Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 233

‫جامعة الجزائر ‪01‬‬

‫كلية الحقوق‬

‫ضمانات حماية المستهلك في ظل قانون ‪03-09‬‬

‫)المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش(‬

‫مذكرة لنيل شهادة الماجستير فرع قانون حماية المستهلك و المنافسة‬

‫إشراف األستاذة الدكتورة ‪:‬‬ ‫إعداد الطالبة ‪:‬‬


‫لحلو خيار غنيمة‬ ‫منال بوروح‬

‫لجنة المناقشة ‪:‬‬


‫األستاذة الدكتورة ‪ :‬حوحو يمينة‪ ...................................‬رئيسا‬
‫األستاذة الدكتورة ‪ :‬لحلو خيار غنيمة‪ ..............................‬مقر ار‬
‫الدكتورة ‪ :‬نساخ فاطمة‪..........................................‬عضوا‬
‫األستاذة ‪ :‬جربوعة منيرة‪.........................................‬عضوا‬

‫السنة الدراسية ‪2015-2014 :‬‬

‫‪0‬‬
‫ءاهداء‬
‫أهدي هذا العمل المتواضع إلى من ربياني صغي ار و تعبا في ذلك ‪،‬‬

‫أغلى رجل في حياتي ‪ ،‬الذي لم يدخر جهدا في تشجيعي معنويا و‬ ‫محمد‬ ‫إلى الوالد الموقر‬

‫ماديا حتى آخر نفس له ‪ ،‬و الذي كان سندا لي حتى انتهائي من إعداد هذه المذكرة‪ .....‬رحمه‬
‫هللا و جعل مثواه الجنة ‪.‬‬

‫التي تمنت‬ ‫إلى من حملتني وهنا على وهن و علمتني أسس الحياة إلى الوالدة الكريمة أسيا‬
‫لي الخير دائما‪.............‬‬

‫التي لم تفارقني‬ ‫إلى أخواتي ياسمين التي ساندتني و أمدت لي يد العون ‪ ،‬و ابتسام‬
‫طيلة هذا العمل و دعمتني بتشجيعها‪...........‬‬

‫الذي دعمني طوال مشواري الدراسي و شجعني فكان له الفضل‬ ‫إلى األستاذ رضا هداج‬
‫الكبير في نجاح هذا العمل ‪ ،‬شك ار يا رفيق دربي‪............‬‬

‫إلى كل من تمنى لي النجاح و الخير و ألهمني بكملة‪.............‬‬

‫‪1‬‬
‫شكر‬
‫أتقدم بشكري و امتناني و جميل العرفان إلى األستاذة الدكتورة المشرفة لحلو‬
‫التي لم تدخر جهدا في توجيهي و مد يد المساعدة لي و تقديم‬ ‫خيار غنيمة ‪،‬‬
‫جربوعة‬ ‫النصائح األكاديمية ‪ ،‬دون أن أنسى لجنة المناقشة خاصة األستاذة‬

‫حوحو يمينة ‪.‬‬ ‫األستاذة‬ ‫منيرة ‪ ،‬و‬

‫كما أشكر أساتذة األفاضل بداية من األستاذ سعيدان علي ‪ ،‬و األستاذ سكندري أحمد ‪،‬‬
‫و األستاذ عمر خوري ‪ ،‬و األستاذ تقية عبد الفتاح ‪ ،‬و األستاذ مراح علي ‪ ،‬و األستاذ‬
‫بن ناصر أحمد ‪ ،‬و األستاذة بوختالة سعاد ‪ ،‬و األستاذة حسناوي فطيمة ‪ ،‬علوي‬
‫سليمة ‪ ،‬و القائمة طويلة‪...........‬‬

‫دون أن أنسى عمال مكتبة كلية الحقوق خاصة أيت ايدير محمد و عيسات رضوان ‪،‬‬
‫و مامي ‪ ،‬دون أن أنسى كذلك عمال كلية الحقوق ‪ ،‬الضاوية ‪ ،‬أمال عقيلة ‪ ،‬أسماء‬
‫‪ ،‬كريمة ‪ ،‬مكدودة ‪ ،‬سعاد ‪ ،‬فايزة ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫إن التطور التكنولوجي الذي تشهده الساحة االقتصادية أدى إلى ازدحام األسواق و تنوع‬
‫السلع و الخدمات نتيجة االنتاج الضخم لهذه األخيرة ‪ ،‬كما أدى انفتاح األسواق التجارية إلى ازدياد‬
‫الطلب على هذه المنتوجات مما ازداد معه بالضرورة اإلقبال على االستهالك من قبل فئة‬
‫‪.‬‬ ‫المستهلكين التي تختلف طلباتها من مستهلك آلخر كل حسب رغباته‬
‫)‪(1‬‬

‫فنتيجة لهذه الزيادة في االستهالك من أجل إشباع المستهلك لرغباته ‪ ،‬يؤدي به للدخول في‬
‫عالقات تتسم معظمها بعدم التكافؤ ‪ ،‬و يتجلى ذلك في مركز المستهلك الدوني الذي يتصف به ‪.‬‬
‫اكتساب المستهلك لهذه الصفة كان سببه قضاء التقنيات الحديثة على التوازن العقدي الذي‬
‫نظر لبساطة المنتجات آن ذاك ‪ ،‬لكن بعد‬
‫كان يخيم على العالقة التي تجمع المستهلك بالمتدخل ا‬
‫ظهور هذا التنوع في المنتوجات و اختالف منتجيها أصبحت تعرض في األسواق إضافة لعرضها‬
‫في المساحات التجارية الكبرى فلم يعد المستهلك قاد ار على حسن اختيار المنتوج الذي يتوافق مع‬
‫رغباته المشروعة ‪ ،‬نتيجة احتكارهم لهذه األسواق خاصة أن الكثير من المتدخلين ال يهتمون‬
‫بمصالح المستهلك االقتصادية و ال بسالمته الصحية و إنما همهم الوحيد هو تصريف أكبر قدر‬
‫من منتجاتهم لكي تذر عليهم بالربح الوفير دون المباالة بما يالءم مصالح المستهلك ‪.‬‬
‫فهذا التطور جعل المنتوجات تفقد تدريجيا خصائصها األساسية ‪ ،‬نتيجة جشع المتدخلين و‬
‫عدم االلتزام بما هو مقرر عليهم قانونا ‪ ،‬فأدى إلى إلحاق أضرار بالغة الخطورة نتيجة عرضهم‬
‫لمنتوجات معيبة و ال تتوفر على أدنى متطلبات الصحة و السالمة مهددة بذلك لحياة مستهلكيها و‬
‫أموالهم ‪ ،‬بحيث لو علم المستهلك بمثل هذه األضرار التي ستلحق به لما أقدم على اقتنائها ‪ ،‬كونه‬
‫ال يملك قد ار من المعرفة و الدراية حول خبايا هذه المنتوجات ‪ ،‬نظ ار للتقنيات المتطورة التي صنعت‬
‫بها هذه األخيرة و من ثمة تصبح تتسم بالتعقيد ‪ ،‬و بالتالي جعل المستهلك في مركز ضعف مقارنة‬
‫بالمتدخل ‪.‬‬

‫‪ -‬موالك بختة ‪ " ،‬الحماية الجنائية للمستهلك في التشريع الجزائري " ‪ ،‬المجلة الجزائرية للعلوم القانونية و االقتصادية و السياسية‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪ ،‬كلية الحقوق بن عكنون ‪ ،‬الجزء ‪ ، 37‬رقم ‪ ، 1999 ، 02‬ص ‪. 23‬‬

‫‪3‬‬
‫مما فتح ذلك المجال للمتدخلين للجوء الستخدام طرق احتيالية و وسائل خداع إلقناع‬
‫المستهلك بإقتناء المنتوجات ‪ ،‬و اللجوء كذلك للغش في المنتوجات و تغيير هويتها الحقيقية بغية‬
‫كسب الربح الغير المشروع على حساب مصالح المستهلكين ‪ ،‬و لم يتوقف األمر عند هذا الحد بل‬
‫امتد إلى مخالفة المتدخل لكل القواعد الحمائية التي من شأنها توفير أدنى حد من الحماية للمستهلك‬
‫‪ ،‬نظ ار للصفة الدونية التي يتميز بها هذا األخير‪ ،‬كما عرفت األسواق التجارية انتشا ار رهيبا‬
‫للمنتوجات المستوردة المقلدة التي ال تستجيب أغلبها للمقاييس المطلوبة و في مقابل ذلك أصبحت‬
‫)‪(1‬‬
‫القواعد العامة للقانون المدني غير كفيلة بردع المتدخل و من ثمة ال تأتي بحماية فعالة للمستهلك‬
‫فكل هذه العوامل أدت إلى ضرورة إيجاد وسائل قانونية مالئمة لقمع مثل هذه التصرفات و‬
‫حماية المستهلك في صحته و سالمته و مصالحه المادية و المعنوية من المخاطر التي قد تنتج‬
‫عن هذه المنتوجات المخالفة للقواعد القانونية ‪ ،‬و كذا حمايته من كل أشكال الخداع و الغش الناتج‬
‫عن استغالل حاجة المستهلك الماسة لهذه المنتوجات ‪.‬‬
‫مما جعل المشرع يدرك مشكلة اتساع اختالل التوازن بين المستهلك الضعيف اقتصاديا ‪ ،‬و‬
‫بين المتدخل الذي يملك القوة االقتصادية و الكفاءة التقنية في جميع مراحل عرض المنتوجات‬
‫لالستهالك ‪ ،‬و من أجل ذلك سارع لتكريس ضمانات لحماية المستهلك و قمع الغش بإصداره‬
‫‪ ،‬فجعله أداة حمائية يتصف‬ ‫)‪(2‬‬
‫للقانون رقم ‪ 03-09‬المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش‬
‫بالطابع الوقائي و العالجي و الردعي يستند عليه طائفة المستهلكين ‪.‬‬

‫– النكاس جمال ‪ " ،‬حماية المستهلك و أثرها على النظرية العامة للعقد في القانون الكويتي " ‪ ،‬مجلة الحقوق ‪ ،‬الكويت ‪ ،‬العدد‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪ ، 1989 ، 02‬ص ‪. 115‬‬


‫‪ -‬قانون رقم ‪ 03-09‬المؤرخ في ‪ ، 2009/02/25‬المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ،15‬المؤرخة‬ ‫)‪(2‬‬

‫في ‪. 2009/03/08‬‬

‫‪4‬‬
‫فيعرف قانون االستهالك على أنه مجموعة من القواعد التي تضمنتها القوانين و األنظمة التي‬
‫تحكم العالقة بين المتدخل و المستهلك ‪ ،‬و التي أتت خصيصا لحماية هذا األخير ‪ ،‬فهو يشمل‬
‫‪.‬‬ ‫قواعد عامة‬
‫)‪(1‬‬

‫إضافة إلى وجود العديد من النصوص التطبيقية للقانون رقم ‪ 02-89‬المتعلق بالقواعد العامة‬
‫‪ ،‬التي ال تزال سارية المفعول لغاية صدور مراسيم تطبيقية للقانون رقم ‪-09‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫لحماية المستهلك‬
‫‪ 03‬المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ‪ ،‬و هذا ما يحاول إيجاده المشرع بغرض إحاطة‬
‫المستهلك بحماية فعالة ‪.‬‬
‫مأخر بحيث تم إصدار مراسيم تطبيقية لهذا األخير في مجال أمن‬
‫ا‬ ‫فعال هذا ما حدث‬
‫المنتوجات بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 203-12‬المتعلق بالقواعد المطبقة في مجال أمن‬
‫‪ ،‬و في مجال إعالم المستهلك بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 378-13‬المتعلق‬ ‫)‪(3‬‬
‫المنتوجات‬
‫‪ ،‬و كذلك كيفية استعمال المضافات‬ ‫)‪(4‬‬
‫بتحديد الشروط و الكيفيات المتعلقة بإعالم المستهلك‬
‫الغذائية بمقتضى المرسوم التنفيذي رقم ‪ 214-12‬المتعلق بتحديد شروط و كيفيات استعمال‬
‫‪ ،‬و أيضا فيما يخص كيفية وضع ضمان السلع‬ ‫المضافات الغذائية الموجهة لالستهالك البشري‬
‫)‪(5‬‬

‫و الخدمات حيز التنفيذ نجد المرسوم التنفيذي رقم ‪ 327-13‬المحدد لشروط و كيفيات وضع‬

‫‪ -‬بودالي محمد ‪ " ،‬حماية المستهلك في القانون المقارن ‪ ،‬دراسة مقارنة مع القانون الفرنسي " ‪ ،‬دار الكتاب الحديث الجزائر ‪،‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪ ، 2006‬ص ‪.12-11‬‬
‫‪ -‬قانون رقم ‪ 02-89‬المؤرخ في ‪ ، 1989/02/07‬المتعلق بالقواعد العامة لحماية المستهلك ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 06‬المؤرخة‬ ‫)‪(2‬‬

‫في ‪)، 1989/02/08‬الملغى( ‪.‬‬


‫‪ -‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 203-12‬المؤرخ في ‪ ، 2012/05/09‬المتعلق بالقواعد المطبقة في مجال أمن المنتوجات ‪ ،‬جريدة‬ ‫)‪(3‬‬

‫رسمية رقم ‪ ، 28‬المؤرخة في ‪.2012/05/09‬‬


‫‪ -‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 378-13‬المؤرخ في ‪ ، 2013/11/09‬المتعلق بتحديد الشروط و الكيفيات المتعلقة باإلعالم المستهلك‬ ‫)‪(4‬‬

‫‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 58‬المؤرخة في ‪.2013/11/18‬‬


‫‪ -‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 214-12‬المؤرخ في ‪ ، 2012/05/15‬المتعلق بتحديد شروط و كيفيات استعمال المضافات الغذائية‬ ‫)‪(5‬‬

‫الموجهة لالستهالك البشري ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 30‬المؤرخة في ‪.2012/05/16‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ ،‬كما صدر المرسوم التنفيذي رقم ‪ 355-12‬المحدد‬ ‫)‪(1‬‬
‫ضمان السلع و الخدمات حيز التنفيذ‬
‫‪ ،‬كل هذا رغبة من المشرع لحماية‬ ‫)‪(2‬‬
‫لتشكيلة المجلس الوطني لحماية المستهلكين و اختصاصاته‬
‫المستهلك كطرف ضعيف في إطار النظام العام الحمائي ‪.‬‬
‫فحاول المشرع بموجب هذا القانون تكريس حماية كافية للمستهلك في مواجهة المتدخل سواء‬
‫كان شخص طبيعي أو معنوي و في جميع مراحل عرض المنتوج لالستهالك و نظ ار لطبيعة عقد‬
‫‪ ،‬ألقى المشرع على عاتق‬ ‫)‪(3‬‬
‫االستهالك و ما أصبح يغلب عليه من طابع إذعان الطرف الضعيف‬
‫المتدخل التزامات ال يمكنه التنصل منها و جعلها آمرة أي من النظام العام ‪ ،‬بحيث ال يجوز اإلتفاق‬
‫على ما يخالفها و هي مطبقة على جميع المتدخلين و جميع المنتوجات سواء كانت محلية أم‬
‫مستوردة ‪.‬‬
‫مما يستدعي على المتدخل االلتزام بتحقيق سالمة و أمن المستهلك ‪ ،‬و لحماية رضاء هذا‬
‫األخير و جعله سليم و مبصر ألزمه القانون بإعالم المستهلك بكل المعلومات المتعلقة بالمنتوجات‬
‫لكي ال يبقى المستهلك جاهال لخصائص هذه األخيرة ‪ ،‬كما حدد للمتدخل الوسائل التي يتم بها‬
‫اإلعالم و لم يحصرها بغية توسيع الحماية للمستهلك‪.‬‬
‫إضافة إلى ذلك أوجد الوسائل القانونية الخاصة لحصول المستهلك على منتوجات مطابقة‬
‫للرغباته المشروعة ‪ ،‬فألزم المتدخل بمطابقة المنتوجات للمقاييس و المواصفات المقررة قانونا بسبب‬
‫االنتشار السريع للمنتوجات المقلدة دون أن يراعي المتدخل مدى خطورتها و مدة صالحياتها‬
‫لالستهالك ‪.‬‬
‫نتيجة إلسراف المتدخلين في إنتاج منتوجات تشكل خط ار على سالمة و صحة المستهلك كان‬
‫لزاما إلقاء التزام بضمان المنتوجات و ضمان تنفيذ المتدخل للخدمة ما بعد البيع ‪ ،‬إضافة للضمان‬

‫‪ -‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 327-13‬المؤرخ في ‪ ، 2013/09/26‬المحدد لشروط و كيفيات وضع ضمان السلع و الخدمات حيز‬ ‫)‪(1‬‬

‫التنفيذ ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 49‬المؤرخة في ‪.2013/10/02‬‬


‫– المرسوم التنفيذي رقم ‪ 355-12‬المؤرخ في ‪ ، 2012/10/02‬المحدد لتشكيلة المجلس الوطني لحماية المستهلكين و‬ ‫)‪(2‬‬

‫اختصاصاته ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ 56‬المؤرخة في ‪. 2012/10/11‬‬


‫– بودالي محمد ‪ " ،‬حماية المستهلك في العقود في القانون الجزائري ‪ ،‬دراسة مقارنة مع قوانين فرنسا و ألمانيا و مصر" ‪ ،‬دار‬ ‫)‪(3‬‬

‫هومة ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 2007 ،‬ص ‪. 57-56‬‬

‫‪6‬‬
‫المقرر له في القواعد العامة و المتمثل في ضمان العيوب الخفية و ضمان صالحية المنتوج للعمل‬
‫لمدة معينة ‪ ،‬لكن غالبا ما ال يتالءم هذا األخير مع طبيعة المنتوجات و ال يكفل حصول المستهلك‬
‫على حقه ‪.‬‬
‫فراعى المشرع مختلف هذه الجوانب ‪ ،‬و تحسبا منه لمخالفة المتدخل لهذه االلتزامات عمد‬
‫للتشديد على المتدخل بتخويل أجهزة متخصصة تعمل على مراقبة مدى سالمة و مطابقة و قابلية‬
‫المنتوجات لالستهالك ‪ ،‬و أتبع ذلك بتوقيع جزاء وقائي على مخالفة المتدخل للقواعد المقررة في هذا‬
‫القانون ‪.‬‬
‫خوفا منه النفالت بعض المنتوجات من تطبيق الجزاء الوقائي عليها ‪ ،‬إضافة لعدم فعالية‬
‫الجزاء المدني الوارد في القانون المدني خاصة في قواعد المسؤولية المدنية ‪ ،‬سارع لتقرير جزاء‬
‫جنائي أشد ردعا نظ ار لعدم تنفيذ المتدخل لاللتزامات القانونية المقررة عليه أو حتى عند لجوئه‬
‫الستعمال وسائل احتيالية خادعة و مغشوشة للحصول على فائدة غير مشروعة ‪ ،‬و يظهر هذا‬
‫التشديد في إحالة العقاب لنصوص قانون العقوبات بالنسبة للجنح االقتصادية المرتكبة من قبل‬
‫المتدخلين و المتمثلة في جريمة خداع أو محاولة خداع المستهلك و جريمة الغش في المنتوجات ‪.‬‬
‫أما بالنسبة للمخالفات االقتصادية فقد خصص لكل مخالفة عقوبة على حدى حسب طبيعة‬
‫هذه المخالفة التي تتنوع بين مخالفة المتدخل لاللتزامات المتعلقة بضمان سالمة المستهلك و إلزامية‬
‫رقابة مطابقة المنتوجات و إلزامية ضمان المنتوج و تجربته و تنفيذ الخدمة ما بعد البيع‪ ،‬و إلزامية‬
‫إعالم المستهلك ‪ ،‬و االلتزامات المتعلقة بعروض القروض االستهالكية ‪ ،‬فأقر لمثل هذه المخالفات‬
‫العقاب بالجزاء البسيط المتمثل في الغرامة فقط و أتبع هذا العقاب بالنص على عقوبات تكميلية من‬
‫أجل تفعيل هذا الجزاء الردعي و قمع الجرائم االقتصادية ‪.‬‬
‫فنظ ار لألضرار و الحوادث التي قد تسببها المنتوجات و التي تلحق بالمستهلك ‪ ،‬لكونها ال‬
‫تستجيب لمتطلبات األمن و السالمة و ال للمقاييس و المواصفات القانونية ‪ ،‬كما و قد يمتد أثر هذا‬
‫الضرر إلى مستعملي المنتوج عن طريق المستهلك ‪ ،‬فال يمكن للقواعد القانونية المقررة في القانون‬
‫المدني توفير حماية أفضل لهم نتيجة اختالل القوى االقتصادية و الكفاءة التقنية في مجال اإلنتاج‬
‫و التوزيع ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫فأتى المشرع كذلك بتشريعات أخرى ذات الصلة بالمنافسة و تنظيم الممارسات التجارية‬
‫‪ ،‬و إن تم‬ ‫)‪(1‬‬
‫بموجب قانون رقم ‪ 02-04‬المتعلق بتحديد القواعد المطبقة على الممارسات التجارية‬
‫التطرق لهذه القوانين بين الحين و اآلخر إال على سبيل اإلضافة و التكملة فقط لقانون حماية‬
‫المستهلك و قمع الغش كونها صدرت قبل صدور هذا األخير إضافة ألنه من بين أهداف هذه‬
‫القوانين تكريس كذلك حماية للمستهلك ‪.‬‬
‫نظ ار الهتمام قانون حماية المستهلك و قمع الغش بحماية المستهلك فقط ‪ ،‬فهنا تكمن أهميته‬
‫في مدى توفير الضمانات التي أتى بها لحماية فعالة لصحة و سالمة و أمن و مصالح و الرغبات‬
‫المشروعة للمستهلك و العمل على خلق توازن في العالقة التي تجمع هذا األخير بالمتدخل ‪ ،‬أم أنه‬
‫مازال يشوب هذه الحماية قصور في بعض جوانب هذه الضمانات و بالتالي ال تكون كافية لحماية‬
‫هذا الطرف الضعيف‪.‬‬
‫فلمعرفة مدى فعالية ضمانات حماية المستهلك المكرسة بموجب قانون رقم ‪ 03-09‬المتعلق‬
‫بحماية المستهلك و قمع الغش ‪ ،‬ينبغي تناول مثل هذا الموضوع بتحليل مختلف هذه الضمانات و‬
‫استقرائها و بالنقد تارة لما يشوبها من قصور ‪ ،‬مع اللجوء إلى القانون الفرنسي كلما استدعى البحث‬
‫ذلك ‪ ،‬و من أجل هذا ارتأينا تقسيم هذا البحث إلى فصلين ‪:‬‬

‫(الفصل األول) التنويع من االلتزامات كضمان لحماية المستهلك ‪.‬‬

‫(الفصل الثاني) إزدواج الجزاء كآلية لتفعيل الحماية للمستهلك ‪.‬‬

‫‪ -‬قانون رقم ‪ 02-04‬المؤرخ في ‪ ، 2004/06/23‬المتعلق بتحديد القواعد المطبقة على الممارسات التجارية‪ ،‬جريدة رسمية رقم‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪ ، 41‬المؤرخة في ‪ ، 2004/06/27‬المعدل و المتمم بموجب قانون رقم ‪ ، 06-10‬المؤرخ في ‪ ، 2010/08/18‬جريدة رسمية رقم‬
‫‪ ، 46‬المؤرخة في ‪.2010/08/18‬‬

‫‪8‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التنويع من االلتزامات كضمان لحماية المستهلك ‪:‬‬
‫لقد نتج على اعتناق مبدأ سلطان اإلدارة و مبدأ القوة الملزمة للعقد كثير من المساوئ ‪ ،‬إذ أن‬
‫اختالل توازن القوى االقتصادية أدى إلى جعل المستهلك طرف ضعيف في العالقة التي تجمعه‬
‫بالمتدخل ‪ ،‬مما استدعى األمر معالجة هذا االختالل إلحداث نوع من التوازن في هذه العالقة ‪.‬‬
‫فأدرك المشرع الخطورة التي يتعرض لها المستهلك ‪ ،‬خاصة بازدياد المنتوجات في السوق و‬
‫تطورها مما يفتح المجال أمام المتدخلين لفرض شروطهم ‪ ،‬فسارع إلصدار سلسلة من القوانين و‬
‫المراسيم التنفيذية هدفها بدرجة أولى حماية المستهلك ‪ ،‬بحيث تكتسي هذه القوانين الخاصة الطابع‬
‫الحمائي ‪ ،‬مما نلمس اتجاه إرادة المشرع إلى جعل حماية المستهلك من بين عناصر النظام العام‬
‫الحمائي ‪ ،‬كونه طرف ضعيف مقارنة بالمتدخل الذي يتصف باالحترافية ‪.‬‬
‫كما لصفة عقد االستهالك دور في إحداث هذا االختالل لما يؤدي إلى إذعان المستهلك‬
‫بتضمنه لشروط تعسفية تؤدي إلى إهدار حقوقه ‪ ،‬و من أجل ذلك نالحظ من نصوص قانون رقم‬
‫‪ 03–09‬المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ‪ ،‬أن معظم مواده جاءت بصيغة األمر مع المنع‬
‫على االتفاق على ما يخالفها و هي في مجملها التزامات مفروضة على عاتق المتدخل للحفاظ على‬
‫الرغبات المشروعة للمستهلك فيعد ضمانة حقيقة لهذا األخير ‪.‬‬
‫)المبحث‬ ‫فيستدعي األمر التطرق إلى أسباب تكريس تنوع الضمانات لحماية المستهلك‬
‫األول( ‪ ،‬و من ثمة التطرق إلى تحديد مضمون االلتزامات كضمان لحماية المستهلك )المبحث‬
‫الثاني( ‪.‬‬

‫المبحث األول ‪:‬أسباب تكريس تنوع الضمانات لحماية المستهلك ‪:‬‬


‫تتميز العالقة التي تربط المتدخل بالمستهلك بعدم التكافؤ نظ ار لالحترافية التي يتميز بها‬
‫المتدخل مما يجعله في مركز قوة ‪ ،‬مقارنة بالمستهلك الذي يتصف بعدم الدراية و الخبرة فيؤدي به‬
‫األمر لجعله في مركز ضعف )المطلب األول( ‪ ،‬فقد ال يرتبط المستهلك بعقد مع المتدخل و لكن‬
‫في كثير من األحيان ما يجمع هذان الطرفان عقد بحيث يملي فيه المتدخل للشروط التي توافق‬
‫مصالحه على حساب مصالح المستهلك فيؤدي ذلك إلى إذعان هذا األخير خاصة بتنوع محل عقد‬
‫االستهالك الذي ال يعلم المستهلك عنه كفاية )المطلب الثاني( ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬اختالف مركز األطراف في عقد االستهالك ‪:‬‬
‫لتحديد مضمون اختالل توازن القوى بين المستهلك و المتدخل ينبغي التطرق لتحديد مفهوم‬
‫المتدخل كطرف قوي في العالقة االستهالكية )الفرع األول( ‪ ،‬ثم التطرق لمفهوم المستهلك كطرف‬
‫ضعيف في العالقة االستهالكية )الفرع الثاني( ‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬المتدخل كطرف قوي في العالقة االستهالكية ‪:‬‬


‫للوصول إلى صفة االحترافية التي يتميز بها المتدخل ينبغي التطرق لمفهوم المتدخل )أوال( ‪،‬‬
‫و معرفة مدى اعتبار األشخاص االعتبارية من طائفة المتدخلين )ثانيا(‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬التوسيع من نطاق المتدخلين في قانون ‪: 03-09‬‬


‫عرف المشرع المتدخل بموجب المادة ‪ 03‬الفقرة )‪ (08‬من قانون رقم ‪ 03-09‬المتعلق‬
‫بحماية المستهلك و قمع الغش ‪ ،‬على أنه ‪ " :‬كل شخص طبيعي أو معنوي يتدخل في عملية‬
‫عرض المنتوجات لالستهالك " ‪ ،‬و لكن المادة ‪ 03‬الفقرة )‪ (02‬من قانون رقم ‪ 02-04‬المؤرخ‬
‫‪ ،‬استعملت مصطلح‬ ‫(‪)1‬‬
‫في ‪ 23‬جوان ‪ 2004‬المحدد للقواعد المطبقة على الممارسات التجارية‬
‫"عون اقتصادي" الذي يقصد به ‪ " :‬كل منتج أو تاجر أو حرفي أو مقدم خدمات أيا كانت صفته‬
‫القانونية ‪ ،‬يمارس نشاطه في اإلطار المهني العادي أو بقصد تحقيق الغاية التي تأسس من أجلها "‬
‫فيعد المتدخل الطرف الثاني في عقد االستهالك فقد يكون منتجا ‪ ،‬موزعا ‪ ،‬مقدم خدمات‬
‫بائعا بالجملة أم بالتجزئة ‪ ،‬الذي يتدخل في عملية عرض المنتوجات لالستهالك و التي تشمل‬
‫‪.‬‬ ‫جميع المراحل من طور االنشاء األولي إلى العرض النهائي للمنتوج‬
‫(‪)2‬‬

‫فعرفه األستاذ علي أحمد صالح على أنه ‪ " :‬كل شخص طبيعي أو معنوي يتصرف في‬
‫إطار نشاط معتاد و منظم ‪ ،‬بحيث يقوم من خالل هذا النشاط باإلنتاج و التوزيع و تقديم الخدمات "‬
‫‪ ،‬في شترط الكتساب صفة المتدخل أن يمارس هذا األخير مهنته على سبيل االعتياد من أجل‬ ‫(‪)3‬‬

‫إنتاج أو توزيع ‪ ،‬أو عرض خدمات و يكون ذلك في إطار منظم قانونا ‪ ،‬فيستبعد من هذا المفهوم‬

‫‪ -‬المادة ‪ (01)03‬قانون رقم ‪ 02-04‬المؤرخ في ‪ ، 2004/06/23‬المحدد للقواعد المطبقة على الممارسات التجارية ‪ ،‬جريدة‬ ‫(‪)1‬‬

‫رسمية رقم‪ ، 41‬المؤرخة في ‪ ، 2004/07/27‬ص ‪. 04‬‬


‫‪ -‬سي يوسف زاهية حورية ‪ " ،‬تعليق على نص المادة ‪ 140‬مكرر تقنين مدني جزائري " ‪ ،‬المجلة النقدية للقانون و العلوم‬ ‫(‪)2‬‬

‫السياسية ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية‪ ،‬جامعة تيزي وزو ‪ ،‬العدد ‪ ، 2010 ،02‬ص ‪. 65‬‬
‫‪ -‬أحمد صالح علي ‪ " ،‬مفهوم المستهلك و المهني في التشريع الجزائري " ‪ ،‬المجلة الجزائرية للعلوم القانونية و االقتصادية و‬ ‫(‪)3‬‬

‫السياسية ‪ ،‬كلية الحقوق بن عكنون ‪ ،‬العدد ‪ ، 01‬مارس ‪ ، 2011‬ص ‪. 191‬‬

‫‪10‬‬
‫‪ ،‬و اشتراط عنصر التنظيم يجعل المتدخل يتمتع‬ ‫المتدخل العرضي الذي ال يشمله هذا الوصف‬
‫(‪)1‬‬

‫‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫بقدر من المهارة و الدراية الكافية باالستناد إلى المعلومات التي يملكها مقارنة بالمستهلك‬
‫فالمتدخل هو ذلك الذي يمارس نشاطا سواء كان تجاري ‪ ،‬صناعي ‪ ،‬حرفي ‪ ،‬أم فالحي‬
‫فقد يكون في شكل شخص فرد أم في شكل شركة بغية تحقيقه ألغراض مهنية بحتة(‪.)3‬‬
‫و‬ ‫فما يميزه هو وجوده في وضعية تفوق مقارنة بالمستهلك لما يحوز على معارف تقنية‬
‫إمكانيات مالية ‪ ،‬و من أجل ذلك يوجد معيارين لتحديد صفة المتدخل ‪:‬‬

‫‪ - (01‬معيار االحتراف ‪:‬‬


‫يتجسد االحتراف في ممارسة الشخص لنشاط ما على سبيل التكرار و بشكل منتظم‬
‫و مستمر مع اتخاذه مصد ار لكسب الرزق ‪ ،‬فيستدعي األمر في االحتراف أن يتم بصفة دورية و‬
‫‪.‬‬ ‫مستمرة على وجه االعتياد‬
‫(‪)4‬‬

‫فيعتبر االحتراف بهذا المعنى شرطا من شروط اكتساب صفة التاجر في ظل القانون‬
‫‪ ،‬طبقا لنص المادة ‪ 01‬منه التي تنص ‪ " :‬يعد تاج ار كل شخص طبيعي أو معنوي‬ ‫(‪)5‬‬
‫التجاري‬
‫يباشر عمال تجاريا و يتخذه مهنة معتادة له ‪ ،‬ما لم ينص القانون بخالف ذلك " ‪ ،‬لكن في نطاق‬
‫عالقات االستهالك ال يشترط أن يعتبر الشخص تاج ار حتى يعتبر مهنيا و بعبارة أخرى فإن شخصا‬
‫ما قد ال يعتبر تاج ار في مفهوم القانون التجاري لكنه يعد مهنيا في مواجهة المستهلك فانتفاء صفة‬
‫التاجر عن شخص ما ال يسمح ذلك للمتدخل بالتنصل من مسؤوليته تجاه المستهلك‬

‫‪ -(02‬معيار الربح ‪:‬‬


‫بعد أن ثبت ت الصفة المهنية للمتدخل ينبغي تحديد ما إذا كان يجب عليه عند ممارسته‬
‫لنشاط ما أن يكون الهدف منه تحقيق الربح لكي يمكن القول أنه متدخل ‪ ،‬فالمشرع في المادة ‪03‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪- Chendeb Rabih، "Le régime juridique du contrat de consommation étude comparative " ،éditons‬‬
‫‪L.G.D.J et ALPHA، Paris ،2010، p 17.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪- Calais-Auloy jean et Steinmetz Frank، " Droit de la consommation "، 06e édition ،éditions‬‬
‫‪DALLOZ ،Paris، 2003،p 04.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪– Kahloula.(M) et Mekamcha.(G) ، " La protection du consommateur en droit algérien "،‬‬
‫‪(la première partie) ، revue algérien idara ،1995 ، p 10.‬‬
‫– زوبير أرزقي ‪ " ،‬حماية المستهلك في ظل المنافسة الحرة " ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪،‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫جامعة مولود معمري ‪ ،‬تيزي وزو ‪ ، 2011 ،‬ص ‪. 49-48‬‬


‫– األمر رقم ‪ 59-75‬المؤرخ في ‪ ، 1975/09/26‬المتضمن القانون التجاري ‪ ،‬المعدل و المتمم ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪.101‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫‪11‬‬
‫من قانون االستهالك كان صريحا عند تعريفه للمتدخل على أنه الشخص الذي يقدم سلعا أو‬
‫خدمات بمقابل أو مجانا للمستهلك ‪ ،‬فال يمكن للمتدخل التهرب من مسؤوليته تجاه المستهلك بأنه‬
‫قدم له المنتوج مجانا ‪ ،‬كذلك هنالك بعض الجمعيات الخيرية مثال التي ال تهدف لتحقيق الربح لكنها‬
‫تعتبر متدخال في عالقاتها مع المستهلك متى مارست مهامها ألجل تحقيق غرض مهني بعيد عن‬
‫الغرض الذي تأسست من أجله بغية تدعيم نشاط الجمعية ‪.‬‬
‫فإذا كان معيار االحتراف يصلح لحد ما العتبار الشخص متدخال ‪ ،‬فال يمكن االعتداد‬
‫بعنصر الربح و اتخاذه كمعيار لتحديد صفة المتدخل ألنه توجد بعض الهيئات التي ال تهدف من‬
‫وراء نشاطها لتحقيق الربح و لكن اعتبرها المشرع متدخال ‪ ،‬و هذا ما سنتطرق له في النقطة الموالية‬

‫ثانيا ‪ :‬مدى اعتبار األشخاص االعتبارية من طائفة المتدخلين ‪:‬‬


‫تختلف طبيعة األشخاص االعتبارية بين المرافق العامة االقتصادية و المرافق العامة اإلدارية‬
‫مما ينبغي تحديد مفهوم كل منهما ‪:‬‬

‫‪- (01‬المرافق العامة االقتصادية ‪:‬‬


‫تقوم هذه المرافق بمزاولة نشاط من جنس نشاط األفراد مما يحقق الصالح العام لألفراد و‬
‫المجتمع ‪ ،‬مثل مرفق النقل و البريد و توزيع المياه و الغاز و الكهرباء ‪ ،‬فتخضع هذه المرافق لقواعد‬
‫القانون الخاص و الختصاص القضاء العادي في عالقتها مع الغير ‪ ،‬و نظ ار لما أصبحت تهدف‬
‫إليه هذه المرافق من جلب للزبائن مستعملة بذلك االشهار و اإلعالم و غيرها من الوسائل ‪ ،‬و‬
‫تقديمها لسلع و خدمات ‪ ،‬كما أن المشرع عند تعريفه للمتدخل شمل الشخص المعنوي مهما كانت‬
‫صفته حتى و لو كان تابعا للقانون العام ‪ ،‬فيمكن اعتبارها من طائفة المتدخلين هدفها األساسي‬
‫‪.‬‬ ‫إرضاء رغبات المستهلك‬
‫(‪)1‬‬

‫‪ - (02‬المرافق العامة اإلدارية ‪:‬‬

‫تزاول هذه المرافق نشاطا يختلف تماما عن النشاط الممارس من قبل األفراد ‪ ،‬كما تتميز‬
‫بخضوعها للقانون العام و ال تلجأ إلى وسائل القانون الخاص إال استثناءا خاصة تلك التي تقدم‬
‫خدماتها دون مقابل ‪ ،‬مثل مرافق العدالة و الشرطة و الدفاع و الطرق و غيرها ‪ ،‬فال يعد المنتفعين‬

‫(‪ - )1‬بودالي محمد ‪ " ،‬مدى خضوع المرافق العامة و مرتفقها لقانون حماية المستهلك " ‪ ،‬مجلة إدارة ‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد ‪، 02‬‬
‫‪ ، 2002‬العدد ‪ ، 24‬ص ‪. 55 ، 52‬‬

‫‪12‬‬
‫منها من طائفة المستهلكين كونهم في مركز تنظيمي تحدده القوانين بطريقة موضوعية دون االهتمام‬
‫بشاغله ‪ ،‬و من ثمة ال يمكن اعتبار هذه المرافق من قبل‬
‫المتدخلين‪.‬‬
‫غير أن هناك نوعا من المرافق العامة اإلدارية خاصة تلك التي تقدم خدمات بمقابل كالمستشفيات‬
‫(‪)1‬‬
‫فهي تعد من فئة المتدخلين و المنتفعين منها من قبيل المستهلكين شرط أن ال يتميزوا باالحترافية‬
‫فمن خالل ما سبق يمكن القول أن المشرع أتى بضمانة مهمة عند استخدامه لمصطلح "‬
‫المتدخل " في القانون المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ‪ ،‬الذي شمل به جميع أنواع المتدخلين‬
‫مهما كانت صفتهم سواء كان منتج ‪ ،‬مستورد ‪ ،‬موزع ‪ ،‬بائع ‪ ،‬مقدم خدمات ‪ ،‬أو أي متدخل في‬
‫عملية عرض المنتوج لالستهالك ‪ ،‬كما ال ينطبق هذا المصطلح على األشخاص الطبيعية فقط بل‬
‫يمتد إلى األشخاص المعنوية أيضا ‪ ،‬فأراد المشرع بذلك توسيع دائرة الحماية ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬المستهلك كطرف ضعيف في العالقة االستهالكية ‪:‬‬


‫يعد المستهلك الطرف األساسي في العالقة االستهالكية مما جعل المشرع يتفطن لهذا األمر‬
‫بتحديد موقفه حول تعريف المستهلك )أوال( ‪ ،‬و لكن في مقابل ذلك تباينت اآلراء حول إعطاء‬
‫تعريف جامع و مانع للمستهلك )ثانيا( ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬تكريس المفهوم الضيق للمستهلك في قانون ‪:03-09‬‬


‫تناول المشرع تعريف المستهلك في المادة ‪ 03‬الفقرة )‪ (02‬من قانون رقم ‪ ، 03-09‬على‬
‫أنه ‪ " :‬كل شخص طبيعي أو معنوي يقتني بمقابل أو مجانا سلعة أو خدمة موجهة لالستعمال‬
‫النهائي من أجل تلبية حاجته الشخصية أو تلبية حاجة شخص آخر أو حيوان متكفل به " ‪ ،‬أما‬
‫المادة ‪ 03‬الفقرة )‪ (03‬من قانون رقم ‪ 02-04‬فعرفت المستهلك هو‪ " :‬كل شخص طبيعي أو‬
‫معنوي يقتني سلعا قدمت للبيع أو يستفيد من خدمات عرضت و مجردة من كل طابع مهني " ‪.‬‬
‫و بالرجوع إلى المرسوم التنفيذي رقم ‪ 39-90‬المؤرخ في ‪ 30‬جانفي ‪ 1990‬المتعلق برقابة‬
‫‪ ،‬الذي عرفه في المادة ‪ 02‬الفقرة )‪ (10‬على أنه ‪ " :‬كل شخص يقتني‬ ‫)‪(2‬‬
‫الجودة و قمع الغش‬

‫‪ -‬أحمد صالح علي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.194‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫– المرسوم التنفيذي رقم ‪ 39-90‬المؤرخ في ‪ ،1990/01/30‬المتعلق برقابة الجودة و قمع الغش ‪ ،‬جريدة رسمية‬ ‫)‪(2‬‬

‫رقم ‪ ،05‬المؤرخة في ‪ ،1990/01/31‬ص ‪ ،203‬المعدل و المتمم بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 315-01‬المؤرخ في‬
‫‪ ،2001/10/16‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 61‬المؤرخة في ‪ ، 2001/10/21‬ص ‪. 11‬‬

‫‪13‬‬
‫بثمن أو مجانا ‪ ،‬منتوجا أو خدمة معدين لالستعمال الوسيطي أو النهائي لسد حاجته الشخصية أو‬
‫حاجة شخص آخر أو حيوان يتكفل به " ‪.‬‬
‫فالظاهر من هذه التعاريف أن المتدخل ال يشمله هذا التعريف ‪ ،‬إذا كان يتعامل ألغراضه‬
‫المهنية ‪ ،‬فيقتصر هذا التعريف على من يقتني منتوجا لتلبية حاجاته الشخصية أو حاجات شخص‬
‫آخر من أفراد عائلته أو حاجات خاصة بحيوان يتكفل به ‪.‬‬
‫فإلضفاء صفة المستهلك على شخص ينبغي أن تتوفر فيه جملة من المواصفات ‪:‬‬

‫العنصر األول ‪ :‬أن يكون من األشخاص الطبيعية أو المعنوية ‪:‬‬


‫توافق كل من قانون رقم ‪ 03-09‬و قانون رقم ‪ 02-04‬على اعتبار المستهلك كل شخص‬
‫طبيعي أو معنوي ‪ ،‬فأضاف المشرع طائفة األشخاص المعنوية عندما تكون تصرفاتها مماثلة‬
‫لتصرفات األشخاص الطبيعية فال يكونوا في مركز قوة ‪ ،‬و بالتالي هم في حاجة ماسة ألن تشملهم‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫الحماية‬
‫و لكن كان على المشرع تحديد األشخاص االعتبارية التي من الممكن أن تستفيد من هذه‬
‫الصفة من دون األخرى ‪ ،‬و عدم االكتفاء بمعيار الغرض من التعاقد أي عند تلبية حاجاته‬
‫الشخصية أو العائلية أو حاجات حيوان يتكفل به ‪.‬‬

‫العنصر الثاني ‪ :‬فعل االقتناء‪:‬‬


‫يلحظ على التعاريف التي قيلت بشأن المستهلك أنها استعملت كلها مصطلح " يقتني" ‪ ،‬أما‬
‫المستعمل فال يمكنه االستفادة من الحماية ‪ ،‬على الرغم من أن في غالب األحيان من يقتني سلعة‬
‫هو من يستعملها لكن يمتد هذا االستعمال إلى أفراد أسرة المقتني ‪ ،‬مما يستدعي تدارك هذا النقص‬
‫ليشمل التعريف المقتني و المستعمل ‪ ،‬فيكون فعل االقتناء بمقابل لما يدفع المستهلك مقابال لهذا‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫االقتناء ‪ ،‬أما عن المجانية فتكون عندما يعطى المنتوج للمستهلك كهدية مثال‬

‫العنصر الثالث ‪ :‬أن يستهلك المنتوج بصفة نهائية ‪:‬‬


‫اعتبر قانون حماية المستهلك شخصا مستهلكا لما يكون الغرض من هذا االقتناء هو‬
‫االستعمال النهائي للمنتوج ‪ ،‬و هذا على عكس ما جاء به المرسوم التنفيذي رقم ‪ 39-90‬الذي‬

‫‪ -‬بوسماحة الشيخ ‪ " ،‬حماية المستهلك الناتجة عن عروض المتدخل في أحكام القانون الجزائري " ‪ ،‬مجلة الخلدونية ‪،‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫العدد ‪ ، 03‬ماي ‪ ، 2009‬ص ‪. 76‬‬


‫‪ -‬بودالي محمد ‪ " ،‬مدى خضوع المرافق‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 44‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫‪14‬‬
‫اعتبر المستهلك مستهلكا وسيطيا هو مقتني المنتوج من أجل تحقيقه ألغراض مهنية مما يجعل‬
‫‪.‬‬ ‫المستهلك في نفس مرتبة المتدخل هنا ‪ ،‬فوسع هذا المرسوم من نطاق تعريف المستهلك‬
‫)‪(1‬‬

‫فكان قانون حماية المستهلك أكثر دقة و وضوحا كونه جعل الغرض من االستهالك هو‬
‫االستهالك الفوري و إلى استعمالها حتى تستهلك متى كانت من األشياء ذات االستهالك المتراخي ‪،‬‬
‫فال يعد بذلك الشخص مستهلكا طبقا لقانون حماية المستهلك من يقتني منتوجا بهدف إعادة بيعه ‪،‬‬
‫ألن شرط االستهالك لم يتحقق هنا‪.‬‬

‫العنصر الرابع ‪ :‬أن يلبي حاجاته أو حاجات شخص آخر أو حيوان يتكفل به ‪:‬‬
‫شمل المشرع في تعريفه للمستهلك الشخص الذي يلبي حاجاته الشخصية أو حاجات عائلته‬
‫دون حاجاته المهنية ‪ ،‬و يكون ذلك لما يشتري المستهلك غذاءه أو أجهزة منزلية لبيته أو يعالج أو‬
‫‪ ،‬فيحقق بذلك الغرض الشخصي و العائلي من االقتناء و من ثمة‬ ‫)‪(2‬‬
‫يكتتب تأمين أو يسافر مثال‬
‫‪.‬‬ ‫يكون المستهلك بعيدا عن الطابع المهني عند تلبيته لحاجاته الشخصية أو العائلية‬
‫)‪(3‬‬

‫فيمكن استخالص أهداف المشرع من خالل تعريفه للمستهلك ‪ ،‬أراد تحقيق نوع من الشمولية‬
‫لهذا المفهوم الضيق للمستهلك كونه أضاف طائفة األشخاص المعنوية ‪ ،‬فانصرفت إرادته إلى‬
‫حماية المستهلكين غير المهنيين نظ ار لمركز ضعفهم مقارنة بالمتدخل ‪ ،‬لكن يعاب عليه أنه لم‬
‫يشمل تعريفه المستهلك المستعمل للمنتوج بل اقتصر على المقتني فقط)‪.(4‬‬

‫ثانيا ‪ :‬تعدد المفاهيم حول المستهلك ‪:‬‬


‫أصبح تحديد مفهوم المستهلك موضع اهتمام كبير في الفقه خاصة بعد ظهور حركة الدفاع‬
‫عن مصالح المستهلكين ‪ ،‬فكان محل خالف واسع بين الفقهاء مما أدى إلى تباين آرائهم بصدد‬
‫ضبط مفهوم للمستهلك بين التوسيع و التضييق‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫‪– Kahloula.(M) et Mekamcha.(G) ، (la première partie) ،op.cit ،p 15 .‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪- Calais-Auloy Jean et Steinmetz Frank ، op.cit ، p 09 .‬‬
‫)‪(3‬‬
‫" ‪- Bernd stauder et Hildegard ، " La protection des consommateurs acheteurs à distance‬‬
‫‪،volume 06 ، band 06 ، éditions BRUYLANT ،1999 ،p 103 .‬‬
‫‪ -‬قونان كهينة ‪ " ،‬اإلفضاء بالصفة الخطيرة للمنتوج " ‪ ،‬مجلة البحوث و الدراسات القانونية و السياسية ‪ ،‬كلية الحقوق جامعة‬ ‫)‪(4‬‬

‫البليدة‪ ،‬العدد ‪ ، 02‬جانفي ‪ ، 2012‬ص ‪. 226-225‬‬

‫‪15‬‬
‫‪ - (01‬اال تجاه الموسع لمفهوم المستهلك ‪:‬‬
‫يتجه أصحاب هذا الرأي إلى تبني مفهوما واسعا للمستهلك بحيث يشمل هذا المصطلح لديهم كل‬
‫شخص يستخدم سلعة أو خدمة في أغراضه الشخصية أو المهنية ‪ ،‬ذلك ألنه قد يجد المتدخل نفسه‬
‫‪ ،‬مثل شراء الطبيب للمعدات‬ ‫)‪(1‬‬
‫في مركز ضعف مثله مثل المستهلك إذا تصرف خارج تخصصه‬
‫الطبية الالزمة لعيادته ‪ ،‬و المحامي الذي يشتري جهاز اإلعالم اآللي لمكتبه ‪.‬‬
‫فمن الواضح أن أنصار هذا االتجاه يستندوا في تحديد مفهوم المستهلك على معيار الخبرة‬
‫الفنية و التقنية ‪ ،‬فكلما افتقدت لدى أحد األطراف يكون بحاجة للحماية ‪ ،‬مما يؤدي ذلك لتوسيع‬
‫‪.‬‬ ‫دائرة الحماية لتشمل المتدخلين اللذين ال خبرة لهم لما يتعاملون مع متدخلين متخصصين‬
‫)‪(2‬‬

‫و لكن يعاب على هذا االتجاه أنه يجعل قانون االستهالك غير دقيق و من دون فعالية كونه‬
‫ال يسمح بتحديد ما إذا كان المتدخل يعمل ضمن تخصصه أم ال ‪ ،‬مما ال يمكن التعرف على‬
‫‪.‬‬ ‫القانون الواجب التطبيق عليهم مسبقا‬
‫)‪(3‬‬

‫‪ – (02‬االتجاه المضيق لمفهوم المستهلك ‪:‬‬


‫تذهب غالبية الفقه إلى تأييد هذا االتجاه فيعد الشخص مستهلكا طبقا لهذا االتجاه لما يقوم‬
‫‪ ،‬فالمعيار المعتمد من قبل أنصار‬ ‫بالتصرفات القانونية إلشباع حاجاته الشخصية أو العائلية فقط‬
‫)‪(4‬‬

‫هذا االتجاه هو معيار الغرض من التصرف ‪.‬‬


‫فالمستهلك هو كل شخص يقتني منتوجا بغية تحقيقه ألهداف شخصية أو عائلية دون أن‬
‫يكون الغرض منه تحقيق هدف مهني ‪ ،‬فيخرج من وصف المستهلك كل من يبرم تصرفات قانونية‬
‫موجهة ألغراض المهنة أو الحرفة كون هذه التصرفات تأهله لمواجهة من يكون في مركزه )‪.(5‬‬
‫فيستبعد من هذا التعريف المستهلك المهني و أيضا الذي يقتني منتوجا من أجل تحقيقه‬

‫– جرعود الياقوت ‪ " ،‬عقد البيع و حماية المستهلك في التشريع الجزائري " ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير ‪ ،‬كلية الحقوق‬ ‫)‪(1‬‬

‫بن عكنون ‪ ، 2003 ،‬ص ‪. 20‬‬


‫– طحطاح عالل و يعقر الطاهر ‪ " ،‬مفهوم المستهلك " ‪ ،‬مداخلة في الملتقى الوطني حول " المنافسة و حماية المستهلك بين‬ ‫)‪(2‬‬

‫الشريعة و القانون " ‪ ،‬يومي ‪ 21-20‬نوفمبر ‪ ، 2012‬كلية الحقوق ‪ ،‬جامعة خميس مليانة ‪ ،‬ص ‪.07‬‬
‫‪ -‬بودالي محمد ‪ " ،‬حماية المستهلك في‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 23‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫)‪(4‬‬
‫‪– Juris Classeur ، concurrence،consommation ،" Contrats de consommation " ،volume 03 ، fasc‬‬
‫‪800 ، 2009 ، p 07.‬‬
‫– شعباني نوال‪ " ،‬التزام المتدخل بضمان سالمة المستهلك في ضوء قانون حماية المستهلك و قمع الغش " ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة‬ ‫)‪(5‬‬

‫الماجستير ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية‪ ،‬جامعة تيزي وزو‪ ، 2012 ،‬ص ‪. 23‬‬

‫‪16‬‬
‫‪ ،‬ألن هذا االتجاه يقصد المستهلك‬ ‫)‪(1‬‬
‫لغرض مزدوج أي غرض مهني و غير مهني في نفس الوقت‬
‫الذي يهدف من وراء االقتناء تحقيق أهداف شخصية أو عائلية فقط كونه يكون في مركز ضعف‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫مقارنة بالمتدخل‬
‫و من مزايا هذا االتجاه أنه يحقق األمن القانوني للمستهلك مقارنة بالمفهوم الواسع للمستهلك ‪،‬‬
‫و من أجل ذلك أخذ به المشرع عند تعريفه لهذا األخير في القوانين الخاصة بحمايته مما يعد‬
‫ضمانة له ‪ ،‬و ليس صفة األطراف هي السبب الوحيد الذي أدى إلى اختالل التوازن بل لخاصية‬
‫عقد االستهالك دور كذلك ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬تغليب صفة اإلذعان على عقد االستهالك‪:‬‬


‫نظ ار الختالف صفة األطراف في عقد االستهالك أدى ذلك إلى إضفاء اختالل التوازن‬
‫العقدي بينهم نتيجة إذعان الطرف الضعيف في العالقة االستهالكية و إمالء المتدخل لشروط عقد‬
‫االستهالك )الفرع األول( ‪ ،‬و من النتائج المترتبة على إمالء مثل هذه الشروط اتصافها بالطابع‬
‫التعسفي )الفرع الثاني( ‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬فرض شروط عقد االستهالك على المستهلك‪:‬‬


‫لمعرفة الطبيعة القانونية لعقد االستهالك يستدعي التطرق لتحديد طبيعة عقد االستهالك‬
‫عندما يتصف باإلذعان )أوال( ‪ ،‬ثم التطرق لتنوع محل عقد االستهالك )ثانيا( ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬اتصاف عقد االستهالك بصفة اإلذعان ‪:‬‬


‫عقد االستهالك هو عقد مبرم بين كل من المستهلك و المتدخل فيتلقى المستهلك بموجب هذا‬
‫العقد منتوجا مقابل دفعه مقابال له ‪ ،‬فقد يكون هذا العقد يوصف على أنه عقد بيع أو عقد قرض أو‬
‫يكون فيه‬ ‫عقد وديعة أو عقد إيجار أو عقد مقاولة أو أي عقد آخر يكون محله تقديم منتوج‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(3‬‬
‫المستهلك مذعنا‬

‫‪ -‬غسان رباح ‪ " ،‬قانون المستهلك الجديد " ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬منشورات زين الحقوقية ‪ ،‬لبنان ‪ ، 2006 ،‬ص ‪. 18‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫)‪(2‬‬
‫"‪– Juris classeur، concurrence ،consommation ، "Reconduction des contrats de consommation‬‬
‫‪،volume 05 ،fasc 850 ، p 07 .‬‬
‫‪ -‬موالك بختة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 27‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫‪17‬‬
‫‪ - (01‬موقف التشريع حول تعريف عقد اإلذعان ‪:‬‬
‫كان المشرع بداية يقتصر عند تعريفه لعقد اإلذعان و تبيين خصائصه على القانون المدني ثم‬
‫لجأ بعد ذلك لوضع تعريف له بموجب قانون رقم ‪ 02-04‬مما يستدعي التطرق لكل منهما‪.‬‬

‫أ( ‪ -‬مميزات عقد اإلذعان في القانون المدني ‪:‬‬


‫استعمل المشرع عبارة اإلذعان في القانون المدني عند تطرقه لشروط العقد ‪ ،‬إذ تنص المادة‬
‫‪ 70‬منه على ‪ " :‬يحصل القبول في عقد اإلذعان بمجرد التسليم لشروط مقررة يضعها الموجب و‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫ال يقبل مناقشة فيها"‬
‫فيستفاد من هذا النص أن لعقد اإلذعان خصائص تتمثل فيما يلي ‪:‬‬

‫‪ -‬تضمنه لشروط مقررة ‪ ،‬أي معدة مسبقا من قبل الموجب ‪:‬‬


‫يكون ذلك لما يعمد المتدخل لتحرير عقد من العقود و تضمينها لشروط التي توافق مصالحه ‪ ،‬دون‬
‫خضوعها إلرادة الطرفين ‪ ،‬و غالبا ما تكون هذه الشروط مخففة من التزاماته‪.‬‬

‫‪ -‬أن ال تقبل مناقشة فيها ‪:‬‬


‫أي أن ال يكون هذا العقد قابال للمفاوضة بين الطرفين ‪.‬‬

‫‪ -‬أن يتمثل القبول فيها في مجرد التسليم ‪:‬‬


‫أي الرضوخ لمضمونها جملة و تفصيال ‪ ،‬يا إما رفضه برمته دون قابلية المساومة ‪.‬‬
‫و من خالل هذه الخصائص يمكن القول أن عقد اإلذعان هو ذلك العقد الذي يملي فيه‬
‫المتعاقد شروطه على المتعاقد الثاني الذي ليس له إال رفض أو قبول العقد فيسيطر أحد المتعاقدين‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫على اآلخر دون قابلية مناقشة هذه الشروط‬
‫و لكن يلحظ على هذه الشروط أن المشرع لم يورد أي إشارة إلى الوضعية التي يجب أن‬
‫يوجد فيها الطرف المذعن ‪ ،‬فيستوي أن يكون محتك ار لسلعة أو خدمة أو غير محتك ار لها كما أن‬
‫هذا التعريف لم يتضمن من جهة أخرى أي إشارة إلى الوضعية التي يجب أن يوجد فيها الطرف‬
‫المذعن باعتباره طرفا ضعيفا ‪ ،‬فيما إذا كان يتعاقد تبعا لحاجة أو من دون حاجة ماسة ‪ ،‬فانصب‬
‫اهتمام المشرع حول الطريقة التي يتم بها التعاقد فيما إذا كان للقابل خيار المناقشة و التفاوض من‬

‫‪ -‬قانون رقم ‪ 10-05‬المؤرخ في ‪ ، 2005/06/20‬المعدل و المتمم لألمر رقم ‪ 58-75‬المؤرخ في ‪، 1975/02/26‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫المتضمن القانون المدني‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ،44‬المؤرخة في ‪. 2005/07/26‬‬


‫‪ -‬فياللي علي ‪ " ،‬االلتزامات ‪ ،‬النظرية العامة للعقد " ‪ ،‬موفم للنشر ‪ ،‬الجزائر‪ ، 2008 ،‬ص ‪. 74-72‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫‪18‬‬
‫عدمه ‪ ،‬و من ثمة مشاركته في صياغة و تحرير شروط العقد ‪ ،‬فمتى توافر هذا الشرط انتفى‬
‫وصف اإلذعان ‪ ،‬و متى غاب عاد الوصف من جديد ‪.‬‬

‫ب( ‪ -‬مميزات عقد اإلذعان في القانون رقم ‪: 02-04‬‬


‫على خالف القانون المدني ‪ ،‬أعطى المشرع تعريفا مباش ار لعقد اإلذعان بموجب قانون رقم‬
‫‪ 02-04‬في مادته ‪ 03‬الفقرة )‪ (05‬على أنه ‪ " :‬عقد ‪ :‬كل اتفاق أو اتفاقية تهدف إلى بيع سلعة‬
‫أو تأدية خدمة حرر مسبقا من أحد أطراف اإلتفاق مع إذعان الطرف اآلخر بحيث ال يمكن هذا‬
‫األخير إحداث تغيير حقيقي فيه‪ ، "...‬فركز المشرع في هذا التعريف على عناصر ينبغي توافرها و‬
‫المتمثلة في ‪:‬‬
‫‪ -‬تعلقه ببيع سلعة أو تأدية خدمة ‪ ،‬فهو بذلك شمل جميع عقود االستهالك ‪.‬‬
‫‪ -‬التحرير المسبق لالتفاق من أحد أطرافه أي أن يكون مكتوبا ‪ ،‬فبينت المادة ‪ 03‬في فقرتها‬
‫الخامسة شكل هذا العقد فقد يكون منج از على شكل طلبية أو فاتورة أو سند ضمان أو جدول أو‬
‫وصل تسليم أو أي وثيقة أخرى مهما كان شكلها ‪ ،‬فالمشرع بذلك استبعد صراحة العقود الشفوية‬
‫فوفق في ذلك بحيث خفف من شكل الكتابة و بسطها ‪ ،‬كما سمح بتوثيق العقود و تفادي ضياعها‬
‫و من ثمة عدم إهدار الحقوق ‪ ،‬و باشتراطه لتحرير العقد و كتابته تحقيق للمصلحة العامة ‪ ،‬كما‬
‫يساعد ذلك هيئات الرقابة على تتبع نشاط المتدخلين و تعامالتهم ‪ ،‬مما يؤدي لعدم تهربهم من‬
‫الضرائب ‪.‬‬
‫‪ -‬إذعان الطرف اآلخر إلى درجة عدم قدرته إحداث تغيير حقيقي في هذا اإلتفاق ‪ ،‬فيفهم أن القدرة‬
‫على إحداث تغيير طفيف على العقد ال تنفي عنه و صف اإلذعان ‪.‬‬
‫يستنتج بموجب هذه المادة أن المستهلك ال يكون أمامه سوى الرضوخ لما تضمنه هذا اإلتفاق‬
‫أو االنسحاب عن التعاقد دون إمكانية تعديله ‪ ،‬أو التفاوض حول بنود هذا اإلتفاق(‪.)1‬‬
‫و بناءا على التعريف الذي جاء في كل من القانون المدني أو قانون رقم ‪ ، 02-04‬أصبح‬
‫لتعريف عقد اإلذعان تعريف موضوعي بعيد عن أي اعتبارات شخصية كون المشرع ربط عقد‬
‫اإلذعان بمجموعة من العناصر سهلة اإلدراك ‪.‬‬

‫‪ -‬أحمد يحياوي سليمة ‪ " ،‬آليات حماية المستهلك من التعسف التعاقدي " ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬كلية الحقوق‬ ‫(‪)1‬‬

‫بن عكنون ‪ ، 2011 ،‬ص ‪. 33-31‬‬

‫‪19‬‬
‫‪ - (02‬مميزات عقد اإلذعان وفقا للفقه ‪:‬‬
‫لقد أجمع الفقه على أن الفقيه الفرنسي سالي )‪ (saleilles‬هو صاحب أول تسمية لعقد‬
‫اإلذعان إذ يرى بأنه ‪ " :‬هو محض تغليب إلرادة واحدة تنصرف بصورة منفردة و تملي قانونها ‪،‬‬
‫ليس على فرد محدد بل على مجموعة غير محددة ‪ ،‬و تفرضها مسبقا من جانب واحد و ال ينقصها‬
‫سوى إذعان من يقبل قانون العقد " ‪.‬‬
‫فيالحظ على هذا التعريف أنه اهتم باإلدارة المنفردة و بطريقة انضمام األفراد إلى هذه اإلرادة‬
‫)‪(1‬‬
‫التي تملي قانون العقد على مجموعة غير محددة من األشخاص ‪ ،‬دون التعرض لموضوع العقد‬
‫و إن أجمع الفقه حول تسمية عقد اإلذعان ‪ ،‬لكنهم اختلفوا حول إعطاء تعريف له بين اتجاه‬
‫تقليدي و اتجاه حديث ‪.‬‬

‫أ( ‪ -‬االتجاه التقليدي ‪:‬‬


‫اتجه جانب من الفقه إلى تعريف عقد اإلذعان على أنه ذلك العقد الذي يكون فيه الموجب‬
‫محتك ار بصفة فعلية أو قانونية شروطا غير قابلة للمناقشة ‪ ،‬يعرض بموجبها سلعة أو خدمة ‪.‬‬
‫فمن خالل هذا التعريف يمكن استخالص أنه أصبحت تطبع خصائص على عقد اإلذعان و‬
‫هي‪:‬‬
‫‪ -‬أن يكون الطرف القوي محتك ار للسلعة أو الخدمة ‪ ،‬سواء كان هذا االحتكار قانوني أو فعلي أو‬
‫على األقل عدم تعرض الطرف المذعن إال لمنافسة محدودة النطاق‪.‬‬
‫‪ -‬أن يتعلق العقد بسلعة أو خدمة تعتبر من الضروريات األولية بالنسبة للمستهلكين ‪ ،‬بحيث ال‬
‫يستطيع هؤالء االستغناء عنها في حياتهم‪.‬‬
‫‪ -‬عمومية اإليجاب أي يكون موجها لعامة الجمهور و ليس إلى شخص معين بذاته ‪ ،‬فيشترط أن‬
‫‪.‬‬ ‫يكون دائم يصدر على نحو مستمر‬
‫)‪(2‬‬

‫لكن يؤخذ على هذا االتجاه ‪ ،‬حصره لعقود اإلذعان في نطاق ضيق من العقود التقليدية‬
‫كعقود التزويد بالماء و الكهرباء و الغاز ‪ ،‬كون من يتولى تقديمها يحتكرها احتكار قانوني و فعلي ‪،‬‬
‫‪.‬‬ ‫ال يقبل المناقشة حول شروطها‬
‫)‪(3‬‬

‫‪ -‬أحمد يحياوي سليمة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 28‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪ -‬بودالي محمد‪ " ،‬حماية المستهلك في القانون‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 259‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫‪ -‬العطياوي راضية ‪ " ،‬معالجة الشروط التعسفية في إطار القانون رقم ‪ 02-04‬المتعلق بالممارسات التجارية " ‪ ،‬مذكرة لنيل‬ ‫)‪(3‬‬

‫شهادة الماجستير ‪ ،‬كلية الحقوق بن عكنون ‪ ، 2011 ،‬ص ‪. 96‬‬

‫‪20‬‬
‫و نظ ار لخاصية التحرير المسبق و غياب حق المناقشة ‪ ،‬فإن هذه العقود هي عبارة عن‬
‫‪.‬‬ ‫نظام قانوني أكثر منه عقد ‪ ،‬نتيجة عدم تساوي اإلرادتين ‪ ،‬فإحداهما تملي و األخرى تذعن‬
‫)‪(1‬‬

‫لكن يظهر لنا الواقع أن الكثير من العقود أصبحت تتم بطريق اإلذعان و لو لم يكن محلها‬
‫ضروري بالنسبة للطرف المذعن ‪ ،‬و دون أن يكون المتدخل محتك ار للسلعة أو الخدمة األمر الذي‬
‫أدى إلى ظهور اتجاه حديث لتحديد تعريف لعقد اإلذعان ‪.‬‬

‫ب( ‪ -‬االتجاه الحديث ‪:‬‬


‫بغية مد نطاق الحماية للطرف الضعيف في العقد ‪ ،‬اتجه االتجاه الحديث إلى توسيع دائرة‬
‫عقود اإلذعان التي تعد حسب هذا االتجاه عقودا محررة بصفة انفرادية من أحد أطراف العقد مسبقا‬
‫‪ ،‬و ما على الطرف اآلخر إال الخضوع لها دون قابلية تعديلها و مناقشتها ‪ ،‬فقد تأتي في شكل‬
‫وثيقة مكتوبة أو في صورة شروط عامة ‪ ،‬أو في شكل مطويات أو ملحقات تعرض على واجهة‬
‫‪.‬‬ ‫المحالت‬
‫)‪(2‬‬

‫فهذا الرأي وسع من نطاق عقود اإلذعان فال يشترط أن يكون محله سلعة أو خدمة ‪ ،‬كما ال‬
‫يشترط في الطرف المذعن أن يكون محتك ار للسلعة أو الخدمة ‪ ،‬و ال يشترط أن يوجه اإليجاب لفرد‬
‫أو جماعة ‪.‬‬
‫و كثيرة هي العقود التي تتم بطريق اإلذعان ‪ ،‬رغم أنها تتعلق بسلع أو خدمات و لكنها ال‬
‫يحتكر فيها أي طرف هذه األخيرة ‪ ،‬و من ذلك عقود البيع بثمن محدد في السوبر ماركت و دار‬
‫األزياء ‪ ،‬و محالت بيع األحذية و األجهزة الكهربائية و الكتب و وكاالت بيع السيارات ‪ ،‬و العقود‬
‫المبرمة مع وكاالت السفر و الفنادق و المطاعم و المقاهي و دور السنيما و المسارح و المالهي‬
‫و غيرها من العقود الغير قابلة للتفاوض)‪.(3‬‬
‫فمعظم العقود أصبحت اليوم تغلب عليها صفة إذعان الطرف اآلخر نظ ار للجوء العديد من‬
‫المتدخلين الستخدام العقود النموذجية التي تغيب فيها المفاوضات ‪ ،‬فهذا التحرير األحادي لبنود‬

‫– فياللي علي ‪ " ،‬االلتزامات ‪ ،‬النظرية‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 73‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫– أحمد يحياوي سليمة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 30-29‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫‪ -‬سي الطيب محمد أمين ‪ " ،‬الشروط التعسفية في عقود االستهالك ‪ ،‬دراسة مقارنة " ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬كلية‬ ‫)‪(3‬‬

‫الحقوق جامعة تلمسان ‪ ، 2008 ،‬ص ‪. 37‬‬

‫‪21‬‬
‫العقد يؤدي إلدخال شروط تعسفية تكون مجحفة في حق المستهلك خاصة بتوسيع المشرع من محل‬
‫‪.‬‬ ‫عقد االستهالك‬
‫)‪(1‬‬

‫ثانيا ‪ :‬توسيع المشرع من محل عقد االستهالك ‪:‬‬


‫قسم المشرع طبقا للمادة ‪ 03‬من قانون رقم‪ ، 03-09‬المنتوجات إلى سلع و خدمات ‪،‬‬
‫فعرف المنتوج بموجب المادة ‪ 03‬الفقرة (‪ )11‬على أنه ‪ ":‬كل سلعة أو خدمة يمكن أن يكون‬
‫موضوع تنازل بمقابل أو مجانا" ‪ ،‬فتتميز كل من السلعة بخصائص معينة ‪ ،‬كما أن زيادة اهتمام‬
‫المستهلك بالخدمات أدى بالمشرع إلى مد نطاق تعريفه للمنتوجات ليشمل الخدمات نظ ار الختالف‬
‫طبيعتها عن طبيعة السلع ‪.‬‬

‫‪ -(01‬السلع‪:‬‬
‫تعرف السلعة في المادة ‪ 03‬الفقرة (‪ )18‬من قانون رقم‪ 03-09‬على أنها ‪ " :‬كل شيء‬
‫مادي قابل للتنازل عنه بمقابل أو مجانا " ‪ ،‬كما عرفتها المادة ‪ 02‬الفقرة (‪ )02‬من قانون رقم‬
‫‪.‬‬ ‫‪ 06-03‬المتعلق بالعالمات‬
‫)‪(2‬‬

‫فالمشرع بتعريفه للسلعة لم يحدد أنواع السلع التي تكون محل اقتناء من قبل المستهلك ‪ ،‬و‬
‫بتعريفه لها على أنها " شيء مادي" شمل بذلك المنقوالت و العقارات خاصة أن العمليات الواردة‬
‫على العقارات أصبح يشرف عليها متدخلون متخصصين يتفوقون على المستهلك باعتباره طرف‬
‫‪.‬‬ ‫ضعيف‬
‫)‪(3‬‬

‫و بالرجوع للقواعد العامة نجد المادة ‪ 140‬مكرر الفقرة )‪ (02‬من القانون المدني ‪ ،‬اعتبرت‬
‫المنتوج مال منقول و لو كان متصل بعقار ‪ ،‬فقصد بذلك هذا النص السلع مع تعداده لمختلف‬
‫أنواعها على سبيل المثال ال على سبيل الحصر و المتمثلة في المنتوج الزراعي ‪ ،‬الصناعي ‪ ،‬تربية‬
‫الحيوانات ‪ ،‬الصناعة الغذائية ‪ ،‬الصيد البري و البحري و الطاقة الكهربائية ‪ ،‬و نظ ار للتطور الذي‬
‫تشهده السلع بشكل سريع ‪ ،‬فهي أنواع مختلفة فقد تكون سيارات ‪ ،‬أآلالت كهربائية مواد غذائية ‪،‬‬
‫مستحضرات تجميل ‪ ،‬أو تنظيف أو حتى عقارات‪.....‬إلخ)‪.(4‬‬

‫– العطياوي راضية ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 98-97‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪ -‬المادة ‪ (03) 02‬من قانون رقم ‪ 06-03‬المؤرخ في ‪ ، 2003/07/19‬المتعلق بالعالمات ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 44‬المؤرخة‬ ‫)‪(2‬‬

‫في ‪ ، 2003/07/23‬ص ‪ " ، 23‬على أنها كل منتوج طبيعي أو تقليدي أو صناعي خاما كان أو مصنعا " ‪.‬‬
‫‪ -‬سي يوسف زاهية ‪ " ،‬تعليق على نص المادة ‪ 140‬مكرر‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 70-69‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫)‪(4‬‬
‫‪- Kahloula.(M) et Mekamcha.(G) ، (la première partie)، op.cit ، p 17 .‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ -(02‬الخدمات ‪:‬‬
‫عرفها المشرع في المادة ‪ 03‬الفقرة (‪ )17‬من قانون رقم ‪ 03-09‬على أنها ‪ " :‬كل عمل‬
‫مقدم غير تسليم السلعة حتى و لو كان هذا التسليم تابعا أو مدعما للخدمة المقدمة " ‪،‬‬
‫و عرفتها المادة ‪ 02‬الفقرة (‪ )05‬من قانون رقم ‪ 06-03‬المتعلق بالعالمات على أنها ‪:‬‬
‫" كل أداء له قيمة اقتصادية " ‪ ،‬أما المادة ‪ 02‬الفقرة (‪ )05‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪39-90‬‬
‫المتعلق برقابة الجودة و قمع الغش على أنها‪ " :‬كل مجهود يقدم ما عدا تسليم منتوج و لو كان هذا‬
‫التسليم ملحقا بالمجهود المقدم أو دعما له " ‪.‬‬
‫فالخدمات قد تكون أداءات أو نشاطات أو أعمال مادية مثل اإلصالح و التنظيف ‪ ،‬كما قد‬
‫تكون ذات طبيعة ذهنية كالعالج الطبي و اإلرشادات و االستشارات القانونية التي يقدمها المحامي‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫و قد تكون ذات طبيعة مالية كالتأمين و القرض‬
‫فالمالحظ على هذه النصوص التشريعية و التنظيمية اتفاقها على اعتبار الخدمة هي تلك التي‬
‫تشمل جميع النشاطات المقدمة باستثناء عملية تسليم المنتوج ‪.‬‬
‫كما يتبين لنا من التعاريف السابقة توسيع المشرع من نطاق تعريف المنتوج في القوانين التي‬
‫تكفل حماية المستهلك فشمل بذلك السلع و الخدمات ‪ ،‬هذا و يتوافق معه أيضا القانون رقم ‪-04‬‬
‫‪ ،‬بحيث عرف المنتوج في المادة ‪ 02‬الفقرة‬ ‫)‪(2‬‬
‫‪ 04‬المؤرخ في ‪ 23‬جوان ‪ 2004‬المتعلق بالتقييس‬
‫(‪ )12‬على أنه ‪ " :‬كل مادة أو مادة بناء أو مركب أو جهاز أو نظام أو إجراء أو وظيفة أو طريقة"‬
‫و في مقابل ذلك نجد قانون حماية المستهلك عرف المنتوج في المادة ‪ 03‬الفقرة )‪ (11‬على‬
‫أنه ‪ " :‬سلعة أو خدمة يمكن أن يكون موضوع تنازل بمقابل أو مجانا " ‪ ،‬أما المرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ 39-90‬المتعلق برقابة الجودة و قمع الغش ‪ ،‬فعرفه بموجب المادة ‪ 02‬الفقرة )‪ (02‬على أنه ‪:‬‬
‫" المنتوج ‪ :‬كل شيء منقول مادي يمكن أن يكون موضوع معامالت تجارية "‬
‫لكن يلحظ على هذه التعاريف عدم الوضوح و انعدام الدقة في تعريفها للمنتوج ‪ ،‬فهي تعرفه‬
‫بناءا على متطلبات المستهلك و لكنها تنقصها الدقة ‪ ،‬فكان المشرع في قانون رقم ‪03-09‬‬
‫المتعلق بحماية المستهلك األكثر دقة من المراسيم التنفيذية و حتى من قانون رقم ‪ 04-04‬المتعلق‬
‫بالتقييس ‪ ،‬فشمل المشرع في قانون رقم ‪ 03-09‬الشيء المادي أي (العقارات و المنقوالت) و‬

‫‪ -‬جرعود الياقوت ‪ " ،‬عقد البيع و حماية المستهلك‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 73-72‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪ -‬قانون رقم ‪ 04-04‬المؤرخ في ‪ ، 2004 /06/23‬المتعلق بالتقييس ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 41‬المؤرخة في ‪2004/06/24‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫‪ ،‬ص ‪. 16‬‬

‫‪23‬‬
‫كذلك الخدمات ‪ ،‬فسد بهذا الحكم الفراغ الذي كان سائدا في مجال إقصاء العقارات من دائرة الحماية‬
‫‪ ،‬التي‬ ‫)‪(1‬‬
‫‪ ،‬فخالف بذلك التعريف الوارد في المادة ‪ 140‬مكرر الفقرة )‪ (02‬من القانون المدني‬
‫عرفت المنتوج على أنه ‪ " :‬يعتبر منتوجا ‪ ،‬كل مال منقول و لو كان متصال بعقار السيما المنتوج‬
‫الزراعي و المنتوج الصناعي و تربية الحيوانات و الصناعة الغذائية و الصيد البري و البحري و‬
‫الطاقة الكهربائية " ‪ ،‬و هذا يتوافق مع التعريف الوارد في القانون المدني الفرنسي للمنتوج في المادة‬
‫‪.(2) L1386-3‬‬
‫فشمل تعريف المنتوج في القانون المدني كل مال منقول بما فيه المنقول المتصل بعقار و لم‬
‫يفرق بين المنقول المادي و المنقول المعنوي ‪ ،‬طبيعي أم صناعي ‪ ،‬دون ذكره للخدمات ‪ ،‬على‬
‫خالف القانون رقم ‪ 03-09‬المتعلق بحماية المستهلك ‪ ،‬الذي لم يشمل في تعريفه للمنتوج المنقول‬
‫المعنوي ‪ ،‬و لكنه اعتبر الخدمة منتوجا نظ ار لكثرة إقبال المستهلك عليها و أكبر دليل على ذلك‬
‫‪.‬‬ ‫خدمات الهاتف مما فيه حماية للمستهلك‬
‫)‪(3‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬ضرورة حماية المستهلك من الشروط التعسفية‪:‬‬


‫قد ترد شروط في عقد االستهالك بناءا على اتفاق األطراف و ال تكون مجحفة في حق أحد‬
‫الطرفين ‪ ،‬و لكن يمكن أن تأخذ هذه الشروط طابع تعسفي ناتجة عن استعمال السلطة االقتصادية‬
‫للمتدخل ‪ ،‬لكن لم يتطرق قانون ‪ 03-09‬لتكريس حماية من الشروط التعسفية ‪ ،‬و السبب في ذلك‬
‫كون قانون ‪ 02-04‬تطرق لتنظيمها من قبل صدور قانون حماية المستهلك ‪ ،‬كما يمكن االستناد‬
‫لنصوص هذا القانون كونه يهتم بحماية المستهلك و تبيين الضمانات التي أتى بها لحماية هذا‬
‫األخير ‪ ،‬من أجل ذلك ينبغي معرفة طبيعة هذه الشروط و كيفية مكافحتها ‪.‬‬

‫‪ -‬المادة ‪ 140‬مكرر من القانون رقم ‪ 10-05‬المؤرخ في ‪ ، 2005/06/20‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 44‬المؤرخة في‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪ ، 2005/06/26‬ص ‪ ، 24‬المعدل و المتمم لألمر رقم ‪ 58-75‬المؤرخ في ‪ ، 1975/09/16‬المتضمن القانون المدني‪ ،‬جريدة‬
‫رسمية رقم ‪. 78‬‬
‫‪ -‬نص المادة ‪ L1386-3‬باللغة الفرنسية‪:‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫‪" Est un produit tout bien meuble،même s’il est incorporé dans un immeuble y compris les produits‬‬
‫" ‪du sol،le l’élevage،de la chasse ،et de la pêche،l’électricité est considéré comme un produit‬‬
‫‪،www.legifrance.gouv.com .‬‬
‫‪ -‬فياللي علي ‪ " ،‬الفعل المستحق للتعويض " ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،‬موفر للنشر ‪ ،‬الجزائر‪ ، 2007،‬ص ‪. 264‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫‪24‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف الشرط التعسفي ‪:‬‬
‫لقد تعددت و تنوعت تعاريف الشرط التعسفي ‪ ،‬بين تعاريف تشريعية ‪ ،‬و تعاريف فقهية ‪،‬‬
‫فسيتم التطرق لكل تعريف على حدى ‪.‬‬

‫أ(‪ -‬التعريف التشريعي ‪:‬‬


‫األصل أن التعريف ليس من المهام المنوطة بالمشرع ‪ ،‬و الذي يفترض أن يسطر نقاط للسير و‬
‫التوجيه أكثر من إيراد تعريفات قد تكون مقيدة للقاضي فيما بعد ‪ ،‬و يلحظ على المشرع تعريفه‬
‫للشرط التعسفي في قانون المتعلق بتحديد القواعد المطبقة على الممارسات التجارية ‪.‬‬
‫فعرفت المادة ‪ 03‬الفقرة )‪ (07‬من قانون رقم ‪ 02-04‬بما يلي ‪ " :‬شرط تعسفي ‪:‬‬
‫كل بند أو شرط بمفرده أو مشتركا مع بند واحد أو شروط أخرى من شأنه اإلخالل الظاهر بالتوازن‬
‫بين حقوق و واجبات أطراف العقد " ‪.‬‬
‫على الرغم من تعريف المشرع للشرط التعسفي إال أنه ال يخلو من النقص و التناقض و عدم الدقة‬
‫‪ ،‬يظهر ذلك فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬لم يدقق المشرع في تبيين صفة أطراف العقد ‪ ،‬أي لم يبين أن مجال تطبيق الشرط التعسفي‬
‫يكون بين المتدخل و المستهلك أو بين المتدخل و متدخل آخر ضعيف اقتصاديا ‪.‬‬
‫‪ -‬كما كان غامضا حول مدى قابلية تطبيق هذا النص على العقود المبرمة بين المتدخل و‬
‫المستهلك ‪ ،‬أم يمتد نطاقها لتلك العقود المبرمة بين المتدخلين فقط ‪ ،‬فبالرجوع إلى التعريف الوارد‬
‫بشأن عقد اإلذعان الذي ينص على‪....." :‬مع إذعان الطرف اآلخر بحيث ال يمكن لهذا األخير‬
‫إحداث تغيير حقيقي فيه " ‪ ،‬فطالما أن أحد المتعاقدين ال يملك سلطة إحداث تغييرات حقيقية على‬
‫العقد فيمكن مد نطاق الحماية للمتدخلين اللذين يكونون في مركز ضعف مقارنة بالمتدخل المتعاقد‬
‫معهم‪.‬‬
‫فمن خالل هذا التعريف للشرط التعسفي يستنتج أنه بمجرد إحداثه خلل في التوازن العقدي و‬
‫تتحقق هذه الشروط لما يتم إدراجها في عقود مبرمة بين طرف ضعيف و طرف قوي اعتاد على‬
‫وضعها من قبل هذا األخير ال تقبل التفاوض حول مضمونها ‪ ،‬يكون الهدف من إدراجها إحداث‬
‫اختالل في التوازن بين حقوق و التزامات أطراف العقد ‪.‬‬
‫فالمشرع كرس حماية للمستهلك المتضرر من الشروط التعسفية تقوم على أسس موضوعية‬
‫أكثر منها شخصية ‪ ،‬فوفق المشرع بذلك كونه لم يربط مفهوم الشرط التعسفي بمسائل ذاتية قد‬
‫يتعذر إثباتها بالنظر للمركز الذي يتواجد فيه أطراف العالقة االستهالكية ‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك أخذ المشرع بمعيار االختالل الظاهر بالتوازن و هذا ما يظهر من عبارة‬
‫"من شأنه اإلخالل الظاهر بالتوازن بين حقوق و واجبات أطراف العقد" ‪ ،‬فأراد بتبنيه لهذا المعيار‬
‫توفير حماية فعالة للمستهلك(‪.)1‬‬

‫ب( ‪ -‬التعريف الفقهي ‪:‬‬


‫اهتم بعض الفقه بتعريف الشرط التعسفي نظ ار لما ينطوي عليه من أهمية قانونية ‪ ،‬فمنهم من‬
‫عرفه على أنه ذلك الشرط الذي يضعه المتدخل و يعرضه على المستهلك بحيث يكون متعسفا في‬
‫استعماله لسلطته االقتصادية بغية حصوله على ميزة مجحفة ‪ ،‬كما يرى الفقه العراقي الشرط‬
‫التعسفي على أنه ذلك الشرط الذي يتضمن أحكاما تتنافى مع العدالة)‪.(2‬‬
‫و هناك اتجاه آخر اكتفى بتعريفه من حيث مصدره على أنه يظهر التعسف فيه منذ إدراجه‬
‫مما يسمح بوقوع التعسف ‪ ،‬أما عند النظر إلى طبيعته فنجده أنه شرط يتنافى مع ما يجب أن يسود‬
‫التعامل بين األفراد من شرف و نزاهة و تعاون و حسن النية ‪ ،‬و نظ ار لكون هذا المقياس يستوعب‬
‫إلى جانب الشروط التعسفية كل الشروط التي تتعارض مع فكرة النزاهة و الشرف و التعاون و حسن‬
‫النية ‪ ،‬تم تعريف الشرط التعسفي باالستناد إلى معيار اإلخالل الظاهر بالتوازن العقدي لما يفرض‬
‫‪.‬‬ ‫المتعاقد القوي شروطا على المتعاقد الضعيف الذي ال خبرة له‬
‫)‪(3‬‬

‫و على مستوى الفقه الجزائري نجد من عرف الشرط التعسفي على أنه ‪ " :‬هو ذلك الشرط‬
‫الذي يورده المحترف في تعاقده مع المستهلك ‪ ،‬و الذي يؤدي إعماله إلى عدم التوازن الفاحش بين‬
‫حقوق و التزامات الطرفين ‪ ،‬و هو يقدر وقت إبرام العقد بالرجوع إلى ظروف التعاقد و موضوعه و‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(4‬‬
‫حالة طرفيه وفقا لما تقضي به العدالة"‬
‫فرغم اختالف التعاريف الفقهية باختالف األساس المعتمد الذي تستند عليه ‪ ،‬فيمكن القول‬
‫أن الشرط التعسفي هو ذلك الذي من شأنه إحداث اختالل التوازن العقدي نتيجة تفوق طرف على‬
‫حساب طرف آخر ‪.‬‬

‫‪ -‬بودالي محمد ‪ " ،‬الشروط التعسفية في العقود‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 26-23‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫– العطياوي راضية ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 24-23‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫‪ -‬سي الطيب محمد أمين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 40-39‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫‪ -‬بودالي محمد ‪ " ،‬حماية المستهلك في القانون‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 261‬‬ ‫)‪(4‬‬

‫‪26‬‬
‫ثانيا ‪ :‬معايير تحديد الشروط التعسفية ‪:‬‬
‫يظهر من تعريف المشرع للشروط التعسفية في المادة ‪ 03‬الفقرة )‪ (07‬من قانون رقم‬
‫‪ ، 02-04‬أنه جعل ضابطا لتحديد الطابع التعسفي لشرط من الشروط التعاقدية متمثل في مدى‬
‫إخالله من عدمه بالتوازن العقدي إخالال ظاه ار بين حقوق و التزامات طرفي العقد ‪.‬‬
‫و في مقابل ذلك أخذ المشرع الفرنسي بمعيار مزدوج لتقدير الطابع التعسفي للشروط العقدية ‪،‬‬
‫و نظ ار لتأثر مشرعنا بالمشرع الفرنسي ينبغي التطرق لمفهوم كل معيار على حدى‪.‬‬

‫‪ - (01‬معيار التعسف في استعمال القوة االقتصادية ‪:‬‬


‫اشترطت المادة ‪ 35‬من القانون الفرنسي لسنة ‪ 1978‬المتعلق بحماية و إعالم المستهلك أن‬
‫يفرض الشرط التعسفي تبعا لتعسف المتدخل في استعمال نفوذه االقتصادي ‪ ،‬و أن يمنح مزايا‬
‫مجحفة للطرف اآلخر ‪ ،‬فهذه القوة االقتصادية للمتدخل تتجسد على أساس حجم المشروع الذي‬
‫يستغله المتدخل و بالنظر للوسائل التي يستعملها عند مباشرته لنشاطه و كذلك نسبة أرباحه في‬
‫ق(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫السو‬
‫إال أنه يعاب على هذا المعيار اتسامه بالغموض و عدم الدقة و طابعه الموسع‬
‫فضخامة المشروع ال تعبر بالضرورة عن القوة االقتصادية ‪ ،‬فهذه األخيرة ليست مالزمة‬
‫للمشروعات الكبرى و للقوة االقتصادية ‪ ،‬فقد يتمتع تاجر صغير باحتكار محلي يجعله يتمتع بقوة‬
‫تشبه قوة المشروع القومي ‪ ،‬فضخامة أو ضعف المشروع ال تعد كمعايير تقاس بها القوة االقتصادية‬
‫كما يصعب تحديد حصة المتدخل و مدى انتشاره في السوق ‪ ،‬فاألمر إذن يتعلق بمتغيرات ظرفية ‪،‬‬
‫زمنية و مكانية(‪.)2‬‬
‫و كتكملة للتعسف في استعمال القوة االقتصادية ذهب المشرع الفرنسي إلى اعتبار كذلك‬
‫الميزة المجحفة كمعيار لتحديد التعسف ‪ ،‬فال يعتبر الشرط تعسفيا إال إذا منح هذا األخير ميزة‬
‫فاحشة ‪ ،‬هذه األخيرة هي المحصلة لتعسف المتدخل في استعمال قوته االقتصادية ‪ ،‬ال يكون‬
‫الهدف من وراءها تحصيل مقابل مالي خاصة عندما يتعلق األمر بشروط التنفيذ و الفسخ و‬
‫االنحالل و تجديد االتفاق ‪ ،‬و كذلك بالنسبة لشروط تسليم محل العقد ‪ ،‬فينبغي أن يتم حصر الميزة‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫المجحفة بالنظر لما تخلفه على العقد من عدم التوازن بين حقوق و التزامات الطرفين‬

‫‪ -‬أحمد يحياوي سليمة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 63‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪ -‬بودالي محمد ‪ " ،‬الشروط التعسفية في العقود‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 93‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪ -‬العطياوي راضية ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 39-38‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪27‬‬
‫كما يالحظ اقتراب فكرة الميزة المجحفة مع فكرة الغبن فيترتب على هذه األخيرة ضرر مباشر‬
‫يلحق بالعدالة العقدية مما يؤدي إلى عدم التوازن بين حقوق و التزامات المتعاقدين ‪ ،‬لكنهما يختلفان‬
‫من حيث محل كل منهما إذ ينصب محل الغبن على الثمن بينما يكون المحل في الشروط التعسفية‬
‫منصبا على شروط مقترنة بكيفية تنفيذ العقد)‪.(1‬‬
‫و من أجل تقدير الميزة المجحفة لشرط من الشروط التعسفية ثار خالف فقهي حول مدى‬
‫وجوب النظر إلى جميع الشروط التعسفية أم لكل شرط على حدى ‪ ،‬و الرأي الراجح هو وجوب‬
‫النظر إلى جميع الشروط التعاقدية كون شرطا من الشروط قد يلزم طرفا على حساب آخر بحكم‬
‫النظر إليه بصورة معزولة مما يؤدي إلى تضمن هذا الشرط لميزة مجحفة ‪ ،‬و من أجل ذلك ينبغي‬
‫النظر إلى مجموع االشتراطات التعاقدية ‪ ،‬فالمشرع الفرنسي وضع معيارين لتحديد الشرط التعسفي‬
‫هما معيار القوة االقتصادية للمتدخل ‪ ،‬و معيار الميزة المجحفة و هما معيارين مرتبطين كون هذه‬
‫األخيرة تفترض التعسف في استعمال القوة االقتصادية)‪.(2‬‬
‫هذا و تجدر اإلشارة إلى أن المشرع قد عدل عن موقفه هذا من خالل استبعاده لمعيار‬
‫التعسف في استعمال القوة االقتصادية و الميزة المجحفة و تبنيه لمعيار اإلخالل الظاهر كمعيار‬
‫لتقدير الطابع التعسفي لشرط من الشروط العقدية و هو ما سنتطرق له في النقطة الموالية‪.‬‬

‫‪ - (02‬معيار اإلخالل الظاهر بالتوازن العقدي ‪:‬‬


‫تسمح قراءة المادة ‪ 03‬الفقرة )‪ (07‬من قانون ‪ 02-04‬بالكشف عن إرادة المشرع بأخذه‬
‫لنفس المعيار – االختالل الظاهر‪ -‬حيث تنص على أن ‪ " :‬شرط تعسفي ‪ :‬كل بند أو شرط بمفرده‬
‫أو مشتركا مع بند واحد أو شروط أخرى من شأنه اإلخالل الظاهر بالتوازن بين حقوق و واجبات‬
‫أطراف العقد " ‪.‬‬
‫كما نصت المادة ‪ L132-1‬من قانون االستهالك الفرنسي على أن‪ " :‬في العقود المبرمة‬
‫بين المتدخلين و غير المتدخلين أو المستهلكين ‪ ،‬تعتبر تعسفية البنود التي يكون هدفها أو‬
‫موضوعها خلق اختالل ظاهر بين حقوق و التزامات طرفي العقد ‪ ،‬و ذلك إض ار ار بغير المتدخل أو‬

‫‪ -‬أحمد يحياوي سليمة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 64‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪ -‬بودالي محمد‪ " ،‬الشروط التعسفية في العقود‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 95‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫‪28‬‬
‫‪ ،‬فالمشرع الفرنسي تبنى صراحة معيار‪ -‬االختالل الظاهر‪. -‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫المستهلك"‬
‫و لتقدير هذا اإلخالل ينبغي االستناد على معايير ‪ ،‬فاستند جانب من الفقه على معيار‬
‫معنوي لتقدير االختالل الظاهر بين الحقوق و االلتزامات فيكون مضمونه على أساس الخطأ الغير‬
‫المعذور ارتكبه المتدخل ‪ ،‬بحيث يتعسف هذا األخير في استعماله لقوته االقتصادية عند التفاوض ‪،‬‬
‫حينها يتم تقدير االختالل بالنظر إلى الكيفية التي تم بناءا عليها التعاقد دون االهتمام إلى اآلثار‬
‫المترتبة عن تنفيذه ‪ ،‬و لكن يعاب على هذا المعيار صعوبة تقدير خطأ المتدخل و أيضا هذا‬
‫التوجه يتنافى مع القصد الذي يهدف إليه المشرع من أجل تكريس حماية موضوعية للمستهلك بعيدة‬
‫‪.‬‬ ‫عن االعتبارات الشخصية‬
‫)‪(2‬‬

‫و نظ ار لما تعرض له المعيار المعنوي من انتقادات ذهب العديد من الفقهاء إلى االستناد‬
‫على المعيار االقتصادي لتقدير االختالل الظاهر بين حقوق و التزامات األطراف ‪ ،‬فمشرعنا نص‬
‫على معيار اإلخالل الظاهر بصورة محتشمة جدا ‪ ،‬مما يؤدي إلى إحداث لبس عند تكريس نظرية‬
‫الغبن لما يتم تقدير الشروط التعسفية ‪ ،‬فال يعد ذلك ضمانة لحماية المستهلك من الشروط‬
‫‪.‬‬ ‫التعسفية‬
‫)‪(3‬‬

‫و لعل إعمال المشرع لهذا المعيار كان بار از على معظم الشروط التعسفية الواردة في المادة‬
‫‪ 05‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 306-06‬المؤرخ في ‪ 10‬سبتمبر ‪ 2006‬المحدد للعناصر‬
‫‪،‬و‬ ‫)‪(4‬‬
‫األساسية للعقود المبرمة بين األعوان االقتصاديين و المستهلكين و البنود التي تعتبر تعسفية‬
‫من ذلك الفقرات الثانية و الثالثة و الرابعة و السابعة و الثامنة و العاشرة ‪ ،‬حيث تنص الفقرة‬
‫السابعة مثال على ‪ " :‬االحتفاظ بالمبالغ المدفوعة من قبل المستهلك في حالة ما إذا امتنع هذا‬
‫األخير عن تنفيذ العقد أو قام بفسخه دون إعطائه الحق في حالة ما إذا تخلى العون االقتصادي هو‬
‫نفسه عن تنفيذ العقد أو قام بفسخه " ‪ ،‬و كذلك الفقرة العاشرة التي تنص ‪ " :‬االحتفاظ بحق إجبار‬

‫)‪(1‬‬
‫‪- " Dans les contrats conclus entre professionnels et non-professionnels ou consommateurs ،‬‬
‫‪sont abusives les clauses qui ont pour objet ou pour effet de créer ، au détriment du non-‬‬
‫‪professionnel ou du consommateur ، un déséquilibre significatif entre les droits et obligations des‬‬
‫‪parties au contrat " ، www.légifrance.gouv.com .‬‬
‫‪ -‬العطياوي راضية ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 44‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫)‪ -(3‬بودالي محمد ‪ " ،‬الشروط التعسفية في العقود‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪. 97‬‬
‫‪ -‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 306-06‬المؤرخ في ‪ ، 2006/09/10‬المحدد للعناصر األساسية للعقود المبرمة بين األعوان‬ ‫)‪(4‬‬

‫االقتصاديين و المستهلكين و البنود التي تعتبر تعسفية ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ 56‬المؤرخة في ‪ ، 2006/09/11‬ص ‪. 18-16‬‬

‫‪29‬‬
‫المستهلك على تعويض المصاريف و األتعاب المستحقة بغرض التنفيذ اإلجباري للعقد دون أن‬
‫يمنحه نفس الحق " ‪.‬‬
‫فبتضمن قانون رقم ‪ 02-04‬لهذا المعيار يلحظ أن بعض الشروط الواردة ضمن المادة‬
‫‪ 29‬قد ال يسهل تقدير االختالل فيها النعدام ما يمكن من تقدير المزايا التي يمكن أن يحصل عليها‬
‫كل طرف ‪ ،‬فعلى الرغم من تصريح المشرع بطابعها التعسفي إال أنها ال ترتب اختالال ظاه ار بين‬
‫حقوق و التزامات األطراف ‪ ،‬و من أمثلة ذلك الفقرة )‪ (05‬من المادة ‪ 29‬من قانون رقم ‪02-04‬‬
‫التي تنص ‪ " :‬التفرد بحق تفسير شرط أو عدة شروط من العقد أو التفرد في اتخاذ قرار البت في‬
‫مطابقة العملية التجارية للشروط التعاقدية " ‪ ،‬و كذلك الفقرة )‪ (09‬من نفس المادة التي تنص‬
‫على ‪ " :‬تهديد المستهلك بقطع العالقة التعاقدية لمجرد رفض المستهلك الخضوع لشروط تجارية‬
‫جديدة غير متكافئة " ‪ ،‬و يلحظ كذلك بالنسبة للشروط التي تضمنها المرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ 306-06‬منها الفقرة )‪ (06‬التي تنص على ‪ " :‬النص في حالة الخالف مع المستهلك على‬
‫تخلي هذا األخير عن اللجوء إلى أية وسيلة طعن ضده " ‪ ،‬فيطرح التساؤل حول مدى إمكانية تقدير‬
‫االختالل في مثل هذه البنود و هي بعيدة كل البعد عن النفقات و المصاريف؟ ‪ ،‬مما ينبغي على‬
‫المشرع تدارك هذه البنود لتتوافق مع معيار اإلخالل الظاهر بين حقوق و التزامات األطراف ‪.‬‬
‫باإلضافة إلى المعايير التي أتى بها المشرع الفرنسي و تبعه في ذلك مشرعنا نجد المشرع‬
‫األلماني كذلك أتى بمعيار اإلجحاف الغير معقول بموجب المادة ‪ 09‬من القانون األلماني المؤرخ‬
‫في ‪ 09‬ديسمبر ‪ 1976‬المتعلق بالشروط العامة لألعمال ‪ ،‬الذي يهدف إلى حماية المستهلك في‬
‫مواجهة عدم التوازن الناتج عن العقود المكتوبة بإرادة أحد الطرفين ‪ ،‬فعرفت هذه المادة في فقرتها‬
‫األولى الشروط التعسفية على أساس اإلجحاف الغير المعقول دون تبيين المقصود به ‪ ،‬لكن في‬
‫فقرتها الثانية بينت حالتين يتحقق فيهما اإلجحاف الغير المعقول ‪ ،‬فاألولى لما يكون الشرط متنافيا‬
‫مع المبادئ األساسية للنظام القانوني الذي يندرج فيه الشرط ‪ ،‬و الثانية عندما يحد الشرط أو‬
‫يقلص من الحقوق و االلتزامات الناشئة عن طبيعة العقد بشكل كبير ‪ ،‬مما يهدد ذلك الهدف‬
‫المنتظر من العقد(‪.)1‬‬

‫ثالثا ‪ :‬أساليب تعيين الشروط التعسفية ‪:‬‬


‫اعتمد المشرع أسلوبين يتم من خاللهما معرفة الشروط التعسفية و هي األسلوب التشريعي‬
‫بموجب قانون رقم ‪ 02-04‬المتعلق بتحديد القواعد المطبقة على الممارسات التجارية ‪ ،‬و‬

‫‪ -‬أحمد يحياوي سليمة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 63‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪30‬‬
‫األسلوب التنظيمي بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 306-06‬المحدد للعناصر األساسية للعقود‬
‫المبرمة بين األعوان االقتصاديين و المستهلكين و البنود التي تعتبر تعسفية ‪.‬‬

