Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 264

‫وزارة التعليـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم الع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالي والبح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـث العلم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي‬

‫جامع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة مصطف ـ ـ ـ ــى إسطمب ـ ــولي معسكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫كلي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة الحقـ ـوق والعل ـ ـ ـوم السياسيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬
‫قس ـ ـ ـم الحقـ ـ ـ ـ ـوق‬

‫شرط املوافق ـ ـ ـة في شرك ـ ـ ـ ـ ـة املساهم ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬


‫أطروحـة مقدمة لني ـل شهـادة دكت ـ ـوراه في الحقوق‬
‫تخص ـص قانـ ـ ـون الشرك ـ ـ ـات‬

‫تحت إشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراف‬ ‫من إعداد الطالب‬


‫الدكت ــورمسع ـ ــودي رشي ـ ــد‬ ‫شريـ ـ ـ ـط نسي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم‬

‫*****أعضاء لجنــة المناقشـــــــــــــة *****‬

‫رئيسا‬ ‫جامعة معسكر‬ ‫أستاذ‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬بقدار كمال‬


‫مشرفا ومقررا‬ ‫جامعة معسكر‬ ‫أستاذ محاضر ( أ )‬ ‫د‪ .‬مسعودي رشيد‬
‫ممتحنا‬ ‫جامعة سعيدة‬ ‫أستاذ‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬مغربي قويدر‬
‫ممتحنا‬ ‫جامعة معسكر‬ ‫أستاذ محاضر ( أ )‬ ‫د‪ .‬دحو مختار‬
‫ممتحنة‬ ‫جامعة وهران‪2‬‬ ‫أستاذة محاضرة ( أ )‬ ‫د‪ .‬بلحاسل منزلة ليلى‬

‫السن ـ ـ ـ ـ ـ ـة الجامعي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة ‪2121 / 2102 :‬‬


‫استهل دراستي بقوله تعالى‪:‬‬
‫{وما توفيقي إَّل بالل عليه توكَلت وإليه أنيب}‬
‫اآلية ‪ 88‬من سورة هود‬

‫بادئ ذي بدء‪،‬اشكر هللا عزوجل الذي أمدني بالقوة والصبر‬


‫إلتمام هذه الدراسة و احمده حمدا كثيرا على ما أنعم علي‪.‬‬
‫شكر وعرف ان‬

‫كاد العلم أن يكون رسول "***‬ ‫***" قم للمعلم وفه التبجيل‬


‫إن من يربي الجيال بجهده لحق بالحترام واإلكرام من الذين ينجبونهم‪ ...‬فل توجد مهنة في الدنيا‬
‫تستحق التقدير واإلكبار والوقوف عندها كمهنة التعليم‪،‬فأنتم الساهرون على إعداد رجال الستقبل‬
‫للقيام بوظائف البلد وللنهوض بحضارة المة في جميع املجالت‪،‬وأنتم الساس ومرتكز المة في التقدم‬
‫والعطاء هلل كم تجهدون أنفسكم وكم‪، ...‬وكم من العباء الكثيرة التي تلقى على عاتقكم‪،‬ففي كل خطة‬
‫تطويرية أنتم محط أنظار الناس في كل زمان ومكان‪،‬لن مجد المة ل يكون إل من خللكم‪.‬‬

‫حقيقة ل أعرف ماذا أكتب يا أستاذي الفاضل‪،‬خاصة وأنني شارفت على إنهاء الرحلة الجامعية‪،‬‬
‫فأتساءل دائما وأحتار في الجواب‪،‬ترى كيف لي أن أرد لك الجميل؟ وما يمكنني أن أقدمه لك مقابل النور‬
‫الذي وهبتني إياه فأنرت به بصيرة قلبي وطورت به أسلوب تفكيري من الكلم إلى منطق الحقيقة والبرهان‪.‬‬

‫أستاذي العزيز مسعودي رشيد‪،‬إذا انشغلت الناس وتاهت في خضم الحياة وخاضت بمستنقعها‬
‫وتجاذبتها أطماع التجارة‪،‬فستبقى في ذاكرتي وأمام ناظري‪،‬فأنت الب العلم الذي وهب وأعطى دون مقابل‪.‬‬

‫وفي نهاية الطاف لم أجد أستاذي الفاضل كلمات في معجم اللغات ول في سطور الكتب تستحق‬
‫شرف الرتقاء لشكرك‪،‬فلك مني ومن كل طلبة الدكتوراه أسمى آيات الحب والمتنان‪،‬أيها النبع الذي‬
‫يرتوي منه كل ظمآن يريد الرتواء‪،‬ولم ل أسمى آيات الشكر والعرفان والتقدير لك أستاذي صاحب اليد‬
‫البيضاء‪،‬فلول فضل هللا ثم دعمك السخي لي لا أكملت أطروحتي‪،‬فأنت لم تبخل علي يوما ل بالجهد ول‬
‫بالوقت ول بالتوجيه واإلرشاد‪.‬‬

‫كما ل يسعني في هذا القام إل أن أتقدم بالشكر الجزيل والمتنان العظيم لكل أعضاء لجنة‬
‫الناقشة‪ ،‬كل باسمه ومقامه‪ ،‬الستاذ الدكتور بقدار كمال‪ ،‬الستاذ الدكتور مغربي قويدر‪،‬الدكتورة‬
‫بلحاسل منزلة ليلى‪،‬الدكتور دحو مختار‪،‬و أختم كلمي بالحمد هلل الذي رفع شأن العلم والعلماء فقال‪:‬‬
‫**"هل يستوي الذين يعلمون والذين ل يعلمون "**‬

‫صدق هللا العظيم‪.‬‬


‫إهداء‬

‫أهدي ثمرة جهدي‬

‫إلى من حملتني وهنا على وهن أمي رحمها هللا و أسكنها فسيح جنانه‬

‫إلى من تنحني هامتي له خجال أبي‬

‫إلى من وقفت معي في السراء والضراء و ق اسمتني أحزاني زوجتي‬


‫الغالية كما ّل أنسى ابني سامي عبد الودود‬

‫إلى من يعجز اللسان عن وصفه عمي الفوضيل‬

‫إلى من أشد بهم أزري إخوتي و أخواتي خاصة شعيب‬

‫إلى كل أساتذتي في كلية الحقوق بجامعة معسكر و الجزائر و‬


‫قسنطينة و تيبازة وخميس مليانة‪،‬كما ّل أنسى الق ائمين باإلدارة‬

‫إلى جميع األصدق اء و أخص بالذكر بالل و رابح‬

‫إلى كل من عرفني من قريب أو بعيد‬

‫نسيم شريط‬
‫قائمـ ــة املختصرات‬
‫*باللغة العربية ‪:‬‬

‫القانون التجاري اجلزائري‬ ‫ق‪.‬ت‪.‬ج‬


‫القانون املدين اجلزائري‬ ‫ق‪.‬م‪.‬ج‬
‫قانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية‬ ‫ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‬
‫اجلريدة الرمسية للجمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية‬ ‫ج‪.‬ر‬
‫األستاذ الدكتور‬ ‫أ‪.‬د‬
‫الدكتور‬ ‫د‬
‫األستاذ‬ ‫أ‪.‬‬
‫صفحة‬ ‫ص‬
‫من صفحة إىل صفحة‬ ‫ص‪.‬ص‪.‬‬
‫دون سنة املناقشة‬ ‫د‪.‬س‪.‬م‬
‫دون سنة النشر‬ ‫د‪.‬س‪.‬ن‬
‫دون دار النشر‬ ‫د‪.‬د‪.‬ن‬
‫دون طبعة‬ ‫د‪.‬ط‬
‫دينار جزائري‬ ‫د‪.‬ج‬
‫شركة االستثمار ذات رأس مال متغري‬ ‫ش‪.‬إ‪.‬ر‪.‬م‪.‬م‬

‫‪*Principales abréviations en langue française :‬‬

‫‪P‬‬ ‫‪Page‬‬
‫‪P.P‬‬ ‫‪de la page à la page‬‬
‫‪Op.cit‬‬ ‫‪Option citée‬‬
‫‪S‬‬ ‫‪Suivant‬‬
‫‪T‬‬ ‫‪Tome‬‬
‫‪Th‬‬ ‫‪Thèse‬‬
‫‪V‬‬ ‫‪Volume‬‬
‫‪Ed‬‬ ‫‪Edition‬‬
‫‪L.G.D.J‬‬ ‫‪Librairie général de droit et de jurisprudence‬‬
‫‪J.O.R.F‬‬ ‫‪Journal officiel de la république française‬‬
‫‪C.O.S.O.B‬‬ ‫‪Commission d’organisation et de surveillance de‬‬
‫‪opérations de bourse‬‬
‫‪BOAL‬‬ ‫‪Bulletin officiel des annonces légales‬‬
‫‪ 0202‬مقــدّم ــة‬

‫مقدّمـ ـ ـ ــة ّ‬
‫احلر يقو ابل ّدرجة األوىل على حجم االستثمارات‬
‫الّوق ّ‬‫تتبن ظاا ّ‬‫قتصادي ألي دولة ّ‬
‫ّ‬ ‫إ ّن النّمو اإل‬
‫يتعي‬
‫الضخمة‪ ،‬أجنبيّة كاظت أ وطنيّة‪ ،‬ولتحقيق ذلك ّ‬ ‫املوجودة هبا‪ ،‬وعلى قدرهتا يف استقطاب رؤوس األموال ّ‬
‫اقتصادي يتطلّب رؤوس‬
‫ّ‬ ‫شف من تّميتها ّأنا كيان‬ ‫االعتماد بشكل أساس ّي على شركات األموال الّيت يّت ّ‬
‫الراغبي يف االستفادة من‬
‫أموال ضخمة‪ ،‬ويتكون رأس ماله من أسهم يكتتب فيها عدد كبري من املدخرين ّ‬
‫الشركات هي شركة املّامهة الّيت تع ّد العمود الفقري لالقتصاد‬
‫لعل النّموذج األمثل هلذا النّوع من ّ‬
‫عائداهتا‪ ،‬و ّ‬
‫الرمسلة وفقا لتطلّعات‬
‫الوطن‪ ،‬فضال على ّأنا عجلة ماليّة صلبة تصلح لتحريك قطار التّنمية والتّشغيل و ّ‬ ‫ّ‬
‫الضخمة الّيت مت ّكنها من تنفيذ وبلوغ أهدافها االقتصاديّة‬
‫االقتصادي ظارا إلمكاظياهتا ّ‬
‫ّ‬ ‫ابلشأن‬
‫الّاسة واملهتمي ّ‬
‫ّ‬
‫الّيت أظشئت من أجلها‪.‬‬

‫الشركات جبملة من‬


‫ائري هذا النّوع من ّ‬
‫لذا أحاطت غالبيّة التّشريعات املقارظة ومنها التّشريع اجلز ّ‬
‫النّصوص القاظوظيّة الّيت تناّم مراحل حياهتا‪ ،‬من مرحلة التّأسيس إىل احل ّل واالظقضاء‪ ،‬فضال عن ظاا تّيريها‬
‫قليدي املتمثّل يف جملس اإلدارة ورئيس جملس اإلدارة‪ ،‬أو عن‬
‫مبختلف أمناطه سواء كان عن طريق التّّيري التّ ّ‬
‫طريق التّّيري احلدي املتمثّل يف جملس املديرين وجملس املراقبة‪.‬‬

‫هذا‪ ،‬وتقو شركة املّامهة على ترساظة من املبادئ منها مبدأ ثبات رأس املال الّذي ال جيوز املّاس به‬
‫الشركة‪ ،‬فضال على‬‫الضمان العا ّ لدائن ّ‬
‫الشركة قائمة‪ ،‬وطيلة م ّدة حياهتا ابعتباره ّ‬
‫ألي سبب كان ما دامت ّ‬
‫الشركات‪ ،‬لذا جيب احلفاظ عليه وتعزيزه إن‬‫يكرس فكرة املّؤوليّة احملدودة للمّامهي يف هذا النّوع من ّ‬
‫أظّه ّ‬
‫احتياطي يكون الغرض منه جرب اخلّائر الّيت ّأدت إىل ختفيض رأمسال‬
‫ّ‬ ‫الضرورة ذلك‪ ،‬من خالل إظشاء‬
‫اقتضت ّ‬
‫الشركة واالحتيا للخّائر احملتملة مّتقبال عن طريق اقتطاع ظّبة معيّنة من األرابح بدل توزيعها كلّها على‬
‫ّ‬
‫اختياري‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ظاامي أو‬
‫ّ‬ ‫احتياطي قاظونّ أو‬
‫ّ‬ ‫املّامهي‪ ،‬بشر أن يكون‬

‫ومبدأ املّاواة فيما بي املّامهي الّذي يقو على فكرة مفادها املّاواة يف احلقوق وااللتزامات الّيت‬
‫الراغبي يف‬
‫ختوهلا األسهم املتشاهبة الّيت تنتمي إىل ظوع واحد الّذي يّمح جبذب أكرب قدر ممكن من املدخرين ّ‬
‫ّ‬
‫الصغرية‬
‫االستثمار فيها‪ ،‬سواء من داخل الوطن أو من خارجه‪ ،‬وسواء كاظوا صغارا أو كبارا‪ ،‬فالقيمة االمسيّة ّ‬
‫معنوي يطمح يف أن يصبح مّامها فيها‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫طبيعي أو‬
‫ّ‬ ‫لكل شخص‬
‫لألسهم الّيت تصدرها شركة املّامهة تّمح ّ‬
‫كل حبّب قدراته وإمكاظياته املاديّة‪ ،‬فمنهم من يكتتب يف عدد قليل من‬
‫من خالل االكتتاب يف أسهمها ّ‬
‫حبصة األسد‪.‬‬
‫أسهمها‪ ،‬ومنهم من حياى ّ‬

‫‪5‬‬
‫‪ 0202‬مقــدّم ــة‬

‫الشركات األكثر اظتشارا يف ال ّدول املتق ّدمة احلديثة‪،‬‬


‫كل هذه املبادئ وغريها جعلت هذا النّوع من ّ‬ ‫ّ‬
‫اتيجي‪،‬كالنّقل أبظواعه الثّالث‬
‫احليوي واالسرت ّ‬
‫ّ‬ ‫واألكثر مالءمة إلجناز املشاريع االقتصاديّة والتّجاريّة ذات الطّابع‬
‫احلّاسة األخرى الّيت فرضت‬
‫املؤسّات املاليّة وغريها من القطاعات ّ‬
‫املال كالبنوك و ّ‬
‫اجلوي‪ ،‬و ّ‬
‫البحري و ّ‬
‫يو ّ‬ ‫الرب ّ‬
‫خاصة وأ ّن ظطاق ظشاطها يف غالب األحيان‬
‫عليها طبيعة شركة املّامهة وخصائصها اللّجوء إليها دون سواها‪ّ ،‬‬
‫كالشركات املتع ّددة اجلنّيّات الّيت أتخذ‬
‫االجتماعي‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫مقرها‬
‫ميت ّد إىل خارج حدود ال ّدولة الّيت يقع يف دائرهتا ّ‬
‫شكل شركات املّامهة‪.‬‬

‫الراغبي يف‬
‫تشجع املدخرين ّ‬
‫خاصيّة من اخلصائص املميّزة لشركة املّامهة الّيت ّ‬
‫فأهم ّ‬
‫وعلى أية حال‪ّ ،‬‬
‫ظص‬
‫ائري صراحة يف ّ‬ ‫ظص عليها ّ‬
‫املشرع اجلز ّ‬ ‫االستثمار فيها هي قابليّة أسهمها للتّداول ابلطّرق التّجاريّة الّيت ّ‬
‫جاري‪ ،‬ابعتبار أ ّن ال ّّهم من القيم املنقولة الّيت تصدرها شركة املّامهة‬
‫مكرر ‪ 03‬من القاظون التّ ّ‬ ‫املادة ‪ّ 517‬‬‫ّ‬
‫جاء فيها‪":‬القيم املنقولة هي سندات قابلة للتّداول تصدرها شركات املّامهة‪ ،‬وتكون مّ ّعرة يف البورصة أو‬
‫حصة‬
‫الصنف‪ ،‬وتّمح ابل ّدخول بصورة مباشرة أو غري مباشرة يف ّ‬
‫تّعر‪ ،‬ومتنح حقوقا مماثلة حّب ّ‬ ‫ميكن أن ّ‬
‫الّهم يف‬
‫عرف ّ‬
‫مرة أخرى ملا ّ‬
‫حق مديوظية عا ّ على أمواهلا"‪ ،‬وأ ّكد ذلك ّ‬
‫الشركة املصدرة‪ ،‬أو ّ‬
‫معيّنة من رأمسال ّ‬
‫‪":‬الّهم هو سند قابل للتّداول تصدره شركة مّامهة‬
‫مكرر ‪ 03‬من ظفس القاظون جاء فيها ّ‬
‫املادة ‪ّ 517‬‬
‫ظص ّ‬ ‫ّ‬
‫كتمثيل جلزء من رأمساهلا"‪.‬‬

‫يتصرف يف‬ ‫وقابليّة األسهم للتّداول ابلطّرق التّجاريّة تعن أظّه جيوز ّ‬
‫لكل مّاهم يف شركة املّامهة أن ّ‬
‫احلق‬
‫أسهمه وينقل ملكيّتها إىل الغري‪ ،‬أو ألحد املّامهي أو ملن يرضى به من دون أن يتّبع إجراءات حوالة ّ‬
‫صرفات النّاقلة للملكيّة بعوض‬
‫صرف يف األسهم يشمل مجيع التّ ّ‬
‫املنصوص عليها يف القاظون املدنّ‪ ،‬على أ ّن التّ ّ‬
‫كالبيع واملقايضة‪ ،‬أو بغري عوض كاهلبة والوصيّة والتّربّع‪.‬‬

‫الشركة قد ّمت‬
‫ومع ذلك‪ ،‬فتداول األسهم يف شركة املّامهة مرتب بوجودها واستمرارها أي أ ّن ّ‬
‫ومت االكتتاب يف أسهمها على النّحو الّذي يقضي به القاظون‪ ،‬فضال عن تقييدها‬
‫أتسيّها أتسيّا صحيحا‪ّ ،‬‬
‫الشخصيّة املعنويّة‪ ،‬ومن مثَّة‬
‫حّت تكتّب ّ‬
‫جاري أو أبحد فروعه ّ‬
‫جل التّ ّ‬
‫للّ ّ‬
‫الوطن ّ‬
‫ّ‬ ‫جاري ابملركز‬
‫جل التّ ّ‬
‫الّ ّ‬‫يف ّ‬
‫يكون هلا وجود قاظونّ‪ّ ،‬أما يف حالة زايدة رأمساهلا بغرض توسيع ظشاطها وتطوير مشاريعها أو ألي سبب آخر‪،‬‬
‫فأسهمها يف هذه احلالة تكون قابلة للتّداول اعتبارا من اتريخ التّّديد الكامل هلا وحتريرها نائيًّا‪ ،‬وهذا ما‬
‫ائري جاء‬
‫جاري اجلز ّ‬
‫مكرر ‪ 71‬من القاظون التّ ّ‬‫املادة ‪ّ 517‬‬ ‫ظص ّ‬ ‫عربت عنه صراحة الفقراتن األوىل والثّاظية من ّ‬
‫ّ‬
‫جاري‪.‬‬
‫جل التّ ّ‬
‫الّ ّ‬
‫الشركة يف ّ‬
‫فيهما‪":‬ال تكون األسهم قابلة للتّداول ّإال بعد تقييد ّ‬
‫الزايدة"‪.‬‬
‫الزايدة يف رأس املال تكون األسهم قابلة للتّداول ابتداء من اتريخ التّّديد الكامل هلذه ّ‬
‫ويف حالة ّ‬

‫‪6‬‬
‫‪ 0202‬مقــدّم ــة‬

‫املادة‬
‫الشركة ولغاية إقفال عمليّة التّصفية‪ ،‬وهذا ما أ ّكدته ّ‬
‫حل ّ‬‫حّت بعد ّ‬
‫وتبقى األسهم قابلة للتّداول ّ‬
‫الشركة ولغاية‬
‫حل ّ‬‫ائري جاء فيها‪":‬تبقى األسهم قابلة للتّداول بعد ّ‬
‫جاري اجلز ّ‬
‫مكرر ‪ 70‬من القاظون التّ ّ‬
‫‪ّ 517‬‬
‫الشركة قائمة‪ ،‬وال ينتهي ّإال إبقفال عمليّة‬
‫ال قائما ما دامت ّ‬ ‫َّ‬
‫اختتا التّصفية"‪ ،‬ومن مثة فتداول األسهم ي ّ‬
‫العامة للمّامهي‪،‬‬
‫التّصفية الّيت تنتهي ابلتّصديق على احلّاب اخلتامي الّذي يطرحه املصفي على اجلمعيّة ّ‬
‫املادة‪557‬من القاظون‬‫لنص ّ‬‫على أن ينشر املصفي إعالن إقفال التّصفية بعد التّوقيع عليه من طرفه طبقا ّ‬
‫ائري‪.‬‬
‫جاري اجلز ّ‬
‫التّ ّ‬
‫ائري عند هذا احل ّد‪ ،‬بل اعترب إبطال ّ‬
‫الشركة أو إبطال إصدار األسهم ال يرتتب‬ ‫املشرع اجلز ّ‬
‫ومل يكتف ّ‬
‫الشكليّة‪،‬‬
‫عليه بطالن التّداول الّذي ّمت قبل صدور قرار اإلبطال‪ ،‬بشر أن تكون األسهم صحيحة من النّاحية ّ‬
‫الضمان ض ّد‬
‫حق رفع دعوى ّ‬‫املشرع ّ‬
‫حمل التّداول‪ ،‬فقد منحه ّ‬
‫ّأما خبصوص املشرتي الّذي آلت إليه األسهم ّ‬
‫املادة ‪ 517‬مكّرر ‪ 70‬من ظفس القاظون جاء فيها‪":‬ال يرتتب‬
‫عربت عنه صراحة ّ‬ ‫املّاهم البائع‪ ،‬وهذا ما ّ‬
‫الّندات صحيحة‬
‫الشركة أو إصدار أسهم بطالن املعامالت الّيت متّت قبل قرار اإلبطال إذا كاظت ّ‬
‫على إبطال ّ‬
‫الضمان على ابئعه"‪.‬‬
‫شكال‪ ،‬غري أظّه جيوز للمشرتي رفع دعوى ّ‬
‫وتداول األسهم من حي األصل يع ّد عقدا مدظيًّا‪ ،‬سواء ّمت شفاهة أو كتابة‪ ،‬إذ يّتلز الظعقاده توافر‬
‫وحمل وسبب‪،‬كما جيب حتديد مثن وعدد‬
‫العامة من أهليّة ورضا ّ‬
‫األركان املوضوعيّة املنصوص عليها يف القواعد ّ‬
‫الصفة التّجاريّة يف بعض احلاالت عندما يتعلّق‬
‫األسهم املراد تداوهلا‪ ،‬ومع ذلك قد يكتّب تداول األسهم ّ‬
‫جتاري‪ ،‬فضال عن ذلك‬
‫ّ‬ ‫الشركة‪ ،‬أو عندما يقرتن بعمل‬
‫الرقابة يف ّ‬
‫األمر ابلتّداول الّذي يهدف إىل تغيري ّ‬
‫يتم داخل بورصة القيم املنقولة يعترب عمال جتارًّاي ابلنّّبة للوسطاء املعتمدين طبقا للفقرة الثّالثة‬
‫فالتّداول الّذي ّ‬
‫ائري‪ ،‬ويعترب عمال جتارًّاي منفردا ابلنّّبة للمّاهم احمليل مّت‬
‫جاري اجلز ّ‬
‫املادة‪30‬من القاظون التّ ّ‬
‫ظص ّ‬ ‫عشر من ّ‬
‫املادة‪ 30‬من‬
‫ظص ّ‬ ‫كان بقصد املضاربة وتوافرت فيه شرو شراء املنقوالت إلعادة بيعها طبقا للفقرة األوىل من ّ‬
‫ظفس القاظون على أساس أ ّن األسهم تع ّد من املنقوالت املاديّة‪.‬‬
‫فيتم‬
‫الّهم امسيًّا ّ‬
‫الّهم املراد تداوله‪ ،‬فإذا كان ّ‬
‫و ّأما بشأن طرق التّداول‪ ،‬فهي ختتلف ابختالف ظوع ّ‬
‫املادي‪،‬‬
‫الشكل ّ‬‫اجملّدة يف ّ‬
‫املخصص هلذا الغرض مّت كان من األسهم االمسيّة ّ‬
‫ّ‬ ‫الشركة‬
‫سجل ّ‬
‫ّ‬ ‫تداوله ابلقيد يف‬
‫فيتم تداوله عن طريق حتويله من حّاب‬
‫مادي أي يف شكل قيود حّابيّة‪ّ ،‬‬
‫جمّدا يف شكل غري ّ‬
‫ّأما إذا كان ّ‬
‫األول يف صدور األمر ابلتّحويل والنّقل‪ ،‬ويكمن الثّان يف القيد‬
‫إىل حّاب آخر‪ ،‬بشر توافر أمرين يكمن ّ‬
‫املادي‪ ،‬فتداوله‬
‫املادي أو غري ّ‬
‫الشكل ّ‬ ‫اجملّد يف ّ‬
‫االمسي سواء ّ‬
‫ّ‬ ‫الّهم‬
‫املزدوج‪ ،‬وعلى أية حال مهما كان شكل ّ‬
‫الّهم‪،‬كما ميكن هلذا األخري أي‬
‫خيوهلا له هذا ّ‬
‫يرتتب عليه اظتقال ملكيّته إىل احملال إليه الّذي تنشأ له حقوق ّ‬

‫‪7‬‬
‫‪ 0202‬مقــدّم ــة‬

‫الشركة ظفّها‪ ،‬ومن مثَّة مّت ّمت القيد على النّحو‬


‫وحّت ّاجتاه ّ‬
‫احملال إليه االحتجاج ابلقيد يف مواجهة الكافة ّ‬
‫حمل التّداول‪ ،‬ويف ظفس الوقت املّاهم يف‬‫الّذي يقضي به القاظون أصبح احملال إليه هو املالك اجلديد لألسهم ّ‬
‫الشركة بدل املّاهم احمليل املنّحب منها‪.‬‬
‫هذه ّ‬
‫الّهم للحامل مبجرد التّّليم‪ ،‬فتصبح حيازته دليال على ملكيّته‪ ،‬وهلذا‬
‫يتم تداول ّ‬
‫وعلى خالف ذلك ّ‬
‫الّهم للحامل من قبيل املنقوالت املاديّة الّيت تّري يف شأنا قاعدة احليازة يف املنقول سند‬‫الّبب يعترب ّ‬ ‫ّ‬
‫حلريّة تداول األسهم يف شركات‬ ‫َّ‬
‫امللكيّة‪ ،‬ومن مثة ميكن القول أ ّن تداول األسهم للحامل تع ّد النّموذج األمثل ّ‬
‫الضياع والتّزوير‪.‬‬
‫كالّرقة و ّ‬
‫املّامهة‪ ،‬غري ّأنا ال ختلو من بعض املخاطر الّيت هت ّددها ّ‬

‫الّهم للحامل هو اآلخر يف شكل غري ّ‬


‫مادي أي يف‬ ‫جيّد ّ‬
‫ائري أبن ّ‬
‫املشرع اجلز ّ‬
‫أقر ّ‬ ‫وألجل ذلك ّ‬
‫الشرو الّيت‬
‫يتم تداوله عن طريق حتويله من حّاب إىل حّاب آخر بنفس ّ‬ ‫َّ‬
‫شكل قيود حّابيّة‪ ،‬ومن مثة ّ‬
‫ظص‬
‫عربت عنه صراحة الفقرة األوىل من ّ‬
‫مادي‪ ،‬وهذا ما ّ‬
‫اجملّد يف شكل غري ّ‬
‫االمسي ّ‬
‫ّ‬ ‫الّهم‬
‫يتطلّبها تداول ّ‬
‫الّند للحامل عن طريق جمرد تّليم أو‬
‫فيها‪":‬حيول ّ‬
‫ّ‬ ‫ائري جاء‬
‫جاري اجلز ّ‬
‫مكرر‪ 03‬من القاظون التّ ّ‬
‫املادة‪ّ 517‬‬
‫ّ‬
‫بواسطة قيد يف احلّاابت"‪.‬‬

‫الّهم لألمر عن طريق التّاهري‪ّ ،‬إال أ ّن الواقع العملي أثبت أ ّن التّعامل به‬
‫يتم تداول ّ‬
‫الّياق ّ‬
‫ويف ظفس ّ‬
‫حرة يف إصدار أسهمها‬
‫فالشركة ّ‬
‫اندر الوقوع على عكس األسهم االمسيّة واألسهم للحامل‪ ،‬وعلى العمو ّ‬
‫تدخله يف‬ ‫املشرع يف بعض األحيان لفرض ظوع ّ‬
‫معي من األسهم على غرار ّ‬ ‫يتدخل ّ‬‫كأصل عا ّ‪ ،‬لكن قد ّ‬
‫مكرر ‪ 70‬من ظفس القاظون جاء‬
‫املادة ‪ّ 517‬‬
‫تضمنته ّ‬
‫االمسي على األسهم النّقدية بدليل ما ّ‬
‫ّ‬ ‫الشكل‬
‫فرض ّ‬
‫قدي امسيًّا إىل أن يّ ّدد كامال"‪.‬‬
‫الّهم النّ ّ‬
‫فيها‪":‬يكون ّ‬
‫تشجع املضاربة فهي قد تلحق‬
‫حّت وإن كاظت ّ‬ ‫فحريّة تداول األسهم يف شركة املّامهة ّ‬ ‫ومع ذلك‪ّ ،‬‬
‫االجتماعي‪ ،‬فضال على أ ّن‬
‫ّ‬ ‫الشركة‬
‫مقر ّ‬
‫ابلشركة ومل ال ابقتصاد ال ّدولة املضيفة الّيت يقع يف دائرهتا ّ‬
‫أضرارا ّ‬
‫ائري‬
‫املشرع اجلز ّ‬ ‫جاري‪ ،‬لذا ّ‬
‫تدخل ّ‬ ‫مصلحة املدخرين تتطلّب تعزيز الثّقة واالئتمان الواجب توافرمها يف اجملتمع التّ ّ‬
‫حريّة التّداول وجعلها غري مطلقة‪ ،‬إذ أورد عليها بعض‬ ‫على غرار بعض التّشريعات املقارظة من أجل تقييد ّ‬
‫ائري حار‬
‫املشرع اجلز ّ‬
‫أقرها ّ‬‫فاقي‪ ،‬فمن مجلة القيود القاظوظيّة الّيت ّ‬
‫القيود منها ما هو قاظونّ‪ ،‬ومنها ما هو اتّ ّ‬
‫مكرر‬
‫املادة ‪ّ 517‬‬ ‫ظص ّ‬‫جاري‪ ،‬وهذا ما أ ّكدته الفقرة األوىل من ّ‬
‫جل التّ ّ‬
‫الّ ّ‬
‫الشركة يف ّ‬
‫تداول األسهم قبل قيد ّ‬
‫الشركة قبل حتريرها‬
‫الزايدة يف رأمسال ّ‬
‫الصادرة مبناسبة ّ‬
‫ائري‪ ،‬وحار تداول األسهم ّ‬
‫جاري اجلز ّ‬
‫‪ 71‬من القاظون التّ ّ‬
‫مكرر ‪ 71‬املذكورة أعاله‪.‬‬
‫ظص املا ّدة ‪ّ 517‬‬
‫نائيًّا وتّديدها ابلكامل‪ ،‬وهذا ما أ ّكدته الفقرة الثّاظية من ّ‬

‫‪8‬‬
‫‪ 0202‬مقــدّم ــة‬

‫يعي‪33-30‬‬‫ظل املرسو التّشر ّ‬


‫ائري يف ّ‬
‫املشرع اجلز ّ‬
‫غري أ ّن امللفت لالظتباه بشأن هذه املّألة هو أ ّن ّ‬
‫ظل األمر‪ ،73-57‬حي كاظت األسهم‬ ‫يفرق بي األسهم النّقديّة واألسهم العينيّة كما كان معموال به يف ّ‬
‫مل ّ‬
‫جاري‪ ،‬أو من اتريخ قيد التّأشري‬
‫جل التّ ّ‬
‫الّ ّ‬
‫الشركة يف ّ‬
‫العينيّة غري قابلة للتّداول قبل مرور سنتي من اتريخ قيد ّ‬
‫املادة‪ 533‬من األمر‪ 73-57‬جاء‬ ‫عربت عنه صراحة ّ‬ ‫الشركة‪ ،‬وهذا ما ّ‬
‫الزايدة يف رأمسال ّ‬
‫املع ّدل مبناسبة ّ‬
‫الشركة‬
‫فيها‪":‬ال جيوز فصل األسهم العينيّة عن األرومة‪ ،‬وال تكون قابلة للتّداول ّإال بعد سنتي من قيد ّ‬
‫جاري أو قيد التّأشري املع ّدل إثر زايدة رأس املال"‪.‬‬
‫جل التّ ّ‬
‫ابلّ ّ‬
‫ّ‬
‫ائري تداول شهادات االكتتاب أو ما يعرف ابلوعود‬
‫املشرع اجلز ّ‬
‫وليس هذا فق بل حار كذلك ّ‬
‫سجلت يف‬‫الزايدة يف رأمسال شركة كاظت أسهمها القدمية قد ّ‬
‫ابألسهم‪ ،‬ما عدا األسهم الّيت ظشأت مبناسبة ّ‬
‫يصح التّداول يف هذه احلالة ّإال إذا ّمت حتت شر موقف لتحقيق‬ ‫تّعرية بورصة القيم املنقولة‪ ،‬على أظّه ال ّ‬
‫الشر مفرتضا يف غياب أي بيان صريح‪ ،‬وهذا ما أ ّكدته الفقرة الثّالثة‬
‫الزايدة يف رأس املال‪ ،‬حبي يكون هذا ّ‬‫ّ‬
‫مكرر ‪ 71‬املذكورة أعاله الّيت جاء فيها‪":‬وحيار التّداول يف الوعود ابألسهم ماعدا إذا‬
‫املادة ‪ّ 517‬‬ ‫ظص ّ‬‫من ّ‬
‫سجلت يف تّعرية بورصة القيم‪،‬‬
‫كاظت أسهما تنشأ مبناسبة زايدة يف رأمسال شركة كاظت أسهمها القدمية قد ّ‬
‫الشر مفرتضا‬
‫يصح التّداول ّإال إذا ّمت حتت شر موقف لزايدة يف رأس املال‪ ،‬ويكون هذا ّ‬
‫ويف هذه احلالة ال ّ‬
‫يف غياب أي بيان صريح"‪.‬‬

‫أقر استثناء على حار تداول الوعود ابألسهم ال‬


‫ائري ّ‬‫املشرع اجلز ّ‬
‫ويّتفاد من الفقرة املتق ّدمة أ ّن ّ‬
‫يتح ّقق ّإال إذا توافرت واجتمعت يف آن واحد شرو حم ّددة وردت على سبيل احلصر‪ ،‬وهي أن تكون الوعود‬
‫الشركة‪ ،‬ومن مثَّة فالوعود ابألسهم ّ‬
‫الصادرة عن شركة مّتحدثة‬ ‫الزايدة يف رأمسال ّ‬
‫ابألسهم قد ظشأت مبناسبة ّ‬
‫الشركة‬
‫الزايدة يف رأمسال ّ‬
‫الّابقة لعمليّة ّ‬
‫الشركة ّ‬
‫تكون غري قابلة للتّداول ابلطّرق التّجاريّة‪ ،‬وأن تكون أسهم ّ‬
‫الشركة‬
‫الزايدة يف رأمسال ّ‬
‫يتم التّداول حتت شر موقف لتحقيق ّ‬
‫مّعرة يف بورصة القيم املنقولة‪ ،‬وأن ّ‬ ‫أسهما ّ‬
‫الشرو املذكورة أصبح‬‫الشر مفرتضا يف غياب أي بيان صريح‪ ،‬فإذا ختلّف شر من هذه ّ‬ ‫حبي يكون هذا ّ‬
‫املشرع من خالل إقراره هلذا االستثناء مل تعد جمديّة‪ ،‬وهذا‬
‫توخاها ّ‬
‫التّداول حماورا على أساس أ ّن احلكمة الّيت ّ‬
‫مكرر ‪ 71‬املذكورة أعاله‪.‬‬
‫املادة ‪ّ 517‬‬
‫ظص ّ‬ ‫عربت عنه صراحة الفقرة الثّالثة من ّ‬
‫ما ّ‬
‫الشركة‬
‫ّأما بشأن تفادي تضارب املصاحل بي أجهزة اإلدارة والقائمي عليها من جهة‪ ،‬وبي مصاحل ّ‬
‫الشركات‪ ،‬فقد اشرتطت غالبيّة‬
‫الراشد يف هذا النّوع من ّ‬
‫واملّامهي من جهة أخرى‪ ،‬وهبدف بلوغ التّّيري ّ‬
‫ائري امتالك أعضاء جملس اإلدارة أو جملس املراقبة حّب احلالة عدد‬
‫التّشريعات املقارظة ومنها التّشريع اجلز ّ‬
‫الضمان‪ ،‬على أن تبقى هذه‬
‫الشركة تع ّد مبثابة ضمان حلّن سريها وأدائها تّمى أبسهم ّ‬
‫معي من أسهم ّ‬
‫ّ‬

