف به بغرض دفعه إلى التعاقد ،بحيث
،فيشترط في )(3
يتحمل بموجب ذلك التزامات ال توافق العوض المقدم أو من دون عوض حتى
االستغالل توافر عنصرين و هما :
-فياللي علي " ،االلتزامات ، " ...المرجع السابق ،ص . 199 )(1
-فياللي علي " ،االلتزامات ، " ...مرجع سابق ،ص . 203 )(3
41
نسبة األداءات تاركا أمر تقدير هذه النسبة للسلطة التقديرية للقاضي ،فتكون العبرة عند تقدير هذا
)(1
االختالل بقيمة الشيء وقت التعاقد أي القيمة التي كان مستعدا لدفعها لحصوله على محل العقد.
فال يمكن االستناد لنظرية الغبن االستغاللي كونها ال توفر حماية من الشروط التعسفية
فتثقل كاهل المستهلكين فيما يخص مصاريف رفع دعوى اإلبطال أو دعوى اإلنقاص ،و صعوبة
-السعدي محمد صبري " ،الواضح في شرح القانون المدني الجزائري " ،الطبعة الرابعة ،دار الهدى ،الجزائر ، 2008 ،ص )(2
. 201-200
-أحمد يحياوي سليمة ،مرجع سابق ،ص . 20 )(3
42
اإلثبات أيضا ،كما تخدم هذه النظرية الشروط ذات الطابع المالي دون األنواع األخرى من الشروط
)(1
التعسفية.
فبعد عجز هذه النظرية عن اإلتيان بالحماية ينبغي التطرق لمبدأ حسن النية و تبيين
كيفية تحقيقه للتوازن العقدي .
-بودالي محمد " ،الشروط التعسفية في العقود ، " ...المرجع السابق ،ص . 51-50 )(1
-عبد المنعم موسى إبراهيم " ،حسن النية في العقود ،دراسة مقارنة " ،منشورات زين الحقوقية ،لبنان ، 2006 ،ص . 03 )(2
-فياللي علي " ،االلتزامات ، " ...المرجع السابق ،ص . 370-369 )(3
43
هكذا يتبين لنا أن المبادئ العامة التي جاء بها المشرع في ظل القانون المدني ،تبقى عاجزة
عن توفير حماية فعالة للطرف الضعيف ضد اختالالت التوازن الناتجة عن إدراج الشروط التعسفية
فيبقى مجال الحماية من هذه األخيرة في ظل القواعد العامة منحص ار في عقود اإلذعان فقط .
-بودالي محمد " ،حماية المستهلك في القانون ، " ...المرجع السابق ،ص . 238 ()1
44
-إحداث خلل في التوازن بين األطراف :
يجب الستفادة المستهلك من الحماية أن يكون ضعيفا أمام هذه الشروط فال يبقى أمامه إال
التسليم لها ،فيؤدي ذلك لخلق عدم توازن بين حقوق و التزامات األطراف نتيجة لالحتكار المتدخل
للسلع و الخدمات احتكار قانوني أو فعلي ،مما يسمح له بتخفيف االلتزامات الملقاة عليه مقابل
إثقال كاهل المستهلك بالتزامات ال تخدم مصالحه).(1
و نظ ار لعدم تطرق قانون رقم 02-04لتحديد جزاء مدني خاص للحد من هذه الشروط مما
يؤدي ذلك لضرورة العودة لقواعد القانون المدني باعتباره الشريعة العامة .
45
110هي سلطة جوازية و ليست وجوبية ،فيستطيع قاضي الموضوع أن يستعمل الرخصة المخولة
من المشرع بالرغم من وجود شروط تعسفية في عقد االستهالك .
فطبقا لهذا النص يمكن تسجيل بعض المالحظات حول هذه المادة :
– 01إن نص المادة 110من القانون المدني جاء عاما يسري على جميع العقود التي تتم بطريق
اإلذعان بما فيها العقود التي تتم بين المستهلك و المتدخل .
– 02إن نص المادة 110من القانون المدني يعتبر من النظام العام و ال يجوز في أي حال
االتفاق على ما يخالف ما جاء به هذا النص .
– 03إن تطبيق نص المادة 110من القانون المدني يؤدي إلى خدمة مصالح المستهلك كونه
يعدل من هذا الشرط التعسفي بما يخفف من طابعه ،أو إعفاء الطرف المذعن منه صراحة مما
يؤدي إلى اعتباره كأنه لم يكن في مواجهة المستهلك .
فبموجب هذه المادة ينبغي التطرق لصور تدخل القاضي في عقود االستهالك التي
تتصف باإلذعان:
و القاضي عند تدخله لتعديل الشروط التعسفية ،يبقي عليها و ال يمسها إال بالتعديل و
: بالوسيلة التي يراها مناسبة و المتمثلة في
()2
-بودالي محمد " ،الشروط التعسفية في العقود ، " ...المرجع السابق ،ص . 59 ()1
46
-قد تكون هذه الشروط متصلة بالمقابل الذي يفرضه على الطرف المذعن مقابل الخدمة أو الثمن
في عقد االستهالك فتعد شروطا جوهرية في العقد ،مما يتعذر اإلعفاء منها دون المساس بالعملية
التعاقدية فيجعل من التعديل الوسيلة األنسب لرفع اإلجحاف عن المتعاقد المذعن .
-و قد يتعلق التعديل باإلنقاص ،فيزيل بذلك المظهر التعسفي للشرط مما يحقق ذلك التوازن بين
األداءات المتبادلة في العقد .
على أن ما يسهل مهمة القاضي في تقدير الشروط التعسفية هو القائمة التي جاء بها القانون
رقم 02-04ضمن مادته 29التي احتوت على ثمانية شروط اعتبرها المشرع تعسفية ،يضاف
لها اثنى عشر شرطا تعسفي جاءت بهم المادة 05من المرسوم التنفيذي رقم 306-06فيبقى
أمام القاضي إال الحكم بتعديلها متى تحققت إمكانية لذلك ،و في ما عدا هذه الشروط يبقى
للقاضي مطلق الصالحية في تقدير الطابع التعسفي ألي شرط آخر بشرط مراعاة ما جاءت به
الفقرتين ) (05و ) (07من المادة 03من قانون رقم 02-04المتعلقتين بضرورة ورود الشرط
ضمن عقد االستهالك ،و أن يؤدي إلى إخالل ظاهر بالتوازن بين حقوق و واجبات أطراف العقد ،
و لن يتسنى للقاضي تعديل هذه الشروط إال بناءا على طلب الطرف المذعن عمال بمبدأ حياد
. القاضي المدني
()1
-بودالي محمد " ،الشروط التعسفية في العقود " ...المرجع السابق ،ص . 59 ()1
47
– سلطة القاضي في تفسير العبارات الغامضة لمصلحة المستهلك :
يملك القاضي الحق في تفسير العبارات الغامضة لمصلحة الطرف المذعن بموجب المادة
111من القانون المدني ،التي تنص على " :إذا كانت عبارة العقد واضحة فال يجوز االنحراف
عنها عن طريق تأويلها للتعرف على إرادة المتعاقدين ،أما إذا كان هناك محل لتأويل العقد ،
فيجب البحث عن النية المشتركة للمتعاقدين دون الوقوف عند المعنى الحرفي لأللفاظ ،مع
االستهداء في ذلك بطبيعة التعامل ،و بما ينبغي أن يتوافر من أمانة و ثقة بين المتعاقدين ،و فقا
للعرف الجاري في المعامالت " .
كما نصت المادة 112من القانون المدني ،على أنه " :يؤول الشك في مصلحة المدين
غير أنه ال يجوز أن يكون تأويل العبارات الغامضة في عقود اإلذعان ضا ار بمصلحة الطرف
المذعن " .
فطبقا لهذه النصوص هناك ثالث حاالت للعبارات الواردة في العقد يمكن للقاضي تفسيرها :
-حالة وضوح عبارات العقد ،فال يجوز االنحراف عن هذه العبارة عن طريق التفسير.
-حالة غموض عبارات العقد ،يستدعي األمر هنا اللجوء إلى التفسير بالبحث عن النية المشتركة
للمتعاقدين و عدم الوقوف عند المعنى الحرفي لأللفاظ ،فيستعين القاضي هنا عند تفسيره لها ،
بطبيعة التعامل و األمانة و الثقة و العرف المتعامل به.
-حالة الشك في التعرف عن القصد المشترك للمتعاقدين ،هنا يفسر الشك لمصلحة المدين
مع عدم اإلضرار بمصلحة الطرف المذعن في عقود اإلذعان عند التفسير(.)1
ففي عقد االستهالك الذي يتصف باإلذعان ينفرد المتدخل باعتباره طرف قوي بوضع شروط
العقد و إمالء إرادته على الطرف الضعيف بحيث هذه الشروط تحتمل أكثر من معنى ،و بالنسبة
للشروط التعسفية ما يهمنا هو غموض عبارات العقد ،كون المتدخل يعمد لوضع شروط تغلب
عليها إرادته ،فيجد المستهلك نفسه أمام شروط ال يلم بها و تحمل أكثر من تأويل فمنح المشرع
لهذا الطرف المذعن ضمانة بموجب المادة 112الفقرة ) (02من القانون المدني متمثلة في عدم
اإلضرار بمصلحة الطرف المذعن عند تفسير العبارات الغامضة .
و من أجل ذلك يتحمل المتدخل تبعة تعنته عند عدم تبيينه مثال في وصل الضمان االتفاقي
لألداءات التي يلتزم بها هل هو إصالح المنتوج أو استبداله أو رده ،فال يصح استفادته من
-فياللي علي " ،االلتزامات ، " ...المرجع السابق ،ص . 394-383 ()1
48
غموض هذه الشروط على حساب مصلحة المستهلك فيكون ملزما بإيضاح شروط العقد).(1
و بالرجوع لقانون رقم 02-04الذي لم ينص على إمكانية تدخل القاضي للحد من الشروط
،بينما اكتفى في المادة 30 التعسفية ،و ال على تأويل العقد في حالة وجود عبارات غامضة
)(2
من هذا القانون على النص ..." :و كذا منع العمل في مختلف أنواع العقود ،ببعض الشروط التي
تعتبر تعسفية " ،مما يفهم أنه أجاز الحذف المادي لهذه الشروط من نماذج العقود التي ستبرم بين
المستهلكين و المتدخلين ،فأراد المشرع من وراء ذلك منع العمل بالشروط ذات الطابع التعسفي فقط
و ليس بشروط العقد كلها كونها ال تعد تعسفية ،و من ثمة يبقى العقد قائما فيستفيد بذلك المستهلك
. من السلعة أو الخدمة المقدمة
)(3
و لكن يعاب على المشرع بموجب هذا القانون حصره لنطاق الحماية من الشروط التعسفية
في عقود اإلذعان فقط بينما ال يعني أن كل عقود اإلذعان تتضمن بالضرورة شروط تعسفية كما
أنه قد يتم التعاقد في ظل اختالل التوازن بين االلتزامات مع غياب االحتكار و في ظل إمكانية
مناقشة بنود العقد ،لكن عدم خبرة المستهلك ال تمكنه من مناقشة بنود العقد و ال تقدير عواقب هذا
التعاقد فيؤدي ذلك إلى تضمين المتدخل للشروط مجحفة في عقد االستهالك ،مما ينبغي حماية
المستهلكين من الشروط التعسفية مهما كان شكل العقد ،كما أن القاضي ال يملك الصالحية
إلبطال الشرط التعسفي بل اإلعفاء منه فقط مما ال يعد حماية فعالة للمستهلك ،و ال يقتصر التزام
المتدخل بعدم تضمين عقد االستهالك لشروط تعسفية ،بل يقع عليه العديد من االلتزامات المحددة
في قانون حماية المستهلك و قمع الغش .
-بودالي محمد " ،حماية المستهلك ، " ...المرجع السابق ،ص . 246،262 )(1
-بودالي محمد " ،الشروط التعسفية في العقود ، " ...المرجع السابق ،ص . 102 )(2
49
التزامات بغية تمكينه من االستعمال العادي للمنتوج للوقاية من المخاطر التي قد تنتج عنها
)المطلب الثاني( .
-مركب حفيرة " ،الحماية التشريعية للمستهلك في جودة المنتوج و الخدمة " ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير ،كلية الحقوق ()1
50
و على خالف ما جاء به مشرعنا نص المشرع الفرنسي بموجب المادة L 221-1من قانون
،على جعل االلتزام بالسالمة لكل األشخاص اللذين قد يتعرضوا لضرر بفعل )(1
االستهالك الفرنسي
المنتوجات المعروضة في السوق ،و لكنه توافق معه حول معيار تقدير السالمة الذي يكون بالنظر
إلى الرغبات المشروعة للمستهلك).(2
فينبغي التمييز بين االلتزام العام بالسالمة الذي أقره المشرع على عاتق المتدخل لحماية
المستهلك باعتباره طرف ضعيف ،كما يمتد تطبيقه إلى مستعملي المنتوج عن طريق المستهلك
أيضا ،عند استفادتهم من السلع و الخدمات التي يمكن أن تحدث لهم أض ار ار فيما يتعلق بصحتهم
،أما االلتزام التعاقدي بالسالمة فيتعلق فقط بتعويض األضرار الناتجة عن السلعة أو )(3
و سالمتهم
. الخدمة بشرط تحلي المستهلك بصفة المتعاقد هنا لكي يستفيد من هذه الحماية
)(4
و لكن عند إلقاء المشرع لاللتزام بالسالمة على عاتق المتدخل لم يشترط وجود عقد بينه و
، بين المستهلك فطبيعة االلتزام بالسالمة هي التزام بتحقيق نتيجة ملقى على عاتق المتدخل وحده
)(5
و هذا ما أكد عليه عند تعريفه لسالمة المنتوجات في المادة 03الفقرة ( )07من قانون رقم
.(6)03-09
فالمتدخل يعد ملزما بتحقيق السالمة للمستهلك سواء كان عالما بالعيب أم ال ،فال
،فمن أجل وفاءه بالتزامه بالسالمة كالتزام بتحقيق يمكن له نفي المسؤولية بإثباته للسبب األجنبي
)(7
نتيجة ينبغي عليه أن يتوقع كل الحوادث و المخاطر ،مع ضرورة أخذه لالحتياطات الالزمة لجعل
)(1
- L221-1 code de consommation français ، " Les produits et les services doivent dans des
conditions normales d’utilisation ou dans d’autres conditions raisonnablement prévisibles par le
professionnel présenter la sécurité à la quelle on peut légitimement s’attendre et ne pas porter
atteinte à la santé des personnes " ، www.Légifrance.gouv.com .
-بودالي محمد " ،مسؤولية المنتج عن منتوجاته المعيبة " ،الطبعة األولى ،دار الفجر للنشر و التوزيع ، 2005 ،ص .106 )(2
– جاليلية دليلة " ،القواعد المرتبطة بحماية صحة و أمن و مصالح المستهلك " ،مداخلة في الملتقى الوطني الخامس )(3
"الحماية القانونية للمستهلك " ،يومي 17-16ماي ، 2012جامعة المدية ،ص . 08
– جرعود الياقوت " ،عقد البيع و حماية المستهلك ، " ...المرجع السابق ،ص . 37 )(4
– علي سيد حسن " ،االلتزام بالسالمة في عقد البيع " ،دار النهضة العربية ،القاهرة ، 1990 ،ص . 112 )(5
-جواهرة عبد الكريم " ،االلتزام بالسالمة في عقد البيع " ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير ،كلية الحقوق بن عكنون 2003 ، )(6
ص . 37
– جابر محجوب علي " ،ضمان سالمة المستهلك من األضرار الناشئة عن عيوب المنتوجات الصناعية المعيبة " ،القسم ، 01 )(7
51
،مما ينبغي عليه عرض بيع ،تقديم خدمة ، )(1
ار جسدية للمستهلك
المنتوج آمنا لكي ال يولد أضر ا
أخطار للمستهلك ،فيجب
ا و سواء كانت المنتوجات أآلالت أو مواد أو عروض ،يمكن أن تحمل
عليه جعلها متوافقة مع معايير السالمة المحددة قانونا و دون أن تنطوي على أي خطر يمكنه أن
،فالغرض من ذلك هو إلقامة التوازن بين األطراف نتيجة وجود )(2
يمس سالمة و صحة المستهلك
المتدخل في مركز قوة بالنظر إلى تخصصه و المستهلك باعتباره الطرف الضعيف في العالقة
. االستهالكية
)(3
-أقصاصي عبد القادر " ،االلتزام بضمان السالمة في العقود " ،دار الفكر الجامعي ،االسكندرية ، 2010 ، )(1
ص . 216-214
)(2
- Juris classeur ،concurrence ،consommation ،" Santé et sécurité des consommateur " ، volume
05 ، fasc 950 ،2004 ، p 04 .
-عبد المنعم موسى إبراهيم " ،حماية المستهلك دراسة مقارنة " ،منشورات الحلبي الحقوقية ،لبنان ، 2009 ،ص .489-48 )(3
52
مواد غذائية لالستهالك تحتوي على ملوث بكمية غير مقبولة بالنظر إلى الصحة البشرية و
الحيوانية و خاصة فيما يتعلق بالجانب السام ،مع ضرورة احترام المتدخل لشروط النظافة الصحية
للمستخدمين و ألماكن و محالت التصنيع أو المعالجة أو التحويل أو التخزين ،و وسائل نقل هذه
المواد مع ضمانه عدم تعرضها للتلف(.)1
-أنظر المادة 06من قانون رقم 03-09المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ،جريدة رسمية رقم ، 15ص . 14 ()1
-و هذا مكرس بموجب المرسوم التنفيذي رقم 04-91المؤرخ في ، 1991/01/09المتعلق بالمواد المعدة لكي تالمس األغذية )(2
و بمستحضرات تنظيف هذه المواد ،جريدة رسمية رقم ، 04المؤرخة في ، 1991/01/23ص . 73
-أنظر المادة 06من المرسوم رقم 04-91المتعلق بالمواد المعدة لكي تالمس األغذية و بمستحضرات تنظيف هذه المواد )(3
53
المستهلك و ضرورة توفر في هذه المنتوجات الموضوعة لالستهالك على األمن بالنظر إلى
االستعمال المشروع المنتظر منها ،و الحفاظ على أمن و مصالح المستهلك).(1
فأخذ المشرع في المادة 09من قانون رقم ، 03-09بنفس معيار تقدير السالمة ،مستندا
بذلك على المعيار الموضوعي ،أي االستعمال المنطقي للمنتوج من قبل المستهلك ) ،(2و أمد
نطاق حماية سالمة المستهلك في حالة االستعمال الغير العادي للمنتوج و هذا يدخل ضمن الشروط
األخرى الممكن توقعها من قبل المتدخلين ).(3
فحددت المادة 10من قانون رقم ، 03-09معايير ينبغي على المتدخل إتباعها لتحقيق
أمن المنتوجات ،منها مميزات تركيبة المنتوج و تغليفه و شروط تجميعه و صيانته ،تأثير المنتوج
على المنتوجات األخرى ،عرض المنتوج و وسمه و تبيين إرشادات االستعمال ،تبيين مخاطر
استعمال المنتوج ،كما أكدت المادة 05من المرسوم التنفيذي رقم ، 203-12المتعلق بالقواعد
المطبقة في مجال أمن المنتوجات ،على ضرورة استجابة المنتوج للتعليمات التنظيمية المتعلقة بها
في مجال أمن و صحة المستهلكين و حمايتهم ،خاصة من حيث مميزات السلعة ،شروط النظافة
التي ينبغي أن تتوفر في أماكن االنتاج و األشخاص العاملين بها ،مميزات و تدابير األمن األخرى
المرتبطة بالخدمة و شروط وضعها في متناول المستهلك ،التدابير المالئمة لضمان مسار المنتوج
فالمالحظ أن المشرع حصر نطاق تطبيق االلتزام بالسالمة على المنتوجات الغذائية فقط ربما
لتأثيرها المباشر على صحة المستهلك ،و هذا ما ال نلمسه بالنسبة إللزامية أمن المنتوجات الذي
جعلها عامة تشمل كل المنتوجات مهما كانت طبيعتها ،و لكنه حرص على مراقبة المتدخل عند
تنفيذه اللتزامه بالسالمة في كل مرحلة من مراحل تدخله في عملية وضع المواد الغذائية لالستهالك
،سواء في مرحلة اإلنتاج ،االستيراد ،التخزين و النقل ،التوزيع بالجملة و بالتجزئة ) ،(4كما ال
يمكن الحديث عن االلتزام بالسالمة إال في حالة استعمال المستهلك للمنتوج وفق للمعايير المحددة
من قبل المتدخل ،فال يعد هذا األخير مقص ار في تنفيذ التزامه بالسالمة إذا لم يتبع المستهلك هذه
،و رغبة من المشرع في حماية المستهلك أمد )(5
المعايير و أصابه ضرر من هذه المنتوجات
– أنظر المادة 09من قانون رقم 03-09المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ،المؤرخ في ، 2009/02/25جريدة رسمية )(1
)(3
– Calais-Auloy Jean et Steinmetez Frank ، op.cit ، p 287
-كالم حبيبة " ،حماية المستهلك " ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير ،كلية الحقوق بن عكنون ، 2005 ،ص . 10 )(4
)(5
– Kahloula. (M) et Mekamcha.(G)، (la première partie) ، op.cit ، p 09 .
54
استفادته من الحماية حتى في حالة عدم تقيده بتعليمات المتدخل بشرط أن يستطيع هذا األخير توقع
شروط أخرى لالستعمال كونه يتفوق اقتصاديا على المستهلك طبقا للمادة 09من قانون رقم
، 03-09فيمكن استنتاج من قانون رقم 03-09معيارين لسالمة المستهلك و هما :
-يجب أن يتناسب االلتزام بالسالمة مع ما يسعى إليه المستهلك ،بحيث ينبغي على المتدخل أن
يتبع المعايير المحددة في القوانين و التنظيمات.
-أن يتناسب االلتزام بالسالمة مع الرغبات المشروعة للمستهلك و االستعمال المشروع المنتظر
للمنتوجات(.)1
كما عرفه المشرع بموجب المادة 17من قانون رقم 03-09على أنه " :يجب على المتدخل
أن يعلم المستهلك بكل المعلومات المتعلقة بالمنتوج الذي يضعه لالستهالك بواسطة الوسم و وضع
العالمات أو بأية وسيلة أخرى مناسبة " ،فيتشابه اإلشهار الذي يعد نوعا من أنواع اإلعالم مع
-جرعود الياقوت " ،دور اإلعالم في حماية المستهلك " ،مجلة البحوث و الدراسات القانونية و السياسية ،كلية الحقوق، ()2
55
االلتزام باإلعالم ،و لكن يكمن الفرق بينهما في كون اإلشهار يهدف إلى ترويج و جلب الزبائن
فقط ،فعادة ما ال يتصف بالموضوعية كونه يركز على إبراز مزايا المنتوجات فقط ،بينما ما
يحتاجه المستهلك هو إعالم موضوعي بعيد عن التأثير على رضاءه ،ألن غير ذلك قد يجعل هذا
،فاإلعالم الحسن الذي يتلقاه المستهلك يجعله يطمئن للمنتوجات المعروضة في ()1
األخير معيب
السوق فيؤدي ذلك إلى تكرار عملية االقتناء فقد يصل إلى حد الوالء للمنتوج ،نظ ار لتوافق هذا
. اإلعالم مع رضاء المستهلك مما يؤدي إلشباع حاجاته
()2
-ريموش فرحات " ،االلتزام باإلعالم " ،أطروحة لنيل شهادة دكتوراه ،كلية الحقوق بن عكنون ، 2012 ،ص .206 ()1
-نوري منير " ،سلوك المستهلك المعاصر" ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ، 2013 ،ص . 314 ()2
-عبد المنعم موسى إبراهيم " ،حماية المستهلك ، " ...المرجع السابق ،ص .366 ()3
()4
- Calais-Auloy Jean et Steinmetz Frank، op.cit ، p 52 .
-بومدين أحمد " ،دور االلتزام باإلعالم قبل التعاقد في حماية رضاء المستهلك " ،مجلة العلوم القانونية ،جامعة الوادي ،العدد ()5
56
يختلف حسب طبيعة العقد و حسب خصائص هذا األخير ،فيكون تبعي للعقد و ليس مستقل عنه
. مثل االلتزام قبل التعاقدي باإلعالم
)(1
و لكن نظ ار لصعوبة الفصل بين هذا األخير و االلتزام التعاقدي باإلعالم ،فيعد االلتزام
،و هذا الموقف الذي اتبعه المشرع في )(2
باإلعالم التزاما مستقال و ضروري لضمان توازن العقد
المادة 17من قانون رقم ، 03-09بحيث ألقى االلتزام باإلعالم على عاتق طرف واحد و هو
المتدخل فقط و لم يميز إن كان هذا االلتزام تعاقدي أم غير تعاقدي فجعله عاما يقع على كل
مراحل عرض المنتوج لالستهالك ،مما يعد ضمانة حقيقية للمستهلك و يرجع السبب في ذلك لقلة
الخبرة و الدراية الفنية لدى هذا األخير عن ماهية المنتوجات التي تكون محل عرض في األسواق ،
و نظ ار لما أصبحت تنطوي عليه هذه المنتوجات من تعقيد في التركيب و صعوبة في االستعمال
بسبب التطور العلمي و التكنولوجي أدى ذلك إلى عدم معرفة المستهلك لطريقة استعملها ،كون
. المتدخل يسيطر على هذه العالقة االستهالكية لوحده
)(3
فالمعلومات المشار إليها بموجب المادة 17من قانون رقم 03-09هي تلك التي يلتزم
بتقديمها المتدخل في المرحلة السابقة على التعاقد ،و الخاصة بصفات و مميزات السلع و
الخدمات ،و كذلك كيفية استعمالها و كافة االحتياطات الواجب أخذها من قبل المستهلك ،و لن
يتوقف األمر عند هذا الحد بل ينبغي عليه اإلدالء بكل المعلومات التي تمكنه من إبرام العقد و تلك
التي تمكنه من تنفيذه كذلك ،فصياغة المادة 17جاءت آمرة ،ال يمكن لألطراف االتفاق على
مخالفة شروطها ،بغية ضمان إعالم موضوعي و مؤكد للمستهلك).(4
)(1
- Juris classeur، code civil، " Contrats et obligations " ،volume 11، fasc 3-1، 2002 ، p14 .
-بودالي محمد "،حماية المستهلك ، " ...مرجع سابق ،ص .65 )(2
-حمدي أحمد سعد " ،االلتزام باإلفضاء بالصفة الخطيرة للشيء المبيع " ،المكتب الفني لإلصدارات القانونية ،طنطا1999 ، )(3
،ص .56-55
-حامق ذهبية " ،االلتزام باإلعالم في العقود " ،أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه ،كلية الحقوق بن عكنون ، 2008 ، )(4
ص .169-166
57
عاتق المتدخل ال يمنع المستهلك من االستعالم هو كذلك على أساس التعاون بين األطراف و إال
. ()1
وقع ضحية الجهل الغير المشروع
لكن بالرجوع إلى المادة 17من قانون رقم 03-09جعلته على عاتق المتدخل وحده دون
المستهلك ،مما يقع على عاتقه معرفة كل المعلومات الخاصة بالمنتوج المعروض لالستهالك فال
يمكن له التذرع بجهله لها حتى و لو كان ذلك بصفة مشروعة ،فتقع على عاتقه قرينة قاطعة بالعلم
بكل المعلومات حتى و لو كان ال يعلم بها ،مما يستوجب عليه االستعالم عنها لكي يتمكن من
، إعالم المستهلك ،نظ ار للتخصص الذي يتصف به دون تحميل المستهلك لعبء االستعالم
()2
فيلتزم المتدخل بإحاطته علما بالمنتوج الذي يريد اقتنائه ،مع تبيان مكوناته و خصائصه ،تاريخ
اإلنتاج ،مدة انتهاء الصالحية ،و أيضا كيفية استعمال السلعة و لفت انتباهه للمخاطر التي يمكن
أن تترتب عن االستعمال السيئ للمنتوج ،فيكون بذلك لاللتزام باإلعالم دورين :
-يعمل من جهة على تنوير و تبصير إرادة المستهلك لكي يتمكن من اقتناء المنتوجات .
-و من جهة أخرى يحذر المستهلك من مخاطر السلعة ،و تقديم المشورة لتبيين الكيفية الصحيحة
. لالستعمال
()3
فهذا االلتزام هو التزام بتحقيق نتيجة ،ألنه ال يكفي إثبات المتدخل أنه بذل العناية الالزمة
إليصال المعلومات التي تهم المستهلك كون األمر يتعلق ببيانات منصوص عليها قانونا كما جعل
. المشرع أحكام هذا االلتزام من النظام العام
()4
فواجب المتدخل بإعالم المستهلك ال يعفيه من تقديم النصيحة التي أصبحت ضرورية
بالنسبة له ،و أيضا االلتزام بتحذيره الذي يضمن للمستهلك عدم اإلضرار بصحته خاصة مع تطور
،مما يستدعي التمييز بينهما : )(5
المنتوجات و تعقدها
()1
- Lepage jean ، " Le contrat d’achat " ، 03e édition ، éditions GUALINO EJA ،Paris ،2003 ،
p 87.
-حامق ذهبية "،االلتزام باإلعالم في العقود " ،مرجع سابق ،ص . 175-174 ()2
-سي يوسف زاهية " ،االلتزام باإلفضاء عنصر من ضمان سالمة المستهلك " ،المجلة النقدية للقانون و العلوم السياسية ()3
58
،بحيث يلتزم المتدخل بتقديم )(1
يعرف االلتزام بالنصيحة أنه أكثر شدة من االلتزام باإلعالم
،فهو بذلك يتجاوز )(2
المعلومات للمستهلك مع اقتراحه للحل األمثل الذي يوافق مصالح هذا األخير
مجرد اإلعالم البسيط ،و نكون بصدد تقديم المتدخل للنصيحة للمستهلك إذا انصب العقد على
المنتوجات المعقدة مثل اإلعالم اآللي ،حتى يتسنى له اختيار النظام الذي يالئمه ،فهو يعد
،فغالبا ما ينصب االلتزام بالنصيحة على خبير في مساعدة على اقتناء هذا النوع من المنتوجات
)(3
مجال فني لكي يقدم المعلومات التي تهم المستهلك و ال يقتصر األمر على ذلك فقط بل يتعدى إلى
. )(4
بذل عناية أكبر في تقديم المشورة له التي تساعده على اتخاذ ق ارره
و يتجسد بذل هذه العناية في القيام باألبحاث كحالة الموثق ،أو القيام بدراسات مسبقة من
أجل تركيب جهاز أو نظام لإلعالم اآللي ،فواجب تقديم المشورة يتضمن القيام بعمل أو االمتناع
عن عمل ،و يجد هذا االلتزام تطبيقا واضحا له في نطاق الخدمات بكثرة مثل الخدمات التي
. )(5
يقدمها الموثق ،المحامي ،وسطاء التأمين ،مؤسسات االئتمان...إلخ
فهذا االلتزام بالنصيحة يحمل مجموعة من العناصر بحيث يمكن المستهلك من اختيار
المنتوج ،مع لفت انتباهه للنتائج التي ستتحقق عند االقتناء و التي توافق حاجاته الشخصية و
. تطابق رغباته المشروعة
)(6
فهو يتمحور حول أمرين :نصيحة المستهلك من أجل حسن اختيار المنتوج ،و تقديم
،في مقابل ذلك يقع )(7
النصح من أجل تمكين المستهلك من االستعمال األمثل للمنتوج المقتنى
)(1
- Juris classeur concurrence ، consommation ، " Information du consommateur " ، volume 02
fasc 845 ،2006 ، p 07 .
)(2
- Calais-Auloy Jean et Steinmetz Frank، op.cit ، p 55 .
-عليان عدة " ،االلتزام بالتحذير من مخاطر الشيء المبيع " ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير ،كلية الحقوق بن عكنون 2009 ، )(3
،ص . 17-16
-غازي خالد أبو عرابي " ،حماية رضاء المستهلك دراسة مقارنة بين قانون حماية المستهلك اإلماراتي ،و الفرنسي ،و المشروع )(4
األردني " ،مجلة علوم الشريعة و القانون ،المجلد ، 36العدد ، 01ماي ، 2009ص . 189
-بودالي محمد " ،االلتزام بالنصيحة في نطاق عقود الخدمات " ،الطبعة األولى ،مكتبة الرشاد دار للطباعة و النشر و )(5
59
على عاتق المستهلك إتباع النصائح المقدمة له ،و إال عد مسؤوال عن المخاطر التي قد تصيبه
. )(1
نتيجة عدم أو سوء إتباعه لنصائح المتدخل
كما يقع على عاتق المتدخل االلتزام بالتحذير الذي يعد أكثر درجة من االلتزام بالنصيحة
ألنه يعمد هذا االلتزام للتأكيد على توجيه المستهلك و مساعدته على حسن اختيار المنتوج مع
تحذيره حول األخطار المتربطة باالستخدام أو حتى بمجرد حيازة المنتوج في حالة عدم احترام
. النصيحة المقدمة له ،أو عدم اتباعه الطريقة المثلى لالستعمال
)(2
فيجد تطبيقا له في المنتوجات التي تنطوي على خطورة قد تمس بصحة المستهلك ،فهو
يبعد هذا األخير عن المخاطر التي قد تصيبه من هذه المنتوجات ،و يكون ذلك بتقديم توضيحات
مفصلة مع لفت انتباهه لهذه المخاطر التي قد تلحق به ضرر ).(3
المرسوم التنفيذي رقم 378-13المتعلق بتحديد الشروط و الكيفيات المتعلقة بإعالم المستهلك .
)(1
- Malaurie.(P) et Aynes.(l) et Pirre–Yves.(G)، " Les contrats spéciaux " ، 03e édition ،éditions
JURIDIDIQUE ASSOCIEES ، Paris ، 2007،p 195 .
)(2
- Juris classeur ،concurrence ،consommation ، " Étiquetage " ، volume 05، Fasc 980 ، 2007
p 20 .
-حمدي أحمد أسعد ،المرجع السابق ،ص. 217، 216، 212، 203 )(3
-يوسف فتيحة " ،حماية المستهلك في مجال الصيدلة " ،المجلة الجزائرية للعلوم القانونية و االقتصادية و السياسية ،كلية )(4
60
فمضمون االلتزام باإلعالم يتمثل في تقديم المعلومات التي تهم المستهلك ،و ال يتوقف
األمر عند هذا الحد بل يمتد إلى تقديم النصيحة لتمكين المستهلك من اقتناء المنتوج مع تحذيره من
المخاطر التي قد تنجم عنه ،و هذا كله ينصب في مضمار تحقيق الرغبة المشروعة للمستهلك(.)1
و لكن رغم أن المشرع في قانون رقم ، 03-09لم ينص ا
صرحة على االلتزام بالنصيحة و
ال على االلتزام بالتحذير ،إال أنه يمكن استخالص من مضمون االلتزام باإلعالم النصيحة و
التحذير كونهما شكالن من أشكال اإلعالم الموضوعي ،و يظهر ذلك من خالل المصطلح الوارد
في المادة 17من قانون رقم " 03-09كل المعلومات " ،مما ينبغي على المشرع تدارك األمر
لما فيه من حماية للمستهلك و النص صراحة على هذين االلتزامين في قانون المتعلق بحماية
المستهلك .
و نجد تكريسا لاللتزام باإلعالم على مستوى القضاء الجزائري بموجب القرار المؤرخ في
2010/07/22الصادر عن الغرفة المدنية ،في قضية الصندوق الوطني للتوفير و االحتياط ضد
(س،ع) و الصندوق الوطني للسكن ،بحيث تتخلص وقائع القضية في كون أن للسيدة (س،ع)
الحق في طلب دعم مالي من الصندوق الوطني للسكن قبل التوقيع على اتفاقية طلب قرض من
الصندوق الوطني للتوفير و االحتياط لكن هذا األخير لم يحترم بنود اتفاقية القرض التي تلزمه
بتوجيه المقترضين إلى مصالح الصندوق الوطني للسكن فيقع عليه االلتزام بإعالم و توجيه
المقترض مع إمكانية حصوله على دعم مالي من الصندوق الوطني للسكن(.)2
كما اهتم المشرع بطائفة جديدة من المستهلكين نتيجة ازديادها ،و هم الراغبين في الحصول
على قروض استهالكية ،و خاصة مع ظهور مؤسسات مالية خاصة ،بحيث لم تعد نصوص
القانون المدني كفيلة بالحماية و جسد ذلك في المادة 20من قانون رقم..." :03-09يجب أن
تستجيب عروض القرض لالستهالك للرغبات المشروعة للمستهلك فيما يخص شفافية العرض
المسبق و طبيعة و مضمون و مدة االلتزام و كذا آجال تسديده ،و يحرر عقد بذلك ، "...فالمشرع
اعتبر المؤسسات المالية متدخال ،و ألقى على عاتقها التزام بإعالم المستهلك ،فالهدف من فرض
،و بما أن المعلومات التي يدلي بها )(3
مثل هذا االلتزام في هذا المجال لمنع االستدانة المفرطة
()1
- Maingy Daniel ، " Contrats spéciaux "، 6e édition، éditions DALLOZ ، Paris ،2008 ،p 138.
-قرار الصادر من المحكمة العليا الغرفة المدنية ،المؤرخ في ، 2010/07/22مجلة المحكمة العليا ،العدد ،2010 ، 02 ()2
ص .165-161
-ريموش فرحات ،المرجع السابق ،ص . 223-222 )(3
61
المتدخل تهم المستهلك ،و تؤثر على اتخاذ ق ارره باالقتناء فينبغي أن تتوفر شروط في االلتزام
باإلعالم:
فإذا تحققت هذه الشروط يصبح االلتزام باإلعالم بعيدا عن كل غش مما يحقق األمان
الضروري للمستهلك ،لكي يتمكن من االستخدام السليم للمنتوج ،و يتفادى مخاطر االستعمال
الخاطئ له) ، (4فينبغي على المتدخل أن يقدم إعالم موضوعي بعيد عن المظهر السلبي المتمثل في
غش المستهلك و استغالل ضعفه االقتصادي ،و يتحقق ذلك عندما يتحلى المتدخل بحسن النية
،و هذا ما هدف إليه المشرع عند إلقائه لاللتزام )(5
أثناء اإلدالء بالمعلومات التي تهم المستهلك
)(1
- Auguet.(Y) et les autres ، op.cit ، p 56 .
-شعباني نوال ،المرجع السابق ،ص . 78 )(2
-حامق ذهبية " ،االلتزام باإلعالم ، " ...المرجع السابق ،ص.270-263 )(3
-خالد عبد الفتاح محمد خليل " ،حماية المستهلك في القانون الدولي الخاص " ،دار الجامعة الجديدة للنشر ،اإلسكندرية، )(4
62
باإلعالم على عاتق طرف واحد بغية إقامة التوازن في العالقة االستهالكية ،لتمكين المستهلك
. الطرف الضعيف من إصداره لرضاء مبصر و سليم
)(1
-الوسم:
عرفت المادة 03الفقرة ( )05من قانون رقم ، 03-09الوسم على أنه " :كل البيانات أو
الكتابات أو اإلشارات أو العالمات أو المميزات أو الصور أو التماثيل أو الرموز المرتبطة بسلعة ،
تظهر على كل غالف أو وثيقة أو الصقة أو سمة أو ملصقة أو بطاقة أو ختم أو معلقة مرفقة أو
دالة على طبيعة منتوج مهما كان شكلها أو سندها بغض النظر عن طريقة وضعها ".
-حامق ذهبية " ،االلتزام باإلعالم في العقود " ،ملخص رسالة دكتوراه دولة ،مجلة المحكمة العليا ،العدد ، 2011، 02 )(1
ص .85
)(2
- Juris classeur، concurrence،consommation، " Information du consommateur " ، op.cit ،
p 08-09 .
-المرسوم التنفيذي رقم 378-13المؤرخ في ، 2013/11/09المحدد لشروط و كيفيات المتعلقة بإعالم المستهلك ،جريدة )(3
رسمية رقم ، 58المؤرخة في ،2013/11/18طبقا للمادة 63جاء ليلغي أحكام المرسوم التنفيذي رقم 366-90و المرسوم
التنفيذي رقم ، 367-90فيبدأ سريانه بعد سنة من تاريخ نشره في الجريدة الرسمية ،المادة " )15(03إعالم حول المنتوجات كل
معلومة متعلقة بالمنتوج موجهة للمستهلك على بطاقة أو أي وثيقة أخرى مرفقة به أو بواسطة أي وسيلة أخرى بما في ذلك الطرق
التكنولوجية الحديثة أو من خالل االتصال الشفهي " .
63
كما عرفه المرسوم التنفيذي رقم 39-90المتعلق برقابة الجودة و قمع الغش في المادة 02
الفقرة ( )07على أنه ":جميع العالمات و البيانات و عناوين المصنع أو التجارة و الصور و
الشواهد أو الرموز التي تتعلق بمنتوج ما و التي توجد في أي تغليف أو وثيقة أو كتابة أو وسمة أو
خاتم أو طوق يرافق منتوجا ما أو خدمة أو يرتبط بهما " .
فالوسم هو تلك البيانات الموضوعة على غالف المنتوج التي تعرف به و تعتبر ضرورية
إلعالم المستهلك ،بحيث يكون قاد ار على قراءة هذه المعلومات بكل حرية و قاد ار على إتباع
اإلرشادات المقدمة له لتمكينه من االستعمال الصحيح للمنتوج ،دون حاجة ألن يعود للمتدخل في
كل مرة ،كما أن للوسم دور وصفي فيقدم للمستهلك وثيقة تحتوي على كل المعلومات بصفة
. واضحة و سهلة الفهم و االستيعاب كونه عديم الخبرة
()1
فالهدف من جعل الوسم كوسيلة إلعالم المستهلك ،لتمكين هذا األخير من التعبير عن إرادته
،و بشكل واعي و حر ،مما يستدعي أن تكون هذه البيانات الواردة في الوسم صحيحة و نزيهة
()2
هذا ما أكد عليه المرسوم التنفيذي رقم 203-12المتعلق بالقواعد المطبقة في مجال أمن
المنتوجات ،في مادته 10على أنه ":وجوبا يقع على عاتق المنتجين و المستوردين و مقدمي
الخدمات وضع في متناول المستهلك المعلومات الضرورية التي تسمح لهم بتفادي أخطار
المنتوجات سواء بمجرد حيازتها أو أثناء استعمالها " ،فألقى هذا المرسوم على عاتق كل المتدخلين
عبء اإلدالء بالمعلومات الصحيحة .
و من أجل ذلك حددت المادة 18من قانون رقم 03-09شروطا تتعلق بهذه البيانات :
"يجب أن تحرر بيانات الوسم و طريقة االستخدام و دليل االستعمال و شروط ضمان المنتوج و
كل معلومة أخرى منصوص عليها في التنظيم الساري المفعول باللغة العربية أساسا ،و على سبيل
اإلضافة يمكن استعمال لغة أو عدة لغات أخرى سهلة الفهم من قبل المستهلكين ،و بطريقة مرئية
و مقروءة و متعذر محوها ".
()1
- Juris classeur ، " Information du consommateur " ، op.cit ، p 10 .
-أمازو لطيفة " ،التزام البائع بتقديم المعلومات كالتزام تبعي لاللتزام بالتسليم " ،المجلة الجزائرية للعلوم القانونية ()2
64
فمهما كانت طبيعة المنتوج ينبغي أن يتصف الوسم بالوضوح و يكون سهل القراءة و يتعذر
،أو بلغة أخرى على سبيل اإلضافة ،فال يجب أن يرد الوسم على ()1
محوه و محرر باللغة العربية
أي معلومة خيالية من شأنها أن تدخل اللبس في ذهن المستهلك حول طبيعة المنتوج أو تركيبته ،
طريقة استعماله ،تاريخ صنعه ،مدة صالحيته(.)2
فللوسم فوائد عدة خاصة أنه يعد من أهم وسائل االلتزام باإلعالم المكتوبة ،كون البيانات
التي يتضمنها يكون المتدخل قد أعدها مسبقا بعناية و حرص شديدين حتى يستطيع تقديم كل
المعلومات التي تهم المستهلك ،فهو يطمئن هذا األخير على عدم تغير المعلومات الواردة به عند
مرور المنتوج عبر السلسلة االستهالكية من المنتج إلى المستورد إلى الموزع ثم إلى البائع لتصل
، ()3
إلى المستهلك بصفته مقتني ،فبالنتيجة يصبح المستهلك كأنه أخذ المنتوج من المنتج مباشرة
كما يتعدد مجال تطبيق الوسم لذلك سنقتصر على المنتوجات أكثر تداوال :
-وسم المنتوجات الغذائية .
-وسم المنتوجات المنزلية غير الغذائية.
-وسم مواد التجميل و التنظيف البدني .
-وسم المواد الصيدالنية .
-وسم اللعب .
-وسم الخدمات .