‫‪ - (01‬األسلوب التشريعي‪:‬‬
‫يقصد بهذا األسلوب أن يعد المشرع قائمة بالشروط التعسفية مثل ما فعل في‬
‫المادة ‪ 29‬من قانون رقم ‪ 02-04‬التي نصت على ‪ " :‬تعتبر بنودا و شروطا تعسفية في العقود‬
‫بين المستهلك و البائع ال سيما البنود و الشروط التي تمنح هذا األخير ‪:‬‬
‫‪ - 1‬أخذ حقوق و‪/‬أو امتيازات ال تقابلها حقوق و‪/‬أو امتيازات مماثلة معترف بها للمستهلك ‪.‬‬
‫‪ - 2‬فرض التزامات فورية و نهائية على المستهلك في العقود ‪ ،‬في حين أنه يتعاقد هو بشروط‬
‫يحققها متى أراد ‪.‬‬
‫‪ - 3‬امتالك حق تعديل عناصر العقد األساسية أو مميزات المنتوج المسلم أو الخدمة المقدمة دون‬
‫موافقة المستهلك ‪.‬‬
‫‪ - 4‬التفرد بحق تفسير شرط أو عدة شروط من العقد أو التفرد في اتخاذ قرار البت في مطابقة‬
‫العملية التجارية للشروط التعاقدية ‪.‬‬
‫‪ - 5‬إلزام المستهلك بتنفيذ التزاماته دون أن يلزم نفسه بها ‪.‬‬
‫‪ - 6‬رفض حق المستهلك في فسخ العقد إذا أخل هو بااللتزام أو عدة التزامات في ذمته ‪.‬‬
‫‪ - 7‬التفرد بتغيير آجال تسليم منتوج أو آجال تنفيذ خدمة ‪.‬‬
‫‪ - 8‬تهديد المستهلك بقطع العالقة التعاقدية لمجرد رفض المستهلك الخضوع لشروط تجارية جديدة‬
‫غير متكافئة " ‪.‬‬
‫فهذه البنود و الشروط مذكورة على سبيل المثال باستعماله عبارة "ال سيما" ‪ ،‬و هذه القائمة‬
‫ملزمة سواء للمتدخلين أو غير المتدخلين في عالقاتهم مع المستهلكين ‪ ،‬كون المشرع‬
‫استعمل لفظا عاما "البائع" و لم يحدد المقصود بالبائع إن كان بائع مهني أم عادي أم عرضي ‪،‬‬
‫ربما رغبة منه في توسيع نطاق حماية المستهلك من الشروط التعسفية ‪ ،‬و تعد كذلك هذه القائمة‬
‫ملزمة للقاضي فال يكون له أية سلطة تقديرية بشأن الطابع التعسفي للشروط المتضمنة في المادة‬
‫‪ 29‬من قانون رقم ‪.02-04‬‬
‫فيلحظ على هذه القائمة تناولها لشروط تعسفية متعلقة بتكوين العقد ضمن الحالة األولى و‬
‫الثانية ‪ ،‬إال أنه يلحظ على الحالة األولى صعوبة تقدير هذه الحقوق و االمتيازات كون المشرع لم‬
‫يضع لها معيا ار تقاس به ‪ ،‬كما أن أخذ امتيازات أو حقوق من طرف ال يعني ذلك أن هذه الميزة‬

‫‪31‬‬
‫تعسفية ‪ ،‬فيبدو أن المشرع أراد بإيراده لهذه الحالة إعادة التوازن العقدي للعالقات التعاقدية ‪ ،‬أما‬
‫‪ ،‬المتعلقة بتعليق االلتزام على‬ ‫(‪)1‬‬
‫الحالة الثانية فهي تحيلنا إلى نص المادة ‪ 203‬من القانون المدني‬
‫شرط واقف أو فاسخ ‪ ،‬التي تنص على ‪ " :‬يكون االلتزام معلقا إذا كان وجوده أو زواله مترتبا على‬
‫أمر مستقبل و ممكن وقوعه " ‪ ،‬فالمشرع لم يرى مانعا من تعليق االلتزام على شرط واقف أو فاسخ‬
‫إال أنه اعتبر تعسفيا كل شرط يتحمل بموجبه المستهلك التزامات فورية في حين أن تنفيذ االلتزامات‬
‫الملقاة على عاتق المتدخل متروكة لمحض تقديره ‪ ،‬و هذا الحكم يقابله نص المادة ‪ 205‬من‬
‫القانون المدني ‪ ،‬التي تنص على أن ‪ " :‬ال يكون االلتزام قائما إذا علق على شرط واقف يجعل‬
‫وجود االلتزام متوقفا على محض إرادة الملتزم " ‪.‬‬
‫كما نجد بموجب هذه القائمة شروط و بنود معتبرة تعسفية متعلقة بتنفيذ العقد واردة ضمن‬
‫الحاالت الثالثة و الرابعة و الخامسة و السابعة ‪ ،‬فتعد الحالة الثالثة تجسيدا لما جاء بموجب‬
‫المادة ‪ 106‬من القانون المدني ‪ ،‬التي تنص ‪ " :‬العقد شريعة المتعاقدين ‪ ،‬فال يجوز نقضه ‪ ،‬و ال‬
‫تعديله إال باتفاق الطرفين ‪ ،‬أو لألسباب التي يقررها القانون " ‪ ،‬فتمنع هذه المادة أي تعديل انفرادي‬
‫للعقد أو حتى نقضه ‪ ،‬غير أن الفارق بين القاعدة العامة و الحكم الخاص يكمن في اعتبار المشرع‬
‫الشرط الذي مضمونه السماح للمتدخل بتعديل عناصر العقد شرطا تعسفيا يعفي المستهلك من‬
‫إثبات طابعه التعسفي ‪ ،‬و يكفي إثبات وجود مثل هذا الشرط في العقد ‪.‬‬
‫أما بالنسبة للحالة الرابعة التي تستدعي العودة إلى نص المادة ‪ 107‬من القانون المدني التي‬
‫تنص على ‪ " :‬يجب تنفيذ العقد طبقا لما اشتمل عليه و بحسن نية ‪.‬‬
‫و ال يقتصر العقد على إلزام المتعاقد بما ورد فيه فحسب ‪ ،‬بل يتناول أيضا ما هو من مستلزماته‬
‫وفقا للقانون و العرف و العدالة ‪ ،‬بحسب طبيعة االلتزام " ‪.‬‬
‫فيلزم المتدخل بحسب هذا النص بتنفيذ االلتزام بحسن نية و يبقى تقدير مدى مطابقة تنفيذ‬
‫االلتزام للشروط العقدية متروكا لتقدير القاضي و ليس من صالحيات المتدخل ‪ ،‬و من ثمة فكل‬
‫شرط مضمونه احتفاظ هذا األخير بصالحية تحديد مطابقة تنفيذ االلتزام للشروط الواردة في العقد‬
‫المبرم مع المستهلك يعد شرطا تعسفيا ‪ ،‬نفس الشأن بالنسبة لتفسير شروط العقد فبالرجوع للقواعد‬
‫العامة ال يجوز تفسير عبارات العقد متى كانت واضحة طبقا للمادة ‪ 111‬من القانون المدني و ما‬
‫التفسير إال استثناءا عن األصل متى كانت العبارات غامضة و األمر عندها متروك لتقدير القاضي‬

‫– المادة ‪ 203‬من القانون رقم ‪ 10-05‬المؤرخ في ‪ ، 2005/06/20‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 44‬المؤرخة في ‪ 2005/06/26‬ص‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪ ، 24‬المعدل و المتمم لألمر رقم ‪ 58-75‬المؤرخ في ‪ ، 1975/09/16‬المتضمن القانون المدني ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪. 78‬‬

‫‪32‬‬
‫و ليس من صالحيات أحد المتعاقدين ‪ ،‬فيتم تفسير العقد لمصلحة الطرف المذعن طبقا لنص‬
‫‪.‬‬ ‫المادة ‪ 112‬الفقرة )‪ (01‬من القانون المدني‬
‫(‪)1‬‬

‫أما عن الحالة الخامسة فهي تتوافق مع مبدأ التنفيذ التقابلي لاللتزامات في العقود الملزمة‬
‫لجانبين ‪ ،‬و حق كل طرف في االمتناع عن التنفيذ في حال امتناع الطرف الثاني ‪ ،‬و في هذا‬
‫المقام نصت المادة ‪ 119‬من القانون المدني على أنه ‪ " :‬في العقود الملزمة للجانبين إذا لم يوف‬
‫أحد المتعاقدين بالتزامه جاز للمتعاقد اآلخر بعد إعذار المدين أن يطالب بتنفيذ العقد أو فسخه ‪ ،‬مع‬
‫التعويض في الحالتين إذا اقتضى الحال ذلك " ‪ ،‬كما تنص المادة ‪ 123‬من القانون المدني على ‪:‬‬
‫" في العقود الملزمة للجانبين إذا كانت االلتزامات المتقابلة مستحقة الوفاء جاز لكل من المتعاقدين‬
‫أن يمتنع عن تنفيذ التزامه إذا لم يقم المتعاقد اآلخر بتنفيذ ما التزم به " ‪.‬‬
‫فكل شرط يكون مضمونه إلزام المستهلك بتنفيذ التزاماته مهما كانت الظروف و األحوال يكون‬
‫مناف لمبادئ العدالة و مخالف لمبدأ القوة الملزمة للعقد و يتعارض مع فكرة تقابل االلتزامات في‬
‫العقود الملزمة للجانبين يعد شرطا تعسفيا ‪.‬‬
‫و بالنسبة للحالة السابعة فهي تعد تك ار ار للحالة الثالثة من المادة ‪ 29‬من قانون رقم‬
‫‪ ، 02-04‬ذلك أن التفرد بتغيير آجال تسليم المنتوج أو تنفيذ الخدمة يعتبر تعديال للعقد و من ثمة‬
‫فهو مشمول بحكم الحالة الثالثة من نص المادة ‪. 29‬‬
‫كما أشارت المادة ‪ 29‬إلى شرطين تعسفين يتعلقان بانحالل العقد األول وارد ضمن الحالة‬
‫السادسة ‪ ،‬فالمشرع اعتبر الشرط الوارد في هذه الحالة تعسفي متى كان مضمونه عدم تمكين‬
‫المستهلك من حق فسخ العقد ‪ ،‬و يقابل ذلك حق المتدخل في فسخ العقد إذا أخل المستهلك بالتزامه‬
‫‪ ،‬أما بالنسبة للحالة الثامنة التي قضى فيها المشرع بالطابع التعسفي عند قطع العالقة التعاقدية‬
‫بمجرد امتناع المستهلك عن الخضوع لشروط تجارية جديدة غير متكافئة ‪ ،‬لكن تط أر صعوبة حول‬
‫كيفية تقدير الطابع التكافؤي للشروط التجارية الجديدة ‪ ،‬فالمشرع لم يضع معيا ار يمكن االعتماد‬
‫عليه لتحديد معنى التكافؤ و أدوات حسابه مما يترك للقضاء السلطة في تقدير ذلك ‪.‬‬
‫و إلى جانب الشروط التعسفية الثمانية المحددة بموجب المادة ‪ 29‬من قانون رقم‬
‫‪ 02-04‬فإن المشرع اعتمد كذلك عند تعيين الشروط التعسفية على األسلوب التنظيمي بموجب‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 306-06‬المحدد للعناصر األساسية للعقود المبرمة بين األعوان‬
‫االقتصاديين و المستهلكين و البنود التي تعتبر تعسفية ‪ ،‬و هذا ما سنتناوله في النقطة الموالية ‪.‬‬

‫‪ -‬فياللي علي ‪ " ،‬االلتزامات ‪ ،‬النظرية‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 393 ، 384‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪33‬‬
‫‪ -(02‬األسلوب التنظيمي ‪:‬‬
‫يقصد به تدخل التنظيم إلعداد قائمة بالشروط التعسفية ‪ ،‬فتطبيقا للمادة ‪ 30‬من قانون رقم‬
‫‪ 02-04‬التي نصت على ‪ " :‬بهدف حماية مصالح المستهلك و حقوقه ‪ ،‬يمكن تحديد العناصر‬
‫األساسية للعقود عن طريق التنظيم ‪ ،‬و كذا منع العمل في مختلف أنواع العقود ‪ ،‬ببعض الشروط‬
‫التي تعتبر تعسفية "‪.‬‬
‫أما من حيث البنود التعسفية فقد حددتها المادة ‪ 05‬من نفس المرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ 306-06‬باثني عشر )‪ (12‬شرطا تعسفيا بقولها ‪ " :‬تعتبر تعسفية البنود التي يقوم من خاللها‬
‫العون االقتصادي بما يأتي ‪:‬‬
‫‪ -‬تقليص العناصر األساسية للعقود المذكورة في المادة ‪ 2‬و ‪ 3‬أعاله ‪،‬‬
‫‪ -‬االحتفاظ بحق تعديل العقد أو فسخه بصفة منفردة ‪ ،‬بدون تعويض للمستهلك ‪،‬‬
‫‪ -‬عدم السماح للمستهلك في حالة القوة القاهرة بفسخ العقد ‪ ،‬إال بمقابل دفع تعويض ‪،‬‬
‫‪ -‬التخلي عن مسؤوليته بصفة منفردة ‪ ،‬بدون تعويض المستهلك في حالة عدم التنفيذ الكلي أو‬
‫الجزئي أو التنفيذ غير الصحيح لواجباته ‪،‬‬
‫‪ -‬النص في حالة الخالف مع المستهلك على تخلي هذا األخير عن اللجوء إلى أية وسيلة طعن‬
‫ضده ‪،‬‬
‫‪ -‬فرض بنود لم يكن المستهلك على علم بها قبل إبرام العقد ‪،‬‬
‫‪ -‬االحتفاظ بالمبالغ المدفوعة من طرف المستهلك في حالة ما إذا امتنع هذا األخير عن تنفيذ العقد‬
‫أو قام بفسخه دون إعطائه الحق في التعويض في حالة ما إذا تخلى العون االقتصادي هو بنفسه‬
‫عن تنفيذ العقد أو قام بفسخه ‪،‬‬
‫‪ -‬تحديد مبلغ التعويض الواجب دفعه من طرف المستهلك الذي ال يقوم بتنفيذ واجباته ‪ ،‬دون أن‬
‫يحدد مقابل ذلك تعويضا يدفعه العون االقتصادي الذي ال يقوم بتنفيذ واجباته ‪،‬‬
‫‪ -‬فرض واجبات إضافية غير مبررة على المستهلك ‪،‬‬
‫‪ -‬االحتفاظ بحق إجبار المستهلك على تعويض المصاريف و األتعاب المستحقة بغرض التنفيذ‬
‫اإلجباري للعقد دون أن يمنحه نفس الحق ‪،‬‬
‫‪ -‬يعفي نفسه من الواجبات المترتبة عن ممارسة نشاطاته ‪،‬‬
‫‪ -‬يحمل المستهلك عبء الواجبات التي تعتبر من مسؤوليته " ‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫فهذه الشروط المحددة في هذا المرسوم منها ما يتعلق بتكوين العقد و المتمثلة في الشرطين‬
‫الواردين ضمن الفقرتين الثانية و السابعة ‪ ،‬فبالنسبة لألولى التي اعتبرت البنود التي يقوم من‬
‫خاللها المتدخل بتقليص العناصر األساسية للعقود ‪.‬‬
‫و بحسب المادة ‪ 02‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 306-06‬التي نصت على أن األمر يتعلق‬
‫باإلعالم المسبق للمستهلك و نزاهة و شفافية العمليات التجارية و كذا الضمان و الخدمة ما بعد‬
‫البيع ‪ ،‬فنصت على ‪ " :‬العناصر المرتبطة بالحقوق الجوهرية للمستهلك و التي تتعلق باإلعالم‬
‫المسبق للمستهلك و نزاهة و شفافية العمليات التجارية و أمن و مطابقة السلع و‪/‬أو الخدمات و كذا‬
‫الضمان و الخدمة ما بعد البيع " ‪.‬‬
‫كما حددت المادة ‪ 03‬من هذا المرسوم مما تتعلق العناصر األساسية‪" :‬‬
‫‪ -‬خصوصيات السلع و‪/‬أو الخدمات و طبيعتها ‪،‬‬
‫‪ -‬األسعار و التعريفات ‪،‬‬
‫‪ -‬كيفيات الدفع ‪،‬‬
‫‪ -‬شروط التسليم و آجاله ‪،‬‬
‫‪ -‬عقوبات التأخير عن الدفع و‪/‬أو الخدمات ‪،‬‬
‫‪ -‬شروط تعديل البنود التعاقدية ‪،‬‬
‫‪ -‬شروط تسوية النزاعات ‪،‬‬
‫‪ -‬إجراءات فسخ العقد " ‪.‬‬
‫فالتصريح بالطابع التعسفي لهذا الشرط يرمي إلى توفير حماية شاملة و متكاملة للمستهلك و‬
‫يكمل ما جاء به قانون رقم ‪ 03-09‬المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ‪ ،‬خاصة عند تقريره‬
‫إللزامية النظافة و النظافة الصحية للمواد الغذائية و سالمتها ‪ ،‬إلزامية أمن المنتوجات ‪ ،‬إلزامية‬
‫مطابقة المنتوجات ‪ ،‬إلزامية الضمان و الخدمة ما بعد البيع ‪ ،‬إلزامية إعالم المستهلك ‪.‬‬
‫أما بالنسبة للحالة الواردة في الفقرة السابعة التي تجعل فرض بنود لم يكن المستهلك على‬
‫علم بها ‪ ،‬فنجد مثل هذا الحكم في القواعد العامة التي تحرم خضوع المتعاقد لشروط و آثار لم تتجه‬
‫إرادته الصريحة أو الضمنية إلى تحملها ‪ ،‬فالعقد ال يصبح ملزم ألحد الطرفين متى كانت إرادة هذا‬
‫األخير معيبة فضال على أن تكون منعدمة ‪.‬‬
‫و منها الشروط التعسفية المتعلقة بآثار العقد ورادة ضمن الفقرات الثالثة ‪ ،‬الخامسة ‪،‬‬
‫الثامنة ‪ ،‬التاسعة ‪ ،‬العاشرة ‪ ،‬الحادي عشر ‪ ،‬الثانية عشر ‪ ،‬الثالثة عشر‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫فبالنسبة للفقرة الثالثة يعتبر تعسفيا الشرط الذي مضمونه احتفاظ المتدخل بحق تعديل العقد‬
‫مقيدا بعدم دفع تعويض ‪ ،‬فيفهم منه أن الشرط المتعلق بتعديل العقد ال يعتبر تعسفيا إذا ما تم دفع‬
‫تعويض للمستهلك ‪.‬‬
‫أما الفقرة الخامسة التي تنص على تخلي المتدخل عن مسؤوليته بصفة منفردة ‪ ،‬و الهدف‬
‫الذي أدى بالمشرع إلى جعل مثل هذا الشرط تعسفي هو تخلي المتدخل عن مسؤوليته و عدم دفع‬
‫التعويض للمستهلك ‪ ،‬كما أن هذا التخلي االنفرادي يتنافى مع مبدأ العقد شريعة المتعاقدين الوارد‬
‫في المادة ‪ 106‬من القانون المدني ‪.‬‬
‫كما يلحظ على الفقرة الثامنة التي اعتمد المشرع فيها على غياب المقابل للتصريح بالطابع‬
‫التعسفي لهذا الشرط ‪ ،‬مما يؤدي إلى اإلخالل بالتوازن العقدي ‪ ،‬و طبقا لهذا النص ال يكون هذا‬
‫الشرط تعسفيا متى منح للمستهلك نفس الحق الممنوح للمتدخل و هو إمكانية االحتفاظ بالمبالغ‬
‫المدفوعة من قبل المتدخل مقدما متى امتنع هذا األخير عن تنفيذ العقد أو قام بفسخه ‪.‬‬
‫أما الفقرة التاسعة التي تجعل من تحديد مبلغ التعويض الواجب دفعه من قبل المستهلك دون‬
‫تحديد المبلغ الواجب دفعه من قبل المتدخل ‪ ،‬و إن كان من الممكن طبقا للقواعد العامة تحديد مبلغ‬
‫" يجوز‬ ‫التعويض مسبقا طبقا لنص المادة ‪ 183‬من القانون المدني التي تنص على ‪:‬‬
‫للمتعاقدين أن يحددا مقدما قيمة التعويض بالنص عليها في العقد ‪ ،‬أو في اتفاق الحق ‪ ،‬و تطبق‬
‫في هذه الحالة أحكام المواد ‪ 176‬إلى ‪ ، " 181‬و باإلسقاط على القواعد الخاصة يجوز ذلك‬
‫شريطة أن يعترف للمستهلك بدفع تعويض عند عدم تنفيذ واجباته التعاقدية و إال عد هذا الشرط‬
‫شرطا تعسفيا طالما لم يعترف بنفس الحق له في حال امتناع المتدخل عن تنفيذ واجباته ‪.‬‬
‫و بالنسبة للفقرة العاشرة الذي يدور فحوى هذا الشرط التعسفي حول فرض واجبات‬
‫إضافية على عاتق المستهلك و هذا يتنافى و القواعد العامة التي تقضي بعدم تحميل أي طرف لم‬
‫تتجه إرادته الحرة إلى تحملها ‪ ،‬كما أن المشرع ربط الطابع التعسفي للشرط الذي مضمونه إضافة‬
‫واجبات جديدة غير مبررة ‪ ،‬مما يعني أن الواجبات الجديدة إن كانت مبررة فإن الطابع التعسفي‬
‫لشرط إضافة هذه الواجبات يزول بثبوت مبررات إدراجها ضمن العقد ‪ ،‬فاكتفى المشرع بضرورة‬
‫تبرير هذه اإلضافة فقط معتب ار إياها كأداة لتحقيق التوازن العقدي ‪.‬‬
‫كما نصت الفقرة الحادية عشر على احتفاظ المتدخل بحق إجبار المستهلك على تعويض‬
‫المصاريف و األتعاب في إطار التنفيذ الجبري للعقد دون منحه نفس الحق ‪ ،‬فالمشرع اعتبره تعسفيا‬
‫كونه يؤدي إلى إجبار المستهلك على دفع مصاريف و أتعاب مترتبة عن التنفيذ الجبري للعقد دون‬

‫‪36‬‬
‫أن يكون للمستهلك نفس الحق ففي الحالة التي يكون لهذا األخير نفس الحق يزول الطابع التعسفي‬
‫لهذا الشرط ‪ ،‬فأراد المشرع بذلك إعادة التوازن العقدي ‪.‬‬
‫أما الفقرة الثانية عشر و الفقرة الثالثة عشر فهما تشتركان في تنظيم ذات الموضوع لكن‬
‫من زاويتين مختلفتين ‪ ،‬فاألولى تتعلق بإعفاء المتدخل من التزاماته و الثانية تتعلق بتحميل‬
‫المستهلك اللتزامات تقع في األصل على المتدخل ‪ ،‬لكن المشرع كان غامضا عند صياغته للفقرة‬
‫الثانية عشر بحيث أشار إلى الطابع التعسفي للشرط الذي مضمونه إعفاء العون االقتصادي من‬
‫الواجبات المترتبة على ممارسة نشاطاته دون أن يحدد المقصود بالواجبات التي قد تترتب على‬
‫ممارسة النشاط فكان األولى به أن يحددها ‪.‬‬
‫أما بالنسبة للفقرة الثالثة عشر فقد أشار إلى تعسفية الشرط الذي مضمونه تحميل المستهلك‬
‫عبء الواجبات التي تعتبر من مسؤولية المتدخل بصفة عامة دون تحديده لمبررات قيام مسؤولية‬
‫هذا األخير ‪ ،‬فقد يتعلق األمر مثال بتحميل المستهلك نفقات الخدمة ما بعد البيع و التي تعد في‬
‫األصل من االلتزامات الملقاة على عاتق المتدخل بقوة القانون ‪.‬‬
‫فهذين الشرطين الواردين في الفقرتين السابقتين يحمالن الربح للمتدخل فالشرط الوارد في‬
‫الفقرة ‪ 12‬يسمح للمتدخل بالتخلص من تبعات ممارسة نشاطه و في هذا ربح محض له و خسارة‬
‫للمستهلك ‪ ،‬أما الشرط الوارد في الفقرة ‪ 13‬فإنه يتضمن هو اآلخر ربح للمتدخل و خسارة مطلقة‬
‫للمستهلك ‪.‬‬
‫كما أتى المرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 306-06‬بشروط متعلقة بانحالل العقد في فقرة وحيدة و‬
‫هي الواردة ضمن الفقرة الرابعة من المادة ‪ 05‬من هذا المرسوم و المتمثل هذا الشرط في عدم‬
‫السماح للمستهلك في حالة القوة القاهرة بفسخ العقد ‪ ،‬إال مقابل دفع تعويض فهذا الشرط يختلف عن‬
‫الشرط التعسفي الوارد ضمن الفقرة السابعة من المادة ‪ 29‬من قانون رقم ‪ ، 02-04‬بحيث يعتبر‬
‫الشرط تعسفيا إذا حرم فيه المستهلك من فسخ العقد نتيجة إخالل العون االقتصادي بالتزام أو عدة‬
‫التزامات في ذمته ‪ ،‬كما حددت الفقرة الرابعة من المادة ‪ 05‬من المرسوم التنفيذي التي قرنت‬
‫الطابع التعسفي للشرط الوارد فيها بتعويض يلزم المستهلك بدفعه للمتدخل حتى يتسنى له ممارسة‬
‫حقه في الفسخ تبعا لقوة قاهرة وقعت ‪.‬‬
‫و مثل هذا الشرط القاضي بتعطيل حق المستهلك في فسخ العقد إال بدفع تعويض ‪ ،‬يتنافى‬
‫و القواعد العامة التي تجعل العقد منفسخا متى وقعت قوة قاهرة جعلت تنفيذه مستحيال إذ تنص‬

‫‪37‬‬
‫المادة ‪ 121‬من القانون المدني على أنه ‪ " :‬في العقود الملزمة للجانبين ‪ ،‬إذا انقضى التزام بسبب‬
‫استحالة تنفيذه انقضت معه االلتزامات المقابلة له ‪ ،‬و ينفسخ العقد بحكم القانون " ‪.‬‬
‫كما تضمن هذا المرسوم التنفيذي في الفقرة السادسة منه الشروط التعسفية المتعلقة‬
‫بممارسة الحقوق القضائية ‪ ،‬لما يقوم المتدخل بالنص في حالة خالف مع المستهلك على تخلي هذا‬
‫األخير عن اللجوء ألية وسيلة طعن ضده ‪ ،‬فيتعلق الطابع التعسفي للشرط الذي مضمونه حرمان‬
‫المستهلك م ن استعمال حق التقاضي كحق مشروع ال يمكن ألي اتفاق مهما كان أن يتجاوزه ‪.‬‬
‫فأخذ المشرع بنظام القوائم السوداء ألنه اعتبر الشروط المذكورة في هذه القائمة شروطا‬
‫تعسفية ممنوعة بقوة القانون ملزمة للمتدخلين في عالقاتهم بالمستهلكين ‪ ،‬و ملزمة للقاضي ‪،‬‬
‫‪.‬‬ ‫دون تحميل المستهلك عبء إثباتها‬
‫(‪)1‬‬

‫كما أنشأ بموجب المادة ‪ 06‬من هذا المرسوم التنفيذي ‪ ،‬لجنة البنود التعسفية ذات طابع‬
‫استشاري التي تعمل على مراقبة العقود إن كانت متضمنة لشروط تعسفية ‪ ،‬مما يعزز ذلك حماية‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫للمستهلك في مجال الشروط التعسفية‬
‫مما ينبغي التطرق لتحديد القيمة القانونية للقوائم المحددة للشروط التعسفية في كل من‬
‫قانون رقم ‪ 02-04‬و المرسوم التنفيذي رقم ‪. 306-06‬‬
‫لقد قسم المشرع األلماني الشروط التعسفية إلى قسمين محاوال التوفيق ما بين البطالن بقوة‬
‫القانون أي دون االعتراف بأي سلطة تقديرية للقاضي فيما يخص بعض الشروط المسماة شروط‬
‫سوداء ‪ ،‬و ما بين سلطة رقابية للقضاء على طائفة من الشروط المسماة بالشروط الرمادية ‪ ،‬و التي‬
‫ن)‪(3‬‬
‫‪.‬‬ ‫أجاز للقاضي استبعادها إذا كانت تتالءم مع المعايير التي حددها القانو‬
‫و يبدو أن المشرع اتبع أسلوب المشرع األلماني في شقه األول ‪ ،‬حيث نص في المادة ‪29‬‬
‫من قانون رقم ‪ ، 02-04‬على ‪ 08‬شروط اعتبرها تعسفية دون اعتماده على الشق الثاني من‬
‫أسلوب المشرع األلماني ‪ ،‬نظ ار لعدم إيراده لقائمة بالشروط التي يفترض أنها تعسفية و إنما اعتبر‬
‫كل الشروط الواردة في القانون أو في المرسوم التنفيذي شروطا تعسفية بقوة القانون ‪ ،‬فيكون بذلك‬
‫قد أخذ من المشرع األلماني فكرة القائمة السوداء ‪ ،‬و أخذ من القانون الفرنسي فكرة عدم حصر‬

‫‪ -‬بودالي محمد ‪ " ،‬الشروط التعسفية في العقود‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 99-98‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪ -‬أنظر الفصل الثالث من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 306-06‬المحدد للعناصر األساسية للعقود المبرمة بين األعوان االقتصاديين‬ ‫(‪)2‬‬

‫و المستهلكين و البنود التي تعتبر تعسفية ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 56‬ص ‪. 19-18‬‬
‫‪ -‬بودالي محمد ‪ " ،‬الشروط التعسفية في العقود‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 20-19‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫‪38‬‬
‫الشروط التعسفية فيما هو مذكور في القانون ‪ ،‬كما أنه وحد بين تلك التي جاء بها القانون رقم‬
‫‪ 02-04‬المتعلق بتحديد القواعد المطبقة على الممارسات التجارية ‪ ،‬و بين تلك التي جاء بها‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 306-06‬المحدد للعناصر األساسية للعقود المبرمة بين األعوان‬
‫االقتصاديين و المستهلكين و البنود التي تعتبر تعسفية ‪.‬‬
‫و لم يكتفي المشرع بتحديد قوائم بالشروط التعسفية و إنما وضع سبال يمكن من خاللها الحد‬
‫من هذه الشروط التعسفية ‪ ،‬و هذا ما سنتناوله في النقطة الموالية ‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬كيفية الحد من الشروط التعسفية ‪:‬‬


‫لمعرفة كيفية مكافحة الشروط التعسفية ينبغي العودة للتقنيات الواردة في القواعد‬
‫العامة ‪ ،‬ثم التطرق للقواعد الخاصة الواردة في قانون رقم ‪ 02-04‬المتعلق بتحديد القواعد المطبقة‬
‫على الممارسات التجارية‪.‬‬

‫‪ - (01‬قصور القواعد العامة من الحد من الشروط التعسفية‪:‬‬

‫‪ -‬نظرية السبب ‪:‬‬


‫تناول المشرع السبب في المادتين ‪ 97‬و ‪ 98‬من القانون المدني ‪ ،‬فاعتد " بسبب العقد في‬
‫المادة ‪ ، " 97‬و في المادة ‪ 98‬الفقرة )‪ " (01‬بسب االلتزام " ‪ ،‬فيفهم أنه أخذ بفكرة ازدواجية‬
‫السبب مما يفسر أخذه بالنظرية التقليدية و الحديثة‪.‬‬
‫فيقصد بالسبب طبقا للنظرية التقليدية الهدف المباشر أو السبب القصدي الذي ال يتغير في‬
‫النوع الواحد من العقود فهو النتيجة األولى التي يتحصل عليها المتعاقد عند تنفيذه اللتزامه ‪ ،‬فهو ال‬
‫‪.‬‬ ‫ينفصل عن العقد أي أنه داخلي في العقد‬
‫(‪)1‬‬

‫فيشترط طبقا للمادة ‪ 98‬الفقرة )‪ (01‬من القانون المدني أن يكون السبب موجودا‬
‫و إال عد العقد باطال كون ترابط االلتزامات المتقابلة طبقا للقواعد العامة ‪ ،‬أما بالنسبة للشرط الثاني‬
‫فيشترط أن يكون السبب مشروعا أي أن ال يخالف النظام العام و اآلداب طبقا للمادة ‪ 97‬من‬
‫القانون المدني ‪.‬‬
‫و ألن النظرية الحديثة ال تخدم الشروط التعسفية كونها ال تأخذ بعين االعتبار إال البواعث‬
‫التي دفعت الشخص إلى االلتزام ‪ ،‬و ألن الشخص الملتزم يكون له دائما باعث فهذا يجعل هذه‬

‫‪ -‬فياللي علي ‪ " ،‬االلتزامات‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 246‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪39‬‬
‫النظرية ال تتماشى مع فكرة غياب أو انعدام السبب التي يمكن االعتماد عليها في مواجهة الشروط‬
‫التعسفية و من ثمة لن يتم التطرق لها ‪.‬‬
‫و لالستناد على نظرية السبب من أجل إعادة التوازن العقدي بإبعاد الشروط التعسفية‬
‫يستدعي التسليم بفكرة انعدام السبب التي تجد أساسها في النظرية التقليدية للسبب ‪ ،‬فهذه األخيرة‬
‫تسلم بأن التزام كل طرف هو سبب التزام الطرف اآلخر ‪ ،‬مع أخذها بعين االعتبار المقابل الذي‬
‫يحصل عليه كل شخص يتحمل هذا االلتزام ‪ ،‬فعدم وجود محل لاللتزام المقابل يعني عدم وجود‬
‫السبب مما يؤدي ذلك إلبطال العقد ‪ ،‬و باإلسقاط على الشروط التعسفية التي غالبا ما يضع أحد‬
‫األطراف على عاتق الطرف اآلخر التزاما ال يكون له مقابل و من ثمة يمكن القول ببطالن االلتزام‬
‫‪.‬‬ ‫لغياب السبب‬
‫)‪(1‬‬

‫و لكن يعاب على هذه النظرية أنه من الصعب االستناد عليها الستبعاد الشروط التعسفية‬
‫كونها ال تخدم مصالح المستهلك للحد من هذه الشروط ‪ ،‬ألن غياب السبب ال يكون موجودا في‬
‫الغالب في العالقات بين المتدخلين و المستهلكين و إنما الغالب على هذه العالقة هو عدم التساوي‬
‫في االلتزامات المتبادلة ‪ ،‬فهذا االختالل ال ينتج عن مجرد انعدام التكافؤ االقتصادي في األداءات‬
‫المتبادلة ‪ ،‬بل يجب أن يكون هناك انعدام حقيقي للمقابل الذي يلتزم به كال الطرفين ‪ ،‬فإعمال هذه‬
‫النظرية في مجال الشروط التعسفية يؤدي إلى بطالن العقد كله ‪ ،‬و من ثمة ال تعد سالحا فعاال‬
‫لمحاربة هذه الشروط ‪ ،‬مما ال يحقق التوازن العقدي فال يخدم ذلك مصلحة المستهلك الذي يهتم‬
‫‪ ،‬فينبغي البحث عن بديل لهذه النظرية ‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫ببقاء العقد و بطالن الشرط وحده‬

‫‪ -‬نظرية الغبن و االستغالل ‪:‬‬


‫لقد تطورت نظرية الغبن المادية التي سادت قديما إلى نظرية نفسية لالستغالل في العصر‬
‫الحاضر ‪ ،‬إال أن القوانين الحديثة لم تستجب جميعا لهذا التطور ‪ ،‬و مازال بعضها متشبثا بنظرية‬
‫الغبن المادي ‪ ،‬مما يستدعي التطرق لتحديد الفرق بين الغبن و االستغالل ثم نوضح مدى مساهمة‬
‫نظرية الغبن في تحقيق التوازن العقدي ‪.‬‬
‫تطرق المشرع للغبن في المادة ‪ 90‬الفقرة )‪ (01‬من القانون المدني بنصه على أنه ‪:‬‬
‫" إذا كانت التزامات أحد المتعاقدين متفاوتة كثي ار في النسبة مع ما حصل عليه هذا المتعاقد‬

‫‪ -‬أحمد يحياوي سليمة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 13‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪ -‬بودالي محمد ‪ " ،‬الشروط التعسفية في العقود‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 56‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫‪40‬‬
‫من فائدة بموجب العقد أو مع التزامات المتعاقد اآلخر‪ ،‬و تبين أن المتعاقد المغبون لم يبرم العقد إال‬
‫ألن المتعاقد اآلخر قد استغل فيه طيشا بينا أو هوى جامحا ‪ ،‬جاز للقاضي بناء على طلب المتعاقد‬
‫المغبون ‪ ،‬أن يبطل العقد أو أن ينقص التزامات هذا المتعاقد‪. "...‬‬
‫فيظهر من هذا النص اعتناق المشرع للنظرية المادية للغبن ‪ ،‬الذي يقصد به عدم التعادل أو‬
‫عدم التوازن بين األداءات المتقابلة التي يرتبها العقد ‪ ،‬فال ينظر بشأن الغبن إال إلى الجانب المادي‬
‫‪.‬‬ ‫فقط من حيث اختالل التوازن بين قيمة ما يلتزم به كل من المتعاقدين‬
‫)‪(1‬‬

‫و لكن المشرع لم يأخذ بها على إطالقها بل أقرها في بعض العقود دون أخذه بعين االعتبار‬
‫للناحية الشخصية ‪ ،‬و هي على سبيل الحصر‪:‬‬
‫‪ -‬حالة بيع العقار بغبن يزيد عن الخمس طبقا للمواد ‪ 360-358‬من القانون المدني‪.‬‬
‫‪ -‬حالة غبن الشريك في القسمة طبقا للمادة ‪ 732‬من القانون المدني‪.‬‬
‫‪ -‬حالة الغبن في الوكالة بأجر طبقا للمادة ‪ 581‬من القانون المدني‪.‬‬
‫كما أسس الغبن من جهة أخرى على النظرية الشخصية التي تنظر لظروف العقد ‪ ،‬مما‬
‫‪ ،‬ففي الغبن يتم النظر إلى الجانب المادي فقط المتمثل في اختالل‬ ‫)‪(2‬‬
‫يؤدي إلى إبطال هذا األخير‬
‫التوازن بين ما يلتزم به كل من المتعاقدين ‪ ،‬بينما في االستغالل فال يتم الوقوف عند الجانب‬
‫المادي فقط بل ينظر فضال لذلك للجانب النفسي ‪ ،‬أي استغالل أحد المتعاقدين للضعف النفسي‬
‫للمتعاقد اآلخر المغبون بهدف حصوله على مزايا ال تقابلها منفعة لهذا األخير ‪ ،‬سواء كان في حالة‬
‫الطيش البين أو الهوى الجامح الذي يكون المتعاقد يتصف به بغرض دفعه إلى التعاقد ‪ ،‬بحيث‬
‫‪ ،‬فيشترط في‬ ‫)‪(3‬‬
‫يتحمل بموجب ذلك التزامات ال توافق العوض المقدم أو من دون عوض حتى‬
‫االستغالل توافر عنصرين و هما ‪:‬‬

‫‪ -‬العنصر المادي لالستغالل ‪:‬‬


‫يتمثل في عدم التكافؤ بين التزام الطرف المغبون و التزامات الطرف المستغل ‪ ،‬أي التفاوت‬
‫بين االلتزام و العوض فيجب أن يكون فادحا أو فاحشا ‪ ،‬فال بد أن يكون هذا التفاوت كثير في‬

‫‪ -‬فياللي علي ‪ " ،‬االلتزامات‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 199‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪ -‬سي الطيب محمد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 59‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫‪ -‬فياللي علي ‪ " ،‬االلتزامات‪ ، " ...‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 203‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫‪41‬‬
‫نسبة األداءات تاركا أمر تقدير هذه النسبة للسلطة التقديرية للقاضي ‪ ،‬فتكون العبرة عند تقدير هذا‬
‫)‪(1‬‬
‫االختالل بقيمة الشيء وقت التعاقد أي القيمة التي كان مستعدا لدفعها لحصوله على محل العقد‪.‬‬

‫‪ -‬العنصر النفسي لالستغالل ‪:‬‬


‫يتحقق الضعف النفسي بمظهرين األول متمثل في استغالل الضعف النفسي الذي يعتري‬
‫المتعاقد المغبون و هو الطيش البين الذي يقصد به الخفة الزائدة و التسرع و عدم الخبرة باألمور و‬
‫االستهانة بما سيترتب عنها ‪ ،‬فيشترط فيه أن يكون بينا أي واضحا و ظاه ار ‪ ،‬أما الهوى الجامح‬
‫فهو الرغبة الشديدة التي تقوم في نفس المتعاقد مما تجعله غير قاد ار على التحكم في ق ارراته نتيجة‬
‫سيطرة العاطفة عليه ‪ ،‬أما المظهر الثاني فهو استغالل ضعف الطرف المغبون لدفعه للتعاقد بعد‬
‫أن استغل فيه الطيش البين أو الهوى الجامح ‪ ،‬فال يكون للطرف المغبون إال طلب إبطال العقد و‬
‫هو أمر ال يخدم مصلحة المستهلك لحاجته للسلعة أو الخدمة التي يريد الحصول عليها ‪ ،‬و‬
‫للقاضي السلطة التقديرية للحكم باإلبطال أو إنقاص التزامات الطرف المغبون إلى الحد الذي يتم به‬
‫رفع الغبن ‪ ،‬طبقا لنص المادة ‪ 90‬الفقرة )‪ (01‬من القانون المدني ‪... " :‬جاز للقاضي بناءا على‬
‫طلب المتعاقد المغبون ‪ ،‬أن يبطل العقد أو أن ينقص التزامات هذا المتعاقد‪ ، " ...‬مما يعد حماية‬
‫ن)‪(2‬‬
‫‪.‬‬ ‫للطرف المغبو‬
‫فيبدوا من خالل مفهوم الغبن و االستغالل التقارب من مفهوم الشروط التعسفية كونها تؤدي‬
‫إلى التفاوت بين التزامات الطرفين ‪ ،‬و لكن بالنظر لحصر المشرع تطبيق الغبن االستغاللي في‬
‫الطيش البين و الهوى الجامح يؤدي ذلك لتضييق نطاق تطبيق نظرية الغبن االستغاللي في مجال‬
‫الشروط التعسفية ‪ ،‬ألن المتدخلين ال يستغلون فقط الطيش البين و الهوى الجامح ‪ ،‬و إنما يمتد‬
‫األمر إلى استغالل ضعف و عدم خبرة و دراية المستهلك مما يؤدي لفرض عقود مثقلة بشروط‬
‫‪.‬‬ ‫تعسفية مجحفة في حقهم‬
‫)‪(3‬‬

‫فال يمكن االستناد لنظرية الغبن االستغاللي كونها ال توفر حماية من الشروط التعسفية‬
‫فتثقل كاهل المستهلكين فيما يخص مصاريف رفع دعوى اإلبطال أو دعوى اإلنقاص ‪ ،‬و صعوبة‬

‫‪ -‬أحمد يحياوي سليمة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 18‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪ -‬السعدي محمد صبري ‪ " ،‬الواضح في شرح القانون المدني الجزائري " ‪ ،‬الطبعة الرابعة ‪ ،‬دار الهدى ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 2008 ،‬ص‬ ‫)‪(2‬‬

‫‪. 201-200‬‬
‫‪ -‬أحمد يحياوي سليمة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 20‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫‪42‬‬
‫اإلثبات أيضا ‪ ،‬كما تخدم هذه النظرية الشروط ذات الطابع المالي دون األنواع األخرى من الشروط‬
‫)‪(1‬‬
‫التعسفية‪.‬‬
‫فبعد عجز هذه النظرية عن اإلتيان بالحماية ينبغي التطرق لمبدأ حسن النية و تبيين‬
‫كيفية تحقيقه للتوازن العقدي ‪.‬‬

‫‪ -‬مبدأ حسن النية ‪:‬‬


‫يعد مبدأ حسن النية من المبادئ التي تكتسي طابعا أخالقيا ‪ ،‬فيجب على األطراف أن‬
‫يتحلوا به أثناء تكوين العقد لمنع اإلضرار بالغير أي التعامل بشرف و نزاهة و إخالص ‪ ،‬كما يمتد‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫نطاق تطبيقه لمرحلة تنفيذ العقد التي ينبغي أن يتحلى المتعاقدين فيها باالستقامة و الصدق‬
‫فمن مظاهر حسن النية األمانة التي تعد من أهم مبادئه ‪ ،‬و أن يلتزم األطراف بالنزاهة‬
‫بحيث يمتنع المتعاقدين عن كل غش أو تدليس اللذين يعدان المظهر السلبي لهذا المبدأ إلى جانب‬
‫ذلك ينبغي أن يسود التعاون بين المتعاقدين باإلفضاء و إشعار المتعاقد معه بكل المعلومات التي‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(3‬‬
‫تهم المتعاقد معه‬
‫فيظهر دور مبدأ حسن النية في إعادة توازن العالقات العقدية طبقا لما نص عليه المشرع في‬
‫المادة ‪ 107‬الفقرة )‪ (01‬من القانون المدني ‪ " :‬يجب تنفيذ العقد طبقا لما اشتمل عليه و بحسن‬
‫نية‪. "...‬‬
‫فيستخلص من هذه المادة ضرورة االبتعاد عن الغش أثناء تنفيذ العقد ‪ ،‬و لكن المشرع لم‬
‫ينص على الجزاء المترتب عند عدم التحلي بحسن النية أثناء تنفيذ العقد ‪ ،‬و ضرورة تحلي أطراف‬
‫العقد بحسن النية أثناء تكوين العقد أيضا ‪.‬‬
‫فيعمل هذا المبدأ على تقييم سلوك الشخص و ليس تحديد مدى مشروعية شرط تعاقدي ما‬
‫في حين هذا األخير يقدر بمعيار موضوعي كون االهتمام ينصب على الشرط و ليس على شخص‬
‫المتعاقد ‪ ،‬فال يصلح لتحقيق التوازن العقدي فإلعادة هذا األخير ينبغي النظر لالختالل في التوازن‬
‫‪.‬‬ ‫و ليس النظر لسلوك األشخاص ما إذا كان مخالفا لمبدأ حسن النية أم ال‬
‫)‪(4‬‬

‫‪ -‬بودالي محمد ‪ " ،‬الشروط التعسفية في العقود‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 51-50‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪ -‬عبد المنعم موسى إبراهيم ‪ " ،‬حسن النية في العقود‪ ،‬دراسة مقارنة " ‪ ،‬منشورات زين الحقوقية ‪ ،‬لبنان ‪ ، 2006 ،‬ص ‪. 03‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫‪ -‬فياللي علي ‪ " ،‬االلتزامات‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 370-369‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫‪ -‬سي الطيب محمد أمين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 58‬‬ ‫)‪(4‬‬

‫‪43‬‬
‫هكذا يتبين لنا أن المبادئ العامة التي جاء بها المشرع في ظل القانون المدني ‪ ،‬تبقى عاجزة‬
‫عن توفير حماية فعالة للطرف الضعيف ضد اختالالت التوازن الناتجة عن إدراج الشروط التعسفية‬
‫فيبقى مجال الحماية من هذه األخيرة في ظل القواعد العامة منحص ار في عقود اإلذعان فقط ‪.‬‬

‫‪ - (02‬مكافحة الشروط التعسفية الواردة في عقد االستهالك ‪:‬‬


‫الستفادة المستهلك من الحماية من الشروط التعسفية في عقد االستهالك ينبغي توافر شروط‬
‫يتم تحديدها فيما يلي ‪ ،‬ثم التطرق للجزاء المدني الوارد في القواعد العامة نظ ار لعدم تطرق قانون‬
‫حماية المستهلك للجزاء المدني ‪.‬‬

‫أ(‪ -‬الشروط الواجب توفرها في عقد االستهالك ‪:‬‬

‫‪ -‬وجود عقد استهالك يتصف باإلذعان‪:‬‬


‫أي أن تتوافر فيه كل شروط و أركان العقد من إيجاب و قبول صحيح غير مشوب بعيوب‬
‫اإلرادة و توفر محل و سبب مشروعين و غير مخالفين للنظام العام و اآلداب و يشترط أن يكون‬
‫مكتوبا أي التحديد المسبق لمحتوى العقد من أحد أطرافه ‪ ،‬و هذا ما نصت عليه المادة ‪ 03‬الفقرة‬
‫)‪ (05‬من قانون رقم ‪ ، 02-04‬كما يمتد األمر إلى االتفاقيات التي يتولى المتدخلين عرضها على‬
‫المستهلكين مع عدم إمكانية إحداث الطرف المذعن لتغيير حقيقي في العقد ‪ ،‬و أن يتعلق بسلعة أو‬
‫خدمة أو مرافق تعد من الضروريات بالنسبة للمستهلكين ‪ ،‬و ينبغي أن يتصف االيجاب بالعمومية‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫و من عمل الطرف القوي وحده‬

‫‪ -‬تضمن عقد االستهالك لشرط أو عدة شروط تعسفية ‪:‬‬


‫ينبغي تضمن هذا العقد الصحيح شرطا أو شروطا تعسفية فال يهم طبيعة هذه الشروط كونها‬
‫غير محددة على سبيل الحصر و إنما هي على سبيل المثال ‪ ،‬و من ثمة يمكن للقاضي التدخل‬
‫للحد منها ‪ ،‬و إال عد تدخله تحريفا للعقد في الحالة التي ال يتضمن هذا العقد لمثل هذه الشروط‬
‫‪.‬‬ ‫المجحفة‬
‫(‪)2‬‬

‫‪ -‬بودالي محمد ‪ " ،‬حماية المستهلك في القانون‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 238‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪ -‬سي الطيب محمد أمين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 41‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪44‬‬
‫‪ -‬إحداث خلل في التوازن بين األطراف ‪:‬‬
‫يجب الستفادة المستهلك من الحماية أن يكون ضعيفا أمام هذه الشروط فال يبقى أمامه إال‬
‫التسليم لها ‪ ،‬فيؤدي ذلك لخلق عدم توازن بين حقوق و التزامات األطراف نتيجة لالحتكار المتدخل‬
‫للسلع و الخدمات احتكار قانوني أو فعلي ‪ ،‬مما يسمح له بتخفيف االلتزامات الملقاة عليه مقابل‬
‫إثقال كاهل المستهلك بالتزامات ال تخدم مصالحه)‪.(1‬‬
‫و نظ ار لعدم تطرق قانون رقم ‪ 02-04‬لتحديد جزاء مدني خاص للحد من هذه الشروط مما‬
‫يؤدي ذلك لضرورة العودة لقواعد القانون المدني باعتباره الشريعة العامة ‪.‬‬

‫ب(‪ -‬الجزاء المدني المقرر ضمن القواعد العامة ‪:‬‬


‫بموجب المادة ‪ 110‬من القانون المدني ‪ ،‬التي منح المشرع السلطة للقاضي للتدخل في‬
‫حالة وجود عقد تم بطريق اإلذعان و تضمنه لشروط تعسفية ‪ ،‬فيكون للقاضي ما يلي ‪ " :‬إذا تم‬
‫العقد بطريقة اإلذعان ‪ ،‬و كان قد تضمن شروطا تعسفية ‪ ،‬جاز للقاضي أن يعدل هذه الشروط أو‬
‫أن يعفي الطرف المذعن منها ‪ ،‬و ذلك وفقا لما تقضي به العدالة و يقع باطال كل اتفاق على‬
‫خالف ذلك " ‪.‬‬
‫فيجوز للمستهلك بموجب هذه المادة أن يلجأ إلى القضاء للمطالبة بتعديل الشروط التعسفية‬
‫الواردة في عقود االستهالك أو بإعفائه منها ‪ ،‬فللقاضي بموجب هذه المادة سلطة تقديرية في تعديل‬
‫هذه الشروط إلزالة عدم التوازن في العالقة التعاقدية ‪ ،‬أو إعفاء الطرف المذعن منها لما يتحقق‬
‫القاضي من عدم تحقق العدل ‪ ،‬و يكون هذا اإلعفاء عن طريق الحكم بتعطيل الشرط التعسفي ‪ ،‬و‬
‫لكن بشرط تقيده بمقتضيات العدالة ‪.‬‬
‫فهذه السلطة التقديرية الممنوحة للقاضي تتعارض مع نطاق تطبيق المادة ‪ 29‬من قانون رقم‬
‫‪ ، 02-04‬التي أوردت قائمة سوداء ال يكون للقاضي إزاءها أي سلطة تقديرية ‪ ،‬و نفس األمر‬
‫ينطبق على القائمة المحددة بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 306-06‬المحدد للعناصر األساسية‬
‫للعقود المبرمة بين األعوان االقتصاديين و المستهلكين و البنود التي تعتبر تعسفية ‪.‬‬
‫بينما يتمتع القاضي طبقا للقواعد العامة في ظل المادة ‪ 110‬بسلطة تقديرية واسعة تتمثل في‬
‫تعديل الشرط ‪ ،‬أو إعفاء الطرف المذعن من الخضوع له ‪ ،‬مما يؤدي لبقاء العقد قائما في كلتا‬
‫الحالتين ‪ ،‬فيتماشى ذلك مع مصلحة المستهلك فضال على أن سلطة القاضي وفقا لعبارات المادة‬

‫‪ -‬بودالي محمد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 26‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪45‬‬
‫‪ 110‬هي سلطة جوازية و ليست وجوبية ‪ ،‬فيستطيع قاضي الموضوع أن يستعمل الرخصة المخولة‬
‫من المشرع بالرغم من وجود شروط تعسفية في عقد االستهالك ‪.‬‬
‫فطبقا لهذا النص يمكن تسجيل بعض المالحظات حول هذه المادة ‪:‬‬
‫‪ – 01‬إن نص المادة ‪ 110‬من القانون المدني جاء عاما يسري على جميع العقود التي تتم بطريق‬
‫اإلذعان بما فيها العقود التي تتم بين المستهلك و المتدخل ‪.‬‬
‫‪ – 02‬إن نص المادة ‪ 110‬من القانون المدني يعتبر من النظام العام و ال يجوز في أي حال‬
‫االتفاق على ما يخالف ما جاء به هذا النص ‪.‬‬
‫‪ – 03‬إن تطبيق نص المادة ‪ 110‬من القانون المدني يؤدي إلى خدمة مصالح المستهلك كونه‬
‫يعدل من هذا الشرط التعسفي بما يخفف من طابعه ‪ ،‬أو إعفاء الطرف المذعن منه صراحة مما‬
‫يؤدي إلى اعتباره كأنه لم يكن في مواجهة المستهلك ‪.‬‬
‫فبموجب هذه المادة ينبغي التطرق لصور تدخل القاضي في عقود االستهالك التي‬
‫تتصف باإلذعان‪:‬‬

‫– سلطة القاضي في تعديل الشروط التعسفية ‪:‬‬


‫يعتبر تدخل القاضي من أجل تعديل الشروط التعسفية استثناء من مبدأ سلطان اإلدارة‬
‫المقررة ضمن المادة ‪ 106‬من القانون المدني ‪ ،‬فهذا االستثناء أملته الظروف االقتصادية التي أدت‬
‫إلى اختالل ظاهر بين مراكز طرفي العالقة التعاقدية بعدما أصبح أحدهما عالما بكل التفاصيل و‬
‫الطرف الثاني جاهال بها ‪.‬‬
‫فرغبة من المشرع في حماية هذا الطرف من تعسف الطرف اآلخر ‪ ،‬أجاز للمستهلك بموجب‬
‫المادة ‪ 110‬من القانون المدني ‪ ،‬أن يلجأ إلى القضاء للمطالبة بتعديل الشروط التعسفية الواردة في‬
‫عقد من عقود االستهالك على نحو ما تقضي به العدالة ‪ ،‬ما دام أن المشرع منح للقاضي أداة قوية‬
‫‪.‬‬ ‫يحمي بها المستهلك من الشروط التعسفية التي يفرضها عليه المتدخل‬
‫(‪)1‬‬

‫و القاضي عند تدخله لتعديل الشروط التعسفية ‪ ،‬يبقي عليها و ال يمسها إال بالتعديل و‬
‫‪:‬‬ ‫بالوسيلة التي يراها مناسبة و المتمثلة في‬
‫(‪)2‬‬

‫‪ -‬بودالي محمد ‪ " ،‬الشروط التعسفية في العقود‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 59‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪ -‬العطياوي راضية ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 164‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪46‬‬
‫‪ -‬قد تكون هذه الشروط متصلة بالمقابل الذي يفرضه على الطرف المذعن مقابل الخدمة أو الثمن‬
‫في عقد االستهالك فتعد شروطا جوهرية في العقد ‪ ،‬مما يتعذر اإلعفاء منها دون المساس بالعملية‬
‫التعاقدية فيجعل من التعديل الوسيلة األنسب لرفع اإلجحاف عن المتعاقد المذعن ‪.‬‬
‫‪ -‬و قد يتعلق التعديل باإلنقاص ‪ ،‬فيزيل بذلك المظهر التعسفي للشرط مما يحقق ذلك التوازن بين‬
‫األداءات المتبادلة في العقد ‪.‬‬
‫على أن ما يسهل مهمة القاضي في تقدير الشروط التعسفية هو القائمة التي جاء بها القانون‬
‫رقم ‪ 02-04‬ضمن مادته ‪ 29‬التي احتوت على ثمانية شروط اعتبرها المشرع تعسفية ‪ ،‬يضاف‬
‫لها اثنى عشر شرطا تعسفي جاءت بهم المادة ‪ 05‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 306-06‬فيبقى‬
‫أمام القاضي إال الحكم بتعديلها متى تحققت إمكانية لذلك ‪ ،‬و في ما عدا هذه الشروط يبقى‬
‫للقاضي مطلق الصالحية في تقدير الطابع التعسفي ألي شرط آخر بشرط مراعاة ما جاءت به‬
‫الفقرتين )‪ (05‬و )‪ (07‬من المادة ‪ 03‬من قانون رقم ‪ 02-04‬المتعلقتين بضرورة ورود الشرط‬
‫ضمن عقد االستهالك ‪ ،‬و أن يؤدي إلى إخالل ظاهر بالتوازن بين حقوق و واجبات أطراف العقد ‪،‬‬
‫و لن يتسنى للقاضي تعديل هذه الشروط إال بناءا على طلب الطرف المذعن عمال بمبدأ حياد‬
‫‪.‬‬ ‫القاضي المدني‬
‫(‪)1‬‬

‫– سلطة القاضي في اإلعفاء من الشروط التعسفية ‪:‬‬


‫بموجب هذه السلطة يستطيع القاضي إذا ما وصف الشرط بأنه تعسفي أن يعطله فيعفى‬
‫الطرف المذعن منه حينما يتبين له أن تعديل الشرط التعسفي ليس هو الوسيلة المجدية لإلزالة‬
‫التعسف ‪ ،‬فسلطة القاضي هذه تتجاوز سلطته العادية و المألوفة ألنها تخوله سلطة تعديل الشرط‬
‫التعسفي و إهداره كلية متى اقتضت العدالة ذلك ‪ ،‬و أساس سلطة اإلعفاء هذه دائما المادة ‪110‬‬
‫من القانون المدني ‪ ،‬مما يحمي بذلك الطرف الضعيف كون العدل ال يتحقق إال بإعفاء الطرف‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫المذعن من هذا الشرط المجحف‬
‫و تفعيال من المشرع للحماية من الشروط التعسفية فقد قرر بطالن كل اتفاق يخالف حكم‬
‫المادة ‪ 110‬من القانون المدني ‪ ،‬و ذلك بحرمان الطرف المذعن من اللجوء إلى القضاء للمطالبة‬
‫بالتعديل أو اإلعفاء من الشروط التعسفية و جعله من النظام العام ‪ ،‬فالهدف من وراء هذا المنع هو‬
‫لعدم تشجيع الطرف القوي على إدراج مثل هذه الشروط ‪ ،‬و عدم تفريغ الحماية من محتواها ‪.‬‬

‫‪ -‬بودالي محمد ‪ " ،‬الشروط التعسفية في العقود‪ " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 59‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪ -‬العطياوي راضية ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 166‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪47‬‬
‫– سلطة القاضي في تفسير العبارات الغامضة لمصلحة المستهلك ‪:‬‬
‫يملك القاضي الحق في تفسير العبارات الغامضة لمصلحة الطرف المذعن بموجب المادة‬
‫‪ 111‬من القانون المدني ‪ ،‬التي تنص على ‪ " :‬إذا كانت عبارة العقد واضحة فال يجوز االنحراف‬
‫عنها عن طريق تأويلها للتعرف على إرادة المتعاقدين ‪ ،‬أما إذا كان هناك محل لتأويل العقد ‪،‬‬
‫فيجب البحث عن النية المشتركة للمتعاقدين دون الوقوف عند المعنى الحرفي لأللفاظ ‪ ،‬مع‬
‫االستهداء في ذلك بطبيعة التعامل ‪ ،‬و بما ينبغي أن يتوافر من أمانة و ثقة بين المتعاقدين ‪ ،‬و فقا‬
‫للعرف الجاري في المعامالت " ‪.‬‬
‫كما نصت المادة ‪ 112‬من القانون المدني ‪ ،‬على أنه ‪ " :‬يؤول الشك في مصلحة المدين‬
‫غير أنه ال يجوز أن يكون تأويل العبارات الغامضة في عقود اإلذعان ضا ار بمصلحة الطرف‬
‫المذعن " ‪.‬‬
‫فطبقا لهذه النصوص هناك ثالث حاالت للعبارات الواردة في العقد يمكن للقاضي تفسيرها ‪:‬‬
‫‪ -‬حالة وضوح عبارات العقد ‪ ،‬فال يجوز االنحراف عن هذه العبارة عن طريق التفسير‪.‬‬
‫‪ -‬حالة غموض عبارات العقد ‪ ،‬يستدعي األمر هنا اللجوء إلى التفسير بالبحث عن النية المشتركة‬
‫للمتعاقدين و عدم الوقوف عند المعنى الحرفي لأللفاظ ‪ ،‬فيستعين القاضي هنا عند تفسيره لها ‪،‬‬
‫بطبيعة التعامل و األمانة و الثقة و العرف المتعامل به‪.‬‬
‫‪ -‬حالة الشك في التعرف عن القصد المشترك للمتعاقدين ‪ ،‬هنا يفسر الشك لمصلحة المدين‬
‫مع عدم اإلضرار بمصلحة الطرف المذعن في عقود اإلذعان عند التفسير(‪.)1‬‬
‫ففي عقد االستهالك الذي يتصف باإلذعان ينفرد المتدخل باعتباره طرف قوي بوضع شروط‬
‫العقد و إمالء إرادته على الطرف الضعيف بحيث هذه الشروط تحتمل أكثر من معنى ‪ ،‬و بالنسبة‬
‫للشروط التعسفية ما يهمنا هو غموض عبارات العقد ‪ ،‬كون المتدخل يعمد لوضع شروط تغلب‬
‫عليها إرادته ‪ ،‬فيجد المستهلك نفسه أمام شروط ال يلم بها و تحمل أكثر من تأويل فمنح المشرع‬
‫لهذا الطرف المذعن ضمانة بموجب المادة ‪ 112‬الفقرة )‪ (02‬من القانون المدني متمثلة في عدم‬
‫اإلضرار بمصلحة الطرف المذعن عند تفسير العبارات الغامضة ‪.‬‬
‫و من أجل ذلك يتحمل المتدخل تبعة تعنته عند عدم تبيينه مثال في وصل الضمان االتفاقي‬
‫لألداءات التي يلتزم بها هل هو إصالح المنتوج أو استبداله أو رده ‪ ،‬فال يصح استفادته من‬

‫‪ -‬فياللي علي ‪ " ،‬االلتزامات‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 394-383‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪48‬‬
‫غموض هذه الشروط على حساب مصلحة المستهلك فيكون ملزما بإيضاح شروط العقد)‪.(1‬‬
‫و بالرجوع لقانون رقم ‪ 02-04‬الذي لم ينص على إمكانية تدخل القاضي للحد من الشروط‬
‫‪ ،‬بينما اكتفى في المادة ‪30‬‬ ‫التعسفية ‪ ،‬و ال على تأويل العقد في حالة وجود عبارات غامضة‬
‫)‪(2‬‬

‫من هذا القانون على النص‪ ..." :‬و كذا منع العمل في مختلف أنواع العقود ‪ ،‬ببعض الشروط التي‬
‫تعتبر تعسفية " ‪ ،‬مما يفهم أنه أجاز الحذف المادي لهذه الشروط من نماذج العقود التي ستبرم بين‬
‫المستهلكين و المتدخلين ‪ ،‬فأراد المشرع من وراء ذلك منع العمل بالشروط ذات الطابع التعسفي فقط‬
‫و ليس بشروط العقد كلها كونها ال تعد تعسفية ‪ ،‬و من ثمة يبقى العقد قائما فيستفيد بذلك المستهلك‬
‫‪.‬‬ ‫من السلعة أو الخدمة المقدمة‬
‫)‪(3‬‬

‫و لكن يعاب على المشرع بموجب هذا القانون حصره لنطاق الحماية من الشروط التعسفية‬
‫في عقود اإلذعان فقط بينما ال يعني أن كل عقود اإلذعان تتضمن بالضرورة شروط تعسفية كما‬
‫أنه قد يتم التعاقد في ظل اختالل التوازن بين االلتزامات مع غياب االحتكار و في ظل إمكانية‬
‫مناقشة بنود العقد ‪ ،‬لكن عدم خبرة المستهلك ال تمكنه من مناقشة بنود العقد و ال تقدير عواقب هذا‬
‫التعاقد فيؤدي ذلك إلى تضمين المتدخل للشروط مجحفة في عقد االستهالك ‪ ،‬مما ينبغي حماية‬
‫المستهلكين من الشروط التعسفية مهما كان شكل العقد ‪ ،‬كما أن القاضي ال يملك الصالحية‬
‫إلبطال الشرط التعسفي بل اإلعفاء منه فقط مما ال يعد حماية فعالة للمستهلك ‪ ،‬و ال يقتصر التزام‬
‫المتدخل بعدم تضمين عقد االستهالك لشروط تعسفية ‪ ،‬بل يقع عليه العديد من االلتزامات المحددة‬
‫في قانون حماية المستهلك و قمع الغش ‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬تحديد مضمون االلتزامات كضمان لحماية المستهلك‪:‬‬


‫ألقى المشرع على عاتق المتدخل التزامات في مختلف مراحل عرض المنتوج لالستهالك‬
‫رغبة منه لحماية المستهلك الطرف الضعيف في العالقة االستهالكية ‪ ،‬و من أجل ذلك نوع من هذه‬
‫االلتزامات خاصة بعد ازدياد األضرار التي تمس بصحته ‪ ،‬مما ينبغي التطرق لمعرفة كيفية ضمان‬
‫أمن المنتوجات الموجهة لالستهالك لحماية صحة المستهلك )المطلب األول( ‪ ،‬كما كفل المشرع‬
‫للمستهلك االنتفاع من المنتوج بالطريقة التي توافق رغباته المشروعة فألقى على عاتق المتدخل‬

‫‪ -‬بودالي محمد ‪ " ،‬حماية المستهلك‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 246،262‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪ -‬بودالي محمد ‪ " ،‬الشروط التعسفية في العقود‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 102‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫‪ -‬أحمد يحياوي سليمة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 67‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫‪49‬‬
‫التزامات بغية تمكينه من االستعمال العادي للمنتوج للوقاية من المخاطر التي قد تنتج عنها‬
‫)المطلب الثاني( ‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬ضمان أمن المنتوجات لحماية صحة المستهلك ‪:‬‬


‫تكفل المشرع بحماية صحة المستهلك عن طريق إلزام المتدخل بسالمة المنتوجات‬
‫)الفرع األول( ‪ ،‬كما ألقى على عاتقه التزاما بإعالم المستهلك حتى يكون على إطالع تام عن‬
‫المنتوجات مما يجعله في مأمن عند اقتنائه لها )الفرع الثاني( ‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬التزام المتدخل بضمان سالمة المنتوجات ‪:‬‬


‫تضمن قانون رقم ‪ 03-09‬التزام المتدخل بضمان سالمة المستهلك ‪ ،‬الذي أصبح ضروري‬
‫للحفاظ على السالمة الجسدية للمستهلك ‪ ،‬فينبغي تحديد طبيعة هذا االلتزام )أوال( ‪،‬‬
‫و نظ ار ألن مفهوم السالمة واسع ينبغي التطرق لتحديد نطاق تطبيقه )ثانيا( ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬طبيعة االلتزام بالسالمة ‪:‬‬


‫عرف المشرع سالمة المنتوجات بموجب المادة ‪ 03‬الفقرة (‪ )07‬من قانون رقم‬
‫‪ 03-09‬على أنها‪ " :‬غياب كلي أو وجود ‪ ،‬في مستويات مقبولة و بدون خطر ‪ ،‬في مادة غذائية‬
‫لملوثات أو مواد مغشوشة أو سموم طبيعية أو أية مادة أخرى بإمكانها جعل المنتوج مض ار بالصحة‬
‫بصورة حادة أو مزمنة " ‪ ،‬فأراده التزاما ملقى على عاتق المتدخل كونه وسيلة وقائية لحماية‬
‫المستهلك من المخاطر التي قد تسببها المنتوجات ‪ ،‬فأصبحت السالمة من الحقوق األساسية‬
‫لحصول المستهلك على منتوج آمن في جميع مراحل عرضه لالستهالك حسب ما كان ينتظره‬
‫‪ ،‬التي‬ ‫(‪)1‬‬
‫المستهلك ‪ ،‬ألن حماية صحة األفراد تعد من العناصر األساسية للنظام العام التقليدي‬
‫جسدها المشرع كأحد أهداف النظام العام الحمائي بموجب قانون حماية المستهلك و قمع الغش ‪،‬‬
‫‪ ،‬و هذا هو السبب الذي جعله يلقي على‬ ‫(‪)2‬‬
‫نظ ار لعدم التكافؤ الظاهر بين المستهلك و المتدخل‬
‫عاتق المتدخل وحده االلتزام بسالمة المستهلك مع تعميمه للحماية على جميع المخاطر ‪.‬‬

‫‪ -‬مركب حفيرة ‪ " ،‬الحماية التشريعية للمستهلك في جودة المنتوج و الخدمة " ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير ‪ ،‬كلية الحقوق‬ ‫(‪)1‬‬

‫بن عكنون ‪ ، 2001،‬ص‪. 24-23‬‬


‫(‪)2‬‬
‫‪- Bouaiche mohamed ، " Qualité des aliments et protection de la santé du‬‬
‫‪consommateur " ، revue algérien des sciences juridique économiques et politiques ، partie 36، N°4‬‬
‫‪،1998، p11.‬‬

‫‪50‬‬
‫و على خالف ما جاء به مشرعنا نص المشرع الفرنسي بموجب المادة ‪ L 221-1‬من قانون‬
‫‪ ،‬على جعل االلتزام بالسالمة لكل األشخاص اللذين قد يتعرضوا لضرر بفعل‬ ‫)‪(1‬‬
‫االستهالك الفرنسي‬
‫المنتوجات المعروضة في السوق ‪ ،‬و لكنه توافق معه حول معيار تقدير السالمة الذي يكون بالنظر‬
‫إلى الرغبات المشروعة للمستهلك)‪.(2‬‬
‫فينبغي التمييز بين االلتزام العام بالسالمة الذي أقره المشرع على عاتق المتدخل لحماية‬
‫المستهلك باعتباره طرف ضعيف ‪ ،‬كما يمتد تطبيقه إلى مستعملي المنتوج عن طريق المستهلك‬
‫أيضا ‪ ،‬عند استفادتهم من السلع و الخدمات التي يمكن أن تحدث لهم أض ار ار فيما يتعلق بصحتهم‬
‫‪ ،‬أما االلتزام التعاقدي بالسالمة فيتعلق فقط بتعويض األضرار الناتجة عن السلعة أو‬ ‫)‪(3‬‬
‫و سالمتهم‬
‫‪.‬‬ ‫الخدمة بشرط تحلي المستهلك بصفة المتعاقد هنا لكي يستفيد من هذه الحماية‬
‫)‪(4‬‬

‫و لكن عند إلقاء المشرع لاللتزام بالسالمة على عاتق المتدخل لم يشترط وجود عقد بينه و‬
‫‪،‬‬ ‫بين المستهلك فطبيعة االلتزام بالسالمة هي التزام بتحقيق نتيجة ملقى على عاتق المتدخل وحده‬
‫)‪(5‬‬

‫و هذا ما أكد عليه عند تعريفه لسالمة المنتوجات في المادة ‪ 03‬الفقرة (‪ )07‬من قانون رقم‬
‫‪.(6)03-09‬‬
‫فالمتدخل يعد ملزما بتحقيق السالمة للمستهلك سواء كان عالما بالعيب أم ال ‪ ،‬فال‬
‫‪ ،‬فمن أجل وفاءه بالتزامه بالسالمة كالتزام بتحقيق‬ ‫يمكن له نفي المسؤولية بإثباته للسبب األجنبي‬
‫)‪(7‬‬

‫نتيجة ينبغي عليه أن يتوقع كل الحوادث و المخاطر ‪ ،‬مع ضرورة أخذه لالحتياطات الالزمة لجعل‬

‫)‪(1‬‬
‫‪- L221-1 code de consommation français ، " Les produits et les services doivent dans des‬‬
‫‪conditions normales d’utilisation ou dans d’autres conditions raisonnablement prévisibles par le‬‬
‫‪professionnel présenter la sécurité à la quelle on peut légitimement s’attendre et ne pas porter‬‬
‫‪atteinte à la santé des personnes " ، www.Légifrance.gouv.com .‬‬
‫‪ -‬بودالي محمد ‪ " ،‬مسؤولية المنتج عن منتوجاته المعيبة " ‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الفجر للنشر و التوزيع ‪ ، 2005 ،‬ص ‪.106‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫– جاليلية دليلة ‪ " ،‬القواعد المرتبطة بحماية صحة و أمن و مصالح المستهلك " ‪ ،‬مداخلة في الملتقى الوطني الخامس‬ ‫)‪(3‬‬

‫"الحماية القانونية للمستهلك " ‪ ،‬يومي ‪ 17-16‬ماي ‪ ، 2012‬جامعة المدية ‪ ،‬ص ‪. 08‬‬
‫– جرعود الياقوت ‪ " ،‬عقد البيع و حماية المستهلك‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 37‬‬ ‫)‪(4‬‬

‫– علي سيد حسن ‪ " ،‬االلتزام بالسالمة في عقد البيع " ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 1990 ،‬ص ‪. 112‬‬ ‫)‪(5‬‬

‫‪ -‬جواهرة عبد الكريم ‪ " ،‬االلتزام بالسالمة في عقد البيع " ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير ‪ ،‬كلية الحقوق بن عكنون ‪2003 ،‬‬ ‫)‪(6‬‬

‫ص ‪. 37‬‬
‫– جابر محجوب علي ‪ " ،‬ضمان سالمة المستهلك من األضرار الناشئة عن عيوب المنتوجات الصناعية المعيبة " ‪ ،‬القسم ‪، 01‬‬ ‫)‪(7‬‬

‫مجلة الحقوق الكويت ‪ ،‬السنة ‪ ، 20‬العدد ‪ ، 03‬ديسمبر ‪ ، 1996‬ص ‪. 239-238‬‬

‫‪51‬‬
‫‪ ،‬مما ينبغي عليه عرض بيع ‪ ،‬تقديم خدمة ‪،‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫ار جسدية للمستهلك‬
‫المنتوج آمنا لكي ال يولد أضر ا‬
‫أخطار للمستهلك ‪ ،‬فيجب‬
‫ا‬ ‫و سواء كانت المنتوجات أآلالت أو مواد أو عروض ‪ ،‬يمكن أن تحمل‬
‫عليه جعلها متوافقة مع معايير السالمة المحددة قانونا و دون أن تنطوي على أي خطر يمكنه أن‬
‫‪ ،‬فالغرض من ذلك هو إلقامة التوازن بين األطراف نتيجة وجود‬ ‫)‪(2‬‬
‫يمس سالمة و صحة المستهلك‬
‫المتدخل في مركز قوة بالنظر إلى تخصصه و المستهلك باعتباره الطرف الضعيف في العالقة‬
‫‪.‬‬ ‫االستهالكية‬
‫)‪(3‬‬

‫ثانيا ‪ :‬نطاق تطبيق االلتزام بالسالمة ‪:‬‬


‫حدد المشرع نطاق تطبيق االلتزام بالسالمة في قانون رقم ‪ 03-09‬في الفصل األول منه‬
‫بعنوان " إلزامية النظافة و النظافة الصحية للمواد الغذائية و سالمتها " ‪ ،‬كما حدد في الفصل الثاني‬
‫" إلزامية أمن المنتوجات " ‪ ،‬مما ينبغي التطرق لكل منها على حدى ‪.‬‬

‫‪ - (01‬إلزامية النظافة الصحية للمواد الغذائية ‪:‬‬


‫نص المشرع على االلتزام بالسالمة في الفصل األول بعنوان " إلزامية النظافة و النظافة‬
‫الصحية للمواد الغذائية " ‪ ،‬فتتحقق سالمة المواد الغذائية بمراعاة المتدخل للخصائص التقنية لهذه‬
‫األخيرة التي تتغير من منتوج آلخر و عدم التوفر أو النقصان أو الزيادة في أحد خصائص هذه‬
‫المنتوجات يؤدي إلى جعلها غير سليمة ‪ ،‬فأكدت المادة ‪ 04‬من قانون رقم‪ 03-09‬على ضرورة‬
‫احترام المتدخل إللزامية سالمة المواد الغذائية و أن ال تضر بصحة المستهلك ‪ ،‬كما يمنع على‬
‫المتدخل عدم احترامه لنسبة الملوثات و المضافات الغذائية المضافة لهذه المواد ‪.‬‬
‫فنص المرسوم التنفيذي رقم ‪ 214-12‬المتعلق بتحديد شروط و كيفيات استعمال المضافات‬
‫الغذائية في المواد الغذائية الموجهة لالستهالك البشري ‪ ،‬في المادة ‪ 05‬منه على ضرورة استيفاء‬
‫المضافات الغذائية للشروط التالية ‪ :‬الحفاظ على القيمة الغذائية للمادة الغذائية ‪ ،‬اعتبارها كمكون‬
‫ضروري في األغذية ‪ ،‬تحسين حفظ أو تثبيت المادة الغذائية أو خصائصها الذوقية العضوية ‪،‬‬
‫استعمالها كمادة مساعدة في مرحلة الوضع لالستهالك شرط أن ال يكون استعمالها إلخفاء مفعول‬
‫استعمال المادة األولية ذات نوعية رديئة ‪ ،‬كما منعت المادة ‪ 05‬من قانون رقم ‪ 03-09‬وضع‬

‫‪ -‬أقصاصي عبد القادر ‪ " ،‬االلتزام بضمان السالمة في العقود " ‪ ،‬دار الفكر الجامعي ‪ ،‬االسكندرية ‪، 2010 ،‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ص ‪. 216-214‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪- Juris classeur ،concurrence ،consommation ،" Santé et sécurité des consommateur " ، volume‬‬
‫‪05 ، fasc 950 ،2004 ، p 04 .‬‬
‫‪ -‬عبد المنعم موسى إبراهيم ‪ " ،‬حماية المستهلك دراسة مقارنة " ‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية ‪ ،‬لبنان ‪ ، 2009 ،‬ص ‪.489-48‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫‪52‬‬
‫مواد غذائية لالستهالك تحتوي على ملوث بكمية غير مقبولة بالنظر إلى الصحة البشرية و‬
‫الحيوانية و خاصة فيما يتعلق بالجانب السام ‪ ،‬مع ضرورة احترام المتدخل لشروط النظافة الصحية‬
‫للمستخدمين و ألماكن و محالت التصنيع أو المعالجة أو التحويل أو التخزين ‪ ،‬و وسائل نقل هذه‬
‫المواد مع ضمانه عدم تعرضها للتلف(‪.)1‬‬

‫‪ - (02‬إلزامية سالمة المواد الغذائية ‪:‬‬


‫تطرق لها المشرع في الفصل األول بعنوان "‪...‬سالمة المواد الغذائية " من قانون رقم ‪، 03-09‬‬
‫فال تكتمل سالمة المادة الغذائية إال بسالمة المواد المعدة لمالمستها ‪ ،‬و مع تطور الوسائل‬
‫المستعملة لحفظ هذه المنتوجات حرص المشرع بموجب المادة ‪ 07‬من قانون رقم‪ 03-09‬على‬
‫ضرورة عدم احتواء أي مادة من غالف أو آالت معدة لمالمسة المواد الغذائية إال على اللوازم التي‬
‫ال تؤدي إلى فسادها ‪ ،‬و أحال شروط و كيفيات استعمال المنتوجات و اللوازم الموجهة لمالمسة‬
‫‪ ،‬الذي نص بموجب المادة ‪05‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫المواد الغذائية و كذا مستحضرات تنظيف هذه اللوازم للتنظيم‬
‫منه على أنه‪ " :‬يجب أال تعد المواد المنصوص عليها في المادة ‪ 02‬من هذا المرسوم إال بمكونات‬
‫ال تنطوي على أي خطر بإصابة المستهلك في صحته " ‪ ،‬و في إطار المحافظة على صحة‬
‫المستهلك ال يجوز وضع مواد سبق أن المست منتوجات أخرى غير غذائية موضع مالمسة ألغذية‬
‫‪.‬‬ ‫إال بترخيص من الوزير المكلف بالنوعية ‪ ،‬بغية تفادي أي تلوث يصيب األغذية‬
‫)‪(3‬‬

‫‪ -(03‬إلزامية أمن المنتوجات ‪:‬‬


‫)‪(4‬‬
‫خصص لها المشرع الفصل الثاني بعنوان " إلزامية أمن المنتوجات " و ضبطها بمعايير‬
‫فأراد من خالل ذلك حماية المستهلك بالدرجة األولى ‪ ،‬بحيث جعله التزام يقع على كل متدخل ‪،‬‬
‫مما ينبغي على هذا األخير احترام إلزامية أمن المنتوجات ‪ ،‬مع اشتراطه عدم اإلضرار بصحة‬

‫‪ -‬أنظر المادة ‪ 06‬من قانون رقم ‪ 03-09‬المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 15‬ص ‪. 14‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪ -‬و هذا مكرس بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 04-91‬المؤرخ في ‪ ، 1991/01/09‬المتعلق بالمواد المعدة لكي تالمس األغذية‬ ‫)‪(2‬‬

‫و بمستحضرات تنظيف هذه المواد‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 04‬المؤرخة في ‪ ، 1991/01/23‬ص ‪. 73‬‬
‫‪ -‬أنظر المادة ‪ 06‬من المرسوم رقم ‪ 04-91‬المتعلق بالمواد المعدة لكي تالمس األغذية و بمستحضرات تنظيف هذه المواد‬ ‫)‪(3‬‬

‫جريدة رسمية رقم ‪ ، 04‬ص ‪. 73‬‬


‫– طبقا للمادتين ‪ 09‬و‪ 10‬من قانون رقم ‪ 03-09‬في ‪ 2009/02/25‬المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ‪ ،‬جريدة رسمية‬ ‫)‪(4‬‬

‫رقم ‪ ، 15‬مؤرخة في ‪ ، 2009/03/28‬ص ‪.15-14‬‬

‫‪53‬‬
‫المستهلك و ضرورة توفر في هذه المنتوجات الموضوعة لالستهالك على األمن بالنظر إلى‬
‫االستعمال المشروع المنتظر منها ‪ ،‬و الحفاظ على أمن و مصالح المستهلك)‪.(1‬‬
‫فأخذ المشرع في المادة ‪ 09‬من قانون رقم‪ ، 03-09‬بنفس معيار تقدير السالمة ‪ ،‬مستندا‬
‫بذلك على المعيار الموضوعي ‪ ،‬أي االستعمال المنطقي للمنتوج من قبل المستهلك )‪ ،(2‬و أمد‬
‫نطاق حماية سالمة المستهلك في حالة االستعمال الغير العادي للمنتوج و هذا يدخل ضمن الشروط‬
‫األخرى الممكن توقعها من قبل المتدخلين )‪.(3‬‬
‫فحددت المادة ‪ 10‬من قانون رقم ‪ ، 03-09‬معايير ينبغي على المتدخل إتباعها لتحقيق‬
‫أمن المنتوجات ‪ ،‬منها مميزات تركيبة المنتوج و تغليفه و شروط تجميعه و صيانته ‪ ،‬تأثير المنتوج‬
‫على المنتوجات األخرى ‪ ،‬عرض المنتوج و وسمه و تبيين إرشادات االستعمال ‪ ،‬تبيين مخاطر‬
‫استعمال المنتوج ‪ ،‬كما أكدت المادة ‪ 05‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 203-12‬المتعلق بالقواعد‬
‫المطبقة في مجال أمن المنتوجات ‪ ،‬على ضرورة استجابة المنتوج للتعليمات التنظيمية المتعلقة بها‬
‫في مجال أمن و صحة المستهلكين و حمايتهم ‪ ،‬خاصة من حيث مميزات السلعة ‪ ،‬شروط النظافة‬
‫التي ينبغي أن تتوفر في أماكن االنتاج و األشخاص العاملين بها ‪ ،‬مميزات و تدابير األمن األخرى‬
‫المرتبطة بالخدمة و شروط وضعها في متناول المستهلك ‪ ،‬التدابير المالئمة لضمان مسار المنتوج‬
‫فالمالحظ أن المشرع حصر نطاق تطبيق االلتزام بالسالمة على المنتوجات الغذائية فقط ربما‬
‫لتأثيرها المباشر على صحة المستهلك ‪ ،‬و هذا ما ال نلمسه بالنسبة إللزامية أمن المنتوجات الذي‬
‫جعلها عامة تشمل كل المنتوجات مهما كانت طبيعتها ‪ ،‬و لكنه حرص على مراقبة المتدخل عند‬
‫تنفيذه اللتزامه بالسالمة في كل مرحلة من مراحل تدخله في عملية وضع المواد الغذائية لالستهالك‬
‫‪ ،‬سواء في مرحلة اإلنتاج ‪ ،‬االستيراد ‪ ،‬التخزين و النقل ‪ ،‬التوزيع بالجملة و بالتجزئة )‪ ،(4‬كما ال‬
‫يمكن الحديث عن االلتزام بالسالمة إال في حالة استعمال المستهلك للمنتوج وفق للمعايير المحددة‬
‫من قبل المتدخل ‪ ،‬فال يعد هذا األخير مقص ار في تنفيذ التزامه بالسالمة إذا لم يتبع المستهلك هذه‬
‫‪ ،‬و رغبة من المشرع في حماية المستهلك أمد‬ ‫)‪(5‬‬
‫المعايير و أصابه ضرر من هذه المنتوجات‬

‫– أنظر المادة ‪ 09‬من قانون رقم ‪ 03-09‬المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ‪ ،‬المؤرخ في ‪ ، 2009/02/25‬جريدة رسمية‬ ‫)‪(1‬‬

‫رقم ‪ ، 15‬المؤرخة في ‪ ، 2009/03/08‬ص ‪. 15-14‬‬


‫‪ -‬قونان كهينة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 230‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫)‪(3‬‬
‫‪– Calais-Auloy Jean et Steinmetez Frank ، op.cit ، p 287‬‬
‫‪ -‬كالم حبيبة ‪ " ،‬حماية المستهلك " ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير ‪ ،‬كلية الحقوق بن عكنون ‪ ، 2005 ،‬ص ‪. 10‬‬ ‫)‪(4‬‬

‫)‪(5‬‬
‫‪– Kahloula. (M) et Mekamcha.(G)، (la première partie) ، op.cit ، p 09 .‬‬

‫‪54‬‬
‫استفادته من الحماية حتى في حالة عدم تقيده بتعليمات المتدخل بشرط أن يستطيع هذا األخير توقع‬
‫شروط أخرى لالستعمال كونه يتفوق اقتصاديا على المستهلك طبقا للمادة ‪ 09‬من قانون رقم‬
‫‪ ، 03-09‬فيمكن استنتاج من قانون رقم ‪ 03-09‬معيارين لسالمة المستهلك و هما ‪:‬‬
‫‪ -‬يجب أن يتناسب االلتزام بالسالمة مع ما يسعى إليه المستهلك ‪ ،‬بحيث ينبغي على المتدخل أن‬
‫يتبع المعايير المحددة في القوانين و التنظيمات‪.‬‬
‫‪ -‬أن يتناسب االلتزام بالسالمة مع الرغبات المشروعة للمستهلك و االستعمال المشروع المنتظر‬
‫للمنتوجات(‪.)1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التزام المتدخل بضمان إعالم موضوعي حول المنتوجات‪:‬‬


‫ألقى المشرع على عاتق المتدخل التزاما بإعالم المستهلك من أجل ضمان سالمته‬
‫و توفير حماية لرضائه ‪ ،‬بالنظر لصفته كمتدخل لذلك ينبغي التطرق لتحديد مفهوم االلتزام باإلعالم‬
‫(أوال) ‪ ،‬ثم للكيفية التي يتم بها إعالم المتدخل للمستهلك بعناصر و خصائص المنتوجات (ثانيا) و‬
‫ذلك لضمان تنفيذه اللتزامه باإلعالم ‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مفهوم االلتزام باإلعالم‪:‬‬


‫ألزمت المادة ‪ 17‬من قانون رقم ‪ 03-09‬إعالم المستهلك و ذلك بغرض إقامة التوازن ‪ ،‬مما‬
‫يستدعي التطرق لمفهومه ‪ ،‬و بتأكيد المشرع على ضرورة إعالم المتدخل للمستهلك بكل المعلومات‬
‫المتعلقة بالمنتوج ينبغي معرفة مضمون ه ‪ ،‬ثم تبيين كيفية إعالم المستهلك بخصائص المنتوجات ‪.‬‬

‫‪ -(01‬المقصود بااللتزام باإلعالم ‪:‬‬

‫اإلعالم لغة ‪ :‬هو معرفة حقيقة الشيء‪،‬‬


‫أما اصطالحا‪ :‬فهو عملية توصيل أفكار بواسطة وسائل سواء كانت مسموعة أو‬
‫‪.‬‬ ‫مكتوبة‬
‫(‪)2‬‬

‫كما عرفه المشرع بموجب المادة ‪ 17‬من قانون رقم ‪ 03-09‬على أنه ‪ " :‬يجب على المتدخل‬
‫أن يعلم المستهلك بكل المعلومات المتعلقة بالمنتوج الذي يضعه لالستهالك بواسطة الوسم و وضع‬
‫العالمات أو بأية وسيلة أخرى مناسبة " ‪ ،‬فيتشابه اإلشهار الذي يعد نوعا من أنواع اإلعالم مع‬

‫‪ -‬شعباني نوال ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 11‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪ -‬جرعود الياقوت ‪ " ،‬دور اإلعالم في حماية المستهلك " ‪ ،‬مجلة البحوث و الدراسات القانونية و السياسية ‪ ،‬كلية الحقوق‪،‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫جامعة البليدة ‪ ،‬العدد ‪ ، 02‬جانفي ‪ ، 2012‬ص ‪. 277‬‬

‫‪55‬‬
‫االلتزام باإلعالم ‪ ،‬و لكن يكمن الفرق بينهما في كون اإلشهار يهدف إلى ترويج و جلب الزبائن‬
‫فقط ‪ ،‬فعادة ما ال يتصف بالموضوعية كونه يركز على إبراز مزايا المنتوجات فقط ‪ ،‬بينما ما‬
‫يحتاجه المستهلك هو إعالم موضوعي بعيد عن التأثير على رضاءه ‪ ،‬ألن غير ذلك قد يجعل هذا‬
‫‪ ،‬فاإلعالم الحسن الذي يتلقاه المستهلك يجعله يطمئن للمنتوجات المعروضة في‬ ‫(‪)1‬‬
‫األخير معيب‬
‫السوق فيؤدي ذلك إلى تكرار عملية االقتناء فقد يصل إلى حد الوالء للمنتوج ‪ ،‬نظ ار لتوافق هذا‬
‫‪.‬‬ ‫اإلعالم مع رضاء المستهلك مما يؤدي إلشباع حاجاته‬
‫(‪)2‬‬

‫فهناك من يرى أن االلتزام باإلعالم نوعان‪:‬‬

‫الرأي األول ‪:‬االلتزام ما قبل التعاقدي باإلعالم ‪:‬‬


‫يقصد به ذلك االلتزام الذي ينشأ في المرحلة السابقة على إبرام العقد ‪ ،‬و بالتالي فالضرر‬
‫‪ ،‬فيكون المتدخل في مثل‬ ‫(‪)3‬‬
‫الناجم عن اإلخالل به يترتب عليه تطبيق قواعد المسؤولية التقصيرية‬
‫هذا االلتزام ملزما بإعالم المستهلك حول الخصائص األساسية للمنتوج ‪ ،‬و كذلك حول شروط‬
‫‪ ،‬كون المتدخل ارتكب الخطأ خارج اإلطار التعاقدي و من مميزات هذا االلتزام باإلعالم‬ ‫العقد‬
‫(‪)4‬‬

‫قبل التعاقدي أنه يتصف بالعمومية و الوقائية و االستقاللية ‪.‬‬


‫فيقصد بالعمومية ‪ :‬أنه التزام سابق و يطبق على جميع العقود ‪ ،‬أما الوقائية ‪ :‬فبالنظر لما‬
‫يهدف له من حماية العقود مستقبال من خطر اإلبطال ‪ ،‬فهو يؤدي إلى إنارة رضاء المستهلك قبل‬
‫إبرام العقد ‪ ،‬فيستبعد بذلك إبطال العقد للغلط أو التدليس ‪ ،‬أما بالنسبة لخاصية االستقاللية ‪ :‬فتعود‬
‫للهدف من تقرير مثل هذا االلتزام كالتزام مستقل في مواجهة اختالل التوازن العقدي في المرحلة‬
‫السابقة على إبرام العقد(‪.)5‬‬

‫الرأي الثاني ‪:‬االلتزام التعاقدي باإلعالم ‪:‬‬


‫هو ذلك االلتزام الذي يتعلق بمرحلة تنفيذ العقد ‪ ،‬فيعد تطبيقا للمبدأ الذي يقضي بتنفيذ العقد‬
‫‪ ،‬مما يترتب على اإلخالل به تطبيق أحكام المسؤولية العقدية ‪ ،‬فمثل هذا االلتزام‬ ‫بحسن نية‬
‫)‪(6‬‬

‫‪ -‬ريموش فرحات ‪ " ،‬االلتزام باإلعالم " ‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة دكتوراه ‪ ،‬كلية الحقوق بن عكنون ‪ ، 2012 ،‬ص ‪.206‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪ -‬نوري منير‪ " ،‬سلوك المستهلك المعاصر" ‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪ ،‬الجزائر‪ ، 2013 ،‬ص ‪. 314‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪ -‬عبد المنعم موسى إبراهيم ‪ " ،‬حماية المستهلك‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.366‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫(‪)4‬‬
‫‪- Calais-Auloy Jean et Steinmetz Frank، op.cit ، p 52 .‬‬
‫‪ -‬بومدين أحمد ‪ " ،‬دور االلتزام باإلعالم قبل التعاقد في حماية رضاء المستهلك " ‪ ،‬مجلة العلوم القانونية ‪ ،‬جامعة الوادي‪ ،‬العدد‬ ‫(‪)5‬‬

‫‪ ، 01‬جوان ‪ ، 2010‬ص ‪. 168‬‬


‫‪ -‬بودالي محمد ‪ " ،‬حماية المستهلك‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 64-63‬‬ ‫)‪(6‬‬

‫‪56‬‬
‫يختلف حسب طبيعة العقد و حسب خصائص هذا األخير‪ ،‬فيكون تبعي للعقد و ليس مستقل عنه‬
‫‪.‬‬ ‫مثل االلتزام قبل التعاقدي باإلعالم‬
‫)‪(1‬‬

‫و لكن نظ ار لصعوبة الفصل بين هذا األخير و االلتزام التعاقدي باإلعالم ‪ ،‬فيعد االلتزام‬
‫‪ ،‬و هذا الموقف الذي اتبعه المشرع في‬ ‫)‪(2‬‬
‫باإلعالم التزاما مستقال و ضروري لضمان توازن العقد‬
‫المادة ‪ 17‬من قانون رقم ‪ ، 03-09‬بحيث ألقى االلتزام باإلعالم على عاتق طرف واحد و هو‬
‫المتدخل فقط و لم يميز إن كان هذا االلتزام تعاقدي أم غير تعاقدي فجعله عاما يقع على كل‬
‫مراحل عرض المنتوج لالستهالك ‪ ،‬مما يعد ضمانة حقيقية للمستهلك و يرجع السبب في ذلك لقلة‬
‫الخبرة و الدراية الفنية لدى هذا األخير عن ماهية المنتوجات التي تكون محل عرض في األسواق ‪،‬‬
‫و نظ ار لما أصبحت تنطوي عليه هذه المنتوجات من تعقيد في التركيب و صعوبة في االستعمال‬
‫بسبب التطور العلمي و التكنولوجي أدى ذلك إلى عدم معرفة المستهلك لطريقة استعملها ‪ ،‬كون‬
‫‪.‬‬ ‫المتدخل يسيطر على هذه العالقة االستهالكية لوحده‬
‫)‪(3‬‬

‫فالمعلومات المشار إليها بموجب المادة ‪ 17‬من قانون رقم ‪ 03-09‬هي تلك التي يلتزم‬
‫بتقديمها المتدخل في المرحلة السابقة على التعاقد ‪ ،‬و الخاصة بصفات و مميزات السلع و‬
‫الخدمات ‪ ،‬و كذلك كيفية استعمالها و كافة االحتياطات الواجب أخذها من قبل المستهلك ‪ ،‬و لن‬
‫يتوقف األمر عند هذا الحد بل ينبغي عليه اإلدالء بكل المعلومات التي تمكنه من إبرام العقد و تلك‬
‫التي تمكنه من تنفيذه كذلك ‪ ،‬فصياغة المادة ‪ 17‬جاءت آمرة ‪ ،‬ال يمكن لألطراف االتفاق على‬
‫مخالفة شروطها ‪ ،‬بغية ضمان إعالم موضوعي و مؤكد للمستهلك)‪.(4‬‬

‫‪ - (02‬مضمون االلتزام باإلعالم ‪:‬‬


‫صحيح أن المشرع ألقى على عاتق المتدخل واجب إعالم المستهلك ‪ ،‬مما يساعده على‬
‫االستعمال الحسن للمنتوجات ‪ ،‬فيقع على عاتق المتدخل االستعالم لمعرفة كافة المعلومات و‬
‫التوجيهات ‪ ،‬و طريقة استعمال المنتوج ‪ ،‬و التحذير من مخاطره ‪ ،‬و لكن هذا االلتزام الملقى على‬

‫)‪(1‬‬
‫‪- Juris classeur، code civil، " Contrats et obligations " ،volume 11، fasc 3-1، 2002 ، p14 .‬‬
‫‪ -‬بودالي محمد ‪ "،‬حماية المستهلك‪ ، " ...‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.65‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫‪ -‬حمدي أحمد سعد ‪ " ،‬االلتزام باإلفضاء بالصفة الخطيرة للشيء المبيع " ‪ ،‬المكتب الفني لإلصدارات القانونية‪ ،‬طنطا‪1999 ،‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫‪ ،‬ص ‪.56-55‬‬
‫‪ -‬حامق ذهبية ‪ " ،‬االلتزام باإلعالم في العقود " ‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه ‪ ،‬كلية الحقوق بن عكنون ‪، 2008 ،‬‬ ‫)‪(4‬‬

‫ص ‪.169-166‬‬

‫‪57‬‬
‫عاتق المتدخل ال يمنع المستهلك من االستعالم هو كذلك على أساس التعاون بين األطراف و إال‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫وقع ضحية الجهل الغير المشروع‬
‫لكن بالرجوع إلى المادة ‪ 17‬من قانون رقم ‪ 03-09‬جعلته على عاتق المتدخل وحده دون‬
‫المستهلك ‪ ،‬مما يقع على عاتقه معرفة كل المعلومات الخاصة بالمنتوج المعروض لالستهالك فال‬
‫يمكن له التذرع بجهله لها حتى و لو كان ذلك بصفة مشروعة ‪ ،‬فتقع على عاتقه قرينة قاطعة بالعلم‬
‫بكل المعلومات حتى و لو كان ال يعلم بها ‪ ،‬مما يستوجب عليه االستعالم عنها لكي يتمكن من‬
‫‪،‬‬ ‫إعالم المستهلك ‪ ،‬نظ ار للتخصص الذي يتصف به دون تحميل المستهلك لعبء االستعالم‬
‫(‪)2‬‬

‫فيلتزم المتدخل بإحاطته علما بالمنتوج الذي يريد اقتنائه ‪ ،‬مع تبيان مكوناته و خصائصه ‪ ،‬تاريخ‬
‫اإلنتاج ‪ ،‬مدة انتهاء الصالحية ‪ ،‬و أيضا كيفية استعمال السلعة و لفت انتباهه للمخاطر التي يمكن‬
‫أن تترتب عن االستعمال السيئ للمنتوج ‪ ،‬فيكون بذلك لاللتزام باإلعالم دورين ‪:‬‬
‫‪ -‬يعمل من جهة على تنوير و تبصير إرادة المستهلك لكي يتمكن من اقتناء المنتوجات ‪.‬‬
‫‪ -‬و من جهة أخرى يحذر المستهلك من مخاطر السلعة ‪ ،‬و تقديم المشورة لتبيين الكيفية الصحيحة‬
‫‪.‬‬ ‫لالستعمال‬
‫(‪)3‬‬

‫فهذا االلتزام هو التزام بتحقيق نتيجة ‪ ،‬ألنه ال يكفي إثبات المتدخل أنه بذل العناية الالزمة‬
‫إليصال المعلومات التي تهم المستهلك كون األمر يتعلق ببيانات منصوص عليها قانونا كما جعل‬
‫‪.‬‬ ‫المشرع أحكام هذا االلتزام من النظام العام‬
‫(‪)4‬‬

‫فواجب المتدخل بإعالم المستهلك ال يعفيه من تقديم النصيحة التي أصبحت ضرورية‬
‫بالنسبة له ‪ ،‬و أيضا االلتزام بتحذيره الذي يضمن للمستهلك عدم اإلضرار بصحته خاصة مع تطور‬
‫‪ ،‬مما يستدعي التمييز بينهما ‪:‬‬ ‫)‪(5‬‬
‫المنتوجات و تعقدها‬

‫(‪)1‬‬
‫‪- Lepage jean ، " Le contrat d’achat " ، 03e édition ، éditions GUALINO EJA ،Paris ،2003 ،‬‬
‫‪p 87.‬‬
‫‪ -‬حامق ذهبية ‪ "،‬االلتزام باإلعالم في العقود " ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 175-174‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪ -‬سي يوسف زاهية ‪ " ،‬االلتزام باإلفضاء عنصر من ضمان سالمة المستهلك " ‪ ،‬المجلة النقدية للقانون و العلوم السياسية‬ ‫(‪)3‬‬

‫جامعة مولود معمري ‪ ،‬تيزي وزو‪ ،‬العدد ‪ ، 2009 ، 02‬ص ‪. 62-61‬‬


‫‪ -‬زوبير أرزقي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 121‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫‪ -‬حامق ذهبية‪ ،‬مرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 169‬‬ ‫)‪(5‬‬

