Professional Documents
Culture Documents
تدبير المخاطر البيئية 1
تدبير المخاطر البيئية 1
الطالبات والطلبة األعزاء ،أقدم لكم فيما يلي الحصة األولى لوحدة تدبير المخاطر البيئية ،متمنيا لكم موفور
الصحة والهناء لتتمكنوا من مواصلة دراستكم ،مع حثكم على بذل المجهودات لفهم محتويات الدروس وهضمها جيدا
الجتياز االمتحانات بكل تفوق ونجاح .تعمدت في انجاز مجمل المقرر هذا ،أن ابسطه قدر اإلمكان وبأسلوب واضح ،مع
احترام التصميم المعلن عنه اسفله .سأكون رهن إشارتكم إذا استطعتم التنيسق فيما بينكم لموافاتي بكل التساؤالت،
والتي يمكن أن أجيبكم عنها عبر الوسائل المتاحة ،مع موافاتي باسم وبهاتف منسق واحد لكم.
مع كامل التوفيق
تجدون ضمن هذه الحصة األولى ،التصميم العام للوحدة ،وكذا المراجع التي يمكنكم اعتمادها لتوسيع معارفكم،
اضافة الى النص الكامل للنقطة األولى من المقرر وهي :تعريف المخاطر الطبيعية.
أما بالنسبة للحصص المقبلة ،فإني سأعمل على توضيح كل ما يتعلق بكل حصة ،مع االشارة الى أن مضمونها،
سيبعث لكم كل أسبوع ،باستثناء األسبوع المقبل حيث ستتوصلون خالله بالحصتين الثانية والثالثة الستدراك التأخر.
أحثكم كذلك على مراجعة كل حصة على حدة لكي تستفيدوا من شرح كل حصة عبر تسيجل فيديوهات ستبعث لكم ايضا
في األوقات المناسبة.
Conclusion générale
الئحة المراجع
المراجع بالعربية-1
معالجة، الحدث والمواجهة، األخطار والكوارث الطبيعية،2002 ، محمد ابراهيم أرباب، محمد صبري محسوب-
. مصر، القاهرة، دار الفكر العربي،جغرافية
المراجع بالفرنسية-2
- LILIANE Bisson, 2005, les risques naturels, de la connaissance pratique à la gestion
administrative, Edition techni/Cités, Voiron cedex, France.
- SYLVIE Poulichet, 1991, Environnement et catastrophe, Edition Mentha, Paris 6,
France.
- WACKERMANN Gabriel, 2001, Montagnes et civilisations montagnardes, Ellipses
edition, Paris cedex 15, France.
3
-3.1التعريف التقني
هو تعريف صادر عن لجنة بيوزارية بفرنسا لتقييم السياسات العمومية سنة ،1977بتنسيق من
طرف المندوبية العامة للتخطيط في شأن الوقاية من المخاطر الطبيعية ،وقد ورد في تقريرها التقييمي
التعريف التقني التالي " :المخاطر الطبيعية حدث يؤدي الى خسائر ،ولكنه حدث احتمالي ناتج عما
يسمى بالحدث الصدفة Aléaكسبب مباشر وأسلسي قد يؤدي الى كوارث بمجال ذو حساسية
(Vulnérabilitéهشاشة) .لذلك ،فإن الخطر هنا ناتج عن تضافر الحدث الصدفة ورهان معين،
والهشاشة هنا تعتبر العنصر المحدد لحجم الخسائر عند حدوث الكارثة حسب ،طبعا ،حدة وعنف الحدث
الصدفة ".
يطرح هذا التعريف إشكالية دمج البعد االجتماعي بالنسبة للمخاطر الطبيعية ،أي أن االنسان،
كأفراد وجماعات ،بدرجة ثقافته ووعيه وتعاونه وتطبيقه لمجموعة من الشروط التقنية والقانونية
وغيرها ،مسؤول عن امكانية التأثر بالحدث الصدفة .لذلك ،فإن البعد التقني للمخاطر الطبيعية يجب ان
يدمج البعد االقتصادي والسياسي والثقافي والتي ستتضح من خالل استعراض العناصر المرتبطة
والمحددة للمخاطر الطبيعية.
-2محددات المخاطرالطبيعية
تؤطر المخاطر الطبيعية محددات تتمثل في ثالثة عناصر مسؤولة عن عوامل المخاطر وعن
تح قيقها عندما تحدث الكوارث .لذلك سيتم استعراض هذه العناصر لتعريفها ،وهي :الحدث الصدفة،
الحساسية أو الهشاشة ،ثم الكارثة.
-1.2الحدث الصدفة
عبارة عن عوامل وأسباب أساسية مختلفة ،طبيعية باألساس وتصيب مجاال من المجاالت ،فتؤثر
فيه سلبا حسب درجة حساسية هذا المجال .هناك أحداث صدفة مرتبطة بالزالزل والبراكين أي عوامل
بنيوية وجيولوجية باطنية .هناك ايضا احداث صدفة أخرى مرتبطة بخصوصية عناصر المناخ من خالل
العواصف والموجات الحرارية وغيرها من تساقطات استثنائية وفيضانات نهرية وبحرية (تسونامي).
يتميز عنصر الحدث الصدفة بحدته وتردده ،وللتعرف على هذا ،يجب الرجوع للتاريخ للبحث والتفحص
بخصوص الكوارث الطبيعية ومجاالت حدوثها وعواملها وما خلفته من انعكاسات على مستوى االرواح
والخسائر المادية والتراثية وغيرها ،ومستويات ترددها ودرجات حدتها.
