Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 7

‫جامعة ابن طفيل‬

‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬

‫مسلك الجغرافيا‬
‫األسدس ‪6‬‬

‫التخطيط الحضري بالمغرب‬

‫الدرس السابع والثامن‬

‫األستاذ محمد أيت ناصر‬


‫الدورة الربيعية للموسم ‪2021 - 2020‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-4‬خصائص التخطيط الحضري بالقنيطرة الكبرى‬
‫لمحة تاريخية للتخطيط الحضري لمدينة القنيطرة‪:‬‬
‫‪-‬القنيطرة أول مدينة مغربية تحظى بتصميم تهيئة منذ سنة ‪ .،1912‬وقد قسم المستعمر آنذاك المنطقة إلى ثالثة‬
‫مجاالت‪:‬‬

‫منطقة للسكان األصليين (مخصصة للمسلمين واليهود)‪ :‬أو المدينة القديمة (‪ )Medina‬خصصت لها مساحة ‪46‬‬ ‫‪‬‬
‫هكتار من جهة الشرق‪،‬‬
‫منطقة مخصصة لألوربيين‪ :‬تشغل مساحة أكبر ب ‪ 100‬هكتار من الواجهة الغربية وتضم أيضا أهم الخدمات‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬منطقة عسكرية‪ :‬تفصل بين المنطقتين السابقتين‪ ،‬وتشغل ‪ 50‬هكتار‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬مشروع مخطط التهيئة العمرانية للقنيطرة الكبرى‬

‫في سنة ‪ 1933‬ثاني مخطط للتهيئة الحضرية‪ :‬إحداث منطقة صناعية امتدت شرق الميناء على مساحة ‪20‬‬
‫هكتار‪ .‬أما المناطق األخرى المشكلة حاليا للقنيطرة الكبرى فلم تظهر أولى مخططاتها إلى بداية الثمانينات‪.‬‬

‫التخطيط الحضري للقنيطرة الكبرى‪ :‬الخصائص الرئيسية للمجال‬ ‫أ‬


‫يمكن تقسيم مجال القنيطرة الكبرى إلى أربعة مجاالت تشغل الوظائف التالية‪:‬‬

‫الوظيفة الفالحية والغابوية (الجماعات القروية)‪،‬‬ ‫‪‬‬


‫الوظيفة اإلدارية (مدينة القنيطرة)‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫الوظيفة العسكرية والصناعية‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫الوظيفة السياحية (مدينة المهدية)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ميز المستعمر من خالل أول مخطط للتهيئة للتمييز مجالين متفاوتين‪ :‬النطاق األوربي المتميز بتنظيمه‪ ،‬وتوفره‬
‫على الت جهيزات األساسية وارتباطه بالميناء والقاعدة الجوية‪ ،‬والنطاق الشرقي المهمش المخصص للسكان المحليين‬

‫‪2‬‬
‫المهدد بمخاطر الفيضانات والتلوث الصناعي ناهيك عن ضعف تجهيزاته األساسية‪ .‬وهي وضعية الزال أثرها بار از‬
‫على البنية الحالية للمنطقة‪.‬‬

‫رهان التخطيط بالمشاريع والتخطيط الحضري‬ ‫ب‬


‫‪-‬عرفت المنطقة في السنوات األخيرة زخما هاما من المشاريع الكبرى المهيكلة‪.‬‬

‫‪-‬في سنة ‪ 2017‬كمثال‪ ،‬من بين ‪ 702‬من المشاريع الكبرى المعروضة على اللجان الخاصة‪ ،‬حصل منها ‪386‬‬
‫مشروعا على الموافقة‪ ،‬و‪ 7‬مشاريع تم إصدار ق اررات االستثناء بشأنها‪.‬‬

‫‪-‬المشروع الضخم للمنطقة الحرة اتالنتيك حدد عدد مناصب الشغل المحدثة في ‪ 20000‬منصب‪ ،‬وهو ما يعادل‬
‫ساكنة مدينة صغيرة‪ :‬ضرورة إعداد تخطيط مسبق إلحداث البنيات الكفيلة بتدبير ساكنة بهذا الحجم (سكن ونقل‬
‫وصحة‪ ،‬وتعليم إلخ‪.).‬‬

‫‪-‬من النادر جدا أن يتم تخطيط مثل هذه البنيات عند إحداث المناطق الصناعية ناهيك عن تأهيل اليد العاملة‬
‫الكافية‪.‬‬

‫من هنا يتضح أهمية التخطيط الحضري كصلة وصل بين التنمية االقتصادية واالجتماعية المتوخاة من إحداث‬
‫المشاريع الكبرى والتنمية الحضرية التي تأخذ بعين االعتبار توزيعا أفضل لألنشطة والخدمات بشكل يضمن الرفاهية‬
‫والرقي االجتماعي للساكنة‪.‬‬

