Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 5

‫‪1‬‬

‫وحدة تدبير المخاطر البيئية‬


‫الفصل السادس ‪2021 -2020 :‬‬
‫شعبة الجغرافيا‬
‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬
‫جامعة ابن طفيل‪ ،‬القنيطرة‬
‫ذ‪ .‬عيسى البوزيدي‬

‫الطالبات والطلبة األعزاء‪ ،‬أقدم لكم فيما يلي الحصة األولى لوحدة تدبير المخاطر البيئية‪ ،‬متمنيا لكم موفور‬
‫الصحة والهناء لتتمكنوا من مواصلة دراستكم‪ ،‬مع حثكم على بذل المجهودات لفهم محتويات الدروس وهضمها جيدا‬
‫الجتياز االمتحانات بكل تفوق ونجاح‪ .‬تعمدت في انجاز مجمل المقرر هذا‪ ،‬أن ابسطه قدر اإلمكان وبأسلوب واضح‪ ،‬مع‬
‫احترام التصميم المعلن عنه اسفله‪ .‬سأكون رهن إشارتكم إذا استطعتم التنيسق فيما بينكم لموافاتي بكل التساؤالت‪،‬‬
‫والتي يمكن أن أجيبكم عنها عبر الوسائل المتاحة‪ ،‬مع موافاتي باسم وبهاتف منسق واحد لكم‪.‬‬
‫مع كامل التوفيق‬

‫تجدون ضمن هذه الحصة األولى‪ ،‬التصميم العام للوحدة‪ ،‬وكذا المراجع التي يمكنكم اعتمادها لتوسيع معارفكم‪،‬‬
‫اضافة الى النص الكامل للنقطة األولى من المقرر وهي ‪ :‬تعريف المخاطر الطبيعية‪.‬‬
‫أما بالنسبة للحصص المقبلة‪ ،‬فإني سأعمل على توضيح كل ما يتعلق بكل حصة‪ ،‬مع االشارة الى أن مضمونها‪،‬‬
‫سيبعث لكم كل أسبوع‪ ،‬باستثناء األسبوع المقبل حيث ستتوصلون خالله بالحصتين الثانية والثالثة الستدراك التأخر‪.‬‬
‫أحثكم كذلك على مراجعة كل حصة على حدة لكي تستفيدوا من شرح كل حصة عبر تسيجل فيديوهات ستبعث لكم ايضا‬
‫في األوقات المناسبة‪.‬‬

‫تصميم عام للوحدة‬


‫مقدمة عامة‬
‫‪ -I‬تعريف المخاطر الطبيعية‬
‫‪ -1‬تعريف المخاطر‬
‫‪ -1.1‬التعريف العام‬
‫‪ -2.1‬تعريف المنظمة العالمية للميتيورولوجيا‬
‫‪ -3.1‬التعريف التقني‬
‫‪ -2‬محددات المخاطرالطبيعية‬
‫‪ -1.2‬الحدث الصدفة‬
‫‪ -2.2‬الحساسية‬
‫‪ -3.2‬الكارثة‬

‫‪ -II‬أنواع وعوامل المخاطر الطبيعية‬


‫‪ -1‬التصنيف العام للمخاطر الطبيعية‬
‫‪ -1.1‬المخاطر الجيوفزيائية‬
‫‪ -2.1‬المخاطر البيولوجية‬
‫‪ -2‬أهم العوامل الطبيعية الجيوفزيائية‬
‫‪ -1.2‬المخاطر الجوية والمناخية‬
‫‪ -2.2‬المخاطرالمرتبطة باالنزالقات الثلجية‬
‫‪ -3.2‬المخاطر المرتبطة بالحركات السطح لألرض‬
‫‪ -4.2‬المخاطر المرتبطة بالفيضانات‬
‫‪ -5.2‬عوامل المخاطر المرتبطة بحرائق الغابات‬
2

‫ دراسة حاالت‬: ‫ عوامل المخاطر البيولوجية‬-3


Etude d’exemples : Les fléaux écologiques et d’insectes
‫ وقد‬،‫ والمطلوب هو قراءته وهضمه‬،‫ أورده لكم باللغة الفرنسية‬،‫جزء خاص يدخل في إطار المخاطر البيولوجية‬
.‫ ليس اال‬،‫يقتضي األمر ترجمة بعض محتوياته والتركيز على الخالصات األساسية‬
3.1- Les fléaux écologiques
3.2- Les fléaux d’insectes : Le fléau acridien au Maroc
3.2.1- Impact économique et écologique du Criquet pèlerin
3.2.2- Genèse des invasions du Criquet pèlerin