‫‪58‬‬
‫‪ ،‬بحيث يلتزم المتدخل بتقديم‬ ‫)‪(1‬‬
‫يعرف االلتزام بالنصيحة أنه أكثر شدة من االلتزام باإلعالم‬
‫‪ ،‬فهو بذلك يتجاوز‬ ‫)‪(2‬‬
‫المعلومات للمستهلك مع اقتراحه للحل األمثل الذي يوافق مصالح هذا األخير‬
‫مجرد اإلعالم البسيط ‪ ،‬و نكون بصدد تقديم المتدخل للنصيحة للمستهلك إذا انصب العقد على‬
‫المنتوجات المعقدة مثل اإلعالم اآللي ‪ ،‬حتى يتسنى له اختيار النظام الذي يالئمه ‪ ،‬فهو يعد‬
‫‪ ،‬فغالبا ما ينصب االلتزام بالنصيحة على خبير في‬ ‫مساعدة على اقتناء هذا النوع من المنتوجات‬
‫)‪(3‬‬

‫مجال فني لكي يقدم المعلومات التي تهم المستهلك و ال يقتصر األمر على ذلك فقط بل يتعدى إلى‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(4‬‬
‫بذل عناية أكبر في تقديم المشورة له التي تساعده على اتخاذ ق ارره‬
‫و يتجسد بذل هذه العناية في القيام باألبحاث كحالة الموثق ‪ ،‬أو القيام بدراسات مسبقة من‬
‫أجل تركيب جهاز أو نظام لإلعالم اآللي ‪ ،‬فواجب تقديم المشورة يتضمن القيام بعمل أو االمتناع‬
‫عن عمل ‪ ،‬و يجد هذا االلتزام تطبيقا واضحا له في نطاق الخدمات بكثرة مثل الخدمات التي‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(5‬‬
‫يقدمها الموثق ‪ ،‬المحامي ‪ ،‬وسطاء التأمين ‪ ،‬مؤسسات االئتمان‪...‬إلخ‬
‫فهذا االلتزام بالنصيحة يحمل مجموعة من العناصر بحيث يمكن المستهلك من اختيار‬
‫المنتوج ‪ ،‬مع لفت انتباهه للنتائج التي ستتحقق عند االقتناء و التي توافق حاجاته الشخصية و‬
‫‪.‬‬ ‫تطابق رغباته المشروعة‬
‫)‪(6‬‬

‫فهو يتمحور حول أمرين ‪ :‬نصيحة المستهلك من أجل حسن اختيار المنتوج ‪ ،‬و تقديم‬
‫‪ ،‬في مقابل ذلك يقع‬ ‫)‪(7‬‬
‫النصح من أجل تمكين المستهلك من االستعمال األمثل للمنتوج المقتنى‬

‫)‪(1‬‬
‫‪- Juris classeur concurrence ، consommation ، " Information du consommateur " ، volume 02‬‬
‫‪fasc 845 ،2006 ، p 07 .‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪- Calais-Auloy Jean et Steinmetz Frank، op.cit ، p 55 .‬‬
‫‪ -‬عليان عدة ‪ " ،‬االلتزام بالتحذير من مخاطر الشيء المبيع " ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬كلية الحقوق بن عكنون ‪2009 ،‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫‪ ،‬ص ‪. 17-16‬‬
‫‪ -‬غازي خالد أبو عرابي ‪ " ،‬حماية رضاء المستهلك دراسة مقارنة بين قانون حماية المستهلك اإلماراتي‪ ،‬و الفرنسي‪ ،‬و المشروع‬ ‫)‪(4‬‬

‫األردني " ‪ ،‬مجلة علوم الشريعة و القانون ‪ ،‬المجلد ‪ ، 36‬العدد ‪ ، 01‬ماي ‪ ، 2009‬ص ‪. 189‬‬
‫‪ -‬بودالي محمد ‪ " ،‬االلتزام بالنصيحة في نطاق عقود الخدمات " ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬مكتبة الرشاد دار للطباعة و النشر و‬ ‫)‪(5‬‬

‫التوزيع ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 2005،‬ص ‪. 29-26‬‬


‫)‪(6‬‬
‫‪- Juris classeur ، " Information du consommateur " ، op.cit ، p 07.‬‬
‫)‪(7‬‬
‫‪- Collart Dutilleul Francois et Delebeque Philippe ، " Contrats civils et commerçaux " ، 04e‬‬
‫‪édition ، éditions DALLOZ ، Paris ، 1998 ، p179 .‬‬

‫‪59‬‬
‫على عاتق المستهلك إتباع النصائح المقدمة له ‪ ،‬و إال عد مسؤوال عن المخاطر التي قد تصيبه‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫نتيجة عدم أو سوء إتباعه لنصائح المتدخل‬
‫كما يقع على عاتق المتدخل االلتزام بالتحذير الذي يعد أكثر درجة من االلتزام بالنصيحة‬
‫ألنه يعمد هذا االلتزام للتأكيد على توجيه المستهلك و مساعدته على حسن اختيار المنتوج مع‬
‫تحذيره حول األخطار المتربطة باالستخدام أو حتى بمجرد حيازة المنتوج في حالة عدم احترام‬
‫‪.‬‬ ‫النصيحة المقدمة له ‪ ،‬أو عدم اتباعه الطريقة المثلى لالستعمال‬
‫)‪(2‬‬

‫فيجد تطبيقا له في المنتوجات التي تنطوي على خطورة قد تمس بصحة المستهلك ‪ ،‬فهو‬
‫يبعد هذا األخير عن المخاطر التي قد تصيبه من هذه المنتوجات ‪ ،‬و يكون ذلك بتقديم توضيحات‬
‫مفصلة مع لفت انتباهه لهذه المخاطر التي قد تلحق به ضرر )‪.(3‬‬

‫فلاللتزام بالتحذير خصائص ‪:‬‬


‫يشترط فيه أن يكون كامال أو وافيا أي يلفت انتباه المستهلك إلى كافة المخاطر التي يمكن‬
‫أن يتعرض لها ‪ ،‬مع تبيين الوسائل الممكن استعمالها لتجنب هذه المخاطر ‪ ،‬فيشترط أن يكون‬
‫مفهوما لكي يتمكن المستهلك من إدراك المخاطر التي قد تترتب عن استعمال المنتوج أو بمجرد‬
‫حيازته له ‪ ،‬لكي يتمكن من إتباع الخطوات الالزمة و لن يتأتى ذلك إال بكتابة هذه التحذيرات بلغة‬
‫مفهومة و واضحة و بخط بارز ‪ ،‬كما يجب أن يكون التحذير ظاه ار لمستعمل المنتوج بمجرد أن‬
‫يقع نظره عليه ‪ ،‬و أن يكون لصيقا بالمنتوجات لكي يتمكن المستعمل من التنبه لكافة المخاطر التي‬
‫‪ ،‬فنصت صراحة على االلتزام بالتحذير المادة ‪ 41‬من‬ ‫يمكن أن تنطوي عليها المنتوجات‬
‫)‪(4‬‬

‫المرسوم التنفيذي رقم‪ 378-13‬المتعلق بتحديد الشروط و الكيفيات المتعلقة بإعالم المستهلك ‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫‪- Malaurie.(P) et Aynes.(l) et Pirre–Yves.(G)، " Les contrats spéciaux " ، 03e édition ،éditions‬‬
‫‪JURIDIDIQUE ASSOCIEES ، Paris ، 2007،p 195 .‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪- Juris classeur ،concurrence ،consommation ، " Étiquetage " ، volume 05، Fasc 980 ، 2007‬‬
‫‪p 20 .‬‬
‫‪ -‬حمدي أحمد أسعد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪. 217، 216، 212، 203‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫‪ -‬يوسف فتيحة ‪ " ،‬حماية المستهلك في مجال الصيدلة " ‪ ،‬المجلة الجزائرية للعلوم القانونية و االقتصادية و السياسية ‪ ،‬كلية‬ ‫)‪(4‬‬

‫الحقوق بن عكنون ‪ ،‬الجزء ‪ ، 39‬العدد‪ ، 2002، 01‬ص ‪.58 -57‬‬

‫‪60‬‬
‫فمضمون االلتزام باإلعالم يتمثل في تقديم المعلومات التي تهم المستهلك ‪ ،‬و ال يتوقف‬
‫األمر عند هذا الحد بل يمتد إلى تقديم النصيحة لتمكين المستهلك من اقتناء المنتوج مع تحذيره من‬
‫المخاطر التي قد تنجم عنه ‪ ،‬و هذا كله ينصب في مضمار تحقيق الرغبة المشروعة للمستهلك(‪.)1‬‬
‫و لكن رغم أن المشرع في قانون رقم ‪ ، 03-09‬لم ينص ا‬
‫صرحة على االلتزام بالنصيحة و‬
‫ال على االلتزام بالتحذير ‪ ،‬إال أنه يمكن استخالص من مضمون االلتزام باإلعالم النصيحة و‬
‫التحذير كونهما شكالن من أشكال اإلعالم الموضوعي ‪ ،‬و يظهر ذلك من خالل المصطلح الوارد‬
‫في المادة ‪ 17‬من قانون رقم ‪ " 03-09‬كل المعلومات " ‪ ،‬مما ينبغي على المشرع تدارك األمر‬
‫لما فيه من حماية للمستهلك و النص صراحة على هذين االلتزامين في قانون المتعلق بحماية‬
‫المستهلك ‪.‬‬
‫و نجد تكريسا لاللتزام باإلعالم على مستوى القضاء الجزائري بموجب القرار المؤرخ في‬
‫‪ 2010/07/22‬الصادر عن الغرفة المدنية ‪ ،‬في قضية الصندوق الوطني للتوفير و االحتياط ضد‬
‫(س‪،‬ع) و الصندوق الوطني للسكن ‪ ،‬بحيث تتخلص وقائع القضية في كون أن للسيدة (س‪،‬ع)‬
‫الحق في طلب دعم مالي من الصندوق الوطني للسكن قبل التوقيع على اتفاقية طلب قرض من‬
‫الصندوق الوطني للتوفير و االحتياط لكن هذا األخير لم يحترم بنود اتفاقية القرض التي تلزمه‬
‫بتوجيه المقترضين إلى مصالح الصندوق الوطني للسكن فيقع عليه االلتزام بإعالم و توجيه‬
‫المقترض مع إمكانية حصوله على دعم مالي من الصندوق الوطني للسكن(‪.)2‬‬
‫كما اهتم المشرع بطائفة جديدة من المستهلكين نتيجة ازديادها ‪ ،‬و هم الراغبين في الحصول‬
‫على قروض استهالكية ‪ ،‬و خاصة مع ظهور مؤسسات مالية خاصة ‪ ،‬بحيث لم تعد نصوص‬
‫القانون المدني كفيلة بالحماية و جسد ذلك في المادة ‪ 20‬من قانون رقم‪..." :03-09‬يجب أن‬
‫تستجيب عروض القرض لالستهالك للرغبات المشروعة للمستهلك فيما يخص شفافية العرض‬
‫المسبق و طبيعة و مضمون و مدة االلتزام و كذا آجال تسديده ‪ ،‬و يحرر عقد بذلك‪ ، "...‬فالمشرع‬
‫اعتبر المؤسسات المالية متدخال ‪ ،‬و ألقى على عاتقها التزام بإعالم المستهلك ‪ ،‬فالهدف من فرض‬
‫‪ ،‬و بما أن المعلومات التي يدلي بها‬ ‫)‪(3‬‬
‫مثل هذا االلتزام في هذا المجال لمنع االستدانة المفرطة‬

‫(‪)1‬‬
‫‪- Maingy Daniel ، " Contrats spéciaux "، 6e édition، éditions DALLOZ ، Paris ،2008 ،p 138.‬‬
‫‪ -‬قرار الصادر من المحكمة العليا الغرفة المدنية ‪ ،‬المؤرخ في ‪ ، 2010/07/22‬مجلة المحكمة العليا‪ ،‬العدد ‪،2010 ، 02‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫ص ‪.165-161‬‬
‫‪ -‬ريموش فرحات‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 223-222‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫‪61‬‬
‫المتدخل تهم المستهلك ‪ ،‬و تؤثر على اتخاذ ق ارره باالقتناء فينبغي أن تتوفر شروط في االلتزام‬
‫باإلعالم‪:‬‬

‫‪ -‬أن يكون اإلعالم كامال وكافيا‪:‬‬


‫ألن الهدف من االقتناء هو االستفادة من خصائص و صفات المنتوج فينبغي أن يشمل اإلعالم‬
‫لكل جوانب المنتوج ‪ ،‬فيقع على عاتق المتدخل ذكر كل المعلومات التي حددتها النصوص القانونية‬
‫‪.‬‬ ‫و التنظيمية‬
‫)‪(1‬‬

‫‪ -‬أن يكون اإلعالم دقيقا و صادقا‪:‬‬


‫ينبغي أن تكون البيانات المدلى بها تتميز بالدقة و الصدق من أجل الحفاظ على صحة و‬
‫سالمة المستهلك ‪ ،‬فاإلعالم الذي يخلو من الدقة ال يؤدي الوظيفة المرجوة منه ‪ ،‬بسبب أهمية‬
‫المعلومات المقدمة من المتدخل التي تساعد المستهلك على اتخاذ ق ارره و تمكنه من إتباع‬
‫‪.‬‬ ‫االحتياطات الالزمة‬
‫)‪(2‬‬

‫‪ -‬أن يكون ظاه ار و سهل القراءة ‪:‬‬


‫و يتحقق ذلك لما يقتني المستهلك المنتوج ‪ ،‬فيمكن أن يطلع على المعلومات بشكل سهل و‬
‫واضح و مفسر و باستعمال مصطلحات بسيطة ‪ ،‬و لن يتأتى ذلك إال إذا كانت هذه البيانات‬
‫‪.‬‬ ‫مكتوبة باللغة العربية أو بلغة أخرى على سبيل اإلضافة‬
‫)‪(3‬‬

‫فإذا تحققت هذه الشروط يصبح االلتزام باإلعالم بعيدا عن كل غش مما يحقق األمان‬
‫الضروري للمستهلك ‪ ،‬لكي يتمكن من االستخدام السليم للمنتوج ‪ ،‬و يتفادى مخاطر االستعمال‬
‫الخاطئ له)‪ ، (4‬فينبغي على المتدخل أن يقدم إعالم موضوعي بعيد عن المظهر السلبي المتمثل في‬
‫غش المستهلك و استغالل ضعفه االقتصادي ‪ ،‬و يتحقق ذلك عندما يتحلى المتدخل بحسن النية‬
‫‪ ،‬و هذا ما هدف إليه المشرع عند إلقائه لاللتزام‬ ‫)‪(5‬‬
‫أثناء اإلدالء بالمعلومات التي تهم المستهلك‬

‫)‪(1‬‬
‫‪- Auguet.(Y) et les autres ، op.cit ، p 56 .‬‬
‫‪ -‬شعباني نوال ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 78‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫‪ -‬حامق ذهبية ‪ " ،‬االلتزام باإلعالم‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.270-263‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫‪ -‬خالد عبد الفتاح محمد خليل ‪ " ،‬حماية المستهلك في القانون الدولي الخاص " ‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬ ‫)‪(4‬‬

‫مصر ‪ ، 2000 ،‬ص‪.43-41‬‬


‫‪ -‬عبد المنعم موسى إبراهيم ‪ " ،‬حسن النية في‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 12-10‬‬ ‫)‪(5‬‬

‫‪62‬‬
‫باإلعالم على عاتق طرف واحد بغية إقامة التوازن في العالقة االستهالكية ‪ ،‬لتمكين المستهلك‬
‫‪.‬‬ ‫الطرف الضعيف من إصداره لرضاء مبصر و سليم‬
‫)‪(1‬‬

‫ثانيا ‪ :‬كيفية إعالم المستهلك بعناصر و خصائص المنتوجات‪:‬‬


‫حدد المشرع في المادة ‪ 17‬من قانون حماية المستهلك ‪ ،‬طرقا يتم بها إعالم المستهلك عن‬
‫المنتوجات ‪ ،‬و ذلك بواسطة الوسم ‪ ،‬و وضع العالمات ‪ ،‬أو بأية وسيلة أخرى مناسبة ‪ ،‬و لم‬
‫يحصر مجال تطبيق االلتزام باإلعالم على السلع و الخدمات فقط بل امتد ذلك إلى أسعار‬
‫المنتوجات باعتبارها الشيء الذي يهتم به المستهلك‪.‬‬

‫أ(‪ -‬البيانات الخاصة بتعريف السلع و الخدمات‪:‬‬


‫يتعين على المتدخل إعالم المستهلك بالخصائص األساسية للمنتوجات لكي يتمكن‬
‫‪ ،‬فتتعدد الوسائل المتبعة من قبل المتدخل إلعالم‬ ‫)‪(2‬‬
‫المستهلك من استعمالها بطريقة صحيحة‬
‫المستهلك فالمشرع حدد وسيلتين فقط هي الوسم و وضع العالمات ثم فتح المجال أمام المتدخل‬
‫بتمكينه من استعمال أية وسيلة أخرى مناسبة ‪ ،‬كالتغليف مثال ‪ ،‬و هذا ما أكدت عليه المادة ‪03‬‬
‫الفقرة (‪ )16‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 378-13‬الذي يحدد الشروط و الكيفيات المتعلقة بإعالم‬
‫‪.‬‬ ‫المستهلك‬
‫)‪(3‬‬

‫‪ -‬الوسم‪:‬‬
‫عرفت المادة ‪ 03‬الفقرة (‪ )05‬من قانون رقم ‪ ، 03-09‬الوسم على أنه‪ " :‬كل البيانات أو‬
‫الكتابات أو اإلشارات أو العالمات أو المميزات أو الصور أو التماثيل أو الرموز المرتبطة بسلعة ‪،‬‬
‫تظهر على كل غالف أو وثيقة أو الصقة أو سمة أو ملصقة أو بطاقة أو ختم أو معلقة مرفقة أو‬
‫دالة على طبيعة منتوج مهما كان شكلها أو سندها بغض النظر عن طريقة وضعها "‪.‬‬

‫‪ -‬حامق ذهبية ‪ " ،‬االلتزام باإلعالم في العقود " ‪ ،‬ملخص رسالة دكتوراه دولة ‪ ،‬مجلة المحكمة العليا‪ ،‬العدد ‪، 2011، 02‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ص ‪.85‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪- Juris classeur، concurrence،consommation، " Information du consommateur " ، op.cit ،‬‬
‫‪p 08-09 .‬‬
‫‪ -‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 378-13‬المؤرخ في‪ ، 2013/11/09‬المحدد لشروط و كيفيات المتعلقة بإعالم المستهلك‪ ،‬جريدة‬ ‫)‪(3‬‬

‫رسمية رقم ‪ ، 58‬المؤرخة في ‪ ،2013/11/18‬طبقا للمادة ‪ 63‬جاء ليلغي أحكام المرسوم التنفيذي رقم ‪ 366-90‬و المرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ ، 367-90‬فيبدأ سريانه بعد سنة من تاريخ نشره في الجريدة الرسمية‪ ،‬المادة ‪ " )15(03‬إعالم حول المنتوجات كل‬
‫معلومة متعلقة بالمنتوج موجهة للمستهلك على بطاقة أو أي وثيقة أخرى مرفقة به أو بواسطة أي وسيلة أخرى بما في ذلك الطرق‬
‫التكنولوجية الحديثة أو من خالل االتصال الشفهي " ‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫كما عرفه المرسوم التنفيذي رقم ‪ 39-90‬المتعلق برقابة الجودة و قمع الغش في المادة ‪02‬‬
‫الفقرة (‪ )07‬على أنه ‪ ":‬جميع العالمات و البيانات و عناوين المصنع أو التجارة و الصور و‬
‫الشواهد أو الرموز التي تتعلق بمنتوج ما و التي توجد في أي تغليف أو وثيقة أو كتابة أو وسمة أو‬
‫خاتم أو طوق يرافق منتوجا ما أو خدمة أو يرتبط بهما " ‪.‬‬
‫فالوسم هو تلك البيانات الموضوعة على غالف المنتوج التي تعرف به و تعتبر ضرورية‬
‫إلعالم المستهلك ‪ ،‬بحيث يكون قاد ار على قراءة هذه المعلومات بكل حرية و قاد ار على إتباع‬
‫اإلرشادات المقدمة له لتمكينه من االستعمال الصحيح للمنتوج ‪ ،‬دون حاجة ألن يعود للمتدخل في‬
‫كل مرة ‪ ،‬كما أن للوسم دور وصفي فيقدم للمستهلك وثيقة تحتوي على كل المعلومات بصفة‬
‫‪.‬‬ ‫واضحة و سهلة الفهم و االستيعاب كونه عديم الخبرة‬
‫(‪)1‬‬

‫فالهدف من جعل الوسم كوسيلة إلعالم المستهلك ‪ ،‬لتمكين هذا األخير من التعبير عن إرادته‬
‫‪،‬و‬ ‫بشكل واعي و حر‪ ،‬مما يستدعي أن تكون هذه البيانات الواردة في الوسم صحيحة و نزيهة‬
‫(‪)2‬‬

‫هذا ما أكد عليه المرسوم التنفيذي رقم ‪ 203-12‬المتعلق بالقواعد المطبقة في مجال أمن‬
‫المنتوجات ‪ ،‬في مادته ‪ 10‬على أنه ‪ ":‬وجوبا يقع على عاتق المنتجين و المستوردين و مقدمي‬
‫الخدمات وضع في متناول المستهلك المعلومات الضرورية التي تسمح لهم بتفادي أخطار‬
‫المنتوجات سواء بمجرد حيازتها أو أثناء استعمالها " ‪ ،‬فألقى هذا المرسوم على عاتق كل المتدخلين‬
‫عبء اإلدالء بالمعلومات الصحيحة ‪.‬‬
‫و من أجل ذلك حددت المادة ‪ 18‬من قانون رقم ‪ 03-09‬شروطا تتعلق بهذه البيانات ‪:‬‬
‫"يجب أن تحرر بيانات الوسم و طريقة االستخدام و دليل االستعمال و شروط ضمان المنتوج و‬
‫كل معلومة أخرى منصوص عليها في التنظيم الساري المفعول باللغة العربية أساسا ‪ ،‬و على سبيل‬
‫اإلضافة يمكن استعمال لغة أو عدة لغات أخرى سهلة الفهم من قبل المستهلكين ‪ ،‬و بطريقة مرئية‬
‫و مقروءة و متعذر محوها "‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪- Juris classeur ، " Information du consommateur " ، op.cit ، p 10 .‬‬
‫‪ -‬أمازو لطيفة ‪ " ،‬التزام البائع بتقديم المعلومات كالتزام تبعي لاللتزام بالتسليم " ‪ ،‬المجلة الجزائرية للعلوم القانونية‬ ‫(‪)2‬‬

‫و االقتصادية و السياسية ‪ ،‬كلية الحقوق بن عكنون ‪ ،‬العدد ‪ ، 2009 ، 03‬ص ‪. 97‬‬

‫‪64‬‬
‫فمهما كانت طبيعة المنتوج ينبغي أن يتصف الوسم بالوضوح و يكون سهل القراءة و يتعذر‬
‫‪ ،‬أو بلغة أخرى على سبيل اإلضافة ‪ ،‬فال يجب أن يرد الوسم على‬ ‫(‪)1‬‬
‫محوه و محرر باللغة العربية‬
‫أي معلومة خيالية من شأنها أن تدخل اللبس في ذهن المستهلك حول طبيعة المنتوج أو تركيبته ‪،‬‬
‫طريقة استعماله ‪ ،‬تاريخ صنعه ‪ ،‬مدة صالحيته(‪.)2‬‬
‫فللوسم فوائد عدة خاصة أنه يعد من أهم وسائل االلتزام باإلعالم المكتوبة ‪ ،‬كون البيانات‬
‫التي يتضمنها يكون المتدخل قد أعدها مسبقا بعناية و حرص شديدين حتى يستطيع تقديم كل‬
‫المعلومات التي تهم المستهلك ‪ ،‬فهو يطمئن هذا األخير على عدم تغير المعلومات الواردة به عند‬
‫مرور المنتوج عبر السلسلة االستهالكية من المنتج إلى المستورد إلى الموزع ثم إلى البائع لتصل‬
‫‪،‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫إلى المستهلك بصفته مقتني ‪ ،‬فبالنتيجة يصبح المستهلك كأنه أخذ المنتوج من المنتج مباشرة‬
‫كما يتعدد مجال تطبيق الوسم لذلك سنقتصر على المنتوجات أكثر تداوال ‪:‬‬
‫‪ -‬وسم المنتوجات الغذائية ‪.‬‬
‫‪ -‬وسم المنتوجات المنزلية غير الغذائية‪.‬‬
‫‪ -‬وسم مواد التجميل و التنظيف البدني ‪.‬‬
‫‪ -‬وسم المواد الصيدالنية ‪.‬‬
‫‪ -‬وسم اللعب ‪.‬‬
‫‪ -‬وسم الخدمات ‪.‬‬

‫* وسم المنتوجات الغذائية‪:‬‬


‫عرف المشرع في قانون رقم‪ 03-09‬المتعلق بحماية المستهلك ‪ ،‬بموجب المادة ‪ 03‬الفقرة‬
‫(‪ )03‬منه المادة الغذائية على أنها ‪ ":‬كل مادة معالجة أو معالجة جزئيا أو خام ‪ ،‬موجهة للتغذية‬
‫االنسان أو الحيوان ‪ ،‬بما في ذلك من المشروبات و علك المضغ ‪ ،‬و كل المواد المستعملة في‬
‫تصنيع األغذية و تحضيرها و معالجتها باستثناء المواد المستخدمة فقط في شكل أدوية أو مواد‬
‫التجميل أو مواد التبغ " ‪ ،‬و بالرجوع للمرسوم التنفيذي رقم ‪ 378-13‬المحدد لشروط و الكيفيات‬
‫المتعلقة بإعالم المستهلك ‪ ،‬الذي عرف الوسم الغذائي في المادة ‪ 03‬الفقرة (‪ )15‬على أنه ‪:‬‬

‫‪ -‬أنظر المادة ‪ 20‬و‪ 21‬من قانون رقم ‪ 05-91‬المؤرخ في ‪ 16‬جانفي ‪ ،1991‬المتضمن تعميم استعمال اللغة العربية‪ ،‬جريدة‬ ‫(‪)1‬‬

‫رسمية رقم ‪ ، 03‬المؤرخة في ‪ 16‬جانفي ‪ ، 1991‬ص‪ ، 46‬المعدل و المتمم بموجب األمر رقم ‪ 30-96‬المؤرخ في‬
‫‪ ، 1996/12/21‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 81‬المؤرخة في ‪.1996/12/22‬‬
‫‪ -‬موالك بختة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 288-285‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪ -‬حمدي أحمد سعد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 288-285‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪65‬‬
‫"وصف لخصائص التغذية لمادة غذائية ‪ ،‬قصد إعالم المستهلك " ‪ ،‬كما بينت المادة ‪ 12‬من نفس‬
‫المرسوم التنفيذي البيانات اإللزامية للوسم و المتمثلة في تسمية البيع للمادة الغذائية ‪ ،‬قائمة‬
‫المكونات ‪ ،‬الكمية الصافية المعبر عنها وفقا للنظام المتري الدولي ‪ ،‬التاريخ األدنى للصالحية أو‬
‫التاريخ األقصى لالستهالك ‪ ،‬الشروط الخاصة بالحفظ و‪/‬أو االستعمال ‪ ،‬اسم الشركة أو المادة‬
‫المستوردة ‪ ،‬البلد األصلي و‪/‬أو البلد المنشأ ‪ ،‬تحديد طريقة االستعمال و احتياطاتها ‪ ،‬حصة و‬
‫تاريخ الصنع و تاريخ التوضيب ‪ ،‬تاريخ التجميد ‪ ،‬مع ضرورة إبراز المكونات التي تسبب حساسية‬
‫للمستهلك و نسبة الكحول و مصطلح "حالل" ‪ ،‬اإلشارة إلى استعمال األشعة األيونية ‪ ،‬فوضع هذا‬
‫المرسوم على كاهل المتدخل ذكر جملة من البيانات و اعتبرها كلها إلزامية مما فيه ضمانة‬
‫للمستهلك ‪.‬‬
‫و نظ ار ألهمية هذه المادة التي لها تأثير مباشر على صحة المستهلك يجب أن تكون بياناتها‬
‫صادقة ‪ ،‬و خاصة تلك المتعلقة بتاريخ الصنع ‪ ،‬و مدة الصالحية ‪ ،‬و المواد الداخلة في تركيبة‬
‫المنتوج ‪ ،‬خاصة بالنسبة للمستهلكين المصابين بحساسية من بعض المواد أو المصابين بأمراض‬
‫‪ ،‬كما نصت المادة ‪12‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫مزمنة ‪ ،‬و ينصب كل هذا تحت إطار حماية سالمة و صحة المستهلك‬
‫من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 214-12‬المتعلق بتحديد شروط و كيفيات المضافات الغذائية في المواد‬
‫الغذائية الموجهة لالستهالك البشري ‪ ،‬على تبيين وجود مضافات غذائية ‪ ،‬أو عند استعمال مزيج‬
‫من المواد المعطرة أن تكون هذه البيانات معروضة بشكل واضح و مقروءة ‪ ،‬و في حالة احتواء‬
‫الوسم على التنبيهات الخاصة بالمواد التي تسبب حساسية ‪ ،‬تبين بخط مغاير كذلك عبارة " ال‬
‫ينصح تناوله من طرف األطفال " ‪ ،‬و عبارة " ال ينصح تناوله من طرف أشخاص ذوي حساسية "‬
‫‪ ،‬فيتعين على المتدخل تحرير بيانات وسم المواد الغذائية باللغة العربية و بلغة أخرى على سبيل‬
‫‪.‬‬ ‫اإلضافة ‪ ،‬و أن يكون الوسم ظاه ار و مقروءا و متعذر المحو‬
‫)‪(2‬‬

‫* وسم المنتوجات المنزلية غير الغذائية ‪:‬‬


‫حددت المادة ‪ 37‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 378-13‬المتعلق بتحديد الشروط و الكيفيات‬
‫المتعلقة بإعالم المستهلك ‪ ،‬المنتوجات غير الغذائية على أنها ‪..." :‬سواء كانت أداة أو وسيلة أو‬
‫جهاز أو ألة أو مادة موجهة للمستهلك الستعماله الخاص و‪/‬أو المنزلي" ‪ ،‬و نجد المادة ‪ 38‬من‬
‫هذا المرسوم بينت البيانات اإلجبارية التي يجب أن يشملها الوسم و هي ‪ :‬تسمية البيع للمنتوج ‪،‬‬

‫‪ -‬شلبي نبيل ‪ " ،‬التزامات المهني اتجاه المستهلك " ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬كلية الحقوق بن عكنون ‪ ،2009،‬ص ‪.71‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫)‪(2‬‬
‫‪- Kahloula.(M) et Mekamcha.(G) ، (la première partie) ، op.cit ، p 27.‬‬

‫‪66‬‬
‫الكمية الصافية لهذا األخير المعبر عنها بوحدة النظام المتري الدولي ‪ ،‬البيانات الخاصة بالمتدخلين‬
‫في سلسلة االستهالك ‪ ،‬تبيين البلد المنشأ عندما يكون المنتوج مستوردا ‪ ،‬طريقة استعمال المنتوج ‪،‬‬
‫تبيين تاريخ االنتاج ‪ ،‬التاريخ األقصى لالستعمال ‪ ،‬االحتياطات المتخذة في مجال األمن ‪ ،‬مكونات‬
‫المنتوج و شروط التخزين ‪ ،‬عالمة المطابقة ‪ ،‬بيان اإلشارات و الرموز المبينة لألخطار ‪.‬‬
‫فال يوجد اختالف كبير بين البيانات الواجبة أن تتوفر في وسم المنتوجات الغذائية عن تلك‬
‫الواجبة في وسم المنتوجات غير الغذائية ‪ ،‬طالما أن الهدف منها هو حماية المستهلك للحفاظ على‬
‫صحته و سالمته)‪.(1‬‬
‫فمنع المشرع بموجب المادة ‪ 40‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 378-13‬استعمال أية عالمة‬
‫أو إشارة أو تسمية خيالية من شأنها أن تدخل لبسا في ذهن المستهلك ‪ ،‬خاصة إذا تعلق األمر‬
‫بطبيعة المنتوج ‪ ،‬فهذا يعد تأكيدا من المشرع على تجنب تغليط و إحداث خلط في ذهن المستهلك‬
‫‪.‬‬ ‫الذي يجعل رضاء هذا األخير غير مبصر‬
‫)‪(2‬‬

‫* وسم مواد التجميل و التنظيف البدني‪:‬‬


‫حدد المرسوم التنفيذي رقم ‪ 37-97‬المؤرخ في ‪ 14‬جانفي ‪ 1997‬المتعلق بتحديد شروط و‬
‫كيفيات صناعة مواد التجميل و التنظيف البدني و توضيبها و استيرادها و تسويقها في السوق‬
‫الوطنية )‪ ،(3‬بموجب المادة ‪ 02‬المقصود بمواد التجميل و التنظيف البدني هي‪ " :‬كل مستحضر أو‬
‫مادة باستثناء الدواء معدة لالستعمال في مختلف األجزاء السطحية لجسم اإلنسان مثل البشرة و‬
‫الشعر و األظافر ‪ ،‬و الشفاه ‪ ،‬و األجفان ‪ ،‬و األسنان و األغشية ‪ ،‬بهدف تنظيفها أو المحافظة‬
‫على سالمتها ‪ ،‬أو تعديل هيئتها ‪ ،‬أو تعطيرها ‪ ،‬أو تصحيح ارئحته " ‪ ،‬و حددت المادة ‪ 10‬من‬
‫نفس المرسوم رقم ‪ 37-97‬المعدل و المتمم ‪ ،‬البيانات الواجب توفرها في وسم مواد التجميل و‬
‫التنظيف البدني و المتمثلة في ‪ :‬تسمية المنتوج ‪ ،‬اسم أو العنوان التجاري ‪ ،‬و العنوان ‪ ،‬أو المقر‬
‫االجتماعي للمنتج أو الموضب أو المستورد و بيان البلد المصدر عندما تكون المواد مستوردة ‪،‬‬
‫الكمية اإلسمية وقت التوضيب معب ار عنها بوحدة قياس قانونية مالئمة ‪ ،‬تاريخ انتهاء مدة صالحية‬

‫‪ -‬جرعود الياقوت ‪ " ،‬دور اإلعالم في حماية المستهلك‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 287-286‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪ -‬بوعزة ديدن ‪ " ،‬االلتزام باإلعالم في عقد البيع " ‪ ،‬المجلة الجزائرية للعلوم القانونية و االقتصادية و السياسية ‪ ،‬كلية الحقوق‬ ‫)‪(2‬‬

‫بن عكنون ‪ ،‬الجزء‪ ، 41‬العدد ‪ ، 2004 ، 01‬ص ‪. 121-120‬‬


‫‪ -‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 37-97‬المؤرخ في ‪ 1997/01/14‬المعدل و المتمم بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 114-10‬المؤرخ‬ ‫)‪(3‬‬

‫في ‪ 18‬أفريل ‪ ، 2010‬المتعلق بتحديد شروط و كيفيات صناعة مواد التجميل و التنظيف البدني و توضيبها و استيرادها و‬
‫تسويقها في السوق الوطنية ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 26‬المؤرخة في ‪ ، 2010/04/21‬ص ‪. 06‬‬

‫‪67‬‬
‫المنتوج و الظروف الخاصة بالحفظ و‪/‬أو الخزن ‪ ،‬و بعد تحديد هذه المدة إجباريا ب ‪ 30‬شه ار من‬
‫تاريخ صنعها أو ذكر المرجع الذي يسمح بالتعرف على ذلك ‪ ،‬و إذا ذكر عنصر يدخل في التسمية‬
‫التجارية للمنتوج يجب ذكر النسبة المستعملة منه ‪ ،‬و التركيب و الشروط الخاصة باالستهالك و‬
‫مخاطر االستعمال كما وضعت المادة ‪ 11‬من نفس المرسوم استثناءا عن ذكر هذه البيانات‬
‫اإلجبارية في بعض مواد التجميل مثل العطور و حدد لها بيانات واردة في المادة ‪ 10‬و هي ‪2 ،1‬‬
‫‪ ، 6 ، 5 ، 3 ،‬فقط ‪.‬‬
‫كما أكدت المادة ‪ 12‬منه على منع استعمال إشارة أو عالمة أو تسمية خيالية و كل إجراء‬
‫إشهار أو عرض أو بيع يوحي بأن المنتوج يتميز بخصائص ال تتوفر فيه حقا ال سيما التركيب و‬
‫المزايا الجوهرية له ‪ ،‬فوسم مثل هذه المواد يستدعي أن تكون بياناته ملصقة ‪ ،‬و واضحة للمستهلك‬
‫قرءتها ‪ ،‬و غير قابلة للزوال ‪ ،‬و مكتوبة باللغة العربية و إذا تعذر وضع‬
‫بحيث يسهل عليه ا‬
‫‪.‬‬ ‫البيانات على المنتوج فيتم وضعها على الغالف الخارجي له أو في وثيقة مرفقة معه‬
‫)‪(1‬‬

‫* وسم المواد الصيدالنية ‪:‬‬


‫عرفت المادة ‪ 03‬من قانون رقم ‪ 13-08‬المؤرخ في ‪ 20‬جوان ‪ 2008‬المعدل و المتمم للقانون‬
‫‪ ،‬المواد‬ ‫)‪(2‬‬
‫رقم ‪ 05-85‬المؤرخ في ‪ 16‬فيفري ‪ 1985‬المتعلق بحماية الصحة و ترقيتها‬
‫الصيدالنية على أنها ‪ " :‬يقصد بالمواد الصيدالنية في مفهوم هذا القانون‪ :‬األدوية ‪ ،‬الكواشف‬
‫البيولوجية ‪ ،‬المواد الكيمائية الخاصة بالصيدليات ‪ ،‬المنتوجات الغلينية ‪ ،‬مواد التضميد ‪ ،‬التوكليد‬
‫اإلشعاعي ‪ ،‬اإلضمامة ‪ ،‬و هيكل مستحضر ناتج عن إعادة تشكيل أو تركيب مع توكليدات‬
‫إشعاعية في المنتوج الصيدالني النهائي ‪ ،‬السلف و هو كل توكليد إشعاعي يسمح بالوسم المشع‬
‫لمادة أخرى قبل تقديمه لإلنسان ‪ ،‬كل المواد األخرى الضرورية للطب البشري " ‪ ،‬فيدور اإلعالم‬
‫حول المنتوجات الصيدالنية على مجموع المعلومات المتعلقة بتركيبها و أثرها على العالج ‪ ،‬و‬
‫منافعها و أضرارها ‪ ،‬و االحتياطات الواجب اتخاذها و كيفية االستعمال و نتائج الدراسات الطبية‬
‫‪ ،‬و هذا ما جاء به المرسوم التنفيذي رقم ‪ 286-92‬المؤرخ في‬ ‫)‪(3‬‬
‫المتعلقة بنجاحها‬

‫‪ -‬شبلي نبيل ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 72‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪ -‬قانون رقم ‪ 13-08‬المؤرخ في ‪ ، 2013/06/20‬المعدل و المتمم للقانون رقم ‪ 05-85‬المؤرخ في ‪ 1985/02/16‬المتعلق‬ ‫)‪(2‬‬

‫بحماية الصحة و ترقيتها ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 44‬المؤرخة في ‪ ، 2008/08/03‬ص ‪. 04-03‬‬


‫‪ -‬عبيدي محمد ‪ ،‬رئيس جمعية حماية المستهلك لوالية األغواط ‪ ،‬مداخلة في يوم دراسي حول " الوسم و إعالم المستهلك " ‪،‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫فندق الشيراطون‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يوم ‪ 07‬جويلية ‪) ، 2007‬حق المستهلك في اإلعالم( ‪ ،‬ص ‪، 05-04‬‬
‫‪www.minocommerce.gouv.dz‬‬

‫‪68‬‬
‫‪ 06‬جويلية ‪ 1992‬المتعلق باإلعالم الطبي و العلمي الخاص بالمنتوجات الصيدالنية المستعملة‬
‫‪ ،‬في مادته ‪ 01‬على أن اإلعالم الطبي هو‪ " :‬مجموع المعلومات المتعلقة‬ ‫)‪(1‬‬
‫في الطب البشري‬
‫بتركيبها و أثارها العالجية و البيانات الخاصة بمنافعها و مضارها و االحتياطات الواجب مراعاتها ‪،‬‬
‫و كيفيات استعمالها و نتائج الدراسات الطبية المدققة المتعلقة بنجعتها و سميتها العاجلة أو اآلجلة‬
‫تلك المعلومات التي تقدم إلى األطباء و الصيادلة و أعوان الصحة و المستعملين لألدوية بغية‬
‫ضمان االستعمال السليم للمنتوجات الصيدالنية و ينبغي أال تشمل على أقوال غشاشة أو غير قابلة‬
‫للتمحيص و ال على إغفال قد ينجز عنه استهالك دواء ال موجب لها ‪ ،‬طبيا و ال أن يعرض‬
‫المرضى بها لمخاطر ال موجب لها ‪ ،‬و ينبغي أال يصمم عتاد ترويجها على نحو يخفي طبيعتها‬
‫الحقيقية " ‪ ،‬كما أكد هذا المرسوم في مادته ‪ 02‬على أن يكون هذا اإلعالم مطابق للمواصفات‬
‫المعتمدة لتسويق األدوية و لألخالق المهنية و يشجع على االستعمال الحسن للمنتوجات الصيدالنية‬
‫و يكون مضمون و دقيق ‪ ،‬و نصت المادة ‪ 194‬من قانون رقم ‪ 13-08‬المعدل و المتمم للقانون‬
‫‪ ،‬على أنه ‪:‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫رقم ‪ 05-85‬المؤرخ في‪ 16‬فيفري ‪ 1985‬المتعلق بحماية الصحة و ترقيتها‬
‫و المستلزمات الطبية المستعملة في الطب‬ ‫" اإلعالم الطبي و العلمي بشأن المواد الصيدالنية‬
‫البشري إلزامي ‪ ،‬يجب أن يكون اإلعالم دقيقا و قابال للتحقيق منه و مطابقا ألحداث معطيات‬
‫البحث الطبي و العلمي حين نشره‪ ، " ...‬مع ضرورة استعمال اللغة العربية أو لغات أجنبية طبقا‬
‫للمادة ‪ 21‬من المرسوم التنفيذي رقم‪ 05-91‬المتعلق بتعميم استعمال اللغة العربية ‪.‬‬

‫* وسم اللعب ‪:‬‬


‫تطرقت المادة ‪ 02‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 494-97‬المؤرخ في‪ 21‬ديسمبر‪1997‬‬
‫‪ ،‬لتعريف اللعب على أنها‪ " :‬كل‬ ‫)‪(3‬‬
‫المتعلق بالوقاية من المخاطر الناجمة عن استعمال اللعب‬
‫منتوج مصمم أو موجه صراحة لغرض لعب األطفال في سن أقل من ‪ 14‬سنة و يستثنى من ذلك‬
‫في الملحق األول بهذا المرسوم أي تلك المصممة لغرض اللعب من طرف األطفال يقل سنهم عن‬
‫‪ 14‬سنة " ‪ ،‬فذكرت المادة ‪ 06‬من نفس المرسوم البيانات الواجب توفرها في وسم اللعب و هي تعد‬

‫‪ -‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 286-92‬المؤرخ في ‪ 1992/07/06‬المتعلق باإلعالم الطبي و العلمي الخاص بالمنتوجات الصيدالنية‬ ‫)‪(1‬‬

‫المستعملة في الطب البشري‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 53‬المؤرخة في ‪ ، 1992/07/12‬ص ‪.1473‬‬


‫‪ -‬المادة ‪ 194‬من قانون رقم ‪ 13-08‬المعدل و المتمم للقانون رقم ‪ 05-85‬المؤرخ في ‪ ، 1985/02/16‬المتعلق بحماية‬ ‫)‪(2‬‬

‫الصحة و ترقيتها‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 44‬المؤرخة في ‪ ، 2008/08/03‬ص ‪. 09‬‬


‫‪ -‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 494-97‬المؤرخ في ‪ ، 1997/12/21‬المتعلق بالوقاية من المخاطر الناجمة عن استعمال اللعب‪،‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫جريدة رسمية رقم ‪ ، 85‬المؤرخة في ‪ ، 1997/12/24‬ص ‪. 12‬‬

‫‪69‬‬
‫إجبارية ‪ ،‬كتسمية البيع ‪ ،‬و االسم أو العنوان التجاري ‪ ،‬طريقة االستعمال ‪ ،‬و التحذيرات و بيانات‬
‫احتياط االستعمال ‪ ،‬مع ضرورة تحرير بيانات وسم مثل هذه المنتوجات باللغة العربية و بلغة أخرى‬
‫مكملة لها طبقا للمادة ‪ 07‬منه‪.‬‬

‫* وسم الخدمات ‪:‬‬


‫أتى المرسوم التنفيذي رقم ‪ 378-13‬بضمانة هامة متمثلة في تبيينه لكيفية وسم الخدمات‬
‫فلم يسبق و أن نصت المراسيم الملغاة على ذلك ‪ ،‬فكان المستهلك عرضة للتضرر في هذا المجال‬
‫‪ ،‬فأكدت المادة ‪ 52‬من هذا المرسوم على أنه يقع وجوبا على مقدم الخدمة إعالم المستهلك عن‬
‫طريق اإلشهار أو اإلعالن أو بأي طريقة مناسبة ‪ ،‬بالخدمات المقدمة و التعريفات و حدود‬
‫المسؤولية التعاقدية و الشروط الخاصة بتقديم الخدمة ‪ ،‬كما يقع على عاتقه اإلدالء بالبيانات‬
‫المحددة في هذا المرسوم سواء جمعه بالمستهلك عقد مكتوب فيكون هذا اإلعالم قبل إبرام العقد أما‬
‫في الحالة العكسية فيتم اإلعالم قبل بداية تنفيذ الخدمة ‪ ،‬و بالنسبة للبيانات اإللزامية فهي محددة‬
‫في المادة ‪ 55‬من هذا المرسوم على أنها ‪ :‬اسم مقدم الخدمة و معلوماته الخاصة و عنوانه أو‬
‫عنوان شركته و مقرها و عنوان المؤسسة المسؤولة عن الخدمة إذا كان مقدم الخدمة شخصا آخر ‪،‬‬
‫رقم القيد في السجل التجاري أو في سجل الصناعة التقليدية و الحرف ‪ ،‬المعلومات المتعلقة‬
‫بالرخصة و بالسلطة التي سلمت هذه الرخصة ‪ ،‬تكاليف تقديم الخدمة ‪ ،‬مدة صالحية العرض و‬
‫سعره ‪ ،‬المدة الدنيا للعقد المتضمن تزويدا مستم ار أو دوريا للخدمة ‪ ،‬البنود المتعلقة بالضمان ‪،‬‬
‫شروط فسخ العقد ‪ ،‬كما منعت المادة ‪ 56‬من هذا المرسوم إعطاء المتدخل معلومات أو إشهار‬
‫كاذب من شأنه إحداث لبس في ذهن المستهلك ‪.‬‬
‫فيتضح من خالل هذه النصوص أن المشرع لم يستثني المنتوجات المستوردة فيقع على‬
‫عاتق المتدخل لما يقتني لهذه األخيرة و لم تكن تحمل بيانات الوسم ‪ ،‬فإنه يعد ملزما بوسمها‬
‫بالبيانات المحددة قانونا التي تعد إلزامية ‪ ،‬و سبب ذلك هو الخضوع لقانون الدولة المستوردة‬
‫للمنتوج و ليس قانون الدولة المصدرة ‪ ،‬فأساس مثل هذا االلتزام بوسم المنتوجات المستوردة الصفة‬
‫التي يتميز بها و هي صفة المتدخل طبقا لمفهوم هذا األخير الوارد في المادة ‪ 03‬من قانون رقم‬
‫‪ ، 03-09‬فال يمكنه االدعاء أن هذا االلتزام ملقى على عاتق المنتج فقط ‪ ،‬و يلحظ أن كل من‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 378-13‬المتعلق بتحديد الشروط و الكيفيات المتعلقة بإعالم المستهلك ‪ ،‬و‬
‫كذلك المرسوم التنفيذي رقم ‪ 39-97‬المتعلق بتحديد شروط و كيفيات صناعة مواد التجميل و‬

‫‪70‬‬
‫التنظيف البدني ‪ ،‬اعتبروا ذكر اسم أو عنوان الشركة أو العالمة المسجلة و عنوان المستورد كبيان‬
‫إلزامي في الوسم(‪.)1‬‬
‫فنستنتج من كل ما سبق أن للوسم دورين ‪:‬‬

‫‪ -‬دور إعالمي ‪:‬‬


‫و هذا ما جسده المشرع بموجب النصوص التشريعية و التنظيمية ‪ ،‬بإلزام المتدخل بإعالم‬
‫المستهلك بكل المعلومات المتعلقة بالمنتوج ‪ ،‬أي جميع البيانات و عناوين المصنع و التجارة ‪،‬‬
‫الصور و الشواهد أو الرموز أو أي وثيقة ‪ ،‬خاتم ‪ ،‬طوق يرافق المنتوج أو يقترن به ‪ ،‬فباشتمال‬
‫الوسم على هذه العناصر يؤدي الوسم دوره اإلعالمي للمستهلك ‪ ،‬فهو الوسيلة األفضل لإلعالم‬
‫حول العالقة التي تربط المستهلك بالمتدخل خاصة و أن هذه المعلومات تهم المستهلك بالدرجة‬
‫‪.‬‬ ‫األولى لتمكنه من استعمال المنتوج‬
‫)‪(2‬‬

‫‪ -‬دور أمني‪:‬‬
‫يتمثل هذا الدور األمني في كون المتدخل يمكن له استعمال الوسم للفت انتباه المستهلك من‬
‫المخاطر التي قد تنجم عن استعماله للمنتوج ‪ ،‬و من بين الشروط التي يجب أن يتسم بها الوسم ‪،‬‬
‫هي الوضوح و كتابة عباراته بشكل ملفت لالنتباه و بلون مغاير مثل عبارة مضر بالصحة ‪ ،‬سم ‪،‬‬
‫ممنوع تناوله ‪ ،‬خطر الموت ‪ ،‬ال تلمس‪ ....‬إلخ ‪ ،‬و يكثر استعمال مثل هذه العبارات خاصة في‬
‫المواد السامة و مواد التجميل و المواد الصيدالنية ‪ ،‬مما يسهل على المستهلك االنتفاع بالمنتوجات‬
‫‪.‬‬ ‫دون أي عائق أو خطورة‬
‫)‪(3‬‬

‫و أكد على هذا الدور األمني المشرع بموجب المادة ‪ 09‬من قانون رقم‪ ، 03-09‬فألزم كل‬
‫متدخل على احترام إلزامية أمن المنتوج في المادة ‪ 10‬الفقرة (‪ )04‬منه‪... " :‬عرض المنتوج و‬
‫وسمه و التعليمات المحتملة الخاصة باستعماله و إتالفه و كذا كل اإلرشادات أو المعلومات‬

‫‪ -‬بوطبل خديجة ‪ " ،‬الحماية القانونية للمستهلك في مجال المنتوجات المستوردة " ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬كلية الحقوق‬ ‫(‪)1‬‬

‫بن عكنون ‪ ، 2010 ،‬ص ‪. 25-24‬‬


‫)‪(2‬‬
‫‪- Juris classeur،concurrence،consommation ، " Étiquetage " ، op.cit ، p 19.‬‬
‫‪ -‬جرعود الياقوت ‪ " ،‬دور اإلعالم في حماية المستهلك‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 289‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫‪71‬‬
‫الصادرة عن المنتج ‪ ،‬كما سوى المشرع بين وسم السلعة و الخدمة و ذلك من خالل تعريفه للمنتوج‬
‫‪.‬‬ ‫بموجب المادة ‪ 03‬الفقرة (‪ )11‬من قانون رقم ‪03-09‬‬
‫)‪(1‬‬

‫و في مداخله لوزير التجارة مصطفى بن بادة )‪ ،(2‬أكد على ضرورة حصول المستهلك على‬
‫المواصفات المنتظرة و المصرح بها من طرف المتدخل و المعلن عنها عن طريق الوسم ‪ ،‬فهذا يعد‬
‫تأكيدا على ضرورة صدق المعلومات التي يتضمنها الوسم ‪ ،‬فال يجب أن يبين في الوسم أن هذا‬
‫المنتوج يحتوي على خصائص منفردة ال توجد في منتوجات أخرى ‪ ،‬بينما هذه الخصائص موجودة‬
‫في جميع المنتوجات المماثلة لهذه األخيرة ‪ ،‬كما ال ينبغي جعل المستهلك يعتقد أن هذا المنتوج‬
‫يحتوي على خصائص عالجية ‪ ،‬و لكن يستثنى من ذلك المواد المعدنية التي تخضع لمعايير تتعلق‬
‫‪ ،‬و نصت على جواز اإلشارة إلى خصائص وقائية أو عالجية لألمراض البشرية بشأن‬ ‫)‪(3‬‬
‫بالصحة‬
‫المياه المعدنية طبقا للمادة ‪ 36‬من المرسوم التنفيذي رقم‪ 378-13‬المتعلق بتحديد الشروط و‬
‫الكيفيات المتعلقة بإعالم المستهلك ‪.‬‬

‫‪ -‬العالمات ‪:‬‬
‫لتعريف العالمة تطرقت المادة ‪ 02‬من األمر رقم ‪ 06-03‬المتعلق بالعالمات لتعريف‬
‫العالمة ‪ ،‬على أنها‪ " :‬كل الرموز القابلة للتمثيل الخطي ‪ ،‬ال سيما الكلمات بما فيها أسماء‬
‫األشخاص و األحرف و األرقام ‪ ،‬و الرسومات أو الصور و األشكال المميزة للسلع أو توضيبها و‬
‫األلوان بمفردها أو مركبة ‪ ،‬التي تستعمل كلها لتمييز السلع أو خدمات شخص طبيعي أو معنوي‬
‫عن سلع و خدمات غيره " ‪.‬‬
‫و لكن نصت المادة ‪ 03‬الفقرة (‪ )19‬من المرسوم التنفيذي رقم‪ 378-13‬المتعلق بتحديد‬
‫الشروط و الكيفيات المتعلقة بإعالم المستهلك ‪ ،‬على تعريف نفس المصطلح الذي جاء به المشرع‬
‫في المادة ‪ 17‬من قانون رقم ‪ " 03-09‬و ضع العالمات " ‪ ،‬فطبقا للمرسوم التنفيذي السابق الذكر‬
‫‪ ،‬وضع العالمات هو ‪ " :‬وضع على التغليف أو على المنتوج كل عالمة أو إشارة أو رمز أو سمة‬
‫أو شعار أو صورة أو بيان يحدد ميزة خاصة لمنتوج أو يميزه عن غيره " ‪ ،‬و اعتبرت المادة ‪04‬‬

‫‪ -‬المادة ‪ )10(03‬من قانون رقم ‪ 03-09‬المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش‪ ،‬المنتوج‪ " :‬كل سلعة أو خدمة يمكن أن يكون‬ ‫)‪(1‬‬

‫موضوع تنازل بمقابل أو مجانا " ‪ ،‬جريدة رسمية‪ ،‬رقم ‪ 15‬المؤرخة في ‪ ، 2009/03/08‬ص ‪.13‬‬
‫‪ -‬يوم دراسي و تحسيسي حول الوقاية من الحوادث المنزلية المنعقدة في ‪ 18‬نوفمبر‪ ، 2013‬بمقر الوكالة الوطنية لترقية التجارة‬ ‫)‪(2‬‬

‫الخارجية ‪. www.mincommerce.gouv.dz ،‬‬


‫)‪(3‬‬
‫‪- Juris classeur ،concurrence،consommation، " Étiquetage " ، op.cit ، p 04.‬‬

‫‪72‬‬
‫‪ ،‬فالعالمة تسهل على المستهلك التعرف‬ ‫)‪(1‬‬
‫منه وضع العالمات وسيلة يتم بها إعالم المستهلك‬
‫على السلع و الخدمات المعروضة في السوق فهي تضمن له األمن و السالمة ‪ ،‬و تخضع لنفس‬
‫القواعد التي يخضع لها الوسم سواء من حيث الوضوح و مصداقية المعلومات المتضمنة فيها ‪ ،‬و‬
‫تفادي تغليط المستهلك أو خلق لبس في ذهنه و الدقة ‪ ،‬مع ضرورة احترام صاحبها للشروط‬
‫اإلدارية المتعلقة بالعالمة و المحددة في األمر رقم ‪ 06-03‬المتعلق بالعالمات ‪ ،‬من إجراءات‬
‫‪.‬‬ ‫التسجيل و االستعمال الجدي لها‬
‫)‪(2‬‬

‫كما للعالمة أدوار عدة فهي تعمل على إظهار نتائج الخيارات السابقة للمستهلكين‬
‫و تعزز جودة المنتوج ‪ ،‬فتساعد العالمة على ضمان نوعية أفضل كونها تحدد أصل و منشأ‬
‫المنتوج )‪ ،(3‬فينبغي وضع العالمة على الغالف أو على الحاوية عند استحالة ذلك ‪ ،‬و هذا ما‬
‫نصت عليه المادة ‪ 03‬من األمر رقم ‪ 06-03‬المتعلق بالعالمات مما يساعد المستهلك على‬
‫الحصول على إعالم موضوعي و صادق‪.‬‬

‫‪ -‬التغليف ‪:‬‬
‫عرفت المادة ‪ 03‬الفقرة (‪ )04‬من قانون رقم‪ 03-09‬التغليف على أنه ‪ " :‬كل تعليب مكون‬
‫من مواد أيا كانت طبيعتها ‪ ،‬موجهة لتوضيب و حفظ و حماية و عرض كل منتوج و السماح‬
‫بشحنه و تفريغه و تخزينه و نقله و ضمان إعالم المستهلك بذلك" ‪ ،‬أما بالنسبة للمرسوم التنفيذي‬
‫رقم ‪ 378-13‬المتعلق بتحديد الشروط و الكيفيات المتعلقة بإعالم المستهلك ‪ ،‬فاعتبره وسيلة من‬
‫وسائل إعالم المستهلك فقد تكون المعلومات مدلى بها على التغليف نفسه ‪ ،‬و في حالة تعذر ذلك‬
‫‪ ،‬فيساعد التغليف على حماية‬ ‫)‪(4‬‬
‫توضع المعلومات على المنتوج مباشرة نظ ار لطبيعة هذا األخير‬
‫المنتوجات من كل األضرار التي قد تصيبها ‪ ،‬مما يساهم في حماية المستهلك فيجب تقديم المنتوج‬
‫وفق معايير محددة عند تغليفه ‪ ،‬و هذا كله ينصب ضمن تحقيق الرغبات المشروعة للمستهلك )‪.(5‬‬

‫‪ -‬المادة ‪ 04‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 378-13‬المتعلق بتحديد الشروط و الكيفيات المتعلقة بإعالم المستهلك ‪ " ،‬يتم إعالم‬ ‫)‪(1‬‬

‫المستهلك عن طريق الوسم أو وضع العالمة أو اإلعالن أو بأي وسيلة أخرى مناسبة عند وضع المنتوج لالستهالك و يجب أن يقدم‬
‫الخصائص األساسية للمنتوج طبقا ألحكام هذا المرسوم "‪ ،‬الجريدة الرسمية رقم ‪ ، 58‬المؤرخة في ‪ ،2013/11/18‬ص‪.10‬‬
‫‪ -‬بوروبة ربيعة ‪ " ،‬حماية المستهلك في ظل النظام القانوني للعالمات " ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬كلية الحقوق‬ ‫)‪(2‬‬

‫بن عكنون ‪ ، 2008‬ص ‪.13-12‬‬


‫)‪(3‬‬
‫‪- Viot catherine، " L’essentiel sur le marketing " ، édition BERTI ، Alger ،2006، p 150.‬‬
‫)‪(4‬‬
‫‪- Borghetti Jean-Sébastien ، " La résponsabilité du fait des produits " ، éditions L.G.D.J، Paris‬‬
‫‪،2004 ، p 300.‬‬
‫‪ -‬جرعود الياقوت ‪ " ،‬دور اإلعالم في حماية المستهلك‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.289‬‬ ‫)‪(5‬‬

‫‪73‬‬
‫و الجدير بالذكر أن التغليف غير موحد بالنسبة لكل المنتوجات ‪ ،‬فيختلف من منتوج إلى‬
‫منتوج حسب طبيعته و تركيبته لذلك سنتعرض لتغليف بعض المنتوجات كالمنتوجات الغذائية و‬
‫غير الغذائية و المواد الخطرة ‪:‬‬

‫* تغليف المنتوجات الغذائية ‪:‬‬


‫نص المرسوم التنفيذي رقم ‪ 378-13‬المتعلق بتحديد الشروط و الكيفيات المتعلقة بإعالم‬
‫المستهلك ‪ ،‬في المادة ‪ 09‬على أنه‪ " :‬يجب أن يحمل تغليف المواد الغذائية المعبأة مسبقا و‬
‫الموجهة للمستهلك أو للجماعات ‪ ،‬كل المعلومات المنصوص عليها في المرسوم " ‪ ،‬و عندما يكون‬
‫الوعاء مغطى بالتغليف يجب أن تظهر كل البيانات اإللزامية على هذا األخير و أن تكون مقروءة‬
‫في هذه الحالة بوضوح و غير مخفية بالتغليف طبقا لنص المادة ‪ 11‬من نفس المرسوم ‪ ،‬كما‬
‫اعترف هذا األخير بوضع نفس البيانات اإللزامية المقررة للوسم على التغليف ‪ ،‬فيجب أن يكون‬
‫التغليف مختوما و مستق ار كيمائيا ‪ ،‬و يحمل كل المعلومات و البيانات اإللزامية للمواد الغذائية(‪.)1‬‬

‫* تغليف المنتوجات المنزلية غير الغذائية ‪:‬‬


‫طبقا لنص المادة ‪ 47‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 378-13‬الذي نص على وضع بيانات‬
‫الوسم على بطاقة مثبتة جيدا على التغليف و إما الطبع المباشر لها على التغليف ‪ ،‬و نصت المادة‬
‫‪ 48‬من نفس المرسوم التنفيذي على ضرورة التأكيد على المعلومات المتعلقة باألخطار على‬
‫الصحة و األمن المرتبطة باستعمال المنتوج تبين على التغليف ‪ ،‬و في حالة استحالة ذكر كل‬
‫المعلومات على التغليف ‪ ،‬يشار إلى باقي المعلومات في دليل مرفق بالمنتوج(‪.)2‬‬

‫* تغليف المنتوجات الخطيرة ‪:‬‬


‫يطبق عليها نظام خاص فيراعى فيها الصنف الذي تنتمي إليه ‪ ،‬فيجب تغليف كل مادة‬
‫خطيرة في رزم تالئم طبيعتها بحيث تكون هذه الرزم مقاومة للضغوط و الصدمات و الرطوبة ‪ ،‬و‬
‫غير قابلة للتأثر بالمحتوى و التفاعل معه ‪ ،‬فينبغي أن تتوفر في هذه الرزم المواصفات المطلوبة‬
‫قانونا(‪.)3‬‬

‫‪ -‬جرعود الياقوت ‪ " ،‬دور اإلعالم في حماية المستهلك‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 290‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪ -‬أنظر المادة ‪ 49‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 378-13‬المؤرخ في ‪ ،2013/11/09‬المحدد للشروط و الكيفيات المتعلقة بإعالم‬ ‫(‪)2‬‬

‫المستهلك ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 58‬المؤرخة في ‪ ، 2013/11/18‬ص ‪. 16‬‬


‫‪ -‬زوبير أرزقي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 151‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪74‬‬
‫فللتغليف وظيفتين‪:‬‬

‫‪ -‬الوظيفة الوقائية‪:‬‬
‫فهو يساعد على وقاية السلع من التلف أو التلوث ‪ ،‬أو من التأثر بمؤثرات خارجية ‪ ،‬مما‬
‫يسهل نقلها ‪ ،‬و تخزينها و بالتالي المحافظة على خصائصها و طبيعتها‪.‬‬

‫‪ -‬الوظيفة اإلعالنية‪:‬‬
‫يقوم التغليف على مساعدة المستهلك لتمييزه بين مختلف السلع خاصة من حيث جودتها ‪ ،‬و‬
‫‪.‬‬ ‫من حيث مطابقتها لرغباته المشروعة‬
‫(‪)1‬‬

‫* وسائل أخرى لنقل اإلعالم للمستهلك‪:‬‬


‫نص المشرع في المادة ‪ 03‬من قانون رقم ‪ 03-09‬صراحة على وسيلتين يتم بها اإلعالم و‬
‫لكنه ترك المجال مفتوح أمام المتدخل الختياره أي وسيلة أخرى مناسبة يتم بها اإلعالم ‪ ،‬فكان‬
‫للمشرع نظرة مستقبلية خاصة مع تطور وسائل اإلعالم و مواكبتها للتطور العلمي و التكنولوجي‬
‫فيمكن أن يتم إعالم المستهلك بواسطة أجهزة اإلعالم و االتصال و ذلك بوصف المتدخل للمنتوج و‬
‫بيان خصائصه و أوصافه و وظائفه ‪ ،‬فيشير إلى شروط التعاقد و مكان وجود المنتوج و ثمنه و‬
‫طرق الدفع ‪ ،‬كما يمكن أن يتم اإلعالم عن طريق البريد بإرسال برقيات تبرز خصائص المنتوج ‪،‬‬
‫و ذكر الصفات الخاصة به إذا كان عدد الزبائن كبير‪ ،‬و يمكن للمتدخل االستعانة باإلنترنت‬
‫‪ ،‬كما يمكن‬ ‫(‪)2‬‬
‫العتمادها إلعالم المستهلك خاصة و أنها أصبحت كثيرة التداول و تتميز بالسرعة‬
‫أن يتم إعالم المستهلك بواسطة الكتالوج ‪ ،‬الذي غالبا ما يستعمل للتعريف بالمنتوجات التي يصعب‬
‫‪ ،‬و لكن نظ ار ألن هذه المعلومات‬ ‫(‪)3‬‬
‫وسمها ‪ ،‬و يجوز اإلعالم باستعمال الوسائل الشفوية أيضا‬
‫و وضع‬ ‫التي تقدم بواسطة هذه الوسائل ال تقدم إعالما موضوعيا للمستهلك ‪ ،‬فيبقى الوسم‬
‫العالمات و التغليف هي الوسائل اإلعالمية الموضوعية ألنها ال تهدف إلى ترويج المنتوجات مثل‬
‫‪.‬‬ ‫نظيرتها من الوسائل األخرى‬
‫(‪)4‬‬

‫‪ -‬بوطبل خديجة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 20‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪ -‬ياسر أحمد كامل الصيرفي ‪ " ،‬حماية المستهلك و ضرورة اإلعالم عن السلع و الخدمات باللغة القومية " ‪ ،‬مجلة القانون‬ ‫(‪)2‬‬

‫و االقتصاد ‪ ،‬كلية الحقوق جامعة القاهرة ‪ ،‬العدد ‪ ، 2005 ، 75‬ص ‪. 262-260‬‬


‫‪ -‬زوبير أرزقي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 125‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪ -‬حامق ذهبية ‪ " ،‬االلتزام باإلعالم في‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.283‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫‪75‬‬
‫ب(‪ -‬اإلعالم عن األسعار و شروط البيع ‪:‬‬
‫تطرق قانون رقم ‪ 02-04‬المتعلق بتحديد القواعد المطبقة على الممارسات التجارية ‪ ،‬في‬
‫مادته ‪ 04‬اللتزام المتدخل باإلعالم عن األسعار و شروط البيع على أنه ‪ " :‬يتولى البائع وجوبا‬
‫إعالم الزبائن بأسعار و تعريفات السلع و الخدمات ‪ ،‬و بشروط البيع " ‪ ،‬و تكمن الغاية من اإلعالم‬
‫(‪)1‬‬
‫عن األسعار في تمكين المستهلك من المقارنة بين مختلف األسعار و اختياره للسعر الذي يناسبه‬
‫‪ ،‬كما أن الغاية من اإلعالم عن األسعار تتجسد في تحقيق شفافية الممارسات التجارية و تحقيق‬
‫‪،‬‬ ‫منافسة مشروعة طبقا لمبادئ حرية المنافسة فهذا اإلعالم يحمي المستهلك من تعسف المتدخل‬
‫(‪)2‬‬

‫كما نصت المادة ‪ 05‬من قانون رقم ‪ 02-04‬على طرق يتم بها إعالم المستهلك عن األسعار و‬
‫التعريفات و هي ‪ " :‬يجب أن يكون إعالم المستهلك بأسعار و تعريفات السلع و الخدمات عن‬
‫طريق وضع عالمات أو وسم أو معلقات أو بأية وسيلة أخرى مناسبة‪"...‬‬
‫فالمشرع اعتبر الوسم و وضع العالمات وسائل يتم بها أيضا اإلعالم عن األسعار و شروط‬
‫البيع مثلما اعترف بها لإلعالم عن خصائص السلع و الخدمات ‪ ،‬و لكنه جعل المعلقات كوسيلة‬
‫لإلعالم عن األسعار ‪ ،‬فهذه المعلقات تحتوي على نفس مواصفات الوسم و لكن تعد أكثر شمولية‬
‫منه بسبب إمكانية استعمال الفتة واحدة لإلعالن عن عدة أسعار للمنتوجات و هي مستعملة على‬
‫واجهات المحالت أو داخلها ‪ ،‬فيتم اإلشارة إلى السعر على الفتة تتضمن قائمة السلع و الخدمات و‬
‫يقابلها سعر كل منها على حدى ‪ ،‬مما ال يؤدي إلى غموض بين المنتوج و السعر المعلن عنه ‪ ،‬و‬
‫نجد إقباال على استعمال مثل هذه الوسيلة في مجال عرض أسعار المالبس ‪ ،‬و أسعار الخدمات‬
‫‪ ،‬فيتم اإلعالم عن األسعار سواء بوضع قيمة‬ ‫(‪)3‬‬
‫كتنظيف المالبس ‪ ،‬التصليح الصيانة‪.......‬إلخ‬
‫السعر على المنتوج نفسه أو بالقرب منه ‪ ،‬فعدم ظهور سعر المنتوج قد يزيد من فرص احتيال‬
‫المتدخل على المستهلك و إيهامه بأسعار ال تطابق قيمة المنتوج المعروض لالستهالك سواء من‬
‫‪ ،‬فاإلعالم باألسعار حق من حقوق‬ ‫(‪)4‬‬
‫حيث مطابقته للميزان ‪ ،‬أو الكيل أو حتى لقيمته االقتصادية‬
‫المستهلك و شرط ضروري لشفافية السوق ‪ ،‬كما للمستهلك حق في معرفة التعريفات الالزمة عن‬

‫‪ -‬شعباني نوال ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 84‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪ -‬شلبي نبيل ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 73‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪ -‬حامق ذهبية ‪ " ،‬االلتزام باإلعالم في‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 279 -278‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫(‪)4‬‬
‫‪- Dorandeau.(N) ،Yvan.(A)، Gomy.(M)، Robinne.(S)، Valette–Ercole. (V)، " Droit de la‬‬
‫‪consommation " ، éditions ELLIPSES ، Paris ، 2008 ، p 140-141 .‬‬

‫‪76‬‬
‫‪ ،‬فحدد كذلك المرسوم التنفيذي رقم‬ ‫)‪(1‬‬
‫كمية و نوع السلع و الخدمات مع إمكانيته لالطالع عليها‬
‫‪ 65-09‬المؤرخ في ‪ 07‬فيفري ‪ 2009‬المتعلق بتحديد الكيفيات الخاصة المتعلقة باإلعالم حول‬
‫‪ ،‬بموجب المادة‬ ‫)‪(2‬‬
‫األسعار المطبقة في بعض قطاعات النشاط أو بعض السلع و الخدمات المعينة‬
‫‪ 03‬منه على وسائل أخرى لإلعالم عن األسعار و هي بواسطة دعائم اإلعالم اآللي و الوسائل‬
‫السمعية البصرية و الهاتفية و اللوحات اإللكترونية و الدالئل و النشرات البيانية ‪ ،‬فألزم هذا المرسوم‬
‫في المادة ‪ 06‬منه المتدخل بإعالم المستهلك عن مجموع العناصر المكونة لألسعار و التعريفات‬
‫الواجب دفعها و كيفية دفع كل االقتطاعات و التخفيضات المطبقة و الرسوم كذلك ‪.‬‬
‫و نصت المادة ‪ 06‬من قانون رقم ‪ 02-04‬على وجوب مرافقة األسعار أو التعريفات‬
‫المعلنة المبلغ اإلجمالي الذي يدفعه الزبون مقابل اقتناء السلعة أو الحصول على الخدمة ‪ ،‬فالهدف‬
‫الذي ابتغاه المشرع هو لحماية المستهلك من المتدخل عندما ال يظهر هذا األخير المبلغ الحقيقي‬
‫الذي سيدفعه المستهلك ‪ ،‬ثم يتفاجئ بعد ذلك بقيمة المبلغ عند الدفع و التي قد ال توافق رغباته‬
‫المشروعة ‪ ،‬و نجد نفس هذا المبدأ مكرس بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 390-07‬المؤرخ في‬
‫‪ ،‬في المادة‬ ‫)‪(3‬‬
‫‪ 12‬ديسمبر‪ 2007‬المحدد لشروط و كيفيات ممارسة نشاط تسويق السيارات الجديدة‬
‫‪ 22‬منه ‪ " :‬يجب أن يكون سعر البيع المبين في سند الطلبية الخاص بالسيارة ثابتا و غير قابل‬
‫للتعديل و التحيين عند الزيادة خالل مدة صالحية الطلبية " ‪.‬‬
‫فيشترط في مثل هذا اإلعالم لصحته أن يكون مكتوبا ‪ ،‬و أن تبين هذه األسعار و تعريفات‬
‫البيع بصفة مرئية و مقروءة ‪ ،‬طبقا للمادة ‪ 05‬من قانون رقم ‪ 02-04‬و لن يتأتى ذلك إال بكتابة‬
‫هذه األسعار بخط واضح و كبير و مغاير للخط الذي تمت به كتابة اسم السلعة أو الخدمة ‪ ،‬و أن‬
‫توضع في مكان مقابل للمستهلك بحيث ال يبذل جهدا أو عناء في التعرف عليها و قراءتها ‪ ،‬مع‬
‫ضرورة تحرير المعلومات المتعلقة باألسعار و التعريفات باللغة العربية و يمكن استعمال لغات‬
‫أجنبية على سبيل اإلضافة)‪.(4‬‬

‫‪ -‬مرباح صليحة ‪ " ،‬حماية المستهلك من خالل الدور الوقائي " ‪ ،‬مداخلة في الملتقى الوطني حول " المنافسة وحماية المستهلك‬ ‫)‪(1‬‬

‫بين الشريعة و القانون " ‪ ،‬جامعة خميس مليانة ‪ ،‬يومي ‪ 21-20‬نوفمبر ‪ ، 2012‬ص ‪. 52‬‬
‫‪ -‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 65-09‬المؤرخ في‪ ، 2009/02/07‬المتعلق بتحديد الكيفيات الخاصة المتعلقة باإلعالم حول األسعار‬ ‫)‪(2‬‬

‫في بعض قطاعات النشاط أو بعض السلع و الخدمات المعينة ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 10‬المؤرخة في ‪ ، 2009/02/11‬ص ‪.09‬‬
‫‪ -‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 390-07‬المؤرخ في ‪ ، 2007/12/12‬المتعلق المحدد لشروط و كيفيات ممارسة نشاط تسويق‬ ‫)‪(3‬‬

‫السيارات الجديدة ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ 78‬المؤرخة ‪ ،‬في ‪ ، 2007/12/12‬ص ‪. 22‬‬


‫‪ -‬أنظر المادة ‪ 07‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،65-09‬المتعلق بتحديد الكيفيات الخاصة المتعلقة باإلعالم حول األسعار المطبقة‬ ‫)‪(4‬‬

‫في بعض قطاعات النشاط أو بعض السلع و الخدمات المعبئة ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 10‬ص ‪. 09‬‬

‫‪77‬‬
‫فاإلعالم باألسعار مسبقا عند إقبال المستهلك على اقتناء المنتوج ‪ ،‬يمكنه من الحفاظ على‬
‫حرية اتخاذ ق ارره باقتناء المنتوج من عدمه ‪ ،‬كون أن سعر المنتوج هو الشيء الذي يهتم به‬
‫المستهلك ‪ ،‬فيرفع عنه الحرج بالسؤال عن السعر و يسمح له بالمقارنة بين مختلف األسعار فيتفادى‬
‫بذلك ضغط المتدخل عليه باقتناء المنتوج ‪ ،‬مما يجعل رضاءه سليم و‬
‫مبصر(‪.)1‬‬
‫كما يساعد على تحقيق رقابة مستمرة على األسعار المتداولة في األسواق ‪ ،‬فإذا كان هذا‬
‫اإلعالم صحيح فيعد ذلك حاف از من حوافز التعاقد خاصة إذا كان السعر المعلن عنه غير مبالغ فيه‬
‫‪ ،‬و يمنع على المتدخل عند اإلعالم عن األسعار قيامه بالتمييز بين‬ ‫(‪)2‬‬
‫و يوافق رغبات المستهلك‬
‫المستهلكين حسب كل زبون و طبقا ألهوائه(‪.)3‬‬
‫فباستقراء نص المادتين ‪ 17‬و‪ 18‬من قانون رقم ‪ 03-09‬المتعلق بحماية المستهلك ‪ ،‬نجد‬
‫المشرع نظم االلتزام باإلعالم بموجب مادتين فقط ‪ ،‬كما أنه لم يحدد طبيعة المعلومات التي يدلي‬
‫بها المتدخل مكتفيا باستعمال مصطلح " كل المعلومات " ‪ ،‬و بالرجوع إلى النصوص التنظيمية التي‬
‫ترك لها المشرع مجال تنظيم اإلعالم حسب طبيعة كل منتوج على حدى نجدها تحدد طبيعة هذه‬
‫المعلومات ‪ ،‬و تلزم المتدخل بواجب تحذير المستهلك عن مخاطر المنتوجات فهي بذلك تلقي على‬
‫عاتق المتدخل التزاما بالتحذير بنصوص صريحة ‪ ،‬و هذا ما لم ينص عليه المشرع في قانون رقم‬
‫‪ ، 03-09‬عكس المشرع الفرنسي الذي ينص عليه بموجب المادة‬
‫‪ ،‬و على اإلعالم عن شروط البيع و خصائص‬ ‫(‪)4‬‬
‫‪ L221-1-2‬من قانون االستهالك الفرنسي‬
‫المنتوجات و عن آجال التسليم و أسعار المنتوجات في نفس القانون ‪ ،‬و هذا ما ال نجده بالنسبة‬
‫لقانون رقم ‪ 03-09‬فيما يخص اإلعالم حول األسعار الذي نص عليه في قانون رقم ‪02-04‬‬
‫المحدد للقواعد المطبقة على الممارسات التجارية ‪ ،‬كما أن الحماية التي كرسها المشرع لن تتوقف‬
‫عند مجرد إعالم المستهلك فقط ‪ ،‬بل تمتد إلى ضرورة مطابقة المنتوج لما هو محدد قانونا ‪ ،‬و أن‬
‫يكون هذا األخير مضمون ‪.‬‬

‫‪ -‬ريموش فرحات ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 245-244‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪ -‬معزوز دليلة ‪ " ،‬االلتزام باإلعالم المستهلك اإللكتروني و مدى فعالية و شمولية قانون ‪ 03-09‬المتعلق بحماية المستهلك و‬ ‫(‪)2‬‬

‫قمع الغش " ‪ ،‬مجلة معارف ‪ ،‬المركز الجامعي البويرة ‪ ،‬العدد ‪ ، 08‬جوان ‪ ، 2010‬ص ‪. 86-85‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪- Calais-Auloy Jean et Steinmetz Frank، op.cit ،p 356.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪- www.Légifrance.gouv.com ، (L 111-1 à L 111-3) ، (L 113-1 à L 113-5) ، ( L 114-1،‬‬
‫‪L 221-1-2 ).‬‬

‫‪78‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬ضمان استعمال المستهلك للمنتوج بصفة عادية للوقاية من المخاطر‪:‬‬
‫تشكل جودة المنتوجات حاف از مهما على إقبال المستهلك عليها ‪ ،‬لطمأنته حول طبيعتها ‪،‬‬
‫فبهذا تكون مطابقة لرغباته المشروعة و للمواصفات القانونية و للمقاييس المعتمدة (الفرع األول) و‬
‫لكن قد يحدث أن يتعيب المنتوج أثناء اقتناء المستهلك له ‪ ،‬مما يترتب على ذلك نشوء حق‬
‫المستهلك في مطالبة المتدخل بتنفيذ التزامه بالضمان (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول ‪:‬التزام المتدخل بمطابقة المنتوجات المعروضة لالستهالك‪:‬‬


‫ألزم المشرع المتدخل بمطابقة المنتوج للرغبات المشروعة للمستهلك و ذكرها في نص صريح‬
‫‪ ،‬بهدف حماية المستهلك باعتباره طرف ضعيف في العالقة االستهالكية (أوال) ‪ ،‬و لم يكتفي‬
‫المشرع بذلك بل أكد على ضرورة مطابقة المنتوج المعروض لالستهالك للمواصفات المحددة قانونا‬
‫و للمقاييس المعتمدة ‪ ،‬بغرض توفير الجودة للمنتوجات (ثانيا) ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬مطابقة المنتوج للرغبات المشروعة للمستهلك ‪:‬‬


‫عرف المشرع في المادة ‪ 03‬الفقرة (‪ )19‬من قانون رقم‪ 03-09‬المطابقة على أنها ‪:‬‬
‫" استجابة كل منتوج موضوع لالستهالك للشروط المتضمنة في اللوائح الفنية و المتطلبات الصحية‬
‫و البيئية و السالمة و األمن الخاصة به " ‪ ،‬و أكدت المادة ‪ 11‬من قانون رقم‪ 03-09‬على أنه‪:‬‬
‫" يجب أن يلبي كل منتوج معروض لالستهالك ‪ ،‬الرغبات المشروعة للمستهلك‪ ، "....‬فيتم تقدير‬
‫هذه الرغبات المشروعة للمستهلك بالنظر إلى المعطيات التي ذكرتها المادة ‪ 11‬في فقرتها (‪)01‬‬
‫و(‪ )02‬من قانون رقم‪ ، 03-09‬و هي طبيعة المنتوج ‪ ،‬صنفه و منشئه ‪ ،‬مميزاته األساسية ‪،‬‬
‫تركيبته نسبة المقومات الالزمة و هويته و كمياته و قابليته لالستعمال و األخطار الناجمة عن‬
‫استعماله ‪ ،‬و أيضا مصدره و النتائج المرجوة منه ‪ ،‬و مميزاته من حيث تغليفه ‪ ،‬تاريخ صنعه ‪،‬‬
‫التاريخ األقصى الستهالكه ‪ ،‬كيفية استعماله ‪ ،‬شروط حفظه و االحتياطات المتعلقة بذلك ‪ ،‬و‬
‫الرقابة التي أجريت عليه ‪ ،‬فالرغبة المشروعة للمستهلك هي أمر ذاتي يختلف من مستهلك آلخر و‬
‫هي خاصة به فال يمكن للمتدخل تحديدها و تقدير ما يريده المستهلك ‪ ،‬و من جهة أخرى ينبغي‬
‫على هذا األخير أن ينتظر إال ما هو معقول في ظروف اقتصادية و تقنية معينة(‪. )1‬‬

‫‪ -‬بودالي محمد ‪ " ،‬حماية المستهلك‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.284-283‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪79‬‬
‫فالمطابقة تختلف فقد يبحث المستهلك على المطابقة الكمية ‪ ،‬حسب ما اتفق عليه مع المتدخل‬
‫و يتبين للمستهلك بعد ذلك أن كمية المنتوج أقل مما اتفق عليه فتتحقق عدم المطابقة مما يجعل‬
‫‪ ،‬فأساس المطابقة هنا االتفاق الذي تم بين‬ ‫(‪)1‬‬
‫المنتوج غير صالح للغرض المقتنى من أجله‬
‫المستهلك و المتدخل حول مقدار المنتوج الواجب تسليمه و لم يطابق الرغبات المشروعة للمستهلك‬
‫‪ ،‬كما قد تكون مطابقة وصفية لما يتم التعاقد على أساس أوصاف المنتوج و ذلك بناءا على عينات‬
‫أو كتالوجات أو نماذج يرسلها المتدخل للمستهلك يختار هذا األخير المنتوج الذي يتوافق و رغباته‬
‫المشروعة ‪ ،‬فتتحقق المطابقة الوصفية إذا كان المنتوج غير متضمن لتلك الصفات التي عرضها‬
‫المتدخل على المستهلك(‪.)2‬‬
‫و ال تقتصر المطابقة على المطابقة الكمية و المطابقة الوصفية فقط ‪ ،‬بل توجد المطابقة‬
‫الوظيفة التي هي الحقة عنهما تظهر في حالة استعمال المستهلك للمنتوج الذي اقتناه ‪ ،‬فيظهر له‬
‫إن كان صالحا لالستعمال المعد من أجله ‪ ،‬و لألغراض التي تعاقد المستهلك على أساسها ‪،‬‬
‫فالمطابقة الوظيفية مرتبطة بكل واقعة من شأنها أن تعطل هذا االستعمال حتى و لو كان المنتوج‬
‫خالي من العيوب(‪.)3‬‬
‫فتتحقق عدم المطابقة لما يكون المنتوج غير مطابق للرغبات المشروعة للمستهلك ‪ ،‬و ذلك‬
‫نتيجة عدم احترام المتدخل للمقاييس القانونية و التنظيمية المحددة لمعايير تحقق المطابقة مما‬
‫‪ ،‬و من أجل ضمان تحقيق الرغبات المشروعة ينبغي وضع‬ ‫(‪)4‬‬
‫يعرقل االستعمال السليم للمنتوج‬
‫منتوجات مطابقة لما هو محدد قانونا و تنظيما ‪ ،‬و بالتالي توفير األمن للمستهلك فتجنبه التذمر‬
‫‪ ،‬كما يساهم ضمان المطابقة بشكل كبير في مساعدة المستهلك على‬ ‫(‪)5‬‬
‫عند استعماله للمنتوج‬
‫اإلقبال على المنتوجات المعروضة في السوق و هو مطمئن حول مصداقيتها(‪.)6‬‬

‫‪ -‬جمال محمود عبد العزيز‪ " ،‬االلتزام بالمطابقة في عقد البيع الدولي للبضائع " ‪ ،‬القاهرة ‪ ،1997-1996 ،‬ص ‪.34-33‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫(‪)2‬‬
‫"‪- Fenouillet Dominique et Labarthe Françoise ، " Faut–il recodifier le droit de la consommation‬‬
‫‪،éditions ECONOMICA ،Paris ، 2002 ، p 111.‬‬
‫‪ -‬أمازو لطيفة ‪ " ،‬العالقة بين عدم مطابقة المبيع للمواصفات و العيب الخفي " ‪ ،‬المجلة الجزائرية للعلوم القانونية و‬ ‫(‪)3‬‬

‫االقتصادية و السياسية ‪ ،‬كلية الحقوق بن عكنون‪ ،‬العدد ‪ ، 03‬سبتمبر ‪ ، 2012‬ص ‪. 241‬‬


‫(‪)4‬‬
‫‪- Dorandeu.(N) et les autres ، op.cit ، p 149 .‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪- Bouaiche Mohamed ، op.cit ، p 15 .‬‬
‫‪ -‬دنوني هجيرة ‪ " ،‬قانون المنافسة و حماية المستهلك " ‪ ،‬المجلة الجزائرية للعلوم القانونية و االقتصادية و السياسية ‪ ،‬كلية‬ ‫(‪)6‬‬

‫الحقوق بن عكنون ‪ ،‬الجزء ‪ ، 39‬رقم ‪ ، 2002 ، 01‬ص ‪.11‬‬

‫‪80‬‬
‫و لضمان تحقق مطابقة المنتوجات المعروضة لالستهالك ألقى المشرع على عاتق المتدخل‬
‫بموجب المادة ‪ 12‬الفقرة (‪ )01‬من قانون رقم‪ ، 03-09‬إجراء رقابة ذاتية عن طريق قيامه بكل‬
‫التحريات الالزمة للتأكد من أن المنتوج الذي سيعرض لالستهالك مطابق للرغبات المشروعة‬
‫‪ ،‬فيمكن للمتدخل أثناء‬ ‫(‪)1‬‬
‫للمستهلك ‪ ،‬سواء من حيث الكم ‪ ،‬أو الوصف ‪ ،‬أو الوظيفة المرجوة منه‬
‫‪،‬‬ ‫قيامه بهذه الرقابة االعتماد على وسائل مادية مناسبة كما يستطيع االستعانة بأشخاص مؤهلين‬
‫(‪)2‬‬

‫و نجد هذا مجسدا في الفقرة الثانية من المادة ‪ 12‬من قانون رقم‪ ، 03-09‬فكل متدخل ملزم‬
‫بإجراء مثل هذه الرقابة حتى و لو كان مستوردا للمنتوجات األجنبية ‪ ،‬فال يمكنه التنصل من القيام‬
‫بمثل هذه الرقابة و ادعائه بوجود شهادات مرفقة مع المنتوج أو بالوسم الموضوع عليه ‪ ،‬و يقع عليه‬
‫إثبات إجرائه لمثل هذه الرقابة ‪ ،‬مثال بتقديمه وثائق تثبت أخذ المنتوج لمخبر متخصص أو إلى‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫مصلحة متخصصة في تقدير الجودة‬
‫فلحماية المستهلك يستدعي األمر أن يكون المنتوج مطابقا للرغبات المشروعة للمستهلك و‬
‫لالستعمال المنتظر منه ‪ ،‬مع ضرورة إجراء المتدخل لرقابة ذاتية سابقة على عرض المنتوج‬
‫لالستهالك لوقاية و حماية مصالح المستهلك ‪ ،‬مع احترام المقاييس و المعايير القانونية المعمول‬
‫بها(‪.)4‬‬

‫ثانيا‪ :‬مطابقة المنتوج للمعايير المحددة قانونا‪:‬‬


‫يؤدي ضمان مطابقة المنتوج للمواصفات القانونية المحددة بموجب النصوص القانونية إلى‬
‫جودة المنتوجات المعروضة في السوق ‪ ،‬كما تضمن هذه المطابقة االمتثال للمواصفات المحددة‬
‫قانونا التي تجعل هذه المنتجات تنافس المنتجات األجنبية ‪ ،‬و يتم ضمان تطابق المنتوجات مع هذه‬
‫المواصفات من طرف هيئات متخصصة ‪.‬‬

‫أ( ‪ -‬المواصفات القانونية‪:‬‬


‫هي تلك المواصفات المحددة للجودة ‪ ،‬سواء فيما يتعلق بطبيعة المنتوج ‪ ،‬صنفه ‪ ،‬مميزاته‬
‫األساسية ‪ ،‬تركيبه ‪ ،‬تغليفه ‪ ،‬و ذكر التاريخ األقصى لصالحيته و كيفية استعماله ‪ ،‬و كذا تبيين‬

‫‪ -‬موالك بختة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 55‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪ -‬شعباني نوال ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 92‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫(‪)3‬‬
‫‪- Dorandeu.(n)، gomy.(m) et les autres ، op.cit ، p 163 .‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪- Malaurie.(p) et laurent.(a) et gautier.(p) ، op.cit ، p 206 .‬‬

‫‪81‬‬
‫االحتياطات الواجب اتخاذها في حالة المنتوج الخطير‪ ،‬فهذه المواصفات هي التي تجعل المنتوج‬
‫معدا للغرض المصنوع من أجله ‪ ،‬كما تؤدي هذه المواصفات لتبيين خطوات التركيب و صيانة‬
‫‪ ،‬مثلما تطرق له القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 17‬أكتوبر ‪ 1998‬المتعلق‬ ‫(‪)1‬‬
‫المنتوج‬
‫بالخصائص التقنية للياهورت و كيفيات وضعه لالستهالك(‪.)2‬‬
‫فيقع على عاتق المتدخل منذ توليه مرحلة االنتاج إلى غاية استهالك المنتوج من قبل‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫المستهلك ‪ ،‬احترامه لهذه المواصفات القانونية‬

‫ب( ‪ -‬المواصفات القياسية‪:‬‬


‫عرفتها المادة ‪ 02‬الفقرة (‪ )02‬من قانون رقم ‪ ، 04-04‬على أنه‪ " :‬النشاط الخاص‬
‫المتعلق بوضع أحكام ذات استعمال موحد و متكرر في مواجهة مشاكل حقيقية أو محتملة يكون‬
‫الغرض منها تحقيق الدرجة المثلى من التنظيم في إطار معين ‪ ،‬و يقدم وثائق مرجعية تحتوي على‬
‫حلول لمشاكل تقنية و تجارية تخص المنتوجات و السلع و الخدمات التي تطرح بصفة متكررة في‬
‫العالقات بين الشركاء االقتصاديين و العلميين و التقنيين و االجتماعيين "‪.‬‬
‫يتبين من هذا التعريف أن التقييس هو ذلك النشاط الذي يتم من خالله وضع قواعد‬
‫‪ ،‬فهو‬ ‫(‪)4‬‬
‫و أحكام تكون شاملة و مستمرة لمواجهة المخاطر و األضرار التي قد تنجم عن المنتوجات‬
‫يعمل على إيجاد حلول لمواجهة مثل هذه المشاكل الناتجة سواء باستهالك المنتوجات أو باستعمالها‬
‫أو باستغاللها ‪ ،‬فهذه المقاييس الموضوعة تخص المنتوج المخصص لالستعمال المهني كما تخص‬
‫المنتوجات المخصصة لالستهالك(‪.)5‬‬
‫و تطرقت المادة ‪ 03‬من قانون رقم ‪ 04-04‬المتعلق بالتقييس ‪ ،‬ألهداف هذا األخير على أنه‬
‫يهدف إلى‪:‬‬

‫‪ -‬كالم حبيبة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.41-40‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪ -‬القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 1998/10/17‬المتعلق بالخصائص التقنية للياهورت و كيفيات وضعه لالستهالك‪ ،‬جريدة‬ ‫(‪)2‬‬

‫رسمية رقم ‪ 86‬المؤرخة في ‪.1998/11/15‬‬


‫‪ -‬زوبير أرزقي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.135-134‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪ -‬سعداوي سليم ‪ " ،‬حماية المستهلك ‪ ،‬الجزائر نموذجا " ‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الخلدونية ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 2009 ،‬ص ‪.116‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫(‪)5‬‬
‫‪- Calais-Auloy Jean et Steinmetz Frank ،op.cit ، p 236-237.‬‬

‫‪82‬‬
‫‪ -‬تحسين جودة السلع و الخدمات ‪ ،‬و نقل التكنولوجيا‪.‬‬
‫‪ -‬التخفيف من العوائق التقنية للتجارة ‪ ،‬و عدم التمييز‪.‬‬
‫‪ -‬إشراك األطراف المعنية في التقييس و احترام مبدأ الشفافية‪.‬‬
‫‪ -‬تجنب التداخل و االزدواجية في أعمال التقييس‪.‬‬
‫‪ -‬التشجيع على االعتراف المتبادل باللوائح الفنية و المواصفات و إجراءات التقييم ذات األثر‬
‫المطابق‪.‬‬
‫‪ -‬اقتصاد الوارد و حماية البيئة‪.‬‬
‫‪ -‬تحقيق األهداف المشروعة‪.‬‬
‫كما أكد وزير الصناعة السيد الهاشمي جعبوب على أنه من أهداف التقييس تطابق التشريع‬
‫الوطني مع االتفاقيات الدولية و متطلبات المنظمة العالمية للتجارة ‪ ،‬فيحمي بذلك المنتوجات‬
‫الوطنية من المنافسة غير الشريفة ‪ ،‬و يعمل على تشجيع تصدير المنتوج الجزائري و حماية‬
‫المستهلك من المنتوجات المستوردة(‪.)1‬‬
‫و من أهدافه أيضا البحث عن السالمة ‪ ،‬و ذلك من خالل األهداف المتعلقة بحماية‬
‫‪ ،‬فيضمن التقييس تلبية المنتوج‬ ‫(‪)2‬‬
‫المستهلكين و النزاهة التجارية و حماية صحة األشخاص و أمنهم‬
‫الحتياجات المستهلك التي تكون مطابقة لخصائص يمكنها ضمان أمن و جودة المنتوج ‪ ،‬فيساعد‬
‫على ترويج المنتوجات و تسهيل بيعها ‪ ،‬فمجرد تحقق مطابقة المنتوجات يساعد على تحسين‬
‫اختيار المستهلك لهذه األخيرة بدون أن يقع في أي أخطاء(‪.)3‬‬
‫فيعمد على تبيين خصائص المنتوجات و طرق إنتاجها بواسطة اللوائح الفنية التي عرفتها‬
‫المادة ‪ 02‬الفقرة (‪ )08‬من قانون رقم ‪ 04-04‬المتعلق بالتقييس ‪ ،‬على أنها‪ " :‬وثيقة تتخذ عن‬
‫طريق التنظيم و تنص على خصائص منتوج ما ‪ ،‬أو العمليات و طرق االنتاج المرتبطة به ‪ ،‬بما‬
‫في ذلك النظام المطبق عليها ‪ ،‬و يكون احترامها إجباريا ‪ ،‬كما يمكن أن تتناول جزئيا أو كليا‬

‫‪ -‬جعبوب الهاشمي ‪ " ،‬التقييس آلية لحماية االقتصاد و المستهلك " ‪ ،‬مجلة مجلس األمة‪ ،‬العدد ‪ ، 15‬جويلية‪/‬أوت ‪،2004‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫ص ‪. 10‬‬
‫‪ -‬فتاك علي ‪ " ،‬تأثير المنافسة على االلتزام بضمان سالمة المنتوج " ‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية ‪،‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪ ، 2007‬ص ‪.273‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪- Chendeb Rabih ، op.cit ، p 201 .‬‬

‫‪83‬‬
‫المصطلح ‪ ،‬و الرموز و الشروط الواجبة في مجال التغليف ‪ ،‬و السمات المميزة أو اللصقات لمنتوج‬
‫أو عملية أو طريقة إنتاج معينة "‪.‬‬

‫كما سمح القانون المتعلق بالتقييس للمتدخلين باللجوء الستعمال المواصفات الدولية ذات‬
‫الصلة كأساس للوائح الفنية ‪ ،‬شرط تحقيق هذه المواصفات الدولية لألهداف المشروعة للتقييس ‪،‬‬
‫فاللوائح الفنية تستند إلى المتطلبات المتعلقة بالمنتوج من حيث خصائص استعماله دون االستناد‬
‫إلى تصميمه أو إلى خاصياته الوصفية ‪ ،‬كما يجب أن يؤخذ بعين االعتبار المخاطر التي قد تنجر‬
‫عن عدم اعتمادها ‪ ،‬و يتم تقدير هذه المخاطر بالنظر إلى المعطيات العلمية و التقنية المتوفرة ‪ ،‬و‬
‫‪ ،‬فتؤدي الالئحة‬ ‫(‪)1‬‬
‫تقنيات التحويل المرتبطة بها ‪ ،‬و االستعماالت النهائية المتوقعة للمنتوجات‬
‫الفنية إلى تفادي المخاطر التي قد تنجم عن عدم اعتمادها ‪ ،‬مما ينبغي األخذ بالمعطيات العلمية و‬
‫‪ ،‬فيمكن‬ ‫(‪)2‬‬
‫التقنية المعتمدة ‪ ،‬فالهدف منها هو لتفادي تغليط المستهلك و حماية صحته و سالمته‬
‫القول أنه إذا كان منتوجا ما مطابقا للوائح الفنية فإنه يكون متوف ار للسالمة المنتظرة منه(‪.)3‬‬
‫لذلك فالمواصفات القياسية هي تلك الخصائص التقنية ‪ ،‬المبنية على النتائج الناجمة عن‬
‫التطور التكنولوجي و الخبرة التي تهدف إلى تحقيق جودة المنتوجات بدرجة أولى ‪ ،‬ثم إرضاء‬
‫‪ ،‬فتتحقق المطابقة القياسية لما يكون‬ ‫(‪)4‬‬
‫الرغبات المشروعة للمستهلك و أمنه و صحته و سالمته‬
‫‪ ،‬و هذا ما أكد عليه المشرع‬ ‫(‪)5‬‬
‫المنتوج مطابقا لهذه المواصفات الفنية من طرف هيئات متخصصة‬
‫في المادة ‪ 03‬الفقرة (‪ )19‬من قانون رقم‪ " :03-09‬استجابة كل منتوج موضوع لالستعمال‬
‫للشروط المتضمنة في اللوائح الفنية‪. "...‬‬

‫‪ -‬أنظر المواد ‪ 06‬و‪ 07‬و‪ (01) 10‬من قانون رقم ‪ 04-04‬المتعلق بالتقييس‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 41‬المؤرخة في‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪ ، 2004/06/27‬ص ‪. 16‬‬
‫‪ -‬سعداوي سليم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 119‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪ -‬فتاك علي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 275‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪ -‬بولحية بن بوخميس علي ‪ " ،‬القواعد العامة لحماية المستهلك و المسؤولية المترتبة عنها في التشريع الجزائري " ‪ ،‬الطبعة‬ ‫(‪)4‬‬

‫األولى ‪ ،‬دار الهدى ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 2000‬ص ‪. 28‬‬


‫‪ -‬عبد المنعم موسى إبراهيم ‪ " ،‬حماية المستهلك‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 338‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫‪84‬‬
‫‪ -‬أنواع المواصفات القياسية ‪:‬‬
‫عرفت المادة ‪ 02‬الفقرة (‪ )04‬من قانون رقم ‪ 04-04‬المتعلق بالتقييس ‪ ،‬المواصفة على‬
‫أنها‪ " :‬وثيقة غير إلزامية توافق عليها هيئة تقييس معترف بها ‪ ،‬تقدم من أجل االستخدام العام‬
‫المتكرر ‪ ،‬للقواعد و اإلشارات ‪ ،‬أو الخصائص المتضمنة الشروط في مجال التغليف و السمات‬
‫المميزة أو اللصقات أو عملية أو طريقة انتاج معينة " ‪.‬‬
‫فالتقييس ينقسم بدوره إلى التقييس الوطني المتجسد في المواصفات الوطنية ‪ ،‬كما يوجد التقييس‬
‫الخاص المتجسد في تلك المواصفات المؤسساتية ‪:‬‬

‫* المواصفات الوطنية ‪:‬‬


‫تختص بإعداد مثل هذه المواصفات الوطنية من قبل هيئة وطنية للتقييس طبقا للمادة ‪ 12‬من‬
‫قانون رقم ‪ 04-04‬المتعلق بالتقييس ‪ ،‬و هي تعد قيدا في مواجهة المتدخلين على عدم إدخال‬
‫المنتوجات إلى السوق في الحالة التي تكون فيها هذه األخيرة ال تتوفر على عناصر التقييس‬
‫‪ ،‬و هذه المواصفات هي محددة في المادة ‪ 10‬من قانون رقم‬ ‫(‪)1‬‬
‫المعتمد عليها في القانون الوطني‬
‫‪ 04-04‬المتعلق بالتقييس و هي ‪:‬‬
‫‪ -‬المعطيات العلمية و التقنية المتوفرة و تقنيات التحويل المرتبطة بها أو االستعماالت النهائية‬
‫المتوقعة للمنتوجات ‪ ،‬فهي تضمن وحدات القياس و شكل المنتوجات و تركيبها و أبعادها و‬
‫خصائصها سواء كانت طبيعية أو كيمائية ‪ ،‬و نوعها و الصحة و وسم المنتوجات و التمييز الرمزي‬
‫و طرق الحساب و االختيار و القياس و األمن و الصحة ‪ ،‬فتشمل المواصفة الوطنية مواصفات‬
‫مصادق عليها و مواصفات مسجلة ‪:‬‬