-أنظر المادة 20و 21من قانون رقم 05-91المؤرخ في 16جانفي ،1991المتضمن تعميم استعمال اللغة العربية ،جريدة ()1
رسمية رقم ، 03المؤرخة في 16جانفي ، 1991ص ، 46المعدل و المتمم بموجب األمر رقم 30-96المؤرخ في
، 1996/12/21جريدة رسمية رقم ، 81المؤرخة في .1996/12/22
-موالك بختة ،المرجع السابق ،ص . 288-285 ()2
65
"وصف لخصائص التغذية لمادة غذائية ،قصد إعالم المستهلك " ،كما بينت المادة 12من نفس
المرسوم التنفيذي البيانات اإللزامية للوسم و المتمثلة في تسمية البيع للمادة الغذائية ،قائمة
المكونات ،الكمية الصافية المعبر عنها وفقا للنظام المتري الدولي ،التاريخ األدنى للصالحية أو
التاريخ األقصى لالستهالك ،الشروط الخاصة بالحفظ و/أو االستعمال ،اسم الشركة أو المادة
المستوردة ،البلد األصلي و/أو البلد المنشأ ،تحديد طريقة االستعمال و احتياطاتها ،حصة و
تاريخ الصنع و تاريخ التوضيب ،تاريخ التجميد ،مع ضرورة إبراز المكونات التي تسبب حساسية
للمستهلك و نسبة الكحول و مصطلح "حالل" ،اإلشارة إلى استعمال األشعة األيونية ،فوضع هذا
المرسوم على كاهل المتدخل ذكر جملة من البيانات و اعتبرها كلها إلزامية مما فيه ضمانة
للمستهلك .
و نظ ار ألهمية هذه المادة التي لها تأثير مباشر على صحة المستهلك يجب أن تكون بياناتها
صادقة ،و خاصة تلك المتعلقة بتاريخ الصنع ،و مدة الصالحية ،و المواد الداخلة في تركيبة
المنتوج ،خاصة بالنسبة للمستهلكين المصابين بحساسية من بعض المواد أو المصابين بأمراض
،كما نصت المادة 12 ()1
مزمنة ،و ينصب كل هذا تحت إطار حماية سالمة و صحة المستهلك
من المرسوم التنفيذي رقم 214-12المتعلق بتحديد شروط و كيفيات المضافات الغذائية في المواد
الغذائية الموجهة لالستهالك البشري ،على تبيين وجود مضافات غذائية ،أو عند استعمال مزيج
من المواد المعطرة أن تكون هذه البيانات معروضة بشكل واضح و مقروءة ،و في حالة احتواء
الوسم على التنبيهات الخاصة بالمواد التي تسبب حساسية ،تبين بخط مغاير كذلك عبارة " ال
ينصح تناوله من طرف األطفال " ،و عبارة " ال ينصح تناوله من طرف أشخاص ذوي حساسية "
،فيتعين على المتدخل تحرير بيانات وسم المواد الغذائية باللغة العربية و بلغة أخرى على سبيل
. اإلضافة ،و أن يكون الوسم ظاه ار و مقروءا و متعذر المحو
)(2
-شلبي نبيل " ،التزامات المهني اتجاه المستهلك " ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير ،كلية الحقوق بن عكنون ،2009،ص .71 ()1
)(2
- Kahloula.(M) et Mekamcha.(G) ، (la première partie) ، op.cit ، p 27.
66
الكمية الصافية لهذا األخير المعبر عنها بوحدة النظام المتري الدولي ،البيانات الخاصة بالمتدخلين
في سلسلة االستهالك ،تبيين البلد المنشأ عندما يكون المنتوج مستوردا ،طريقة استعمال المنتوج ،
تبيين تاريخ االنتاج ،التاريخ األقصى لالستعمال ،االحتياطات المتخذة في مجال األمن ،مكونات
المنتوج و شروط التخزين ،عالمة المطابقة ،بيان اإلشارات و الرموز المبينة لألخطار .
فال يوجد اختالف كبير بين البيانات الواجبة أن تتوفر في وسم المنتوجات الغذائية عن تلك
الواجبة في وسم المنتوجات غير الغذائية ،طالما أن الهدف منها هو حماية المستهلك للحفاظ على
صحته و سالمته).(1
فمنع المشرع بموجب المادة 40من المرسوم التنفيذي رقم ، 378-13استعمال أية عالمة
أو إشارة أو تسمية خيالية من شأنها أن تدخل لبسا في ذهن المستهلك ،خاصة إذا تعلق األمر
بطبيعة المنتوج ،فهذا يعد تأكيدا من المشرع على تجنب تغليط و إحداث خلط في ذهن المستهلك
. الذي يجعل رضاء هذا األخير غير مبصر
)(2
-جرعود الياقوت " ،دور اإلعالم في حماية المستهلك ، " ...المرجع السابق ،ص . 287-286 )(1
-بوعزة ديدن " ،االلتزام باإلعالم في عقد البيع " ،المجلة الجزائرية للعلوم القانونية و االقتصادية و السياسية ،كلية الحقوق )(2
في 18أفريل ، 2010المتعلق بتحديد شروط و كيفيات صناعة مواد التجميل و التنظيف البدني و توضيبها و استيرادها و
تسويقها في السوق الوطنية ،جريدة رسمية رقم ، 26المؤرخة في ، 2010/04/21ص . 06
67
المنتوج و الظروف الخاصة بالحفظ و/أو الخزن ،و بعد تحديد هذه المدة إجباريا ب 30شه ار من
تاريخ صنعها أو ذكر المرجع الذي يسمح بالتعرف على ذلك ،و إذا ذكر عنصر يدخل في التسمية
التجارية للمنتوج يجب ذكر النسبة المستعملة منه ،و التركيب و الشروط الخاصة باالستهالك و
مخاطر االستعمال كما وضعت المادة 11من نفس المرسوم استثناءا عن ذكر هذه البيانات
اإلجبارية في بعض مواد التجميل مثل العطور و حدد لها بيانات واردة في المادة 10و هي 2 ،1
، 6 ، 5 ، 3 ،فقط .
كما أكدت المادة 12منه على منع استعمال إشارة أو عالمة أو تسمية خيالية و كل إجراء
إشهار أو عرض أو بيع يوحي بأن المنتوج يتميز بخصائص ال تتوفر فيه حقا ال سيما التركيب و
المزايا الجوهرية له ،فوسم مثل هذه المواد يستدعي أن تكون بياناته ملصقة ،و واضحة للمستهلك
قرءتها ،و غير قابلة للزوال ،و مكتوبة باللغة العربية و إذا تعذر وضع
بحيث يسهل عليه ا
. البيانات على المنتوج فيتم وضعها على الغالف الخارجي له أو في وثيقة مرفقة معه
)(1
-قانون رقم 13-08المؤرخ في ، 2013/06/20المعدل و المتمم للقانون رقم 05-85المؤرخ في 1985/02/16المتعلق )(2
فندق الشيراطون ،الجزائر ،يوم 07جويلية ) ، 2007حق المستهلك في اإلعالم( ،ص ، 05-04
www.minocommerce.gouv.dz
68
06جويلية 1992المتعلق باإلعالم الطبي و العلمي الخاص بالمنتوجات الصيدالنية المستعملة
،في مادته 01على أن اإلعالم الطبي هو " :مجموع المعلومات المتعلقة )(1
في الطب البشري
بتركيبها و أثارها العالجية و البيانات الخاصة بمنافعها و مضارها و االحتياطات الواجب مراعاتها ،
و كيفيات استعمالها و نتائج الدراسات الطبية المدققة المتعلقة بنجعتها و سميتها العاجلة أو اآلجلة
تلك المعلومات التي تقدم إلى األطباء و الصيادلة و أعوان الصحة و المستعملين لألدوية بغية
ضمان االستعمال السليم للمنتوجات الصيدالنية و ينبغي أال تشمل على أقوال غشاشة أو غير قابلة
للتمحيص و ال على إغفال قد ينجز عنه استهالك دواء ال موجب لها ،طبيا و ال أن يعرض
المرضى بها لمخاطر ال موجب لها ،و ينبغي أال يصمم عتاد ترويجها على نحو يخفي طبيعتها
الحقيقية " ،كما أكد هذا المرسوم في مادته 02على أن يكون هذا اإلعالم مطابق للمواصفات
المعتمدة لتسويق األدوية و لألخالق المهنية و يشجع على االستعمال الحسن للمنتوجات الصيدالنية
و يكون مضمون و دقيق ،و نصت المادة 194من قانون رقم 13-08المعدل و المتمم للقانون
،على أنه : )(2
رقم 05-85المؤرخ في 16فيفري 1985المتعلق بحماية الصحة و ترقيتها
و المستلزمات الطبية المستعملة في الطب " اإلعالم الطبي و العلمي بشأن المواد الصيدالنية
البشري إلزامي ،يجب أن يكون اإلعالم دقيقا و قابال للتحقيق منه و مطابقا ألحداث معطيات
البحث الطبي و العلمي حين نشره ، " ...مع ضرورة استعمال اللغة العربية أو لغات أجنبية طبقا
للمادة 21من المرسوم التنفيذي رقم 05-91المتعلق بتعميم استعمال اللغة العربية .
-المرسوم التنفيذي رقم 286-92المؤرخ في 1992/07/06المتعلق باإلعالم الطبي و العلمي الخاص بالمنتوجات الصيدالنية )(1
69
إجبارية ،كتسمية البيع ،و االسم أو العنوان التجاري ،طريقة االستعمال ،و التحذيرات و بيانات
احتياط االستعمال ،مع ضرورة تحرير بيانات وسم مثل هذه المنتوجات باللغة العربية و بلغة أخرى
مكملة لها طبقا للمادة 07منه.
70
التنظيف البدني ،اعتبروا ذكر اسم أو عنوان الشركة أو العالمة المسجلة و عنوان المستورد كبيان
إلزامي في الوسم(.)1
فنستنتج من كل ما سبق أن للوسم دورين :
-دور أمني:
يتمثل هذا الدور األمني في كون المتدخل يمكن له استعمال الوسم للفت انتباه المستهلك من
المخاطر التي قد تنجم عن استعماله للمنتوج ،و من بين الشروط التي يجب أن يتسم بها الوسم ،
هي الوضوح و كتابة عباراته بشكل ملفت لالنتباه و بلون مغاير مثل عبارة مضر بالصحة ،سم ،
ممنوع تناوله ،خطر الموت ،ال تلمس ....إلخ ،و يكثر استعمال مثل هذه العبارات خاصة في
المواد السامة و مواد التجميل و المواد الصيدالنية ،مما يسهل على المستهلك االنتفاع بالمنتوجات
. دون أي عائق أو خطورة
)(3
و أكد على هذا الدور األمني المشرع بموجب المادة 09من قانون رقم ، 03-09فألزم كل
متدخل على احترام إلزامية أمن المنتوج في المادة 10الفقرة ( )04منه... " :عرض المنتوج و
وسمه و التعليمات المحتملة الخاصة باستعماله و إتالفه و كذا كل اإلرشادات أو المعلومات
-بوطبل خديجة " ،الحماية القانونية للمستهلك في مجال المنتوجات المستوردة " ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير ،كلية الحقوق ()1
71
الصادرة عن المنتج ،كما سوى المشرع بين وسم السلعة و الخدمة و ذلك من خالل تعريفه للمنتوج
. بموجب المادة 03الفقرة ( )11من قانون رقم 03-09
)(1
و في مداخله لوزير التجارة مصطفى بن بادة ) ،(2أكد على ضرورة حصول المستهلك على
المواصفات المنتظرة و المصرح بها من طرف المتدخل و المعلن عنها عن طريق الوسم ،فهذا يعد
تأكيدا على ضرورة صدق المعلومات التي يتضمنها الوسم ،فال يجب أن يبين في الوسم أن هذا
المنتوج يحتوي على خصائص منفردة ال توجد في منتوجات أخرى ،بينما هذه الخصائص موجودة
في جميع المنتوجات المماثلة لهذه األخيرة ،كما ال ينبغي جعل المستهلك يعتقد أن هذا المنتوج
يحتوي على خصائص عالجية ،و لكن يستثنى من ذلك المواد المعدنية التي تخضع لمعايير تتعلق
،و نصت على جواز اإلشارة إلى خصائص وقائية أو عالجية لألمراض البشرية بشأن )(3
بالصحة
المياه المعدنية طبقا للمادة 36من المرسوم التنفيذي رقم 378-13المتعلق بتحديد الشروط و
الكيفيات المتعلقة بإعالم المستهلك .
-العالمات :
لتعريف العالمة تطرقت المادة 02من األمر رقم 06-03المتعلق بالعالمات لتعريف
العالمة ،على أنها " :كل الرموز القابلة للتمثيل الخطي ،ال سيما الكلمات بما فيها أسماء
األشخاص و األحرف و األرقام ،و الرسومات أو الصور و األشكال المميزة للسلع أو توضيبها و
األلوان بمفردها أو مركبة ،التي تستعمل كلها لتمييز السلع أو خدمات شخص طبيعي أو معنوي
عن سلع و خدمات غيره " .
و لكن نصت المادة 03الفقرة ( )19من المرسوم التنفيذي رقم 378-13المتعلق بتحديد
الشروط و الكيفيات المتعلقة بإعالم المستهلك ،على تعريف نفس المصطلح الذي جاء به المشرع
في المادة 17من قانون رقم " 03-09و ضع العالمات " ،فطبقا للمرسوم التنفيذي السابق الذكر
،وضع العالمات هو " :وضع على التغليف أو على المنتوج كل عالمة أو إشارة أو رمز أو سمة
أو شعار أو صورة أو بيان يحدد ميزة خاصة لمنتوج أو يميزه عن غيره " ،و اعتبرت المادة 04
-المادة )10(03من قانون رقم 03-09المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ،المنتوج " :كل سلعة أو خدمة يمكن أن يكون )(1
موضوع تنازل بمقابل أو مجانا " ،جريدة رسمية ،رقم 15المؤرخة في ، 2009/03/08ص .13
-يوم دراسي و تحسيسي حول الوقاية من الحوادث المنزلية المنعقدة في 18نوفمبر ، 2013بمقر الوكالة الوطنية لترقية التجارة )(2
72
،فالعالمة تسهل على المستهلك التعرف )(1
منه وضع العالمات وسيلة يتم بها إعالم المستهلك
على السلع و الخدمات المعروضة في السوق فهي تضمن له األمن و السالمة ،و تخضع لنفس
القواعد التي يخضع لها الوسم سواء من حيث الوضوح و مصداقية المعلومات المتضمنة فيها ،و
تفادي تغليط المستهلك أو خلق لبس في ذهنه و الدقة ،مع ضرورة احترام صاحبها للشروط
اإلدارية المتعلقة بالعالمة و المحددة في األمر رقم 06-03المتعلق بالعالمات ،من إجراءات
. التسجيل و االستعمال الجدي لها
)(2
كما للعالمة أدوار عدة فهي تعمل على إظهار نتائج الخيارات السابقة للمستهلكين
و تعزز جودة المنتوج ،فتساعد العالمة على ضمان نوعية أفضل كونها تحدد أصل و منشأ
المنتوج ) ،(3فينبغي وضع العالمة على الغالف أو على الحاوية عند استحالة ذلك ،و هذا ما
نصت عليه المادة 03من األمر رقم 06-03المتعلق بالعالمات مما يساعد المستهلك على
الحصول على إعالم موضوعي و صادق.
-التغليف :
عرفت المادة 03الفقرة ( )04من قانون رقم 03-09التغليف على أنه " :كل تعليب مكون
من مواد أيا كانت طبيعتها ،موجهة لتوضيب و حفظ و حماية و عرض كل منتوج و السماح
بشحنه و تفريغه و تخزينه و نقله و ضمان إعالم المستهلك بذلك" ،أما بالنسبة للمرسوم التنفيذي
رقم 378-13المتعلق بتحديد الشروط و الكيفيات المتعلقة بإعالم المستهلك ،فاعتبره وسيلة من
وسائل إعالم المستهلك فقد تكون المعلومات مدلى بها على التغليف نفسه ،و في حالة تعذر ذلك
،فيساعد التغليف على حماية )(4
توضع المعلومات على المنتوج مباشرة نظ ار لطبيعة هذا األخير
المنتوجات من كل األضرار التي قد تصيبها ،مما يساهم في حماية المستهلك فيجب تقديم المنتوج
وفق معايير محددة عند تغليفه ،و هذا كله ينصب ضمن تحقيق الرغبات المشروعة للمستهلك ).(5
-المادة 04من المرسوم التنفيذي رقم 378-13المتعلق بتحديد الشروط و الكيفيات المتعلقة بإعالم المستهلك " ،يتم إعالم )(1
المستهلك عن طريق الوسم أو وضع العالمة أو اإلعالن أو بأي وسيلة أخرى مناسبة عند وضع المنتوج لالستهالك و يجب أن يقدم
الخصائص األساسية للمنتوج طبقا ألحكام هذا المرسوم " ،الجريدة الرسمية رقم ، 58المؤرخة في ،2013/11/18ص.10
-بوروبة ربيعة " ،حماية المستهلك في ظل النظام القانوني للعالمات " ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير ،كلية الحقوق )(2
73
و الجدير بالذكر أن التغليف غير موحد بالنسبة لكل المنتوجات ،فيختلف من منتوج إلى
منتوج حسب طبيعته و تركيبته لذلك سنتعرض لتغليف بعض المنتوجات كالمنتوجات الغذائية و
غير الغذائية و المواد الخطرة :
-جرعود الياقوت " ،دور اإلعالم في حماية المستهلك ، " ...المرجع السابق ،ص . 290 ()1
-أنظر المادة 49من المرسوم التنفيذي رقم 378-13المؤرخ في ،2013/11/09المحدد للشروط و الكيفيات المتعلقة بإعالم ()2
74
فللتغليف وظيفتين:
-الوظيفة الوقائية:
فهو يساعد على وقاية السلع من التلف أو التلوث ،أو من التأثر بمؤثرات خارجية ،مما
يسهل نقلها ،و تخزينها و بالتالي المحافظة على خصائصها و طبيعتها.
-الوظيفة اإلعالنية:
يقوم التغليف على مساعدة المستهلك لتمييزه بين مختلف السلع خاصة من حيث جودتها ،و
. من حيث مطابقتها لرغباته المشروعة
()1
-ياسر أحمد كامل الصيرفي " ،حماية المستهلك و ضرورة اإلعالم عن السلع و الخدمات باللغة القومية " ،مجلة القانون ()2
-حامق ذهبية " ،االلتزام باإلعالم في ، " ...المرجع السابق ،ص .283 ()4
75
ب( -اإلعالم عن األسعار و شروط البيع :
تطرق قانون رقم 02-04المتعلق بتحديد القواعد المطبقة على الممارسات التجارية ،في
مادته 04اللتزام المتدخل باإلعالم عن األسعار و شروط البيع على أنه " :يتولى البائع وجوبا
إعالم الزبائن بأسعار و تعريفات السلع و الخدمات ،و بشروط البيع " ،و تكمن الغاية من اإلعالم
()1
عن األسعار في تمكين المستهلك من المقارنة بين مختلف األسعار و اختياره للسعر الذي يناسبه
،كما أن الغاية من اإلعالم عن األسعار تتجسد في تحقيق شفافية الممارسات التجارية و تحقيق
، منافسة مشروعة طبقا لمبادئ حرية المنافسة فهذا اإلعالم يحمي المستهلك من تعسف المتدخل
()2
كما نصت المادة 05من قانون رقم 02-04على طرق يتم بها إعالم المستهلك عن األسعار و
التعريفات و هي " :يجب أن يكون إعالم المستهلك بأسعار و تعريفات السلع و الخدمات عن
طريق وضع عالمات أو وسم أو معلقات أو بأية وسيلة أخرى مناسبة"...
فالمشرع اعتبر الوسم و وضع العالمات وسائل يتم بها أيضا اإلعالم عن األسعار و شروط
البيع مثلما اعترف بها لإلعالم عن خصائص السلع و الخدمات ،و لكنه جعل المعلقات كوسيلة
لإلعالم عن األسعار ،فهذه المعلقات تحتوي على نفس مواصفات الوسم و لكن تعد أكثر شمولية
منه بسبب إمكانية استعمال الفتة واحدة لإلعالن عن عدة أسعار للمنتوجات و هي مستعملة على
واجهات المحالت أو داخلها ،فيتم اإلشارة إلى السعر على الفتة تتضمن قائمة السلع و الخدمات و
يقابلها سعر كل منها على حدى ،مما ال يؤدي إلى غموض بين المنتوج و السعر المعلن عنه ،و
نجد إقباال على استعمال مثل هذه الوسيلة في مجال عرض أسعار المالبس ،و أسعار الخدمات
،فيتم اإلعالم عن األسعار سواء بوضع قيمة ()3
كتنظيف المالبس ،التصليح الصيانة.......إلخ
السعر على المنتوج نفسه أو بالقرب منه ،فعدم ظهور سعر المنتوج قد يزيد من فرص احتيال
المتدخل على المستهلك و إيهامه بأسعار ال تطابق قيمة المنتوج المعروض لالستهالك سواء من
،فاإلعالم باألسعار حق من حقوق ()4
حيث مطابقته للميزان ،أو الكيل أو حتى لقيمته االقتصادية
المستهلك و شرط ضروري لشفافية السوق ،كما للمستهلك حق في معرفة التعريفات الالزمة عن
-حامق ذهبية " ،االلتزام باإلعالم في ، " ...المرجع السابق ،ص . 279 -278 ()3
()4
- Dorandeau.(N) ،Yvan.(A)، Gomy.(M)، Robinne.(S)، Valette–Ercole. (V)، " Droit de la
consommation " ، éditions ELLIPSES ، Paris ، 2008 ، p 140-141 .
76
،فحدد كذلك المرسوم التنفيذي رقم )(1
كمية و نوع السلع و الخدمات مع إمكانيته لالطالع عليها
65-09المؤرخ في 07فيفري 2009المتعلق بتحديد الكيفيات الخاصة المتعلقة باإلعالم حول
،بموجب المادة )(2
األسعار المطبقة في بعض قطاعات النشاط أو بعض السلع و الخدمات المعينة
03منه على وسائل أخرى لإلعالم عن األسعار و هي بواسطة دعائم اإلعالم اآللي و الوسائل
السمعية البصرية و الهاتفية و اللوحات اإللكترونية و الدالئل و النشرات البيانية ،فألزم هذا المرسوم
في المادة 06منه المتدخل بإعالم المستهلك عن مجموع العناصر المكونة لألسعار و التعريفات
الواجب دفعها و كيفية دفع كل االقتطاعات و التخفيضات المطبقة و الرسوم كذلك .
و نصت المادة 06من قانون رقم 02-04على وجوب مرافقة األسعار أو التعريفات
المعلنة المبلغ اإلجمالي الذي يدفعه الزبون مقابل اقتناء السلعة أو الحصول على الخدمة ،فالهدف
الذي ابتغاه المشرع هو لحماية المستهلك من المتدخل عندما ال يظهر هذا األخير المبلغ الحقيقي
الذي سيدفعه المستهلك ،ثم يتفاجئ بعد ذلك بقيمة المبلغ عند الدفع و التي قد ال توافق رغباته
المشروعة ،و نجد نفس هذا المبدأ مكرس بموجب المرسوم التنفيذي رقم 390-07المؤرخ في
،في المادة )(3
12ديسمبر 2007المحدد لشروط و كيفيات ممارسة نشاط تسويق السيارات الجديدة
22منه " :يجب أن يكون سعر البيع المبين في سند الطلبية الخاص بالسيارة ثابتا و غير قابل
للتعديل و التحيين عند الزيادة خالل مدة صالحية الطلبية " .
فيشترط في مثل هذا اإلعالم لصحته أن يكون مكتوبا ،و أن تبين هذه األسعار و تعريفات
البيع بصفة مرئية و مقروءة ،طبقا للمادة 05من قانون رقم 02-04و لن يتأتى ذلك إال بكتابة
هذه األسعار بخط واضح و كبير و مغاير للخط الذي تمت به كتابة اسم السلعة أو الخدمة ،و أن
توضع في مكان مقابل للمستهلك بحيث ال يبذل جهدا أو عناء في التعرف عليها و قراءتها ،مع
ضرورة تحرير المعلومات المتعلقة باألسعار و التعريفات باللغة العربية و يمكن استعمال لغات
أجنبية على سبيل اإلضافة).(4
-مرباح صليحة " ،حماية المستهلك من خالل الدور الوقائي " ،مداخلة في الملتقى الوطني حول " المنافسة وحماية المستهلك )(1
بين الشريعة و القانون " ،جامعة خميس مليانة ،يومي 21-20نوفمبر ، 2012ص . 52
-المرسوم التنفيذي رقم 65-09المؤرخ في ، 2009/02/07المتعلق بتحديد الكيفيات الخاصة المتعلقة باإلعالم حول األسعار )(2
في بعض قطاعات النشاط أو بعض السلع و الخدمات المعينة ،جريدة رسمية رقم ، 10المؤرخة في ، 2009/02/11ص .09
-المرسوم التنفيذي رقم 390-07المؤرخ في ، 2007/12/12المتعلق المحدد لشروط و كيفيات ممارسة نشاط تسويق )(3
في بعض قطاعات النشاط أو بعض السلع و الخدمات المعبئة ،جريدة رسمية رقم ، 10ص . 09
77
فاإلعالم باألسعار مسبقا عند إقبال المستهلك على اقتناء المنتوج ،يمكنه من الحفاظ على
حرية اتخاذ ق ارره باقتناء المنتوج من عدمه ،كون أن سعر المنتوج هو الشيء الذي يهتم به
المستهلك ،فيرفع عنه الحرج بالسؤال عن السعر و يسمح له بالمقارنة بين مختلف األسعار فيتفادى
بذلك ضغط المتدخل عليه باقتناء المنتوج ،مما يجعل رضاءه سليم و
مبصر(.)1
كما يساعد على تحقيق رقابة مستمرة على األسعار المتداولة في األسواق ،فإذا كان هذا
اإلعالم صحيح فيعد ذلك حاف از من حوافز التعاقد خاصة إذا كان السعر المعلن عنه غير مبالغ فيه
،و يمنع على المتدخل عند اإلعالم عن األسعار قيامه بالتمييز بين ()2
و يوافق رغبات المستهلك
المستهلكين حسب كل زبون و طبقا ألهوائه(.)3
فباستقراء نص المادتين 17و 18من قانون رقم 03-09المتعلق بحماية المستهلك ،نجد
المشرع نظم االلتزام باإلعالم بموجب مادتين فقط ،كما أنه لم يحدد طبيعة المعلومات التي يدلي
بها المتدخل مكتفيا باستعمال مصطلح " كل المعلومات " ،و بالرجوع إلى النصوص التنظيمية التي
ترك لها المشرع مجال تنظيم اإلعالم حسب طبيعة كل منتوج على حدى نجدها تحدد طبيعة هذه
المعلومات ،و تلزم المتدخل بواجب تحذير المستهلك عن مخاطر المنتوجات فهي بذلك تلقي على
عاتق المتدخل التزاما بالتحذير بنصوص صريحة ،و هذا ما لم ينص عليه المشرع في قانون رقم
، 03-09عكس المشرع الفرنسي الذي ينص عليه بموجب المادة
،و على اإلعالم عن شروط البيع و خصائص ()4
L221-1-2من قانون االستهالك الفرنسي
المنتوجات و عن آجال التسليم و أسعار المنتوجات في نفس القانون ،و هذا ما ال نجده بالنسبة
لقانون رقم 03-09فيما يخص اإلعالم حول األسعار الذي نص عليه في قانون رقم 02-04
المحدد للقواعد المطبقة على الممارسات التجارية ،كما أن الحماية التي كرسها المشرع لن تتوقف
عند مجرد إعالم المستهلك فقط ،بل تمتد إلى ضرورة مطابقة المنتوج لما هو محدد قانونا ،و أن
يكون هذا األخير مضمون .
-معزوز دليلة " ،االلتزام باإلعالم المستهلك اإللكتروني و مدى فعالية و شمولية قانون 03-09المتعلق بحماية المستهلك و ()2
قمع الغش " ،مجلة معارف ،المركز الجامعي البويرة ،العدد ، 08جوان ، 2010ص . 86-85
()3
- Calais-Auloy Jean et Steinmetz Frank، op.cit ،p 356.
()4
- www.Légifrance.gouv.com ، (L 111-1 à L 111-3) ، (L 113-1 à L 113-5) ، ( L 114-1،
L 221-1-2 ).
78
المطلب الثاني :ضمان استعمال المستهلك للمنتوج بصفة عادية للوقاية من المخاطر:
تشكل جودة المنتوجات حاف از مهما على إقبال المستهلك عليها ،لطمأنته حول طبيعتها ،
فبهذا تكون مطابقة لرغباته المشروعة و للمواصفات القانونية و للمقاييس المعتمدة (الفرع األول) و
لكن قد يحدث أن يتعيب المنتوج أثناء اقتناء المستهلك له ،مما يترتب على ذلك نشوء حق
المستهلك في مطالبة المتدخل بتنفيذ التزامه بالضمان (الفرع الثاني).
-بودالي محمد " ،حماية المستهلك ، " ...المرجع السابق ،ص .284-283 ()1
79
فالمطابقة تختلف فقد يبحث المستهلك على المطابقة الكمية ،حسب ما اتفق عليه مع المتدخل
و يتبين للمستهلك بعد ذلك أن كمية المنتوج أقل مما اتفق عليه فتتحقق عدم المطابقة مما يجعل
،فأساس المطابقة هنا االتفاق الذي تم بين ()1
المنتوج غير صالح للغرض المقتنى من أجله
المستهلك و المتدخل حول مقدار المنتوج الواجب تسليمه و لم يطابق الرغبات المشروعة للمستهلك
،كما قد تكون مطابقة وصفية لما يتم التعاقد على أساس أوصاف المنتوج و ذلك بناءا على عينات
أو كتالوجات أو نماذج يرسلها المتدخل للمستهلك يختار هذا األخير المنتوج الذي يتوافق و رغباته
المشروعة ،فتتحقق المطابقة الوصفية إذا كان المنتوج غير متضمن لتلك الصفات التي عرضها
المتدخل على المستهلك(.)2
و ال تقتصر المطابقة على المطابقة الكمية و المطابقة الوصفية فقط ،بل توجد المطابقة
الوظيفة التي هي الحقة عنهما تظهر في حالة استعمال المستهلك للمنتوج الذي اقتناه ،فيظهر له
إن كان صالحا لالستعمال المعد من أجله ،و لألغراض التي تعاقد المستهلك على أساسها ،
فالمطابقة الوظيفية مرتبطة بكل واقعة من شأنها أن تعطل هذا االستعمال حتى و لو كان المنتوج
خالي من العيوب(.)3
فتتحقق عدم المطابقة لما يكون المنتوج غير مطابق للرغبات المشروعة للمستهلك ،و ذلك
نتيجة عدم احترام المتدخل للمقاييس القانونية و التنظيمية المحددة لمعايير تحقق المطابقة مما
،و من أجل ضمان تحقيق الرغبات المشروعة ينبغي وضع ()4
يعرقل االستعمال السليم للمنتوج
منتوجات مطابقة لما هو محدد قانونا و تنظيما ،و بالتالي توفير األمن للمستهلك فتجنبه التذمر
،كما يساهم ضمان المطابقة بشكل كبير في مساعدة المستهلك على ()5
عند استعماله للمنتوج
اإلقبال على المنتوجات المعروضة في السوق و هو مطمئن حول مصداقيتها(.)6
-جمال محمود عبد العزيز " ،االلتزام بالمطابقة في عقد البيع الدولي للبضائع " ،القاهرة ،1997-1996 ،ص .34-33 ()1
()2
"- Fenouillet Dominique et Labarthe Françoise ، " Faut–il recodifier le droit de la consommation
،éditions ECONOMICA ،Paris ، 2002 ، p 111.
-أمازو لطيفة " ،العالقة بين عدم مطابقة المبيع للمواصفات و العيب الخفي " ،المجلة الجزائرية للعلوم القانونية و ()3
80
و لضمان تحقق مطابقة المنتوجات المعروضة لالستهالك ألقى المشرع على عاتق المتدخل
بموجب المادة 12الفقرة ( )01من قانون رقم ، 03-09إجراء رقابة ذاتية عن طريق قيامه بكل
التحريات الالزمة للتأكد من أن المنتوج الذي سيعرض لالستهالك مطابق للرغبات المشروعة
،فيمكن للمتدخل أثناء ()1
للمستهلك ،سواء من حيث الكم ،أو الوصف ،أو الوظيفة المرجوة منه
، قيامه بهذه الرقابة االعتماد على وسائل مادية مناسبة كما يستطيع االستعانة بأشخاص مؤهلين
()2
و نجد هذا مجسدا في الفقرة الثانية من المادة 12من قانون رقم ، 03-09فكل متدخل ملزم
بإجراء مثل هذه الرقابة حتى و لو كان مستوردا للمنتوجات األجنبية ،فال يمكنه التنصل من القيام
بمثل هذه الرقابة و ادعائه بوجود شهادات مرفقة مع المنتوج أو بالوسم الموضوع عليه ،و يقع عليه
إثبات إجرائه لمثل هذه الرقابة ،مثال بتقديمه وثائق تثبت أخذ المنتوج لمخبر متخصص أو إلى
. ()3
مصلحة متخصصة في تقدير الجودة
فلحماية المستهلك يستدعي األمر أن يكون المنتوج مطابقا للرغبات المشروعة للمستهلك و
لالستعمال المنتظر منه ،مع ضرورة إجراء المتدخل لرقابة ذاتية سابقة على عرض المنتوج
لالستهالك لوقاية و حماية مصالح المستهلك ،مع احترام المقاييس و المعايير القانونية المعمول
بها(.)4
()3
- Dorandeu.(n)، gomy.(m) et les autres ، op.cit ، p 163 .
()4
- Malaurie.(p) et laurent.(a) et gautier.(p) ، op.cit ، p 206 .
81
االحتياطات الواجب اتخاذها في حالة المنتوج الخطير ،فهذه المواصفات هي التي تجعل المنتوج
معدا للغرض المصنوع من أجله ،كما تؤدي هذه المواصفات لتبيين خطوات التركيب و صيانة
،مثلما تطرق له القرار الوزاري المشترك المؤرخ في 17أكتوبر 1998المتعلق ()1
المنتوج
بالخصائص التقنية للياهورت و كيفيات وضعه لالستهالك(.)2
فيقع على عاتق المتدخل منذ توليه مرحلة االنتاج إلى غاية استهالك المنتوج من قبل
. ()3
المستهلك ،احترامه لهذه المواصفات القانونية
-القرار الوزاري المشترك المؤرخ في 1998/10/17المتعلق بالخصائص التقنية للياهورت و كيفيات وضعه لالستهالك ،جريدة ()2
-سعداوي سليم " ،حماية المستهلك ،الجزائر نموذجا " ،الطبعة األولى ،دار الخلدونية ،الجزائر ، 2009 ،ص .116 ()4
()5
- Calais-Auloy Jean et Steinmetz Frank ،op.cit ، p 236-237.
82
-تحسين جودة السلع و الخدمات ،و نقل التكنولوجيا.
-التخفيف من العوائق التقنية للتجارة ،و عدم التمييز.
-إشراك األطراف المعنية في التقييس و احترام مبدأ الشفافية.
-تجنب التداخل و االزدواجية في أعمال التقييس.
-التشجيع على االعتراف المتبادل باللوائح الفنية و المواصفات و إجراءات التقييم ذات األثر
المطابق.
-اقتصاد الوارد و حماية البيئة.
-تحقيق األهداف المشروعة.
كما أكد وزير الصناعة السيد الهاشمي جعبوب على أنه من أهداف التقييس تطابق التشريع
الوطني مع االتفاقيات الدولية و متطلبات المنظمة العالمية للتجارة ،فيحمي بذلك المنتوجات
الوطنية من المنافسة غير الشريفة ،و يعمل على تشجيع تصدير المنتوج الجزائري و حماية
المستهلك من المنتوجات المستوردة(.)1
و من أهدافه أيضا البحث عن السالمة ،و ذلك من خالل األهداف المتعلقة بحماية
،فيضمن التقييس تلبية المنتوج ()2
المستهلكين و النزاهة التجارية و حماية صحة األشخاص و أمنهم
الحتياجات المستهلك التي تكون مطابقة لخصائص يمكنها ضمان أمن و جودة المنتوج ،فيساعد
على ترويج المنتوجات و تسهيل بيعها ،فمجرد تحقق مطابقة المنتوجات يساعد على تحسين
اختيار المستهلك لهذه األخيرة بدون أن يقع في أي أخطاء(.)3
فيعمد على تبيين خصائص المنتوجات و طرق إنتاجها بواسطة اللوائح الفنية التي عرفتها
المادة 02الفقرة ( )08من قانون رقم 04-04المتعلق بالتقييس ،على أنها " :وثيقة تتخذ عن
طريق التنظيم و تنص على خصائص منتوج ما ،أو العمليات و طرق االنتاج المرتبطة به ،بما
في ذلك النظام المطبق عليها ،و يكون احترامها إجباريا ،كما يمكن أن تتناول جزئيا أو كليا
-جعبوب الهاشمي " ،التقييس آلية لحماية االقتصاد و المستهلك " ،مجلة مجلس األمة ،العدد ، 15جويلية/أوت ،2004 ()1
ص . 10
-فتاك علي " ،تأثير المنافسة على االلتزام بضمان سالمة المنتوج " ،الطبعة األولى ،دار الفكر الجامعي ،اإلسكندرية ، ()2
، 2007ص .273
()3
- Chendeb Rabih ، op.cit ، p 201 .
83
المصطلح ،و الرموز و الشروط الواجبة في مجال التغليف ،و السمات المميزة أو اللصقات لمنتوج
أو عملية أو طريقة إنتاج معينة ".
كما سمح القانون المتعلق بالتقييس للمتدخلين باللجوء الستعمال المواصفات الدولية ذات
الصلة كأساس للوائح الفنية ،شرط تحقيق هذه المواصفات الدولية لألهداف المشروعة للتقييس ،
فاللوائح الفنية تستند إلى المتطلبات المتعلقة بالمنتوج من حيث خصائص استعماله دون االستناد
إلى تصميمه أو إلى خاصياته الوصفية ،كما يجب أن يؤخذ بعين االعتبار المخاطر التي قد تنجر
عن عدم اعتمادها ،و يتم تقدير هذه المخاطر بالنظر إلى المعطيات العلمية و التقنية المتوفرة ،و
،فتؤدي الالئحة ()1
تقنيات التحويل المرتبطة بها ،و االستعماالت النهائية المتوقعة للمنتوجات
الفنية إلى تفادي المخاطر التي قد تنجم عن عدم اعتمادها ،مما ينبغي األخذ بالمعطيات العلمية و
،فيمكن ()2
التقنية المعتمدة ،فالهدف منها هو لتفادي تغليط المستهلك و حماية صحته و سالمته
القول أنه إذا كان منتوجا ما مطابقا للوائح الفنية فإنه يكون متوف ار للسالمة المنتظرة منه(.)3
لذلك فالمواصفات القياسية هي تلك الخصائص التقنية ،المبنية على النتائج الناجمة عن
التطور التكنولوجي و الخبرة التي تهدف إلى تحقيق جودة المنتوجات بدرجة أولى ،ثم إرضاء
،فتتحقق المطابقة القياسية لما يكون ()4
الرغبات المشروعة للمستهلك و أمنه و صحته و سالمته
،و هذا ما أكد عليه المشرع ()5
المنتوج مطابقا لهذه المواصفات الفنية من طرف هيئات متخصصة
في المادة 03الفقرة ( )19من قانون رقم " :03-09استجابة كل منتوج موضوع لالستعمال
للشروط المتضمنة في اللوائح الفنية. "...
-أنظر المواد 06و 07و (01) 10من قانون رقم 04-04المتعلق بالتقييس ،جريدة رسمية رقم ، 41المؤرخة في ()1
، 2004/06/27ص . 16
-سعداوي سليم ،المرجع السابق ،ص . 119 ()2
-بولحية بن بوخميس علي " ،القواعد العامة لحماية المستهلك و المسؤولية المترتبة عنها في التشريع الجزائري " ،الطبعة ()4
84
-أنواع المواصفات القياسية :
عرفت المادة 02الفقرة ( )04من قانون رقم 04-04المتعلق بالتقييس ،المواصفة على
أنها " :وثيقة غير إلزامية توافق عليها هيئة تقييس معترف بها ،تقدم من أجل االستخدام العام
المتكرر ،للقواعد و اإلشارات ،أو الخصائص المتضمنة الشروط في مجال التغليف و السمات
المميزة أو اللصقات أو عملية أو طريقة انتاج معينة " .
فالتقييس ينقسم بدوره إلى التقييس الوطني المتجسد في المواصفات الوطنية ،كما يوجد التقييس
الخاص المتجسد في تلك المواصفات المؤسساتية :
-عياشي جمال " ،قراءة التقييس في ظل القانون الجزائري " ،مداخلة في الملتقى الوطني الخامس حول " الحماية القانونية ()1
85
،و ال يمكن تطبيق المصادقة عليها إال بتاريخ )(1
يستدعي األمر القيام بالتحريات على المنتوجات
. دخول هذه المواصفة حيز التنفيذ
)(2
* مواصفات المؤسسة:
يتم إعدادها بمبادرة من المؤسسة المعنية بالنظر إلى خصائصها الذاتية ،و تنفرد هذه
المواصفات المؤسسة بكل المواضيع التي ليست محل مواصفات جزائرية ،فهي توجه خصوصا
للمنتوج ،إجراءات الصنع ،اآلالت المستعملة ،و توضع و تنشر بمبادرة من مديرية المؤسسة ،
مراعية بذلك القوانين المتعلقة بالتقييس و ال يجوز أن تكون مواصفات المؤسسة مناقضة لخصائص
،و يمكن )(4
المواصفات الوطنية ،و يجب أن تبلغ هذه المواصفات إلى المعهد الجزائري للتقييس
. )(5
للمواصفات المؤسسة أن تكون محل مواصفات مصادق عليها أي تعتمد كأنها مقاييس وطنية
– و هذا ما أكدت عليه المادة )03( 10من المرسوم التنفيذي رقم 464-05المؤرخ في ، 2005/12/06المتعلق بتنظيم )(1
، 2005/12/11ص . 05
-عياش جمال ،المرجع السابق ،ص . 06 )(5
86
للمواصفات الوطنية ،مرة كل خمس سنوات قصد اإلبقاء عليها أو مراجعتها أو إلغائها ، "...فمن
حق المعهد الجزائري للتقييس القيام بهذه المراجعة ،كما يمكن خالل 05سنوات المنصوص عليها
في المادة 19من المرسوم التنفيذي رقم 464-05المتعلق بتنظيم التقييس و سيره ،لكل طرف
يهمه األمر المبادرة بطلب هذا الفحص لدى المعهد الجزائري للتقييس ،فتهدف مراجعة التقييس
إلى :
-تسهيل و ضمان و احترام المقاييس من قبل المتدخلين في السلسلة االنتاجية.
-التأكد من تكييف التقييس مع المعطيات الوطنية و المؤسساتية الخاصة.
أما بالنسبة إللغاء التقييس فيهدف إلى :
-إنهاء العمل بالمواصفة القياسية و بالتالي يعمل على ايجاد مواصفة أفضل منها متطورة أكثر.
و نجد تجسيدا لتحقيق عدم مطابقة المنتوج للمقاييس القانونية ،على مستوى الغرفة الجزائية بموجب
القرار الصادر عن المحكمة العليا و المؤرخ في .)1(1995/ 03/28
-قرار صادر عن المحكمة العليا الغرفة الجزائية ،المؤرخ في ، 1995/03/28ملف رقم ،120509المجلة القضائية العدد 02 ()1
،ص )161-160المتعلق ببيع مشروبات غير صالحة لالستهالك الذي يؤكد أن اثبات عدم المطابقة للمقاييس القانونية يكون
استنادا للخبرة الطبية غير منازع فيها تثبت عدم صالحية المنتوج المعروض لالستهالك( .
-بودهان موسى " ،النظام القانوني للتقييس " ،دار الهدى ،الجزائر ، 2011 ،ص . 75 ()2
87
-اقتراح االستراتيجيات و التدابير الكفيلة بتطوير النظام الوطني للتقييس و ترقيته.
-تحديد األهداف المتوسطة و البعيدة المدى في مجال التقييس.
-دراسة مشاريع البرامج الوطنية للتقييس المعروضة عليه إلبداء رأيه.
-متابعة البرامج الوطنية للتقييس و تقييم تطبيقها.