‫ انعكاسات المخاطر الطبيعية‬-III


‫ محددات االنعكاسات‬-1
‫ المجاالت المعرضة للمخاطر‬-1.1
‫ تظافر العوامل لحدوث الخطر‬-2.1
‫ تعدد الحساسيات وتداخلها‬-3.1
‫ االنعكاسات على حياة وصحة األفراد‬-2
‫ االنعكاسات على مستوى الممتلكات واألنشطة‬-3

VI- Gestion des risques naturels ‫ تدبير المخاطر الطبيعية‬-IV


‫ المرجو قراءته وفهمه مع ترجمة بعض المصطلحات والتركيز على ما هو‬،‫هذا الجزء االخير هو ايضا باللغة الفرنسية‬
.‫ اذ يمكن تلخيصه باللغة العربية‬،‫أساسي‬
1- cadrage des risques naturels
1.1- Evolution historique de la notion des risques naturels
1.2- Suivi de la question des risques par l’ONU
1.2.1- L'ONU appelle les pays à investir pour réduire les risques naturels
1.2.2- L'ONU publie un indice d'exposition aux risques naturels
2- Mesures de gestion des risques naturels
2.1- Prévention et prévision
2.2- Intervention immédiate
2.3- Diagnostic post-crise
2.4- Formation du comportement face au risque

Conclusion générale
‫الئحة المراجع‬
‫ المراجع بالعربية‬-1
‫ معالجة‬،‫ الحدث والمواجهة‬،‫ األخطار والكوارث الطبيعية‬،2002 ،‫ محمد ابراهيم أرباب‬،‫ محمد صبري محسوب‬-
.‫ مصر‬،‫ القاهرة‬،‫ دار الفكر العربي‬،‫جغرافية‬

‫ المراجع بالفرنسية‬-2
- LILIANE Bisson, 2005, les risques naturels, de la connaissance pratique à la gestion
administrative, Edition techni/Cités, Voiron cedex, France.
- SYLVIE Poulichet, 1991, Environnement et catastrophe, Edition Mentha, Paris 6,
France.
- WACKERMANN Gabriel, 2001, Montagnes et civilisations montagnardes, Ellipses
edition, Paris cedex 15, France.
‫‪3‬‬

‫محتوى الحصة األولى‬


‫مقدمة عامة‬
‫المقصود بالمخاطر البيئية هو بالضبط المخاطر الطبيعية‪ ،‬والتي تتمثل عواملها األساسية في‬
‫الدينامية الطبيعية‪ ،‬الباطنية منها والخارجية‪ .‬إال أن هذه المخاطر الطبيعية‪ ،‬تحكمها ايضا عوامل بشرية‪،‬‬
‫وخصوصا اليوم‪ ،‬حيث تؤدي مختلف التدخالت إلى تأثيرات كبيرة‪ ،‬وإلى تعدد المخاطر واستفحالها‪.‬‬
‫لهذا‪ ،‬يستعمل كذلك مصطلح البيئة كإشارة الى تداخل عوامل المخاطر الطبيعية بين ما هو طبيعي‪ ،‬وبين‬
‫ما هو فعل وتدخل مرتبط بنشاط االنسان‪ .‬تحتوي هذه الوحدة على اربعة محاور أساسية‪ ،‬بدءا بتعريف‬
‫المخاطر الطبيعية وتحديد انواعها وعواملها وانعكاساتها‪ ،‬وانتهاءا بتدبير هذه المخاطر‪.‬‬