‫‪9‬‬
‫‪ 0202‬مقــدّم ــة‬

‫ائري‬
‫املشرع اجلز ّ‬
‫أقره ّ‬
‫صرف فيها‪ ،‬وهذا ما ّ‬‫جممدة طيلة م ّدة العضويّة‪ ،‬وهو ما يعن بطبيعة احلال حار التّ ّ‬
‫األسهم ّ‬
‫فيها‪":‬ختصص هذه األسهم‬
‫ّ‬ ‫جاري جاء‬
‫املادة ‪ 913‬من القاظون التّ ّ‬
‫ظص ّ‬‫بصريح العبارة مبوجب الفقرة الثّاظية من ّ‬
‫اخلاصة أبحد القائمي ابإلدارة‪ ،‬وهي غري قابلة‬
‫ّ‬ ‫أبكملها لضمان مجيع أعمال التّّيري‪ ،‬مبا فيها األعمال‬
‫الضمان يف شركة املّامهة‬
‫صرف يف أسهم ّ‬
‫أقر صراحة حبار التّ ّ‬
‫ائري قد ّ‬ ‫صرف فيها"‪ ،‬وهبذا يكون ّ‬
‫املشرع اجلز ّ‬ ‫للتّ ّ‬
‫الشركة مّت كان تّيريها قائما على النّم‬
‫كأصل عا ّ‪ ،‬وربطه ارتباطا وثيقا مب ّدة وكالة العضو يف جملس إدارة ّ‬
‫املادة ‪ 973‬من ظفس‬‫تضمنته ّ‬
‫قليدي‪ ،‬ويف جملس املراقبة مّت كان تّيريها قائما على النّم احلدي وفقا ملا ّ‬
‫التّ ّ‬
‫اخلاصة بتّيريهم حّب‬
‫ّ‬ ‫الضمان‬
‫القاظون الّيت اشرتطت بدورها على أعضاء جملس املراقبة أن حيوزوا أسهم ّ‬
‫املادة‪ 913‬املذكورة أعاله‪.‬‬
‫الشرو املنصوص عليها يف ّ‬
‫ّ‬
‫الشركة‪ ،‬وهذا‬
‫املعنوي أن يكون عضوا يف هيئة إدارة ّ‬
‫ّ‬ ‫للشخص‬
‫ائري ّ‬
‫املشرع اجلز ّ‬
‫فضال عن ذلك أجاز ّ‬
‫املعنوي مطالب‬
‫ّ‬ ‫الشخص‬
‫جاري‪ ،‬وعليه فهذا ّ‬‫املادة ‪ 910‬من القاظون التّ ّ‬ ‫ظص ّ‬ ‫ما أ ّكدته الفقرة الثّاظية من ّ‬
‫املعنوي يف‬
‫ّ‬ ‫الشخص‬
‫الضمان املنصوص عليها سابقا‪ ،‬والّيت حيار تداوهلا طيلة م ّدة عضويّة هذا ّ‬
‫بتقدمي أسهم ّ‬
‫الشركة‪.‬‬
‫هيئة إدارة ّ‬
‫الشركة إلجراءات‬
‫ائري تداول أسهم املديرين يف حالة خضوع ّ‬ ‫املشرع اجلز ّ‬
‫الّياق حار ّ‬ ‫ويف ظفس ّ‬
‫التّّوية القضائيّة أو اإلفالس‪ ،‬وذلك جتنّبا إلفالهتم من مّؤوليّتهم‪ ،‬إذ ّأنم ال يكتّبون صفة التّاجر مبجرد‬
‫املادة‬
‫عربت عنه صراحة ّ‬ ‫اكتّاهبم صفة أعضاء يف جملس اإلدارة أو يف جملس املراقبة حّب احلالة‪ ،‬وهذا ما ّ‬
‫صرف يف أسهم‬
‫اخلاص حبار التّ ّ‬
‫ّ‬ ‫أمت وأكمل احلكم‬ ‫املشرع اجلز ّ‬
‫ائري قد ّ‬ ‫جاري‪ ،‬وهبذا يكون ّ‬
‫‪ 090‬من القاظون التّ ّ‬
‫صرف‬
‫الضمان يف شركات املّامهة‪ ،‬وعليه ميكن القول أ ّن إقرار حار تداول أسهم املديرين إىل جاظب حار التّ ّ‬ ‫ّ‬
‫الشركة واملّامهي يف آن واحد‪ ،‬ومل ال الغري من األضرار النّامجة‬
‫الضمان يكفل محاية متكاملة لصاحل ّ‬‫يف أسهم ّ‬
‫عن أخطاء التّّيري‪.‬‬

‫حريّة املّاهم‬
‫إىل جاظب القيود القاظوظيّة املذكورة يف الفقرات املتق ّدمة هناك قيود اتّفاقيّة قد ترد على ّ‬
‫حرة يف أن تضع ما تشاء من القيود شريطة ّأال تصل‬
‫الشركة‪ ،‬فاألصل ّأنا ّ‬
‫يف تداول أسهمه تّتم ّد من ظاا ّ‬
‫حريّة املّاهم يف تداول أسهمه بشكل مطلق لتعلّق ذلك ابلنّاا العا ّ‪.‬‬
‫إىل ح ّد تقييد ّ‬
‫ومن بي القيود االتّفاقيّة الّيت درج العمل على األخذ هبا يف القواظي األساسيّة لشركات املّامهة شر‬
‫األفضليّة وشر االسرتداد وشر املوافقة وغريهم‪ ،‬على أ ّن هذه القيود ختتلف من تشريع آلخر ومن شركة‬
‫حّت اآلراء الفقهيّة واالجتهادات‬
‫ألخرى‪ ،‬وال يقتصر االختالف عند هذا احل ّد‪ ،‬بل يتع ّدى ذلك ليشمل ّ‬

‫‪10‬‬
‫‪ 0202‬مقــدّم ــة‬

‫القضائيّة الّيت تباينت مواقفها وتضاربت حيال هذه املّألة بي من جييزها وبي من حيارها‪ّ ،‬إال أ ّن الّذين‬
‫الشرو ‪.‬‬
‫الضواب و ّ‬
‫أجازوها أحاطوها جبملة من ّ‬
‫حّت بعد‬
‫القضائي ّ‬
‫ّ‬ ‫الفقهي و‬
‫ّ‬ ‫حمل جدل كبري على املّتويي‬ ‫ومع ذلك ظلّت بعض هذه القيود ّ‬
‫الرايدة من‬
‫تكريّها مبوجب ظصوص قاظوظيّة صرحية‪ ،‬وخري مثال على ذلك شر املوافقة الّذي أضحى حيتل ّ‬
‫خاصة مع طبيعة‬
‫يفّر ذلك هو ظاامه القاظونّ املتميّز الّذي يتعارض بصفة ّ‬
‫حي اجلدل املثار بشأظه‪ ،‬وما ّ‬
‫بعض أظواع شركات املّامهة‪،‬كشركات املّامهة ذات االكتتاب العا ّ‪ ،‬وشركات املّامهة املقيّدة يف بورصة القيم‬
‫لعل هذا ما دفعنا الختياره موضوعا لدراستنا املوسومة بشر املوافقة يف شركة املّامهة‪.‬‬
‫املنقولة‪ّ ،‬‬
‫خاصة هبا‪،‬كضمان‬
‫هذه األخرية غالبا ما تلجأ إىل إدراج شر املوافقة يف قواظينها األساسيّة العتبارات ّ‬
‫االجتاهات‬
‫عد اظتقال ملكيّة األسهم إىل أشخاص يقتضي ظشاطها استبعادهم منها‪ ،‬كاألجاظب أو ذوي ّ‬
‫سياسي خمتلف‪ ،‬أو‬
‫ّ‬ ‫الشركة مّت كاظت هذه األخرية قائمة على جريدة ذات لون‬
‫لتوجهات ّ‬
‫الّياسيّة املعادية ّ‬
‫ّ‬
‫مؤسّي يعرف بعضهم بعضا‪ ،‬ويرغبون يف منع دخول أشخاص ال حياون بثقتهم يف‬
‫الشركة من ّ‬
‫عندما تتكون ّ‬
‫املؤسّون القائمي ابإلدارة ويرغبون يف منع عزل هؤالء عن طريق اللّجوء للجمعيّات‬
‫الشركة‪ ،‬أو عندما خيتار ّ‬
‫ّ‬
‫كل ذلك راجع لألمهّيّة االقتصاديّة‬
‫لعل ّ‬
‫الشركة‪ ،‬و ّ‬
‫العامة هبدف حتقيق االستقرار داخل اهليئات املؤهلة إلدارة ّ‬
‫ّ‬
‫الّياسيّة‪،‬‬
‫وابألخص االجتماعيّة و ّ‬
‫ّ‬ ‫الّيت حتتلّها شركات املّامهة الّيت تؤثر بشكل كبري على مجيع ظواحي احلياة‪،‬‬
‫الشركات يرتكز يف جوهره على استقطاب األموال واإلمكاظيات البشريّة‬
‫على أساس أ ّن تكوين هذا النّوع من ّ‬
‫لعل هذا ما‬
‫القومي لل ّدولة‪ ،‬و ّ‬
‫ّ‬ ‫والفنيّة اهلائلة‪ ،‬واستثمارها يف جمال االقتصاد الّذي يدخل ضمن ظطاق األمن‬
‫يفّر رب بعض ال ّدول املتق ّدمة لرباجمها االقتصاديّة وسياساهتا بنشا شركات املّامهة الّيت تلعب رؤوس‬‫ّ‬
‫اقتصادايهتا‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وتقوي‬
‫تعزز ّ‬
‫أمواهلا دورا اليّتهان به يف تنفيذ املخططات التّنمويّة واإلصالحيّة الّيت ّ‬
‫ّأما عن أمهّيّة موضوع شر املوافقة يف شركة املّامهة فتكمن يف الوقوف على حقيقة ظاامه القاظونّ‪،‬‬
‫ومدى استجابته ملتطلّبات املرحلة من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى مراعاته للمبادئ الّيت تقو عليها شركة املّامهة‬
‫حريّة تداول األسهم‪ ،‬فضال عن أمهّيّته االقتصاديّة اليت تتجلّى يف أظّه يزيل اهلواجس واملخاوف‬
‫وابألخص مبدأ ّ‬
‫ّ‬
‫الشر يف قواظينها‬
‫ظل وجود هذا ّ‬ ‫الشركات يف ّ‬ ‫الراغبي يف االظضما إىل هذا النّوع من ّ‬‫لدى املّتثمرين ّ‬
‫يعزز وحي ّفز على استقطاب أكرب قدر ممكن من رؤوس األموال‪ ،‬وطنيّة كاظت أ أجنبيّة‪ ،‬زد على‬
‫األساسيّة‪ ،‬ممّا ّ‬
‫لكل طرف مبا فيها املركز‬
‫وضح بشكل دقيق املراكز القاظوظية ّ‬ ‫ما تق ّد تتجلّى أمهّيّته من النّاحية القاظوظيّة يف أظّه ي ّ‬
‫القاظونّ للمّاهم احمليل واحملال إليه خالل م ّدة االظتاار‪،‬كما تاهر أمهّيّته من النّاحية املاليّة ملا توافق ّ‬
‫الشركة‬
‫خاصة‪ ،‬وعلى‬
‫الضرائب بصفة ّ‬
‫على مشروع إحالة األسهم املعروض عليها‪ ،‬ممّا يعود ابلفائدة على مصاحل ّ‬

‫‪11‬‬
‫‪ 0202‬مقــدّم ــة‬

‫الرسو اجلبائيّة املفروضة على‬


‫مال انتج عن حتصيل ّ‬
‫يزودها مبورد ّ‬
‫عامة‪ ،‬ومنا ذلك أظّه ّ‬
‫اخلزينة العموميّة بصفة ّ‬
‫عمليّة إحالة األسهم‪.‬‬

‫الصورة احلقيقيّة‬
‫وال تقتصر أمهّيّة هذا املوضوع عند هذا احل ّد‪ ،‬بل تتجاوز ذلك لتشمل إضفاء ّ‬
‫ظل وجود شر املوافقة يف‬
‫صرفات الواردة على األسهم يف شركات املّامهة يف ّ‬
‫والقاظوظيّة ابل ّدرجة األوىل عن التّ ّ‬
‫الشركات يف التّنمية االقتصاديّة‪ ،‬وال ّدور الّذي تلعبه يف‬
‫األساسي ظارا ملّامهة وفعالية هذا النّوع من ّ‬
‫ّ‬ ‫قاظونا‬
‫الرقي‪ ،‬وعلى أية حال‪ ،‬فأمهّيّة هذا املوضوع وقيمته‬ ‫الوطن‪ ،‬ويف ال ّدفع ابجملتمع إىل التّق ّد و ّ‬
‫ّ‬ ‫النّهوض ابالقتصاد‬
‫مفصلة‪ ،‬وتقدميه يف إطار قاظونّ يتّّم‬
‫الشر دراسة حتليليّة ّ‬
‫العلميّة ال تتح ّقق ّإال إذا قمنا بدراسة وحتليل هذا ّ‬
‫ائري منه‪ ،‬ومعرفة مدى اظّجا ذلك مع‬ ‫بدرجة عالية من ال ّدقّة‪ ،‬والوقوف على حقيقة موقف ّ‬
‫املشرع اجلز ّ‬
‫الشركات‪.‬‬
‫حوالت الّيت يشهدمها هذا النّوع من ّ‬
‫غريات والتّ ّ‬
‫التّ ّ‬
‫إىل جاظب ذلك‪ ،‬فدراستنا هلذا املوضوع هتدف إىل تشخيص والوقوف على حقيقة شر املوافقة يف‬
‫حريّة املّاهم يف تداول أسهمه‪ ،‬وذلك ال ّ‬
‫يتّن ّإال إذا خضنا‬ ‫فاقي يرد على ّ‬
‫أهم قيد اتّ ّ‬
‫شركة املّامهة ابعتباره ّ‬
‫الشر‬
‫يف أعماقه الكتشاف أسراره وللوقوف على حقائقه‪ ،‬وملعرفة مواطن التّداخل واالختالف بي هذا ّ‬
‫الشر من‬
‫الشرو املشاهبة له إن وجدت‪ ،‬فضال عن معرفة والوقوف على حقيقة ال ّدور الّذي يلعبه هذا ّ‬
‫و ّ‬
‫املال‪،‬‬
‫الشركات الّيت تقو أساسا على االعتبار ّ‬
‫خصي على هذا النّوع من ّ‬
‫الش ّ‬
‫عدمه يف إضفاء ظوع من االعتبار ّ‬
‫الشر ‪.‬‬
‫خصي منها الّيت قد تّود بّبب هذا ّ‬
‫الش ّ‬
‫والّيت يفرتض فيها أن تّتبعد فكرة االعتبار ّ‬
‫الّلبيّة والتّداعيات الّيت ترتتب عن إحالة‬
‫كذلك هتدف هذه ال ّدراسة إىل جتنّب وتفادي االظعكاسات ّ‬
‫أحد املّامهي ألسهمه أو بعضها إىل الغري مبا خيالف أحكا شر املوافقة املنصوص عليه مّبقا يف القاظون‬
‫الشركة ومبصاحل بقيّة املّامهي يف آن‬
‫متس ابل ّدرجة األوىل مبصاحل ّ‬
‫لشركة‪ ،‬والّيت تعترب خطوة خطرية ّ‬
‫األساسي ل ّ‬
‫ّ‬
‫الشر ومتطلّبات تفعيله‬
‫كل املّامهي والقائمي ابإلدارة خبصوص هذا ّ‬ ‫ابلضرورة توعية ّ‬
‫واحد‪ ،‬ممّا يّتوجب ّ‬
‫على النّحو الّذي يقضي به القاظون‪ ،‬فضال عن سعي هذه ال ّدراسة لتوظيف شر املوافقة يف شركة املّامهة يف‬
‫املوحد بي األطراف الفاعلة يف‬
‫تنايمي حمكم يتّّم بدرجة عالية من ال ّدقّة الّيت تؤمن التّنّيق والفهم ّ‬
‫ّ‬ ‫إطار‬
‫الشركة‪.‬‬
‫ّ‬
‫معمق عن مدى‬
‫حري بشكل ّ‬
‫والتّ ّ‬ ‫عموما ميكن القول أ ّن اهلدف من هذه ال ّدراسة يكمن يف البح‬
‫ائري يف ضمان مصاحل األطراف‬
‫جاري اجلز ّ‬
‫تضمنها القاظون التّ ّ‬
‫الشر الّيت ّ‬
‫قدرة القواعد القاظوظيّة املناّمة هلذا ّ‬
‫الشركة ومصاحل بقيّة املّامهي من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى ضمان مصاحل‬
‫الشركة‪ ،‬ضمان مصاحل ّ‬
‫الفاعلة يف ّ‬

‫‪12‬‬
‫‪ 0202‬مقــدّم ــة‬

‫عّف‬
‫املّاهم احمليل مبا حي ّقق التّوازن وفق ما تقتضيه قواعد العدل واإلظصاف‪ ،‬ومبا يضمن جتنّب الوقوع يف التّ ّ‬
‫الشركات‪ ،‬فضال عن ذلك فهذه‬
‫الّذي قد ينجم عن عمليّات تداول األسهم الّيت حتدث داخل هذا النّوع من ّ‬
‫الشركة ملشروع اإلحالة‪،‬‬
‫أهم اآلاثر القاظوظيّة الّيت قد ترتتب عن رفض ّ‬
‫ال ّدراسة هتدف إىل تبيان والوقوف على ّ‬
‫الالز ببعض املّائل اجلزئيّة الّيت حتتاج إىل حتليل‬
‫يتّن ّإال إذا قمنا بتوفري االهتما ّ‬
‫وذلك ال يتح ّقق وال ّ‬
‫الرتكيز على مواضع النّقص‪ ،‬وحماولة توضيح ما‬ ‫لكل جزئيّة من جزئيّات هذا املوضوع مع ّ‬‫مبّ ‪ ،‬وتفصيل ّ‬
‫ّ‬
‫الشر يف القواظي األساسيّة هلذا النّوع‬
‫املرجوة من إدراج هذا ّ‬
‫املشرع تداركه مبا يضمن حتقيق الغاية ّ‬
‫جيب على ّ‬
‫الشركات‪.‬‬
‫من ّ‬
‫املربرات الّيت دفعتنا الختيار هذا املوضوع‪ ،‬فتعود ابل ّدرجة األوىل ملطابقته وارتباطه‬
‫ّأما عن األسباب و ّ‬
‫خاص يف ظقص وقلّة ال ّدراسات‬ ‫ّ‬ ‫املوضوعي فيتمثّل بشكل‬
‫ّ‬ ‫ختصصنا كدافع ذاتّ‪ّ ،‬أما عن ال ّدافع‬
‫مبجال ّ‬
‫ظل األمر‪ 73-57‬أو يف‬
‫ائري إن مل ظقل اظعدامها‪ ،‬سواء يف ّ‬
‫ظل التّشريع اجلز ّ‬
‫املتخصصة يف هذا املوضوع يف ّ‬
‫ّ‬
‫وموزعة على‬
‫متفرقة ّ‬
‫حّت وإن كاظت هناك دراسات سابقة ّإال ّأنا جاءت ّ‬ ‫يعي ‪ ،33-30‬بل ّ‬ ‫ظل املرسو التّشر ّ‬
‫ّ‬
‫بعض املطالب والفروع ال ترقى العتبارها دراسة مّتقلّة بذاهتا ومتكاملة‪ ،‬حي ّأنا يف جمملها عاجلت جواظب‬
‫ومّتقل‪.‬‬
‫ّ‬ ‫معيّنة تع ّد جزئيّات من هذا املوضوع من دون اإلملا بكافة جواظبه بشكل واضح‬

‫فضال عن ذلك قد وقع اختياران على موضوع شر املوافقة يف شركة املّامهة ألسباب أخرى‪ ،‬منها‬
‫الشر حتديدا دقيقا‪ ،‬وتصنيفه ضمن اخلاظة الّيت تليق به ذلك أ ّن بعض‬ ‫أظّنا ارأتينا حتديد مفهو هذا ّ‬
‫التّشريعات املقارظة ختل يف تصنيفه‪ ،‬إذ تضعه ضمن خاظة القيود القاظوظيّة بدل االتّفاقيّة الّيت ترد على مبدأ‬
‫استقر‬
‫الشر وفق ما ّ‬ ‫حريّة املّاهم يف تداول أسهمه كأصل عا ّ‪،‬كما أردان توضيح وتبيان النّاا القاظونّ هلذا ّ‬
‫ّ‬
‫الضوء‬
‫املصري وببعض التّشريعات املقارظة األخرى‪ ،‬مع تّليطنا ّ‬
‫ظّي و ّ‬‫ائري مقارظة بنارييّه الفر ّ‬
‫املشرع اجلز ّ‬
‫عليه ّ‬
‫الشرو واإلجراءات الواجب توافرها لتفعيله على النّحو الّذي يقضي به القاظون‪ ،‬هبدف جتنّب املمارسات‬
‫على ّ‬
‫الشركة ومبصلحة ابقي املّامهي يف آن واحد‪ ،‬ومل ال مبصلحة‬
‫متس بشكل مباشر مبصلحة ّ‬ ‫اخلاطئة له الّيت قد ّ‬
‫الشر من‬
‫حقيقي وقاظونّ عن هذا ّ‬
‫ّ‬ ‫تصور‬
‫إليه‪،‬كل ذلك على أمل أن ظنجح يف إضفاء ّ‬ ‫ّ‬ ‫املّاهم احمليل واحملال‬
‫حريّة املّاهم يف تداول أسهمه كأصل عا ّ الّيت جرى‬
‫مناور أظّه ميثّل أحد القيود االتّفاقيّة الّيت ترد على مبدأ ّ‬
‫العمل على األخذ هبا يف القواظي األساسيّة لشركات املّامهة‪.‬‬

‫متخصصة تناولت هذا املوضوع بشكل‬


‫ّ‬ ‫الصدد إىل أظّه ال توجد دراسات سابقة‬
‫وجتدر اإلشارة يف هذا ّ‬
‫مّتقل ابستثناء ثالث أوراق حبثيّة الترقى ملصاف وملنزلة دراسات كما هو معلو ‪ ،‬منها مقال لألستاذة محيدة‬
‫ّ‬
‫املؤسّة والتّجارة‪ ،‬جامعة‬
‫اندية‪ ،‬موسو بشر املوافقة إلحالة األسهم يف شركة املّامهة‪ ،‬منشور يف جملة ّ‬

‫‪13‬‬
‫‪ 0202‬مقــدّم ــة‬

‫الصادر يف العدد‪ 10‬لّنة‪ ، 0319‬ومقال لألستاذ فتاحي حممد‪ ،‬موسو بشر‬ ‫وهران‪ 0‬حممد بن أمحد‪ّ ،‬‬
‫ائري‪ ،‬منشور يف جملة احلقيقة للعلو‬ ‫املوافقة كقيد حي ّد من ّ‬
‫حريّة املّاهم يف تداول أسهمه يف القاظون اجلز ّ‬
‫‪،‬الصادر بتاريخ‪، 0310/33/03‬ومقال‬
‫اإلظّاظيّة واالجتماعيّة‪ ،‬جامعة أمحد دراية‪،‬أدرار‪،‬ابجمللد‪،10‬العدد‪ّ 03‬‬
‫لألستاذة ظواصرية الزهراء‪ ،‬موسو بشر اعتماد املتنازل له عند التّنازل عن األسهم‪ ،‬منشور مبجلة التّواصل يف‬
‫‪،‬الصادر‬
‫عنابة‪،‬ابجمللد‪،13‬العدد‪ّ 30‬‬ ‫خمتار‬ ‫ابجي‬ ‫جامعة‬
‫اإلظّاظيّة واالجتماعيّة‪،‬‬ ‫العلو‬
‫بتاريخ‪ ، 0310/39/03‬وعلى العمو ميكن القول أ ّن هذه األوراق البحثيّة ما هي ّإال جزئيّات من‬
‫موضوعنا‪ ،‬فضال عن ذلك ميكن القول أ ّن دراستنا هلذا املوضوع ال ختلو كأي دراسة أخرى من بعض‬
‫املتخصصة‪ ،‬وعليه‬
‫ّ‬ ‫الّابقة‬
‫الصعوابت والعقبات‪،‬كاظعدا االجتهادات القضائيّة اجلزائريّة واظعدا ال ّدراسات ّ‬
‫ّ‬
‫ميكن القول أ ّن موضوعنا هذا هو من املوضوعات الّيت ظعتقد من وجهة ظاران أ ّنا مل تّتوف ح ّقها من‬
‫ال ّدراسة‪.‬‬

‫على ضوء ما تق ّد ميكن القول أ ّن موضوع شر املوافقة يف شركة املّامهة أضحى يف اآلوظة األخرية‬
‫ظل االظتشار الواسع لألسواق املاليّة العامليّة واإلقليميّة بل‬
‫خاصة يف ّ‬
‫أهم املواضيع القاظوظيّة إاثرة للجدل ّ‬
‫أحد ّ‬
‫ائري إىل إعادة تنايم‬
‫ظل حاجة التّشريع اجلز ّ‬
‫وحّت احملليّة الّيت استقطبت إليها العديد من شركات املّامهة‪ ،‬ويف ّ‬
‫ّ‬
‫املرجوة من إدراجه‪ ،‬ذلك أ ّن دراسة هذا املوضوع من شأنا أن تّاعد على ظشر‬
‫الشر مبا حي ّقق الغاية ّ‬ ‫هذا ّ‬
‫الثّقافة القاظوظيّة والوعي ابملّؤوليّة لدى القائمي ابإلدارة‪ ،‬ومل ال لدى املّامهي أظفّهم‪ ،‬فضال على أ ّن‬
‫ائري حاله حال ابقي التّشريعات املقارظة األخرى مل خيلو من بعض النّقائص والثّغرات القاظوظيّة الّيت‬
‫التّشريع اجلز ّ‬
‫الشر سنقد على عرضها‪ ،‬ومعاجلتها من خالل هذه ال ّدراسة الّيت تتمحور‬ ‫تضمنتها النّصوص املناّمة هلذا ّ‬
‫ّ‬
‫لشركة من عدمها على إحالة أسهمها إىل‬ ‫الرقابة لصاحل ا ّ‬
‫تتضمن إمكاظيّة فرض ظوع من ّ‬
‫حول إشكاليّة رئيّيّة ّ‬
‫األساسي‪ ،‬أي بعبارة أخرى‪ ،‬هلّيضمنّالنّظامّالقانونّّ‬
‫ّ‬ ‫الغري مبوجب شر املوافقة املدرج مّبقا يف قاظونا‬
‫لشرطّاملوافقةّرقابةّلشركةّاملسامهةّعلىّإحالةّأسهمّمنّأسهمهاّإىلّالغري؟‬

‫وتتفرع عن هذه اإلشكاليّة مجلة من التّّاؤالت ميكن عرضها على النّحو اآلت‪:‬‬
‫هذا ّ‬
‫‪ -‬ما مفهو شر املوافقة يف شركة املّامهة؟ وكيف ميكن متييزه عن ابقي القيود االتّفاقيّة األخرى؟وما‬
‫الشرو الواجب توافرها لتفعيله على النّحو الّذي‬ ‫لصحته؟وما هي ّ‬ ‫الضماانت الواجب توافرها ّ‬
‫هي ّ‬
‫الصيغة النّهائيّة على مشروع اإلحالة؟ وما مدى‬‫الالزمة إلضفاء ّ‬
‫يقضي به القاظون؟وما هي اإلجراءات ّ‬
‫الرّد على طلب القبول املق ّد هلا؟‬
‫الشركة يف ّ‬
‫سلطة ّ‬

‫‪14‬‬
‫‪ 0202‬مقــدّم ــة‬

‫الشركة ملشروع اإلحالة املعروض عليها للموافقة؟‬


‫‪ -‬وما هي اآلاثر القاظوظيّة املرتتبة عن رفض ّ‬
‫للشركة لفرض ظوع من احلماية اخلارجية ض ّد‬
‫‪ -‬وهل ميكن اعتبار شر املوافقة آليّة قاظوظيّة متاحة ّ‬
‫الشخص احملال إليه واختياره عند‬
‫حق االعرتاض على ّ‬
‫خيوهلا ّ‬
‫األشخاص غري املرغوب فيهم؟ وهل ّ‬
‫يؤدي إىل إضفاء ظوع‬
‫إحالة أسهم من أسهمها إليه؟وهل تفعيله على النّحو الّذي يقضي به القاظون ّ‬
‫املال كأصل عا ّ؟‬
‫الشركات الّيت تقو أساسا على االعتبار ّ‬
‫خصي على هذا النّوع من ّ‬
‫الش ّ‬‫من االعتبار ّ‬
‫ائري لشر املوافقة يف شركة املّامهة يتماشى مع األحكا والقواعد اليت تناّم‬ ‫‪ -‬وهل تكريس ّ‬
‫املشرع اجلز ّ‬
‫تداول األسهم داخل بورصة القيم املنقولة يف اجلزائر؟‬

‫والستيعاب املوضوع واإلحاطة أببعاده املختلفة‪ ،‬وبيان كافة جواظبه اعتمدان منذ الوهلة األوىل على‬
‫املتخصصة‪ ،‬وبعض املراجع األجنبيّة الّيت تناولت‬
‫العامة و ّ‬
‫مجع املعلومات من النّصوص القاظوظيّة وبعض املراجع ّ‬
‫مبّطا يرتكز يف جوهره على معاجلة بعض النّصوص وعرض‬
‫هذا املوضوع مّتخدمي يف ذلك أسلواب حتليليًّا ّ‬
‫خاصة عند‬
‫بعض األحكا القاظوظيّة املتعلّقة هبذا املوضوع‪،‬كذلك دفعتنا احلاجة لالعتماد على املنهج املقارن ّ‬
‫املصري‬
‫ظّي و ّ‬ ‫املشرع اجلزائر ّ‬
‫ي من شر املوافقة مقارظة ابلتّشريعات األخرى كالتّشريع الفر ّ‬ ‫البح عن موقف ّ‬
‫الشر وتنايمه مبوجب‬ ‫الرائدة يف تكريس هذا ّ‬
‫املغريب وغريهم‪...‬اخل‪ ،‬ومل ال عند االطالع على جتارب ال ّدول ّ‬
‫و ّ‬
‫ائري هلا واالستفادة منها‪ ،‬وعلى العمو ميكن القول أ ّن قلّة‬
‫املشرع اجلز ّ‬
‫ظصوص قاظوظيّة صرحية‪ ،‬ومدى مواكبة ّ‬
‫املتخصصة يف هذا املوضوع ظارا حلداثته إن مل ظقل اظعدامها مل متنعنا من حماولة‬
‫ّ‬ ‫البحوث القاظوظيّة واملقاالت‬
‫اإلملا هبذا املوضوع وعرضه وفق طريقة علميّة ومنهجيّة‪.‬‬

‫معمق‪ ،‬وبغية‬
‫املتفرعة عنها بشكل ّ‬
‫خيص اإلجابة على هذه اإلشكاليّة‪ ،‬ومل ال على التّّاؤالت ّ‬
‫ّأما فيما ّ‬
‫املرجوة منها ولعرض كافة األفكار املتعلّقة هبا‪ ،‬فقد ارأتينا تقّيم هذه ال ّدراسة‬
‫الوصول هبذه ال ّدراسة لألهداف ّ‬
‫قّمناه‬
‫اري لشر املوافقة يف شركة املّامهة الّذي ّ‬ ‫املفاهيمي والنّ ّ‬
‫ّ‬ ‫األول للتّأصيل‬
‫تطرقنا يف الباب ّ‬
‫إىل اببي‪ّ ،‬‬
‫حريّة‬
‫األول لشر املوافقة ابعتباره أحد القيود االتّفاقيّة الّيت ترد على مبدأ ّ‬
‫تطرقنا يف الفصل ّ‬
‫بدوره إىل فصلي‪ّ ،‬‬
‫خصصنا‬‫خصصناه لضواب شر املوافقة يف شركة املّامهة‪ ،‬يف حي ّ‬ ‫تداول األسهم‪ّ ،‬أما الفصل الثّان فقد ّ‬
‫قّمناه إىل فصلي‬
‫نايمي لشر املوافقة يف شركة املّامهة الّذي ّ‬
‫الباب الثّان من هذه ال ّدراسة لإلطار التّ ّ‬
‫خصصنا الفصل‬
‫األول ملتطلّبات تفعيل شر املوافقة يف شركة املّامهة‪ ،‬يف حي ّ‬
‫تطرقنا يف الفصل ّ‬‫كذلك‪ّ ،‬‬
‫الرّد على طلب املوافقة أو ما يطلق على تّميته بطلب االعتماد‪ ،‬وختمنا ال ّدراسة‬ ‫الشركة يف ّ‬ ‫الثّان لّلطة ّ‬
‫أبنا تّاهم يف تفعيل‬‫املتوصل إليها‪،‬كما ارأتينا فيها تقدمي مقرتحاتنا الّيت رأينا ّ‬
‫ّ‬ ‫أهم النّتائج‬
‫خبامتة أوجزان فيها ّ‬
‫الصحيح‪ ،‬ووفق ما يقتضيه القاظون‪.‬‬
‫وتطبيق شر املوافقة يف شركة املّامهة على النّحو ّ‬

‫‪15‬‬
‫ة‬ ‫رط الموافق ة ف ي شرك ة المساهم‬ ‫‪ 0202‬الباب األول ‪:‬الت أصي ل المف اهيم ي والنظ ري لش‬

‫الباب األول‬
‫التأصيل املفاهيمي والنظري لشرط املوافقة يف‬
‫شركة املسامهة‬

‫‪16‬‬
‫ة‬ ‫رط الموافق ة ف ي شرك ة المساهم‬ ‫‪ 0202‬الباب األول ‪:‬الت أصي ل المف اهيم ي والنظ ري لش‬

‫الشروط على‬ ‫ِّ‬


‫بداية من األهميمة مبكان أن نشري إىل أ من سوق القيم املنقولة يف اجلزائر قد فرض مجلة من م‬
‫تداول األسهم املدرجة فيه‪ ،‬ميكن حصرها يف ثالثة شروط تناولتها بشكل واضح النمصوص املنظممة لعمليمات‬
‫السوق‪ ،‬أال وهي التزام اإلخطار ابلتمداول‪ ،‬وضرورة التمداول داخل البورصة‪ ،‬وأن يكون‬
‫تداول األسهم يف هذا م‬
‫الشروط ميكن اعتبارها من مستحداثت العصر‬
‫كل هذه م‬
‫خصيصا لذلك‪ ،‬م‬
‫التمداول عن طريق وسطاء معتمدين م‬
‫للشركة وجلميع املتعاملني داخل‬
‫العامة م‬
‫الضوابط لتحقيق املصلحة م‬
‫احلايل المذي يستلزم ضرورة وجود مثل هذه م‬
‫السوق ‪.‬‬
‫هذا م‬
‫عامة‪ ،‬سواء‬ ‫إىل جانب ذلك هناك قيود قد ترد على ِّ‬
‫حريمة تداول األسهم يف شركة املساهة بصفة م‬
‫م‬
‫الشركة غري‬
‫الشركة مقيمدة يف البورصة أو غري مقيمدة فيها‪ ،‬منها ما هو قانونم‪ ،‬كحظر تداول أسهم م‬
‫كانت م‬
‫الضمان‪ 3‬وغريها‪..‬اخل‪،‬‬
‫صرف يف أسهم م‬
‫جاري ‪ ،‬وحظر تداول الوعود ابألسهم ‪ ،‬وحظر التم م‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫جل التم م‬
‫الس م‬
‫املقيمدة يف م‬

‫جاري‪.‬‬
‫مكرر‪ 71‬من القانون التم م‬
‫املادة‪ 517‬م‬‫نص م‬‫جاري مبوجب الفقرة األوىل من م‬ ‫جل التم م‬
‫لس م‬
‫الشركة غري املقيمدة اب م‬‫ائري تداول أسهم م‬
‫املشرع اجلز م‬
‫حظر م‬
‫‪1‬‬

‫ائري‪.‬‬
‫جاري اجلز م‬
‫مكرر‪ 71‬من القانون التم م‬‫املادة‪ 517‬م‬
‫نص م‬‫ائري تداول الوعود ابألسهم يف شركات املساهة مبوجب الفقرة الثمالثة من م‬ ‫املشرع اجلز م‬
‫حظر م‬
‫‪2‬‬

‫حريمة تداول األسهم‪ ،‬غري أ من هذا احلظر‬


‫‪ -‬وللتمذكري يع مد حظر تداول الوعود ابألسهم يف شركة املساهة من بني القيود القانونيمة الميت ترد على مبدأ م‬
‫نص عليها القانون كما ورد يف‬‫مؤقت قد يزول مبرور م مدة زمنيمة حم مددة قانوان كما جاء يف بعض التمشريعات املقارنة‪ ،‬وقد يزول بتوافر شروط معيمنة م‬
‫ائري وبعض التمشريعات األخرى‪.‬‬ ‫التمشريع اجلز م‬
‫ختول هذه‬ ‫الشركة‪،‬حبيث م‬
‫الشهادات أو البطاقات للمكتتبني بعد االنتهاء من عمليمة االكتتاب وأثناء مرحلة أتسيس م‬ ‫الشركة هذه م‬ ‫‪ -‬على أن متنح م‬
‫‪،‬لعل هذا‬
‫مدة زمنيمة معتربة إلصدارها قد متتد إىل ما بعد مرحلة التمأسيس م‬ ‫احلق يف تسلمم األسهم األصليمة الميت تستغرق وتتطلمب م‬
‫الشهادات للمكتتبني م‬ ‫م‬
‫الشركة‬
‫الشهادات‪ ،‬وعلى العموم ميكن القول أ من الوعود ابألسهم هي عبارة عن صكوك مؤقتة متنحها م‬ ‫الشركة إىل هذا النموع من م‬ ‫يفسر جلوء م‬ ‫ما م‬
‫للمساهني لقاء عدد األسهم الميت اكتتبوا هبا إىل غاية متكينهم من استبداهلا ابألسهم األصليمة بعد االنتهاء من إجراءات التمأسيس‪ ،‬واإلجراءات الميت‬
‫تصاحب وتعقب عمليمة إصدار األسهم النمهائيمة‪.‬‬
‫الضمان املتعلمقة‬
‫صرف يف أسهم م‬ ‫تبني لنا أ من مِّ‬
‫ائري قد حظر التم م‬
‫املشرع اجلز م‬ ‫ائري م‬
‫جاري اجلز م‬
‫املادة ‪ 611‬من القانون التم م‬ ‫نص م‬ ‫ابستقراء الفقرة الثمانية من م‬
‫‪3‬‬