فهو يحدد السياسة الوطنية للتقييس و يعمل على تقييم المطابقة).(1
-المرسوم التنفيذي رقم 20-11المؤرخ في ، 2011/01/25المتضمن إنشاء المعهد الجزائري للتقييس و يحدد قانونه األساسي )(2
المؤرخ في ،جريدة رسمية رقم ، 06المؤرخة في ، 2011/01/30ص ، 04المعدل و المتمم للمرسوم التنفيذي رقم 69-98
1998/04/21و المتعلق بإنشاء المعهد الجزائري للتقييس و يحدد قانونه األساسي ،جريدة رسمية رقم ، 11المؤرخة في
. 1998/03/01
88
بمطابقة أنظمة التسيير و الخدمات و األشخاص ،مشاركة المعهد في أشغال المنظمات الدولية و
الجهوية للتقييس و تمثيل الجزائر فيها ،فالمعهد الجزائري للتقييس يقوم بأدوار هامة من شأنها
تنشيط و مراقبة مقاييس و مواصفات المنتوجات مما يؤدي إلى حماية المستهلك من المنتوجات
الوطنية و األجنبية التي ال تحترم المقاييس الوطنية).(1
89
* الهيئات ذات النشاطات التقييسية:
عرفتها المادة 02الفقرة ( )09من قانون رقم 04-04المتعلق بالتقييس ،على أنها:
"هيئة تتولى نشاطات معترف بها في ميدان التقييس " ،فهي كيان يثبث كفاءته التقنية لتنشيط
األشغال في ميدان التقييس ،و من اختصاصات هذه الهيئات ،أنها تعد المواصفات القطاعية و
. تبلغها إلى المعهد الجزائري للتقييس ،و تسهر على توزيعها على الجهات المعينة
)(1
-أنظر المواد 13 ،12 ،11من المرسوم التنفيذي رقم 464-05المؤرخ في ، 2005/12/06المتعلق بتنظيم التقييس و )(1
-المادة 05من المرسوم التنفيذي رقم 100-08المؤرخ في ، 2008/10/30المحدد لصالحيات وزير الصناعة وترقية )(3
الصناعية و ترقية االستثمارات و تنظيمها و تسيرها ،جريدة رسمية رقم ،12المؤرخة في ،2009/02/22ص . 04-03
90
-وزارة التجارة :
نصت المادة 05من المرسوم التنفيذي رقم 453-02المؤرخ في 21ديسمبر 2002
،على أنه يكلف وزير التجارة في مجال جودة السلع و )(1
المتعلق بتحديد صالحيات وزير التجارة
الخدمات و حماية المستهلك بتحديد بالتشاور مع الدوائر الو ازرية و الهيئات المعنية شروط وضع
هذه المنتوجات رهن االستهالك في مجال الجودة و النظافة الصحية و األمن ،و طبقا لنص المادة
04من المرسوم التنفيذي رقم 266-08المعدل و المتمم للمرسوم التنفيذي رقم 454-02المؤرخ
،نصت على مهام )(2
في 21ديسمبر 2002المتضمن تنظيم اإلدارة المركزية في و ازرة التجارة
مديرية الجودة و تشجعيها و متابعتها ،كما نصت في إطار تحديد اختصاصات المديرية الفرعية
لتقييس الخدمات :على حق اقتراح التنظيم و التقييس المتعلقين بجودة المنتوجات و الخدمات و
بحماية المستهلكين و المساهمة في أعمال التقييس داخل اللجان التقنية الوطنية للتقييس ،و المبادرة
بكل الدراسات و األعمال الخاصة بالتقييس في مجال الجودة و النظافة الصحية و األمن أو
المشاركة في ذلك .
كما للتقييس دور في انتظام المعامالت االقتصادية و لكن المالحظ في الجزائر أن عدد
المواصفات الفنية و القياسية محدود بالمقارنة مع الدول األخرى ،و يكمن السبب في أنه ال يجري
-المرسوم التنفيذي رقم 453-02المؤرخ في ، 2002/12/21المتعلق بتحديد صالحيات وزير التجارة ،جريدة رسمية رقم 85 )(1
91
تحديث و عصرنة هذه المواصفات بصفة مستمرة لمواكبة التطورات العلمية و التكنولوجية زيادة
. )(1
الستهدافها للمستوى المتواضع للجودة و الكفاءة
-العيد حداد " ،الحماية القانونية في ظل اقتصاد السوق " ،رسالة لنيل شهادة الدكتوراه ،كلية الحقوق بن عكنون 2002، )(1
ص . 227
-المادة 29من المرسوم التنفيذي رقم 464-05المؤرخ ، 2005/12/06المتعلق بتنظيم التقييس و سيره " :تخضع )(2
المواصفات و اللوائح الفنية ،عند تطبيقها ،على اجراءات تقييم مطابقتها ،و تعد اجراءات تقييم المطابقة وثائق ذات طابع تقيسي "
،جريدة رسمية رقم ، 80المؤرخة في ، 2005/12/11ص . 03
-أنظر المواد 32 ،31 ،30 ، 29من المرسوم التنفيذي 464-05المؤرخ في ، 2005/12/06جريدة رسمية )(3
92
و عند القيام بتقييم المطابقة ،ال يجب أن يكون البحث عن ضمان كافي لمطابقة المنتوجات
للوائح الفنية أو المواصفات الوطنية سببا للمبالغة في إجراءات تقييم المطابقة ،و يتم تطبيق
إجراءات تقييم المطابقة على موردي منتوجات يكون منشأها إقليم دولة عضوة ،بحسب القواعد
. نفسها و ضمن الشروط ذاتها المطبقة على الوطنيين
)(1
فتهدف إجراءات التقييم إلى إثبات المتطلبات الخصوصية للمنتوجات ،أو نظام أو أشخاص ،
أو هيئات تم احترامها و هي موافقة للمقاييس المعتمدة ،مما يسمح بوضع حد لغش
المتدخلين و يلزمهم بالتقيد بهذه المواصفات بغية الحفاظ على مصالح المستهلك).(2
فيرمي اإلشهاد على المطابقة إلى إثبات جودة المواد المنتجة و مدى مطابقتها للمقاييس
المعتمدة و للمواصفات القانونية و التنظيمية ،فهذا اإلشهاد يعد تأكيدا من طرف ثالث على أن
المتطلبات الخصوصية المتعلقة بالمنتوجات مطابقة لصفات دقيقة و لقواعد محددة ،تقوم باالعتراف
-أنظر المواد 14،16من قانون رقم 04-04المؤرخ ، 2004/06/23المتعلق بالتقييس ،جريدة رسمية رقم ،41المؤرخة في )(1
، 2004/06/27ص . 17
-بوطبل خديجة ،المرجع السابق ،ص . 13 )(2
)(3
- Juris classeur، concurrence،consommation ، " Produits interdits ou réglementés " ، volume 11،
fasc 960 ، 2006 ، p 06 .
-زوبير أرزقي ،المرجع السابق ،ص . 141 )(4
93
بها هيئة غير المتدخل ) ،(1و هذا ما أكد عليه المرسوم التنفيذي رقم 465-05المؤرخ في
06ديسمبر 2005المتعلق بتقييم المطابقة ) ،(2في مادته 03الفقرة ( ، )02كما حددت المادة 08
من هذا المرسوم التنفيذي الحاالت التي تخضع لإلشهاد فنصت على أن اإلشهاد على المطابقة
يشمل :اإلشهاد على المطابقة الخاص باألشخاص و هو الذي يشهد فيه بالكفاءة التقنية لشخص
في أدائه لعمل محدد ،كما يمتد هذا اإلشهاد إلى المنتوج فيثبت مطابقته لصفات محددة مسبقا ،و
على النظام الذي يخص تسيير الجودة ،تسيير السالمة الغذائية ،تسيير الصحة و السالمة في
الوسط المهني ،كما ال يقتصر اإلشهاد على مطابقة المنتوجات المنتجة محليا فقط بل يتعداه إلى
. اإلشهاد على مطابقة المنتوجات المستوردة
)(3
-المنتوجات المحلية:
يتم تحديد مواصفات المنتوجات في مجال الجودة بإجراء تحاليل الجودة و مراقبة مدى مطابقة
المنتوجات ،عن طريق االستعانة بوسائل مادية مالئمة و بالوسائل البشرية المتخصصة و المؤهلة
و كل هذا قبل عرضها لالستهالك فيتم ذلك في مخابر التحاليل المعتمدة ،و شبكة مخابر التحاليل
،فيختص المعهد الجزائري للتقييس لوحده )(4
،ليصدر في األخير شهادة المطابقة التي تكون إلزامية
بتسليم شهادات المطابقة اإلجبارية للمنتوجات المصنعة محليا ،مع الترخيص بوضع عالمة
المطابقة الوطنية طبقا للمادة 14من المرسوم التنفيذي رقم 465-05المتعلق بتقييم المطابقة).(5
-المنتوجات المستوردة:
لقد ألزم المرسوم التنفيذي رقم 465-05المتعلق بتقييم المطابقة ،المتدخل على ضرورة
الخضوع إلجراءات تقييم المطابقة طبقا للمادة 13منه كونه يحمل صفة المستورد هنا ،و قد أكدت
)(1
- Juris classeur،concurrence،consommation ، " Santé et sécurité des consommateurs " ،op.cit ،
p 10 .
-المادة " )01(03اإلشهاد على المطابقة " :تأكيد طرف ثالث على أن المتطلبات الخصوصية المتعلقة بمنتوج أو مسار أو )(2
نظام أو شخص ،تم احترامها " ،من المرسوم التنفيذي رقم 465-05المؤرخ في ، 2005/12/06المتعلق بتقييم المطابقة جريدة
رسمية رقم ، 80المؤرخة في ، 2005/12/11ص . 10
-أنظر المادة 13من المرسوم التنفيذي رقم 465-05المتعلق بتقييم المطابقة ،المؤرخ في ، 2005/12/60جريدة رسمية رقم )(3
، 80ص . 11
-بن بوخميس علي بولحية ،المرجع السابق ،ص . 28 )(4
-المادة 14من المرسوم التنفيذي رقم 465-05المتعلق بتقييم المطابقة " ،المعهد الجزائري للتقييس هو المخول الوحيد لتسليم )(5
شهادات المطابقة اإلجبارية للمنتوجات المصنعة محليا التي ترخص وضع عالمة المطابقة الوطنية اإلجبارية ، " ...جريدة رسمية رقم
، 80ص . 11
94
على ذلك المادة 01من المرسوم التنفيذي رقم 467-05المؤرخ في 10ديسمبر 2005المحدد
لشروط مراقبة مطابقة المنتوجات المستوردة عبر الحدود و كيفيات ذلك ).(1
فالهدف من إجراء مثل هذه المطابقة على المنتوجات المستوردة يرمي إلى معرفة مدى
مطابقتها للمواصفات القانونية أو التنظيمية ،و مدى مطابقتها أيضا للبيانات المتعلقة بالوسم و
الوثائق المرفقة بها ،و كذلك باالستناد لشروط استعمالها و نقلها و تخزينها ،مع غياب أي تلف أو
تلوث محتمل في مثل هذه المنتوجات ) ،(2و بعد التحقق من مطابقة هذه المنتوجات يتم منح
العالمات الدالة على مطابقتها للمقاييس و المواصفات الجزائرية ،و هي عالمة (تج) التي يتم
،فيمنع المشرع ادخال منتوجات ال تحمل عالمة المطابقة اإلجبارية و )(3
وضعها على المنتوجات
تسويقها داخل الوطن طبقا للمادة 15من المرسوم التنفيذي رقم 465-05المتعلق بتقييم المطابقة
،التي تنص على " :يجب أن تحمل المنتوجات المستوردة المذكورة في المادة 13أعاله عالمة
المطابقة اإلجبارية التي تسلمها الهيئات المؤهلة لبلد المنشأ و المعترف بها من المعهد الجزائري
للتقييس ،يمنع دخول المنتوجات التي ال تحمل عالمة المطابقة اإلجبارية و تسويقها داخل التراب
الوطني " .
فعدم مطابقة المنتوج للمواصفات و المقاييس المحددة قانونا يعد انعدام صريح لعدم تنفيذ
،فهذا األخير ملزم قانونا بالتأكد من أن منتوجاته تلبي و تطابق ()4
المتدخل اللتزامه بالمطابقة
،فأمن و صحة و سالمة ()5
اللوائح الفنية و المقاييس المحددة قانونا و المتعلقة بسالمة المستهلك
،و هذا ما يمثل المفهوم الواسع للمطابقة ،إذن ()6
هذا األخير هي الرغبة المشروعة التي ينتظرها
و -المرسوم التنفيذي رقم 467-05المؤرخ في ، 2005/12/10المحدد لشروط مراقبة المنتوجات المستوردة عبر الحدود )(1
95
فللوصول إلى تحقيق جودة المنتوجات يتم ذلك بمطابقة هذه األخيرة للمقاييس و النصوص المقررة
قانونا الذي يعد أداة لحماية المستهلك ) ،(1و هذا ما يجسد المفهوم الضيق للمطابقة.
)(1
- Bouaiche Mohamed، op.cit ، p 20 .
)(2
" - Kahloula.(M) et Mekamcha.(G) ، " La protection du consommateur en droit Algérien
(la deuxième partie) ، revue idara ، n°01 ، 1996 ، p 33 .
96
كما يمكن للعيب أن ينقص من قيمة المنتوج أو من االنتفاع به ،بحسب الغاية التي قصدت
منه مما يجعله غير مطابق لما اتفق عليه ،أو بحسب ما هو ظاهر من طبيعته أو عند استعماله ،
فللعيب تعريفا مادي بحيث يصيب الشيء و يلحق به الهالك ،كما له تعريف وظيفي كونه يصيب
الشيء في أوصافه أو في خصائصه ) ،(1فيكون عيبا خفيا موجبا للضمان لما ال يستطيع المستهلك
،عكس العيب الظاهر الذي يكتشفه المستهلك )(2
اكتشافه عند فحصه للمبيع بعناية الرجل العادي
بمجرد فحصه له ،و حتى يلتزم البائع بضمان العيب الخفي ينبغي توفر شروط في هذا العيب و
هي:
-حساني علي " ،اإلطار القانوني لاللتزام بالضمان في المنتوجات ،دراسة مقارنة " ،رسالة لنيل شهادة الدكتوراه ،جامعة )(1
-بودالي محمد " ،مسؤولية المنتج ، " ...المرجع السابق ،ص . 60-59 )(3
-حساني علي " ،االلتزام بضمان الضرر في عيوب المنتجات " ،المجلة الجزائرية للعلوم القانونية و االقتصادية و السياسية )(4
97
بعناية الرجل العادي إال باللجوء إلى خبير الكتشاف العيب).(1
-أن يكون العيب قديما :
أي أن يكون العيب موجودا وقت تسلم المنتوج و ال يهم إن كان موجودا قبل إتمام البيع أو بعد
. تمام البيع
)(2
فأكد القرار الصادر عن المحكمة العليا المؤرخ في 1999/07/21على إلزامية ضمان البائع
للعيوب الخفية في مجال بيع السيارات القديمة عندما يتعذر على المشتري نفسه اكتشاف هذا العيب
،فيعد ضمان العيوب الخفية وسيلة في يد )(3
أو عندما يكون المبيع مشوبا بعيوب تنقص من قيمته
،كما أضاف المشرع للعيب )(4
المشتري إللزام البائع بتسليم مبيع مطابق للمواصفات المتفق عليها
،و ينبغي على المتدخل أن ينفذ تعهده )(5
الخفي الصفة التي تعهد المتدخل بوجودها للمستهلك
للمستهلك بوجود هذه الصفة وقت التسليم مما يجعل المتدخل ضامنا لها إذا ظهر فيما بعد عدم
. )(6
وجود الصفة التي اقتنى المستهلك المنتوج من أجلها ،و أكد له البائع بوجودها في المنتوج
و هذا ما كرسته المحكمة العليا في قضية (ش ،ك) ضد المؤسسة الوطنية للتموين بالمواد
الغذائية بحيث المؤسسة لم تسلم المبيع بالنوعية و الجودة المتفق عليها إلى (ش ،ك) و التي
تعهدت بوجودها في العقد ) ،(7فإن تخلف أي صفة من الصفات التي تعهد بوجودها البائع تؤثر
على قيمة المبيع و المنفعة المرجوة منه ،و من ثمة يبقى الحق في الضمان قائما إلى جانب حقه
. )(8
في ضمان العيوب الخفية للمبيع
-حليمي ربيعة " ،ضمان اإلنتاج و الخدمات " ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير ،كلية الحقوق بن عكنون ، 2001، )(1
ص . 20
-بودالي محمد " ،مسؤولية المنتج ، " ...المرجع السابق ،ص . 56 )(2
-قرار صادر عن المحكمة العليا ،المؤرخ في 1999/07/21ملف رقم 202940قضية ( م .ب.م) ضد ( ب.ش.ع) ،المجلة )(3
-عبد المنعم موسى إبراهيم " ،حماية المستهلك ، " ...المرجع السابق ،ص . 464 )(5
و -بعجي محمد " ،أحكام االلتزام لضمان حماية المشتري في قانون المدني الجزائري " ،المجلة الجزائرية للعلوم القانونية )(6
ص . 127-124
-عزري الزين " ،حماية المستهلك من خالل أحكام الضمان في عقد البيع المدني " ،مجلة العلوم القانونية و اإلدارية ،سيدي )(8
98
كما أكد المشرع في المادة 03الفقرة ( )12من قانون رقم ، 03-09على أن المنتوج السليم
و النزيه و القابل للتسويق هو " :منتوج خال من أي نقص و/أو عيب خفي يضمن عدم اإلضرار
بصحة و سالمة المستهلك و/أو مصالحه المادية و المعنوية " .
فهذا يعد تأكيدا من المشرع على اعترافه بالعيب الخفي صراحة إلى جانب اعترافه بالعيب
الظاهر ،خاصة عند استعماله لمصطلح " نقص" ،و لم يجعل لهذا النقص و العيب شروط
للمطالبة بالضمان بل ربطهما بعدم اإلضرار بصحة و سالمة المستهلك و بمصالحه المادية و
المعنوية مما يعد ضمانة هامة ،مقارنة مع أحكام ضمان العيب الخفي في القواعد العامة التي
تحمل المستهلك عبء إثبات هذا العيب .
فنجد مثل هذا الضمان في المنتوجات دقيقة الصنع و سريعة التلف مثل اآلالت الميكانيكية
و السيارات و الثالجات و البطاريات ،و السبب في ذلك كون المستهلك يحتاج للضمان لكي
يقتنيها خاصة ألنها سهلة التعيب بالنظر لدقتها ،فضمان الصالحية للعمل يكون شامال لكل خلل
قد يحدث للمنتوج حتى و لو لم يكتنفه عيب ،و يستوي األمر سواء كان العيب خفيا أم ظاه ار أدى
إلى عدم صالحية المبيع للعمل ،فالمتدخل يضمن للمستهلك كل ما يمكنه أن يعيق استعمال هذا
المنتوج استعماال عاديا(.)2
فيشترط تحقق جملة من الشروط وفقا للقواعد العامة لكي يتمكن المستهلك من التذرع بمثل
هذا الضمان في مواجهة المتدخل:
-أن يكون المنتوج غير صالحا لالستعمال حتى يتحقق الضمان .
-ثروت فتحي إسماعيل " ،المسؤولية المدنية للبائع المهني ،الصانع ،الموزع ،دراسة مقارنة " ،رسالة لنيل شهادة الدكتوراه ، ()2
99
-وضع المشرع مدة لرفع هذه الدعوى خالل 06أشهر من تاريخ اإلخطار بالنسبة لصالحية
المنتوج لالستعمال الذي يكون في أجل شهر من وقت ظهور الخلل الذي جعل هذا المنتوج غير
. )(1
صالح لالستعمال المخصص له
فيمكن القول أن المشرع سوى بين االلتزام بضمان السالمة و االلتزام بضمان الصالحية
)(2
كون هذه األخيرة هي المعيار الذي يمكن عن طريقها الحكم بوجود خلل من عدمه ،فالمقصود بها
هي أداء المنتوج للوظيفة المرجوة منه و التي تطابق الرغبات المشروعة للمستهلك فللتأكد من
،فمن حق المستهلك )(3
صالحية المنتوج للعمل تتم االستعانة بمنتوج مماثل و من نفس النوع
الحصول على منتوج صالح لالستعمال الذي يوافق رغباته و حاجاته مع مطابقته للمواصفات طبقا
لما تقتضيه حسن النية .
كما أن ضمان صالحية المنتوج للعمل لمدة معلومة تختلف عن العيب الخفي و ليست
مرادفا له ،فقد يكون المنتوج خاليا من أي عيب ،لكنه يعد غير صالحا للقيام بالوظيفة المخصصة
،و أكدت المادة 10 )(4
له ،كما قد تتحقق عدم الصالحية للعمل نتيجة وجود عيب في الشيء
المرسوم التنفيذي رقم 327-13المحدد لشروط و كيفيات وضع ضمان السلع و الخدمات حيز
،على ضرورة بقاء المنتوج صالحا لالستعمال المخصص له ،و يجب اإلشارة إلى أن )(5
التنفيذ
هنالك اختالف بين االلتزام بضمان صالحية المبيع للعمل كونه ضمان اتفاقي ،و التزام المتدخل
بضمان العيوب الواردة في المنتوج كونه ضمان قانوني.
-حدوش فتيحة " ،ضمان سالمة المستهلك من المنتوجات الخطرة في القانون الجزائري على ضوء القانون الفرنسي " ،مذكرة )(2
، 2004ص . 22-21
-حساني علي " ،اإلطار القانوني لاللتزام بالضمان ، " ...المرجع السابق ،ص . 256 )(4
-المرسوم التنفيذي رقم 327-13المؤرخ في ، 2013/09/26المحدد لشروط و كيفيات وضع ضمان السلع و الخدمات حيز )(5
التنفيذ ،جريدة رسمية رقم ، 42المؤرخة في ، 2013/10/02ص ، 17الذي جاء ليلغي أحكام المرسوم التنفيذي رقم 266-90
المتعلق بضمان المنتوجات و الخدمات ،طبقا للمادة 24منه بحيث تدخل أحكام هذا المرسوم حيز التنفيذ بعد سنة واحدة من تاريخ
نشره في الجريدة الرسمية طبقا للمادة 26منه .
100
-(02ضمان خطورة المنتوجات :
نظ ار لتعقد المنتوجات و نقص خبرة المستهلك ،يلتزم المتدخل بضمان سالمة المنتوج ،
و بالتالي فهو ضامن لكل المخاطر التي من شأنها تهديد صحة و أمن و مصالح المستهلك لكن
. هذه الخطورة تختلف حسب طبيعة المنتوجات
)(1
101
لتوفرها على مقاييس السالمة و األمن ،لكن قد يشوبها عيب كامن فيها ال يجعلها تقوم بوظيفتها
. فتسبب خط ار لمستعمليها ،بسبب انعدام صيانتها أو بسبب وجود خلل في نظامها الكهربائي
)(1
و بالرجوع إلى قانون رقم ، 03-09الذي لم يفرق بين المنتوجات الخطيرة بطبيعتها
و المنتوجات الخطيرة بسبب وجود عيب فيها و ما يمكن أن ينشأ عنها من أضرار ،مما ينبغي
على المتدخل تقديم منتوجات خالية من أي عيب يجعلها غير صالحة لالستعمال المخصص لها أو
من أي خطر قد ينطوي عليها ،أو ما قد تلحقه هذه المنتوجات من أضرار تمس بسالمة و صحة
. )(2
المستهلك
خطير بصفة عامة لما يكون ال يتوفر على السالمة الممكن توقعها بصفة
ا فيعد منتوجا
،و هذا ما أكد عليه المشرع في المادة 03الفقرة ( )12من قانون )(3
مشروعة من قبل المستهلك
رقم ، 03-09عند تحديده لمواصفات المنتوج السليم و النزيه و القابل للتسويق ،فمعيار تقدير
خطورة أي منتوج هو غياب السالمة المتوقعة منه و هذا ما سار عليه المشرع الفرنسي ،و تبعه في
ذلك مشرعنا لما ربط المنتوج الذي ال يتوفر على السالمة و يهدد المصالح المادية و المعنوية
ن)(4
. للمستهلك بالمنتوج الخطير و الغير المضمو
ظاهر أم العيب
ا فمهما يكن من العيوب التي قد تط أر على المنتوج سواء كان العيب خفيا أم
الذي يجعل المنتوج غير صالح لالستعمال ،أو العيب الناتج عن تصميم و تكوين المنتوج أو عن
عدم مراعاة األصول الفنية الالزمة عند صناعة المنتوج أو عند عرضه لالستهالك ،أو بمجرد
ار بالمستهلك ،فالمشرع لم يحدد طبيعة هذا العيب
استعماله يتعيب المنتوج مما يؤدي إللحاقه أضر ا
،فمهما كانت طبيعة هذا )(5
و هذا ما نلمسه في المادة 13الفقرة ( )03من قانون رقم03-09
العيب خفيا أم ظاه ار فالمتدخل يعد ملزما بضمان كل العيوب التي تصيب المنتوج ،فقد ربط
المشرع معيار تحديد المنتوج المعيب بثالث شروط أساسية و هي :
-عدم توفر السالمة المطلوبة .
-احتواء المنتوج على عيب أو نقص فيه .
-حساني علي " ،االلتزام بضمان الضرر ، " ...المرجع السابق ،ص . 235 )(1
-بودالي محمد " ،مسؤولية المنتج ، " ...المرجع السابق ،ص . 91-89 )(2
-المادة 13الفقرة ( )03من قانون رقم " ، 03-09يجب على كل متدخل خالل فترة الضمان المحددة في حالة ظهور عيب )(5
102
-وجود خطورة يشكلها هذا المنتوج مما يؤدي به إلى إلحاق ضرر بالمستهلك ،و هذا ما نص
عليه المشرع في قانون رقم .)1(03-09
فنكون أمام عيب موجب للضمان لما ال يحترم المتدخل المعايير الواجبة لتحقيق السالمة ،
خطر على صحة و سالمة المستهلك فيتم تقدير وجود
ا فيصبح هذا المنتوج المعيب يهدد و يشكل
. ()2
هذا العيب بالنظر للرغبة المشروعة للمستهلك
و من أجل ذلك ألزم المشرع المتدخل بتسليم شهادة الضمان للمستهلك طبقا للمادة 06من
المرسوم التنفيذي رقم 327-13المحدد لشروط و كيفيات وضع ضمان السلع و الخدمات حيز
التنفيذ ،على جعل شهادة الضمان إلزامية على المتدخل تكون مرفقة بالمنتوجات الخاضعة للضمان
مع ضرورة ذكر البيانات التالية :اسم أو اسم شركة الضامن و عنوانه و رقم سجله التجاري و كذا
العنوان اإللكتروني عند االقتضاء ،و اسم و لقب المقتني ،رقم و تاريخ الفاتورة أو تذكرة الصندوق
أو قسيمة الشراء ،طبيعة السلعة المضمونة ،سعر هذه السلعة المضمونة ،مدة الضمان ،اسم و
. عنوان الممثل المكلف بتنفيذ الضمان
()3
كما أكدت المادة 07من المرسوم التنفيذي رقم 327-13المتعلق بتحديد الشروط
و كيفيات وضع ضمان السلع و الخدمات حيز التنفيذ ،على استعمال بيانات الضمان الواردة في
المادة 06في مجال تقديم الخدمات إما عن طريق بند تعاقدي أو في فاتورة أو في قسيمة شراء أو
أي وثيقة أخرى و هذا هو الشيء الجديد الذي جاء به هذا المرسوم مقارنة مع المرسوم التنفيذي رقم
. 266-90الملغى المتعلق بضمان المنتوجات و الخدمات
()4
و الغرض الذي ابتغاه المشرع من إل ازم المتدخل بتقديم شهادة الضمان ،لتمكين المستهلك من
إثبات زمن تسليم المنتوج ،فيستطيع بذلك الرجوع على المتدخل و مطالبته بتنفيذ التزامه بالضمان
في حالة ظهور عيب بالمنتوج خالل فترة الضمان ) ،(5التي ال يمكن أن تقل عن مدة 06أشهر
-أنظر المواد 03 ،الفقرة ( )11و ( )12و المادة 09من قانون رقم 03-09المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ،جريدة ()1
103
تسري إبتداءا من تاريخ تسليم السلعة الجديدة أو تقديم الخدمة طبقا للمادة 16من المرسوم التنفيذي
رقم . 327-13
و لكن الشيء الذي يعد ضمانة لحماية المستهلك هو ما جاء به المشرع في المادة 17من
هذا المرسوم ،حيث حدد مدة الضمان الدنيا بالنسبة للمنتوجات المستعملة التي ال يمكن أن تقل
عن 03أشهر ،فاهتم هذا المرسوم بفئة المستهلكين اللذين يقبلون على اقتناء منتوجات مستعملة و
ال يبحثون عن الجودة في المنتوجات ،و هذا ما يؤكد على استفادة هذه الطائفة من أحكام الضمان
القانوني ،كما نص في المادة 08من المرسوم التنفيذي رقم ، 327-13على بقاء الضمان
ساري حتى في حالة عدم تسليم المتدخل شهادة الضمان للمستهلك أو حتى عند عدم مراعاة
البيانات الواجب ذكرها في شهادة الضمان ،و عند ضياعها يحق للمستهلك كذلك المطالبة
بالضمان عن طريق تقديم فاتورة أو قسيمة الشراء أو تذكرة صندوق أو أي وثيقة مماثلة و هنا
نلمس حماية للمستهلك لكي ال يضيع حقه في المطالبة بتنفيذ الضمان .
و بالنسبة للضمان االتفاقي الوارد في القواعد العامة الذي يسمح باالتفاق على تعديل أحكامه
سواء بالزيادة أو النقصان ،و حالة االتفاق على اإلعفاء من الضمان ،يمكن له أن يخدم مصالح
104
المستهلك لو لم يقيده المشرع بشرط عدم تعمد البائع إخفاء العيب غشا منه ،فإذا تحقق ذلك يؤدي
إلى إبطال هذا الشرط ،و لكي يستفيد المستهلك من هذا اإلبطال عليه إثبات سوء نية البائع هنا
،كما أن وجود هذا الضمان االتفاقي الذي يتميز بفوائد غالبا ما يستعمل لجلب المستهلك أيضا
)(1
و من أجل ذلك أقر المشرع ضمان قانوني في القانون رقم ، 03-09فعرف الضمان
بموجب المادة 03الفقرة ( )20من هذا القانون على أنه " :التزم كل متدخل خالل فترة زمنية معينة
في حالة ظهور عيب بالمنتوج ،باستبدال هذا األخير أو إرجاع ثمنه أو تصليح السلعة أو تعديل
الخدمة على نفقته " ،فمنع كل اتفاق على تعديل أحكام هذا الضمان و جعله من النظام العام طبقا
للمادة 13من قانون .(3)03-09
فحدد المشرع في قانون رقم ، 03-09ثالث طرق لتنفيذ المتدخل اللتزامه بالضمان
استبدال المنتوج ،إرجاع ثمنه ،إصالح المنتوج ،لكنه لم يحدد أي طريقة تمكن المستهلك من
المطالبة بها لتنفيذ المتدخل للضمان فربط بين هذه الطرق ب " أو" التي تفيد الخيار ،و لكن
بالرجوع إلى المرسوم التنفيذي رقم ، 327-13في المادة 12منه التي نصت على أنه " :يجب
أن يتم تنفيذ وجوب الضمان طبقا للمادة 13من القانون رقم ، .....03-09دون تحميل
المستهلك أي مصاريف إضافية إما :بإصالح السلعة أو إعادة مطابقة الخدمة ،باستبدالها ،برد
ثمنها ، " ...لكن هذا المرسوم لم يحدد مجال كل من هذه الطرق و متى يلجأ لها المستهلك ،على
عكس المرسوم التنفيذي رقم 266-90الملغى ،الذي حدد مجال اإلصالح و ربطه باألضرار
الناتجة عن العيب ،أما االستبدال فربطه بعدم قابلية المنتوج لالستعمال و يكون في آخر المطاف
،مما ينبغي تدارك )(4
للمستهلك حق طلب رد الثمن إذا تعذر كل من إصالح أو استبدال المنتوج
األمر و عدم ترك األمور على إطالقها.
كما يلحظ على مشرعنا الغموض حول تبيين كيفية لجوء المستهلك للطريقة المثلى لمطالبة
المتدخل بتنفيذ التزامه بالضمان مع عدم منحه حق اختياره للطريقة التي توافق رغباته المشروعة ،
-حساني علي " ،اإلطار القانوني لاللتزام بالضمان ، " ...المرجع السابق ،ص . 75-74 )(1
-عبد المنعم موسى إبراهيم " ،حماية المستهلك ، " ...المرجع السابق ،ص . 475-474 )(2
-أنظر المادة 13من قانون رقم 03-09المؤرخ في ، 2009/02/25المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ،جريدة رسمية )(3
105
على عكس المشرع الفرنسي الذي منح للمستهلك بموجب المادة ( L211-9 )1الحق في االختيار
. بين اإلصالح و االستبدال
)(1
مما يستدعي التطرق لمضمون كل وجه من أوجه التنفيذ العيني للضمان المقررة قانونا:
)(1
- Juris classeur ،concurrence ،consommation ، " Garantie de conformité des meubles vendus
aux consommateur " ، op.cit ،p 12 ، L 211-9 (1) de code de consommation français ، " en cas de
" défaut de conformité ، l’acheteur choisit entre la réparation et le remplacement du bien
،www.legifrance.gouv.com.
-موالك بختة ،المرجع السابق ،ص . 42 )(2
-بودالي محمد " ،مسؤولية المنتج ، " ...المرجع السابق ،ص . 95-94 )(4
106
رقم ، 327-13و من ثمة يتسنى للمستهلك الرجوع على المتدخل و مطالبته بمصاريف
. اإلصالح
()1
و أكدت المادة 13من المرسوم التنفيذي رقم ، 327-13على أن يتم إصالح العيب في
اآلجال المتعارف عليها مهنيا ،حسب طبيعة السلعة ،و بالرجوع للمادة 22الفقرة ) (02من
المرسوم التنفيذي رقم ، 327-13الذي حدد مدة تنفيذ المتدخل لاللتزامه بالضمان في أجل ثالثين
) (30يوما تسري من تاريخ استالم الشكوى من قبل المتدخل .
و ال يمكن للمتدخل التذرع بعدم توفر قطع الغيار الالزمة إلصالح المنتوج المعيب بادعائه
مثال بتوقف إنتاج هذه القطع ،أو ارتفاع أسعارها ،أو أنه ال يملك قد ار من المقدرة الفنية و التقنية
التي تمكنه من اإلصالح(.)2
كما ال يتوقف األمر عند تنفيذ المتدخل لاللتزامه بالضمان بل يعد ملزما عند وضعه
للمنتوجات الخاضعة للضمان رهن االستهالك بتنظيم الخدمة ما بعد البيع التي ترتكز على وسائل
مادية مواتية ،و على تدخل عمال تقنيين مؤهلين و توفير قطع الغيار المناسبة ،و هذا ما أكد
عليه المشرع بموجب المادة 13من قانون رقم ، 03-09التي نصت على إلزامية الضمان و تنفيذ
الخدمة ما بعد البيع ألن من أهداف هذه األخيرة المحافظة على المنتوج بحالة جيدة و لمدة أطول
()3
،و في الحالة التي لم يتمكن فيها المتدخل من إصالح المنتوج المعيب بعيب جسيم يؤثر على
صالحية المنتوج سواء جزئيا أو كليا ،وجب عليه استبداله ككل حتى يفي المتدخل بالتزامه
بالضمان ،كما أكدت المادة 12من المرسوم التنفيذي رقم 327-13على إصالح السلعة ،أو
إعادة مطابقة الخدمة ،و في حالة العطب المتكرر يجب أن يستبدل المنتوج محل الضمان أو يرد
ثمنه .
-في القواعد العامة طبقا للمادة 170من القانون المدني ... " :إذا لم يقم المدين بتنفيذ التزامه جاز للدائن أن يطلب ترخيصا ()1
من القاضي في تنفيذ االلتزام على نفقة المدين ، " ...لكن في النصوص القانونية المتعلقة بحماية المستهلك ،ال يلزم المستهلك
بطلب ترخيص من القاضي ،و هذا فيه حماية له .
-محمد حسين منصور ،المرجع السابق ،ص . 56 ()2
-بودالي محمد " ،حماية المستهلك ، " ...المرجع السابق ،ص . 387-386 ()3
107
التنفيذي رقم 327-13لحالة العطب المتكرر التي يجب عندها استبدال المنتوج محل الضمان و
لكي يتمكن المستهلك من ذلك ينبغي توفر شرطين :
قد يتعذر على المتدخل إصالح المنتوج ،كون العيب الذي يعتريه جسيما حال دون أداء
المنتوج الوظيفة المنتظرة منه ،مما يجعله غير قابل لالستعمال جزئيا أو كليا ،فال يصبح مفيدا
. للمستهلك و ال يطابق رغباته المشروعة مما يتعين استبداله
)(1
إذا لم يكن هناك اتفاق حول األجل يطبق االتفاق ،و إذا لم يوجد اتفاق فيطبق الضمان في أجل 07أيام من تاريخ طلب تنفيذ
االلتزام بالضمان .
108
،ففي الحالة التي يتعذر على المتدخل القيام بإصالح السلعة يستوجب عليه استبدالها أو رد ثمنها
. في أجل 30يوما تسري إبتداءا من تاريخ التصريح بوجود العيب
)(1
-طبقا للمادة 15من المرسوم التنفيذي رقم ، 327-13المتعلق بتحديد الشروط و كيفيات وضع ضمان السلع )(1
109
عالما بوجود العيب و أقر مثل هذه الحقوق يعد ذلك تنازال منه عن حقه في الضمان ،أما إذا لم
يكن عالما بوجود هذا العيب و رتب على المنتوج حقوقا ،فال يستطيع المطالبة بالرد الكلي بل له
الحق في طلب التعويض عما لحقه من ضرر بسبب نقص منفعة المنتوج كونه أصبح معيبا ،
فيعفي المستهلك من رد المنتوج كليا إذا كان من األشياء التي تستهلك نتيجة استعمالها).(1
بناءا على ما سبق يعد المتدخل ملزما بإصالح ،أو استبدال ،أو رد ثمن المنتوج للمستهلك
في حالة ظهور عيب فيه ،فباإلضافة إلى ذلك أقر القانون للمستهلك الحق في تجربة المنتوج الذي
يقتنيه ،و بالتالي ال يعفى المتدخل من التزامه بالضمان عند تجربة المستهلك للمنتوج ).(2
فيظهر لنا من أحكام الضمان الواردة في القانون رقم ، 03-09أنه من النظام العام مع
منع وضع أي شرط يخالف أحكام هذا الضمان ،فهو يسري ضد كل العيوب التي قد تعتري المنتوج
كون يقع على عاتق المتدخل إلزامية معرفته بكل العيوب التي قد تؤدي إلى تعطيل وظيفة المنتوج
بالنظر لصفته المهنية مقارنة بالمستهلك عديم الخبرة).(3
فعرفت المادة 03الفقرة ( )02من المرسوم التنفيذي رقم ، 327-13الضمان القانوني
على أنه " :الضمان المنصوص عليه في النصوص التشريعية و التنظيمية المتعلقة باآلثار
القانونية المترتبة على تسليم سلعة أو خدمة غير مطابقة لعقد البيع ) كل بند تعاقدي أو فاتورة أو
قسيمة شراء أو قسيمة تسليم أو تذكرة صندوق أو كشف تكاليف أو كل وسيلة إثبات أخرى
منصوص عليها في التشريع و التنظيم المعمول بهما ( و تغطي العيوب الموجودة أثناء اقتناء
السلعة أو تقديم الخدمة " ،فإلى جانب الضمان القانوني نص على إمكانية استفادة المستهلك من
أحكام الضمان االتفاقي بموجب المادة 14من قانون رقم ، 03-09على أنه " :كل ضمان آخر
مقدم من المتدخل بمقابل أو مجانا ،ال يلغي االستفادة من الضمان القانوني المنصوص عليه في
المادة 13أعاله " ،فالضمان االتفاقي هو " :كل التزام تعاقدي محتمل يبرم إضافة إلى الضمان
القانوني الذي يقدمه المتدخل أو ممثله لفائدة المستهلك ،دون زيادة في التكلفة " ،أي يشترط أن
يأخذ شكل التزام تعاقدي).(4
-أنظر المادة 15من قانون رقم 03-09المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ،المؤرخ في ، 2009/02/25جريدة رسمية )(2
رقم ،15المؤرخة في ، 2009/03/08ص ، 15و المادة 11من المرسوم التنفيذي رقم 327-13المتعلق بشروط بتحديد شروط
و كيفيات وضع ضمان السلع و الخدمات حيز التنفيذ ،جريدة رسمية رقم ، 49المؤرخة في ، 2013/10/02ص . 18
(3) -
Lepage Jean ، op.cit ، p 67 .
) - (4أنظر المادة 03الفقرة ( )03من المرسوم التنفيذي رقم ، 327-13المتعلق بتحديد الشروط و كيفيات وضع ضمان السلع و
الخدمات حيز التنفيذ ،جريدة رسمية رقم ، 49ص . 17
110
فالمشرع اعترف بحق استفادة المستهلك من الضمان االتفاقي بتحقق شرطين :
أولهما :يشترط أن تكون الزيادة مجانية ،
و ثانيهما :يشترط أن يكون أنفع من الضمان القانوني).(1
فوجود الضمان االتفاقي إلى جانب الضمان القانوني أدى إلى إحداث تكامل بين الضمانين
خاصة أن وجود هذا الضمان االتفاقي ال يمنع المستهلك من التمسك بأحكام الضمان القانوني )،(2
و هذا ما أكدت عليه المادة 14من قانون رقم ، 03-09فيمتد الضمان القانوني للعيوب الناتجة
عن تقديم الخدمات المرتبطة باقتناء السلعة ال سيما فيما يتعلق برزمها و بتعليمات تركيبها أو
بتشغيلها عندما تنجز تحت مسؤولية المتدخل ،فمنحت المادة 20من المرسوم التنفيذي رقم
327-13ضمانة هامة للمستهلك متمثلة في إمكانية امتداد فترة الضمان بـثالثين يوما ) 30يوما(
على األقل بسبب عدم استعمال المستهلك للسلعة تضاف إلى فترة الضمان الباقية سواء كان ضمان
قانوني أم اتفاقي ،و نجد نفس األمر مكرس في قانون حماية المستهلك الفرنسي بموجب المادة
L 211-16على استفادة المستهلك من مهلة سبعة أيام ) 07أيام( إضافية بسبب عدم استعمال
السلعة تحسب هذه الفترة من تاريخ وضع المستهلك للمنتوج لدى المتدخل إلصالحه).(3
و حفاظا على مصالح المستهلك و تحقيقا لرغباته المشروعة ،ألزم المشرع المتدخل بموجب
المادة 16من قانون رقم ، 03-09في إطار تنفيذ الخدمة ما بعد البيع ،و بعد انقضاء فترة
الضمان المقررة للمستهلك ،بضمان صيانة و تصليح المنتوج المعروض في السوق و ذلك بهدف
المراقبة الدورية للسير الحسن للمنتوج و صالحيته لالستهالك ،و هذا ما أكد عليه وزير التجارة
السيد مصطفى بن بادة بمناسبة اليوم الدراسي و التحسيسي حول الوقاية من الحوادث المنزلية
المنعقد بتاريخ 18نوفمبر 2013على إلزام المنتجين على عرض منتوجات مضمونة في السوق ،
-حساني علي " ،اإلطار القانوني لاللتزام بالضمان ، " ...المرجع السابق ،ص . 130 )(1
(2) -
Juris classeur ،concurrence ، consommation ، " Contrats et obligations " ، op.cit ، p 31.
)(3
"- Juris classeur ،concurrence ، consommation، " Garantie de conformité des meubles vendus
،op.cit ، p 15، L211-16 : " Lorsque l’acheteur demande au vendeur ،pendant le cours ،de la
garantie contractuelle qui lui a été consentie lors de l’acquisition ou de la réparation d’un bien
meuble ، une remise en état couverte par la garantie ، toute période d’immobilisation d’au moins
" sept jours vient s’ajouter à la durée de la garantie qui restait à courir...
،www.légifrance.gouv.com .
111
و القيام بمتابعة منتوجاتهم ،و اتخاذ التدابير الضرورية عند االقتضاء قصد ضمان أمن المنتوجات
ق)(1
. التي يعرضونها في السو
)(1
- www.mincommerce.gouv.dz .
-بن بوخميس علي بولحية ،المرجع السابق ،ص . 47 )(2
-بودالي محمد " ،مسؤولية المنتج ، " ...المرجع السابق ،ص . 98 )(4
)(5
- Hasnaoui Abdallah ، " La garantie des défauts des produits vendus aux consommateur " ،
mémoire soutenu pour l’obtention du diplôme de magister ، faculté de droit ben aknoun ، alger
،2001 ، p 52-54 .
)(6
- Juris classeur ، concurrence،consommation ، " Garantie de conformité des meubles vendus
aux consommateur " ، op.cit ، p 11.