‫‪ -I‬تعريف المخاطر الطبيعية ومحدداتها‬


‫المخاطر الطبيعية هي بشكل عام عبارة عن احتماالت لحدوث حاالت استثنائية قد تؤثر بشكل من‬
‫األشكال في المنظومة الطبيعية والبشرية أيضا‪ ،‬وهي حوادث تؤطرها عوامل أساسية طبيعية وعوامل‬
‫أخرى ثانوية يمكن ان تكون بشرية وذات اوجه متعددة ترتبط بطرق االستغالل وبعدم احترام القوانين‬
‫وعدم التعاون والتنسيق في تدبير القضايا‪ .‬لهذه المخاطر كذلك بعض المحددات التي يمكن اجمالها في‬
‫ثالثة عناصر مرتبطة بالعوامل المختلفة لحدوث المخاطر وما يترتب عنها من كوارث تكون احيانا‬
‫مدمرة للطبيعة ولالنسان ومنشآته‪.‬‬
‫‪ -1‬تعريف المخاطر الطبيعية‬
‫توجد عدة تعاريف للمخاطر الطبيعية‪ ،‬وهي ال تتضارب فيما بينها بقدر ما أنها تتكامل‪ .‬ان‬
‫االختالف الحاصل فيما بينها يرتبط فقط بمنظور التخصصات التي تركز على بعض الجوانب في‬
‫تفاصيلها‪.‬‬
‫‪ -1.1‬التعريف العام‬
‫تعني المخاطر الطبيعية هنا احتمال حدوث كارثة مرتبطة بظواهر طبيعية‪ ،‬وهي كوارث متعددة‬
‫وال حصر لها‪ ،‬مثل الحركات الباطنية لألرض من زالزل وبراكين‪ ،‬الحركات السطحية لألرض من‬
‫انزالقات وتخديدات‪ ،‬العواصف والرياح والحرائق والفيضانات وغير ذلك من تفاصيل مختلف هذه‬
‫األمثلة‪.‬‬
‫يمكن االستدالل من خالل بعض المخاطر بفرنسا‪ ،‬والتي تحتل فيها الفيضانات أحيانا المرتبة‬
‫األولى ضمن المخاطر األخرى بمختلف جماعاتها‪ ،‬فهي تخص ‪ 15700‬جماعة سنويا بدرجات متفاوتة‬
‫الخطورة‪ .‬هناك أيضا ‪ 6000‬جماعة معرضة‪ ،‬لمخاطر االنزالقات‪ ،‬و‪ 6400‬جماعة معرضة لمخاطر‬
‫الهزات األرضية‪ ،‬باالضافة الى ‪ 400‬جماعة مهددة سنويا دائما بمخاطر االنزالقات الثلجية بالمناطق‬
‫الجبلية على الخصوص‪.‬‬
‫‪ -2.1‬تعريف المنظمة العالمية للميتيورولوجيا (‪)OMM‬‬
‫تعتبر المنظمة العالمية لألرصاد الجوية أن المخاطر الطبيعية‪ ،‬هي ظاهرة طبيعية عنيفة او‬
‫قصوى‪ ،‬ويرجع سببها الى الحاالت الجوية والمناخية‪ ،‬أي االضطرابات التي تحدث في الجو‪ ،‬والحاالت‬
‫القصوى والدنيا للعناصر المناخية‪ ،‬وكلها تشكل مخاطر من خالل عنف الرياح والزيادة او النقص‬
‫الحاصل في التساقطات المطرية او في درجات الحرارات‪ .‬كل هذه المخاطر وغيرها‪ ،‬قد تحدث في اي‬
‫وقت وفي اي مكان دون سابق انذار‪ .‬لذلك‪ ،‬فهي ظواهر فجائية مع وجود اختالفات من مناطق الى‬
‫أخرى‪.‬‬
‫‪4‬‬