‫جاري‬
‫املادة ‪ 671‬من القانون التم م‬ ‫نصت عليه م‬ ‫الضمان املتعلمقة أبعضاء جملس املراقبة م‬
‫صرف يف أسهم م‬ ‫أبعضاء جملس اإلدارة‪ ،‬يف حني جند أن حظر التم م‬
‫الشروط احمل مددة يف املا مدة ‪ 611‬املذكورة أعاله‪،‬‬
‫اخلاصة بتسيريهم وفق م‬
‫الضماانت م‬ ‫ائري‪ ،‬والميت اشرتطت على أعضاء جملس املراقبة أن حيوزوا على م‬ ‫اجلز م‬
‫صرف طيلة م مدة العضويمة‪.‬‬
‫الضمان غري قابلة للتم م‬
‫هذه األخرية الميت أ مكدت على أ من أسهم م‬
‫‪ -‬وجتدر اإلشارة إىل أ من التمشريعات املقارنة قد اختلفت وتباينت مواقفها حيال مسألة حتديد نطاق مسؤوليمة عضو جملس اإلدارة أو عضو جملس‬
‫عام لضمان مجيع أعمال اإلدارة‪ ،‬أو األعمال الميت تدخل يف اختصاص جملس‬ ‫ختصص بوجه م‬ ‫الضمان م‬‫املراقبة حسب احلالة‪ ،‬منهم من رأى أن أسهم م‬
‫ائري وبعض التمشريعات العربيمة كالتمشريع‬ ‫استقر عليه مِّ‬
‫املشرع اجلز م‬ ‫الرأي المذي م‬‫املراقبة مبا فيها األخطاء الفرديمة الميت يرتكبها أحد األعضاء‪ ،‬وهو م‬
‫حبد ذاته‪ ،‬وال‬
‫ختصص لضمان أخطاء عضو جملس اإلدارة م‬ ‫الضمان م‬‫املغرب‪ ،‬وعلى النمقيض من ذلك رأى ماجتاه آخر أ من أسهم م‬
‫نسي و م‬‫املوريتانم والتمو م‬
‫عودي‪...‬اخل‬
‫الس م‬ ‫تشمل أخطاء كل أعضاء جملس اإلدارة‪ ،‬وهو ما تبناه مِّ‬
‫الكوييت و م‬
‫املصري و م‬
‫م‬ ‫املشرع‬ ‫م‬
‫الضمان وأرابحها‪ ،‬وعلى غريها من األسهم اململوكة لعضو‬ ‫الشركة التمنفيذ على أسهم م‬
‫‪ -‬وليس هذا فقط بل أجاز بعض الفقهاء للمساهني ولدائين م‬
‫جملس اإلدارة أو عضو جملس املراقبة حسب احلالة عند اقتضاء دين التمعويض بطريق احلجز والبيع لألسهم املذكورة‪ ،‬فإذا تزاحم املساهون وال مدائنون‬
‫الضمان املشرتك لكليهما مت تقسيم مثن األسهم املباعة فيما بينهم طبقا لقسمة الغرماء‪ ،‬ويف هذه احلالة تسقط عضويمته‬ ‫على تلك األسهم بصفتها م‬
‫الشركة‪.‬‬
‫سواء يف جملس اإلدارة أو يف جملس املراقبة‪ ،‬ويستبعد من م‬

‫‪17‬‬
‫ة‬ ‫رط الموافق ة ف ي شرك ة المساهم‬ ‫‪ 0202‬الباب األول ‪:‬الت أصي ل المف اهيم ي والنظ ري لش‬

‫للشركة‪،‬كشرط األفضليمة وشرط املوافقة وشرط االسرتداد‬


‫األساسي م‬
‫م‬ ‫يتضمنه القانون‬
‫فاقي قد م‬ ‫ومنها ماهو اتم م‬
‫الشركة أو ملصلحة بقيمة املساهني وغريهم‪ ،‬على أ من هذه القيود ختتلف من تشريع آلخر ومن‬
‫سواء ملصلحة م‬
‫حّت اآلراء الفقهيمة واالجتهادات‬
‫شركة ألخرى‪ ،‬وال يقتصر االختالف عند هذا احل مد‪ ،‬بل يتع مدى ذلك ليشمل م‬
‫القضائيمة الميت تباينت مواقفها وتضاربت حيال هذه املسألة بني من جييزها وبني من حيظرها‪ ،‬مإال أ من المذين‬
‫الشروط‪.‬‬
‫الضوابط و م‬
‫أجازوها أحاطوها جبملة من م‬
‫فضال ع مما تق مدم ميكن القول أ من طبيعة شركة املساهة تقتضي أن يتم تداول أسهمها بكل ِّ‬
‫حريمة ومن‬
‫م م‬ ‫م‬
‫كل شخص راغب يف استثمار جزء من أمواله يف أن يصبح مساها‬ ‫م‬
‫دون أي قيد أو شرط‪ ،‬ومن مثة يستطيع م‬
‫الشركة أن تضع ما تراه‬
‫حق م‬ ‫فيها عن طريق إحالة أحد مساهيها لبعض أسهمه أو كلمها إليه‪ ،‬غري أنمه من م‬
‫مناسبا من القيود االتمفاقيمة الميت تقيمد هذه احلمِّريمة العتبارات م‬
‫خاصة هبا‪ ،‬بشرط مأال تصل إىل ح مد حرمان املساهم‬
‫حق املساهم يف‬
‫احلرة واملطلقة هلا‪ ،‬ألن م‬
‫صرف يف أسهمه بشكل مطلق‪ ،‬أو تعلمق ذلك على اإلرادة م‬
‫احمليل من التم م‬
‫العام‪ ،‬كما أن‬ ‫التمصرف يف أسهمه بكل ِّ‬
‫حريمة من احلقوق األساسيمة الميت ال جيوز املساس هبا لتعلمقها ابلنمظام م‬
‫م م‬ ‫م‬
‫الشركات‬ ‫ِّ‬
‫حريمة تداول األسهم ابلطمرق التمجاريمة من اخلصائص اجلوهرية الميت متيمز شركة املساهة عن سائر أنواع م‬
‫م‬
‫األخرى‪.‬‬

‫السالفة ال مذكر مهما كان نوعها‪ ،‬سواء كانت قانونيمة أو اتمِّفاقيمة‪ ،‬ما هي مإال‬
‫وعلى العموم‪ ،‬فالقيود م‬
‫الضماانت‬
‫حريمة تداول األسهم يف شركة املساهة‪ ،‬لذا جيب أن حتاط بسياج من م‬ ‫استثناءات قد ترد على مبدأ ِّ‬
‫م‬
‫وجبملة من النمصوص القانونيمة اآلمرة الميت حتكمها وتنظممها على النمحو المذي يكفل عدم إهدار هذا املبدأ‬
‫وابألخص شرط املوافقة املثري للجدل نظرا خلصوصيمة نظامه القانونم‪ ،‬وطبيعته‬
‫م‬ ‫الشركات‪،‬‬
‫داخل هذا النموع من م‬
‫املتميمزة الميت قد تتعارض مع طبيعة بعض أنواع شركات املساهة‪ ،‬إىل جانب التمداعيات واالنعكاسات النمامجة‬
‫عامة‪ ،‬فضال على مأهنا قد جتعل‬
‫مبقومات شركة املساهة بصفة م‬
‫متس ابل مدرجة األوىل م‬
‫عن تفعيله الميت من شأهنا أن م‬
‫الشرط وفهمه فهما صحيحا‪ ،‬وذلك‬
‫املساهم احمليل حبيس أسهمه وأسريها‪ ،‬لذا جيب الوقوف على حقيقة هذا م‬
‫ظري له األمر المذي يستلزم منما كخطوة‬
‫املفاهيمي والنم م‬
‫م‬ ‫يتسن وال يتح مقق مإال إذا قمنا بتحديد وتبيان التمأصيل‬
‫ال م‬
‫أوىل التمعرض إليه من منظور أنمه ميثمل أحد القيود االتمِّفاقيمة الميت ترد على مبدأ ِّ‬
‫حريمة تداول األسهم يف شركة‬‫م‬ ‫م‬
‫وحّت تكتمل الغاية‬
‫األول‪ ،‬يف املقابل م‬‫تطرق إليه بنوع من التمحليل والتمفصيل يف الفصل م‬ ‫املساهة‪ ،‬وهذا ما سن م‬
‫الشرط داخل‬
‫لضوابط الواجب توافرها لتطبيق هذا م‬
‫خصصنا الفصل الثمان منه ل م‬
‫املرجوة من دراستنا هلذا الباب م‬
‫م‬
‫الشركات‪.‬‬
‫هذا النموع من م‬

‫‪18‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول‪/‬الفصل األول‪:‬شرط الموافقة من القيود االتف اقية التي ترد على حرية تداول األسهم‬

‫الفصل األول‬

‫شرط املوافقة من القيود االتفاقية اليت ترد على مبدأ حرية تداول األسهم‬
‫حرية تداول‪ 1‬األسهم يف شركات املساهة هي م‬
‫اخلاصية األساسية‬ ‫من م‬
‫األهية مبكان أن نشري إىل أن م‬
‫واجلوهرية يف هذا النوع من الشركات اليت تضمن هلا االستقرار واالستمرار‪ ،‬وتعزز أداءها يف جذب وتوظيف‬
‫رؤوس األموال الضخمة‪ ،‬وطنية كانت أم أجنبية‪ ،‬لذا حرصت العديد من التشريعات على وضع القوانني اليت‬
‫تنظم هذا النوع من الشركات وفق التوجه العاملي اجلديد القائم على خلق مناخ مالئم لالستثمار القادر على‬
‫استقطاب رؤوس األموال الضخمة من خمتلف أحناء العامل‪.‬‬

‫تداول السهم معناه انتقال ملكيته ابلطرق التجارية اليت تتميز ابلسرعة والسهولة دون ما احلاجة إىل اتباع طرق احلوالة املدنية اليت تتميز‬ ‫‪1‬‬

‫ابإلجراءات املعقدة‪ ،‬فينتقل السهم بطريق التسليم أي احليازة إذا كان للحامل ( األسهم اليت ال يذكر فيها اسم املساهم )‪ ،‬أو عن طريق القيد يف‬
‫سجل الشركة إذا كان امسيًّا ( األسهم اليت يذكر فيها اسم مالكها)‪ ،‬وهذا ما أكدته املادة ‪ 517‬مكرر ‪ 83‬من القانون التجاري اجلزائري‪ ،‬واملاداتن‬
‫‪ 17‬و‪ 11‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 883-57‬املؤرخ يف ‪ 38‬ديسمرب ‪1557‬م املتضمن تطبيق أحكام القانون التجاري املتعلقة بشركات املساهة‬
‫والتجمعات‪ ،‬اللتان تطرقتا إىل البياانت اليت جيب أن تتضمنها السجالت املتعلقة بعمليات حتويل األسهم وانتقاهلا‪ ،‬وإىل الكيفية اليت على أساسها‬
‫يتم ترتيبها زمنيًّا‪.‬‬
‫‪ -‬فمىت مت تداول األسهم االمسية )‪ (Les actions nominatives‬ابلكيفية املنصوص عليها أعاله اعترب احملال إليه مساها يف الشركة‪،‬‬
‫وهو ما يعين بطبيعة احلال أن له كل احلقوق اليت ختوهلا له األسهم حمل اإلحالة‪ ،‬أما إذا مت إحالة هذه األسهم من دون قيد هذه العملية يف سجل‬
‫الشركة املعد خصيصا هلذا الغرض اعتربت اإلحالة هنا صحيحة بني طرفيها أي بني املساهم احمليل واحملال إليه‪ ،‬لكنها ال تسري على الشركة وال على‬
‫الغري‪ ،‬وليس هذا فقط بل يظل املساهم احمليل هو املساهم فيها وليس احملال إليه‪.‬‬
‫‪ -‬أما تداول األسهم للحامل )‪ (Les actions au porteur‬فيتم عن طريق التسليم ( املناولة اليدوية أي احليازة) ويعترب احلائز هلا‬
‫مالكا‪ ،‬ألن احلق الثابت يف السهم يندمج يف الصك ذاته فتعترب حيازته هنا دليال على ملكيته‪.‬‬
‫‪ -‬أما خبصوص األسهم ألمر )‪ ( Les actions à ordre‬فهي تلك األسهم الّتي يذكر اسم صاحبها مسبوقا بعبارة " ألمر أو إلذن "‪،‬‬
‫والّتي يتم تداوهلا عن طريق التظهري الناقل للملكية‪ ،‬إال أن الواقع العملي أثبت أن هذا النوع من األسهم اندر الوجود‪.‬‬
‫‪ -‬وللتذكري فاالجتهاد القضائي الفرنسي يف ثالثينات القرن املاضي قد خالف مفهوم " التداول " الذي كان سائدا من قبل‪ ،‬والذي‬
‫كان قائما على معناه الفين فقط‪ ،‬حيث كان يقصد ابلتداول آنذاك انتقال ملكية األسهم ابلطرق التجارية اليت ختتلف ابختالف أنواعها‪،‬‬
‫كالتسجيل إذا كان امسيًّا‪ ،‬والتظهري إذا كان لألمر‪ ،‬والتسليم إذا كان للحامل‪ ،‬فإذا جرى انتقال ملكية السهم بطريق احلوالة املدنية فإن هذا االنتقال‬
‫ال يعد تداوال وال تطبق عليه العقوابت اجلزائية املتعلقة مبخالفة طرق التداول أو ما يعرف جبرم التداول يف بعض التشريعات املقارنة اليت أقرته‪.‬‬
‫‪ -‬غري أن حمكمة النقض الفرنسية قد أصدرت ألول مرة بتاريخ ‪ 38‬جويلية ‪1537‬م قرارا يقضي أبن بيع األسهم ابلّتاضي يشكل‬
‫حبد ذاته تداوال‪ ،‬ومن مثة فالتداول من وجهة نظرها يشمل كل انتقال مللكية السهم سواء بطريق التسجيل أو بطريق البيع العادي‪ ،‬وبذلك تكون قد‬
‫خالفت عما كان سائدا من قبل‪ ،‬ولقد أكد هذا التوجه قرارا مماثال هلا أعقب القرار األول صدر عن نفس احملكمة أي حمكمة النقض الفرنسية يف‬
‫‪ 13‬جويلية ‪1531‬م (منشور يف جريدة الشركات الفرنسية لسنة ‪1535‬م ‪ ،‬ص‪.) 53‬‬
‫‪ -‬ويف الصدد جتدر اإلشارة إىل أن مجهور فقهاء القانون التجاري وغالبية االجتهادات القضائية احلديثة قد امجعوا على أن مفهوم‬
‫"التداول" يقتصر فقط على انتقال ملكية السهم ابلطرق التجارية وال يشمل انتقاهلا بطريق احلوالة املدنية‪ ،‬ألن الطريقة األوىل تتماشى مع طبيعة‬
‫املعامالت التجارية اليت تتسم ابلسرعة و املرونة على عكس طريق احلوالة املدنية اليت تتسم إجراءاهتا ابلتعقيد‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول‪/‬الفصل األول‪:‬شرط الموافقة من القيود االتف اقية التي ترد على حرية تداول األسهم‬

‫على ضوء ذلك يعد مبدأ م‬


‫حرية تداول األسهم يف شركات املساهة املعيار األمثل لتمييز شركات‬
‫األموال عن شركات األشخاص اليت تقوم أساسا على االعتبار الشخصي‪ ،‬واليت ال جيوز فيها كقاعدة عامة‬
‫للشريك أن يتنازل عن حصته إال مبوافقة مجيع الشركاء‪.1‬‬

‫وهذا ما يتعارض مع طبيعة شركة املساهة اليت تقر للمساهم فيها حب مرية التصرف يف أسهمه عن طريق‬
‫التداول التجاري على أساس أن هذا احلق من احلقوق اليت تتعلق ابلنظام العام‪ ،‬واليت ال جيوز حرمانه منها‬
‫بشكل هنائي‪ ،‬إذ يعترب ابطال كل شرط يف العقد أو يف نظام الشركة مينع املساهم من التصرف يف أسهمه بصفة‬
‫مطلقة‪.2‬‬

‫‪ 1‬تنص املادة ‪ 713‬ق‪.‬ت‪.‬ج " ال جيوز أن تكون حصص الشركاء ممثلة يف سندات قابلة للتداول‪ ،‬وال ميكن إحالتها إال برضاء مجيع الشركاء ويعترب‬
‫كل شرط خمالف لذلك كأنه مل يكن‪".‬‬
‫‪ -‬أ‪.‬عمار عموره‪،‬شرح القانون التجاري اجلزائري‪ ،‬دار املعرفة‪ ،‬اجلزائر‪ ،3313 ،‬ص‪.381‬‬
‫‪ -‬عبد القادر البقريات‪،‬مبادئ القانون التجاري‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪ ،3311 ،‬ص‪.113‬‬
‫‪ -‬عباس مرزوق فليح العبيدي‪ ،‬االكتتاب يف رأس مال الشركة املساهة " دراسة قانونية و عملية " ‪ ،‬مكتبة دار الثقافة للنشر و التوزيع ‪،‬عمان –‬
‫األردن ‪ ، 1553 ،‬ص ‪.333‬‬
‫‪ -‬د‪.‬سعيد يوسف البستاين ‪ ،‬قانون األعمال و الشركات ‪ ،‬منشورات احلليب احلقوقية ‪ ،‬لبنان ‪ ، 3338 ،‬ص‪.853‬‬
‫‪ -‬عبد القادر امحد حممد الصباغ ‪ ،‬قيد األوراق املالية يف البورصة ‪ ،‬دراسة مقارنة بني النظامني املصري و السعودي ‪ ،‬املركز العريب للنشر و التوزيع ‪،‬‬
‫مصر ‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ ، 3313 ،‬ص ‪.381‬‬
‫‪ -‬د‪.‬ذكري عبد الرزاق حممد خلبفة ‪ ،‬التنظيم القانوين لتسوية عمليات التداول يف سوق األوراق املالية ( دراسة يف أنظمة اململكة العربية السعودية‬
‫ومصر وفرنسا والوالايت املتحدة األمريكية)‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة ‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،3317،‬ص‪.83‬‬
‫‪ -‬د‪.‬عمار حبيب جهلول آل علي خان ‪ ،‬النظام القانوين حلوكمة الشركات ‪ ،‬دار الكتب القانونية ‪ ،‬مصر‪ ،3311 ،‬ص ‪.133‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬رزق هللا انطاكي ‪ ،‬د‪.‬هناد السباعي ‪ ،‬الوسيط يف احلقوق التجارية الربية‪ ،‬اجلزء األول‪ ،‬مطبعة الداودي ‪ ،‬دمشق – سوراي ‪،1531- 1537،‬‬
‫ص ‪.877‬‬
‫‪ -‬د‪.‬حممد شكري اجلميل العدوى‪ ،‬بورصة األوراق املالية يف ميزان الشريعة اإلسالمية ( دراسة فقهية مقارنة)‪ ،‬مكتبة الوفاء القانونية للنشر‪،‬‬
‫اإلسكندرية ‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ ،3318 ،‬ص ‪.‬ص‪.837-833.‬‬
‫‪ -‬هذا ويرى الدكتور عزيز العكيلي يف كتابه املوسوم ابلشركات التجارية يف القانون األردين " أن حرية تداول األسهم ال تنقص من ضمان دائين‬
‫الشركة الذي يقتصر على أمواهلا‪ ،‬ألن املساهم الذي يبيع أسهمه ال حيصل على قيمتها من الشركة‪ ،‬بل حيصل عليها من املشّتي الذي حيل حمله يف‬
‫الشركة‪ ،‬فالتصرف يف ملكية السهم من مساهم إىل آخر ال ينقص من الضمان العام لدائين الشركة‪ ،‬وال ميس مببدأ ثبات رأس املال‪ ،‬وال يؤثر على‬
‫مركزها املايل‪ ،‬ألن ما ميثله السهم من قيمة مالية ابق ضمن أموال الشركة رغم تغيري أشخاص املساهني" ص‪.833‬‬
‫‪ 2‬اندية فضيل‪ ،‬شركات األموال يف القانون اجلزائري‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬الطبعة ‪ ،3335 ،3‬ص‪.153‬‬
‫‪ -‬د‪.‬حممد فريد العريين ‪ ،‬القانون التجاري ‪ ،‬دار املطبوعات اجلامعية ‪ ،‬مصر ‪،1555،‬ص‪.58‬‬
‫‪ -‬د‪.‬علي البارودي و د‪.‬حممد السيد الفقي‪ ،‬القانون التجاري ‪،‬دار املطبوعات اجلامعية ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،1555 ،‬ص ‪.835‬‬
‫‪ -‬د‪.‬مصطفى كمال طه ‪ ،‬أساسيات القانون التجاري ( دراسة مقارنة ) ‪ ،‬منشورات احلليب احلقوقية ‪ ،‬لبنان ‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ ، 3331 ،‬ص‬
‫‪.881‬‬
‫‪ -‬عبد القادر امحد حممد الصباغ ‪،‬نفس املرجع السابق ونفس الصفحة‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول‪/‬الفصل األول‪:‬شرط الموافقة من القيود االتف اقية التي ترد على حرية تداول األسهم‬

‫لذا حرص م‬
‫املشرع اجلزائري على تبين هذا املبدأ وتكريسه مبوجب نص املادة ‪ 517‬مكرر ‪ 83‬من‬
‫القانون التجاري خالل تعريفه للسهم‪ ،‬جاء فيها أن"السهم هو سند قابل للتداول تصدره شركة املساهة‬
‫كتمثيل جلزء من رأمساهلا"‪ ،‬وهو نفس ما انتهجه م‬
‫املشرع املصري يف الفقرة األوىل من نص املادة الثانية من قانون‬
‫الشركات املصري رقم ‪ 175‬لسنة ‪1531‬م اليت جاء فيها‪":‬شركة املساهة هي شركة ينقسم رأس ماهلا إىل‬
‫أسهم متساوية القيمة ميكن تداوهلا على الوجه املبني يف القانون‪ ،"....‬وأكدته الفقراتن األوىل والثانية من املادة‬
‫‪ 185‬من الالئحة التنفيذية لذات القانون بقوهلا‪":‬مع مراعاة األحكام السابقة يكون السهم قابال للتداول‪ ،‬وال‬
‫جيوز النص على عكس ذلك يف نظام الشركة‪ ،‬ومع ذلك جيوز أن يتضمن نظام الشركة بعض القواعد املتعلقة‬
‫بتنظيم تداول األسهم بشرط أال تصل إىل حرمان املساهم من حق التنازل عن أسهمه "‪.1‬‬

‫كما رسم م‬
‫املشرع السعودي هذا املبدأ وكرسه مبوجب نص املادة ‪ 73‬من نظام الشركات السعودي رقم‬
‫(م‪ )1/‬لسنة ‪ 1837‬ه املعدل بتاريخ ‪1885/31/31‬ه املوافق ‪3317/11/35‬م‪،‬جاء فيها‪":‬شركة‬
‫املساهة شركة رأس ماهلا مقسم إىل أسهم متساوية القيمة وقابلة للتداول‪ ،‬وتكون الشركة وحدها‪.2 ".........‬‬

‫ويستفاد مما تقدم أن هذا املبدأ جيد ضالته يف طبيعة شركة املساهة حبد ذاهتا‪ ،‬فهي من شركات‬
‫األموال اليت تقوم على االعتبار املايل‪ ،‬واليت المكان فيها لالعتبار الشخصي كأصل عام‪ ،‬فضال على أن سرعة‬
‫تداول األسهم وسهولتها تعد السبب الوجيه يف استمرار هذا النوع من الشركات ألجيال عديدة‪ ،‬وهذا ما‬
‫استقر عليه مجهور فقهاء القانون التجاري ‪.3‬‬

‫هذا من املنظور التشريعي‪ ،‬أما املنظور الفقهي فلم خيتلف عن سابقه حيث اعترب قابلية السهم للتداول‬
‫ابلطرق التجارية هي من حيث األصل مطلقة ما مل ينص القانون على تقييدها‪ ،‬وهذا ما يسمى ابلقيود‬

‫‪ 1‬د‪ .‬مسيحة القليويب ‪ ،‬الشركات التجارية ‪ ،‬دار النهضة العربية للنشر ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 3313 ،‬ص‪.518‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬حممد فريد العريين ‪ ،‬الشركات التجارية ( املشروع التجاري اجلماعي بني وحدة اإلطار القانوين وتعدد األشكال ) ‪،‬دار اجلامعة اجلديدة ‪،‬‬
‫االزاريطة ‪ ، 3331 ،‬ص ‪.135‬‬
‫‪ -‬أ‪ .‬إمساعيل حممد علي عثمان ‪ ،‬النظام القانوين لتداول أسهم شركات املساهة يف البورصة ‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة للنشر ‪ ،‬االزاريطة –‬
‫اإلسكندرية‪ ، 3311،‬ص ‪.151‬‬
‫‪ - 2‬عبد القادر امحد حممد الصباغ ‪،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.383‬‬
‫‪ - 3‬د‪ .‬علي سيد قاسم ‪،‬قانون األعمال ‪،‬اجلزء الثاين ‪ ،‬دار النصر للنشر و التوزيع ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 1555 ،‬ص ‪.851‬‬
‫‪ -‬امجع الفقه احلديث والقضاء على أن التداول ميتاز ابلسرعة والسهولة على خالف احلوالة املدنية اليت متتاز إبجراءاهتا املعقدة اليت تستغرق مدة‬
‫زمنية معتربة‪ ،‬وهو ما ال يتماشى مع طبيعة املعامالت التجارية اليت تتسم ابلسرعة يف املعامالت واملرونة يف اإلجراءات خاصة يف ظل التطورات‬
‫الراهنة اليت يشهدها مناخ االتصال‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول‪/‬الفصل األول‪:‬شرط الموافقة من القيود االتف اقية التي ترد على حرية تداول األسهم‬

‫القانونية‪ ،1‬أو ينص القانون األساسي للشركة على تقييد م‬


‫حرية املساهم يف التنازل عن أسهمه‪ ،‬وهذا ما يسمى‬
‫ابلقيود االتمفاقية‪.‬‬

‫على إثر ذلك ميكن القول أن مبدأ م‬


‫حرية تداول األسهم يف شركات املساهة ترد عليه قيود قانونية‪،‬‬
‫وأخرى اتمفاقية ختتلف ابختالف التشريعات اليت أقرهتا‪ ،‬وهتدف يف جمملها إىل محاية حقوق الشركة و املساهني‬
‫بشكل عام‪ ،‬ومع ذلك نالحظ أن القيود االتمفاقية تضفي على هذا النوع من الشركات بعض مظاهر االعتبار‬
‫الشخصي‪ ،‬فتقرهبا بذلك من شركات األشخاص‪ ،‬وهذا ما امجع عليه غالبية فقهاء القانون التجاري‪.2‬‬

‫وعلى أية حال‪ ،‬فالفقه والقضاء جيمعان على توافر شروط معينة إلجازة هذه القيود االتمفاقية‪،‬كوجوب‬
‫النص عليها يف القانون األساسي للشركة عند أتسيسها‪ ،‬فضال على أن يكون اهلدف منها هو حتقيق غاية‬
‫مشروعة تضمن مصاحل الشركة ومصاحل املساهني يف آن واحد‪.‬‬

‫وجتدر اإلشارة إىل أن التشريعات املقارنة اختلفت وتباينت يف إقرار هذه القيود‪ ،‬فبعضها نظمها‬
‫بنصوص قانونية صرحية ال تدع جماال للشك‪ ،‬والبعض اآلخر التزم الصمت بشأهنا‪ ،‬مما أاثر التساؤل حول مدى‬
‫مشروعية هذه القيود من عدمها يف هذا النوع من الشركات‪.3‬‬

‫وابستعراض ما استقرت عليه بعض التشريعات املقارنة اليت أقرت القيود االتمفاقية ميكن القول أن أبرز‬
‫هذه القيود هي شرط االسّتداد‪ ،‬وشرط املوافقة الذي هو موضوع دراستنا‪.‬‬

‫على هذا النحو ارأتينا تقسيم هذا الفصل إىل مبحثني‪ ،‬تناولنا يف املبحث األول النظام القانوين لشرط‬
‫املوافقة‪ ،‬يف حني خصصنا املبحث الثاين منه للخصائص والسمات اليت متيز شرط املوافقة عن ابقي الشروط‬
‫االتمفاقية األخرى‪.‬‬

‫‪-‬ختتلف القيود القانونية اليت ترد على حرية تداول األسهم ابختالف التشريعات املقارنة‪ ،‬فالتشريع اجلزائري نص على القيود القانونية اخلاصة‬ ‫‪1‬‬

‫بتداول األسهم العينية (قبل إلغاء هذا القيد يف التشريع اجلزائري وكذا الفرنسي)‪ ،‬وحظر التصرف يف أسهم الضمان‪ ،‬وحظر تداول الوعود ابألسهم‬
‫كما حظر تداول أسهم املديرين يف حالة التسوية القضائية أو اإلفالس‪.‬‬
‫‪ -‬أما املشرع املصري فقد أضاف إىل جانب هذه القيود‪ ،‬قيود قانونية أخرى كتلك الواردة على تداول أسهم املؤسسني‪ ،‬وأسهم السيطرة‬
‫وأسهم املساهني الداعيني النعقاد اجلمعية العامة‪.‬‬
‫‪ -‬أما املشرع اللبناين فقد حصر القيود القانونية قي بقاء األسهم العينية خارج التداول مدة سنتني من أتسيس الشركة‪،‬كما حظر‬
‫التصرف يف أسهم أعضاء جملس اإلدارة (أسهم الضمان)‪ ،‬فضال عن ذلك حظر تداول األسهم قبل حترير قيمتها ابلكامل وهذا ما عربت عنه‬
‫صراحة املادة ‪ 115‬من قانون التجارة اللبناين‪.‬‬
‫‪ - 2‬فاروق إبراهيم جاسم ‪ ،‬حقوق املساهم يف شركة املساهة ‪،‬منشورات احلليب احلقوقية ‪ ،‬لبنان ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪، 3313،‬ص ‪.135‬‬
‫‪ - 3‬فاروق إبراهيم جاسم ‪،‬نفس املرجع السابق‪،‬ص ‪.131‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول‪/‬الفصل األول‪:‬شرط الموافقة من القيود االتف اقية التي ترد على حرية تداول األسهم‬

‫املبحث األول‬

‫النظام القانون لشرط املوافقة‬

‫بداية لقد امجع الفقهاء على أن ما يتمتع به السهم من خصائص ذاتية‪1‬جعل من شركات املساهة‬
‫األداة الفعالة يف جذب واستقطاب رؤوس األموال الضخمة‪ ،‬وطنية كانت أم أجنبية‪ ،‬بل هو العامل الفعال‬
‫واحملرك األساسي الذي ساعدها على أتدية وظيفتها االقتصادية على أحسن وجه حيث جعلها الرائدة يف هذا‬
‫اجملال‪ ،‬فقابلية السهم للتداول م‬
‫وحرية انتقال ملكيته كرست الطمأنينة يف نفسية املساهم عن طريق توفيقها بني‬
‫حق املساهم يف االنسحاب من الشركة‪ ،‬وبني حقه يف البقاء فيها‪.‬‬

‫وكما أشران سابقا‪ ،‬فإن حق املساهم يف التصرف يف أسهمه بكل م‬


‫حرية من احلقوق األساسية اليت ال‬
‫جيوز حرمانه منها بشكل مطلق‪ ،‬غري أنه قد ترد عليه قيود قانونية قد ينص عليها القانون صراحة‪ ،‬وأخرى‬
‫اتمفاقية قد يتضمنها القانون األساسي للشركة‪.‬‬

‫املشرع اجلزائري السهم يف نص املادة ‪ 517‬مكرر‪ 83‬من القانون التجاري (املرسوم التشريعي رقم ‪ 33-58‬املؤرخ يف ‪1558/38/37‬م)‬ ‫‪ 1‬عرف م‬
‫حيث جاء فيها ‪ ":‬السهم هو سند قابل للتداول تصدره شركة املساهة كتمثيل جلزء من رأمساهلا "‬
‫وعرفه الفقه على أنه" صك أو سند ميثل حصة املساهم النقدية أو العينية يف رأمسال الشركة"‬
‫املشرع اجلزائري مل حيدد يف القانون التجاري الساري املفعول احلد األدىن للقيمة االمسية للسهم ‪(valeur‬‬ ‫‪ -‬وجتدر اإلشارة إىل أن م‬
‫)‪ nominale‬حيث نصت املادة ‪517‬مكرر‪ 73‬على أنه " حتدد القيمة االمسية لألسهم عن طريق القانون األساسي "‪ ،‬وهذا على عكس ما كان‬
‫سائدا يف ظل األمر ‪ 75-57‬املؤرخ يف ‪1557/35/31‬م‪ ،‬حيث حررت املادة ‪ 533‬آنذاك على النحو التايل " ال ميكن أن يقل املبلغ االمسي‬
‫املشرع اجلزائري يف ظل األمر ‪ 75-57‬كان يشّتط احلد األدىن للقيمة االمسية للسهم‪ ،‬وهو أال‬ ‫لألسهم عن املائة دينار"‪ ،‬وعليه ميكن القول أن م‬
‫تقل قيمة السهم عن ‪133‬دج‪ ،‬لكن بعد تعديل هذا األمر مبوجب املرسوم التشريعي ‪ 33-58‬أصبحت القيمة االمسية لألسهم حتدد عن طريق‬
‫القانون األساسي للشركة‪ ،‬ومن مثة فتحديد قيمة السهم تتعلق ابلعوامل والظروف اليت تنشأ فيها الشركة بعيدا عن تقلبات أسعار األسهم يف‬
‫األسواق املالية‪،‬واليت ختضع يف غالب األحيان لقاعدة العرض والطلب‪.‬‬
‫‪ -‬زد على ما تقدم فالسهم يتميز جبملة من اخلصائص‪ ،‬نذكر على سبيل املثال منها أن األسهم متساوية القيمة طبقا للقانون الذي‬
‫حيددها وضئيلة يف غالب األحيان‪،‬مما ميكن صغار املدخرين من أن يصبحوا مساهني يف شركة املساهة‪ ،‬فمثال شركة"آليانس للتأمينات"‬
‫( ‪ )ALLIANCE ASSURANCES‬القيمة االمسية ألسهمها حمددة ب‪ 333‬دينار للسهم‪.‬‬
‫‪ -‬فضال عن ذلك تتحدد مسؤولية كل مساهم بقيمة مساهته يف رأمسال الشركة‪ ،‬فاملساهم غري مسؤول عن ديون الشركة إال يف حدود‬
‫قيمة أسهمه فيها‪ ،‬وال يسأل عما يتجاوز ذلك‪ ،‬فلو أفلست الشركة وأصبحت عاجزة عن سداد ديوهنا‪ ،‬فال يلزم املساهم بسداد ديوهنا وال متتد‬
‫مسؤوليته ألمواله اخلاصة حىت ولو كانت الديون تفوق موجودات الشركة‪.‬‬
‫‪ -‬كما أن من مميزات السهم عدم قابليته للتجزئة مبعىن أنه إذا مات أحد املساهني فال جيوز أن تقسم أسهمه على ورثته‪ ،‬وإّنا خيتار‬
‫الورثة من بينهم من ميثلهم ويباشر حقوقهم اللصيقة ابألسهم اليت ورثوها‪ ،‬وهذه اخلاصية أكدهتا املادة ‪517‬مكرر‪ 83‬من القانون التجاري اجلزائري‪.‬‬
‫‪-‬كذلك متتاز األسهم بقابليتها للتداول )‪ ،(Négociable‬وهي من أهم اخلصائص اليت يتميز هبا السهم‪ ،‬حبيث إذا فقدهتا شركة‬
‫املساهة أصبحنا أمام شركة أشخاص وليس أمام شركة أموال‪.‬‬
‫‪ -‬وعلى العموم فالسهم ميتاز خبصائص عامة سبق ذكرها‪ ،‬إىل جانب خصائص خاصة تتعلق بكل نوع من أنواع األسهم‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول‪/‬الفصل األول‪:‬شرط الموافقة من القيود االتف اقية التي ترد على حرية تداول األسهم‬

‫فالقيود االتمفاقية جيب أال تؤدي إىل حرمانه من هذا احلق بشكل مطلق‪ ،‬وإال كانت ابطلة وكأهنا مل‬
‫تكن‪ ،‬فوجود القيد الذي حيرم املساهم من التصرف يف أسهمه بشكل هنائي يضعنا أمام شركة أشخاص وليس‬
‫أمام شركة أموال‪ ،‬فيصبح املساهم بذلك أسري أسهمه وحبيسها‪ ،‬ومن مثة تتطابق هذه احلالة مع األحكام‬
‫والقواعد اليت تنظم عملية التنازل عن احلصص يف شركات األشخاص‪.1‬‬

‫ومبا أن شرط املوافقة هو أحد أهم القيود االتمفاقية إاثرة للجدل على املستويني الفقهي والتشريعي‪،‬‬
‫وأكثرها غموضا لدى بعض األكادمييني والباحثني يف شؤون شركات املساهة‪ ،‬لذا يستلزم علينا ابلدرجة األوىل‬
‫حتديد النظام القانوين اخلاص به انطالقا من البحث عن مفهوم ومدلول هذا الشرط عن طريق إجياد تعريف‬
‫جامع مانع له‪ ،‬لننتقل بعد ذلك إىل البحث والتحري عن الشرعية اليت يستند إليها‪ ،‬لننتهي يف األخري إىل‬
‫تعداد الصور اليت قد يتخذها هذا الشرط يف شركات املساهة‪ ،‬وهذا ما سنتعرض إليه يف املطلبني اآلتيني‪.‬‬

‫املطلب األول‬

‫مفهوم شرط املوافقة‬

‫إن احلديث عن مفهوم شرط املوافقة جيران إىل البحث عن تعريف له‪ ،‬وعن الشرعية اليت يستند إليها‬
‫يف ظل االختالفات و التجاذابت اليت طرحت هبذا الشأن على املستويني الفقهي والتشريعي‪،‬لننتهي يف األخري‬
‫إىل تبيان احلكمة املتوخاة من وراء إدراج هذا الشرط داخل هذا النوع من الشركات‪ ،‬وهذا ما سنتطرق إليه‬
‫بنوع من التحليل والتفصيل يف الفرعني اآلتيني‪.‬‬