‫نماذج التخطيط الحضري بالقنيطرة الكبرى‬ ‫ت‬


‫بالنسبة للقنيطرة الكبرى‪ ،‬الزال مشروع مخطط توجيه التهيئة العمرانية قيد المصادقة النهائية على مستوى اإلدارة‬
‫المركزية بعد أن مر إعداده بمجموعة من المراحل األساسية‪.‬‬

‫يتضمن مشروع مخطط التهيئة العمرانية للقنيطرة الكبرى مجموعة من التدابير تخص المجاالت التالية‪:‬‬

‫تخطيط المعالم التاريخية والعمرانية والتراث‬


‫قسم المشروع تخطيط هذه المعالم وفق خمسة مجموعات‪:‬‬

‫التراث العمراني‪ :‬ويشمل قصبة المهدية‪ ،‬قصبة موالي الحسن األول‬ ‫‪‬‬
‫تراث القرن ‪ :20‬المدينة القديمة‪ ،‬الميناء‪ ،‬الموروث االستعماري‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫المآثر التاريخية‪ :‬تاموسيدا‬ ‫‪‬‬
‫التراث الطبيعي‪ :‬الساحل‪ ،‬الضايات والمرجات‪ ،‬المجال الغابوي‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫‪3‬‬
‫التراث الالمادي‪ :‬المواسم والمهرجانات المحلية‬ ‫‪‬‬

‫المصدر‪ :‬مشروع مخطط توجيه التهيئة العمرانية للقنيطرة الكبرى (‪)2017‬‬

‫تخطيط النق ل‬
‫‪-‬قطاع النقل‪:‬عدم مواكبة الدينامية السكانية من حيث الطرق ‪ ،‬كما أن وسائل النقل العمومي ال تستجيب لمتطلبات‬
‫الساكنة‪ ،‬خاصة بالنظر إلى أقطاب التنقل التي تعرف انتشا ار واسعا للقطاع غير المهيكل‪ .‬وتمثل الخريطة أسفله‬
‫أقطاب الجذب بالنسبة للتنقل بالمنطقة‪ ،‬وأنواع المسالك الطرقية الحالية‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫المصدر‪ :‬مشروع مخطط توجيه التهيئة العمرانية للقنيطرة الكبرى (‪)2017‬‬

‫تخطيط المحميات الطبيعية والمناطق الرطبة‬


‫تتوفر منطقة القنيطرة الكبرى على مجموعة من المواقع ذات األهمية البيولوجية وااليكولوجية ( ‪Sites d’Intérêt‬‬
‫‪:)Biologique et Ecologique SIBE‬‬

‫‪ ‬موقع "معمورة" ذو األولوية ‪ :1‬موروث غابوي ذو أهمية على الصعيد الوطني‪،‬‬


‫‪ ‬موقع "بحيرة سيدي بوغابة" ذو األولوية ‪ ،1‬ومصب سبو ذو األولوية ‪ :3‬تم تسجيل بحيرة سيدي بوغابة كمحمية‬
‫وطنية منذ ‪ ،1975‬إال أنها باتت اليوم مهددة بمجموعة من المشاريع كمشروع تهيئة شاطئ من طرف جماعة سيدي‬
‫الطيبي‪ ،‬وتواجد جزء من مطرح عشوائي للنفايات‪ ،‬وكذلك إنشاء طريق دائري إضافة إلى االمتداد العمراني المتسارع‪.‬‬
‫موقع المناطق الرطبة لمرجة "الفوارات" ومرجة " ‪,"bokka‬‬ ‫‪‬‬
‫تخطيط تدبير النف ايات‬
‫تعاني المنطقة من عدم كفاية اإلجراءات الحالية في تدبير النفايات على جميع المستويات‪ ،‬مما أدى إلى خلق بؤر‬
‫سوداء تشكل خط ار بيئيا على مستوى مجموعة من الجماعات‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫عدد البؤر السوداء حسب الجماعات‬

‫المصدر‪ :‬مشروع مخطط توجيه التهيئة العمرانية للقنيطرة الكبرى (‪)2017‬‬

‫للحد من خطورة مشكل النفايات‪ ،‬تم إعداد مخطط إقليمي يتضمن جملة من التدابير من بينها‪:‬‬