112
تنفيذ التزامه بالضمان ،فما على المستهلك إال القيام بإعذاره لتنفيذ هذا االلتزام عن طريق رسالة
موصى عليها مع إشعار باالستالم أو أي وسيلة أخرى مطابقة للتشريع المعمول به .
يعد هذا اإلعذار بمثابة عمل إجرائي ينقل إلى المتدخل تذمر المستهلك من كون المنتوج
يحتوي على عيب يجعله غير مطابق للمنفعة المنتظرة منه ،و يهدف إلى تفسير عدم رضاء
،و )(1
المستهلك بالمنتوج المعيب ،فيعد بمثابة تنبيه عن عدم قيام المتدخل بتنفيذ التزامه بالضمان
لكن بالرجوع إلى المرسوم التنفيذي رقم ، 327-13الذي نص في المادة 22منه على أنه" :
عندما ال ينفذ وجوبا الضمان في أجل ثالثين 30يوما التي تلي تاريخ استالم الشكوى من المتدخل
فإنه يجب على المستهلك إعذار المتدخل عن طريق رسالة موصى عليها مع إشعار باالستالم أو
بأي وسيلة أخرى مطابقة للتشريع المعمول به ، " ...تناول هذا المرسوم التنفيذي مصطلح " إعذار"
،التي استعملت مصطلح " إعذار" ،فيتم )(2
و هذا ما يوافق نص المادة 180من القانون المدني
هذا اإلعذار بأي من الطرق التالية :رسالة مسجلة مع إشعار باالستالم أو اإلنذار بأية وسيلة أخرى
تطابق التشريع المعمول به ،مثل البريد ،التلكس ،الفاكس ،أو أي وسيلة أخرى مثل االستعانة
،و منحت المادة 22الفقرة ( )02من المرسوم التنفيذي رقم )(3
بمحضر قضائي أو خطاب مسجل
327-13أجل ثالثين يوما ) 30يوما( للمتدخل لتنفيذ التزامه بالضمان تسري إبتداءا من تاريخ
التوقيع على اإلشعار باالستالم .
فلهذا اإلعذار آثار يرتبها فهو يؤدي إلى تعليق مدة صالحية الضمان ،حتى يتم تنفيذ هذا
األخير مما فيه ضمانة للمستهلك ألنه يلزم المتدخل سيئ النية الذي يماطل في تنفيذ التزامه و من
ثمة يفوت الفرصة على المستهلك لالستفادة من أحكام الضمان و يسمح توجيه اإلعذار للمستهلك
من المطالبة بإصالح المنتوج المعيب بغية االنتفاع به ،عن طريق االستعانة بمحترف مؤهل
إلصالح المنتوج المعيب إذا كان ممكنا و على نفقة المتدخل المخل مما يمنح أفضلية معتبرة
) - (2المادة 180من القانون المدني " :يكون إعذار المدين بإنذاره ،أو بما يقوم مقام اإلنذار ،و يجوز أن يتم اإلعذار عن طريق
البريد على الوجه المبين في هذا القانون كما يجوز أن يكون مترتبا على اتفاق. " ...
-بودالي محمد " ،مسؤولية المنتج ، " ...المرجع السابق ،ص . 98 )(3
113
للمستهلك ) ،(1و أكدت على ذلك المادة 13من المرسوم التنفيذي رقم 327-13المحدد لشروط و
. )(2
كيفيات و ضع ضمان السلع و الخدمات حيز التنفيذ
)(1
- Hasnaoui Abdellah ، op.cit ، p 56-57 .
-المادة 13من المرسوم التنفيذي رقم 327-13المتعلق بتحديد شروط و كيفيات وضع ضمان السلع و الخدمات حيز )(2
التنفيذ " :إذا لم يقم المتدخل بإصالح العيب في اآلجال المتعارف عليها مهنيا ،حسب طبيعة السلعة ،فإنه يمكن المستهلك القيام
بهذا اإلصالح ،ءان أمكن ذلك ،عن طريق مهني مؤهل من اختياره و على حساب المتدخل " .
) - (3سعداوي سليم ،المرجع السابق ،ص . 89-88
)(4
- Kahloula.(M) et mekamcha.(G) ، (la deuxième partie) ، op.cit ، p 42 .
-جرعود الياقوت " ،عقد البيع و حماية المستهلك ، " ...المرجع السابق ،ص . 117 )(5
114
األخير يلجأ لتطبيق القواعد العامة المخصصة لضمان العيوب الخفية و المقدر بسنة من يوم تسليم
المبيع طبقا لنص المادة 383الفقرة ( )01من القانون المدني ،فخرج المشرع عن هذا المبدأ في
الفقرة الثانية من هذه المادة ،بحيث مكن المشتري من االستفادة من مدة أطول من سنة إذا تبين
أن البائع أخفى العيب غشا منه ،فتصبح مدة االستفادة من الضمان خاضعة للتقادم الطويل المقدرة
،و السبب في ذلك كون البائع ال يمكنه االستفادة من غشه ،مما يجعل المشتري )(1
ب 15سنة
يستفيد من مدة أطول من سنة في حالة اتفاقه على ذلك مع البائع طبقا للمادة 384من القانون
. المدني
)(2
و لكن نجد ما يخالف ذلك في المدة التي كانت مقررة للمستهلك لرفع دعوى قضائية بموجب
المرسوم التنفيذي رقم ، 266-90التي تحدد بدأ سريانها من تاريخ توجيه اإلعذار مما فيه حماية
للمستهلك ،بحيث تصبح مدة رفع الدعوى أطول من المدة الممنوحة للمشتري في القواعد العامة
التي تسري من يوم التسليم ،فالمشرع مكن المستهلك من استعمال المنتوج في وقت كافي أي خالل
مدة الضمان الممنوحة له مع االستفادة من إجراءات التسوية الودية للمطالبة بتنفيذ الضمان ،فتمتد
، مدة رفع الدعوى القضائية لسنتين أو أكثر من يوم تسليم المنتوج مما يعد ضمانة للمستهلك
)(3
فكان على هذا المرسوم التنفيذي الجديد اإلبقاء على هذا الحكم لما فيه حماية للمستهلك .
)(2
- Hasnaoui Abdellah ، op.cit ، p 65 .
-حليمي ربيعة ،المرجع السابق ،ص ، 104أنظر القرار الصادر عن المحكمة العليا بتاريخ 1989/10/11ملف رقم )(3
، 63321المجلة القضائية العدد ، 1991 ، 01ص ، 24-21الذي يجسد حالة سقوط مدة الضمان المقرر بسنة طبقا للقواعد
العامة و بالتالي عدم إمكانية المشتري من االستفادة من الضمان .
-جرعود الياقوت " ،عقد البيع و حماية المستهلك ، " ...المرجع السابق ،ص . 117 )(4
115
أ( -حالة العيب الجسيم:
يكون العيب جسيما بحيث لو علم به المستهلك لما أقدم على اقتناء المنتوج ،مما يؤدي بهذا
العيب لإلنقاص من قيمة المنتوج ،و من منفعته إلى حد يجعله غير صالح لالستعمال المخصص
له ،فهنا يكون للمستهلك طبقا للقواعد العامة الحق في المطالبة بما ورد في المادة 375من
القانون المدني ،و هي :قيمة المبيع وقت نزع اليد ،قيمة الثمار التي ألزم المستهلك بردها إلى
المالك الذي نزع يد المستهلك عن المنتوج ،المصاريف النافعة التي يمكنه أن يطلبها من صاحب
المنتوج و كذلك المصاريف الكمالية إذا كان المتدخل سيئ النية ،و جميع مصاريف دعوى
الضمان و دعوى االستحقاق باستثناء ما كان المستهلك يستطيع أن يتقيه منها لو أعلم المتدخل
بهذه الدعوى األخيرة طبقا للمادة 373من القانون المدني ،و بوجه عام تعويضه عما لحقه من
،أما بالنسبة للمرسوم التنفيذي رقم )(1
خسائر و ما فاته من كسب بسبب نزع اليد عن المنتوج
، 327-13فقد منح المشرع للمستهلك ضمانة بحيث مكنه من مطالبة القاضي باستبدال المنتوج
لما يبلغ المنتوج درجة من الجسامة تجعله غير قابل لالستعمال كليا ،و أتبع ذلك بضمانة مهمة
في حالة تذرع المتدخل بصعوبة استبدال المنتوج كونه غير متوفر مثال ،فيقع وجوبا على عاتقه رد
ثمن المنتوج كامال إذا كان غير قابل لالستعمال كليا مقابل رد المستهلك للمنتوج المعيب).(2
)(2
- Hasnaoui Abdallah ،op.cit ، p 83-86 .
116
) ، (08الحق في الرجوع على كل متدخل في عملية عرض المنتوج لالستهالك بموجب الدعوى
. المباشرة
)(1
و في نهاية هذا الفصل يمكن القول أن المتدخل ينبغي أن يتحلى باألمانة و الصدق عند
تعامله مع المستهلك و عدم وضعه لشروط تعسفية مجحفة في حقه ،كما يلتزم عند عرضه
للمنتوجات لالستهالك بضمان سالمة و أمن المستهلك ضد كل المخاطر التي قد تلحق بهذا
األخير ،مع ضرورة استجابة هذه المنتوجات للرغبات المشروعة للمستهلك ،و لن يتأتى ذلك إال
بتزويد المتدخل لهذا األخير بالمعلومات الدقيقة التي تخص خصائص المنتوجات ،و باحترامه
للمقاييس المعتمدة و المواصفات القانونية و التنظيمية التي تقيد المتدخل و تلزمه بوضع منتوجات
مطابقة لها ،كما يمتد نطاق حماية المستهلك إلى ضمان كل العيوب التي قد تعتري المنتوجات
التي يقتنيها المستهلك و ضمان تنفيذ الخدمة ما بعد البيع ،مما يوفر ذلك حماية حقيقية للمستهلك
باعتباره طرف ضعيف في العالقة االستهالكية التي تربطه بالمتدخل.
و لن يتوقف نطاق حماية المستهلك عند هذا الحد ،بل يمتد إلى تكريس المشرع لجزاء مزدوج
لمعاقبة المتدخل على مخالفته ألحكام قانون حماية المستهلك و قمع الغش ،و هذا ما سنتناوله في
الفصل الثاني .
)(1
- Borghetti Jean-Sébastien ، op.cit ، p 212 .
117
الفصل الثاني :ءازدواج الجزاء كآلية لتفعيل الحماية للمستهلك :
نظ ار لألضرار الجمة التي يتعرض لها المستهلك ،و نتيجة لكون الجزاءات المقررة في
القانون المدني لم تعد كفيلة بحمايته و ال تخدم مصالحه ،فقد بادر المشرع إليجاد ضمانات و
آليات وقائية لتجنب األضرار التي قد تلحق به ،فعمد إلى إيجاد أجهزة متخصصة في مجال الوقاية
و الدفاع عن حقوق المستهلك ،تعمل على توفير لهذا األخير منتوجات خالية من المخاطر التي
من شأنها اإلضرار بسالمته الجسدية و بمصالحه ،بمنعها العرض لالستهالك منتوجات ال توافق
المواصفات التي تكفل حماية صحة و أمن المستهلك و ال توافق رغباته المشروعة ،و في حالة
عدم احترام المتدخل لمثل هذه المواصفات تطبق عليه جزاءات إدارية بغية منعه من االستمرار في
اإلضرار بالمستهلك ،و هنا يظهر دور الجزاء الوقائي في إطار وقاية هذا األخير (المبحث األول).
غير أن تطور أساليب اإلنتاج و التوزيع في السوق ،و كذا ازدهار عمليات االستيراد الناتج
عن تحرير التجارة الخارجية ،أدى إلى قصور قواعد المسؤولية المدنية في تكريس الحماية
للمستهلك ،كما أن تعزيز انفالت بعض المنتوجات من الخضوع إلجراءات الرقابة و من ثمة عدم
تطبيق الجزاءات الوقائية على مثل هذه المنتوجات التي قد تحتوي على خطر يمس بصحة و
سالمة المستهلك ،و تصل إليه و هي غير آمنة ،بعدما يكون قد تالعب بها المتدخلين سواء
بالخداع أو بالغش ،أو حتى عند مخالفتهم لاللتزامات المفروضة عليهم أدى بالمشرع إلى اإلتيان
بجزاءات ردعية تطبق على هؤالء المتدخلين قصد تحقيق حماية تامة للمستهلك ،و يظهر ذلك من
خالل دور الجزاء الردعي في إطار قمع الجرائم االقتصادية (المبحث الثاني).
118
المطلب األول :ممارسة الرقابة على المنتوجات المعروضة لالستهالك :
تكفل ممارسة هذه الرقابة لهيئات متخصصة حددها القانون و نظمت صالحيتها النصوص
التنظيمية المتعلقة بحماية المستهلك (الفرع األول) ،كما تتعدد أنواع هذه الرقابة بحسب طبيعة
المنتوجات (الفرع الثاني) ،و ال يقتصر ممارسة هذه الرقابة على المنتوجات المحلية فقط بل يمتد
إلى المنتوجات المستوردة كذلك (الفرع الثالث).
ما يلي " :باإلضافة إلى ضباط الشرطة القضائية و األعوان اآلخرين المرخص لهم بموجب
النصوص الخاصة بهم ،يؤهل للبحث و معاينة مخالفات أحكام هذا القانون ،أعوان قمع الغش
التابعون للو ازرة المكلفة بحماية المستهلك " .
فمن خالل نص هذه المادة ينبغي التحديد بدقة الهيئات المكلفة بالقيام بالرقابة على المستوى
المركزي :
-ال يمكن حصر األجهزة المكلفة بالقيام بالرقابة على المنتوجات ،فهناك أجهزة تابعة لو ازرة الصحة و لو ازرة المالية ،وأخرى )(1
تقوم بالتنسيق بينها في مجال حماية المستهلك ،غير أننا ستقتصر على ذكر األجهزة ذات الصلة الوثيقة بحماية المستهلك و قمع
الغش .
-المادة 25من قانون رقم 03-09المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ،المؤرخ في ، 2009/02/25جريدة رسمية رقم )(2
119
رجال الدرك اللذين أمضوا في سلك الدرك ثالث سنوات على األقل و اللذين تم تعيينهم بموجب قرار
مشترك صادر عن وزير العدل و وزير الدفاع الوطني بعد موافقة لجنة خاصة ،مفتشو األمن
الوطني اللذين قضوا في خدمتهم بهذه الصفة ثالث سنوات على األقل و عينوا بموجب قرار مشترك
صادر عن وزير العدل و وزير الداخلية و الجماعات المحلية بعد موافقة لجنة خاصة ،ضباط و
ضباط الصف التابعين للمصالح العسكرية لألمن اللذين تم تعيينهم خصيصا بموجب قرار مشترك
بين وزير الدفاع الوطني و وزير العدل.
فالمشرع منح االختصاص لضابط الشرطة القضائية ،بالبحث و معاينة المخالفات ،
و التحري عن الجرائم المقررة قانونا و جمع األدلة عنها و نسبتها إلى مرتكبيها ،فيمارسون هذه
المهام في الحدود الموكلة لهم لمباشرة وظائفهم المعتادة ،و في حالة االستعجال يمتد اختصاصهم
إلى كافة دائرة اختصاص المجلس القضائي التابعين له ،كما يجوز تمديد اختصاصهم إلى كافة
. التراب الوطني
)(1
-جديلي نوال " ،الجهات اإلدارية المكلفة بحماية المستهلك " ،مداخلة في الملتقى الوطني الخامس " ،الحماية القانونية )(1
120
و هذا طبقا للمواد 39 ، 28 ، 25من المرسوم التنفيذي رقم 415-09المؤرخ في
16ديسمبر 2009المتضمن القانون األساسي الخاص المطبق على الموظفين المنتمين لألسالك
،كما أكدت المادة 15من قانون حماية المستهلك ،على )(1
الخاصة باإلدارة المكلفة بالتجارة
اختصاص أعوان قمع الغش بمنحهم بعض مهام الضبطية القضائية أثناء قيامهم بمهام الرقابة ،و
هذا ما أكدت عليه المادة 27من األمر رقم 155-66المؤرخ في 08جوان 1966المتضمن
،على منح بعض مهام الضبطية القضائية ألعوان قمع )(2
قانون اإلجراءات الجزائية المعدل المتمم
الغش في ميدان تخصصهم و تدخالتهم ،فيهدف األعوان المكلفون برقابة الجودة و قمع الغش إلى
،و كل ذلك بغية )(3
فحص المنتوجات و التحقق من مطابقتها للمقاييس و المواصفات المتعمدة
،فالمادة 04 ردع كل مخالفة من شأنها أن تمس بصحة و سالمة و مصالح و أمن المستهلك
)(4
و قمع من المرسوم التنفيذي رقم 39-90المؤرخ في 30جانفي 1990المتعلق برقابة الجودة
،أكدت على أن لهؤالء األعوان اختصاصين : )(5
الغش
-المواد 39، 28 ،25من المرسوم التنفيذي رقم 415-09المؤرخ في ، 2009/12/16المتضمن القانون األساسي الخاص )(1
المطبق على الموظفين المنتمين لألسالك الخاصة باإلدارة المكلفة بالتجارة ،جريدة رسمية رقم ، 75المؤرخة في ، 2009/12/20
ص . 25-23
-المادة 27من األمر رقم " :155-66يباشر الموظفون و أعوان اإلدارات و المصالح العمومية بعض سلطات الضبط )(2
القضائي التي تناط بهم بموجب قوانين خاصة وفق األوضاع و في الحدود المبينة بتلك القوانين " .
-حدوش فتيحة ،المرجع السابق ،ص . 45 )(3
)(4
– Filali. (B)، Fettat .(F)، Boucenda .(A)، " Concurrence et protection du consommateur dans le
domaine alimentaire en algerie " ، revue algérienne des sciences juridique et économiques et
politiques ، N°01 ،1998، p 65 .
-أنظر المادة 04من المرسوم التنفيذي رقم 39-90المؤرخ في ، 1990/01/30المتعلق برقابة الجودة و قمع الغش ،جريدة )(5
121
المنتوجات المستوردة عند الحدود ،كون عملية االستيراد من بين عمليات التسويق و كذلك بالنظر
. )(1
لصفة المستورد الذي يعد من قبل المتدخلين
-المادة 05من المرسوم التنفيذي رقم 453-02المؤرخ في ، 2002/12/21المتعلق بتحديد صالحيات وزير التجارة ،جريدة )(2
122
فطبقا للمرسوم التنفيذي رقم 18-14المؤرخ في 21جانفي 2014المتضمن تنظيم اإلدارة
،الذي يحدد الهيئات التابعة لو ازرة التجارة و عهد لها مهمة إجراء )(1
المركزية في و ازرة التجارة
الرقابة :
-مديرية الجودة و االستهالك :تقوم هذه المديرية بعدة مهام:
-اقتراح مشاريع النصوص ذات الطابع التشريعي و التنظيمي و المتعلقة بترقية الجودة و بحماية
المستهلك .
-المساهمة في إرساء حق االستهالك .
-المشاركة في كل الدراسات المرتبطة بالمواصفات في مجال الجودة و النظافة الصحية و األمن و
المطبقة في جميع مراحل صنع المنتوجات و تسويقها .
الرمية إلى إرساء أنظمة للعالمات التصنيفية و حماية العالمات و التسميات
-اتخاذ كل التدابير ا
األصلية .
-التشجيع عبر المبادرات المالئمة ،على تطوير المراقبة الذاتية للجودة على مستوى المتعاملين
االقتصاديين .
-تنشيط عملية تقييس المنتوجات و الخدمات و طرق تحليل الجودة و تشجيعها و متابعتها .
-ترقية برامج إعالم المهنيين و المستهلكين و تحسسيهم .
-المادة 03من المرسوم التنفيذي رقم 18-14المؤرخ في ، 2014/01/21المتضمن تنظيم اإلدارة المركزية في و ازرة التجارة )(1
جريدة رسمية رقم ، 04المؤرخة في ، 2014/01/26ص ، 11المعدل و المتمم للمرسوم التنفيذي رقم 454-02المؤرخ في
، 2002/12/21و المتضمن تنظيم اإلدارة المركزية في و ازرة التجارة .
123
و بالرجوع إلى نص المادة 04من المرسوم التنفيذي رقم 454-02المؤرخ في
،التي نصت على أن : )(1
21ديسمبر 2002المتضمن تنظيم اإلدارة المركزية في و ازرة التجارة
المديرية العامة للرقابة االقتصادية و قمع الغش التي تكلف بـ:
-تحديد الخطوط العريضة للسياسة الوطنية للمراقبة في ميادين الجودة و قمع الغش ،و مكافحة
الممارسات المضادة للمنافسة و التجارة الالمشروعة .
-السهر على توجيه برامج المراقبة االقتصادية و قمع الغش و تنسيقها و تنفيذها .
-إنجاز كل الدراسات و اقتراح كل التدابير بغية تدعيم وظيفة المراقبة و عصرنتها .
-توجيه نشاطات المراقبة االقتصادية و قمع الغش التي تقوم بها المصالح الخارجية المكلفة
بالتجارة و تنسيقها و تقييمها .
-تطوير التنسيق ما بين القطاعات في مجاالت الرقابة االقتصادية و قمع الغش .
-تطوير عالقات التعاون الدولي في ميادين الرقابة االقتصادية ،مراقبة الجودة و قمع الغش .
-متابعة المنازعات في مجال مراقبة الجودة و قمع الغش و الممارسات التجارية .
-القيام بتحقيقات ذات منفعة وطنية بخصوص االختالالت التي تمس السوق التي لها تأثيرات على
االقتصاد الوطني .
-تقييم نشاطات مخابر تجارب و تحاليل الجودة .
-المادة 04من المرسوم التنفيذي رقم 454-02المؤرخ في ، 2002/12/21المتضمن تنظيم اإلدارة المركزية في و ازرة التجارة )(1
124
على صحة المستهلك دعت و ازرة التجارة المستهلك إلى تجنب اقتناء و استهالك هذا المنتوج ،حيث
تقوم حاليا مصالح قمع الغش على مستوى كافة التراب الوطني بسحبه من مسار الوضع لالستهالك
،و يقابل هذه المديرية في فرنسا المديرية العامة للمنافسة )(1
إلى حين استكمال التحقيقات المعمقة
و االستهالك و قمع الغش ،التي توكل لها مهمة تنظيم السوق و مراقبة مدى احترام المتدخلين
. لاللتزامات المعروضة عليهم و مدى مطابقتها للنصوص القانونية و التنظيمية المفروضة عليهم
)(2
كما يعهد لهذه المصالح المركزية التابعة لو ازرة التجارة تموين التنسيق ما بين القطاعات في
مجال الرقابة و قمع الغش ،و تطوير عالقة التعاون الدولي في ميدان الرقابة االقتصادية ،مكافحة
التهرب الضريبي ،و كل أنواع الغش ،تشجيع جمعيات حماية المستهلك و تدعيمها ماديا و
معنويا).(3
-بالغ مقدم للمستهلكين لمنع استهالك هذا المنتوج. www.mimcommerce.gouv.dz : )(1
)(2
- Gambelli Franck et Leclerc Rémy ، " La réglementation européenne des produits " ، éditions
CETIM ، Paris، 2000 ، p 106-107 .
) – (3بن حمدة أحمد ،المرجع السابق ،ص . 150-149
-المادة 02من المرسوم التنفيذي رقم 09-11المؤرخ في ، 2011/01/20المتضمن تنظيم المصالح الخارجية في و ازرة )(4
التجارة و صالحياتها و عملها ،جريدة رسمية رقم ، 04المؤرخة في ، 2011/01/23ص . 07
125
. -مصلحة معالجة اإلدارة و الوسائل
)(1
فحسب المادة 03من المرسوم التنفيذي رقم 09-11التي حددت مهام هذه المديرية بحيث
تقوم هذه المديرية بتنفيذ السياسة الوطنية المقررة في ميادين التجارة الخارجية و المنافسة و الجودة و
حماية المستهلك ،و تنظيم النشاطات التجارية و المهن المقننة و الرقابة االقتصادية و قمع الغش ،
فتلعب هذه المديرية الوالئية للتجارة دو ار لحماية المستهلك عن طريق تقديم المساعدة للمتعاملين
االقتصاديين و الجماعات و المستعملين و المستهلكين في مجال الجودة و أمن المنتوجات و ذلك
. بالتنسيق مع مختلف الهيئات المكلفة بحماية المستهلكين
)(2
و يمتد كذلك نطاق عمل المديرية الوالئية للتجارة للحدود فنجد مفتشيات مراقبة الجودة و قمع
الغش على مستوى الحدود البرية و البحرية ،و في المطارات بموجب المادة 06من المرسوم
التنفيذي رقم ، 09-11بحيث تقوم بالسهر على تنفيذ األحكام التشريعية و التنظيمية المتعلقة
بالجودة و مطابقة المنتوجات الموجهة للتصدير و االستيراد ،و تراقب نوعية المنتوجات المستوردة
،فيبلغ عدد المديريات الوالئية للتجارة ب 48مديرية).(4 و قمع الغش على مستوى الحدود
)(3
-بن حميدة أحمد " ،اإلصالحات التشريعية و التنظيمية في قطاع التجارة و آليات حماية المستهلك " ،مجلة البحوث و )(1
الدراسات القانونية و السياسة ،مجلة كلية الحقوق ،جامعة البليدة ،العدد ، 02جانفي ،2012ص . 384
-عجابي عماد " ،دور أجهزة الرقابة في حماية المستهلك " ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير ،كلية الحقوق بن عكنون 2009 ، )(2
،ص . 27
-بوطبل خديجة ،المرجع السابق ،ص . 39 )(3
)(4
– www.mimcommerce.gouv.dz
126
-المبادرة بكل تدبير ،في ميدان اختصاصها بهدف عصرنة نشاط المرفق العمومي .
. )(1
-إنجاز كل دراسة و تحليل أو مذكرة ظرفية لها عالقة بميدان اختصاصها االقليمي
-أنظر المادة 10من المرسوم التنفيذي رقم ، 09-11المتضمن تنظيم المصالح الخارجية في و ازرة التجارة و صالحياتها و )(1
127
،هدفها األساسي تحسين سير هذه األخيرة و توحيد )(1
عددها 20مخب ار منها 04مخابر جهوية
،و )(2
الطرق و اإلجراءات الرسمية لتحليل الجودة و التحكم أكثر في تقنيات التحاليل و التجارب
تهدف شبكة مخابر التجارب و تحاليل النوعية إلى تطبيق سياسة ترمي إلى حماية االقتصاد
. الوطني ،و ضمان حماية أمن و سالمة و صحة المستهلك و رغباته المشروعة
)(3
-المخابر الرسمية لمراقبة النوعية و قمع الغش هي 20موزعة على مستوى كل من :الجزائر ،عنابة ،بجاية ،شلف ،قسنطينة، )(1
وهران ،جيجل ،سطيف ،تلمسان ،سعيدة ،تيارت ،النعامة ،غرداية ،تسمسيلت ،بشار ،أدرار ،ورقلة ،إليزي ،تمنراست ،تندوف
،و 04جهوية موزعة على كل من الجزائر ،وهران ،قسنطينة ،ورقلة www.mincommerce.gouv.dz ،
-زوبير أرزقي ،المرجع السابق ،ص . 165 )(2
-جرعود الياقوت " ،عقد البيع و حماية المستهلك ، " ...المرجع السابق ،ص . 126 )(3
-أنظر المادة 01من المرسوم التنفيذي رقم 147-89المؤرخ في ، 1989/08/08المتضمن إنشاء مركز جزائري لمراقبة )(4
النوعية و الرزم و تنظيم عمله ،جريدة رسمية رقم ، 33المؤرخة في ، 1989/08/09ص ، 884المعدل و المتمم بموجب
المرسوم التنفيذي رقم 318-03المؤرخ في ، 2003/09/30جريدة رسمية رقم ، 59المؤرخة في . 2003/10/05
128
و ال ينحصر دور المركز الجزائري لمراقبة النوعية و الرزم على المستوى الوطني فقط بل
يتعداه إلى المستوى الدولي ،و يتم ذلك بالمساهمة بالتعاون مع السلطات المختصة في إبرام
االتفاقات و االتفاقيات التي لها عالقة بموضوعه مع الهيئات الوطنية و األجنبية كما يمكن
االستعانة بالخبرات الدولية المتخصصة ،و هذا ما حدث في إطار المشروع الجزائري الكندي الذي
يتضمن نظام يتمحور حول الوقاية و ممارسة الرقابة بمختلف أشكالها في قطاع المواد الغذائية
. )(1
بهدف إيجاد غذاء صحي
إن مراقبة نوعية المنتوجات بواسطة هذا المركز ال تؤدي إلى حماية المستهلك فقط بل يمتد
نطاق الحماية إلى حماية االقتصاد الوطني ،و من ثمة الحصول على منتوجات ذات جودة عالية
. تلبي رغبات المستهلك
)(2
الوزير المكلف بحماية المستهلك أو ممثله من ممثلي الو ازرات ،تتمثل مهام هذه اللجنة في تنسيق
األعمال و إبداء اآلراء و التوصيات المتعلقة بجودة المواد الغذائية المرتبطة بحماية المستهلك ،
تسهيل التجارة الدولية للمواد الغذائية ،و تكلف في إطار ذلك بإبداء رأيها في اقتراحات هيئة
الدستور الغذائي التابعة لمنظمة األمم المتحدة لألغذية و الزراعة و منظمة الصحة العالمية و كذا
األجهزة التابعة لها و تبادر إلى تحسين فعالية مراقبة األغذية استنادا إلى المؤشرات التي توصي بها
هيئة الدستور الغذائي حول تقييم األمن الصحي للمواد الغذائية .
كما تعمل على تحسيس المتدخلين بالمسائل المتعلقة باألمن الصحي للمواد الغذائية من أجل
ترقية جودة و تنافسية المنتوجات الوطنية و تساهم في إعالم المستهلك و إرشاده في ميدان الجودة
و األمن الصحي للمواد الغذائية ،و هذا طبقا للمادتين 02و 03من المرسوم التنفيذي رقم -05
67المتضمن إنشاء اللجنة الوطنية للمدونة الغذائية و تحديد مهامها و تنظيمها ،كما عهدت المادة
)(1
– Kahloula . (M) et Mekamcha .(G) ، (la première partie) ، op.cit ، p 30 .
-شعباني نوال ،المرجع السابق ،ص . 110 )(2
-المادة 01من المرسوم التنفيذي رقم 67-05المؤرخ في ، 2005/01/30المتضمن إنشاء اللجنة الوطنية للمدونة الغذائية و )(3
129
13من نفس المرسوم التنفيذي للجنة بإمكانية االستعانة بكل خبير مؤهل في ميادين التقييس و
التنظيمات التقنية و تقييم مطابقة المنتوجات الغذائية من أجل مساعدتها و تقديم االستشارة لها .
-المادة 02من المرسوم التنفيذي رقم 355-12المؤرخ في ، 2012/10/02الذي يحدد تشكيلة المجلس الوطني لحماية )(1
130
-إبداء رأيه حول مشاريع القوانين و التنظيمات التي يمكن أن يكون لها تأثير على االستهالك و
كذا على شروط تطبيقها .
-البرامج السنوية لمراقبة الجودة و قمع الغش .
-استراتيجية ترقية جودة المنتوجات و حماية المستهلكين .
-جمع المعلومات الخاصة بمجال حماية المستهلكين و استغاللها و توزيعها .
-التدابير الوقائية لضبط السوق .
-آليات حماية القدرة الشرائية للمستهلكين .
كما يمكن للمجلس المشاركة في ملتقيات إعالمية و إقامة عالقات مع هيئات سواء على
المستوى الوطني و الدولي ،فالمجلس يساهم في إعالم و توعية المستهلك بكل المعلومات التي
تهمه حول طبيعة المنتوجات و كيفية استخدامها ،إضافة لإلعالم الذي يقدمه المتدخل للمستهلك
. مما يعزز حماية لهذا األخير
)(1
)(2
و في إطار التكفل بالمهام المسندة إليه يعمل المجلس ضمن اللجان المتخصصة التابعة له
إضافة لكل هذا ف المجلس ممثل بأعضائه في مختلف الهيئات المكلفة بحماية المستهلك مثل المركز
الجزائري لمراقبة النوعية و الرزم ،و مجلس المنافسة .
و لكن رغم الصالحيات الممنوحة للمجلس إال أنه ال يؤدي دوره بفعالية كونه جهاز استشاري
فقط ،مما يمنعه من تجسيد اآلراء التي يبديها لتقرير حماية فعالة للمستهلك ،كما أنه ال يملك
. )(3
اإلمكانيات الكافية لمتابعة مدى جدية تطبيق القواعد الحمائية للمستهلك
لجنة البنود التعسفية ذات الطابع االستشاري ،يرأسها ممثل الوزير المكلف بالتجارة " ،و نصت
المادة 08من هذا المرسوم على أنها تتشكل من 07أعضاء و هم :
)(1
- Calais-Auloy Jean ، et Steinmetez Frank ، op.cit ، p 75 .
-موالك بختة ،المرجع السابق ،ص . 62 )(2
)(3
– Filali . (B) et Fettat . (F) et Boucenda. (A)، op.cit ، p 69 .
-أنظر المادة 08من المرسوم التنفيذي رقم 306-06المؤرخ في ، 2006/09/10المحدد للعناصر األساسية للعقود المبرمة )(4
بين األعوان االقتصاديين و المستهلكين و البنود التي تعتبر تعسفية ،جريدة رسمية رقم 56المؤرخة في 2006/09/11ص 18
131
-ممثل عن الوزير المكلف بالتجارة ،مختص في مجال الممارسات التجارية ،رئيسا .
-ممثل عن وزير العدل ،مختص في قانون العقود .
-عضو من مجلس المنافسة .
-متعاملين اقتصاديين عضويين في الغرفة الجزائرية للتجارة و الصناعة مؤهلين في قانون األعمال
و العقود .
-ممثلين عن جمعيات حماية المستهلكين ذات طابع وطني ،مؤهلين في مجال قانون األعمال و
العقود .
كما يمكن للجنة االستعانة بأي شخص آخر بوسعه إفادتها في أعمالها ،فهي تضم تساوي في
التمثيل بين المتدخلين و المستهلكين من أجل قيامها بدور فعال في مجال مراقبة مدى وجود
الشروط التعسفية في العقود المبرمة بين الطرفين ،فيتم تعيين أعضاء اللجنة بقرار من الوزير
المكلف بالتجارة باقتراح من الوزراء و المؤسسات المعنية و ذلك لمدة 03سنوات قابلة للتجديد).(1
أما بالنسبة للمهام التي تضطلع عليها لجنة البنود التعسفية فهي متعددة نصت عليها المادة
07من المرسوم التنفيذي رقم 306-06و هي :
-تبحث في كل العقود المطبقة من طرف األعوان االقتصاديين على المستهلكين و البنود ذات
الطابع التعسفي ،كما تصيغ توصيات تبلغ إلى الوزير المكلف بالتجارة و المؤسسات المعنية .
-يمكن أن تقوم بكل دراسة أو خبرة متعلقة بكيفية تطبيق العقود تجاه المستهلكين .
-يمكنها مباشرة كل عمل آخر يدخل في مجال اختصاصها .
يظهر من خالل هذه االختصاصات أن اللجنة تقوم بالبحث و التحري عما إذا كانت نماذج
العقود التي يعرضها المتدخلون على المستهلكين ،و كذا العقود التي تم إبرامها تتضمن شروطا
ذات طابع تعسفي ،و في الحالة التي يتبين لها ذلك تصيغ توصيات إلى الوزير المكلف بالتجارة و
كذا المؤسسات المعنية .
لكن المالحظ على المشرع أنه لم ينص على ما يجب أن توصي به اللجنة ،على خالف
المشرع الفرنسي الذي أجاز للجنة أن توصي بحذف أو تعديل الشروط التي يمكن أن تكون تعسفية
. مما فيه ضمانة للمستهلك
)(2
-أنظر المادة 09من المرسوم التنفيذي رقم 306-06المحدد للعناصر األساسية للعقود المبرمة بين األعوان االقتصاديين و )(1
132
و قد أكدت المادة 12من المرسوم التنفيذي رقم 306-06على إعداد اللجنة تقرير نشاط
يبلغ إلى الوزير المكلف بالتجارة و ذلك كل سنة و ينشر كليا أو مستخرجات منه بكل وسيلة
مالئمة.
و في إطار قيام لجنة البنود التعسفية بمهامها فإنها تخطر إما :من تلقاء نفسها ،أو من
طرف الوزير المكلف بالتجارة ،أو من طرف كل إدارة ،أو من طرف كل جمعية مهنية ،أو من
، طرف كل جمعية حماية المستهلكين ،أو من طرف كل مؤسسة أخرى لها مصلحة في ذلك
)(1
– أنظر المادة 11من المرسوم التنفيذي رقم ، 306-06المحدد للعناصر األساسية للعقود المبرمة بين األعوان االقتصاديين و )(1
– محمدي سليمان " ،حماية المستهلك من الشروط التعسفية المدرجة في عقد بيع العقار على التصاميم " ،المجلة الجزائرية )(5
للعلوم القانونية و االقتصادية و السياسية ،كلية الحقوق بن عكنون ،العدد ، 2010 ، 02ص . 70
133
-(09شبكة اإلنذار السريع :
، استحدث المرسوم التنفيذي رقم 203-12المتعلق بالقواعد المطبقة في أمن المنتوجات
)(1
بموجب المادة 17منه شبكة لإلنذار السريع منشأة لدى الوزير المكلف بحماية المستهلك و قمع
الغش ،مكلفة بمتابعة المنتوجات التي تشكل أخطا ار على صحة المستهلكين و أمنهم ،تتكون شبكة
اإلنذار السريع من الوزير المكلف بحماية المستهلك و قمع الغش رئيسا ،و أعضاء متمثلين في
الوزراء المكلفين بالداخلية و الجماعات المحلية ،بالمالية ،بالطاقة و المناجم ،بالموارد المائية ،
بالصحة و السكان و إصالح المستشفيات ،بالفالحة و التنمية الريفية ،بالصيد البحري و الموارد
الصيدية ،بالصناعة و المؤسسات الصغيرة و المتوسطة و ترقية االستثمار ،بالتهيئة العمرانية و
البيئة ،بالنقل ،بالسياحة و الصناعة التقليدية ،بالبريد و تكنولوجيات اإلعالم
. و االتصال ،باالتصال
)(2
و من المهام الموكلة لشبكة اإلنذار السريع تغطية كل السلع و الخدمات المسوقة عبر
التراب الوطني و الموجهة لالستعمال النهائي للمستهلك ،و ذلك في جميع مراحل عملية الوضع
لالستهالك ،كما لهذه الشبكة أن تتواصل بشبكات اإلنذار الجهوية أو الدولية و لها كذلك الحق في
تبادل المعلومات مع جمعيات حماية المستهلك و الجمعيات المهنية و جمعيات أرباب العمل األكثر
تمثيال ،و تباشر هذه الشبكة كل عمل من شأنه ضمان البث الفوري و بدون انتظار على المستوى
الوطني أو الجهوي أو المحلي حسب طبيعة الخطر المعين لكل معلومة من شأنها أن تؤدي إلى
السحب الفوري من السوق لكل منتوج من شأنه اإلضرار بصحة المستهلك أو أمنه ،كما لها
صالحية وضع المعلومات التي تحوزها و المتعلقة باألخطار التي تشكلها المنتوجات على صحة
. المستهلكين و أمنهم
)(3
-المرسوم التنفيذي رقم ، 203-12المتعلق بالقواعد المطبقة في مجال أمن المنتوجات ،جريدة رسمية رقم ، 28المؤرخة في )(1
، 2012/05/09ص . 21
) - (2طبقا للمادة 18من المرسوم التنفيذي رقم ، 203-12المتعلق بالقواعد المطبقة في مجال أمن المنتوجات .
) – (3أنظر المواد 19و 21و 22من المرسوم تنفيذي رقم ، 203-12المتعلق بالقواعد المطبقة في مجال أمن المنتوجات ،جريدة
رسمية رقم ، 28ص . 21
134
- (01مخابر تحليل النوعية (:)A.A.Q
طبقا لنص المادة 02من المرسوم التنفيذي رقم 192-91المؤرخ في 01جوان 1991
،التي عرفت المخبر على أنه " :يعتبر مخب ار لتحليل النوعية كل )(1
المتعلق بمخابر تحليل النوعية
هيئة تقوم باختبار و فحص و تجربة و معايرة المادة و المنتوج و تركيباتها أو تحديد بصفة أعم ،
مواصفاتها أو خصائصها " .
فتعهد لهذه المخابر مهمة مراقبة بعض المنتوجات قبل إنتاجها أو صنعها و ذلك لألخطار
،و طبقا لنص )(2
الناتجة عنها بأخذ عينة أو عينات لتحليلها في مخابر مراقبة الجودة و قمع الغش
المادة 14من المرسوم التنفيذي رقم 192-91المتعلق بمخابر تحليل النوعية ،فهذه األخيرة
مقسمة إلى ثالث فئات:
الفئة األولى :المخابر التي تعمل لحسابها الخاص و المحددة في إطار الرقابة الذاتية التي يقوم بها
األشخاص الطبيعيين أو المعنويين و ال تنجز عمليات التحليل إال بالنسبة للخدمات التي تقدمها هي
نفسها .
الفئة الثانية :مخابر تقديم خدمات لحساب الغير بصفة أساسية .
فهذه المخابر مختصة بالقيام بالتحاليل لتحديد مدى مطابقة المنتوجات أو عدم مطابقتها
للمقاييس و/أو المواصفات القانونية و التنظيمية ،كما تختص بإبراز عدم إلحاق المنتوج أو المادة
ضر ار بأمن المستهلك و مصلحته المادية ،كما تنظر في مدى مخالفة المستهلك لمتطلبات حماية
-المرسوم التنفيذي رقم 192-91المؤرخ في ، 1991/06/01المتعلق بمخابر تحليل النوعية ،جريدة رسمية رقم ، 27 )(1
135
المستهلك ،و بإمكان األعوان المكلفين بالقيام بالرقابة إجراء رقابة دورية أو مباغثة قصد التدقيق
في قابلية أشغال التحاليل التي تقوم بها المخابر المختصة بذلك طبقا لنص المادة 16من المرسوم
التنفيذي رقم 192-91المتعلق بمخابر تحاليل النوعية .
فيتكفل بتمثيل البلدية رئيس المجلس الشعبي البلدي طبقا لنص المادة 15من قانون رقم
،كما يعد ممثال للدولة إذ تقع على )(2
10-11المؤرخ في 22جوان 2011المتعلق بالبلدية
عاتقه مسؤولية حماية الممتلكات و المواطنين طبقا لنص المادة 89من القانون رقم 10-11
المتعلق بالبلدية ،التي نصت على أنه " :يتخذ رئيس المجلس الشعبي البلدي في إطار القوانين
و التنظيمات المعمول بها كل االحتياطات الضرورية و كل التدابير الوقائية لضمان سالمة و
حماية األشخاص و الممتلكات في األماكن العمومية التي يمكن أن تحدث فيها أية كارثة أو حادث
و في حالة الخطر الجسيم و الوشيك يأمر رئيس المجلس الشعبي البلدي بتنفيذ تدابير األمن التي
تقتضيها الظروف و يعلم الوالي بها فورا. " ...
كما خولت المادة 25من قانون رقم 03-09المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ،
لرئيس المجلس الشعبي البلدي دو ار مهما متمثل في معاينة المخالفات و قمعها باعتباره حامال لصفة
عن طريق استعماله وسائل الضبط اإلداري لتحقيق المصلحة العامة في )(3
الضبطية القضائية
المجتمع و المحافظة على النظام العام سواء كان سياسي أم حمائي ،ففكرة البوليس اإلداري فكرة
،عن طريق )(4
قانونية تنظيمية للتمكن من حماية المستهلكين و توفير الضمانات الكافية لهم
-عبد المنعم موسى ابراهيم " ،حماية المستهلك ، " ...المرجع السابق ،ص . 321 )(1
-قانون رقم 10-11المؤرخ في ، 2011/06/22المتعلق بالبلدية ،جريدة رسمية رقم ، 37المؤرخة في ، 2011/07/03 )(2
ص . 08
-طبقا لنص المادة 15من األمر رقم 155-66المؤرخ في ، 1966/06/08المتضمن قانون اإلجراءات الجزائية ،المعدل )(3
و المتمم .
-آغا جميلة " ،دور الوالية و البلدية في حماية المستهلك " ،مجلة العلوم القانونية و اإلدارية ،كلية الحقوق جامعة سيدي )(4
136
استعمال وسائل الضبط اإلداري المتمثلة في لوائح الضبط ،الق اررات الفردية و القوة العمومية ،و
هذا من أجل تفعيل رقابة مستمرة لضبط السوق و من ثمة حماية المستهلك .