‫‪ - 1‬د‪ .‬عزيز العكيلي‪ ،‬الشركات التجارية يف القانون األردين‪ ،‬مكتبة دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،1557 ،‬ص‪.811‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬عباس مصطفى املصري‪،‬تنظيم الشركات التجارية‪ ،‬شركات األشخاص‪ ،‬شركات األموال‪،‬دار اجلامعة اجلديدة للنشر‪ ،‬مصر ‪ ،3333‬ص‬
‫‪.313‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬مرتضى نصر هللا‪ ،‬الشركات التجارية‪ ،‬مطبعة اإلرشاد ‪ ،‬بغداد‪ ،1515،‬ص‪.133‬‬
‫‪ -‬د‪.‬حممد فريد العريين‪ ،‬القانون التجاري اللبناين‪ ،‬الدار اجلامعية للطباعة والنشر‪ ،‬لبنان‪ ،3333 ،‬ص‪.831‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬أمحد البسام‪ ،‬الشركات التجارية يف ال قانون العراقي‪( ،‬د‪.‬د‪.‬ن)‪ ،‬بغداد‪ ،1515 ،‬ص ‪.188‬‬
‫‪ -‬أ‪ .‬حممد فتاحي‪،‬حرية تداول األسهم يف شركة املساهة يف القانون اجلزائري‪(،‬دراسة مقارنة)‪ ،‬دار اخللدونية للنشر والتوزيع‪ ،‬اجلزائر‪،3318 ،‬‬
‫ص‪.38‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬أمحد حمرز‪ ،‬القانون التجاري اجلزائري‪ ،‬اجلزء الثاين الشركات التجارية‪ ،‬مطابع سجل العرب‪ ،1555 ،‬ص‪.351‬‬
‫‪ -‬د‪.‬علي مجال الدين عوض ‪ ،‬القانون التجاري ‪ ،‬دروس يف القانون التجاري‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاهرة ‪ ،1518 ،‬ص ‪.833‬‬
‫‪- M. SALAH, Les sociétés commerciales ,Tome 01, Les règles communes la société en nom‬‬
‫‪collectif ,La société en commandite simple ,Editions Dis. Ibn Khaldoun ,Oran,2005,p278.‬‬

‫‪24‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول‪/‬الفصل األول‪:‬شرط الموافقة من القيود االتف اقية التي ترد على حرية تداول األسهم‬

‫الفرع األول‬

‫تعريف شرط املوافقة‬

‫بداية إن مصطلح الشرط حيمل يف طياته مفاهيم واسعة و متشعبة تتباين وختتلف ابختالف الزوااي‬
‫اليت ينظر منها‪ ،‬إال أن الزاوية اليت ننظر منها يف دراستنا هذه تتمحور حول الشرط الوارد يف العقد على أساس‬
‫أن القانون األساسي لشركة املساهة ميثل عقدا‪ ،‬أطرافه املساهون فيها‪.‬‬

‫وللتنويه‪ ،‬ف م‬
‫املشرع اجلزائري قد استعمل مصطلح "القانون األساسي" يف نصوص القانون التجاري بدل‬
‫مصطلح"العقد"الذي استعمله يف نصوص القانون املدين‪ ،‬نذكر على سبيل املثال ما ورد يف نص املادة ‪813‬‬
‫من القانون املدين اجلزائري يف فقرهتا األوىل اليت جاء فيها‪":‬جيب أن يكون عقد الشركة مكتواب وإال كان ابطال‪،‬‬
‫وكذلك يكون ابطال كل ما يدخل على العقد من تعديالت إذا مل يكن له نفس الشكل الذي يكتسبه ذلك‬
‫العقد"‪ ،‬وابستقراء ومتحيص ما تضمنته هذه الفقرة اتضح لنا أن م‬
‫املشرع اجلزائري قد استعمل مصطلح "العقد"‬
‫بدل مصطلح "القانون األساسي"‪ ،‬وهو بذلك يكون قد خالف ما ذهب إليه م‬
‫املشرع الفرنسي الذي استعمل‬
‫مصطلح القانون األساسي حىت يف نصوص القانون املدين‪ ،‬وهذا ما أكدته املواد ‪ 1387،1381،1385‬من‬
‫نفس القانون‪.1‬‬

‫كذلك جيب اإلشارة إىل أنه ال ميكن احلديث عن القانون األساسي لشركة املساهة إال بعد التوقيع‬
‫عليه من قبل املساهني‪ ،‬على أن هذه الوثيقة قبل ذلك تسمى ب"العقد التأسيسي أو االبتدائي" الذي يربم‬
‫أمام املوثق فيما بني املؤسسني فقط‪.‬‬

‫هذا وللبحث عن تعريف لشرط املوافقة يستلزم علينا أوالا معرفة معىن الشرط يف اللغة ويف القانون‪،‬‬
‫من منظور أن الشرط بوجه عام يرتبط ارتباطا وثيقا أبهم مبدأ من املبادئ اليت تقوم عليها غالبية التشريعات‪،‬‬
‫أال وهو مبدأ سلطان اإلرادة‪ ،‬فعملية إبرام العقود تتم مبحض إرادة األطراف املتعاقدة‪ ،‬إال أن الشرط من شأنه‬

‫‪ 1‬بوجالل مفتاح ‪ ،‬التنظيمات االتفاقية للشركات التجارية يف القانون اجلزائري والفرنسي ‪،‬رسالة لنيل شهادة الدكتوراه يف قانون األعمال ‪،‬كلية‬
‫احلقوق جامعة وهران ‪ ،3311-3313،‬ص‪.8‬‬
‫‪Article 1835( code civil-version en vigueur au 11-6-2019) : « Les statuts doivent être établis par‬‬
‫» …………‪écrit, ils déterminent, outre les apports de chaque associé‬‬
‫‪Article 1836( code civil-version en vigueur au 11-6-2019) : « Les statuts ne peuvent être modifiés,‬‬
‫» ………‪à défaut de clause contraire, que par accord unanime des associés‬‬
‫‪Article 1839( code civil-version en vigueur au 11-6-2019) : « Si les statuts ne contiennent pas‬‬
‫‪toutes les énonciations exigées par la législation ou si une formalité prescrite par celle-ci a été‬‬
‫» ‪omise ou irrégulièrement accomplie,……..‬‬

‫‪25‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول‪/‬الفصل األول‪:‬شرط الموافقة من القيود االتف اقية التي ترد على حرية تداول األسهم‬

‫أن يزيد أو ينقص من اآلاثر القانونية املّتتبة عن العالقة التعاقدية‪ ،‬إما ملصلحة أحد املتعاقدين أو ملصلحة‬
‫اجلميع حبسب املصاحل املتبادلة‪.‬‬

‫الفقرة األوىل‬

‫الشرط‬

‫أوال ‪ :‬تعريف الشرط‬

‫الشرط لغة بسكون الراء حسب ما نصت عليه غالبية املعاجم اللغوية "هو إلزام الشيء أو التزامه أو‬
‫تعليق شيء بشيء"‪،‬هذا وقد ورد يف قاموس احمليط أن كلمة الشرط تعين"إلزام الشيء والتزامه يف البيع وحنوه"‪.1‬‬

‫أما قانوان‪ ،‬فقد اختلفت التشريعات وتباينت يف وضع تعريف جامع مانع له‪ ،‬فمنهم من عرفه على‬
‫أنه "األمر اخلارجي الذي تضيفه اإلرادة إىل االلتزام الذي استكمل عناصر تكوينه"‪ ،‬ومنهم من عرفه على أنه"‬
‫عالقة التبعية إىل حدث معني وهو أمر متوقع فقط يف اتفاق أسس على النحو الالزم قانوان‪ ،‬فطابع التبعية‬
‫للعالقة التعاقدية الشرطية تؤدي إىل العوامل اخلارجية للحدث املعني مقارنة مع العناصر املكونة للعقد" ‪.2‬‬

‫ومنهم من عرفه على أنه "األمر الذي يربط نشوء االلتزام أو زواله حبادث يف املستقبل حمتمل‪ ،‬أي غري‬
‫مؤكد احلصول يف املستقبل وال ممتنع"‪ ،‬وهناك تعريف آخر جاء فيه أن "الشرط هو أمر عارض مستقبلي غري‬
‫حمقق الوقوع يتوقف عليه وجود االلتزام أو إهناؤه"‪.3‬‬

‫يف سياق ذلك وضعت بعض الدول العربية تعريفا للشرط يف قوانينها املدنية على غرار ما نصت عليه‬
‫املادة ‪ 317‬من القانون املدين املصري‪ ،‬وكذا املادة ‪ 338‬من القانون املدين اجلزائري اليت وردت يف الباب‬
‫الثالث حتت عنوان األوصاف املعدلة ألثر االلتزام‪ ،‬يف الفصل األول منه املوسوم ابلشرط واألجل‪ ،‬يف القسم‬
‫األول حتت عنوان الشرط جاء فيها‪":‬يكون االلتزام معل قا إذا كان وجوده أو زواله مّتتبا على أمر مستقبل‬
‫وممكن وقوعه"‪.‬‬

‫‪ 1‬اندية حمجوب‪ ،‬النظام القانوين لالشّتاطات التعاقدية‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬مذكرة خترج لنيل شهادة املاجستري يف القانون املقارن‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة تلمسان‪ ،3313-3311 ،‬ص‪.13‬‬
‫‪ - 2‬اندية حمجوب‪،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪ - 3‬اندية حمجوب‪،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬الوسيط يف شرح القانون املدين‪ ،‬نظرية االلتزام بوحه عام‪ ،‬منشورات احلليب احلقوقية‪ ،‬لبنان‪ ،3333 ،‬ص‪.13‬‬

‫‪26‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول‪/‬الفصل األول‪:‬شرط الموافقة من القيود االتف اقية التي ترد على حرية تداول األسهم‬

‫وجتدر اإلشارة إىل أن امل م‬


‫شرع املغريب قد نظم الشرط يف املواد من ‪ 135‬إىل ‪ 131‬من قانون‬
‫االلتزامات والعقود املغريب‪ ،‬وأورد له تعريف يف نص املادة ‪ 135‬من نفس القانون جاء فيها‪ ":‬الشرط هو تعبري‬
‫عن اإلرادة يعلق على أمر مستقبل مل يقع وغري حمقق الوقوع‪ ،‬إما وجود االلتزام وإما زواله "‪ ،‬أما م‬
‫املشرع األردين‬
‫فقد عرفه هو اآلخر يف املادة ‪ 858‬من القانون املدين األردين جاء فيها‪ ":‬الشرط التزام مستقبل يتوقف عليه‬
‫وجود احلكم أو زواله عند حتققه"‪.1‬‬

‫اثنيا‪ :‬مقومات الشرط‬

‫ابستقراء ومتحيص التعريفات السابقة تبني لنا أن الشرط يرتكز على مجلة من األسس و املقومات‬
‫تضمنتها النظم املدنية املقارنة يف جمملها‪ ،‬ميكن سردها على النحو اآليت‪:2‬‬

‫‪ -‬الشرط أمر عارض يضاف إىل االلتزام بعد استكماله ألركانه‪ ،‬حبيث لو رفع هذا الوصف سيبقى‬
‫االلتزام يف صورته البسيطة‪.‬‬
‫‪ -‬الشرط أمر مستقبلي ومفاده أن يكون متعلقا بواقعة مل حتصل بعد‪ ،‬حبيث لو وجد يف املاضي أو‬
‫يف احلاضر ملا كنا بصدد الشرط‪.‬‬
‫‪ -‬الشرط أمر غري حمقق الوقوع‪ ،‬حبيث ال يعرف إن كان سيتحقق أم ال‪ ،‬وعليه إذا كان الشرط حمقق‬
‫الوقوع نكون بصدد األجل وليس الشرط‪.‬‬
‫‪ -‬الشرط أمر ممكن احلدوث‪ ،‬حبيث إذا كان االلتزام معلقا على أمر مستحيل احلدوث فال يصلح‬
‫أن يكون شرطا ألن االستحالة متنع نشوء االلتزام قانوان وفقا للقاعدة "ال التزام يف املستحيل"‪.‬‬
‫‪ -‬جيب أن يكون الشرط مشروعا وغري خمالف للنظام العام و اآلداب العامة‪.‬‬
‫‪ -‬الشرط قد يتوقف عليه وجود االلتزام وقيامه فيسمى يف هذه احلالة شرطا واقفا‪ ،‬أو قد يتوقف‬
‫عليه فسخ االلتزام أو إهناؤه فيسمى شرطا فاسخا‪.‬‬

‫‪ 1‬تقابلها املادة ‪ 317‬من ق‪.‬م‪.‬السوري‪ ،‬واملادة‪ 381‬من ق‪.‬م‪.‬الكوييت‪ ،‬واملادة ‪ 337‬من ق‪.‬م‪.‬العراقي ‪،‬واملادة ‪ 373‬من ق‪.‬م‪.‬اللييب‪ ،‬واملادة‬
‫‪ 111‬من ق‪.‬م‪.‬التونسي‪.‬‬
‫‪ 2‬د‪.‬عبد الكرمي شهبون ‪ ،‬الشايف يف شرح قانون االلتزامات و العقود املغريب ( الكتاب األول) ‪ ،‬االلتزامات بوجه عام ( اجلزء الثاين )‪ ،‬مطبعة‬
‫النجاح اجلديدة‪ ،‬الدار البيضاء ‪ ،‬املغرب ‪ ،1555 ،‬ص‪ 35‬وما يليها‪.‬‬
‫‪ -‬عبد الرزاق درابل‪ ،‬الوجيز يف أحكام االلتزام يف القانون املدين اجلزائري‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع ‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ، 3338 ،‬ص ‪83‬‬
‫وما يليها‪.‬‬
‫‪ -‬اندية حمجوب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.33‬‬

‫‪27‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول‪/‬الفصل األول‪:‬شرط الموافقة من القيود االتف اقية التي ترد على حرية تداول األسهم‬

‫اثلثا ‪ :‬متييز الشرط عما يشاهبه‬

‫قد يتشابه الشرط مع بعض املصطلحات املتداولة بكثرة يف الوسط القانوين كالركن والسبب و املنع من‬
‫التصرف والوعد ابلتعاقد‪ ،‬لذا ارأتينا تبيان أوجه التشابه واالختالف فيما بني هذه املصطلحات قصد جتنب‬
‫أي لبس أو غموض قد يثار هبذا الصدد‪ ،‬وبغرض الوصول إىل املفهوم احلقيقي للشرط‪.‬‬
‫‪ . 1‬الفرق بني الركن والشرط‬
‫أهية‪ ،‬فهو ما يتوقف‬‫الركن أمر يتعلق بوجود الشيء فال يوجد إال به ألنه جزء منه‪ ،‬بينما الشرط أقل م‬
‫وجود الشيء عليه دون أن يكون جزءا منه‪ ،‬ولقد استحدث الفقه هذا التمييز نظرا م‬
‫لألهية البالغة للجزاء‬
‫املتميز الذي يّتتب على ختلف كل منهما‪ ،‬فانعدام الركن جيعل العقد ابطال بطالان مطلقا بينما اإلخالل بشرط‬
‫من شروط العقد جيعله قابال لإلبطال فقط‪.1‬‬
‫‪ . 2‬الفرق بني السبب والشرط‬
‫تناول م‬
‫املشرع اجلزائري السبب كركن من أركان العقد يف املادتني ‪55‬و‪ 53‬من القانون املدين اجلزائري‪،‬‬
‫يف الفقرة الثانية مكرر املعنونة ب" السبب"‪ ،‬واليت استحدثها مبوجب القانون رقم ‪ 13-37‬املؤرخ يف ‪33‬‬
‫يونيو ‪3337‬م ( ج‪.‬ر‪ ،88.‬ص ‪ )33‬املعدل واملتمم لألمر رقم ‪ 73-57‬املؤرخ يف ‪ 31‬سبتمرب ‪1557‬م‬
‫املتضمن القانون املدين‪.‬‬
‫والسبب لغة هو احلبل الذي يتعلق به اإلنسان ويتشبث به لالرتقاء و االنتقال‪ ،‬أما قانوان فهو الدافع‬
‫أو الباعث للتعاقد‪ ،‬أو هو الغرض الذي انصرفت إليه إرادة املتعاقد‪ ،‬فالسبب واإلرادة أمران متالزمان‪ ،‬فإذا‬
‫وجدت اإلرادة وجد السبب‪ ،‬وإذا انعدمت اإلرادة انعدم السبب معها‪ ،‬إال أن هذا االرتباط الوثيق بينهما ال‬
‫ينفي كوهنما أمران مستقالن عن بعضهما البعض‪.2‬‬
‫والسبب كذلك هو حادث ربط به م‬
‫املشرع أمرا آخر وجودا وعدما فهو خارج عن ماهيته‪ ،‬وميكن‬
‫القول أن السبب هو"ما يلزم من وجوده الوجود ومن عدمه العدم"‪ ،3‬نذكر على سبيل املثال الفعل الضار‬
‫الذي يكون سببا موجبا للتعويض طبقا ملا جاء يف نص املادة ‪ 138‬من القانون املدين اجلزائري‪ ،4‬وهذا خبالف‬

‫‪ 1‬علي فياليل ‪ ،‬االلتزامات ( النظرية العامة للعقد )‪ ،‬موفم للنشر ‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬طبعة منقحة ومعدلة ‪ ،3313 ،‬ص ‪.31‬‬
‫‪ 2‬علي فياليل ‪،‬نفس املرجع السابق‪،‬ص‪.388‬‬
‫‪ 3‬نور الدين ملطاعي ‪ ،‬الشرط املقّتن ابلعقد‪ ،‬مذكرة ماجستري‪،‬كلية احلقوق – جامعة اجلزائر‪،1551-1557 ،‬ص‪.‬ص‪.37-38.‬‬
‫‪ 4‬تنص املادة ‪ 138‬من القانون املدين اجلزائري ( املعدلة ابلقانون ‪ 13-37‬املؤرخ يف ‪ 33‬يونيو‪/3337‬ج‪.‬ر‪ ،88‬ص‪ ":)38.‬كل فعل أاي كان‬
‫يرتكبه الشخص خبطئه‪،‬ويسبب ضررا للغري يلزم من كان سببا يف حدوثه ابلتعويض"‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول‪/‬الفصل األول‪:‬شرط الموافقة من القيود االتف اقية التي ترد على حرية تداول األسهم‬

‫الشرط الذي يعرف على أنه ربط لنشوء االلتزام أو زواله حبادث مستقبل حمتمل‪ ،‬أي غري مؤكد احلصول يف‬
‫املستقبل وال ممتنع‪ ،‬أو هو ذلك األمر العارض املستقبلي غري حمقق الوقوع الذي يتوقف عليه وجود االلتزام أو‬
‫إهناؤه‪.‬‬
‫‪ .3‬الفرق بني شرط املنع من التصرف والشرط‬
‫املشرع اجلزائري وال م‬
‫املشرع الفرنسي شرط املنع من التصرف على عكس بعض التشريعات‬ ‫مل ينظم م‬
‫العربية اليت أقرته‪ ،‬واشّتطت لصحته أن يرد يف العقد أو يف الوصية ملدة معقولة و حمددة‪ ،‬إال أن الفقه و‬
‫القضاء الفرنسيان قد أجازاه واعترباه صحيحا إذا ما استكمل شروطه‪.‬‬
‫ويقّتب شرط املنع من التصرف من الشرط ملا أيخذ هذا األخري صورة الشرط الفاسخ‪ ،‬فكالها ينشأ‬
‫نتيجة اتفاق بني األطراف املتعاقدة‪ ،‬وخيتلفان يف حالة خمالفة كل منهما حيث يّتتب على خمالفة شرط املنع‬
‫من التصرف بطالن التصرف املخالف مع بقاء التصرف األصلي صحيحا‪ ،‬يف حني يزول االلتزام إذا ما حتقق‬
‫الشرط الفاسخ‪ ،‬فيكون الدائن ملزما برد ما أخذه‪ ،‬فإذا استحال عليه رد ما أخذه وجب عليه التعويض‪ ،‬فضال‬
‫على أن الشرط الفاسخ جائز يف كافة العقود بال استثناء على عكس شرط املنع من التصرف الذي يقتصر‬
‫على العقود الناقلة للملكية فقط‪ ،‬إضافة إىل أن الشرط املانع البد أن تكون له مدة معقولة‪.1‬‬
‫‪ .4‬الفرق بني الوعد ابلتعاقد والشرط‬
‫نظم م‬
‫املشرع اجلزائري الوعد ابلتعاقد يف املادتني‪51‬و‪ 53‬من القانون املدين‪ ،‬واعتربه عقد مبعىن الكلمة‬
‫ينعقد مثله مثل العقد النهائي متاما‪ ،‬ويعرف على أنه" االتفاق الذي يعد به كال املتعاقدين أو أحدها إببرام‬
‫عقد معني يف املستقبل ال يكون له أثر إال إذا عينت مجيع املسائل اجلوهرية للعقد املراد إبرامه‪ ،‬واملدة اليت جيب‬
‫إبرامه فيها حيث يبدي املوعود له رغبته يف التعاقد خالل املدة احملددة‪ ،‬وقد ال يبدي رغبته خالهلا فيسقط‬
‫حقه يف ذلك"‪ ،‬وعليه ميكن القول أن للوعد ابلتعاقد مدة حمددة على عكس الشرط الذي ليس له أي ميعاد‬
‫معني لتحققه‪ ،‬فضال على أن الوعد ابلتعاقد إذا مت خالل املدة احملددة فإن العقد يف هذه احلالة ينعقد أبثر‬
‫فوري أي ليس له أثر رجعي‪ ،‬وهذا خبالف الشرط سواء كان الشرط الواقف أو الفاسخ الذي يقوم على واقعة‬
‫يتضح أمرها يف املستقبل‪ ،‬ومن مثة تّتتب أاثرها أو ال تّتتب‪.2‬‬

‫د‪.‬حممود عبد الرحيم الديب ‪،‬بدء سراين االلتزام املشروط ( دراسة لفكرة الشرط يف القانون املصري والفرنسي)‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة للنشر ‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫اإلسكندرية ‪ ،1555،‬ص ‪ 38‬وما يليها‪.‬‬


‫‪ . 2‬علي فياليل ‪ ،‬االلتزامات ( النظرية العامة للعقد )‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.‬ص‪.185-188.‬‬
‫د‪.‬علي علي سليمان ‪،‬النظرية العامة لاللتزام‪ ،‬مصادر االلتزام يف القانون املدين اجلزائري‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية ‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬الطبعة التاسعة‬
‫‪ ،3317‬ص ‪.81‬‬

‫‪29‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول‪/‬الفصل األول‪:‬شرط الموافقة من القيود االتف اقية التي ترد على حرية تداول األسهم‬

‫ومع ذلك هناك جانب من الفقه كيف الوعد ابلبيع من جانب واحد على أنه بيع معلق على شرط‬
‫واقف‪.1‬‬

‫الفقرة الثانية‬

‫شرط املوافقة‬

‫املالحظ عن شرط املوافقة أنه ال التشريعات التجارية وال االجتهادات القضائية وضعت تعريفا له‪،‬‬
‫فاسحة اجملال للفقه الذي تصدى لذلك‪ ،‬حيث اختلفت اآلراء الفقهية وتباينت حول وضع تعريف جامع مانع‬
‫له‪ ،‬فجانب منهم عرفه على أنه "ذلك الشرط الذي مبوجبه يلتزم املساهم الراغب يف التنازل عن أسهمه بضرورة‬
‫احلصول على املوافقة املسبقة من الشركة على مشروع التنازل‪ ،‬وبذلك فإن التزام املساهم املتنازل هو التزام‬
‫بتحقيق نتيجة"‪.2‬‬

‫يف املقابل عرفه جانب آخر على أنه‪" :‬ذلك الشرط الذي يلزم احلصول على موافقة الشركة ممثلة يف‬
‫جملس إدارهتا أو مجعياهتا العامة حبسب ما يقرره نظامها األساسي خبصوص تنازل املساهم عن أسهمه‪ ،‬وقبول‬
‫دخول املتنازل إليه كمساهم يف الشركة"‪.3‬‬

‫ويعرف كذلك على أنه"الشرط الذي ينص عليه نظام الشركة ويتعلق على وجه الدقة إبخضاع دخول‬
‫مساهني جدد‪ ،‬أو مساهني غري مرغوب فيهم‪ ،‬أو ال يتمتعون ببعض الصفات للموافقة املسبقة للشركة"‪.4‬‬

‫‪ .‬أ‪.‬د‪.‬كامل رمضان مجال ‪،‬احلقوق و االلتزامات القانونية يف عقد البيع‪ ،‬املشكالت العلمية يف نقل امللكية‪ ،‬دار الكتاب احلديث‪ ،‬القاهرة‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫الطبعة األوىل‪،3313،‬ص ‪.118‬‬


‫‪ -‬هذا ويرى الدكتور عبد الرزاق أمحد السنهوري يف كتابه "نظرية العقد" أنه كما يوجد وعد ابلبيع يوجد وعد ابلشراء‪،‬إال أن الطرف امللتزم يف هذه‬
‫احلالة هو من يعرض الشراء‪،‬فيلتزم الشخص أبن يشّتي شيء ما‪،‬إذا أبدى الطرف الثاين رغبته يف بيعه يف مدة معينة‪ ،‬فضال على أنه قد يضم عقد‬
‫واحد وعدا ابلبيع ووعدا ابلشراء‪،‬وكل من الوعدين ملزم جلانب واحد‪ ،‬ومفاد ذلك أن يلتزم الطرف األول ببيع شيء ما إذا أبدى الطرف الثاين‬
‫رغبته يف الشراء‪،‬ويلتزم الطرف الثاين بشراء الشيء ذاته إذا أبدى الطرف األول رغبته يف البيع‪،‬وبذلك يبقى البيع النهائي موقوفا على رغبة األول يف‬
‫البيع ‪ ،‬أو على رغبة الثاين يف الشراء‪،‬كما يوجد كذلك الوعد ابلتفضيل ومفاده أن يكون الوعد مقصورا على جمرد تفضيل الطرف اآلخر على غريه‪،‬‬
‫إذا أراد الواعد التعاقد يف املستقبل‪،‬فال يتم إذا التعاقد النهائي إال بعد حتقق أمرين‪:‬‬
‫‪ -‬األمر األول أن يظهر الواعد رغبته يف التعاقد ويلتزم يف هذه احلالة أن يعرض التعاقد على الطرف اآلخر مفضال إايه على الغري‪.‬‬
‫‪ -‬اآلمر الثاين أن يقبل الطرف اآلخر التعاقد النهائي عندما يعرضه عليه الطرف األول" ص‪.318‬‬
‫‪ 2‬أ‪.‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املساهة يف القانون اجلزائري(دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪333‬‬
‫‪ 3‬أ‪.‬حممد فتاحي‪،‬نفس املرجع السابق ونفس الصفحة‪.‬‬
‫‪ 4‬أمساء بن ويراد‪ ،‬محاية املساهم يف شركة املساهة‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه يف احلقوق‪ ،‬ختصص قانون األعمال‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم السياسة‬
‫‪ ،‬جامعة تلمسان أبو بكر بلقايد ‪ ،3315-3311 ،‬ص‪.35‬‬

‫‪30‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول‪/‬الفصل األول‪:‬شرط الموافقة من القيود االتف اقية التي ترد على حرية تداول األسهم‬

‫ومنهم من عرفه على أنه"عملية قانونية ختضع مبقتضاها عملية التصرف يف السهم إىل شخص املتنازل‬
‫إليه إىل قبول من الشركة " ‪.1‬‬

‫ومل يقتصر التباين واالختالف حول هذه املسألة بني الفقهاء عند هذا احلد بل جتاوز ذلك‪ ،‬فهناك من‬
‫اعترب شرط املوافقة هو"ذلك االتفاق املكتوب يف نظام الشركة فيما بني املؤسسني أو بينهم وبني املساهني‪،‬‬
‫الذي يقضي أبن تنازل املساهم عن أسهمه إىل الغري ال يتم إال إذا وافق جملس اإلدارة أو اجلمعية العامة للشركة‬
‫مسبقا على هذا التنازل‪ ،‬وإال فإنه ال حيتج على الشركة ابلتنازل الذي ترفضه اهليئة املختصة ابملوافقة كما جاء‬
‫يف نظام الشركة "‪.2‬‬

‫ومن جهة أخرى‪ ،‬وبعد التمحيص والتدقيق يف بعض اآلراء الفقهية وجدان أن هناك اجتاهات فقهية‬
‫أخرى حاولت تعريف شرط املوافقة من زاوية مغايرة‪ ،‬إذ اعتربته عبارة عن" ذلك الشرط الذي يلزم مبقتضاه‬
‫موافقة جملس اإلدارة على تنازل املساهم عن أسهمه حبيث يكون للمجلس حق االعّتاض على شخص املتنازل‬
‫إليه‪ ،‬على أن يقّتح مشّت آخر بذات الشروط "‪.3‬‬

‫ويف نفس السياق عرفه البعض بشكل موجز على أنه" ختويل الشركة صالحية اختيار شخص املتنازل‬
‫إليه يف عملية التداول"‪ ،4‬أي بعبارة أخرى ذلك الشرط الذي يهدف إىل استبعاد األشخاص غري املرغوب فيهم‬
‫من االنضمام إىل الشركة دون أن يؤدي إىل املساس حبق املساهم يف التصرف يف أسهمه بشكل مطلق لتعلق‬
‫ذلك ابلنظام العام‪.‬‬

‫خالد عبد العزيز بغدادي ‪ ،‬تداول األسهم والقيود الواردة عليها ( دراسة مقارنة )‪،‬مكتبة القانون و االقتصاد للنشر و التوزيع ‪ ،‬الرايض –‬ ‫‪1‬‬

‫اململكة العربية السعودية ‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ ،3313،‬ص‪.885-883‬‬


‫‪ -‬يعقوب يوسف صرخوه ‪ ،‬األسهم وتداوهلا يف الشركات املساهة يف القانون الكوييت ‪ ،‬رسالة دكتوراه ‪ ،‬جامعة القاهرة ‪ ،1982 ،‬ص ‪.838‬‬
‫‪ -‬حممد عطا هللا الناجم املاضي ‪ ،‬دور اهليئة العامة لسوق املال يف محاية أقلية املساهني يف الشركات املساهة ( دراسة مقارنة)‪ ،‬مكتبة القانون و‬
‫االقتصاد للنشر و التوزيع ‪ ،‬الرايض – اململكة العربية السعودية ‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ ، 3313 ،‬ص ‪.11-13‬‬
‫‪ -‬حدة مزيدي‪ ،‬احلقوق امل الية للمساهم يف شركة املساهة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاجستري فرع العقود واملسؤولية‪ ،‬معهد احلقوق والعلوم اإلدارية‪،‬‬
‫جامعة اجلزائر‪ ،1557 ،‬ص‪.133‬‬
‫‪ 2‬د‪.‬محد هللا حممد محد هللا‪ ،‬مدى حرية املساهم يف التصرف يف أسهمه‪ ،‬دراسة مقارنة يف القانونني املصري والفرنسي‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫مصر‪ ،1558 ،‬ص‪.53‬‬
‫‪ -‬أ‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املساهة يف القانون اجلزائري(دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.333‬‬
‫‪ 3‬د‪.‬حممد فريد العريين ‪،‬القانون التجاري‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.138‬‬
‫‪ 4‬د‪.‬عبد األول عابدين حممد بسيوين‪ ،‬مبدأ حرية تداول األسهم يف شركات املساهة ( دراسة فقهية مقارنة)‪،‬دار الفكر اجلامعي للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‬
‫‪،‬الطبعة األوىل ‪ ، 3333،‬ص‪.315‬‬

‫‪31‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول‪/‬الفصل األول‪:‬شرط الموافقة من القيود االتف اقية التي ترد على حرية تداول األسهم‬

‫هذا وقد ذهب جانب آخر إىل تعريفه على أنه"تقنية يتم إدراجها من قبل املؤسسني يف القانون‬
‫األساسي للشركة ختضع مبقتضاها إحالة األسهم(الودية أو اجلربية)أو انتقاهلا أو انتقال احلقوق املرتبطة هبا‬
‫للموافقة املسبقة للشركة"‪.1‬‬

‫أما م‬
‫املشرع اجلزائري فقد صمت عن هذه املسألة على غرار نظرييه الفرنسي واملصري‪ ،‬لذا ارأتينا إعطاء‬
‫من وجهة نظران تعري افا لشرط املوافقة على أنه"ذلك الشرط املدرج مسبقا يف القانون األساسي للشركة الذي‬
‫يلزم املساهم الراغب يف إحالة بعض أسهمه أو كلها إىل الغري بضرورة احلصول على املوافقة املسبقة من اهليئات‬
‫نوعا من الرقابة على‬
‫املؤهلة يف الشركة املنوطة هبا مهمة ذلك"‪،‬أو هو ذلك"الشرط الذي مينح شركة املساهة ا‬
‫إحالة أسهمها‪ ،‬وخيوهلا حق االعّتاض على الشخص احملال إليه عند إحالة أحد مساهيها لبعض أسهمه أو‬
‫كلها إىل الغري‪ ،‬على أن تقدم هذه الشركة يف حالة رفضها ملشروع اإلحالة املعروض عليها للموافقة مشّت آخر‪،‬‬
‫سواء كان من بقية املساهني أو من الغري‪ ،‬أو أن تعمل على شراء األسهم حمل اإلحالة حلساهبا اخلاص بغرض‬
‫طبعا"‪ ،‬وعلى العموم مهما كان تعريفه فالفقه والقضاء‬
‫ختفيض رأمساهلا بعد حصوهلا على موافقة املساهم احمليل ا‬
‫والتشريع امجعوا على أن شرط املوافقة يف شركة املساهة جيب أال يصل إىل حد حرمان املساهم احمليل من حقه‬
‫يف تداول أسهمه والتصرف فيها بشكل مطلق لتعلق ذلك ابلنظام العام وإال كان ابطال‪.‬‬

‫ترتيبا ملا سبق ميكن القول أن الفقه بشقيه التقليدي واحلديث قد لعبا دورا كبريا يف وضع تعريف لشرط‬
‫نوعا ما م‬
‫حرية املساهم يف تداول أسهمه يف شركة املساهة‪ ،‬حيث تباينت اآلراء الفقهية‬ ‫املوافقة الذي يقيد ا‬
‫وتعددت بشأن حتديد تعريف جامع مانع هلذا الشرط‪ ،‬لذا من اجملحف أن ننكر ذلك‪ ،‬غري أنه حلد الساعة ال‬
‫يوجد تعريف موحد ومتفق عليه خبصوص هذا الشرط‪ ،‬يف املقابل مل تتعرض التشريعات املقارنة وال االجتهادات‬
‫القضائية لذلك على الرغم من م‬
‫أهية املوضوع‪ ،‬لعل هذا ما شكل حافزا لدينا دفعنا إىل التعمق يف هذا املوضوع‬
‫أكثر فأكثر‪ ،‬واالنتقال فيه خطوة خبطوة‪ ،‬حبسب درجة م‬
‫األهية واالرتباط‪.‬‬

‫وعلى أية حال مهما كان ما خلصنا إليه‪ ،‬فالبحث عن تعريف لشرط املوافقة يف شركة املساهة وحده‬
‫ال يكفي ملعرفة مدلوله على النحو الذي يقضي به القانون‪ ،‬بل يتطلب منا اخلوض يف مدى شرعية هذا الشرط‬
‫من عدمها‪ ،‬وهذا ما سنتعرض إليه ابلدراسة والتحليل يف الفرع اآليت‪.‬‬

‫‪ 1‬اندية مطالوي‪،‬النظام القانوين حلرية تداول القيم املنقولة اليت تصدرها شركة املساهة‪ ،‬مذكرة خترج لنيل شهادة املاجستري ختصص قانون األعمال‪،‬‬
‫كلية احلقوق والعلوم السياسية‪،‬جامعة ‪ 3‬ماي ‪ 87‬قاملة ‪ ، 3311/3317،‬ص‪.133‬‬

‫‪32‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول‪/‬الفصل األول‪:‬شرط الموافقة من القيود االتف اقية التي ترد على حرية تداول األسهم‬

‫الفرع الثان‬

‫شرعية شرط املوافقة و احلكمة منه‬

‫الفقرة األوىل‬

‫شرعية شرط املوافقة‬


‫من م‬
‫األهية مبكان أن نشري إىل أن شرط املوافقة قد ظهر ألول مرة يف فرنسا منذ أمد بعيد‪ ،‬بداية‬
‫إبقرار القضاء الفرنسي القدمي بصحة هذا الشرط املقيد لعملية التداول بوجه عام مستندا يف ذلك إىل مبدأ‬
‫عريق أال وهو مبدأ احل مرية التعاقدية‪ ،‬سواء ورد هذا الشرط يف نظام الشركة‪ ،‬أو يف تعديل الحق له‪ ،‬مث انتقل‬
‫بعد ذلك إىل مرحلة التقنني على إثر تكريسه مبوجب نصوص قانونية صرحية تضمنها ألول مرة القانون الفرنسي‬
‫الصادر يف ‪38‬جويلية ‪1315‬م‪. 1‬‬

‫غري أنه ابستقراء ومتحيص ما تضمنه هذا القانون اتضح لنا أن جمال تطبيق هذا الشرط يكمن أساسا‬
‫يف الشركات ذات رأس املال املتغري فقط‪ 2‬من دون شركات األموال األخرى‪ ،‬أي أن الشركات ذات رأس املال‬
‫الثابت مستثناة من اخلضوع هلذا الشرط‪ ،‬ولعل هذا ما فتح الباب مبصراعيه أمام اآلراء الفقهية واالجتهادات‬
‫القضائية اليت عاجلت هذه املسألة خالل هذه احلقبة الزمنية اليت انتهت بصدور قانون الشركات الفرنسي لسنة‬
‫‪1511‬م الذي استمدت منه بعض الدول العربية تشريعاهتا‪ ،‬ومنها التشريع اجلزائري‪.‬‬

‫أوال‪ :‬شرعية شرط املوافقة يف التشريع اجلزائري‬

‫يستمد شرط املوافقة يف شركة املساهة شرعيته يف القانون التجاري اجلزائري من نص املادة ‪517‬‬
‫مكرر ‪77‬الواردة يف ظل املرسوم التشريعي‪ ،33-58‬يف القسم الفرعي الثاين املوسوم ب"األسهم "‪،‬اليت أجازت‬

‫‪ 1‬د‪ .‬محد هللا حممد محد هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.33‬‬


‫‪ -‬الزهراء نواصرية‪،‬شرط اعتماد املتنازل له عند التنازل عن األسهم‪ ،‬جملة التواصل يف العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬جامعة ابجي خمتار‬
‫عنابة‪،‬اجلزائر‪ ،‬اجمللد ‪15‬العدد ‪،33‬الصادر يف ‪ ،3318 /31/83‬ص‪.133‬‬
‫‪ -‬اندية مطالوي ‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.135‬‬
‫‪ -‬أ‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املساهة يف القانون اجلزائري(دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.338‬‬
‫‪ -‬أمساء بن ويراد‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.35‬‬
‫‪ 2‬الزهراء نواصرية‪ ،‬نفس املرجع السابق ونفس الصفحة‪.‬‬
‫‪-P.DIDIER et Ph.DIDIER ,Droit commercial- Tome 2- Les sociétés commerciales ,Ed‬‬
‫‪ECONOMICA , Paris,2011, p531.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول‪/‬الفصل األول‪:‬شرط الموافقة من القيود االتف اقية التي ترد على حرية تداول األسهم‬