‫‪ -3.1‬التعريف التقني‬
‫هو تعريف صادر عن لجنة بيوزارية بفرنسا لتقييم السياسات العمومية سنة ‪ ،1977‬بتنسيق من‬
‫طرف المندوبية العامة للتخطيط في شأن الوقاية من المخاطر الطبيعية‪ ،‬وقد ورد في تقريرها التقييمي‬
‫التعريف التقني التالي ‪ " :‬المخاطر الطبيعية حدث يؤدي الى خسائر‪ ،‬ولكنه حدث احتمالي ناتج عما‬
‫يسمى بالحدث الصدفة ‪ Aléa‬كسبب مباشر وأسلسي قد يؤدي الى كوارث بمجال ذو حساسية‬
‫‪(Vulnérabilité‬هشاشة)‪ .‬لذلك‪ ،‬فإن الخطر هنا ناتج عن تضافر الحدث الصدفة ورهان معين‪،‬‬
‫والهشاشة هنا تعتبر العنصر المحدد لحجم الخسائر عند حدوث الكارثة حسب‪ ،‬طبعا‪ ،‬حدة وعنف الحدث‬
‫الصدفة "‪.‬‬
‫يطرح هذا التعريف إشكالية دمج البعد االجتماعي بالنسبة للمخاطر الطبيعية‪ ،‬أي أن االنسان‪،‬‬
‫كأفراد وجماعات‪ ،‬بدرجة ثقافته ووعيه وتعاونه وتطبيقه لمجموعة من الشروط التقنية والقانونية‬
‫وغيرها‪ ،‬مسؤول عن امكانية التأثر بالحدث الصدفة‪ .‬لذلك‪ ،‬فإن البعد التقني للمخاطر الطبيعية يجب ان‬
‫يدمج البعد االقتصادي والسياسي والثقافي والتي ستتضح من خالل استعراض العناصر المرتبطة‬
‫والمحددة للمخاطر الطبيعية‪.‬‬
‫‪ -2‬محددات المخاطرالطبيعية‬
‫تؤطر المخاطر الطبيعية محددات تتمثل في ثالثة عناصر مسؤولة عن عوامل المخاطر وعن‬
‫تح قيقها عندما تحدث الكوارث‪ .‬لذلك سيتم استعراض هذه العناصر لتعريفها‪ ،‬وهي ‪ :‬الحدث الصدفة‪،‬‬
‫الحساسية أو الهشاشة‪ ،‬ثم الكارثة‪.‬‬
‫‪ -1.2‬الحدث الصدفة‬
‫عبارة عن عوامل وأسباب أساسية مختلفة‪ ،‬طبيعية باألساس وتصيب مجاال من المجاالت‪ ،‬فتؤثر‬
‫فيه سلبا حسب درجة حساسية هذا المجال‪ .‬هناك أحداث صدفة مرتبطة بالزالزل والبراكين أي عوامل‬
‫بنيوية وجيولوجية باطنية‪ .‬هناك ايضا احداث صدفة أخرى مرتبطة بخصوصية عناصر المناخ من خالل‬
‫العواصف والموجات الحرارية وغيرها من تساقطات استثنائية وفيضانات نهرية وبحرية (تسونامي)‪.‬‬
‫يتميز عنصر الحدث الصدفة بحدته وتردده‪ ،‬وللتعرف على هذا‪ ،‬يجب الرجوع للتاريخ للبحث والتفحص‬
‫بخصوص الكوارث الطبيعية ومجاالت حدوثها وعواملها وما خلفته من انعكاسات على مستوى االرواح‬
‫والخسائر المادية والتراثية وغيرها‪ ،‬ومستويات ترددها ودرجات حدتها‪.‬‬
‫يرتبط الحدث الصدفة بالدينامية الطبيعية لألرض‪ ،‬والمرتبطة كما رأينا بالدينامية الباطنية‬
‫والسطحية‪ ،‬وبالدينامية الجوية‪ ،‬وكلها تتفاعل فيما بينها وتتضافر‪ ،‬وال تعمل مستقلة‪ ،‬فهي ظواهر متفاعلة‬
‫ومتكاملة‪ ،‬وتدخل ضمن السيرورة المنتظمة والتي عملت على تكوين وتشكيل سطح األرض خالل‬
‫مختلف االزمنة الجيولوجية‪ .‬هي ظواهر عادية وطبيعية ومستمرة‪ ،‬رغم أن بعضها يؤدي الى انعكاسات‬
‫غير محمودة‪ ،‬وهي من الصعوبة التحكم فيها‪ .‬لذلك‪ ،‬فإن االنسان مطالب بأخذ الحيطة والحذر فرادى‬
‫وجماعات‪ ،‬للوقاية من كل الحوادث الطبيعية التي يمكن أن تصيب مجاال من المجاالت‪.‬‬
‫‪ -2.2‬الحساسية‬
‫تعتبر الحساسية أو الهشاشة محددا ثانيا للمخاطر الطبيعية‪ ،‬وهي عبارة عن عوامل وأسباب ثانوية‬
‫مختلفة تتحكم في حدة وعنف الكوارث وفي انعكاساتها ومخلفاتها الطبيعية والبشرية واالقتصادية‬
‫والنفسية وغيرها‪ .‬يمكن تصنيف الحساسية الى عدة أنواع كبرى ترتبط بالخصوصيات المجالية والبشرية‬
‫واالدارية والثقافية والدينية وغيرها‪ ،‬ويمكن االستدالل ببعض األمثلة‪ ،‬وهي ‪:‬‬
‫‪5‬‬