‫‪ -‬المواصفات المصادق عليها ‪:‬‬


‫هي تلك المواصفات التي تكون إلزامية التطبيق فللقيام بالمصادقة على هذه المواصفات ‪،‬‬

‫‪ -‬عياشي جمال ‪ " ،‬قراءة التقييس في ظل القانون الجزائري " ‪ ،‬مداخلة في الملتقى الوطني الخامس حول " الحماية القانونية‬ ‫(‪)1‬‬

‫للمستهلك " ‪ ،‬يومي ‪ 17-16‬ماي ‪ ، 2012‬جامعة المدية ‪ ،‬ص ‪. 05‬‬

‫‪85‬‬
‫‪ ،‬و ال يمكن تطبيق المصادقة عليها إال بتاريخ‬ ‫)‪(1‬‬
‫يستدعي األمر القيام بالتحريات على المنتوجات‬
‫‪.‬‬ ‫دخول هذه المواصفة حيز التنفيذ‬
‫)‪(2‬‬

‫‪ -‬المواصفات المسجلة ‪:‬‬


‫هي التي تكون اختيارية التطبيق يتم تسجيلها في سجل يمسك من طرف الهيئة المكلفة‬
‫بالتقييس بعد أخذ رأي اللجان التقنية الوطنية ‪ ،‬فتدون فيها المقاييس الجزائرية المسجلة حسب ترتيبها‬
‫‪.‬‬ ‫العددي و يذكر رقم التسجيل ‪ ،‬تاريخه ‪ ،‬بيان المقاييس ‪ ،‬تسميته‬
‫)‪(3‬‬

‫* مواصفات المؤسسة‪:‬‬
‫يتم إعدادها بمبادرة من المؤسسة المعنية بالنظر إلى خصائصها الذاتية ‪ ،‬و تنفرد هذه‬
‫المواصفات المؤسسة بكل المواضيع التي ليست محل مواصفات جزائرية ‪ ،‬فهي توجه خصوصا‬
‫للمنتوج ‪ ،‬إجراءات الصنع ‪ ،‬اآلالت المستعملة ‪ ،‬و توضع و تنشر بمبادرة من مديرية المؤسسة ‪،‬‬
‫مراعية بذلك القوانين المتعلقة بالتقييس و ال يجوز أن تكون مواصفات المؤسسة مناقضة لخصائص‬
‫‪ ،‬و يمكن‬ ‫)‪(4‬‬
‫المواصفات الوطنية ‪ ،‬و يجب أن تبلغ هذه المواصفات إلى المعهد الجزائري للتقييس‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(5‬‬
‫للمواصفات المؤسسة أن تكون محل مواصفات مصادق عليها أي تعتمد كأنها مقاييس وطنية‬

‫‪ -‬مراجعة المقاييس و إلغائها‪:‬‬


‫يمكن إدخال تغيرات أو تحسينات أو إضافات أو إلغاء المقاييس الوطنية و هذا ما نصت‬
‫عليه المادة ‪ 19‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 464-05‬المؤرخ في ‪ 06‬ديسمبر ‪ 2005‬المتعلق‬
‫‪ ،‬على أنه‪ " :‬يقوم المعهد الجزائري للتقييس بإجراء فحص منتظم‬ ‫)‪(6‬‬
‫بتنظيم التقييس و سيره‬

‫– و هذا ما أكدت عليه المادة ‪ )03( 10‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 464-05‬المؤرخ في ‪ ، 2005/12/06‬المتعلق بتنظيم‬ ‫)‪(1‬‬

‫التقييس و سيره ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 80‬المؤرخة في ‪ ، 2005/12/11‬ص ‪. 05‬‬


‫‪ -‬جرعود الياقوت ‪ " ،‬عقد البيع و حماية المستهلك‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 102-101‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫)‪ -(3‬كالم حبيبة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 46‬‬


‫‪ -‬أنظر المادة ‪ 12‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 464-05‬المؤرخ في ‪ ، 2005/12/06‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 80‬المؤرخة في‬ ‫)‪(4‬‬

‫‪ ، 2005/12/11‬ص ‪. 05‬‬
‫‪ -‬عياش جمال ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 06‬‬ ‫)‪(5‬‬

‫‪ -‬الجريدة الرسمية رقم ‪ ، 80‬المؤرخة في ‪ ، 2005/12/11‬ص ‪. 57‬‬ ‫)‪(6‬‬

‫‪86‬‬
‫للمواصفات الوطنية ‪ ،‬مرة كل خمس سنوات قصد اإلبقاء عليها أو مراجعتها أو إلغائها‪ ، "...‬فمن‬
‫حق المعهد الجزائري للتقييس القيام بهذه المراجعة ‪ ،‬كما يمكن خالل ‪ 05‬سنوات المنصوص عليها‬
‫في المادة ‪ 19‬من المرسوم التنفيذي رقم‪ 464-05‬المتعلق بتنظيم التقييس و سيره ‪ ،‬لكل طرف‬
‫يهمه األمر المبادرة بطلب هذا الفحص لدى المعهد الجزائري للتقييس ‪ ،‬فتهدف مراجعة التقييس‬
‫إلى ‪:‬‬
‫‪ -‬تسهيل و ضمان و احترام المقاييس من قبل المتدخلين في السلسلة االنتاجية‪.‬‬
‫‪ -‬التأكد من تكييف التقييس مع المعطيات الوطنية و المؤسساتية الخاصة‪.‬‬
‫أما بالنسبة إللغاء التقييس فيهدف إلى ‪:‬‬
‫‪ -‬إنهاء العمل بالمواصفة القياسية و بالتالي يعمل على ايجاد مواصفة أفضل منها متطورة أكثر‪.‬‬
‫و نجد تجسيدا لتحقيق عدم مطابقة المنتوج للمقاييس القانونية ‪ ،‬على مستوى الغرفة الجزائية بموجب‬
‫القرار الصادر عن المحكمة العليا و المؤرخ في ‪.)1(1995/ 03/28‬‬

‫ج( ‪ -‬الهيئات المكلفة بالقيام بالتقييس ‪:‬‬


‫نصت المادة ‪ 02‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 464-05‬المتعلق بتنظيم التقييس‬
‫و سيره ‪ ،‬على األجهزة المكلفة بالقيام بالتقييس و هي ‪ " :‬تعد أجهزة للتقييس ‪ :‬المجلس الوطني‬
‫للتقييس ‪ ،‬المعهد الجزائري للتقييس ‪ ،‬اللجان التقنية الوطنية ‪ ،‬الهيئات ذات النشاط التقييسي ‪،‬‬
‫الوزارات ضمن نشاطاتها في إعداد اللوائح الفنية " ‪.‬‬

‫* المجلس الوطني للتقييس ‪:‬‬


‫نصت المادة ‪ 03‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 464-05‬المتعلق بتنظيم التقييس و سيره ‪ ،‬على‬
‫أن هذا المجلس ينشأ من أجل االستشارة و تقديم النصح في ميدان التقييس مع اقتراح عناصر‬
‫‪ ،‬و من صالحيته طبقا للمادة ‪: 03‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫السياسة الوطنية للتقييس فهو جهاز مركزي و تقني و فني‬

‫‪ -‬قرار صادر عن المحكمة العليا الغرفة الجزائية ‪ ،‬المؤرخ في ‪ ، 1995/03/28‬ملف رقم‪ ،120509‬المجلة القضائية العدد ‪02‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪ ،‬ص ‪)161-160‬المتعلق ببيع مشروبات غير صالحة لالستهالك الذي يؤكد أن اثبات عدم المطابقة للمقاييس القانونية يكون‬
‫استنادا للخبرة الطبية غير منازع فيها تثبت عدم صالحية المنتوج المعروض لالستهالك( ‪.‬‬
‫‪ -‬بودهان موسى ‪ " ،‬النظام القانوني للتقييس " ‪ ،‬دار الهدى ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 2011 ،‬ص ‪. 75‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪87‬‬
‫‪ -‬اقتراح االستراتيجيات و التدابير الكفيلة بتطوير النظام الوطني للتقييس و ترقيته‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد األهداف المتوسطة و البعيدة المدى في مجال التقييس‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة مشاريع البرامج الوطنية للتقييس المعروضة عليه إلبداء رأيه‪.‬‬
‫‪ -‬متابعة البرامج الوطنية للتقييس و تقييم تطبيقها‪.‬‬
‫فهو يحدد السياسة الوطنية للتقييس و يعمل على تقييم المطابقة)‪.(1‬‬

‫* المعهد الجزائري للتقييس‪:‬‬


‫نصت المادة ‪ 07‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 464-05‬المتعلق بتنظيم التقييس و سيره ‪ ،‬على‬
‫أنه‪:‬‬
‫‪ -‬يقوم بالسهر على إعداد المواصفات الوطنية بالتنسيق مع مختلف القطاعات ‪.‬‬
‫‪ -‬انجاز الدراسات و البحوث و إجراء التحقيقات العمومية في مجال التقييس ‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد االحتياجات الوطنية في مجال التقييس ‪.‬‬
‫‪ -‬السهر على تنفيذ البرنامج الوطني للتقييس ‪.‬‬
‫‪ -‬ضمان توزيع المعلومات المتعلقة بالتقييس ‪.‬‬
‫‪ -‬تسيير نقطة اإلعالم المتعلقة بالعوائق التقنية للتجارة ‪.‬‬
‫‪ -‬تمثيل الجزائر في الهيئات الدولية و الجهوية للتقييس ‪ ،‬التي تكون طرفا فيها ‪.‬‬
‫كما أكدت المادة ‪ 06‬من المرسوم التنفيذي رقم‪ 20-11‬المؤرخ في ‪ 25‬جانفي‪2011‬‬
‫‪ ،‬إلى ضمان المعهد تبعات‬ ‫)‪(2‬‬
‫المتضمن إنشاء المعهد الجزائري للتقييس و يحدد قانونه األساسي‬
‫الخدمة العمومية ‪ ،‬و نصت المادة ‪ 07‬من نفس المرسوم على أن للمعهد مهمة إعداد المواصفات‬
‫الجزائرية و نشرها و توزيعها ‪ ،‬جمع و تنسيق جميع أشغال التقييس ‪ ،‬اعتماد عالمات المطابقة‬
‫للمواصفات الجزائرية و طابع الجودة ‪ ،‬و التكوين و التحسيس في مجال التقييس ‪ ،‬تطبيق‬
‫االتفاقيات و المعاهدات الدولية في مجاالت التقييس التي تكون الجزائر طرفا فيها ‪ ،‬اإلشهاد‬

‫‪ -‬شلبي نبيل ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 87‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪ -‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 20-11‬المؤرخ في ‪ ، 2011/01/25‬المتضمن إنشاء المعهد الجزائري للتقييس و يحدد قانونه األساسي‬ ‫)‪(2‬‬

‫المؤرخ في‬ ‫‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 06‬المؤرخة في ‪ ، 2011/01/30‬ص ‪ ، 04‬المعدل و المتمم للمرسوم التنفيذي رقم ‪69-98‬‬
‫‪ 1998/04/21‬و المتعلق بإنشاء المعهد الجزائري للتقييس و يحدد قانونه األساسي ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 11‬المؤرخة في‬
‫‪. 1998/03/01‬‬

‫‪88‬‬
‫بمطابقة أنظمة التسيير و الخدمات و األشخاص ‪ ،‬مشاركة المعهد في أشغال المنظمات الدولية و‬
‫الجهوية للتقييس و تمثيل الجزائر فيها ‪ ،‬فالمعهد الجزائري للتقييس يقوم بأدوار هامة من شأنها‬
‫تنشيط و مراقبة مقاييس و مواصفات المنتوجات مما يؤدي إلى حماية المستهلك من المنتوجات‬
‫الوطنية و األجنبية التي ال تحترم المقاييس الوطنية)‪.(1‬‬

‫* اللجان التقنية الوطنية‪:‬‬


‫نصت عليها المادة ‪ 08‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 464-05‬المتعلق بتنظيم التقييس و سيره‬
‫على أنه ‪ " :‬تنشأ لكل نشاطات مجموعة أنشطة تقييسية لجنة تقنية وطنية تنشأ بمقرر من الوزير‬
‫و تدخل حسب‬ ‫المكلف بالتقييس ‪ ،‬بناءا على اقتراح من المدير العام للمعهد الجزائري للتقييس ‪،‬‬
‫األشكال نفسها ‪ ،‬و تمارس هذه اللجان التقنية الوطنية مهامها تحت مسؤولية المعهد الجزائري‬
‫للتقييس "‪.‬‬
‫كما حددت المادة ‪ 10‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 464-05‬السالف الذكر على أنها تقوم بـ‪:‬‬
‫‪ -‬إعداد مشاريع برامج التقييس ‪.‬‬
‫‪ -‬إعداد مشاريع المواصفات ‪.‬‬
‫‪ -‬تبليغ مشاريع المواصفات إلى المعهد الجزائري للتقييس قصد إخضاعها للتحقيق العمومي ‪.‬‬
‫‪ -‬القيام بالفحص الدوري للمواصفات الوطنية‪.‬‬
‫‪ -‬فحص مشاريع المواصفات الدولية و الجهوية‪.‬‬
‫‪ -‬المشاركة في أشغال التقييس الدولي و الجهوي‪.‬‬
‫‪ -‬المساهمة في إعداد اللوائح الفنية بناءا على طلب الدوائر المعنية ‪.‬‬
‫كما حدد المقرر المؤرخ في ‪ 18‬جويلية ‪ ، 2007‬المتضمن إنشاء لجان تقنية وطنية مكلفة‬
‫‪ ،‬الذي أكد على إنشاء ‪ 05‬لجان تقنية وطنية مكلفة بالتقييس و هي أنظمة ‪،‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫بأشغال التقييس‬
‫التسيير‪ ،‬التبريد و التكييف ‪ ،‬أنظمة التألية الصناعية و التكامل ‪ ،‬التجهيزات المنزلية ‪ ،‬الطاقة‪.‬‬

‫‪ -‬جعبوب الهاشمي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.10‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪ -‬الجريدة الرسمية رقم ‪ ، 53‬المؤرخة في ‪ ، 2007/09/02‬ص ‪. 24‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫‪89‬‬
‫* الهيئات ذات النشاطات التقييسية‪:‬‬

‫عرفتها المادة ‪ 02‬الفقرة (‪ )09‬من قانون رقم ‪ 04-04‬المتعلق بالتقييس ‪ ،‬على أنها‪:‬‬
‫"هيئة تتولى نشاطات معترف بها في ميدان التقييس " ‪ ،‬فهي كيان يثبث كفاءته التقنية لتنشيط‬
‫األشغال في ميدان التقييس ‪ ،‬و من اختصاصات هذه الهيئات ‪ ،‬أنها تعد المواصفات القطاعية و‬
‫‪.‬‬ ‫تبلغها إلى المعهد الجزائري للتقييس ‪ ،‬و تسهر على توزيعها على الجهات المعينة‬
‫)‪(1‬‬

‫* الو ازرات ضمن نشاطاتها عند إعداد اللوائح الفنية ‪:‬‬


‫توجد هيئات مركزية تباشر اختصاصها في مجال التقييس ‪ ،‬مثل و ازرة الصناعية و المساهمة‬
‫في تطوير االستثمار ‪ ،‬و ازرة التجارة ‪ ،‬و ازرة المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ‪ ،‬و ازرة المالية ‪ ،‬و ازرة‬
‫‪ ،‬و نظ ار لتعددها‬ ‫)‪(2‬‬
‫السياحة ‪ ،‬و ازرة الفالحة و التنمية الريفية ‪ ،‬و ازرة البريد و المواصالت و غيرها‬
‫سنتطرق لو ازرة الصناعة و ترقية االستثمار و و ازرة التجارة ‪.‬‬

‫‪ -‬وزارة الصناعة و ترقية االستثمار‪:‬‬


‫نصت المادة ‪ 05‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 100-08‬المؤرخ في ‪ 30‬مارس ‪ 2008‬المحدد‬
‫لصالحيات وزير الصناعة و ترقية االستثمارات )‪ ،(3‬على أنه يعد و يتابع وزير الصناعة تطبيق‬
‫التشريع و التنظيم المتعلق بالتقييس و الملكية الصناعية و القياسة القانونية كما يشجع ترقية الجودة‬
‫و يضبط المقاييس الخاصة بها ‪ ،‬و يساهم في األعمال الرامية إلى حماية البيئة و يشارك في‬
‫إعداد المقاييس البيئية ‪ ،‬كما تتكفل المديريات الوالئية لو ازرة الصناعة و ترقية االستثمارات بالسهر و‬
‫متابعة التدابير المتعلقة بالتقييس و القياسة القانونية و على تطبيق السياسية الوطنية للتقييس و‬
‫القياسة القانونية)‪.(4‬‬

‫‪ -‬أنظر المواد ‪ 13 ،12 ،11‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 464-05‬المؤرخ في ‪ ، 2005/12/06‬المتعلق بتنظيم التقييس و‬ ‫)‪(1‬‬

‫سيره ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 80‬المؤرخة في ‪ ، 2005/12/11‬ص ‪. 05‬‬


‫‪ -‬بودهان موسى ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 22‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫‪ -‬المادة ‪ 05‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 100-08‬المؤرخ في ‪ ، 2008/10/30‬المحدد لصالحيات وزير الصناعة وترقية‬ ‫)‪(3‬‬

‫االستثمارات ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ،17‬المؤرخة في ‪ ، 2008/03/30‬ص ‪. 08‬‬


‫‪ -‬المادة ‪ 03‬و المادة ‪ 04‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 86-09‬المؤرخ في ‪ ، 2009/02/17‬المتعلق بإنشاء مدريات والئية لو ازرة‬ ‫)‪(4‬‬

‫الصناعية و ترقية االستثمارات و تنظيمها و تسيرها‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ،12‬المؤرخة في ‪ ،2009/02/22‬ص ‪. 04-03‬‬

‫‪90‬‬
‫‪ -‬وزارة التجارة ‪:‬‬
‫نصت المادة ‪ 05‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 453-02‬المؤرخ في‪ 21‬ديسمبر ‪2002‬‬
‫‪ ،‬على أنه يكلف وزير التجارة في مجال جودة السلع و‬ ‫)‪(1‬‬
‫المتعلق بتحديد صالحيات وزير التجارة‬
‫الخدمات و حماية المستهلك بتحديد بالتشاور مع الدوائر الو ازرية و الهيئات المعنية شروط وضع‬
‫هذه المنتوجات رهن االستهالك في مجال الجودة و النظافة الصحية و األمن ‪ ،‬و طبقا لنص المادة‬
‫‪ 04‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 266-08‬المعدل و المتمم للمرسوم التنفيذي رقم ‪ 454-02‬المؤرخ‬
‫‪ ،‬نصت على مهام‬ ‫)‪(2‬‬
‫في ‪ 21‬ديسمبر ‪ 2002‬المتضمن تنظيم اإلدارة المركزية في و ازرة التجارة‬
‫مديرية الجودة و تشجعيها و متابعتها ‪ ،‬كما نصت في إطار تحديد اختصاصات المديرية الفرعية‬
‫لتقييس الخدمات ‪ :‬على حق اقتراح التنظيم و التقييس المتعلقين بجودة المنتوجات و الخدمات و‬
‫بحماية المستهلكين و المساهمة في أعمال التقييس داخل اللجان التقنية الوطنية للتقييس ‪ ،‬و المبادرة‬
‫بكل الدراسات و األعمال الخاصة بالتقييس في مجال الجودة و النظافة الصحية و األمن أو‬
‫المشاركة في ذلك ‪.‬‬

‫فيظهر من كل ذلك أن للتقييس دور في حماية المستهلك ‪ ،‬فالمنتوج الذي ال يطابق‬


‫المواصفات و المقاييس المحددة قانونا ‪ ،‬و ال يلبي الرغبات المشروعة للمستهلك ‪ ،‬يؤدي إلى تشكيل‬
‫‪ ،‬فبتوافر هذه المقاييس المعتمدة في المنتوجات ‪،‬‬ ‫)‪(3‬‬
‫خطورة على صحة و أمن و سالمة هذا األخير‬
‫يحمي المستهلك من كل طرق الغش و التحايل ‪ ،‬فيساعد التقييس على توفير الجودة في المنتوجات‬
‫‪.‬‬ ‫المقتناة‬
‫)‪(4‬‬

‫كما للتقييس دور في انتظام المعامالت االقتصادية و لكن المالحظ في الجزائر أن عدد‬
‫المواصفات الفنية و القياسية محدود بالمقارنة مع الدول األخرى ‪ ،‬و يكمن السبب في أنه ال يجري‬

‫‪ -‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 453-02‬المؤرخ في ‪ ، 2002/12/21‬المتعلق بتحديد صالحيات وزير التجارة ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪85‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪ ،‬المؤرخة في ‪ ، 2002/12/22‬ص ‪. 11‬‬


‫‪ -‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 85‬المؤرخة في ‪ ، 2002/12/22‬ص ‪ ،11‬المعدل و المتمم بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪18-14‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫المؤرخ في ‪ ، 2014/01/21‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 04‬المؤرخة في ‪. 2014/01/26‬‬


‫‪ -‬بوطبل خديجة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 13‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫‪ -‬مركب حفيزة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 12‬‬ ‫)‪(4‬‬

‫‪91‬‬
‫تحديث و عصرنة هذه المواصفات بصفة مستمرة لمواكبة التطورات العلمية و التكنولوجية زيادة‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫الستهدافها للمستوى المتواضع للجودة و الكفاءة‬

‫د(‪ -‬إجراء تقييم المطابقة‪:‬‬


‫للتأكد من قيام المتدخل بتنفيذ التزامه بمطابقة المنتوج للمواصفات المعتمدة و اللوائح الفنية‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫ينبغي القيام بإجراءات تقييم المطابقة و هذه اإلجراءات هي وثائق ذات طابع تقييسي‬

‫* كيفية إجراء تقييم المطابقة ‪:‬‬


‫عرفت المادة ‪ 02‬الفقرة (‪ )06‬من قانون رقم ‪ 04-04‬المتعلق بالتقييس ‪ ،‬هذا اإلجراء على‬
‫أنه ‪ " :‬كل اإلجراءات المستخدمة بشكل مباشر أو غير مباشر لتحديد مدى احترام الشروط ذات‬
‫الصلة باللوائح الفنية أو المواصفات و من ضمن ما تتضمنه اإلجراءات األخرى ألخذ العينات و‬
‫إجراء التجارب و التفتيش ‪ ،‬و إجراءات التقييم و التحقيق ‪ ،‬و ضمان المطابقة ‪ ،‬و إجراء التسجيل‬
‫و االعتماد و المصادقة و المزج بينهما " ‪.‬‬
‫فتعمد هذه اللجان التقنية الوطنية لتولي إجراء تقييم المطابقة من أجل تطبيق المواصفات كما‬
‫يتم إعداد إجراءات تقييم المطابقة من طرف القطاعات المبادرة ‪ ،‬و يتم تأسيس إجراءات تقييم‬
‫المطابقة على المواصفات أو مشاريع المواصفات الدولية أو اللوائح الفنية المعادلة لها التي تكون قد‬
‫صدرت عن دولة عضوة في معاهدة تكون الجزائر طرف فيها ‪ ،‬و تخضع كل إجراءات تقييم‬
‫المطابقة الغير المؤسسة على دليل أو مواصفات دولية إلى التحقيق العمومي الذي يكون في فترة‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(3‬‬
‫قدرها ‪ 60‬يوما‬

‫‪ -‬العيد حداد ‪ " ،‬الحماية القانونية في ظل اقتصاد السوق " ‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الدكتوراه ‪ ،‬كلية الحقوق بن عكنون ‪2002،‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ص ‪. 227‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 29‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 464-05‬المؤرخ ‪ ، 2005/12/06‬المتعلق بتنظيم التقييس و سيره ‪ " :‬تخضع‬ ‫)‪(2‬‬

‫المواصفات و اللوائح الفنية ‪ ،‬عند تطبيقها‪ ،‬على اجراءات تقييم مطابقتها ‪ ،‬و تعد اجراءات تقييم المطابقة وثائق ذات طابع تقيسي "‬
‫‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 80‬المؤرخة في ‪ ، 2005/12/11‬ص ‪. 03‬‬
‫‪ -‬أنظر المواد ‪ 32 ،31 ،30 ، 29‬من المرسوم التنفيذي ‪ 464-05‬المؤرخ في ‪ ، 2005/12/06‬جريدة رسمية‬ ‫)‪(3‬‬

‫رقم ‪ ، 80‬المؤرخة في ‪ ، 2005/12/11‬ص ‪. 07-06‬‬

‫‪92‬‬
‫و عند القيام بتقييم المطابقة ‪ ،‬ال يجب أن يكون البحث عن ضمان كافي لمطابقة المنتوجات‬
‫للوائح الفنية أو المواصفات الوطنية سببا للمبالغة في إجراءات تقييم المطابقة ‪ ،‬و يتم تطبيق‬
‫إجراءات تقييم المطابقة على موردي منتوجات يكون منشأها إقليم دولة عضوة ‪ ،‬بحسب القواعد‬
‫‪.‬‬ ‫نفسها و ضمن الشروط ذاتها المطبقة على الوطنيين‬
‫)‪(1‬‬

‫فتهدف إجراءات التقييم إلى إثبات المتطلبات الخصوصية للمنتوجات ‪ ،‬أو نظام أو أشخاص ‪،‬‬
‫أو هيئات تم احترامها و هي موافقة للمقاييس المعتمدة ‪ ،‬مما يسمح بوضع حد لغش‬
‫المتدخلين و يلزمهم بالتقيد بهذه المواصفات بغية الحفاظ على مصالح المستهلك)‪.(2‬‬

‫* اآلثار المترتبة على إجراءات تقييم المطابقة‪:‬‬


‫يترتب على تقييم المطابقة اإلشهاد عليها ‪ ،‬فعرفت المادة ‪ 02‬الفقرة (‪ )10‬من قانون رقم‬
‫‪ 04-04‬المتعلق بالتقييس ‪ ،‬اإلشهاد على المطابقة على أنه ‪ " :‬العملية التي يعترف بها بواسطة‬
‫شهادة المطابقة و‪/‬أو عالمة للمطابقة بأن منتوجا ما يطابق المواصفات أو اللوائح الفنية كما هي‬
‫محددة في هذا القانون " ‪.‬‬
‫فهذه الشهادة تعد بمثابة تأهيل للمنتوجات ‪ ،‬مهما كانت طبيعتها سواء تجارية أم منتوجات‬
‫صناعية أم زراعية ‪ ،‬غير غذائية ‪ ،‬المصنعة و حتى المنتوجات الغذائية فهي تبرز بعض‬
‫)‪(3‬‬
‫الخصائص المحددة في هذه المنتوجات ‪ ،‬كما تؤكد على مطابقتها للمقاييس المعمول بها قانونا‬
‫فيعتبر اإلشهاد على المطابقة المرحلة األخيرة التي تقوم بها الهيئة المكلفة بمراقبة تطبيق و‬
‫احترام المقاييس المعتمدة ‪ ،‬و في حالة تأكدها من احترام هذه المواصفات يتم اإلشهاد بمطابقة‬
‫‪.‬‬ ‫المنتوج للمواصفات المعتمدة‬
‫)‪(4‬‬

‫فيرمي اإلشهاد على المطابقة إلى إثبات جودة المواد المنتجة و مدى مطابقتها للمقاييس‬
‫المعتمدة و للمواصفات القانونية و التنظيمية ‪ ،‬فهذا اإلشهاد يعد تأكيدا من طرف ثالث على أن‬
‫المتطلبات الخصوصية المتعلقة بالمنتوجات مطابقة لصفات دقيقة و لقواعد محددة ‪ ،‬تقوم باالعتراف‬

‫‪ -‬أنظر المواد ‪ 14،16‬من قانون رقم ‪ 04-04‬المؤرخ ‪ ، 2004/06/23‬المتعلق بالتقييس ‪ ،‬جريدة رسمية رقم‪ ،41‬المؤرخة في‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪ ، 2004/06/27‬ص ‪. 17‬‬
‫‪ -‬بوطبل خديجة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 13‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫)‪(3‬‬
‫‪- Juris classeur، concurrence،consommation ، " Produits interdits ou réglementés " ، volume 11،‬‬
‫‪fasc 960 ، 2006 ، p 06 .‬‬
‫‪ -‬زوبير أرزقي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 141‬‬ ‫)‪(4‬‬

‫‪93‬‬
‫بها هيئة غير المتدخل )‪ ،(1‬و هذا ما أكد عليه المرسوم التنفيذي رقم ‪ 465-05‬المؤرخ في‬
‫‪ 06‬ديسمبر‪ 2005‬المتعلق بتقييم المطابقة )‪ ،(2‬في مادته ‪ 03‬الفقرة (‪ ، )02‬كما حددت المادة ‪08‬‬
‫من هذا المرسوم التنفيذي الحاالت التي تخضع لإلشهاد فنصت على أن اإلشهاد على المطابقة‬
‫يشمل ‪ :‬اإلشهاد على المطابقة الخاص باألشخاص و هو الذي يشهد فيه بالكفاءة التقنية لشخص‬
‫في أدائه لعمل محدد ‪ ،‬كما يمتد هذا اإلشهاد إلى المنتوج فيثبت مطابقته لصفات محددة مسبقا ‪ ،‬و‬
‫على النظام الذي يخص تسيير الجودة ‪ ،‬تسيير السالمة الغذائية ‪ ،‬تسيير الصحة و السالمة في‬
‫الوسط المهني ‪ ،‬كما ال يقتصر اإلشهاد على مطابقة المنتوجات المنتجة محليا فقط بل يتعداه إلى‬
‫‪.‬‬ ‫اإلشهاد على مطابقة المنتوجات المستوردة‬
‫)‪(3‬‬

‫‪ -‬المنتوجات المحلية‪:‬‬
‫يتم تحديد مواصفات المنتوجات في مجال الجودة بإجراء تحاليل الجودة و مراقبة مدى مطابقة‬
‫المنتوجات ‪ ،‬عن طريق االستعانة بوسائل مادية مالئمة و بالوسائل البشرية المتخصصة و المؤهلة‬
‫و كل هذا قبل عرضها لالستهالك فيتم ذلك في مخابر التحاليل المعتمدة ‪ ،‬و شبكة مخابر التحاليل‬
‫‪ ،‬فيختص المعهد الجزائري للتقييس لوحده‬ ‫)‪(4‬‬
‫‪ ،‬ليصدر في األخير شهادة المطابقة التي تكون إلزامية‬
‫بتسليم شهادات المطابقة اإلجبارية للمنتوجات المصنعة محليا ‪ ،‬مع الترخيص بوضع عالمة‬
‫المطابقة الوطنية طبقا للمادة ‪ 14‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 465-05‬المتعلق بتقييم المطابقة)‪.(5‬‬

‫‪ -‬المنتوجات المستوردة‪:‬‬
‫لقد ألزم المرسوم التنفيذي رقم ‪ 465-05‬المتعلق بتقييم المطابقة ‪ ،‬المتدخل على ضرورة‬
‫الخضوع إلجراءات تقييم المطابقة طبقا للمادة ‪ 13‬منه كونه يحمل صفة المستورد هنا ‪ ،‬و قد أكدت‬

‫)‪(1‬‬
‫‪- Juris classeur،concurrence،consommation ، " Santé et sécurité des consommateurs " ،op.cit ،‬‬
‫‪p 10 .‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ " )01(03‬اإلشهاد على المطابقة‪ " :‬تأكيد طرف ثالث على أن المتطلبات الخصوصية المتعلقة بمنتوج أو مسار أو‬ ‫)‪(2‬‬

‫نظام أو شخص‪ ،‬تم احترامها " ‪ ،‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 465-05‬المؤرخ في ‪ ، 2005/12/06‬المتعلق بتقييم المطابقة جريدة‬
‫رسمية رقم ‪ ، 80‬المؤرخة في ‪ ، 2005/12/11‬ص ‪. 10‬‬
‫‪ -‬أنظر المادة ‪ 13‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 465-05‬المتعلق بتقييم المطابقة ‪ ،‬المؤرخ في‪ ، 2005/12/60‬جريدة رسمية رقم‬ ‫)‪(3‬‬

‫‪ ، 80‬ص ‪. 11‬‬
‫‪ -‬بن بوخميس علي بولحية ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 28‬‬ ‫)‪(4‬‬

‫‪ -‬المادة ‪ 14‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 465-05‬المتعلق بتقييم المطابقة ‪ " ،‬المعهد الجزائري للتقييس هو المخول الوحيد لتسليم‬ ‫)‪(5‬‬

‫شهادات المطابقة اإلجبارية للمنتوجات المصنعة محليا التي ترخص وضع عالمة المطابقة الوطنية اإلجبارية‪ ، " ...‬جريدة رسمية رقم‬
‫‪ ، 80‬ص ‪. 11‬‬

‫‪94‬‬
‫على ذلك المادة ‪ 01‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 467-05‬المؤرخ في ‪ 10‬ديسمبر‪ 2005‬المحدد‬
‫لشروط مراقبة مطابقة المنتوجات المستوردة عبر الحدود و كيفيات ذلك )‪.(1‬‬
‫فالهدف من إجراء مثل هذه المطابقة على المنتوجات المستوردة يرمي إلى معرفة مدى‬
‫مطابقتها للمواصفات القانونية أو التنظيمية ‪ ،‬و مدى مطابقتها أيضا للبيانات المتعلقة بالوسم و‬
‫الوثائق المرفقة بها ‪ ،‬و كذلك باالستناد لشروط استعمالها و نقلها و تخزينها ‪ ،‬مع غياب أي تلف أو‬
‫تلوث محتمل في مثل هذه المنتوجات )‪ ،(2‬و بعد التحقق من مطابقة هذه المنتوجات يتم منح‬
‫العالمات الدالة على مطابقتها للمقاييس و المواصفات الجزائرية ‪ ،‬و هي عالمة (تج) التي يتم‬
‫‪ ،‬فيمنع المشرع ادخال منتوجات ال تحمل عالمة المطابقة اإلجبارية و‬ ‫)‪(3‬‬
‫وضعها على المنتوجات‬
‫تسويقها داخل الوطن طبقا للمادة ‪ 15‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 465-05‬المتعلق بتقييم المطابقة‬
‫‪ ،‬التي تنص على ‪ " :‬يجب أن تحمل المنتوجات المستوردة المذكورة في المادة ‪ 13‬أعاله عالمة‬
‫المطابقة اإلجبارية التي تسلمها الهيئات المؤهلة لبلد المنشأ و المعترف بها من المعهد الجزائري‬
‫للتقييس ‪ ،‬يمنع دخول المنتوجات التي ال تحمل عالمة المطابقة اإلجبارية و تسويقها داخل التراب‬
‫الوطني " ‪.‬‬
‫فعدم مطابقة المنتوج للمواصفات و المقاييس المحددة قانونا يعد انعدام صريح لعدم تنفيذ‬
‫‪ ،‬فهذا األخير ملزم قانونا بالتأكد من أن منتوجاته تلبي و تطابق‬ ‫(‪)4‬‬
‫المتدخل اللتزامه بالمطابقة‬
‫‪ ،‬فأمن و صحة و سالمة‬ ‫(‪)5‬‬
‫اللوائح الفنية و المقاييس المحددة قانونا و المتعلقة بسالمة المستهلك‬
‫‪ ،‬و هذا ما يمثل المفهوم الواسع للمطابقة ‪ ،‬إذن‬ ‫(‪)6‬‬
‫هذا األخير هي الرغبة المشروعة التي ينتظرها‬

‫و‬ ‫‪ -‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 467-05‬المؤرخ في ‪ ، 2005/12/10‬المحدد لشروط مراقبة المنتوجات المستوردة عبر الحدود‬ ‫)‪(1‬‬

‫كيفيات ذلك ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 80‬المؤرخة في ‪ ، 2005/12/11‬ص ‪. 15‬‬


‫‪ -‬ناصر فتيحة ‪ " ،‬مراقبة المطابقة للمنتوجات المستوردة " ‪ ،‬المجلة الجزائرية للعلوم القانونية و االقتصادية و السياسية ‪ ،‬كلية‬ ‫)‪(2‬‬

‫الحقوق بن عكنون ‪ ،‬العدد ‪ ، 01‬جوان ‪ ، 2012‬ص ‪. 289-280‬‬


‫‪ -‬بوغنجة بن عياد ‪ " ،‬العالمات التجارية بين احتكار الشركات الكبرى و حماية المستهلك " ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬كلية‬ ‫)‪(3‬‬

‫الحقوق بن عكنون ‪ ، 2013 ،‬ص ‪. 184‬‬


‫(‪)4‬‬
‫‪- Juris classeur ،concurrence،consommation ، " Garantie de conformité des meubles vendus aux‬‬
‫‪consommateur " ، volume 03 ، Fasc 1060 ، 2009 ، p 08 .‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪- Chendeb Rabih ، op.cit ، p 109 .‬‬
‫‪ -‬ناصر فتيحة ‪ " ،‬القواعد الوقائية لتحقيق أمن المنتوجات الغذائية و الصيدالنية " ‪ ،‬مجلة العلوم القانونية و اإلدارية ‪ ،‬جامعة‬ ‫(‪)6‬‬

‫سيدي بلعباس ‪ ،‬عدد خاص ‪ ،‬أفريل ‪ ، 2005‬ص ‪. 133‬‬

‫‪95‬‬
‫فللوصول إلى تحقيق جودة المنتوجات يتم ذلك بمطابقة هذه األخيرة للمقاييس و النصوص المقررة‬
‫قانونا الذي يعد أداة لحماية المستهلك )‪ ،(1‬و هذا ما يجسد المفهوم الضيق للمطابقة‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬التزام المتدخل بضمان عيوب المنتوجات ‪:‬‬


‫ألقى المشرع على عاتق المتدخل سواء كان المنتوج سلعة أم خدمة التزاما بضمانه إذا كان‬
‫معيبا ‪ ،‬و لكون المستهلك طرف ضعيف بسبب عدم امتالكه للخبرة الكافية جعله ال يلم بهذه‬
‫المنتوجات خاصة بتعقدها ‪ ،‬فألزم المشرع المتدخل بإل ازمية الضمان و تنفيذ الخدمة ما بعد البيع و‬
‫لكن لمعرفة طبيعة هذا الضمان ينبغي التطرق لتحديد بصفة مدققة أنواع العيوب الموجبة للضمان‬
‫(أوال) ‪ ،‬و كيفية المطالبة بتنفيذ الضمان بطريقة ودية )ثانيا( ‪ ،‬و في حالة عدم تنفيذ المتدخل‬
‫اللتزامه بالضمان مكن القانون المستهلك المطالبة بتنفيذه عن طريق اللجوء للقضاء (ثالثا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬أنواع العيوب الموجبة للضمان‪:‬‬


‫نص المشرع في المادة ‪ 13‬من قانون رقم ‪ 03-09‬على أنه ‪ " :‬يستفيد كل مقتن ألي منتوج‬
‫سواء كان جها از أو أداة أو آلة أو عتاد أو مركبة أو أي مادة تجهيزية من الضمان بقوة القانون ‪ ،‬و‬
‫يمتد هذا الضمان أيضا إلى الخدمات ‪ ،‬يجب على كل متدخل خالل فترة الضمان المحددة في حالة‬
‫ظهور عيب بالمنتوج‪ ، "...‬لذلك ينبغي التطرق لمختلف أنواع العيوب لمعرفة طبيعة العيب الموجب‬
‫للضمان ‪:‬‬

‫‪ - (01‬ضمان العيب الخفي و تخلف الصفة ‪:‬‬


‫نصت المادة ‪ 379‬من القانون المدني ‪ ،‬على أنه ‪ " :‬يكون البائع ملزما بالضمان إذا لم‬
‫يشتمل البيع على الصفات التي تعهد بوجودها وقت التسليم إلى المشتري أو إذا كان بالمبيع عيب‬
‫ينقص من قيمته ‪ ،‬أو من االنتفاع به بحسب الغاية المقصودة منه ‪ ،‬حسبما هو مذكور بعقد البيع‬
‫أو حسبما يظهر من طبيعته و استعماله ‪ ،‬فيكون البائع ضامنا لهذه العيوب‪ ، " ...‬فالعيب الخفي‬
‫يعني ذلك العيب ‪ ،‬أو الخطأ الفادح في الشيء الذي ال يكتشف ‪ ،‬مما يمنع المستهلك من استخدام‬
‫)‪(2‬‬
‫الشيء المعد للوظيفة المخصصة له‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫‪- Bouaiche Mohamed، op.cit ، p 20 .‬‬
‫)‪(2‬‬
‫" ‪- Kahloula.(M) et Mekamcha.(G) ، " La protection du consommateur en droit Algérien‬‬
‫‪(la deuxième partie) ، revue idara ، n°01 ، 1996 ، p 33 .‬‬

‫‪96‬‬
‫كما يمكن للعيب أن ينقص من قيمة المنتوج أو من االنتفاع به ‪ ،‬بحسب الغاية التي قصدت‬
‫منه مما يجعله غير مطابق لما اتفق عليه ‪ ،‬أو بحسب ما هو ظاهر من طبيعته أو عند استعماله ‪،‬‬
‫فللعيب تعريفا مادي بحيث يصيب الشيء و يلحق به الهالك ‪ ،‬كما له تعريف وظيفي كونه يصيب‬
‫الشيء في أوصافه أو في خصائصه )‪ ،(1‬فيكون عيبا خفيا موجبا للضمان لما ال يستطيع المستهلك‬
‫‪ ،‬عكس العيب الظاهر الذي يكتشفه المستهلك‬ ‫)‪(2‬‬
‫اكتشافه عند فحصه للمبيع بعناية الرجل العادي‬
‫بمجرد فحصه له ‪ ،‬و حتى يلتزم البائع بضمان العيب الخفي ينبغي توفر شروط في هذا العيب و‬
‫هي‪:‬‬

‫‪ -‬أن يكون العيب مؤثرا ‪:‬‬


‫اشترطته المادة ‪ 379‬الفقرة (‪ )01‬من القانون المدني ‪ ،‬و يظهر تأثير العيب الخفي في‬
‫اإلنقاص من قيمة المنتوج أو االنتفاع به بحسب الغاية المقصودة منه ‪ ،‬فالمشرع تطلب قد ار من‬
‫الجسامة في العيب على أساس معيار موضوعي ‪ ،‬بحيث يؤثر هذا العيب على ما أعد من أجل‬
‫استعماله أو حسب طبيعته ‪ ،‬أو اإلنقاص من االنتفاع به ‪ ،‬و يقع عبء إثبات مدى جسامة العيب‬
‫من عدمه على عاتق المستهلك في القواعد العامة)‪.(3‬‬

‫‪-‬أن يكون العيب غير معلوما لدى المستهلك ‪:‬‬


‫أي أن ال يكون العيب ظاه ار للمستهلك عند التعاقد مع المتدخل ‪ ،‬ألنه في حالة تحقق علم‬
‫المستهلك بالعيب يعد قابال له و يسقط حقه في المطالبة بالضمان طبقا للمادة ‪ 379‬الفقرة (‪)02‬‬
‫من القانون المدني)‪.(4‬‬

‫‪ -‬أن يكون العيب خفيا ‪:‬‬


‫معنى ذلك ال يظهر للمستهلك ‪ ،‬بحيث ال يستطيع أن يكتشفه عند فحصه للمنتوج‬

‫‪ -‬حساني علي ‪ " ،‬اإلطار القانوني لاللتزام بالضمان في المنتوجات‪ ،‬دراسة مقارنة " ‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الدكتوراه ‪ ،‬جامعة‬ ‫)‪(1‬‬

‫تلمسان ‪ ، 2012 ،‬ص ‪. 200‬‬


‫‪ -‬جرعود الياقوت ‪ " ،‬عقد البيع و حماية المستهلك‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 111‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫‪ -‬بودالي محمد ‪ " ،‬مسؤولية المنتج‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 60-59‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫‪ -‬حساني علي ‪ " ،‬االلتزام بضمان الضرر في عيوب المنتجات " ‪ ،‬المجلة الجزائرية للعلوم القانونية و االقتصادية و السياسية‬ ‫)‪(4‬‬

‫كلية الحقوق بن عكنون ‪ ،‬العدد ‪ ، 2011 ، 04‬ص ‪. 238‬‬

‫‪97‬‬
‫بعناية الرجل العادي إال باللجوء إلى خبير الكتشاف العيب)‪.(1‬‬
‫‪-‬أن يكون العيب قديما ‪:‬‬
‫أي أن يكون العيب موجودا وقت تسلم المنتوج و ال يهم إن كان موجودا قبل إتمام البيع أو بعد‬
‫‪.‬‬ ‫تمام البيع‬
‫)‪(2‬‬

‫فأكد القرار الصادر عن المحكمة العليا المؤرخ في ‪ 1999/07/21‬على إلزامية ضمان البائع‬
‫للعيوب الخفية في مجال بيع السيارات القديمة عندما يتعذر على المشتري نفسه اكتشاف هذا العيب‬
‫‪ ،‬فيعد ضمان العيوب الخفية وسيلة في يد‬ ‫)‪(3‬‬
‫أو عندما يكون المبيع مشوبا بعيوب تنقص من قيمته‬
‫‪ ،‬كما أضاف المشرع للعيب‬ ‫)‪(4‬‬
‫المشتري إللزام البائع بتسليم مبيع مطابق للمواصفات المتفق عليها‬
‫‪ ،‬و ينبغي على المتدخل أن ينفذ تعهده‬ ‫)‪(5‬‬
‫الخفي الصفة التي تعهد المتدخل بوجودها للمستهلك‬
‫للمستهلك بوجود هذه الصفة وقت التسليم مما يجعل المتدخل ضامنا لها إذا ظهر فيما بعد عدم‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(6‬‬
‫وجود الصفة التي اقتنى المستهلك المنتوج من أجلها ‪ ،‬و أكد له البائع بوجودها في المنتوج‬
‫و هذا ما كرسته المحكمة العليا في قضية (ش‪ ،‬ك) ضد المؤسسة الوطنية للتموين بالمواد‬
‫الغذائية بحيث المؤسسة لم تسلم المبيع بالنوعية و الجودة المتفق عليها إلى (ش‪ ،‬ك) و التي‬
‫تعهدت بوجودها في العقد )‪ ،(7‬فإن تخلف أي صفة من الصفات التي تعهد بوجودها البائع تؤثر‬
‫على قيمة المبيع و المنفعة المرجوة منه ‪ ،‬و من ثمة يبقى الحق في الضمان قائما إلى جانب حقه‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(8‬‬
‫في ضمان العيوب الخفية للمبيع‬

‫‪ -‬حليمي ربيعة ‪ " ،‬ضمان اإلنتاج و الخدمات " ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬كلية الحقوق بن عكنون ‪، 2001،‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ص ‪. 20‬‬
‫‪ -‬بودالي محمد ‪ " ،‬مسؤولية المنتج‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 56‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫‪ -‬قرار صادر عن المحكمة العليا‪ ،‬المؤرخ في‪ 1999/07/21‬ملف رقم ‪ 202940‬قضية ( م‪ .‬ب‪.‬م) ضد ( ب‪.‬ش‪.‬ع) ‪ ،‬المجلة‬ ‫)‪(3‬‬

‫القضائية العدد ‪ ، 2000 ، 02‬ص ‪. 91-88‬‬


‫‪ -‬غسان رباح ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 143-142‬‬ ‫)‪(4‬‬

‫‪ -‬عبد المنعم موسى إبراهيم ‪ " ،‬حماية المستهلك‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 464‬‬ ‫)‪(5‬‬

‫و‬ ‫‪ -‬بعجي محمد ‪ " ،‬أحكام االلتزام لضمان حماية المشتري في قانون المدني الجزائري " ‪ ،‬المجلة الجزائرية للعلوم القانونية‬ ‫)‪(6‬‬

‫االقتصادية و السياسية ‪ ،‬كلية الحقوق بن عكنون ‪ ،‬العدد ‪ ، 2010 ، 02‬ص ‪. 43-42‬‬


‫‪ -‬قرار صادر عن المحكمة العليا ‪ ،‬المؤرخ في ‪ 1989/02/19‬ملف رقم ‪ ، 55935‬المجلة القضائية العدد ‪، 1990 ، 03‬‬ ‫)‪(7‬‬

‫ص ‪. 127-124‬‬
‫‪ -‬عزري الزين ‪ " ،‬حماية المستهلك من خالل أحكام الضمان في عقد البيع المدني " ‪ ،‬مجلة العلوم القانونية و اإلدارية‪ ،‬سيدي‬ ‫)‪(8‬‬

‫بلعباس ‪ ،‬عدد خاص ‪ ،‬أفريل ‪ ، 2005‬ص ‪. 197‬‬

‫‪98‬‬
‫كما أكد المشرع في المادة ‪ 03‬الفقرة (‪ )12‬من قانون رقم‪ ، 03-09‬على أن المنتوج السليم‬
‫و النزيه و القابل للتسويق هو ‪ " :‬منتوج خال من أي نقص و‪/‬أو عيب خفي يضمن عدم اإلضرار‬
‫بصحة و سالمة المستهلك و‪/‬أو مصالحه المادية و المعنوية " ‪.‬‬
‫فهذا يعد تأكيدا من المشرع على اعترافه بالعيب الخفي صراحة إلى جانب اعترافه بالعيب‬
‫الظاهر ‪ ،‬خاصة عند استعماله لمصطلح " نقص" ‪ ،‬و لم يجعل لهذا النقص و العيب شروط‬
‫للمطالبة بالضمان بل ربطهما بعدم اإلضرار بصحة و سالمة المستهلك و بمصالحه المادية و‬
‫المعنوية مما يعد ضمانة هامة ‪ ،‬مقارنة مع أحكام ضمان العيب الخفي في القواعد العامة التي‬
‫تحمل المستهلك عبء إثبات هذا العيب ‪.‬‬

‫‪ -(02‬ضمان العيب المؤثر على صالحية المنتوج للعمل ‪:‬‬


‫تنص المادة ‪ 386‬من القانون المدني ‪ ،‬على أنه ‪ " :‬إذا ضمن البائع صالحية المبيع للعمل‬
‫لمدة معلومة ثم ظهر خلل فيها فعلى المشتري أن يعلم البائع في أجل شهر من يوم ظهوره و أن‬
‫يرجع دعواه في مدة شهرين من يوم اإلعالم ‪ ،‬كل ذلك ما لم يتفق الطرفان على خالف ذلك " ‪.‬‬
‫فمن خالل هذه المادة يلتزم المتدخل بأن يكون المنتوج صالحا للعمل لمدة محددة في العقد و‬
‫إذا ظهر عيب فيه يجعله غير صالح للعمل ‪ ،‬فإن المتدخل يصبح ملزما بجعل المنتوج مطابقا‬
‫‪.‬‬ ‫للشيء الذي تم االتفاق عليه‬
‫(‪)1‬‬

‫فنجد مثل هذا الضمان في المنتوجات دقيقة الصنع و سريعة التلف مثل اآلالت الميكانيكية‬
‫و السيارات و الثالجات و البطاريات ‪ ،‬و السبب في ذلك كون المستهلك يحتاج للضمان لكي‬
‫يقتنيها خاصة ألنها سهلة التعيب بالنظر لدقتها ‪ ،‬فضمان الصالحية للعمل يكون شامال لكل خلل‬
‫قد يحدث للمنتوج حتى و لو لم يكتنفه عيب ‪ ،‬و يستوي األمر سواء كان العيب خفيا أم ظاه ار أدى‬
‫إلى عدم صالحية المبيع للعمل ‪ ،‬فالمتدخل يضمن للمستهلك كل ما يمكنه أن يعيق استعمال هذا‬
‫المنتوج استعماال عاديا(‪.)2‬‬
‫فيشترط تحقق جملة من الشروط وفقا للقواعد العامة لكي يتمكن المستهلك من التذرع بمثل‬
‫هذا الضمان في مواجهة المتدخل‪:‬‬
‫‪ -‬أن يكون المنتوج غير صالحا لالستعمال حتى يتحقق الضمان ‪.‬‬

‫‪ -‬شلبي نبيل ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 45‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪ -‬ثروت فتحي إسماعيل ‪ " ،‬المسؤولية المدنية للبائع المهني ‪ ،‬الصانع ‪ ،‬الموزع ‪ ،‬دراسة مقارنة " ‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الدكتوراه ‪،‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫جامعة عين شمس ‪ ،‬بدون سنة ‪ ،‬ص ‪. 275‬‬

‫‪99‬‬
‫‪ -‬وضع المشرع مدة لرفع هذه الدعوى خالل ‪ 06‬أشهر من تاريخ اإلخطار بالنسبة لصالحية‬
‫المنتوج لالستعمال الذي يكون في أجل شهر من وقت ظهور الخلل الذي جعل هذا المنتوج غير‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫صالح لالستعمال المخصص له‬
‫فيمكن القول أن المشرع سوى بين االلتزام بضمان السالمة و االلتزام بضمان الصالحية‬
‫)‪(2‬‬

‫كون هذه األخيرة هي المعيار الذي يمكن عن طريقها الحكم بوجود خلل من عدمه ‪ ،‬فالمقصود بها‬
‫هي أداء المنتوج للوظيفة المرجوة منه و التي تطابق الرغبات المشروعة للمستهلك فللتأكد من‬
‫‪ ،‬فمن حق المستهلك‬ ‫)‪(3‬‬
‫صالحية المنتوج للعمل تتم االستعانة بمنتوج مماثل و من نفس النوع‬
‫الحصول على منتوج صالح لالستعمال الذي يوافق رغباته و حاجاته مع مطابقته للمواصفات طبقا‬
‫لما تقتضيه حسن النية ‪.‬‬
‫كما أن ضمان صالحية المنتوج للعمل لمدة معلومة تختلف عن العيب الخفي و ليست‬
‫مرادفا له ‪ ،‬فقد يكون المنتوج خاليا من أي عيب ‪ ،‬لكنه يعد غير صالحا للقيام بالوظيفة المخصصة‬
‫‪ ،‬و أكدت المادة ‪10‬‬ ‫)‪(4‬‬
‫له ‪ ،‬كما قد تتحقق عدم الصالحية للعمل نتيجة وجود عيب في الشيء‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 327-13‬المحدد لشروط و كيفيات وضع ضمان السلع و الخدمات حيز‬
‫‪ ،‬على ضرورة بقاء المنتوج صالحا لالستعمال المخصص له ‪ ،‬و يجب اإلشارة إلى أن‬ ‫)‪(5‬‬
‫التنفيذ‬
‫هنالك اختالف بين االلتزام بضمان صالحية المبيع للعمل كونه ضمان اتفاقي ‪ ،‬و التزام المتدخل‬
‫بضمان العيوب الواردة في المنتوج كونه ضمان قانوني‪.‬‬

‫‪ -‬حليمي ربيعة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 27-25‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪ -‬حدوش فتيحة ‪ " ،‬ضمان سالمة المستهلك من المنتوجات الخطرة في القانون الجزائري على ضوء القانون الفرنسي " ‪ ،‬مذكرة‬ ‫)‪(2‬‬

‫لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬جامعة بومرداس ‪ ، 2010 ،‬ص ‪. 107‬‬


‫‪ -‬محمد حسين منصور ‪ " ،‬ضمان صالحية المبيع للعمل مدة معلومة " ‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،‬مصر‪،‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫‪ ، 2004‬ص ‪. 22-21‬‬
‫‪ -‬حساني علي ‪ " ،‬اإلطار القانوني لاللتزام بالضمان‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 256‬‬ ‫)‪(4‬‬

‫‪ -‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 327-13‬المؤرخ في ‪ ، 2013/09/26‬المحدد لشروط و كيفيات وضع ضمان السلع و الخدمات حيز‬ ‫)‪(5‬‬

‫التنفيذ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 42‬المؤرخة في ‪ ، 2013/10/02‬ص‪ ، 17‬الذي جاء ليلغي أحكام المرسوم التنفيذي رقم ‪266-90‬‬
‫المتعلق بضمان المنتوجات و الخدمات ‪ ،‬طبقا للمادة ‪ 24‬منه بحيث تدخل أحكام هذا المرسوم حيز التنفيذ بعد سنة واحدة من تاريخ‬
‫نشره في الجريدة الرسمية طبقا للمادة ‪ 26‬منه ‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫‪ -(02‬ضمان خطورة المنتوجات ‪:‬‬
‫نظ ار لتعقد المنتوجات و نقص خبرة المستهلك ‪ ،‬يلتزم المتدخل بضمان سالمة المنتوج ‪،‬‬
‫و بالتالي فهو ضامن لكل المخاطر التي من شأنها تهديد صحة و أمن و مصالح المستهلك لكن‬
‫‪.‬‬ ‫هذه الخطورة تختلف حسب طبيعة المنتوجات‬
‫)‪(1‬‬

‫‪ -‬المنتوجات الخطيرة بطبيعتها ‪:‬‬


‫ترجع خطورة هذه المنتوجات نظ ار لخواصها الذاتية التي تكتسبها بسبب تكوينها أو تركيبها‬
‫على الرغم من حسن تصنيعها ‪ ،‬ففعاليتها تكمن في خطورة هذه المنتوجات حتى تفي بالغرض‬
‫المقصود منها ‪ ،‬كالمنتوجات السامة و المبيدات و المواد سريعة االشتعال ‪ ،‬األسلحة‬
‫و المتفجرات‪...‬إلخ ‪ ،‬و قد تكون منتوجات ليست خطيرة في ذاتها ‪ ،‬و إنما تحمل في طياتها‬
‫مسببات الخطر بعد خروجها من تحت يد صانعها إذا ما اقترنت بمؤثرات خارجية تؤثر مباشرة على‬
‫خواصها و تتفاعل مع عناصرها مثل المعلبات الغذائية التي تتخمر بفعل تعرضها لعوامل الح اررة‬
‫مما يؤدي إلى تلفها ‪ ،‬لهذا السبب ينبغي على المستهلك التعامل معها بحذر و إتباعه طريقة‬
‫االستعمال الصحيحة المدلى بها في الوسم ‪ ،‬دون غض النظر عن التحذيرات المبينة في هذا‬
‫األخير لتجنب اإلصابة بأضرار من شأنها التأثير على سالمته)‪.(2‬‬
‫كما تطرق المشرع في المادة ‪ 03‬الفقرة (‪ )14‬من القانون رقم‪ ، 03-09‬لتعريف المنتوج‬
‫الخطير على أنه‪ " :‬كل منتوج ال يستجيب لمفهوم المنتوج المضمون المحدد أعاله " ‪ ،‬فالمنتوج‬
‫المضمون طبقا لنص المادة ‪ 03‬الفقرة (‪ )13‬من قانون رقم‪ 03-09‬هو ‪ " :‬كل منتوج في شروط‬
‫استعماله العادية أو الممكن توقعها ‪ ،‬بما في ذلك المدة ال يشكل أي خطر أو يشكل أخطا ار محدودة‬
‫في أدنى مستوى تتناسب مع استعمال المنتوج و تعتبر مقبولة بتوفير مستوى حماية عالية لصحة و‬
‫سالمة األشخاص " ‪.‬‬

‫‪ -‬المنتوجات الخطيرة بسبب وجود عيب فيها ‪:‬‬


‫هذه المنتوجات ليست خطيرة في حد ذاتها ‪ ،‬و لكن قد تصبح خطيرة لما يشوبها من عيوب‬
‫في تصنيعها أو تصميمها فيؤدي إلى جعلها غير صالحة لالستعمال المخصصة لها و تصبح‬
‫تشكل مصدر تهديد مستمر نظ ار للخطورة التي قد تنطوي عليها ‪ ،‬مثل الطائرة ال تعد منتوجا خطي ار‬

‫‪ -‬شلبي نبيل ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 102‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪ -‬قونان كهينة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.226‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫‪101‬‬
‫لتوفرها على مقاييس السالمة و األمن ‪ ،‬لكن قد يشوبها عيب كامن فيها ال يجعلها تقوم بوظيفتها‬
‫‪.‬‬ ‫فتسبب خط ار لمستعمليها ‪ ،‬بسبب انعدام صيانتها أو بسبب وجود خلل في نظامها الكهربائي‬
‫)‪(1‬‬

‫و بالرجوع إلى قانون رقم ‪ ، 03-09‬الذي لم يفرق بين المنتوجات الخطيرة بطبيعتها‬
‫و المنتوجات الخطيرة بسبب وجود عيب فيها و ما يمكن أن ينشأ عنها من أضرار ‪ ،‬مما ينبغي‬
‫على المتدخل تقديم منتوجات خالية من أي عيب يجعلها غير صالحة لالستعمال المخصص لها أو‬
‫من أي خطر قد ينطوي عليها ‪ ،‬أو ما قد تلحقه هذه المنتوجات من أضرار تمس بسالمة و صحة‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫المستهلك‬
‫خطير بصفة عامة لما يكون ال يتوفر على السالمة الممكن توقعها بصفة‬
‫ا‬ ‫فيعد منتوجا‬
‫‪ ،‬و هذا ما أكد عليه المشرع في المادة ‪ 03‬الفقرة (‪ )12‬من قانون‬ ‫)‪(3‬‬
‫مشروعة من قبل المستهلك‬
‫رقم ‪ ، 03-09‬عند تحديده لمواصفات المنتوج السليم و النزيه و القابل للتسويق ‪ ،‬فمعيار تقدير‬
‫خطورة أي منتوج هو غياب السالمة المتوقعة منه و هذا ما سار عليه المشرع الفرنسي ‪ ،‬و تبعه في‬
‫ذلك مشرعنا لما ربط المنتوج الذي ال يتوفر على السالمة و يهدد المصالح المادية و المعنوية‬
‫ن)‪(4‬‬
‫‪.‬‬ ‫للمستهلك بالمنتوج الخطير و الغير المضمو‬
‫ظاهر أم العيب‬
‫ا‬ ‫فمهما يكن من العيوب التي قد تط أر على المنتوج سواء كان العيب خفيا أم‬
‫الذي يجعل المنتوج غير صالح لالستعمال ‪ ،‬أو العيب الناتج عن تصميم و تكوين المنتوج أو عن‬
‫عدم مراعاة األصول الفنية الالزمة عند صناعة المنتوج أو عند عرضه لالستهالك ‪ ،‬أو بمجرد‬
‫ار بالمستهلك ‪ ،‬فالمشرع لم يحدد طبيعة هذا العيب‬
‫استعماله يتعيب المنتوج مما يؤدي إللحاقه أضر ا‬
‫‪ ،‬فمهما كانت طبيعة هذا‬ ‫)‪(5‬‬
‫و هذا ما نلمسه في المادة ‪ 13‬الفقرة (‪ )03‬من قانون رقم‪03-09‬‬
‫العيب خفيا أم ظاه ار فالمتدخل يعد ملزما بضمان كل العيوب التي تصيب المنتوج ‪ ،‬فقد ربط‬
‫المشرع معيار تحديد المنتوج المعيب بثالث شروط أساسية و هي ‪:‬‬
‫‪ -‬عدم توفر السالمة المطلوبة ‪.‬‬
‫‪ -‬احتواء المنتوج على عيب أو نقص فيه ‪.‬‬

‫‪ -‬حساني علي ‪ " ،‬االلتزام بضمان الضرر‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 235‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪ -‬بودالي محمد ‪ " ،‬مسؤولية المنتج‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 91-89‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫‪ -‬حدوش فتيحة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 106‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫‪ -‬قونان كهينة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.229‬‬ ‫)‪(4‬‬

‫‪ -‬المادة ‪ 13‬الفقرة (‪ )03‬من قانون رقم ‪ " ، 03-09‬يجب على كل متدخل خالل فترة الضمان المحددة في حالة ظهور عيب‬ ‫)‪(5‬‬

‫بالمنتوج‪ ، " ...‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 15‬المؤرخة في ‪ ، 2009/03/08‬ص ‪. 15‬‬

‫‪102‬‬
‫‪ -‬وجود خطورة يشكلها هذا المنتوج مما يؤدي به إلى إلحاق ضرر بالمستهلك ‪ ،‬و هذا ما نص‬
‫عليه المشرع في قانون رقم ‪.)1(03-09‬‬
‫فنكون أمام عيب موجب للضمان لما ال يحترم المتدخل المعايير الواجبة لتحقيق السالمة ‪،‬‬
‫خطر على صحة و سالمة المستهلك فيتم تقدير وجود‬
‫ا‬ ‫فيصبح هذا المنتوج المعيب يهدد و يشكل‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫هذا العيب بالنظر للرغبة المشروعة للمستهلك‬
‫و من أجل ذلك ألزم المشرع المتدخل بتسليم شهادة الضمان للمستهلك طبقا للمادة ‪ 06‬من‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 327-13‬المحدد لشروط و كيفيات وضع ضمان السلع و الخدمات حيز‬
‫التنفيذ ‪ ،‬على جعل شهادة الضمان إلزامية على المتدخل تكون مرفقة بالمنتوجات الخاضعة للضمان‬
‫مع ضرورة ذكر البيانات التالية ‪ :‬اسم أو اسم شركة الضامن و عنوانه و رقم سجله التجاري و كذا‬
‫العنوان اإللكتروني عند االقتضاء ‪ ،‬و اسم و لقب المقتني ‪ ،‬رقم و تاريخ الفاتورة أو تذكرة الصندوق‬
‫أو قسيمة الشراء ‪ ،‬طبيعة السلعة المضمونة ‪ ،‬سعر هذه السلعة المضمونة ‪ ،‬مدة الضمان ‪ ،‬اسم و‬
‫‪.‬‬ ‫عنوان الممثل المكلف بتنفيذ الضمان‬
‫(‪)3‬‬

‫كما أكدت المادة ‪ 07‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 327-13‬المتعلق بتحديد الشروط‬
‫و كيفيات وضع ضمان السلع و الخدمات حيز التنفيذ ‪ ،‬على استعمال بيانات الضمان الواردة في‬
‫المادة ‪ 06‬في مجال تقديم الخدمات إما عن طريق بند تعاقدي أو في فاتورة أو في قسيمة شراء أو‬
‫أي وثيقة أخرى و هذا هو الشيء الجديد الذي جاء به هذا المرسوم مقارنة مع المرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪.‬‬ ‫‪ 266-90‬الملغى المتعلق بضمان المنتوجات و الخدمات‬
‫(‪)4‬‬

‫و الغرض الذي ابتغاه المشرع من إل ازم المتدخل بتقديم شهادة الضمان ‪ ،‬لتمكين المستهلك من‬
‫إثبات زمن تسليم المنتوج ‪ ،‬فيستطيع بذلك الرجوع على المتدخل و مطالبته بتنفيذ التزامه بالضمان‬
‫في حالة ظهور عيب بالمنتوج خالل فترة الضمان )‪ ،(5‬التي ال يمكن أن تقل عن مدة ‪ 06‬أشهر‬

‫‪ -‬أنظر المواد ‪ 03 ،‬الفقرة (‪ )11‬و (‪ )12‬و المادة ‪ 09‬من قانون رقم ‪ 03-09‬المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش‪ ،‬جريدة‬ ‫(‪)1‬‬

‫رسمية رقم ‪ ، 15‬المؤرخة في ‪ ، 2009/03/08‬ص ‪. 15-14‬‬


‫(‪)2‬‬
‫‪- Borghetti Jean-Sébastien ، " La responsabilité du fait des produits " ، éditions L.G.D.J ،Paris ،‬‬
‫‪2004، p 78، 334، 440 .‬‬
‫‪ -‬أنظر الملحق الثاني " نموذج من شهادة الضمان " ‪ ،‬من القرار الوزاري المؤرخ في ‪ ، 1994/05/10‬جريدة رسمية رقم‪35‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫المؤرخة في ‪ ، 1994/07/05‬ص ‪. 29‬‬


‫‪ -‬المادة ‪ 02‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 266-90‬المؤرخ في ‪ ، 1990/09/15‬المتعلق بضمان المنتوجات و الخدمات جريدة‬ ‫(‪)4‬‬

‫رسمية رقم ‪ ، 40‬المؤرخة في ‪ ، 1990/09/19‬ص ‪. 1246‬‬


‫‪ -‬شعباني نوال ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 65‬‬ ‫)‪(5‬‬

‫‪103‬‬
‫تسري إبتداءا من تاريخ تسليم السلعة الجديدة أو تقديم الخدمة طبقا للمادة ‪ 16‬من المرسوم التنفيذي‬
‫رقم ‪. 327-13‬‬
‫و لكن الشيء الذي يعد ضمانة لحماية المستهلك هو ما جاء به المشرع في المادة ‪ 17‬من‬
‫هذا المرسوم ‪ ،‬حيث حدد مدة الضمان الدنيا بالنسبة للمنتوجات المستعملة التي ال يمكن أن تقل‬
‫عن ‪ 03‬أشهر ‪ ،‬فاهتم هذا المرسوم بفئة المستهلكين اللذين يقبلون على اقتناء منتوجات مستعملة و‬
‫ال يبحثون عن الجودة في المنتوجات ‪ ،‬و هذا ما يؤكد على استفادة هذه الطائفة من أحكام الضمان‬
‫القانوني ‪ ،‬كما نص في المادة ‪ 08‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 327-13‬على بقاء الضمان‬
‫ساري حتى في حالة عدم تسليم المتدخل شهادة الضمان للمستهلك أو حتى عند عدم مراعاة‬
‫البيانات الواجب ذكرها في شهادة الضمان ‪ ،‬و عند ضياعها يحق للمستهلك كذلك المطالبة‬
‫بالضمان عن طريق تقديم فاتورة أو قسيمة الشراء أو تذكرة صندوق أو أي وثيقة مماثلة و هنا‬
‫نلمس حماية للمستهلك لكي ال يضيع حقه في المطالبة بتنفيذ الضمان ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المطالبة بتنفيذ الضمان وديا‪:‬‬


‫نص المشرع على حق المستهلك في مطالبة المتدخل بتنفيذ التزامه بالضمان ‪ ،‬فحدد له كل‬
‫من قانون رقم ‪ ، 03-09‬طرقا يتم بها تنفيذ الضمان ‪ ،‬لكن قد يتعنت المتدخل و يرفض االستجابة‬
‫لطلبات المستهلك مما يستوجب على هذا األخير توجيه إعذار للمتدخل يطالبه فيه بتنفيذ التزامه‬
‫بالضمان‪.‬‬

‫‪ - (01‬الوسائل التي يتم بها تنفيذ المتدخل اللتزامه بالضمان‪:‬‬


‫نظ ار لعدم كفاية الضمان الوارد في القواعد العامة ‪ ،‬و يرجع سبب ذلك أنه لالستفادة من‬
‫أحكامه ينبغي توفر شروط في العيب الموجب للضمان ‪ ،‬و التي يقع على عاتق المستهلك إثباتها و‬
‫أحيانا يجد صعوبات في إثباتها خاصة إذا اطر إلى إثبات سوء نية المتدخل ‪ ،‬كما أن مدة رفع‬
‫دعوى الضمان و المقدرة بسنة من يوم التسليم سواء علم المشتري بالعيب أم لم يعلم به فهذه المدة‬
‫غير كافية و ليست في صالح المستهلك ‪ ،‬و غالبا ما تؤدي دعوى ضمان العيوب الخفية إلى فسخ‬
‫‪.‬‬ ‫العقد فال يكون ذلك من مصلحة المستهلك‬
‫(‪)1‬‬

‫و بالنسبة للضمان االتفاقي الوارد في القواعد العامة الذي يسمح باالتفاق على تعديل أحكامه‬
‫سواء بالزيادة أو النقصان ‪ ،‬و حالة االتفاق على اإلعفاء من الضمان ‪ ،‬يمكن له أن يخدم مصالح‬

‫‪ -‬غسان رباح ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 150-149‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪104‬‬
‫المستهلك لو لم يقيده المشرع بشرط عدم تعمد البائع إخفاء العيب غشا منه ‪ ،‬فإذا تحقق ذلك يؤدي‬
‫إلى إبطال هذا الشرط ‪ ،‬و لكي يستفيد المستهلك من هذا اإلبطال عليه إثبات سوء نية البائع هنا‬
‫‪ ،‬كما أن وجود هذا الضمان االتفاقي الذي يتميز بفوائد غالبا ما يستعمل لجلب المستهلك‬ ‫أيضا‬
‫)‪(1‬‬

‫في إطار دعاية كاذبة ‪ ،‬مما يؤدي لإلضرار بمصالحه المادية‬


‫‪.‬‬ ‫و المعنوية‬
‫)‪(2‬‬

‫و من أجل ذلك أقر المشرع ضمان قانوني في القانون رقم ‪ ، 03-09‬فعرف الضمان‬
‫بموجب المادة ‪ 03‬الفقرة (‪ )20‬من هذا القانون على أنه‪ " :‬التزم كل متدخل خالل فترة زمنية معينة‬
‫في حالة ظهور عيب بالمنتوج ‪ ،‬باستبدال هذا األخير أو إرجاع ثمنه أو تصليح السلعة أو تعديل‬
‫الخدمة على نفقته " ‪ ،‬فمنع كل اتفاق على تعديل أحكام هذا الضمان و جعله من النظام العام طبقا‬
‫للمادة ‪ 13‬من قانون ‪.(3)03-09‬‬
‫فحدد المشرع في قانون رقم ‪ ، 03-09‬ثالث طرق لتنفيذ المتدخل اللتزامه بالضمان‬
‫استبدال المنتوج ‪ ،‬إرجاع ثمنه ‪ ،‬إصالح المنتوج ‪ ،‬لكنه لم يحدد أي طريقة تمكن المستهلك من‬
‫المطالبة بها لتنفيذ المتدخل للضمان فربط بين هذه الطرق ب " أو" التي تفيد الخيار ‪ ،‬و لكن‬
‫بالرجوع إلى المرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 327-13‬في المادة ‪ 12‬منه التي نصت على أنه ‪ " :‬يجب‬
‫أن يتم تنفيذ وجوب الضمان طبقا للمادة ‪ 13‬من القانون رقم ‪ ، .....03-09‬دون تحميل‬
‫المستهلك أي مصاريف إضافية إما ‪ :‬بإصالح السلعة أو إعادة مطابقة الخدمة ‪ ،‬باستبدالها ‪ ،‬برد‬
‫ثمنها‪ ، " ...‬لكن هذا المرسوم لم يحدد مجال كل من هذه الطرق و متى يلجأ لها المستهلك ‪ ،‬على‬
‫عكس المرسوم التنفيذي رقم ‪ 266-90‬الملغى ‪ ،‬الذي حدد مجال اإلصالح و ربطه باألضرار‬
‫الناتجة عن العيب ‪ ،‬أما االستبدال فربطه بعدم قابلية المنتوج لالستعمال و يكون في آخر المطاف‬
‫‪ ،‬مما ينبغي تدارك‬ ‫)‪(4‬‬
‫للمستهلك حق طلب رد الثمن إذا تعذر كل من إصالح أو استبدال المنتوج‬
‫األمر و عدم ترك األمور على إطالقها‪.‬‬
‫كما يلحظ على مشرعنا الغموض حول تبيين كيفية لجوء المستهلك للطريقة المثلى لمطالبة‬
‫المتدخل بتنفيذ التزامه بالضمان مع عدم منحه حق اختياره للطريقة التي توافق رغباته المشروعة ‪،‬‬

‫‪ -‬حساني علي ‪ " ،‬اإلطار القانوني لاللتزام بالضمان‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 75-74‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪ -‬عبد المنعم موسى إبراهيم ‪ " ،‬حماية المستهلك‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 475-474‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫‪ -‬أنظر المادة ‪ 13‬من قانون رقم ‪ 03-09‬المؤرخ في ‪ ، 2009/02/25‬المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ‪ ،‬جريدة رسمية‬ ‫)‪(3‬‬

‫رقم ‪ ، 15‬المؤرخة في ‪ ، 2009/03/08‬ص ‪. 15‬‬


‫‪ -‬حليمي ربيعة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 73‬‬ ‫)‪(4‬‬

‫‪105‬‬
‫على عكس المشرع الفرنسي الذي منح للمستهلك بموجب المادة (‪ L211-9 )1‬الحق في االختيار‬
‫‪.‬‬ ‫بين اإلصالح و االستبدال‬
‫)‪(1‬‬

‫مما يستدعي التطرق لمضمون كل وجه من أوجه التنفيذ العيني للضمان المقررة قانونا‪:‬‬

‫أ( ‪ -‬إصالح المتدخل للمنتوج ‪:‬‬


‫المتدخل هو الملزم بضمان سالمة المنتوج من العيوب التي قد تعتريه مما تجعله غير صالح‬
‫لالستعمال المعد من أجله ‪ ،‬ففي حالة ظهور عيب في المنتوج وجب عليه إصالحه ليعد صالحا‬
‫ألداء وظيفته )‪ ،(2‬فمن حق المستهلك وحده المطالبة بإصالح العيب الذي يط أر على المنتوجات و‬
‫لكن هذا الحق ليس مطلقا بل ترد عليه ضوابط ‪ ،‬بحيث يشترط أن يكون العيب قابال لإلصالح من‬
‫الناحية الفنية و التقنية ‪ ،‬كما يشترط أن ال يكلف هذا اإلصالح المتدخل نفقات باهظة تتجاوز قيمة‬
‫المنتوج ‪ ،‬فينبغي عند إصالح المنتوج المعيب أن ال يؤدي ذلك إلى تغيير الغرض من اقتناءه )‪ ،(3‬و‬
‫لكي يمكن إصالح المنتوج يشترط عدم جسامة العيب الذي يصيبه ‪ ،‬و أن يكون هذا اإلصالح‬
‫مجاني بالنسبة للمستهلك ‪ ،‬فالمتدخل وحده الذي يتحمل جميع مصاريف اإلصالح من قطع غيار و‬
‫توفير اليد العاملة ‪ ،‬و مصاريف النقل )‪ ،(4‬و هذا ما أكد عليه المشرع في المادة ‪ 13‬الفقرة (‪)04‬‬
‫من قانون رقم ‪ ، 03-09‬و في المادة ‪ 14‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 327-13‬المتعلق بتحديد‬
‫الشروط و كيفيات وضع ضمان السلع و الخدمات حيز التنفيذ ‪.‬‬
‫فيتم اإلصالح باستبدال القطع أو األجزاء المعيبة بأجزاء تجعله صالحا لالستعمال من جديد ‪،‬‬
‫و لكن قد يحدث أن يبادر المستهلك من تلقاء نفسه إلصالح المنتوج المعيب ‪ ،‬كونه يجهل سبب‬
‫الخلل الوارد في المنتوج ‪ ،‬و يعلم فيما بعد أن العيب راجع إلى تركيبة المنتوج يكون المتدخل مسؤوال‬
‫عنه ‪ ،‬كما يمكنه االستعانة بشخص خبير مؤهل من اختياره طبقا للمادة ‪ 13‬من المرسوم التنفيذي‬

‫)‪(1‬‬
‫‪- Juris classeur ،concurrence ،consommation ، " Garantie de conformité des meubles vendus‬‬
‫‪aux consommateur " ، op.cit ،p 12 ، L 211-9 (1) de code de consommation français ، " en cas de‬‬
‫" ‪défaut de conformité ، l’acheteur choisit entre la réparation et le remplacement du bien‬‬
‫‪،www.legifrance.gouv.com.‬‬
‫‪ -‬موالك بختة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 42‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫‪ -‬جمال محمود عبد العزيز‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 430‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫‪ -‬بودالي محمد ‪ " ،‬مسؤولية المنتج‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 95-94‬‬ ‫)‪(4‬‬

‫‪106‬‬
‫رقم ‪ ، 327-13‬و من ثمة يتسنى للمستهلك الرجوع على المتدخل و مطالبته بمصاريف‬
‫‪.‬‬ ‫اإلصالح‬
‫(‪)1‬‬

‫و أكدت المادة ‪ 13‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 327-13‬على أن يتم إصالح العيب في‬
‫اآلجال المتعارف عليها مهنيا ‪ ،‬حسب طبيعة السلعة ‪ ،‬و بالرجوع للمادة ‪ 22‬الفقرة )‪ (02‬من‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 327-13‬الذي حدد مدة تنفيذ المتدخل لاللتزامه بالضمان في أجل ثالثين‬
‫)‪ (30‬يوما تسري من تاريخ استالم الشكوى من قبل المتدخل ‪.‬‬
‫و ال يمكن للمتدخل التذرع بعدم توفر قطع الغيار الالزمة إلصالح المنتوج المعيب بادعائه‬
‫مثال بتوقف إنتاج هذه القطع ‪ ،‬أو ارتفاع أسعارها ‪ ،‬أو أنه ال يملك قد ار من المقدرة الفنية و التقنية‬
‫التي تمكنه من اإلصالح(‪.)2‬‬
‫كما ال يتوقف األمر عند تنفيذ المتدخل لاللتزامه بالضمان بل يعد ملزما عند وضعه‬
‫للمنتوجات الخاضعة للضمان رهن االستهالك بتنظيم الخدمة ما بعد البيع التي ترتكز على وسائل‬
‫مادية مواتية ‪ ،‬و على تدخل عمال تقنيين مؤهلين و توفير قطع الغيار المناسبة ‪ ،‬و هذا ما أكد‬
‫عليه المشرع بموجب المادة ‪ 13‬من قانون رقم ‪ ، 03-09‬التي نصت على إلزامية الضمان و تنفيذ‬
‫الخدمة ما بعد البيع ألن من أهداف هذه األخيرة المحافظة على المنتوج بحالة جيدة و لمدة أطول‬
‫(‪)3‬‬

‫‪ ،‬و في الحالة التي لم يتمكن فيها المتدخل من إصالح المنتوج المعيب بعيب جسيم يؤثر على‬
‫صالحية المنتوج سواء جزئيا أو كليا ‪ ،‬وجب عليه استبداله ككل حتى يفي المتدخل بالتزامه‬
‫بالضمان ‪ ،‬كما أكدت المادة ‪ 12‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 327-13‬على إصالح السلعة ‪ ،‬أو‬
‫إعادة مطابقة الخدمة ‪ ،‬و في حالة العطب المتكرر يجب أن يستبدل المنتوج محل الضمان أو يرد‬
‫ثمنه ‪.‬‬

‫ب( ‪ -‬استبدال المتدخل للمنتوج ‪:‬‬


‫إذا بلغ العيب الذي يط أر على المنتوج درجة من الجسامة ‪ ،‬بحيث تجعل المنتوج غير قابال‬
‫‪ ،‬و هذا ما تطرقت له المادة ‪ 12‬من المرسوم‬ ‫)‪(4‬‬
‫لالستعمال جزئيا أو كليا حتى و لو تم إصالحه‬

‫‪ -‬في القواعد العامة طبقا للمادة ‪ 170‬من القانون المدني ‪... " :‬إذا لم يقم المدين بتنفيذ التزامه جاز للدائن أن يطلب ترخيصا‬ ‫(‪)1‬‬

‫من القاضي في تنفيذ االلتزام على نفقة المدين‪ ، " ...‬لكن في النصوص القانونية المتعلقة بحماية المستهلك ‪ ،‬ال يلزم المستهلك‬
‫بطلب ترخيص من القاضي ‪ ،‬و هذا فيه حماية له ‪.‬‬
‫‪ -‬محمد حسين منصور‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 56‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪ -‬بودالي محمد ‪ " ،‬حماية المستهلك‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 387-386‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪ -‬بوطبل خديجة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 31‬‬ ‫)‪(4‬‬

‫‪107‬‬
‫التنفيذي رقم ‪ 327-13‬لحالة العطب المتكرر التي يجب عندها استبدال المنتوج محل الضمان و‬
‫لكي يتمكن المستهلك من ذلك ينبغي توفر شرطين ‪:‬‬

‫* تعذر إصالح المنتوج المعيب ‪:‬‬

‫قد يتعذر على المتدخل إصالح المنتوج ‪ ،‬كون العيب الذي يعتريه جسيما حال دون أداء‬
‫المنتوج الوظيفة المنتظرة منه ‪ ،‬مما يجعله غير قابل لالستعمال جزئيا أو كليا ‪ ،‬فال يصبح مفيدا‬
‫‪.‬‬ ‫للمستهلك و ال يطابق رغباته المشروعة مما يتعين استبداله‬
‫)‪(1‬‬

‫* إمكانية استبدال المنتوج المعيب ‪:‬‬


‫يعد المتدخل منفذا اللتزامه بالضمان ‪ ،‬لما يتمكن من استبدال المنتوج المعيب بمنتوج آخر‬
‫سليم ‪ ،‬و لكن لن يتأتى ذلك إال بالتفريق بين ما إذا كان المنتوج من األشياء المثلية أي يوجد ما‬
‫يماثله من الجنس و النوع و درجة الجودة ‪ ،‬فيحق للمستهلك طلب االستبدال مثل جهاز راديو أو‬
‫ثالجة أو تلفاز‪...‬إلخ ‪ ،‬فيتمكن من الحصول على منتوج مماثل و مطابق للمواصفات التي تتوفر‬
‫في المنتوجات األخرى فيعد المتدخل منفذا اللتزامه ‪ ،‬أما إذا كان المنتوج من األشياء القيمية التي‬
‫غالبا ما ال يكون لها نظير في السوق ‪ ،‬فهنا يتعذر على المتدخل استبدال المنتوج و ال يبقى أمام‬
‫‪ ،‬ففي الحالة التي يتمكن فيها المتدخل من تنفيذ‬ ‫)‪(2‬‬
‫المستهلك إال طريق المطالبة برد ثمن المنتوج‬
‫التزامه باستبدال المنتوج ‪ ،‬الذي غالبا ما يكون في صالح المستهلك و أفضل طريقة لتنفيذ الضمان‬
‫‪ ،‬فيقع على عاتق المتدخل في‬ ‫)‪(3‬‬
‫‪ ،‬ألنه يمكن له الحصول على منتوج جديد و سليم و غير معيب‬
‫هذه الحالة نقل المنتوج المستبدل على نفقته طبقا للمادة ‪ 14‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪، 327-13‬‬
‫‪ ،‬فيتحمل المتدخل‬ ‫)‪(4‬‬
‫فينبغي أن يكون االستبدال مجانيا ‪ ،‬و في أجل يطابق األعراف المعمول بها‬
‫مصاريف التسليم و النقل و اإلرجاع و التركيب الضرورية سواء لما يصلح المنتوج أو عند استبداله‬

‫‪ -‬محمد حسين منصور‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 58‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪ -‬حليمي ربيعة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 79‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫)‪ - (3‬ثروت فتحي إسماعيل ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 305‬‬


‫‪ -‬أجل يطابق األعراف المعمول بها ‪ ،‬فسرها و حددها القرار الوزاري المؤرخ في ‪ 1994/05/10‬في المادة ‪ 08‬منه ‪ ،‬على أنه‬ ‫)‪(4‬‬

‫إذا لم يكن هناك اتفاق حول األجل يطبق االتفاق ‪ ،‬و إذا لم يوجد اتفاق فيطبق الضمان في أجل ‪ 07‬أيام من تاريخ طلب تنفيذ‬
‫االلتزام بالضمان ‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫‪ ،‬ففي الحالة التي يتعذر على المتدخل القيام بإصالح السلعة يستوجب عليه استبدالها أو رد ثمنها‬
‫‪.‬‬ ‫في أجل ‪ 30‬يوما تسري إبتداءا من تاريخ التصريح بوجود العيب‬
‫)‪(1‬‬

‫* رد المتدخل لثمن المنتوج المعيب ‪:‬‬


‫عند استحالة إصالح أو استبدال المنتوج ‪ ،‬مكن المشرع المستهلك المطالبة برد ثمن المنتوج‬
‫المقتنى في حالة العطب المتكرر طبقا لما نصت عليه المادة ‪ 12‬من المرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ ، 327-13‬لكن هذا المرسوم لم يحدد متى يرد الثمن كامال و متى يرد جزء منه على عكس‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 266-90‬الذي نص على ذلك ‪ ،‬و هذا ما يقودنا إلى الرجوع للقواعد العامة‬
‫الخاصة بتنفيذ البائع لاللتزامه بالضمان المحددة بموجب المادة ‪ 375‬و المادة ‪ 376‬من القانون‬
‫المدني ‪.‬‬

‫‪ -‬حالة الرد الجزئي لثمن المنتوج المعيب ‪:‬‬


‫قد يط أر عيب على المنتوج و يؤثر على جزء منه دون المنتوج كله ‪ ،‬و ال على صالحية‬
‫المنتوج ألداء الوظيفة المنتظرة منه ‪ ،‬و فضل المستهلك االحتفاظ به ‪ ،‬فيلتزم المتدخل برد جزء من‬
‫الثمن يتم تقديره من قبل خبير‪ ،‬و لكن لكي يتمكن هذا األخير من رد جزء من الثمن ينبغي أن‬
‫يكون المنتوج من األشياء التي يمكن تجزئتها دون التأثير على وظيفة المنتوج)‪.(2‬‬

‫‪ -‬حالة الرد الكلي لثمن المنتوج المعيب‪:‬‬


‫يكون المتدخل هنا ملزما برد كل الثمن الذي التزم المستهلك بدفعه مقابل اقتنائه لهذا المنتوج‬
‫و يلزم المستهلك في المقابل برد المنتوج بكامله ‪ ،‬و هذه الحالة تتحقق لما يتعيب المنتوج بعيب‬
‫‪ ،‬فيرد المستهلك المنتوج ذاته بالعيب الذي يعتريه ‪،‬‬ ‫)‪(3‬‬
‫جسيم فال يصبح يتوافق مع رغباته المشروعة‬
‫و يرد معه أجزائه و توابعه التي تسلمها من المتدخل ‪ ،‬كما يلتزم برد توابع المنتوج التي لحقت به‬
‫بعد اقتناءه له ‪ ،‬و لكن قد يتعذر على المستهلك رد المنتوج بالحالة التي يكون قد تسلمها ‪ ،‬إما‬
‫بسبب التغيير الذي يط أر على المنتوج الذي يسببه العيب الملحق به ‪ ،‬فيقع على عاتق المستهلك‬
‫رده على حالته المعيبة ‪ ،‬و إما بسبب تغيير المنتوج لما يقرر المستهلك حقوقا عليه ‪ ،‬فإذا كان‬

‫‪ -‬طبقا للمادة ‪ 15‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 327-13‬المتعلق بتحديد الشروط و كيفيات وضع ضمان السلع‬ ‫)‪(1‬‬

‫و الخدمات حيز التنفيذ ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 49‬ص ‪. 18‬‬


‫‪ -‬حليمي ربيعة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 83-82‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫‪ -‬موالك بختة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 42‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫‪109‬‬
‫عالما بوجود العيب و أقر مثل هذه الحقوق يعد ذلك تنازال منه عن حقه في الضمان ‪ ،‬أما إذا لم‬
‫يكن عالما بوجود هذا العيب و رتب على المنتوج حقوقا ‪ ،‬فال يستطيع المطالبة بالرد الكلي بل له‬
‫الحق في طلب التعويض عما لحقه من ضرر بسبب نقص منفعة المنتوج كونه أصبح معيبا ‪،‬‬
‫فيعفي المستهلك من رد المنتوج كليا إذا كان من األشياء التي تستهلك نتيجة استعمالها)‪.(1‬‬
‫بناءا على ما سبق يعد المتدخل ملزما بإصالح ‪ ،‬أو استبدال ‪ ،‬أو رد ثمن المنتوج للمستهلك‬
‫في حالة ظهور عيب فيه ‪ ،‬فباإلضافة إلى ذلك أقر القانون للمستهلك الحق في تجربة المنتوج الذي‬
‫يقتنيه ‪ ،‬و بالتالي ال يعفى المتدخل من التزامه بالضمان عند تجربة المستهلك للمنتوج )‪.(2‬‬
‫فيظهر لنا من أحكام الضمان الواردة في القانون رقم ‪ ، 03-09‬أنه من النظام العام مع‬
‫منع وضع أي شرط يخالف أحكام هذا الضمان ‪ ،‬فهو يسري ضد كل العيوب التي قد تعتري المنتوج‬
‫كون يقع على عاتق المتدخل إلزامية معرفته بكل العيوب التي قد تؤدي إلى تعطيل وظيفة المنتوج‬
‫بالنظر لصفته المهنية مقارنة بالمستهلك عديم الخبرة)‪.(3‬‬
‫فعرفت المادة ‪ 03‬الفقرة (‪ )02‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 327-13‬الضمان القانوني‬
‫على أنه ‪ " :‬الضمان المنصوص عليه في النصوص التشريعية و التنظيمية المتعلقة باآلثار‬
‫القانونية المترتبة على تسليم سلعة أو خدمة غير مطابقة لعقد البيع ) كل بند تعاقدي أو فاتورة أو‬
‫قسيمة شراء أو قسيمة تسليم أو تذكرة صندوق أو كشف تكاليف أو كل وسيلة إثبات أخرى‬
‫منصوص عليها في التشريع و التنظيم المعمول بهما ( و تغطي العيوب الموجودة أثناء اقتناء‬
‫السلعة أو تقديم الخدمة " ‪ ،‬فإلى جانب الضمان القانوني نص على إمكانية استفادة المستهلك من‬
‫أحكام الضمان االتفاقي بموجب المادة ‪ 14‬من قانون رقم ‪ ، 03-09‬على أنه ‪ " :‬كل ضمان آخر‬
‫مقدم من المتدخل بمقابل أو مجانا ‪ ،‬ال يلغي االستفادة من الضمان القانوني المنصوص عليه في‬
‫المادة ‪ 13‬أعاله " ‪ ،‬فالضمان االتفاقي هو‪ " :‬كل التزام تعاقدي محتمل يبرم إضافة إلى الضمان‬
‫القانوني الذي يقدمه المتدخل أو ممثله لفائدة المستهلك ‪ ،‬دون زيادة في التكلفة " ‪ ،‬أي يشترط أن‬
‫يأخذ شكل التزام تعاقدي)‪.(4‬‬

‫‪ -‬حليمي ربيعة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 87 ، 86 ، 84‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪ -‬أنظر المادة ‪ 15‬من قانون رقم ‪ 03-09‬المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ‪ ،‬المؤرخ في ‪ ، 2009/02/25‬جريدة رسمية‬ ‫)‪(2‬‬

‫رقم ‪ ،15‬المؤرخة في ‪ ، 2009/03/08‬ص ‪ ، 15‬و المادة ‪ 11‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 327-13‬المتعلق بشروط بتحديد شروط‬
‫و كيفيات وضع ضمان السلع و الخدمات حيز التنفيذ ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 49‬المؤرخة في ‪ ، 2013/10/02‬ص ‪. 18‬‬
‫‪(3) -‬‬
‫‪Lepage Jean ، op.cit ، p 67 .‬‬
‫)‪ - (4‬أنظر المادة ‪ 03‬الفقرة (‪ )03‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 327-13‬المتعلق بتحديد الشروط و كيفيات وضع ضمان السلع و‬
‫الخدمات حيز التنفيذ ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 49‬ص ‪. 17‬‬

‫‪110‬‬
‫فالمشرع اعترف بحق استفادة المستهلك من الضمان االتفاقي بتحقق شرطين ‪:‬‬
‫أولهما‪ :‬يشترط أن تكون الزيادة مجانية ‪،‬‬
‫و ثانيهما‪ :‬يشترط أن يكون أنفع من الضمان القانوني)‪.(1‬‬
‫فوجود الضمان االتفاقي إلى جانب الضمان القانوني أدى إلى إحداث تكامل بين الضمانين‬
‫خاصة أن وجود هذا الضمان االتفاقي ال يمنع المستهلك من التمسك بأحكام الضمان القانوني )‪،(2‬‬
‫و هذا ما أكدت عليه المادة ‪ 14‬من قانون رقم ‪ ، 03-09‬فيمتد الضمان القانوني للعيوب الناتجة‬
‫عن تقديم الخدمات المرتبطة باقتناء السلعة ال سيما فيما يتعلق برزمها و بتعليمات تركيبها أو‬
‫بتشغيلها عندما تنجز تحت مسؤولية المتدخل ‪ ،‬فمنحت المادة ‪ 20‬من المرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ 327-13‬ضمانة هامة للمستهلك متمثلة في إمكانية امتداد فترة الضمان بـثالثين يوما )‪ 30‬يوما(‬
‫على األقل بسبب عدم استعمال المستهلك للسلعة تضاف إلى فترة الضمان الباقية سواء كان ضمان‬
‫قانوني أم اتفاقي ‪ ،‬و نجد نفس األمر مكرس في قانون حماية المستهلك الفرنسي بموجب المادة‬
‫‪ L 211-16‬على استفادة المستهلك من مهلة سبعة أيام )‪ 07‬أيام( إضافية بسبب عدم استعمال‬
‫السلعة تحسب هذه الفترة من تاريخ وضع المستهلك للمنتوج لدى المتدخل إلصالحه)‪.(3‬‬
‫و حفاظا على مصالح المستهلك و تحقيقا لرغباته المشروعة ‪ ،‬ألزم المشرع المتدخل بموجب‬
‫المادة ‪ 16‬من قانون رقم ‪ ، 03-09‬في إطار تنفيذ الخدمة ما بعد البيع ‪ ،‬و بعد انقضاء فترة‬
‫الضمان المقررة للمستهلك ‪ ،‬بضمان صيانة و تصليح المنتوج المعروض في السوق و ذلك بهدف‬
‫المراقبة الدورية للسير الحسن للمنتوج و صالحيته لالستهالك ‪ ،‬و هذا ما أكد عليه وزير التجارة‬
‫السيد مصطفى بن بادة بمناسبة اليوم الدراسي و التحسيسي حول الوقاية من الحوادث المنزلية‬
‫المنعقد بتاريخ ‪ 18‬نوفمبر‪ 2013‬على إلزام المنتجين على عرض منتوجات مضمونة في السوق ‪،‬‬

‫‪ -‬حساني علي ‪ " ،‬اإلطار القانوني لاللتزام بالضمان‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 130‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪(2) -‬‬
‫‪Juris‬‬ ‫‪classeur ،concurrence ، consommation ، " Contrats et obligations " ، op.cit ، p 31.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫"‪- Juris classeur ،concurrence ، consommation، " Garantie de conformité des meubles vendus‬‬
‫‪،op.cit ، p 15، L211-16 : " Lorsque l’acheteur demande au vendeur ،pendant le cours ،de la‬‬
‫‪garantie contractuelle qui lui a été consentie lors de l’acquisition ou de la réparation d’un bien‬‬
‫‪meuble ، une remise en état couverte par la garantie ، toute période d’immobilisation d’au moins‬‬
‫" ‪sept jours vient s’ajouter à la durée de la garantie qui restait à courir...‬‬
‫‪،www.légifrance.gouv.com .‬‬

‫‪111‬‬
‫و القيام بمتابعة منتوجاتهم ‪ ،‬و اتخاذ التدابير الضرورية عند االقتضاء قصد ضمان أمن المنتوجات‬
‫ق)‪(1‬‬
‫‪.‬‬ ‫التي يعرضونها في السو‬

‫‪ - (02‬اإلعذار كوسيلة الستجابة المتدخل لتنفيذ التزامه بالضمان ‪:‬‬


‫االلتزام بالضمان نوعان قد يكون قانوني أو اتفاقي ‪ ،‬و المتدخل ملزم بتنفيذ التزامه بالضمان‬
‫ففي حالة ظهور عيب في المنتوج يتعين على المستهلك القيام بإخطار المتدخل بهذا العيب حسب‬
‫األجل المتفق عليه بين الطرفين )‪ ،(2‬فأكد المرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 327-13‬في المادة ‪ 21‬الفقرة‬
‫(‪ )01‬منه بنصه على ‪ " :‬ال يستفيد المستهلك من الضمان إال بعد تقديم شكوى كتابية ‪ ،‬أو عن‬
‫طريق أي وسيلة اتصال أخرى مناسبة لدى المتدخل‪." ...‬‬
‫فيكون الغرض من هذا اإلخطار الذي يوجهه المستهلك للمتدخل ‪ ،‬إلعالمه باكتشافه للعيب‬
‫‪ ،‬و في المقابل يكون من حق‬ ‫)‪(3‬‬
‫الذي جعل المنتوج ال يقوم بالوظيفة التي تم اقتنائه من أجلها‬
‫المتدخل إجراء معاينة حضورية ‪ ،‬تتم بحضور كال الطرفين أو ممثلين عنهما للتأكد من صحة وجود‬
‫‪ ،‬فيمكن للمتدخل طلب مهلة ‪ 10‬أيام تسري إبتداءا من تاريخ استالم الشكوى للقيام‬ ‫)‪(4‬‬
‫العيب‬
‫بمعاينة مضادة طبقا للمادة ‪ 21‬الفقرة )‪ (02‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 327-13‬فهذه المادة‬
‫جعلت هذه المعاينة اختيارية ‪ ،‬بحيث استعمل في المادة مصطلح " يمكن " مما يعد نقصا في‬
‫الحماية لكال الطرفين كون هذا اإلجراء له أهمية ‪ ،‬فهو يسمح من جهة بإقامة الدليل على وجود‬
‫العيب و نسبته إلى من تسبب فيه ‪ ،‬و من جهة أخرى يعتبر إجراء المعاينة مهم بالنسبة للمتدخل‬
‫بحيث يسمح له باستبعاد العيوب التي ال ترجع إليه كسوء تركيب المنتوج مثال ‪ ،‬و من ثمة فالمعاينة‬
‫الحضورية تعد كوسيلة إلثبات وجود هذا العيب)‪.(5‬‬
‫و في حالة التأكد من وجود العيب بالمنتوج يتقرر حق المستهلك في إصالح المنتوج أو‬
‫استبداله أو رد ثمنه حسب الحالة التي يكون عليها المنتوج المعيب )‪ ،(6‬فلما يقصر المتدخل في‬

‫)‪(1‬‬
‫‪- www.mincommerce.gouv.dz .‬‬
‫‪ -‬بن بوخميس علي بولحية ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 47‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫‪ -‬حليمي ربيعة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 94‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫‪ -‬بودالي محمد ‪ " ،‬مسؤولية المنتج‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 98‬‬ ‫)‪(4‬‬

‫)‪(5‬‬
‫‪- Hasnaoui Abdallah ، " La garantie des défauts des produits vendus aux consommateur " ،‬‬
‫‪mémoire soutenu pour l’obtention du diplôme de magister ، faculté de droit ben aknoun ، alger‬‬
‫‪،2001 ، p 52-54 .‬‬
‫)‪(6‬‬
‫‪- Juris classeur ، concurrence،consommation ، " Garantie de conformité des meubles vendus‬‬
‫‪aux consommateur " ، op.cit ، p 11.‬‬