‫صراحة عرض إحالة األسهم للغري على الشركة للموافقة عليها أو رفضها‪ ،‬حيث جاء فيها‪":‬جيوز عرض إحالة‬
‫األسهم للغري أبي وجه كان على الشركة للموافقة مبوجب شرط من شروط القانون األساسي مهما تكن طريقة‬
‫النقل‪ ،‬ماعدا حالة اإلرث أو اإلحالة سواء لزوج أو أصل أو فرع‪.‬‬
‫وال ميكن النص على هذا الشرط إال إذا اكتست هذه األسهم بصفة استثنائية الشكل االمسي مبوجب القانون‬
‫أو القانون األساسي "‪.‬‬

‫وللتذكري‪ ،‬فشرط املوافقة يف شركة املساهة كان يستمد شرعيته يف ظل األمر رقم ‪ 75-57‬املؤرخ يف‬
‫‪1557/35/31‬م املتضمن القانون التجاري اجلزائري من نص املادة‪ 531‬اليت جاء فيه‪":‬جيوز عرض إحالة‬
‫األسهم للغري أبي وجه كان على الشركة للموافقة مبوجب شرط من شروط القانون األساسي‪ ،‬ماعدا حالة‬
‫اإلرث أو اإلحالة سواء لزوج أو أصل أو فرع"‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬شرعية شرط املوافقة يف التشريع املصري‬

‫يستمد شرط املوافقة شرعيته يف القانون املصري من نص املادة ‪ 31/183‬من الالئحة التنفيذية‬
‫لقانون الشركات املصري رقم ‪ 175‬لسنة ‪1531‬م اليت جاء فيها‪":‬جيوز أن ينص نظام الشركة على وجوب‬
‫موافقة إدارة الشركة أو الشريك أو الشركاء املديرين حسب األحوال على تنازل املساهم عن أسهمه إىل الغري‪،‬‬
‫وذلك ابلشروط الواردة يف املادة ‪ ،"181‬وجتدر اإلشارة إىل أن هذا النص يطبق سواء تعلق األمر بشركة‬
‫املساهة أو بشركة التوصية ابألسهم ‪.1‬‬

‫املشرع املصري ألغى القيود االتمفاقية ومنها شرط املوافقة ابلنسبة لشركات املساهة ذات‬
‫ومع ذلك ف م‬
‫االكتتاب العام‪ ،‬والشركات املقيدة يف البورصة بدليل ما تضمنته املادة ‪ 18‬من الالئحة التنفيذية لقانون سوق‬
‫رأس املال رقم‪ 57‬لسنة‪1553‬م اليت جاء فيها‪":‬ال جيوز للشركة أو نظامها األساسي وضع قيود على تداول‬
‫أسهمها مىت كانت من شركات االكتتاب العام‪ ،‬أو على األسهم اليت يتم قيدها ببورصات األوراق املالية‪،‬‬
‫وذلك مع عدم اإلخالل ابألوضاع املقررة عند اتريخ العمل هبذه الالئحة"‪ ،‬على إثر ذلك أنمل من م‬
‫املشرع‬
‫اجلزائري أن حيذو حذو نظريه املصري‪.‬‬

‫‪1‬د‪ .‬عماد حممد أمني رمضان‪،‬محاية املساهم يف شركة املساهة‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬دار الكتب القانونية‪ ،‬مصر‪ ،3315 ،‬ص ‪.851‬‬
‫‪ -‬د‪.‬أبو زيد رضوان‪ ،‬الشركات التجارية يف القانون املصري املقارن‪ ،‬دار الفكر العريب‪ ،‬القاهرة – مصر(د‪.‬س‪.‬ن)‪ ،‬ص‪.778‬‬
‫‪ -‬د‪.‬محد هللا حممد محد هللا ‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.‬ص‪.55-53‬‬
‫‪ -‬د‪.‬مسيحة القليويب‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.‬ص‪.537-538.‬‬

‫‪34‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول‪/‬الفصل األول‪:‬شرط الموافقة من القيود االتف اقية التي ترد على حرية تداول األسهم‬

‫اثلثا‪ :‬شرعية شرط املوافقة يف التشريع الفرنسي‬

‫كما ذكران سابقا‪ ،‬فالفقه والقضاء الفرنسيان قد عرفا شرط املوافقة منذ أمد بعيد‪ ،‬وكرسه م‬
‫املشرع‬
‫الفرنسي ألول مرة يف الشركات ذات رأس املال املتغري مبوجب قانون ‪1315‬م‪ ،‬أي قبل صدور قانون الشركات‬
‫الفرنسي لسنة ‪1511‬م حبوايل قرن من الزمن‪ ،‬ففي هذه الفّتة لعب الفقه والقضاء الفرنسيان دورا كبريا يف هتيئة‬
‫املناخ املالئم إلدراج شرط املوافقة‪ ،‬وتنظيمه يف الشركات ذات رأس املال الثابت مبوجب نصوص تشريعية‬
‫صرحية ال تدع جماال للشك أمثرت بصدور قانون الشركات لسنة ‪1511‬م الذي يعد اللبنة األوىل اليت يستمد‬
‫منها شرط املوافقة شرعيته‪.‬‬

‫وعلى أية حال يستمد شرط املوافقة شرعيته يف القانون الفرنسي من نص املادة ‪ 358‬الواردة يف ظل‬
‫قانون الشركات الفرنسي الصادر يف ‪ 38‬يوليو سنة ‪1511‬م‪ ،1‬بل إن القضاء الفرنسي يف هذه الفّتة قد‬
‫ذهب إىل أبعد من ذلك‪ ،‬واعترب هذا الشرط صحيحا وجائزا حىت يف حالة تنازل املساهم عن أسهمه إىل أحد‬
‫املساهني من منطلق أن تطبيق ذلك يدخل يف إطار توزيع األسهم بني املساهني‪ ،‬على إثر ذلك ميكن القول‬
‫أن القضاء الفرنسي يف هذه املرحلة قد اعترب املساهني من الغري‪ ،‬وابلتايل فإن أي تنازل من مساهم إىل آخر‬
‫البد أن خيضع لشرط املوافقة املنصوص عليه مسبقا يف نظام الشركة‪ ،‬إال أن هذا الرأي كان حمل نقد ‪.2‬‬

‫يف املقابل رأت حمكمة التمييز الفرنسية أن مفهوم املادتني ‪ 358‬و‪ 357‬من قانون الشركات الفرنسي‬
‫لسنة‪1511‬م ينحصر يف التنازل إىل الغري‪ ،‬على أساس أن التنازل إىل مساهم آخر من املساهني ال يؤدي إىل‬
‫اإلضرار ابلشركة كوهنا وافقت مسبقا على شخص املساهم املتنازل إليه كمساهم يف الشركة‪ ،‬وابلتايل ال ميكن‬
‫إخضاع هذا التنازل لشرط املوافقة ‪.3‬‬

‫‪ 1‬املادة ‪ 358‬من قانون الشركات الفرنسي لسنة ‪1511‬م معدلة بنص املادة ‪ 83‬من القانون رقم ‪ 781-53‬الصادر يف ‪ 33‬جويلية ‪1553‬م‪،‬‬
‫يف اجلريدة الرمسية الفرنسية املؤرخة يف ‪ 38‬جويلية ‪1553‬م‪ ،‬وملغاة مبوجب املادة ‪ 38‬من األمر رقم ‪ 513-3333‬الصادر يف‬
‫‪3333/35/13‬م‪ ،‬يف اجلريدة الرمسية الفرنسية املؤرخة يف ‪3333/35/ 31‬م‪.‬‬
‫‪-Y.GUYON, Les sociétés, Aménagements statutaires et conventions entre associés,‬‬
‫‪Librairie générale de droit et de jurisprudence, EJA, Paris,3eme édition,1997,p165.‬‬
‫‪ 2‬د‪ .‬الياس انصيف‪ ،‬موسوعة الشركات التجارية‪ ،‬الشركة املغفلة األسهم‪ ،‬اجلزء الثامن‪ ،‬منشورات احلليب احلقوقية‪ ،‬لبنان‪ ،‬الطبعة الثانية‪،3313 ،‬‬
‫ص‪.‬ص ‪.851-833‬‬
‫د‪ .‬عماد حممد أمني رمضان‪ ،‬محاية املساهم يف شركة املساهة‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.851‬‬
‫‪ -‬د‪.‬محد هللا حممد محد هللا ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.55‬‬
‫‪3‬د‪ .‬الياس انصيف‪،‬نفس املرجع السابق ‪،‬ص‪.‬ص ‪.851-853‬‬

‫‪35‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول‪/‬الفصل األول‪:‬شرط الموافقة من القيود االتف اقية التي ترد على حرية تداول األسهم‬

‫وأمام هذا الوضع احناز م‬


‫املشرع الفرنسي إىل ما ذهب إليه االجتهاد القضائي األول القاضي أبن التنازل‬
‫إىل أحد املساهني خيضع من دون شك لشرط املوافقة املنصوص عليه يف نظام الشركة‪ ،‬وما يؤكد ذلك هو‬
‫حذفه لكلمة "الغري" من نص املادة ‪ L228-23‬من القانون التجاري الفرنسي احلايل اليت يستمد منها‬
‫كذلك شرط املوافقة شرعيته ‪.‬‬

‫هذا ورأى بعض الفقهاء أن التعديالت اليت أدخلها م‬


‫املشرع الفرنسي على نص املادة ‪L228-23‬‬
‫من القانون التجاري‪1‬جاءت كنتيجة حتمية على الصياغة املعيبة لنص املادة ‪ 358‬من قانون الشركات‬
‫الفرنسي لسنة ‪1511‬م امللغى‪.2‬‬

‫وقد أصاب م‬
‫املشرع الفرنسي ملا أخضع اإلحالة اليت متت فيما بني املساهني إىل شرط املوافقة‪ ،‬وبذلك‬
‫يكون قد خالف ما استقر عليه نظرييه اجلزائري واملصري اللذان اعتربا أن املساهني ليسوا من الغري‪ ،‬وأن التنازل‬
‫احلاصل بني املساهني فيما بينهم ال خيضع لشرط املوافقة‪ ،‬وهذا مستنبط من نص املادة ‪517‬مكرر‪77‬من‬
‫القانون التجاري اجلزائري‪ ،‬وكذا املادة ‪ 183‬من الالئحة التنفيذية لقانون الشركات املصري رقم‪ 175‬لسنة‬
‫‪1531‬م اللتان حصرات تطبيق شرط املوافقة يف اإلحاالت اليت تتم إىل الغري األجنيب عن الشركة‪.‬‬

‫‪ 1‬املادة ‪ L228-23‬املقننة مبوجب األمر رقم ‪ 513-3333‬املؤرخ يف ‪3333/35/13‬م( اجلريدة الرمسية الفرنسية الصادرة يف‬
‫‪3333/35/31‬م)‪،‬و املعدلة مبوجب املادة‪ 83‬من األمر رقم ‪ 138-3338‬املؤرخ يف ‪3338/31/38‬م(اجلريدة الرمسية الفرنسية الصادرة‬
‫يف‪3338/31/31‬م‪،).‬و املعدلة مبوجب املادة ‪ 35‬من األمر رقم ‪ 33-3335‬الصادر يف‪3335/31/33‬م‪:‬‬
‫‪« Dans une société dont les actions ne sont pas admises aux négociations sur un marché‬‬
‫‪réglementé , la cession d’actions ou de valeurs mobilières donnant accès au capital ,à quelque titre‬‬
‫‪que ce soit, peut être soumise à l’agrément de la société par une clause des statuts.‬‬
‫‪Une clause d’agrément ne peut être stipulée que si les titres sont nominatifs en vertu de la loi ou‬‬
‫‪des statuts.‬‬

‫‪Cette clause est écartée en cas de succession, de liquidation du régime matrimonial ou de cession,‬‬
‫‪soit à un conjoint, soit à un ascendant ou à un descendant.‬‬

‫‪Les dispositions de l’alinéa précédent ne sont pas applicables lorsqu’une société dont les actions ne‬‬
‫‪sont pas admises aux négociations sur un marché réglementé réserve des actions à ses salariés, dès‬‬
‫‪lors que la clause d’agrément a pour objet d’éviter que lesdites actions ne soient dévolues ou cédées‬‬
‫‪à des personnes n’ayant pas la qualité de salarié de la société‬‬
‫‪.‬‬
‫» ‪Toute cession effectuée en violation d’une clause d’agrément figurant dans les statuts est nulle.‬‬
‫‪2‬أ‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املساهة يف القانون اجلزائري(دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.811‬‬
‫‪- J. Philipe DOM , Droit des sociétés ,Librairie Vuibert ,Paris , 2001,p152.‬‬
‫‪-C. Maurice,V.Alain, D.Florence,Manuels droit des sociétés , 18 Ed ,Paris,2005,p310.‬‬
‫‪-M. Catherine, Le remaniement du régime des clauses d’agréments par L’ordonnance N°2004-604‬‬
‫‪du 24/06/2004 , Recueil DALLOZ, p2775.‬‬

‫‪36‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول‪/‬الفصل األول‪:‬شرط الموافقة من القيود االتف اقية التي ترد على حرية تداول األسهم‬

‫رابعا‪ :‬شرعية شرط املوافقة يف التشريع السعودي‬

‫املشرع السعودي أن ترد يف نظام الشركة قيود اتمفاقية كأصل عام بشرط أال يكون من شأهنا‬
‫أجاز م‬
‫تقييد تداول األسهم بشكل هنائي‪ ،‬وهذا ما عربت عنه صراحة املادة ‪ 133‬من نظام الشركات السعودي‬
‫اجلديد اليت وردت يف الفصل اخلامس املعنون"ابلصكوك اليت تصدرها شركة املساهة"‪،‬يف الفرع األول‬
‫املوسوم"ابألسهم" جاء فيها‪":‬جيوز أن ينص يف نظام الشركة األساسي على قيود تتعلق بتداول األسهم بشرط‬
‫أال يكون من شأهنا احلظر املطلق هلذا التداول " ‪.1‬‬

‫وللتذكري‪ ،‬فاملادة ‪ 131‬من نظام الشركات السعودي قبل تعديلها بنص املادة ‪ 133‬املذكورة أعاله‬
‫كانت تنص هي األخرى على جواز إدراج القيود االتفاقية يف النظام األساسي للشركة‪،‬إذ جاء فيها "جيوز أن‬
‫ينص يف نظام الشركة على قيود تتعلق بتداول األسهم بشرط أال يكون من شأهنا حترمي هذا التداول "‪.2‬‬

‫غري أنه يؤخذ على م‬


‫املشرع السعودي سواء قبل تعديله لنظام الشركات أو بعده أنه مل يفصل يف هذه‬
‫القيود االتمفاقية‪ ،‬ومل ينظم الضوابط اليت حتكمها على غرار املشرع املصري واجلزائري واملغريب‪ ،‬وغريهم من‬
‫التشريعات املقارنة اليت تناولت هذه الشروط بنوع من التفصيل‪ ،‬مما قد يؤثر سلبا على حقوق أقلمية املساهني‬
‫وعلى حقوق املساهم احمليل على أساس أن ذلك سيشكل دافعا و حمفزا لدى أغلبية املساهني ولدى أعضاء‬
‫جملس اإلدارة والقائمني إبدارة الشركة الذين يستغلون هذا الفراغ القانوين إلدراج تلك القيود بصفة مطلقة ومن‬
‫دون أية ضوابط حتكمها قد متس ابملقومات‪ ،‬واألسس اليت ترتكز عليها شركات املساهة بصفة عامة‪ ،‬وقد‬
‫جتعل املساهم احمليل حبيس أسهمه و أسريها‪ ،‬وابلتايل حترمه من حق البقاء أو االنسحاب من الشركة‪.3‬‬

‫خامسا‪ :‬شرعية شرط املوافقة يف التشريع الفلسطين‬

‫مل ينص قانون الشركات الفلسطيين لسنة ‪1535‬م الساري املفعول يف قطاع غزة إىل حد اآلن على‬
‫حرية تداول األسهم بشكل عام‪ ،‬سواء كانت قيود قانونية أو اتمفاقية‪ ،‬وعهد لنظام‬
‫القيود اليت ترد على مبدأ م‬

‫‪ 1‬املادة ‪ 133‬من نظام الشركات السعودي اجلديد لسنة ‪1885‬ه‪3317/‬م‪.‬‬


‫‪ 2‬حممد عطا هللا الناجم املاضي ‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.73‬‬
‫‪.-‬د‪.‬حسام الدين سليمان توفيق‪،‬الشركات التجارية‪ ،‬النظرية العامة للشركات وتطورها‪ ،‬شركات األشخاص‪-‬شركات األموال‪ -‬شركة الشخص‬
‫الواحد‪ ،‬طبقا لنظام الشركات الصادر ابملرسوم امللكي (م‪ )8/‬املؤرخ يف ‪ 1885/31/33‬ه‪ ،‬مركز الدراسات العربية للنشر والتوزيع‪،‬مصر‪ ،‬الطبعة‬
‫األوىل‪ ،3311،‬ص‪.315‬‬
‫‪ 3‬حممد عطا هللا الناجم املاضي ‪،‬نفس املرجع السابق ونفس الصفحة‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول‪/‬الفصل األول‪:‬شرط الموافقة من القيود االتف اقية التي ترد على حرية تداول األسهم‬

‫الشركة مهمة تنظيم عملية تداول األسهم‪ ،‬أي بعبارة أخرى الشركة حرة يف وضع القيود اليت تراها مناسبة يف‬
‫قانوهنا األساسي‪ ،1‬وهبذا يكون قد انتهج ما استقر عليه م‬
‫املشرع االجنليزي يف قانون الشركات لسنة‪1537‬م‪،‬‬
‫بدليل ما تضمنته املادة ‪133‬منه اليت جاء فيها" خيضع انتقال األسهم إىل القيود اليت ينص عليها النظام"‪.2‬‬

‫أما قانون الشركات لسنة ‪1518‬م الساري املفعول يف الضفة الغربية‪ ،‬فقد أقر بشرعية شرط املوافقة يف‬
‫نص املادة ‪ 15‬يف فقرهتا األوىل جاء فيها‪":‬ال يتم بيع ونقل األسهم ابلنسبة للشركة إال بعد موافقة جملس‬
‫اإلدارة‪ ،‬وأبي طريقة أو صيغة – إن وجدت‪ -‬يرمسها نظام الشركة"‪.3‬‬

‫على العموم‪ ،‬فشرط املوافقة يف شركة املساهة يستمد شرعيته من نصوص قانونية صرحية تضمنتها‬
‫بعض التشريعات العربية واملقارنة‪،‬كالتشريع اجلزائري واملصري والفرنسي وغريهم اليت تناولت هذا الشرط بنوع‬
‫من التفصيل‪ ،‬ومع ذلك إذا ورد شرط املوافقة جمردا يف شركة املساهة اعترب مرفوضا وغري مقبول يف هذه احلالة‬
‫ألنه جيعل املساهم احمليل حبيس أسهمه وأسريها على اعتبار أن الشركة قد ترفض مشروع اإلحالة من دون أن‬
‫تقدم أي مربرات هلذا الرفض‪.4‬‬

‫الفقرة الثانية‬

‫احلكمة من إدراج شرط املوافقة يف نظام الشركة‬

‫يهدف شرط املوافقة إىل حتقيق عدة غاايت منها محاية حقوق الشركة وبقية املساهني يف آن واحد‬
‫عن طريق تقييد م‬
‫حرية املساهم الراغب يف إحالة بعض أسهمه أو كلها إىل الغري‪ ،‬وليس هذا فقط بل مينح اهليئة‬
‫املؤهلة إلدارة الشركة سلطة املوافقة على مشروع اإلحالة أو رفضه مما ميكنها من ممارسة نوع من الرقابة على‬
‫انسحاب أو انضمام مساهني جدد إليها‪ ،‬فهو بذلك يعد مبثابة آلية تقليدية حتد من دخوهلم كمساهني يف‬

‫‪ 1‬عال وجيه حممد علي‪ ،‬التنظيم القانوين لتداول األسهم يف بورصة فلسطني ( دراسة حتليلية)‪ ،‬رسالة ماجستري‪ ،‬كلية احلقوق واإلدارة العامة‪،‬جامعة‬
‫بري زيت فلسطني‪ 3313،‬ص‪.‬ص‪.83-85.‬‬
‫‪ 2‬فاروق إبراهيم جاسم‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.183‬‬
‫‪ 3‬عال وجيه حممد علي‪،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص‪.83.‬‬
‫‪ 4‬حممود سليم خشفه ‪ ،‬األوراق املالية اليت تصدرها شركات املساهة (دراسة مقارنة)‪ ،‬املركز العريب للنشر و التوزيع ‪ ،‬القاهرة – مصر ‪ ،‬الطبعة األوىل‬
‫‪ ، 3313،‬ص ‪.338-333‬‬
‫د‪ .‬عماد حممد أمني رمضان‪ ،‬محاية املساهم يف شركة املساهة‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.851‬‬
‫‪ -‬د‪.‬محد هللا حممد محد هللا ‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.55‬‬
‫‪ -‬حممد عطا هللا الناجم املاضي ‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪38‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول‪/‬الفصل األول‪:‬شرط الموافقة من القيود االتف اقية التي ترد على حرية تداول األسهم‬

‫رأمساهلا‪،‬إذ ال ميكن هلؤالء أن يصبحوا مساهني إال بعد أن تتم املوافقة من اجلهات املختصة يف الشركة على‬
‫مشروع اإلحالة املعروض عليها‪ ،‬ويتم تقييد ذلك يف سجل الشركة‪.1‬‬

‫ولقد أثبت الواقع العملي أن اهلدف األساسي من إدراج شرط املوافقة يف القانون األساسي للشركة هو‬
‫يف األصل منع دخول بعض األشخاص إليها‪،‬كاألجانب مثال عندما يراد االحتفاظ ابلطابع الوطين للشركة‪ ،‬أو‬
‫منع األشخاص الذين يزاولون نشاطا جتارًّاي منافسا لنشاط الشركة‪ ،‬أو عندما يراد به حتقيق توازن يف توزيع‬
‫األسهم فيما بني املساهني‪ ،‬فإذا وجد هذا الشرط تعني على املساهم احمليل إخطار الشركة مبشروع اإلحالة‪.‬‬

‫كذلك يهدف شرط املوافقة مهما كانت صورته إىل إضفاء مظهر من مظاهر االعتبار الشخصي على‬
‫شركات املساهة اليت تقوم أساسا على االعتبار املايل‪ ،‬فهو خيوهلا حق االعّتاض على الشخص احملال إليه‬
‫خاصة إذا كان هذا الشخص معروفا بعدائه هلا‪ ،‬أو كان من الذين يتبنون آراء خمالفة لتوجهات وتطلعات‬
‫الشركة‪.‬‬

‫ويستفاد من الفقرات املتقدمة أن شرط املوافقة قد يتخذ عدة صور يف القانون األساسي لشركة‬
‫املساهة‪ ،‬وهذا سنتطرق إليه بنوع من التحليل والتفصيل يف املطلب اآليت‪.‬‬

‫املطلب الثان‬

‫صور شرط املوافقة‬

‫ابستقراء وحتميص اآلراء الفقهية‪ ،‬وبتحليل ما جاء يف نصوص التشريعات املنظمة لشرط املوافقة يف‬
‫شركة املساهة اتضح لنا أن هناك تباين واختالف كبري خبصوص مسألة الصور اليت قد يتخذها هذا الشرط يف‬
‫نظام الشركة‪ ،‬فجانب منهم رأى أن هذا الشرط يكفي أن يرد يف شكل بسيط أو جمرد‪ ،‬يف حني رأى اجلانب‬
‫اآلخر أنه من الضروري ومن مصلحة املساهم احمليل أن يرد هذا الشرط مصحواب اباللتزام ابلشراء‪ ،‬ومن مثة‬
‫فالشركة ملزمة بتقدمي بديل عن احملال إليه سواء كان من بقية املساهني أو من الغري‪ ،‬أو أن تعمل هي على‬
‫شراء األسهم حمل اإلحالة حلساهبا اخلاص بغرض ختفيض رأمساهلا بعد حصوهلا على موافقة املساهم احمليل طبعا‪،‬‬
‫على ضوء ذلك حاولنا معاجلة هذه املسألة ابلتحليل والتفصيل من خالل الفرعني اآلتيني‪.‬‬

‫‪ 1‬د‪ .‬عماد حممد أمني رمضان‪،‬محاية املساهم يف شركة املساهة‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬الكتاب األول‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.855‬‬
‫‪ -‬د‪.‬محد هللا حممد محد هللا ‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.31‬‬
‫‪-M. SALAH, Les valeurs mobilières émises par les sociétés par actions , éditions Dis.Ibn‬‬
‫‪Khaldoun, Oran,2001, p44.‬‬

‫‪39‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول‪/‬الفصل األول‪:‬شرط الموافقة من القيود االتف اقية التي ترد على حرية تداول األسهم‬

‫الفرع األول‬

‫شرط املوافقة شرط جمرد‬

‫مبوجب هذه الصورة جيب على املساهم الراغب يف إحالة بعض أسهمه أو كلها إىل الغري أن حيصل‬
‫على موافقة الشركة اليت هلا حق املوافقة أو الرفض‪ ،‬وعليه ففي احلالة األخرية أي يف حالة الرفض تكون الشركة‬
‫غري ملزمة بتقدمي األسباب املؤدية هلذا الرفض إضافة إىل أهنا غري ملزمة بشراء األسهم حمل اإلحالة حلساهبا‬
‫اخلاص‪ ،‬وهي غري ملزمة كذلك ابقّتاح مشّت آخر‪ ،‬سواء كان من بقية املساهني أو من الغري‪.‬‬

‫غري أن شرط املوافقة البسيط واجملرد قد تعرض للنقد الشديد على أساس أنه يتعارض ابلدرجة األوىل‬
‫مع مفهوم وطبيعة السهم بوصفه صكا قابال للتداول ابلطرق التجارية‪ ،‬إذ ال ميكن أن حيرم املساهم من حقه يف‬
‫التصرف يف أسهمه بشكل مطلق لتعلق ذلك ابلنظام العام‪.1‬‬

‫وما يعزز ذلك هو ما ذهبت إليه حمكمة النقض الفرنسية اليت رأت أنه ابلرغم من أن مبدأ قابلية‬
‫السهم للتداول هو جوهر شركات املساهة‪ ،‬وأن الشرط املتنازع بشأنه هو شرط املوافقة الذي خيول جملس‬
‫اإلدارة رخصة رفض مشروع اإلحالة‪ ،‬ومن مثة فعدم قبول احملال إليه يف احللول حمل املساهم احمليل بعد دفع‬
‫الثمن املتفق عليه أو العادل من دون إبداء األسباب املربرة هلذا الرفض جيعل هذا الشرط ابطال‪ ،‬ألنه يلغي‬
‫إمكانية خروج املساهم احمليل من الشركة عن طريق إحالة أسهمه والتصرف فيها‪.2‬‬

‫‪(clause‬‬ ‫وفضال عن ذلك استقر جانب من الفقه احلديث على أن شرط املوافقة البسيط أو اجملرد‬
‫)‪ d’agrément pur et simple‬الذي قد ينص عليه نظام شركة املساهة ميكن أن يكون وسيلة للتعسف تستغلها‬
‫إدارة الشركة املنوط هبا املوافقة على مشروع اإلحالة املعروض عليها‪ ،‬وملنع وقوع هذا التعسف رأى أصحاب‬
‫هذا االجتاه أنه من الضروري أن يكون قرار رفض مشروع اإلحالة معلال و مسببا‪ ،‬وأن يكون هذا التسبيب‬
‫م‬
‫جد ًّاي ومربرا‪ ،‬إال أن اجتاها آخر عارض هذه الفكرة على أساس أن قرار الرفض يف غالب األحيان يبىن على‬

‫‪ 1‬د‪ .‬صفوت انجي هبنساوي‪ ،‬شرط املوافقة يف أنظمة شركات املساهة‪ ،‬دار النهضة العربية ‪،‬القاهرة‪ ،1557 ،‬ص‪.‬ص‪.38-31 .‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬أبو زيد رضوان‪ ،‬الشركات التجارية يف القانون الكوييت املقارن ‪ ،‬دار الفكر العريب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ ،1553،‬ص‪.838‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬مسيحة القليويب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص‪.531-533.‬‬
‫‪ 2‬د‪ .‬معن عبد الرحيم عبد العزيز جوحيان‪ ،‬النظام القانوين لتخفيض رأس مال شركات األموال اخلاصة‪ ،‬دراسة مقارنة ‪ ،‬دار احلامد للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫عمان‪ ،‬األردن‪،‬الطبعة األوىل ‪ ،3333 ،‬ص‪.‬ص‪.333-331 .‬‬

‫‪40‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول‪/‬الفصل األول‪:‬شرط الموافقة من القيود االتف اقية التي ترد على حرية تداول األسهم‬

‫اعتبارات معقدة وخاصة بنشاط وتوجهات الشركة قد ترقى لسر من أسرارها‪ ،‬لذا من ابب أوىل أال تفصح‬
‫الشركة عن أسباب رفضها‪.1‬‬

‫وحنن نتفق مع االجتاه األول القاضي أبن إدراج شرط املوافقة البسيط أو اجملرد يف نظام الشركة ميكن‬
‫أن يكون حمل إساءة من قبل اجلهاز املنوط به املوافقة على مشروع اإلحالة‪ ،‬سواء كان جملس اإلدارة أو اجلمعية‬
‫العامة حبسب احلالة‪ ،‬لذا من الضروري أن يكون الرفض الناجم عن هذا الشرط معلال‪ ،‬وانبعا من األسباب اليت‬
‫حتمي املصلحة اجلماعية للشركة وللمساهني‪ ،‬ومن دون أن تلغي بشكل هنائي حقوق املساهم احمليل سواء كان‬
‫حقه يف االنسحاب من الشركة أو حقه يف البقاء فيها‪ ،‬على ضوء ذلك ظهر شرط املوافقة املصحوب اباللتزام‬
‫ابلشراء الذي جاء كنتيجة حتمية عن مجلة االنتقادات اليت وجهت لشرط املوافقة البسيط أو اجملرد الذي مل‬
‫حيظ ابلتأييد والقبول سواء لدى مجهور الفقهاء‪ ،‬أو لدى جل التشريعات اليت أقرت يف جمملها بعدم شرعيته‪.‬‬

‫وجتدر اإلشارة إىل أن شرط املوافقة البسيط واجملرد مازال معموال به يف فرنسا ابلنسبة لشركات املساهة‬
‫ذات رأس املال املتغري بدليل ما تضمنته املادة ‪ 73‬من القانون الفرنسي الصادر يف ‪ 38‬جويلية ‪1315‬م اليت‬
‫مل تلغ حلد اآلن ال مبوجب قانون الشركات الفرنسي لسنة ‪1511‬م‪ ،‬وال حىت مبوجب القانون التجاري الفرنسي‬
‫الساري املفعول‪ ،‬وعلى النقيض من ذلك مل يقر م‬
‫املشرع اجلزائري سواء يف القانون التجاري أو يف القوانني‬
‫املنظمة لسوق األوراق املالية بشرط املوافقة البسيط واجملرد بدليل ما تضمنته الفقرة األوىل من نص املادة‬
‫‪517‬مكرر‪75‬من القانون التجاري اليت أقرت بضرورة اقّتان شرط املوافقة ابلشراء‪ ،‬على أن ذلك ليس ابجلديد‬
‫على م‬
‫املشرع اجلزائري إذ أنه أخذ بشرط املوافقة املقّتن ابلشراء منذ البداية‪ ،‬أي منذ صدور أول قانون جتاري‬
‫جزائري بدليل ما تضمنته الفقرة الثانية من نص املادة‪ 535‬الواردة يف ظل األمر‪.2 75-57‬‬

‫الفرع الثان‬

‫إقرتان شرط املوافقة ابلشراء‬

‫مبوجب الصورة الثانية املتمثلة يف شرط املوافقة املصحوب اباللتزام ابلشراء جيب على الشركة عند‬
‫رفض مشروع اإلحالة املعروض عليها للموافقة أن تقدم أسباب الرفض‪ ،‬وأن تعمل على شراء األسهم حمل‬

‫‪ 1‬بشار فالح انصر الشباك‪ ،‬نظرية التعسف يف إدارة الشركات التجارية ( دراسة مقارنة )‪ ،‬مركز الدراسات العربية للنشر و التوزيع‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة‬
‫األوىل‪ ،3311،‬ص‪.‬ص‪.187-188.‬‬
‫‪ 2‬اندية مطالوي‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.135‬‬
‫‪-P. DIDIER et Ph. DIDIER, op.cit, P531.‬‬

‫‪41‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول‪/‬الفصل األول‪:‬شرط الموافقة من القيود االتف اقية التي ترد على حرية تداول األسهم‬

‫طبعا‪ ،‬أو تعمل على‬


‫اإلحالة حلساهبا اخلاص بغرض ختفيض رأمساهلا بعد حصوهلا على موافقة املساهم احمليل ا‬
‫تقدمي مشّت آخر سواء كان من بقية املساهني أو من الغري‪ ،‬وبذلك تكون هذه الصورة قد جتاوزت النقد املوجه‬
‫للصورة األوىل‪ ،‬أي لشرط املوافقة البسيط واجملرد الذي جيعل املساهم احمليل حبيس أسهمه وأسريها‪.1‬‬

‫ويف هذا االجتاه ذهبت بعض االجتهادات القضائية إىل أبعد من ذلك حيث اعتربت اقّتان شرط‬
‫املوافقة ابلشراء وحده ال يكفي بل البد من حتقيق املصلحة اجلماعية من وراء تطبيق هذا الشرط‪ ،‬وهذا ما‬
‫أكدته حمكمة النقض الفرنسية يف القضية املعروفة بشركة التأمني ‪ L’europe‬اليت شددت مبقتضاها على‬
‫وجوب توافر الشرطني معا‪ ،‬على عكس ما ذهبت إليه حمكمة االستئناف اليت قبلت بصحة شرط املوافقة‬
‫معتمدة يف ذلك على شرط حتقيق املصلحة اجلماعية فقط من دون اقّتان هذا الشرط ابلشراء‪ ،‬غري أن هذا‬
‫التباين كان قبل صدور قانون الشركات الفرنسي لسنة ‪1511‬م‪.2‬‬

‫لكن بعد التكريس التشريعي لشرط املوافقة املقّتن ابلشراء مبوجب نص املادة ‪ 357‬من قانون‬
‫الشركات الفرنسي لسنة ‪1511‬م‪ 3‬اختفى اجلدل الذي كان قائما‪ ،‬وظهر على السطح تساؤل آخر لدى‬
‫غالبية فقهاء القانون التجاري حول مدى مطابقة شرط املوافقة املقّتن ابلشراء مع املصلحة اجلماعية‪ ،‬حيث‬
‫اعتقد البعض أن اقّتان شرط املوافقة ابلشراء غايته محاية الشركة واملساهني يف آن واحد‪ ،‬وابلتايل يصبح‬
‫التحقق من مطابقة هذا الشرط للمصلحة اجلماعية من دون جدوى‪ ،‬ومن بني الفقهاء الذين اندوا هبذا الرأي‬
‫األستاذ شامبو ‪ champaud‬الذي رأى أن تكريس شرط املوافقة املقّتن ابلشراء من قبل م‬
‫املشرع الفرنسي‬
‫جعل مسألة التحقق وإثبات عدم خمالفة هذا الشرط للمصلحة اجلماعية من دون مربر‪.4‬‬

‫لكن هذا الرأي مل حيظ ابإلمجاع لدى مجهور الفقهاء حيث خالفه العديد منهم على رأسهم الفقيه‬
‫بيلوسو ‪ pailluseau‬والفقيه سوزي ‪ ،sousi‬هذا األخري اعترب أن إدراج شرط املوافقة املقّتن ابلشراء ليس‬
‫خمالفا حبد ذاته للمصلحة اجلماعية بل يكون داعما هلا‪ ،‬لكن تطبيق هذا الشرط يف احلياة العملية للشركات قد‬

‫‪ 1‬د‪ .‬معن عبد الرحيم عبد العزيز جوحيان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.333‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬أبو زيد رضوان‪ ،‬الشركات التجارية يف القانون الكوييت املقارن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.838‬‬
‫‪2‬د‪ .‬وجدي سلمان حاطوم‪ ،‬دور املصلحة اجلماعية يف محاية الشركات التجارية‪ ،‬دراسة مقارنة ‪ ،‬منشورات احلليب احلقوقية‪ ،‬لبنان‪ ،‬الطبعة األوىل ‪،‬‬
‫‪ ،3335‬ص‪.‬ص ‪.131- 133‬‬
‫‪ 3‬املادة ‪ 357‬من قانون الشركات الفرنسي لسنة ‪1511‬م املعدلة بنص املادة ‪ 73‬من املرسوم رقم ‪ 538-53‬الصادر يف ‪ 38‬جويلية ‪1553‬م‪.‬‬
‫‪4‬د‪ .‬وجدي سلمان حاطوم‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.133-131‬‬

‫‪42‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول‪/‬الفصل األول‪:‬شرط الموافقة من القيود االتف اقية التي ترد على حرية تداول األسهم‬

‫حيمل معه العديد من االنتهاكات اخلطرية‪ ،‬فقد يكون اهلدف من وراء إدراج هذا الشرط هو ضمان وضع اليد‬
‫والسيطرة على الشركة من خالل رخصة الرفض املمنوحة جمللس اإلدارة أو للجمعية العامة حبسب ما نص عليه‬
‫قانوهنا األساسي‪ ،1‬ومل يقتصر االختالف عند هذا احلد بل ذهب اجتاه آخر إىل أبعد من ذلك حيث رأى أن‬
‫تطبيق القائمني ابإلدارة يف شركة املساهة لشرط املوافقة املقّتن ابلشراء جيب أن يتم وفق مبدأ املصلحة‬
‫اجلماعية وإال كان تصرفهم مشواب بعيب عدم املشروعية‪ ،‬على أساس أن احّتام املصلحة اجلماعية وفق التوجه‬
‫العاملي اجلديد أضحى من املبادئ العامة اليت حتكم وتنظم التصرفات اليت حتدث داخل هذا النوع من‬
‫الشركات‪.2‬‬