يرتبط الحدث الصدفة بالدينامية الطبيعية لألرض ،والمرتبطة كما رأينا بالدينامية الباطنية
والسطحية ،وبالدينامية الجوية ،وكلها تتفاعل فيما بينها وتتضافر ،وال تعمل مستقلة ،فهي ظواهر متفاعلة
ومتكاملة ،وتدخل ضمن السيرورة المنتظمة والتي عملت على تكوين وتشكيل سطح األرض خالل
مختلف االزمنة الجيولوجية .هي ظواهر عادية وطبيعية ومستمرة ،رغم أن بعضها يؤدي الى انعكاسات
غير محمودة ،وهي من الصعوبة التحكم فيها .لذلك ،فإن االنسان مطالب بأخذ الحيطة والحذر فرادى
وجماعات ،للوقاية من كل الحوادث الطبيعية التي يمكن أن تصيب مجاال من المجاالت.
-2.2الحساسية
تعتبر الحساسية أو الهشاشة محددا ثانيا للمخاطر الطبيعية ،وهي عبارة عن عوامل وأسباب ثانوية
مختلفة تتحكم في حدة وعنف الكوارث وفي انعكاساتها ومخلفاتها الطبيعية والبشرية واالقتصادية
والنفسية وغيرها .يمكن تصنيف الحساسية الى عدة أنواع كبرى ترتبط بالخصوصيات المجالية والبشرية
واالدارية والثقافية والدينية وغيرها ،ويمكن االستدالل ببعض األمثلة ،وهي :
5
-الحساسيات المرتبطة بالوسط الطبيعي :سيادة الصخور الهشة والمنحدرات وغياب الغطاء
النباتي،
-الحساسيات المرتبطة باالنسان والمجتمع :النقص في القدرات العقلية والتواصل والتعاون
والتواصل،
-الحساسيات المرتبطة بالتسيير السياسي واالداري :خلل في االرادات السياسية واالدارية لتتبع
شؤون المخاطر والتقصير في المبادرات لحماية االنسان والطبيعة،
-الحساسيات المرتبطة بثقافة األفراد والمجتمعات :الفهم الخاطئ للمخاطر الطبيعية والتشبث
ببعض المعتقدات الخاطئة،
-الحساسيات المرتبطة بتطبيق القوانين :سواء تعلق األمر باألفراد أو بالجماعات أو باالدارات
المشرفة.
إن عنصر الحساسية كعامل ثانوي ،يلعب دوره أثناء وقوع الكارثة ،فإذا كانت درجة الحساسية
والهشاشة مرتفعة ،فإن االنعكاسات تكون كارثية ،وكلما كانت درجة الحساسية منخفضة ،فإن
االنعكاسات تكون منخفضة على كافة المستويات .ترتبط الحساسية اذن بالمجال المتلقي سواء كان مجاال
طبيعيا او مجاال مأهوال ويحتوي على منشآت بشرية مختلفة ومتعددة ،قد تكون تاريخية وذات رمزيات
خاصة محلية ووطنية ودولية.
-3.2الكارثة
الكارثة Catastropheهي عندما يتحقق الخطر ،وينتقل من حالة االحتمال بسبب عدد من
المؤشرات كعوامل الحتمال حدوث واقعة ما طبيعية ،لتتحقق بالملموس وتؤدي الى خسائر لن يتم
ضبطها بالكامل اال بعد التفحص الدقيق لمخلفات الكارثة .يتطلب هذا وقتا وأخصائيين للكشف عن كل
الخسائر في األرواح والعاهات وفي المباني ومحتوياتها المادية والرمزية.
تتعدد الكوارث بتعدد األحداث الصدفة كعوامل أساسية محتملة في البداية لحدوث كارثة ما .يمكن
تعداد كثير من الكوارث الطبيعية التي شهدها العالم خالل مختلف المراحل التاريخية ،القديمة منها
والحديثة والمعاصرة .سواء تعلق األمر بالزالزل في مختلف بقاع األرض أو بالطفوحات البركانية
والفيضانات البحرية وحرائق الغابات ،وما تتسب فيه كثرة وقلة األمطار واالنزالقات الثلجية من خسائر،
واحيانا ال يتم تقديرها بشكل دقيق .أما الفيضانات وسيادة الجفاف ،فانها كوارث تخلف ضحايا ومتشردين
وتتسبب في المجاعات في كثير من دول العالم .تتسبب الكوارث في عدد من الضحايا يفوق عددها في
العالم ما تخلفه الحروب .لذلك ،فإن الكوارث الطبيعية يمكن اعتبارها حروبا طبيعية غير معلنة ولكن
عواقبها تطبع المجاالت الطبيعية واالنسان وممتلكاته وكل ما يرتبط به من ابداعات ومخلفات لها
رمزياتها التاريخية والحضارية.
إن العوامل المحددة للمخاطر الطبيعية هما شيئان متالزمان ،الحدث الصدفة والحساسية .الحدث
الصدفة كعوامل باطنية وخارجية ،والحساسية كعوامل ثانوية مرتبطة بالمجال المتلقي وبخصوصياته
الطبيعية وغير الطبيعية ،وهي محددة لحجم الخسائر اثناء حدوث الكارثة .لذلك ،فإن المخاطر الطبيعية
أو المخاطر البيئية هي شيئ واحد ،ألن االنسان هو عنصر أساسي في المنظومة البيئية لكونه يؤثر
ويتأثر ،والطبيعة تتأثر بالتدخالت البشرية المباشرة وغير المباشرة .آل بد اذن من التعرف على أنواع
المخاطر الطبيعية وعن عواملها األساسية والمتداخلة قبل تناول العوامل الثانوية المرتبطة بالحساسية
والتي تدخل ضمن انعكاسات المخاطر الطبيعية عندما تتحقق في الواقع.