‫‪112‬‬
‫تنفيذ التزامه بالضمان ‪ ،‬فما على المستهلك إال القيام بإعذاره لتنفيذ هذا االلتزام عن طريق رسالة‬
‫موصى عليها مع إشعار باالستالم أو أي وسيلة أخرى مطابقة للتشريع المعمول به ‪.‬‬
‫يعد هذا اإلعذار بمثابة عمل إجرائي ينقل إلى المتدخل تذمر المستهلك من كون المنتوج‬
‫يحتوي على عيب يجعله غير مطابق للمنفعة المنتظرة منه ‪ ،‬و يهدف إلى تفسير عدم رضاء‬
‫‪،‬و‬ ‫)‪(1‬‬
‫المستهلك بالمنتوج المعيب ‪ ،‬فيعد بمثابة تنبيه عن عدم قيام المتدخل بتنفيذ التزامه بالضمان‬
‫لكن بالرجوع إلى المرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 327-13‬الذي نص في المادة ‪ 22‬منه على أنه‪" :‬‬
‫عندما ال ينفذ وجوبا الضمان في أجل ثالثين ‪ 30‬يوما التي تلي تاريخ استالم الشكوى من المتدخل‬
‫فإنه يجب على المستهلك إعذار المتدخل عن طريق رسالة موصى عليها مع إشعار باالستالم أو‬
‫بأي وسيلة أخرى مطابقة للتشريع المعمول به‪ ، " ...‬تناول هذا المرسوم التنفيذي مصطلح " إعذار"‬
‫‪ ،‬التي استعملت مصطلح " إعذار" ‪ ،‬فيتم‬ ‫)‪(2‬‬
‫و هذا ما يوافق نص المادة ‪ 180‬من القانون المدني‬
‫هذا اإلعذار بأي من الطرق التالية‪ :‬رسالة مسجلة مع إشعار باالستالم أو اإلنذار بأية وسيلة أخرى‬
‫تطابق التشريع المعمول به ‪ ،‬مثل البريد ‪ ،‬التلكس ‪ ،‬الفاكس ‪ ،‬أو أي وسيلة أخرى مثل االستعانة‬
‫‪ ،‬و منحت المادة ‪ 22‬الفقرة (‪ )02‬من المرسوم التنفيذي رقم‬ ‫)‪(3‬‬
‫بمحضر قضائي أو خطاب مسجل‬
‫‪ 327-13‬أجل ثالثين يوما )‪ 30‬يوما( للمتدخل لتنفيذ التزامه بالضمان تسري إبتداءا من تاريخ‬
‫التوقيع على اإلشعار باالستالم ‪.‬‬
‫فلهذا اإلعذار آثار يرتبها فهو يؤدي إلى تعليق مدة صالحية الضمان ‪ ،‬حتى يتم تنفيذ هذا‬
‫األخير مما فيه ضمانة للمستهلك ألنه يلزم المتدخل سيئ النية الذي يماطل في تنفيذ التزامه و من‬
‫ثمة يفوت الفرصة على المستهلك لالستفادة من أحكام الضمان و يسمح توجيه اإلعذار للمستهلك‬
‫من المطالبة بإصالح المنتوج المعيب بغية االنتفاع به ‪ ،‬عن طريق االستعانة بمحترف مؤهل‬
‫إلصالح المنتوج المعيب إذا كان ممكنا و على نفقة المتدخل المخل مما يمنح أفضلية معتبرة‬

‫‪ -‬حليمي ربيعة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 95‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫)‪ - (2‬المادة ‪ 180‬من القانون المدني ‪ " :‬يكون إعذار المدين بإنذاره ‪ ،‬أو بما يقوم مقام اإلنذار ‪ ،‬و يجوز أن يتم اإلعذار عن طريق‬
‫البريد على الوجه المبين في هذا القانون كما يجوز أن يكون مترتبا على اتفاق‪. " ...‬‬
‫‪ -‬بودالي محمد ‪ " ،‬مسؤولية المنتج‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 98‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫‪113‬‬
‫للمستهلك )‪ ،(1‬و أكدت على ذلك المادة ‪ 13‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 327-13‬المحدد لشروط و‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫كيفيات و ضع ضمان السلع و الخدمات حيز التنفيذ‬

‫ثالثا‪ :‬المطالبة بتنفيذ الضمان قضائيا‪:‬‬


‫بعد استنفاذ المستهلك للطريق الودي للمطالبة المتدخل بتنفيذ التزامه بالضمان ‪ ،‬و نتيجة‬
‫لتعنته و عدم امتثاله لمطالب المستهلك ال يبقى أمام هذا األخير إال اللجوء إلى القضاء لرفع دعوى‬
‫للحصول على حقه بضمان المنتوج الذي اقتناه ‪ ،‬لذلك يستدعي التطرق لشروط قبول دعوى‬
‫الضمان ‪ ،‬و اآلثار المترتبة عنها‪.‬‬

‫‪ - (01‬شروط قبول دعوى الضمان‪:‬‬


‫إضافة للشروط العامة المتمثلة في الصفة و المصلحة لقبول دعوى الضمان ‪ ،‬نص المشرع‬
‫على شروط أخرى في المادة ‪ 381‬من القانون المدني ‪ ،‬على أنه ‪ " :‬إذا أخبر المشتري البائع‬
‫بالعيب الموجود في المبيع في الوقت المالئم كان له الحق في المطالبة بالضمان وفقا للمادة ‪376‬‬
‫من القانون المدني " ‪ ،‬طبقا لهذا النص للمستهلك الحق في الرجوع بدعوى الضمان على البائع‬
‫بشرط أن يخطر البائع بوجود العيب في اآلجال المحددة سواء في حالة نزع اليد الكلي أو الجزئي‬
‫)‪(3‬‬
‫عن المبيع أو في حالة وجود تكاليف باهظة و تحمل خسارة لو علم بها لما أقدم على إبرام العقد‬
‫أما بالنسبة للقواعد الخاصة بحماية المستهلك فيختلف األمر كون اإلعذار الذي يوجهه المستهلك‬
‫للمتدخل في أجل ثالثين يوم )‪ 30‬أيام( الذي يسري من تاريخ التوقيع على اإلشعار باالستالم ‪ ،‬يعد‬
‫بمثابة تمهيد لرفع دعوى قضائية للحصول على حقوقه إذا كان لم يحصل على الضمان المقرر له‬
‫‪ ،‬فيعد هذا اإلعذار كشرط شكلي لقبول الدعوى أمام القضاء)‪.(5‬‬ ‫)‪(4‬‬
‫بطريقة ودية‬
‫فيتم رفع الدعوى القضائية طبقا لنص المادة ‪ 18‬الفقرة (‪ )02‬من المرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪( 266-90‬الملغى) خالل أجل سنة تسري إبتداءا من يوم توجيه اإلعذار‪ ،‬و لم ينص المرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ 327-13‬على أجل لرفع دعوى الضمان مما ليس فيه حماية للمستهلك كون هذا‬

‫)‪(1‬‬
‫‪- Hasnaoui Abdellah ، op.cit ، p 56-57 .‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 13‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 327-13‬المتعلق بتحديد شروط و كيفيات وضع ضمان السلع و الخدمات حيز‬ ‫)‪(2‬‬

‫التنفيذ ‪ " :‬إذا لم يقم المتدخل بإصالح العيب في اآلجال المتعارف عليها مهنيا‪ ،‬حسب طبيعة السلعة ‪ ،‬فإنه يمكن المستهلك القيام‬
‫بهذا اإلصالح ‪ ،‬ءان أمكن ذلك ‪ ،‬عن طريق مهني مؤهل من اختياره و على حساب المتدخل " ‪.‬‬
‫)‪ - (3‬سعداوي سليم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 89-88‬‬
‫)‪(4‬‬
‫‪- Kahloula.(M) et mekamcha.(G) ، (la deuxième partie) ، op.cit ، p 42 .‬‬
‫‪ -‬جرعود الياقوت ‪ " ،‬عقد البيع و حماية المستهلك‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 117‬‬ ‫)‪(5‬‬

‫‪114‬‬
‫األخير يلجأ لتطبيق القواعد العامة المخصصة لضمان العيوب الخفية و المقدر بسنة من يوم تسليم‬
‫المبيع طبقا لنص المادة ‪ 383‬الفقرة (‪ )01‬من القانون المدني ‪ ،‬فخرج المشرع عن هذا المبدأ في‬
‫الفقرة الثانية من هذه المادة ‪ ،‬بحيث مكن المشتري من االستفادة من مدة أطول من سنة إذا تبين‬
‫أن البائع أخفى العيب غشا منه ‪ ،‬فتصبح مدة االستفادة من الضمان خاضعة للتقادم الطويل المقدرة‬
‫‪ ،‬و السبب في ذلك كون البائع ال يمكنه االستفادة من غشه ‪ ،‬مما يجعل المشتري‬ ‫)‪(1‬‬
‫ب ‪ 15‬سنة‬
‫يستفيد من مدة أطول من سنة في حالة اتفاقه على ذلك مع البائع طبقا للمادة ‪ 384‬من القانون‬
‫‪.‬‬ ‫المدني‬
‫)‪(2‬‬

‫و لكن نجد ما يخالف ذلك في المدة التي كانت مقررة للمستهلك لرفع دعوى قضائية بموجب‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 266-90‬التي تحدد بدأ سريانها من تاريخ توجيه اإلعذار مما فيه حماية‬
‫للمستهلك ‪ ،‬بحيث تصبح مدة رفع الدعوى أطول من المدة الممنوحة للمشتري في القواعد العامة‬
‫التي تسري من يوم التسليم ‪ ،‬فالمشرع مكن المستهلك من استعمال المنتوج في وقت كافي أي خالل‬
‫مدة الضمان الممنوحة له مع االستفادة من إجراءات التسوية الودية للمطالبة بتنفيذ الضمان ‪ ،‬فتمتد‬
‫‪،‬‬ ‫مدة رفع الدعوى القضائية لسنتين أو أكثر من يوم تسليم المنتوج مما يعد ضمانة للمستهلك‬
‫)‪(3‬‬

‫فكان على هذا المرسوم التنفيذي الجديد اإلبقاء على هذا الحكم لما فيه حماية للمستهلك ‪.‬‬

‫‪ - (02‬اآلثار المترتبة على دعوى الضمان ‪:‬‬


‫متى تحققت شروط الضمان الممنوح للمستهلك ‪ ،‬و قام هذا األخير باإلجراءات التي فرضها‬
‫عليه القانون من مساعي ودية ‪ ،‬ثم توجيه اإلعذار‪ ،‬فرفع دعوى قضائية ‪ ،‬فبالتجاء المستهلك‬
‫للطريق القضائي يؤدي حتما إلى تحقق نتيجتين ال مفر منهما ‪ ،‬إما بتنفيذ المتدخل اللتزامه‬
‫‪ ،‬فيستدعي األمر التمييز بينما إذا كان العيب جسيما أم غير‬ ‫)‪(4‬‬
‫بالضمان عينيا أو تنفيذه بمقابل‬
‫جسيم كون اآلثار تختلف في كلتا الحالتين ‪:‬‬

‫‪ -‬محمد حسين منصور‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 62‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫)‪(2‬‬
‫‪- Hasnaoui Abdellah ، op.cit ، p 65 .‬‬
‫‪ -‬حليمي ربيعة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪ ، 104‬أنظر القرار الصادر عن المحكمة العليا بتاريخ ‪ 1989/10/11‬ملف رقم‬ ‫)‪(3‬‬

‫‪ ، 63321‬المجلة القضائية العدد ‪ ، 1991 ، 01‬ص ‪ ، 24-21‬الذي يجسد حالة سقوط مدة الضمان المقرر بسنة طبقا للقواعد‬
‫العامة و بالتالي عدم إمكانية المشتري من االستفادة من الضمان ‪.‬‬
‫‪ -‬جرعود الياقوت ‪ " ،‬عقد البيع و حماية المستهلك‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 117‬‬ ‫)‪(4‬‬

‫‪115‬‬
‫أ( ‪ -‬حالة العيب الجسيم‪:‬‬
‫يكون العيب جسيما بحيث لو علم به المستهلك لما أقدم على اقتناء المنتوج ‪ ،‬مما يؤدي بهذا‬
‫العيب لإلنقاص من قيمة المنتوج ‪ ،‬و من منفعته إلى حد يجعله غير صالح لالستعمال المخصص‬
‫له ‪ ،‬فهنا يكون للمستهلك طبقا للقواعد العامة الحق في المطالبة بما ورد في المادة ‪ 375‬من‬
‫القانون المدني ‪ ،‬و هي ‪ :‬قيمة المبيع وقت نزع اليد ‪ ،‬قيمة الثمار التي ألزم المستهلك بردها إلى‬
‫المالك الذي نزع يد المستهلك عن المنتوج ‪ ،‬المصاريف النافعة التي يمكنه أن يطلبها من صاحب‬
‫المنتوج و كذلك المصاريف الكمالية إذا كان المتدخل سيئ النية ‪ ،‬و جميع مصاريف دعوى‬
‫الضمان و دعوى االستحقاق باستثناء ما كان المستهلك يستطيع أن يتقيه منها لو أعلم المتدخل‬
‫بهذه الدعوى األخيرة طبقا للمادة ‪ 373‬من القانون المدني ‪ ،‬و بوجه عام تعويضه عما لحقه من‬
‫‪ ،‬أما بالنسبة للمرسوم التنفيذي رقم‬ ‫)‪(1‬‬
‫خسائر و ما فاته من كسب بسبب نزع اليد عن المنتوج‬
‫‪ ، 327-13‬فقد منح المشرع للمستهلك ضمانة بحيث مكنه من مطالبة القاضي باستبدال المنتوج‬
‫لما يبلغ المنتوج درجة من الجسامة تجعله غير قابل لالستعمال كليا ‪ ،‬و أتبع ذلك بضمانة مهمة‬
‫في حالة تذرع المتدخل بصعوبة استبدال المنتوج كونه غير متوفر مثال ‪ ،‬فيقع وجوبا على عاتقه رد‬
‫ثمن المنتوج كامال إذا كان غير قابل لالستعمال كليا مقابل رد المستهلك للمنتوج المعيب)‪.(2‬‬

‫ب( ‪ -‬حالة العيب الغير جسيم‪:‬‬


‫نصت على هذه الحالة المادة ‪ 376‬من القانون المدني ‪ ،‬فإذا اختار المستهلك استبقاء‬
‫المبيع أو كانت الخسارة التي لحقته لم تبلغ قد ار لو علم به لما أتم العقد ‪ ،‬فهنا يكون للمستهلك الحق‬
‫في طلب التعويض عن الضرر الذي لحقه بسبب هذا العيب ‪ ،‬كونه غير جسيم و يؤثر على‬
‫المنتوج في جزء منه فقط ‪ ،‬مما يؤدي إلى اإلنقاص من قيمة المنتوج و من االنتفاع به ‪ ،‬فيمكن له‬
‫المطالبة بالتعويض عن مصاريف إصالح المنتوج المعيب إذا بادر المستهلك من تلقاء نفسه‬
‫إلصالح العيب ‪ ،‬أو في حالة استعانته بمتدخل آخر مؤهل إلصالح المنتوج المعيب ‪.‬‬
‫فيتبين من خالل أحكام الضمان أن المشرع جعلها من النظام العام بموجب قواعد آمرة كما‬
‫خفف على المستهلك مشقة البحث عن المتسبب في الضرر فخول له بموجب قانون رقم ‪03-09‬‬
‫المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ‪ ،‬من خالل توسيعه لتعريف المتدخل في المادة‪ 03‬الفقرة‬

‫‪ -‬سعداوي سليم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 90-89‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫)‪(2‬‬
‫‪- Hasnaoui Abdallah ،op.cit ، p 83-86 .‬‬

‫‪116‬‬
‫)‪ ، (08‬الحق في الرجوع على كل متدخل في عملية عرض المنتوج لالستهالك بموجب الدعوى‬
‫‪.‬‬ ‫المباشرة‬
‫)‪(1‬‬

‫و في نهاية هذا الفصل يمكن القول أن المتدخل ينبغي أن يتحلى باألمانة و الصدق عند‬
‫تعامله مع المستهلك و عدم وضعه لشروط تعسفية مجحفة في حقه ‪ ،‬كما يلتزم عند عرضه‬
‫للمنتوجات لالستهالك بضمان سالمة و أمن المستهلك ضد كل المخاطر التي قد تلحق بهذا‬
‫األخير‪ ،‬مع ضرورة استجابة هذه المنتوجات للرغبات المشروعة للمستهلك ‪ ،‬و لن يتأتى ذلك إال‬
‫بتزويد المتدخل لهذا األخير بالمعلومات الدقيقة التي تخص خصائص المنتوجات ‪ ،‬و باحترامه‬
‫للمقاييس المعتمدة و المواصفات القانونية و التنظيمية التي تقيد المتدخل و تلزمه بوضع منتوجات‬
‫مطابقة لها ‪ ،‬كما يمتد نطاق حماية المستهلك إلى ضمان كل العيوب التي قد تعتري المنتوجات‬
‫التي يقتنيها المستهلك و ضمان تنفيذ الخدمة ما بعد البيع ‪ ،‬مما يوفر ذلك حماية حقيقية للمستهلك‬
‫باعتباره طرف ضعيف في العالقة االستهالكية التي تربطه بالمتدخل‪.‬‬

‫و لن يتوقف نطاق حماية المستهلك عند هذا الحد ‪ ،‬بل يمتد إلى تكريس المشرع لجزاء مزدوج‬
‫لمعاقبة المتدخل على مخالفته ألحكام قانون حماية المستهلك و قمع الغش ‪ ،‬و هذا ما سنتناوله في‬
‫الفصل الثاني ‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫‪- Borghetti Jean-Sébastien ، op.cit ، p 212 .‬‬

‫‪117‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬ءازدواج الجزاء كآلية لتفعيل الحماية للمستهلك ‪:‬‬
‫نظ ار لألضرار الجمة التي يتعرض لها المستهلك ‪ ،‬و نتيجة لكون الجزاءات المقررة في‬
‫القانون المدني لم تعد كفيلة بحمايته و ال تخدم مصالحه ‪ ،‬فقد بادر المشرع إليجاد ضمانات و‬
‫آليات وقائية لتجنب األضرار التي قد تلحق به ‪ ،‬فعمد إلى إيجاد أجهزة متخصصة في مجال الوقاية‬
‫و الدفاع عن حقوق المستهلك ‪ ،‬تعمل على توفير لهذا األخير منتوجات خالية من المخاطر التي‬
‫من شأنها اإلضرار بسالمته الجسدية و بمصالحه ‪ ،‬بمنعها العرض لالستهالك منتوجات ال توافق‬
‫المواصفات التي تكفل حماية صحة و أمن المستهلك و ال توافق رغباته المشروعة ‪ ،‬و في حالة‬
‫عدم احترام المتدخل لمثل هذه المواصفات تطبق عليه جزاءات إدارية بغية منعه من االستمرار في‬
‫اإلضرار بالمستهلك ‪ ،‬و هنا يظهر دور الجزاء الوقائي في إطار وقاية هذا األخير (المبحث األول)‪.‬‬
‫غير أن تطور أساليب اإلنتاج و التوزيع في السوق ‪ ،‬و كذا ازدهار عمليات االستيراد الناتج‬
‫عن تحرير التجارة الخارجية ‪ ،‬أدى إلى قصور قواعد المسؤولية المدنية في تكريس الحماية‬
‫للمستهلك ‪ ،‬كما أن تعزيز انفالت بعض المنتوجات من الخضوع إلجراءات الرقابة و من ثمة عدم‬
‫تطبيق الجزاءات الوقائية على مثل هذه المنتوجات التي قد تحتوي على خطر يمس بصحة و‬
‫سالمة المستهلك ‪ ،‬و تصل إليه و هي غير آمنة ‪ ،‬بعدما يكون قد تالعب بها المتدخلين سواء‬
‫بالخداع أو بالغش ‪ ،‬أو حتى عند مخالفتهم لاللتزامات المفروضة عليهم أدى بالمشرع إلى اإلتيان‬
‫بجزاءات ردعية تطبق على هؤالء المتدخلين قصد تحقيق حماية تامة للمستهلك ‪ ،‬و يظهر ذلك من‬
‫خالل دور الجزاء الردعي في إطار قمع الجرائم االقتصادية (المبحث الثاني)‪.‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬تكريس الحماية عن طريق الجزاء الوقائي ‪:‬‬


‫تكمن حماية المستهلك في حصوله على منتوجات ذات جودة ‪ ،‬و لتحقق ذلك مرهون األمر‬
‫بمراقبة هذه المنتوجات و المحافظة عليها لتفادي النتائج المضرة بصحة و مصالح و أمن المستهلك‬
‫فيكفل إجراء مثل هذه الرقابة لهيئات متخصصة سواء كانت منتوجات محلية أو مستوردة (المطلب‬
‫األول) ‪ ،‬و من أجل تفعيل هذه الرقابة يتم إتباعها باتخاذ تدابير تحفظية ذات طابع قمعي بحيث‬
‫تقوم هذه الهيئات بتوقيع عقوبات على كل منتوج يحتوي على خطر يهدد أمن و سالمة و صحة‬
‫المستهلك (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬ممارسة الرقابة على المنتوجات المعروضة لالستهالك ‪:‬‬
‫تكفل ممارسة هذه الرقابة لهيئات متخصصة حددها القانون و نظمت صالحيتها النصوص‬
‫التنظيمية المتعلقة بحماية المستهلك (الفرع األول) ‪ ،‬كما تتعدد أنواع هذه الرقابة بحسب طبيعة‬
‫المنتوجات (الفرع الثاني) ‪ ،‬و ال يقتصر ممارسة هذه الرقابة على المنتوجات المحلية فقط بل يمتد‬
‫إلى المنتوجات المستوردة كذلك (الفرع الثالث)‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬الهيئات المكلفة بالقيام بالرقابة على المنتوجات ‪:‬‬


‫)‪(1‬‬
‫لتفعيل الحماية المقررة للمستهلك وسع المشرع من نطاق هذه الرقابة و عهدها لهيئات‬
‫على المستوى المركزي (أوال) ‪ ،‬كما نجد هيئات مكلفة بالقيام برقابة المنتوجات على المستوى‬
‫المحلي (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬على المستوى المركزي ‪:‬‬


‫‪ ،‬على‬ ‫نصت المادة ‪ 25‬من قانون رقم ‪ 03-09‬المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش‬
‫)‪(2‬‬

‫ما يلي ‪ " :‬باإلضافة إلى ضباط الشرطة القضائية و األعوان اآلخرين المرخص لهم بموجب‬
‫النصوص الخاصة بهم ‪ ،‬يؤهل للبحث و معاينة مخالفات أحكام هذا القانون ‪ ،‬أعوان قمع الغش‬
‫التابعون للو ازرة المكلفة بحماية المستهلك " ‪.‬‬
‫فمن خالل نص هذه المادة ينبغي التحديد بدقة الهيئات المكلفة بالقيام بالرقابة على المستوى‬
‫المركزي ‪:‬‬

‫‪ -(01‬الضبطية القضائية ‪:‬‬


‫حددت المادة ‪ 15‬من األمر رقم ‪ 156-66‬المؤرخ في ‪ 08‬جوان ‪ 1966‬المتضمن قانون‬
‫‪ ،‬على أنه يتمتع بصفة ضباط الشرطة القضائية ‪ :‬رؤساء‬ ‫)‪(3‬‬
‫اإلجراءات الجزائية المعدل و المتمم‬
‫و‬ ‫المجالس الشعبية البلدية ‪ ،‬ضباط الدرك الوطني ‪ ،‬و محافظو الشرطة ‪ ،‬ذوو الرتب في الدرك‬

‫‪ -‬ال يمكن حصر األجهزة المكلفة بالقيام بالرقابة على المنتوجات ‪ ،‬فهناك أجهزة تابعة لو ازرة الصحة و لو ازرة المالية ‪ ،‬وأخرى‬ ‫)‪(1‬‬

‫تقوم بالتنسيق بينها في مجال حماية المستهلك ‪ ،‬غير أننا ستقتصر على ذكر األجهزة ذات الصلة الوثيقة بحماية المستهلك و قمع‬
‫الغش ‪.‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 25‬من قانون رقم ‪ 03-09‬المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ‪ ،‬المؤرخ في ‪ ، 2009/02/25‬جريدة رسمية رقم‬ ‫)‪(2‬‬

‫‪ ،15‬المؤرخة في ‪ ، 2009/03/08‬ص ‪. 16‬‬


‫الجزئية ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 48‬المؤرخة في‬
‫ا‬ ‫‪ -‬األمر رقم ‪ 155-66‬المؤرخ في ‪ ، 1966/06/08‬المتضمن قانون اإلجراءات‬ ‫)‪(3‬‬

‫‪ 1966/06/10‬المعدل و المتمم ‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫رجال الدرك اللذين أمضوا في سلك الدرك ثالث سنوات على األقل و اللذين تم تعيينهم بموجب قرار‬
‫مشترك صادر عن وزير العدل و وزير الدفاع الوطني بعد موافقة لجنة خاصة ‪ ،‬مفتشو األمن‬
‫الوطني اللذين قضوا في خدمتهم بهذه الصفة ثالث سنوات على األقل و عينوا بموجب قرار مشترك‬
‫صادر عن وزير العدل و وزير الداخلية و الجماعات المحلية بعد موافقة لجنة خاصة ‪ ،‬ضباط و‬
‫ضباط الصف التابعين للمصالح العسكرية لألمن اللذين تم تعيينهم خصيصا بموجب قرار مشترك‬
‫بين وزير الدفاع الوطني و وزير العدل‪.‬‬
‫فالمشرع منح االختصاص لضابط الشرطة القضائية ‪ ،‬بالبحث و معاينة المخالفات ‪،‬‬
‫و التحري عن الجرائم المقررة قانونا و جمع األدلة عنها و نسبتها إلى مرتكبيها ‪ ،‬فيمارسون هذه‬
‫المهام في الحدود الموكلة لهم لمباشرة وظائفهم المعتادة ‪ ،‬و في حالة االستعجال يمتد اختصاصهم‬
‫إلى كافة دائرة اختصاص المجلس القضائي التابعين له ‪ ،‬كما يجوز تمديد اختصاصهم إلى كافة‬
‫‪.‬‬ ‫التراب الوطني‬
‫)‪(1‬‬

‫‪ - (02‬أعوان قمع الغش التابعين للوزارة المكلفة بحماية المستهلك‪:‬‬


‫لقد تم تدعيم جهاز الرقابة بإطارات من مختلف المجاالت التقنية ‪ ،‬و الهدف من ذلك لتمكين‬
‫هذا الجهاز من مراقبة كل السلع و البضائع الغذائية ‪ ،‬مواد التجميل ‪ ،‬العطور ‪ ،‬قطع الغيار ‪،‬‬
‫‪ ،‬و هؤالء األعوان مقسمون على الرتب التالية ‪:‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫اآلالت الكهرو منزلية ‪ ،‬الخدمات‪...‬إلخ‬
‫‪ -‬قسم المفتشين ‪ - :‬رئيس مفتش رئيسي لقمع الغش‪.‬‬
‫‪ -‬مفتش رئيسي لقمع الغش ‪.‬‬
‫‪ -‬مفتش قسم لقمع الغش‪.‬‬
‫‪ -‬قسم المحققين ‪ - :‬رئيس محقق رئيسي لقمع الغش‪.‬‬
‫‪ -‬محقق رئيسي لقمع الغش ‪.‬‬
‫‪ -‬محقق لقمع الغش ‪.‬‬
‫‪ -‬قسم المراقبين ‪ - :‬مراقب الجودة و قمع الغش ‪.‬‬

‫‪ -‬جديلي نوال ‪ " ،‬الجهات اإلدارية المكلفة بحماية المستهلك " ‪ ،‬مداخلة في الملتقى الوطني الخامس ‪ " ،‬الحماية القانونية‬ ‫)‪(1‬‬

‫للمستهلك " ‪ ،‬يومي ‪ 17-16‬ماي ‪ ، 2012‬كلية الحقوق المدية ‪ ،‬ص ‪. 04‬‬


‫‪ -‬بن حمد أحمد ‪ " ،‬دور مصالح قمع الغش في مراقبة المتدخلين في عملية اإلنتاج " ‪ ،‬مجلة البحوث و الدراسات القانونية و‬ ‫)‪(2‬‬

‫السياسية ‪ ،‬كلية الحقوق ‪ ،‬جامعة البليدة ‪ ،‬العدد ‪ ، 02‬جانفي ‪ ، 2012‬ص ‪. 158‬‬

‫‪120‬‬
‫و هذا طبقا للمواد ‪ 39 ، 28 ، 25‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 415-09‬المؤرخ في‬
‫‪ 16‬ديسمبر ‪ 2009‬المتضمن القانون األساسي الخاص المطبق على الموظفين المنتمين لألسالك‬
‫‪ ،‬كما أكدت المادة ‪ 15‬من قانون حماية المستهلك ‪ ،‬على‬ ‫)‪(1‬‬
‫الخاصة باإلدارة المكلفة بالتجارة‬
‫اختصاص أعوان قمع الغش بمنحهم بعض مهام الضبطية القضائية أثناء قيامهم بمهام الرقابة ‪ ،‬و‬
‫هذا ما أكدت عليه المادة ‪ 27‬من األمر رقم ‪ 155-66‬المؤرخ في ‪ 08‬جوان ‪ 1966‬المتضمن‬
‫‪ ،‬على منح بعض مهام الضبطية القضائية ألعوان قمع‬ ‫)‪(2‬‬
‫قانون اإلجراءات الجزائية المعدل المتمم‬
‫الغش في ميدان تخصصهم و تدخالتهم ‪ ،‬فيهدف األعوان المكلفون برقابة الجودة و قمع الغش إلى‬
‫‪ ،‬و كل ذلك بغية‬ ‫)‪(3‬‬
‫فحص المنتوجات و التحقق من مطابقتها للمقاييس و المواصفات المتعمدة‬
‫‪ ،‬فالمادة ‪04‬‬ ‫ردع كل مخالفة من شأنها أن تمس بصحة و سالمة و مصالح و أمن المستهلك‬
‫)‪(4‬‬

‫و قمع‬ ‫من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 39-90‬المؤرخ في ‪ 30‬جانفي ‪ 1990‬المتعلق برقابة الجودة‬
‫‪ ،‬أكدت على أن لهؤالء األعوان اختصاصين ‪:‬‬ ‫)‪(5‬‬
‫الغش‬

‫‪ -‬االختصاص الزماني ‪:‬‬


‫يمكن لألعوان المكلفين برقابة الجودة و قمع الغش التدخل للقيام بمهامهم في كامل أوقات‬
‫العمل أو أثناء ممارسة النشاط ‪.‬‬

‫‪ -‬االختصاص المكاني ‪:‬‬


‫بحيث يقوم األعوان المكلفون برقابة الجودة و قمع الغش ‪ ،‬بالعمليات الموكلة إليهم في أي‬
‫مكان من أماكن اإلنشاء األولي و اإلنتاج و التحويل ‪ ،‬و التوضيب و اإليداع و العبور و النقل و‬
‫التسويق ‪ ،‬و على العموم في كامل حلقات عملية الوضع حيز االستهالك ‪ ،‬كما تراقب هذه األعوان‬

‫‪ -‬المواد ‪ 39، 28 ،25‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 415-09‬المؤرخ في ‪ ، 2009/12/16‬المتضمن القانون األساسي الخاص‬ ‫)‪(1‬‬

‫المطبق على الموظفين المنتمين لألسالك الخاصة باإلدارة المكلفة بالتجارة ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 75‬المؤرخة في ‪، 2009/12/20‬‬
‫ص ‪. 25-23‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 27‬من األمر رقم ‪ " :155-66‬يباشر الموظفون و أعوان اإلدارات و المصالح العمومية بعض سلطات الضبط‬ ‫)‪(2‬‬

‫القضائي التي تناط بهم بموجب قوانين خاصة وفق األوضاع و في الحدود المبينة بتلك القوانين " ‪.‬‬
‫‪ -‬حدوش فتيحة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 45‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫)‪(4‬‬
‫‪– Filali. (B)، Fettat .(F)، Boucenda .(A)، " Concurrence et protection du consommateur dans le‬‬
‫‪domaine alimentaire en algerie " ، revue algérienne des sciences juridique et économiques et‬‬
‫‪politiques ، N°01 ،1998، p 65 .‬‬
‫‪ -‬أنظر المادة ‪ 04‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 39-90‬المؤرخ في ‪ ، 1990/01/30‬المتعلق برقابة الجودة و قمع الغش ‪ ،‬جريدة‬ ‫)‪(5‬‬

‫رسمية رقم ‪ ، 05‬المؤرخة في ‪ ، 1990/01/31‬ص ‪. 203‬‬

‫‪121‬‬
‫المنتوجات المستوردة عند الحدود ‪ ،‬كون عملية االستيراد من بين عمليات التسويق و كذلك بالنظر‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫لصفة المستورد الذي يعد من قبل المتدخلين‬

‫‪ - (03‬وزارة التجارة و مصالحها الخارجية‪:‬‬

‫أ(‪ -‬وزارة التجارة ‪:‬‬


‫نصت المادة ‪ 05‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 453-02‬المؤرخ في ‪ 21‬ديسمبر‪2002‬‬
‫‪ ،‬على أنه ‪ " :‬يكلف وزير التجارة في مجال جودة السلع‬ ‫)‪(2‬‬
‫المتعلق بتحديد صالحيات وزير التجارة‬
‫و الخدمات و حماية المستهلك بما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬يحدد بالتشاور مع الدوائر الو ازرية و الهيئات المعنية شروط وضع السلع و الخدمات رهن‬
‫االستهالك في مجال الجودة ‪ ،‬و النظافة الصحية و األمن‪.‬‬
‫‪ -‬يقترح كل اإلجراءات المناسبة في إطار وضع نظام للعالمة ‪ ،‬و حماية العالمة التجارية و‬
‫التسميات األصلية ‪ ،‬و متابعة تنفيذها‪.‬‬
‫‪ -‬يبادر بأعمال تجاه المتعاملين االقتصاديين المعنيين من أجل تطوير الرقابة الذاتية‪.‬‬
‫‪ -‬يشجع تنمية مخابر تحاليل الجودة و التجارب و يقترح اإلجراءات و المناهج الرسمية للتحليل في‬
‫مجال الجودة‪.‬‬
‫‪ -‬يساهم في إرساء قانون االستهالك و تطويره ‪ ،‬يشارك في أشغال الهيئات الدولية و الجهوية‬
‫المختصة في مجال الجودة‪.‬‬
‫‪ -‬يعد و ينقد استراتيجية لإلعالم و االتصال تتعلق بالوقاية من األخطار الغذائية و غير الغذائية‬
‫تجاه الجمعيات المهنية و المستهلكين التي يشجع إنشاءها " ‪.‬‬
‫فمن خالل هذا النص نستنتج أن و ازرة التجارة هي الو ازرة المكلفة بقمع الغش و مراقبة الجودة‬
‫‪ ،‬كما يستعين وزير التجارة في إطار أداءه لمهامه باالتصال مع مختلف‬ ‫)‪(3‬‬
‫و حماية المستهلك‬
‫الدوائر الو ازرية منها و ازرة الداخلية و الجماعات المحلية ‪ ،‬و ازرة الدفاع الوطني ‪ ،‬و ازرة الفالحة و‬
‫التنمية الريفية ‪ ،‬و ازرة الصحة و اإلسكان ‪ ،‬و ازرة السياحة ‪ ،‬كما لو ازرة التجارة مصالح تابعة لها‬
‫مكلفة بحماية المستهلك عن طريق مراقبة المتدخلين في مختلف عمليات عرض المنتوج لالستهالك‬

‫‪ -‬بوطبل خديجة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 41‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪ -‬المادة ‪ 05‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 453-02‬المؤرخ في ‪ ، 2002/12/21‬المتعلق بتحديد صالحيات وزير التجارة‪ ،‬جريدة‬ ‫)‪(2‬‬

‫رسمية رقم ‪ ، 85‬المؤرخة في ‪ ، 2002/12/22‬ص ‪. 11‬‬


‫‪ -‬جرعود الياقوت ‪ " ،‬عقد البيع و حماية المستهلك‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 127‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫‪122‬‬
‫فطبقا للمرسوم التنفيذي رقم ‪ 18-14‬المؤرخ في ‪ 21‬جانفي ‪ 2014‬المتضمن تنظيم اإلدارة‬
‫‪ ،‬الذي يحدد الهيئات التابعة لو ازرة التجارة و عهد لها مهمة إجراء‬ ‫)‪(1‬‬
‫المركزية في و ازرة التجارة‬
‫الرقابة ‪:‬‬
‫‪ -‬مديرية الجودة و االستهالك ‪ :‬تقوم هذه المديرية بعدة مهام‪:‬‬
‫‪ -‬اقتراح مشاريع النصوص ذات الطابع التشريعي و التنظيمي و المتعلقة بترقية الجودة و بحماية‬
‫المستهلك ‪.‬‬
‫‪ -‬المساهمة في إرساء حق االستهالك ‪.‬‬
‫‪ -‬المشاركة في كل الدراسات المرتبطة بالمواصفات في مجال الجودة و النظافة الصحية و األمن و‬
‫المطبقة في جميع مراحل صنع المنتوجات و تسويقها ‪.‬‬
‫الرمية إلى إرساء أنظمة للعالمات التصنيفية و حماية العالمات و التسميات‬
‫‪ -‬اتخاذ كل التدابير ا‬
‫األصلية ‪.‬‬
‫‪ -‬التشجيع عبر المبادرات المالئمة ‪ ،‬على تطوير المراقبة الذاتية للجودة على مستوى المتعاملين‬
‫االقتصاديين ‪.‬‬
‫‪ -‬تنشيط عملية تقييس المنتوجات و الخدمات و طرق تحليل الجودة و تشجيعها و متابعتها ‪.‬‬
‫‪ -‬ترقية برامج إعالم المهنيين و المستهلكين و تحسسيهم ‪.‬‬

‫و تضم هذه المديرية أربع مديريات ‪:‬‬


‫‪ -‬المديرية الفرعية لتقييس المنتوجات الغذائية ‪.‬‬
‫‪ -‬المديرية الفرعية لتقييس المنتوجات الصناعية ‪.‬‬
‫‪ -‬المديرية الفرعية لتقييس الخدمات ‪.‬‬
‫فيعهد لهذه المديريات الثالث مهمة اقتراح التنظيم و التقييس المتعلقين بجودة السلع و الخدمات و‬
‫بحماية المستهلك ‪.‬‬

‫‪ -‬المديرية الفرعية لترقية الجودة و حماية المستهلك ‪:‬‬


‫المكلفة بإعداد البرامج و األعمال التحسيسية و اإلعالمية و الوقائية في مجال الجودة و حماية‬
‫المستهلك و تنفيذها ‪.‬‬

‫‪ -‬المادة ‪ 03‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 18-14‬المؤرخ في ‪ ، 2014/01/21‬المتضمن تنظيم اإلدارة المركزية في و ازرة التجارة‬ ‫)‪(1‬‬

‫جريدة رسمية رقم ‪ ، 04‬المؤرخة في ‪ ، 2014/01/26‬ص ‪ ، 11‬المعدل و المتمم للمرسوم التنفيذي رقم ‪ 454-02‬المؤرخ في‬
‫‪ ، 2002/12/21‬و المتضمن تنظيم اإلدارة المركزية في و ازرة التجارة ‪.‬‬

‫‪123‬‬
‫و بالرجوع إلى نص المادة ‪ 04‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 454-02‬المؤرخ في‬
‫‪ ،‬التي نصت على أن ‪:‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫‪ 21‬ديسمبر ‪ 2002‬المتضمن تنظيم اإلدارة المركزية في و ازرة التجارة‬
‫المديرية العامة للرقابة االقتصادية و قمع الغش التي تكلف بـ‪:‬‬
‫‪ -‬تحديد الخطوط العريضة للسياسة الوطنية للمراقبة في ميادين الجودة و قمع الغش ‪ ،‬و مكافحة‬
‫الممارسات المضادة للمنافسة و التجارة الالمشروعة ‪.‬‬
‫‪ -‬السهر على توجيه برامج المراقبة االقتصادية و قمع الغش و تنسيقها و تنفيذها ‪.‬‬
‫‪ -‬إنجاز كل الدراسات و اقتراح كل التدابير بغية تدعيم وظيفة المراقبة و عصرنتها ‪.‬‬
‫‪ -‬توجيه نشاطات المراقبة االقتصادية و قمع الغش التي تقوم بها المصالح الخارجية المكلفة‬
‫بالتجارة و تنسيقها و تقييمها ‪.‬‬
‫‪ -‬تطوير التنسيق ما بين القطاعات في مجاالت الرقابة االقتصادية و قمع الغش ‪.‬‬
‫‪ -‬تطوير عالقات التعاون الدولي في ميادين الرقابة االقتصادية ‪ ،‬مراقبة الجودة و قمع الغش ‪.‬‬
‫‪ -‬متابعة المنازعات في مجال مراقبة الجودة و قمع الغش و الممارسات التجارية ‪.‬‬
‫‪ -‬القيام بتحقيقات ذات منفعة وطنية بخصوص االختالالت التي تمس السوق التي لها تأثيرات على‬
‫االقتصاد الوطني ‪.‬‬
‫‪ -‬تقييم نشاطات مخابر تجارب و تحاليل الجودة ‪.‬‬

‫و تضم هذه المديرية أربع مديريات ‪:‬‬


‫‪ -‬مديرية مراقبة الممارسات التجارية و المضادة للمنافسة ‪.‬‬
‫‪ -‬مديرية مراقبة الجودة و قمع الغش ‪.‬‬
‫‪ -‬مديرية مخابر التجارب و تحاليل الجودة ‪.‬‬
‫‪ -‬مديرية التعاون و التحقيقات الخصوصية ‪.‬‬
‫فهذه المديرية تعد هيئة فعالة لتحقيق حماية للمستهلك و ذلك من خالل الرقابة التي تقوم بها مع‬
‫قيامها بتحقيق التوازن في األسواق)‪.(2‬‬
‫كما يظهر دور نشاط هذه المديرية ‪ ،‬في اكتشافها الحتواء الحليب الجاف كامل الدسم‬
‫الحامل لعالمة " ‪ " lolait‬على نسبة جد مرتفعة من بكتيريا القولون ‪ ،‬و نظ ار لخطورة هذه األخيرة‬

‫‪ -‬المادة ‪ 04‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 454-02‬المؤرخ في ‪ ، 2002/12/21‬المتضمن تنظيم اإلدارة المركزية في و ازرة التجارة‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 85‬المؤرخة في ‪ ، 2002/12/22‬ص ‪ ، 19-18‬المعدل و المتمم ‪.‬‬


‫)‪ - (2‬زوبير أرزقي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 160‬‬

‫‪124‬‬
‫على صحة المستهلك دعت و ازرة التجارة المستهلك إلى تجنب اقتناء و استهالك هذا المنتوج ‪ ،‬حيث‬
‫تقوم حاليا مصالح قمع الغش على مستوى كافة التراب الوطني بسحبه من مسار الوضع لالستهالك‬
‫‪ ،‬و يقابل هذه المديرية في فرنسا المديرية العامة للمنافسة‬ ‫)‪(1‬‬
‫إلى حين استكمال التحقيقات المعمقة‬
‫و االستهالك و قمع الغش ‪ ،‬التي توكل لها مهمة تنظيم السوق و مراقبة مدى احترام المتدخلين‬
‫‪.‬‬ ‫لاللتزامات المعروضة عليهم و مدى مطابقتها للنصوص القانونية و التنظيمية المفروضة عليهم‬
‫)‪(2‬‬

‫كما يعهد لهذه المصالح المركزية التابعة لو ازرة التجارة تموين التنسيق ما بين القطاعات في‬
‫مجال الرقابة و قمع الغش ‪ ،‬و تطوير عالقة التعاون الدولي في ميدان الرقابة االقتصادية ‪ ،‬مكافحة‬
‫التهرب الضريبي ‪ ،‬و كل أنواع الغش ‪ ،‬تشجيع جمعيات حماية المستهلك و تدعيمها ماديا و‬
‫معنويا)‪.(3‬‬

‫أ( ‪ -‬المصالح الخارجية لوزارة التجارة ‪:‬‬


‫يمتد اختصاص و ازرة التجارة للمستوى الخارجي و المجسد في المصالح الخارجية التابعة لها‬
‫و المنصوص عليها بموجب المادة ‪ 02‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 09-11‬المؤرخ في‬
‫)‪(4‬‬
‫‪ 20‬جانفي ‪ 2011‬المتضمن تنظيم المصالح الخارجية في و ازرة التجارة و صالحيتها و عملها‬
‫فنجد على المستوى المركزي ‪:‬‬
‫‪ -‬المديرية الوالئية للتجارة (‪:)D.C.W‬‬
‫حلت محل المديرية الوالئية للمنافسة و األسعار ‪ ،‬فهي تحتوي على خمسة مصالح‪:‬‬
‫‪ -‬مصلحة معالجة حماية المستهلك و قمع الغش ‪.‬‬
‫‪ -‬مصلحة معالجة مراقبة الممارسات التجارية و المطاردة للمنافسة ‪.‬‬
‫‪ -‬مصلحة المنازعات و الشؤون القانونية ‪.‬‬
‫‪ -‬مصلحة معالجة مالحظة السوق و اإلعالم االقتصادي ‪.‬‬

‫‪ -‬بالغ مقدم للمستهلكين لمنع استهالك هذا المنتوج‪. www.mimcommerce.gouv.dz :‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫)‪(2‬‬
‫‪- Gambelli Franck et Leclerc Rémy ، " La réglementation européenne des produits " ، éditions‬‬
‫‪CETIM ، Paris، 2000 ، p 106-107 .‬‬
‫)‪ – (3‬بن حمدة أحمد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 150-149‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 02‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 09-11‬المؤرخ في ‪ ، 2011/01/20‬المتضمن تنظيم المصالح الخارجية في و ازرة‬ ‫)‪(4‬‬

‫التجارة و صالحياتها و عملها ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 04‬المؤرخة في‪ ، 2011/01/23‬ص ‪. 07‬‬

‫‪125‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ -‬مصلحة معالجة اإلدارة و الوسائل‬
‫)‪(1‬‬

‫فحسب المادة ‪ 03‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 09-11‬التي حددت مهام هذه المديرية بحيث‬
‫تقوم هذه المديرية بتنفيذ السياسة الوطنية المقررة في ميادين التجارة الخارجية و المنافسة و الجودة و‬
‫حماية المستهلك ‪ ،‬و تنظيم النشاطات التجارية و المهن المقننة و الرقابة االقتصادية و قمع الغش ‪،‬‬
‫فتلعب هذه المديرية الوالئية للتجارة دو ار لحماية المستهلك عن طريق تقديم المساعدة للمتعاملين‬
‫االقتصاديين و الجماعات و المستعملين و المستهلكين في مجال الجودة و أمن المنتوجات و ذلك‬
‫‪.‬‬ ‫بالتنسيق مع مختلف الهيئات المكلفة بحماية المستهلكين‬
‫)‪(2‬‬

‫و يمتد كذلك نطاق عمل المديرية الوالئية للتجارة للحدود فنجد مفتشيات مراقبة الجودة و قمع‬
‫الغش على مستوى الحدود البرية و البحرية ‪ ،‬و في المطارات بموجب المادة ‪ 06‬من المرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ ، 09-11‬بحيث تقوم بالسهر على تنفيذ األحكام التشريعية و التنظيمية المتعلقة‬
‫بالجودة و مطابقة المنتوجات الموجهة للتصدير و االستيراد ‪ ،‬و تراقب نوعية المنتوجات المستوردة‬
‫‪ ،‬فيبلغ عدد المديريات الوالئية للتجارة ب ‪ 48‬مديرية)‪.(4‬‬ ‫و قمع الغش على مستوى الحدود‬
‫)‪(3‬‬

‫‪ -‬المديرية الجهوية للتجارة )‪: (D.R.C‬‬


‫تعد هذه المديرية هي الثانية بعد المديرية الوالئية للتجارة طبقا لنص المادة ‪ 02‬من المرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ 09-11‬المتضمن تنظيم المصالح الخارجية في و ازرة التجارة و صالحياتها و عملها‬
‫حلت محل المفتشيات الجهوية للتحقيقات االقتصادية و قمع الغش ‪ ،‬تشمل المديريات الجهوية‬
‫للتجارة )‪ (09‬تسع مدريات جهوية على مستوى اإلقليم الوطني و لكل مديريات ثالث مصالح ‪ ،‬و‬
‫من أهم مهام المديريات الجهوية للتجارة تتمثل في ‪:‬‬
‫‪ -‬إعداد برامج الرقابة بالتنسيق مع اإلدارة المركزبة و المديريات الوالئية و السهر على تنفيذها ‪.‬‬
‫‪ -‬برمجة و تنظيم و تنسيق عمليات الرقابة و التفتيش ما بين الواليات ‪.‬‬
‫‪ -‬إجراء كل التحقيقات المخصصة المتعلقة بالمنافسة و الممارسات التجارية و الجودة و حماية‬
‫المستهلك و سالمة المنتوجات ‪.‬‬

‫‪ -‬بن حميدة أحمد ‪ " ،‬اإلصالحات التشريعية و التنظيمية في قطاع التجارة و آليات حماية المستهلك " ‪ ،‬مجلة البحوث و‬ ‫)‪(1‬‬

‫الدراسات القانونية و السياسة ‪ ،‬مجلة كلية الحقوق ‪ ،‬جامعة البليدة ‪ ،‬العدد ‪ ، 02‬جانفي ‪ ،2012‬ص ‪. 384‬‬
‫‪ -‬عجابي عماد ‪ " ،‬دور أجهزة الرقابة في حماية المستهلك " ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير ‪ ،‬كلية الحقوق بن عكنون ‪2009 ،‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫‪ ،‬ص ‪. 27‬‬
‫‪ -‬بوطبل خديجة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 39‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫)‪(4‬‬
‫‪– www.mimcommerce.gouv.dz‬‬

‫‪126‬‬
‫‪ -‬المبادرة بكل تدبير ‪ ،‬في ميدان اختصاصها بهدف عصرنة نشاط المرفق العمومي ‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫‪ -‬إنجاز كل دراسة و تحليل أو مذكرة ظرفية لها عالقة بميدان اختصاصها االقليمي‬

‫‪ -(04‬شبكة مخابر التجارب و تحاليل النوعية (‪:)R.A.A.Q‬‬


‫أنشأت بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 355-96‬المؤرخ في ‪ 19‬أكتوبر ‪ ، 1996‬المتضمن‬
‫‪ ،‬و بصدور المرسوم التنفيذي رقم ‪454-02‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫إنشاء شبكة مخابر التجارب و تحاليل النوعية‬
‫المتضمن تنظيم اإلدارة المركزية لو ازرة التجارة ‪ ،‬أدخلت هذه الشبكة ضمن المديريات التابعة‬
‫‪ ،‬تتمثل مهام هذه الشبكة طبقا للمادة ‪ 02‬و‬ ‫)‪(3‬‬
‫للمديرية العامة للرقابة االقتصادية و قمع الغش‬
‫المادة ‪ 03‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 355-96‬المتعلق بإنشاء شبكة مخابر التجارب و التحاليل‬
‫النوعية في ‪:‬‬
‫‪ -‬المساهمة في تنظيم مخابر التحاليل و مراقبة النوعية ‪ ،‬و تطويرها ‪.‬‬
‫‪ -‬المشاركة في إعداد سياسة حماية االقتصاد الوطني و البيئة و أمن المستهلك ‪.‬‬
‫‪ -‬تطوير كل عملية من شأنها أن ترقي نوعية السلع و الخدمات و تحسين نوعية خدمات مخابر‬
‫التجارب و تحاليل الجودة ‪.‬‬
‫‪ -‬كما تنجز كل األعمال الدراسية و البحث و االستشارة و إجراء الخبرة و التجارب و المراقبة و‬
‫كل خدمات المساعدة التقنية لحماية المستهلكين و تحسين نوعية المنتوجات ‪.‬‬
‫‪ -‬تدرس لحساب الو ازرات المعنية و بطلب منها ‪ ،‬طرق التجارب الضرورية إلعداد القواعد و‬
‫المقاييس ‪.‬‬
‫‪ -‬تتولى مراقبة نوعية المنتوجات المستوردة و‪/‬أو المنتجة المحلية عند إخطارها ‪.‬‬
‫كما يمكن لشبكة مخابر التجارب و تحاليل النوعية أن تساعد المخابر األخرى المنشأة لغرض‬
‫تحليل الجودة و قمع الغش ‪ ،‬و كذا المخابر الرسمية الموزعة على كامل التراب الوطني و البالغ‬

‫‪ -‬أنظر المادة ‪ 10‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 09-11‬المتضمن تنظيم المصالح الخارجية في و ازرة التجارة و صالحياتها و‬ ‫)‪(1‬‬

‫عملها ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 04‬المؤرخة في ‪ ، 2011/01/23‬ص ‪. 08‬‬


‫‪ -‬المعدل و المتمم بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 459-97‬المؤرخ في ‪ ، 1997/12/01‬المتضمن إنشاء شبكة مخابر التجارب‬ ‫)‪(2‬‬

‫و تحاليل النوعية ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 80‬المؤرخة في ‪. 1997/12/07‬‬


‫‪ -‬أنظر المادة ‪ 04‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 454-02‬المتضمن تنظيم اإلدارة المركزية لو ازرة التجارة ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪85‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫المؤرخة في ‪ ، 2002/12/22‬ص ‪. 19-18‬‬

‫‪127‬‬
‫‪ ،‬هدفها األساسي تحسين سير هذه األخيرة و توحيد‬ ‫)‪(1‬‬
‫عددها ‪ 20‬مخب ار منها ‪ 04‬مخابر جهوية‬
‫‪،‬و‬ ‫)‪(2‬‬
‫الطرق و اإلجراءات الرسمية لتحليل الجودة و التحكم أكثر في تقنيات التحاليل و التجارب‬
‫تهدف شبكة مخابر التجارب و تحاليل النوعية إلى تطبيق سياسة ترمي إلى حماية االقتصاد‬
‫‪.‬‬ ‫الوطني ‪ ،‬و ضمان حماية أمن و سالمة و صحة المستهلك و رغباته المشروعة‬
‫)‪(3‬‬

‫‪ - (05‬المركز الجزائري لمراقبة النوعية و الرزم )‪: (C.A.C.Q.E‬‬


‫أنشئ هذا المركز بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 147-89‬المؤرخ في‪ 08‬أوت ‪1989‬‬
‫‪ ،‬يعد هذا المركز مؤسسة‬ ‫)‪(4‬‬
‫المتضمن إنشاء مركز جزائري لمراقبة النوعية و الرزم و تنظيم عمله‬
‫عمومية ذات طابع إداري يتمتع بالشخصية المعنوية و االستقالل المالي ‪ ،‬يخضع لوصاية وزير‬
‫التجارة الذي يعين له مدي ار لتمثيليه ‪ ،‬و كذا اإلشراف على مصالح المراكز الخارجية التابعة له من‬
‫مخابر و مفتشيات جهوية ‪.‬‬
‫و طبقا ألحكام المادتين ‪ 03‬و ‪ 04‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 318-03‬المعدل و المتمم‬
‫للمرسوم التنفيذي رقم ‪ 147-89‬المتضمن إنشاء مركز جزائري لمراقبة النوعية و الرزم و تنظيم‬
‫عمله ‪ ،‬تتمثل مهام هذا األخير في ‪:‬‬
‫‪ -‬تحقيق أهداف السياسة الوطنية في مجال النوعية ال سيما المساهمة في حماية صحة و أمن‬
‫المستهلك و مصالحهم المادية و المعنوية ‪ ،‬و ترقية نوعية اإلنتاج الوطني للسلع و الخدمات ‪.‬‬
‫‪ -‬المشاركة في البحث عن أعمال الغش أو التزوير ‪ ،‬و مخالفة القوانين و التنظيمات المتعلقة‬
‫بنوعية السلع و الخدمات و معاينتها ‪.‬‬
‫‪ -‬كما يعمل على تطوير مخابر مراقبة النوعية و قمع الغش التابعة له ‪.‬‬
‫‪ -‬يشارك في إعداد مقاييس السلع و الخدمات المعروضة لالستهالك ‪ ،‬مع تأكده من مدى مطابقتها‬
‫للمقاييس و الخصوصيات القانونية أو التنظيمية ‪.‬‬

‫‪ -‬المخابر الرسمية لمراقبة النوعية و قمع الغش هي ‪ 20‬موزعة على مستوى كل من‪ :‬الجزائر ‪،‬عنابة‪ ،‬بجاية‪ ،‬شلف‪ ،‬قسنطينة‪،‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫وهران‪ ،‬جيجل‪ ،‬سطيف ‪ ،‬تلمسان ‪ ،‬سعيدة ‪ ،‬تيارت ‪ ،‬النعامة‪ ،‬غرداية ‪ ،‬تسمسيلت ‪ ،‬بشار‪ ،‬أدرار‪ ،‬ورقلة ‪ ،‬إليزي‪ ،‬تمنراست ‪ ،‬تندوف‬
‫‪ ،‬و ‪ 04‬جهوية موزعة على كل من الجزائر ‪ ،‬وهران ‪ ،‬قسنطينة ‪ ،‬ورقلة ‪www.mincommerce.gouv.dz ،‬‬
‫‪ -‬زوبير أرزقي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 165‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫‪ -‬جرعود الياقوت ‪ " ،‬عقد البيع و حماية المستهلك‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 126‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫‪ -‬أنظر المادة ‪ 01‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 147-89‬المؤرخ في ‪ ، 1989/08/08‬المتضمن إنشاء مركز جزائري لمراقبة‬ ‫)‪(4‬‬

‫النوعية و الرزم و تنظيم عمله ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 33‬المؤرخة في ‪ ، 1989/08/09‬ص ‪ ، 884‬المعدل و المتمم بموجب‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 318-03‬المؤرخ في ‪ ، 2003/09/30‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 59‬المؤرخة في ‪. 2003/10/05‬‬

‫‪128‬‬
‫و ال ينحصر دور المركز الجزائري لمراقبة النوعية و الرزم على المستوى الوطني فقط بل‬
‫يتعداه إلى المستوى الدولي ‪ ،‬و يتم ذلك بالمساهمة بالتعاون مع السلطات المختصة في إبرام‬
‫االتفاقات و االتفاقيات التي لها عالقة بموضوعه مع الهيئات الوطنية و األجنبية كما يمكن‬
‫االستعانة بالخبرات الدولية المتخصصة ‪ ،‬و هذا ما حدث في إطار المشروع الجزائري الكندي الذي‬
‫يتضمن نظام يتمحور حول الوقاية و ممارسة الرقابة بمختلف أشكالها في قطاع المواد الغذائية‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫بهدف إيجاد غذاء صحي‬
‫إن مراقبة نوعية المنتوجات بواسطة هذا المركز ال تؤدي إلى حماية المستهلك فقط بل يمتد‬
‫نطاق الحماية إلى حماية االقتصاد الوطني ‪ ،‬و من ثمة الحصول على منتوجات ذات جودة عالية‬
‫‪.‬‬ ‫تلبي رغبات المستهلك‬
‫)‪(2‬‬

‫‪ - (06‬اللجنة الوطنية للمدونة الغذائية ‪:‬‬


‫أنشئت هذه اللجنة بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 67-05‬المؤرخ في ‪ 30‬جانفي ‪2005‬‬
‫‪ ،‬يتولى رئاستها‬ ‫المتضمن إنشاء اللجنة الوطنية للمدونة الغذائية و تحديد مهامها و تنظيمها‬
‫)‪(3‬‬

‫الوزير المكلف بحماية المستهلك أو ممثله من ممثلي الو ازرات ‪ ،‬تتمثل مهام هذه اللجنة في تنسيق‬
‫األعمال و إبداء اآلراء و التوصيات المتعلقة بجودة المواد الغذائية المرتبطة بحماية المستهلك ‪،‬‬
‫تسهيل التجارة الدولية للمواد الغذائية ‪ ،‬و تكلف في إطار ذلك بإبداء رأيها في اقتراحات هيئة‬
‫الدستور الغذائي التابعة لمنظمة األمم المتحدة لألغذية و الزراعة و منظمة الصحة العالمية و كذا‬
‫األجهزة التابعة لها و تبادر إلى تحسين فعالية مراقبة األغذية استنادا إلى المؤشرات التي توصي بها‬
‫هيئة الدستور الغذائي حول تقييم األمن الصحي للمواد الغذائية ‪.‬‬
‫كما تعمل على تحسيس المتدخلين بالمسائل المتعلقة باألمن الصحي للمواد الغذائية من أجل‬
‫ترقية جودة و تنافسية المنتوجات الوطنية و تساهم في إعالم المستهلك و إرشاده في ميدان الجودة‬
‫و األمن الصحي للمواد الغذائية ‪ ،‬و هذا طبقا للمادتين ‪ 02‬و ‪ 03‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪-05‬‬
‫‪ 67‬المتضمن إنشاء اللجنة الوطنية للمدونة الغذائية و تحديد مهامها و تنظيمها ‪ ،‬كما عهدت المادة‬

‫)‪(1‬‬
‫‪– Kahloula . (M) et Mekamcha .(G) ، (la première partie) ، op.cit ، p 30 .‬‬
‫‪ -‬شعباني نوال ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 110‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫‪ -‬المادة ‪ 01‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 67-05‬المؤرخ في ‪ ، 2005/01/30‬المتضمن إنشاء اللجنة الوطنية للمدونة الغذائية و‬ ‫)‪(3‬‬

‫تحديد مهامها و تنظيمها ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 10‬المؤرخة في ‪ ، 2005/02/06‬ص ‪. 05‬‬

‫‪129‬‬
‫‪ 13‬من نفس المرسوم التنفيذي للجنة بإمكانية االستعانة بكل خبير مؤهل في ميادين التقييس و‬
‫التنظيمات التقنية و تقييم مطابقة المنتوجات الغذائية من أجل مساعدتها و تقديم االستشارة لها ‪.‬‬

‫‪ - (07‬المجلس الوطني لحماية المستهلك (‪: )C.N.P.C‬‬


‫من بين الهيئات المكلفة بمراقبة نوعية المنتوجات ‪ ،‬المجلس الوطني لحماية المستهلكين‬
‫المنشأ بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 355-12‬المؤرخ في ‪ 02‬أكتوبر ‪ 2012‬المحدد لتشكيلة‬
‫‪ ،‬الذي تم تأسيسه تحت رعاية و ازرة التجارة‬ ‫)‪(1‬‬
‫المجلس الوطني لحماية المستهلكين و اختصاصاته‬
‫فهو جهاز استشاري يكلف بإبداء و اقتراح تدابير من شأنها أن تساهم في تطوير و ترقية سياسة‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫حماية المستهلك‬
‫يتكون المجلس من مختلف ممثلي الو ازرات منها و ازرة الداخلية و الجماعات المحلية و ازرة‬
‫الموارد المائية ‪ ،‬و ازرة الفالحة و التنمية الريفية ‪ ،‬و ازرة التجارة ‪ ،‬و ازرة الصحة و اإلسكان ‪ ،‬و ازرة‬
‫الصناعة و المؤسسات الصغيرة و المتوسطة و ترقية االستثمار ‪ ،‬و ازرة الصيد البحري و الموارد‬
‫الصيدية ‪ ،‬و ازرة الطاقة و المناجم ‪ ،‬و ازرة التضامن الوطني و األسرة ‪ ،‬كذلك ممثلي الهيئات‬
‫و المؤسسات العمومية كالمركز الجزائري لمراقبة النوعية و الرزم ‪ ،‬المعهد الوطني للطب البيطري‬
‫المركز الوطني لعلم السموم ‪ ،‬المعهد الوطني الجزائري للصحة العمومية ‪ ،‬المعهد الوطني لحماية‬
‫النباتات ‪ ،‬المعهد الجزائري للتقييس ‪ ،‬المعهد الوطني الجزائري للملكية الصناعية ‪ ،‬الديوان الوطني‬
‫للقياسة القانونية ‪ ،‬الغرفة الجزائرية للتجارة و الصناعة ‪ ،‬الغرفة الوطنية للفالحة ‪ ،‬كذلك نجد‬
‫جمعيات حماية المستهلكين ممثلة في المجلس ‪ ،‬كما يوجد خمس خبراء في مجال حماية‬
‫المستهلكين و أمن و جودة المنتوجات طبقا للمادة ‪ 03‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 355-12‬الذي‬
‫يحدد تشكيلة المجلس الوطني لحماية المستهلكين و اختصاصاته ‪.‬‬
‫و نصت المادة ‪ 22‬من نفس المرسوم التنفيذي على االختصاصات الموكلة للمجلس بحيث يدلي‬
‫المجلس بآرائه و يقترح تدابير لها ‪:‬‬
‫‪ -‬المساهمة في الوقاية من األخطار التي يمكن أن تتسبب فيها المنتوجات المعروضة في السوق و‬
‫تحسينها ‪ ،‬من أجل حماية صحة المستهلكين و مصالحهم المادية و المعنوية ‪.‬‬

‫‪ -‬المادة ‪ 02‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 355-12‬المؤرخ في ‪ ، 2012/10/02‬الذي يحدد تشكيلة المجلس الوطني لحماية‬ ‫)‪(1‬‬

‫المستهلك و اختصاصاته ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 56‬المؤرخة في ‪ ، 2012/10/11‬ص ‪. 09‬‬


‫‪ -‬أنظر المادة ‪ 24‬من قانون رقم ‪ 03-09‬المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش المؤرخ في ‪ ، 2009/02/25‬جريدة رسمية‬ ‫)‪(2‬‬

‫رقم ‪ ، 15‬المؤرخة في ‪ ، 2009/03/08‬ص ‪. 16‬‬

‫‪130‬‬
‫‪ -‬إبداء رأيه حول مشاريع القوانين و التنظيمات التي يمكن أن يكون لها تأثير على االستهالك و‬
‫كذا على شروط تطبيقها ‪.‬‬
‫‪ -‬البرامج السنوية لمراقبة الجودة و قمع الغش ‪.‬‬
‫‪ -‬استراتيجية ترقية جودة المنتوجات و حماية المستهلكين ‪.‬‬
‫‪ -‬جمع المعلومات الخاصة بمجال حماية المستهلكين و استغاللها و توزيعها ‪.‬‬
‫‪ -‬التدابير الوقائية لضبط السوق ‪.‬‬
‫‪ -‬آليات حماية القدرة الشرائية للمستهلكين ‪.‬‬
‫كما يمكن للمجلس المشاركة في ملتقيات إعالمية و إقامة عالقات مع هيئات سواء على‬
‫المستوى الوطني و الدولي ‪ ،‬فالمجلس يساهم في إعالم و توعية المستهلك بكل المعلومات التي‬
‫تهمه حول طبيعة المنتوجات و كيفية استخدامها ‪ ،‬إضافة لإلعالم الذي يقدمه المتدخل للمستهلك‬
‫‪.‬‬ ‫مما يعزز حماية لهذا األخير‬
‫)‪(1‬‬

‫)‪(2‬‬
‫و في إطار التكفل بالمهام المسندة إليه يعمل المجلس ضمن اللجان المتخصصة التابعة له‬
‫إضافة لكل هذا ف المجلس ممثل بأعضائه في مختلف الهيئات المكلفة بحماية المستهلك مثل المركز‬
‫الجزائري لمراقبة النوعية و الرزم ‪ ،‬و مجلس المنافسة ‪.‬‬
‫و لكن رغم الصالحيات الممنوحة للمجلس إال أنه ال يؤدي دوره بفعالية كونه جهاز استشاري‬
‫فقط ‪ ،‬مما يمنعه من تجسيد اآلراء التي يبديها لتقرير حماية فعالة للمستهلك ‪ ،‬كما أنه ال يملك‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(3‬‬
‫اإلمكانيات الكافية لمتابعة مدى جدية تطبيق القواعد الحمائية للمستهلك‬

‫‪ - (08‬لجنة البنود التعسفية ‪:‬‬


‫أدرك المشرع خطورة تأثير الشروط التعسفية التي تكون مجحفة في حق المستهلك ‪ ،‬فرأى‬
‫ضرورة إنشاء جهاز يتولى مهام الرقابة اإلدارية متمثل في لجنة البنود التعسفية بمقتضى المادة ‪06‬‬
‫‪ ،‬التي تنص على أنه ‪ " :‬تنشأ لدى الوزير المكلف بالتجارة‬ ‫من المرسوم التنفيذي رقم ‪306-06‬‬
‫)‪(4‬‬

‫لجنة البنود التعسفية ذات الطابع االستشاري ‪ ،‬يرأسها ممثل الوزير المكلف بالتجارة " ‪ ،‬و نصت‬
‫المادة ‪ 08‬من هذا المرسوم على أنها تتشكل من ‪ 07‬أعضاء و هم ‪:‬‬

‫)‪(1‬‬
‫‪- Calais-Auloy Jean ، et Steinmetez Frank ، op.cit ، p 75 .‬‬
‫‪ -‬موالك بختة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 62‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫)‪(3‬‬
‫‪– Filali . (B) et Fettat . (F) et Boucenda. (A)، op.cit ، p 69 .‬‬
‫‪ -‬أنظر المادة ‪ 08‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 306-06‬المؤرخ في ‪ ، 2006/09/10‬المحدد للعناصر األساسية للعقود المبرمة‬ ‫)‪(4‬‬

‫بين األعوان االقتصاديين و المستهلكين و البنود التي تعتبر تعسفية ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ 56‬المؤرخة في ‪ 2006/09/11‬ص ‪18‬‬

‫‪131‬‬
‫‪ -‬ممثل عن الوزير المكلف بالتجارة ‪ ،‬مختص في مجال الممارسات التجارية ‪ ،‬رئيسا ‪.‬‬
‫‪ -‬ممثل عن وزير العدل ‪ ،‬مختص في قانون العقود ‪.‬‬
‫‪ -‬عضو من مجلس المنافسة ‪.‬‬
‫‪ -‬متعاملين اقتصاديين عضويين في الغرفة الجزائرية للتجارة و الصناعة مؤهلين في قانون األعمال‬
‫و العقود ‪.‬‬
‫‪ -‬ممثلين عن جمعيات حماية المستهلكين ذات طابع وطني ‪ ،‬مؤهلين في مجال قانون األعمال و‬
‫العقود ‪.‬‬
‫كما يمكن للجنة االستعانة بأي شخص آخر بوسعه إفادتها في أعمالها ‪ ،‬فهي تضم تساوي في‬
‫التمثيل بين المتدخلين و المستهلكين من أجل قيامها بدور فعال في مجال مراقبة مدى وجود‬
‫الشروط التعسفية في العقود المبرمة بين الطرفين ‪ ،‬فيتم تعيين أعضاء اللجنة بقرار من الوزير‬
‫المكلف بالتجارة باقتراح من الوزراء و المؤسسات المعنية و ذلك لمدة ‪ 03‬سنوات قابلة للتجديد)‪.(1‬‬
‫أما بالنسبة للمهام التي تضطلع عليها لجنة البنود التعسفية فهي متعددة نصت عليها المادة‬
‫‪ 07‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 306-06‬و هي ‪:‬‬
‫‪ -‬تبحث في كل العقود المطبقة من طرف األعوان االقتصاديين على المستهلكين و البنود ذات‬
‫الطابع التعسفي ‪ ،‬كما تصيغ توصيات تبلغ إلى الوزير المكلف بالتجارة و المؤسسات المعنية ‪.‬‬
‫‪ -‬يمكن أن تقوم بكل دراسة أو خبرة متعلقة بكيفية تطبيق العقود تجاه المستهلكين ‪.‬‬
‫‪ -‬يمكنها مباشرة كل عمل آخر يدخل في مجال اختصاصها ‪.‬‬
‫يظهر من خالل هذه االختصاصات أن اللجنة تقوم بالبحث و التحري عما إذا كانت نماذج‬
‫العقود التي يعرضها المتدخلون على المستهلكين ‪ ،‬و كذا العقود التي تم إبرامها تتضمن شروطا‬
‫ذات طابع تعسفي ‪ ،‬و في الحالة التي يتبين لها ذلك تصيغ توصيات إلى الوزير المكلف بالتجارة و‬
‫كذا المؤسسات المعنية ‪.‬‬
‫لكن المالحظ على المشرع أنه لم ينص على ما يجب أن توصي به اللجنة ‪ ،‬على خالف‬
‫المشرع الفرنسي الذي أجاز للجنة أن توصي بحذف أو تعديل الشروط التي يمكن أن تكون تعسفية‬
‫‪.‬‬ ‫مما فيه ضمانة للمستهلك‬
‫)‪(2‬‬

‫‪ -‬أنظر المادة ‪ 09‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 306-06‬المحدد للعناصر األساسية للعقود المبرمة بين األعوان االقتصاديين و‬ ‫)‪(1‬‬

‫المستهلكين و البنود التي تعتبر تعسفية ‪.‬‬


‫– بودالي محمد ‪ " ،‬الشروط التعسفية في العقود‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 31‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫‪132‬‬
‫و قد أكدت المادة ‪ 12‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 306-06‬على إعداد اللجنة تقرير نشاط‬
‫يبلغ إلى الوزير المكلف بالتجارة و ذلك كل سنة و ينشر كليا أو مستخرجات منه بكل وسيلة‬
‫مالئمة‪.‬‬
‫و في إطار قيام لجنة البنود التعسفية بمهامها فإنها تخطر إما ‪ :‬من تلقاء نفسها ‪ ،‬أو من‬
‫طرف الوزير المكلف بالتجارة ‪ ،‬أو من طرف كل إدارة ‪ ،‬أو من طرف كل جمعية مهنية ‪ ،‬أو من‬
‫‪،‬‬ ‫طرف كل جمعية حماية المستهلكين ‪ ،‬أو من طرف كل مؤسسة أخرى لها مصلحة في ذلك‬
‫)‪(1‬‬

‫كما أن اللجنة تجتمع إما في إطار ‪:‬‬


‫‪ -‬دورة عادية ‪ :‬مرة على األقل كل ‪ 03‬أشهر باستدعاء من رئيسها ‪.‬‬
‫‪ -‬دورة استثنائية ‪ :‬بمبادرة من رئيسها أو بطلب من نصف أعضائها على األقل ‪ ،‬و من أجل‬
‫صحة االنعقاد ينبغي حضور نصف األعضاء على األقل ‪ ،‬كما يكون انعقادها صحيحا حتى في‬
‫حالة عدم اكتمال النصاب بعد ‪ 08‬أيام من استدعاء ثان ‪ ،‬متخذة ق ارراتها بأغلبية أصوات‬
‫‪ ،‬تتوج مداوالت اللجنة بإعداد‬ ‫)‪(2‬‬
‫الحاضرين و في حالة تعادل األصوات يرجح صوت الرئيس‬
‫محاضر مرقمة و مرتبة و موقعة من طرف رئيس اللجنة و أعضائها)‪.(3‬‬
‫و من خالل كل ما سبق يمكن القول أن لجنة البنود التعسفية التي يبقى رأيها استشاري حول‬
‫الطابع التعسفي للشروط المدرجة في نماذج العقود أو العقود المبرمة ما بين المتدخلين‬
‫و المستهلكين ‪ ،‬مما يجعل هذه اآلراء تتخذ شكل توصيات ليست لها أية قوة إلزامية ال بالنسبة‬
‫‪ ،‬و مساعدة القضاة‬ ‫)‪(4‬‬
‫لألطراف و ال بالنسبة للغير ‪ ،‬سوى ممارسة ضغط معنوي على المتدخلين‬
‫على سبيل االستئناس في حالة وجود مثل هذه الشروط التعسفية أثناء نشوب نزاع و عرضه على‬
‫القضاء ‪ ،‬مما يجعل دورها غير فعاال على أرض الواقع كونه قاص ار على نماذج العقود أو‬
‫‪.‬‬ ‫العقود‬
‫)‪(5‬‬

‫– أنظر المادة ‪ 11‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 306-06‬المحدد للعناصر األساسية للعقود المبرمة بين األعوان االقتصاديين و‬ ‫)‪(1‬‬

‫المستهلكين و البنود التي تعتبر تعسفية ‪.‬‬


‫‪ -‬أنظر المادة ‪ 13‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 306-06‬المحدد للعناصر األساسية للعقود المبرمة بين األعوان االقتصاديين و‬ ‫)‪(2‬‬

‫المستهلكين و البنود التي تعتبر تعسفية ‪.‬‬


‫– أنظر المادة ‪ 15‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 306-06‬المحدد للعناصر األساسية للعقود المبرمة بين األعوان االقتصاديين و‬ ‫)‪(3‬‬

‫المستهلكين و البنود التي تعتبر تعسفية ‪.‬‬


‫– أحمد يحياوي سليمة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 89‬‬ ‫)‪(4‬‬

‫– محمدي سليمان ‪ " ،‬حماية المستهلك من الشروط التعسفية المدرجة في عقد بيع العقار على التصاميم " ‪ ،‬المجلة الجزائرية‬ ‫)‪(5‬‬

‫للعلوم القانونية و االقتصادية و السياسية ‪ ،‬كلية الحقوق بن عكنون ‪ ،‬العدد ‪ ، 2010 ، 02‬ص ‪. 70‬‬

‫‪133‬‬
‫‪ -(09‬شبكة اإلنذار السريع ‪:‬‬
‫‪،‬‬ ‫استحدث المرسوم التنفيذي رقم ‪ 203-12‬المتعلق بالقواعد المطبقة في أمن المنتوجات‬
‫)‪(1‬‬

‫بموجب المادة ‪ 17‬منه شبكة لإلنذار السريع منشأة لدى الوزير المكلف بحماية المستهلك و قمع‬
‫الغش ‪ ،‬مكلفة بمتابعة المنتوجات التي تشكل أخطا ار على صحة المستهلكين و أمنهم ‪ ،‬تتكون شبكة‬
‫اإلنذار السريع من الوزير المكلف بحماية المستهلك و قمع الغش رئيسا ‪ ،‬و أعضاء متمثلين في‬
‫الوزراء المكلفين بالداخلية و الجماعات المحلية ‪ ،‬بالمالية ‪ ،‬بالطاقة و المناجم ‪ ،‬بالموارد المائية ‪،‬‬
‫بالصحة و السكان و إصالح المستشفيات ‪ ،‬بالفالحة و التنمية الريفية ‪ ،‬بالصيد البحري و الموارد‬
‫الصيدية ‪ ،‬بالصناعة و المؤسسات الصغيرة و المتوسطة و ترقية االستثمار ‪ ،‬بالتهيئة العمرانية و‬
‫البيئة ‪ ،‬بالنقل ‪ ،‬بالسياحة و الصناعة التقليدية ‪ ،‬بالبريد و تكنولوجيات اإلعالم‬
‫‪.‬‬ ‫و االتصال ‪ ،‬باالتصال‬
‫)‪(2‬‬

‫و من المهام الموكلة لشبكة اإلنذار السريع تغطية كل السلع و الخدمات المسوقة عبر‬
‫التراب الوطني و الموجهة لالستعمال النهائي للمستهلك ‪ ،‬و ذلك في جميع مراحل عملية الوضع‬
‫لالستهالك ‪ ،‬كما لهذه الشبكة أن تتواصل بشبكات اإلنذار الجهوية أو الدولية و لها كذلك الحق في‬
‫تبادل المعلومات مع جمعيات حماية المستهلك و الجمعيات المهنية و جمعيات أرباب العمل األكثر‬
‫تمثيال ‪ ،‬و تباشر هذه الشبكة كل عمل من شأنه ضمان البث الفوري و بدون انتظار على المستوى‬
‫الوطني أو الجهوي أو المحلي حسب طبيعة الخطر المعين لكل معلومة من شأنها أن تؤدي إلى‬
‫السحب الفوري من السوق لكل منتوج من شأنه اإلضرار بصحة المستهلك أو أمنه ‪ ،‬كما لها‬
‫صالحية وضع المعلومات التي تحوزها و المتعلقة باألخطار التي تشكلها المنتوجات على صحة‬
‫‪.‬‬ ‫المستهلكين و أمنهم‬
‫)‪(3‬‬

‫ثانيا ‪ :‬على المستوى المحلي ‪:‬‬


‫نجد كذلك على المستوى المحلي الضبطية القضائية ‪ ،‬التي تعمل على مراقبة المنتوجات و‬
‫الحفاظ على سالمة و أمن و مصالح المستهلك ‪ ،‬و لكنها ال تعد الوحيدة المسؤولية على القيام‬
‫بمهام الرقابة ‪ ،‬بل توجد هيئات أخرى تؤدي هذا الدور بفعالية ‪.‬‬

‫‪ -‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 203-12‬المتعلق بالقواعد المطبقة في مجال أمن المنتوجات ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 28‬المؤرخة في‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪ ، 2012/05/09‬ص ‪. 21‬‬
‫)‪ - (2‬طبقا للمادة ‪ 18‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 203-12‬المتعلق بالقواعد المطبقة في مجال أمن المنتوجات ‪.‬‬
‫)‪ – (3‬أنظر المواد ‪ 19‬و‪ 21‬و ‪ 22‬من المرسوم تنفيذي رقم ‪ ، 203-12‬المتعلق بالقواعد المطبقة في مجال أمن المنتوجات ‪ ،‬جريدة‬
‫رسمية رقم ‪ ، 28‬ص ‪. 21‬‬

‫‪134‬‬
‫‪ - (01‬مخابر تحليل النوعية (‪:)A.A.Q‬‬
‫طبقا لنص المادة ‪ 02‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 192-91‬المؤرخ في‪ 01‬جوان ‪1991‬‬
‫‪ ،‬التي عرفت المخبر على أنه ‪ " :‬يعتبر مخب ار لتحليل النوعية كل‬ ‫)‪(1‬‬
‫المتعلق بمخابر تحليل النوعية‬
‫هيئة تقوم باختبار و فحص و تجربة و معايرة المادة و المنتوج و تركيباتها أو تحديد بصفة أعم ‪،‬‬
‫مواصفاتها أو خصائصها " ‪.‬‬
‫فتعهد لهذه المخابر مهمة مراقبة بعض المنتوجات قبل إنتاجها أو صنعها و ذلك لألخطار‬
‫‪ ،‬و طبقا لنص‬ ‫)‪(2‬‬
‫الناتجة عنها بأخذ عينة أو عينات لتحليلها في مخابر مراقبة الجودة و قمع الغش‬
‫المادة ‪ 14‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 192-91‬المتعلق بمخابر تحليل النوعية ‪ ،‬فهذه األخيرة‬
‫مقسمة إلى ثالث فئات‪:‬‬

‫الفئة األولى ‪ :‬المخابر التي تعمل لحسابها الخاص و المحددة في إطار الرقابة الذاتية التي يقوم بها‬
‫األشخاص الطبيعيين أو المعنويين و ال تنجز عمليات التحليل إال بالنسبة للخدمات التي تقدمها هي‬
‫نفسها ‪.‬‬

‫الفئة الثانية ‪ :‬مخابر تقديم خدمات لحساب الغير بصفة أساسية ‪.‬‬

‫الفئة الثالثة ‪ :‬مخابر المعتمدة في إطار قمع الغش‪.‬‬


‫و تختلف الفئات الثالث تبعا للوسائل المستعملة و تأهيل مستخدميها و نوعية الخدمات التي‬
‫‪ ،‬أما الفئة الثالثة فتتميز عن الفئات‬ ‫)‪(3‬‬
‫يقدمها المخبر فتهدف إلى ترقية نوعية و جودة المنتوجات‬
‫األخرى بقيامها بتحاليل النوعية على المواد المنتجة محليا أو المستوردة إذا طلب منها القيام بذلك‬
‫‪.‬‬ ‫من الجهات المكلفة بالرقابة أو حتى من طرف جمعيات حماية المستهلك‬
‫)‪(4‬‬

‫فهذه المخابر مختصة بالقيام بالتحاليل لتحديد مدى مطابقة المنتوجات أو عدم مطابقتها‬
‫للمقاييس و‪/‬أو المواصفات القانونية و التنظيمية ‪ ،‬كما تختص بإبراز عدم إلحاق المنتوج أو المادة‬
‫ضر ار بأمن المستهلك و مصلحته المادية ‪ ،‬كما تنظر في مدى مخالفة المستهلك لمتطلبات حماية‬

‫‪ -‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 192-91‬المؤرخ في ‪ ، 1991/06/01‬المتعلق بمخابر تحليل النوعية ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪، 27‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫المؤرخة ‪ ، 1991/06/02‬ص ‪. 1038‬‬


‫‪ -‬بروال نعيمة ‪ " ،‬حقوق المستهلك و اإلجراءات اإلدارية و الوقائية المتخذة لحمايته " ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير ‪ ،‬كلية‬ ‫)‪(2‬‬

‫الحقوق بن عكنون ‪ ، 2013 ،‬ص ‪. 85‬‬


‫‪ -‬عجابي عماد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 12‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫‪ -‬بولحية بن بوخميس علي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 62‬‬ ‫)‪(4‬‬

‫‪135‬‬
‫المستهلك ‪ ،‬و بإمكان األعوان المكلفين بالقيام بالرقابة إجراء رقابة دورية أو مباغثة قصد التدقيق‬
‫في قابلية أشغال التحاليل التي تقوم بها المخابر المختصة بذلك طبقا لنص المادة ‪ 16‬من المرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ 192-91‬المتعلق بمخابر تحاليل النوعية ‪.‬‬

‫‪ - (02‬دور رئيس المجلس الشعبي البلدي في حماية المستهلك ‪:‬‬


‫تعد البلدية جهة إدارية مستقلة لها شخصية قانونية معنوية ‪ ،‬تسعى لتحقيق أهداف أساسية‬
‫متمثلة في العمل على تقدم و تطور كافة المجاالت على المستوى اإلقليمي و السهر على تأمين‬
‫‪.‬‬ ‫حياة المواطن و حماية سالمة المستهلكين‬
‫)‪(1‬‬

‫فيتكفل بتمثيل البلدية رئيس المجلس الشعبي البلدي طبقا لنص المادة ‪ 15‬من قانون رقم‬
‫‪ ،‬كما يعد ممثال للدولة إذ تقع على‬ ‫)‪(2‬‬
‫‪ 10-11‬المؤرخ في ‪ 22‬جوان ‪ 2011‬المتعلق بالبلدية‬
‫عاتقه مسؤولية حماية الممتلكات و المواطنين طبقا لنص المادة ‪ 89‬من القانون رقم ‪10-11‬‬
‫المتعلق بالبلدية ‪ ،‬التي نصت على أنه ‪ " :‬يتخذ رئيس المجلس الشعبي البلدي في إطار القوانين‬
‫و التنظيمات المعمول بها كل االحتياطات الضرورية و كل التدابير الوقائية لضمان سالمة و‬
‫حماية األشخاص و الممتلكات في األماكن العمومية التي يمكن أن تحدث فيها أية كارثة أو حادث‬
‫و في حالة الخطر الجسيم و الوشيك يأمر رئيس المجلس الشعبي البلدي بتنفيذ تدابير األمن التي‬
‫تقتضيها الظروف و يعلم الوالي بها فورا‪. " ...‬‬
‫كما خولت المادة ‪ 25‬من قانون رقم ‪ 03-09‬المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ‪،‬‬
‫لرئيس المجلس الشعبي البلدي دو ار مهما متمثل في معاينة المخالفات و قمعها باعتباره حامال لصفة‬
‫عن طريق استعماله وسائل الضبط اإلداري لتحقيق المصلحة العامة في‬ ‫)‪(3‬‬
‫الضبطية القضائية‬
‫المجتمع و المحافظة على النظام العام سواء كان سياسي أم حمائي ‪ ،‬ففكرة البوليس اإلداري فكرة‬
‫‪ ،‬عن طريق‬ ‫)‪(4‬‬
‫قانونية تنظيمية للتمكن من حماية المستهلكين و توفير الضمانات الكافية لهم‬

‫‪ -‬عبد المنعم موسى ابراهيم ‪ " ،‬حماية المستهلك‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 321‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪ -‬قانون رقم ‪ 10-11‬المؤرخ في ‪ ، 2011/06/22‬المتعلق بالبلدية ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 37‬المؤرخة في ‪، 2011/07/03‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ص ‪. 08‬‬
‫‪ -‬طبقا لنص المادة ‪ 15‬من األمر رقم ‪ 155-66‬المؤرخ في ‪ ، 1966/06/08‬المتضمن قانون اإلجراءات الجزائية ‪ ،‬المعدل‬ ‫)‪(3‬‬

‫و المتمم ‪.‬‬
‫‪ -‬آغا جميلة ‪ " ،‬دور الوالية و البلدية في حماية المستهلك " ‪ ،‬مجلة العلوم القانونية و اإلدارية ‪ ،‬كلية الحقوق جامعة سيدي‬ ‫)‪(4‬‬

‫بلعباس ‪ ،‬عدد خاص ‪ ،‬أفريل ‪ ، 2005‬ص ‪. 233‬‬

‫‪136‬‬
‫استعمال وسائل الضبط اإلداري المتمثلة في لوائح الضبط ‪ ،‬الق اررات الفردية و القوة العمومية ‪ ،‬و‬
‫هذا من أجل تفعيل رقابة مستمرة لضبط السوق و من ثمة حماية المستهلك ‪.‬‬
‫فيتميز الضبط اإلداري بالطابع الوقائي كونه يعمل على مراقبة نشاط المتدخلين و وضع‬
‫‪ ،‬و طبقا لنص المادة ‪ 88‬من قانون رقم‬ ‫)‪(1‬‬
‫ضوابط للحد من التعسف أثناء ممارسة هذا النشاط‬
‫‪ 10-11‬المتعلق بالبلدية ‪ ،‬التي نصت على المهام الموكلة لرئيس المجلس الشعبي البلدي باعتباره‬
‫ممثال للدولة ‪ " :‬يقوم رئيس المجلس الشعبي البلدي تحت إشراف الوالي بما يأتي ‪:‬‬
‫‪ -‬تبليغ و تنفيذ القوانين و التنظيمات على إقليم البلدية ‪.‬‬
‫‪ -‬السهر على النظام و السكينة و النظافة العمومية ‪.‬‬
‫‪ -‬السهر على حسن تنفيذ التدابير االحتياطية و الوقاية و التدخل في مجال اإلسعاف ‪ ،‬و يكلف‬
‫باإلضافة إلى ذلك ‪ ،‬بكل المهام التي يخولها له التشريع و التنظيم المعمول بهما " ‪.‬‬
‫كما لرئيس المجلس الشعبي البلدي في حالة الخطر الجسيم القيام بمهام الضبط اإلداري‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫كاتخاذه تدابير األمن التي تقتضيها الظروف‬
‫و أكدت المادة ‪ 94‬من قانون رقم ‪ 10-11‬المتعلق بالبلدية ‪ ،‬في إطار احترام حقوق‬
‫و حريات المواطنين ‪ ،‬بتكليف رئيس المجلس الشعبي البلدي على احترام المقاييس و التعليمات في‬
‫مجال العقار و السكن و التعمير و حماية الثرات الثقافي المعماري ‪ ،‬و السهر على سالمة المواد‬
‫الغذائية االستهالكية المعروضة للبيع ‪ ،‬و يمكن لرئيس المجلس الشعبي البلدي االستعانة بالمصالح‬
‫التقنية للدولة التي تتولى تقديم محاضر بكافة المخالفات و التجاوزات المتعلقة بالمهام الموكلة إليه ‪،‬‬
‫و كل ذلك من أجل تنفيذ رقابة و جودة المواد الغذائية خاصة ‪ ،‬و أيضا المنتوجات االستهالكية‬
‫‪.‬‬ ‫األخرى الموزعة على مستوى البلدية‬
‫)‪(3‬‬

‫‪ - (03‬دور المصالح الوالئية في حماية المستهلك ‪:‬‬


‫تعد الوالية هيئة وصية تتابع كافة شؤون المواطنين على مستوى إقليم الوالية تتمتع بالشخصية‬
‫المعنوية و الذمة المالية المستقلة طبقا لنص المادة ‪ 01‬من قانون رقم ‪ 07-12‬المؤرخ في‬

‫‪ -‬لكحل أحمد ‪ " ،‬الضبط اإلداري و حماية المستهلك " ‪ ،‬مداخلة في الملتقى الوطني الخامس " الحماية القانونية للمستهلك " ‪،‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫يومي ‪ 17-16‬ماي ‪ ، 2012‬كلية الحقوق جامعة المدية ‪ ،‬ص ‪. 08-07‬‬


‫‪ -‬بوزيدي عيشة ‪ " ،‬دور اإلدارة المحلية في حماية المستهلك " ‪ ،‬مداخلة في الملتقى الوطني الخامس " الحماية القانونية‬ ‫)‪(2‬‬

‫للمستهلك " ‪ ،‬يومي ‪ 17-16‬ماي ‪ ، 2012‬جامعة المدية ‪ ،‬ص ‪. 04‬‬


‫)‪(3‬‬
‫‪- Kahloula . (M) et Mekamcha . (G)، (la première partie) ، op.cit ، p 34 .‬‬

‫‪137‬‬
‫‪ ،‬كما يتمتع الوالة بصفة الضبطية القضائية طبقا لنص المادة‬ ‫)‪(1‬‬
‫‪ 21‬فيفري ‪ 2012‬المتعلق بالوالية‬
‫‪ 15‬من األمر رقم ‪ 155-66‬المتضمن قانون اإلجراءات الجزائية ‪.‬‬
‫و تتكون الوالية من هيئتين هما ‪ :‬المجلس الشعبي الوالئي و الوالي ‪ ،‬و طبقا لنص المادة‬
‫‪ 74‬من قانون رقم ‪ 07-12‬المتعلق بالوالية ‪ ،‬يعمل المجلس الشعبي الوالئي على تقديم المساعدة‬
‫للبلديات في إطار التكامل و انسجام األعمال التي ينبغي القيام بها ‪ ،‬كما يمارس المجلس الشعبي‬
‫الوالئي في إطار الصالحيات المخولة له بالمحافظة على الصحة العمومية و التجارة و األسعار ‪،‬‬
‫و حماية التنمية االقتصادية و االجتماعية طبقا للمادة ‪ 77‬من قانون الوالية ‪ ،‬و يعد الوالي مسؤوال‬
‫على المحافظة على النظام و األمن و السالمة و السكينة العمومية ‪ ،‬و ذلك حسب الشروط‬
‫المحددة بالقوانين و التنظيمات السارية المفعول في تحضير و تنفيذ إجراءات الدفاع و الحماية‬
‫)‪(2‬‬

‫و توجد كذلك على مستوى كل والية مديريات تعمل على السهر على مراقبة مختلف‬
‫النشاطات التجارية بغية حماية المستهلك ‪ ،‬فللوالية دور في حماية االقتصاد الوطني و المستهلك ‪،‬‬
‫و يتم ذلك بفرض سياسة وطنية في مجال قمع الغش ‪ ،‬و حماية جودة المنتوجات و يتم ضمان‬
‫‪.‬‬ ‫احترام هذه السياسة باتخاذ إجراءات وقائية للحد من المخاطر التي قد تهدد المستهلك‬
‫)‪(3‬‬

‫‪ - (04‬جمعيات حماية المستهلكين ‪:‬‬


‫بالرغم من تواجد العديد من األجهزة المكلفة بحماية المستهلك ‪ ،‬لكنه في أغلب األحيان ال‬
‫تقوم بالغرض الذي أنشأت من أجله ‪ ،‬مما يجعل المستهلك غير قادر على الدفاع عن حقوقه لوحده‬
‫‪ ،‬و من أجل ذلك كان من الضروري إيجاد جهاز يتولى الدفاع عن مصالح المستهلك متمثل في‬
‫جمعيات حماية المستهلكين ‪.‬‬
‫فمنح المشرع في المواد ‪ 21‬و ‪ 22‬و ‪ 23‬من قانون رقم ‪ 03-09‬المتعلق بحماية المستهلك‬
‫و قمع الغش ‪ ،‬مهمة العناية بشؤون المستهلكين ‪ ،‬أما عن تنظيم هذه الجمعيات من حيث إنشائها و‬
‫سيرها و دورها ‪ ،‬فقد نظمه المشرع بموجب قانون رقم ‪ 06-12‬المؤرخ في‪ 12‬جانفي ‪2012‬‬
‫‪.‬‬ ‫المتعلق بالجمعيات‬
‫)‪(4‬‬

‫‪ -‬قانون رقم ‪ 07-12‬المتعلق بالوالية ‪ ،‬المؤرخ في ‪ ، 2012/02/21‬جريدة رسمية رقم ‪ ،12‬المؤرخة في ‪، 2012/02/29‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ص ‪. 09‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪– Kahloula . (M) et Mekamcha . (G) ، (la première partie) ، op.cit ، p 34 .‬‬
‫)‪ - (3‬بولحية علي ‪ " ،‬جهاز الرقابة و مهامه في حماية المستهلك " ‪ ،‬المجلة الجزائرية للعلوم القانونية و االقتصادية و السياسية ‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق بن عكنون ‪ ،‬الجزء ‪ ، 39‬رقم ‪ ، 2002 ، 01‬ص ‪. 77‬‬
‫‪ -‬قانون رقم ‪ 06-12‬المؤرخ في ‪ ، 2012/01/12‬المتعلق بالجمعيات ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 02‬المؤرخة في ‪2012/01/15‬‬ ‫)‪(4‬‬

‫‪138‬‬
‫أ( ‪ -‬التعريف بجمعية حماية المستهلكين‪:‬‬
‫عرفت المادة ‪ 21‬من قانون حماية المستهلك و قمع الغش ‪ ،‬جمعية حماية المستهلك على‬
‫أنها ‪ " :‬جمعية حماية المستهلكين هي كل جمعية منشأة طبقا للقانون ‪ ،‬تهدف إلى ضمان حماية‬
‫المستهلك من خالل إعالمه و تحسيسه و توجيهه و تمثيله ‪ ،‬يمكن أن يعترف لجمعيات حماية‬
‫المستهلك المذكورة في الفقرة أعاله بالمنفعة العمومية ضمن الشروط و الكيفيات المنصوص عليها‬
‫في التشريع و التنظيم الساري المفعول " ‪.‬‬
‫و بالرجوع إلى نص المادة ‪ 02‬من القانون رقم ‪ 06-12‬المتعلق بالجمعيات ‪ ،‬الذي عرفها‬
‫على أنها ‪ " :‬تعتبر الجمعية في مفهوم هذا القانون تجمع أشخاص طبيعيين و‪/‬أو معنويين على‬
‫أساس تعاقدي لمدة محددة أو غير محددة ‪ ،‬و يشترك هؤالء األشخاص في تسخير معارفهم و‬
‫وسائلهم تطوعا و لغرض غير مربح من أجل ترقية األنشطة و تشجيعها ‪ ،‬السيما في المجال‬
‫المهني و االجتماعي و العلمي و الديني و التربوي و الثقافي و الرياضي و البيئي و الخيري‬
‫و اإلنساني‪. " ...‬‬
‫فالمشرع اعترف بوجود الجمعيات و لم يقيد وجودها بمدة محددة بقدر ما قيدها بالغرض من‬
‫‪ ،‬كما تطرقت المادة‬ ‫)‪(1‬‬
‫إنشائها الذي يجب تحديده بدقة و أن ال يكون الهدف من وراءه تحقيق الربح‬
‫‪ 21‬من قانون رقم ‪ 03-09‬المتعلق بحماية المستهلك إلى ضرورة أن تكون هذه الجمعيات منشأة‬
‫طبقا للقانون ‪ ،‬مما ينبغي توفر شروط إلنشائها و هي ‪:‬‬

‫‪ -‬الشروط الموضوعية لتأسيس الجمعية ‪:‬‬


‫اشترطت المادة ‪ 02‬من قانون رقم ‪ 06-12‬المتعلق بالجمعيات ‪ ،‬أن يتم تحديد موضوع‬
‫الجمعية بدقة مع ضرورة تطابق تسمية الجمعية مع الغرض الذي أنشأت من أجله ‪ ،‬و أن ال تهدف‬
‫لتحقيق الربح من وراء نشاطها ‪ ،‬بل يجب أن تأسس من أجل ممارسة نشاطا تطوعيا بدون مقابل ‪.‬‬

‫‪ -‬الشروط الشكلية لتأسيس الجمعية ‪:‬‬


‫حددت المادة ‪ 07‬من قانون رقم ‪ 06-12‬المتعلق بالجمعيات الشروط الشكلية ‪ ،‬بحيث‬
‫يخضع تأسيس الجمعية إلى تصريح تأسيسي و إلى تسليم وصل التسجيل الذي يتم تقديمه أمام‬
‫المجلس الشعبي البلدي بالنسبة للجمعيات الموجودة على مستوى البلدية ‪ ،‬أما بالنسبة للجمعيات‬

‫‪ -‬بن عنتر ليلى ‪ " ،‬جمعيات حماية المستهلك ‪ ،‬موجودة أم تحتاج إلى وجود؟ " ‪ ،‬المجلة األكاديمية للبحث القانوني ‪ ،‬كلية‬ ‫)‪(1‬‬

‫الحقوق ‪ ،‬جامعة بجاية ‪ ،‬مجلة سداسية ‪ ،‬العدد ‪ ، 2010 ، 02‬ص ‪. 175‬‬

‫‪139‬‬
‫الموجودة على مستوى الوالية فيتم إيداع الوصل أمام المجلس الشعبي الوالئي ‪ ،‬و بالنسبة للجمعيات‬
‫الوطنية و الجمعيات المنشئة ما بين واليات وطنية فأمام و ازرة الداخلية ‪ ،‬تقوم باإلشهار بتأسيسها‬
‫في جريدة يومية ‪ ،‬و بتوافر هذه الشروط تكتسب الجمعية الشخصية المعنوية و األهلية المدنية التي‬
‫تمكنها من مباشرة مهامها المتمثلة في حماية المستهلك ‪.‬‬

‫ب( ‪ -‬دور جمعيات حماية المستهلكين ‪:‬‬


‫يختلف دور جمعيات حماية المستهلكين عن دور الجمعيات األخرى ‪ ،‬كونها تهدف إلى‬
‫تحقيق هدفين األول وقائي و المتمثل في مراقبة األسواق و تحقيق نوع من التوازن بين مصالح‬
‫المستهلك باعتباره طرف ضعيف ‪ ،‬و مصالح المتدخل كونه المسيطر على العالقة االستهالكية ‪ ،‬و‬
‫ذلك بتشجيع هذا األخير على تقديم منتوجات مطابقة للمواصفات المحددة قانونا و تحقيق األمن‬
‫للمستهلكين ‪ ،‬كما تضمن لهم الحصول على منتوجات ال تشكل خطورة على صحتهم ‪ ،‬أما بالنسبة‬
‫للدور العالجي فيتمثل في متابعة الشكاوى المقدمة من المستهلكين و إحالتها إلى المصالح‬
‫‪ ،‬و لن يتأتى‬ ‫)‪(1‬‬
‫المختصة ‪ ،‬إضافة لذلك تعمل على ترشيد و خلق ثقافة استهالكية لدى المستهلك‬
‫ذلك إال بقيام جمعيات حماية المستهلك بما يلي ‪:‬‬

‫‪ -‬تحسيس و توعية المستهلكين و إعالمهم ‪:‬‬


‫إضافة إلى حق المستهلك في إعالمه من قبل المتدخل ‪ ،‬تعمل جمعيات حماية المستهلك‬
‫‪ ،‬و ذلك بمراقبة مدى توافر الوسم في المنتوجات و مدى تطابق‬ ‫)‪(2‬‬
‫على إعالمه و تقديم النصح له‬
‫هذه األخيرة مع المواصفات القانونية و التنظيمية ‪ ،‬و لفت انتباه المستهلك إلى اقتناء منتوجات‬
‫محلية و بثمن معقول ‪ ،‬فيتم إعالم و توعية المستهلك باللجوء لوسائل حددتها المادة ‪ 24‬من قانون‬
‫رقم ‪ 06-12‬المتعلق بالجمعيات ‪ ،‬و المتمثلة في إصدار و نشر نشريات و مجالت و وثائق‬
‫إعالمية و مطويات ‪ ،‬كما يمكن لها اللجوء لجميع وسائل اإلعالم و االتصال كالجرائد و اإلذاعة و‬
‫التلفزيون و االنترنت ليتم عن طريقها تحسيس و إعالم المستهلكين ‪ ،‬و تعمد الجمعيات أيضا إلى‬
‫تقديم النصح و اإلرشادات لكيفية التعامل مع سلعة أو خدمة معروضة في السوق ‪،‬‬