‫‪ -‬الحساسيات المرتبطة بالوسط الطبيعي ‪ :‬سيادة الصخور الهشة والمنحدرات وغياب الغطاء‬
‫النباتي‪،‬‬
‫‪ -‬الحساسيات المرتبطة باالنسان والمجتمع ‪ :‬النقص في القدرات العقلية والتواصل والتعاون‬
‫والتواصل‪،‬‬
‫‪ -‬الحساسيات المرتبطة بالتسيير السياسي واالداري ‪ :‬خلل في االرادات السياسية واالدارية لتتبع‬
‫شؤون المخاطر والتقصير في المبادرات لحماية االنسان والطبيعة‪،‬‬
‫‪ -‬الحساسيات المرتبطة بثقافة األفراد والمجتمعات ‪ :‬الفهم الخاطئ للمخاطر الطبيعية والتشبث‬
‫ببعض المعتقدات الخاطئة‪،‬‬
‫‪ -‬الحساسيات المرتبطة بتطبيق القوانين ‪ :‬سواء تعلق األمر باألفراد أو بالجماعات أو باالدارات‬
‫المشرفة‪.‬‬
‫إن عنصر الحساسية كعامل ثانوي‪ ،‬يلعب دوره أثناء وقوع الكارثة‪ ،‬فإذا كانت درجة الحساسية‬
‫والهشاشة مرتفعة‪ ،‬فإن االنعكاسات تكون كارثية‪ ،‬وكلما كانت درجة الحساسية منخفضة‪ ،‬فإن‬
‫االنعكاسات تكون منخفضة على كافة المستويات‪ .‬ترتبط الحساسية اذن بالمجال المتلقي سواء كان مجاال‬
‫طبيعيا او مجاال مأهوال ويحتوي على منشآت بشرية مختلفة ومتعددة‪ ،‬قد تكون تاريخية وذات رمزيات‬
‫خاصة محلية ووطنية ودولية‪.‬‬
‫‪ -3.2‬الكارثة‬
‫الكارثة ‪ Catastrophe‬هي عندما يتحقق الخطر‪ ،‬وينتقل من حالة االحتمال بسبب عدد من‬
‫المؤشرات كعوامل الحتمال حدوث واقعة ما طبيعية‪ ،‬لتتحقق بالملموس وتؤدي الى خسائر لن يتم‬
‫ضبطها بالكامل اال بعد التفحص الدقيق لمخلفات الكارثة‪ .‬يتطلب هذا وقتا وأخصائيين للكشف عن كل‬
‫الخسائر في األرواح والعاهات وفي المباني ومحتوياتها المادية والرمزية‪.‬‬
‫تتعدد الكوارث بتعدد األحداث الصدفة كعوامل أساسية محتملة في البداية لحدوث كارثة ما‪ .‬يمكن‬
‫تعداد كثير من الكوارث الطبيعية التي شهدها العالم خالل مختلف المراحل التاريخية‪ ،‬القديمة منها‬
‫والحديثة والمعاصرة‪ .‬سواء تعلق األمر بالزالزل في مختلف بقاع األرض أو بالطفوحات البركانية‬
‫والفيضانات البحرية وحرائق الغابات‪ ،‬وما تتسب فيه كثرة وقلة األمطار واالنزالقات الثلجية من خسائر‪،‬‬
‫واحيانا ال يتم تقديرها بشكل دقيق‪ .‬أما الفيضانات وسيادة الجفاف‪ ،‬فانها كوارث تخلف ضحايا ومتشردين‬
‫وتتسبب في المجاعات في كثير من دول العالم‪ .‬تتسبب الكوارث في عدد من الضحايا يفوق عددها في‬
‫العالم ما تخلفه الحروب‪ .‬لذلك‪ ،‬فإن الكوارث الطبيعية يمكن اعتبارها حروبا طبيعية غير معلنة ولكن‬
‫عواقبها تطبع المجاالت الطبيعية واالنسان وممتلكاته وكل ما يرتبط به من ابداعات ومخلفات لها‬
‫رمزياتها التاريخية والحضارية‪.‬‬

‫إن العوامل المحددة للمخاطر الطبيعية هما شيئان متالزمان‪ ،‬الحدث الصدفة والحساسية‪ .‬الحدث‬
‫الصدفة كعوامل باطنية وخارجية‪ ،‬والحساسية كعوامل ثانوية مرتبطة بالمجال المتلقي وبخصوصياته‬
‫الطبيعية وغير الطبيعية‪ ،‬وهي محددة لحجم الخسائر اثناء حدوث الكارثة‪ .‬لذلك‪ ،‬فإن المخاطر الطبيعية‬
‫أو المخاطر البيئية هي شيئ واحد‪ ،‬ألن االنسان هو عنصر أساسي في المنظومة البيئية لكونه يؤثر‬
‫ويتأثر‪ ،‬والطبيعة تتأثر بالتدخالت البشرية المباشرة وغير المباشرة‪ .‬آل بد اذن من التعرف على أنواع‬
‫المخاطر الطبيعية وعن عواملها األساسية والمتداخلة قبل تناول العوامل الثانوية المرتبطة بالحساسية‬
‫والتي تدخل ضمن انعكاسات المخاطر الطبيعية عندما تتحقق في الواقع‪.‬‬

You might also like