فيتميز الضبط اإلداري بالطابع الوقائي كونه يعمل على مراقبة نشاط المتدخلين و وضع
،و طبقا لنص المادة 88من قانون رقم )(1
ضوابط للحد من التعسف أثناء ممارسة هذا النشاط
10-11المتعلق بالبلدية ،التي نصت على المهام الموكلة لرئيس المجلس الشعبي البلدي باعتباره
ممثال للدولة " :يقوم رئيس المجلس الشعبي البلدي تحت إشراف الوالي بما يأتي :
-تبليغ و تنفيذ القوانين و التنظيمات على إقليم البلدية .
-السهر على النظام و السكينة و النظافة العمومية .
-السهر على حسن تنفيذ التدابير االحتياطية و الوقاية و التدخل في مجال اإلسعاف ،و يكلف
باإلضافة إلى ذلك ،بكل المهام التي يخولها له التشريع و التنظيم المعمول بهما " .
كما لرئيس المجلس الشعبي البلدي في حالة الخطر الجسيم القيام بمهام الضبط اإلداري
. )(2
كاتخاذه تدابير األمن التي تقتضيها الظروف
و أكدت المادة 94من قانون رقم 10-11المتعلق بالبلدية ،في إطار احترام حقوق
و حريات المواطنين ،بتكليف رئيس المجلس الشعبي البلدي على احترام المقاييس و التعليمات في
مجال العقار و السكن و التعمير و حماية الثرات الثقافي المعماري ،و السهر على سالمة المواد
الغذائية االستهالكية المعروضة للبيع ،و يمكن لرئيس المجلس الشعبي البلدي االستعانة بالمصالح
التقنية للدولة التي تتولى تقديم محاضر بكافة المخالفات و التجاوزات المتعلقة بالمهام الموكلة إليه ،
و كل ذلك من أجل تنفيذ رقابة و جودة المواد الغذائية خاصة ،و أيضا المنتوجات االستهالكية
. األخرى الموزعة على مستوى البلدية
)(3
-لكحل أحمد " ،الضبط اإلداري و حماية المستهلك " ،مداخلة في الملتقى الوطني الخامس " الحماية القانونية للمستهلك " ، )(1
137
،كما يتمتع الوالة بصفة الضبطية القضائية طبقا لنص المادة )(1
21فيفري 2012المتعلق بالوالية
15من األمر رقم 155-66المتضمن قانون اإلجراءات الجزائية .
و تتكون الوالية من هيئتين هما :المجلس الشعبي الوالئي و الوالي ،و طبقا لنص المادة
74من قانون رقم 07-12المتعلق بالوالية ،يعمل المجلس الشعبي الوالئي على تقديم المساعدة
للبلديات في إطار التكامل و انسجام األعمال التي ينبغي القيام بها ،كما يمارس المجلس الشعبي
الوالئي في إطار الصالحيات المخولة له بالمحافظة على الصحة العمومية و التجارة و األسعار ،
و حماية التنمية االقتصادية و االجتماعية طبقا للمادة 77من قانون الوالية ،و يعد الوالي مسؤوال
على المحافظة على النظام و األمن و السالمة و السكينة العمومية ،و ذلك حسب الشروط
المحددة بالقوانين و التنظيمات السارية المفعول في تحضير و تنفيذ إجراءات الدفاع و الحماية
)(2
و توجد كذلك على مستوى كل والية مديريات تعمل على السهر على مراقبة مختلف
النشاطات التجارية بغية حماية المستهلك ،فللوالية دور في حماية االقتصاد الوطني و المستهلك ،
و يتم ذلك بفرض سياسة وطنية في مجال قمع الغش ،و حماية جودة المنتوجات و يتم ضمان
. احترام هذه السياسة باتخاذ إجراءات وقائية للحد من المخاطر التي قد تهدد المستهلك
)(3
-قانون رقم 07-12المتعلق بالوالية ،المؤرخ في ، 2012/02/21جريدة رسمية رقم ،12المؤرخة في ، 2012/02/29 )(1
ص . 09
)(2
– Kahloula . (M) et Mekamcha . (G) ، (la première partie) ، op.cit ، p 34 .
) - (3بولحية علي " ،جهاز الرقابة و مهامه في حماية المستهلك " ،المجلة الجزائرية للعلوم القانونية و االقتصادية و السياسية ،كلية
الحقوق بن عكنون ،الجزء ، 39رقم ، 2002 ، 01ص . 77
-قانون رقم 06-12المؤرخ في ، 2012/01/12المتعلق بالجمعيات ،جريدة رسمية رقم ، 02المؤرخة في 2012/01/15 )(4
138
أ( -التعريف بجمعية حماية المستهلكين:
عرفت المادة 21من قانون حماية المستهلك و قمع الغش ،جمعية حماية المستهلك على
أنها " :جمعية حماية المستهلكين هي كل جمعية منشأة طبقا للقانون ،تهدف إلى ضمان حماية
المستهلك من خالل إعالمه و تحسيسه و توجيهه و تمثيله ،يمكن أن يعترف لجمعيات حماية
المستهلك المذكورة في الفقرة أعاله بالمنفعة العمومية ضمن الشروط و الكيفيات المنصوص عليها
في التشريع و التنظيم الساري المفعول " .
و بالرجوع إلى نص المادة 02من القانون رقم 06-12المتعلق بالجمعيات ،الذي عرفها
على أنها " :تعتبر الجمعية في مفهوم هذا القانون تجمع أشخاص طبيعيين و/أو معنويين على
أساس تعاقدي لمدة محددة أو غير محددة ،و يشترك هؤالء األشخاص في تسخير معارفهم و
وسائلهم تطوعا و لغرض غير مربح من أجل ترقية األنشطة و تشجيعها ،السيما في المجال
المهني و االجتماعي و العلمي و الديني و التربوي و الثقافي و الرياضي و البيئي و الخيري
و اإلنساني. " ...
فالمشرع اعترف بوجود الجمعيات و لم يقيد وجودها بمدة محددة بقدر ما قيدها بالغرض من
،كما تطرقت المادة )(1
إنشائها الذي يجب تحديده بدقة و أن ال يكون الهدف من وراءه تحقيق الربح
21من قانون رقم 03-09المتعلق بحماية المستهلك إلى ضرورة أن تكون هذه الجمعيات منشأة
طبقا للقانون ،مما ينبغي توفر شروط إلنشائها و هي :
-بن عنتر ليلى " ،جمعيات حماية المستهلك ،موجودة أم تحتاج إلى وجود؟ " ،المجلة األكاديمية للبحث القانوني ،كلية )(1
139
الموجودة على مستوى الوالية فيتم إيداع الوصل أمام المجلس الشعبي الوالئي ،و بالنسبة للجمعيات
الوطنية و الجمعيات المنشئة ما بين واليات وطنية فأمام و ازرة الداخلية ،تقوم باإلشهار بتأسيسها
في جريدة يومية ،و بتوافر هذه الشروط تكتسب الجمعية الشخصية المعنوية و األهلية المدنية التي
تمكنها من مباشرة مهامها المتمثلة في حماية المستهلك .
-سي يوسف زاهية حورية " ،حماية المستهلك مدنيا من اإلعالن التجاري الكاذب أو المضلل " ،المجلة الجزائرية للعلوم )(1
القانونية و االقتصادية و السياسية ،كلية الحقوق بن عكنون ،العدد ، 2010 ، 04ص . 199-198
)(2
- Lamarthe Beatrice ، " La défense du consommateur dans l’union européenne " ، la
documentation française ، Paris ، 2001، p 28 .
140
،و يمتد دور الجمعيات إلى قيامها بالدراسات )(1
و تحذيرهم من المخاطر التي قد تنجم عنها
و البحوث المرتبطة باالستهالك و بالمستهلك و ذلك من أجل مراقبة و ترقية نوعية السلع
و الخدمات).(2
فنتيجة االحتكاك المباشر بالمستهلكين اللذين يعبرون لها بكل حرية عن مشاكلهم و
،كما أن انشغاالتهم حول طبيعة المنتوجات عزز ذلك من دور هذه الجمعيات فجعله فعاال
)(3
اإلعالم الذي تقدمه جمعيات حماية المستهلكين يعد أكثر نفعا من اإلعالم الذي يقدمه المتدخلين
للمستهلكين ،ألنها تهدف من وراء هذا اإلعالم إلى حماية المستهلك بجعل هذا اإلعالم موضوعي
و مبصر لإلرادتهم).(4
فتلجأ الجمعيات الستعمال الفحص الظاهري لكي تتأكد من أن المنتوج محمي بغالف مطابق
للمقاييس المعتمدة قانونا ،و مدى توفر البيانات التي تهم المستهلك ،كتسمية المنتوج و مكوناته ،
تاريخ صنعه...إلخ ،و قد يكون المنتوج مطابقا للمواصفات القانونية ظاهريا لكن يحوم شك حول
)(1
- Sahri Fadila ، " Le rôle des associations des consommateurs dans l’émergence d’un
cotre- pouvoir face aux professionnels " ، revue algérienne des science juridiques ، économiques
،politiques ، faculté de droit ben aknoun، Alger، volume 36، N° 01، 2002 ، p 28 .
-هامل الهواري " ،دور الجمعيات في حماية المستهلك " ،مجلة العلوم القانونية و اإلدارية ،كلية الحقوق جامعة سيدي )(2
141
مدى صالحيته لالستهالك ،و من أجل ذلك تقوم بتحليل المنتوج في المخبر للتأكد من مدى
،فيؤدي )(1
صالحيته ،مع نشر نتائج الخبرة في المجالت لتمكن المستهلكين من االطالع عليها
ذلك على حث المتدخلين على عرض منتوجات سليمة و ذات نوعية و جودة تهدف لضمان صحة
،و هذه المراقبة التي تمارسها الجمعيات تعد )(2
و أمن المستهلك و كذا حماية االقتصاد الوطني
. )(3
رقابة سابقة يكون لها دور رقابي أكثر ردعا من الرقابة التي تكون الحقة
)(1
- Filali .(B) ، Boucenda .(A) ، Fettat. (F)، op.cit ، p 67 .
-هامل هواري ،المرجع السابق ،ص . 224 )(2
)(3
- Bouaiche Mohamed ، op.cit ، p 15 .
-بوغنجة بن عياد " ،العالمات التجارية بين احتكار الشركات الكبرى و حماية المستهلك " ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير ، )(4
142
-الدعوة للمقاطعة :
تعد المقاطعة الوسيلة األخيرة بعد فشل محاوالت التفاهم مع المتدخلين ،فالمقاطعة هي حث
المستهلكين على عدم اقتناء المنتوج أو عدم االستفادة من الخدمة المقدمة مع ضرورة تأسيس
المقاطعة على دوافع قوية و خطيرة ،و حتى تكون المقاطعة مشروعة ينبغي أن يكون الهدف من
. ورائها هو حماية المستهلك فقط ،و أن يتم تبرير هذه المقاطعة بأسباب قوية
)(1
مثلما حدث في الجزائر بمناسبة شهر رمضان حول مقاطعة لحوم البقر و الغنم نتيجة قيام
،فالمقاطعة )(2
المتدخلين بالمضاربة عليها ،فدعت جمعيات حماية المستهلك لمقاطعة هذه اللحوم
تعد سالحا قويا نظ ار لتأثيرها على المتدخلين ،من أجل احترامهم لقواعد السوق و لحقوق
. )(3
و الرغبات المشروعة للمستهلكين
-ناصري فهيمة " ،جمعيات حماية المستهلك " ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير ،كلية الحقوق بن عكنون ،2004 ،ص ،78 )(1
. 82 ، 80
)(2
- Kahloula. (M) et Mekamcha. (G) ، (la deuxième partie) ، op.cit ، p 61 .
-كالم حبيبة ،المرجع السابق ،ص . 81 )(3
-معزوزي نوال " ،دور جمعيات حماية المستهلك ظل المنافسة الحرة " ،الملتقى الوطني حول المنافسة و حماية المستهلك بين )(4
و تنظيمها و سيرها ،جريدة رسمية رقم ،62المؤرخة في ،1996/10/20ص ،14المعدل و المتمم بموجب المرسوم التنفيذي رقم
59-97المؤرخ في ،1997/12/01جريدة رسمية رقم ، 80المؤرخة في . 1997/12/07
-أنظر المادة 07من المرسوم التنفيذي رقم 192-97المؤرخ في ،1997/06/01المتعلق بمخابر تحليل النوعية جريدة )(6
143
،و هذه المشاركة لجمعيات حماية المستهلك في مختلف هذه الهيئات من شأنها )(1
مجلس المنافسة
أن تؤدي إلى نقل المشاكل التي تواجه المستهلكين لهذه الهيئات و العمل على إيجاد حلول لها
. لتفاديها مستقبال
)(2
فتسعى جمعيات حماية المستهلكين للدفاع عن المصالح الجماعية لهم ،و لكي تتمكن هذه
األخيرة من مباشرتها ينبغي أن تكون هذه الجمعية منشأة طبقا للقانون و أن يكون هناك ضرر
،و حلول جمعيات حماية المستهلكين محل هؤالء أساسه الرابطة )(4
أصاب جماعة من المستهلكين
الوثيقة و المصالح المشتركة بين صاحب الحق المدعى به و الهدف من إنشاء الجمعيات فلقد جرى
العمل على رفع هذه الجمعيات لنوعين من الدعاوى األولى باسم المستهلكين تهدف من ورائها إلى
منع تداول بعض المنتوجات التي ال تحقق السالمة و ال توافق الرغبات المشروعة للمستهلكين ،
-أنظر المادة 24من األمر رقم 03-03المؤرخ في ،2003/07/19المتعلق بالمنافسة جريدة رسمية رقم ،43المؤرخة )(1
، 2003/07/20المعدلة و المتممة بموجب المادة 05من قانون رقم 05-10المؤرخ في ، 2010/09/15المتعلق بالمنافسة ،
جريدة رسمية رقم ، 46المؤرخة في ، 2010/09/18ص . 11
)(2
- Kahloula. (M) et mekamcha. (G)، (la deuxième partie) ، op.cit ، p 58 .
-خرباشي عقيلة " ،دور المستهلك في حماية المستهلك " ،مجلة دراسات اقتصادية ،دار الخلدونية للنشر و التوزيع ،العدد )(3
144
و الثانية تتمثل في رفع دعوى مباشرة باسم المستهلكين المتضررين من المنتوجات المقدمة من قبل
. )(1
المتدخلين
و قد يحدث أن يرفع المستهلك دعوى أمام القضاء المدني ،فتدخل الجمعية قصد تأييد
طلبات المستهلك ،و يتم هذا التدخل وفقا ألحكام القواعد العامة للتدخل طبقا للمادة 194و المادة
. 198الفقرة ) (01من قانون إجراءات المدنية و اإلدارية
)(2
و على عكس مشرعنا نص المشرع الفرنسي صراحة على حق جمعيات حماية المستهلك
للتدخل للدفاع عن مصالح المستهلكين ،بموجب نص المادة L 421-7من قانون االستهالك
. الفرنسي
)(3
كما لجمعيات حماية المستهلك نوعا آخر من الدعاوى التي لها الصالحية في مباشرتها هي
حقها في اللجوء إلى القضاء المدني لرفع دعوى إللغاء الشروط التعسفية التي قد تتضمنها نماذج
العقود أو العقود المبرمة بين المتدخلين و المستهلكين ،بغية إعادة التوازن لهذه العالقة ،و طلب
التعويض عن األضرار التي قد تلحق بالمستهلك).(4
فهناك من يرى أن هذه الدعوى تثير جدال قانونا لما تعد تدخال في التعاقد بإلغائها شروط تم
االتفاق عليها مسبقا بين الطرفين ،و لكن بالعودة إلى نص المادة 106من القانون المدني ،التي
ن)(5
،و هذا ما أكد عليه المرسوم أتت باستثناء إلى جواز نقض العقد لألسباب التي يقرها القانو
التنفيذي رقم 306-06المحدد للعناصر األساسية للعقود المبرمة بين األعوان االقتصاديين و
المستهلكين و البنود التي تعتبر تعسفية ،على ضرورة مراقبة بنود العقد التي يهدف من ورائها إلى
. إذعان الطرف اآلخر
)(6
و من أجل ذلك فعقود االستهالك التي تتم بطريقة اإلذعان و يكون المستهلك طرفا فيها
يمكن أن تحل محل دعوى مرفوعة من قبل جمعيات حماية المستهلك ،و ال يقتصر حق رفع
-أنظر المادة 149و )02(198من قانون رقم 09-08المؤرخ في ، 2008/02/25المتضمن قانون اإلجراءات المدنية )(2
-أنظر المادة 06من المرسوم التنفيذي رقم 306-06المؤرخ في ،2006/09/10المحدد للعناصر األساسية للعقود المبرمة )(6
بين األعوان االقتصاديين و المستهلكين و البنود التي تعتبر تعسفية ،جريدة رسمية رقم ، 56المؤرخة في ،2006/09/11
ص . 18
145
الدعاوى لجمعيات حماية المستهلكين أمام القضاء المدني فقط ،بل يمتد إلى حقها في التأسيس
،و يشترط توفر شروط إلمكانية طلب التعويض: )(1
كطرف مدني أمام القضاء الجزائي
-أن تشكل المخالفة جريمة يعاقب عليها قانون العقوبات ،طبقا لمبدأ شرعية الجريمة و العقوبة ،
و أن يتعلق األمر باألفعال التي تمس بمصالح و أمن و صحة و سالمة المستهلكين .
-دفع كفالة مالية يحددها قاضي التحقيق ،و تودع بكتابة الضبط .
-اختيار الجمعية موطنا لها بدائرة اختصاص المحكمة التابع لها قاضي التحقيق و هذا طبقا للمادة
. 76من قانون إجراءات الجزائية
)(2
فيمكن لجمعيات حماية المستهلكين مباشرة الدعوى المدنية سواء كانت مرتبطة بالضرر
،إضافة إلى حق الجمعيات في )(3
المباشر أو غير المباشر بالنظر للمصالح الجماعية للمستهلكين
طلب التعويض يمكنها المطالبة بوقف الممارسات الغير المشروعة عن طريق طلب سحب المنتوج
الغير مطابق للمواصفات المحددة قانونا أو طلب وقف إشهار مضلل و كاذب ،و يمكنها كذلك
. طلب نشر الحكم القاضي باإلدانة على حساب المتدخل
)(4
فتلعب من خالل كل هذا جمعيات حماية المستهلكين دو ار مهما للحد من تعسف المتدخلين
بتمكين المستهلكين من اقتناء منتوجات سليمة و آمنة ،من خالل بذلها لمجهودات في مجال
الرقابة و التحسيس و اإلعالم و الدفاع ،و لكن المالحظ أن الدور الذي تلعبه الجمعيات في
الميدان العملي قليل جدا بالرغم من الصالحيات المخولة لها قانونا لكنها ال تملك اإلمكانيات المادية
. )(5
لكي تتمكن من تقديم حماية أفضل للمستهلك
فتفطن المشرع لهذا األمر بموجب قانون رقم 03-09المتعلق بحماية المستهلك و قمع
الغش ،و اعترف صراحة للجمعيات بإمكانية االستفادة من المساعدة القضائية بموجب نص المادة
22منه ،كما يلحظ على المشرع بموجب المادة 23من قانون رقم 03-09تضيقه من دور
الجمعيات في الدفاع عن مصالح المستهلك ،مما ال يعد ضمانة لهذا األخير .
-القروي بشير سرحان " ،جمعيات حماية المستهلك في الجزائر و دورها في تفعيل الحماية القانونية للمستهلك " ،الملتقى )(2
الوطني حول " المنافسة و حماية المستهلك بين الشريعة و القانون " ،يومي 21-20نوفمبر ، 2012جامعة خميس مليانة ،
ص . 186-185
)(3
- Juris classeur ،concurrence ،consommation، " Institutions de la consommation et organismes
de défense des consommateurs " ، volume 03 ، fasc 1200 ،2009 ، p 04-05 .
)(4
- Sahri Fadila ، op.cit ، p 26 ، 27 .
)(5
- Filali . (B) et Fettat . (F) et Boucenda. (A) ، op.cit ، p 67 .
146
الفرع الثاني :أنواع الرقابة المحققة للوقاية:
تعرف الرقابة على أنها خضوع شيء معين بذاته لرقابة هيئة أو جهاز معين يحدده القانون
بغية القيام بالتحري و الكشف عن الحقائق المقررة قانونا ،و من ثمة اتخاذ اإلجراء المالئم لتحقيق
،فالرقابة أنواع قد تكون رقابة إجبارية التي ينبغي على المتدخل االلتزام بها (أوال) ،كما )(1
الوقاية
قد تكون اختيارية تبقى لرغبة المتدخل (ثانيا) ،و نظ ار الختالف المنتوجات عن بعضها البعض
فتخضع بعض المنتوجات لرقابة سابقة (ثالثا) ،و قد تكون رقابة الحقة (رابعا) ،و من أجل
ضمان السالمة للمستهلك اعترف المشرع لألعوان المكلفين بالقيام بالرقابة بنوع آخر من الرقابة
و هي الرقابة المستمرة (خامسا) .
-خضير كاظم محمود و موسي سالمة اللوزي " ،مبادئ إدارة األعمال " ،الطبعة األولى ،إثراء للنشر و التوزيع األردن ، )(1
، 2008ص . 383-382
-بولحية بن بوخميس علي ،المرجع السابق ،ص . 68 )(2
-القيسي عامر قاسم أحمد " ،الحماية القانونية للمستهلك ،دراسة مقارنة في القانون المدني و المقارن " ،الطبعة األولى ، )(3
الدار العلمية الدولية و دار الثقافة للنشر و التوزيع ،األردن ، 2002ص . 209
147
نظر لما تلحق به من أضرار
،ا )(1
حصول المتدخل على مثل هذه الرخصة لحماية المستهلك
،فهذه األخيرة )(2
كالمنتوجات االستهالكية ذات الطابع السام ،أو التي تشكل خط ار من نوع خاص
تخضع صيغتها الكاملة في مراكز متخصصة لمكافحة التسمم التابعة لو ازرة الصحة قبل إنتاجها أو
تصنيعها ،كمواد غسيل األواني ،و المواد المزيلة للدهون و المواد الكيميائية و مواد التجميل ،و
المواد الصيدالنية...إلخ ،كل هذا بغية الحفاظ على صحة و سالمة المستهلكين).(3
فبتحقق هذه الرقابة يكون المستهلك مطمئنا عند اقتنائه لمثل هذه المنتوجات ،كما يمتد
نطاق ممارسة هذه الرقابة إلى المنتوجات المستوردة حال دخولها البلد المستورد ،فيمارسها موظفي
الجمارك و ذلك عن طريق معاينة الوثائق المرفقة بهذه المنتوجات ،مع مراقبة مدى تطابق هذه
. األخيرة مع الوثائق المرفقة بها
)(4
-قمار خديجة " ،الرقابة و الهيئات المكلفة بحماية المستهلك " ،الملتقى الوطني حول " المنافسة و حماية المستهلك بين )(1
الشريعة و القانون " ،يومي 21-20نوفمبر ، 2012جامعة خميس مليانة ،ص . 171
-أنظر القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ، 2008/12/31المعدل للقرار الوزاري المؤرخ في 1997/12/28الذي يحدد قائمة )(2
المنتوجات االستهالكية ذات الطابع السام أو التي تشكل خط ار من نوع خاص و كذا قوائم المواد الكيماوية المحظورة و المنظم
استعمالها لصنع هذه المنتوجات ،جريدة رسمية رقم ، 23المؤرخة في ، 2009/04/29ص . 20
)(3
- Fenouillet Dominique et Labarthe Françoise ، op.cit ، p 159 .
)(4
- Gambelli Franck et Leclerc Rémy ، op.cit ، p 108-109 .
148
من جودة و أمن ،فلهذه السلطات الصالحية في اتخاذ جميع التدابير الوقائية الرامية للحفاظ على
. )(1
مصالح المستهلك
فالهدف من القيام بالرقابة الالحقة هو بغية اكتشاف المخاطر التي قد تشكلها بعض
. المنتوجات المخالفة لما هو مفروض قانونا
)(2
)(2
- Juris classeur ، concurrence ، consommation ، " Santé et sécurité des consommateurs " ،
op.cit ، p 20 .
-كالم حبيبة ،المرجع السابق ،ص . 66 )(3
149
تغليف المنتوجات حسب المقاييس المحددة قانونا ،و يتم ذلك باالستعانة بأجهزة المكاييل و
الموازين ،و المقاييس و بالتدقيق في الوثائق و االستماع لألشخاص المسؤولين .
كما أكدت المادة 04من المرسوم التنفيذي رقم 39-90على صالحية قيام األعوان
المكلفين برقابة الجودة و قمع الغش في كامل أوقات العمل أو ممارسة النشاط ،بالعمليات الموكلة
لهم في أي من مراحل اإلنتاج ،و التحويل ،التوضيب و اإليداع و العبور و التسويق ،أي في
كامل حلقات عملية وضع المنتوج حيز االستهالك ،فتتم عملية الرقابة إما عن طريق شكاوى مقدمة
م ن طرف المستهلكين أو من طرف جمعيات حماية المستهلك ،و إما عن طريق حملة تنظمها
و ازرة التجارة مع اإلدارة المركزية و المديريات الوالئية لتحضير برامج الرقابة و السهر على تنفيذها
،و عند معاينة األعوان المكلفين بالقيام )(1
ما بين الواليات خاصة في المناسبات الدينية و األعياد
برقابة المنتوجات ال يمكن للمتدخل االمتناع عن اإلدالء بالمعلومات التي تفيد األعوان المكلفين
. بالقيام بالرقابة و تذرعه بالسر المهني
)(2
كما خولت لهم المادة 33من قانون رقم 03-09المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش
على إمكانية االطالع ع لى أي وثيقة كانت مع إمكانية حجزها ،و تختتم كل عملية معاينة
للمخالفات بتحرير محاضر تدون فيها تواريخ و أماكن إجراء الرقابة ،و تبين فيها الوقائع التي تمت
معاينتها ،و المخالفات المسجلة و العقوبات المتعلقة بها باإلضافة إلى هوية و صفة األعوان
. القائمين بها
)(3
و نصت المادة 06من المرسوم التنفيذي رقم 39-90المتعلق برقابة الجودة و قمع الغش
على ضرورة احتواء هذه المحاضر على البيانات التالية :
-اسم العون الذي يحرر أو أسماء األعوان اللذين يحررون المحاضر و ألقابهم و صفاتهم
و إقامتهم اإلدارية .
-تاريخ المعاينات المنتهية و ساعاتها و مكانها أو أماكنها بالضبط .
-اسم الشخص الذي وقعت لديه المعاينات و لقبه و مهنته و محل سكناه أو إقامته .
-جميع عناصر الفاتورة التي يتم بها إعداد قيمة المعاينات التي وقعت بصفة مفصلة .
-رواب جمال " ،التدابير التحفظية المتخذة ضد المتدخل لتأطير حماية المستهلك " ،مجلة البحوث و الدراسات القانونية و )(2
150
-رقم تسلسل محضر المعاينة .
-إمضاء المعني إن كان ،و إذا رفض اإلمضاء يذكر ذلك في المحضر أو في دفتر التصريح .
) - (1أنظر المادتين 16و 17من المرسوم التنفيذي رقم 39-90المؤرخ في ، 1990/01/30المتعلق برقابة الجودة و قمع الغش
،جريدة رسمية رقم ، 05المؤرخة في ، 1990/01/31ص . 205
151
-تاريخ االقتطاع و ساعته و مكانه .
-رقم تسجيل االقتطاع حين تسلمته المصلحة اإلدارية كما هو منصوص عليه في المادة 10
الفقرة األخيرة .
-جميع المالحظات المقيدة التي تسمح بتوجيه المخبر إلى األبحاث التي يقوم بها ،و يمكن أن
تضاف زيادة على ذلك وثيقة مالئمة ألرومة الوسم لهذا الغرض .
-قسيمة تحمل البيانات اآلتية :رقم التسجيل نفسه الذي تحمله األرومة ،الرقم التسلسلي الذي
خصصه القائم باالقتطاع لهذه العملية أو اسم الشخص الذي وقع لديه االقتطاع و عنوانه التجاري
و الشخصي ،و إذا وقع االقتطاع أثناء الطريق أو في الميناء أو المطار ،يبين أسماء المرسلين أو
المرسل إليهم و عنوان كل منهم ،إمضاء العون الذي يحرر المحضر .
و يجب أن تظل الوسمة المختومة على العينة تحت حراسة المالك ،و أن ال تحمل رقم
تسجيل المصلحة اإلدارية المعنية ،و يبين العون الذي يحرر المحضر فور ختم العينات قيمتها
التي صرح بها حائز البضاعة و القيمة التي قدرتها السلطة اإلدارية المختصة إن اقتضى األمر ،و
وصل يفصل من دفتر ذي أرومات ،تسلم لحائز البضاعة و تبين فيه طبيعة العينات المقتطعة و
. )(1
كمياتها و قيمتها
فتبقى إحدى العينات في حراسة حائز المنتوج ،و إذا رفض المعني االحتفاظ بالعينة المودعة
لديه ،وجب ذكر هذا الرفض في المحضر ،مع عدم جواز تغيير المعني لحالة العينة التي أؤتمن
عليها ،و أن يتخذ جميع التدابير الالزمة لحسن المحافظة عليها ،و ترسل العينات األخريان فو ار
مع المحضر إلى مصلحة رقابة الجودة و قمع الغش ،الكائنة بالدائرة التي تم فيها االقتطاع ،أين
يتم تسجيلها و تحويل إحدى العينتين إلى المخبر المختص و تودع األخرى للمحافظة عليها من
أجل استعمالها في حالة إجراء الخبرة).(2
و بعد اقتطاع العينة يتم تحليلها في مخابر مؤهلة ،و عرفت المادة 02من المرسوم
،المخابر )(3
التنفيذي رقم 192-91المؤرخ في 01جوان 1991المتعلق بمخابر تحليل النوعية
على أنها " :كل هيئة تقوم باختبار و فحص و تجربة و معايرة المادة و المنتوج و تركيباتها ،أو
تحديد بصفة أعم مواصفاتها أو خصائصها " .
-أنظر المادة 12و 13من المرسوم التنفيذي رقم 39-90المتعلق برقابة الجودة و قمع الغش ،ص . 205-204 )(1
-أنظر المادتين 16و 17من المرسوم التنفيذي رقم ، 39-90المتعلق برقابة الجودة و قمع الغش ،ص . 205 )(2
-المادة 02من المرسوم التنفيذي رقم 192-91المؤرخ في ،1991/06/01المتعلق بمخابر تحليل النوعية ،جريدة رسمية )(3
152
كما عرفتها المادة 02الفقرة ( )02من المرسوم التنفيذي رقم 153-14المؤرخ في
،على أنها : )(1
30أفريل 2014المحدد لشروط فتح مخابر تجارب و تحليل الجودة و استغاللها
" يقصد في مفهوم هذا المرسوم بما يلي:
-مخبر التحاليل و التجارب :كل هيئة أو مؤسسة تحلل أو تقيس أو تدرس أو تجرب أو تعاير ،أو
بصفة عامة تحدد خصائص أو فعاليات المادة أو المنتوج و مكوناتهما في إطار تقديم الخدمات...
".
فهذه المخابر تقوم بالتحاليل و االختبارات و التجارب كما يمكن ألي مخبر معتمد وفقا
،فيعمل األعوان المكلفون بتحليل )(2
للتنظيم الساري المفعول أن يقوم بتحليل العينات المقتطعة
العينات بالتأكد فور وصولها إلى المخبر من سالمة التشميع بحيث يستحيل إحداث تغييرات فيها ،
و يتأكدون كذلك من سالمة الختم الموجود على العينة ،ثم يقوموا بتحليل العينات تحليال ميكرو
،مستعملين في ذلك مناهج التحاليل و التجارب المطابقة )(3
بيولوجيا أو فيزيائيا أو كيميائيا
للمقاييس الجزائرية مع إمكانية إتباع المخابر للمناهج الموصى بها دوليا في حالة انعدامها على
،فلهذه المخابر دور وقائي متمثل في ترقية نوعية و جودة المنتوجات بغية حماية )(4
مستوى الوطن
. االقتصاد الوطني و حماية سالمة المستهلكين
)(5
فيحرر أعوان الرقابة فور انتهاء أشغالهم ورقة تحليل ،تسجل فيها نتائج التحريات التي قاموا
بها فيما يخص مطابقة المنتوج ،و تبعث في أجل 30يوما إبتداءا من تاريخ تسليم المخبر إياها
،فإذا تبين من تقرير المخبر أن المنتوج مطابق للمواصفات ،يمكن إال في حالة القوة القاهرة
)(6
تقديم البراءة للمعني قصد الحصول على إلغاء الضريبة من اإلدارة الجبائية ،أما إذا تبين من عينة
-المرسوم التنفيذي رقم 153-14المؤرخ في ، 2014/04/30المحدد لشروط فتح مخابر تجارب و تحليل الجودة و استغاللها، )(1
-أنظر المادة 19من المرسوم التنفيذي رقم ، 39-90المتعلق برقابة و قمع الغش ،ص ، 205و المادة 37من قانون رقم )(4
-أنظر المادة 20من المرسوم التنفيذي رقم 39-90المتعلق برقابة الجودة و قمع الغش ،ص ، 206و المادة 38من قانون )(6
153
المنتوج أنه غير مطابق للمواصفات التي يجب أن تتوفر فيه فيتم تطبيق التدابير الالزمة على هذا
. المتدخل
)(1
فتخضع عملية اقتطاع العينات إلجراءات صارمة بغية ضمان نجاحها ،بإبعادها عن كل
الضغوط التي قد تمارس على األعوان المكلفين باالقتطاع ،و تفادي أي خطر قد ينطوي على
،و لقد أتى قانون رقم 03-09المتعلق بحماية المستهلك بضمانات التالعب بالنتائج أو تعديلها
)(2
في مجال الخبرة التي تقوم بها المخابر ،إذ بين كيفية إجرائها و أتبعها بجزاءات في حالة احتمال
الغش أو تزوير نتائج التحاليل أو االختبارات أو تجارب المخابر المؤهلة بإحالة األمر إلى القاضي
. المختص بذلك للبث في األمر
)(3
-أنظر المادتين 21و 22من المرسوم التنفيذي رقم 39-90المتعلق برقابة الجودة و قمع الغش ،ص . 206 )(1
-أنظر الفصل الخامس " الخبرة " ،طبقا للمواد 52-43من قانون رقم 03-09المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ،جريدة )(3
154
الجمركة ،فيبلغ عدد المفتشيات الحدودية المختصة في مراقبة الجودة و قمع الغش بخمسون
مفتشية) ، (1فهي تسهر على مراقبة جودة المنتوجات المستوردة ،و تتم هذه العملية على مرحلتين :
فينصب الفحص العام على التحقق من الوثائق و فحصها ،أو بالمراقبة بالعين المجردة
للمنتوج بغية التأكد من مطابقته بالنظر للمواصفات القانونية أو التنظيمية التي تميزه أو باالستناد
إلى شروط استعماله و نقله و تخزينه ،أو طبقا للبيانات المتعلقة بالوسم و/أو الوثائق المرفقة معه
. مع ضرورة فحص المنتوج و التأكد من خلوه من أي تلف أو تلوث محتمل
)(4
- (02الفحص المدقق:
قد تتطلب بعض المنتوجات أخذ عينات منها قصد تحليلها ،إضافة للفحص العام الذي
تكون قد خضعت له ،فتؤخذ عينات لتحليلها في المخبر للتأكد من مدى مطابقة هذه المواصفات
و المقاييس القانونية و التنظيمية و مدى استجابتها للرغبات المشروعة للمستهلك فيما يخص تركيبة
-أنظر المادة 02من القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ،2011/11/13المتضمن إنشاء مفتشيات لمراقبة الجودة و قمع الغش )(1
على الحدود البرية و البحرية و الجوية و المناطق و المخازن تحت الجمركية ،جريدة رسمية رقم ، 24المؤرخة في 2012/04/25
،ص . 43
-ناصر فتيحة " ،مراقبة المطابقة ، " ...المرجع السابق ،ص . 290 )(2
-أنظر المادة من المرسوم التنفيذي رقم 467-05المؤرخ في ، 2005/12/10المتعلق بتحديد شروط مراقبة مطابقة المنتوجات )(3
المستوردة عبر الحدود و كيفيات ذلك ،جريدة رسمية رقم ، 80المؤرخة في ، 2005/12/11ص . 15
-أنظر المادتين 06و 07من المرسوم التنفيذي رقم 467-05المتعلق بتحديد شروط مراقبة مطابقة المنتوجات المستوردة عبر )(4
155
و نسبة المقومات األساسية و النتائج المرجوة منها و تحديد تاريخ الصنع و الحد األقصى
لالستهالك و طريقة استعمالها ،فيتقرر اقتطاع العينات على أساس :
-نتائج فحص الوثائق أو الرقابة بالعين المجردة المنجزة .
-المنشأ و الطبيعة و النوع و الغرض و مستوى الخطر الذي يشكله المنتوج .
-السوابق المتعلقة بالمنتوج و بالمستورد .
-موثوقية عمليات التفتيش المنجزة على مستوى البلد المصدر و أماكن المناولة .
. )(1
-األولويات التي تحددها اإلدارة المكلفة بحماية المستهلك و قمع الغش
و طبقا للمادة 12من المرسوم التنفيذي رقم ، 467-05يتم نقل العينة فو ار و بطريقة
تحول دون أي تلف للمنتوج إلى مخبر مراقبة الجودة و قمع الغش أو أي مخبر معتمد للقيام
بالتحاليل أو االختبارات أو التجارب عليها ،مع تبليغ نتائج هذه العملية للمستورد ،و تنتهي حسب
الحالة إما بتسليم رخصة دخول المنتوج أو إصدار مقرر رفض دخول المنتوج ،على أن ال يتجاوز
أجل تبليغ نتائج الرقابة من قبل المفتشية الحدودية المعينة 48ساعة ،تسري ابتداء من تاريخ
إيداع الملف من قبل المستورد أو ممثله ،مع إمكانية تمديد هذه المدة إذا اقتضت التحاليل ذلك دون
،فقد حدد القرار المؤرخ في 14جوان 2006 )(2
أن تتجاوز المدة القصوى لبقائها في مكان اإليداع
المتعلق بتحديد نماذج و محتوى الوثائق المتعلقة بمراقبة مطابقة المنتوجات المستوردة عبر
،في مادته 04على أنه :يتم تحرير رخصة دخول المنتوج المسماة (ر .د .م) تحتوي )(3
الحدود
الوثيقة المتعلقة بهذه الرخصة على مجموع المعلومات الخاصة بالمستورد و المنتوج المستورد و
كذلك مختلف عمليات الرقابة المنجزة .
و حددت المادة 05من نفس القرار على أن يتم تحرير مقرر رفض دخول المنتوج من
طرف أعوان الرقابة و المسمى نموذج (م .ر .د .م) بحيث تحتوي الوثيقة المتعلقة بهذا المقرر على
مجموع المعلومات الخاصة بالمستورد و المنتوج المستورد و مختلف عمليات الرقابة المنجزة و
كذلك أسباب الرفض ،و يمكن للمستورد أو من يمثله قانونا أن يودع طعنا مبرر قانونا للمديرية
-أنظر المادة 08من المرسوم التنفيذي رقم 467-05المتعلق بتحديد شروط مراقبة مطابقة المنتوجات المستوردة عبر الحدود و )(1
156
الوالئية للتجارة المختصة إقليميا في أجل 08أيام من تاريخ اإلخطار برفض دخول المنتوج ،و
للمديرية الوالئية للتجارة مهلة 04أيام لدراسة الطعن المقدم لها ،فإما يتم تأييد الرفض و إما يلغى
مقرر رفض دخول المنتوج المستورد ،فتبلغ المفتشية الحدودية المعنية إلغاء رفض دخول المنتوج
. المستورد
)(1
و إذا لم يفضي الطعن إلى نتيجة أو بقى بدون إجابة في اآلجال المحددة يمكن للمستورد
إخطار اإلدارة المركزية المكلفة بحماية المستهلك و قمع الغش التخاذ مقرر نهائي بغض النظر عن
كل طرق الطعن و في حالة انقضاء آجال الطعن و لم يطعن المستورد أو ممثله في مقرر رفض
،و في )(2
دخول المنتوج ،يرسل تقرير أو تقارير التفتيش فو ار إلى الجهة القضائية المختصة إقليميا
آخر عملية الرقابة ينبغي تحرير محاضر من أجل ضمان صالحية و شرعية العملية و حماية
. المتدخل بضمان سر صناعة المنتوج ،و من ثمة حماية أمن و سالمة المستهلك
)(3
فسواء كانت المنتوجات محلية أو مستوردة فقد منح المشرع بموجب المادة 34من قانون رقم
03-09المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ،لألعوان المكلفين بالقيام بالرقابة حرية الدخول
نها ار أو ليال بما في ذلك أيام العطل إلى المحالت التجارية و المكاتب و الملحقات و محالت
الشحن و التخزين و إلى أي مكان يرونه ضروري ألداء مهامهم ،فوسع المشرع بذلك من
االختصاص الممنوح لألعوان المكلفين بالقيام بالرقابة ،و سهل لهم كيفية أداءها نظ ار للطابع
الوقائي الذي تتميز به هذه الرقابة ،كما نوع من التدابير التحفظية المقررة على عاتق المتدخل .
-أنظر المادتين 10و 11من المرسوم التنفيذي رقم ، 467-05المتعلق بتحديد مراقبة مطابقة المنتوجات المستوردة عبر )(1
157
الفرع األول :تنوع التدابير التحفظية لضمان صحة و سالمة المستهلك :
بعد تحقق األعوان المكلفين بالقيام بالرقابة من مخالفة المتدخل لما هو مفروض عليه قانونا
يتم تقرير التدابير التحفظية ،و تختلف هذه التدابير حسب درجة خطورة المخالفة و حسب نوع
المنتوجات ،فقد يقرر األعوان رفض دخول المنتوجات (أوال) ،أو إيداع المنتوجات (ثانيا) ،كما قد
يكون التدبير حول جعل المنتوج مطابقا (ثالثا) ،أو حجز المنتوج (رابعا) ،أو سحب المنتوج من
التداول (خامسا) ،أو إعادة توجيه المنتوج (سادسا) ،أو إتالف المنتوج (سابعا) ،أو التوقيف
المؤقت لنشاط المؤسسة (ثامنا) ،و هذه التدابير تتخذ حسب درجة خطورة اإلخالل الذي يقع على
المنتوجات .
فيتم اللجوء لمثل هذا التدبير في حالة الشك في عدم مطابقة المنتوج ،بحيث يكتشف هذا
األخير عند إجراء تحريات مدققة أو عند ضبط المطابقة ،و هنا نكون أمام حالة التصريح بالرفض
المؤقت لدخول المنتوج ،أما بالنسبة للتصريح برفض الدخول النهائي للمنتوج المستورد عند الحدود
،فيتقرر عند إثبات عدم مطابقة المنتوج المستورد بالمعاينة المباشرة أو بعد إجراء التحريات
. المدققة
)(2
-ناصر فتيحة " ،مراقبة المطابقة ، " ...المرجع السابق ،ص . 294 )(1
-أنظر المادة 54من قانون رقم 03-09المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ،جريدة رسمية رقم ، 15ص . 19 )(2
-أنظر المادة 55من قانون رقم 03-09المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ،جريدة رسمية رقم ، 15ص . 19 )(3
158
ثالثا :جعل المنتوج مطابقا:
تتمثل عملية جعل المنتوج مطابقا في إنذار المخالف المعني و الحائز للمنتوج بأن يزيل سبب
عدم المطابقة أو كل ما يتعلق بعدم احترام القواعد و األعراف المعمول بها طبقا للمادة 56من
قانون رقم 03-09المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ،و المادة 25من المرسوم التنفيذي
رقم 39-90المتعلق برقابة الجودة و قمع الغش ،فيتم ذلك بإدخال تعديالت على المنتوج أو
. بتغيير فئة تصنيفه
)(1
لقد حدد المشرع في المرسوم التنفيذي رقم 467-05المتعلق بتحديد شروط مراقبة مطابقة
المنتوجات المستوردة عبر الحدود و كيفيات ذلك ،الحاالت التي يتخذ فيها تدبير ضبط المطابقة و
المتمثلة في عدم احترام التشريع المتعلق بالوسم و الجودة الذاتية للمنتوج ،و بين طرق ضبط
مطابقتها كما يلي :
159
فبتغير طبيعة المنتوج تختلف البيانات الواجبة التوفر في الوسم طبقا للتنظيم الساري المفعول
و لكن استثنى المشرع بموجب المادة 18من المرسوم التنفيذي رقم 467-05من ضبط المطابقة
المتعلقة بوسم المنتوجات التالية :
-المواد المقتناة في إطار المقايضة الحدودية التي تحدد قائمتها بقرار مشترك بين الوزير المكلف
بحماية المستهلك و قمع الغش و الوزير المكلف بالمالية .
-المواد المقتناة مباشرة لالستهالك الخاص لعمال الشركات أو الهيئات األجنبية .