‫‪ -‬سي يوسف زاهية حورية ‪ " ،‬حماية المستهلك مدنيا من اإلعالن التجاري الكاذب أو المضلل " ‪ ،‬المجلة الجزائرية للعلوم‬ ‫)‪(1‬‬

‫القانونية و االقتصادية و السياسية ‪ ،‬كلية الحقوق بن عكنون ‪ ،‬العدد ‪ ، 2010 ، 04‬ص ‪. 199-198‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪- Lamarthe Beatrice ، " La défense du consommateur dans l’union européenne " ، la‬‬
‫‪documentation française ، Paris ، 2001، p 28 .‬‬

‫‪140‬‬
‫‪ ،‬و يمتد دور الجمعيات إلى قيامها بالدراسات‬ ‫)‪(1‬‬
‫و تحذيرهم من المخاطر التي قد تنجم عنها‬
‫و البحوث المرتبطة باالستهالك و بالمستهلك و ذلك من أجل مراقبة و ترقية نوعية السلع‬
‫و الخدمات)‪.(2‬‬
‫فنتيجة االحتكاك المباشر بالمستهلكين اللذين يعبرون لها بكل حرية عن مشاكلهم و‬
‫‪ ،‬كما أن‬ ‫انشغاالتهم حول طبيعة المنتوجات عزز ذلك من دور هذه الجمعيات فجعله فعاال‬
‫)‪(3‬‬

‫اإلعالم الذي تقدمه جمعيات حماية المستهلكين يعد أكثر نفعا من اإلعالم الذي يقدمه المتدخلين‬
‫للمستهلكين ‪ ،‬ألنها تهدف من وراء هذا اإلعالم إلى حماية المستهلك بجعل هذا اإلعالم موضوعي‬
‫و مبصر لإلرادتهم)‪.(4‬‬

‫‪ -‬مراقبة األسعار و الجودة ‪:‬‬


‫تهدف جمعيات حماية المستهلك إلى الحفاظ على القدرة الشرائية التي يهتم بها المستهلك‬
‫فتسعى جاهدة إلى الحد من المغاالة في سعر المنتوجات ذات االستهالك المتكرر ‪ ،‬فتقوم بمراقبة‬
‫مدى احترام المتدخلين لألسعار المفروضة من قبل الدولة خاصة بالنسبة للمنتوجات ذات الطابع‬
‫االستراتيجي ( كالحليب و الخبز و غيرها‪ ، )...‬و تلزم المتدخلين باإلعالن عن أسعار المنتوجات‬
‫لتمكن المستهلك من اختيار المنتوج الذي يوافق رغباته المشروعة ‪ ،‬كما تعمد لمراقبة مدى مطابقة‬
‫‪.‬‬ ‫السلع المعروضة في السوق للجودة المطلوبة ‪ ،‬مع فحص المنتوجات لمعرفة مزاياها و عيوبها‬
‫)‪(5‬‬

‫فتلجأ الجمعيات الستعمال الفحص الظاهري لكي تتأكد من أن المنتوج محمي بغالف مطابق‬
‫للمقاييس المعتمدة قانونا ‪ ،‬و مدى توفر البيانات التي تهم المستهلك ‪ ،‬كتسمية المنتوج و مكوناته ‪،‬‬
‫تاريخ صنعه‪...‬إلخ ‪ ،‬و قد يكون المنتوج مطابقا للمواصفات القانونية ظاهريا لكن يحوم شك حول‬

‫)‪(1‬‬
‫‪- Sahri Fadila ، " Le rôle des associations des consommateurs dans l’émergence d’un‬‬
‫‪cotre- pouvoir face aux professionnels " ، revue algérienne des science juridiques ، économiques‬‬
‫‪،politiques ، faculté de droit ben aknoun، Alger، volume 36، N° 01، 2002 ، p 28 .‬‬
‫‪ -‬هامل الهواري ‪ " ،‬دور الجمعيات في حماية المستهلك " ‪ ،‬مجلة العلوم القانونية و اإلدارية ‪ ،‬كلية الحقوق جامعة سيدي‬ ‫)‪(2‬‬

‫بلعباس ‪ ،‬عدد خاص ‪ ،‬أفريل ‪ ، 2005‬ص ‪. 226-225‬‬


‫)‪(3‬‬
‫‪- Kahloula. (M) et Mekamcha. (G) ، (la deuxième partie) ، op.cit ، p 58 .‬‬
‫)‪(4‬‬
‫‪- Juris classeur،concurrence ،consommation ،" Institutions de la consommation et organismes de‬‬
‫‪défense des consommateurs "، volume 03، fasc 1200، 2009 ، p 04،09 .‬‬
‫‪ -‬سي يوسف زاهية ‪ " ،‬الرقابة عن طريق جمعيات حماية المستهلك " ‪ ،‬مجلة البحوث و الدراسات القانونية و السياسية ‪ ،‬كلية‬ ‫)‪(5‬‬

‫الحقوق ‪ ،‬جامعة البليدة ‪ ،‬العدد ‪ ، 02‬جانفي ‪ ، 2012‬ص ‪. 202‬‬

‫‪141‬‬
‫مدى صالحيته لالستهالك ‪ ،‬و من أجل ذلك تقوم بتحليل المنتوج في المخبر للتأكد من مدى‬
‫‪ ،‬فيؤدي‬ ‫)‪(1‬‬
‫صالحيته ‪ ،‬مع نشر نتائج الخبرة في المجالت لتمكن المستهلكين من االطالع عليها‬
‫ذلك على حث المتدخلين على عرض منتوجات سليمة و ذات نوعية و جودة تهدف لضمان صحة‬
‫‪ ،‬و هذه المراقبة التي تمارسها الجمعيات تعد‬ ‫)‪(2‬‬
‫و أمن المستهلك و كذا حماية االقتصاد الوطني‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(3‬‬
‫رقابة سابقة يكون لها دور رقابي أكثر ردعا من الرقابة التي تكون الحقة‬

‫‪ -‬ممارسة الدعاية المضادة ‪:‬‬


‫تلجأ جمعيات حماية المستهلك للدعاية المضادة ‪ ،‬لما يستعمل المتدخل اإلشهار الكاذب و‬
‫المضلل بغرض جلب أكبر عدد من المستهلكين لتحقيق أرباح من وراء ذلك ‪ ،‬فتقوم جمعيات حماية‬
‫المستهلك بنشر و توزيع انتقادات لهذه المنتوجات المعروضة في السوق التي تكون محل لمثل هذا‬
‫اإلشهار ‪ ،‬بحيث تعد هذه الوسيلة اإلشهارية هجومية كون الخصائص المدلى بها في الرسالة‬
‫اإلشهارية المقدمة من طرف المتدخل لن يستفيد منها المستهلك بعد اقتنائه للمنتوج ‪ ،‬فتعمل‬
‫جمعيات حماية المستهلك على تبيين األضرار و المخاطر التي قد تنجز عنها ‪ ،‬و ذلك عن طريق‬
‫استعمال وسائل متعددة كاإلشهار المقارن ‪ ،‬النشر في المجاالت ‪ ،‬بشرط أن يكون هذا االنتقاد‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(4‬‬
‫موضوعي مع عدم إلحاق ضرر بالطرف المنتقد‬

‫‪ -‬الدعوة لالمتناع عن الدفع ‪:‬‬


‫تمارس جمعيات حماية المستهلك هذه الوسيلة للضغط على المتدخلين من قبل المستهلكين‬
‫اللذين هم في مركز ضعف ‪ ،‬فتطلب من هؤالء عدم دفع ثمن السلعة أو مقابل الخدمة التي تحصلوا‬
‫‪ ،‬و لكن ال يجوز االمتناع عن الدفع ألغراض أخرى مثل‬ ‫)‪(5‬‬
‫عليها حتى يلبي المتدخل مطالبهم‬
‫تخفيض أسعار المنتوجات ‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫‪- Filali .(B) ، Boucenda .(A) ، Fettat. (F)، op.cit ، p 67 .‬‬
‫‪ -‬هامل هواري ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 224‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫)‪(3‬‬
‫‪- Bouaiche Mohamed ، op.cit ، p 15 .‬‬
‫‪ -‬بوغنجة بن عياد ‪ " ،‬العالمات التجارية بين احتكار الشركات الكبرى و حماية المستهلك " ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير ‪،‬‬ ‫)‪(4‬‬

‫كلية الحقوق بن عكنون ‪ ، 2013 ،‬ص ‪. 163‬‬


‫‪ -‬بودالي محمد ‪ " ،‬حماية المستهلك‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 685‬‬ ‫)‪(5‬‬

‫‪142‬‬
‫‪ -‬الدعوة للمقاطعة ‪:‬‬
‫تعد المقاطعة الوسيلة األخيرة بعد فشل محاوالت التفاهم مع المتدخلين ‪ ،‬فالمقاطعة هي حث‬
‫المستهلكين على عدم اقتناء المنتوج أو عدم االستفادة من الخدمة المقدمة مع ضرورة تأسيس‬
‫المقاطعة على دوافع قوية و خطيرة ‪ ،‬و حتى تكون المقاطعة مشروعة ينبغي أن يكون الهدف من‬
‫‪.‬‬ ‫ورائها هو حماية المستهلك فقط ‪ ،‬و أن يتم تبرير هذه المقاطعة بأسباب قوية‬
‫)‪(1‬‬

‫مثلما حدث في الجزائر بمناسبة شهر رمضان حول مقاطعة لحوم البقر و الغنم نتيجة قيام‬
‫‪ ،‬فالمقاطعة‬ ‫)‪(2‬‬
‫المتدخلين بالمضاربة عليها ‪ ،‬فدعت جمعيات حماية المستهلك لمقاطعة هذه اللحوم‬
‫تعد سالحا قويا نظ ار لتأثيرها على المتدخلين ‪ ،‬من أجل احترامهم لقواعد السوق و لحقوق‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(3‬‬
‫و الرغبات المشروعة للمستهلكين‬

‫‪ -‬التمثيل في الهيئات المتعلقة بحماية المستهلك ‪:‬‬


‫تساهم جمعيات حماية المستهلك في إعداد سياسة االستهالك ‪ ،‬و ذلك بحضور ممثلين عنها‬
‫‪ ،‬و تعد كذلك من المكلفين بإخطار شبكة‬ ‫)‪(4‬‬
‫في الهيئات التي تمثل المستهلك و تكفل له الحماية‬
‫مخابر التجارب و تحليل النوعية عندما تتولى القيام بمراقبة نوعية المنتوجات المحلية أو‬
‫‪ ،‬كما تبدي رأيها في المجلس العلمي و التقني للمركز الجزائري لمراقبة النوعية و‬ ‫)‪(5‬‬
‫المستوردة‬
‫‪ ،‬و ممثلة أيضا بعضوين في‬ ‫)‪(7‬‬
‫‪ ،‬و هي ممثلة في المجلس الوطني لحماية المستهلكين‬ ‫)‪(6‬‬
‫التغليف‬

‫‪ -‬ناصري فهيمة ‪ " ،‬جمعيات حماية المستهلك " ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير ‪ ،‬كلية الحقوق بن عكنون ‪ ،2004 ،‬ص ‪،78‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪. 82 ، 80‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪- Kahloula. (M) et Mekamcha. (G) ، (la deuxième partie) ، op.cit ، p 61 .‬‬
‫‪ -‬كالم حبيبة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 81‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫‪ -‬معزوزي نوال ‪ " ،‬دور جمعيات حماية المستهلك ظل المنافسة الحرة " ‪ ،‬الملتقى الوطني حول المنافسة و حماية المستهلك بين‬ ‫)‪(4‬‬

‫الشريعة و القانون ‪ ،‬يومي ‪ 21-20‬نوفمبر ‪ ، 2012‬جامعة خميس مليانة ‪ ،‬ص ‪. 205‬‬


‫‪ -‬أنظر المادة ‪ 09‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 355-96‬المؤرخ في ‪ ، 1996/10/19‬المتضمن إنشاء التجارب و تحاليل النوعية‬ ‫)‪(5‬‬

‫و تنظيمها و سيرها ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ،62‬المؤرخة في ‪ ،1996/10/20‬ص ‪ ،14‬المعدل و المتمم بموجب المرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ 59-97‬المؤرخ في ‪ ،1997/12/01‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 80‬المؤرخة في ‪. 1997/12/07‬‬
‫‪ -‬أنظر المادة ‪ 07‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 192-97‬المؤرخ في ‪ ،1997/06/01‬المتعلق بمخابر تحليل النوعية جريدة‬ ‫)‪(6‬‬

‫رسمية رقم ‪ ، 27‬المؤرخة في ‪ ، 1991/06/02‬ص ‪. 1039‬‬


‫‪ -‬أنظر المادة ‪ 03‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 355-12‬المؤرخ في ‪ ، 2012/10/02‬المحدد لتشكيلة المجلس الوطني لحماية‬ ‫)‪(7‬‬

‫المستهلكين و اختصاصاته ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 56‬المؤرخة في ‪ ، 2012/10/11‬ص ‪. 09‬‬

‫‪143‬‬
‫‪ ،‬و هذه المشاركة لجمعيات حماية المستهلك في مختلف هذه الهيئات من شأنها‬ ‫)‪(1‬‬
‫مجلس المنافسة‬
‫أن تؤدي إلى نقل المشاكل التي تواجه المستهلكين لهذه الهيئات و العمل على إيجاد حلول لها‬
‫‪.‬‬ ‫لتفاديها مستقبال‬
‫)‪(2‬‬

‫‪ -‬الدفاع عن مصالح المستهلكين ‪:‬‬


‫إن قيام جمعيات حماية المستهلك بالدور الوقائي ال يكفي لتفادي جميع المخاطر‬
‫و األضرار التي قد تصيب المستهلك ‪ ،‬و من أجل ذلك ينبغي اللجوء إلى القضاء لجبر الضرر ‪ ،‬و‬
‫خول المشرع لها هذا الحق بموجب نص المادة ‪ 23‬من قانون حماية المستهلك و قمع الغش ‪،‬‬
‫بنصه على أنه ‪ " :‬عندما يتعرض مستهلك أو عدة مستهلكين ألضرار فردية تسبب فيها نفس‬
‫المتدخل ذات أصل مشترك ‪ ،‬يمكن لجمعيات حماية المستهلكين أن تتأسس كطرف مدني " ‪.‬‬
‫فيمكن لهذه الجمعيات تولي الدفاع عن مصالح المستهلكين نتيجة األضرار الفردية التي‬
‫يتسبب فيها المتدخل ‪ ،‬فمنحها القانون صفة التقاضي باسم المستهلكين أمام القضاء المدني كما‬
‫‪.‬‬ ‫يمكنها طلب التعويض عن هذه األضرار التي تلحق بهم‬
‫)‪(3‬‬

‫فتسعى جمعيات حماية المستهلكين للدفاع عن المصالح الجماعية لهم ‪ ،‬و لكي تتمكن هذه‬
‫األخيرة من مباشرتها ينبغي أن تكون هذه الجمعية منشأة طبقا للقانون و أن يكون هناك ضرر‬
‫‪ ،‬و حلول جمعيات حماية المستهلكين محل هؤالء أساسه الرابطة‬ ‫)‪(4‬‬
‫أصاب جماعة من المستهلكين‬
‫الوثيقة و المصالح المشتركة بين صاحب الحق المدعى به و الهدف من إنشاء الجمعيات فلقد جرى‬
‫العمل على رفع هذه الجمعيات لنوعين من الدعاوى األولى باسم المستهلكين تهدف من ورائها إلى‬
‫منع تداول بعض المنتوجات التي ال تحقق السالمة و ال توافق الرغبات المشروعة للمستهلكين ‪،‬‬

‫‪ -‬أنظر المادة ‪ 24‬من األمر رقم ‪ 03-03‬المؤرخ في ‪ ،2003/07/19‬المتعلق بالمنافسة جريدة رسمية رقم ‪ ،43‬المؤرخة‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪ ، 2003/07/20‬المعدلة و المتممة بموجب المادة ‪ 05‬من قانون رقم ‪ 05-10‬المؤرخ في ‪ ، 2010/09/15‬المتعلق بالمنافسة ‪،‬‬
‫جريدة رسمية رقم ‪ ، 46‬المؤرخة في ‪ ، 2010/09/18‬ص ‪. 11‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪- Kahloula. (M) et mekamcha. (G)، (la deuxième partie) ، op.cit ، p 58 .‬‬
‫‪ -‬خرباشي عقيلة ‪ " ،‬دور المستهلك في حماية المستهلك " ‪ ،‬مجلة دراسات اقتصادية ‪ ،‬دار الخلدونية للنشر و التوزيع ‪ ،‬العدد‬ ‫)‪(3‬‬

‫‪ ، 19‬جويلية ‪ ، 2011‬ص ‪. 137-136‬‬


‫)‪(4‬‬
‫‪- Lecerf Michel ، " Droits des consommateurs et obligations des services publics " ، éditions‬‬
‫‪D’ORGANISATION ، Paris ،1999، p 131،150 .‬‬

‫‪144‬‬
‫و الثانية تتمثل في رفع دعوى مباشرة باسم المستهلكين المتضررين من المنتوجات المقدمة من قبل‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫المتدخلين‬
‫و قد يحدث أن يرفع المستهلك دعوى أمام القضاء المدني ‪ ،‬فتدخل الجمعية قصد تأييد‬
‫طلبات المستهلك ‪ ،‬و يتم هذا التدخل وفقا ألحكام القواعد العامة للتدخل طبقا للمادة ‪ 194‬و المادة‬
‫‪.‬‬ ‫‪ 198‬الفقرة )‪ (01‬من قانون إجراءات المدنية و اإلدارية‬
‫)‪(2‬‬

‫و على عكس مشرعنا نص المشرع الفرنسي صراحة على حق جمعيات حماية المستهلك‬
‫للتدخل للدفاع عن مصالح المستهلكين ‪ ،‬بموجب نص المادة ‪ L 421-7‬من قانون االستهالك‬
‫‪.‬‬ ‫الفرنسي‬
‫)‪(3‬‬

‫كما لجمعيات حماية المستهلك نوعا آخر من الدعاوى التي لها الصالحية في مباشرتها هي‬
‫حقها في اللجوء إلى القضاء المدني لرفع دعوى إللغاء الشروط التعسفية التي قد تتضمنها نماذج‬
‫العقود أو العقود المبرمة بين المتدخلين و المستهلكين ‪ ،‬بغية إعادة التوازن لهذه العالقة ‪ ،‬و طلب‬
‫التعويض عن األضرار التي قد تلحق بالمستهلك)‪.(4‬‬
‫فهناك من يرى أن هذه الدعوى تثير جدال قانونا لما تعد تدخال في التعاقد بإلغائها شروط تم‬
‫االتفاق عليها مسبقا بين الطرفين ‪ ،‬و لكن بالعودة إلى نص المادة ‪ 106‬من القانون المدني ‪ ،‬التي‬
‫ن)‪(5‬‬
‫‪ ،‬و هذا ما أكد عليه المرسوم‬ ‫أتت باستثناء إلى جواز نقض العقد لألسباب التي يقرها القانو‬
‫التنفيذي رقم ‪ 306-06‬المحدد للعناصر األساسية للعقود المبرمة بين األعوان االقتصاديين و‬
‫المستهلكين و البنود التي تعتبر تعسفية ‪ ،‬على ضرورة مراقبة بنود العقد التي يهدف من ورائها إلى‬
‫‪.‬‬ ‫إذعان الطرف اآلخر‬
‫)‪(6‬‬

‫و من أجل ذلك فعقود االستهالك التي تتم بطريقة اإلذعان و يكون المستهلك طرفا فيها‬
‫يمكن أن تحل محل دعوى مرفوعة من قبل جمعيات حماية المستهلك ‪ ،‬و ال يقتصر حق رفع‬

‫‪ -‬النكاس جمال ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 113‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪ -‬أنظر المادة ‪ 149‬و ‪ )02(198‬من قانون رقم ‪ 09-08‬المؤرخ في ‪ ، 2008/02/25‬المتضمن قانون اإلجراءات المدنية‬ ‫)‪(2‬‬

‫و اإلدارية ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ،21‬المؤرخة في ‪ ، 2008/04/23‬ص ‪. 18‬‬


‫)‪(3‬‬
‫‪- www.légifrance.gouv.com.‬‬
‫)‪(4‬‬
‫‪- Fenouillet Dominique et Labarthe Françoise ، op.cit ، p 146 .‬‬
‫‪ -‬بن عنتر ليلى ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 187‬‬ ‫)‪(5‬‬

‫‪ -‬أنظر المادة ‪ 06‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 306-06‬المؤرخ في ‪ ،2006/09/10‬المحدد للعناصر األساسية للعقود المبرمة‬ ‫)‪(6‬‬

‫بين األعوان االقتصاديين و المستهلكين و البنود التي تعتبر تعسفية ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 56‬المؤرخة في ‪،2006/09/11‬‬
‫ص ‪. 18‬‬

‫‪145‬‬
‫الدعاوى لجمعيات حماية المستهلكين أمام القضاء المدني فقط ‪ ،‬بل يمتد إلى حقها في التأسيس‬
‫‪ ،‬و يشترط توفر شروط إلمكانية طلب التعويض‪:‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫كطرف مدني أمام القضاء الجزائي‬
‫‪ -‬أن تشكل المخالفة جريمة يعاقب عليها قانون العقوبات ‪ ،‬طبقا لمبدأ شرعية الجريمة و العقوبة ‪،‬‬
‫و أن يتعلق األمر باألفعال التي تمس بمصالح و أمن و صحة و سالمة المستهلكين ‪.‬‬
‫‪ -‬دفع كفالة مالية يحددها قاضي التحقيق ‪ ،‬و تودع بكتابة الضبط ‪.‬‬
‫‪ -‬اختيار الجمعية موطنا لها بدائرة اختصاص المحكمة التابع لها قاضي التحقيق و هذا طبقا للمادة‬
‫‪.‬‬ ‫‪ 76‬من قانون إجراءات الجزائية‬
‫)‪(2‬‬

‫فيمكن لجمعيات حماية المستهلكين مباشرة الدعوى المدنية سواء كانت مرتبطة بالضرر‬
‫‪ ،‬إضافة إلى حق الجمعيات في‬ ‫)‪(3‬‬
‫المباشر أو غير المباشر بالنظر للمصالح الجماعية للمستهلكين‬
‫طلب التعويض يمكنها المطالبة بوقف الممارسات الغير المشروعة عن طريق طلب سحب المنتوج‬
‫الغير مطابق للمواصفات المحددة قانونا أو طلب وقف إشهار مضلل و كاذب ‪ ،‬و يمكنها كذلك‬
‫‪.‬‬ ‫طلب نشر الحكم القاضي باإلدانة على حساب المتدخل‬
‫)‪(4‬‬

‫فتلعب من خالل كل هذا جمعيات حماية المستهلكين دو ار مهما للحد من تعسف المتدخلين‬
‫بتمكين المستهلكين من اقتناء منتوجات سليمة و آمنة ‪ ،‬من خالل بذلها لمجهودات في مجال‬
‫الرقابة و التحسيس و اإلعالم و الدفاع ‪ ،‬و لكن المالحظ أن الدور الذي تلعبه الجمعيات في‬
‫الميدان العملي قليل جدا بالرغم من الصالحيات المخولة لها قانونا لكنها ال تملك اإلمكانيات المادية‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(5‬‬
‫لكي تتمكن من تقديم حماية أفضل للمستهلك‬
‫فتفطن المشرع لهذا األمر بموجب قانون رقم ‪ 03-09‬المتعلق بحماية المستهلك و قمع‬
‫الغش ‪ ،‬و اعترف صراحة للجمعيات بإمكانية االستفادة من المساعدة القضائية بموجب نص المادة‬
‫‪ 22‬منه ‪ ،‬كما يلحظ على المشرع بموجب المادة ‪ 23‬من قانون رقم ‪ 03-09‬تضيقه من دور‬
‫الجمعيات في الدفاع عن مصالح المستهلك ‪ ،‬مما ال يعد ضمانة لهذا األخير ‪.‬‬

‫‪ -‬هامل الهواري ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 226‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪ -‬القروي بشير سرحان ‪ " ،‬جمعيات حماية المستهلك في الجزائر و دورها في تفعيل الحماية القانونية للمستهلك " ‪ ،‬الملتقى‬ ‫)‪(2‬‬

‫الوطني حول " المنافسة و حماية المستهلك بين الشريعة و القانون " ‪ ،‬يومي ‪ 21-20‬نوفمبر ‪ ، 2012‬جامعة خميس مليانة ‪،‬‬
‫ص ‪. 186-185‬‬
‫)‪(3‬‬
‫‪- Juris classeur ،concurrence ،consommation، " Institutions de la consommation et organismes‬‬
‫‪de défense des consommateurs " ، volume 03 ، fasc 1200 ،2009 ، p 04-05 .‬‬
‫)‪(4‬‬
‫‪- Sahri Fadila ، op.cit ، p 26 ، 27 .‬‬
‫)‪(5‬‬
‫‪- Filali . (B) et Fettat . (F) et Boucenda. (A) ، op.cit ، p 67 .‬‬

‫‪146‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬أنواع الرقابة المحققة للوقاية‪:‬‬
‫تعرف الرقابة على أنها خضوع شيء معين بذاته لرقابة هيئة أو جهاز معين يحدده القانون‬
‫بغية القيام بالتحري و الكشف عن الحقائق المقررة قانونا ‪ ،‬و من ثمة اتخاذ اإلجراء المالئم لتحقيق‬
‫‪ ،‬فالرقابة أنواع قد تكون رقابة إجبارية التي ينبغي على المتدخل االلتزام بها (أوال) ‪ ،‬كما‬ ‫)‪(1‬‬
‫الوقاية‬
‫قد تكون اختيارية تبقى لرغبة المتدخل (ثانيا) ‪ ،‬و نظ ار الختالف المنتوجات عن بعضها البعض‬
‫فتخضع بعض المنتوجات لرقابة سابقة (ثالثا) ‪ ،‬و قد تكون رقابة الحقة (رابعا) ‪ ،‬و من أجل‬
‫ضمان السالمة للمستهلك اعترف المشرع لألعوان المكلفين بالقيام بالرقابة بنوع آخر من الرقابة‬
‫و هي الرقابة المستمرة (خامسا) ‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الرقابة اإلجبارية ‪:‬‬


‫هي تلك الرقابة التي تفرض على عاتق المتدخل إلخضاع المنتوجات لرقابة إجبارية قبل‬
‫‪ ،‬و أكد المشرع على‬ ‫)‪(2‬‬
‫عرضها لالستهالك بغية التأكد من مدى مطابقتها للمقاييس المحددة قانونا‬
‫مثل هذه الرقابة بموجب المادة ‪ 12‬الفقرة (‪ )01‬من قانون رقم ‪ 03-09‬المتعلق بحماية المستهلك‬
‫و قمع الغش ‪ ،‬على أنه ‪ " :‬يتعين على كل متدخل إجراء رقابة مطابقة المنتوج قبل عرضه‬
‫لالستهالك طبقا لألحكام التشريعية و التنظيمية السارية المفعول‪. ".....‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الرقابة االختيارية ‪:‬‬


‫ال يعد المتدخل ملزما بإجراء مثل هذه الرقابة ‪ ،‬و لكنه قد يلجأ لها بمحض إرادته حتى‬
‫يضمن ثقة إضافية لمنتوجاته ‪ ،‬و يسمح بزيادة اإلقبال عليها كعرض المنتوج على مخبر معتمد أو‬
‫‪.‬‬ ‫هيئة عالمية تمنح له شهادة أو عالمة متميزة بالجودة بغية ضمان نوعية ثابتة في منتوجاته‬
‫)‪(3‬‬

‫ثالثا ‪ :‬الرقابة السابقة ‪:‬‬


‫تفرض هذه الرقابة على المنتوجات الموجهة لالستهالك النهائي ‪ ،‬فيشرط فيها حصول المتدخل‬
‫على رخصة مسبقة لإلنتاج أو صنع منتوجات حتى يؤذن بتسويقها و المشرع رأى من الضروري‬

‫‪ -‬خضير كاظم محمود و موسي سالمة اللوزي ‪ " ،‬مبادئ إدارة األعمال " ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬إثراء للنشر و التوزيع األردن ‪،‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪ ، 2008‬ص ‪. 383-382‬‬
‫‪ -‬بولحية بن بوخميس علي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 68‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫‪ -‬القيسي عامر قاسم أحمد ‪ " ،‬الحماية القانونية للمستهلك ‪ ،‬دراسة مقارنة في القانون المدني و المقارن " ‪ ،‬الطبعة األولى ‪،‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫الدار العلمية الدولية و دار الثقافة للنشر و التوزيع ‪ ،‬األردن ‪ ، 2002‬ص ‪. 209‬‬

‫‪147‬‬
‫نظر لما تلحق به من أضرار‬
‫‪ ،‬ا‬ ‫)‪(1‬‬
‫حصول المتدخل على مثل هذه الرخصة لحماية المستهلك‬
‫‪ ،‬فهذه األخيرة‬ ‫)‪(2‬‬
‫كالمنتوجات االستهالكية ذات الطابع السام ‪ ،‬أو التي تشكل خط ار من نوع خاص‬
‫تخضع صيغتها الكاملة في مراكز متخصصة لمكافحة التسمم التابعة لو ازرة الصحة قبل إنتاجها أو‬
‫تصنيعها ‪ ،‬كمواد غسيل األواني ‪ ،‬و المواد المزيلة للدهون و المواد الكيميائية و مواد التجميل ‪ ،‬و‬
‫المواد الصيدالنية‪...‬إلخ ‪ ،‬كل هذا بغية الحفاظ على صحة و سالمة المستهلكين)‪.(3‬‬
‫فبتحقق هذه الرقابة يكون المستهلك مطمئنا عند اقتنائه لمثل هذه المنتوجات ‪ ،‬كما يمتد‬
‫نطاق ممارسة هذه الرقابة إلى المنتوجات المستوردة حال دخولها البلد المستورد ‪ ،‬فيمارسها موظفي‬
‫الجمارك و ذلك عن طريق معاينة الوثائق المرفقة بهذه المنتوجات ‪ ،‬مع مراقبة مدى تطابق هذه‬
‫‪.‬‬ ‫األخيرة مع الوثائق المرفقة بها‬
‫)‪(4‬‬

‫رابعا ‪ :‬الرقابة الالحقة ‪:‬‬


‫تجرى هذه الرقابة على المنتوج الذي أكتمل صنعه و أصبح جاه از للتسويق و االستهالك ‪،‬‬
‫فتتم عن طريق تقديم األعوان المكلفين بالقيام بالرقابة لمالحظاتهم و إجراء فحوصات ظاهرية على‬
‫المنتوج و تحليلها ‪ ،‬و أيضا يتم فحص شامل لكل الوثائق و ملفات المتدخل و التدقيق فيها بغية‬
‫التأكد من مدى احترام هذا األخير لشروط الصنع و التوزيع و التخزين ‪ ،‬و الحفظ إلى غير ذلك ‪،‬‬
‫و يكلل كل هذا بتحرير محاضر المعاينة ‪.‬‬
‫و تأخذ عينات لتحليلها في مخابر مراقبة الجودة و قمع الغش أو أي مخبر معتمد للتأكد من‬
‫مدى مطابقة المنتوج للمواصفات و المقاييس المحددة قانونا ‪ ،‬و إذا تبين للسلطات المختصة بعد‬
‫إجراء هذه الفحوصات و التحاليل عدم مطابقة المنتوج للمواصفات و الخصائص التقنية المطلوبة‬

‫‪ -‬قمار خديجة ‪ " ،‬الرقابة و الهيئات المكلفة بحماية المستهلك " ‪ ،‬الملتقى الوطني حول " المنافسة و حماية المستهلك بين‬ ‫)‪(1‬‬

‫الشريعة و القانون " ‪ ،‬يومي ‪ 21-20‬نوفمبر ‪ ، 2012‬جامعة خميس مليانة ‪ ،‬ص ‪. 171‬‬
‫‪ -‬أنظر القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ ، 2008/12/31‬المعدل للقرار الوزاري المؤرخ في ‪ 1997/12/28‬الذي يحدد قائمة‬ ‫)‪(2‬‬

‫المنتوجات االستهالكية ذات الطابع السام أو التي تشكل خط ار من نوع خاص و كذا قوائم المواد الكيماوية المحظورة و المنظم‬
‫استعمالها لصنع هذه المنتوجات ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 23‬المؤرخة في ‪ ، 2009/04/29‬ص ‪. 20‬‬
‫)‪(3‬‬
‫‪- Fenouillet Dominique et Labarthe Françoise ، op.cit ، p 159 .‬‬
‫)‪(4‬‬
‫‪- Gambelli Franck et Leclerc Rémy ، op.cit ، p 108-109 .‬‬

‫‪148‬‬
‫من جودة و أمن ‪ ،‬فلهذه السلطات الصالحية في اتخاذ جميع التدابير الوقائية الرامية للحفاظ على‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫مصالح المستهلك‬
‫فالهدف من القيام بالرقابة الالحقة هو بغية اكتشاف المخاطر التي قد تشكلها بعض‬
‫‪.‬‬ ‫المنتوجات المخالفة لما هو مفروض قانونا‬
‫)‪(2‬‬

‫خامسا ‪ :‬الرقابة المستمرة ‪:‬‬


‫يخول للهيئات المكلفة بالقيام بالرقابة ‪ ،‬القيام في أي وقت و في أي مرحلة من مراحل‬
‫عرض المنتوج لالستهالك ‪ ،‬عن طريق التحري للتأكد من مدى مطابقة المنتوج ‪ ،‬بغية تفادي‬
‫المخاطر التي قد تهدد المصالح المادية و المعنوية و كذا أمن المستهلك ‪ ،‬فتمارس هذه الرقابة‬
‫سواء كان المنتوج في مرحلة اإلنتاج أم التحويل أم التوضيب ‪ ،‬اإليداع أو العبور ‪ ،‬النقل ‪ ،‬التسويق‬
‫‪ ،‬البيع بالجملة أم بالتجزئة عن طريق القيام بمعاينات فجائية ‪ ،‬و إذا تبين لهؤالء األعوان أي‬
‫‪.‬‬ ‫إخالل يمكنهم اتخاذ اإلجراءات الوقائية المحددة قانونا‬
‫)‪(3‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬كيفية ممارسة الرقابة على المنتوجات ‪:‬‬


‫حرص المشرع على جعل المنتوجات المعروضة لالستهالك مطابقة للمقاييس المحددة سواء‬
‫وفقا للقانون أم للتنظيم ‪ ،‬و من أجل ضمان ذلك أقر ممارسة الرقابة على المنتوجات المحلية (أوال)‬
‫‪ ،‬و نظ ار الختالف المنتوجات و بغية تكريس حماية أفضل للمستهلك اهتم المشرع بالمنتوجات‬
‫المستوردة كذلك و فرض عليها رقابة تختلف عن تلك الممارسة على المنتوجات المحلية (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬مراقبة المنتوجات المحلية ‪:‬‬


‫تخضع المنتوجات المحلية إلجراءين من إجراءات الرقابة ‪:‬‬

‫‪ - (01‬المعاينة المباشرة ‪:‬‬


‫نصت المادة ‪ 03‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 39-90‬المتعلق برقابة الجودة و قمع الغش ‪،‬‬
‫على ممارسة األعوان المؤهلين قانونا بإجراء الرقابة عن طريق المعاينات المباشرة و الفحوص‬
‫البصرية ‪ ،‬أي مالحظة مدى احتواء الوسم على البيانات المحددة قانونا ‪ ،‬مع مراقبة كيفية رزم و‬

‫‪ -‬بولحية بن بوخميس علي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 69‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫)‪(2‬‬
‫‪- Juris classeur ، concurrence ، consommation ، " Santé et sécurité des consommateurs " ،‬‬
‫‪op.cit ، p 20 .‬‬
‫‪ -‬كالم حبيبة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 66‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫‪149‬‬
‫تغليف المنتوجات حسب المقاييس المحددة قانونا ‪ ،‬و يتم ذلك باالستعانة بأجهزة المكاييل و‬
‫الموازين ‪ ،‬و المقاييس و بالتدقيق في الوثائق و االستماع لألشخاص المسؤولين ‪.‬‬
‫كما أكدت المادة ‪ 04‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 39-90‬على صالحية قيام األعوان‬
‫المكلفين برقابة الجودة و قمع الغش في كامل أوقات العمل أو ممارسة النشاط ‪ ،‬بالعمليات الموكلة‬
‫لهم في أي من مراحل اإلنتاج ‪ ،‬و التحويل ‪ ،‬التوضيب و اإليداع و العبور و التسويق ‪ ،‬أي في‬
‫كامل حلقات عملية وضع المنتوج حيز االستهالك ‪ ،‬فتتم عملية الرقابة إما عن طريق شكاوى مقدمة‬
‫م ن طرف المستهلكين أو من طرف جمعيات حماية المستهلك ‪ ،‬و إما عن طريق حملة تنظمها‬
‫و ازرة التجارة مع اإلدارة المركزية و المديريات الوالئية لتحضير برامج الرقابة و السهر على تنفيذها‬
‫‪ ،‬و عند معاينة األعوان المكلفين بالقيام‬ ‫)‪(1‬‬
‫ما بين الواليات خاصة في المناسبات الدينية و األعياد‬
‫برقابة المنتوجات ال يمكن للمتدخل االمتناع عن اإلدالء بالمعلومات التي تفيد األعوان المكلفين‬
‫‪.‬‬ ‫بالقيام بالرقابة و تذرعه بالسر المهني‬
‫)‪(2‬‬

‫كما خولت لهم المادة ‪ 33‬من قانون رقم ‪ 03-09‬المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش‬
‫على إمكانية االطالع ع لى أي وثيقة كانت مع إمكانية حجزها ‪ ،‬و تختتم كل عملية معاينة‬
‫للمخالفات بتحرير محاضر تدون فيها تواريخ و أماكن إجراء الرقابة ‪ ،‬و تبين فيها الوقائع التي تمت‬
‫معاينتها ‪ ،‬و المخالفات المسجلة و العقوبات المتعلقة بها باإلضافة إلى هوية و صفة األعوان‬
‫‪.‬‬ ‫القائمين بها‬
‫)‪(3‬‬

‫و نصت المادة ‪ 06‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 39-90‬المتعلق برقابة الجودة و قمع الغش‬
‫على ضرورة احتواء هذه المحاضر على البيانات التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬اسم العون الذي يحرر أو أسماء األعوان اللذين يحررون المحاضر و ألقابهم و صفاتهم‬
‫و إقامتهم اإلدارية ‪.‬‬
‫‪ -‬تاريخ المعاينات المنتهية و ساعاتها و مكانها أو أماكنها بالضبط ‪.‬‬
‫‪ -‬اسم الشخص الذي وقعت لديه المعاينات و لقبه و مهنته و محل سكناه أو إقامته ‪.‬‬
‫‪ -‬جميع عناصر الفاتورة التي يتم بها إعداد قيمة المعاينات التي وقعت بصفة مفصلة ‪.‬‬

‫‪ -‬بروال نعيمة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 93‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪ -‬رواب جمال ‪ " ،‬التدابير التحفظية المتخذة ضد المتدخل لتأطير حماية المستهلك " ‪ ،‬مجلة البحوث و الدراسات القانونية و‬ ‫)‪(2‬‬

‫السياسية ‪ ،‬كلية الحقوق ‪ ،‬جامعة البليدة ‪ ،‬العدد ‪ ، 02‬جانفي ‪ ، 2012‬ص ‪. 187‬‬


‫‪ -‬أنظر المادة ‪ 31‬من قانون رقم ‪ 03-09‬المؤرخ في ‪ ، 2009/02/25‬المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش‪ ،‬جريدة رسمية‬ ‫)‪(3‬‬

‫رقم ‪ ، 15‬المؤرخة في ‪ ، 2009/03/08‬ص ‪. 17‬‬

‫‪150‬‬
‫‪ -‬رقم تسلسل محضر المعاينة ‪.‬‬
‫‪ -‬إمضاء المعني إن كان ‪ ،‬و إذا رفض اإلمضاء يذكر ذلك في المحضر أو في دفتر التصريح ‪.‬‬

‫‪ -(02‬المعاينة الغير المباشرة ‪:‬‬


‫تتميز بعض المخالفات بعدم إمكانية إثباتها بالعين المجردة ‪ ،‬أي ال يمكن إثباتها إال بعد‬
‫فحصها و إجراء تحليل عليها من طرف جهات مختصة بعد أخذ عينات من أجل فحصها فتتم هذه‬
‫المعاينة الغير مباشرة باقتطاع عينة ‪ ،‬عن طريق أخذ جزء من المنتوج المعروض في السوق قصد‬
‫تحليله ‪ ،‬طبقا لنص المادة ‪ 30‬من قانون رقم ‪ 03-09‬المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ‪،‬‬
‫التي تنص على أنه ‪ " :‬تتم الرقابة المنصوص عليها في هذا القانون‪ ، ...‬و تتم عند االقتضاء‬
‫باقتطاع العينات بغرض إجراء التحاليل أو االختبارات أو التجارب‪. "...‬‬
‫و حدد المرسوم التنفيذي رقم ‪ 39-90‬المتعلق برقابة الجودة و قمع الغش ‪ ،‬الكيفية التي تتم‬
‫بها عملية اقتطاع عينات المنتوجات من أجل إثبات مخالفة المتدخل ‪ ،‬حيث يشمل كل اقتطاع على‬
‫ثالث عينات تسلم العينة األولى للمخبر بغية تحليلها أما العينتان األخريان فتستعمالن في الخبرتين‬
‫المحتملتين طبقا لنص المادة ‪ 09‬من هذا المرسوم ‪ ،‬و قد يكون االقتطاع شامال لعينة واحدة فقط‬
‫في حالتين هما ‪:‬‬
‫‪ -‬إذا كان المنتوج سريع التشويه أو كان ممن ال يمكن اقتطاع ثالث عينات منه بسبب وزنه أو‬
‫كميته الضئيلة ‪ ،‬فإنه يتم اقتطاع عينة واحدة تختم و ترسل فو ار إلى المخبر‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ -‬كما يتم اقتطاع عينة واحدة فقط للدراسة بناءا على طلب من اإلدارة المختصة‬
‫)‪(1‬‬

‫و نصت المادة ‪ 11‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 39-90‬على ضرورة أن تكون‬


‫االقتطاعات بكيفية تجعل العينات الثالثة متجانسة و ممثلة للكمية التي تمت رقابتها ‪ ،‬و تحدد‬
‫ق اررات عند الحاجة لكل منتوج و الكمية التي يجب اتخاذها في نقل العينات و المحافظة عليها ‪،‬‬
‫غير أنه في حالة انعدام هذه النصوص يتم اقتطاع العينات حسب العرف المعمول به ‪ ،‬و يوضع‬
‫ختم على كل عينة بحيث يحتوي هذا الختم على وسمة تعريف تتكون من جزأين يمكن فصلهما و‬
‫تقريبهما في وقت الحق أي ‪:‬‬
‫‪ -‬األرومة التي ال تنزع إال في المخبر ‪ ،‬بعد فحص الختم الذي يجب أن يحمل البيانات اآلتية ‪:‬‬
‫‪ -‬التسمية التي تمت بها حيازة المنتوج لبيعه أو وضعه حيز البيع أو التسمية التي بيع بها ‪.‬‬

‫)‪ - (1‬أنظر المادتين ‪ 16‬و‪ 17‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 39-90‬المؤرخ في ‪ ، 1990/01/30‬المتعلق برقابة الجودة و قمع الغش‬
‫‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 05‬المؤرخة في ‪ ، 1990/01/31‬ص ‪. 205‬‬

‫‪151‬‬
‫‪ -‬تاريخ االقتطاع و ساعته و مكانه ‪.‬‬
‫‪ -‬رقم تسجيل االقتطاع حين تسلمته المصلحة اإلدارية كما هو منصوص عليه في المادة ‪10‬‬
‫الفقرة األخيرة ‪.‬‬
‫‪ -‬جميع المالحظات المقيدة التي تسمح بتوجيه المخبر إلى األبحاث التي يقوم بها ‪ ،‬و يمكن أن‬
‫تضاف زيادة على ذلك وثيقة مالئمة ألرومة الوسم لهذا الغرض ‪.‬‬
‫‪ -‬قسيمة تحمل البيانات اآلتية ‪ :‬رقم التسجيل نفسه الذي تحمله األرومة ‪ ،‬الرقم التسلسلي الذي‬
‫خصصه القائم باالقتطاع لهذه العملية أو اسم الشخص الذي وقع لديه االقتطاع و عنوانه التجاري‬
‫و الشخصي ‪ ،‬و إذا وقع االقتطاع أثناء الطريق أو في الميناء أو المطار‪ ،‬يبين أسماء المرسلين أو‬
‫المرسل إليهم و عنوان كل منهم ‪ ،‬إمضاء العون الذي يحرر المحضر ‪.‬‬
‫و يجب أن تظل الوسمة المختومة على العينة تحت حراسة المالك ‪ ،‬و أن ال تحمل رقم‬
‫تسجيل المصلحة اإلدارية المعنية ‪ ،‬و يبين العون الذي يحرر المحضر فور ختم العينات قيمتها‬
‫التي صرح بها حائز البضاعة و القيمة التي قدرتها السلطة اإلدارية المختصة إن اقتضى األمر ‪ ،‬و‬
‫وصل يفصل من دفتر ذي أرومات ‪ ،‬تسلم لحائز البضاعة و تبين فيه طبيعة العينات المقتطعة و‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫كمياتها و قيمتها‬
‫فتبقى إحدى العينات في حراسة حائز المنتوج ‪ ،‬و إذا رفض المعني االحتفاظ بالعينة المودعة‬
‫لديه ‪ ،‬وجب ذكر هذا الرفض في المحضر ‪ ،‬مع عدم جواز تغيير المعني لحالة العينة التي أؤتمن‬
‫عليها ‪ ،‬و أن يتخذ جميع التدابير الالزمة لحسن المحافظة عليها ‪ ،‬و ترسل العينات األخريان فو ار‬
‫مع المحضر إلى مصلحة رقابة الجودة و قمع الغش ‪ ،‬الكائنة بالدائرة التي تم فيها االقتطاع ‪ ،‬أين‬
‫يتم تسجيلها و تحويل إحدى العينتين إلى المخبر المختص و تودع األخرى للمحافظة عليها من‬
‫أجل استعمالها في حالة إجراء الخبرة)‪.(2‬‬
‫و بعد اقتطاع العينة يتم تحليلها في مخابر مؤهلة ‪ ،‬و عرفت المادة ‪ 02‬من المرسوم‬
‫‪ ،‬المخابر‬ ‫)‪(3‬‬
‫التنفيذي رقم ‪ 192-91‬المؤرخ في ‪ 01‬جوان ‪ 1991‬المتعلق بمخابر تحليل النوعية‬
‫على أنها ‪ " :‬كل هيئة تقوم باختبار و فحص و تجربة و معايرة المادة و المنتوج و تركيباتها ‪ ،‬أو‬
‫تحديد بصفة أعم مواصفاتها أو خصائصها " ‪.‬‬

‫‪ -‬أنظر المادة ‪ 12‬و ‪ 13‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 39-90‬المتعلق برقابة الجودة و قمع الغش ‪ ،‬ص ‪. 205-204‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪ -‬أنظر المادتين ‪ 16‬و‪ 17‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 39-90‬المتعلق برقابة الجودة و قمع الغش ‪ ،‬ص ‪. 205‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫‪ -‬المادة ‪ 02‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 192-91‬المؤرخ في ‪ ،1991/06/01‬المتعلق بمخابر تحليل النوعية ‪ ،‬جريدة رسمية‬ ‫)‪(3‬‬

‫رقم ‪ ، 27‬المؤرخة في ‪ ، 1991/06/02‬ص ‪. 1038‬‬

‫‪152‬‬
‫كما عرفتها المادة ‪ 02‬الفقرة (‪ )02‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 153-14‬المؤرخ في‬
‫‪ ،‬على أنها ‪:‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫‪ 30‬أفريل ‪ 2014‬المحدد لشروط فتح مخابر تجارب و تحليل الجودة و استغاللها‬
‫" يقصد في مفهوم هذا المرسوم بما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬مخبر التحاليل و التجارب ‪ :‬كل هيئة أو مؤسسة تحلل أو تقيس أو تدرس أو تجرب أو تعاير‪ ،‬أو‬
‫بصفة عامة تحدد خصائص أو فعاليات المادة أو المنتوج و مكوناتهما في إطار تقديم الخدمات‪...‬‬
‫"‪.‬‬
‫فهذه المخابر تقوم بالتحاليل و االختبارات و التجارب كما يمكن ألي مخبر معتمد وفقا‬
‫‪ ،‬فيعمل األعوان المكلفون بتحليل‬ ‫)‪(2‬‬
‫للتنظيم الساري المفعول أن يقوم بتحليل العينات المقتطعة‬
‫العينات بالتأكد فور وصولها إلى المخبر من سالمة التشميع بحيث يستحيل إحداث تغييرات فيها ‪،‬‬
‫و يتأكدون كذلك من سالمة الختم الموجود على العينة ‪ ،‬ثم يقوموا بتحليل العينات تحليال ميكرو‬
‫‪ ،‬مستعملين في ذلك مناهج التحاليل و التجارب المطابقة‬ ‫)‪(3‬‬
‫بيولوجيا أو فيزيائيا أو كيميائيا‬
‫للمقاييس الجزائرية مع إمكانية إتباع المخابر للمناهج الموصى بها دوليا في حالة انعدامها على‬
‫‪ ،‬فلهذه المخابر دور وقائي متمثل في ترقية نوعية و جودة المنتوجات بغية حماية‬ ‫)‪(4‬‬
‫مستوى الوطن‬
‫‪.‬‬ ‫االقتصاد الوطني و حماية سالمة المستهلكين‬
‫)‪(5‬‬

‫فيحرر أعوان الرقابة فور انتهاء أشغالهم ورقة تحليل ‪ ،‬تسجل فيها نتائج التحريات التي قاموا‬
‫بها فيما يخص مطابقة المنتوج ‪ ،‬و تبعث في أجل ‪ 30‬يوما إبتداءا من تاريخ تسليم المخبر إياها‬
‫‪ ،‬فإذا تبين من تقرير المخبر أن المنتوج مطابق للمواصفات ‪ ،‬يمكن‬ ‫إال في حالة القوة القاهرة‬
‫)‪(6‬‬

‫تقديم البراءة للمعني قصد الحصول على إلغاء الضريبة من اإلدارة الجبائية ‪ ،‬أما إذا تبين من عينة‬

‫‪ -‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 153-14‬المؤرخ في ‪ ، 2014/04/30‬المحدد لشروط فتح مخابر تجارب و تحليل الجودة و استغاللها‪،‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫جريدة رسمية رقم ‪ ، 28‬المؤرخة في ‪ ، 2014/05/14‬ص ‪. 05‬‬


‫‪ -‬أنظر المادة ‪ 36‬من قانون رقم ‪ ، 03-09‬المؤرخ في ‪ ، 2009/02/25‬المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش‪ ،‬جريدة رسمية‬ ‫)‪(2‬‬

‫رقم ‪ ،15‬المؤرخة في ‪ ، 2009/03/08‬ص ‪. 17‬‬


‫‪ -‬بولحية بن خميس علي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 73‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫‪ -‬أنظر المادة ‪ 19‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 39-90‬المتعلق برقابة و قمع الغش ‪ ،‬ص ‪ ، 205‬و المادة ‪ 37‬من قانون رقم‬ ‫)‪(4‬‬

‫‪ 03-09‬المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ‪ ،‬ص ‪. 17‬‬


‫‪ -‬مركب حفيزة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 94‬‬ ‫)‪(5‬‬

‫‪ -‬أنظر المادة ‪ 20‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 39-90‬المتعلق برقابة الجودة و قمع الغش ‪ ،‬ص ‪ ، 206‬و المادة ‪ 38‬من قانون‬ ‫)‪(6‬‬

‫رقم ‪ 03-09‬المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ‪ ،‬ص ‪. 17‬‬

‫‪153‬‬
‫المنتوج أنه غير مطابق للمواصفات التي يجب أن تتوفر فيه فيتم تطبيق التدابير الالزمة على هذا‬
‫‪.‬‬ ‫المتدخل‬
‫)‪(1‬‬

‫فتخضع عملية اقتطاع العينات إلجراءات صارمة بغية ضمان نجاحها ‪ ،‬بإبعادها عن كل‬
‫الضغوط التي قد تمارس على األعوان المكلفين باالقتطاع ‪ ،‬و تفادي أي خطر قد ينطوي على‬
‫‪ ،‬و لقد أتى قانون رقم ‪ 03-09‬المتعلق بحماية المستهلك بضمانات‬ ‫التالعب بالنتائج أو تعديلها‬
‫)‪(2‬‬

‫في مجال الخبرة التي تقوم بها المخابر ‪ ،‬إذ بين كيفية إجرائها و أتبعها بجزاءات في حالة احتمال‬
‫الغش أو تزوير نتائج التحاليل أو االختبارات أو تجارب المخابر المؤهلة بإحالة األمر إلى القاضي‬
‫‪.‬‬ ‫المختص بذلك للبث في األمر‬
‫)‪(3‬‬

‫ثانيا ‪ :‬مراقبة المنتوجات المستوردة ‪:‬‬


‫تخضع كذلك المنتوجات المستوردة للرقابة اإلدارية ‪ ،‬فحدد القانون الجهة المكلفة بمراقبة‬
‫نوعية المنتوجات المستوردة و قمع الغش على مستوى الحدود و كذلك اإلجراءات الالزمة لمواجهة‬
‫ذلك ‪ ،‬و طبقا لنص المادة ‪ 06‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 09-11‬المؤرخ في ‪ 20‬جانفي ‪2011‬‬
‫‪ ،‬على أنه ‪:‬‬ ‫)‪(4‬‬
‫المتضمن تنظيم المصالح الخارجية في و ازرة التجارة و صالحياتها و عملها‬
‫"‪...‬تنشأ المفتشية االقليمية للتجارة و مفتشية مراقبة الجودة و قمع الغش على مستوى الحدود البرية‬
‫و البحرية و الجوية و المناطق و المخازن تحت الجمركة بقرار مشترك بين الوزير المكلف بالمالية‬
‫و السلطة المكلفة بالوظيفة العمومية‪. " ...‬‬
‫فيعهد لهذه المفتشيات الحدودية السهر على تطبيق سياسة الرقابة االقتصادية و قمع الغش‬
‫كما حدد القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 13‬نوفمبر‪ ، 2011‬المتضمن إنشاء مفتشيات لمراقبة‬
‫الجودة و قمع الغش على مستوى الحدود البرية و البحرية و الجوية و المناطق و المخازن تحت‬

‫‪ -‬أنظر المادتين ‪ 21‬و ‪ 22‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 39-90‬المتعلق برقابة الجودة و قمع الغش ‪ ،‬ص ‪. 206‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪ -‬شعباني نوال ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 120‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫‪ -‬أنظر الفصل الخامس " الخبرة " ‪ ،‬طبقا للمواد ‪ 52-43‬من قانون رقم ‪ 03-09‬المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش‪ ،‬جريدة‬ ‫)‪(3‬‬

‫رسمية رقم ‪ ، 15‬المؤرخة في ‪ ، 2009/03/08‬ص ‪. 18‬‬


‫‪ -‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 09-11‬المؤرخ في ‪ ، 2011/01/20‬المتضمن تنظيم المصالح الخارجية في و ازرة التجارة و‬ ‫)‪(4‬‬

‫صالحياتها و عملها ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 04‬المؤرخة في ‪ ، 2011/01/23‬ص ‪. 08‬‬

‫‪154‬‬
‫الجمركة ‪ ،‬فيبلغ عدد المفتشيات الحدودية المختصة في مراقبة الجودة و قمع الغش بخمسون‬
‫مفتشية)‪ ، (1‬فهي تسهر على مراقبة جودة المنتوجات المستوردة ‪ ،‬و تتم هذه العملية على مرحلتين ‪:‬‬

‫‪ - (01‬الفحص العام ‪:‬‬


‫تخضع المنتوجات المستوردة الموجهة لالستهالك إلى مراقبة مسبقة عن طريق التفتيش ‪ ،‬و‬
‫تكون المراقبة قبل جمركة المنتوجات المستوردة في أماكن العبور الحدودية و البرية و البحرية و‬
‫الجوية ‪ ،‬على أساس ملف يقدمه المستورد أو ممثله المؤهل قانونا إلى المفتشيات الحدودية لمراقبة‬
‫‪ ،‬و من بين الوثائق التي يجب أن يحتويها الملف هي ‪:‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫الجودة و قمع الغش‬
‫‪ -‬التصريح باستيراد المنتوج يحرره المستورد حسب األصول ‪.‬‬
‫‪ -‬نسخة طبق األصل مصادق عليها من مستخرج السجل التجاري ‪.‬‬
‫‪ -‬نسخة طبق األصل مصادق عليها للفاتورة ‪.‬‬
‫‪ -‬النسخة األصلية لكل وثيقة أخرى تطلب طبقا للتنظيم المعمول به و تتعلق بمطابقة المنتوجات‬
‫‪.‬‬ ‫المستوردة‬
‫)‪(3‬‬

‫فينصب الفحص العام على التحقق من الوثائق و فحصها ‪ ،‬أو بالمراقبة بالعين المجردة‬
‫للمنتوج بغية التأكد من مطابقته بالنظر للمواصفات القانونية أو التنظيمية التي تميزه أو باالستناد‬
‫إلى شروط استعماله و نقله و تخزينه ‪ ،‬أو طبقا للبيانات المتعلقة بالوسم و‪/‬أو الوثائق المرفقة معه‬
‫‪.‬‬ ‫مع ضرورة فحص المنتوج و التأكد من خلوه من أي تلف أو تلوث محتمل‬
‫)‪(4‬‬

‫‪ - (02‬الفحص المدقق‪:‬‬
‫قد تتطلب بعض المنتوجات أخذ عينات منها قصد تحليلها ‪ ،‬إضافة للفحص العام الذي‬
‫تكون قد خضعت له ‪ ،‬فتؤخذ عينات لتحليلها في المخبر للتأكد من مدى مطابقة هذه المواصفات‬
‫و المقاييس القانونية و التنظيمية و مدى استجابتها للرغبات المشروعة للمستهلك فيما يخص تركيبة‬

‫‪ -‬أنظر المادة ‪ 02‬من القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ ،2011/11/13‬المتضمن إنشاء مفتشيات لمراقبة الجودة و قمع الغش‬ ‫)‪(1‬‬

‫على الحدود البرية و البحرية و الجوية و المناطق و المخازن تحت الجمركية ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 24‬المؤرخة في ‪2012/04/25‬‬
‫‪ ،‬ص ‪. 43‬‬
‫‪ -‬ناصر فتيحة ‪ " ،‬مراقبة المطابقة‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 290‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫‪ -‬أنظر المادة من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 467-05‬المؤرخ في ‪ ، 2005/12/10‬المتعلق بتحديد شروط مراقبة مطابقة المنتوجات‬ ‫)‪(3‬‬

‫المستوردة عبر الحدود و كيفيات ذلك ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 80‬المؤرخة في ‪ ، 2005/12/11‬ص ‪. 15‬‬
‫‪ -‬أنظر المادتين ‪ 06‬و‪ 07‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 467-05‬المتعلق بتحديد شروط مراقبة مطابقة المنتوجات المستوردة عبر‬ ‫)‪(4‬‬

‫الحدود و كيفيات ذلك ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 80‬المؤرخة في ‪ ، 2005/12/11‬ص ‪. 16‬‬

‫‪155‬‬
‫و نسبة المقومات األساسية و النتائج المرجوة منها و تحديد تاريخ الصنع و الحد األقصى‬
‫لالستهالك و طريقة استعمالها ‪ ،‬فيتقرر اقتطاع العينات على أساس ‪:‬‬
‫‪ -‬نتائج فحص الوثائق أو الرقابة بالعين المجردة المنجزة ‪.‬‬
‫‪ -‬المنشأ و الطبيعة و النوع و الغرض و مستوى الخطر الذي يشكله المنتوج ‪.‬‬
‫‪ -‬السوابق المتعلقة بالمنتوج و بالمستورد ‪.‬‬
‫‪ -‬موثوقية عمليات التفتيش المنجزة على مستوى البلد المصدر و أماكن المناولة ‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫‪ -‬األولويات التي تحددها اإلدارة المكلفة بحماية المستهلك و قمع الغش‬
‫و طبقا للمادة ‪ 12‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 467-05‬يتم نقل العينة فو ار و بطريقة‬
‫تحول دون أي تلف للمنتوج إلى مخبر مراقبة الجودة و قمع الغش أو أي مخبر معتمد للقيام‬
‫بالتحاليل أو االختبارات أو التجارب عليها ‪ ،‬مع تبليغ نتائج هذه العملية للمستورد ‪ ،‬و تنتهي حسب‬
‫الحالة إما بتسليم رخصة دخول المنتوج أو إصدار مقرر رفض دخول المنتوج ‪ ،‬على أن ال يتجاوز‬
‫أجل تبليغ نتائج الرقابة من قبل المفتشية الحدودية المعينة ‪ 48‬ساعة ‪ ،‬تسري ابتداء من تاريخ‬
‫إيداع الملف من قبل المستورد أو ممثله ‪ ،‬مع إمكانية تمديد هذه المدة إذا اقتضت التحاليل ذلك دون‬
‫‪ ،‬فقد حدد القرار المؤرخ في ‪ 14‬جوان ‪2006‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫أن تتجاوز المدة القصوى لبقائها في مكان اإليداع‬
‫المتعلق بتحديد نماذج و محتوى الوثائق المتعلقة بمراقبة مطابقة المنتوجات المستوردة عبر‬
‫‪ ،‬في مادته ‪ 04‬على أنه ‪ :‬يتم تحرير رخصة دخول المنتوج المسماة (ر‪ .‬د‪ .‬م) تحتوي‬ ‫)‪(3‬‬
‫الحدود‬
‫الوثيقة المتعلقة بهذه الرخصة على مجموع المعلومات الخاصة بالمستورد و المنتوج المستورد و‬
‫كذلك مختلف عمليات الرقابة المنجزة ‪.‬‬
‫و حددت المادة ‪ 05‬من نفس القرار على أن يتم تحرير مقرر رفض دخول المنتوج من‬
‫طرف أعوان الرقابة و المسمى نموذج (م‪ .‬ر‪ .‬د‪ .‬م) بحيث تحتوي الوثيقة المتعلقة بهذا المقرر على‬
‫مجموع المعلومات الخاصة بالمستورد و المنتوج المستورد و مختلف عمليات الرقابة المنجزة و‬
‫كذلك أسباب الرفض ‪ ،‬و يمكن للمستورد أو من يمثله قانونا أن يودع طعنا مبرر قانونا للمديرية‬

‫‪ -‬أنظر المادة ‪ 08‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 467-05‬المتعلق بتحديد شروط مراقبة مطابقة المنتوجات المستوردة عبر الحدود و‬ ‫)‪(1‬‬

‫كيفيات ذلك ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 80‬ص ‪. 16‬‬


‫‪ -‬أنظر المادتين ‪ 13‬و ‪ 14‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 467-05‬المتعلق بتحديد شروط مراقبة مطابقة المنتوجات المستوردة‬ ‫)‪(2‬‬

‫عبر الحدود و كيفيات ذلك ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 80‬ص ‪. 16‬‬


‫‪ -‬القرار المؤرخ ‪ 2006/05/14‬المتعلق بتحديد نماذج و محتوى الوثائق المتعلقة بمراقبة مطابقة المنتوجات المستوردة عبر‬ ‫)‪(3‬‬

‫الحدود ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 52‬المؤرخة في ‪ ، 2006/08/20‬ص ‪. 16‬‬

‫‪156‬‬
‫الوالئية للتجارة المختصة إقليميا في أجل ‪ 08‬أيام من تاريخ اإلخطار برفض دخول المنتوج ‪ ،‬و‬
‫للمديرية الوالئية للتجارة مهلة ‪ 04‬أيام لدراسة الطعن المقدم لها ‪ ،‬فإما يتم تأييد الرفض و إما يلغى‬
‫مقرر رفض دخول المنتوج المستورد ‪ ،‬فتبلغ المفتشية الحدودية المعنية إلغاء رفض دخول المنتوج‬
‫‪.‬‬ ‫المستورد‬
‫)‪(1‬‬

‫و إذا لم يفضي الطعن إلى نتيجة أو بقى بدون إجابة في اآلجال المحددة يمكن للمستورد‬
‫إخطار اإلدارة المركزية المكلفة بحماية المستهلك و قمع الغش التخاذ مقرر نهائي بغض النظر عن‬
‫كل طرق الطعن و في حالة انقضاء آجال الطعن و لم يطعن المستورد أو ممثله في مقرر رفض‬
‫‪ ،‬و في‬ ‫)‪(2‬‬
‫دخول المنتوج ‪ ،‬يرسل تقرير أو تقارير التفتيش فو ار إلى الجهة القضائية المختصة إقليميا‬
‫آخر عملية الرقابة ينبغي تحرير محاضر من أجل ضمان صالحية و شرعية العملية و حماية‬
‫‪.‬‬ ‫المتدخل بضمان سر صناعة المنتوج ‪ ،‬و من ثمة حماية أمن و سالمة المستهلك‬
‫)‪(3‬‬

‫فسواء كانت المنتوجات محلية أو مستوردة فقد منح المشرع بموجب المادة ‪ 34‬من قانون رقم‬
‫‪ 03-09‬المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ‪ ،‬لألعوان المكلفين بالقيام بالرقابة حرية الدخول‬
‫نها ار أو ليال بما في ذلك أيام العطل إلى المحالت التجارية و المكاتب و الملحقات و محالت‬
‫الشحن و التخزين و إلى أي مكان يرونه ضروري ألداء مهامهم ‪ ،‬فوسع المشرع بذلك من‬
‫االختصاص الممنوح لألعوان المكلفين بالقيام بالرقابة ‪ ،‬و سهل لهم كيفية أداءها نظ ار للطابع‬
‫الوقائي الذي تتميز به هذه الرقابة ‪ ،‬كما نوع من التدابير التحفظية المقررة على عاتق المتدخل ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬التدابير التحفظية المتخذة لحماية المستهلك‪:‬‬


‫لقد حدد كل من قانون رقم ‪ 03-09‬المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ‪ ،‬و كذا المرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ 39-90‬المتعلق برقابة الجودة و قمع الغش ‪ ،‬التدابير التحفظية التي تتخذها األجهزة‬
‫المكلفة برقابة المنتوجات بغية ضمان صحة و سالمة المستهلك (الفرع األول) ‪ ،‬و الشيء‬
‫المستحدث بموجب قانون رقم ‪ 03-09‬المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ‪ ،‬هو فرض غرامة‬
‫المصالحة على عاتق المتدخل كاحتياط لتفادي اللجوء إلى القضاء (الفرع الثاني) ‪.‬‬

‫‪ -‬أنظر المادتين ‪ 10‬و ‪ 11‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 467-05‬المتعلق بتحديد مراقبة مطابقة المنتوجات المستوردة عبر‬ ‫)‪(1‬‬

‫الحدود و كيفيات ذلك ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 80‬ص ‪. 16‬‬


‫‪ -‬أنظر المادتين ‪ 16‬و ‪ 17‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 467-05‬المتعلق بتحديد شروط مراقبة مطابقة المنتوجات المستوردة‬ ‫)‪(2‬‬

‫عبر الحدود و كيفيات ذلك ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 80‬ص ‪. 17‬‬


‫)‪(3‬‬
‫‪- Bouaiche Mohamed ، op.cit ، p 16 .‬‬

‫‪157‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬تنوع التدابير التحفظية لضمان صحة و سالمة المستهلك ‪:‬‬
‫بعد تحقق األعوان المكلفين بالقيام بالرقابة من مخالفة المتدخل لما هو مفروض عليه قانونا‬
‫يتم تقرير التدابير التحفظية ‪ ،‬و تختلف هذه التدابير حسب درجة خطورة المخالفة و حسب نوع‬
‫المنتوجات ‪ ،‬فقد يقرر األعوان رفض دخول المنتوجات (أوال) ‪ ،‬أو إيداع المنتوجات (ثانيا) ‪ ،‬كما قد‬
‫يكون التدبير حول جعل المنتوج مطابقا (ثالثا) ‪ ،‬أو حجز المنتوج (رابعا) ‪ ،‬أو سحب المنتوج من‬
‫التداول (خامسا) ‪ ،‬أو إعادة توجيه المنتوج (سادسا) ‪ ،‬أو إتالف المنتوج (سابعا) ‪ ،‬أو التوقيف‬
‫المؤقت لنشاط المؤسسة (ثامنا) ‪ ،‬و هذه التدابير تتخذ حسب درجة خطورة اإلخالل الذي يقع على‬
‫المنتوجات ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬رفض دخول المنتوجات ‪:‬‬


‫حسب نص المادة ‪ 53‬من قانون رقم ‪ 03-09‬المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ‪،‬‬
‫التي منحت لألعوان المكلفين برقابة الجودة و قمع الغش الحق في رفض الدخول المؤقت أو‬
‫النهائي للمنتوجات المستوردة عبر الحدود ‪ ،‬و يتم تقرير هذا األمر من طرف المفتشية الحدودية‬
‫‪.‬‬ ‫لرقابة الجودة و قمع الغش‬
‫)‪(1‬‬

‫فيتم اللجوء لمثل هذا التدبير في حالة الشك في عدم مطابقة المنتوج ‪ ،‬بحيث يكتشف هذا‬
‫األخير عند إجراء تحريات مدققة أو عند ضبط المطابقة ‪ ،‬و هنا نكون أمام حالة التصريح بالرفض‬
‫المؤقت لدخول المنتوج ‪ ،‬أما بالنسبة للتصريح برفض الدخول النهائي للمنتوج المستورد عند الحدود‬
‫‪ ،‬فيتقرر عند إثبات عدم مطابقة المنتوج المستورد بالمعاينة المباشرة أو بعد إجراء التحريات‬
‫‪.‬‬ ‫المدققة‬
‫)‪(2‬‬

‫ثانيا ‪ :‬إيداع المنتوجات ‪:‬‬


‫يقصد بإيداع المنتوجات وقفها عن العرض لالستهالك متى ثبت بعد المعاينة المباشرة أنها‬
‫غير مطابقة بموجب قرار من اإلدارة المختصة ‪ ،‬قصد ضبط مطابقتها من طرف المتدخل ‪ ،‬و يتم‬
‫اإلعالن عن رفع اإليداع من طرف اإلدارة المكلفة بحماية المستهلك و قمع الغش ‪ ،‬بعد التأكد من‬
‫‪.‬‬ ‫أن المنتوجات أصبحت مطابقة للمواصفات و المقاييس المحددة قانونا‬
‫)‪(3‬‬

‫‪ -‬ناصر فتيحة ‪ " ،‬مراقبة المطابقة‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 294‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪ -‬أنظر المادة ‪ 54‬من قانون رقم ‪ 03-09‬المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 15‬ص ‪. 19‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫‪ -‬أنظر المادة ‪ 55‬من قانون رقم ‪ 03-09‬المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 15‬ص ‪. 19‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫‪158‬‬
‫ثالثا ‪ :‬جعل المنتوج مطابقا‪:‬‬
‫تتمثل عملية جعل المنتوج مطابقا في إنذار المخالف المعني و الحائز للمنتوج بأن يزيل سبب‬
‫عدم المطابقة أو كل ما يتعلق بعدم احترام القواعد و األعراف المعمول بها طبقا للمادة ‪ 56‬من‬
‫قانون رقم ‪ 03-09‬المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ‪ ،‬و المادة ‪ 25‬من المرسوم التنفيذي‬
‫رقم ‪ 39-90‬المتعلق برقابة الجودة و قمع الغش ‪ ،‬فيتم ذلك بإدخال تعديالت على المنتوج أو‬
‫‪.‬‬ ‫بتغيير فئة تصنيفه‬
‫)‪(1‬‬

‫لقد حدد المشرع في المرسوم التنفيذي رقم ‪ 467-05‬المتعلق بتحديد شروط مراقبة مطابقة‬
‫المنتوجات المستوردة عبر الحدود و كيفيات ذلك ‪ ،‬الحاالت التي يتخذ فيها تدبير ضبط المطابقة و‬
‫المتمثلة في عدم احترام التشريع المتعلق بالوسم و الجودة الذاتية للمنتوج ‪ ،‬و بين طرق ضبط‬
‫مطابقتها كما يلي ‪:‬‬

‫‪ - (01‬ضبط المطابقة المتعلقة بالوسم ‪:‬‬


‫بينت المادة ‪ 18‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 467-05‬المتعلق بتحديد شروط مراقبة مطابقة‬
‫المنتوجات المستوردة عبر الحدود و كيفيات ذلك ‪ ،‬الكيفية التي تتم بها ضبط مطابقة المنتوج الذي‬
‫رفض األعوان المكلفين بالقيام بالرقابة دخوله لعدم توافق وسمه مع التنظيم المتعلق بهذا االلتزام كما‬
‫بينت استثناءاته ‪ ،‬و من أجل ذلك يتم ضبط المطابقة الخاصة بالوسم بإعادة توضيب المنتوج طبقا‬
‫للتنظيم المعمول به ‪ ،‬فتختلف طريقة إعادة التوضيب طبقا الختالف طبيعة المنتوج فإذا كان المنتوج‬
‫من المواد الغذائية أو المواد المنزلية غير الغذائية ينبغي أن يخضع وسمه إلعادة التوضيب طبقا‬
‫ألحكام المرسوم التنفيذي رقم ‪ 378-13‬المتعلق بتحديد الشروط و الكيفيات المتعلقة بإعالم‬
‫المستهلك ‪.‬‬
‫و إذا كان من مواد التجميل و التنظيف البدني ‪ ،‬فيجب ذكر البيانات الواردة في المرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ 37-97‬المعدل و المتمم بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 114-10‬المتعلق بتحديد‬
‫شروط كيفيات صناعة مواد التجميل و التنظيف البدني و توضيبها و استيرادها و تسويقها في‬
‫السوق الوطنية ‪.‬‬

‫‪ -‬بوسماحة الشيخ ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 81‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪159‬‬
‫فبتغير طبيعة المنتوج تختلف البيانات الواجبة التوفر في الوسم طبقا للتنظيم الساري المفعول‬
‫و لكن استثنى المشرع بموجب المادة ‪ 18‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 467-05‬من ضبط المطابقة‬
‫المتعلقة بوسم المنتوجات التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬المواد المقتناة في إطار المقايضة الحدودية التي تحدد قائمتها بقرار مشترك بين الوزير المكلف‬
‫بحماية المستهلك و قمع الغش و الوزير المكلف بالمالية ‪.‬‬
‫‪ -‬المواد المقتناة مباشرة لالستهالك الخاص لعمال الشركات أو الهيئات األجنبية ‪.‬‬
‫‪-‬المواد التي تقتنيها محالت المنتوجات المعفاة من الرسوم ‪ ،‬و مصالح اإلطعام و شركات النقل‬
‫الدولي للمسافرين و المؤسسات الفندقية و السياحة المصنفة ‪ ،‬و الهالل األحمر الجزائري‬
‫و الجمعيات و الهيئات المماثلة المعتمدة قانونا ‪.‬‬

‫و إنما يشترط أن يتوفر في وسمها البيانات التي يشترطها بلد المنشأ ‪ ،‬أي البلد الذي تم‬
‫‪.‬‬ ‫تصنيعها فيه أو البلد المصدر و هو آخر بلد تم تصديرها منه‬
‫)‪(1‬‬

‫‪ -(02‬ضبط المطابقة المتعلقة بالجودة الذاتية للمنتوج ‪:‬‬


‫تعرف الجودة على أنها مجموع الصفات التي تميز المنتوج مما يؤدي إلى تلبية الرغبات‬
‫المشروعة للمستهلك ‪ ،‬أما ضبط الجودة فتتمثل في الطريقة التي تتحقق بها جودة المنتوجات ‪ ،‬فهي‬
‫النظام اإلجمالي لألنشطة التي تهدف إلى توفير جودة هذه األخيرة مع تلبية احتياجات المستخدمين‬
‫لها ‪ ،‬بحيث يهدف هذا الضبط للوصول إلى مواصفات محددة بدقة بما يتالئم مع الهدف الذي‬
‫‪.‬‬ ‫صنع من أجله‬
‫)‪(2‬‬

‫كما يكون الهدف من ورائها إنتاج منتوج بصورة مطابقة للمواصفات التي تم إعدادها بناءا‬
‫على دراسات توافق متطلبات معينة مثل التخفيف من اإلنتاج المعيب ‪ ،‬و من المخاطر الناتجة عن‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(3‬‬
‫عيوب المنتوج‬

‫‪ -‬كذلك استثنت المادة ‪ 59‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 378-13‬المؤرخ في ‪ ، 2013/11/09‬المحدد لشروط و الكيفيات‬ ‫)‪(1‬‬

‫المتعلقة بإعالم المستهلك ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 58‬المؤرخة في ‪ ، 2013/11/18‬ص ‪ ، 17‬ورود بيانات الوسم على مثل هذه‬
‫المنتوجات ‪.‬‬
‫‪ -‬بوطبل خديجة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 70‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫‪ -‬حميدة حسن ‪ " ،‬نظام اإلدارة البيئية كآلية لتحقيق جودة المنتج و نظافته " ‪ ،‬مجلة البحوث و الدراسات القانونية و السياسية‪،‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫جامعة البليدة ‪ ،‬العدد ‪ ، 02‬جانفي ‪ ، 2012‬ص ‪. 236-235‬‬

‫‪160‬‬
‫و يتم ضبط الجودة الذاتية للمنتوج طبقا لما حدده المرسوم التنفيذي رقم ‪ 467-05‬المتعلق‬
‫بتحديد شروط مراقبة مطابقة المنتوجات المستوردة عبر الحدود و كيفيات ذلك ‪ ،‬بموجب المادة ‪19‬‬
‫منه بما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬بإزالة السبب الذي جعلها غير مطابقة حسب ما هو منصوص عليه في التنظيم المعمول به ‪.‬‬
‫‪ -‬في حالة انعدام التشريع المحدد لمقاييس و مواصفات المنتوج المستورد ‪ ،‬فإنه يمكن ضبط‬
‫مطابقة المنتوج الغير مطابق بطريقة ترخص بها المديرية الجهوية للتجارة المختصة إقليميا مع‬
‫احترام القواعد و األعراف المعمول بها في هذا المجال ‪.‬‬
‫‪ -‬كما يمكن أن يتم ضبط المطابقة في تخفيض الرتبة أو إعادة التوجيه إلى صناعة التحويل أو‬
‫تغيير الوجهة ‪.‬‬
‫و يقع على عاتق المتدخل عند قيامه بعمليات ضبط المطابقة أن ال يلحق أي تلف في نوعية‬
‫المنتوج ‪ ،‬مع احترامه للمدة الدنيا لحفظ المنتوج ‪ ،‬و بغرض ضمان نجاح عملية ضبط المطابقة‬
‫تجري هذه األخيرة تحت رقابة المصالح المكلفة بحماية المستهلك و قمع الغش التابعة للمكان الذي‬
‫تجري فيه هذه العملية ‪ ،‬و عند تأكد المصالح المكلفة بحماية المستهلك من انتهاء عملية ضبط‬
‫المطابقة و زوال أسباب عدم المطابقة كليا ‪ ،‬تسلم المفتشية الحدودية المعنية رخصة دخول المنتوج‬
‫‪.‬‬ ‫المستورد‬
‫)‪(1‬‬

‫كما يمكن أن تخضع المنتوجات المحلية لعملية ضبط المطابقة إذا تبين لألعوان المكلفين‬
‫بالقيام برقابة الجودة و قمع الغش من أن المنتوج غير مطابق لما هو مطلوب قانونا ‪ ،‬و هذا ما‬
‫أكدت عليه المادة ‪ 25‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 39-90‬المتعلق برقابة الجودة و قمع الغش‪.‬‬
‫فتلعب الرقابة على جودة المنتوجات دو ار مهما في حماية المستهلك من مختلف األضرار التي‬
‫قد تلحق صحته نتيجة اقتنائه لمواد غذائية فاسدة مثال ‪ ،‬كما تعمل على فحص المنتوجات المحلية‬
‫أو المستوردة ‪ ،‬و محاربة االحتكار عن طريق وضع مواصفات قياسية لمختلف مراحل عملية‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫العرض لالستهالك لكي يتقيد بها المتدخلين‬

‫‪ -‬أنظر المادة ‪ 20‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 467-05‬المتعلق بتحديد شروط مراقبة مطابقة المنتوجات المستوردة عبر الحدود‬ ‫)‪(1‬‬

‫و كيفيات ذلك ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 80‬المؤرخة في ‪ ، 2005/12/11‬ص ‪ ، 17‬و المادة ‪ 04‬من القرار المؤرخ في‬
‫‪ 2006/05/04‬الذي يحدد نماذج و محتوى الوثائق المتعلقة بمراقبة مطابقة المنتوجات المستوردة عبر الحدود ‪ ،‬جريدة رسمية رقم‬
‫‪ ، 52‬المؤرخة في ‪ ، 2006/08/20‬ص ‪. 16‬‬
‫‪ -‬برادعي قوسم ‪ " ،‬تحليل آليات حماية المستهلك في ظل الخداع و الغش التسويقي " ‪ ،‬مداخلة في الملتقى الوطني الخامس "‬ ‫)‪(2‬‬

‫الحماية القانونية للمستهلك " ‪ ،‬يومي ‪ 17-16‬ماي ‪ ، 2012‬كلية الحقوق جامعة المدية ‪ ،‬ص ‪. 12-11‬‬

‫‪161‬‬
‫رابعا ‪ :‬حجز المنتوج ‪:‬‬
‫يتقرر حجز المنتوج طبقا لنص المادة ‪ 57‬من قانون رقم ‪ 03-09‬المتعلق بحماية المستهلك‬
‫و قمع الغش ‪ ،‬إذا ثبت عدم إمكانية ضبط مطابقته أو إذا رفض المتدخل المعني إجراء عملية‬
‫ضبط مطابقة المنتوج المشتبه فيه ‪ ،‬و بالرجوع إلى نص المادة ‪ 27‬من المرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ 39-90‬المتعلق برقابة الجودة و قمع الغش ‪ ،‬التي عرفت الحجز على أنه مجسد في سحب‬
‫‪.‬‬ ‫المنتوج المعترف بعدم مطابقته من حائزه‬
‫)‪(1‬‬

‫فيقوم بهذا الحجز األعوان المكلفون بالقيام بالرقابة بعد الحصول على إذن قضائي ‪ ،‬غير أنه‬
‫يجوز لهم تنفيذ الحجز دون حصولهم على هذا اإلذن طبقا للحاالت التي حددتها المادة ‪ 27‬الفقرة‬
‫(‪ )03‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 39-90‬و هي ‪:‬‬
‫‪ -‬التزوير ‪.‬‬
‫‪ -‬المنتوجات المحجوزة بدون سبب شرعي التي تمثل في حد ذاتها تزوي ار ‪.‬‬
‫‪ -‬المنتوجات المعترف بعدم صالحيتها لالستهالك ما عدا المنتوجات التي ال يستطيع العون أن‬
‫يقرر عدم صالحيتها لالستهالك دون تحاليل الحقة ‪.‬‬
‫‪ -‬المنتوجات المعترف بعدم مطابقتها للمقاييس المعتمدة و المواصفات القانونية و التنظيمية و تمثل‬
‫خط ار على صحة المستهلك و أمنه ‪.‬‬
‫‪ -‬استحالة العمل لجعل السلعة أو الخدمة مطابقين للمطلوب أو استحالة تغيير المقصد ‪.‬‬
‫‪ -‬رفض حائز المنتوج أن يجعله مطابقا أو أن يغير مقصده ‪.‬‬
‫و الحجز نوعان ‪ :‬عيني و اعتباري ‪:‬‬
‫عرفت المادة ‪ 40‬من قانون رقم ‪ 02-04‬المتعلق بتحديد القواعد المطابقة على الممارسات‬
‫‪ ،‬الحجز العيني على أنه كل حجز مادي للسلع ‪ ،‬أما بالنسبة للحجز االعتباري فهو كل‬ ‫)‪(2‬‬
‫التجارية‬
‫حجز يتعلق بسلع ال يمكن لمرتكب المخالفة أن يقدمها لسبب ما ‪ ،‬ففي حالة الحجز العيني يكلف‬
‫مرتكب المخالفة بحراسة المواد المحجوزة عندما يمتلك محالت للتخزين فتشمع المواد المحجوزة‬
‫بالشمع األحمر من طرف األعوان المؤهلين قانونا ‪ ،‬أما في حالة عدم امتالك مرتكب المخالفة‬
‫محالت للتخزين يخول الموظفون المؤهلون قانونا حراسة الحجز إلى إدارة أمالك الدولة التي تقوم‬

‫‪ -‬نالحظ أن قانون رقم ‪ 03-09‬المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ‪ ،‬ميز بين حجز المنتوج و سحبه في حين أن المرسوم‬ ‫)‪(1‬‬

‫التنفيذي رقم ‪ 39-90‬المتعلق برقابة الجودة و قمع الغش ‪ ،‬عرف الحجز بسحب المنتوج ‪.‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 40‬من قانون رقم ‪ 02-04‬المؤرخ في ‪ 2004/06/23‬المتعلق بتحديد القواعد المطبقة على الممارسات التجارية ‪،‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫جريدة رقم ‪ ، 41‬المؤرخة في ‪ ، 2004/06/27‬ص ‪. 08‬‬

‫‪162‬‬
‫بتخزين المواد المحجوزة في المكان الذي تختاره ‪ ،‬أما في حالة الحجز االعتباري فيتم تحديد قيمة‬
‫المواد المحجوزة على أساس سعر البيع المطبق من طرف مرتكب المخالفة أو بالرجوع إلى سعر‬
‫ق)‪(1‬‬
‫‪.‬‬ ‫السو‬
‫و إذا تعلق الحجز بالمواد سريعة التلف أو لما تقتضي ذلك حالة السوق أو لظرف خاصة‬
‫يمكن للوالي المختص إقليميا بناءا على اقتراح المدير الوالئي المكلف بالتجارة أن يقرر البيع الفوري‬
‫من طرف محافظ البيع بالمزايدة للمواد المحجوزة أو تحويلها مجانا إلى الهيئات و المؤسسات ذات‬
‫الطابع االجتماعي و اإلنساني ‪ ،‬و في حالة البيع يتم إيداع المبلغ الناتج عن بيع السلعة لدى أمين‬
‫‪.‬‬ ‫خزينة الوالية‬
‫)‪(2‬‬

‫كما تجعل المادة ‪ 57‬من قانون رقم ‪ 03-09‬المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ‪،‬‬
‫الهدف من حجز المنتوج إما تغيير اتجاه هذا األخير أو إعادة توجيهه أو إتالفه ‪ ،‬مما يقع على‬
‫عاتق األعوان المكلفين بالقيام بالحجز تحرير محضر متضمن البيانات المحددة في المادة ‪ 06‬من‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 39-90‬المتعلق برقابة الجودة و قمع الغش ‪ ،‬مع الوصف التفصيلي للتدابير‬
‫المتخذة و ترك مراجع المحضر لحائز المنتوج)‪.(3‬‬

‫خامسا ‪ :‬سحب المنتوج من التداول ‪:‬‬


‫يقصد بالسحب منع حائز المنتوج من التصرف فيه ‪ ،‬أي نزعه من مسار وضع المنتوج حيز‬
‫‪ ،‬و يكون الغرض من السحب لتحقيق المطابقة ‪ ،‬كما أنه قد يكون سحب مؤقت أو‬ ‫)‪(4‬‬
‫االستهالك‬
‫سحب نهائي ‪:‬‬

‫‪ -‬السحب المؤقت ‪:‬‬


‫يسحب المنتوج مؤقتا عند االشتباه في عدم مطابقته ‪ ،‬و ذلك إلى غاية ظهور نتائج‬

‫‪ -‬أنظر المادتين ‪ 41‬و ‪ 42‬من قانون رقم ‪ 02-04‬المحدد للقواعد المطبقة على الممارسات التجارية ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪،41‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ص ‪. 08‬‬
‫ص‬ ‫‪ -‬أنظر المادة ‪ 43‬من قانون رقم ‪ 02-04‬المحدد للقواعد المطبقة على الممارسات التجارية ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪، 41‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫‪. 08‬‬
‫‪ -‬أنظر المادة ‪ 30‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 39-90‬المتعلق برقابة الجودة و قمع الغش ‪ ،‬جريدة الرسمية رقم ‪ ، 05‬المؤرخة في‬ ‫)‪(3‬‬

‫‪ ، 1990/01/31‬ص ‪. 207‬‬
‫‪ -‬بوسماحة الشيخ ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 207‬‬ ‫)‪(4‬‬

‫‪163‬‬
‫‪ ،‬فعرفت المادة ‪ 24‬من‬ ‫)‪(1‬‬
‫التحريات المعمقة ال سيما نتائج التحاليل أو االختبارات أو التجارب‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 39-90‬المتعلق برقابة الجودة و قمع الغش ‪ ،‬السحب المؤقت على أنه منع‬
‫حائز المنتوج أو مقدم خدمة معين من التصرف في ذلك المنتوج ‪ ،‬الذي أثار شكوكا لدى أعوان‬
‫الرقابة بعد فحصه أو بعد اقتطاع العينات كونها غير مطابقة ‪.‬‬
‫فيترتب على السحب المؤقت تحرير محاضر مع تشميع المنتوجات المشتبه فيها و توضع‬
‫تحت حراسة المتدخل المعني طبقا لنص المادة ‪ 61‬من قانون رقم ‪ ، 03-09‬فالمالحظ أن المنتوج‬
‫)‪(2‬‬
‫ال يسحب تماما من المتدخل ‪ ،‬بل يبقى حائ از له و لكنه يمنع عليه التصرف فيه قانونا مثال ببيعه‬
‫كما نصت المادة ‪ 24‬الفقرة (‪ )04‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 39-90‬على أجل للقيام‬
‫بالفحوص التكميلية و المقدر بـ ‪ 15‬يوما و الذي يجوز تمديده إلى أكثر من ذلك ‪ ،‬و في الحالة‬
‫التي لم تتأكد عدم مطابقة المنتوج المراقب يتم رفع إجراء السحب فو ار ‪.‬‬
‫فنجد المادة ‪ 59‬الفقرة )‪ (02‬من قانون رقم ‪ ، 03-09‬التي حددت مدة إجراء التحاليل‬
‫المعمقة بأجل قدره ‪ 07‬أيام عمل و في الحالة التي لم تثبت فيها عدم مطابقة المنتوج ‪ ،‬يرفع فو ار‬
‫تدبير السحب المؤقت ‪ ،‬كما نصت نفس المادة في فقرتها (‪ )03‬على أنه إذا ثبت عدم مطابقة‬
‫‪ ،‬و يعلم فو ار وكيل الجمهورية بذلك و تسدد المصاريف الناتجة عن‬ ‫)‪(3‬‬
‫المنتوج يعلن عن حجزه‬
‫الرقابة أو التحاليل من طرف المتدخل المقصر ‪ ،‬و إذا لم تثبت عدم المطابقة تعوض قيمة العينة‬
‫على أساس القيمة المسجلة في محضر االقتطاع ‪.‬‬

‫‪ -‬السحب النهائي ‪:‬‬


‫نصت المادة ‪ 62‬من قانون رقم ‪ 03-09‬على تنفيذ مثل هذا السحب من طرف األعوان‬
‫المكلفين بالرقابة فيتم السحب النهائي للمنتوجات دون اشتراط حصولهم على رخصة مسبقة من‬
‫طرف السلطة القضائية في الحاالت التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬المنتوجات التي ثبت أنها مزورة أو مغشوشة أو سامة أو التي انتهت مدة صالحيتها ‪.‬‬
‫‪ -‬المنتوجات التي ثبت عدم صالحيتها لالستهالك ‪.‬‬
‫‪ -‬حيازة المنتوجات دون سبب شرعي و التي يمكن استعمالها في التزوير ‪.‬‬
‫‪ -‬المنتوجات المقلدة ‪.‬‬

‫‪ -‬طبقا للمادة ‪ )01( 59‬من قانون رقم ‪ 03-09‬المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ،15‬ص ‪. 19‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫)‪(2‬‬
‫‪- Hasnaoui Abdallah ، op.cit ، p 96 .‬‬
‫‪ -‬أنظر المادة ‪ )03( 59‬من قانون رقم ‪ 03-09‬المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 15‬ص ‪. 20‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫‪164‬‬
‫‪ -‬األشياء أو األجهزة التي تستعمل للقيام بالتزوير ‪.‬‬
‫مع تحمل المتدخل المعني لمصاريف و تكاليف استرجاع المنتوج المشتبه فيه أينما وجد في‬
‫حالة سحبه نهائيا ‪ ،‬و يمكن إعادة التوجيه للمنتوجات محل السحب النهائي مجانا متى كانت قابلة‬
‫لالستهالك إلى مركز ذي منفعة عامة)‪.(1‬‬
‫و تعلم المصالح المكلفة بحماية المستهلك و قمع الغش المستهلكين بكل الوسائل ‪ ،‬عن‬
‫‪.‬‬ ‫األخطار و المخاطر التي يشكلها كل منتوج مسحوب من عملية العرض لالستهالك‬
‫)‪(2‬‬

‫سادسا ‪ :‬إعادة توجيه المنتوج ‪:‬‬


‫نصت على هذا التدبير المادة ‪ 58‬من قانون رقم ‪ ، 03-09‬فيتقرر إعادة توجيه المنتوج متى‬
‫كان ذلك ذا منفعة عامة الستعماله في غرض مباشر و شرعي أو الستعماله في غرض شرعي بعد‬
‫تحويله ‪ ،‬كما نصت المادة ‪ 29‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 39-90‬على أنه يتم توجيه المنتوجات‬
‫المحجوزة إذا كانت قابلة لالستهالك إلى مركز ذي منفعة جماعية بناءا على مقرر تتخذه السلطة‬
‫اإلدارية المختصة بحماية المستهلك و قمع الغش ‪ ،‬فيقصد بتغيير المقصد ‪:‬‬
‫‪ -‬إرسال المنتوجات المسحوبة على نفقة المتدخل المقصر إلى هيئة تستعملها في غرض شرعي ‪،‬‬
‫إما مباشرة ‪ ،‬و إما بعد تحويلها ‪.‬‬
‫‪ -‬رد المنتوجات المسحوبة على نفقة المتدخل المقصر إلى الهيئة المسؤولة عن توضيبها أو‬
‫‪.‬‬ ‫استيرادها‬
‫)‪(3‬‬

‫سابعا ‪ :‬إتالف المنتوج ‪:‬‬


‫تطرقت المادة ‪ 63‬من قانون رقم ‪ 03-09‬إلتالف المنتوج ‪ ،‬الذي يتحقق في الحالة التي يكون‬
‫فيها هذا المنتوج مقلدا أو غير صالح لالستهالك ‪ ،‬و في حالة تقرير اإلدارة المكلفة بحماية‬
‫المستهلك و قمع الغش إتالف المنتوجات ‪ ،‬يتم ذلك من طرف المتدخل بحضور األعوان المكلفين‬
‫‪.‬‬ ‫بالقيام بالرقابة‬
‫)‪(4‬‬

‫و بالرجوع لنص المادة ‪ 28‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 39-90‬التي نصت على أنه يتم‬
‫إتالف المنتوجات المحجوزة كلما تعذر التفكير في استعمالها استعماال قانونيا و اقتصاديا و يمكن‬

‫‪ -‬طبقا للمادة ‪ 63‬من قانون رقم ‪ 03-09‬المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 15‬ص ‪. 20‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪ -‬طبقا للمادة ‪ 67‬من قانون رقم ‪ 03-09‬المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 15‬ص ‪. 20‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫‪ -‬طبقا للمادة ‪ 26‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 39-90‬المتعلق برقابة الجودة و قمع الغش ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 05‬ص ‪.206‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫‪ -‬أنظر المادة ‪ 64‬من قانون رقم ‪ 03-09‬المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 15‬ص ‪. 20‬‬ ‫)‪(4‬‬

‫‪165‬‬
‫أن يتجسد اإلتالف في تغيير أو تشويه طبيعة المنتوج ‪ ،‬و يتم تحرير محضر اإلتالف من طرف‬
‫األعوان و يوقعون عليه مع المتدخل المعني ‪ ،‬طبقا للمادة ‪ 64‬الفقرة)‪ (02‬و)‪ (03‬من القانون رقم‬
‫‪ 03-09‬المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ‪.‬‬

‫ثامنا ‪ :‬التوقيف المؤقت لنشاط المؤسسة ‪:‬‬


‫متى تقرر اتخاذ إحدى التدابير التحفظية أو في حالة تطلب أخذ االحتياط ‪ ،‬سواء بالسحب‬
‫‪ ،‬فإنه يتخذ القرار بالتوقيف المؤقت‬ ‫)‪(1‬‬
‫أو الحجز أو اإلتالف أو إعادة التوجيه أو تغيير المقصد‬
‫لنشاط المؤسسات من طرف اإلدارة المكلفة بحماية المستهلك و قمع الغش إلى غاية إزالة كل‬
‫‪.‬‬ ‫األسباب التي أدت إلى اتخاذ هذا التدبير‬
‫)‪(2‬‬

‫كما يتحمل المتدخل المقصر إزالة كل المصاريف الناتجة على تطبيق مختلف التدابير‬
‫التحفظية طبقا لنص المادة ‪ 66‬من قانون رقم ‪ 03-09‬المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ‪.‬‬
‫نالحظ على التدابير التحفظية المنصوص عليها في قانون رقم ‪ 03-09‬المتعلق بحماية‬
‫المستهلك و قمع الغش ‪ ،‬باستثناء التدبير التحفظي المتمثل في التوقيف المؤقت لنشاط المؤسسات‬
‫التي ال يمكن تطبيقها على الخدمات ‪ ،‬رغم التعريف الذي أتى به المشرع للمنتوج بأنه يشمل السلعة‬
‫و الخدمة مما يجب تدارك األمر ‪ ،‬و لكن نجد ما يخالف هذا الحكم في نص المادة ‪ 15‬من‬
‫‪ ،‬التي‬ ‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 203-12‬المتعلق بالقواعد المطبقة في مجال أمن المنتوجات‬
‫)‪(3‬‬

‫أكدت على اتخاذ اإلدارة المكلفة بحماية المستهلك و قمع الغش في جميع مراحل عملية الوضع رهن‬
‫االستهالك كل التدابير قصد سحب كل سلعة من السوق أو توقيف الخدمة إذا كانت ال تستجيب‬
‫لمتطلبات األمن ‪ ،‬مما يعد ضمانة للمستهلك خاصة أنه ال يقبل على اقتناء السلع بل كذلك يطلب‬
‫تقديم الخدمات ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬فرض غرامة الصلح على عاتق المتدخل ‪:‬‬


‫منحت المادة ‪ 86‬من قانون رقم ‪ 03-09‬لألعوان المكلفين بالقيام بالرقابة إمكانية فرض‬
‫غرامة الصلح على كل متدخل يرتكب مخالفة معاقب عليها ‪ ،‬و إذا لم تسدد هذه الغرامة في األجل‬
‫المحدد بـ ‪ 30‬يوما ‪ ،‬يرسل المحضر إلى الجهة القضائية المختصة ‪ ،‬فغرامة الصلح ال تعد صلحا‬

‫‪ -‬بوسماحة الشيخ ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 82‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪ -‬طبقا المادة ‪ 65‬من قانون رقم ‪ 03-09‬المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 15‬ص ‪. 20‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫‪ -‬المادة ‪ 15‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 203-12‬المؤرخ في ‪ ، 2012/05/06‬المتعلق بالقواعد المطبقة في مجال أمن المنتوجات‬ ‫)‪(3‬‬

‫جريدة رسمية رقم ‪ ، 28‬المؤرخة في ‪ ، 2012/05/09‬ص ‪. 20‬‬

‫‪166‬‬
‫مدنيا و ال عقوبة بالمعنى المنصوص عليه في قانون العقوبات و إنما هي إجراء موقع بواسطة‬
‫اإلدارة إلتاحة الفرصة للمتدخل للتسوية الودية مع اإلدارة دون اللجوء إلى التسوية القضائية التي‬
‫تتميز إجراءاتها بالتعقيد و البطيء ‪ ،‬كما لغرامة الصلح دور هام في تنمية الموارد المالية للخزينة‬
‫‪.‬‬ ‫العمومية‬
‫)‪(1‬‬

‫استحدث المشرع غرامة الصلح في قانون رقم ‪ 03-09‬المتعلق بحماية المستهلك و قمع‬
‫الغش ‪ ،‬بغية تفادي اللجوء إلى القضاء الذي يؤدي إلى تعطيل نشاط المتدخلين من جهة و طول‬
‫تلبية الرغبات المشروعة للمستهلك نتيجة عدم استفادته من المنتوج ‪ ،‬و كون فرض هذه الغرامة‬
‫يؤدي إلى ردع كل من يمس بسالمة المستهلك كون إجراءاتها تتميز بالبساطة و السرعة و تتم بعيدا‬
‫‪ ،‬و لقد استثنت المادة ‪ 87‬من قانون رقم ‪03-09‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫عن اإلجراءات القضائية التي تستغرق وقتا‬
‫من نطاق فرض غرامة الصلح ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬إذا كانت المخالفة المسجلة تعرض صاحبها ‪ ،‬إما إلى عقوبة أخرى غير العقوبة المالية و إما‬
‫يتعلق بتعويض ضرر مسبب لألشخاص أو األمالك ‪.‬‬
‫‪ -‬في حالة تعدد المخالفات التي ال يطبق في إحداها على األقل إجراء غرامة الصلح ‪.‬‬
‫‪ -‬في حالة العود ‪.‬‬
‫كما و يختلف مبلغ غرامة الصلح حسب اختالف كل مخالفة على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ -‬انعدام سالمة المواد الغذائية المعاقب عليها بثالثمائة ألف دينار (‪ 300.000‬دج)‪.‬‬
‫‪ -‬انعدام النظافة و النظافة الصحية المعاقب عليها بـمائتا ألف دينار (‪ 200.000‬دج)‪.‬‬
‫‪ -‬انعدام أمن المنتوج المعاقب عليه بثالثمائة ألف دينار (‪ 300.000‬دج)‪.‬‬
‫‪ -‬انعدام رقابة المطابقة المسبقة المعاقب عليها بثالثمائة ألف دينار (‪ 300.000‬دج)‪.‬‬
‫‪ -‬انعدام الضمان أو عدم تنفيذه المعاقب عليه بثالثمائة ألف دينار (‪ 300.000‬دج)‪.‬‬
‫‪ -‬عدم تجربة المنتوج المعاقب عليها بخمسون ألف دينار (‪ 50.000‬دج)‪.‬‬
‫‪ -‬رفض تنفيذ الخدمة ما بعد البيع المعاقب عليها بـ (‪ )%10‬من ثمن المنتوج المقتنى‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ -‬غياب بيانات وسم المنتوج المعاقب عليها بـمائتا ألف دينار (‪ 200.000‬دج)‬
‫)‪(3‬‬