‫و م‬
‫املشرع اجلزائري على غرار بعض التشريعات األخرى كرس شرط املوافقة املقّتن ابلشراء يف الفقرة‬
‫األوىل من نص املادة ‪ 517‬مكرر ‪ 75‬من القانون التجاري جاء فيها‪":‬وإذا مل تقبل الشركة احملال إليها املقّتح‬
‫يتعني على اهليئات املؤهلة يف الشركة يف أجل شهرين ابتداء من اتريخ إبالغ الرفض‪ ،‬إما العمل على أن يشّتي‬
‫األسهم أحد املساهني أو أن يشّتيها من الغري‪ ،‬وإما أن تشّتيها الشركة مبوافقة احمليل قصد ختفيض رأس‬
‫املال"‪.‬‬

‫ابستقراء ما تضمنته هذه الفقرة اتضح لنا أن م‬


‫املشرع اجلزائري قد ألزم الشركة يف حالة رفضها ملشروع‬
‫اإلحالة املعروض عليها بتقدمي مشّت آخر سواء كان من بقية املساهني أو من الغري‪ ،‬أو أن تعمل هي على‬
‫طبعا‪.‬‬
‫شراء األسهم حمل اإلحالة حلساهبا اخلاص بغرض ختفيض رأمساهلا بعد حصوهلا على موافقة املساهم احمليل ا‬
‫وقد أصاب م‬
‫املشرع اجلزائري ملا أقر بشرط املوافقة املقّتن ابلشراء‪ ،‬ومل يقر بشرط املوافقة البسيط و‬
‫اجملرد‪ ،‬وما يربر ذلك هو أن شرط املوافقة املقّتن ابلشراء يلزم الشركة ابلشراء يف حالة الرفض‪ ،‬أو بتقدمي مشّت‬
‫آخر كما سبق ذكره‪،‬كما يضمن للمساهم احمليل احلق يف االنسحاب منها يف حالة ما إذا رغب يف املضي‬
‫قدما يف إجراءات التنازل‪ ،‬على خالف ما يّتتب عن شرط املوافقة البسيط أو اجملرد الذي جيعل املساهم احمليل‬
‫حبيس أسهمه وأسريها‪ ،‬ويف هذا الصدد جتدر اإلشارة إىل أن معظم التشريعات املقارنة اليت نصت على شرط‬
‫املوافقة يف تشريعاهتا قد أقرت بشرط املوافقة املقّتن ابلشراء‪ ،‬وبذلك تكون قد انتهجت ما استقرت عليه جل‬
‫اآلراء الفقهية واالجتهادات القضائية‪.‬‬

‫‪ 1‬د‪ .‬وجدي سلمان حاطوم‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.133‬‬


‫‪ 2‬د‪ .‬وجدي سلمان حاطوم‪ ،‬نفس املرجع السابق‪،‬ص ‪.138‬‬

‫‪43‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول‪/‬الفصل األول‪:‬شرط الموافقة من القيود االتف اقية التي ترد على حرية تداول األسهم‬

‫املبحث الثان‬

‫التمييز بني شرط املوافقة والشروط املشاهبة له‬

‫أمجع غالبية فقهاء القانون التجاري الذين تعرضوا ملوضوع شرط املوافقة يف شركة املساهة على أن هلذا‬
‫خاصيتني رئيسيتني‪ ،‬تكمن األوىل يف أنه ذو طابع شخصي‪ ،‬أي أنه يضفي نوعا من االعتبار الشخصي‬ ‫الشرط م‬
‫على شركات املساهة اليت تعد النموذج األمثل لشركات األموال اليت تقوم أساسا على االعتبار املايل كأصل‬
‫عام‪ ،‬إذ خيوهلا هذا الشرط حق اختيار الشخص احملال إليه يف حالة تنازل املساهم عن أسهمه إىل الغري‪،‬‬
‫وابختصار ميكن القول أنه منفذ لالعتبار الشخصي يف هذا النوع من الشركات ‪.‬‬
‫أما م‬
‫اخلاصية الثانية فتكمن يف أنه ذو طابع سليب‪ ،‬إذ خيول اجلهة املختصة يف الشركة سلطة قبول أو‬
‫رفض الشخص احملال إليه املقّتح من املساهم احمليل‪ ،‬وعليه فحالة الرفض هنا جتسد الصورة احلقيقية للطابع‬
‫السليب‪ ،‬على أهنا تظهر بوضوح ملا يرد شرط املوافقة يف القانون األساسي للشركة على شكل الشرط البسيط أو‬
‫اجملرد الذي خيول للشركة سلطة رفض احملال إليه املقّتح من املساهم احمليل من دون أن تبدي أسباب الرفض‪،‬‬
‫ومن دون إلزامها بشراء األسهم حمل اإلحالة حلساهبا اخلاص‪ ،‬ومن دون تقدميها ملشّت آخر سواء كان من بقية‬
‫املساهني أو من الغري‪ ،‬مما جيعل املساهم احمليل يف هذه احلالة حبيس أسهمه وأسريها‪ ،‬لذا عمد الفقه والقضاء‬
‫والتشريع على تفادي ذلك‪.1‬‬

‫ومع ذلك نالحظ أن شرط املوافقة يف شركة املساهة ليس هو القيد اإلتمفاقي الوحيد الذي يرد على‬
‫حرية تداول األسهم‪ ،‬بل هناك قيود اتمفاقية أخرى جيوز إدراجها يف القانون األساسي للشركة ختتلف‬
‫مبدأ م‬
‫ابختالف التشريعات املقارنة اليت أقرهتا‪.‬‬

‫على ضوء هذا‪،‬كثريا ما حيدث اخللط بني شرط املوافقة وبني شرط األفضلية وشرط االسّتداد‪ ،‬وغريها‬
‫من الشروط النظامية األخرى األمر الذي يتعني معه تبيان أوجه التفرقة بينها مجيعا نظرا الختالف جماالت‬
‫تطبيقاهتا من جهة‪ ،‬وأ مهية وأهداف كل منها من جهة أخرى‪.‬‬

‫‪1‬أ‪ .‬اندية محيدة‪ ،‬شرط املوافقة إلحالة األسهم يف شركة املساهة‪ ،‬جملة املؤسسة والتجارة‪ ،‬خمرب املؤسسة والتجارة جامعة وهران ‪ 3‬حممد بن‬
‫أمحد‪،‬العدد ‪ 13‬لسنة ‪ ،3311‬ص‪.13‬‬
‫‪ -‬د‪.‬محد هللا حممد محد هللا‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.38‬‬
‫‪ -‬أ‪.‬حممد فتاحي ‪،‬حرية تداول األسهم يف شركة املساهة يف القانون اجلزائري(دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.331‬‬

‫‪44‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول‪/‬الفصل األول‪:‬شرط الموافقة من القيود االتف اقية التي ترد على حرية تداول األسهم‬

‫على هذا األساس قسمنا هذا املبحث إىل مطلبني حبيث خصصنا املطلب األول لتمييز شرط املوافقة‬
‫عن شرط االسّتداد‪ ،‬يف حني خصصنا املطلب الثاين لتمييز شرط املوافقة عن ابقي الشروط االتمفاقية األخرى‪.‬‬

‫املطلب األول‬

‫متييز شرط املوافقة عن شرط االسرتداد‬

‫إىل جانب شرط املوافقة أقرت غالبية التشريعات املقارنة إبمكانية إدراج بعض القيود االتمفاقية األخرى‬
‫يف القانون األساسي للشركة أهها شرط االسّتداد الذي يقّتن يف غالب األحيان بشرط املوافقة‪ ،‬مما جيعل‬
‫التمييز بينهما أمرا صعبا‪ ،‬وللتفصيل يف هذه املسألة والتعمق فيها أكثر‪ ،‬حاولنا تقسيم هذا املطلب إىل فرعني‪،‬‬
‫تناولنا يف الفرع األول متييز شرط املوافقة عن شرط االسّتداد ملصلحة الشركة‪ ،‬يف املقابل خصصنا الفرع الثاين‬
‫لتمييز شرط املوافقة عن شرط االسّتداد يف حالة وفاة املساهم‪.‬‬

‫الفرع األول‬

‫متييز شرط املوافقة عن شرط االسرتداد ملصلحة الشركة‬

‫لتمييز شرط املوافقة يف شركة املساهة عن شرط االسّتداد ملصلحة الشركة يستوجب علينا ابلدرجة‬
‫األوىل معرفة وتبيان أوجه التشابه واالختالف بني هذين الشرطني يف ظل الّتابط والتشابه فيما بينهما‪ ،‬وهذا ما‬
‫سنتطرق إليه ابلتحليل والتفصيل كاآليت‪:‬‬

‫بداية إذا كان شرط املوافقة يف شركة املساهة هو ذلك الشرط الذي مبوجبه يلتزم املساهم الراغب يف‬
‫التنازل عن بعض أسهمه أو كلها إىل الغري بضرورة احلصول على املوافقة املسبقة من الشركة على مشروع‬
‫اإلحالة املعروض عليها‪.1‬‬

‫وإذا كان شرط االسّتداد ملصلحة الشركة هو ذلك الشرط الذي مبوجبه يلتزم املساهم الراغب يف‬
‫مصحواب ابلثمن املطلوب لألسهم حمل التنازل‪ ،‬والذي يّتتب‬
‫ا‬ ‫التنازل عن أسهمه بعرض التنازل أوالا على الشركة‬
‫عنه حق الشركة يف اسّتداد هذه األسهم حلساهبا اخلاص‪.2‬‬

‫‪ 1‬د‪ .‬محد هللا حممد محد هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.55‬‬


‫‪ -‬أ‪ .‬حممد فتاحي‪،‬حرية تداول األسهم يف شركة املساهة يف القانون اجلزائري(دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.333‬‬
‫‪2‬أ‪ .‬حممد فتاحي‪،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.881‬‬

‫‪45‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول‪/‬الفصل األول‪:‬شرط الموافقة من القيود االتف اقية التي ترد على حرية تداول األسهم‬

‫وابستقراء ومتحيص ما تضمنته التشريعات املقارنة واآلراء الفقهية املتعددة اليت تطرقت هلذا املوضوع‪،‬‬
‫ميكن القول أن صحة شرط االسّتداد ملصلحة الشركة تتطلب عدة شروط تتفق يف جوهرها مع الشروط‬
‫الواجب توفرها لصحة شرط املوافقة نذكر من بينها إلزامية النص على هذين الشرطني يف نظام الشركة‪ ،‬وأن‬
‫تكون األسهم حمل اإلحالة أسهما امسية‪ ،‬وأال تؤدي هذه الشروط إىل تقييد م‬
‫حرية املساهم يف التصرف يف‬
‫أسهمه بشكل مطلق‪ ،‬وأن هتدف إىل حتقيق املصلحة اجلماعية للشركة وللمساهني يف آن واحد‪.1‬‬

‫فضال عن ذلك قد يكون أثر شرط املوافقة مماثال نسبيًّا لألثر الناتج عن شرط االسّتداد ملصلحة‬
‫الشركة إذ يتطلب األول موافقة الشركة على مشروع اإلحالة واإلذن به‪ ،‬بينما يتطلب الثاين أخذ اإلحالة‬
‫حلساب الشركة نفسها مع تعديل الثمن إذا ما اقتضى األمر ذلك‪.2‬‬

‫ويف هذا الصدد غالبا ما تنص أنظمة شركات املساهة على وجوب اقّتان شرط املوافقة بشرط‬
‫االسّتداد ملصلحة الشركة ألن شرط املوافقة البسيط أو اجملرد تّتتب عنه آاثر سيئة يف حال رفض الشركة‬
‫للشخص احملال إليه فيظل بذلك املساهم احمليل حبيس أسهمه وأسريها‪ ،‬لذا يعترب شرط االسّتداد ملصلحة‬
‫الشركة نتيجة حتمية تّتتب عن رفض الشركة ملشروع اإلحالة‪ ،‬وابلتايل رفض احملال إليه‪.3‬‬

‫وقد أصاب م‬
‫املشرع اجلزائري يف الفقرة األوىل من نص املادة ‪ 517‬مكرر ‪ 75‬من القانون التجاري‬
‫على غرار بعض التشريعات األخرى‪ ،‬ملا ألزم الشركة يف حالة رفضها ملشروع اإلحالة املعروض عليها من قبل‬
‫املساهم احمليل أن تعمل على تقدمي مشّت آخر سواء كان من بقية املساهني أو من الغري‪ ،‬أو أن تشّتي األسهم‬
‫طبعا‪.‬‬
‫حمل اإلحالة حلساهبا اخلاص هبدف ختفيض رأمساهلا بعد أخذ موافقة املساهم احمليل ا‬
‫ويف نفس السياق ذهب جانب من الفقه إىل أبعد من ذلك حيث رأى أن اقّتان شرط املوافقة بشرط‬
‫االسّتداد ملصلحة الشركة أمرا ضرورًّاي وإجبارًّاي‪ ،‬وال يعد شرط االسّتداد ملصلحة الشركة صحيحا إال إذا اقّتن‬

‫‪1‬د‪ .‬عماد حممد أمني رمضان‪ ،‬محاية املساهم يف شركة املساهة‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.813‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬إلياس انصيف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.835- 831‬‬
‫‪ 2‬د‪ .‬إلياس انصيف‪،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪831‬‬
‫‪ 3‬د‪ .‬عماد حممد أمني رمضان‪،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص‪.831‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬محد هللا حممد محد هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.181‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬أمرية صدقي‪ ،‬النظام القانوين لشراء األسهم من جانب الشركة املصدرة هلا‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،1558 ،‬ص‪.‬ص‪.113-173‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬حسني فتحي‪ ،‬التنظيم القانوين السّتداد وشراء الشركة ألسهمها‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬القاهرة‪،1551،‬ص‪ .‬ص ‪.83- 81‬‬
‫‪ -‬حممد حمب الدين قرابش‪ ،‬النظام القانوين لشراء الشركة ألسهمها‪ ،‬رسالة لنيل درجة الدكتوراه يف احلقوق‪ ،‬القاهرة‪ ،3338 ،‬ص‪.‬ص ‪.55-35‬‬

‫‪46‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول‪/‬الفصل األول‪:‬شرط الموافقة من القيود االتف اقية التي ترد على حرية تداول األسهم‬

‫بشرط املوافقة‪ ،‬بينما رأى جانب آخر أنه ال توجد مربرات قانونية تؤكد ما يستلزم هذا التجاور اإلجباري‬
‫املزعوم بني هذين الشرطني‪.1‬‬

‫أما أوجه االختالف بينهما‪ ،‬فتكمن ابلدرجة األوىل يف أن شرط املوافقة يتميز ابلطابع الشخصي‬
‫السليب كما ذكران سابقا على عكس شرط االسّتداد ملصلحة الشركة الذي يتميز ابلطابع املوضوعي اإلجيايب‪،‬‬
‫ويفسر ذلك على أن اهلدف من إدراجه يف القانون األساسي للشركة يكمن أساسا يف احلصول على األسهم‬
‫حمل اإلحالة لفائدة الشركة نفسها‪ ،‬وبصرف النظر عن صفة املساهم احمليل واحملال إليه فال يؤخذ ابالعتبار هنا‬
‫إال بعملية اإلحالة يف حد ذاهتا‪ ،‬واليت تعد الوسيلة أو الرخصة اليت متكن الشركة من اسّتداد أسهمها حلساهبا‬
‫اخلاص‪.2‬‬

‫من جهة اثنية خيول شرط املوافقة لشركة املساهة حق اختيار الشخص احملال إليه عندما يرغب أحد‬
‫مساهيها يف إحالة بعض أسهمه أو كلها إىل الغري‪ ،‬يف املقابل يلزم شرط االسّتداد ملصلحة الشركة املساهم‬
‫احمليل بعرض األسهم اليت يرغب يف إحالتها على الشركة أوالا حبيث تستطيع اسّتدادها حلساهبا اخلاص بعد‬
‫دفع مثنها املطلوب إذا ما أرادت ذلك‪.‬‬

‫زد على ما تقدم ميكن القول أن غالبية التشريعات املقارنة نصت على شرط املوافقة وأحاطته بنصوص‬
‫قانونية صرحية ال تدع جماال للشك بشأن شرعيته‪ ،‬ومنهم م‬
‫املشرع اجلزائري الذي خصص له املواد من ‪517‬‬
‫مكرر ‪ 77‬إىل ‪ 517‬مكرر ‪ 73‬من القانون التجاري‪ ،‬وهو ما انتهجه م‬
‫املشرع الفرنسي هو اآلخر يف نص‬
‫املادتني ‪ 358‬و‪ 357‬من قانون الشركات لسنة ‪1511‬م‪ ،‬ويف نص املواد ‪ L228-23‬و‪L228-24‬‬
‫و‪ L228-26‬من القانون التجاري الفرنسي الساري املفعول‪ ،3‬وكذا م‬
‫املشرع املصري يف نص املادتني ‪183‬‬
‫و‪ 181‬من الالئحة التنفيذية لقانون الشركات املصري رقم ‪ 175‬لسنة ‪1531‬م‪.‬‬

‫على النقيض من ذلك ال توجد نصوص قانونية صرحية يف القانون التجاري اجلزائري‪ ،‬وال يف قانون‬
‫الشركات املصري أو الفرنسي‪ ،‬وال حىت يف القانون التجاري الفرنسي الساري املفعول تنظم شرط االسّتداد‬

‫‪1‬د‪ .‬محد هللا حممد محد هللا‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.185‬‬


‫‪ 2‬د‪ .‬محد هللا حممد محد هللا‪،‬نفس املرجع السابق‪،‬ص‪.187‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬عماد حممد أمني رمضان‪ ،‬محاية املساهم يف شركة املساهة‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص‪.831-837‬‬
‫املادة ‪ L228-25‬من القانون التجاري الفرنسي لسنة ‪3333‬م‪ ،‬ملغاة مبوجب املادة ‪ 71‬من األمر رقم ‪ 604-2034‬الصادر يف‬ ‫‪3‬‬

‫‪2004/06/24‬م‪ ،‬يف اجلريدة الرمسية الفرنسية املؤرخة ‪3338/31/31‬م‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول‪/‬الفصل األول‪:‬شرط الموافقة من القيود االتف اقية التي ترد على حرية تداول األسهم‬

‫ملصلحة الشركة‪ ،‬فكل ما ذكر يف هذا الشأن هو عبارة عن االلتزام الذي فرض على عاتق الشركة املتمثل يف‬
‫اسّتداد األسهم حمل اإلحالة حلساهبا اخلاص بغرض ختفيض رأمساهلا بعد حصوهلا على موافقة املساهم احمليل‬
‫عند رفضها ملشروع اإلحالة املعروض عليها كما سبق بيانه‪.‬‬

‫وأمام هذا الوضع تصدى الفقه واالجتهاد القضائي يف فرنسا لذلك‪ ،‬حيث سهرا على حتديد اإلطار‬
‫الفعال الذي ينظم هذا الشرط داخل شركات املساهة من منطلق أنه ميثل أحد القيود االتمفاقية اليت ترد على‬
‫مبدأ م‬
‫حرية املساهم يف التصرف يف أسهمه كأصل عام‪.1‬‬

‫واجلدير ابلذكر خبصوص هذه املسألة هو أن النظرية السائدة يف الفقه والقضاء تعترب شرط املوافقة‬
‫البسيط أو اجملرد غري صحيح وابطل لتعارضه مع طبيعة وخصائص األسهم يف شركات املساهة‪ ،‬على عكس‬
‫شرط االسّتداد ملصلحة الشركة الذي يرد من دون قيد أو شرط الذي يعترب صحيحا بدليل أن القضاء الفرنسي‬
‫قد اعتربه مبثابة وعد ابلبيع املشروط‪ ،‬مبعىن أنه إذا حتقق الشرط الواقف فيه واملتمثل يف رغبة املساهم احمليل يف‬
‫بيع أسهمه‪ ،‬فإن هذه األسهم تصبح حتت تصرف الشركة‪ ،‬ومن مثة فال خوف على املساهم احمليل من أن‬
‫يظل حبيس أسهمه وأسريها‪،‬كما هو األمر يف حالة شرط املوافقة البسيط أو اجملرد‪.2‬‬

‫على العموم ميكن القول أن شرط املوافقة يف شركة املساهة مهما اختلف وتباين عن شرط االسّتداد‬
‫ملصلحة الشركة‪ ،‬إال أن أغلب التشريعات املقارنة ومنها التشريع اجلزائري قد أقرت ابقّتان شرط املوافقة بشرط‬
‫االسّتداد ملصلحة الشركة عند رفضها ملشروع اإلحالة املعروض عليها للموافقة‪ ،‬وابلتايل رفض احملال إليه املقّتح‬
‫من املساهم احمليل‪.‬‬

‫أما على املستوى الفقهي فقد تباينت واختلفت اآلراء الفقهية هبذا الصدد‪ ،‬فاعترب الفقه الفرنسي قبل‬
‫صدور قانون الشركات لعام ‪ 1511‬أن ورود شرط االسّتداد ملصلحة الشركة منفردا وغري مرتبط بشرط املوافقة‬
‫صحيحا ومشروعا طاملا أنه حيقق ويضمن مصلحة املساهم احمليل مقارنة إذا ما ارتبط الشرطان ببعضهما‬
‫البعض‪ ،‬إال أنه بصدور قانون الشركات الفرنسي لعام ‪ 1511‬أصبح من الصعوبة يف ظل املادة ‪ 357‬من هذا‬

‫‪ 1‬د‪ .‬محد هللا حممد محد هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.183‬‬


‫‪ -‬د‪ .‬عماد حممد أمني رمضان‪ ،‬محاية املساهم يف شركة املساهة‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬الكتاب األول‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص‪.833 - 835‬‬
‫‪ -‬أ‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املساهة يف القانون اجلزائري(دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.878‬‬
‫‪ -‬أمساء بن ويراد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.58‬‬
‫‪2‬د‪ .‬محد هللا حممد محد هللا‪،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص‪.‬ص‪.185-185‬‬

‫‪48‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول‪/‬الفصل األول‪:‬شرط الموافقة من القيود االتف اقية التي ترد على حرية تداول األسهم‬

‫القانون أن يرد هذا الشرط منفردا‪ ،‬ألن م‬


‫املشرع الفرنسي ربط شرط املوافقة بشرط االسّتداد ملصلحة الشركة‬
‫بصورة إلزامية وإجبارية يف حالة رفضها للشخص احملال إليه‪.1‬‬

‫ومع ذلك جند أن الفقه احلديث يعترب أن النص على شرط االسّتداد ملصلحة الشركة من دون قيد أو‬
‫شرط يف القانون األساسي للشركة ال حيظره القانون‪ ،‬شريطة أن يكون مثن شراء األسهم حمل اإلحالة حمددا‬
‫بواسطة خبري خمتص يف احلالة اليت ترفض فيها الشركة الثمن املطلوب هلذه األسهم املقّتح من قبل املساهم‬
‫احمليل‪.2‬‬

‫وعليه حنن نتفق مع هذا الرأي األخري طاملا أنه ليس هناك ما مينع من وضع شرط االسّتداد ملصلحة‬
‫الشركة اجملرد وغري املرتبط بشرط املوافقة‪ ،‬بشرط أن حيقق املصلحة اجلماعية للشركة ولبقية املساهني‪ ،‬ومل ال‬
‫للمساهم احمليل خصوصا حقه يف احلصول على الثمن العادل‪.‬‬
‫ويف هذا الصدد من م‬
‫األهية مبكان أن نشري إىل عدم اخللط بني شرط االسّتداد ملصلحة الشركة‬
‫املنصوص عليه يف نظامها‪ ،‬وبني شرط سحب األسهم املنصوص عليه يف عقد مستقل الذي يسمى"بشرط‬
‫االسّتجاع"‪ ،‬حيث تقوم الشركة مبقتضى هذا األخري مبنح شخص معني عددا من األسهم لقاء تعاونه معها‪،‬‬
‫على أن هلا أن تسّتد وتسّتجع هذه األسهم يف حالة ما إذا توقف التعاون بينهما ألي سبب كان‪ ،‬فيتم‬
‫سحب هذه األسهم إبرادة الشركة وحدها‪ ،‬ومن دون الوقوف على إرادة املستفيد من هذه األسهم‪ ،‬وهذا‬
‫خبالف ما يقتضيه شرط االسّتداد ملصلحة الشركة‪ ،‬وللتنويه مل تنظم غالبية التشريعات املقارنة ومنها التشريع‬
‫اجلزائري شرط سحب األسهم أو ما يسمى بشرط االسّتجاع على غرار التشريع الفرنسي واملصري‪.3‬‬

‫يف األخري إن شرط املوافقة يف شركة املساهة وشرط االسّتداد ملصلحة الشركة حىت و إن كاان يتفقان‬
‫يف بعض اجلوانب إال أهنما خيتلفان يف جوانب أخرى‪ ،‬فكل شرط منهما له خصوصيات وأهداف معينة متيزه‬
‫عن ابقي القيود االتمفاقية األخرى‪ ،‬فضال على أهنما قد يقّتانن ببعضهما البعض لتجنب الوقوع يف التعسف‬
‫الذي قد يصاحب تداول األسهم‪ ،‬ولضمان مصلحة الشركة واملساهني يف آن واحد‪ ،‬ومل ال حتقيق التوازن بني‬
‫حق املساهم احمليل يف االنسحاب من الشركة وحقه يف البقاء فيها‪.‬‬

‫‪ 1‬د‪ .‬عماد حممد أمني رمضان‪ ،‬محاية املساهم يف شركة املساهة‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.835‬‬
‫‪ 2‬د‪ .‬عماد حممد أمني رمضان ‪،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص‪813.‬‬
‫‪ 3‬د‪ .‬محد هللا حممد محد هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص‪.185- 181‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬عماد حممد أمني رمضان‪،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص‪.835‬‬

‫‪49‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول‪/‬الفصل األول‪:‬شرط الموافقة من القيود االتف اقية التي ترد على حرية تداول األسهم‬

‫الفرع الثان‬

‫متييز شرط املوافقة عن شرط االسرتداد يف حالة وفاة املساهم‬

‫األصل أن للمساهم يف شركة املساهة احلق يف التصرف يف أسهمه بكل م‬


‫حرية‪ ،‬سواء كان من‬
‫التصرفات الناقلة للملكية بعوض كالبيع واملقايضة‪ ،‬أو بغري عوض كاهلبة والوصية والتربع‪ ،‬وليس هذا فقط بل‬
‫ميكن للسهم أن ينتقل عن طريق اإلرث يف حالة وفاة املساهم على اعتبار أن األسهم اليت ميتلكها هذا األخري‬
‫متثل أحد املنقوالت املادية اليت تدخل يف تكوين الّتكة‪.1‬‬

‫وفضال عن شرط االسّتداد ملصلحة الشركة املقّتن أحياان بشرط املوافقة كما ذكران سابقا أجاز بعض‬
‫الفقهاء وبعض التشريعات املقارنة إدراج شرط االسّتداد يف حالة وفاة مساهم من املساهني يف القانون‬
‫األساسي للشركة يقضي حبقها يف اسّتداد األسهم اليت ميتلكها املساهم املتوف‪ ،‬إما حلساهبا اخلاص أو ملصلحة‬
‫بقية املساهني‪ ،‬ولعل احلكمة املتوخاة من وراء ذلك تكمن أساسا وابلدرجة األوىل يف منع الورثة من االنضمام‬
‫إىل هذه الشركة‪.2‬‬

‫على إثر ذلك يتفق شرط االسّتداد يف حالة وفاة املساهم مع شرط املوافقة يف أن كليهما جيب أن‬
‫يكوان من الشروط النظامية اليت تدرج يف القانون األساسي للشركة عند أتسيسها‪ ،‬إىل جانب ذلك جيب أن‬
‫تكون األسهم حمل الشرطني أسهما امسية‪.‬‬

‫يف املقابل خيتلف الشرطان يف جمال تطبيق كل منهما‪ ،‬إذ يعترب شرط االسّتداد يف حالة وفاة املساهم‬
‫ذلك الشرط الذي مبقتضاه تسّتد الشركة أسهم املساهم املتوف حلساهبا اخلاص أو ملصلحة املساهني‪ ،‬يف حني‬
‫أن شرط املوافقة هو ذلك الشرط الذي خيول للشركة حق االعّتاض على الشخص احملال إليه يف حالة تنازل‬
‫املساهم عن أسهمه إىل الغري‪ ،‬وعليه ميكن القول أن شرط االسّتداد يف حالة وفاة املساهم يكمن نطاقه أساسا‬
‫يف انتقال ملكية األسهم عن طريق اإلرث‪ ،‬أما شرط املوافقة فنطاق تطبيقه يشمل التصرف يف األسهم إىل‬
‫الغري‪ ،‬سواء كان من التصرفات الناقلة للملكية بعوض كالبيع واملقايضة‪ ،‬أو بغري عوض كاهلبة والوصية والتربع‪.‬‬

‫‪ 1‬د‪ .‬فايز نعيم رضوان‪ ،‬الشركات التجارية‪ ،‬مكتبة اجلالء اجلديدة ابملنصورة‪ ،‬القاهرة‪ ،1558 ،‬ص‪.835‬‬
‫‪ 2‬أمحد أبو الروس‪ ،‬موسوعة الشركات التجارية‪ ،‬املكتب اجلامعي احلديث‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،3333 ،‬ص ‪.813‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬حمسن شفيق‪ ،‬الوسيط يف القانون التجاري املصري‪ ،‬اجلزء األول ‪ ،‬مكتبة النهضة املصرية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪ ،1575 ،‬ص ‪.858‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬مصطفى كمال طه‪ ،‬الشركات التجارية‪ ،‬دار الفكر اجلامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،3333 ،‬ص‪.‬ص ‪.331- 337‬‬
‫‪ -‬أ‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املساهة يف القانون اجلزائري(دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.885‬‬

‫‪50‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول‪/‬الفصل األول‪:‬شرط الموافقة من القيود االتف اقية التي ترد على حرية تداول األسهم‬

‫فضال عن ذلك تعترب حالة انتقال ملكية األسهم عن طريق اإلرث من احلاالت املستثناة من اخلضوع‬
‫لشرط املوافقة‪ ،‬وهذا ما أكده م‬
‫املشرع اجلزائري يف الفقرة األوىل من نص املادة ‪ 517‬مكرر‪ 77‬من القانون‬
‫التجاري اجلزائري اليت جاء فيها‪":‬جيوز عرض إحالة األسهم للغري أبي وجه كان على الشركة للموافقة مبوجب‬
‫شرط من شروط القانون األساسي مهما تكن طريقة النقل‪ ،‬ماعدا حالة اإلرث أو اإلحالة سواء لزوج أو أصل‬
‫أو فرع"‪.‬‬

‫املشرع اجلزائري استثىن م‬


‫املشرع الفرنسي هو اآلخر يف الفقرة األوىل من نص املادة ‪358‬‬ ‫وعلى غرار م‬
‫من قانون الشركات لعام ‪1511‬م‪ ،‬وكذا يف الفقرة الثالثة من نص املادة ‪ L228-23‬من القانون التجاري‬
‫الساري املفعول انتقال ملكية األسهم عن طريق اإلرث من اخلضوع لشرط املوافقة‪ ،‬وهو ما مل يقره امل م‬
‫شرع‬
‫املصري الذي مل ينص على ذلك‪.1‬‬

‫ترتيبا ملا تقدم ميكن القول أن شرط املوافقة يفعل ملا يرغب أحد املساهني يف إحالة بعض أسهمه أو‬
‫كلها إىل الغري‪ ،‬فيتم تطبيقه على كل التصرفات اليت يقوم هبا املساهم يف حياته‪،‬كالتصرفات الناقلة للملكية‬
‫بعوض كالبيع واملقايضة‪ ،‬أو بغري عوض كاهلبة والوصية والتربع‪ ،‬يف حني أن محاية مصلحة الشركة اليت تقتضي‬
‫منع انتقال ملكية األسهم عن طريق اإلرث إىل الورثة تستلزم تفعيل شرط االسّتداد يف حالة وفاة املساهم‪ ،‬فهو‬
‫إذن يطبق بسبب واقعة الوفاة‪ ،‬ومن دون أي تدخل إرادي من املساهم املتوف أو من ورثته‪ ،‬على عكس شرط‬
‫املوافقة الذي يقوم على إرادة املساهم احمليل اليت تلعب دورا كبريا يف تفعيل هذا الشرط وتطبيقه‪.‬‬

‫وليس هذا فقط بل ميكن القول أن التشريعات اليت تعّتف بشرط املوافقة يف شركة املساهة إّنا تقرره‬
‫مبوجب نصوص قانونية صرحية‪ ،‬على عكس شرط االسّتداد يف حالة وفاة املساهم الذي مل جند له أي نص‬
‫قانوين ال يف القانون التجاري اجلزائري وال يف القانون التجاري الفرنسي‪ ،‬وال حىت يف قانون الشركات املصري‪.‬‬

‫وجتدر اإلشارة يف هذا الصدد إىل أن الفقه احلديث قد ذهب إىل أبعد من ذلك حيث أجاز للشركة‬
‫إدراج شرط يف قانوهنا األساسي خيوهلا حق اسّتداد األسهم حلساهبا اخلاص يف حالة إفالس املساهم أو‬
‫إعساره‪ ،‬بشرط أن متكنه من احلصول على الثمن العادل هلذه األسهم‪.2‬‬

‫‪ 1‬أ‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املساهة يف القانون اجلزائري(دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص‪.815- 811.‬‬
‫‪ 2‬أ‪ .‬حممد فتاحي‪،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.885‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬حمسن شفيق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.858-858‬‬

‫‪51‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول‪/‬الفصل األول‪:‬شرط الموافقة من القيود االتف اقية التي ترد على حرية تداول األسهم‬

‫املطلب الثان‬

‫متييز شرط املوافقة عن ابقي الشروط االتفاقية األخرى‬

‫إىل جانب شرط االسّتداد ملصلحة الشركة وشرط االسّتداد يف حالة وفاة املساهم هناك شروط اتمفاقية‬
‫أخرى درج العمل على األخذ هبا يف القوانني األساسية لشركات املساهة‪ ،‬نذكر منها على سبيل املثال شرط‬
‫نوعا ما مع شرط املوافقة يف جوانب‪ ،‬وخيتلفان معه‬
‫األفضلية وشرط حترمي التنازل عن األسهم اللذان يتشاهبان ا‬
‫يف جوانب أخرى‪ ،‬لذا وجب علينا متييز شرط املوافقة عن شرط األفضلية‪ ،‬وهذا ما سنتطرق إليه بنوع من‬
‫التحليل والتفصيل يف الفرع األول‪ ،‬ومتييز شرط املوافقة عن شرط حترمي التنازل عن األسهم‪ ،‬وهذا ما سنتطرق‬
‫إليه كذلك بنوع من التحليل والتفصيل يف الفرع الثاين‪.‬‬

‫الفرع األول‬

‫متييز شرط املوافقة عن شرط األفضلية‬

‫من الثابت فقها أن شرط األفضلية هو ذلك الشرط الذي خيول ملساهم من املساهني أو بعضهم‪،‬‬
‫حق األفضلية يف اسّتداد األسهم حمل اإلحالة إىل الغري‪ ،‬فيحلون حمل املشّتي احملال إليه نظري الثمن املعروض‬
‫على املساهم احمليل‪ ،‬أي بعبارة أخرى مينحهم األولوية يف شراء هذه األسهم على غريهم‪ ،‬على أن يتم إعمال‬
‫هذا الشرط مباشرة بعد إعالن املساهم احمليل عن رغبته يف التصرف يف أسهمه إىل الغري‪.‬‬

‫فإذا وجد هذا الشرط تعني على املساهم احمليل أن خيطر الشركة مبشروع اإلحالة ومضمونه اليت تبلغه‬
‫بدورها إىل املساهني‪ ،‬ومن مثة حيق لكل مساهم راغب يف شراء هذه األسهم أن خيطر الشركة بذلك خالل‬
‫املدة القانونية اليت حددها القانون األساسي للشركة‪ ،‬وابلثمن املعروض على املساهم احمليل‪ ،‬إال إذا اتفق‬
‫املساهم احمليل واملساهم الراغب يف الشراء على مثن آخر‪.1‬‬

‫‪ 1‬د‪ .‬أبو زيد رضوان ‪ ،‬الشركات التجارية يف القانون املصري املقارن‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.778‬‬
‫‪ -‬د‪.‬الياس انصيف ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.833‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬عزيز العكيلي ‪ ،‬الشركات التجارية يف القانون األردين‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.‬ص‪.815-811.‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬علي حسن يونس ‪ ،‬النظام القانوين للقطاع اخلاص والقطاع العام يف الشركات واملؤسسات‪ ،‬دار الفكر العريب‪ ، 1515،‬ص ‪.138‬‬
‫‪ -‬فاروق إبراهيم جاسم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص‪.188-183.‬‬
‫‪ -‬د‪.‬حممد صاحل بن ألفا جالو الشهري ب" ضيف هللا الغيين"‪ ،‬األسهم وأحكامها يف الفقه اإلسالمي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت – لبنان‪،‬‬
‫‪ 3317‬ص ‪.133‬‬

‫‪52‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول‪/‬الفصل األول‪:‬شرط الموافقة من القيود االتف اقية التي ترد على حرية تداول األسهم‬

‫أما إذا انتهت املدة احملددة‪ ،‬ومل يتقدم أي أحد من املساهني بطلب شراء األسهم حمل اإلحالة كان‬
‫من حق املساهم احمليل التصرف يف أسهمه‪ ،‬ويكون بذلك هذا التصرف انفذا يف حق الشركة واملساهني‪.1‬‬

‫ويستفاد مما تقدم أن شرط األفضلية وشرط املوافقة يتفقان يف أن كليهما جيب أن يكوان من الشروط‬
‫النظامية املدرجة يف القانون األساسي للشركة عند أتسيسها‪ ،‬فضال عن ذلك يشّتط يف كليهما أن تكون‬
‫األسهم حمل اإلحالة أسهما امسية‪.‬‬