-المواد التي تقتنيها محالت المنتوجات المعفاة من الرسوم ،و مصالح اإلطعام و شركات النقل
الدولي للمسافرين و المؤسسات الفندقية و السياحة المصنفة ،و الهالل األحمر الجزائري
و الجمعيات و الهيئات المماثلة المعتمدة قانونا .
و إنما يشترط أن يتوفر في وسمها البيانات التي يشترطها بلد المنشأ ،أي البلد الذي تم
. تصنيعها فيه أو البلد المصدر و هو آخر بلد تم تصديرها منه
)(1
كما يكون الهدف من ورائها إنتاج منتوج بصورة مطابقة للمواصفات التي تم إعدادها بناءا
على دراسات توافق متطلبات معينة مثل التخفيف من اإلنتاج المعيب ،و من المخاطر الناتجة عن
. )(3
عيوب المنتوج
-كذلك استثنت المادة 59من المرسوم التنفيذي رقم 378-13المؤرخ في ، 2013/11/09المحدد لشروط و الكيفيات )(1
المتعلقة بإعالم المستهلك ،جريدة رسمية رقم ، 58المؤرخة في ، 2013/11/18ص ، 17ورود بيانات الوسم على مثل هذه
المنتوجات .
-بوطبل خديجة ،المرجع السابق ،ص . 70 )(2
-حميدة حسن " ،نظام اإلدارة البيئية كآلية لتحقيق جودة المنتج و نظافته " ،مجلة البحوث و الدراسات القانونية و السياسية، )(3
160
و يتم ضبط الجودة الذاتية للمنتوج طبقا لما حدده المرسوم التنفيذي رقم 467-05المتعلق
بتحديد شروط مراقبة مطابقة المنتوجات المستوردة عبر الحدود و كيفيات ذلك ،بموجب المادة 19
منه بما يلي :
-بإزالة السبب الذي جعلها غير مطابقة حسب ما هو منصوص عليه في التنظيم المعمول به .
-في حالة انعدام التشريع المحدد لمقاييس و مواصفات المنتوج المستورد ،فإنه يمكن ضبط
مطابقة المنتوج الغير مطابق بطريقة ترخص بها المديرية الجهوية للتجارة المختصة إقليميا مع
احترام القواعد و األعراف المعمول بها في هذا المجال .
-كما يمكن أن يتم ضبط المطابقة في تخفيض الرتبة أو إعادة التوجيه إلى صناعة التحويل أو
تغيير الوجهة .
و يقع على عاتق المتدخل عند قيامه بعمليات ضبط المطابقة أن ال يلحق أي تلف في نوعية
المنتوج ،مع احترامه للمدة الدنيا لحفظ المنتوج ،و بغرض ضمان نجاح عملية ضبط المطابقة
تجري هذه األخيرة تحت رقابة المصالح المكلفة بحماية المستهلك و قمع الغش التابعة للمكان الذي
تجري فيه هذه العملية ،و عند تأكد المصالح المكلفة بحماية المستهلك من انتهاء عملية ضبط
المطابقة و زوال أسباب عدم المطابقة كليا ،تسلم المفتشية الحدودية المعنية رخصة دخول المنتوج
. المستورد
)(1
كما يمكن أن تخضع المنتوجات المحلية لعملية ضبط المطابقة إذا تبين لألعوان المكلفين
بالقيام برقابة الجودة و قمع الغش من أن المنتوج غير مطابق لما هو مطلوب قانونا ،و هذا ما
أكدت عليه المادة 25من المرسوم التنفيذي رقم 39-90المتعلق برقابة الجودة و قمع الغش.
فتلعب الرقابة على جودة المنتوجات دو ار مهما في حماية المستهلك من مختلف األضرار التي
قد تلحق صحته نتيجة اقتنائه لمواد غذائية فاسدة مثال ،كما تعمل على فحص المنتوجات المحلية
أو المستوردة ،و محاربة االحتكار عن طريق وضع مواصفات قياسية لمختلف مراحل عملية
. )(2
العرض لالستهالك لكي يتقيد بها المتدخلين
-أنظر المادة 20من المرسوم التنفيذي رقم 467-05المتعلق بتحديد شروط مراقبة مطابقة المنتوجات المستوردة عبر الحدود )(1
و كيفيات ذلك ،جريدة رسمية رقم ، 80المؤرخة في ، 2005/12/11ص ، 17و المادة 04من القرار المؤرخ في
2006/05/04الذي يحدد نماذج و محتوى الوثائق المتعلقة بمراقبة مطابقة المنتوجات المستوردة عبر الحدود ،جريدة رسمية رقم
، 52المؤرخة في ، 2006/08/20ص . 16
-برادعي قوسم " ،تحليل آليات حماية المستهلك في ظل الخداع و الغش التسويقي " ،مداخلة في الملتقى الوطني الخامس " )(2
الحماية القانونية للمستهلك " ،يومي 17-16ماي ، 2012كلية الحقوق جامعة المدية ،ص . 12-11
161
رابعا :حجز المنتوج :
يتقرر حجز المنتوج طبقا لنص المادة 57من قانون رقم 03-09المتعلق بحماية المستهلك
و قمع الغش ،إذا ثبت عدم إمكانية ضبط مطابقته أو إذا رفض المتدخل المعني إجراء عملية
ضبط مطابقة المنتوج المشتبه فيه ،و بالرجوع إلى نص المادة 27من المرسوم التنفيذي رقم
39-90المتعلق برقابة الجودة و قمع الغش ،التي عرفت الحجز على أنه مجسد في سحب
. المنتوج المعترف بعدم مطابقته من حائزه
)(1
فيقوم بهذا الحجز األعوان المكلفون بالقيام بالرقابة بعد الحصول على إذن قضائي ،غير أنه
يجوز لهم تنفيذ الحجز دون حصولهم على هذا اإلذن طبقا للحاالت التي حددتها المادة 27الفقرة
( )03من المرسوم التنفيذي رقم 39-90و هي :
-التزوير .
-المنتوجات المحجوزة بدون سبب شرعي التي تمثل في حد ذاتها تزوي ار .
-المنتوجات المعترف بعدم صالحيتها لالستهالك ما عدا المنتوجات التي ال يستطيع العون أن
يقرر عدم صالحيتها لالستهالك دون تحاليل الحقة .
-المنتوجات المعترف بعدم مطابقتها للمقاييس المعتمدة و المواصفات القانونية و التنظيمية و تمثل
خط ار على صحة المستهلك و أمنه .
-استحالة العمل لجعل السلعة أو الخدمة مطابقين للمطلوب أو استحالة تغيير المقصد .
-رفض حائز المنتوج أن يجعله مطابقا أو أن يغير مقصده .
و الحجز نوعان :عيني و اعتباري :
عرفت المادة 40من قانون رقم 02-04المتعلق بتحديد القواعد المطابقة على الممارسات
،الحجز العيني على أنه كل حجز مادي للسلع ،أما بالنسبة للحجز االعتباري فهو كل )(2
التجارية
حجز يتعلق بسلع ال يمكن لمرتكب المخالفة أن يقدمها لسبب ما ،ففي حالة الحجز العيني يكلف
مرتكب المخالفة بحراسة المواد المحجوزة عندما يمتلك محالت للتخزين فتشمع المواد المحجوزة
بالشمع األحمر من طرف األعوان المؤهلين قانونا ،أما في حالة عدم امتالك مرتكب المخالفة
محالت للتخزين يخول الموظفون المؤهلون قانونا حراسة الحجز إلى إدارة أمالك الدولة التي تقوم
-نالحظ أن قانون رقم 03-09المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ،ميز بين حجز المنتوج و سحبه في حين أن المرسوم )(1
التنفيذي رقم 39-90المتعلق برقابة الجودة و قمع الغش ،عرف الحجز بسحب المنتوج .
-المادة 40من قانون رقم 02-04المؤرخ في 2004/06/23المتعلق بتحديد القواعد المطبقة على الممارسات التجارية ، )(2
162
بتخزين المواد المحجوزة في المكان الذي تختاره ،أما في حالة الحجز االعتباري فيتم تحديد قيمة
المواد المحجوزة على أساس سعر البيع المطبق من طرف مرتكب المخالفة أو بالرجوع إلى سعر
ق)(1
. السو
و إذا تعلق الحجز بالمواد سريعة التلف أو لما تقتضي ذلك حالة السوق أو لظرف خاصة
يمكن للوالي المختص إقليميا بناءا على اقتراح المدير الوالئي المكلف بالتجارة أن يقرر البيع الفوري
من طرف محافظ البيع بالمزايدة للمواد المحجوزة أو تحويلها مجانا إلى الهيئات و المؤسسات ذات
الطابع االجتماعي و اإلنساني ،و في حالة البيع يتم إيداع المبلغ الناتج عن بيع السلعة لدى أمين
. خزينة الوالية
)(2
كما تجعل المادة 57من قانون رقم 03-09المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ،
الهدف من حجز المنتوج إما تغيير اتجاه هذا األخير أو إعادة توجيهه أو إتالفه ،مما يقع على
عاتق األعوان المكلفين بالقيام بالحجز تحرير محضر متضمن البيانات المحددة في المادة 06من
المرسوم التنفيذي رقم 39-90المتعلق برقابة الجودة و قمع الغش ،مع الوصف التفصيلي للتدابير
المتخذة و ترك مراجع المحضر لحائز المنتوج).(3
-أنظر المادتين 41و 42من قانون رقم 02-04المحدد للقواعد المطبقة على الممارسات التجارية ،جريدة رسمية رقم ،41 )(1
ص . 08
ص -أنظر المادة 43من قانون رقم 02-04المحدد للقواعد المطبقة على الممارسات التجارية ،جريدة رسمية رقم ، 41 )(2
. 08
-أنظر المادة 30من المرسوم التنفيذي رقم 39-90المتعلق برقابة الجودة و قمع الغش ،جريدة الرسمية رقم ، 05المؤرخة في )(3
، 1990/01/31ص . 207
-بوسماحة الشيخ ،المرجع السابق ،ص . 207 )(4
163
،فعرفت المادة 24من )(1
التحريات المعمقة ال سيما نتائج التحاليل أو االختبارات أو التجارب
المرسوم التنفيذي رقم 39-90المتعلق برقابة الجودة و قمع الغش ،السحب المؤقت على أنه منع
حائز المنتوج أو مقدم خدمة معين من التصرف في ذلك المنتوج ،الذي أثار شكوكا لدى أعوان
الرقابة بعد فحصه أو بعد اقتطاع العينات كونها غير مطابقة .
فيترتب على السحب المؤقت تحرير محاضر مع تشميع المنتوجات المشتبه فيها و توضع
تحت حراسة المتدخل المعني طبقا لنص المادة 61من قانون رقم ، 03-09فالمالحظ أن المنتوج
)(2
ال يسحب تماما من المتدخل ،بل يبقى حائ از له و لكنه يمنع عليه التصرف فيه قانونا مثال ببيعه
كما نصت المادة 24الفقرة ( )04من المرسوم التنفيذي رقم ، 39-90على أجل للقيام
بالفحوص التكميلية و المقدر بـ 15يوما و الذي يجوز تمديده إلى أكثر من ذلك ،و في الحالة
التي لم تتأكد عدم مطابقة المنتوج المراقب يتم رفع إجراء السحب فو ار .
فنجد المادة 59الفقرة ) (02من قانون رقم ، 03-09التي حددت مدة إجراء التحاليل
المعمقة بأجل قدره 07أيام عمل و في الحالة التي لم تثبت فيها عدم مطابقة المنتوج ،يرفع فو ار
تدبير السحب المؤقت ،كما نصت نفس المادة في فقرتها ( )03على أنه إذا ثبت عدم مطابقة
،و يعلم فو ار وكيل الجمهورية بذلك و تسدد المصاريف الناتجة عن )(3
المنتوج يعلن عن حجزه
الرقابة أو التحاليل من طرف المتدخل المقصر ،و إذا لم تثبت عدم المطابقة تعوض قيمة العينة
على أساس القيمة المسجلة في محضر االقتطاع .
-طبقا للمادة )01( 59من قانون رقم 03-09المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ،جريدة رسمية رقم ،15ص . 19 )(1
)(2
- Hasnaoui Abdallah ، op.cit ، p 96 .
-أنظر المادة )03( 59من قانون رقم 03-09المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ،جريدة رسمية رقم ، 15ص . 20 )(3
164
-األشياء أو األجهزة التي تستعمل للقيام بالتزوير .
مع تحمل المتدخل المعني لمصاريف و تكاليف استرجاع المنتوج المشتبه فيه أينما وجد في
حالة سحبه نهائيا ،و يمكن إعادة التوجيه للمنتوجات محل السحب النهائي مجانا متى كانت قابلة
لالستهالك إلى مركز ذي منفعة عامة).(1
و تعلم المصالح المكلفة بحماية المستهلك و قمع الغش المستهلكين بكل الوسائل ،عن
. األخطار و المخاطر التي يشكلها كل منتوج مسحوب من عملية العرض لالستهالك
)(2
و بالرجوع لنص المادة 28من المرسوم التنفيذي رقم ، 39-90التي نصت على أنه يتم
إتالف المنتوجات المحجوزة كلما تعذر التفكير في استعمالها استعماال قانونيا و اقتصاديا و يمكن
-طبقا للمادة 63من قانون رقم 03-09المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ،جريدة رسمية رقم ، 15ص . 20 )(1
-طبقا للمادة 67من قانون رقم 03-09المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ،جريدة رسمية رقم ، 15ص . 20 )(2
-طبقا للمادة 26من المرسوم التنفيذي رقم 39-90المتعلق برقابة الجودة و قمع الغش ،جريدة رسمية رقم ، 05ص .206 )(3
-أنظر المادة 64من قانون رقم 03-09المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ،جريدة رسمية رقم ، 15ص . 20 )(4
165
أن يتجسد اإلتالف في تغيير أو تشويه طبيعة المنتوج ،و يتم تحرير محضر اإلتالف من طرف
األعوان و يوقعون عليه مع المتدخل المعني ،طبقا للمادة 64الفقرة) (02و) (03من القانون رقم
03-09المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش .
كما يتحمل المتدخل المقصر إزالة كل المصاريف الناتجة على تطبيق مختلف التدابير
التحفظية طبقا لنص المادة 66من قانون رقم 03-09المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش .
نالحظ على التدابير التحفظية المنصوص عليها في قانون رقم 03-09المتعلق بحماية
المستهلك و قمع الغش ،باستثناء التدبير التحفظي المتمثل في التوقيف المؤقت لنشاط المؤسسات
التي ال يمكن تطبيقها على الخدمات ،رغم التعريف الذي أتى به المشرع للمنتوج بأنه يشمل السلعة
و الخدمة مما يجب تدارك األمر ،و لكن نجد ما يخالف هذا الحكم في نص المادة 15من
،التي المرسوم التنفيذي رقم 203-12المتعلق بالقواعد المطبقة في مجال أمن المنتوجات
)(3
أكدت على اتخاذ اإلدارة المكلفة بحماية المستهلك و قمع الغش في جميع مراحل عملية الوضع رهن
االستهالك كل التدابير قصد سحب كل سلعة من السوق أو توقيف الخدمة إذا كانت ال تستجيب
لمتطلبات األمن ،مما يعد ضمانة للمستهلك خاصة أنه ال يقبل على اقتناء السلع بل كذلك يطلب
تقديم الخدمات .
-طبقا المادة 65من قانون رقم 03-09المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ،جريدة رسمية رقم ، 15ص . 20 )(2
-المادة 15المرسوم التنفيذي رقم 203-12المؤرخ في ، 2012/05/06المتعلق بالقواعد المطبقة في مجال أمن المنتوجات )(3
166
مدنيا و ال عقوبة بالمعنى المنصوص عليه في قانون العقوبات و إنما هي إجراء موقع بواسطة
اإلدارة إلتاحة الفرصة للمتدخل للتسوية الودية مع اإلدارة دون اللجوء إلى التسوية القضائية التي
تتميز إجراءاتها بالتعقيد و البطيء ،كما لغرامة الصلح دور هام في تنمية الموارد المالية للخزينة
. العمومية
)(1
استحدث المشرع غرامة الصلح في قانون رقم 03-09المتعلق بحماية المستهلك و قمع
الغش ،بغية تفادي اللجوء إلى القضاء الذي يؤدي إلى تعطيل نشاط المتدخلين من جهة و طول
تلبية الرغبات المشروعة للمستهلك نتيجة عدم استفادته من المنتوج ،و كون فرض هذه الغرامة
يؤدي إلى ردع كل من يمس بسالمة المستهلك كون إجراءاتها تتميز بالبساطة و السرعة و تتم بعيدا
،و لقد استثنت المادة 87من قانون رقم 03-09 )(2
عن اإلجراءات القضائية التي تستغرق وقتا
من نطاق فرض غرامة الصلح ما يلي :
-إذا كانت المخالفة المسجلة تعرض صاحبها ،إما إلى عقوبة أخرى غير العقوبة المالية و إما
يتعلق بتعويض ضرر مسبب لألشخاص أو األمالك .
-في حالة تعدد المخالفات التي ال يطبق في إحداها على األقل إجراء غرامة الصلح .
-في حالة العود .
كما و يختلف مبلغ غرامة الصلح حسب اختالف كل مخالفة على النحو التالي:
-انعدام سالمة المواد الغذائية المعاقب عليها بثالثمائة ألف دينار ( 300.000دج).
-انعدام النظافة و النظافة الصحية المعاقب عليها بـمائتا ألف دينار ( 200.000دج).
-انعدام أمن المنتوج المعاقب عليه بثالثمائة ألف دينار ( 300.000دج).
-انعدام رقابة المطابقة المسبقة المعاقب عليها بثالثمائة ألف دينار ( 300.000دج).
-انعدام الضمان أو عدم تنفيذه المعاقب عليه بثالثمائة ألف دينار ( 300.000دج).
-عدم تجربة المنتوج المعاقب عليها بخمسون ألف دينار ( 50.000دج).
-رفض تنفيذ الخدمة ما بعد البيع المعاقب عليها بـ ( )%10من ثمن المنتوج المقتنى.
. -غياب بيانات وسم المنتوج المعاقب عليها بـمائتا ألف دينار ( 200.000دج)
)(3
-مامش نادية " ،مسؤولية المنتج دراسة مقارنة مع القانون الفرنسي " ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير ،كلية الحقوق و العلوم )(1
-طبقا لنص المادة 88من قانون رقم 03-09المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ،جريدة رسمية رقم ، 15ص . 22 )(3
167
و إذا سجلت عدة مخالفات على نفس المحضر ،يجب على المخالف أن يدفع مبلغا إجماليا
لكل غرامات الصلح المستحقة طبقا للمادة 89من قانون رقم ، 03-09و ال يقبل أي طعن في
القرار المحدد لمبلغ غرامة الصلح طبقا للمادة 91من قانون رقم . 03-09
فيتميز إجراء فرض غرامة الصلح بالسرعة حيث تعمد المصالح المكلفة بحماية المستهلك
إلبالغ المتدخل المخالف في أجل أقصاه 07أيام تسري إبتداءا من تحرير المحضر ،عن طريق
إنذاره برسالة موصى عليها مع إشعار باالستالم ،و له مهلة ثالثين ) (30يوما تلي تاريخ اإلنذار
لدفع مبلغ الغرامة ،بحيث يتم هذا الدفع مرة واحدة لدى قابض الضرائب لمكان إقامة المخالف ،
فيعلم قابض الضرائب المصالح المكلفة بحماية المستهلك و قمع الغش بحصول الدفع في أجل
عشرة ( )10أيام من تاريخ دفع الغرامة ،و في حالة عدم استالم اإلشعار في أجل خمس
و أربعين ( )45يوما التي تسري إبتداءا من تاريخ وصول اإلنذار للمخالف ترسل المصالح المكلفة
بحماية المستهلك و قمع الغش الملف إلى الجهة القضائية المختصة إقليميا).(1
و من اآلثار المترتبة على تسديد المخالف لمبلغ غرامة الصلح في اآلجال و الشروط المحددة
قانونا هي انقضاء الدعوى العمومية ،طبقا للمادة 93من قانون 03-09المتعلق بحماية
المستهلك و قمع الغش .
فيمكن القول أن مختلف التدابير التحفظية السابقة و معها غرامة الصلح المنصوص عليها
في قانون رقم ، 03-09تساهم بشكل فعال في قمع المخالفات المرتكبة من قبل المتدخل و منع
تعسفه تجاه المستهلك و ذلك بغية ضمان سالمة و أمن هذا األخير ،نظ ار لما تتسم به من مرونة
. و سرعة
)(2
إضافة للجزاء اإلداري باعتباره وقائي ،كرس المشرع إلى جانب ذلك الجزاء الردعي بغية تكريس
حماية فعالة للمستهلك .
-المادتين 90و 92من قانون رقم 03-09المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ،جريدة رسمية رقم ، 15ص . 22 )(1
-أنظر نتائج نشاط الرقابة االقتصادية و قمع الغش خالل لشهري جوان و جويلية سنة ، 2014 )(2
www.mincommerce.gouv.dz
168
هي تخدم أكثر العالقات التي يسود فيها التوازن بين أطرافها ،و من ثمة ينبغي تبيين جوانب
و قصور أحكام المسؤولية المدنية (المطلب األول) ،و رغبة من المشرع لتوفير حماية للمستهلك
ردع المتدخل عمد في قانون حماية المستهلك و قمع الغش لقمع الجنح االقتصادية بتوقيع الجزاء
المشدد ،كما نص على عقاب المخالفات االقتصادية المرتكبة من طرف المتدخلين بالجزاء البسيط
(المطلب الثاني).
الفرع األول :نظام مسؤولية المتدخل وفقا لقواعد القانون المدني :
تقوم مسؤولية المتدخل كلما ثبت تقصير من جانبه سواء كانت عالقته مع المستهلك مباشرة
أو غير مباشرة ،ففي الحالة التي تكون عالقته به مباشرة يربطهما عقد االستهالك ،فالرجوع عليه
يكون على أساس المسؤولية العقدية ،8أما إذا كانت عالقته مع الغير أي الشخص الذي لحقه
ضرر من المنتوج دون أن يكون قد أبرم عقدا مع المتدخل فهنا يكون للمستهلك أو مستعمل المنتوج
الرجوع عليه على أساس قواعد المسؤولية التقصيرية ،مما يستدعي البحث عن أركان هذه
المسؤولية )أوال( ،و من ثمة بيان وسائل نفيها )ثانيا( .
169
- (01الضرر :
ال يمكن قيام المسؤولية بدون وجود ضرر فهو من العناصر الجوهرية للمسؤولية المدنية ،
فيعرف الضرر على أنه هو األذى الذي يصيب الشخص من جراء المساس بحق من حقوقه أو
بمصلحة مشروعة ،و الضرر قد يكون مادي لما يتسبب للمستهلك بخسارة مادية ،كما قد يكون
. معنوي عند التعدي على حقوق أو مصالح المستهلك الغير المالية
)(1
و بالنسبة لألضرار التي قد تنشأ عن المنتوجات و تضر بالمستهلك فهي تشمل كل األضرار
الجسدية التي قد تمس بالمستهلك و التي تلحق به جروح أو عجز دائم أو مؤقت و التي قد تصل
إلى وفاته مع إضافة التكاليف المالية من مصاريف العالج و مصاريف التوقف عن العمل ،كما
يشمل التعويض الخسائر التي تترتب عن األضرار المادية التي قد تلحق أموال الضحية ،و هذا ما
يظهر من المادة 09من قانون حماية المستهلك ،التي تشير إلى " :يجب أن تكون المنتوجات
الموضوعة لالستهالك مضمونة و تتوفر على األمن بالنظر إلى االستعمال المشروع المنتظر منها
،و أن ال تلحق ضرار بصحة المستهلك و أمنه و مصالحه ،و ذلك ضمن الشروط العادية
لالستعمال أو الشروط األخرى الممكن توقعها من قبل المتدخلين " ،فمن خالل هذه المادة يتبين أن
المشرع وضع على عاتقه التزاما بتعويض كل األضرار التي قد تلحق المستهلك سواء كانت جسدية
أو مادية أو معنوية .
و بالنسبة لألضرار المادية ال يكتفي المستهلك بطلب التعويض عن تلك التي تلحق ممتلكاته
فقط ،بل يحق له طلب التعويض عن األضرار التي تمس المنتوج بذاته و هذا باالستناد إلى نص
المادة 03الفقرة ) (13من قانون حماية المستهلك ،التي عرفت المنتوج المضمون على أنه ذلك
المنتوج الذي ال يشكل أي خطر أو يشكل أخطا ار محدودة في أدنى مستوى تتناسب مع استعمال
المنتوج و تعتبر مقبولة بتوفير مستوى حماية عالية لصحة و سالمة األشخاص ،كما يمكن
للمستهلك طلب التعويض عن األضرار المعنوية نتيجة لآلالم التي أصابته بسبب الجروح التي
لحقت به أو تلك التي أصابت ذوي حقوقه في حالة وفاته ،و هذا ما أكدته المادة 03الفقرة )(12
. من قانون حماية المستهلك ،على عدم إضرار المتدخل بالمصالح المعنوية للمستهلك
)(2
لكن رغم تأكيد المشرع على عدم اإلضرار بالمصالح المادية و المعنوية للمستهلك إال أنه لم
يلزم المتدخل بالتعويض عن األضرار التي تمس هذه األخيرة في قانون حماية المستهلك .
– فياللي علي " ،االلتزامات الفعل المستحق ، " ...المرجع السابق ،ص . 289-286 )(1
– حامق ذهبية " ،االلتزام باإلعالم ، " ...المرجع السابق ،ص . 310-309 )(2
170
-(02اإلخالل بااللتزام المتسبب في الضرر :
لقيام مسؤولية المتدخل طبقا للقواعد العامة يشترط وجود عقد و أن يكون الضرر ناشئا عن
خطأ عقدي من طرف المتدخل ،كما قد يقوم المتدخل باإلخالل بالتزام قانوني يفرضه عليه
ن)(1
،و لكن في مجال حماية المستهلك من المفروض بمجرد حدوث ضرر يفترض أن القانو
المنتوج ال تتوفر فيه السالمة التي تشترطها المادة 03الفقرة ) (07من قانون حماية المستهلك ،
فبمجرد عدم تحقق السالمة المطلوبة في المنتوج تقوم مسؤولية المتدخل .
-حامق ذهبية " ،االلتزام باإلعالم ، " ...المرجع السابق ،ص . 312 )(2
-فياللي علي " ،االلتزامات الفعل المستحق ، " ...المرجع السابق ،ص . 334-332 )(3
171
لكن هذا اإلعفاء المنصوص عليه في القواعد العامة ال يتماشى مع ما يهدف إليه المشرع
من وراء وضعه لقانون رقم 03-09المتعلق بحماية المستهلك ،كونه يهدف إلى حماية المستهلك
من كل المخاطر التي قد تنطوي على المنتوجات المعروضة لالستهالك ،فعلى المتدخل تحمل
اعتبار التجاهات قانون حماية المستهلك ،فمن غير المعقول السماح للمتدخل
ا نتائج السبب األجنبي
بأن ينفي مسؤوليته خاصة إذا كانت هذه األضرار قد مست سالمته الجسدية ،فكان على المشرع
تنظيم جوانب هذه المسؤولية المدنية بطريقة تتماشى مع مصالح المستهلك باعتباره طرف ضعيف .
فيظهر جليا أن طبيعة المتضرر باعتباره طرف ضعيف و األضرار التي قد تلحقه من
المنتوجات ،ال تمكن المستهلك من التذرع بأحكام المسؤولية المدنية الواردة في القواعد العامة ،
و بالتالي ال تمكنه من جبر الضرر الذي يصيبه ،و من أجل ذلك منح المشرع له في تعديله
لقواعد القانون المدني دعوى أخرى تسمح له بأن يتأسس عليها للمطالبة بالتعويض من المنتج عن
ضرر بسبب عيب في المنتوج .
172
صفة المنتج يتحلى بها المنتج النهائي فقط الذي يتولى صنع المنتوج في شكله النهائي و يمكنه
. التأكد من صالحية األجزاء التي يستخدمها في اإلنتاج ،بحيث يتسنى له مراقبتها قبل تركيبها
)(1
– (01الضرر :
ال يختلف الضرر القابل للتعويض في هذه المسؤولية عنه في المسؤولية المدنية للمتدخل ،
بحيث يشمل كل األضرار المادية و تلك التي تلحق جسد المستهلك ،إضافة للتعويض عن الضرر
المعنوي الذي قد يصيبه أو يصيب ذوي حقوقه ،و على المتضرر إثبات الضرر بكل وسائل
. اإلثبات
)(2
-بودالي محمد " ،مسؤولية المنتج ، " ...المرجع السابق ،ص . 40 )(2
173
مما يستنتج أن المنتوج هو كل مال منقول حتى و لو كان متصال بعقار سواء كان ماديا أو
معنويا ،مع استبعاد هذه المادة للخدمات من نطاق تعريف المنتوج مما يجعل المستهلك المقبل
على االستفادة من الخدمة معفى من الحماية و ال يمكن له االستناد على أحكام هذه المادة .
مما يستلزم األمر إعفاء المستهلك إلى حد ما من إثبات هذه العالقة ،فكان على المشرع
االكتفاء بشرط الضرر و أن الضرر ناتج عن عيب في المنتوج خاصة أنه ال يهتم بسلوك المنتج
باإلضافة لضرورة تغليب مصلحة المستهلك للمحافظة على حقه في التعويض ،كما أن للمنتج
و سائل يمكن له التذرع بها لنفي مسؤوليته .
-قريمس عبد الحق " ،مدى جدوى األساس التعاقدي للمسؤولية عن األضرار التي يسببها المنتوج " ،مجلة البحوث و )(1
الدراسات القانونية و السياسية ،مجلة كلية الحقوق ،جامعة البليدة ،العدد ، 02جانفي ، 2012ص . 104
-بودالي محمد " ،مسؤولية المنتج ، " ...المرجع السابق ،ص . 42-41 )(2
174
السبب األجنبي طبقا للمادة 127من القانون المدني ،كإثبات الحادث المفاجئ أو القوة القاهرة أو
. خطأ المضرور أو خطأ الغير
)(1
فمن خالل ما سبق يلحظ عجز قواعد المسؤولية المدنية في توفير حماية للمستهلك ،كون
قواعدها غير مكيفة مع طبيعة هذا األخير باعتباره طرف ضعيف فهي تلزمه بإثبات كل األركان
التي تسمح بقيام المسؤولية ،و األمر ليس بالهين في مجال االستهالك ،كما أن األضرار التي قد
تلحق المستهلك قد تكون أوسع من تلك التي هي منحصرة في القواعد العامة بين مادية و معنوية
بينما هي على خالف ذلك في قانون حماية المستهلك الذي ربطها بعدم المساس بالرغبات
المشروعة للمستهلك ،فيقصد بها التعويض عن الضرر المتوقع و الضرر الغير المتوقع ،و هو ما
ال يتماشى مع قواعد المسؤولية العقدية خاصة إذا كان هنالك عقد يجمع المستهلك بالمتدخل فيتم
التعويض عن الضرر المتوقع فقط .
كما ال تخلو قواعد مسؤولية المنتج من القصور في توفير حماية مدنية فعالة للمستهلك في
إطار جبر الضرر و ردع المتدخل ،رغم أن المشرع أتى بهذه المسؤولية لتوفير الحماية
للمتضررين من عيوب المنتوجات ،فصحيح أنه وسع من نطاق األشخاص المستفيدين من الحماية
فشمل بذلك مقتني المنتوج و مستعمله حتى و لو لم تكن تربطه بالمنتج عالقة تعاقدية ،و لكنه
ضيق من نطاق األشخاص المسؤولين عن تعويض األضرار الناتجة عن عيوب المنتوج فألقى هذه
المسؤولية على عاتق المنتج فقط ،و هذا ما ال يعد فيه حماية للمستهلك ألنه في الغالب ال يتعامل
و الموزع و بائع مع منتج المنتوج ،كما أن هذا التضييق يؤدي إلى عدم مسائلة المستورد
الجملة و بائع التجزئة إذا تعامل المستهلك مع أحد منهم ،و يمتد نطاق التضييق في مسؤولية
المنتج للمنتوجات حيث أقصت المادة 140مكرر الخدمات من نطاق أنواع المنتوجات مما ال يخدم
ذلك مصالح المستهلك خاصة أن المستهلك أصبح يقبل على اقتناء الخدمات بكثرة ،كما أن إلقاء
عبء اإلثبات على عاتق المستهلك يجعله عاج از عن الحصول عن التعويض ،فهذه المسؤولية
التي أتى بها المشرع لحماية فئة المستهلكين من أضرار المنتوجات ليست كفيلة بتوفير حماية فعالة
للمستهلك ،و رغبة من المشرع في توفير حماية لهذا األخير أتى بالجزاء الجنائي لردع المتدخل .
المطلب الثاني :تغليب الجزاء الجنائي لتجسيد حماية فعالة للمستهلك :
نظ ار لما توفره الحماية الجزائية للمستهلك من أمن و سالمة له و بعث الثقة في المنتوجات
المعروضة لالستهالك ،تدخل المشرع بموجب قانون حماية المستهلك و قمع الغش ،للتمييز بين
-حساني علي " ،اإلطار القانوني لاللتزام بالضمان ، " ...المرجع السابق ،ص . 316-315 )(1
175
نوعين من الجنح المرتكبة من قبل المتدخل التي تؤدي إلى اإلضرار بمصالح المستهلك ،فتطرق
لعقاب الجنح االقتصادية بالجزاء المشدد (الفرع األول) ،كما امتد نطاق التجريم لمعاقبة المخالفات
االقتصادية بالجزاء البسيط (الفرع الثاني) .
فيهدف المتدخل من وراء ذلك للحصول على فائدة مالية باستبداله للمنتوج الذي توافق مع
،و نظ ار لتداخل مفهوم الخداع الرغبات المشروعة للمستهلك بمنتوج أقل قيمة من المنتوج األول
)(3
-أحمد محمد علي خلف " ،الحماية الجنائية للمستهلك دراسة مقارنة " ،دار الجامعة الجديدة للنشر ،اإلسكندرية ،مصر ، )(1
، 2005ص . 165
-خالدي فتيحة " ،الحماية الجزائية للمستهلك دراسة في ضوء القانون رقم 03-09المؤرخ في 2009/02/25المتعلق بحماية )(2
المستهلك و قمع الغش " ،مجلة معارف ،العدد ،08جوان ،2010المركز الجامعي البويرة ،الجزائر ،ص . 53
-ولد عمر الطيب " ،الجزاءات العقابية المترتبة عن األضرار الماسة بأمن المستهلك و سالمة " ،مجلة دراسات قانونية ،دار )(3
176
أ( -التمييز بين الخداع و التدليس المدني :
يختلف الخداع عن التدليس المدني في كون هذا األخير يتم بإيقاع المتعاقد في غلط باستعمال
،بينما يتحقق الخداع ببعث االعتقاد الخاطئ لدى المستهلك حول )(1
طرق احتيالية لدفعه للتعاقد
المنتوج في حين هذه الصفات المدلى بها غير متوفرة فيه ،فال بد أن يكون هناك فعل خارجي
صادر من المتدخل يوهم به المستهلك بأن المنتوج حقيقي .
كما أن التدليس يعد عيبا من عيوب اإلرادة عند تكوين العقد ،أما الخداع فهو تضليل أو
حيلة قد يكون أثناء تكوين العقد كما قد يكون أثناء تنفيذه ،و يمتد أثر الضرر الناتج عن الخداع
إلى العامة ،بينما أثر الضرر الناتج عن التدليس يلحق المتعاقد فقط طبقا لمبدأ نسبية أثر العقد .
و يشترط أن تبلغ الحيل المستعملة في التدليس درجة من الجسامة لكي يتحقق في حين ال
يشترط مثل هذا الشرط في الخداع ،و من أجل ذلك يعد الخداع أوسع نطاقا من التدليس المدني ،
و من ثمة ال يمكن تطبيق الجزاء الوارد في القانون المدني الخاص بالتدليس على الخداع الذي
. أحال المشرع العقاب عليه ألحكام قانون العقوبات
)(2
)(1
- Kahloula. (M) et ، Mekamcha. (G) ، (la deuxième partie) ، op.cit ، p 46 .
-سي يوسف زاهية " ،تجريم الغش و الخداع كوسيلة لحماية المستهلك " ،المجلة النقدية للقانون و العلوم السياسية ،كلية )(2
الحقوق و العلوم السياسية ،جامعة مولود معمري ،تيزي وزو ،العدد ، 2007 ، 01ص . 30-29
-أحمد محمد محمود علي خلف ،المرجع السابق ،ص . 167 )(3
-األمر رقم 156-66المؤرخ في ، 1966/06/08المتعلق بقانون العقوبات المعدل و المتمم . )(4
177
خيالي أو بإحداث األمل في الفوز بأي شيء أو في وقوع حادث أو أية واقعة أخرى وهمية ،في
. )(1
حين أن الخداع يقوم بأي وسيلة كانت
-حساني علي " ،االطار القانوني لاللتزام بالضمان ، " ...المرجع السابق ،ص . 362-361 )(2
-أحمد محمد محمود علي خلف ،المرجع السابق ،ص . 174 )(4
178
الكاكاو ،أو التصريح الذي يدلي به المتدخل حول مكيف هوائي أنه ذو استعمال مزدوج أي بارد و
ساخن ثم يكتشف المستهلك بعد االقتناء أنه يستخدم فقط للتبريد مما يجعل المستهلك يستفيد منه في
فصل الصيف فقط .
-المادة )09(03من المرسوم التنفيذي رقم 378-13المؤرخ في ، 2013/11/09المتعلق بتحديد الشروط و الكيفيات المتعلقة )(1
، 1999ص . 131-130
-عامر قاسم أحمد القيسي ،المرجع السابق ،ص . 56 )(3
179
لالستهالك على أساس أنها متوفرة لألمن المنتظر يكون قد ارتكب جريمة خداع أو محاولة خداع
. المستهلك
)(1
-حساني علي " ،اإلطار القانوني لاللتزام بالضمان ، " ...المرجع السابق ،ص . 363 )(1
-أنظر المادة 08من المرسوم التنفيذي رقم 203-12المؤرخ في ، 2012/05/06المتعلق بالقواعد المطبقة في مجال أمن )(2
180
-الخداع في التركيب أو في نسبة المقومات الالزمة للسلع :
و يتم ذلك بإعطاء بيانات غير صحيحة حول تركيب السلع مغايرة لتلك المحددة في القوانين
أو وفقا للعادات التجارية المتعارف عليها أو طبقا لبيانات العقد ،أو بالرجوع إلى الفاتورات أو
. )(1
اإلشهار أو التي تتضمن أحيانا المقومات الالزمة للمنتوج
فتقع جريمة الخداع حول التركيب أو حول نسبة المقومات الالزمة للمنتوج بمجرد أن تكون
السلع معروضة تحت اسم معين مختلفة في تركيبتها و مواصفاتها و نسبة مقوماتها عن تلك
المحددة قانونا .
-بودالي محمد " ،حماية المستهلك ، " ...المرجع السابق ،ص . 313 )(1
-عبد الفضيل محمد أحمد " ،جريمة الخداع التجاري في نظم مكافحة الغش التجاري السعودي مع اإلشارة إلى القوانين الفرنسي )(3
و المصري " ،مجلة الحقوق الكويتية ،السنة ، 18العدد ، 04ديسمبر ، 1994ص . 148-146
-ولد عمر الطيب ،المرجع السابق ،ص . 117-116 )(4
181
فيكفي أن تتحقق إحدى هذه الصور لكي تقع جريمة خداع المستهلك ،و يمكن أن يتم كذلك
الشروع في ارتكاب جريمة الخداع ،و يتحقق هذا األخير لما يطرح المنتوج للبيع أو بإرسال عينات
مصحوبة ببيانات كاذبة حول هذا المنتوج ،و من ثمة يستهدف هذا الشروع أي مستهلك يقبل على
، اقتناء هذا المنتوج المعروض لالستهالك ثم يكتشف خداع المتدخل فيرفض اقتناء المنتوج
)(1
. )(2
فالمشرع سوى بين جريمة الخداع التام و الشروع فيها من حيث مبدأ التجريم و مقدار العقوبة
و هذا ما أكد عليه بموجب المادة 68من قانون رقم ، 03-09و المادة 429من قانون
العقوبات بقوله ... " :كل من يخدع أو يحاول أن يخدع ، " ...و لم يحدد مشرعنا في قانون حماية
المستهلك و قمع الغش ،الوسائل التي يتم بها خداع المستهلك فجعله يتحقق بأي وسيلة أو طريقة
كانت ،مما يعد ضمانة للمستهلك ،فكان للمشرع نظرة مستقبلية خاصة بتطور الوسائل التكنولوجية
التي يمكن أن تعد كوسيلة تستعمل لخداع المستهلك .
كما حدد المشرع بموجب المادة 68من قانون حماية المستهلك و قمع الغش ،المتضرر
من الخداع و هو " المستهلك " سواء تعاقد مع المتدخل أم ال ،و هذا عكس ما جاءت به المادة
429من قانون العقوبات ،التي نصت على خداع أو محاولة خداع " المتعاقد " فقط مما يستنتج أن
المستفيد من الحماية هو المتعاقد مع المتدخل فقط ،و هذا يعد قصو ار في حماية المستهلك إذا لم
تكن له صفة المتعاقد مما يبعث التناقض و النقص بين النصين .
إضافة إلى ذلك شملت المادة 68من قانون رقم 03-09من حيث محل جريمة الخداع
في المنتوجات بما فيها السلع و الخدمات ،و لكن المادة 429من قانون العقوبات جعلت محله
منصب على السلع فقط ،و ربما السبب في ذلك كون اكتشاف الخداع حول السلع يعد أسهل من
اكتشافه في مجال الخدمات ألن هذه األخيرة قد يتم تقديمها بشكل غامض و غالبا ما ال يتم
. التعريف الدقيق بها
)(3
فنالحظ أن قانون حماية المستهلك كيف الجريمة بما يتماشى مع الهدف المبتغى من وضع
هذا القانون أال و هو حماية المستهلك ،و يظهر ذلك في كون الحماية التي أتى بها خاصة بفئة
المستهلكين عكس قانون العقوبات الذي يتميز بالطابع الردعي و العام للمحافظة على النظام العام.
-سي يوسف زاهية حورية " ،تجريم الغش و الخداع ، " ...المرجع السابق ،ص . 32 )(1
)(3
– Dorandeu. (N) ، Gomy. (M) ،Robinne. (S) ،Valette-Ercole. (V)، op.cit ، p 172 .
182
ب( -الركن المعنوي :
لم يشر قانون رقم 03-09المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ،لضرورة توفر نية
الخداع و لكن نظ ار لما يلحق المستهلك من ضرر بمصالحه المادية ،يؤدي ذلك لجعل جريمة
الخداع جريمة عمديه ينبغي توافر القصد الجنائي العام أي انصراف إرادة الجاني (المتدخل) إلى
. تحقيق الواقعة اإلجرامية مع العلم بتوافر أركانها و بأن القانون يعاقب عليها
)(1
و ال يجب افتراض العلم بل يجب إقامة الدليل عليه و إثباته من قبل القاضي أو المدعي
بالحق المدني ،و لقيام القصد الجنائي ينبغي إثبات أن إرادة الجاني قد اتجهت إلى إتيان الفعل
. المادي و هو الخداع أو الشروع فيه و العلم بما في ذلك من تجريم
)(2
مما يستدعي علم الجاني (المتدخل) باستعمال الطرق المنصوص عليها في المادة 68من
قانون حماية المستهلك و قمع الغش ،و المادة 429من قانون العقوبات فيؤدي ال محالة لخداع
المجني عليه (المستهلك) ،مع ضرورة توفر في الجاني (المتدخل) نية الخداع .
لذلك فالقانون ال يعاقب إال على الخداع الذي يتم بطريقة غير مشروعة و ال يعاقب على
الجهل أو الغلط الذي يقع من المتدخل إزاء المستهلك ،ألن الخداع جريمة عمدية ،أما اإلهمال
حتى و لو كان جسيما فال يعادل الخداع كونه صورة من صور الخطأ الغير العمدي ،فهنا ال يعد
. المتدخل قد ارتكب جريمة الخداع إال إذا كان سيء النية
)(3
و من أجل ذلك يشترط توفر القصد الجنائي بعنصريه عند تحقق الخداع التام أو حين عرض
المنتوج إذا كان الخداع في مرحلة الشروع ،فإذا تخلفت أحد عناصر القصد الجنائي وقت حدوث
الفعل فال تقوم جريمة الخداع .