‫‪ -‬مامش نادية ‪ " ،‬مسؤولية المنتج دراسة مقارنة مع القانون الفرنسي " ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم‬ ‫)‪(1‬‬

‫السياسية ‪ ،‬جامعة مولود معمري ‪ ،‬تيزي وزو ‪ ، 2012 ،‬ص ‪. 162-161‬‬


‫‪ -‬شعباني نوال ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 126‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫‪ -‬طبقا لنص المادة ‪ 88‬من قانون رقم ‪ 03-09‬المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 15‬ص ‪. 22‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫‪167‬‬
‫و إذا سجلت عدة مخالفات على نفس المحضر ‪ ،‬يجب على المخالف أن يدفع مبلغا إجماليا‬
‫لكل غرامات الصلح المستحقة طبقا للمادة ‪ 89‬من قانون رقم ‪ ، 03-09‬و ال يقبل أي طعن في‬
‫القرار المحدد لمبلغ غرامة الصلح طبقا للمادة ‪ 91‬من قانون رقم ‪. 03-09‬‬
‫فيتميز إجراء فرض غرامة الصلح بالسرعة حيث تعمد المصالح المكلفة بحماية المستهلك‬
‫إلبالغ المتدخل المخالف في أجل أقصاه ‪ 07‬أيام تسري إبتداءا من تحرير المحضر ‪ ،‬عن طريق‬
‫إنذاره برسالة موصى عليها مع إشعار باالستالم ‪ ،‬و له مهلة ثالثين )‪ (30‬يوما تلي تاريخ اإلنذار‬
‫لدفع مبلغ الغرامة ‪ ،‬بحيث يتم هذا الدفع مرة واحدة لدى قابض الضرائب لمكان إقامة المخالف ‪،‬‬
‫فيعلم قابض الضرائب المصالح المكلفة بحماية المستهلك و قمع الغش بحصول الدفع في أجل‬
‫عشرة (‪ )10‬أيام من تاريخ دفع الغرامة ‪ ،‬و في حالة عدم استالم اإلشعار في أجل خمس‬
‫و أربعين (‪ )45‬يوما التي تسري إبتداءا من تاريخ وصول اإلنذار للمخالف ترسل المصالح المكلفة‬
‫بحماية المستهلك و قمع الغش الملف إلى الجهة القضائية المختصة إقليميا)‪.(1‬‬
‫و من اآلثار المترتبة على تسديد المخالف لمبلغ غرامة الصلح في اآلجال و الشروط المحددة‬
‫قانونا هي انقضاء الدعوى العمومية ‪ ،‬طبقا للمادة ‪ 93‬من قانون ‪ 03-09‬المتعلق بحماية‬
‫المستهلك و قمع الغش ‪.‬‬
‫فيمكن القول أن مختلف التدابير التحفظية السابقة و معها غرامة الصلح المنصوص عليها‬
‫في قانون رقم ‪ ، 03-09‬تساهم بشكل فعال في قمع المخالفات المرتكبة من قبل المتدخل و منع‬
‫تعسفه تجاه المستهلك و ذلك بغية ضمان سالمة و أمن هذا األخير ‪ ،‬نظ ار لما تتسم به من مرونة‬
‫‪.‬‬ ‫و سرعة‬
‫)‪(2‬‬

‫إضافة للجزاء اإلداري باعتباره وقائي ‪ ،‬كرس المشرع إلى جانب ذلك الجزاء الردعي بغية تكريس‬
‫حماية فعالة للمستهلك ‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬تكريس الحماية عن طريق الجزاء الردعي‪:‬‬


‫لم يتطرق قانون حماية المستهلك في نصوصه للجزاء المدني المقرر على عاتق المتدخل‬
‫المخل بالتزامه ‪ ،‬و ربما السبب في ذلك أنه منصوص عليه في قواعد القانون المدني ‪ ،‬أو أنه رأى‬
‫و‬ ‫أن قواعد المسؤولية المدنية الواردة في القواعد العامة أصبحت ال تتماشى مع طبيعة المستهلك‬

‫‪ -‬المادتين ‪ 90‬و ‪ 92‬من قانون رقم‪ 03-09‬المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 15‬ص ‪. 22‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪ -‬أنظر نتائج نشاط الرقابة االقتصادية و قمع الغش خالل لشهري جوان و جويلية سنة ‪، 2014‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫‪www.mincommerce.gouv.dz‬‬

‫‪168‬‬
‫هي تخدم أكثر العالقات التي يسود فيها التوازن بين أطرافها ‪ ،‬و من ثمة ينبغي تبيين جوانب‬
‫و‬ ‫قصور أحكام المسؤولية المدنية (المطلب األول) ‪ ،‬و رغبة من المشرع لتوفير حماية للمستهلك‬
‫ردع المتدخل عمد في قانون حماية المستهلك و قمع الغش لقمع الجنح االقتصادية بتوقيع الجزاء‬
‫المشدد ‪ ،‬كما نص على عقاب المخالفات االقتصادية المرتكبة من طرف المتدخلين بالجزاء البسيط‬
‫(المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬قصور أحكام المسؤولية المدنية لحماية المستهلك ‪:‬‬


‫يترتب على إخالل المتدخل بمختلف الضمانات التي حددها قانون حماية المستهلك و قمع‬
‫الغش جزاء مدني متمثل في المسؤولية المدنية و التي تنقسم بدورها إلى مسؤولية عقدية و مسؤولية‬
‫تقصيرية ‪ ،‬و نظ ار للخصوصية التي تنطوي عليها أحكام و قواعد قانون حماية المستهلك و قمع‬
‫و‬ ‫الغش ‪ ،‬سنكتفي بالتطرق لدراسة مدى تكريس أحكام المسؤولية المدنية للحماية للمستهلك ‪،‬‬
‫التطرق لمختلف جوانب القصور الذي تحمله في طياتها ‪ ،‬و من أجل ذلك ال يبقى أمامنا سوى‬
‫)الفرع‬ ‫الرجوع لقواعد القانون المدني لمعرفة نظام المسؤولية المدنية المقرر على عاتق المتدخل‬
‫األول( ‪ ،‬و التطرق كذلك لنظام مسؤولية المنتج باعتبارها مسؤولية مستحدثة و معرفة إن كانت‬
‫قواعدها تحمي المستهلك )الفرع الثاني( ‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬نظام مسؤولية المتدخل وفقا لقواعد القانون المدني ‪:‬‬
‫تقوم مسؤولية المتدخل كلما ثبت تقصير من جانبه سواء كانت عالقته مع المستهلك مباشرة‬
‫أو غير مباشرة ‪ ،‬ففي الحالة التي تكون عالقته به مباشرة يربطهما عقد االستهالك ‪ ،‬فالرجوع عليه‬
‫يكون على أساس المسؤولية العقدية ‪ ،8‬أما إذا كانت عالقته مع الغير أي الشخص الذي لحقه‬
‫ضرر من المنتوج دون أن يكون قد أبرم عقدا مع المتدخل فهنا يكون للمستهلك أو مستعمل المنتوج‬
‫الرجوع عليه على أساس قواعد المسؤولية التقصيرية ‪ ،‬مما يستدعي البحث عن أركان هذه‬
‫المسؤولية )أوال( ‪ ،‬و من ثمة بيان وسائل نفيها )ثانيا( ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬أركان المسؤولية المدنية للمتدخل ‪:‬‬


‫تتحقق المسؤولية العقدية للمتدخل نتيجة اخالله بالتزام ناشئ عن عقد االستهالك بحيث يلتزم‬
‫بمقتضاه هذا األخير بتسليم المنتوج أو تقديم الخدمة للمستهلك سواء كان ذلك بمقابل أو مجانا ‪،‬‬
‫كما قد تكون مسؤولية تقصيرية إذا انتفى هذا العقد ‪ ،‬فمهما اختلفت طبيعتها فهي تقوم على ثالثة‬
‫و الضرر ‪.‬‬ ‫شروط متمثلة في الضرر ‪ ،‬و االخالل بالتزام ‪ ،‬و العالقة السببية بين هذا اإلخالل‬

‫‪169‬‬
‫‪ - (01‬الضرر ‪:‬‬
‫ال يمكن قيام المسؤولية بدون وجود ضرر فهو من العناصر الجوهرية للمسؤولية المدنية ‪،‬‬
‫فيعرف الضرر على أنه هو األذى الذي يصيب الشخص من جراء المساس بحق من حقوقه أو‬
‫بمصلحة مشروعة ‪ ،‬و الضرر قد يكون مادي لما يتسبب للمستهلك بخسارة مادية ‪ ،‬كما قد يكون‬
‫‪.‬‬ ‫معنوي عند التعدي على حقوق أو مصالح المستهلك الغير المالية‬
‫)‪(1‬‬

‫و بالنسبة لألضرار التي قد تنشأ عن المنتوجات و تضر بالمستهلك فهي تشمل كل األضرار‬
‫الجسدية التي قد تمس بالمستهلك و التي تلحق به جروح أو عجز دائم أو مؤقت و التي قد تصل‬
‫إلى وفاته مع إضافة التكاليف المالية من مصاريف العالج و مصاريف التوقف عن العمل ‪ ،‬كما‬
‫يشمل التعويض الخسائر التي تترتب عن األضرار المادية التي قد تلحق أموال الضحية ‪ ،‬و هذا ما‬
‫يظهر من المادة ‪ 09‬من قانون حماية المستهلك ‪ ،‬التي تشير إلى ‪ " :‬يجب أن تكون المنتوجات‬
‫الموضوعة لالستهالك مضمونة و تتوفر على األمن بالنظر إلى االستعمال المشروع المنتظر منها‬
‫‪ ،‬و أن ال تلحق ضرار بصحة المستهلك و أمنه و مصالحه ‪ ،‬و ذلك ضمن الشروط العادية‬
‫لالستعمال أو الشروط األخرى الممكن توقعها من قبل المتدخلين " ‪ ،‬فمن خالل هذه المادة يتبين أن‬
‫المشرع وضع على عاتقه التزاما بتعويض كل األضرار التي قد تلحق المستهلك سواء كانت جسدية‬
‫أو مادية أو معنوية ‪.‬‬
‫و بالنسبة لألضرار المادية ال يكتفي المستهلك بطلب التعويض عن تلك التي تلحق ممتلكاته‬
‫فقط ‪ ،‬بل يحق له طلب التعويض عن األضرار التي تمس المنتوج بذاته و هذا باالستناد إلى نص‬
‫المادة ‪ 03‬الفقرة )‪ (13‬من قانون حماية المستهلك ‪ ،‬التي عرفت المنتوج المضمون على أنه ذلك‬
‫المنتوج الذي ال يشكل أي خطر أو يشكل أخطا ار محدودة في أدنى مستوى تتناسب مع استعمال‬
‫المنتوج و تعتبر مقبولة بتوفير مستوى حماية عالية لصحة و سالمة األشخاص ‪ ،‬كما يمكن‬
‫للمستهلك طلب التعويض عن األضرار المعنوية نتيجة لآلالم التي أصابته بسبب الجروح التي‬
‫لحقت به أو تلك التي أصابت ذوي حقوقه في حالة وفاته ‪ ،‬و هذا ما أكدته المادة ‪ 03‬الفقرة )‪(12‬‬
‫‪.‬‬ ‫من قانون حماية المستهلك ‪ ،‬على عدم إضرار المتدخل بالمصالح المعنوية للمستهلك‬
‫)‪(2‬‬

‫لكن رغم تأكيد المشرع على عدم اإلضرار بالمصالح المادية و المعنوية للمستهلك إال أنه لم‬
‫يلزم المتدخل بالتعويض عن األضرار التي تمس هذه األخيرة في قانون حماية المستهلك ‪.‬‬

‫– فياللي علي ‪ " ،‬االلتزامات الفعل المستحق‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 289-286‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫– حامق ذهبية ‪ " ،‬االلتزام باإلعالم‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 310-309‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫‪170‬‬
‫‪ -(02‬اإلخالل بااللتزام المتسبب في الضرر ‪:‬‬
‫لقيام مسؤولية المتدخل طبقا للقواعد العامة يشترط وجود عقد و أن يكون الضرر ناشئا عن‬
‫خطأ عقدي من طرف المتدخل ‪ ،‬كما قد يقوم المتدخل باإلخالل بالتزام قانوني يفرضه عليه‬
‫ن)‪(1‬‬
‫‪ ،‬و لكن في مجال حماية المستهلك من المفروض بمجرد حدوث ضرر يفترض أن‬ ‫القانو‬
‫المنتوج ال تتوفر فيه السالمة التي تشترطها المادة ‪ 03‬الفقرة )‪ (07‬من قانون حماية المستهلك ‪،‬‬
‫فبمجرد عدم تحقق السالمة المطلوبة في المنتوج تقوم مسؤولية المتدخل ‪.‬‬

‫‪ -(03‬العالقة السببية بين اإلخالل بااللتزام و الضرر ‪:‬‬


‫تعد العالقة السببية ثالث العناصر التي يجب توافرها في كل أنواع المسؤولية ‪ ،‬فينبغي أن‬
‫تنشأ عالقة سببية بين الضرر الذي أصاب المستهلك المضرور و انعدام إحدى االلتزامات الواردة‬
‫‪ ،‬و هنا قد يتعذر‬ ‫في قانون حماية المستهلك ‪ ،‬فطبقا للقواعد العامة يتولى هذا األخير إثباتها‬
‫)‪(2‬‬

‫على المستهلك إثبات ذلك كون األمر عسير عليه ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬وسائل نقي المسؤولية ‪:‬‬


‫لم يحدد قانون حماية المستهلك صور خاصة لنفي المسؤولية ‪ ،‬فيبقى السبيل الوحيد هو‬
‫الرجوع إلى القواعد العامة الواردة في المادة ‪ 127‬من القانون المدني ‪ ،‬التي تنص على أن" ‪... :‬أن‬
‫الضرر قد نشأ عن سبب ال يد له فيه كحادث مفاجئ ‪ ،‬أو قوة قاهرة ‪ ،‬أو خطأ صادر من‬
‫المضرور أو خطأ الغير‪. " ...‬‬
‫فللسبب األجنبي أربع صور يتمثل أولها في الحادث المفاجئ الذي يعد أمر داخلي للشيء‬
‫الذي تسبب في الضرر مع استحالة دفعه استحالة نسبية كما يستحيل توقعه ‪ ،‬أما القوة القاهرة فهي‬
‫حادث خارجي ال يمكن توقعه و ال يمكن دفعه على اإلطالق ‪ ،‬و بالنسبة لخطأ و عمل المضرور‬
‫فيشترط أن يكون غير متوقع و غير ممكن دفعه ‪ ،‬أما خطأ و عمل الغير يشترط أن يكون الغير‬
‫أجنبي عن المدعى عليه كما يشترط أن يكون هذا الخطأ أو العمل غير متوقع و ال يمكن دفعه ‪ ،‬و‬
‫من األثار المترتبة على السبب األجنبي مهما كانت صورته إعفاء المدعي عليه من المسؤولية سواء‬
‫‪.‬‬ ‫كانت بصفة جزئية أم بصفة كلية‬
‫)‪(3‬‬

‫– بولحية بن بوخميس علي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 91‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪ -‬حامق ذهبية ‪ " ،‬االلتزام باإلعالم‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 312‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫‪ -‬فياللي علي ‪ " ،‬االلتزامات الفعل المستحق‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 334-332‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫‪171‬‬
‫لكن هذا اإلعفاء المنصوص عليه في القواعد العامة ال يتماشى مع ما يهدف إليه المشرع‬
‫من وراء وضعه لقانون رقم ‪ 03-09‬المتعلق بحماية المستهلك ‪ ،‬كونه يهدف إلى حماية المستهلك‬
‫من كل المخاطر التي قد تنطوي على المنتوجات المعروضة لالستهالك ‪ ،‬فعلى المتدخل تحمل‬
‫اعتبار التجاهات قانون حماية المستهلك ‪ ،‬فمن غير المعقول السماح للمتدخل‬
‫ا‬ ‫نتائج السبب األجنبي‬
‫بأن ينفي مسؤوليته خاصة إذا كانت هذه األضرار قد مست سالمته الجسدية ‪ ،‬فكان على المشرع‬
‫تنظيم جوانب هذه المسؤولية المدنية بطريقة تتماشى مع مصالح المستهلك باعتباره طرف ضعيف ‪.‬‬
‫فيظهر جليا أن طبيعة المتضرر باعتباره طرف ضعيف و األضرار التي قد تلحقه من‬
‫المنتوجات ‪ ،‬ال تمكن المستهلك من التذرع بأحكام المسؤولية المدنية الواردة في القواعد العامة ‪،‬‬
‫و بالتالي ال تمكنه من جبر الضرر الذي يصيبه ‪ ،‬و من أجل ذلك منح المشرع له في تعديله‬
‫لقواعد القانون المدني دعوى أخرى تسمح له بأن يتأسس عليها للمطالبة بالتعويض من المنتج عن‬
‫ضرر بسبب عيب في المنتوج ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬المسؤولية الناتجة عن عيب في المنتوج ‪:‬‬


‫رأى المشرع ضرورة إيجاد آليات جديدة لحماية المستهلكين المتضررين من عيوب المنتوجات‬
‫و من أجل ذلك تولى تقرير نظام مسؤولية المنتج عن عيوب منتوجاته ‪ ،‬فلقد نص عليها في القانون‬
‫يكون المنتج‬ ‫المدني بموجب تعديل ‪ 2005‬في المادة ‪ 140‬مكرر الفقرة )‪ (01‬بما يلي ‪" :‬‬
‫مسؤوال عن الضرر الناتج عن عيب في منتوجه حتى و لو لم تربطه بالمتضرر عالقة تعاقدية‪" ...‬‬
‫‪ ،‬فبناءا على هذا النص سمح المشرع للمستهلك أن يرفع دعوى على المنتج بمجرد توفر أركانها‬
‫)أوال( ‪ ،‬كما يجب معرفة إن كان المنتج يمكن له نفي هذه المسؤولية )ثانيا( ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬أركان مسؤولية المنتج ‪:‬‬


‫قبل التطرق لمعرفة أركان مسؤولية المنتج ينبغي التطرق لتعريف المنتج ‪ ،‬لكن صحيح أن‬
‫المشرع نظم مسؤوليته لكنه لم يتولى إعطاء تعريف له ‪ ،‬لذا حاول الفقه تحديد مفهومه و ذلك من‬
‫خالل ما يهدف إليه المشرع من نص المادة ‪ 140‬مكرر من القانون المدني ‪.‬‬
‫فهناك من يرى أن المنتج هو كل من يتدخل في سلسلة اإلنتاج ‪ ،‬بداية بصانع األجزاء‬
‫المكونة للمنتوج و منتج المواد األولية إلى غاية الصانع النهائي لهذا المنتوج ‪ ،‬و هناك من يرى أن‬

‫‪172‬‬
‫صفة المنتج يتحلى بها المنتج النهائي فقط الذي يتولى صنع المنتوج في شكله النهائي و يمكنه‬
‫‪.‬‬ ‫التأكد من صالحية األجزاء التي يستخدمها في اإلنتاج ‪ ،‬بحيث يتسنى له مراقبتها قبل تركيبها‬
‫)‪(1‬‬

‫و بالرجوع إلى نص المادة ‪ 03‬الفقرة )‪ (08‬من قانون رقم ‪ ، 03-09‬نجده يعرف‬


‫المتدخل على أنه ‪ " :‬كل شخص طبيعي يتدخل في عملية عرض المنتوج لالستهالك " ‪ ،‬فنستنبط‬
‫من هذا التعريف أن المشرع وسع من نطاق المتدخلين في عملية عرض المنتوج لالستهالك بما‬
‫فيهم المنتج ‪ ،‬و لكي يسأل هذا األخير عن الضرر الذي قد ينتج عن عيب في منتوجه ‪ ،‬يجب‬
‫توفر ثالثة أركان‪.‬‬

‫‪ – (01‬الضرر ‪:‬‬
‫ال يختلف الضرر القابل للتعويض في هذه المسؤولية عنه في المسؤولية المدنية للمتدخل ‪،‬‬
‫بحيث يشمل كل األضرار المادية و تلك التي تلحق جسد المستهلك ‪ ،‬إضافة للتعويض عن الضرر‬
‫المعنوي الذي قد يصيبه أو يصيب ذوي حقوقه ‪ ،‬و على المتضرر إثبات الضرر بكل وسائل‬
‫‪.‬‬ ‫اإلثبات‬
‫)‪(2‬‬

‫‪ -(02‬الضرر ناتج عن عيب في المنتوج ‪:‬‬


‫ال بد من التطرق هنا لتحديد مفهوم المنتوج وفقا للمادة ‪ 140‬مكرر من القانون المدني ‪ ،‬ثم‬
‫تحديد طبيعة العيب الذي انصرفت إليه إرادة المشرع ‪.‬‬

‫أ( ‪ -‬مفهوم المنتوج وفقا للمادة ‪ 140‬مكرر من القانون المدني ‪:‬‬


‫سبق التطرق لتعريف المنتوج في إطار قانون حماية المستهلك على أنه كل سلعة أو خدمة‬
‫يمكن أن يكون موضوع تنازل بمقابل أو مجانا ‪ ،‬و بالرجوع لنص المادة ‪ 140‬مكرر نجد المشرع لم‬
‫يعرف المنتوج بل اقتصر على ذكر أنواع المنتوجات فقط ‪ ،‬فنصت الفقرة )‪ (02‬من المادة ‪140‬‬
‫مكرر ‪ ،‬على أنه ‪... " :‬يعتبر منتوجا كل مال منقول و لو كان متصال بعقار ‪ ،‬ال سيما المنتوج‬
‫الزراعي و المنتوج الصناعي و تربية الحيوانات و الصناعة الغذائية و الصيد البري و البحري و‬
‫الطاقة الكهربائية " ‪.‬‬

‫‪ -‬حدوش فتيحة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 71-68‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪ -‬بودالي محمد ‪ " ،‬مسؤولية المنتج‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 40‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫‪173‬‬
‫مما يستنتج أن المنتوج هو كل مال منقول حتى و لو كان متصال بعقار سواء كان ماديا أو‬
‫معنويا ‪ ،‬مع استبعاد هذه المادة للخدمات من نطاق تعريف المنتوج مما يجعل المستهلك المقبل‬
‫على االستفادة من الخدمة معفى من الحماية و ال يمكن له االستناد على أحكام هذه المادة ‪.‬‬

‫ب(‪ -‬عيب المنتوج ‪:‬‬


‫لكي تقوم مسؤولية المنتج ينبغي أن يكون المنتوج معيبا ‪ ،‬و هذا العيب يختلف عن العيب‬
‫المعروف في نظرية ضمان العيوب الخفية ‪ ،‬كون هذا العيب ينظر إليه في مدى إخالله بالسالمة‬
‫التي ينتظرها المستهلك و مدى مساسه برغباته المشروعة ‪ ،‬و هذا ما يجعل مسؤولية المنتج تقوم‬
‫ليس عل ى أساس خطأ المنتج ‪ ،‬و إنما على أساس موضوعي بعيدة عن سلوكه ‪ ،‬تتحقق بمجرد‬
‫وجود عيب في المنتوج و سبب ضر ار للغير ‪ ،‬و دون االهتمام إن كان المضرور متعاقدا أو من‬
‫‪.‬‬ ‫الغير كون نص المادة ‪ 140‬مكرر لم يميز بين المسؤولية العقدية و المسؤولية التقصيرية‬
‫)‪(1‬‬

‫‪ -(03‬قيام عالقة سببية بين العيب و الضرر ‪:‬‬


‫يتعين على المستهلك إثبات العالقة السببية بين العيب و الضرر ‪ ،‬أي ملزم بإثبات أن‬
‫الضرر الحاصل كان سببه عيب في سالمة المنتوج و هذا ليس باألمر السهل إثباته ‪ ،‬زيادة على‬
‫‪.‬‬ ‫ذلك سيسمح للعديد من المنتجين لإلفالت من المسؤولية‬
‫)‪(2‬‬

‫مما يستلزم األمر إعفاء المستهلك إلى حد ما من إثبات هذه العالقة ‪ ،‬فكان على المشرع‬
‫االكتفاء بشرط الضرر و أن الضرر ناتج عن عيب في المنتوج خاصة أنه ال يهتم بسلوك المنتج‬
‫باإلضافة لضرورة تغليب مصلحة المستهلك للمحافظة على حقه في التعويض ‪ ،‬كما أن للمنتج‬
‫و سائل يمكن له التذرع بها لنفي مسؤوليته ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬وسائل نفي مسؤولية المنتج ‪:‬‬


‫نظ ار لغياب قواعد خاصة تبين وسائل نفي المنتج لمسؤوليته ‪ ،‬فال يبقى أمامه إال االستناد‬
‫إلى القواعد العامة ‪ ،‬و بما أن مسؤولية المنتج هي مسؤولية موضوعية و ليست مسؤولية شخصية‬
‫فيسأل المنتج عن األضرار المترتبة عن عيب المنتوج ‪ ،‬و ليس على أساس سلوكه فال يمكن له نفي‬
‫المسؤولية الملقاة عليه بادعائه أنه لم يرتكب خطأ في عملية اإلنتاج ‪ ،‬فال يبقى أمامه إال إثبات‬

‫‪ -‬قريمس عبد الحق ‪ " ،‬مدى جدوى األساس التعاقدي للمسؤولية عن األضرار التي يسببها المنتوج " ‪ ،‬مجلة البحوث و‬ ‫)‪(1‬‬

‫الدراسات القانونية و السياسية ‪ ،‬مجلة كلية الحقوق ‪ ،‬جامعة البليدة ‪ ،‬العدد ‪ ، 02‬جانفي ‪ ، 2012‬ص ‪. 104‬‬
‫‪ -‬بودالي محمد ‪ " ،‬مسؤولية المنتج‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 42-41‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫‪174‬‬
‫السبب األجنبي طبقا للمادة ‪ 127‬من القانون المدني ‪ ،‬كإثبات الحادث المفاجئ أو القوة القاهرة أو‬
‫‪.‬‬ ‫خطأ المضرور أو خطأ الغير‬
‫)‪(1‬‬

‫فمن خالل ما سبق يلحظ عجز قواعد المسؤولية المدنية في توفير حماية للمستهلك ‪ ،‬كون‬
‫قواعدها غير مكيفة مع طبيعة هذا األخير باعتباره طرف ضعيف فهي تلزمه بإثبات كل األركان‬
‫التي تسمح بقيام المسؤولية ‪ ،‬و األمر ليس بالهين في مجال االستهالك ‪ ،‬كما أن األضرار التي قد‬
‫تلحق المستهلك قد تكون أوسع من تلك التي هي منحصرة في القواعد العامة بين مادية و معنوية‬
‫بينما هي على خالف ذلك في قانون حماية المستهلك الذي ربطها بعدم المساس بالرغبات‬
‫المشروعة للمستهلك ‪ ،‬فيقصد بها التعويض عن الضرر المتوقع و الضرر الغير المتوقع ‪ ،‬و هو ما‬
‫ال يتماشى مع قواعد المسؤولية العقدية خاصة إذا كان هنالك عقد يجمع المستهلك بالمتدخل فيتم‬
‫التعويض عن الضرر المتوقع فقط ‪.‬‬
‫كما ال تخلو قواعد مسؤولية المنتج من القصور في توفير حماية مدنية فعالة للمستهلك في‬
‫إطار جبر الضرر و ردع المتدخل ‪ ،‬رغم أن المشرع أتى بهذه المسؤولية لتوفير الحماية‬
‫للمتضررين من عيوب المنتوجات ‪ ،‬فصحيح أنه وسع من نطاق األشخاص المستفيدين من الحماية‬
‫فشمل بذلك مقتني المنتوج و مستعمله حتى و لو لم تكن تربطه بالمنتج عالقة تعاقدية ‪ ،‬و لكنه‬
‫ضيق من نطاق األشخاص المسؤولين عن تعويض األضرار الناتجة عن عيوب المنتوج فألقى هذه‬
‫المسؤولية على عاتق المنتج فقط ‪ ،‬و هذا ما ال يعد فيه حماية للمستهلك ألنه في الغالب ال يتعامل‬
‫و الموزع و بائع‬ ‫مع منتج المنتوج ‪ ،‬كما أن هذا التضييق يؤدي إلى عدم مسائلة المستورد‬
‫الجملة و بائع التجزئة إذا تعامل المستهلك مع أحد منهم ‪ ،‬و يمتد نطاق التضييق في مسؤولية‬
‫المنتج للمنتوجات حيث أقصت المادة ‪ 140‬مكرر الخدمات من نطاق أنواع المنتوجات مما ال يخدم‬
‫ذلك مصالح المستهلك خاصة أن المستهلك أصبح يقبل على اقتناء الخدمات بكثرة ‪ ،‬كما أن إلقاء‬
‫عبء اإلثبات على عاتق المستهلك يجعله عاج از عن الحصول عن التعويض ‪ ،‬فهذه المسؤولية‬
‫التي أتى بها المشرع لحماية فئة المستهلكين من أضرار المنتوجات ليست كفيلة بتوفير حماية فعالة‬
‫للمستهلك ‪ ،‬و رغبة من المشرع في توفير حماية لهذا األخير أتى بالجزاء الجنائي لردع المتدخل ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬تغليب الجزاء الجنائي لتجسيد حماية فعالة للمستهلك ‪:‬‬
‫نظ ار لما توفره الحماية الجزائية للمستهلك من أمن و سالمة له و بعث الثقة في المنتوجات‬
‫المعروضة لالستهالك ‪ ،‬تدخل المشرع بموجب قانون حماية المستهلك و قمع الغش ‪ ،‬للتمييز بين‬

‫‪ -‬حساني علي ‪ " ،‬اإلطار القانوني لاللتزام بالضمان‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 316-315‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪175‬‬
‫نوعين من الجنح المرتكبة من قبل المتدخل التي تؤدي إلى اإلضرار بمصالح المستهلك ‪ ،‬فتطرق‬
‫لعقاب الجنح االقتصادية بالجزاء المشدد (الفرع األول) ‪ ،‬كما امتد نطاق التجريم لمعاقبة المخالفات‬
‫االقتصادية بالجزاء البسيط (الفرع الثاني) ‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬معاقبة المتدخل عن الجنح االقتصادية بالجزاء المشدد ‪:‬‬


‫حدد قانون حماية المستهلك و قمع الغش نوعين من الجنح االقتصادية ‪ ،‬فتطرق لجريمة‬
‫خداع المستهلك )أوال( ‪ ،‬و جريمة الغش في المنتوجات )ثانيا( ‪.‬‬

‫أوال‪ :‬جريمة خداع أو محاولة خداع المستهلك ‪:‬‬


‫للوقوف على معالم هذه الجريمة البد من التطرق لتعريفها ‪ ،‬ثم تبيين أركانها ‪ ،‬وصوال إلى‬
‫تحديد العقوبة المقررة على هذه الجريمة ‪.‬‬

‫‪ -(01‬تعريف الخداع ‪:‬‬


‫لم يتطرق مشرعنا لتعريف الخداع ‪ ،‬و إنما أورد أهم الطرق التي يتحقق بها ‪ ،‬بينما تكفل الفقه‬
‫بوضع تعريف له فهو القيام ببعض األكاذيب أو بعض الحيل البسيطة التي من شأنها إظهار‬
‫‪ ،‬و من ثمة ال يكفي فيه الكتمان بل ينبغي أن‬ ‫)‪(1‬‬
‫الشيء موضوع العقد على نحو مخالف للحقيقة‬
‫يؤدي إلى التأثير على المستهلك و إيقاعه في غلط حول طبيعة المنتوج فيوهم هذا األخير بأن‬
‫المنتوج يتوفر على بعض المزايا و الصفات و هو في حقيقة األمر على عكس ذلك ‪ ،‬كأن يكون‬
‫‪.‬‬ ‫مقلدا أو به عيب ذو خطورة على أمن و صحة و سالمة المستهلك‬
‫)‪(2‬‬

‫فيهدف المتدخل من وراء ذلك للحصول على فائدة مالية باستبداله للمنتوج الذي توافق مع‬
‫‪ ،‬و نظ ار لتداخل مفهوم الخداع‬ ‫الرغبات المشروعة للمستهلك بمنتوج أقل قيمة من المنتوج األول‬
‫)‪(3‬‬

‫مع مفاهيم أخرى مشابهة له ينبغي التمييز بينه و بينها ‪:‬‬

‫‪ -‬أحمد محمد علي خلف ‪ " ،‬الحماية الجنائية للمستهلك دراسة مقارنة " ‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،‬مصر ‪،‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪ ، 2005‬ص ‪. 165‬‬
‫‪ -‬خالدي فتيحة ‪ " ،‬الحماية الجزائية للمستهلك دراسة في ضوء القانون رقم ‪ 03-09‬المؤرخ في ‪ 2009/02/25‬المتعلق بحماية‬ ‫)‪(2‬‬

‫المستهلك و قمع الغش " ‪ ،‬مجلة معارف‪ ،‬العدد ‪ ،08‬جوان ‪ ،2010‬المركز الجامعي البويرة ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬ص ‪. 53‬‬
‫‪ -‬ولد عمر الطيب ‪ " ،‬الجزاءات العقابية المترتبة عن األضرار الماسة بأمن المستهلك و سالمة " ‪ ،‬مجلة دراسات قانونية ‪ ،‬دار‬ ‫)‪(3‬‬

‫الخلدونية للنشر و التوزيع ‪ ،‬العدد ‪ ، 06‬فيفري ‪ ، 2010‬ص ‪. 112‬‬

‫‪176‬‬
‫أ( ‪ -‬التمييز بين الخداع و التدليس المدني ‪:‬‬
‫يختلف الخداع عن التدليس المدني في كون هذا األخير يتم بإيقاع المتعاقد في غلط باستعمال‬
‫‪ ،‬بينما يتحقق الخداع ببعث االعتقاد الخاطئ لدى المستهلك حول‬ ‫)‪(1‬‬
‫طرق احتيالية لدفعه للتعاقد‬
‫المنتوج في حين هذه الصفات المدلى بها غير متوفرة فيه ‪ ،‬فال بد أن يكون هناك فعل خارجي‬
‫صادر من المتدخل يوهم به المستهلك بأن المنتوج حقيقي ‪.‬‬
‫كما أن التدليس يعد عيبا من عيوب اإلرادة عند تكوين العقد ‪ ،‬أما الخداع فهو تضليل أو‬
‫حيلة قد يكون أثناء تكوين العقد كما قد يكون أثناء تنفيذه ‪ ،‬و يمتد أثر الضرر الناتج عن الخداع‬
‫إلى العامة ‪ ،‬بينما أثر الضرر الناتج عن التدليس يلحق المتعاقد فقط طبقا لمبدأ نسبية أثر العقد ‪.‬‬
‫و يشترط أن تبلغ الحيل المستعملة في التدليس درجة من الجسامة لكي يتحقق في حين ال‬
‫يشترط مثل هذا الشرط في الخداع ‪ ،‬و من أجل ذلك يعد الخداع أوسع نطاقا من التدليس المدني ‪،‬‬
‫و من ثمة ال يمكن تطبيق الجزاء الوارد في القانون المدني الخاص بالتدليس على الخداع الذي‬
‫‪.‬‬ ‫أحال المشرع العقاب عليه ألحكام قانون العقوبات‬
‫)‪(2‬‬

‫ب( ‪ -‬التمييز بين الخداع و النصب ‪:‬‬


‫كل من الخداع و النصب يقومان على فكرة اإليهام الذي يستلزم القيام بفعل إيجابي مما‬
‫يترتب عليه التأثير على إدارة المستهلك فيؤدي ذلك إلى تعيب إرادته ‪ ،‬و لكن يختلفان في كون‬
‫الهدف من النصب هو االستيالء على كل أو بعض مال المجني عليه سواء كان ذلك بمقابل أو‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(3‬‬
‫حتى بدون مقابل ‪ ،‬في حين يهدف الخداع إلى تحقيق ربح غير مشروع‬
‫كما يختلف الخداع عن النصب في الوسائل المستعملة ‪ ،‬فوسائل االحتيال في جريمة النصب‬
‫محددة في قانون العقوبات بموجب المادة ‪ 372‬من األمر رقم ‪ 156-65‬المؤرخ في‬
‫‪ ،‬فيتحقق فعل النصب لما يقوم الجاني بالتصرف في‬ ‫)‪(4‬‬
‫‪ 08‬جوان ‪ 1966‬المتعلق بقانون العقوبات‬
‫أموال أو منقوالت أو سندات أو تصرفات أو أوراقا مالية أو وعودا أو مخالصات أو إبراء من‬
‫التزامات ‪ ،‬ليست ملكا للجاني ‪ ،‬باستعمال أسماء أو صفات كاذبة أو سلطة خيالية أو اعتماد مالي‬

‫)‪(1‬‬
‫‪- Kahloula. (M) et ، Mekamcha. (G) ، (la deuxième partie) ، op.cit ، p 46 .‬‬
‫‪ -‬سي يوسف زاهية ‪ " ،‬تجريم الغش و الخداع كوسيلة لحماية المستهلك " ‪ ،‬المجلة النقدية للقانون و العلوم السياسية ‪ ،‬كلية‬ ‫)‪(2‬‬

‫الحقوق و العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة مولود معمري ‪ ،‬تيزي وزو‪ ،‬العدد ‪ ، 2007 ، 01‬ص ‪. 30-29‬‬
‫‪ -‬أحمد محمد محمود علي خلف ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 167‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫‪ -‬األمر رقم ‪ 156-66‬المؤرخ في ‪ ، 1966/06/08‬المتعلق بقانون العقوبات المعدل و المتمم ‪.‬‬ ‫)‪(4‬‬

‫‪177‬‬
‫خيالي أو بإحداث األمل في الفوز بأي شيء أو في وقوع حادث أو أية واقعة أخرى وهمية ‪ ،‬في‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫حين أن الخداع يقوم بأي وسيلة كانت‬

‫‪ - (02‬أركان جريمة الخداع ‪:‬‬


‫تتحقق جريمة الخداع أو محاولة الخداع بتوفر كل من الركن المادي و الركن المعنوي ‪:‬‬

‫أ( ‪ -‬الركن المادي ‪:‬‬


‫يتجسد الركن المادي في صدور فعل مادي من المتدخل بصفته الجاني و المتمثل في خداع‬
‫المستهلك بصفته المجني عليه ‪ ،‬و يتم ذلك بتوفر إحدى الوسائل المحددة في المادة ‪ 68‬من قانون‬
‫رقم ‪ 03-09‬المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش و هي‪:‬‬

‫‪ -‬الخداع في كمية المنتوجات المسلمة ‪:‬‬


‫يقع الخداع في هذه الحالة إما على العدد أو المقدار أو المعيار أو القياس أو الكيل ‪،‬‬
‫باستعمال طرق احتيالية للزيادة أو النقصان في هذه الكمية و على سبيل المثال لما يتم خلط مادة‬
‫جامدة مع مادة أخرى ‪ ،‬و إما بفعل من يتلقى المنتوج كالتاجر الذي يقتني من المتدخل منتوجات‬
‫زراعية ثم يستعمل موازين أو مكاييل زائفة أو معطلة مما يعد ظرفا مشددا)‪.(2‬‬

‫‪ -‬الخداع في تسليم منتوجات غير تلك المعينة مسبقا‪:‬‬


‫يتحقق في هذه الحالة الخداع لما يتم تسليم منتوجات غير تلك المعينة و المتفق عليها مسبقا‬
‫بين المتدخل و المستهلك ‪ ،‬فال يكفي أن يستلم المستهلك المنتوج و إنما ينبغي أن يستلمه مطابقا‬
‫لما تم االتفاق عليه)‪.(3‬‬

‫‪ -‬الخداع في قابلية المنتوج لالستعمال ‪:‬‬


‫يؤدي الخداع في طبيعة المنتوج لتغيير خصائص هذا األخير ‪ ،‬فيحدث في تركيب المنتوج‬
‫‪ ،‬مثل اقتناء المستهلك لشكوالطة تحت‬ ‫)‪(4‬‬
‫مما يجعله غير صالح لالستعمال من قبل المستهلك‬
‫عالمة معينة و يصرح المتدخل بأنها ممتازة ‪ ،‬و في الواقع ال تحتوي إال على نسبة قليلة من‬

‫‪ -‬شعباني نوال ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 137‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪ -‬حساني علي ‪ " ،‬االطار القانوني لاللتزام بالضمان‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 362-361‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫‪ -‬عامر قاسم أحمد القيسي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 79‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫‪ -‬أحمد محمد محمود علي خلف ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 174‬‬ ‫)‪(4‬‬

‫‪178‬‬
‫الكاكاو ‪ ،‬أو التصريح الذي يدلي به المتدخل حول مكيف هوائي أنه ذو استعمال مزدوج أي بارد و‬
‫ساخن ثم يكتشف المستهلك بعد االقتناء أنه يستخدم فقط للتبريد مما يجعل المستهلك يستفيد منه في‬
‫فصل الصيف فقط ‪.‬‬

‫‪ -‬الخداع حول تاريخ أو مدد صالحية المنتوج ‪:‬‬


‫غالبا ما يتم تحديد مدة صالحية المنتوجات بتاريخ معين ‪ ،‬فيكون غير صالح لالستعمال بعد‬
‫انتهاء ذلك التاريخ ‪ ،‬و قد عرفت المادة ‪ 03‬الفقرة (‪ )10‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪378-13‬‬
‫‪ ،‬على أنه‪ " :‬التاريخ األدنى‬ ‫)‪(1‬‬
‫المتعلق بتحديد الشروط و الكيفيات المتعلقة بإعالم المستهلك‬
‫للصالحية أو " من المستحسن استهالكه قبل‪ : " ...‬تاريخ نهاية األجل المحدد تحت مسؤولية‬
‫المتدخل المعني ‪ ،‬الذي تبقى المادة الغذائية خالله صالحة كليا للتسويق و محافظة على كل‬
‫مميزاتها الخاصة المسندة إليها صراحة أو ضمنيا ‪ ،‬ضمن شروط التخزين المبينة إن وجدت ‪ ،‬و‬
‫يجب أن تسحب المادة الغذائية من التسويق بعد هذا األجل حتى لو بقيت صالحة كليا بعد هذا‬
‫التاريخ " ‪.‬‬
‫فقد يعمد المتدخل لوضع تاريخ على المنتوجات و لكن حقيقة هذه األخيرة فاسدة و غير‬
‫صالحة لالستهالك رغم أن تاريخ صالحيتها لم ينته بعد ‪ ،‬فال يعد هذا األخير معيا ار لمعرفة‬
‫صالحية المنتوج لالستهالك ‪ ،‬بل ينبغي أن تتغير تركيبته و الخواص الطبيعية له من حيث الطعم‬
‫‪.‬‬ ‫و الرائحة لكي يمكننا القول أن المنتوج غير صالح لالستهالك‬
‫)‪(2‬‬

‫‪ -‬الخداع حول النتائج المنتظرة من المنتوج ‪:‬‬


‫يقصد بالنتائج المنتظرة من المنتوج أن يوافق هذا األخير الرغبات المشروعة للمستهلك و لن‬
‫يتجسد ذلك إال بالتوفر في المنتوجات المقتناة األمن و أن ال تلحق ضرر بصحة و سالمة و أمن‬
‫‪ ،‬فإذا لم يتحقق هذا األمن و السالمة في المنتوجات و عرضها المتدخل‬ ‫)‪(3‬‬
‫المستهلك و مصالحه‬

‫‪ -‬المادة ‪ )09(03‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 378-13‬المؤرخ في ‪ ، 2013/11/09‬المتعلق بتحديد الشروط و الكيفيات المتعلقة‬ ‫)‪(1‬‬

‫بإعالم المستهلك ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 58‬المؤرخة في ‪ ، 2013/11/18‬ص ‪. 09‬‬


‫‪ -‬نائل عبد الرحمان صالح ‪ " ،‬الحماية الجزائية للمستهلك في القوانين األردنية " ‪ ،‬مجلة الحقوق الكويتية ‪ ،‬السنة ‪ ، 23‬ديسمبر‬ ‫)‪(2‬‬

‫‪ ، 1999‬ص ‪. 131-130‬‬
‫‪ -‬عامر قاسم أحمد القيسي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 56‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫‪179‬‬
‫لالستهالك على أساس أنها متوفرة لألمن المنتظر يكون قد ارتكب جريمة خداع أو محاولة خداع‬
‫‪.‬‬ ‫المستهلك‬
‫)‪(1‬‬

‫‪ -‬الخداع حول طرق االستعمال و االحتياطات الالزمة الستعمال المنتوج ‪:‬‬


‫ألقى المشرع على عاتق المتدخل بموجب المادة ‪ 17‬من قانون رقم ‪ ، 03-09‬االلتزام‬
‫باإلعالم بكل المعلومات حول المنتوج مما ينبغي عليه تبيين كيفية استعماله ‪ ،‬نظ ار للخبرة التي‬
‫يتميز بها بصفته متدخال ‪ ،‬كما يقع عليه تبيين االحتياطات الالزمة الستعمال المنتوج لكي يتجنب‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫المستهلك مخاطره‬
‫فيتحقق الخداع في هذه الحالة لما ال يدلي المتدخل بالطريقة الصحيحة الستعمال المنتوج‬
‫و يمتنع عن التصريح بالمخاطر التي قد تنجم عن استعماله كل هذا من أجل بيع المنتوج و كسب‬
‫فائدة دون مراعاة مصالح المستهلك ‪ ،‬و بالرجوع إلى نص المادة ‪ 429‬من األمر رقم ‪156-66‬‬
‫المتعلق بقانون العقوبات ‪ ،‬التي تحدد عناصر الركن المادي المتعلقة بجريمة خداع المستهلك كما‬
‫يلي ‪:‬‬

‫‪ -‬الخداع في طبيعة السلع ‪:‬‬


‫يتمثل الخداع في طبيعة السلع لما يحدث تغيير ملحوظ و مؤثر على خصائص السلع مما‬
‫يؤدي إلى فقدانها لطبيعتها الحقيقية و جعلها غير صالحة لالستخدام الذي أعدت من أجله ‪ ،‬أي يتم‬
‫تحول السلع إلى طبيعة أخرى مغايرة لما تم إنتاجه)‪.(3‬‬

‫‪ -‬الخداع في الصفات الجوهرية للسلع ‪:‬‬


‫يقصد بالخداع في الصفات الجوهرية للسلع هي تلك التي لو علم المتعاقد بعدم وجودها لما‬
‫أقدم على إبرام العقد ‪ ،‬فالصفات الجوهرية هي مسألة اعتبارية مرتبطة باألشخاص و األغراض التي‬
‫تكون قد دفعت المتعاقد إلبرام العقد ‪ ،‬فهي تختلف باختالفهم و الظروف المحيطة بهم ‪ ،‬فيتحقق‬
‫‪.‬‬ ‫مثل هذا الخداع في العداد الكيلومتري للسيارة مثال‬
‫)‪(4‬‬

‫‪ -‬حساني علي ‪ " ،‬اإلطار القانوني لاللتزام بالضمان‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 363‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪ -‬أنظر المادة ‪ 08‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 203-12‬المؤرخ في ‪ ، 2012/05/06‬المتعلق بالقواعد المطبقة في مجال أمن‬ ‫)‪(2‬‬

‫المنتوجات‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 28‬المؤرخة في ‪ ، 2012/05/09‬ص ‪. 19‬‬


‫‪ -‬أحمد محمد محمود علي خلف ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 174-173‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫‪ -‬ولد عمر الطيب ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 116‬‬ ‫)‪(4‬‬

‫‪180‬‬
‫‪ -‬الخداع في التركيب أو في نسبة المقومات الالزمة للسلع ‪:‬‬
‫و يتم ذلك بإعطاء بيانات غير صحيحة حول تركيب السلع مغايرة لتلك المحددة في القوانين‬
‫أو وفقا للعادات التجارية المتعارف عليها أو طبقا لبيانات العقد ‪ ،‬أو بالرجوع إلى الفاتورات أو‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫اإلشهار أو التي تتضمن أحيانا المقومات الالزمة للمنتوج‬
‫فتقع جريمة الخداع حول التركيب أو حول نسبة المقومات الالزمة للمنتوج بمجرد أن تكون‬
‫السلع معروضة تحت اسم معين مختلفة في تركيبتها و مواصفاتها و نسبة مقوماتها عن تلك‬
‫المحددة قانونا ‪.‬‬

‫‪ -‬الخداع في نوع أو مصدر السلع ‪:‬‬


‫يعرف النوع على أنه الطريقة التي من خاللها يمكن تمييز السلع عن مثيلتها ‪ ،‬فقد يحدث أن‬
‫تتماثل السلع من حيث المظهر و الشكل و لكن تختلف فيما بينها بواسطة النوع مما يترتب على‬
‫ذلك تميزها عن غيرها و اختالف القيمة بينهما و يتحقق الخداع في نوع السلع لما يصرح الجاني‬
‫ن)‪(2‬‬
‫‪.‬‬ ‫للمجني عليه مثال على أن زيت عادي هو زيت زيتو‬
‫أما بالنسبة لمصدر السلع فهو يطلق على مكان اإلنتاج أو مكان االستخراج إذا تعلق األمر‬
‫بمنتجات طبيعية أو صناعية أو حتى على األنساب بالنسبة للحيوانات أو العصر الذي صنع فيه‬
‫األثاث ‪ ،‬و للمصدر أهمية بالغة خاصة بالنسبة للمواد الغذائية و األدوية و األجهزة الكهربائية ‪،‬‬
‫فيتجسد الخداع بشأن المصدر لما يزعم تاجر أقمشة مثال أنه اشتراها من المصنع مباشرة مع أنه‬
‫تلقاها من تاجر الجملة أو يعلن أن السجاد إيراني األصل بينما هي مزيج من إيران و هي نسبة‬
‫‪.‬‬ ‫قليلة و األكثرية من فرنسا‬
‫)‪(3‬‬

‫‪ -‬الخداع في كمية األشياء المسلمة أو في هويتها ‪:‬‬


‫يتمثل الخداع حول كمية األشياء في استعمال طرق احتيالية للزيادة أو النقصان في الوزن‬
‫أو الكيل أو العدد ‪ ،‬أما بالنسبة للخداع في هوية األشياء فيتحقق بتسليم سلعة مخالفة لما تم االتفاق‬
‫‪.‬‬ ‫عليه في العقد‬
‫)‪(4‬‬

‫‪ -‬بودالي محمد ‪ " ،‬حماية المستهلك‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 313‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪ -‬كالم حبيبة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 104‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫‪ -‬عبد الفضيل محمد أحمد ‪ " ،‬جريمة الخداع التجاري في نظم مكافحة الغش التجاري السعودي مع اإلشارة إلى القوانين الفرنسي‬ ‫)‪(3‬‬

‫و المصري " ‪ ،‬مجلة الحقوق الكويتية ‪ ،‬السنة ‪ ، 18‬العدد ‪ ، 04‬ديسمبر ‪ ، 1994‬ص ‪. 148-146‬‬
‫‪ -‬ولد عمر الطيب ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 117-116‬‬ ‫)‪(4‬‬

‫‪181‬‬
‫فيكفي أن تتحقق إحدى هذه الصور لكي تقع جريمة خداع المستهلك ‪ ،‬و يمكن أن يتم كذلك‬
‫الشروع في ارتكاب جريمة الخداع ‪ ،‬و يتحقق هذا األخير لما يطرح المنتوج للبيع أو بإرسال عينات‬
‫مصحوبة ببيانات كاذبة حول هذا المنتوج ‪ ،‬و من ثمة يستهدف هذا الشروع أي مستهلك يقبل على‬
‫‪،‬‬ ‫اقتناء هذا المنتوج المعروض لالستهالك ثم يكتشف خداع المتدخل فيرفض اقتناء المنتوج‬
‫)‪(1‬‬

‫‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫فالمشرع سوى بين جريمة الخداع التام و الشروع فيها من حيث مبدأ التجريم و مقدار العقوبة‬
‫و هذا ما أكد عليه بموجب المادة ‪ 68‬من قانون رقم ‪ ، 03-09‬و المادة ‪ 429‬من قانون‬
‫العقوبات بقوله ‪... " :‬كل من يخدع أو يحاول أن يخدع‪ ، " ...‬و لم يحدد مشرعنا في قانون حماية‬
‫المستهلك و قمع الغش ‪ ،‬الوسائل التي يتم بها خداع المستهلك فجعله يتحقق بأي وسيلة أو طريقة‬
‫كانت ‪ ،‬مما يعد ضمانة للمستهلك ‪ ،‬فكان للمشرع نظرة مستقبلية خاصة بتطور الوسائل التكنولوجية‬
‫التي يمكن أن تعد كوسيلة تستعمل لخداع المستهلك ‪.‬‬
‫كما حدد المشرع بموجب المادة ‪ 68‬من قانون حماية المستهلك و قمع الغش ‪ ،‬المتضرر‬
‫من الخداع و هو " المستهلك " سواء تعاقد مع المتدخل أم ال ‪ ،‬و هذا عكس ما جاءت به المادة‬
‫‪ 429‬من قانون العقوبات ‪ ،‬التي نصت على خداع أو محاولة خداع " المتعاقد " فقط مما يستنتج أن‬
‫المستفيد من الحماية هو المتعاقد مع المتدخل فقط ‪ ،‬و هذا يعد قصو ار في حماية المستهلك إذا لم‬
‫تكن له صفة المتعاقد مما يبعث التناقض و النقص بين النصين ‪.‬‬
‫إضافة إلى ذلك شملت المادة ‪ 68‬من قانون رقم ‪ 03-09‬من حيث محل جريمة الخداع‬
‫في المنتوجات بما فيها السلع و الخدمات ‪ ،‬و لكن المادة ‪ 429‬من قانون العقوبات جعلت محله‬
‫منصب على السلع فقط ‪ ،‬و ربما السبب في ذلك كون اكتشاف الخداع حول السلع يعد أسهل من‬
‫اكتشافه في مجال الخدمات ألن هذه األخيرة قد يتم تقديمها بشكل غامض و غالبا ما ال يتم‬
‫‪.‬‬ ‫التعريف الدقيق بها‬
‫)‪(3‬‬

‫فنالحظ أن قانون حماية المستهلك كيف الجريمة بما يتماشى مع الهدف المبتغى من وضع‬
‫هذا القانون أال و هو حماية المستهلك ‪ ،‬و يظهر ذلك في كون الحماية التي أتى بها خاصة بفئة‬
‫المستهلكين عكس قانون العقوبات الذي يتميز بالطابع الردعي و العام للمحافظة على النظام العام‪.‬‬

‫‪ -‬سي يوسف زاهية حورية ‪ " ،‬تجريم الغش و الخداع‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 32‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪ -‬بوطبل خديجة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 106‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫)‪(3‬‬
‫‪– Dorandeu. (N) ، Gomy. (M) ،Robinne. (S) ،Valette-Ercole. (V)، op.cit ، p 172 .‬‬

‫‪182‬‬
‫ب( ‪ -‬الركن المعنوي ‪:‬‬
‫لم يشر قانون رقم ‪ 03-09‬المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ‪ ،‬لضرورة توفر نية‬
‫الخداع و لكن نظ ار لما يلحق المستهلك من ضرر بمصالحه المادية ‪ ،‬يؤدي ذلك لجعل جريمة‬
‫الخداع جريمة عمديه ينبغي توافر القصد الجنائي العام أي انصراف إرادة الجاني (المتدخل) إلى‬
‫‪.‬‬ ‫تحقيق الواقعة اإلجرامية مع العلم بتوافر أركانها و بأن القانون يعاقب عليها‬
‫)‪(1‬‬

‫و ال يجب افتراض العلم بل يجب إقامة الدليل عليه و إثباته من قبل القاضي أو المدعي‬
‫بالحق المدني ‪ ،‬و لقيام القصد الجنائي ينبغي إثبات أن إرادة الجاني قد اتجهت إلى إتيان الفعل‬
‫‪.‬‬ ‫المادي و هو الخداع أو الشروع فيه و العلم بما في ذلك من تجريم‬
‫)‪(2‬‬

‫مما يستدعي علم الجاني (المتدخل) باستعمال الطرق المنصوص عليها في المادة ‪ 68‬من‬
‫قانون حماية المستهلك و قمع الغش ‪ ،‬و المادة ‪ 429‬من قانون العقوبات فيؤدي ال محالة لخداع‬
‫المجني عليه (المستهلك) ‪ ،‬مع ضرورة توفر في الجاني (المتدخل) نية الخداع ‪.‬‬
‫لذلك فالقانون ال يعاقب إال على الخداع الذي يتم بطريقة غير مشروعة و ال يعاقب على‬
‫الجهل أو الغلط الذي يقع من المتدخل إزاء المستهلك ‪ ،‬ألن الخداع جريمة عمدية ‪ ،‬أما اإلهمال‬
‫حتى و لو كان جسيما فال يعادل الخداع كونه صورة من صور الخطأ الغير العمدي ‪ ،‬فهنا ال يعد‬
‫‪.‬‬ ‫المتدخل قد ارتكب جريمة الخداع إال إذا كان سيء النية‬
‫)‪(3‬‬

‫و من أجل ذلك يشترط توفر القصد الجنائي بعنصريه عند تحقق الخداع التام أو حين عرض‬
‫المنتوج إذا كان الخداع في مرحلة الشروع ‪ ،‬فإذا تخلفت أحد عناصر القصد الجنائي وقت حدوث‬
‫الفعل فال تقوم جريمة الخداع ‪.‬‬
‫فالمالحظ على المادة ‪ 68‬من قانون حماية المستهلك و قمع الغش ‪ ،‬لم تشترط أن يلحق‬
‫الخداع ضرر بالمستهلك لكي يعد الفعل مجرما ‪ ،‬و إنما بمجرد ارتكاب المتدخل ألحد أو بعض‬
‫األفعال المادية المنصوص عليها بموجب هذه المادة ‪ ،‬تعد جريمة الخداع قائمة و بذلك صنف‬
‫‪ ،‬و هذا بالنظر للنتائج‬ ‫)‪(4‬‬
‫البعض هذه الجريمة بأنها من جرائم الخطر و ليست من جرائم الضرر‬

‫‪ -‬عمر عيسى الفقي ‪ " ،‬جرائم قمع الغش و التدليس " ‪ ،‬المكتب الفني للموسوعات القانونية ‪ ،‬بور سعيد ‪ ،‬مصر‪،1998 ،‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ص ‪. 69‬‬
‫‪ -‬عبد الفضيل محمد أحمد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 153-152‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫‪ -‬ولد عمر الطيب ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 117‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫‪ -‬خالدي فتيحة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 52‬‬ ‫)‪(4‬‬

‫‪183‬‬
‫الوخيمة المترتبة عن الخداع و تأثيره على صحة المستهلك خاصة في حالة المنتوجات الغذائية و‬
‫المنتوجات الخطيرة ‪.‬‬

‫‪ - (03‬عقوبة جريمة خداع أو محاولة خداع المستهلك‪:‬‬


‫أحالت المادة ‪ 68‬من قانون حماية المستهلك و قمع الغش ‪ ،‬العقاب على جريمة خداع أو‬
‫محاولة خداع المستهلك إلى نص المادة ‪ 429‬من األمر رقم ‪ 155-66‬المتضمن قانون العقوبات‬
‫المعدل و المتمم ‪ ،‬التي نصت على معاقبة المتدخل بالحبس من شهرين إلى ثالث سنوات و بغرامة‬
‫من ألفين دينار (‪ 2.000‬دج) إلى عشرين ألف دينار (‪ 20.000‬دج) أو بإحدى هاتين العقوبتين‬
‫‪ ،‬كما تشدد المشرع في عقاب جريمة الخداع بنصه في المادة ‪ 69‬من قانون رقم ‪ 03-09‬المتعلق‬
‫بحماية المستهلك و قمع الغش ‪ ،‬على الظروف المشددة لهذه الجريمة فرفع العقوبات المنصوص‬
‫عليها في المادة ‪ 68‬من قانون حماية المستهلك ‪ ،‬التي تحيل العقاب إلى قانون العقوبات إلى خمس‬
‫(‪ )05‬سنوات حبسا و غرامة قدرها خمسمائة ألف دينار (‪ 500.000‬دج) إذا ارتكب الخداع أو‬
‫محاولة الخداع بواسطة ‪:‬‬
‫‪ -‬الوزن أو الكيل أو بأدوات أخرى مزورة أو غير مطابقة ‪.‬‬
‫‪ -‬طرق ترمي إلى تغليط في عمليات التحليل أو المقدار أو الوزن أو الكيل أو التغيير عن طريق‬
‫الغش في تركيب أو وزن أو حجم المنتوج ‪.‬‬
‫‪ -‬إشارات أو ادعاءات تدليسية ‪.‬‬
‫‪ -‬كتيبات أو منشورات أو نشرات أو معلقات أو إعالنات أو بطاقات أو أية تعليمات أخرى ‪.‬‬
‫‪،‬‬ ‫و بالرجوع إلى نص المادة ‪ 430‬من األمر رقم ‪ 155-66‬المتعلق بقانون العقوبات‬
‫)‪(1‬‬

‫التي نصت على ‪ " :‬ترفع مدة الحبس إلى خمس (‪ )05‬سنوات و الغرامة إلى )‪ 500.000‬دج( إذا‬
‫كانت الجريمة أو الشروع فيها المنصوص عليهما أعاله قد ارتكبا‪" ...‬‬
‫فهذه المادة رفعت مدة الحبس إلى ‪ 05‬سنوات مع رفعها لقيمة الغرامة ‪ ،‬و هو ما توافق مع‬
‫المادة ‪ 69‬من قانون حماية المستهلك و قمع الغش ‪ ،‬و السبب في ذلك رغبة من المشرع للمساس‬
‫بالذمة المالية للمتدخل ‪ ،‬بهدف مكافحة الجرائم االقتصادية التي عادة ما تهدف إلى كسب ربح غير‬

‫‪ -‬المادة ‪ 430‬من األمر رقم ‪ 156-66‬المؤرخ في ‪ ، 1966/06/08‬المتضمن قانون العقوبات ‪ ،‬المعدل و المتمم بموجب‬ ‫)‪(1‬‬

‫قانون رقم ‪ 23-06‬المؤرخ في ‪ ، 2006/12/20‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 84‬المؤرخة في ‪. 2006/12/24‬‬

‫‪184‬‬
‫‪ ،‬و نصت المادة ‪ 429‬في فقرتها األخيرة من‬ ‫)‪(1‬‬
‫مشروع على حساب صحة و سالمة المستهلك‬
‫قانون العقوبات ‪ ،‬على أنه يقع على مرتكب المخالفة إعادة األرباح التي تحصل عليها بدون حق ‪،‬‬
‫و هي تدفع للخزينة العامة للدولة كمقابل للضرر العام الذي قام به نتيجة مخالفته للقوانين‬
‫االقتصادية)‪.(2‬‬

‫ثانيا ‪ :‬جريمة الغش في المنتوجات الموجهة لالستهالك ‪:‬‬


‫للتعرف على جريمة الغش يستدعي التطرق لتعريف الغش ‪ ،‬ثم تبيين أركان هذه الجريمة ‪ ،‬ثم‬
‫تحديد العقاب المقرر على الغش في المنتوجات ‪.‬‬

‫أ( ‪ -‬تعريف الغش ‪:‬‬


‫لم يعرف المشرع الغش ‪ ،‬فتكفل الفقه بإعطاء تعريف له ‪ ،‬فهو كل فعل عمدي إيجابي‬
‫ينصب على منتوج فيكون هذا مخالفا لما هو وارد في النصوص القانونية و التنظيمية التي تحدد‬
‫معايير للمنتوجات لكي تعد صالحة لالستهالك ‪ ،‬فهو يتحقق بإضافة مادة غربية عن المنتوج مما قد‬
‫تؤدي إلى تغيير وظيفته أو بانتزاع عنصر من عناصر المنتوج أو بإخفاء رداءته و إظهاره في‬
‫‪.‬‬ ‫صورة حسنة‬
‫)‪(3‬‬

‫كما قد يكون الغش حول أغذية اإلنسان أو الحيوان أو العقاقير الطبية أو الحاصالت‬
‫الزراعية أو المنتجات الطبيعية ‪ ،‬أو أي مواد أخرى مع العلم بغشها و فسادها ‪ ،‬أو باستعمال مواد‬
‫‪.‬‬ ‫‪ ،‬فالغش يجعل من المنتوج العادي منتوجا خطي ار‬
‫)‪(5‬‬ ‫)‪(4‬‬
‫سامة مما يؤدي إلى تسميم المستهلك‬
‫فيتعمد المتدخل تضليل المستهلك بإخفاء المعلومات الكافية عن المنتوج ‪ ،‬فمن حيث الشكل‬
‫تشبه المنتوجات الجيدة و لكنها في الحقيقة رديئة و ال تتصف بالجودة المطلوبة مما يلحق‬

‫‪ -‬خميخم محمد ‪ " ،‬الطبيعة الخاصة للجريمة االقتصادية في التشريع الجزائري " ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬كلية الحقوق‬ ‫)‪(1‬‬

‫بن عكنون ‪ ، 2011 ،‬ص ‪. 66-65‬‬


‫‪ -‬مامش نادية ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 146‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫‪ -‬عمر عيسى الفقي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 80‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫‪ -‬السعيدي جمال ‪ " ،‬المفهوم العام للغش ‪ ،‬و دراسة واقعة لنماذج عن تغيير أسعار السلع " ‪ ،‬مداخلة في ندوة حول " حماية‬ ‫)‪(4‬‬

‫المستهلك و مكافحة الغش التجاري في الدول العربية " ‪ ،‬شرم الشيخ ‪ ،‬مصر ‪ 17-13‬جانفي ‪ ، 2008‬ص ‪. 64-63‬‬
‫)‪(5‬‬
‫‪- Calais–Auloy. (J) et Stemmetz. (F) ، op.cit ، p 249 .‬‬

‫‪185‬‬
‫بالمستهلك ضرر مادي ‪ ،‬فيدفع هذا األخير سعر المنتوج مقابل حصوله على منفعة أقل ‪ ،‬كما قد‬
‫يتكبد إنفاق مبالغ إضافية إلزالة األضرار الناتجة عن المنتوجات المغشوشة)‪.(1‬‬
‫و يختلف الغش عن الخداع كون هذا األخير يقع دون هدف تزييف المنتوج ‪ ،‬أما الغش فيقع‬
‫على المنتوج بغرض تزيفه ‪ ،‬فيستهدف من وراء الخداع تضليل المستهلك فقط دون المساس بجوهر‬
‫المنتوجات أي دون إدخال تغيير على تركيبتها ‪ ،‬و الهدف الذي قصده المشرع من وراء تجريم‬
‫الغش هو لحماية الصحة العامة و من ثمة الحماية من المنتوجات المغشوشة ‪ ،‬بينما الهدف من‬
‫‪.‬‬ ‫تجريم الخداع هو لحماية أوضاع التعامل و الثقة بين المستهلك و المتدخل‬
‫)‪(2‬‬

‫و يقع الغش طبقا لما حددته المادة ‪ 70‬من قانون حماية المستهلك و قمع الغش ‪ ،‬باألفعال التالية‪:‬‬
‫‪ -‬يزور أي منتوج موجه لالستهالك أو االستعمال البشري أو الحيواني ‪.‬‬
‫‪ -‬يعرض أو يضع للبيع أو يبيع ‪ ،‬مع عمله بوجهتها مواد أو أدوات أو أجهزة أو كل مادة خاصة‬
‫من شأنها أن تؤدي إلى تزوير أي منتوج موجه لالستعمال البشري أو الحيواني ‪.‬‬
‫كما حددت المادة ‪ 431‬من قانون العقوبات األفعال المادية التي يتم بها الغش و هي ‪:‬‬
‫‪ -‬يغش مواد صالحة لتغذية اإلنسان أو الحيوانات أو مواد طبية أو مشروبات أو منتوجات فالحيه‬
‫أو طبيعية مخصصة لالستهالك ‪.‬‬
‫‪ -‬يعرض أو يضع للبيع أو يبيع مواد صالحة لتغذية اإلنسان و الحيوانات أو مواد طبية أو‬
‫مشروبات أو منتوجات فالحية أو طبيعية يعلم أنها مغشوشة أو فاسدة أو مسمومة ‪.‬‬
‫‪ -‬يعرض أو يضع للبيع أو يبيع مواد خاصة تستعمل لغش مواد صالحة لتغذية اإلنسان أو‬
‫الحيوانات أو مشروبات أو منتوجات فالحية أو طبيعية أو يحث على استعمالها بواسطة كتيبات أو‬
‫منشورات أو نشرات أو معلقات أو إعالنات أو تعليمات مهما كانت ‪.‬‬
‫مما ينبغي تحديد ما قصدته المادة ‪ 431‬من قانون العقوبات‪:‬‬

‫‪ -‬تجربة الجمارك السعودية في حماية المستهلك السعودي و مكافحة الغش التجاري ‪ ،‬مداخلة في ندوة حول " حماية المستهلك و‬ ‫)‪(1‬‬

‫مكافحة الغش التجاري في الدول العربية " ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 145،147‬‬
‫‪ -‬عبد الفضيل محمد أحمد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 167‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫‪186‬‬
‫‪ -‬أغذية اإلنسان و الحيوان ‪:‬‬
‫يقصد بها كل المأكوالت و المشروبات سواء كانت سائلة أم صلبة بحالتها الطبيعية أو‬
‫المصطنعة أو مضاف إليها مواد ملونة أو حافظة ‪ ،‬و تكون هذه األغذية موجهة لتغذية اإلنسان أو‬
‫‪.‬‬ ‫الحيوان ‪ ،‬و تكون هذه المواد مخصصة و صالحة لالستهالك‬
‫)‪(1‬‬

‫‪ -‬المواد و المنتوجات الطبية ‪:‬‬


‫يقع الغش على األدوية و األجهزة الطبية سواء كانت موجهة لعالج اإلنسان أو الحيوان و‬
‫تمتد إلى النباتات الطبية ‪ ،‬فهي منتوجات تتسم بالخطورة الرتباطها بحياة المستهلك و سالمته و‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫كون المنتوجات الطبية حساسة و إذا تم الغش حولها تصبح خطيرة‬

‫‪ -‬المنتوجات الفالحية أو الطبيعية ‪:‬‬


‫فهي تلك المنتوجات التي تنتجها األرض كالحبوب و الخضر و الفواكه ‪ ،‬و يدخل في نطاق‬
‫هذه المنتوجات اللحوم و األلبان و البيض و العسل ‪ ،‬و الخشب ‪ ،‬القطن ‪ ،‬الحرير ‪ ،‬أما المنتوجات‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(3‬‬
‫الطبيعية فهي ما تمنحه الطبيعة للبشر كالفحم و البترول و األخشاب‬
‫فالمشرع بموجب المادة ‪ 431‬من قانون العقوبات ‪ ،‬قد حدد المنتوجات المعاقب عليها و‬
‫المتمثلة في المواد الغذائية أو الموجهة للحيوان أو مشروبات أو منتوجات طبية أو منتوجات فالحية‬
‫أو طبيعية مخصصة لالستهالك ‪ ،‬بينما المادة ‪ 70‬من قانون حماية المستهلك و قمع الغش ‪،‬‬
‫وسعت من نطاق هذه الجريمة فشملت المادة كل تزوير في المنتجات دون تحديدها ‪ ،‬فيستوي أن‬
‫تكون مواد غذائية أو غير غذائية ‪ ،‬طبيعية أم صناعية أو طبية أو آالت و أجهزة ‪...‬إلخ ‪ ،‬و سواء‬
‫كانت موجهة لالستهالك أم لالستعمال ‪.‬‬

‫‪ - (02‬أركان جريمة الغش في المنتوجات ‪:‬‬


‫لجريمة الغش في المنتوجات ركنين ‪:‬‬

‫أ( ‪ -‬الركن المادي ‪:‬‬


‫قد يعرض المتدخل منتوجات لالستهالك و تكون مغشوشة ‪ ،‬و ذلك بتغيير عنصر من‬
‫عناصر المنتوج أو دمجه بمادة ليست من طبيعته أو بعدم احترامه للمقاييس المعتمدة قانونا ‪ ،‬و ال‬

‫‪ -‬أحمد محمد محمود على خلف ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 191‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪ -‬ولد عمر الطيب ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 18‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫‪ -‬حساني علي ‪ " ،‬اإلطار القانوني لاللتزام‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 367-366‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫‪187‬‬
‫يكفي مجرد الكتمان لقيام الغش بل ينبغي أن يتحقق بأساليب تنصب على المنتوج و عادة ما يتم‬
‫بأحد األفعال التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬الغش باإلضافة أو بالخلط ‪:‬‬


‫يتم ذلك بإضافة مادة إلى هذا المنتوج فتكون هذه المادة مختلفة عنه من حيث الكم‬
‫و الكيف أو من مادة من نفس الطبيعة لكنها أقل جودة منه ‪ ،‬كل ذلك من أجل إخفاء رداءته أو‬
‫إلظهاره بمظهر يجعل المستهلك يعتقد أنه ذا جودة عالية ‪ ،‬و ال تعتبر اإلضافة المسموح بها قانونا‬
‫غشا نظ ار ألنها تطبيق لألعراف التجارية و المهنية مثل إضافة مادة حافظة للمنتوج فمن بين‬
‫أهدافها عدم اإلضرار بصحة و مصلحة المستهلك ‪ ،‬و الدليل على ذلك أنه يقع وجوبا على عاتق‬
‫المتدخل ذكر مثل هذه اإلضافة في الوسم أو على التغليف ‪ ،‬أما الغش بالخلط فهو يعد من أخطر‬
‫أنواع الغش خاصة في المواد الغذائية ‪ ،‬كونه يؤثر على وظيفة المنتوج و غالبا ما ال يكون مرخص‬
‫‪.‬‬ ‫قانونا و غير مطابق لألعراف و العادات التجارية و المهنية‬
‫)‪(1‬‬

‫‪ -‬الغش باالنتزاع أو باإلنقاص ‪:‬‬


‫يقصد به سلب أو نزع كل أو جزء من العناصر الجوهرية أو النافعة للمنتوج مع احتفاظه‬
‫بنفس التسمية و بيعه بنفس الثمن على أنه المنتوج الحقيقي و األصلي ‪ ،‬كنزع دسم اللبن الذي يقلل‬
‫‪ ،‬و يكون الغش باالنتقاص عادة مكمال للغش باإلضافة مثلما هو حاصل‬ ‫من خواصه األصلية‬
‫)‪(2‬‬

‫‪.‬‬ ‫في الماركات العالمية للعطور الذي يؤدي إلى االعتقاد بوجود تعدد الجرائم المرتكبة‬
‫)‪(3‬‬

‫‪ -‬الغش بتغيير مظهر المنتوج ‪:‬‬


‫تتمثل هذه الحالة في إخفاء مظهر المنتوج الفاسد تحت طبقة من المنتوج الجيد ‪ ،‬بصفة‬
‫تجعل المستهلك يعتقد أنه من النوع الرفيع ‪ ،‬و نجد مثل هذا الفعل خاصة في بعض المنتوجات‬
‫كالخضر و الفواكه ‪ ،‬فيعمد المتدخلين إلى إخفاء المنتوجات تحت مظهر خادع خاصة إذا كان هذا‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(4‬‬
‫المنتوج سريع التلف‬

‫‪ -‬بوطبل خديجة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 115‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪ -‬أحمد محمد محمود علي خلف ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 197‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫‪ -‬بودالي محمد ‪ " ،‬حماية المستهلك‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 321‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫‪ -‬حساني علي ‪ " ،‬اإلطار القانوني‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 368‬‬ ‫)‪(4‬‬

‫‪188‬‬
‫‪ -‬الغش في التصنيع ‪:‬‬
‫تتحقق هذه الحالة باالستحداث الكلي أو الجزئي للمنتوج بمواد ال تدخل في تركيبه العادي مثل‬
‫ما هو محدد قانونا و متعارف عليه في العادات المهنية و التجارية مثل صناعة منتوج ما و عدم‬
‫‪.‬‬ ‫اإلدخال عليه المواد األساسية التي يتكون منها‬
‫)‪(1‬‬

‫‪ -‬الغش باالمتناع عن اإلدالء بخصائص المنتوج ‪:‬‬


‫و يتم ذلك بامتناع المتدخل عن ذكر منشأ أو نوع المنتوج أو عدم اإلشارة للمؤسسة المنتجة‬
‫و عدم ذكر الملونات االصطناعية للمشروبات و المأكوالت المستعملة في تغذية اإلنسان أو الحيوان‬
‫‪.‬‬ ‫و عدم ذكر تاريخ صالحيتها‬
‫)‪(2‬‬

‫و ما يجب اإلشارة إليه أنه ال تقوم جريمة الغش في المنتوج إذا قام المستهلك باقتناء منتوج‬
‫بغلط منه حول حقيقة تركيبه و دون دافع من المتدخل ‪ ،‬كما و ال يعتبر غشا فساد المنتوج من تلقاء‬
‫نفسه نظ ار لكونه سريع التلف بمرور الزمن ‪ ،‬و لكن إيهام المستهلك بأنه منتوج صالح لالستهالك‬
‫‪.‬‬ ‫هذا الذي يجعل المتدخل مرتكبا لفعل الغش كونه عالم بفساده‬
‫)‪(3‬‬

‫ب( ‪ -‬الركن المعنوي ‪:‬‬


‫جريمة الغش جريمة عمديه ينبغي لقيامها توافر القصد الجنائي المتمثل في العلم بما في‬
‫المنتوج من غش مع اتجاه إدارة المتدخل (الجاني) إلى تحقيق هذا التزييف و التزوير ‪ ،‬و يتم ذلك‬
‫بالتالعب بالمستهلك مع عمله بالطريقة التي عمد إليها لجعل المنتوجات مغشوشة ‪ ،‬و رغبة من‬
‫‪ ،‬و لكن ينتفي القصد‬ ‫)‪(4‬‬
‫المتدخل في المساس بمصالح المستهلك بحصوله على فائدة غير مشروعة‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(5‬‬
‫الجنائي لدى المتدخل إذا ما قام بفعل الغش بهدف االستهالك الشخصي‬
‫)‪(6‬‬
‫و تعد جريمة الغش في المنتوجات من الجرائم الوقتية التي تقع بمجرد ارتكاب فعل الغش‬
‫و جريمة الغش مثلها مثل جريمة الخداع ال يشترط لقيامها إصابة المستهلك بضرر بل يكفي تحقيق‬
‫‪،‬‬ ‫)‪(7‬‬
‫أحد األفعال المادية و عناصر الركن المعنوي لقيامها مما يجعلها تصنف ضمن جرائم الخطر‬

‫‪ -‬ولد عمر طيب ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.120‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪ -‬سي يوسف زاهية ‪ " ،‬تجريم الغش و الخداع‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 24‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫‪ -‬عمرو عيسى الفقي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 84‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫‪ -‬العيد حداد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 218‬‬ ‫)‪(4‬‬

‫‪ -‬حساني علي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 368‬‬ ‫)‪(5‬‬

‫‪ -‬أحمد محمد محمود علي خلف ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 206‬‬ ‫)‪(6‬‬

‫‪ -‬خالدي فتيحة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 55‬‬ ‫)‪(7‬‬

‫‪189‬‬
‫طبقا لما يقتضيه مبدأ حماية الطرف الضعيف في العالقة االقتصادية و حماية المستهلك التي‬
‫تستدعي أن يكون المتدخل هو المسؤول عن الغش المرتكب في حق هذا األخير)‪. (1‬‬
‫كما و يتساوى العقاب بين جريمة الغش التامة و الشروع فيها ‪ ،‬فيعد شروعا في الغش إذا‬
‫أعد المتدخل كل الوسائل الالزمة للقيام بالغش لكنه يضبط عندما يبدأ بمباشرة تنفيذ الفعل أي قبل‬
‫‪ ،‬رغم أنه لم يتم النص ال بموجب المادة ‪ 70‬من‬ ‫)‪(2‬‬
‫تحقق النتيجة المبتغاة من القيام بفعل الغش‬
‫قانون حماية المستهلك و قمع الغش ‪ ،‬و ال بموجب المادة ‪ 431‬من قانون العقوبات ‪ ،‬على األخذ‬
‫بالشروع في غش المنتوجات ‪ ،‬كما فعل في جريمة خداع المستهلك مما ال يعد ضمانة لهذا األخير‬

‫‪ -(03‬عقوبة جريمة الغش في المنتوجات ‪:‬‬


‫تعد جريمة الغش في المنتوجات الموجهة لالستهالك جنحة يعاقب عليها القانون بموجب‬
‫المادة ‪ 431‬من قانون العقوبات ‪ ،‬بالحبس من سنتين إلى خمس سنوات و بغرامة من عشرة آالف‬
‫دينار(‪ 10.000‬دج) إلى خمسين ألف دينار (‪ 50.000‬دج) ‪.‬‬
‫و بما أن جريمة الغش تؤدي لجعل المنتوج خطي ار على صحة المستهلك عن طريق غش أو‬
‫عرض أو وضع للبيع أو بيع كل منتوج مزور أو فاسد أو سام أو ال يستجيب إللزامية األمن ‪ ،‬و‬
‫ألحق بالمستهلك مرضا أو عج از عن العمل ‪.‬‬
‫فرأى المشرع ضرورة تشديد العقاب على المتدخلين المعنيين بموجب المادة ‪ 83‬من قانون‬
‫حماية المستهلك و قمع الغش ‪ ،‬فقرر عقوبة السجن المؤقت من عشرة (‪ )10‬سنوات إلى عشرين‬
‫(‪ (20‬سنة و بغرامة من مليون دينار (‪ 1.000.000‬دج) إلى مليوني دينار (‪2.000.000‬دج)‬
‫إذا تسبب هذا المنتوج في مرض غير قابل للشفاء أو في فقدان استعمال عضو أو في اإلصابة‬
‫بعاهة مستديمة ‪.‬‬
‫و قد أحالت المادة ‪ 83‬من قانون حماية المستهلك و قمع الغش ‪ ،‬تشديد العقاب حول كل‬
‫من يغش أو يعرض أو يضع للبيع أو يبيع كل منتوج مزور أو فاسد أو سام أو ال يستجيب إللزامية‬
‫األمن إذا ألحق هذا المنتوج بالمستهلك مرضا أو عج از عن العمل إلى نص المادة ‪ 432‬من األمر‬

‫‪ -‬نائل عبد الرحمن صالح ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 109‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪ -‬عمر عيسى الفقي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 86‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫‪190‬‬
‫‪ ،‬فيعاقب المتدخل بالحبس من خمس (‪ )05‬سنوات‬ ‫)‪(1‬‬
‫رقم ‪ 156-66‬المتضمن قانون العقوبات‬
‫إلى عشر (‪ )10‬سنوات و بغرامة من خمسمائة ألف دينار )‪ 500.000‬دج( إلى مليون دينار‬
‫)‪ 1.000.000‬دج( ‪.‬‬
‫و لكن يلحظ على هذه المادة حصرها لتشديد العقاب على المادة الغذائية أو الطبية‬
‫المغشوشة أو الفاسدة فقط عكس المادة ‪ 83‬من قانون حماية المستهلك و قمع الغش ‪ ،‬التي شملت‬
‫كل المنتوجات مهما كانت طبيعتها و هذا فيه حماية للمستهلك ‪.‬‬
‫فالمشرع تشدد في العقاب هنا بتسليطه ألقصى العقوبات على المتدخلين نتيجة الغش في‬
‫‪.‬‬ ‫المنتوجات الذي قد يلحق بمستهلكيها أض ار ار ال يمكن جبرها‬
‫)‪(2‬‬

‫كما أن إحالة تشديد العقاب إلى قانون العقوبات يؤدي إلى عدم استفادة مستهلكي األنواع‬
‫األخرى من المنتوجات غير تلك المذكورة في المادة ‪ 432‬من قانون العقوبات من هذا التشديد ‪،‬‬
‫مما يعد قصو ار في حماية المستهلك المتضرر من الغش في المنتوجات ‪.‬‬
‫و قد عاقبت المادة ‪ 433‬من قانون العقوبات ‪ ،‬بالحبس من شهرين إلى ثالث سنوات‬
‫و بغرامة من )‪ 2.000‬دج( إلى )‪ 20.000‬دج( كل من يحوز دون سبب شرعي ‪:‬‬
‫‪ -‬سواء مواد صالحة لتغذية اإلنسان أو الحيوانات أو مشروبات أو منتوجات فالحية أو طبيعية يعلم‬
‫أنها مغشوشة أو فاسدة أو مسمومة ‪.‬‬
‫‪ -‬سواء مواد طبية مغشوشة ‪.‬‬
‫‪ -‬سواء مواد خاصة تستعمل في غش مواد صالحة لتغذية اإلنسان أو الحيوانات أو مشروبات أو‬
‫منتوجات فالحية أو طبية ‪.‬‬
‫‪ -‬سواء موازين أو مكاييل خاطئة أو آالت أخرى غير مطابقة تستعمل في وزن أو كيل السلع‪.‬‬
‫تعد كل من جريمة الغش و الخداع من الجرائم االقتصادية التي تؤثر على استقرار االقتصاد‬
‫الوطني بشكل أعم ‪ ،‬كما تؤثر على مصالح المستهلكين بصفة خاصة ‪ ،‬فزيادة على تقرير المشرع‬
‫للعقوبات السالبة للحرية و كذلك للعقوبات الماسة بالذمة المالية للمتدخل و المتمثلة في الغرامات ‪،‬‬
‫فقد أتى بعقوبة تكميلية هامة بموجب نص المادة ‪ 82‬من قانون حماية المستهلك و قمع الغش ‪،‬‬
‫المتمثلة في مصادرة المنتوجات و األدوات و كل وسيلة أخرى استعملت الرتكاب كل من جريمة‬
‫الخداع و الغش ‪.‬‬

‫‪ -‬المادة ‪ 432‬من األمر رقم ‪ 156-66‬المؤرخ في ‪ ، 1966/06/08‬المتضمن قانون العقوبات ‪ ،‬المعدلة و المتممة بموجب‬ ‫)‪(1‬‬

‫قانون رقم ‪ 23-06‬المؤرخ في ‪ ، 2006/12/20‬جريدة رسمية رقم ‪ 84‬المؤرخة في ‪ ، 2006/12/24‬ص ‪. 28‬‬


‫‪ -‬شلبي نبيل ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 124‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫‪191‬‬
‫فالمصادرة عبارة عن تمليك للدولة المبالغ و األشياء محل الجريمة ‪ ،‬يتم ضبطها جب ار عن‬
‫‪.‬‬ ‫صاحبها و بغير مقابل ‪ ،‬فهي عقوبة تكميلية يقضي بها وجوبا و أحيانا تكون تخييرية‬
‫)‪(1‬‬

‫و يشرط للحكم بالمصادرة أن يكون المنتوج محل الجريمة قد ضبط فعال ألن غير ذلك ال‬
‫يجوز القضاء بالمصادرة ‪ ،‬و ال يجوز وقوعها على منتوج آخر يماثله من حيث القيمة ‪ ،‬أو إلزام‬
‫‪.‬‬ ‫المتدخل بدفع مبلغ من النقود يعادل قيمة هذا المنتوج‬
‫)‪(2‬‬

‫و يلحظ تجسيد مثل هذه العقوبة التكميلية على مستوى مجلس قضاء سطيف بموجب القرار‬
‫‪ ،‬القاضي بمصادرة كل أو جزء من السلع المحجوزة بعد اإلدانة‬ ‫)‪(3‬‬
‫المؤرخ في ‪ 06‬أكتوبر ‪1992‬‬
‫بتهمة المضاربة الغير المشروعة ‪ ،‬كما توجد عقوبات تكميلية أخرى المشرع لم يتطرق لها بموجب‬
‫قانون حماية المستهلك و قمع الغش ‪ ،‬و إنما هي واردة في قانون رقم ‪ 02-04‬المتعلق بتحديد‬
‫القواعد المطبقة على الممارسات التجارية ‪ ،‬فنصت المادة ‪ 46‬منه على إغالق المحالت التجارية‬
‫لمدة ال تتجاوز ثالثين (‪ )30‬يوما ‪ ،‬فهذه العقوبة يتم تقريرها من أجل منع مزاولة العمل الممارس‬
‫من قبل المتدخل ‪ ،‬كون هذا المحل يساعد و يهيئ الظروف المالئمة القتراف الفعل االجرامي ‪،‬‬
‫‪ ،‬كما نصت على هذه العقوبة المادة‬ ‫فالغلق يحول دون مساعدة المتدخل للقيام بجريمته‬
‫)‪(4‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪ 18‬مكرر من األمر رقم ‪ 156-66‬المتضمن قانون العقوبات‬


‫)‪(5‬‬

‫و من أجل تفادي سلبيات الغلق نصت هذه المادة على أن ال تتجاوز مدة الغلق خمس )‪(05‬‬
‫سنوات ‪ ،‬فيتم بذلك تحقيق الهدف المزدوج من تقرير هذه العقوبة المتمثل في إبعاد المتدخل عن‬
‫إدارة المحل الذي يعد كمصدر ربح غير مشروع و من ثمة عقابه)‪.(6‬‬
‫كما نصت المادة ‪ 48‬من قانون المتعلق بالممارسات التجارية ‪ ،‬على إمكانية طلب الوالي‬
‫المختص إقليميا و القاضي الفاصل في النزاع أن يأمر و على نفقة المتدخل بنشر القرار القاضي‬
‫باإلدانة كامال أو خالصة منه في الصحافة الوطنية أو لصقه بأحرف بارزة في األماكن التي‬
‫يحددانها ‪ ،‬و الهدف من وراء ذلك للتشهير بالجريمة التي ارتكبها المتدخل و تنبيه المستهلكين‬

‫‪ -‬خميخم محمد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 67‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪ -‬عجابي عماد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 94-93‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫‪ -‬قرار الصادر عن المحكمة العليا غرفة الجنح و المخالفات ‪ ،‬المؤرخ في ‪ ، 1992/10/06‬المجلة القضائية ‪ ،‬العدد ‪، 04‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫‪ ، 1993‬ص ‪. 273-270‬‬
‫‪ -‬بودالي محمد ‪ " ،‬حماية المستهلك‪ ، " ...‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 334-333‬‬ ‫)‪(4‬‬

‫‪ -‬المادة ‪ 18‬مكرر من األمر رقم ‪ 156-66‬المؤرخ في ‪ ،1966/06/08‬المتضمن قانون العقوبات ‪ ،‬المعدلة و المتممة بموجب‬ ‫)‪(5‬‬

‫قانون رقم ‪ 15-04‬المؤرخ في ‪ ، 2004/11/10‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 71‬المؤرخة في ‪ ، 2004/11/10‬ص ‪. 08‬‬


‫‪ -‬مامش نادية ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 151‬‬ ‫)‪(6‬‬

‫‪192‬‬
‫اللذين يتعاملون معه إلى مدى خطورة أفعاله ‪ ،‬فهذا الجزاء يعد بمثابة تهديد فعلي لمصالح المتدخل‬
‫‪ ،‬كونه يمس بمكانته و يفقد الثقة فيه لدى المستهلكين ‪ ،‬كما و يؤثر على مصداقية نشاطه‬
‫‪.‬‬ ‫مستقبال‬
‫)‪(1‬‬

‫و توجد عقوبات تكميلية أخرى منصوص عليها بموجب المادة ‪ 18‬مكرر من قانون‬
‫العقوبات ‪ ،‬كحل الشخص المعنوي و اإلقصاء من الصفقات العمومية لمدة ال تتجاوز خمس (‪)05‬‬
‫سنوات ‪ ،‬المنع من مزاولة نشاط أو عدة أنشطة مهنية لمدة ال تتجاوز خمس (‪ )05‬سنوات الوضع‬
‫تحت الحراسة القضائية لمدة ال تتجاوز خمس (‪ )05‬سنوات ‪.‬‬
‫و لكن المشرع لم يتطرق لها في قانون رقم ‪ 03-09‬المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش‬
‫‪ ،‬تم االعتراف صراحة‬ ‫)‪(2‬‬
‫‪ ،‬و بموجب تعديل األمر رقم ‪ 156-66‬المتضمن قانون العقوبات‬
‫بمعاقبة الشخص المعنوي عن جرائم الخداع و الغش بموجب المادة ‪ 435‬مكرر ‪ ،‬و أحال العقاب‬
‫إلى المادة ‪ 18‬مكرر و المادة ‪ 18‬مكرر‪ 2‬من قانون العقوبات ‪ ،‬مما أصبح قانون العقوبات‬
‫يتماشى مع تعريف المتدخل الوارد في قانون حماية المستهلك و قمع الغش الذي يشمل المتدخل‬
‫الشخص الطبيعي و المعنوي ‪.‬‬
‫فيلحظ على قانون حماية المستهلك أنه نص على العقوبات األصلية و لم يتطرق إلى‬
‫العقوبات التكميلية إال المصادرة فقط ‪ ،‬مما ال يعد حماية للمستهلك خاصة أن تقرير عقوبات أصلية‬
‫و إتباعها بعقوبات تكميلية يعد أكثر ردعا للمتدخل ‪ ،‬فيؤدي ذلك إلى تخوفه من إعادة ارتكابه لنفس‬
‫الفعل مرة أخرى ‪ ،‬عكس المشرع الفرنسي الذي نص في قانون االستهالك الفرنسي على العقوبات‬
‫األصلية و أتبعها بعقوبات تكميلية ‪ ،‬كالمصادرة و نشر الحكم القاضي بإدانة المتدخل ‪ ،‬و تعويض‬
‫‪.‬‬ ‫مصاريف البحث عن الجرائم ‪ ،‬مما يعد ضمانة لحماية المستهلك من مثل هذه األفعال‬
‫)‪(3‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬معاقبة المتدخل عن المخالفات االقتصادية المرتكبة بالجزاء البسيط ‪:‬‬
‫حرص المشرع بموجب قانون رقم ‪ 03-09‬المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ‪ ،‬على‬
‫حماية المستهلكين المتضررين من أفعال المتدخلين و خاصة الغير مشروعة منها ‪ ،‬فباإلضافة‬

‫‪ -‬خميخم محمد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 72‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪ -‬المادة ‪ 435‬مكرر من األمر رقم ‪ 156-66‬المتضمن قانون العقوبات ‪ ،‬المؤرخ في ‪ ، 1966/06/08‬المضافة بموجب‬ ‫)‪(2‬‬

‫القانون رقم ‪ 23-06‬المؤرخ في ‪ ، 2006/12/20‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 84‬المؤرخة في ‪ ، 2006/12/24‬ص ‪. 28‬‬


‫)‪(3‬‬
‫‪- Juris classeur ، concurrence ، consommation ، " Fraudes : rechercher et répression des‬‬
‫‪infractions " ، volume 08 ، fasc 1030 ، 1997 ، p 22-24 ، et ، www.légifranc.gouv.com ،‬‬
‫‪(L 216-2 ، L 216-3 ، L 216-5) .‬‬

‫‪193‬‬
‫لتقريره لجزاء جنائي على الجنح االقتصادية وسع من نطاق العقاب عن الجرائم و شمل كذلك‬
‫المخالفات االقتصادية ‪ ،‬و نظ ار لتنوعها نص على عقاب مخالفة المتدخل لاللتزامات المفروضة‬
‫عليه في قانون حماية المستهلك و قمع الغش (أوال) ‪ ،‬و لضمان التكفل بتطبيق أحكام قانون حماية‬
‫المستهلك و لردع المتدخلين ‪ ،‬أقر كذلك عقاب على مخالفة المتدخل لعرقلة مهام الرقابة (ثانيا) ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬مخالفة المتدخل لاللتزامات الواردة في قانون حماية المستهلك ‪:‬‬


‫أولى المشرع أهمية لعقاب مخالفة المتدخل لاللتزامات المفروضة عليه بموجب قانون حماية‬
‫المستهلك و قمع الغش ‪ ،‬لضمان و ردع المتدخل لالمتثال لها ‪ ،‬خاصة و أنه ملزم بتنفيذ هذه‬
‫االلتزامات بموجب القانون ‪ ،‬و جعلها المشرع من النظام العام بحيث ال يجوز اإلتفاق على مخالفتها‬
‫حماية لصحة و أمن المستهلك فعاقب على مخالفة االلتزامات المتعلقة بضمان السالمة ‪ ،‬و حرصا‬
‫منه على جودة المنتوجات و تحقيقها للرغبات المشروعة للمستهلك أقر عقاب للمتدخل عند مخالفته‬
‫إللزامية رقابة مطابقة المنتوجات ‪ ،‬و من أجل ضمان المصالح المادية للمستهلك عقاب المتدخل‬
‫عن مخالفته إللزامية ضمان المنتوج و الخدمة ما بعد البيع ‪ ،‬و رغبة منه لحماية رضاء هذا الطرف‬
‫الضعيف بجعله سليم و مبصر و حمايته من مخاطر المنتوجات التي قد تلحق به نتيجة عدم‬
‫تحذيره من قبل المتدخل أقر جزاءا على مخالفة هذا األخير إللزامية إعالم المستهلك كما عاقب‬
‫المتدخل المخل بااللتزامات المفروضة عليه عند عرض القروض لالستهالك ‪.‬‬

‫‪ - (01‬مخالفة االلتزامات المتعلقة بضمان سالمة المستهلك ‪:‬‬


‫عمد المشرع على التأكد من مدى امتثال المتدخل لاللتزام الملقى عليه بضمان سالمة و أمن‬
‫المنتوجات ‪ ،‬فـأتى بآليات تتناسب مع هذه المخالفات ‪ ،‬متمثلة في المخالفات المتعلقة بإلزامية سالمة‬
‫المستهلك و هي ‪:‬‬

‫أ(‪ -‬مخالفة إلزامية سالمة المواد الغذائية و نظافتها الصحية ‪:‬‬


‫يقع على عاتق المتدخل أثناء وضع المنتوجات الغذائية لالستهالك ‪ ،‬السهر على ضمان‬
‫سالمتها بأن ال تضر بصحة المستهلك فمنعه قانون حماية المستهلك و قمع الغش من تأثير هذه‬

‫‪194‬‬
‫‪.‬‬ ‫المواد الغذائية على الصحة البشرية و الحيوانية‬
‫)‪(1‬‬

‫و في مخالفة المتدخل لهذا االلتزام يعاقب بغرامة قدرها من مائتي ألف دينار (‪ 200.000‬دج)‬
‫إلى خمسمائة ألف دينار (‪ 500.000‬دج) طبقا للمادة ‪ 70‬من قانون رقم ‪ ، 03-09‬كما يتعين‬
‫على المتدخل أثناء عرضه أو وضعه للمواد الغذائية لالستهالك أن يحترم شروط النظافة و النظافة‬
‫الصحية للمستخدمين و أماكن التصنيع أو التحويل أو التخزين و وسائل نقل المنتوجات ‪ ،‬و عدم‬
‫‪.‬‬ ‫تعرضها لإلتالف ‪ ،‬و كل االحتياطات التي تضمن سالمتها‬
‫)‪(2‬‬

‫‪ -(02‬مخالفة إلزامية رقابة مطابقة المنتوجات ‪:‬‬


‫يتعين على كل متدخل عرض منتوجات مطابقة للمواصفات المحددة قانونا أو وفقا للتنظيم‬
‫‪ ،‬غير أن العديد من‬ ‫)‪(3‬‬
‫مما يقع عليه إلزاما إجراء رقابة مطابقة المنتوجات قبل عرضها لالستهالك‬
‫المتدخلين يخالفون مثل هذا االلتزام نظ ار لرغبتهم في استهداف الربح فقط غير مبالين من مدى‬
‫مطابقة المنتوجات للرغبات المشروعة للمستهلكين ‪ ،‬و من أجل ذلك نصت المادة ‪ 74‬من قانون‬
‫حماية المستهلك و قمع الغش على جزاء مخالفة مثل هذا االلتزام بتقريرها العقاب عليها بغرامة من‬
‫خمسين ألف دينار (‪ 50.000‬دج) إلى خمسمائة ألف دينار (‪ 500.000‬دج) ‪.‬‬

‫‪ - (03‬مخالفة إلزامية ضمان المنتوج و تجربته و تنفيذ الخدمة ما بعد البيع ‪:‬‬
‫جعلت المادة ‪ 13‬من قانون رقم ‪ 03-09‬المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ‪ ،‬االلتزام‬
‫بضمان المنتوجات المقتناة من النظام العام ‪ ،‬بحيث ال يجوز االتفاق على مخالفة أحكامه فهو التزام‬
‫قانوني فرضه المشرع على كل متدخل يعرض منتوجاته لالستهالك و نظ ار ألهمية مثل هذا االلتزام‬
‫في ظل تطور المنتوجات التي أصبحت تتسم بالتعقيد ‪ ،‬حرص المشرع على ضمان تطبيقه من‬
‫خالل إق ارره لعقوبة على مخالفته بحيث نصت المادة ‪ 75‬من قانون رقم ‪ ، 03-09‬على معاقبة‬
‫المتدخل بغرامة من مائة ألف دينار (‪ 100.000‬دج) إلى خمسمائة ألف دينار‬
‫(‪ 500.000‬دج) ‪.‬‬

‫‪ -‬أنظر المادة ‪ 04‬من قانون رقم ‪ 03-09‬المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 15‬ص ‪. 14‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪ -‬أنظر المادتين ‪ 06‬و‪ 07‬من قانون رقم ‪ 03-09‬المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 15‬ص ‪.14‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫‪ -‬أنظر المادة ‪ 12‬من قانون رقم ‪ 03-09‬المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 15‬ص ‪.15‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫‪195‬‬
‫‪ ،‬فإذا ما خالف المتدخل إلزامية‬ ‫كما منح المشرع للمستهلك الحق في تجربة المنتوج المقتنى‬
‫)‪(1‬‬

‫تجربة المنتوج و منعه من القيام بذلك عن قصد و إدراك فإنه يعد مخالفا ألحكام المادة ‪ 15‬من‬
‫‪ ،‬فيعاقب المتدخل بغرامة من خمسين ألف دينار‬ ‫)‪(2‬‬
‫قانون حماية المستهلك و قمع الغش‬
‫(‪ 50.000‬دج) إلى مائة ألف دينار (‪ 100.000‬دج) طبقا للمادة ‪ 76‬من قانون رقم ‪، 03-09‬‬
‫و في حالة إخالل المتدخل بواجبه بتقديم الخدمة ما بعد البيع المنصوص عليها بموجب المادة ‪16‬‬
‫من قانون رقم ‪ ، 03-09‬يعاقب المتدخل طبقا للمادة ‪ 77‬من قانون حماية المستهلك و قمع الغش‬
‫بغرامة من خمسين ألف دينار (‪ 50.000‬دج) إلى مليون دينار (‪ 1.000.000‬دج)‪.‬‬

‫‪ - (04‬مخالفة إلزامية إعالم المستهلك ‪:‬‬


‫يكتسي االلتزام باإلعالم أهمية بالغة نظ ار لجعل رضاء المستهلك سليم و مبصر ‪ ،‬و من أجل‬
‫ذلك ألزم المشرع المتدخل بإعالم المستهلك بكل المعلومات المتعلقة بالمنتوج الذي يضعه‬
‫‪ ،‬و في حالة عدم تنفيذ المتدخل اللتزامه‬ ‫لالستهالك بواسطة الوسم أو بأية وسيلة أخرى مناسبة‬
‫)‪(3‬‬