‫وخيتلفان يف جمال تطبيق كل منهما‪ ،‬إذ يعد شرط األفضلية ذلك الشرط الذي مبوجبه حيل مساهم من‬
‫املساهني أو بعضهم حمل املشّتي احملال إليه نظري مثن عادل‪ ،‬يف حني أن شرط املوافقة هو ذلك الشرط الذي‬
‫خيول للشركة حق االعّتاض على الشخص احملال إليه يف حالة رغبة املساهم يف إحالة أسهمه إىل الغري‪ ،‬بشرط‬
‫أن تعمل يف حالة رفضها ملشروع اإلحالة على أن تقدم مشّت آخر سواء كان من بقية املساهني أو من الغري‪،‬‬
‫طبعا‪.‬‬
‫أو أن تعمل على شراء هذه األسهم حلساهبا اخلاص بغرض ختفيض رأمساهلا بعد موافقة املساهم احمليل ا‬
‫كذلك خيتلفان يف أن شرط األفضلية مينح األولوية للمساهني يف احلصول على األسهم حمل مشروع‬
‫اإلحالة إىل الغري‪ ،‬وابلتايل حيمي املساهني القدامى من دخول مساهني جدد‪ ،‬وما قد يّتتب عن ذلك من‬
‫انعكاسات كاإلخالل ابلتوازن بني تكتالت املساهني أو متركز اإلدارة بيد عدد معني من املساهني‪ ،‬وابختصار‬
‫نوعا من احلماية الداخلية من خالل احملافظة على التوازن القائم‬
‫ميكن القول أن شرط األفضلية هو آلية حتقق ا‬
‫نوعا من احلماية اخلارجية ضد أشخاص غري‬
‫بني املساهني‪ ،‬وهذا خبالف شرط املوافقة الذي يعد آلية حتقق ا‬
‫مرغوب فيهم‪. 2‬‬

‫من جهة أخرى التعسف الذي قد ينجم عن شرط املوافقة من قبل الشركة يكمن ابلدرجة األوىل يف‬
‫أن خروج املساهم وانسحابه منها يتوقف على موافقة الشركة على الشخص احملال إليه‪ ،‬ويتجلى بشكل واضح‬
‫هذا التعسف ملا يرد شرط املوافقة على شكل الشرط البسيط واجملرد‪ ،‬يف املقابل أن التعسف الذي قد ينجم‬
‫عن شرط األفضلية من قبل الشركة الذي قد يلحق ضررا ابملساهم احمليل يكمن يف عدم التناسب بني ما يتلقاه‬
‫من املساهم الراغب يف احللول حمل املشّتي‪ ،‬وبني ما عرض عليه من الغري‪.3‬‬

‫د‪ .‬عزيز العكيلي ‪ ،‬الشركات التجارية يف القانون األردين‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.815‬‬ ‫‪1‬‬

‫خالد عبد العزيز بغدادي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.877‬‬ ‫‪2‬‬

‫بشار فالح انصر الشباك‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.‬ص‪.181-135.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪53‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول‪/‬الفصل األول‪:‬شرط الموافقة من القيود االتف اقية التي ترد على حرية تداول األسهم‬

‫يف األخري ميكن القول أن التشريعات املقارنة اليت تعّتف بشرط املوافقة يف شركات املساهة إّنا تقرره‬
‫مبوجب نصوص قانونية صرحية ال تدع جماال للشك‪ ،‬على عكس شرط األفضلية )‪ ( clause de préemption‬الذي‬
‫مل جند له أي نص قانوين ال يف القانون التجاري اجلزائري وال يف القانون التجاري الفرنسي الساري املفعول‪ ،‬وال‬
‫حىت يف قانون الشركات املصري أو الفرنسي لسنة‪1511‬م‪ ،‬ومع ذلك فالقضاء الفرنسي قد اعتمده كاتفاق‬
‫لألفضلية )‪.1 ( pacte de préférence‬‬

‫الفرع الثان‬

‫متييز شرط املوافقة عن شرط حترمي التنازل عن األسهم‬

‫فضال عن القيود االتمفاقية اليت سبق ذكرها قد يتضمن القانون األساسي لشركة املساهة شرط حترمي‬
‫التنازل عن األسهم )‪( clause d’inaliénabilité ou d’incessibilité‬ألشخاص معينني‪،‬كاألجانب مثال عندما يراد‬
‫االحتفاظ ابلطابع الوطين للشركة‪ ،‬أو ألشخاص أو شركات تزاول أعماال جتارية تعترب منافسة للشركة‪ ،‬أو للذين‬
‫يظاهروهنا العداء أو يعملون على اإلضرار هبا‪ ،‬أو ألشخاص ذوي اجتاهات سياسية معينة إذا كانت الشركة‬
‫قائمة على جريدة ذات طابع سياسي خمتلف‪ ،‬ولعل اهلدف من وراء إدراج هذا الشرط هو محاية الشركة و‬
‫املساهني يف آن واحد‪.2‬‬

‫وجتدر اإلشارة إىل أن بعض التشريعات املقارنة اليت أقرت بشرط حترمي التنازل عن األسهم يف نصوصها‬
‫القانونية اشّتطت توافر شرطني لصحته‪ ،‬يكمن الشرط األول يف أن حترمي التنازل عن األسهم جيب أن يكون‬
‫خالل مدة زمنية معينة حددها مثال م‬
‫املشرع الفرنسي بعشر سنوات كحد أقصى‪ ،‬أما الشرط الثاين فقد نص‬
‫على أن يكون شرط حترمي التنازل عن األسهم مبنيًّا على أسباب جدية ومشروعة‪ ،‬ولعل ما يفسر وجود هذين‬
‫الشرطني هو أن نطاق تطبيق شرط حترمي التنازل عن األسهم حمصور ضمن ظروف استثنائية حمددة‪ ،‬وابلتايل ال‬

‫‪ -‬بوجالل مفتاح‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.831‬‬ ‫‪1‬‬

‫د‪.‬مصطفى كمال طه‪ ،‬الشركات التجارية ‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.331‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬د‪.‬عزيز العكيلي ‪ ،‬الشركات التجارية يف القانون األردين‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.813‬‬
‫‪ -‬د‪.‬الياس انصيف ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.853‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬عباس مصطفى املصري‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.313‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬أبو زيد رضوان ‪ ،‬الشركات التجارية يف القانون املصري املقارن‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.‬ص‪.777- 778.‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬حممد فريد العريين ‪،‬الشركات التجارية ( املشروع التجاري اجلماعي بني وحدة اإلطار القانوين وتعدد األشكال ) ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‬
‫‪.331‬‬

‫‪54‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول‪/‬الفصل األول‪:‬شرط الموافقة من القيود االتف اقية التي ترد على حرية تداول األسهم‬

‫جيب تعميم إدراجه يف كل القوانني األساسية لشركات املساهة اليت قد تتعارض طبيعتها اخلاصة معه‪ ،‬لذا جيب‬
‫حصره يف نوع معني مثلما فعل م‬
‫املشرع الفرنسي الذي حصره يف شركات املساهة البسيطة فقط ‪.1‬‬

‫أما خبصوص الشرعية اليت يستند إليها شرط حترمي التنازل عن األسهم‪ ،‬ف م‬
‫املشرع اجلزائري مل ينص عليه‬
‫يف القانون التجاري اجلزائري‪ ،‬على عكس م‬
‫املشرع الفرنسي الذي أقره ألول مرة مبوجب نص املادة‪313-18‬‬
‫من القانون رقم ‪ 1-58‬املؤرخ يف ‪ 38‬جانفي ‪1558‬م املعدل واملتمم لقانون الشركات الفرنسي لسنة‬
‫‪1511‬م‪،2‬كما أقره مبوجب نص املادة ‪ L227-13‬من القانون التجاري الفرنسي الساري املفعول‪.3‬‬

‫وابستعراض ما تقدم ميكن القول أن شرط حترمي التنازل عن األسهم وشرط املوافقة يتفقان يف أن‬
‫كليهما جيب أن يكوان من الشروط النظامية املدرجة يف القانون األساسي للشركة عند أتسيسها‪ ،‬فضال عن‬
‫ذلك يشّتط يف كليهما أن تكون األسهم حمل اإلحالة أسهما امسية‪.‬‬

‫وخيتلفان من حيث نطاق تطبيق كل منهما‪ ،‬أي لكل منهما جمال خاص به‪ ،‬فشرط حترمي التنازل عن‬
‫األسهم موجه ألشخاص معينني خالل مدة زمنية معينة‪ ،‬وابلتايل هو يوفر محاية للشركة وللمساهني يف آن‬
‫واحد من خالل منع انضمام هؤالء األشخاص إىل الشركة‪ ،‬ومن مثة ميكن القول أن هلذا الشرط طابع‬
‫استثنائي‪ ،‬إذ ال ميكن جعله مطلقا ألن ذلك يتعارض مع طبيعة شركة املساهة‪،‬كما ال ميكن تعميمه على كل‬
‫أنواع شركات املساهة‪ ،‬وقد أصاب م‬
‫املشرع الفرنسي ملا حصره يف شركات املساهة البسيطة فقط‪ ،‬يف حني أن‬
‫شرط املوافقة يطبق ويفعل على النحو الذي يقضي به القانون عندما يرغب أحد املساهني يف إحالة بعض‬
‫أسهمه أو كلها إىل الغري‪ ،‬فإذا وجد هذا الشرط وجب على املساهم احمليل أن يقدم طلب املوافقة إىل الشركة‬
‫اليت هلا سلطة املوافقة أو الرفض‪.‬‬

‫‪ -‬بوجالل مفتاح‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.835‬‬ ‫‪1‬‬

‫املادة ‪ 313-18‬من قانون الشركات الفرنسي لسنة ‪1511‬م املعدل واملتمم ‪،‬دونت مبوجب املادة ‪ 31‬من القانون رقم ‪ 1-58‬الصادر يف ‪38‬‬ ‫‪2‬‬

‫جانفي ‪1558‬م‪ ،‬يف اجلريدة الرمسية الفرنسية املؤرخة يف ‪ 38‬جانفي ‪1558‬م‪ ،‬وامللغاة مبوجب املادة ‪ 38‬من األمر رقم ‪ 513-3333‬الصادر‬
‫يف ‪3333/35/13‬م‪ ،‬يف اجلريدة الرمسية الفرنسية املؤرخة يف ‪3333/35/ 31‬م ‪:‬‬

‫‪« Les statuts de la société peuvent prévoir l’inaliénabilité[*clause*] des actions pour une durée‬‬
‫» ‪n’excédant par dix ans‬‬
‫املادة ‪ L227-13‬من القانون التجاري الفرنسي ‪،‬دونت مبوجب األمر رقم ‪ 513-3333‬الصادر يف ‪3333/35/13‬م‪ ،‬يف اجلريدة الرمسية‬ ‫‪3‬‬

‫الفرنسية املؤرخة يف ‪3333/35/ 31‬م ‪،‬وأعتمدت مبوجب املادة ‪ 73‬من القانون رقم ‪ 5-3338‬الصادر يف ‪3338/31/38‬م ‪:‬‬

‫‪« Les statuts de la société peuvent prévoir l’inaliénabilité des actions pour une durée‬‬
‫» ‪n’excédant par dix ans‬‬
‫‪-P. DIDIER et Ph. DIDIER ,op.cit, p.p.537-538.‬‬

‫‪55‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول‪/‬الفصل األول‪:‬شرط الموافقة من القيود االتف اقية التي ترد على حرية تداول األسهم‬

‫وعلى العموم ميكن القول أن القانون األساسي للشركة قد يتضمن قيودا حتد من تداول األسهم ميكن‬
‫رد هذه القيود االتمفاقية إىل اعتبارات خمتلفة‪ ،‬فقد تتكون الشركة من مؤسسني ينتمون إىل عائلة واحدة‪،‬‬
‫ويرغبون يف منع انضمام بعض األشخاص إليها الذين ال حيظون بثقتهم عندما يراد االحتفاظ ابلطابع العائلي‬
‫هلا‪ ،‬أو يرفضون انضمام األجانب إليها عندما يراد االحتفاظ ابلطابع الوطين هلا‪ ،‬وغريها ‪.....‬اخل‪.‬‬

‫بيد أن املبدأ العام يقضي أبن القيود االتمفاقية مهما كان نوعها جيب أال تصل إىل حد حرمان املساهم‬
‫من حقه يف التصرف يف أسهمه بشكل مطلق وإال كانت ابطلة لتعلق ذلك ابلنظام العام‪،‬كما سبق وأن فصلنا‬
‫فيه من قبل‪.‬‬

‫فضال على أن القيود االتمفاقية اليت سبق ذكرها من شأهنا أن تدخل نوعا من االعتبار الشخصي على‬
‫شركات املساهة اليت تقوم أساسا على االعتبار املايل كأصل عام‪ ،‬غري أهنا ال تكون فعالة إال إذا اكتست هذه‬
‫األسهم الطابع االمسي ألن الرقابة على تداول األسهم حلاملها تكاد تكون يف حكم املستحيل‪.1‬‬

‫زد على ما تقدم جيب التمييز بني شرط املوافقة املقّتن ابالسّتداد لصاحل الشركة أو لصاحل املساهني‪،‬‬
‫وبني بيع األسهم بشرط االسّتداد لصاحل املساهم البائع‪ ،‬ومقتضى هذه العملية أن حيتفظ ابئع األسهم حبق‬
‫اسّتدادها خالل مدة ال تتجاوز مخس سنوات تبدأ من اتريخ البيع‪ ،‬إذ يعد هذا البيع معلقا على شرط فاسخ‪،‬‬
‫فمىت استعمل البائع حقه يف اسّتداد أسهمه عاد الطرفان إىل احلالة اليت كاان عليها قبل التعاقد‪ ،‬ومن مثة ميكن‬
‫القول أن شرط االسّتداد هنا ال ميثل التزاما على البائع بل هو امتياز خيوله حق اخليار بني ممارسته هلذا احلق‬
‫خالل األجل احملدد‪ ،‬وبني التخلي عنه‪.2‬‬

‫وللتذكري يعترب بيع األسهم بشرط االسّتداد إحدى تقنيات التنازل املؤقت عن امللكية جتد وتستمد‬
‫شرعيتها يف بعض التشريعات املقارنة‪ ،‬منها القانون املدين الفرنسي الذي أقر بصحتها مبوجب نص املادتني‬

‫‪ 1‬د‪.‬مصطفى كمال طه‪ ،‬الشركات التجارية ‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.335‬‬


‫‪ -‬د‪.‬عزيز العكيلي ‪،‬الشركات التجارية يف القانون األردين‪،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.815‬‬
‫‪ 2‬أمحد الورفلي ‪،‬الوسيط يف قانون الشركات التجارية‪ ،‬منشورات جممع األطرش للكتاب املختص ‪ ،‬تونس‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪،3317،‬ص‪.‬ص‪- 818.‬‬
‫‪. 817‬‬
‫‪ -‬إبراهيم بن خمتار ‪،‬سلطة رأس املال يف شركة املساهة‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه ل م د يف احلقوق‪ ،‬ختصص قانون األعمال‪ ،‬كلية‬
‫احلقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة ابتنة ‪ 1‬احلاج خلضر‪ ،3315،‬ص‪.385‬‬
‫‪-A.DESPINOY , L’application des techniques civile aux valeurs mobilières‬‬
‫‪thèse ,université-LILLE 2 ,2001, p54.‬‬

‫‪56‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول‪/‬الفصل األول‪:‬شرط الموافقة من القيود االتف اقية التي ترد على حرية تداول األسهم‬

‫‪ 1175‬و‪ 1158‬من نفس القانون‪ ،‬يف املقابل اعتربها م‬


‫املشرع التونسي تقنية من تقنيات التمويل واصطلح‬
‫عليها تسمية"بيع الثنيا ‪،" la vente à réméré‬وعرفها على أهنا‪":‬عقد يلتزم مبقتضاه املشّتي بعد إمتام البيع أبن‬
‫يرد املبيع لبائعه عندما يرد له مثنه"‪،‬بيد أن هذه التقنية التعاقدية مت إلغاؤها مبوجب القانون عدد‪ 1‬لسنة ‪1573‬‬
‫املؤرخ يف ‪33‬جانفي‪1573‬م على إثر اإلصالحات اليت شهدها املناخان االقتصادي واملايل التونسيان خاصة‬
‫بعد استحداث البنك املركزي التونسي‪ ،‬واستحداث العملة الوطنية التونسية( الدينار)‪ ،‬فضال عن معطيات‬
‫أخرى كتنظيم السوق النقدية‪ ،‬وتكريس آلية القرض ابلفائض كتقنية متويل أساسية بدل تقنية بيع الثنيا‪.1‬‬

‫إال أن م‬
‫املشرع التونسي قد تراجع عن موقفه هذا‪ ،‬واستحدث مبوجب القانون عدد‪ 85‬لسنة ‪3338‬م‬
‫املؤرخ يف ‪ 37‬جوان ‪3338‬م تقنية جديدة تشبه إىل حد بعيد بيع الثنيا أطلق عليها تسمية "البيع مع التعهد‬
‫إبعادة الشراء لألوراق املالية واألوراق التجارية"‪ ،‬حيث خول ملالك األوراق املالية أن يربم مع مؤسسة مالية‬
‫عقدا يبيعها مبقتضاه ما ميلكه من سندات‪ ،‬على أن تتعهد املؤسسة املالية أبن تبيعه نفس تلك السندات بعد‬
‫املدة املتفق عليها وابلثمن املتفق عليه سابقا‪ ،‬فإذا مل يف ابلثمن املتفق عليه خالل املدة احملددة أصبحت ملكية‬
‫املؤسسة املالية لتلك السندات هنائية‪ ،‬وابلتايل يفقد مالكها األصلي احلق يف اسّتجاعها‪.2‬‬

‫ويف هذا السياق ميكن القول أن البيع مع التعهد إبعادة الشراء لألوراق املالية يعد من البيوع املؤقتة‬
‫املعلقة على شرط فاسخ‪ ،‬إذ يتمكن مبقتضاها مالك األوراق املالية من احلصول على السيولة ملدة معينة مقابل‬
‫أن ينقل إليها ملكية األوراق املالية بشكل مؤقت إىل حني سداد دينه خالل املدة املتفق عليها‪ ،‬وهذا عوض‬
‫أن يربم رهنا لفائدة املؤسسة املالية اليت وفرت له هذه السيولة ‪.‬‬

‫وللتنويه مل ينظم م‬
‫املشرع اجلزائري هذا النوع من البيوع‪ ،‬سواء كان بيع الثنيا أو البيع مع التعهد إبعادة‬
‫الشراء‪ ،‬ومل يكتف عند هذا احلد بل اعترب كل بيع ابطال يف حالة احتفاظ البائع يوم البيع حبق اسّتداد الشيء‬
‫املبيع خالل مدة معينة‪ ،‬وهذا ما أكدته املادة ‪ 851‬من القانون املدين اجلزائري اليت جاء فيها‪ ":‬يكون البيع‬
‫ابطال إذا احتفظ البائع يوم البيع حبق اسّتداد الشيء املبيع يف أجل معني "‪.‬‬

‫ويف األخري ميكن القول أن تقييد م‬


‫حري ة املساهم يف تداول أسهمه قد يبدو فيه خروج عن القواعد‬
‫العامة اليت تعلي مبدأ سلطان اإلرادة‪ ،‬وما ينبثق عنه من م‬
‫حرية الشخص يف التعاقد مع من حيب ويرضى به‪،‬‬

‫أمحد الورفلي ‪،‬مرجع سابق ص‪. 817‬‬ ‫‪1‬‬

‫أمحد الورفلي ‪،‬نفس املرجع السابق ونفس الصفحة ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪57‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول‪/‬الفصل األول‪:‬شرط الموافقة من القيود االتف اقية التي ترد على حرية تداول األسهم‬

‫ومع تسليمنا هبذه احلقيقة إال أن طبيعة شركة املساهة بصفة عامة‪ ،‬وطبيعة األسهم بصفة خاصة اليت تتطلب‬
‫خلق نوع من التوازن بني املصاحل املتناقضة واملتعارضة داخل هذا النوع من الشركات‪ ،‬وترجيح مصلحة الشركة‬
‫على املصاحل الشخصية للمساهني تستلزم فرض هذه القيود على م‬
‫حرية املساهم يف إحالة أسهمه والتصرف فيها‬
‫كأصل عام‪ ،‬فمصلحة الشركة يف منع الضرر الناجم عن انضمام الشخص احملال إليه إليها أوىل ابالعتبار‪،‬‬
‫وليس هناك تعد على حق املساهم يف إحالة أسهمه طاملا مل تقيد م‬
‫حريته بشكل مطلق‪.‬‬

‫زد على ما تقدم ميكن القول أن التشريعات املقارنة ومنها التشريع اجلزائري مل تضع تعريفا لشرط‬
‫املوافقة يف شركة املساهة ضمن النصوص القانونية املنظمة له‪ ،‬بل إن االجتهادات القضائية هي األخرى مل‬
‫تتعرض هلذه املسألة فاسحة اجملال للفقه الذي تصدى لذلك‪ ،‬غري أن اآلراء الفقهية مهما تعددت وكثرت إال‬
‫أهيته‪ ،‬ومع ذلك من اجملحف أن ننكر‬‫أهنا مل تستطع اخلروج بتعريف جامع مانع هلذا الشرط على الرغم من م‬
‫الدور الكبري الذي لعبه الفقه والقضاء الفرنسيان يف تبيان م‬
‫أهية ودور هذا الشرط ألجل ترغيب ومحل م‬
‫املشرع‬
‫الفرنسي على األخذ به‪،‬كللت هذه اجلهود بتكريس هذا الشرط ألول مرة يف القانون الفرنسي الصادر يف‬
‫‪38‬جويلية‪1315‬م‪ ،‬غري أن نطاقه يف ظل هذا القانون كان حمصورا يف شركات املساهة ذات رأس املال املتغري‬
‫ما دفع ابستمرار وتواصل جهود الفقه والقضاء اليت كللت مرة اثنية بتكريس هذا الشرط مبوجب نصوص‬
‫قانونية صرحية أخضعت شركات املساهة ذات رأس املال الثابت لنطاق تطبيق هذا الشرط مبوجب قانون‬
‫الشركات الفرنسي لسنة ‪1511‬م الذي يعد اللبنة األوىل‪ ،‬واملصدر الرئيسي الذي استمدت منه بعض الدول‬
‫العربية تشريعاهتا املتعلقة ابلشركات التجارية‪ ،‬ومنها التشريع اجلزائري‪.‬‬

‫على ضوء ذلك أقر م‬


‫املشرع اجلزائري بشرعية شرط املوافقة يف شركة املساهة على غرار بعض‬
‫التشريعات املقارنة‪ ،‬إذ أنه أقر بشرعيته منذ البداية‪ ،‬أي منذ صدور أول قانون جتاري جزائري بدليل ما تضمنته‬
‫املادة ‪ 531‬من األمر‪ 75-57‬اليت استمد منها هذا الشرط شرعيته‪ ،‬بل إن موقف م‬
‫املشرع اجلزائري حيال هذه‬
‫املسألة قد ظل اثبتا على الرغم من التعديالت اليت أجراها على األمر‪ 75-57‬بدليل ما تضمنته‬
‫املادة‪517‬مكرر‪ 77‬من املرسوم التشريعي ‪ 33-58‬املعدل واملتمم لألمر‪ 75-57‬اليت استمد منها كذلك‬
‫شرط املوافقة شرعيته‪.‬‬

‫أما عن الصور اليت يتخذها شرط املوافقة يف شركة املساهة‪ ،‬فاملتفق عليه أنه قد يرد يف شكل الشرط‬
‫البسيط واجملرد الذي يسمح للشركة برفض مشروع اإلحالة املعروض عليها للموافقة من دون أن تبدي أسباب‬

‫‪58‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول‪/‬الفصل األول‪:‬شرط الموافقة من القيود االتف اقية التي ترد على حرية تداول األسهم‬

‫الرفض‪ ،‬فضال على أنه ال يلزمها بتقدمي بديل عن احملال إليه املقّتح من املساهم احمليل واملرفوض من قبلها‪ ،‬مما‬
‫يّتتب عليه بقاء املساهم احمليل حبيس أسهمه وأسريها‪ ،‬لعل هذا ما دفع جبل التشريعات املقارنة إىل رفضه‬
‫وعدم األخذ به بل إن جمملهم أقر ببطالنه‪ ،‬وعلى النقيض من ذلك قد يرد شرط املوافقة مقّتان ابلشراء‪،‬‬
‫فتصبح الشركة ملزمة بتربير أسباب الرفض وتعليلها‪ ،‬فضال على أهنا ملزمة بتقدمي بديل عن احملال إليه عند‬
‫رفضها ملشروع اإلحالة املعروض عليها‪ ،‬سواء كان من بقية املساهني أو من الغري‪ ،‬أو تشّتي هي األسهم حمل‬
‫طبعا‪.‬‬
‫اإلحالة حلساهبا اخلاص بغرض ختفيض رأمساهلا بعد حصوهلا على موافقة املساهم احمليل ا‬
‫ومع ذلك فشرط املوافقة يف شركة املساهة ليس هو القيد االتمفاقي الوحيد الذي يرد على مبدأ م‬
‫حرية‬
‫املساهم يف تداول أسهمه كأصل عام‪ ،‬بل هناك قيود اتمفاقية أخرى جيوز إدراجها يف القانون األساسي للشركة‬
‫ختتلف ابختالف التشريعات اليت أقرهتا‪ ،‬وتتفق شروطها يف جوهرها مع الشروط الواجب توافرها لصحة شرط‬
‫املوافقة يف شركة املساهة على الرغم من اختالف جماالت تطبيقاهتا‪ ،‬و م‬
‫أهية وأهداف كل منها‪،‬كإلزامية النص‬
‫عليها مسبقا يف القانون األساسي للشركة‪ ،‬وأن تكون األسهم حمل اإلحالة أسهما امسية لصعوبة مراقبة تداول‬
‫األسهم حلاملها إن مل نقل استحالتها‪.‬‬

‫غري أن غالبية التشريعات املقارنة ومنها التشريع اجلزائري اليت أقرت بشرط املوافقة يف شركة املساهة قد‬
‫أحاطته ونظمته بنصوص قانونية صرحية ال تدع جماال للشك يف شرعيته‪ ،‬على عكس القيود االتمفاقية األخرى‬
‫اليت مل جند هلا نصوص قانونية صرحية يف التشريع اجلزائري وال يف معظم التشريعات املقارنة‪.‬‬

‫يف اخلتام ميكن القول أن إدراج القيود االتمفاقية مسبقا يف القوانني األساسية لشركات املساهة‪،‬‬
‫نوعا من االعتبار الشخصي على هذا النوع من الشركات اليت‬
‫وابألخص شرط املوافقة من شأهنا أن تدخل ا‬
‫تقوم أساسا على االعتبار املايل كأصل عام‪ ،‬غري أهنا ال تكون فعالة وجمدية إال إذا اكتست األسهم حمل‬
‫اإلحالة الطابع االمسي‪ ،‬ومت إدراج هذه القيود هبدف تقييد م‬
‫حرية املساهم يف تداول أسهمه وإحالتها بشكل غري‬
‫نوعا من‬
‫هنائي‪ ،‬وإال كانت ابطلة لتعلق ذلك ابلنظام العام‪ ،‬فضال على أنه يشّتط فيها أن تضمن وختلق ا‬
‫التوازن بني مصاحل الشركة ومصاحل املساهني‪.‬‬

‫ومع ذلك فكل ما سبق بيانه ال يكفي لتحديد التأصيل املفاهيمي والنظري لشرط املوافقة يف شركة‬
‫املساهة حتديدا دقيقا بل البد من معرفة ضوابط هذا الشرط‪ ،‬أي نطاق تطبيقه‪ ،‬والضماانت الواجب توافرها‬
‫لصحته‪ ،‬وهذا ما سنتطرق إليه بنوع من التحليل والتفصيل يف الفصل اآليت‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول ‪/‬الفصل الث اني‪ :‬ضوابط شرط الموافقة في شركة المساهمة‬

‫الفصل الثاين‬

‫ضوابط شرط املوافقة يف شركة املسامهة‬

‫من الثابت فقها وقانوان أن إدراج شرط املوافقة يف القانون األساسي لشركة املسامهة يرتتب عليه نشوء‬
‫حقها يف االعرتاض على الشخص احملال إليه عندما يرغب أحد مسامهيها يف إحالة بعض أسهمه أو كلها هلاذا‬
‫الشخص‪ ،‬فشرط املوافقة إذن خيوهلا سلطة املوافقة أو الرفض ملشروع اإلحالة‪ ،‬ومن ثمة تتحقق احلكمة املقصودة‬
‫من وراء إدراجه املتمثلة يف منع انضمام أشخاص جدد إليها من دون موافقتها‪.‬‬

‫وعلى أية حال مهما كانت األسباب والدوافع اليت من أجلها شرع هاذا الشرط‪ ،‬فالتمسك به من‬
‫قبل القائمني ابإلدارة يف شركة املسامهة‪ ،‬أو من قبل كل من له مصلحة يف ذلك ال يتسن إال إذا م تفعيل‬
‫هاذا الشرط على النحو الصحيح ووفق القواعد واألحكام القانونية املنظمة له األمر الاذي دفعنا إىل البحث عن‬
‫نطاقه‪ ،‬وهاذا ما سنتطرق إليه بنوع من التحليل والتفصيل يف املبحث األول‪ ،‬وإىل البحث عن الضماانت‬
‫الواجب توافرها لصحته‪ ،‬وهاذا ما سنتطرق إليه كاذلك بنوع من التحليل والتفصيل يف املبحث الثاين‪.‬‬

‫املبحث األول‬

‫نطاق تطبيق شرط املوافقة‬

‫بداية لقد نصت الفقرة األوىل من نص املادة ‪ 517‬مكرر ‪ 77‬من املرسوم التشريعي ‪ 80-39‬املؤرخ‬
‫يف ‪ 57‬افريل ‪1339‬م املعدل واملتمم لألمر ‪ 73-57‬املتضمن القانون التجاري على أنه‪":‬جيوز عرض إحالة‬
‫األسهم للغري أبي وجه كان على الشركة للموافقة مبوجب شرط من شروط القانون األساسي مهما تكن طريقة‬
‫النقل‪ ،‬ما عدا حالة اإلرث أو اإلحالة سواء لزوج أو أصل أو فرع"‪.‬‬

‫وابستقراء ومتحيص ما تضمنته هاذه الفقرة اتمضح لنا أن لفظ "الغري" ورد عاما ما دفعنا للتساؤل عما‬
‫قصده املشرع بكلمة الغري‪ ،‬وهل املساهم من الغري؟ ومن ثمة هل يطبق شرط املوافقة عندما تتم اإلحالة فيما بني‬
‫املسامهني أنفسهم؟ أي بتعبري أدق هل ميكن اعتبار املساهم من الغري عند إحالة أحد املسامهني اآلخرين له؟‪.‬‬

‫وقبل اإلجابة عن هاذه التساؤالت من األجدر بنا أن نشري إىل أن مصطلح الغري ورد عاما كاذلك يف‬
‫نص املادة ‪ 587‬الواردة يف ظل األمر ‪ 73-57‬املؤرخ يف ‪ 57‬سبتمرب ‪1357‬م املتضمن القانون التجاري‬
‫اجلزائري جاء فيها‪":‬جيوز عرض إحالة األسهم للغري أبي وجه كان على الشركة للموافقة مبوجب شرط من‬
‫شروط القانون األساسي‪ ،‬ماعدا حالة اإلرث أو اإلحالة سواء لزوج أو أصل أو فرع"‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول ‪/‬الفصل الث اني‪ :‬ضوابط شرط الموافقة في شركة المساهمة‬

‫وابستقراء ومتحيص ما تضمنه نص هاذه املادة ميكن القول أن املشرع اجلزائري على الرغم من أنه‬
‫استبدل وعدل نص املادة ‪ 587‬الواردة يف ظل األمر ‪ 73-57‬بنص املادة ‪ 517‬مكرر ‪ 77‬الواردة يف ظل‬
‫املرسوم التشريعي ‪ ،80-39‬إال أنه مل حيدد ومل يوّح من هم الغري الاذين يشملهم شرط املوافقة ما فتح ابب‬
‫التأويالت على مصراعيه‪.‬‬

‫ويف نفس السياق وعلى غرار املشرع اجلزائري مل ينظم املشرع املصري هو اآلخر حكما هلاذه املسألة‪،‬‬
‫فلفظ الغري ورد عاما كاذلك يف الفقرة األوىل من نص املادة ‪ 148‬من الالئحة التنفياذية لقانون الشركات‬
‫املصري رقم ‪ 173‬لسنة ‪11301‬م‪.‬‬

‫زد على ما تقدم بعد استقراء ومتحيص ما تضمنته الفقرة األوىل من نص املادة ‪ 517‬مكرر ‪ 77‬من‬
‫القانون التجاري اجلزائري املاذكورة أعاله اتمضح لنا أن املشرع استهل هاذه الفقرة إبحالة األسهم اخلاّعة لشرط‬
‫املوافقة أي اليت تدخل ّمن نطاق تطبيقه‪ ،‬يف املقابل أورد يف هنايتها احلاالت املستثناة من اخلضوع هلاذا‬
‫الشرط‪ ،‬على هاذا النحو قسمنا هاذا املبحث إىل مطلبني تناولنا يف املطلب األول إحالة األسهم اخلاّعة لشرط‬
‫املوافقة‪ ،‬يف حني خصصنا املطلب الثاين إلحاالت األسهم املستثناة من اخلضوع لشرط املوافقة‪.‬‬

‫املطلب األول‬

‫إحالة األسهم اخلاضعة لشرط املوافقة‬

‫بداية لقد استهل املشرع اجلزائري الفقرة األوىل من نص املادة ‪ 517‬مكرر ‪ 77‬من القانون التجاري‬
‫جبملة"جيوز عرض إحالة األسهم للغري أبي وجه كان على الشركة للموافقة مبوجب شرط من شروط القانون‬
‫األساسي مهما تكن طريقة النقل‪ ،‬ماعدا‪ ،"......‬وبتمحيص وحتليل ما تضمنته اتمضح لنا أهنا تطرقت إىل‬
‫مقاربتني أساسيتني لتحديد إحالة األسهم اخلاّعة لشرط املوافقة حبيث تكمن األوىل يف اإلحالة يف حد ذاهتا‪،‬‬
‫وتكمن الثانية يف الغري‪ ،‬على ّوء هاذا وإلبراز التصور احلقيقي الاذي قصده املشرع اجلزائري من وراء هاتني‬
‫املقاربتني يستلزم منا ابلدرجة األوىل البحث والتحري عن املقصود ابإلحالة‪ ،‬وهاذا ما سنتطرق إليه ابلتحليل‬
‫والتفصيل يف الفرع األول‪ ،‬واملقصود ابلغري الاذين يشملهم شرط املوافقة‪ ،‬وهاذا ما سنتطرق إليه ابلتحليل‬
‫والتفصيل يف الفرع الثاين‪.‬‬

‫‪1‬د‪.‬عبد األول عابدين حممد بسيوين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.559-555‬‬


‫‪ -‬د‪ .‬محد هللا حممد محد هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.185‬‬
‫‪-‬أ‪.‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري(دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.911‬‬

‫‪61‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول ‪/‬الفصل الث اني‪ :‬ضوابط شرط الموافقة في شركة المساهمة‬

‫الفرع األول‬

‫املقصود ابإلحالة‬

‫من الواّح أن املشرع اجلزائري قد استعمل كلمة "إحالة" مبفهومها الواسع ذلك أهنا وردت عامة يف‬
‫الفقرة األوىل من نص املادة ‪ 517‬مكرر ‪ 77‬من القانون التجاري املاذكورة أعاله‪ ،‬فهي باذلك تشمل كل‬
‫انتقال مللكية األسهم‪ ،‬سواء كان من التصرفات الناقلة مللكية األسهم بعوض كالبيع واملقايضة‪ ،‬أو بغري عوض‬
‫كاهلبة والوصية والتربع‪ ،‬وال تقتصر عند هاذا احلد بل تتعدى ذلك لتشمل حت األسهم املقدمة كحصة يف‬
‫رأمسال الشركة‪ ،‬على هاذا األساس ميكن القول أن القاعدة العامة اليت حتكم وتنظم نطاق تطبيق شرط املوافقة‬
‫تضم كل أوجه التصرف يف األسهم‪ ،‬سواء كان التصرف مبقابل أو بدون مقابل‪ ،‬على أن يتم التصرف فيها‬
‫ابلطرق التجارية من دون الطرق املدنية (احلوالة املدنية) اليت تتسم إبجراءاهتا املعقدة‪.1‬‬

‫ويف نفس السياق استقر الفقه احلديث على أن نطاق تطبيق شرط املوافقة يشمل كاذلك كل حتويل‬
‫مللكية األسهم بغض النظر عن طريقته ولو كان ذلك عن طريق البيع اجلربي‪ ،‬مبا فيه التنفياذ اجلربي الاذي تقوم‬
‫به الشركة على األسهم اليت مل يتم الوفاء بقيمتها كاملة‪ ،2‬فضال عن ذلك يستوي يف مفهوم اإلحالة الاذي‬
‫تضمنته هاذه الفقرة البيع بشقيه القضائي والودي‪.3‬‬

‫‪1‬خدجية بلعريب‪ ،‬املميزات القانونية للسهم‪ ،‬ماذكرة من اجل نيل شهادة املاجستري يف قانون األعمال‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،‬جامعة وهران‪5814-5819 ،‬‬
‫‪ ،‬ص ‪.70‬‬
‫‪-‬د‪.‬عبد األول عابدين حممد بسيوين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.555‬‬
‫‪-‬د‪.‬حسين املصري‪،‬مدى حرية االنضمام إىل الشركة واالنسحاب منها‪،‬دار الفكر العريب‪،‬القاهرة ‪1307،‬م‪ ،‬ص‪.07‬‬
‫‪-‬فاروق إبراهيم جاسم‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.150‬‬
‫‪ 2‬املادة ‪ 517‬مكرر ‪ 45‬من القانون التجاري اجلزائري‪.‬‬
‫‪-‬املادة ‪ 15‬من املرسوم التنفياذي رقم ‪ 490-37‬املؤرخ يف ‪1337/15/59‬م‪ ،‬املتضمن تطبيق أحكام القانون التجاري املتعلقة بشركات املسامهة‬
‫والتجمعات‪.‬‬
‫‪ -‬يف هاذا الصدد أقر املشرع اجلزائري حكما يقضي أبن املساهم الاذي مل يسدد املبالغ املرتبطة ابألسهم اليت قام ابكتتاهبا حسب‬
‫الكيفيات املنصوص عليها يف القانون أو يف القانون األساسي للشركة تكون أسهمه عرّة للبيع اجلربي من قبل الشركة بعد استكمال اإلجراءات‬
‫القانونية اليت تسبق هاذا البيع‪ ،‬واملتمثلة أساسا يف أن الشركة يف مثل هاذه احلاالت ملزمة يف البداية بتسليم طلب الدفع إىل املساهم املتقاعس‪ ،‬فإن مل‬
‫يستجب لاذلك وجب عليها كخطوة اثنية أن توجه له إعاذارا برسالة موصى عليها مع وصل االستسالم بعد شهر من اتريخ تسليمه طلب الدفع‪،‬‬
‫فإن مل يستجب مرة أخرى حق هلا بعد ذلك أن تبيع هاذه األسهم عن طريق املزاد العلين إن كانت غري مسعرة يف البورصة‪ ،‬أو عن طريق الوسيط إن‬
‫كانت هاذه األسهم مسعرة يف البورصة بعد القيام بنشرها ألرقام األسهم املعروّة للبيع يف اجلريدة املخصصة لإلعالانت القانونية التابعة للوالية اليت‬
‫يقع فيها مقرها االجتماعي بعد انقضاء مدة ثالثون يوما على األقل من اتريخ اإلعاذار‪ ،‬فضال عن ذلك جيب على الشركة أن تعلم املساهم‬
‫املتقاعس بعملية البيع‪ ،‬وإن اقتضى األمر برسالة موصى عليها مع وصل االستالم حتمل اتريخ نشر اإلعاذار يف اجلريدة وعددها‪ ،‬هاذا وجتدر اإلشارة‬
‫إىل أنه ال ميكنها بيع األسهم املعروّة للبيع قبل مرور مخسة عشر يوما من اتريخ إرسال الرسالة املوصى عليها‪.‬‬
‫‪3‬د‪ .‬الزهراء نواصرية‪ ،‬التنازل عن األسهم‪ ،‬منشورات زين احلقوقية‪ ،‬بريوت‪ -‬لبنان‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ ،5813‬ص ‪.591‬‬