فالمالحظ على المادة 68من قانون حماية المستهلك و قمع الغش ،لم تشترط أن يلحق
الخداع ضرر بالمستهلك لكي يعد الفعل مجرما ،و إنما بمجرد ارتكاب المتدخل ألحد أو بعض
األفعال المادية المنصوص عليها بموجب هذه المادة ،تعد جريمة الخداع قائمة و بذلك صنف
،و هذا بالنظر للنتائج )(4
البعض هذه الجريمة بأنها من جرائم الخطر و ليست من جرائم الضرر
-عمر عيسى الفقي " ،جرائم قمع الغش و التدليس " ،المكتب الفني للموسوعات القانونية ،بور سعيد ،مصر،1998 ، )(1
ص . 69
-عبد الفضيل محمد أحمد ،المرجع السابق ،ص . 153-152 )(2
183
الوخيمة المترتبة عن الخداع و تأثيره على صحة المستهلك خاصة في حالة المنتوجات الغذائية و
المنتوجات الخطيرة .
التي نصت على " :ترفع مدة الحبس إلى خمس ( )05سنوات و الغرامة إلى ) 500.000دج( إذا
كانت الجريمة أو الشروع فيها المنصوص عليهما أعاله قد ارتكبا" ...
فهذه المادة رفعت مدة الحبس إلى 05سنوات مع رفعها لقيمة الغرامة ،و هو ما توافق مع
المادة 69من قانون حماية المستهلك و قمع الغش ،و السبب في ذلك رغبة من المشرع للمساس
بالذمة المالية للمتدخل ،بهدف مكافحة الجرائم االقتصادية التي عادة ما تهدف إلى كسب ربح غير
-المادة 430من األمر رقم 156-66المؤرخ في ، 1966/06/08المتضمن قانون العقوبات ،المعدل و المتمم بموجب )(1
184
،و نصت المادة 429في فقرتها األخيرة من )(1
مشروع على حساب صحة و سالمة المستهلك
قانون العقوبات ،على أنه يقع على مرتكب المخالفة إعادة األرباح التي تحصل عليها بدون حق ،
و هي تدفع للخزينة العامة للدولة كمقابل للضرر العام الذي قام به نتيجة مخالفته للقوانين
االقتصادية).(2
كما قد يكون الغش حول أغذية اإلنسان أو الحيوان أو العقاقير الطبية أو الحاصالت
الزراعية أو المنتجات الطبيعية ،أو أي مواد أخرى مع العلم بغشها و فسادها ،أو باستعمال مواد
. ،فالغش يجعل من المنتوج العادي منتوجا خطي ار
)(5 )(4
سامة مما يؤدي إلى تسميم المستهلك
فيتعمد المتدخل تضليل المستهلك بإخفاء المعلومات الكافية عن المنتوج ،فمن حيث الشكل
تشبه المنتوجات الجيدة و لكنها في الحقيقة رديئة و ال تتصف بالجودة المطلوبة مما يلحق
-خميخم محمد " ،الطبيعة الخاصة للجريمة االقتصادية في التشريع الجزائري " ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير ،كلية الحقوق )(1
-السعيدي جمال " ،المفهوم العام للغش ،و دراسة واقعة لنماذج عن تغيير أسعار السلع " ،مداخلة في ندوة حول " حماية )(4
المستهلك و مكافحة الغش التجاري في الدول العربية " ،شرم الشيخ ،مصر 17-13جانفي ، 2008ص . 64-63
)(5
- Calais–Auloy. (J) et Stemmetz. (F) ، op.cit ، p 249 .
185
بالمستهلك ضرر مادي ،فيدفع هذا األخير سعر المنتوج مقابل حصوله على منفعة أقل ،كما قد
يتكبد إنفاق مبالغ إضافية إلزالة األضرار الناتجة عن المنتوجات المغشوشة).(1
و يختلف الغش عن الخداع كون هذا األخير يقع دون هدف تزييف المنتوج ،أما الغش فيقع
على المنتوج بغرض تزيفه ،فيستهدف من وراء الخداع تضليل المستهلك فقط دون المساس بجوهر
المنتوجات أي دون إدخال تغيير على تركيبتها ،و الهدف الذي قصده المشرع من وراء تجريم
الغش هو لحماية الصحة العامة و من ثمة الحماية من المنتوجات المغشوشة ،بينما الهدف من
. تجريم الخداع هو لحماية أوضاع التعامل و الثقة بين المستهلك و المتدخل
)(2
و يقع الغش طبقا لما حددته المادة 70من قانون حماية المستهلك و قمع الغش ،باألفعال التالية:
-يزور أي منتوج موجه لالستهالك أو االستعمال البشري أو الحيواني .
-يعرض أو يضع للبيع أو يبيع ،مع عمله بوجهتها مواد أو أدوات أو أجهزة أو كل مادة خاصة
من شأنها أن تؤدي إلى تزوير أي منتوج موجه لالستعمال البشري أو الحيواني .
كما حددت المادة 431من قانون العقوبات األفعال المادية التي يتم بها الغش و هي :
-يغش مواد صالحة لتغذية اإلنسان أو الحيوانات أو مواد طبية أو مشروبات أو منتوجات فالحيه
أو طبيعية مخصصة لالستهالك .
-يعرض أو يضع للبيع أو يبيع مواد صالحة لتغذية اإلنسان و الحيوانات أو مواد طبية أو
مشروبات أو منتوجات فالحية أو طبيعية يعلم أنها مغشوشة أو فاسدة أو مسمومة .
-يعرض أو يضع للبيع أو يبيع مواد خاصة تستعمل لغش مواد صالحة لتغذية اإلنسان أو
الحيوانات أو مشروبات أو منتوجات فالحية أو طبيعية أو يحث على استعمالها بواسطة كتيبات أو
منشورات أو نشرات أو معلقات أو إعالنات أو تعليمات مهما كانت .
مما ينبغي تحديد ما قصدته المادة 431من قانون العقوبات:
-تجربة الجمارك السعودية في حماية المستهلك السعودي و مكافحة الغش التجاري ،مداخلة في ندوة حول " حماية المستهلك و )(1
مكافحة الغش التجاري في الدول العربية " ،المرجع السابق ،ص . 145،147
-عبد الفضيل محمد أحمد ،المرجع السابق ،ص . 167 )(2
186
-أغذية اإلنسان و الحيوان :
يقصد بها كل المأكوالت و المشروبات سواء كانت سائلة أم صلبة بحالتها الطبيعية أو
المصطنعة أو مضاف إليها مواد ملونة أو حافظة ،و تكون هذه األغذية موجهة لتغذية اإلنسان أو
. الحيوان ،و تكون هذه المواد مخصصة و صالحة لالستهالك
)(1
-أحمد محمد محمود على خلف ،المرجع السابق ،ص . 191 )(1
-حساني علي " ،اإلطار القانوني لاللتزام ، " ...المرجع السابق ،ص . 367-366 )(3
187
يكفي مجرد الكتمان لقيام الغش بل ينبغي أن يتحقق بأساليب تنصب على المنتوج و عادة ما يتم
بأحد األفعال التالية :
. في الماركات العالمية للعطور الذي يؤدي إلى االعتقاد بوجود تعدد الجرائم المرتكبة
)(3
-أحمد محمد محمود علي خلف ،المرجع السابق ،ص . 197 )(2
-بودالي محمد " ،حماية المستهلك ، " ...المرجع السابق ،ص . 321 )(3
-حساني علي " ،اإلطار القانوني ، " ...المرجع السابق ،ص . 368 )(4
188
-الغش في التصنيع :
تتحقق هذه الحالة باالستحداث الكلي أو الجزئي للمنتوج بمواد ال تدخل في تركيبه العادي مثل
ما هو محدد قانونا و متعارف عليه في العادات المهنية و التجارية مثل صناعة منتوج ما و عدم
. اإلدخال عليه المواد األساسية التي يتكون منها
)(1
و ما يجب اإلشارة إليه أنه ال تقوم جريمة الغش في المنتوج إذا قام المستهلك باقتناء منتوج
بغلط منه حول حقيقة تركيبه و دون دافع من المتدخل ،كما و ال يعتبر غشا فساد المنتوج من تلقاء
نفسه نظ ار لكونه سريع التلف بمرور الزمن ،و لكن إيهام المستهلك بأنه منتوج صالح لالستهالك
. هذا الذي يجعل المتدخل مرتكبا لفعل الغش كونه عالم بفساده
)(3
-سي يوسف زاهية " ،تجريم الغش و الخداع ، " ...المرجع السابق ،ص . 24 )(2
-أحمد محمد محمود علي خلف ،المرجع السابق ،ص . 206 )(6
189
طبقا لما يقتضيه مبدأ حماية الطرف الضعيف في العالقة االقتصادية و حماية المستهلك التي
تستدعي أن يكون المتدخل هو المسؤول عن الغش المرتكب في حق هذا األخير). (1
كما و يتساوى العقاب بين جريمة الغش التامة و الشروع فيها ،فيعد شروعا في الغش إذا
أعد المتدخل كل الوسائل الالزمة للقيام بالغش لكنه يضبط عندما يبدأ بمباشرة تنفيذ الفعل أي قبل
،رغم أنه لم يتم النص ال بموجب المادة 70من )(2
تحقق النتيجة المبتغاة من القيام بفعل الغش
قانون حماية المستهلك و قمع الغش ،و ال بموجب المادة 431من قانون العقوبات ،على األخذ
بالشروع في غش المنتوجات ،كما فعل في جريمة خداع المستهلك مما ال يعد ضمانة لهذا األخير
190
،فيعاقب المتدخل بالحبس من خمس ( )05سنوات )(1
رقم 156-66المتضمن قانون العقوبات
إلى عشر ( )10سنوات و بغرامة من خمسمائة ألف دينار ) 500.000دج( إلى مليون دينار
) 1.000.000دج( .
و لكن يلحظ على هذه المادة حصرها لتشديد العقاب على المادة الغذائية أو الطبية
المغشوشة أو الفاسدة فقط عكس المادة 83من قانون حماية المستهلك و قمع الغش ،التي شملت
كل المنتوجات مهما كانت طبيعتها و هذا فيه حماية للمستهلك .
فالمشرع تشدد في العقاب هنا بتسليطه ألقصى العقوبات على المتدخلين نتيجة الغش في
. المنتوجات الذي قد يلحق بمستهلكيها أض ار ار ال يمكن جبرها
)(2
كما أن إحالة تشديد العقاب إلى قانون العقوبات يؤدي إلى عدم استفادة مستهلكي األنواع
األخرى من المنتوجات غير تلك المذكورة في المادة 432من قانون العقوبات من هذا التشديد ،
مما يعد قصو ار في حماية المستهلك المتضرر من الغش في المنتوجات .
و قد عاقبت المادة 433من قانون العقوبات ،بالحبس من شهرين إلى ثالث سنوات
و بغرامة من ) 2.000دج( إلى ) 20.000دج( كل من يحوز دون سبب شرعي :
-سواء مواد صالحة لتغذية اإلنسان أو الحيوانات أو مشروبات أو منتوجات فالحية أو طبيعية يعلم
أنها مغشوشة أو فاسدة أو مسمومة .
-سواء مواد طبية مغشوشة .
-سواء مواد خاصة تستعمل في غش مواد صالحة لتغذية اإلنسان أو الحيوانات أو مشروبات أو
منتوجات فالحية أو طبية .
-سواء موازين أو مكاييل خاطئة أو آالت أخرى غير مطابقة تستعمل في وزن أو كيل السلع.
تعد كل من جريمة الغش و الخداع من الجرائم االقتصادية التي تؤثر على استقرار االقتصاد
الوطني بشكل أعم ،كما تؤثر على مصالح المستهلكين بصفة خاصة ،فزيادة على تقرير المشرع
للعقوبات السالبة للحرية و كذلك للعقوبات الماسة بالذمة المالية للمتدخل و المتمثلة في الغرامات ،
فقد أتى بعقوبة تكميلية هامة بموجب نص المادة 82من قانون حماية المستهلك و قمع الغش ،
المتمثلة في مصادرة المنتوجات و األدوات و كل وسيلة أخرى استعملت الرتكاب كل من جريمة
الخداع و الغش .
-المادة 432من األمر رقم 156-66المؤرخ في ، 1966/06/08المتضمن قانون العقوبات ،المعدلة و المتممة بموجب )(1
191
فالمصادرة عبارة عن تمليك للدولة المبالغ و األشياء محل الجريمة ،يتم ضبطها جب ار عن
. صاحبها و بغير مقابل ،فهي عقوبة تكميلية يقضي بها وجوبا و أحيانا تكون تخييرية
)(1
و يشرط للحكم بالمصادرة أن يكون المنتوج محل الجريمة قد ضبط فعال ألن غير ذلك ال
يجوز القضاء بالمصادرة ،و ال يجوز وقوعها على منتوج آخر يماثله من حيث القيمة ،أو إلزام
. المتدخل بدفع مبلغ من النقود يعادل قيمة هذا المنتوج
)(2
و يلحظ تجسيد مثل هذه العقوبة التكميلية على مستوى مجلس قضاء سطيف بموجب القرار
،القاضي بمصادرة كل أو جزء من السلع المحجوزة بعد اإلدانة )(3
المؤرخ في 06أكتوبر 1992
بتهمة المضاربة الغير المشروعة ،كما توجد عقوبات تكميلية أخرى المشرع لم يتطرق لها بموجب
قانون حماية المستهلك و قمع الغش ،و إنما هي واردة في قانون رقم 02-04المتعلق بتحديد
القواعد المطبقة على الممارسات التجارية ،فنصت المادة 46منه على إغالق المحالت التجارية
لمدة ال تتجاوز ثالثين ( )30يوما ،فهذه العقوبة يتم تقريرها من أجل منع مزاولة العمل الممارس
من قبل المتدخل ،كون هذا المحل يساعد و يهيئ الظروف المالئمة القتراف الفعل االجرامي ،
،كما نصت على هذه العقوبة المادة فالغلق يحول دون مساعدة المتدخل للقيام بجريمته
)(4
و من أجل تفادي سلبيات الغلق نصت هذه المادة على أن ال تتجاوز مدة الغلق خمس )(05
سنوات ،فيتم بذلك تحقيق الهدف المزدوج من تقرير هذه العقوبة المتمثل في إبعاد المتدخل عن
إدارة المحل الذي يعد كمصدر ربح غير مشروع و من ثمة عقابه).(6
كما نصت المادة 48من قانون المتعلق بالممارسات التجارية ،على إمكانية طلب الوالي
المختص إقليميا و القاضي الفاصل في النزاع أن يأمر و على نفقة المتدخل بنشر القرار القاضي
باإلدانة كامال أو خالصة منه في الصحافة الوطنية أو لصقه بأحرف بارزة في األماكن التي
يحددانها ،و الهدف من وراء ذلك للتشهير بالجريمة التي ارتكبها المتدخل و تنبيه المستهلكين
-قرار الصادر عن المحكمة العليا غرفة الجنح و المخالفات ،المؤرخ في ، 1992/10/06المجلة القضائية ،العدد ، 04 )(3
، 1993ص . 273-270
-بودالي محمد " ،حماية المستهلك ، " ...المرجع السابق ،ص . 334-333 )(4
-المادة 18مكرر من األمر رقم 156-66المؤرخ في ،1966/06/08المتضمن قانون العقوبات ،المعدلة و المتممة بموجب )(5
192
اللذين يتعاملون معه إلى مدى خطورة أفعاله ،فهذا الجزاء يعد بمثابة تهديد فعلي لمصالح المتدخل
،كونه يمس بمكانته و يفقد الثقة فيه لدى المستهلكين ،كما و يؤثر على مصداقية نشاطه
. مستقبال
)(1
و توجد عقوبات تكميلية أخرى منصوص عليها بموجب المادة 18مكرر من قانون
العقوبات ،كحل الشخص المعنوي و اإلقصاء من الصفقات العمومية لمدة ال تتجاوز خمس ()05
سنوات ،المنع من مزاولة نشاط أو عدة أنشطة مهنية لمدة ال تتجاوز خمس ( )05سنوات الوضع
تحت الحراسة القضائية لمدة ال تتجاوز خمس ( )05سنوات .
و لكن المشرع لم يتطرق لها في قانون رقم 03-09المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش
،تم االعتراف صراحة )(2
،و بموجب تعديل األمر رقم 156-66المتضمن قانون العقوبات
بمعاقبة الشخص المعنوي عن جرائم الخداع و الغش بموجب المادة 435مكرر ،و أحال العقاب
إلى المادة 18مكرر و المادة 18مكرر 2من قانون العقوبات ،مما أصبح قانون العقوبات
يتماشى مع تعريف المتدخل الوارد في قانون حماية المستهلك و قمع الغش الذي يشمل المتدخل
الشخص الطبيعي و المعنوي .
فيلحظ على قانون حماية المستهلك أنه نص على العقوبات األصلية و لم يتطرق إلى
العقوبات التكميلية إال المصادرة فقط ،مما ال يعد حماية للمستهلك خاصة أن تقرير عقوبات أصلية
و إتباعها بعقوبات تكميلية يعد أكثر ردعا للمتدخل ،فيؤدي ذلك إلى تخوفه من إعادة ارتكابه لنفس
الفعل مرة أخرى ،عكس المشرع الفرنسي الذي نص في قانون االستهالك الفرنسي على العقوبات
األصلية و أتبعها بعقوبات تكميلية ،كالمصادرة و نشر الحكم القاضي بإدانة المتدخل ،و تعويض
. مصاريف البحث عن الجرائم ،مما يعد ضمانة لحماية المستهلك من مثل هذه األفعال
)(3
الفرع الثاني :معاقبة المتدخل عن المخالفات االقتصادية المرتكبة بالجزاء البسيط :
حرص المشرع بموجب قانون رقم 03-09المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ،على
حماية المستهلكين المتضررين من أفعال المتدخلين و خاصة الغير مشروعة منها ،فباإلضافة
-المادة 435مكرر من األمر رقم 156-66المتضمن قانون العقوبات ،المؤرخ في ، 1966/06/08المضافة بموجب )(2
193
لتقريره لجزاء جنائي على الجنح االقتصادية وسع من نطاق العقاب عن الجرائم و شمل كذلك
المخالفات االقتصادية ،و نظ ار لتنوعها نص على عقاب مخالفة المتدخل لاللتزامات المفروضة
عليه في قانون حماية المستهلك و قمع الغش (أوال) ،و لضمان التكفل بتطبيق أحكام قانون حماية
المستهلك و لردع المتدخلين ،أقر كذلك عقاب على مخالفة المتدخل لعرقلة مهام الرقابة (ثانيا) .
194
. المواد الغذائية على الصحة البشرية و الحيوانية
)(1
و في مخالفة المتدخل لهذا االلتزام يعاقب بغرامة قدرها من مائتي ألف دينار ( 200.000دج)
إلى خمسمائة ألف دينار ( 500.000دج) طبقا للمادة 70من قانون رقم ، 03-09كما يتعين
على المتدخل أثناء عرضه أو وضعه للمواد الغذائية لالستهالك أن يحترم شروط النظافة و النظافة
الصحية للمستخدمين و أماكن التصنيع أو التحويل أو التخزين و وسائل نقل المنتوجات ،و عدم
. تعرضها لإلتالف ،و كل االحتياطات التي تضمن سالمتها
)(2
- (03مخالفة إلزامية ضمان المنتوج و تجربته و تنفيذ الخدمة ما بعد البيع :
جعلت المادة 13من قانون رقم 03-09المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ،االلتزام
بضمان المنتوجات المقتناة من النظام العام ،بحيث ال يجوز االتفاق على مخالفة أحكامه فهو التزام
قانوني فرضه المشرع على كل متدخل يعرض منتوجاته لالستهالك و نظ ار ألهمية مثل هذا االلتزام
في ظل تطور المنتوجات التي أصبحت تتسم بالتعقيد ،حرص المشرع على ضمان تطبيقه من
خالل إق ارره لعقوبة على مخالفته بحيث نصت المادة 75من قانون رقم ، 03-09على معاقبة
المتدخل بغرامة من مائة ألف دينار ( 100.000دج) إلى خمسمائة ألف دينار
( 500.000دج) .
-أنظر المادة 04من قانون رقم 03-09المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ،جريدة رسمية رقم ، 15ص . 14 )(1
-أنظر المادتين 06و 07من قانون رقم 03-09المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ،جريدة رسمية رقم ، 15ص .14 )(2
-أنظر المادة 12من قانون رقم 03-09المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ،جريدة رسمية رقم ، 15ص .15 )(3
195
،فإذا ما خالف المتدخل إلزامية كما منح المشرع للمستهلك الحق في تجربة المنتوج المقتنى
)(1
تجربة المنتوج و منعه من القيام بذلك عن قصد و إدراك فإنه يعد مخالفا ألحكام المادة 15من
،فيعاقب المتدخل بغرامة من خمسين ألف دينار )(2
قانون حماية المستهلك و قمع الغش
( 50.000دج) إلى مائة ألف دينار ( 100.000دج) طبقا للمادة 76من قانون رقم ، 03-09
و في حالة إخالل المتدخل بواجبه بتقديم الخدمة ما بعد البيع المنصوص عليها بموجب المادة 16
من قانون رقم ، 03-09يعاقب المتدخل طبقا للمادة 77من قانون حماية المستهلك و قمع الغش
بغرامة من خمسين ألف دينار ( 50.000دج) إلى مليون دينار ( 1.000.000دج).
يعاقب طبقا لنص 78من قانون حماية المستهلك و قمع الغش ،بغرامة من مائة ألف
دينار( 100.000دج) إلى مليون دينار ( 1.000.000دج) ،كما نصت المادة 31من قانون
رقم 02-04المحدد للقواعد المطبقة على الممارسات التجارية ،على عقاب المتدخل عند مخالفته
لعدم اإلعالم باألسعار و التعريفات بغرامة من خمسة آالف دينار ( 5.000دج) إلى مائة ألف
دينار ( 100.000دج) ،و عاقبت المادة 32من قانون رقم ، 02-04على عدم اإلعالم
بشروط البيع بغرامة من عشرة آالف دينار( 10.000دج) إلى مائة ألف دينار
( 100.000دج) .
-أنظر المادة 15من قانون رقم 03-09المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ،جريدة رسمية رقم ، 15ص . 15 )(1
-أنظر المادة 17و 18من قانون 03-09المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ،جريدة رسمية رقم ، 15ص . 15 )(3
196
،و هذا لحماية المستهلك من مخاطر االستدانة المفرطة ،فعاقب المتدخل على مثل هذا )(1
القرض
االلتزام بموجب المادة 81من قانون رقم 03-09بغرامة مالية من خمسمائة ألف دينار
( 500.000دج) إلى مليون دينار ) 1.000.000دج) .
كما نصت المادة 82من قانون رقم ، 03-09على عقوبة تكميلية إضافة للعقوبة األصلية
المتمثلة في الغرامة ،فقررت هذه المادة مصادرة المنتوجات و األدوات و كل وسيلة أخرى استعملت
الرتكاب المخالفات المتعلقة بإلزامية سالمة المواد الغذائية ،و إلزامية أمن المنتوج و إلزامية إعالم
. المستهلك
)(2
-طبقا المادة 20من قانون رقم 03-09المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ،جريدة رسمية رقم ، 15ص . 16 )(1
-أنظر المواد 71و 73و 78من قانون رقم 03-09المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ،جريدة رسمية رقم ،15 )(2
ص . 21
197
بدخول المحالت و فحص الوثائق أو عدم السماح لهم بمباشرة المهام الموكلة لهم قانونا ،فيعاقب
على مثل هذه المخالفة بالحبس من شهرين إلى سنتين و بغرامة من ألفين ( 2.000دج) إلى
عشرين ألف دينار ( 20.000دج) .
و نصت المادة 80من قانون رقم 03-09المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ،على
تقرير عقوبة إضافية لتلك المنصوص عليها في المادة 79من نفس القانون ،يقع على عاتق
المتدخل دفع مبلغ بيع المنتوجات موضوع هذه المخالفات للخزينة العمومية ،و يقيم على أساس
سعر البيع المطبق من طرف المخالف أو على أساس سعر السوق .
فبالنسبة للجرائم االقتصادية سواء كانت جنح أم مخالفات المنصوص عليها بموجب قانون
رقم 03-09المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ،يتم ضم الغرامات طبقا للمادة 85من
قانون حماية المستهلك و قمع الغش ،كما تضاف الغرامات في حالة العود ،و السبب في
مضاعفة الغرامة أن العود يعد ظرفا مشددا كون الجاني يعود الرتكاب الجريمة مما يبين ميله
لإلجرام و استخفافه بالعقاب).(2
-المادة 155من األمر رقم " : 156-66يعاقب بالحبس من ستة أشهر إلى ثالث سنوات كل من كسر عمدا األختام )(1
الموضوعة بناء على أمر من السلطة العمومية أو شرع عمدا في كسرها ،و إذا كان كسر األختام أو الشروع فيه قد وقع من الحارس
أو بطريق العنف ضد األشخاص أو بغرض سرقة أو إتالف أدلة أو أوراق إثبات في إجراءات جزائية فيكون الحبس من سنتين الى
خمس سنوات " .
-خميخم محمد ،المرجع السابق ،ص . 76 )(2
198
كما أن المادة 85نصت على أنه في حالة العود يمكن للجهة القضائية المختصة إعالن شطب
المخالف من السجل التجاري ،فهذه العقوبة هي جوازية و ليست وجوبية مما قد يؤدي لعدم األخذ
بها و من ثمة ال يؤدي ذلك لردع المتدخل مرتكب المخالفة).(1
فالمشرع من خالل تجريمه لهذه األفعال المرتكبة من قبل المتدخل كرس آليات جديدة لضمان
فعالية الحماية الجزائية للمستهلك باعتبارها ردعية أكثر و يتجلى ذلك في توقيعه للجزاء المناسب
لكل جريمة حسب طبيعتها ،فبتجريمه لمثل هذه األفعال المرتكبة من قبل المتدخلين ال يحمي
المصلحة الخاصة للمستهلكين فقط ،بل يحمي كذلك المجتمع من مثل هذه األفعال التي قد تؤثر
،و خاصة أنه ال يوجد وقت معين لكي ترتكب فيه مثل هذه الجرائم ،فسواء كانت على سالمته
)(2
جنح أو مخالفات فقد تقع في أية مرحلة من مراحل وضع المنتوجات لالستهالك سواء كانت في
. مرحلة اإلنتاج ،التوزيع ،االستيراد ،البيع...إلخ
)(3
و لكن يعاب على المشرع ،عدم جعله تناسب لمقدار العقوبات المفروضة على عاتق
المتدخلين تتناسب مع حجم الضرر الذي يلحق بالمستهلك ،فكان عليه رفع قيمة الغرامات و
خفض مدة العقوبات السالبة للحرية ،ألن المساس بالذمة المالية للمتدخل يؤدي إلى ردعه في
الجرائم االقتصادية ،كون الهدف من ارتكاب هذه األخيرة هو كسب ربح غير مشروع ،و من ثمة
يمكن تكريس حماية للمستهلك كطرف ضعيف في العالقة االستهالكية .
و في نهاية هذا الفصل يمكننا القول أن الجزاء الوقائي المتمثل في الرقابة على المنتوجات
و تطبيق التدابير التحفظية من شأنه القضاء على الخطر الذي يهدد أمن و صحة و مصالح و
سالمة المستهلك ،و لكن ال يكفي الجزاء الوقائي وحده و إنما للجزاء الردعي كذلك دور في الحد
من األضرار الناتجة عن الجرائم االقتصادية التي تلحق بالمستهلك كون أحكام المسؤولية المدنية
أصبحت غير كفيلة بردع المتدخل ،فالمشرع بتضمينه إلزدواج الجزاء المقرر على عاتق المتدخل
يقوم بمنح ضمانة هامة للمستهلك .
)(1
- Hasnaoui Abdallah ، op.cit ، p 94 .
-خالدي فتيحة ،المرجع السابق ،ص . 63 )(2
)(3
- Bouaiche Mohamed ، op.cit ، p 28 .
199
خاتمة :
من خالل دراستنا لموضوع ضمانات حماية المستهلك ،تبين لنا أن رغبة المشرع في تكريس
حماية للمستهلك الذي غالبا ما يكون في مركز ضعف ،دفعت به للبحث عن آليات قانونية من
شأنها التصدي الختالل التوازن الذي يخيم على العالقة التي تجمع المستهلك بالمتدخل و التي غالبا
ما يترتب عنها استغالل هذا األخير لهذا الضعف بغية تحقيق مآربه .
و من أجل ذلك دعم المشرع هذه الحماية بحيث وسع من نطاق األشخاص اللذين يمكن
منحهم صفة المتدخل و جعل هذه الصفة تالزم كل شخص طبيعي أو معنوي يتدخل في عملية
عرض المنتوجات لالستهالك ،لعدم التنصل من المسؤولية و جعل المنتج هو المسؤول الوحيد أمام
المستهلك ،كما أنه باستعماله لمصطلح " المتدخل " تفادي اللبس الذي كان يخيم على هذا المفهوم
،و لكن نجد تعارض في تحديد مفهومه مع ما هو موجود بالنسبة لمفهوم " المنتج " الذي قصدته
المادة 140مكرر من القانون المدني ،و كذا مع المراسيم التطبيقية التي تكرس حماية للمستهلك .
و عند تعريف قانون حماية المستهلك و قمع الغش لمصطلح " المستهلك " ،أتى بضمانة
متمثلة في إضافته لألشخاص المعنوية لطائفة المستهلكين ،و لكن يعاب على المشرع أنه قصر
التعريف على المستهلك الذي يقتني و لم يعتبر مستعمل المنتوج مستهلكا إال من يستعمل المنتوج
عن طريق هذا األخير ،فيلحظ كذلك على هذا التعريف أنه يتعارض مع التعريف الوارد في
المرسوم التنفيذي رقم 39-90المتعلق برقابة الجودة و قمع الغش ،و السبب في ذلك كون هذا
األخير ليس نص تطبيقي للقانون رقم 03-09المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ،و إنما هو
نص تطبيقي للقانون رقم 02-89المتعلق بالقواعد العامة المتعلقة بحماية المستهلك (الملغى)
أما بالنسبة للشروط التعسفية الواردة في عقود االستهالك التي حصرها المشرع في نوع واحد
من هذه العقود المتمثلة في عقود اإلذعان ،بينما هناك العديد من عقود االستهالك التي ال تغلب
عليها صفة اإلذعان و لكنها متضمنة لشروط تعسفية ،كما حدد قائمة بالشروط التعسفية التي ال
يكون للقاضي أية سلطة تقديرية بشأنها ،فهذه األخيرة منظمة في ظل قانون رقم 02-04المتعلق
بتحديد القواعد المطبقة على الممارسات التجارية ،لكن هذا التنظيم يشوبه النقص كون المشرع غفل
200
عن ذكر كيفية تقدير الطابع التعسفي للشرط ،و لم ينص على الجزاء المدني المقرر للشروط
التعسفية ،كما أن أخذه بطريقة القوائم السوداء لتحديد الشروط التعسفية ال تتماشى مع إيراد تعريف
واسع للشرط التعسفي في المادة 03الفقرة ) (05من قانون رقم . 02-04
و يمتد محل عقود االستهالك للمنتوجات سواء كانت منقوالت أو عقارات و حتى الخدمات و
يستفاد ذلك من تعريف المشرع للسلعة على أنها " كل شيء مادي " ،فهذا التعريف يتعارض مع
منتوجا تعريف المنتوج الوارد في المادة 140مكرر من القانون المدني ،الذي لم يعتبر الخدمات
و لكن رغم أن قانون حماية المستهلك و قمع الغش أمد نطاق تعريف المنتوج للخدمة إال أن أغلب
أحكامه ال تتماشى مع طبيعة هذه األخيرة خاصة في مجال الضمان و الرقابة الممارسة على
المنتوجات ،و التدابير التحفظية التي غالبا ما ال يمكن تطبيقها على الخدمات .
كما نوع المشرع من االلتزامات الملقاة على عاتق المتدخل من االلتزام بتحقيق السالمة و
النظافة الصحية للمواد الغذائية و أمن المنتوجات عن طريق وضعه لمنتوجات ال تلحق أضرار
بالمستهلك مع تحديده لمعايير تحقيق السالمة المنتظرة من قبل المستهلك ،و بغية تدعيمه لهذه
الحماية ألزم المتدخل بضرورة إعالم المستهلك بكل المعلومات المتعلقة بالمنتوج دون أن يؤكد على
طبيعة هذه المعلومات خاصة اإلعالم عن أسعار المنتوجات ،لكنه لم ينص على التزام المتدخل
بتحذير المستهلك و هذا ما تداركه المرسوم التنفيذي رقم 378-13المتعلق بتحديد الشروط و
الكيفيات المتعلقة بإعالم المستهلك ،و لم ينص على التزام المتدخل بنصيحة المستهلك نظ ار لعدم
الدرية مما يعد قصو ار في حماية هذا األخير.
امتالكه للمعرفة و ا
و بغية ضمان حصول المستهلك على منتوجات سليمة و مضمونة و موافقة لرغباته
المشروعة ألقى على عاتق المتدخل االلتزام بمطابقة المنتوجات للمواصفات و المقاييس القانونية ،و
أتبع ذلك بضرورة إجراء المتدخل لرقابة ذاتية قبل عرضه للمنتوج لالستهالك ،و لم يتغاضى
المشرع على إلزام المتدخل بضمان المنتوج المعيب و تنفيذ الخدمة ما بعد البيع ،مع منح حق
للمستهلك لتجربة المنتوج و منحه حق االستفادة من الضمان القانوني إلى جانب الضمان االتفاقي و
يمتد هذا الضمان للخدمات أيضا ،و لكن يعاب على ذلك عدم قدرة المستهلك على التمييز بين
الضمان القانوني و الضمان االتفاقي لعدم خبرته و قلة معلوماته فيضيع على نفسه ما يتيحه له هذا
201
األخير من مزايا ،أما فيما يخص أحكام تنفيذ المتدخل اللتزامه بالضمان في حالة ظهور عيب في
المنتوج ،نظمه بموجب المرسوم التنفيذي رقم 327-13المحدد لشروط و كيفيات وضع ضمان
السلع و الخدمات حيز التنفيذ ،و أتى بضمانة هامة متمثلة في امتداد تطبيق أحكام االستبدال و
اإلصالح على الخدمات ،و في هذا المقام عرض المشرع في قانون رقم 03-09الطرق التي يتم
بها تنفيذ الضمان بطريقة غير منظمة فربط بينها بـ " أو" التي تفيد الخيار فلم يلزم المتدخل
باستبدال المنتوج أوال ،خاصة أن االستبدال هو الذي يبحث عنه المستهلك ،كما لم يبين الطريقة
التي يتم بها اإلصالح ،و ال حاالت رد ثمن المنتوج .
و من أجل كفالة امتثال المتدخل لتنفيذ هذه االلتزامات الملقاة عليه ،كرس الرقابة كآلية
وقائية ،و هذا بإخضاع جميع المنتوجات سواء كانت محلية أم مستوردة للرقابة في جميع مراحل
عرضها لالستهالك ،سواء كانت قبلية أو أثناء مرحلة العرض أو بعدية و قد تكون مستمرة و
أتبعها بتقرير تدابير تحفظية في إطار االحتياط من وقوع الضرر ،مع استحداثه لغرامة الصلح التي
تعد ضمانة للمستهلك كونها تعمل على قمع تصرفات المتدخلين دون اللجوء إلى القضاء و تحميل
المستهلك مصاريف التقاضي ،و تميز إجراءاتها بالتعقيد و طول المدة .
و رغم أن المشرع منح صالحية ممارسة الرقابة لهيئات مؤهلة و هي متنوعة ،و بالنظر
للتدخالت التي تقوم بها هذه األجهزة و أعوان قمع الغش إال أنها ال تغطي كل التجاوزات و غير
كافية لقمع مخالفة المطابقة ،أو التقليد أو أي تصرف قد يمس بسالمة المستهلك و يكمن ذلك في
للجزء اإلداري على الموظفين المكلفين بممارسة الرقابة عند
ا عدم تطبيق رؤساء هذه األجهزة
التهاون في أداء مهامهم ،و عدم امتالك الوسائل و اإلمكانيات المواتية للقيام بهذه المهام الموكلة
لهم ،مع عدم التعاون و التنسيق بين مختلف القطاعات ذات الصلة بحماية المستهلك و قمع الغش
،و حتى عند اعتراف المشرع لجمعيات حماية المستهلك بمهام تحسيس و توعية المستهلك بعد
قيامها بالتنقل و تفقد مدى مطابقة المنتوجات للمواصفات القانونية و كذلك عند ممارستها لحقها في
التقاضي ،لم يتم تدعيمها بالوسائل القانونية و المادية التي تكفل لها قيامها بحماية المستهلك على
أكمل وجه ،و يلحظ نفس األمر بشأن المجلس الوطني لحماية المستهلكين الذي يبقى له حق
اقتراح التدابير فقط و إبداء رأيه الذي ال يتعدى كونه استشاري فقط ،دون تجسيد التدابير المقترحة
202
على أرض الواقع مع عدم تقريره للجزاءات في إطار حماية المستهلك كونه ال يملك حق النظر في
النزاعات التي قد تنشب بين المتدخل و المستهلك .
كما عمد قانون رقم 03-09المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ،إلى تشديد العقاب
على المتدخل بتقريره لعقوبات ردعية على عاتق المتدخل ،و لكن يعاب عليه أنه خصص الفصل
الثاني بعنوان المخالفات و العقوبات ،و أحال العقاب بالنسبة لجنحتي خداع المستهلك و الغش في
المنتوجات لقانون العقوبات الذي ال يهتم إال بتطبيق العقوبات السالبة للحرية و هذا غالبا ما ال يعد
ضمانة للمستهلك و ال تتالءم هذه العقوبة مع طبيعة الجرائم االقتصادية ،ألن المساس بالذمة
المالية للمتدخل هو الذي يكفل حماية للمستهلك ،و حتى عند تقريره للعقاب على المخالفات
االقتصادية نص على غرامات تالئم كل مخالفة حسب طبيعتها و لكنها قليلة و ال تؤدي لردع
المتدخل ،و يلحظ على المشرع أنه لم ينص على عقوبات تكميلية أخرى غير المصادرة و
مضاعفة قيمة الغرامة في حالة العود .
فمن خالل هذا القصور في الضمانات الممنوحة لحماية المستهلك بموجب قانون رقم
03-09المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ،يمكن تقديم االقتراحات التالية:
-إزالة اللبس و التعارض بالنسبة لتعريف " المتدخل " و تعريف " المستهلك " الوارد في قانون رقم
03-09المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش و النصوص التطبيقية التي بقي العمل بها ساري
المفعول ،بإصدار مراسيم تطبيقية أخرى تتماشى مع طبيعة هذا القانون ،إضافة لتلك التي تم
إصدارها مأخ ار مع تعديل تعريف " المستهلك المقتني " بإضافة مصطلح " يستعمل " بغية امتداد
الحماية لفئة المستهلكين المستعملين للمنتوج .
-تبيين كيفية تقدير الطابع التعسفي للشرط و تعميم الحماية من هذه الشروط إلى كافة عقود
االستهالك ،مع ضرورة تجسيد على أرض الواقع لجنة البنود التعسفية نظ ار لمرور 10سنوات
على إصدار المرسوم التنفيذي رقم ، 306-06كما يستحسن أن يكون للجنة دور استشاري في كل
نص تشريعي أو تنظيمي له صلة بالشروط التعسفية .
-إضافة االلتزام بالتحذير من مخاطر المنتوج ،و االلتزام بالنصيحة إلى جانب التزام المتدخل
بإعالم المستهلك نظ ار لصفة هذا األخير كطرف ضعيف .
203
-تدعيم التزام المتدخل بمطابقة المنتوج لمواصفات و مقاييس مستحدثة و متطورة تماثل تلك
المقاييس المعمول بها دوليا ،بغية تحقيق جودة المنتوجات و حماية الرغبات المشروعة للمستهلك.
-تنظيم أحكام المطالبة بتنفيذ الضمان بما يتالئم و طبيعة المستهلك خاصة بالنسبة للمدة المقررة
لرفع دعوى الضمان أمام القضاء .
-اإلتيان بضمانات توافق طبيعة الخدمات خاصة في مجال تنفيذ الضمان و كيفية ممارسة الرقابة
،و تطبيق التدابير التحفظية .
-تدعيم جمعيات حماية المستهلكين ،بتخصيص الدعم المالي لها من قبل الدولة و منحها
اإلمكانيات للتمكن من ممارسة الرقابة على المنتوجات و تسهيل لجوئها للقضاء للدفاع عن مصالح
المستهلكين مع توسيع مجال نشاطها في إطار الحماية من الشروط التعسفية و إعطائها إمكانية
المطالبة بإبطال الشرط التعسفي الوارد سواء في نماذج العقود أو في العقود ،و من الضروري
إعادة النظر في الصالحيات الممنوحة للمجلس الوطني لحماية المستهلكين و عدم قصرها على
إبداء رأيه االستشاري و اقتراح التدابير فقط ،بتخويله إمكانية فرض جزاءات و إجراء تحقيقات في
مجال االستهالك و المخالفات المرتكبة من قبل المتدخلين .
-تفعيل دور الرقابة بتحديث الوسائل المعتمدة للقيام بالرقابة ،مع تدعيم أجهزة الرقابة بخبرات ذوي
خبرة و تأهيل ،و تسهيل مهام إجراء الرقابة ،و تكثيف هذه األجهزة على مستوى الحدود البرية و
البحرية و الجوية ،مع ضرورة إعادة النظر في المرسوم التنفيذي رقم 39-90المتعلق برقابة
الجودة و قمع الغش بجعله يتماشى مع أحكام الرقابة الواردة في قانون حماية المستهلك و قمع
الغش .
-النص على جزاءات مدنية خاصة غير تلك الواردة في القانون المدني ،كإلزام المتدخل بتنفيذ
التصريحات التي يقدمها للمستهلك عند إقبال هذا األخير على اقتناء المنتوج ثم يكتشف أن هذه
الخصائص غير موجودة فيه ،مع ضرورة تعديل أحكام المادة 140مكرر من القانون المدني لكي
تتماشى مع طبيعة المستهلك .
-النص على جزاءات جزائية في قانون حماية المستهلك و قمع الغش دون إحالة العقاب إلى قانون
العقوبات بالنسبة لجنحتي خداع المستهلك و الغش في المنتوجات ،مع النص على الشروع في
204
جريمة الغش في المنتوجات و مساواة العقاب عليه مع جريمة الغش ،و خفض مدة العقوبات
السالبة ل لحرية و جعلها مطبقة إال في حالة المساس بالسالمة الجسدية للمستهلك ،و في مقابل ذلك
رفع قيمة الغرامات سواء بالنسبة للجنح االقتصادية أو بالنسبة للمخالفات المتعلقة بااللتزامات
المنصوص عليها في قانون رقم 03-09المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ،أو مخالفة
إج ارءات الرقابة ألن الغرامة المرتفعة غالبا ما تكون وسيلة ردع ناجحة ،مع النص في قانون
03-09على عقوبات تكميلية إلى جانب المصادرة و مضاعفة قيمة الغرامة في حالة العود ،كرد
المتدخل لقيمة الربح الغير المشروع ،نشر الحكم القاضي بإدانة المتدخل ،تعويض مصاريف
البحث عن الجرائم المرتكبة ،حل الشخص المعنوي ،المنع من مزاولة النشاط .
-ضرورة إنشاء محاكم جوارية مختصة في الفصل في منازعات االستهالك ،مع ضرورة نشر
الق اررات القضائية الفاصلة في مثل هذه المنازعات .
فلقيام هذه الضمانات الممنوحة للمستهلك بموجب قانون رقم 03-09المتعلق بحماية
المستهلك و قمع الغش ،بالدور اإليجابي لتكريس حماية فعالة للمستهلك ينبغي تعديلها بما يتماشى
مع مصالح هذا الطرف الضعيف ،و التنسيق بين مختلف الهيئات المكلفة بحماية المستهلك من
أجل تدعيم هذه الحماية و تحقيق التوازن بين طرفي العالقة االستهالكية أي بين المستهلك و
المتدخل ،و من ثمة ضمان حماية فعالة لهذا الطرف الدوني .
205
-01قائمة المراجع :
المراجع باللغة العربية :
أوال :الكتب :
-(01الكتب العامة :
-01السعدي محمد صبري " ،الواضح في شرح القانون المدني الجزائري " ،الطبعة الرابعة ،دار
الهدى ،الجزائر ، 2008 ،ص . 201-200
-02عبد المنعم موسى إبراهيم " ،حسن النية في العقود ،دراسة مقارنة " ،منشورات زين
الحقوقية ،لبنان .2006 ،
-03فياللي علي " ،االلتزامات ،النظرية العامة للعقد " ،موفم للنشر ،الجزائر.2008 ،
-04فياللي علي " ،الفعل المستحق للتعويض " ،الطبعة الثانية ،موفم للنشر ،الجزائر ،
. 2007
-(02الكتب المتخصصة :
-01أحمد محمد محمود علي خلف " ،الحماية الجنائية للمستهلك دراسة مقارنة " ،دار الجامعة
الجديدة للنشر ،اإلسكندرية ،مصر. 2005 ،
-02أقصاصي عبد القادر " ،االلتزام بضمان السالمة في العقود " ،دار الفكر الجامعي ،
االسكندرية ،مصر . 2010 ،
-03القيسي عامر قاسم أحمد " ،الحماية القانونية للمستهلك ،دراسة مقارنة في القانون المدني و
المقارن " ،الطبعة األولى ،الدار العلمية الدولية و دار الثقافة للنشر و التوزيع ،األردن 2002 ،
.