‫يعاقب طبقا لنص ‪ 78‬من قانون حماية المستهلك و قمع الغش ‪ ،‬بغرامة من مائة ألف‬
‫دينار(‪ 100.000‬دج) إلى مليون دينار (‪ 1.000.000‬دج) ‪ ،‬كما نصت المادة ‪ 31‬من قانون‬
‫رقم ‪ 02-04‬المحدد للقواعد المطبقة على الممارسات التجارية ‪ ،‬على عقاب المتدخل عند مخالفته‬
‫لعدم اإلعالم باألسعار و التعريفات بغرامة من خمسة آالف دينار (‪ 5.000‬دج) إلى مائة ألف‬
‫دينار (‪ 100.000‬دج) ‪ ،‬و عاقبت المادة ‪ 32‬من قانون رقم ‪ ، 02-04‬على عدم اإلعالم‬
‫بشروط البيع بغرامة من عشرة آالف دينار(‪ 10.000‬دج) إلى مائة ألف دينار‬
‫(‪ 100.000‬دج) ‪.‬‬

‫‪ -(05‬مخالفة المتدخل لاللتزامات المتعلقة بعروض القروض لالستهالك ‪:‬‬


‫ألزم المشرع المتدخل وجوبا على استجابة عروض القرض لالستهالك للرغبات المشروعة‬
‫للمستهلك فيما يخص شفافية العرض المسبق و طبيعة و مضمون و مدة االلتزام و آجال تسديد‬

‫‪ -‬أنظر المادة ‪ 15‬من قانون رقم ‪ 03-09‬المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 15‬ص ‪. 15‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪ -‬خالدي فتيحة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 49‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫‪ -‬أنظر المادة ‪ 17‬و ‪ 18‬من قانون ‪ 03-09‬المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 15‬ص ‪. 15‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫‪196‬‬
‫‪ ،‬و هذا لحماية المستهلك من مخاطر االستدانة المفرطة ‪ ،‬فعاقب المتدخل على مثل هذا‬ ‫)‪(1‬‬
‫القرض‬
‫االلتزام بموجب المادة ‪ 81‬من قانون رقم ‪ 03-09‬بغرامة مالية من خمسمائة ألف دينار‬
‫(‪ 500.000‬دج) إلى مليون دينار )‪ 1.000.000‬دج) ‪.‬‬
‫كما نصت المادة ‪ 82‬من قانون رقم ‪ ، 03-09‬على عقوبة تكميلية إضافة للعقوبة األصلية‬
‫المتمثلة في الغرامة ‪ ،‬فقررت هذه المادة مصادرة المنتوجات و األدوات و كل وسيلة أخرى استعملت‬
‫الرتكاب المخالفات المتعلقة بإلزامية سالمة المواد الغذائية ‪ ،‬و إلزامية أمن المنتوج و إلزامية إعالم‬
‫‪.‬‬ ‫المستهلك‬
‫)‪(2‬‬

‫‪ - (06‬مخالفة المتدخل لاللتزامات التعاقدية عن طريق التعسف ‪:‬‬


‫لم يتطرق قانون رقم ‪ 03-09‬للجزاء المقرر لمخالفة المتدخل لاللتزامات التعاقدية بجعلها‬
‫تعسفية في حق المستهلك ‪ ،‬إال أن المادة ‪ 38‬من قانون رقم ‪ 02-04‬المحدد للقواعد المطبقة على‬
‫الممارسات التجارية ‪ ،‬نصت على عقوبة الغرامة في حالة قيام المتدخل بالممارسات التعاقدية‬
‫التعسفية المخالفة ألحكام المواد ‪ 26‬و ‪ 27‬و ‪ 28‬و ‪ 29‬من قانون رقم ‪ ، 02-04‬من خمسين‬
‫ألف دينار )‪ 50.000‬دج( إلى خمسة ماليين دينار )‪ 5.000.000‬دج( ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬مخالفة المتدخل للرقابة اإلدارية و إجراءاتها ‪:‬‬


‫كفل المشرع للمستهلك جزاء وقائي من خالل الرقابة اإلدارية و إجراءاتها من أجل ضمان‬
‫سالمة و صحة و مصالح المستهلك ‪ ،‬فجرم كل األفعال الرامية إلى عرقلة إجراء مهام الرقابة ‪ ،‬و‬
‫نظ ار لما يترتب على القيام بمهام الرقابة من اتخاذ األعوان المكلفون بإجراءاها من تدابير تحفظية ‪،‬‬
‫أقر قانون رقم ‪ 03-09‬العقاب عن مخالفة هذه التدابير المفروضة على المتدخل ‪.‬‬

‫‪ - (01‬ارتكاب المتدخل لمخالفة عرقلة مهام الرقابة اإلدارية ‪:‬‬


‫تطرقت لمعاقبة مثل هذه المخالفة المادة ‪ 84‬من قانون رقم ‪ 03-09‬المتعلق بحماية‬
‫المستهلك و قمع الغش ‪ ،‬مع إحالة العقاب إلى قانون العقوبات بموجب المادة ‪ 435‬من قانون‬
‫العقوبات ‪ ،‬و لذلك فكل من يعرقل أو يقوم بكل فعل آخر من شأنه أن يعيق إتمام مهام الرقابة التي‬
‫يجريها األعوان المخول لهم قانونا إجراءها ‪ ،‬كأن يعمد المتدخل إلى عدم السماح ألعوان الرقابة‬

‫‪ -‬طبقا المادة ‪ 20‬من قانون رقم ‪ 03-09‬المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 15‬ص ‪. 16‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪ -‬أنظر المواد ‪ 71‬و ‪ 73‬و‪ 78‬من قانون رقم ‪ 03-09‬المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪،15‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ص ‪. 21‬‬

‫‪197‬‬
‫بدخول المحالت و فحص الوثائق أو عدم السماح لهم بمباشرة المهام الموكلة لهم قانونا ‪ ،‬فيعاقب‬
‫على مثل هذه المخالفة بالحبس من شهرين إلى سنتين و بغرامة من ألفين (‪ 2.000‬دج) إلى‬
‫عشرين ألف دينار (‪ 20.000‬دج) ‪.‬‬

‫‪ - (02‬مخالفة المتدخل للتدابير التحفظية المقررة على عاتقه ‪:‬‬


‫في حالة مخالفة المتدخل للتدابير التحفظية الملقاة عليه ‪ ،‬و يتحقق ذلك لما يتأكد األعوان‬
‫المكلفين بالقيام بالرقابة من عدم احترام المتدخل للمقاييس المحددة قانونا قصد ضمان سالمة و‬
‫صحة و مصالح المستهلك ‪ ،‬فنصت المادة ‪ 79‬من قانون رقم ‪ 03-09‬المتعلق بحماية المستهلك‬
‫و قمع الغش ‪ ،‬على طبيعة التدابير التي يعمل المتدخل على مخالفتها و هي كل من يبيع منتوجا‬
‫مشمعا أو مودعا لضبط المطابقة أو سحبه مؤقتا من عملية عرضه لالستهالك أو يخالف إجراء‬
‫التوقيف المؤقت للنشاط ‪ ،‬و أقرت نفس المادة جزاءا على هذه المخالفة متمثل في الحبس من ستة‬
‫(‪ )06‬أشهر إلى ثالث (‪ )03‬سنوات ‪ ،‬و بغرامة من خمسمائة ألف دينار (‪ 500.000‬دج) إلى‬
‫مليوني دينار (‪ 2.000.000‬دج) أو بإحدى هاتين العقوبتين ‪،‬و تطبق هذه العقوبة دون اإلخالل‬
‫‪.‬‬ ‫بأحكام المادة ‪ 155‬من قانون العقوبات‬
‫)‪(1‬‬

‫و نصت المادة ‪ 80‬من قانون رقم ‪ 03-09‬المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ‪ ،‬على‬
‫تقرير عقوبة إضافية لتلك المنصوص عليها في المادة ‪ 79‬من نفس القانون ‪ ،‬يقع على عاتق‬
‫المتدخل دفع مبلغ بيع المنتوجات موضوع هذه المخالفات للخزينة العمومية ‪ ،‬و يقيم على أساس‬
‫سعر البيع المطبق من طرف المخالف أو على أساس سعر السوق ‪.‬‬
‫فبالنسبة للجرائم االقتصادية سواء كانت جنح أم مخالفات المنصوص عليها بموجب قانون‬
‫رقم ‪ 03-09‬المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ‪ ،‬يتم ضم الغرامات طبقا للمادة ‪ 85‬من‬
‫قانون حماية المستهلك و قمع الغش ‪ ،‬كما تضاف الغرامات في حالة العود ‪ ،‬و السبب في‬
‫مضاعفة الغرامة أن العود يعد ظرفا مشددا كون الجاني يعود الرتكاب الجريمة مما يبين ميله‬
‫لإلجرام و استخفافه بالعقاب)‪.(2‬‬

‫‪ -‬المادة ‪ 155‬من األمر رقم ‪ " : 156-66‬يعاقب بالحبس من ستة أشهر إلى ثالث سنوات كل من كسر عمدا األختام‬ ‫)‪(1‬‬

‫الموضوعة بناء على أمر من السلطة العمومية أو شرع عمدا في كسرها ‪ ،‬و إذا كان كسر األختام أو الشروع فيه قد وقع من الحارس‬
‫أو بطريق العنف ضد األشخاص أو بغرض سرقة أو إتالف أدلة أو أوراق إثبات في إجراءات جزائية فيكون الحبس من سنتين الى‬
‫خمس سنوات " ‪.‬‬
‫‪ -‬خميخم محمد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 76‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫‪198‬‬
‫كما أن المادة ‪ 85‬نصت على أنه في حالة العود يمكن للجهة القضائية المختصة إعالن شطب‬
‫المخالف من السجل التجاري ‪ ،‬فهذه العقوبة هي جوازية و ليست وجوبية مما قد يؤدي لعدم األخذ‬
‫بها و من ثمة ال يؤدي ذلك لردع المتدخل مرتكب المخالفة)‪.(1‬‬
‫فالمشرع من خالل تجريمه لهذه األفعال المرتكبة من قبل المتدخل كرس آليات جديدة لضمان‬
‫فعالية الحماية الجزائية للمستهلك باعتبارها ردعية أكثر و يتجلى ذلك في توقيعه للجزاء المناسب‬
‫لكل جريمة حسب طبيعتها ‪ ،‬فبتجريمه لمثل هذه األفعال المرتكبة من قبل المتدخلين ال يحمي‬
‫المصلحة الخاصة للمستهلكين فقط ‪ ،‬بل يحمي كذلك المجتمع من مثل هذه األفعال التي قد تؤثر‬
‫‪ ،‬و خاصة أنه ال يوجد وقت معين لكي ترتكب فيه مثل هذه الجرائم ‪ ،‬فسواء كانت‬ ‫على سالمته‬
‫)‪(2‬‬

‫جنح أو مخالفات فقد تقع في أية مرحلة من مراحل وضع المنتوجات لالستهالك سواء كانت في‬
‫‪.‬‬ ‫مرحلة اإلنتاج ‪ ،‬التوزيع ‪ ،‬االستيراد ‪ ،‬البيع‪...‬إلخ‬
‫)‪(3‬‬

‫و لكن يعاب على المشرع ‪ ،‬عدم جعله تناسب لمقدار العقوبات المفروضة على عاتق‬
‫المتدخلين تتناسب مع حجم الضرر الذي يلحق بالمستهلك ‪ ،‬فكان عليه رفع قيمة الغرامات و‬
‫خفض مدة العقوبات السالبة للحرية ‪ ،‬ألن المساس بالذمة المالية للمتدخل يؤدي إلى ردعه في‬
‫الجرائم االقتصادية ‪ ،‬كون الهدف من ارتكاب هذه األخيرة هو كسب ربح غير مشروع ‪ ،‬و من ثمة‬
‫يمكن تكريس حماية للمستهلك كطرف ضعيف في العالقة االستهالكية ‪.‬‬

‫و في نهاية هذا الفصل يمكننا القول أن الجزاء الوقائي المتمثل في الرقابة على المنتوجات‬
‫و تطبيق التدابير التحفظية من شأنه القضاء على الخطر الذي يهدد أمن و صحة و مصالح و‬
‫سالمة المستهلك ‪ ،‬و لكن ال يكفي الجزاء الوقائي وحده و إنما للجزاء الردعي كذلك دور في الحد‬
‫من األضرار الناتجة عن الجرائم االقتصادية التي تلحق بالمستهلك كون أحكام المسؤولية المدنية‬
‫أصبحت غير كفيلة بردع المتدخل ‪ ،‬فالمشرع بتضمينه إلزدواج الجزاء المقرر على عاتق المتدخل‬
‫يقوم بمنح ضمانة هامة للمستهلك ‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫‪- Hasnaoui Abdallah ، op.cit ، p 94 .‬‬
‫‪ -‬خالدي فتيحة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 63‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫)‪(3‬‬
‫‪- Bouaiche Mohamed ، op.cit ، p 28 .‬‬

‫‪199‬‬
‫خاتمة ‪:‬‬
‫من خالل دراستنا لموضوع ضمانات حماية المستهلك ‪ ،‬تبين لنا أن رغبة المشرع في تكريس‬
‫حماية للمستهلك الذي غالبا ما يكون في مركز ضعف ‪ ،‬دفعت به للبحث عن آليات قانونية من‬
‫شأنها التصدي الختالل التوازن الذي يخيم على العالقة التي تجمع المستهلك بالمتدخل و التي غالبا‬
‫ما يترتب عنها استغالل هذا األخير لهذا الضعف بغية تحقيق مآربه ‪.‬‬
‫و من أجل ذلك دعم المشرع هذه الحماية بحيث وسع من نطاق األشخاص اللذين يمكن‬
‫منحهم صفة المتدخل و جعل هذه الصفة تالزم كل شخص طبيعي أو معنوي يتدخل في عملية‬
‫عرض المنتوجات لالستهالك ‪ ،‬لعدم التنصل من المسؤولية و جعل المنتج هو المسؤول الوحيد أمام‬
‫المستهلك ‪ ،‬كما أنه باستعماله لمصطلح " المتدخل " تفادي اللبس الذي كان يخيم على هذا المفهوم‬
‫‪ ،‬و لكن نجد تعارض في تحديد مفهومه مع ما هو موجود بالنسبة لمفهوم " المنتج " الذي قصدته‬
‫المادة ‪ 140‬مكرر من القانون المدني ‪ ،‬و كذا مع المراسيم التطبيقية التي تكرس حماية للمستهلك ‪.‬‬
‫و عند تعريف قانون حماية المستهلك و قمع الغش لمصطلح " المستهلك " ‪ ،‬أتى بضمانة‬
‫متمثلة في إضافته لألشخاص المعنوية لطائفة المستهلكين ‪ ،‬و لكن يعاب على المشرع أنه قصر‬
‫التعريف على المستهلك الذي يقتني و لم يعتبر مستعمل المنتوج مستهلكا إال من يستعمل المنتوج‬
‫عن طريق هذا األخير ‪ ،‬فيلحظ كذلك على هذا التعريف أنه يتعارض مع التعريف الوارد في‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 39-90‬المتعلق برقابة الجودة و قمع الغش ‪ ،‬و السبب في ذلك كون هذا‬
‫األخير ليس نص تطبيقي للقانون رقم ‪ 03-09‬المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ‪ ،‬و إنما هو‬
‫نص تطبيقي للقانون رقم ‪ 02-89‬المتعلق بالقواعد العامة المتعلقة بحماية المستهلك (الملغى)‬
‫أما بالنسبة للشروط التعسفية الواردة في عقود االستهالك التي حصرها المشرع في نوع واحد‬
‫من هذه العقود المتمثلة في عقود اإلذعان ‪ ،‬بينما هناك العديد من عقود االستهالك التي ال تغلب‬
‫عليها صفة اإلذعان و لكنها متضمنة لشروط تعسفية ‪ ،‬كما حدد قائمة بالشروط التعسفية التي ال‬
‫يكون للقاضي أية سلطة تقديرية بشأنها ‪ ،‬فهذه األخيرة منظمة في ظل قانون رقم ‪ 02-04‬المتعلق‬
‫بتحديد القواعد المطبقة على الممارسات التجارية ‪ ،‬لكن هذا التنظيم يشوبه النقص كون المشرع غفل‬

‫‪200‬‬
‫عن ذكر كيفية تقدير الطابع التعسفي للشرط ‪ ،‬و لم ينص على الجزاء المدني المقرر للشروط‬
‫التعسفية ‪ ،‬كما أن أخذه بطريقة القوائم السوداء لتحديد الشروط التعسفية ال تتماشى مع إيراد تعريف‬
‫واسع للشرط التعسفي في المادة ‪ 03‬الفقرة )‪ (05‬من قانون رقم ‪. 02-04‬‬
‫و يمتد محل عقود االستهالك للمنتوجات سواء كانت منقوالت أو عقارات و حتى الخدمات و‬
‫يستفاد ذلك من تعريف المشرع للسلعة على أنها " كل شيء مادي " ‪ ،‬فهذا التعريف يتعارض مع‬
‫منتوجا‬ ‫تعريف المنتوج الوارد في المادة ‪ 140‬مكرر من القانون المدني ‪ ،‬الذي لم يعتبر الخدمات‬
‫و لكن رغم أن قانون حماية المستهلك و قمع الغش أمد نطاق تعريف المنتوج للخدمة إال أن أغلب‬
‫أحكامه ال تتماشى مع طبيعة هذه األخيرة خاصة في مجال الضمان و الرقابة الممارسة على‬
‫المنتوجات ‪ ،‬و التدابير التحفظية التي غالبا ما ال يمكن تطبيقها على الخدمات ‪.‬‬
‫كما نوع المشرع من االلتزامات الملقاة على عاتق المتدخل من االلتزام بتحقيق السالمة و‬
‫النظافة الصحية للمواد الغذائية و أمن المنتوجات عن طريق وضعه لمنتوجات ال تلحق أضرار‬
‫بالمستهلك مع تحديده لمعايير تحقيق السالمة المنتظرة من قبل المستهلك ‪ ،‬و بغية تدعيمه لهذه‬
‫الحماية ألزم المتدخل بضرورة إعالم المستهلك بكل المعلومات المتعلقة بالمنتوج دون أن يؤكد على‬
‫طبيعة هذه المعلومات خاصة اإلعالم عن أسعار المنتوجات ‪ ،‬لكنه لم ينص على التزام المتدخل‬
‫بتحذير المستهلك و هذا ما تداركه المرسوم التنفيذي رقم ‪ 378-13‬المتعلق بتحديد الشروط و‬
‫الكيفيات المتعلقة بإعالم المستهلك ‪ ،‬و لم ينص على التزام المتدخل بنصيحة المستهلك نظ ار لعدم‬
‫الدرية مما يعد قصو ار في حماية هذا األخير‪.‬‬
‫امتالكه للمعرفة و ا‬
‫و بغية ضمان حصول المستهلك على منتوجات سليمة و مضمونة و موافقة لرغباته‬
‫المشروعة ألقى على عاتق المتدخل االلتزام بمطابقة المنتوجات للمواصفات و المقاييس القانونية ‪ ،‬و‬
‫أتبع ذلك بضرورة إجراء المتدخل لرقابة ذاتية قبل عرضه للمنتوج لالستهالك ‪ ،‬و لم يتغاضى‬
‫المشرع على إلزام المتدخل بضمان المنتوج المعيب و تنفيذ الخدمة ما بعد البيع ‪ ،‬مع منح حق‬
‫للمستهلك لتجربة المنتوج و منحه حق االستفادة من الضمان القانوني إلى جانب الضمان االتفاقي و‬
‫يمتد هذا الضمان للخدمات أيضا ‪ ،‬و لكن يعاب على ذلك عدم قدرة المستهلك على التمييز بين‬
‫الضمان القانوني و الضمان االتفاقي لعدم خبرته و قلة معلوماته فيضيع على نفسه ما يتيحه له هذا‬

‫‪201‬‬
‫األخير من مزايا ‪ ،‬أما فيما يخص أحكام تنفيذ المتدخل اللتزامه بالضمان في حالة ظهور عيب في‬
‫المنتوج ‪ ،‬نظمه بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 327-13‬المحدد لشروط و كيفيات وضع ضمان‬
‫السلع و الخدمات حيز التنفيذ ‪ ،‬و أتى بضمانة هامة متمثلة في امتداد تطبيق أحكام االستبدال و‬
‫اإلصالح على الخدمات ‪ ،‬و في هذا المقام عرض المشرع في قانون رقم ‪ 03-09‬الطرق التي يتم‬
‫بها تنفيذ الضمان بطريقة غير منظمة فربط بينها بـ " أو" التي تفيد الخيار فلم يلزم المتدخل‬
‫باستبدال المنتوج أوال ‪ ،‬خاصة أن االستبدال هو الذي يبحث عنه المستهلك ‪ ،‬كما لم يبين الطريقة‬
‫التي يتم بها اإلصالح ‪ ،‬و ال حاالت رد ثمن المنتوج ‪.‬‬
‫و من أجل كفالة امتثال المتدخل لتنفيذ هذه االلتزامات الملقاة عليه ‪ ،‬كرس الرقابة كآلية‬
‫وقائية ‪ ،‬و هذا بإخضاع جميع المنتوجات سواء كانت محلية أم مستوردة للرقابة في جميع مراحل‬
‫عرضها لالستهالك ‪ ،‬سواء كانت قبلية أو أثناء مرحلة العرض أو بعدية و قد تكون مستمرة و‬
‫أتبعها بتقرير تدابير تحفظية في إطار االحتياط من وقوع الضرر ‪ ،‬مع استحداثه لغرامة الصلح التي‬
‫تعد ضمانة للمستهلك كونها تعمل على قمع تصرفات المتدخلين دون اللجوء إلى القضاء و تحميل‬
‫المستهلك مصاريف التقاضي ‪ ،‬و تميز إجراءاتها بالتعقيد و طول المدة ‪.‬‬
‫و رغم أن المشرع منح صالحية ممارسة الرقابة لهيئات مؤهلة و هي متنوعة ‪ ،‬و بالنظر‬
‫للتدخالت التي تقوم بها هذه األجهزة و أعوان قمع الغش إال أنها ال تغطي كل التجاوزات و غير‬
‫كافية لقمع مخالفة المطابقة ‪ ،‬أو التقليد أو أي تصرف قد يمس بسالمة المستهلك و يكمن ذلك في‬
‫للجزء اإلداري على الموظفين المكلفين بممارسة الرقابة عند‬
‫ا‬ ‫عدم تطبيق رؤساء هذه األجهزة‬
‫التهاون في أداء مهامهم ‪ ،‬و عدم امتالك الوسائل و اإلمكانيات المواتية للقيام بهذه المهام الموكلة‬
‫لهم ‪ ،‬مع عدم التعاون و التنسيق بين مختلف القطاعات ذات الصلة بحماية المستهلك و قمع الغش‬
‫‪ ،‬و حتى عند اعتراف المشرع لجمعيات حماية المستهلك بمهام تحسيس و توعية المستهلك بعد‬
‫قيامها بالتنقل و تفقد مدى مطابقة المنتوجات للمواصفات القانونية و كذلك عند ممارستها لحقها في‬
‫التقاضي ‪ ،‬لم يتم تدعيمها بالوسائل القانونية و المادية التي تكفل لها قيامها بحماية المستهلك على‬
‫أكمل وجه ‪ ،‬و يلحظ نفس األمر بشأن المجلس الوطني لحماية المستهلكين الذي يبقى له حق‬
‫اقتراح التدابير فقط و إبداء رأيه الذي ال يتعدى كونه استشاري فقط ‪ ،‬دون تجسيد التدابير المقترحة‬

‫‪202‬‬
‫على أرض الواقع مع عدم تقريره للجزاءات في إطار حماية المستهلك كونه ال يملك حق النظر في‬
‫النزاعات التي قد تنشب بين المتدخل و المستهلك ‪.‬‬
‫كما عمد قانون رقم ‪ 03-09‬المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ‪ ،‬إلى تشديد العقاب‬
‫على المتدخل بتقريره لعقوبات ردعية على عاتق المتدخل ‪ ،‬و لكن يعاب عليه أنه خصص الفصل‬
‫الثاني بعنوان المخالفات و العقوبات ‪ ،‬و أحال العقاب بالنسبة لجنحتي خداع المستهلك و الغش في‬
‫المنتوجات لقانون العقوبات الذي ال يهتم إال بتطبيق العقوبات السالبة للحرية و هذا غالبا ما ال يعد‬
‫ضمانة للمستهلك و ال تتالءم هذه العقوبة مع طبيعة الجرائم االقتصادية ‪ ،‬ألن المساس بالذمة‬
‫المالية للمتدخل هو الذي يكفل حماية للمستهلك ‪ ،‬و حتى عند تقريره للعقاب على المخالفات‬
‫االقتصادية نص على غرامات تالئم كل مخالفة حسب طبيعتها و لكنها قليلة و ال تؤدي لردع‬
‫المتدخل ‪ ،‬و يلحظ على المشرع أنه لم ينص على عقوبات تكميلية أخرى غير المصادرة و‬
‫مضاعفة قيمة الغرامة في حالة العود ‪.‬‬
‫فمن خالل هذا القصور في الضمانات الممنوحة لحماية المستهلك بموجب قانون رقم‬
‫‪ 03-09‬المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ‪ ،‬يمكن تقديم االقتراحات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬إزالة اللبس و التعارض بالنسبة لتعريف " المتدخل " و تعريف " المستهلك " الوارد في قانون رقم‬
‫‪ 03-09‬المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش و النصوص التطبيقية التي بقي العمل بها ساري‬
‫المفعول ‪ ،‬بإصدار مراسيم تطبيقية أخرى تتماشى مع طبيعة هذا القانون ‪ ،‬إضافة لتلك التي تم‬
‫إصدارها مأخ ار مع تعديل تعريف " المستهلك المقتني " بإضافة مصطلح " يستعمل " بغية امتداد‬
‫الحماية لفئة المستهلكين المستعملين للمنتوج ‪.‬‬
‫‪ -‬تبيين كيفية تقدير الطابع التعسفي للشرط و تعميم الحماية من هذه الشروط إلى كافة عقود‬
‫االستهالك ‪ ،‬مع ضرورة تجسيد على أرض الواقع لجنة البنود التعسفية نظ ار لمرور ‪ 10‬سنوات‬
‫على إصدار المرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 306-06‬كما يستحسن أن يكون للجنة دور استشاري في كل‬
‫نص تشريعي أو تنظيمي له صلة بالشروط التعسفية ‪.‬‬
‫‪ -‬إضافة االلتزام بالتحذير من مخاطر المنتوج ‪ ،‬و االلتزام بالنصيحة إلى جانب التزام المتدخل‬
‫بإعالم المستهلك نظ ار لصفة هذا األخير كطرف ضعيف ‪.‬‬

‫‪203‬‬
‫‪ -‬تدعيم التزام المتدخل بمطابقة المنتوج لمواصفات و مقاييس مستحدثة و متطورة تماثل تلك‬
‫المقاييس المعمول بها دوليا ‪ ،‬بغية تحقيق جودة المنتوجات و حماية الرغبات المشروعة للمستهلك‪.‬‬
‫‪ -‬تنظيم أحكام المطالبة بتنفيذ الضمان بما يتالئم و طبيعة المستهلك خاصة بالنسبة للمدة المقررة‬
‫لرفع دعوى الضمان أمام القضاء ‪.‬‬
‫‪ -‬اإلتيان بضمانات توافق طبيعة الخدمات خاصة في مجال تنفيذ الضمان و كيفية ممارسة الرقابة‬
‫‪ ،‬و تطبيق التدابير التحفظية ‪.‬‬
‫‪ -‬تدعيم جمعيات حماية المستهلكين ‪ ،‬بتخصيص الدعم المالي لها من قبل الدولة و منحها‬
‫اإلمكانيات للتمكن من ممارسة الرقابة على المنتوجات و تسهيل لجوئها للقضاء للدفاع عن مصالح‬
‫المستهلكين مع توسيع مجال نشاطها في إطار الحماية من الشروط التعسفية و إعطائها إمكانية‬
‫المطالبة بإبطال الشرط التعسفي الوارد سواء في نماذج العقود أو في العقود ‪ ،‬و من الضروري‬
‫إعادة النظر في الصالحيات الممنوحة للمجلس الوطني لحماية المستهلكين و عدم قصرها على‬
‫إبداء رأيه االستشاري و اقتراح التدابير فقط ‪ ،‬بتخويله إمكانية فرض جزاءات و إجراء تحقيقات في‬
‫مجال االستهالك و المخالفات المرتكبة من قبل المتدخلين ‪.‬‬
‫‪ -‬تفعيل دور الرقابة بتحديث الوسائل المعتمدة للقيام بالرقابة ‪ ،‬مع تدعيم أجهزة الرقابة بخبرات ذوي‬
‫خبرة و تأهيل ‪ ،‬و تسهيل مهام إجراء الرقابة ‪ ،‬و تكثيف هذه األجهزة على مستوى الحدود البرية و‬
‫البحرية و الجوية ‪ ،‬مع ضرورة إعادة النظر في المرسوم التنفيذي رقم ‪ 39-90‬المتعلق برقابة‬
‫الجودة و قمع الغش بجعله يتماشى مع أحكام الرقابة الواردة في قانون حماية المستهلك و قمع‬
‫الغش ‪.‬‬
‫‪ -‬النص على جزاءات مدنية خاصة غير تلك الواردة في القانون المدني ‪ ،‬كإلزام المتدخل بتنفيذ‬
‫التصريحات التي يقدمها للمستهلك عند إقبال هذا األخير على اقتناء المنتوج ثم يكتشف أن هذه‬
‫الخصائص غير موجودة فيه ‪ ،‬مع ضرورة تعديل أحكام المادة ‪ 140‬مكرر من القانون المدني لكي‬
‫تتماشى مع طبيعة المستهلك ‪.‬‬
‫‪ -‬النص على جزاءات جزائية في قانون حماية المستهلك و قمع الغش دون إحالة العقاب إلى قانون‬
‫العقوبات بالنسبة لجنحتي خداع المستهلك و الغش في المنتوجات ‪ ،‬مع النص على الشروع في‬

‫‪204‬‬
‫جريمة الغش في المنتوجات و مساواة العقاب عليه مع جريمة الغش ‪ ،‬و خفض مدة العقوبات‬
‫السالبة ل لحرية و جعلها مطبقة إال في حالة المساس بالسالمة الجسدية للمستهلك ‪ ،‬و في مقابل ذلك‬
‫رفع قيمة الغرامات سواء بالنسبة للجنح االقتصادية أو بالنسبة للمخالفات المتعلقة بااللتزامات‬
‫المنصوص عليها في قانون رقم ‪ 03-09‬المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ‪ ،‬أو مخالفة‬
‫إج ارءات الرقابة ألن الغرامة المرتفعة غالبا ما تكون وسيلة ردع ناجحة ‪ ،‬مع النص في قانون‬
‫‪ 03-09‬على عقوبات تكميلية إلى جانب المصادرة و مضاعفة قيمة الغرامة في حالة العود ‪ ،‬كرد‬
‫المتدخل لقيمة الربح الغير المشروع ‪ ،‬نشر الحكم القاضي بإدانة المتدخل ‪ ،‬تعويض مصاريف‬
‫البحث عن الجرائم المرتكبة ‪ ،‬حل الشخص المعنوي ‪ ،‬المنع من مزاولة النشاط ‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة إنشاء محاكم جوارية مختصة في الفصل في منازعات االستهالك ‪ ،‬مع ضرورة نشر‬
‫الق اررات القضائية الفاصلة في مثل هذه المنازعات ‪.‬‬
‫فلقيام هذه الضمانات الممنوحة للمستهلك بموجب قانون رقم ‪ 03-09‬المتعلق بحماية‬
‫المستهلك و قمع الغش ‪ ،‬بالدور اإليجابي لتكريس حماية فعالة للمستهلك ينبغي تعديلها بما يتماشى‬
‫مع مصالح هذا الطرف الضعيف ‪ ،‬و التنسيق بين مختلف الهيئات المكلفة بحماية المستهلك من‬
‫أجل تدعيم هذه الحماية و تحقيق التوازن بين طرفي العالقة االستهالكية أي بين المستهلك و‬
‫المتدخل ‪ ،‬و من ثمة ضمان حماية فعالة لهذا الطرف الدوني ‪.‬‬

‫‪205‬‬
‫‪ -01‬قائمة المراجع ‪:‬‬
‫المراجع باللغة العربية ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬الكتب ‪:‬‬
‫‪ -(01‬الكتب العامة ‪:‬‬
‫‪ -01‬السعدي محمد صبري ‪ " ،‬الواضح في شرح القانون المدني الجزائري " ‪ ،‬الطبعة الرابعة ‪ ،‬دار‬
‫الهدى ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 2008 ،‬ص ‪. 201-200‬‬
‫‪ -02‬عبد المنعم موسى إبراهيم ‪ " ،‬حسن النية في العقود ‪ ،‬دراسة مقارنة " ‪ ،‬منشورات زين‬
‫الحقوقية ‪ ،‬لبنان ‪.2006 ،‬‬
‫‪ -03‬فياللي علي ‪ " ،‬االلتزامات ‪ ،‬النظرية العامة للعقد " ‪ ،‬موفم للنشر ‪ ،‬الجزائر‪.2008 ،‬‬
‫‪ -04‬فياللي علي ‪ " ،‬الفعل المستحق للتعويض " ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،‬موفم للنشر ‪ ،‬الجزائر ‪،‬‬
‫‪. 2007‬‬
‫‪ -(02‬الكتب المتخصصة ‪:‬‬
‫‪ -01‬أحمد محمد محمود علي خلف ‪ " ،‬الحماية الجنائية للمستهلك دراسة مقارنة " ‪ ،‬دار الجامعة‬
‫الجديدة للنشر ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،‬مصر‪. 2005 ،‬‬
‫‪ -02‬أقصاصي عبد القادر ‪ " ،‬االلتزام بضمان السالمة في العقود " ‪ ،‬دار الفكر الجامعي ‪،‬‬
‫االسكندرية ‪ ،‬مصر ‪. 2010 ،‬‬
‫‪ -03‬القيسي عامر قاسم أحمد ‪ " ،‬الحماية القانونية للمستهلك ‪ ،‬دراسة مقارنة في القانون المدني و‬
‫المقارن " ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬الدار العلمية الدولية و دار الثقافة للنشر و التوزيع ‪ ،‬األردن ‪2002 ،‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ -04‬بودالي محمد ‪ " ،‬حماية المستهلك في القانون المقارن " ‪ ،‬دار الكتاب الحديث ‪ ،‬الجزائر ‪،‬‬
‫‪. 2006‬‬
‫‪ -05‬بودالي محمد ‪ " ،‬االلتزام بالنصيحة في نطاق عقود الخدمات " ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬مكتبة‬
‫الرشاد للطباعة و النشر و التوزيع ‪ ،‬الجزائر ‪.2005 ،‬‬

‫‪206‬‬
‫‪ -06‬بودالي محمد ‪ " ،‬مسؤولية المنتج عن منتوجاته المعيبة ‪ ،‬دراسة مقارنة في القانونين الفرنسي‬
‫و الجزائري " ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬الفجر للنشر و التوزيع ‪ ،‬الجزائر ‪. 2005 ،‬‬
‫‪ -07‬بودالي محمد ‪ " ،‬الشروط التعسفية في العقود في القانون الجزائري ‪ ،‬دراسة مقارنة مع قوانين‬
‫فرنسا و ألمانيا و مصر" ‪ ،‬دار هومة ‪ ،‬الجزائر ‪. 2007 ،‬‬
‫‪ -08‬بودهان موسى ‪ " ،‬النظام القانوني للتقييس " ‪ ،‬دار الجزائر ‪. 2011 ،‬‬
‫‪ -09‬بولحية بن بوخميس علي ‪ " ،‬القواعد العامة لحماية المستهلك و المسؤولية المترتبة عنها في‬
‫التشريع الجزائري " ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬دار الهدى ‪ ،‬الجزائر ‪. 2000 ،‬‬
‫‪ -10‬جمال محمود عبد العزيز ‪ " ،‬االلتزام بالمطابقة في عقد البيع الدولي للبضائع " ‪ ،‬النشر‬
‫الذهبي للطباعة ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬مصر ‪. 1997-1996 ،‬‬
‫‪ -11‬حمدي أحمد سعد ‪ " ،‬االلتزام باإلفضاء بالصفة الخطيرة للشيء المبيع " ‪ ،‬المكتب الفني‬
‫لإلصدارات القانونية ‪ ،‬طنطا ‪ ،‬مصر ‪. 1999 ،‬‬
‫‪ -12‬خالد عبد الفتاح محمد خليل ‪ " ،‬حماية المستهلك في القانون الدولي الخاص " ‪ ،‬دار‬
‫الجامعة الجديدة للنشر ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،‬مصر ‪. 2000 ،‬‬
‫‪ -13‬خضير كاظم حمود و موسى سالمة اللوزي ‪ " ،‬مبادئ ادارة األعمال " ‪ ،‬الطبعة األولى ‪،‬‬
‫إثراء للنشر و التوزيع ‪ ،‬األردن ‪. 2008 ،‬‬
‫‪ -14‬سعداوي سليم ‪ " ،‬حماية المستهلك ‪ ،‬الجزائر نموذجا " ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬دار الخلدونية ‪،‬‬
‫الجزائر ‪. 2009 ،‬‬
‫‪ -15‬عبد المنعم موسى إبراهيم ‪ " ،‬حماية المستهلك دراسة مقارنة " ‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‬
‫لبنان ‪.2009 ،‬‬
‫‪ -16‬علي سيد حسن ‪ " ،‬االلتزام بالسالمة في عقد البيع " ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬مصر‬
‫‪.1990 ،‬‬
‫‪ -17‬عمر عيسى الفقي ‪ " ،‬جرائم قمع الغش و التدليس " ‪ ،‬المكتب الفني للموسوعات القانونية‬
‫بور سعيد ‪ ،‬مصر ‪.1998 ،‬‬

‫‪207‬‬
‫‪ -18‬غسان رباح ‪ " ،‬قانون حماية المستهلك الجديد " ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬منشورات زين الحقوقية ‪،‬‬
‫لبنان ‪. 2006 ،‬‬
‫‪ -19‬فتاك علي ‪ " ،‬تأثير المنافسة على االلتزام بضمان سالمة المنتوج " ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬دار‬
‫الفكر الجامعي ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،‬مصر ‪. 2007 ،‬‬
‫‪ -20‬محمد حسين منصور ‪ " ،‬ضمان صالحية المبيع للعمل مدة معلومة " ‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‬
‫للنشر ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،‬مصر ‪. 2004 ،‬‬
‫‪ -21‬نوري منير ‪ " ،‬سلوك المستهلك " ‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪ ،‬الجزائر‪.2013 ،‬‬

‫ثانيا‪ :‬المقاالت ‪:‬‬


‫‪ -01‬أحمد صالح علي ‪ " ،‬مفهوم المستهلك و المهني في التشريع الجزائري " ‪ ،‬المجلة الجزائرية‬
‫للعلوم القانونية و االقتصادية و السياسية ‪ ،‬كلية الحقوق بن عكنون ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬العدد ‪ ، 01‬مارس‬
‫‪ ، 2011‬ص ‪. 191،194‬‬
‫‪ -02‬أمازو لطيفة ‪ " ،‬التزام البائع بتقديم المعلومات كالتزام تبعي لاللتزام بالتسليم " ‪ ،‬المجلة‬
‫الجزائرية للعلوم القانونية و االقتصادية و السياسية ‪ ،‬كلية الحقوق بن عكنون ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬العدد ‪02‬‬
‫‪ ، 2009 ،‬ص ‪. 97‬‬
‫‪ -03‬أمازو لطيفة ‪ " ،‬العالقة بين عدم مطابقة المبيع للمواصفات و العيب الخفي " ‪ ،‬المجلة‬
‫الجزائرية للعلوم القانونية و االقتصادية و السياسية ‪ ،‬كلية الحقوق بن عكنون ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬العدد ‪03‬‬
‫‪ ،‬سبتمبر ‪ ، 2012‬ص ‪. 241‬‬
‫‪ -04‬آغا جميلة ‪ " ،‬دور الوالية و البلدية في حماية المستهلك " ‪ ،‬مجلة العلوم القانونية و اإلدارية‬
‫‪ ،‬كلية الحقوق ‪ ،‬جامعة سيدي بلعباس ‪ ،‬عدد خاص ‪ ،‬أفريل ‪ ، 2005‬ص ‪. 233‬‬
‫‪ -05‬النكاس جمال ‪ " ،‬حماية المستهلك و أثرها على النظرية العامة للعقد في القانون الكويتي "‬
‫مجلة الحقوق الكويت ‪ ،‬العدد ‪ ،1989 ، 02‬ص ‪. 115 ،113 ،48‬‬

‫‪208‬‬
‫‪ -06‬بعجي محمد ‪ " ،‬أحكام االلتزام لضمان حماية المشتري في القانون المدني الجزائري " ‪،‬‬
‫المجلة الجزائرية للعلوم القانونية و االقتصادية و السياسية ‪ ،‬كلية الحقوق بن عكنون ‪ ،‬الجزائر العدد‬
‫‪ ، 2010 ، 02‬ص ‪. 43-42‬‬
‫‪ -07‬بن حمدة أحمد ‪ " ،‬دور مصالح قمع الغش في مراقبة المتدخلين في عملية اإلنتاج " ‪ ،‬مجلة‬
‫البحوث و الدراسات القانونية و السياسية ‪ ،‬كلية الحقوق ‪ ،‬جامعة البليدة ‪ ،‬العدد ‪ ، 02‬جانفي‬
‫‪ ، 2012‬ص ‪. 150 ، 149‬‬
‫‪ -08‬بن حميدة أحمد ‪ " ،‬اإلصالحات التشريعية و التنظيمية في قطاع التجارة و آليات حماية‬
‫المستهلك " ‪ ،‬مجلة البحوث و الدراسات القانونية و السياسية ‪ ،‬كلية الحقوق ‪ ،‬جامعة البليدة ‪ ،‬العدد‬
‫‪ ، 02‬جانفي ‪ ، 2012‬ص ‪. 384‬‬
‫‪ -09‬بن عنتر ليلى ‪ " ،‬جمعيات حماية المستهلك موجودة أم تحتاج إلى وجود؟ " ‪ ،‬المجلة‬
‫األكاديمية للبحث القانوني ‪ ،‬كلية الحقوق ‪ ،‬جامعة عبد الرحمن ميرة ‪ ،‬بجاية ‪ ،‬مجلة سداسية ‪،‬‬
‫العدد ‪ ، 2010 ، 02‬ص ‪. 187 ،175‬‬
‫‪ -10‬بودالي محمد ‪ " ،‬مدى خضوع المرافق العامة و مرتفقيها لقانون حماية المستهلك " ‪ ،‬مجلة‬
‫ص‬ ‫إدارة ‪ ،‬المدرسة الوطنية لإلدارة ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬المجلد ‪ ، 12‬العدد ‪ ، 2002 ، 02‬العدد ‪، 24‬‬
‫‪. 55، 52، 44‬‬
‫‪ -11‬بوسماحة الشيخ ‪ " ،‬حماية المستهلك الناتجة عن عروض المتدخل في ظل أحكام القانون‬
‫الجزائري " ‪ ،‬مجلة الخلدونية ‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية و العلوم االجتماعية ‪ ،‬جامعة ابن خلدون ‪،‬‬
‫تيارت ‪ ،‬العدد ‪ ، 03‬ماي ‪ ، 2009‬ص ‪. 207، 82 ، 81 ، 76‬‬
‫‪ -12‬بوعزة ديدن ‪ " ،‬االلتزام باإلعالم في عقد البيع " ‪ ،‬المجلة الجزائرية للعلوم القانونية و‬
‫االقتصادية و السياسية ‪ ،‬كلية الحقوق بن عكنون ‪ ،‬الجزء ‪ ، 37‬رقم ‪ ، 1999 ، 02‬ص ‪37-36‬‬
‫‪. 121-120 ، 42 ،‬‬
‫‪ -13‬بولحية علي ‪ " ،‬جهاز الرقابة و مهامه في حماية المستهلك " ‪ ،‬المجلة الجزائرية للعلوم‬
‫القانونية و االقتصادية و السياسية ‪ ،‬كلية الحقوق بن عكنون ‪ ،‬الجزء ‪ ، 39‬رقم ‪، 2002 ، 01‬‬
‫ص ‪. 77‬‬

‫‪209‬‬
‫‪ -14‬بومدين أحمد ‪ " ،‬دور االلتزام باإلعالم قبل التعاقد في حماية رضاء المستهلك " ‪ ،‬مجلة‬
‫العلوم القانونية ‪ ،‬جامعة الوادي ‪ ،‬العدد ‪ ، 01‬جوان ‪ ، 2010‬ص ‪. 168‬‬
‫‪ -15‬جابر محجوب علي ‪ " ،‬ضمان سالمة المستهلك من األضرار الناشئة عن عيوب المنتوجات‬
‫الصناعية المعيبة " ‪ ،‬القسم األول ‪ ،‬مجلة الحقوق ‪ ،‬الكويت ‪ ،‬السنة ‪ ، 20‬العدد ‪ 03‬ديسمبر‬
‫‪ ، 1996‬ص ‪. 239-238‬‬
‫‪ -16‬جرعود الياقوت ‪ " ،‬دور اإلعالم في حماية المستهلك " ‪ ،‬مجلة البحوث و الدراسات القانونية‬
‫و السياسية ‪ ،‬كلية الحقوق ‪ ،‬جامعة البليدة ‪ ،‬العدد ‪ ، 02‬جانفي ‪ ، 2012‬ص ‪287-286 ، 277‬‬
‫‪. 290 ، 289 ،‬‬
‫‪ -17‬جعبوب الهاشمي ‪ " ،‬التقييس آلية لحماية االقتصاد و المستهلك " ‪ ،‬مجلة مجلس األمة ‪،‬‬
‫العدد ‪ ، 15‬جويلية ‪ ،‬أوت ‪ ، 2004‬ص ‪. 10‬‬
‫‪ -18‬حساني علي ‪ " ،‬االلتزام بضمان الضرر في عيوب المنتوجات " ‪ ،‬المجلة الجزائرية للعلوم‬
‫القانونية و االقتصادية و السياسية ‪ ،‬كلية الحقوق بن عكنون ‪ ،‬العدد ‪ ، 2001 ، 04‬ص ‪، 235‬‬
‫‪. 238‬‬
‫‪ -19‬حامق ذهبية ‪ " ،‬االلتزام باإلعالم في العقود " ‪ ،‬ملخص رسالة دكتوراه دولة ‪ ،‬مجلة المحكمة‬
‫العليا ‪ ،‬العدد ‪ ، 2011 ، 02‬ص ‪. 85‬‬
‫‪ -20‬حميدة حسن ‪ " ،‬نظام اإلدارة البيئية كآلية لتحقيق جودة المنتج و نظافته " ‪ ،‬مجلة البحوث و‬
‫الدراسات القانونية و السياسية ‪ ،‬كلية الحقوق ‪ ،‬جامعة البليدة ‪ ،‬العدد ‪ ، 02‬جانفي ‪ ، 2012‬ص‬
‫‪.236-235‬‬
‫‪ -21‬خالدي فتيحة ‪ " ،‬الحماية الجزائية للمستهلك ‪ ،‬دراسة في ضوء القانون رقم ‪ 03-09‬المؤرخ‬
‫في ‪ 2009/02/25‬المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش " ‪ ،‬مجلة معارف ‪ ،‬المركز الجامعي‬
‫البويرة ‪ ،‬العدد ‪ ، 08‬جوان ‪ ، 2010‬ص ‪. 63 ، 55 ، 53 ، 52 ،49‬‬
‫‪ -22‬خرباشي عقيلة ‪ " ،‬دور المستهلك في حماية المستهلك " ‪ ،‬مجلة دراسات اقتصادية ‪ ،‬دار‬
‫الخلدونية للنشر و التوزيع ‪ ،‬العدد ‪ ، 19‬جويلية ‪ ، 2011‬ص ‪. 137-136‬‬

‫‪210‬‬
‫‪ -23‬دنوني هجيرة ‪ " ،‬قانون المنافسة و حماية المستهلك " ‪ ،‬المجلة الجزائرية للعلوم‬
‫القانونية و االقتصادية و السياسية ‪ ،‬كلية الحقوق بن عكنون ‪ ،‬الجزء ‪ ، 39‬رقم ‪، 2002 ، 01‬‬
‫ص ‪. 11‬‬
‫‪ -24‬سي يوسف زاهية حورية ‪ " ،‬تعليق على نص المادة ‪ 140‬مكرر تقنين مدني جزائري " ‪،‬‬
‫المجلة النقدية للقانون و العلوم السياسية ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة مولود معمري‬
‫تيزي وزو ‪ ،‬العدد ‪ ، 2012 ، 02‬ص ‪. 70-69 ، 65‬‬
‫‪ -25‬سي يوسف زاهية حورية ‪ " ،‬االلتزام باإلفضاء عنصر من ضمان سالمة المستهلك " ‪ ،‬المجلة‬
‫النقدية للقانون و العلوم السياسية ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة مولود معمري تيزي‬
‫وزو ‪ ،‬العدد ‪ ، 2009 ، 02‬ص ‪. 62-61‬‬
‫‪ -26‬سي يوسف زاهية حورية ‪ " ،‬حماية المستهلك مدنيا من اإلعالن التجاري الكاذب أو المضلل‬
‫بن عكنون ‪،‬‬ ‫" ‪ ،‬المجلة الجزائرية للعلوم القانونية و االقتصادية و السياسية ‪ ،‬كلية الحقوق‬
‫العدد ‪ ، 2010 ، 04‬ص ‪. 199-198‬‬
‫‪ -27‬سي يوسف زاهية حورية ‪ " ،‬الرقابة عن طريق جمعيات حماية المستهلك " ‪ ،‬مجلة البحوث و‬
‫الدراسات القانونية و السياسية ‪ ،‬كلية الحقوق ‪ ،‬جامعة البليدة ‪ ،‬العدد ‪ ، 02‬جانفي ‪ ، 2012‬ص‬
‫‪. 202‬‬
‫‪ -28‬سي يوسف زاهية حورية ‪ " ،‬تجريم الغش و الخداع كوسيلة لحماية المستهلك " ‪ ،‬المجلة‬
‫النقدية للقانون و العلوم السياسية ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة مولود معمري تيزي‬
‫وزو‪ ،‬العدد ‪ ، 2007 ، 01‬ص ‪. 32-29 ، 24‬‬
‫‪ -29‬رواب جمال ‪ " ،‬التدابير التحفظية المتخذة ضد المتدخل لتأطير حماية المستهلك " ‪ ،‬مجلة‬
‫البحوث و الدراسات القانونية و السياسية ‪ ،‬كلية الحقوق ‪ ،‬جامعة البليدة ‪ ،‬العدد ‪ ، 02‬جانفي‬
‫‪ ، 2012‬ص ‪. 236-235 ،187‬‬
‫‪ -30‬عبد الفضيل محمد أحمد ‪ " ،‬جريمة الخداع التجاري في نظم مكافحة الغش التجاري السعودي‬
‫مع اإلشارة إلى القوانين الفرنسي و المصري " ‪ ،‬مجلة الحقوق الكويت ‪ ،‬السنة ‪ ، 18‬العدد ‪، 04‬‬
‫‪.‬‬ ‫سبتمبر ‪ ، 1994‬ص ‪167 ،153-152 ،148-146‬‬

‫‪211‬‬
‫‪ -31‬عزري الزين ‪ " ،‬حماية المستهلك من خالل أحكام الضمان عقد البيع المدني " ‪ ،‬مجلة العلوم‬
‫القانونية و اإلدارية ‪ ،‬جامعة سيدي بلعباس ‪ ،‬عدد خاص ‪ ،‬أفريل ‪ ، 2005‬ص ‪. 197‬‬
‫‪ -32‬غازي خالد أبو عرابي ‪ " ،‬حماية رضاء المستهلك ‪ ،‬دراسة مقارنة بين القانون اإلماراتي ‪،‬‬
‫ماي‬ ‫الفرنسي و المشروع األردني " ‪ ،‬مجلة علوم الشريعة و القانون ‪ ،‬المجلد ‪ ، 36‬العدد ‪، 01‬‬
‫‪ ، 2009‬ص ‪. 189‬‬
‫‪ -33‬قونان كهينة ‪ " ،‬اإلفضاء بالصفة الخطيرة للمنتوج " ‪ ،‬مجلة البحوث و الدراسات القانونية و‬
‫السياسية ‪ ،‬جامعة البليدة ‪ ،‬العدد ‪ ، 02‬جانفي ‪ ، 2012‬ص ‪. 230 ، 229 ، 226-225‬‬
‫‪ -34‬قريمس عبد الحق ‪ " ،‬مدى جدوى األساس التعاقدي للمسؤولية عن األضرار التي يسببها‬
‫المنتوج " ‪ ،‬مجلة البحوث و الدراسات القانونية و السياسية ‪ ،‬مجلة كلية الحقوق ‪ ،‬جامعة البليدة‬
‫العدد ‪ ، 02‬جانفي ‪ ، 2012‬ص ‪. 104‬‬
‫‪ -35‬محمدي سليمان ‪ " ،‬حماية المستهلك من الشروط التعسفية المدرجة في عقد بيع العقار على‬
‫التصاميم " ‪ ،‬المجلة الجزائرية للعلوم القانونية و االقتصادية و السياسية ‪ ،‬كلية الحقوق بن عكنون‬
‫‪ ،‬العدد ‪ ، 2010 ، 02‬ص ‪. 70‬‬
‫‪ -36‬معزوز دليلة ‪ " ،‬االلتزام بإعالم المستهلك االلكتروني و مدى فعالية و شمولية قانون ‪-09‬‬
‫‪ 03‬المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش " ‪ ،‬مجلة معارف ‪ ،‬المركز الجامعي البويرة ‪ ،‬العدد ‪08‬‬
‫‪ ،‬جوان ‪ ، 2010‬ص ‪. 86-85‬‬
‫‪ -37‬موالك بختة ‪ " ،‬الحماية الجنائية للمستهلك في التشريع الجزائري " ‪ ،‬المجلة الجزائرية للعلوم‬
‫القانونية و االقتصادية و السياسية ‪ ،‬كلية الحقوق بن عكنون ‪ ،‬الجزء ‪ ، 37‬رقم ‪، 1999 ، 02‬‬
‫ص ‪. 288-285 ،62 ،55، 42 ،37-36 ، 27 ، 23‬‬
‫‪ -38‬ناصر فتيحة ‪ " ،‬مراقبة المطابقة للمنتوجات المستوردة " ‪ ،‬المجلة الجزائرية للعلوم القانونية و‬
‫ص‬ ‫االقتصادية و السياسية ‪ ،‬كلية الحقوق بن عكنون ‪ ،‬العدد ‪ ، 01‬جوان ‪، 2012‬‬
‫‪. 290 ، 289-280‬‬
‫‪ -39‬ناصر فتيحة ‪ " ،‬القواعد الوقائية لتحقيق أمن المنتوجات الغذائية و الصيدالنية " ‪ ،‬مجلة‬
‫العلوم القانونية و اإلدارية ‪ ،‬جامعة سيدي بلعباس ‪ ،‬عدد خاص ‪ ،‬أفريل ‪ ، 2005‬ص ‪. 133‬‬

‫‪212‬‬
‫‪ -40‬نائل عبد الرحمان صالح ‪ " ،‬الحماية الجزائية للمستهلك في القوانين األردنية " ‪ ،‬مجلة‬
‫الحقوق الكويت ‪ ،‬السنة ‪ ، 23‬ديسمبر ‪ ، 1999‬ص ‪. 131-130 ، 109‬‬
‫‪ -41‬هامل الهواري ‪ " ،‬دور الجمعيات في حماية المستهلك " ‪ ،‬مجلة العلوم القانونية و اإلدارية‬
‫كلية الحقوق ‪ ،‬جامعة سيدي بلعباس ‪ ،‬عدد خاص ‪ ،‬أفريل ‪ ، 2005‬ص ‪. 226-225 ،224‬‬
‫و‬ ‫‪ -42‬ولد عمر طيب ‪ " ،‬الجزاءات العقابية المترتبة عن األضرار الماسة بأمن المستهلك‬
‫سالمته " ‪ ،‬مجلة دراسات قانونية ‪ ،‬دار الخلدونية للنشر و التوزيع ‪ ،‬العدد ‪ ، 06‬فيفري ‪، 2010‬‬
‫ص ‪. 120 ، 117-116 ،112 ، 18‬‬
‫‪ -43‬يوسف فتيحة ‪ " ،‬حماية المستهلك في مجال الصيدلة " ‪ ،‬المجلة الجزائرية للعلوم القانونية و‬
‫االقتصادية و السياسية ‪ ،‬كلية الحقوق بن عكنون ‪ ،‬الجزء ‪ ، 39‬العدد‪، 2002 ، 01‬‬
‫ص‪. 58-57‬‬
‫‪ -44‬ياسر أحمد كامل الصرفي ‪ " ،‬حماية المستهلك و ضرورة اإلعالم عن السلع و الخدمات‬
‫باللغة القومية " ‪ ،‬مجلة القانون و االقتصاد ‪ ،‬العدد ‪ ، 2005 ، 75‬كلية الحقوق ‪ ،‬جامعة القاهرة‬
‫مصر ‪ ،‬ص ‪. 262-260‬‬

‫ثالثا ‪ :‬الرسائل الجامعية ‪:‬‬


‫‪ - (01‬أطروحات دكتوراه ‪:‬‬
‫‪ -01‬العيد حداد ‪ " ،‬الحماية القانونية في ظل اقتصاد السوق " ‪ ،‬رسالة لنيل شهادة دكتوراه دولة في‬
‫القانون ‪ ،‬كلية الحقوق بن عكنون ‪. 2002 ،‬‬
‫‪ -02‬حامق ذهبية ‪ " ،‬االلتزام باإلعالم في العقود " ‪ ،‬رسالة لنيل شهادة دكتوراه دولة في القانون‬
‫الخاص ‪ ،‬كلية الحقوق بن عكنون ‪. 2009 ،‬‬
‫‪ -03‬ثروت فتحي إسماعيل ‪ " ،‬المسؤولية المدنية للبائع المهني ‪ ،‬الصانع ‪ ،‬الموزع ‪ ،‬دراسة مقارنة‬
‫" ‪ ،‬رسالة لنيل شهادة دكتوراه دولة ‪ ،‬جامعة عين شمس ‪ ،‬بدون سنة ‪.‬‬
‫‪ -04‬حساني علي ‪ " ،‬اإلطار القانوني لاللتزام بالضمان في المنتوجات ‪ ،‬دراسة مقارنة " ‪ ،‬رسالة‬
‫لنيل شهادة دكتوراه دولة في القانون الخاص ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة تلمسان ‪،‬‬
‫‪. 2012‬‬

‫‪213‬‬
‫‪ -05‬ريموش فرحات ‪ " ،‬االلتزام باإلعالم " ‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة دكتوراه دولة في القانون ‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق بن عكنون ‪. 2012 ،‬‬

‫‪ -(02‬مذكرات ماجيستر ‪:‬‬


‫‪ -01‬أحمد يحياوي سليمة ‪ " ،‬آليات حماية المستهلك من التعسف التعاقدي " ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫الماجستير ‪ ،‬كلية الحقوق بن عكنون ‪. 2011 ،‬‬
‫‪ -02‬العطياوي راضية ‪ " ،‬معالجة الشروط التعسفية في إطار القانون رقم ‪ 02-04‬المتعلق‬
‫بالممارسات التجارية " ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير ‪ ،‬كلية الحقوق بن عكنون ‪. 2011 ،‬‬
‫‪ -03‬بروال نعيمة ‪ " ،‬حقوق المستهلك و اإلجراءات اإلدارية و الوقائية المتخذة لحمايته " ‪ ،‬مذكرة‬
‫لنيل شهادة الماجيستر في الحقوق ‪ ،‬كلية الحقوق بن عكنون ‪.2013 ،‬‬
‫‪ -04‬بوروبة ربيعة ‪ " ،‬حماية المستهلك في ظل النظام القانوني للعالمات " ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫الماجستير في الحقوق ‪ ،‬كلية الحقوق بن عكنون ‪. 2008 ،‬‬
‫‪ -05‬بوطبل خديجة ‪ " ،‬الحماية القانونية للمستهلك في مجال المنتوجات المستوردة " ‪ ،‬مذكرة لنيل‬
‫شهادة الماجستير في الحقوق ‪ ،‬كلية الحقوق بن عكنون ‪. 2010 ،‬‬
‫‪ -06‬بوغنجة بن عياد ‪ " ،‬العالمات التجارية بين احتكار الشركات الكبرى و حماية المستهلك "‬
‫مذكرة لنيل شهادة الماجستير في الحقوق ‪ ،‬كلية الحقوق بن عكنون ‪. 2013 ،‬‬
‫‪ -07‬جرعود الياقوت ‪ " ،‬عقد البيع و حماية المستهلك في التشريع الجزائري " ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫الماجستير في الحقوق ‪ ،‬كلية الحقوق بن عكنون ‪. 2002 ،‬‬
‫‪ -08‬جواهرة عبد الكريم ‪ " ،‬االلتزام بالسالمة في عقد البيع " ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في‬
‫الحقوق ‪ ،‬كلية الحقوق بن عكنون ‪. 2003 ،‬‬
‫‪ -09‬حدوش فتيحة ‪ " ،‬ضمان سالمة المستهلك من المنتوجات الخطرة في القانون الجزائري على‬
‫ضوء القانون الفرنسي " ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في الحقوق في إطار مدرسة الدكتوراه ‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق ‪ ،‬جامعة بومرداس ‪. 2010 ،‬‬
‫‪ -10‬حليمي ربيعة ‪ " ،‬ضمان اإلنتاج و الخدمات " ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في الحقوق‬
‫كلية الحقوق بن عكنون ‪. 2001 ،‬‬

‫‪214‬‬
‫‪ -11‬خميخم محمد ‪ " ،‬الطبيعة الخاصة للجريمة االقتصادية في التشريع الجزائري " ‪ ،‬مذكرة لنيل‬
‫شهادة الماجستير في الحقوق ‪ ،‬كلية الحقوق بن عكنون ‪. 2011 ،‬‬
‫‪ -12‬زوبير أرزقي ‪ " ،‬حماية المستهلك في ظل المنافسة الحرة " ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‬
‫في القانون ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة مولود معمري تيزي وزو ‪. 2001 ،‬‬
‫‪ -13‬سي الطيب محمد أمين ‪ " ،‬الشروط التعسفية في عقود االستهالك ‪ ،‬دراسة مقارنة " ‪ ،‬مذكرة‬
‫لنيل شهادة الماجستير ‪ ،‬كلية الحقوق ‪ ،‬جامعة تلمسان ‪ ، 2008 ،‬ص ‪. 37‬‬
‫‪ -14‬شعباني نوال ‪ " ،‬التزام المتدخل بضمان سالمة المستهلك في ضوء قانون حماية المستهلك و‬
‫قمع الغش " ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في العلوم القانونية ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪،‬‬
‫جامعة مولود معمري ‪ ،‬تيزي وزو ‪. 2012 ،‬‬
‫‪ -15‬شلبي نبيل ‪ " ،‬التزامات المهني اتجاه المستهلك " ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في الحقوق‬
‫‪ ،‬كلية الحقوق بن عكنون ‪. 2009 ،‬‬
‫‪ -16‬عجابي عماد ‪ " ،‬دور أجهزة الرقابة في حماية المستهلك " ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في‬
‫الحقوق ‪ ،‬كلية الحقوق بن عكنون ‪. 2009 ،‬‬
‫‪ -17‬عليان عدة ‪ " ،‬االلتزام بالتحذير من مخاطر الشيء المبيع " ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‬
‫في الحقوق ‪ ،‬كلية الحقوق بن عكنون ‪. 2009 ،‬‬
‫‪ -18‬كالم حبيبة ‪ " ،‬حماية المستهلك " ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في الحقوق ‪ ،‬كلية الحقوق‬
‫بن عكنون ‪. 2005 ،‬‬
‫‪ -19‬مامش نادية ‪ " ،‬مسؤولية المنتج دراسة مقارنة مع القانون الفرنسي " ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫الماجستير في القانون ‪ ،‬كلية العلوم القانونية و السياسية ‪ ،‬جامعة مولود معمري ‪ ،‬تيزي وزو ‪،‬‬
‫‪. 2012‬‬
‫‪ -20‬مركب حفيزة ‪ " ،‬الحماية التشريعية للمستهلك في وجود المنتوج و الخدمة " ‪ ،‬مذكرة لنيل‬
‫شهادة الماجستير في الحقوق ‪ ،‬كلية الحقوق بن عكنون ‪. 2001 ،‬‬
‫‪ -21‬ناصري فهيمة ‪ " ،‬جمعيات حماية المستهلك " ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في الحقوق‬
‫كلية الحقوق بن عكنون ‪. 2004 ،‬‬

‫‪215‬‬
‫رابعا(‪ -‬الندوات و الملتقيات ‪:‬‬
‫‪ -(01‬الندوات‪:‬‬
‫‪ -01‬السعيدي جمال ‪ " ،‬المفهوم العام للغش و دراسة واقعية لنماذج عن تغيير أسعار السلع " ‪،‬‬
‫مداخلة في الندوة بعنوان " حماية المستهلك و مكافحة الغش التجاري " ‪ ،‬شرم الشيخ ‪ ،‬مصر ‪،‬‬
‫جانفي ‪ ، 2008‬ص ‪.64-63‬‬
‫‪ -02‬مداخلة بعنوان ‪ " ،‬تجربة الجمارك السعودية في حماية المستهلك السعودي و مكافحة الغش‬
‫التجاري " ‪ ،‬الندوة بعنوان " حماية المستهلك و مكافحة الغش التجاري " ‪ ،‬شرم الشيخ ‪ ،‬مصر ‪،‬‬
‫جانفي ‪ ، 2008 ،‬ص ‪.147-145‬‬

‫‪ -(02‬الملتقيات ‪:‬‬
‫‪ -01‬القروي بشير سرحان ‪ " ،‬جمعيات حماية المستهلك في الجزائر و دورها في تفعيل‬
‫الحماية القانونية للمستهلك " ‪ ،‬مداخلة في الملتقى الوطني الخامس ‪ " ،‬الحماية القانونية للمستهلك "‬
‫‪ ،‬يومي ‪ 17-16‬ماي ‪ ، 2012‬جامعة المدية ‪ ،‬ص ‪. 186-185‬‬
‫‪ -02‬برادعي قوسم ‪ " ،‬تحليل آليات حماية المستهلك في ظل الخداع و الغش التسويقي " مداخلة‬
‫في الملتقى الوطني الخامس ‪ " ،‬الحماية القانونية للمستهلك " ‪ ،‬يومي ‪ 17-16‬ماي ‪، 2012‬‬
‫جامعة المدية ‪ ،‬ص ‪. 12-11‬‬
‫‪ -03‬بوزيدي عيشة ‪ " ،‬دور اإلدارة المحلية في حماية المستهلك " ‪ ،‬مداخلة في الملتقى الوطني‬
‫ص‬ ‫الخامس ‪ " ،‬الحماية القانونية للمستهلك " ‪ ،‬يومي ‪ ، 17-16‬ماي ‪ ، 2012‬جامعة المدية ‪،‬‬
‫‪. 04‬‬
‫‪ -04‬جديلي نوال ‪ " ،‬الجهات االدارية المكلفة بحماية المستهلك " ‪ ،‬مداخلة في الملتقى الوطني‬
‫الخامس ‪ " ،‬الحماية القانونية المستهلك " ‪ ،‬يومي ‪ ، 17-16‬ماي ‪ ، 2012‬جامعة المدية ‪ ،‬ص‬
‫‪. 04‬‬

‫‪216‬‬
‫‪ -05‬جاليلية دليلة ‪ " ،‬القواعد المرتبطة بحماية صحة و أمن و مصالح المستهلك " ‪ ،‬مداخلة في‬
‫الملتقى الوطني الخامس ‪ " ،‬الحماية القانونية للمستهلك " ‪ ،‬يومي‪ ،17-16‬ماي ‪ ، 2012‬جامعة‬
‫المدية ‪ ،‬ص ‪. 08‬‬
‫‪ -06‬طحطاح عالل و يعقر الطاهر ‪ " ،‬مفهوم المستهلك " ‪ ،‬مداخلة في الملتقى الوطني حول "‬
‫المنافسة و حماية المستهلك بين الشريعة و القانون " ‪ ،‬يومي ‪ 21-20‬نوفمبر ‪ ، 2012‬جامعة‬
‫خميس مليانة ‪ ،‬ص ‪. 07‬‬
‫‪ -07‬عبيدي محمد ‪ ،‬رئيس جمعية حماية المستهلك لوالية األغواط ‪ ،‬يوم دراسي حول " الوسم و‬
‫إعالم المستهلك " ‪ ،‬المنعقد بفندق الشيراطون ‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يوم ‪ 07‬جويلية ‪( ، 2007‬حق المستهلك‬
‫في اإلعالم( ‪ ،‬ص ‪. 05-04‬‬
‫‪ -08‬عياشي جمال ‪ " ،‬قراءة للتقييس في ظل القانون الجزائري " ‪ ،‬مداخلة في الملتقى الوطني‬
‫الخامس ‪ " ،‬الحماية القانونية للمستهلك " ‪ ،‬يومي ‪ 17-16‬ماي ‪ ، 2012‬جامعة المدية ‪ ،‬ص‬
‫‪. 05‬‬
‫‪ -09‬قمار خديجة ‪ " ،‬الرقابة و الهيئات المكلفة بحماية المستهلك " ‪ ،‬مداخلة في الملتقى الوطني‬
‫الخامس ‪ " ،‬الحماية القانونية للمستهلك " ‪ ،‬يومي ‪ 17-16‬ماي ‪ ، 2012‬جامعة المدية ص ‪171‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ -10‬لكحل أحمد ‪ " ،‬الضبط اإلداري و حماية المستهلك " ‪ ،‬مداخلة في الملتقى الوطني الخامس ‪،‬‬
‫ص ‪. 08-07‬‬ ‫" الحماية القانونية للمستهلك " ‪ ،‬يومي ‪ 17-16‬ماي ‪ ، 2012‬جامعة المدية ‪،‬‬
‫‪ -11‬مرباح صليحة ‪ " ،‬حماية المستهلك من خالل الدور الوقائي " ‪ ،‬مداخلة في الملتقى الوطني‬
‫حول المنافسة و حماية المستهلك بين الشريعة و القانون " ‪ ،‬يومي ‪ 21-20‬نوفمبر ‪، 2012‬‬
‫جامعة خميس مليانة ‪ ،‬ص ‪. 52‬‬
‫‪ -12‬معزوزي نوال ‪ " ،‬دور جمعيات حماية المستهلك في ظل المنافسة الحرة " ‪ ،‬مداخلة في‬
‫الملتقى الوطني حول " المنافسة و حماية المستهلك بين الشريعة و القانون " ‪ ،‬يومي ‪21-20‬‬
‫نوفمبر ‪ ، 2012‬جامعة خميس مليانة ‪ ،‬ص ‪. 205‬‬

‫‪217‬‬
‫خامسا( ‪ -‬النصوص القانونية ‪:‬‬

‫‪ - (01‬األوامر‪:‬‬
‫‪ -01‬األمر رقم ‪ 155-66‬المؤرخ في ‪ 1966/06/08‬المتضمن قانون اإلجراءات الجزائية ‪،‬‬
‫جريدة رسمية رقم ‪ ، 48‬المؤرخة في ‪ ، 1966/06/10‬المعدل و المتمم ‪.‬‬
‫‪ -02‬األمر رقم ‪ 156-66‬المؤرخ في ‪ ، 1966/06/08‬المتضمن قانون العقوبات ‪ ،‬جريدة‬
‫رسمية رقم ‪ ، 49‬المؤرخة في‪ ،1966/06/11‬المعدل و المتمم بموجب قانون رقم ‪ 15-04‬المؤرخ‬
‫في ‪ ، 2004/11/10‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 71‬المؤرخة ‪ ، 2004/11/10‬و قانون رقم ‪23-06‬‬
‫المؤرخ في ‪ ، 2006/12/20‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 84‬المؤرخة في ‪. 2006/12/24‬‬
‫و‬ ‫‪ -03‬األمر رقم ‪ 59-75‬المؤرخ في ‪ ، 1975/09/26‬المتضمن القانون التجاري ‪ ،‬المعدل‬
‫المتمم ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪.101‬‬
‫‪ - 04‬األمر رقم ‪ 03-03‬المؤرخ في ‪ ، 2003/07/19‬المتعلق بالمنافسة ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪43‬‬
‫‪ ،‬المؤرخة في ‪ 2003/07/20‬المعدل و المتمم بموجب قانون رقم ‪ 05-10‬المؤرخ في‬
‫‪ ، 2010/09/15‬المتعلق بالمنافسة ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 46‬المؤرخة في ‪ ، 2010/09/18‬ص‬
‫‪. 11‬‬

‫‪ - (02‬القوانين ‪:‬‬
‫‪ -01‬قانون رقم ‪ 07-12‬المؤرخ في ‪ ، 2012/02/21‬المتعلق بالوالية ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪12‬‬
‫المؤرخة في ‪. 2012/02/29‬‬
‫‪ -02‬قانون رقم ‪ 06-12‬المؤرخ في ‪ 12‬جانفي ‪ ، 2012‬المتعلق بالجمعيات ‪ ،‬جريدة رسمية رقم‬
‫‪ ، 02‬المؤرخة في ‪. 2012/01/15‬‬
‫‪ -03‬قانون رقم ‪ 10-11‬المؤرخ في ‪ ، 2011/06/22‬المتعلق بالبلدية ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪37‬‬
‫المؤرخة في ‪. 2011/07/03‬‬
‫‪ -04‬قانون رقم ‪ 03-09‬المؤرخ في ‪ ، 2009/02/25‬المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش‬
‫جريدة رسمية رقم ‪ ، 15‬المؤرخة في ‪. 2009/03/08‬‬

‫‪218‬‬
‫و‬ ‫‪ -05‬قانون رقم ‪ 09-08‬المؤرخ في ‪ ، 2008/02/25‬المتضمن قانون اإلجراءات المدنية‬
‫اإلدارية ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 21‬المؤرخة في ‪. 2008/04/23‬‬
‫‪ -06‬قانون رقم ‪ 13-08‬المؤرخ في ‪ 2008/06/20‬المعدل و المتمم للقانون رقم ‪ 05-85‬المؤرخ‬
‫في ‪ 1985/06/05‬المتعلق بحماية الصحة و ترقيتها ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 44‬المؤرخة في‬
‫‪. 2008/08/03‬‬
‫‪ -07‬قانون رقم ‪ 10-05‬المؤرخ في ‪ ، 2005/06/20‬المعدل و المتمم لألمر رقم ‪58-75‬‬
‫المؤرخ في ‪ 1975/02/26‬المتضمن القانون المدني ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ 44‬المؤرخة في‬
‫‪.2005/07/26‬‬
‫‪ -08‬قانون رقم ‪ 04-04‬المؤرخ في ‪ ، 2004/06/23‬المتعلق بالتقييس ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪، 41‬‬
‫المؤرخة ‪. 2004/06/27‬‬
‫‪ -09‬قانون رقم ‪ 02-04‬المؤرخ في ‪ ، 2004/06/23‬المتعلق بتحديد القواعد المطبقة على‬
‫الممارسات التجارية ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 41‬المؤرخة في ‪ ، 2004/06/27‬المعدل و المتمم‬
‫بموجب قانون رقم ‪ ، 06-10‬المؤرخ في ‪ ، 2010/08/18‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 46‬المؤرخة في‬
‫‪. 2010/08/18‬‬
‫‪ -10‬قانون رقم ‪ 06-03‬المؤرخ في ‪ ، 2003/07/19‬المتعلق بالعالمات ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪44‬‬
‫‪ ،‬المؤرخة في ‪. 2003/07/23‬‬
‫‪ -11‬قانون رقم ‪ 05-91‬المؤرخ في ‪ ،1991/01/16‬المتضمن تعميم استعمال اللغة العربية‪،‬‬
‫جريدة رسمية رقم ‪ ، 03‬المؤرخة في ‪ ، 1991/01/16‬المعدل و المتمم بموجب األمر رقم‬
‫‪ 30-96‬المؤرخ في ‪ ، 1996/12/21‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 81‬المؤرخة في ‪.1996/12/22‬‬

‫‪ -(03‬المراسيم التنظيمية ‪:‬‬


‫‪ -01‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 18-14‬المؤرخ في ‪ ، 2014/01/21‬المتضمن تنظيم اإلدارة المركزية‬
‫و المتمم‬ ‫في و ازرة التجارة ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 04‬المؤرخة في ‪ ، 2014/01/26‬المعدل‬
‫للمرسوم التنفيذي رقم ‪ 454-02‬المؤرخ في ‪ ، 2002/12/21‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 85‬المؤرخة في‬
‫‪. 2002/12/22‬‬

‫‪219‬‬
‫‪ -02‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 153-14‬المؤرخ في ‪ ، 2014/04/30‬المحدد لشروط فتح مخابر‬
‫تجارب و تحليل الجودة و استغاللها‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 28‬المؤرخة في ‪. 2014/05/14‬‬
‫‪ -03‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 327-13‬المؤرخ في ‪ ، 2013/09/26‬المحدد لشروط و كيفيات‬
‫وضع ضمان السلع و الخدمات حيز التنفيذ ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 49‬المؤرخة في ‪2013/10/02‬‬
‫و‬ ‫‪ -04‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 378-13‬المؤرخ في ‪ ، 2013/11/09‬المتعلق بتحديد الشروط‬
‫الكيفيات المتعلقة بإعالم المستهلك ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 58‬المؤرخة في ‪. 2013/11/18‬‬
‫‪ -05‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 203-12‬المؤرخ في ‪ ، 2012/05/09‬المتعلق بالقواعد المطبقة في‬
‫مجال أمن المنتوجات ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 28‬المؤرخة في ‪. 2012/05/09‬‬
‫و‬ ‫‪ -06‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 214-12‬المؤرخ في ‪ ، 2012/05/15‬المتعلق بتحديد شروط‬
‫كيفيات استعمال المضافات الغذائية الموجهة لالستهالك البشري ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 30‬المؤرخة‬
‫في ‪. 2012/05/16‬‬
‫‪ -07‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 355-12‬المؤرخ في ‪ ، 2012/10/02‬المحدد لتشكيلة المجلس‬
‫الوطني لحماية المستهلكين و اختصاصاته ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ 56‬المؤرخة في‬
‫‪. 2012/10/11‬‬
‫‪ -08‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 09-11‬المؤرخ في ‪ ،2011/01/20‬المتضمن تنظيم المصالح‬
‫الخارجية في و ازرة التجارة و صالحياتها و عملها‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 04‬المؤرخة في‬
‫‪. 2011/01/23‬‬
‫‪ -09‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 20-11‬المؤرخ في ‪ ، 2011/01/25‬المتضمن إنشاء المعهد‬
‫الجزائري للتقييس و يحدد قانونه األساسي ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 06‬المؤرخة في‬
‫‪ ، 2011/03/30‬المعدل و المتمم للمرسوم التنفيذي رقم ‪ 69-98‬المؤرخ في‪ 1998/04/21‬و‬
‫المتعلق بإنشاء المعهد الجزائري للتقييس و يحدد قانونه األساسي ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ 11‬المؤرخة‬
‫في ‪. 1998/03/01‬‬
‫‪ -10‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 86-09‬المؤرخ في ‪ ، 2009/02/17‬المتعلق بإنشاء مدريات والئية‬
‫لو ازرة الصناعة و ترقية االستثمارات و تنظيمها و سيرها ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 12‬المؤرخة في‬
‫‪. 2009/02/22‬‬

‫‪220‬‬
‫‪ -11‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 415-09‬المؤرخ في ‪ ، 2009/12/16‬المتضمن القانون األساسي‬
‫الخاص المطبق على الموظفين المنتمين لألسالك الخاصة باإلدارة المكلفة بالتجارة ‪ ،‬جريدة رسمية‬
‫رقم ‪ 75‬المؤرخة في ‪. 2009/12/20‬‬
‫‪ -12‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 100-08‬المؤرخ في ‪ ، 2008/10/30‬المحدد لصالحيات وزير‬
‫الصناعة و ترقية االستثمار‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 17‬المؤرخة في ‪. 2008/03/30‬‬
‫‪ -13‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 390-07‬المؤرخ في ‪ ، 2007/12/12‬الذي يحدد شروط و كيفيات‬
‫ممارسة نشاط تسويق السيارات الجديدة ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 78‬المؤرخة في ‪. 2007/12/12‬‬
‫‪ -14‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 306-06‬المؤرخ في ‪ ، 2006/09/10‬المحدد للعناصر األساسية‬
‫للعقود المبرمة بين األعوان االقتصاديين و المستهلكين و البنود التي تعتبر تعسفية ‪ ،‬جريدة رسمية‬
‫رقم ‪ ، 56‬المؤرخة في ‪. 2006/09/11‬‬
‫‪ -15‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 67-05‬المؤرخ في ‪ ، 2005/01/30‬المتضمن إنشاء اللجنة الوطنية‬
‫للمدونة الغذائية و تحديد مهامها و تنظيمها ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 10‬المؤرخة في‬
‫‪. 2005/02/06‬‬
‫‪ -16‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 464-05‬المؤرخ في ‪ ، 2005/12/06‬المتعلق بتنظيم التقييس‬
‫و سيره ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 80‬المؤرخة في ‪. 2005/12/11‬‬
‫‪ -17‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 465-05‬المؤرخ في ‪ ، 2005/12/06‬المتعلق بتقييم المطابقة جريدة‬
‫رسمية رقم ‪ ، 80‬المؤرخة في ‪. 2005/12/11‬‬
‫‪ -18‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 467-05‬المؤرخ في ‪ ، 2005/12/10‬المتعلق بتحديد شروط مراقبة‬
‫مطابقة المنتوجات المستوردة عبر الحدود و كيفيات ذلك ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 80‬المؤرخة في‬
‫‪. 2005/12/11‬‬
‫‪ -19‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 409-03‬المؤرخ في ‪ ، 2003/11/05‬المتضمن تنظيم المصالح‬
‫الخارجية في و ازرة التجارة و صالحياتها و عملها ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 68‬المؤرخة في‬
‫‪. 2003/11/09‬‬

‫‪221‬‬
‫‪ -20‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 453-02‬المؤرخ في ‪ ، 2002/12/21‬المتعلق بتحديد صالحيات‬
‫وزير التجارة ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 85‬المؤرخة في ‪. 2002/12/22‬‬
‫‪ -21‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 454-02‬المؤرخ في ‪ ، 2002/12/21‬المتضمن تنظيم اإلدارة‬
‫المركزية في و ازرة التجارة ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 85‬المؤرخة في ‪. 2002/12/22‬‬
‫‪ -22‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 37-97‬المؤرخ في ‪ ، 1997/01/14‬المتعلق بتحديد شروط و‬
‫كيفيات صناعة مواد التجميل و التنظيف البدني و توضيبها و استيرادها و تسويقها في السوق‬
‫الوطنية ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 04‬المؤرخة في ‪ ، 1997/01/15‬المعدل و المتمم بموجب المرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ 114-10‬المؤرخ في‪ ، 2010/04/18‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 26‬المؤرخة في‬
‫‪. 2010/04/21‬‬
‫‪ -23‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 494-97‬المؤرخ في ‪ ، 1997/12/21‬المتعلق بالوقاية من األخطار‬
‫الناجمة عن استعمال اللعب ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 85‬المؤرخة في ‪1997/12/24‬‬
‫‪ -24‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 355-96‬المؤرخ في ‪ ، 1996/10/19‬المتضمن إنشاء شبكة مخابر‬
‫التجارب و تحاليل النوعية ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 62‬المؤرخة في ‪ ، 1996/10/20‬المعدل و‬
‫المتمم بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 459-97‬المؤرخ في ‪ ، 1997/12/01‬جريدة رسمية رقم ‪80‬‬
‫‪ ،‬المؤرخة في ‪.1997/12/07‬‬
‫‪ -25‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 65-92‬المؤرخ في ‪ ، 1992/02/12‬المتعلق بمراقبة المواد المنتجة‬
‫و المتمم‬ ‫محليا أو المستوردة ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 13‬المؤرخة في ‪ ، 1992/02/19‬المعدل‬
‫بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 47-93‬المؤرخ في ‪ ، 1993/02/06‬جريدة رسمية رقم ‪، 09‬‬
‫المؤرخة في ‪. 1993/02/10‬‬
‫‪ -26‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 286-92‬المؤرخ في ‪ ، 1992/07/06‬المتعلق باإلعالم الطبي و‬
‫العلمي الخاص بالمنتوجات الصيدالنية المستعملة في الطب البشري ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪، 53‬‬
‫المؤرخة في ‪. 1992/07/12‬‬
‫‪ -27‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 05-91‬المؤرخ في ‪ ، 1991/01/16‬المتضمن تعميم استعمال اللغة‬
‫العربية ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 03‬المؤرخة في ‪. 1991/01/16‬‬

‫‪222‬‬
‫‪ -28‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 192-91‬المؤرخ في ‪ ، 1991/06/01‬المتعلق بمخابر تحليل‬
‫النوعية ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 27‬المؤرخة في ‪. 1991/06/02‬‬
‫‪ -29‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 39-90‬المؤرخ في ‪ ، 1990/01/30‬المتعلق برقابة الجودة و قمع‬
‫الغش ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 05‬المؤرخة في ‪ ، 1990/01/31‬المعدل بموجب المرسوم التنفيذي‬
‫رقم ‪ 315-01‬المؤرخ في ‪ ، 2001/10/16‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 61‬المؤرخة في ‪2001/10/21‬‬
‫‪ -30‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 266-90‬المؤرخ في ‪ ،1990/09/15‬المتعلق بضمان المنتوجات و‬
‫الخدمات جريدة رسمية رقم ‪ ، 40‬المؤرخة في ‪. 1990/09/19‬‬
‫‪ -31‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 147-89‬المؤرخ في ‪ ، 1989/08/08‬المتضمن إنشاء مركز جزائري‬
‫لمراقبة النوعية و الرزم و تنظيم عمله ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 33‬المؤرخة في‬
‫‪ ، 1989/08/09‬المعدل و المتمم بموجب المرسوم التنفيذي ‪ 318-03‬المؤرخ في‬
‫‪ ، 2003/09/30‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 59‬المؤرخة في ‪.2003/10/05‬‬

‫سادسا( ‪ -‬الق اررات ‪:‬‬


‫‪ -01‬القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ ، 2011/11/13‬المتضمن إنشاء مفتشيات لمراقبة‬
‫الجودة و قمع الغش على مستوى الحدود البرية و الجوية و المناطق و المخازن تحت الجمركة ‪،‬‬
‫جريدة رسمية رقم ‪ ، 24‬المؤرخة في ‪. 2012/04/25‬‬
‫‪ -02‬القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 2008/12/31‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 23‬المؤرخة في ‪29‬‬
‫أفريل ‪ ، 2009‬المعدل للقرار الوزاري المؤرخ في ‪ 1997/12/28‬المتعلق بتحديد قائمة المنتوجات‬
‫االستهالكية ذات الطابع السام أو التي تشكل خط ار من نوع خاص و كذا قوائم المواد الكيمائية‬
‫المحظورة و المنظم استعمالها لصنع هذه المنتوجات ‪.‬‬
‫‪ -03‬القرار الوزاري المؤرخ في ‪ ، 1994/05/10‬المتضمن كيفيات تطبيق المرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ 266-90‬المتعلق بضمان المنتوجات و الخدمات ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 35‬المؤرخة في‬
‫‪. 1994/07/05‬‬
‫‪ -04‬القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ ، 1998/10/17‬المتعلق بالخصائص التقنية للياهورت و‬
‫كيفيات وضعه لالستهالك ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 86‬المؤرخة في ‪.1998/11/15‬‬

‫‪223‬‬
‫‪ -05‬القرار المؤرخ في ‪ ، 2006/05/14‬المتعلق بتحديد نماذج و محتوى الوثائق المتعلقة بمراقبة‬
‫مطابقة المنتوجات المستوردة عبر الحدود ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ، 52‬المؤرخة في‬
‫‪. 2006/08/20‬‬

‫سابعا( ‪ -‬الق اررات القضائية ‪:‬‬


‫‪ -01‬قرار صادر عن المحكمة العليا ‪ ،‬الغرفة المدنية ‪ ،‬المؤرخة في ‪ ، 2010/07/22‬مجلة‬
‫المحكمة العليا‪ ،‬العدد ‪ ، 2002 ، 02‬ص ‪. 165-161‬‬
‫‪ -02‬قرار صادر عن المحكمة العليا ‪ ،‬الغرفة المدنية ‪ ،‬المؤرخ في ‪ ، 1999/07/21‬المجلة‬
‫القضائية العدد ‪ ، 2000 ، 02‬ص ‪. 91-88‬‬
‫‪ -03‬قرار صادر عن المحكمة العليا ‪ ،‬الغرفة الجزائية ‪ ،‬المؤرخ في ‪ ، 1995/03/18‬المجلة‬
‫القضائية ‪ ،‬العدد ‪ ، 1996 ، 02‬ص ‪. 161-160‬‬
‫‪ -04‬قرار صادر عن المحكمة العليا ‪ ،‬الغرفة الجزائية ‪ ،‬المؤرخ في ‪ ، 1992/10/06‬المجلة‬
‫القضائية ‪ ،‬العدد ‪ ، 1993 ، 04‬ص ‪. 273-270‬‬
‫‪ -05‬قرار صادر عن المحكمة العليا ‪ ،‬الغرفة المدنية ‪ ،‬المؤرخ في ‪ ، 1989/10/11‬المجلة‬
‫القضائية ‪ ،‬العدد ‪ ،1990 ، 03‬ص ‪. 127-124‬‬
‫‪ -06‬قرار صادر عن المحكمة العليا ‪ ،‬الغرفة المدنية ‪ ،‬المؤرخ في ‪ ، 1989/10/11‬المجلة‬
‫القضائية ‪ ،‬العدد ‪ ، 1991 ، 01‬ص ‪. 24-21‬‬

‫المراجع باللغة الفرنسية ‪:‬‬


‫‪I) -Les livres :‬‬
‫‪01- Bernd Stauder et Hildegard ، " La protection des consommateurs‬‬
‫‪acheteurs à distance " ، volume 06 ، band 06 ، éditions Brulant ،1999.‬‬
‫"‪02- Borghetti Jean – Sébastien ، " La résponsabilité du fait des produits‬‬
‫‪، éditions L.G.D.J ، Paris ، 2004 .‬‬

‫‪224‬‬
" Droit de la consommation " ،03- Calais–Auloy Jean et Steimmetz Frank
. 2003 ، Paris ، éditions Dalloz ، 06eme édition،
، " Le régime juridique du contrat de consommation ،04- Chendeb Rabih
2010 .، Paris ، et Alpha ، éditions L.G.D.J ،étude comparative "
" Contrats civils et ،05- Collart Dutilleul François et Delebecque Philippe
2003 .، Paris ، éditions Dalloz ،4 eme édition 0 ،commerciaux "
" Faut –il recodifier le ،06- Fenouillet Dominique et Labarthe Françoise
2002 .، Paris ، éditions Economica ،droit de la consommation ? "
" La réglementation européenne ،07- Gambelli Franck et Leclerc Rémy
. 2000 ، Paris ، éditions Cetim ،des produits "
" La défense du consommateur dans l’union ،08- Lamarthe Beatrice
. 2001 ، Paris ، La documentation française ،européenne "
" Droits des consommateurs et obligations des ،09- Lecerf Michel
1999 .، Paris ،éditions D’organisation "،services publics
éditions Gualino ، édition 03eme ، " Le contrat d’achat "،10- Lepage jean
. 2003 ، Paris ،eja
Paris ، Dalloz ، 06eme éditions، " Contrats spéciaux " ،11- Mainguy Daniel
. 2008،
" Les ، et Gautier Pierre –yves،12- Malaurie philippe et Aynès Laurent
، Paris ، éditions Juridiques Associées ، 03eme édition ،contrats spéciaux "
.2007
،éditions Berti Alger ، " L’essentiel sur le marketing " ،13- Viot Catherine
2006 .

225
et Dorandeu Nicolas et Gomy Marc et Robinne ،Yvan Auguet 14-
، " Droit de la consommation " ، Valette–Ercole Vanessa،Sébastien
2008 .، Paris ،éditions Ellipses

II)- Les revues :


" Qualité des aliments et protection de la santé ،Bouaiche Mohamed 01-
revue algérienne des sciences juridiques ،du consommateur "
، partie 36 ، ben aknoun faculté de droit،économiques et politiques
.28،20، 17،16،15، p 11 ، 1998 ،N°04
et protection du " Concurrence،(A) . Boucenda،(F) . Fettat،(B) .Filali 02-
revue ،consommateur dans le domaine alimentaire en droit algérien "
faculté ، économiques et politiques ، algérienne des sciences juridiques
.69،67،65 p ، 1998 ، N° 01 ، de droit ben aknoun
" La protection du consommateur en ،Kahloula.(M) et Mekamcha.(G) 03-
p ، 1995 ، N°01 ، revue idara ،(la première partie) ، droit algérien "
.34 ،30،27،17،15،10،09
" La protection du consommateur en ،Kahloula.(M) et Mekamcha.(G) 04-
،33 p ، 1996 ، N°01، revue idara ، (la deuxième partie) ،droit algérien "
61.، 58، 46،42
" Le rôle des associations des consommateurs dans ،Sahri Fadila 05-
revue ،" l’émergence d’un contre–pouvoir face aux professionnels
faculté de ،économiques et politiques ، algérienne des sciences juridiques
28 .،27 ،p 26 ، 2002،n°01 ، volume 36،aknoun droit ben

226
fasc ، volume 11، " Contrats et obligations " ، code civil،classeur 06- Juris
31 . ،14 p، 2002 ، 3-1
" Institutions de la ، consommation ، concurrence ،Juris classeur 07-
volume ،consommation et organismes de défense des consommateurs "
09 .،05 ،04 p ، 2009 ، fasc 1200 ، 03
Contrat de " ، consommation، concurrence ،Juris classeur 08-
.p 07 ، 2009، fasc 800 ، 03 volume ، consommation "
" Garantie de ، consommation، concurrence ،Juris classeur 09-
fasc ، volume 03،conformité des meubles vendus aux consommateurs "
.15 ،12، 11 ،08 p ، 2009 ، 1060
Reconduction des "،consommation ، concurrence ،Juris classeur 10-
.p 07 ، 2008،fasc 850 ، volume 05،contrats de consommation "
،Etiquetage " "، consommation ، concurrence ،Juris classeur 11-
20 . ، 19 ، 04 p ، 2007 ، fasc 980 ،volume 05
" Information du ، consommation ،concurrence، Juris classeur 12-
07-10 . p ،2006، fasc 845 ، volume 02،consommateur "
" Produits interdits ou ، consommation، concurrence ،Juris classeur 13-
06. p ، 2006، fasc 960 ، volume 11 ،réglementés "
" Santé et sécurité ، consommation ، concurrence ،Juris classeur 14-
20.،10، 05،p 04 ، 2004، fasc 950 ، volume 05،des consommateurs "
، volume 11 ،" contrats et obligations " ، civil code،Juris classeur 15-
14. p ، 2002 ،fasc 3-1
" Fraudes : recherche ، consommation ، concurrence ،Juris classeur 16-
p 22-24 .، 1997 ، fasc 1030، volume 08 ،et répression des infractions "

227
III)- Les mémoires :
" La garantie des défauts des produits vendus au ،01- Hasnaoui Abdallah
mémoire soutenu pour l’obtention du diplôme de ،consommateur "
، faculté de droit ben aknoun ،de contrat et responsabilité ، magister
2001.
IV)- les cites électroniques :
01 - www.minocmmerce.gouv.dz
02 - www.legifrance.gouv.com

228
‫الصفحة‪:‬‬ ‫الفهرس‪:‬‬
‫مقدمة ‪01 ..........................………………………………………..........:‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التنويع من االلتزامات كضمان لحماية المستهلك ‪07 ..........................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬أسباب تكريس تنوع الضمانات لحماية المستهلك‪07 ..........................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬اختالف مركز األطراف في عقد االستهالك ‪08 .............................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬المتدخل كطرف قوي في العالقة االستهالكية ‪08 ..............................‬‬
‫أوال‪ :‬التوسيع من نطاق المتدخلين في قانون ‪08 ...................................03-09‬‬
‫ثانيا‪ :‬مدى اعتبار األشخاص االعتبارية من طائفة المتدخلين‪10 ............................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬المستهلك كطرف ضعيف في العالقة االستهالكية ‪11 .........................‬‬
‫أوال‪ :‬تكريس المفهوم الضيق للمستهلك في قانون ‪11 ...............................03-09‬‬
‫ثانيا‪ :‬تعدد المفاهيم حول المستهلك ‪14 .....................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تغليب صفة اإلذعان على عقد االستهالك‪15 ...............................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬فرض شروط عقد االستهالك على المستهلك‪16 ................................‬‬
‫أوال‪ :‬اتصاف عقد االستهالك بصفة اإلذعان‪16 ............................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬توسيع المشرع من محل عقد االستهالك‪20 ...........................................‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬ضرورة حماية المستهلك من الشروط التعسفية‪23 .............................‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف الشرط التعسفي ‪23 ............................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬معايير تحديد الشروط التعسفية‪25 ....................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬أساليب تعيين الشروط التعسفية ‪29 ...................................................‬‬
‫رابعا‪ :‬كيفية الحد من الشروط التعسفية ‪38 ..................................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬تحديد مضمون االلتزامات كضمان لحماية المستهلك‪49 .....................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬ضمان أمن المنتوجات لحماية صحة المستهلك‪49 ..........................‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬التزام المتدخل بضمان سالمة المنتوجات‪49 ..................................‬‬
‫أوال‪ :‬طبيعة االلتزام بالسالمة ‪50 ...........................................................‬‬

‫‪229‬‬
‫ثانيا ‪ :‬نطاق تطبيق االلتزام بالسالمة‪52 ..................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬التزام المتدخل بضمان إعالم موضوعي حول المنتوجات‪55 ...................‬‬
‫أوال‪ :‬مفهوم االلتزام باإلعالم ‪55 ...........................................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬كيفية إعالم المستهلك بعناصر و خصائص المنتوجات‪63 ...........................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬ضمان استعمال المستهلك للمنتوج بصفة عادية للوقاية من المخاطر‪80 .....‬‬
‫الفرع األول ‪:‬التزام المتدخل بمطابقة المنتوجات المعروضة لالستهالك‪80 ...................‬‬
‫أوال‪ :‬مطابقة المنتوج للرغبات المشروعة للمستهلك‪80 ......................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬مطابقة المنتوج للمعايير المحددة قانونا‪82 ...........................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬التزام المتدخل بضمان عيوب المنتوجات‪96 ..................................‬‬
‫أوال‪ :‬أنواع العيوب الموجبة للضمان‪97 ....................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬المطالبة بتنفيذ الضمان وديا ‪105 ....................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬المطالبة بتنفيذ الضمان قضائيا‪115 .................................................‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ءازدواج الجزاء كآلية لتفعيل الحماية للمستهلك‪120 ..........................‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬تكريس الحماية عن طريق الجزاء الوقائي‪120..............................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬ممارسة الرقابة على المنتوجات المعروضة لالستهالك‪121 ..................‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬الهيئات المكلفة بالقيام بالرقابة على المنتوجات‪121............................‬‬
‫أوال ‪ :‬على المستوى المركزي‪121 ..........................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬على المستوى المحلي ‪137 ...........................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أنواع الرقابة المحققة للوقاية‪150 ...............................................‬‬
‫أوال‪ :‬الرقابة اإلجبارية ‪150 ..................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬الرقابة االختيارية ‪150 ................................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬الرقابة السابقة ‪151 ...................................................................‬‬
‫رابعا‪ :‬الرقابة الالحقة ‪151 ..................................................................‬‬
‫خامسا‪ :‬الرقابة المستمرة ‪152 ...............................................................‬‬

‫‪230‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬كيفية ممارسة الرقابة على المنتوجات‪152 .....................................‬‬
‫أوال‪ :‬مراقبة المنتوجات المحلية ‪153 .........................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬مراقبة المنتوجات المستوردة ‪157 ......................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬التدابير التحفظية المتخذة لحماية المستهلك‪161 .............................‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬تنوع التدابير التحفظية لضمان صحة و سالمة المستهلك‪161 ..................‬‬
‫أوال‪ :‬رفض دخول المنتوجات ‪161 ...........................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬إيداع المنتوجات ‪162 ..................................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬جعل المنتوج مطابقا ‪162 ..............................................................‬‬
‫رابعا‪ :‬حجز المنتوج ‪165 ....................................................................‬‬
‫خامسا‪ :‬سحب المنتوج من التداول ‪167 ......................................................‬‬
‫سادسا‪ :‬إعادة توجيه المنتوج ‪169 ............................................................‬‬
‫سابعا‪ :‬إتالف المنتوج ‪169 ..................................................................‬‬
‫ثامنا‪ :‬التوقيف المؤقت لنشاط المؤسسة‪170 .................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬فرض غرامة الصلح على عاتق المتدخل‪170 ..................................‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬تكريس الحماية عن طريق الجزاء الردعي‪172 ..............................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬قصور أحكام المسؤولية المدنية لحماية المستهلك‪173 ........................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬نظام مسؤولية المتدخل وفقا لقواعد القانون المدني‪173 ..........................‬‬
‫أوال‪ :‬أركان المسؤولية المدنية للمتدخل ‪173 ..................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬وسائل نقي المسؤولية ‪175 ............................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬المسؤولية الناتجة عن عيب في المنتوج‪177 ....................................‬‬
‫أوال‪ :‬أركان مسؤولية المنتج ‪177 .............................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬وسائل نفي مسؤولية المنتج ‪179 .......................................................‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬تغليب الجزاء الجنائي لتجسيد حماية فعالة للمستهلك‪180 ....................‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬معاقبة المتدخل عن الجنح االقتصادية بالجزاء المشدد‪180 ......................‬‬

‫‪231‬‬
‫أوال‪ :‬جريمة خداع أو محاولة خداع المستهلك‪180 ............................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬جريمة الغش في المنتوجات الموجهة لالستهالك‪189 ..................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬معاقبة المتدخل عن المخالفات االقتصادية المرتكبة بالجزاء البسيط‪198 ..........‬‬

‫أوال ‪ :‬مخالفة المتدخل لاللتزامات الواردة في قانون حماية المستهلك‪198 ......................‬‬


‫ثانيا ‪ :‬مخالفة المتدخل للرقابة اإلدارية و إجراءاتها‪202 ......................................‬‬
‫الخاتمة‪205 ................................................................................‬‬
‫قائمة المراجع‪211 ..........................................................................‬‬
‫الفهرس‪234 .............................................................................. ..‬‬

‫‪232‬‬

You might also like