‫العمل على تحقيق نسبة ‪ % 90‬من جمع وتنقية النفايات المنزلية‬ ‫‪‬‬
‫إنشاء مطارح مراقبة بنسبة ‪ % 100‬في كل الجماعات المعنية‬ ‫‪‬‬
‫تأهيل المطارح الحالية أو إغالقها‬ ‫‪‬‬
‫تحديث قطاع تدبير النفايات وتجويده مع االهتمام بسلسلة "جمع فرز تدوير" النفايات للوصول إلى نسبة ‪% 20‬‬ ‫‪‬‬
‫إحداث مطرح جديد عصري ومجهز بأحدث التقنيات في هذا المجال‬ ‫‪‬‬
‫تدبير مخاطر الفيضانات‬
‫عرفت منطقة الغرب بصفة عامة مجموعة من الفيضانات كان آخرها من حيث حدة األضرار سنة ‪.2010‬‬

‫‪-‬حوض سبو‪ :‬تم تحديد ‪ 105‬نقطة فيضانية منها ‪ 52‬تم تحديدها في إطار المخطط الوطني للوقاية من الفيضانات‬
‫و‪ 53‬من طرف وكالة الحوض المائي لسبو (الخريطة أسفله)‬

‫‪6‬‬
‫خطر الغمر البحري‬
‫خطر التلوث الكيميائي للمياه الجوفية‬
‫خطر الفيضانات‬
‫خطر التلوث الكيميائي للمياه السطحية‬

‫حدود اليات التخطيط الحضري في تدبير مخاطر الفيضانات بالقنيطرة الكبرى‬ ‫ث‬
‫خصائص منطقة القنيطرة الكبرى‪:‬‬

‫‪ ‬بنية جيومرفولوجية داعمة للفيضانات‪،‬‬


‫‪ ‬تواجد مجموعة من المجاري المائية‪ ،‬وتشمل عدة ضايات مؤقتة تجف مياهها صيفا‪،‬‬
‫‪ ‬غ ازرة التساقطات المطرية (في المعدل ‪ 500‬ملم في السنة)‪.‬‬

‫فيضانات ‪ 2010‬نتاج تظافر مجموعة من العوامل‬


‫إضافة إلى البنية الجيومرفولوجية لسهل الغرب‪ ،‬فقد ساهمت عوامل أخرى في الفيضانات التي ضربت المنطقة سنة‬
‫‪:20101‬‬

‫تناوب في حدة األمطار االستثنائية‪،‬‬ ‫‪‬‬


‫تعرية شديدة في بعض األحواض وقلة االهتمام بعمليات التشجير‬ ‫‪‬‬
‫االستجابة السريعة لألحواض أثناء االمتطاحات الفيضية‬ ‫‪‬‬
‫النمو العمراني بجانب ضفاف بعض المجاري النهرية‬ ‫‪‬‬
‫غياب نظام تصريف فعال لمياه األمطار وقلة حجم قنوات التصريف إضافة إلى ضعف أشغال الصيانة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التخطيط الفعال لتدبير خطر الفيضانات‬
‫بينت مختلف الفيضانات التي ضربت مناطق المغرب محدودية المخططات الحضرية في تدبير هذه الكارثة‪ .‬وقد‬
‫أفضت بعض الدراسات الى وضع مجموعة من الحلول الوقائية والتدبيرية للحد من خطر هذه الكارثة‪ ،‬نذكر منها‪:2‬‬

‫إحداث وكالة وطنية لتدبير األخطار الطبيعية كأداة فاعلة للتواصل والتنسيق مع مختلف المتدخلين والمعنيين‪ ،‬سواء‬ ‫‪‬‬
‫سلطات أو مجتمع مدني‪ ،‬وتضم مختصين وباحثين في مجال األخطار الطبيعية‪،‬‬
‫إدراج الخريطة الجيوتقنية ضمن وثائق التعمير األساسية للتخطيط الحضري للمسارات الطبيعية للمجاري المائية‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫استثمار التكنولوجيا الحديثة في مجال التنبؤات بحدوث الفيضان ثم تعميم استعمال أنظمة اإلنذار المبكر على جميع‬ ‫‪‬‬
‫األودية المصنفة كنقط سوداء تهدد بشكل مستمر المجال الحضري‪،‬‬
‫هيكلة وتأهيل قطاع التطهير السائل بالمدارات الحضرية‪ ،‬وذلك باعتماد نظام التصريف المزدوج لالستفادة من المياه‬ ‫‪‬‬
‫المتجمعة واعادة استعمالها في سقي المساحات الخضراء‪،‬‬
‫‪ ‬تكثيف عملية التشجير بالسفوح‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫‪Les documents d’urbanisme à l’épreuve de la gestion des risques d’inondations, étude de cas du‬‬ ‫كريبي خديجة‪ ،‬مسوس وفاء‪" .‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪"Grand Kénitra au Maroc‬‬


‫سميرة البوشاوني‪ ،‬ميلود بوعمامة‪".‬إشكالية تدبير خطر الفيضانات داخل المدارات الحضرية بالمغرب"‪2014 ،‬‬ ‫‪2‬‬

You might also like