-04بودالي محمد " ،حماية المستهلك في القانون المقارن " ،دار الكتاب الحديث ،الجزائر ،
. 2006
-05بودالي محمد " ،االلتزام بالنصيحة في نطاق عقود الخدمات " ،الطبعة األولى ،مكتبة
الرشاد للطباعة و النشر و التوزيع ،الجزائر .2005 ،
206
-06بودالي محمد " ،مسؤولية المنتج عن منتوجاته المعيبة ،دراسة مقارنة في القانونين الفرنسي
و الجزائري " ،الطبعة األولى ،الفجر للنشر و التوزيع ،الجزائر . 2005 ،
-07بودالي محمد " ،الشروط التعسفية في العقود في القانون الجزائري ،دراسة مقارنة مع قوانين
فرنسا و ألمانيا و مصر" ،دار هومة ،الجزائر . 2007 ،
-08بودهان موسى " ،النظام القانوني للتقييس " ،دار الجزائر . 2011 ،
-09بولحية بن بوخميس علي " ،القواعد العامة لحماية المستهلك و المسؤولية المترتبة عنها في
التشريع الجزائري " ،الطبعة األولى ،دار الهدى ،الجزائر . 2000 ،
-10جمال محمود عبد العزيز " ،االلتزام بالمطابقة في عقد البيع الدولي للبضائع " ،النشر
الذهبي للطباعة ،القاهرة ،مصر . 1997-1996 ،
-11حمدي أحمد سعد " ،االلتزام باإلفضاء بالصفة الخطيرة للشيء المبيع " ،المكتب الفني
لإلصدارات القانونية ،طنطا ،مصر . 1999 ،
-12خالد عبد الفتاح محمد خليل " ،حماية المستهلك في القانون الدولي الخاص " ،دار
الجامعة الجديدة للنشر ،اإلسكندرية ،مصر . 2000 ،
-13خضير كاظم حمود و موسى سالمة اللوزي " ،مبادئ ادارة األعمال " ،الطبعة األولى ،
إثراء للنشر و التوزيع ،األردن . 2008 ،
-14سعداوي سليم " ،حماية المستهلك ،الجزائر نموذجا " ،الطبعة األولى ،دار الخلدونية ،
الجزائر . 2009 ،
-15عبد المنعم موسى إبراهيم " ،حماية المستهلك دراسة مقارنة " ،منشورات الحلبي الحقوقية
لبنان .2009 ،
-16علي سيد حسن " ،االلتزام بالسالمة في عقد البيع " ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،مصر
.1990 ،
-17عمر عيسى الفقي " ،جرائم قمع الغش و التدليس " ،المكتب الفني للموسوعات القانونية
بور سعيد ،مصر .1998 ،
207
-18غسان رباح " ،قانون حماية المستهلك الجديد " ،الطبعة األولى ،منشورات زين الحقوقية ،
لبنان . 2006 ،
-19فتاك علي " ،تأثير المنافسة على االلتزام بضمان سالمة المنتوج " ،الطبعة األولى ،دار
الفكر الجامعي ،اإلسكندرية ،مصر . 2007 ،
-20محمد حسين منصور " ،ضمان صالحية المبيع للعمل مدة معلومة " ،دار الجامعة الجديدة
للنشر ،اإلسكندرية ،مصر . 2004 ،
-21نوري منير " ،سلوك المستهلك " ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر.2013 ،
208
-06بعجي محمد " ،أحكام االلتزام لضمان حماية المشتري في القانون المدني الجزائري " ،
المجلة الجزائرية للعلوم القانونية و االقتصادية و السياسية ،كلية الحقوق بن عكنون ،الجزائر العدد
، 2010 ، 02ص . 43-42
-07بن حمدة أحمد " ،دور مصالح قمع الغش في مراقبة المتدخلين في عملية اإلنتاج " ،مجلة
البحوث و الدراسات القانونية و السياسية ،كلية الحقوق ،جامعة البليدة ،العدد ، 02جانفي
، 2012ص . 150 ، 149
-08بن حميدة أحمد " ،اإلصالحات التشريعية و التنظيمية في قطاع التجارة و آليات حماية
المستهلك " ،مجلة البحوث و الدراسات القانونية و السياسية ،كلية الحقوق ،جامعة البليدة ،العدد
، 02جانفي ، 2012ص . 384
-09بن عنتر ليلى " ،جمعيات حماية المستهلك موجودة أم تحتاج إلى وجود؟ " ،المجلة
األكاديمية للبحث القانوني ،كلية الحقوق ،جامعة عبد الرحمن ميرة ،بجاية ،مجلة سداسية ،
العدد ، 2010 ، 02ص . 187 ،175
-10بودالي محمد " ،مدى خضوع المرافق العامة و مرتفقيها لقانون حماية المستهلك " ،مجلة
ص إدارة ،المدرسة الوطنية لإلدارة ،الجزائر ،المجلد ، 12العدد ، 2002 ، 02العدد ، 24
. 55، 52، 44
-11بوسماحة الشيخ " ،حماية المستهلك الناتجة عن عروض المتدخل في ظل أحكام القانون
الجزائري " ،مجلة الخلدونية ،كلية العلوم اإلنسانية و العلوم االجتماعية ،جامعة ابن خلدون ،
تيارت ،العدد ، 03ماي ، 2009ص . 207، 82 ، 81 ، 76
-12بوعزة ديدن " ،االلتزام باإلعالم في عقد البيع " ،المجلة الجزائرية للعلوم القانونية و
االقتصادية و السياسية ،كلية الحقوق بن عكنون ،الجزء ، 37رقم ، 1999 ، 02ص 37-36
. 121-120 ، 42 ،
-13بولحية علي " ،جهاز الرقابة و مهامه في حماية المستهلك " ،المجلة الجزائرية للعلوم
القانونية و االقتصادية و السياسية ،كلية الحقوق بن عكنون ،الجزء ، 39رقم ، 2002 ، 01
ص . 77
209
-14بومدين أحمد " ،دور االلتزام باإلعالم قبل التعاقد في حماية رضاء المستهلك " ،مجلة
العلوم القانونية ،جامعة الوادي ،العدد ، 01جوان ، 2010ص . 168
-15جابر محجوب علي " ،ضمان سالمة المستهلك من األضرار الناشئة عن عيوب المنتوجات
الصناعية المعيبة " ،القسم األول ،مجلة الحقوق ،الكويت ،السنة ، 20العدد 03ديسمبر
، 1996ص . 239-238
-16جرعود الياقوت " ،دور اإلعالم في حماية المستهلك " ،مجلة البحوث و الدراسات القانونية
و السياسية ،كلية الحقوق ،جامعة البليدة ،العدد ، 02جانفي ، 2012ص 287-286 ، 277
. 290 ، 289 ،
-17جعبوب الهاشمي " ،التقييس آلية لحماية االقتصاد و المستهلك " ،مجلة مجلس األمة ،
العدد ، 15جويلية ،أوت ، 2004ص . 10
-18حساني علي " ،االلتزام بضمان الضرر في عيوب المنتوجات " ،المجلة الجزائرية للعلوم
القانونية و االقتصادية و السياسية ،كلية الحقوق بن عكنون ،العدد ، 2001 ، 04ص ، 235
. 238
-19حامق ذهبية " ،االلتزام باإلعالم في العقود " ،ملخص رسالة دكتوراه دولة ،مجلة المحكمة
العليا ،العدد ، 2011 ، 02ص . 85
-20حميدة حسن " ،نظام اإلدارة البيئية كآلية لتحقيق جودة المنتج و نظافته " ،مجلة البحوث و
الدراسات القانونية و السياسية ،كلية الحقوق ،جامعة البليدة ،العدد ، 02جانفي ، 2012ص
.236-235
-21خالدي فتيحة " ،الحماية الجزائية للمستهلك ،دراسة في ضوء القانون رقم 03-09المؤرخ
في 2009/02/25المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش " ،مجلة معارف ،المركز الجامعي
البويرة ،العدد ، 08جوان ، 2010ص . 63 ، 55 ، 53 ، 52 ،49
-22خرباشي عقيلة " ،دور المستهلك في حماية المستهلك " ،مجلة دراسات اقتصادية ،دار
الخلدونية للنشر و التوزيع ،العدد ، 19جويلية ، 2011ص . 137-136
210
-23دنوني هجيرة " ،قانون المنافسة و حماية المستهلك " ،المجلة الجزائرية للعلوم
القانونية و االقتصادية و السياسية ،كلية الحقوق بن عكنون ،الجزء ، 39رقم ، 2002 ، 01
ص . 11
-24سي يوسف زاهية حورية " ،تعليق على نص المادة 140مكرر تقنين مدني جزائري " ،
المجلة النقدية للقانون و العلوم السياسية ،كلية الحقوق و العلوم السياسية ،جامعة مولود معمري
تيزي وزو ،العدد ، 2012 ، 02ص . 70-69 ، 65
-25سي يوسف زاهية حورية " ،االلتزام باإلفضاء عنصر من ضمان سالمة المستهلك " ،المجلة
النقدية للقانون و العلوم السياسية ،كلية الحقوق و العلوم السياسية ،جامعة مولود معمري تيزي
وزو ،العدد ، 2009 ، 02ص . 62-61
-26سي يوسف زاهية حورية " ،حماية المستهلك مدنيا من اإلعالن التجاري الكاذب أو المضلل
بن عكنون ، " ،المجلة الجزائرية للعلوم القانونية و االقتصادية و السياسية ،كلية الحقوق
العدد ، 2010 ، 04ص . 199-198
-27سي يوسف زاهية حورية " ،الرقابة عن طريق جمعيات حماية المستهلك " ،مجلة البحوث و
الدراسات القانونية و السياسية ،كلية الحقوق ،جامعة البليدة ،العدد ، 02جانفي ، 2012ص
. 202
-28سي يوسف زاهية حورية " ،تجريم الغش و الخداع كوسيلة لحماية المستهلك " ،المجلة
النقدية للقانون و العلوم السياسية ،كلية الحقوق و العلوم السياسية ،جامعة مولود معمري تيزي
وزو ،العدد ، 2007 ، 01ص . 32-29 ، 24
-29رواب جمال " ،التدابير التحفظية المتخذة ضد المتدخل لتأطير حماية المستهلك " ،مجلة
البحوث و الدراسات القانونية و السياسية ،كلية الحقوق ،جامعة البليدة ،العدد ، 02جانفي
، 2012ص . 236-235 ،187
-30عبد الفضيل محمد أحمد " ،جريمة الخداع التجاري في نظم مكافحة الغش التجاري السعودي
مع اإلشارة إلى القوانين الفرنسي و المصري " ،مجلة الحقوق الكويت ،السنة ، 18العدد ، 04
. سبتمبر ، 1994ص 167 ،153-152 ،148-146
211
-31عزري الزين " ،حماية المستهلك من خالل أحكام الضمان عقد البيع المدني " ،مجلة العلوم
القانونية و اإلدارية ،جامعة سيدي بلعباس ،عدد خاص ،أفريل ، 2005ص . 197
-32غازي خالد أبو عرابي " ،حماية رضاء المستهلك ،دراسة مقارنة بين القانون اإلماراتي ،
ماي الفرنسي و المشروع األردني " ،مجلة علوم الشريعة و القانون ،المجلد ، 36العدد ، 01
، 2009ص . 189
-33قونان كهينة " ،اإلفضاء بالصفة الخطيرة للمنتوج " ،مجلة البحوث و الدراسات القانونية و
السياسية ،جامعة البليدة ،العدد ، 02جانفي ، 2012ص . 230 ، 229 ، 226-225
-34قريمس عبد الحق " ،مدى جدوى األساس التعاقدي للمسؤولية عن األضرار التي يسببها
المنتوج " ،مجلة البحوث و الدراسات القانونية و السياسية ،مجلة كلية الحقوق ،جامعة البليدة
العدد ، 02جانفي ، 2012ص . 104
-35محمدي سليمان " ،حماية المستهلك من الشروط التعسفية المدرجة في عقد بيع العقار على
التصاميم " ،المجلة الجزائرية للعلوم القانونية و االقتصادية و السياسية ،كلية الحقوق بن عكنون
،العدد ، 2010 ، 02ص . 70
-36معزوز دليلة " ،االلتزام بإعالم المستهلك االلكتروني و مدى فعالية و شمولية قانون -09
03المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش " ،مجلة معارف ،المركز الجامعي البويرة ،العدد 08
،جوان ، 2010ص . 86-85
-37موالك بختة " ،الحماية الجنائية للمستهلك في التشريع الجزائري " ،المجلة الجزائرية للعلوم
القانونية و االقتصادية و السياسية ،كلية الحقوق بن عكنون ،الجزء ، 37رقم ، 1999 ، 02
ص . 288-285 ،62 ،55، 42 ،37-36 ، 27 ، 23
-38ناصر فتيحة " ،مراقبة المطابقة للمنتوجات المستوردة " ،المجلة الجزائرية للعلوم القانونية و
ص االقتصادية و السياسية ،كلية الحقوق بن عكنون ،العدد ، 01جوان ، 2012
. 290 ، 289-280
-39ناصر فتيحة " ،القواعد الوقائية لتحقيق أمن المنتوجات الغذائية و الصيدالنية " ،مجلة
العلوم القانونية و اإلدارية ،جامعة سيدي بلعباس ،عدد خاص ،أفريل ، 2005ص . 133
212
-40نائل عبد الرحمان صالح " ،الحماية الجزائية للمستهلك في القوانين األردنية " ،مجلة
الحقوق الكويت ،السنة ، 23ديسمبر ، 1999ص . 131-130 ، 109
-41هامل الهواري " ،دور الجمعيات في حماية المستهلك " ،مجلة العلوم القانونية و اإلدارية
كلية الحقوق ،جامعة سيدي بلعباس ،عدد خاص ،أفريل ، 2005ص . 226-225 ،224
و -42ولد عمر طيب " ،الجزاءات العقابية المترتبة عن األضرار الماسة بأمن المستهلك
سالمته " ،مجلة دراسات قانونية ،دار الخلدونية للنشر و التوزيع ،العدد ، 06فيفري ، 2010
ص . 120 ، 117-116 ،112 ، 18
-43يوسف فتيحة " ،حماية المستهلك في مجال الصيدلة " ،المجلة الجزائرية للعلوم القانونية و
االقتصادية و السياسية ،كلية الحقوق بن عكنون ،الجزء ، 39العدد، 2002 ، 01
ص. 58-57
-44ياسر أحمد كامل الصرفي " ،حماية المستهلك و ضرورة اإلعالم عن السلع و الخدمات
باللغة القومية " ،مجلة القانون و االقتصاد ،العدد ، 2005 ، 75كلية الحقوق ،جامعة القاهرة
مصر ،ص . 262-260
213
-05ريموش فرحات " ،االلتزام باإلعالم " ،أطروحة لنيل شهادة دكتوراه دولة في القانون ،كلية
الحقوق بن عكنون . 2012 ،
214
-11خميخم محمد " ،الطبيعة الخاصة للجريمة االقتصادية في التشريع الجزائري " ،مذكرة لنيل
شهادة الماجستير في الحقوق ،كلية الحقوق بن عكنون . 2011 ،
-12زوبير أرزقي " ،حماية المستهلك في ظل المنافسة الحرة " ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير
في القانون ،كلية الحقوق و العلوم السياسية ،جامعة مولود معمري تيزي وزو . 2001 ،
-13سي الطيب محمد أمين " ،الشروط التعسفية في عقود االستهالك ،دراسة مقارنة " ،مذكرة
لنيل شهادة الماجستير ،كلية الحقوق ،جامعة تلمسان ، 2008 ،ص . 37
-14شعباني نوال " ،التزام المتدخل بضمان سالمة المستهلك في ضوء قانون حماية المستهلك و
قمع الغش " ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في العلوم القانونية ،كلية الحقوق و العلوم السياسية ،
جامعة مولود معمري ،تيزي وزو . 2012 ،
-15شلبي نبيل " ،التزامات المهني اتجاه المستهلك " ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في الحقوق
،كلية الحقوق بن عكنون . 2009 ،
-16عجابي عماد " ،دور أجهزة الرقابة في حماية المستهلك " ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في
الحقوق ،كلية الحقوق بن عكنون . 2009 ،
-17عليان عدة " ،االلتزام بالتحذير من مخاطر الشيء المبيع " ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير
في الحقوق ،كلية الحقوق بن عكنون . 2009 ،
-18كالم حبيبة " ،حماية المستهلك " ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في الحقوق ،كلية الحقوق
بن عكنون . 2005 ،
-19مامش نادية " ،مسؤولية المنتج دراسة مقارنة مع القانون الفرنسي " ،مذكرة لنيل شهادة
الماجستير في القانون ،كلية العلوم القانونية و السياسية ،جامعة مولود معمري ،تيزي وزو ،
. 2012
-20مركب حفيزة " ،الحماية التشريعية للمستهلك في وجود المنتوج و الخدمة " ،مذكرة لنيل
شهادة الماجستير في الحقوق ،كلية الحقوق بن عكنون . 2001 ،
-21ناصري فهيمة " ،جمعيات حماية المستهلك " ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في الحقوق
كلية الحقوق بن عكنون . 2004 ،
215
رابعا( -الندوات و الملتقيات :
-(01الندوات:
-01السعيدي جمال " ،المفهوم العام للغش و دراسة واقعية لنماذج عن تغيير أسعار السلع " ،
مداخلة في الندوة بعنوان " حماية المستهلك و مكافحة الغش التجاري " ،شرم الشيخ ،مصر ،
جانفي ، 2008ص .64-63
-02مداخلة بعنوان " ،تجربة الجمارك السعودية في حماية المستهلك السعودي و مكافحة الغش
التجاري " ،الندوة بعنوان " حماية المستهلك و مكافحة الغش التجاري " ،شرم الشيخ ،مصر ،
جانفي ، 2008 ،ص .147-145
-(02الملتقيات :
-01القروي بشير سرحان " ،جمعيات حماية المستهلك في الجزائر و دورها في تفعيل
الحماية القانونية للمستهلك " ،مداخلة في الملتقى الوطني الخامس " ،الحماية القانونية للمستهلك "
،يومي 17-16ماي ، 2012جامعة المدية ،ص . 186-185
-02برادعي قوسم " ،تحليل آليات حماية المستهلك في ظل الخداع و الغش التسويقي " مداخلة
في الملتقى الوطني الخامس " ،الحماية القانونية للمستهلك " ،يومي 17-16ماي ، 2012
جامعة المدية ،ص . 12-11
-03بوزيدي عيشة " ،دور اإلدارة المحلية في حماية المستهلك " ،مداخلة في الملتقى الوطني
ص الخامس " ،الحماية القانونية للمستهلك " ،يومي ، 17-16ماي ، 2012جامعة المدية ،
. 04
-04جديلي نوال " ،الجهات االدارية المكلفة بحماية المستهلك " ،مداخلة في الملتقى الوطني
الخامس " ،الحماية القانونية المستهلك " ،يومي ، 17-16ماي ، 2012جامعة المدية ،ص
. 04
216
-05جاليلية دليلة " ،القواعد المرتبطة بحماية صحة و أمن و مصالح المستهلك " ،مداخلة في
الملتقى الوطني الخامس " ،الحماية القانونية للمستهلك " ،يومي ،17-16ماي ، 2012جامعة
المدية ،ص . 08
-06طحطاح عالل و يعقر الطاهر " ،مفهوم المستهلك " ،مداخلة في الملتقى الوطني حول "
المنافسة و حماية المستهلك بين الشريعة و القانون " ،يومي 21-20نوفمبر ، 2012جامعة
خميس مليانة ،ص . 07
-07عبيدي محمد ،رئيس جمعية حماية المستهلك لوالية األغواط ،يوم دراسي حول " الوسم و
إعالم المستهلك " ،المنعقد بفندق الشيراطون ،الجزائر ،يوم 07جويلية ( ، 2007حق المستهلك
في اإلعالم( ،ص . 05-04
-08عياشي جمال " ،قراءة للتقييس في ظل القانون الجزائري " ،مداخلة في الملتقى الوطني
الخامس " ،الحماية القانونية للمستهلك " ،يومي 17-16ماي ، 2012جامعة المدية ،ص
. 05
-09قمار خديجة " ،الرقابة و الهيئات المكلفة بحماية المستهلك " ،مداخلة في الملتقى الوطني
الخامس " ،الحماية القانونية للمستهلك " ،يومي 17-16ماي ، 2012جامعة المدية ص 171
.
-10لكحل أحمد " ،الضبط اإلداري و حماية المستهلك " ،مداخلة في الملتقى الوطني الخامس ،
ص . 08-07 " الحماية القانونية للمستهلك " ،يومي 17-16ماي ، 2012جامعة المدية ،
-11مرباح صليحة " ،حماية المستهلك من خالل الدور الوقائي " ،مداخلة في الملتقى الوطني
حول المنافسة و حماية المستهلك بين الشريعة و القانون " ،يومي 21-20نوفمبر ، 2012
جامعة خميس مليانة ،ص . 52
-12معزوزي نوال " ،دور جمعيات حماية المستهلك في ظل المنافسة الحرة " ،مداخلة في
الملتقى الوطني حول " المنافسة و حماية المستهلك بين الشريعة و القانون " ،يومي 21-20
نوفمبر ، 2012جامعة خميس مليانة ،ص . 205
217
خامسا( -النصوص القانونية :
- (01األوامر:
-01األمر رقم 155-66المؤرخ في 1966/06/08المتضمن قانون اإلجراءات الجزائية ،
جريدة رسمية رقم ، 48المؤرخة في ، 1966/06/10المعدل و المتمم .
-02األمر رقم 156-66المؤرخ في ، 1966/06/08المتضمن قانون العقوبات ،جريدة
رسمية رقم ، 49المؤرخة في ،1966/06/11المعدل و المتمم بموجب قانون رقم 15-04المؤرخ
في ، 2004/11/10جريدة رسمية رقم ، 71المؤرخة ، 2004/11/10و قانون رقم 23-06
المؤرخ في ، 2006/12/20جريدة رسمية رقم ، 84المؤرخة في . 2006/12/24
و -03األمر رقم 59-75المؤرخ في ، 1975/09/26المتضمن القانون التجاري ،المعدل
المتمم ،جريدة رسمية رقم .101
- 04األمر رقم 03-03المؤرخ في ، 2003/07/19المتعلق بالمنافسة ،جريدة رسمية رقم 43
،المؤرخة في 2003/07/20المعدل و المتمم بموجب قانون رقم 05-10المؤرخ في
، 2010/09/15المتعلق بالمنافسة ،جريدة رسمية رقم ، 46المؤرخة في ، 2010/09/18ص
. 11
- (02القوانين :
-01قانون رقم 07-12المؤرخ في ، 2012/02/21المتعلق بالوالية ،جريدة رسمية رقم 12
المؤرخة في . 2012/02/29
-02قانون رقم 06-12المؤرخ في 12جانفي ، 2012المتعلق بالجمعيات ،جريدة رسمية رقم
، 02المؤرخة في . 2012/01/15
-03قانون رقم 10-11المؤرخ في ، 2011/06/22المتعلق بالبلدية ،جريدة رسمية رقم 37
المؤرخة في . 2011/07/03
-04قانون رقم 03-09المؤرخ في ، 2009/02/25المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش
جريدة رسمية رقم ، 15المؤرخة في . 2009/03/08
218
و -05قانون رقم 09-08المؤرخ في ، 2008/02/25المتضمن قانون اإلجراءات المدنية
اإلدارية ،جريدة رسمية رقم ، 21المؤرخة في . 2008/04/23
-06قانون رقم 13-08المؤرخ في 2008/06/20المعدل و المتمم للقانون رقم 05-85المؤرخ
في 1985/06/05المتعلق بحماية الصحة و ترقيتها ،جريدة رسمية رقم ، 44المؤرخة في
. 2008/08/03
-07قانون رقم 10-05المؤرخ في ، 2005/06/20المعدل و المتمم لألمر رقم 58-75
المؤرخ في 1975/02/26المتضمن القانون المدني ،جريدة رسمية رقم 44المؤرخة في
.2005/07/26
-08قانون رقم 04-04المؤرخ في ، 2004/06/23المتعلق بالتقييس ،جريدة رسمية رقم ، 41
المؤرخة . 2004/06/27
-09قانون رقم 02-04المؤرخ في ، 2004/06/23المتعلق بتحديد القواعد المطبقة على
الممارسات التجارية ،جريدة رسمية رقم ، 41المؤرخة في ، 2004/06/27المعدل و المتمم
بموجب قانون رقم ، 06-10المؤرخ في ، 2010/08/18جريدة رسمية رقم ، 46المؤرخة في
. 2010/08/18
-10قانون رقم 06-03المؤرخ في ، 2003/07/19المتعلق بالعالمات ،جريدة رسمية رقم 44
،المؤرخة في . 2003/07/23
-11قانون رقم 05-91المؤرخ في ،1991/01/16المتضمن تعميم استعمال اللغة العربية،
جريدة رسمية رقم ، 03المؤرخة في ، 1991/01/16المعدل و المتمم بموجب األمر رقم
30-96المؤرخ في ، 1996/12/21جريدة رسمية رقم ، 81المؤرخة في .1996/12/22
219
-02المرسوم التنفيذي رقم 153-14المؤرخ في ، 2014/04/30المحدد لشروط فتح مخابر
تجارب و تحليل الجودة و استغاللها ،جريدة رسمية رقم ، 28المؤرخة في . 2014/05/14
-03المرسوم التنفيذي رقم 327-13المؤرخ في ، 2013/09/26المحدد لشروط و كيفيات
وضع ضمان السلع و الخدمات حيز التنفيذ ،جريدة رسمية رقم ، 49المؤرخة في 2013/10/02
و -04المرسوم التنفيذي رقم 378-13المؤرخ في ، 2013/11/09المتعلق بتحديد الشروط
الكيفيات المتعلقة بإعالم المستهلك ،جريدة رسمية رقم ، 58المؤرخة في . 2013/11/18
-05المرسوم التنفيذي رقم 203-12المؤرخ في ، 2012/05/09المتعلق بالقواعد المطبقة في
مجال أمن المنتوجات ،جريدة رسمية رقم ، 28المؤرخة في . 2012/05/09
و -06المرسوم التنفيذي رقم 214-12المؤرخ في ، 2012/05/15المتعلق بتحديد شروط
كيفيات استعمال المضافات الغذائية الموجهة لالستهالك البشري ،جريدة رسمية رقم ، 30المؤرخة
في . 2012/05/16
-07المرسوم التنفيذي رقم 355-12المؤرخ في ، 2012/10/02المحدد لتشكيلة المجلس
الوطني لحماية المستهلكين و اختصاصاته ،جريدة رسمية رقم 56المؤرخة في
. 2012/10/11
-08المرسوم التنفيذي رقم 09-11المؤرخ في ،2011/01/20المتضمن تنظيم المصالح
الخارجية في و ازرة التجارة و صالحياتها و عملها ،جريدة رسمية رقم ، 04المؤرخة في
. 2011/01/23
-09المرسوم التنفيذي رقم 20-11المؤرخ في ، 2011/01/25المتضمن إنشاء المعهد
الجزائري للتقييس و يحدد قانونه األساسي ،جريدة رسمية رقم ، 06المؤرخة في
، 2011/03/30المعدل و المتمم للمرسوم التنفيذي رقم 69-98المؤرخ في 1998/04/21و
المتعلق بإنشاء المعهد الجزائري للتقييس و يحدد قانونه األساسي ،جريدة رسمية رقم 11المؤرخة
في . 1998/03/01
-10المرسوم التنفيذي رقم 86-09المؤرخ في ، 2009/02/17المتعلق بإنشاء مدريات والئية
لو ازرة الصناعة و ترقية االستثمارات و تنظيمها و سيرها ،جريدة رسمية رقم ، 12المؤرخة في
. 2009/02/22
220
-11المرسوم التنفيذي رقم 415-09المؤرخ في ، 2009/12/16المتضمن القانون األساسي
الخاص المطبق على الموظفين المنتمين لألسالك الخاصة باإلدارة المكلفة بالتجارة ،جريدة رسمية
رقم 75المؤرخة في . 2009/12/20
-12المرسوم التنفيذي رقم 100-08المؤرخ في ، 2008/10/30المحدد لصالحيات وزير
الصناعة و ترقية االستثمار ،جريدة رسمية رقم ، 17المؤرخة في . 2008/03/30
-13المرسوم التنفيذي رقم 390-07المؤرخ في ، 2007/12/12الذي يحدد شروط و كيفيات
ممارسة نشاط تسويق السيارات الجديدة ،جريدة رسمية رقم ، 78المؤرخة في . 2007/12/12
-14المرسوم التنفيذي رقم 306-06المؤرخ في ، 2006/09/10المحدد للعناصر األساسية
للعقود المبرمة بين األعوان االقتصاديين و المستهلكين و البنود التي تعتبر تعسفية ،جريدة رسمية
رقم ، 56المؤرخة في . 2006/09/11
-15المرسوم التنفيذي رقم 67-05المؤرخ في ، 2005/01/30المتضمن إنشاء اللجنة الوطنية
للمدونة الغذائية و تحديد مهامها و تنظيمها ،جريدة رسمية رقم ، 10المؤرخة في
. 2005/02/06
-16المرسوم التنفيذي رقم 464-05المؤرخ في ، 2005/12/06المتعلق بتنظيم التقييس
و سيره ،جريدة رسمية رقم ، 80المؤرخة في . 2005/12/11
-17المرسوم التنفيذي رقم 465-05المؤرخ في ، 2005/12/06المتعلق بتقييم المطابقة جريدة
رسمية رقم ، 80المؤرخة في . 2005/12/11
-18المرسوم التنفيذي رقم 467-05المؤرخ في ، 2005/12/10المتعلق بتحديد شروط مراقبة
مطابقة المنتوجات المستوردة عبر الحدود و كيفيات ذلك ،جريدة رسمية رقم ، 80المؤرخة في
. 2005/12/11
-19المرسوم التنفيذي رقم 409-03المؤرخ في ، 2003/11/05المتضمن تنظيم المصالح
الخارجية في و ازرة التجارة و صالحياتها و عملها ،جريدة رسمية رقم ، 68المؤرخة في
. 2003/11/09
221
-20المرسوم التنفيذي رقم 453-02المؤرخ في ، 2002/12/21المتعلق بتحديد صالحيات
وزير التجارة ،جريدة رسمية رقم ، 85المؤرخة في . 2002/12/22
-21المرسوم التنفيذي رقم 454-02المؤرخ في ، 2002/12/21المتضمن تنظيم اإلدارة
المركزية في و ازرة التجارة ،جريدة رسمية رقم ، 85المؤرخة في . 2002/12/22
-22المرسوم التنفيذي رقم 37-97المؤرخ في ، 1997/01/14المتعلق بتحديد شروط و
كيفيات صناعة مواد التجميل و التنظيف البدني و توضيبها و استيرادها و تسويقها في السوق
الوطنية ،جريدة رسمية رقم ، 04المؤرخة في ، 1997/01/15المعدل و المتمم بموجب المرسوم
التنفيذي رقم 114-10المؤرخ في ، 2010/04/18جريدة رسمية رقم ، 26المؤرخة في
. 2010/04/21
-23المرسوم التنفيذي رقم 494-97المؤرخ في ، 1997/12/21المتعلق بالوقاية من األخطار
الناجمة عن استعمال اللعب ،جريدة رسمية رقم ، 85المؤرخة في 1997/12/24
-24المرسوم التنفيذي رقم 355-96المؤرخ في ، 1996/10/19المتضمن إنشاء شبكة مخابر
التجارب و تحاليل النوعية ،جريدة رسمية رقم ، 62المؤرخة في ، 1996/10/20المعدل و
المتمم بموجب المرسوم التنفيذي رقم 459-97المؤرخ في ، 1997/12/01جريدة رسمية رقم 80
،المؤرخة في .1997/12/07
-25المرسوم التنفيذي رقم ، 65-92المؤرخ في ، 1992/02/12المتعلق بمراقبة المواد المنتجة
و المتمم محليا أو المستوردة ،جريدة رسمية رقم ، 13المؤرخة في ، 1992/02/19المعدل
بموجب المرسوم التنفيذي رقم 47-93المؤرخ في ، 1993/02/06جريدة رسمية رقم ، 09
المؤرخة في . 1993/02/10
-26المرسوم التنفيذي رقم ، 286-92المؤرخ في ، 1992/07/06المتعلق باإلعالم الطبي و
العلمي الخاص بالمنتوجات الصيدالنية المستعملة في الطب البشري ،جريدة رسمية رقم ، 53
المؤرخة في . 1992/07/12
-27المرسوم التنفيذي رقم 05-91المؤرخ في ، 1991/01/16المتضمن تعميم استعمال اللغة
العربية ،جريدة رسمية رقم ، 03المؤرخة في . 1991/01/16
222
-28المرسوم التنفيذي رقم 192-91المؤرخ في ، 1991/06/01المتعلق بمخابر تحليل
النوعية ،جريدة رسمية رقم ، 27المؤرخة في . 1991/06/02
-29المرسوم التنفيذي رقم 39-90المؤرخ في ، 1990/01/30المتعلق برقابة الجودة و قمع
الغش ،جريدة رسمية رقم ، 05المؤرخة في ، 1990/01/31المعدل بموجب المرسوم التنفيذي
رقم 315-01المؤرخ في ، 2001/10/16جريدة رسمية رقم ، 61المؤرخة في 2001/10/21
-30المرسوم التنفيذي رقم 266-90المؤرخ في ،1990/09/15المتعلق بضمان المنتوجات و
الخدمات جريدة رسمية رقم ، 40المؤرخة في . 1990/09/19
-31المرسوم التنفيذي رقم 147-89المؤرخ في ، 1989/08/08المتضمن إنشاء مركز جزائري
لمراقبة النوعية و الرزم و تنظيم عمله ،جريدة رسمية رقم ، 33المؤرخة في
، 1989/08/09المعدل و المتمم بموجب المرسوم التنفيذي 318-03المؤرخ في
، 2003/09/30جريدة رسمية رقم ، 59المؤرخة في .2003/10/05
223
-05القرار المؤرخ في ، 2006/05/14المتعلق بتحديد نماذج و محتوى الوثائق المتعلقة بمراقبة
مطابقة المنتوجات المستوردة عبر الحدود ،جريدة رسمية رقم ، 52المؤرخة في
. 2006/08/20
224
" Droit de la consommation " ،03- Calais–Auloy Jean et Steimmetz Frank
. 2003 ، Paris ، éditions Dalloz ، 06eme édition،
، " Le régime juridique du contrat de consommation ،04- Chendeb Rabih
2010 .، Paris ، et Alpha ، éditions L.G.D.J ،étude comparative "
" Contrats civils et ،05- Collart Dutilleul François et Delebecque Philippe
2003 .، Paris ، éditions Dalloz ،4 eme édition 0 ،commerciaux "
" Faut –il recodifier le ،06- Fenouillet Dominique et Labarthe Françoise
2002 .، Paris ، éditions Economica ،droit de la consommation ? "
" La réglementation européenne ،07- Gambelli Franck et Leclerc Rémy
. 2000 ، Paris ، éditions Cetim ،des produits "
" La défense du consommateur dans l’union ،08- Lamarthe Beatrice
. 2001 ، Paris ، La documentation française ،européenne "
" Droits des consommateurs et obligations des ،09- Lecerf Michel
1999 .، Paris ،éditions D’organisation "،services publics
éditions Gualino ، édition 03eme ، " Le contrat d’achat "،10- Lepage jean
. 2003 ، Paris ،eja
Paris ، Dalloz ، 06eme éditions، " Contrats spéciaux " ،11- Mainguy Daniel
. 2008،
" Les ، et Gautier Pierre –yves،12- Malaurie philippe et Aynès Laurent
، Paris ، éditions Juridiques Associées ، 03eme édition ،contrats spéciaux "
.2007
،éditions Berti Alger ، " L’essentiel sur le marketing " ،13- Viot Catherine
2006 .
225
et Dorandeu Nicolas et Gomy Marc et Robinne ،Yvan Auguet 14-
، " Droit de la consommation " ، Valette–Ercole Vanessa،Sébastien
2008 .، Paris ،éditions Ellipses
226
fasc ، volume 11، " Contrats et obligations " ، code civil،classeur 06- Juris
31 . ،14 p، 2002 ، 3-1
" Institutions de la ، consommation ، concurrence ،Juris classeur 07-
volume ،consommation et organismes de défense des consommateurs "
09 .،05 ،04 p ، 2009 ، fasc 1200 ، 03
Contrat de " ، consommation، concurrence ،Juris classeur 08-
.p 07 ، 2009، fasc 800 ، 03 volume ، consommation "
" Garantie de ، consommation، concurrence ،Juris classeur 09-
fasc ، volume 03،conformité des meubles vendus aux consommateurs "
.15 ،12، 11 ،08 p ، 2009 ، 1060
Reconduction des "،consommation ، concurrence ،Juris classeur 10-
.p 07 ، 2008،fasc 850 ، volume 05،contrats de consommation "
،Etiquetage " "، consommation ، concurrence ،Juris classeur 11-
20 . ، 19 ، 04 p ، 2007 ، fasc 980 ،volume 05
" Information du ، consommation ،concurrence، Juris classeur 12-
07-10 . p ،2006، fasc 845 ، volume 02،consommateur "
" Produits interdits ou ، consommation، concurrence ،Juris classeur 13-
06. p ، 2006، fasc 960 ، volume 11 ،réglementés "
" Santé et sécurité ، consommation ، concurrence ،Juris classeur 14-
20.،10، 05،p 04 ، 2004، fasc 950 ، volume 05،des consommateurs "
، volume 11 ،" contrats et obligations " ، civil code،Juris classeur 15-
14. p ، 2002 ،fasc 3-1
" Fraudes : recherche ، consommation ، concurrence ،Juris classeur 16-
p 22-24 .، 1997 ، fasc 1030، volume 08 ،et répression des infractions "
227
III)- Les mémoires :
" La garantie des défauts des produits vendus au ،01- Hasnaoui Abdallah
mémoire soutenu pour l’obtention du diplôme de ،consommateur "
، faculté de droit ben aknoun ،de contrat et responsabilité ، magister
2001.
IV)- les cites électroniques :
01 - www.minocmmerce.gouv.dz
02 - www.legifrance.gouv.com
228
الصفحة: الفهرس:
مقدمة 01 ..........................………………………………………..........:
الفصل األول :التنويع من االلتزامات كضمان لحماية المستهلك 07 ..........................
المبحث األول :أسباب تكريس تنوع الضمانات لحماية المستهلك07 ..........................
المطلب األول :اختالف مركز األطراف في عقد االستهالك 08 .............................
الفرع األول :المتدخل كطرف قوي في العالقة االستهالكية 08 ..............................
أوال :التوسيع من نطاق المتدخلين في قانون 08 ...................................03-09
ثانيا :مدى اعتبار األشخاص االعتبارية من طائفة المتدخلين10 ............................
الفرع الثاني :المستهلك كطرف ضعيف في العالقة االستهالكية 11 .........................
أوال :تكريس المفهوم الضيق للمستهلك في قانون 11 ...............................03-09
ثانيا :تعدد المفاهيم حول المستهلك 14 .....................................................
المطلب الثاني :تغليب صفة اإلذعان على عقد االستهالك15 ...............................
الفرع األول :فرض شروط عقد االستهالك على المستهلك16 ................................
أوال :اتصاف عقد االستهالك بصفة اإلذعان16 ............................................
ثانيا :توسيع المشرع من محل عقد االستهالك20 ...........................................
الفرع الثاني :ضرورة حماية المستهلك من الشروط التعسفية23 .............................
أوال :تعريف الشرط التعسفي 23 ............................................................
ثانيا :معايير تحديد الشروط التعسفية25 ....................................................
ثالثا :أساليب تعيين الشروط التعسفية 29 ...................................................
رابعا :كيفية الحد من الشروط التعسفية 38 ..................................................
المبحث الثاني :تحديد مضمون االلتزامات كضمان لحماية المستهلك49 .....................
المطلب األول :ضمان أمن المنتوجات لحماية صحة المستهلك49 ..........................
الفرع األول :التزام المتدخل بضمان سالمة المنتوجات49 ..................................
أوال :طبيعة االلتزام بالسالمة 50 ...........................................................
229
ثانيا :نطاق تطبيق االلتزام بالسالمة52 ..................................................
الفرع الثاني :التزام المتدخل بضمان إعالم موضوعي حول المنتوجات55 ...................
أوال :مفهوم االلتزام باإلعالم 55 ...........................................................
ثانيا :كيفية إعالم المستهلك بعناصر و خصائص المنتوجات63 ...........................
المطلب الثاني :ضمان استعمال المستهلك للمنتوج بصفة عادية للوقاية من المخاطر80 .....
الفرع األول :التزام المتدخل بمطابقة المنتوجات المعروضة لالستهالك80 ...................
أوال :مطابقة المنتوج للرغبات المشروعة للمستهلك80 ......................................
ثانيا :مطابقة المنتوج للمعايير المحددة قانونا82 ...........................................
الفرع الثاني :التزام المتدخل بضمان عيوب المنتوجات96 ..................................
أوال :أنواع العيوب الموجبة للضمان97 ....................................................
ثانيا :المطالبة بتنفيذ الضمان وديا 105 ....................................................
ثالثا :المطالبة بتنفيذ الضمان قضائيا115 .................................................
الفصل الثاني :ءازدواج الجزاء كآلية لتفعيل الحماية للمستهلك120 ..........................
المبحث األول :تكريس الحماية عن طريق الجزاء الوقائي120..............................
المطلب األول :ممارسة الرقابة على المنتوجات المعروضة لالستهالك121 ..................
الفرع األول :الهيئات المكلفة بالقيام بالرقابة على المنتوجات121............................
أوال :على المستوى المركزي121 ..........................................................
ثانيا :على المستوى المحلي 137 ...........................................................
الفرع الثاني :أنواع الرقابة المحققة للوقاية150 ...............................................
أوال :الرقابة اإلجبارية 150 ..................................................................
ثانيا :الرقابة االختيارية 150 ................................................................
ثالثا :الرقابة السابقة 151 ...................................................................
رابعا :الرقابة الالحقة 151 ..................................................................
خامسا :الرقابة المستمرة 152 ...............................................................
230
الفرع الثالث :كيفية ممارسة الرقابة على المنتوجات152 .....................................
أوال :مراقبة المنتوجات المحلية 153 .........................................................
ثانيا :مراقبة المنتوجات المستوردة 157 ......................................................
المطلب الثاني :التدابير التحفظية المتخذة لحماية المستهلك161 .............................
الفرع األول :تنوع التدابير التحفظية لضمان صحة و سالمة المستهلك161 ..................
أوال :رفض دخول المنتوجات 161 ...........................................................
ثانيا :إيداع المنتوجات 162 ..................................................................
ثالثا :جعل المنتوج مطابقا 162 ..............................................................
رابعا :حجز المنتوج 165 ....................................................................
خامسا :سحب المنتوج من التداول 167 ......................................................
سادسا :إعادة توجيه المنتوج 169 ............................................................
سابعا :إتالف المنتوج 169 ..................................................................
ثامنا :التوقيف المؤقت لنشاط المؤسسة170 .................................................
الفرع الثاني :فرض غرامة الصلح على عاتق المتدخل170 ..................................
المبحث الثاني :تكريس الحماية عن طريق الجزاء الردعي172 ..............................
المطلب األول :قصور أحكام المسؤولية المدنية لحماية المستهلك173 ........................
الفرع األول :نظام مسؤولية المتدخل وفقا لقواعد القانون المدني173 ..........................
أوال :أركان المسؤولية المدنية للمتدخل 173 ..................................................
ثانيا :وسائل نقي المسؤولية 175 ............................................................
الفرع الثاني :المسؤولية الناتجة عن عيب في المنتوج177 ....................................
أوال :أركان مسؤولية المنتج 177 .............................................................
ثانيا :وسائل نفي مسؤولية المنتج 179 .......................................................
المطلب الثاني :تغليب الجزاء الجنائي لتجسيد حماية فعالة للمستهلك180 ....................
الفرع األول :معاقبة المتدخل عن الجنح االقتصادية بالجزاء المشدد180 ......................
231
أوال :جريمة خداع أو محاولة خداع المستهلك180 ............................................
ثانيا :جريمة الغش في المنتوجات الموجهة لالستهالك189 ..................................
الفرع الثاني :معاقبة المتدخل عن المخالفات االقتصادية المرتكبة بالجزاء البسيط198 ..........
232