‫‪62‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول ‪/‬الفصل الث اني‪ :‬ضوابط شرط الموافقة في شركة المساهمة‬

‫هاذا‪ ،‬ويشرتط لصحة اإلحالة أن تكون الشركة قد م أتسيسها على أرض الواقع أتسيسا حقيقيا وليس‬
‫صورّي‪ ،‬وأن تكون قدم االكتتاب أبسهمها كاملة‪ ،‬وم قيدها يف السجل التجاري ابملركز الوطين للسجل‬
‫التجاري أو أبحد فروعه حت تكتسب الشخصية املعنوية‪ ،‬ومن ثمة ميكن القول أن صحة اإلحالة مرتبطة‬
‫ارتباطا وثيقا مبدى اكتساب الشركة لشخصيتها املعنوية من عدمها‪.1‬‬

‫وعلى العموم فإحالة األسهم يف شركة املسامهة مرتبطة بوجود الشركة واستمرارها‪ ،‬وال تقتصر عند هاذا‬
‫احلد بل تتعدى حت إىل ما بعد حل الشركة ولغاية اختتام عملية التصفية‪ ،‬وهاذا ما استقر عليه املشرع‬
‫اجلزائري‪ 2‬وكاذا نظريه الفرنسي‪.3‬‬

‫إىل جانب ذلك تعترب إحاالت األسهم اليت متت قبل صدور قرار إبطال الشركة صحيحة وانفاذة‪،‬‬
‫بشرط أن تكون األسهم حمل اإلحالة صحيحة شكال‪ ،‬ومع ذلك جيوز يف هاذه احلالة للمحال إليه أن يرفع‬
‫دعوى الضمان ّد املساهم احمليل‪ ،‬وهاذا ما أكدته املادة ‪ 517‬مكرر ‪ 74‬من القانون التجاري اجلزائري اليت‬
‫تقابلها املادة‪ L550-55‬من القانون التجاري الفرنسي‪ ،‬ومن ثمة ميكن القول أن ما استقر عليه املشرع‬
‫اجلزائري ونظريه الفرنسي خبصوص هاذه املسألة منطقي حبكم أن بطالن الشركة ال يرتتب عليه أثر رجعي‪.4‬‬

‫ولكن ليس هاذا فقط بل يقتضي احلديث عن مفهوم اإلحالة اليت قصدها املشرع اجلزائري أن‬
‫نستعرض إشكالية جوهرية اثر اخلالف حوهلا حمورها شرط املوافقة ومسألة اندماج أو انفصال الشركة‪،‬كأن‬
‫يتضمن نظام شركة معينة شرط املوافقة‪ ،‬ويف نفس الوقت يكون من بني مسامهيها شخص معنوي‪ ،‬فإذا اندمج‬
‫هاذا األخري أي الشخص املعنوي يف شركة أخرى‪ ،‬فهل يسري شرط املوافقة يف مواجهة هاذه الشركة األخرية؟‬
‫أو ابألحرى هل ميكن للشركة األوىل تفعيل شرط املوافقة نتيجة اندماج الشخص املعنوي يف شركة أخرى أم ال؟‬
‫على أساس أنه مساهم مثل بقية املسامهني اآلخرين‪ ،‬وابلتايل خيضع لشرط املوافقة‪.‬‬

‫ولإلجابة على هاذه التساؤالت من األمهيمة مبكان أن نشري إىل أن اآلراء الفقهية واالجتهادات‬
‫القضائية قد اختلفت وتباينت حول هاذه املسألة‪ ،‬فمنهم من رأى بعدم سرّين شرط املوافقة يف حالة اندماج أو‬

‫‪1‬أ‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري(دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.181‬‬
‫‪2‬املادة ‪ 517‬مكرر ‪ 79‬من املرسوم التشريعي ‪ 80-39‬املعدل واملتمم للقانون التجاري اجلزائري اليت جاء فيها‪" :‬تبقى األسهم قابلة للتداول بعد‬
‫حل الشركة ولغاية اختتام التصفية"‪.‬‬
‫‪ 3‬املادة ‪ L 550- 51‬من القانون التجاري الفرنسي‪꞉‬‬
‫‪« les actions demeurent négociables après la dissolution de la société et jusqu'à la clôture‬‬
‫‪de la liquidation ».‬‬
‫‪ 4‬كرمي طييب‪ ،‬الطبيعة القانونية للقيم املنقولة الصادرة عن شركة املسامهة "دراسة مقارنة"‪،‬ماذكرة لنيل شهادة ماجستري يف القانون اخلاص‪ ،‬كلية احلقوق‬
‫والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة تلمسان‪ ،5815-5811 ،‬ص ‪.34‬‬

‫‪63‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول ‪/‬الفصل الث اني‪ :‬ضوابط شرط الموافقة في شركة المساهمة‬

‫انفصال الشركة على أساس أن حالة االندماج مثال تنتقل فيها الاذمة املالية كاملة من الشركة املندجمة إىل الشركة‬
‫الداجمة‪ ،‬وعليه ال ميكن اعتبار هاذه العملية من قبيل إحاالت األسهم إىل الغري‪ ،‬وهاذا ما استقرت عليه حمكمة‬
‫النقض الفرنسية قبل سنة ‪1307‬م‪.1‬‬

‫لكن بعد صدور احلكم القضائي املؤرخ يف ‪ 89‬جوان ‪1307‬م عن حمكمة النقض الفرنسية الاذي أقر‬
‫حال خمالفا لالجتاه األول يقضي ابمتداد نطاق شرط املوافقة ليشمل حت حاالت اندماج أو انفصال الشركة‪،‬‬
‫ومناط ذلك أن هاذه احلاالت مل ينص عليها املشرع الفرنسي صراحة ّمن احلاالت املستثناة من اخلضوع‬
‫لشرط املوافقة اليت نصت عليها املادة ‪ 554‬من قانون الشركات الفرنسي لسنة ‪1377‬م امللغاة‪ ،‬وكاذا املادة‬
‫‪ L550-59‬من القانون التجاري الفرنسي الساري املفعول‪.2‬‬

‫وهباذا احلكم تكون حمكمة النقض الفرنسية قد منحت الشركة سلطة املوافقة من عدمها على أي‬
‫اندماج أو انفصال يطابق وقائع قضية احلال‪ ،‬ومربرها يف ذلك أن التداعيات واالنعكاسات السلبية اليت ختلفها‬
‫ظاهرات االندماج أو االنفصال اللتان تشهدمها بعض الشركات الفرنسية قد يرتتب عنهما انتقال سلطة القرار‬
‫من يد الفرنسيني إىل شركات أجنبية مستحوذة‪.3‬‬

‫أما موقف املشرع اجلزائري من هاذه املسألة فقد أخاذ ابالجتاه األول القاّي بعدم سرّين شرط املوافقة‬
‫يف حاليت االندماج أو االنفصال‪4‬حت ولو كان منصوصا عليه مسبقا يف القانون األساسي للشركة‪ ،‬وهاذا ما‬
‫أكدته املادة ‪ 517‬مكرر ‪ 73‬من القانون التجاري اجلزائري اليت جاء فيها‪":‬يف حالة اندماج شركات أو يف‬
‫حالة تقدمي الشركة جلزء من عناصر أصوهلا املالية لشركة أخرى تصبح األسهم قابلة للتداول قصد حتقيق هاذا‬
‫االندماج‪ ،‬وتفتح هاذه األسهم اجملال حسب احلاالت إلصدار أسهم جديدة تؤخاذ بتحويل األسهم القدمية إىل‬
‫سعر معادل أو إىل تسعرية"‪.‬‬

‫وعلى أية حال كان من األجدر ابملشرع اجلزائري أن ينحاز لالجتاه الثاين القاّي بتمديد نطاق شرط‬
‫املوافقة ليشمل حت حاالت االندماج أو االنفصال اليت تعرفها بعض الشركات الوطنية اليت تعد العمود الفقري‬
‫لالقتصاد الوطين‪ ،‬واليت أتخاذ يف غالب األحيان شكل شركات املسامهة‪ ،‬لاذا كان من ابب أوىل ابملشرع أن‬

‫‪ 1‬د‪ .‬محد هللا حممد محد هللا‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.117‬‬


‫‪2‬د‪ .‬محد هللا حممد محد هللا‪،‬نفس املرجع السابق‪،‬ص ‪.115‬‬
‫‪-‬اندية مطالوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.119‬‬
‫‪ 3‬د‪ .‬محد هللا حممد محد هللا‪،‬نفس املرجع السابق‪،‬ص ‪.110‬‬
‫‪ 4‬د‪ .‬الزهراء نواصرية‪ ،‬التنازل عن األسهم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.594‬‬

‫‪64‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول ‪/‬الفصل الث اني‪ :‬ضوابط شرط الموافقة في شركة المساهمة‬

‫ينحاز هلاذا االجتاه حت تتمكن الشركات الوطنية من حتصني نفسها اجتاه الشركات األجنبية الراغبة يف السيطرة‬
‫عليها‪ ،‬وابلتايل االستحواذ على منابع ومقومات االقتصاد الوطين‪.‬‬

‫كاذلك يؤخاذ على املشرع اجلزائري أنه مل ينظم حكم خاص إبحالة األسهم املسعرة يف البورصة‪ ،‬ومل‬
‫مييزها عن إحالة األسهم غري املسعرة يف البورصة‪ ،‬إىل جانب ذلك مل ينظم حكما خاصا إبحالة األسهم اليت‬
‫تصدرها شركات املسامهة ذات االكتتاب العام‪ ،‬ومل مييزها عن الشركات ذات االكتتاب الفوري عندما تتضمن‬
‫أنظمتها األساسية شرط املوافقة الاذي يقيد حرية تداول األسهم فيها كأصل عام‪ ،‬والاذي يتعارض متاما مع‬
‫طبيعة شركات املسامهة ذات االكتتاب العام‪ ،‬ومع شركات املسامهة اليت تكون أسهمها مقيدة يف بورصة القيم‬
‫املنقولة بدليل أن نص املادة ‪ 517‬مكرر ‪ 77‬من القانون التجاري جاء عاما حيث تطرق إىل إحالة األسهم‬
‫إىل الغري‪ ،‬ومن دون أن يقرر حكما خاصا إبحالة األسهم اليت تصدرها شركات املسامهة ذات االكتتاب العام‪،‬‬
‫أو اليت تكون أسهمها مقيدة يف البورصة‪ ،‬بل وحت النصوص القانونية األخرى املنظمة لسوق األوراق املالية يف‬
‫اجلزائر مل تتناول هي األخرى هاذه املسألة على غرار ما استقر عليه املشرع املصري الاذي أقر حلوال منطقية‬
‫تتناسب مع طبيعة شركات املسامهة ذات االكتتاب العام‪ ،‬ومع الشركات اليت تكون أسهمها مقيدة يف البورصة‬
‫مبوجب نص قانوين صريح ال يدع جماال للتأويل يتمثل يف نص املادة ‪ 79‬من الالئحة التنفياذية لقانون سوق‬
‫رأس املال الصادر برقم ‪ 37‬لسنة ‪ 1335‬اليت جاء فيها‪":‬ال جيوز للشركة أو نظامها األساسي وّع قيود على‬
‫تداول أسهمها مت كانت من شركات االكتتاب العام‪ ،‬أو على األسهم اليت يتم قيدها ببورصات األوراق‬
‫املالية‪ ،‬وذلك مع عدم اإلخالل ابألوّاع املقررة عند اتريخ العمل هباذه الالئحة"‪.1‬‬

‫وابستقراء ومتحيص ما تضمنته هاذه املادة اتمضح لنا أن املشرع املصري حظر صراحة على الشركة أو‬
‫نظامها األساسي وّع شروط تقيد تداول األسهم بصفة عامة‪ ،‬ومنها شرط املوافقة مت كانت من الشركات‬
‫ذات االكتتاب العام‪ ،‬أو من الشركات اليت تكون أسهمها مقيدة يف البورصة‪ ،‬فضال عن ذلك اعترب أن هاذا‬
‫احلظر ال يسري على الشركات اليت أتسست قبل دخول هاذه الالئحة حيز النفاذ أي قبل بدء العمل هبا‪.‬‬

‫يف املقابل أخضع إحاالت األسهم إىل الغري اليت متت يف شركات املسامهة ذات االكتتاب الفوري‪،‬أو‬
‫اليت متت يف شركات املسامهة اليت تكون أسهمها غري مقيدة يف البورصة لشرط املوافقة بشرط أال يؤدي إعمال‬
‫هاذا القيد إىل حد حرمان املساهم احمليل من التصرف يف أسهمه بشكل مطلق لتعلق ذلك ابلنظام العام‪.2‬‬

‫‪ 1‬د‪ .‬مسيحة القليويب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.507‬‬


‫‪ 2‬د‪ .‬مسيحة القليويب‪،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.507‬‬

‫‪65‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول ‪/‬الفصل الث اني‪ :‬ضوابط شرط الموافقة في شركة المساهمة‬

‫أما ابلنسبة النتقال األسهم عن طريق الرهن احليازي الاذي يعد عقدا شكليا‪ ،1‬فوجود شرط املوافقة يف‬
‫القانون األساسي للشركة قد يكون عائقا أمام عملية رهن مساهم من مسامهيها لبعض أسهمه أو كلها‪،‬إذ خيلق‬
‫اخلوف والاذعر لدى الدائن املرهتن الاذي خيشى أال جيد مشرتّي لألسهم املرهونة إذا ما اّطر إىل التنفياذ عليها‬
‫وبيعها جربا‪ ،‬ألن الشركة قد ال توافق على انتقال األسهم املرهونة إىل ذلك املشرتي عن طريق تفعيلها لشرط‬
‫املوافقة املنصوص عليه مسبقا يف قانوهنا األساسي‪ ،‬على إثر ذلك عمل املشرع اجلزائري على غرار نظريه‬
‫الفرنسي على القضاء على تلك اهلواجس من خالل إلزام املساهم الراهن بضرورة حصوله مسبقا على موافقة‬
‫الشركة على مشروع الرهن احليازي لألسهم‪ ،‬حيث يرتتب عن هاذه املوافقة قبول ّمين النضمام املشرتي الاذي‬
‫رسا عليه البيع يف حالة التنفياذ على األسهم املرهونة وبيعها جربا‪ ،‬وقبول ّمين كاذلك النضمام الدائن املرهتن‬
‫إليها مت كان حسن النية واختار متلك األسهم املرهونة حلسابه اخلاص‪ ،‬ما مل تفضل هاذه الشركة بعد اإلحالة‬
‫اسرتجاع األسهم املرهونة حلساهبا اخلاص عن طريق شرائها دون أي أتخري بغرض ختفيض رأمساهلا‪ ،2‬وهاذا ما‬
‫أكدته املادة‪517‬مكرر‪ 70‬من القانون التجاري اجلزائري‪ ،‬وكاذا املادة‪ L228-26‬من القانون التجاري‬
‫الفرنسي الساري املفعول‪.‬‬

‫ترتيبا ملا تقدم ميكن القول أن اإلحالة هي كل انتقال مللكية األسهم‪ ،‬سواء كان من التصرفات الناقلة‬
‫للملكية بعوض كالبيع واملقايضة‪ ،‬أو بغري عوض كاهلبة والوصية والتربع‪ ،‬أي بتعبري أدق سواء كان التصرف‬
‫مبقابل أو بدون مقابل‪،‬كما تشمل كل حتويل مللكية األسهم بغض النظر عن طريقته ولو كان عن طريق البيع‬
‫اجلربي بشقيه القضائي والودي‪ ،‬وكنتيجة لاذلك ميكن القول أن ال جمال إلعمال شرط املوافقة يف شركة املسامهة‬
‫يف حالة التنازل عن احلقوق املرتبطة ابلسهم كتقرير حق االنتفاع ألن املساهم الاذي يرتب حق انتفاع على‬
‫أسهمه حيتفظ مبلكيتها‪ ،‬حبيث ال ينقل بتصرفه هاذا إىل املنتفع إال عنصرين من عناصر امللكية ومها عنصرا‬
‫االستعمال واالستغالل دون ملكية الرقبة وحق التصرف‪ ،‬ومن ثمة يظل هو املساهم يف الشركة‪ ،3‬فضال عن‬
‫ذلك تعترب موافقة الشركة على مشروع رهن حيازي لألسهم حسب الشروط واإلجراءات املنصوص عليها يف‬
‫املادة ‪ 517‬مكرر ‪ 77‬من القانون التجاري اجلزائري مبثابة قبول ّمين للمحال إليه يف حالة التنفياذ على‬
‫األسهم املرهونة وبيعها جربا طبقا ألحكام املادة ‪ 301‬من القانون املدين اليت تقضي أبنه" إذا أصبح كل من‬

‫‪ 1‬د‪.‬عقيل جميد كاظم السعدي‪،‬رهن األسهم يف الشركات التجارية‪،‬دراسة مقارنة‪،‬املؤسسة احلديثة للكتاب‪،‬لبنان‪،‬الطبعة االوىل‪،5815‬ص‪.45‬‬
‫‪ 2‬أمساء بن ويراد‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.‬ص‪.187-184‬‬
‫‪ -‬حدة مزيدي‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.154‬‬
‫‪ 3‬د‪.‬صفوت انجي هبنساوي‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.77‬‬
‫‪ -‬د‪.‬معن عبد الرحيم عبد العزيز جوحيان‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.587‬‬

‫‪66‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول ‪/‬الفصل الث اني‪ :‬ضوابط شرط الموافقة في شركة المساهمة‬

‫الدين املرهون والدين املضمون مستحق األداء جاز للدائن املرهتن إذا مل يستوف حقه أن يقبض من الدين‬
‫املرهون ما يكون مستحقا له‪ ،‬أو أن يطلب بيع هاذا الدين أو متلكه وفقا للمادة ‪ 358‬الفقرة الثانية"‪.‬‬

‫ومع ذلك جيوز للشركة أن تسرتجع هاذه األسهم ابلشراء فورا بعد عرّها للبيع بغرض ختفيض‬
‫رأمساهلا‪ ،‬فإذا مل تقم باذلك اعترب قبوهلا ابحملال إليه قائما‪ ،‬وهاذا ما أكدته املادة ‪ 517‬مكرر ‪ 70‬من القانون‬
‫التجاري اجلزائري‪ ،1‬واملادة‪ L550-57‬من القانون التجاري الفرنسي الساري املفعول‪ ،‬وكاذا املادة ‪ 555‬من‬
‫قانون الشركات الفرنسي لسنة ‪ 1377‬امللغاة‪.2‬‬

‫وهباذا احلكم يكون املشرع اجلزائري على غرار نظريه الفرنسي قد أزال الصعوابت اليت تواجهها عملية‬
‫الرهن احليازي لألسهم عندما يتضمن القانون األساسي لشركة املسامهة شرط املوافقة‪ ،‬فالدائن املرهتن يف مثل‬
‫هاذه احلالة ال يقبل من املساهم الراهن برهن أسهمه لصاحله رهنا حيازّي‪،‬ذلك أنه خيشى يف حالة التنفياذ على‬
‫هاذه األسهم املرهونة وبيعها جربا أال جيد مشرت هلا بسبب الرفض التعسفي الاذي قد تبديه هاذه الشركة اجتاه‬
‫هاذا املشرتي‪ ،‬لاذا أقر كال املشرعني اجلزائري والفرنسي حبل يعد منطقيا يقضي بضرورة حصول املساهم الراهن‬
‫مسبقا على موافقة الشركة خبصوص مشروع الرهن احليازي لألسهم اليت تعترب مبثابة موافقة ّمنية على‬
‫الشخص احملال إليه يف حالة التنفياذ على األسهم املرهونة وبيعها جربا‪ ،‬ما مل تفضل هاذه الشركة اسرتجاع هاذه‬
‫األسهم حلساهبا اخلاص بغرض ختفيض رأمساهلا عن طريق شرائها مباشرة بعد عرّها للبيع اجلربي‪ ،‬وهباذا احلل‬
‫يكون املشرع اجلزائري ومثله الفرنسي قد جتنب تعسف الشركة الاذي قد تبديه بشأن مشروع الرهن احليازي‬
‫لألسهم يف حالة وجود شرط املوافقة يف قانوهنا األساسي حبجة خوفها من انضمام مساهم آخر غري مرغوب‬
‫فيه نتيجة رسو املزاد عليه عندما يتم البيع جربا هلاذه األسهم املرهونة كما سبق بيانه‪.‬‬

‫‪ 1‬د‪ .‬الياس انصيف‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.439‬‬


‫‪ -‬مسية فاطمة الزهراء بن غالية‪ ،‬احلقوق األساسية للمساهم ومبدأ احلرية التعاقدية يف شركة املسامهة‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه‪ ،‬ختصص‬
‫القانون اخلاص‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة تلمسان‪ ،5817- 5817 ،‬ص ‪.153‬‬
‫‪-‬مسية فاطمة الزهراء بن غالية‪ ،‬حرية املساهم يف التنازل عن األسهم‪ ،‬ماذكرة لنيل شهادة املاجستري يف القانون اخلاص‪ ،‬كلية احلقوق ‪،‬جامعة‬
‫تلمسان‪ ،5880-5885 ،‬ص ‪.00‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬عماد حممد أمني رمضان‪ ،‬محاية املساهم يف شركة املسامهة‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬الكتاب األول‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.481- 488‬‬
‫‪-‬د‪ .‬اندية فضيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.137‬‬
‫‪ -‬كرمي طييب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.38‬‬
‫‪-‬فتيحة بن عزوز‪ ،‬دور جلنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة يف محاية املساهم يف شركة املسامهة‪ ،‬رسالة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه يف العلوم‬
‫ختصص قانون خاص‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة تلمسان‪ ،5817-5817 ،‬ص‪.104‬‬
‫‪ 2‬د‪ .‬عماد حممد أمني رمضان‪،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.481‬‬
‫‪-‬كرمي طييب‪،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص‪.31‬‬

‫‪67‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول ‪/‬الفصل الث اني‪ :‬ضوابط شرط الموافقة في شركة المساهمة‬

‫وعلى أية حال مت توافرت الشروط الالزمة لتطبيق شرط املوافقة يف شركة املسامهة على النحو الاذي‬
‫يقضي به القانون وجب أن يسري هاذا الشرط على مجيع األسهم حمل اإلحالة دون أن يقتصر تطبيقه على‬
‫بعض األسهم دون غريها‪.1‬‬

‫ومع ذلك فتحديد املقصود ابإلحالة وحده ال يكفي‪ ،‬بل جيب إّافة إىل ذلك معرفة املقصود ابلغري‬
‫الاذين يشملهم شرط املوافقة حت يتم استكمال احللقة املفقودة لتحديد اإلحالة اخلاّعة هلاذا الشرط حتديدا‬
‫دقيقا ال يدع جماال للشك‪ ،‬وهاذا ما سنتطرق إليه بنوع من التحليل والتفصيل يف الفرع اآليت‪.‬‬

‫الفرع الثاين‬

‫املقصود ابلغري‬

‫يف معرض احلديث عن املقصود بلفظ الغري الاذي تضمنته الفقرة األوىل من نص املادة ‪ 517‬مكرر‬
‫‪ 77‬من القانون التجاري اجلزائري املاذكورة أعاله‪ ،‬ابعتبارها األساس القانوين الاذي يستمد منه شرط املوافقة‬
‫شرعيته ميكن القول أن نطاق تطبيق شرط املوافقة يف شركة املسامهة كقاعدة عامة يتحقق ويتأكد تطبيقه عندما‬
‫يرغب أحد مسامهيها يف إحالة بعض أسهمه أو كلها إىل الغري‪ ،‬بيد أن لفظ الغري ورد يف نص هاذه الفقرة عاما‬
‫ما يطرح العديد من التساؤالت مثل من هم الغري؟ وهل ميكن تطبيق شرط املوافقة على الشخص احملال إليه‬
‫حت ولو كان من املسامهني؟ وهل يقصد به الغري األجنيب عن الشركة‪ ،‬أم يقصد به أي شخص آخر غري‬
‫املساهم احمليل ولو كان من بقية املسامهني؟ وبتعبري أدق هل ميكن اعتبار املسامهني من الغري؟‪.‬‬

‫كل هاذه التساؤالت وغريها مل جند هلا إجابة صرحية وواّحة يف نصوص القانون التجاري اجلزائري‬
‫املنظمة لشرط املوافقة‪ ،‬فاملشرع اجلزائري مل ينظم حكما هلاذه املسألة‪ ،‬ومل حيدد املقصود ابلغري ال يف ظل األمر‬
‫‪ 73-57‬وال يف ظل املرسوم التشريعي‪ ،80-39‬وال حت يف القوانني املنظمة لسوق األوراق املالية يف اجلزائر‬
‫على غرار ما استقر عليه نظرييه املصري والفرنسي يف ظل قانون الشركات لسنة ‪1377‬م‪.‬‬

‫على العموم‪ ،‬وأمام صمت كل من املشرع اجلزائري وبعض التشريعات املقارنة حيال هاذه املسألة‪ ،‬فقد‬
‫انقسم الفقه يف فرنسا إىل اجتاهني‪ ،‬اجتاه يعترب املسامهني ليسوا من الغري يف املقابل يعترب االجتاه الثاين املسامهني‬
‫من الغري‪ ،‬على هاذا األساس حاولنا تقسيم هاذا الفرع إىل فقرتني حبيث تناولنا يف الفقرة األوىل االجتاه القائل‬
‫أبن املسامهني ليسوا من الغري‪ ،‬يف املقابل خصصنا الفقرة الثانية لالجتاه القائل أبن املسامهني من الغري‪.‬‬

‫‪ 1‬د‪.‬محد هللا حممد محد هللا‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.183‬‬

‫‪68‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول ‪/‬الفصل الث اني‪ :‬ضوابط شرط الموافقة في شركة المساهمة‬

‫الفقرة األوىل‬

‫املسامهون ليسوا من الغري‬

‫رأى أصحاب هاذا االجتاه أن إحالة األسهم من مساهم إىل أحد املسامهني اآلخرين ال ختضع لشرط‬
‫املوافقة املدرج مسبقا يف القانون األساسي للشركة‪ ،‬مبعن أن هاذا الشرط مرصود فقط إلحاالت األسهم اليت تتم‬
‫لصاحل الغري األجنيب عن الشركة استنادا إىل فكرة مفادها عدم اإلسراف يف فرض القيود اليت تتعارض مع جوهر‬
‫السهم وطبيعته‪ ،‬ومن ثمة فال جمال إلعمال شرط املوافقة عندما تتم اإلحالة إىل أحد املسامهني يف الشركة‪ ،‬وهاذا‬
‫ما استقر عليه الفقه والقضاء الفرنسيان قبل إلغاء قانون الشركات لسنة ‪1377‬م‪ ،‬واستبداله ابلقانون التجاري‬
‫الساري املفعول الصادر مبوجب األمر رقم ‪ 315-5888‬املؤرخ يف ‪5888/83/10‬م‪.1‬‬

‫ومع ذلك فقد جرى العمل يف فرنسا قبل صدور قانون الشركات لسنة ‪1377‬م على أن تنص‬
‫شركات املسامهة يف قوانينها األساسية على متديد نطاق شرط املوافقة ليشمل إحالة األسهم فيما بني املسامهني‬
‫أنفسهم‪ ،‬وأكد ذلك موقف القضاء الفرنسي آناذاك الاذي أقر بصحة هاذه الشروط‪ ،‬ولعل احلكمة املتوخاة من‬
‫وراء ذلك تكمن يف تقوية سلطات جملس اإلدارة عن طريق ختويله سلطة الرقابة على إحالة األسهم‪ ،‬ومن ثمة‬
‫منع انتقاهلا إىل أيدي املسامهني املعارّني لإلدارة‪.2‬‬

‫هاذا واستند أصحاب هاذا االجتاه القاّي أبن إحالة األسهم من مساهم إىل أحد املسامهني اآلخرين‬
‫ال ختضع لشرط املوافقة على فكرة مفادها أن الشركة وافقت من قبل على املسامهني‪ ،‬ودعموا وجهة نظرهم‬
‫ببعض نصوص قانون الشركات ذاهتا اليت تفرق بني املسامهني والغري‪ ،‬فاملاداتن مثال ‪ 557‬و‪ 557‬من قانون‬
‫الشركات الفرنسي لسنة ‪1377‬م امللغى تتضمنان اإلجراءات الواجب القيام هبا من قبل الشركة يف حالة‬
‫رفضها املوافقة على مشروع اإلحالة‪ ،‬إذ جيب عليها أن تعمل على تقدمي مشرت لألسهم حمل اإلحالة سواء كان‬
‫من بقية املسامهني أومن الغري‪ ،‬أو أن تعمل على شراء هاذه األسهم حلساهبا اخلاص بغرض ختفيض رأمساهلا‪،‬‬
‫فاملشرع الفرنسي وعلى غراره املشرع اجلزائري يف نص املادة ‪ 517‬مكرر ‪ 75‬من القانون التجاري اجلزائري قد‬

‫‪ 1‬أ‪ .‬حممد فتاحي‪،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري(دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.914‬‬
‫‪-‬يعقوب يوسف صرخوه‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.458‬‬
‫‪-‬د‪.‬معن عبد الرحيم عبد العزيز جوحيان‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.585‬‬
‫‪-‬د‪.‬محد هللا حممد محد هللا‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.119‬‬
‫‪-‬د‪.‬مسيحة القليويب‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.‬ص‪.509-505‬‬
‫‪ 2‬د‪.‬محد هللا حممد محد هللا‪،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪-C. Penheot, Droit des sociétés ,Groupe Revue Fiduciaire ,Paris,2002,p107.‬‬

‫‪69‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول ‪/‬الفصل الث اني‪ :‬ضوابط شرط الموافقة في شركة المساهمة‬

‫استعمال لفظ "املسامهني" إىل جانب لفظ "الغري" يف نفس النص القانوين‪ ،‬وعليه فمن غري املعقول أن يكون‬
‫للفظ "الغري" معنيان خمتلفان يف نفس النص القانوين الاذي يعاجل نفس املوّوع أال وهو إحالة األسهم‪.1‬‬

‫من جهة أخرى استند أصحاب هاذا االجتاه على فكرة مفادها أن املساهم بصفته شريكا يف الشركة‬
‫يكون له كقاعدة عامة حق األفضلية عن غري املسامهني يف شراء أسهم الشركة‪ ،‬سواء عند بيعها يف سوق‬
‫األوراق املالية‪ ،‬أو مبناسبة زّيدة رأمساهلا‪ ،2‬فضال عن ذلك رأى أصحاب هاذا االجتاه أن املبدأ العام الاذي حيكم‬
‫وينظم تداول األسهم يف شركات املسامهة يقوم أساسا على حرية املساهم يف التصرف أبسهمه طاملا مل ترد عليه‬
‫بعض القيود القانونية أو االتفاقية اليت تقيده‪،‬كشرط املوافقة مثال الاذي يعد أحد القيود االتفاقية اليت ترد‬
‫كاستثناء على هاذا املبدأ‪ ،‬لاذا جيب عدم التوسع فيه وفقا للقاعدة الفقهية املعروفة اليت تقضي"بعدم التوسع يف‬
‫االستثناء"‪ ،‬وكنتيجة لاذلك جيب أال ميتد نطاق تطبيق شرط املوافقة إىل إحاالت األسهم اليت تتم فيما بني‬
‫املسامهني أنفسهم‪.3‬‬

‫ومع ذلك‪ ،‬وعلى الرغم من كل هاذه املربرات مل يسلم هاذا االجتاه من النقد على أساس أن عدم‬
‫إخضاع إحاالت األسهم اليت تتم فيما بني املسامهني لشرط املوافقة وجعلها حرة قد ترتتب عنها انعكاسات‬
‫وتداعيات سلبية متس الشركة ومصاحلها بشكل مباشر‪ ،‬وقد متنعها يف بعض األحيان حت من تعديل هيااهتا‬
‫القائمة بسبب سيطرة واستحواذ األغلبية من محلة األسهم على قرارات الشركة ومصريها على حساب األقلية‪،‬‬
‫لاذا من ابب أوىل يف مثل هاذه احلاالت إجازة متديد نطاق تطبيق شرط املوافقة ليشمل حت إحاالت األسهم‬
‫اليت تتم فيما بني املسامهني أنفسهم‪.4‬‬

‫زد على ما تقدم ميكن القول أن أصحاب هاذا االجتاه مل يستطيعوا إقناع املشرع الفرنسي بوجهة‬
‫نظرهم‪ ،‬بدليل أن النصوص القانونية املنظمة لشرط املوافقة يف شركة املسامهة‪ ،‬سواء الواردة يف ظل قانون‬

‫‪ 1‬د‪ .‬محد هللا حممد محد هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.114‬‬
‫‪ -‬أ‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري(دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.917‬‬
‫‪-‬خدجية بلعريب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.73‬‬
‫‪ -‬مسية فاطمة الزهراء بن غالية‪،‬حرية املساهم يف التنازل عن األسهم‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.04‬‬
‫‪ 2‬د‪ .‬مسيحة القليويب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.503‬‬
‫‪-‬د‪ .‬محد هللا حممد محد هللا‪،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.118‬‬
‫‪ 3‬أ‪ .‬حممد فتاحي‪،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.917‬‬
‫‪-‬د‪ .‬عبد األول عابدين حممد بسيوين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.559‬‬
‫‪ -‬د‪.‬حسين املصري ‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.00‬‬
‫‪ 4‬د‪ .‬محد هللا حممد محد هللا‪،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.117‬‬

‫‪70‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول ‪/‬الفصل الث اني‪ :‬ضوابط شرط الموافقة في شركة المساهمة‬

‫الشركات لسنة ‪ 1377‬امللغى‪ ،‬أو يف ظل القانون التجاري الفرنسي الساري املفعول مل تنص صراحة على‬
‫حكم هلاذه املسألة يدعم أراءهم ويعزز موقفهم‪ ،‬لعل هاذا ما حفز أصحاب االجتاه الثاين القاّي أبن املسامهني‬
‫من الغري على املضي قدما والتمسك بوجهة نظرهم بغرض جاذب املشرع الفرنسي إىل جانبهم من خالل عرض‬
‫املزاّي اليت تتسم هبا فكرهتم واألسس واملربرات اليت استندوا عليها يف ذلك‪ ،‬سنتطرق إليها بنوع من التحليل‬
‫والتفصيل يف الفقرة اآلتية‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‬

‫املسامهون من الغري‬

‫على عكس االجتاه السابق املاذكور أعاله رأى أصحاب هاذا االجتاه أن املسامهني من الغري‪ ،‬وابلتايل‬
‫فإن إحالة األسهم فيما بني املسامهني أنفسهم ختضع بال شك لشرط املوافقة املدرج مسبقا يف نظام الشركة‪،‬‬
‫ومناط ذلك أن املادة ‪ 554‬من قانون الشركات الفرنسي لسنة ‪1377‬م ال حتظر تطبيق شرط املوافقة إال يف‬
‫حاالت معينة وردت على سبيل احلصر‪،‬أال وهي حاالت التنازل فيما بني الزوجني‪ ،‬أو فيما بني األصول‬
‫والفروع‪ ،‬أو يف حالة انتقال ملكية األسهم بسبب اإلرث أو بسبب تصفية األموال املشرتكة بني الزوجني‪ ،‬ومن‬
‫ثمة فاإلحالة اليت تتم فيما بني املسامهني ال تدخل ّمن نطاق هاذا احلظر الاذي أقرته صراحة هاذه املادة‪،‬‬
‫وكنتيجة لاذلك من الصواب أن خيضع مشروع اإلحالة الاذي م بني املساهم احمليل واحملال إليه سواء كان من‬
‫بقية املسامهني أو من الغري لشرط املوافقة املنصوص عليه مسبقا يف القانون األساسي لشركة املسامهة‪.1‬‬

‫فضال عن ذلك رأى أنصار هاذا االجتاه أن احلكمة املتوخاة من إقرار شرط املوافقة يف شركة املسامهة ال‬
‫تقتصر فقط على استبعاد األشخاص غري املرغوب فيهم من االنضمام هلاذه الشركة‪ ،‬بل تتعدى ذلك لتشمل‬
‫حكمة أخرى تكمن يف فرض نوع من التوازن عند توزيع األسهم فيما بني املسامهني أنفسهم للحد من سيطرة‬
‫األغلبية على حساب األقلية من محلة األسهم‪ ،‬وذلك ال يتحقق وال يتسن إال إذا مشل نطاق تطبيق شرط‬
‫املوافقة اإلحاالت اليت تتم فيما بني املسامهني أنفسهم‪.2‬‬

‫‪ 1‬د‪ .‬محد هللا حممد محد هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.115‬‬
‫‪ -‬أ‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري(دراسة مقارنة) ‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.919-915‬‬
‫‪-‬د‪.‬معن عبد الرحيم عبد العزيز جوحيان‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.585‬‬
‫‪-‬د‪.‬الزهراء نواصرية‪،‬التنازل عن االسهم‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.597‬‬
‫‪-‬د‪.‬صفوت انجي هبنساوي‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.‬ص‪.74-75‬‬
‫‪ 2‬د‪.‬معن عبد الرحيم عبد العزيز جوحيان‪،‬نفس املرجع السابق ونفس الصفحة‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول ‪/‬الفصل الث اني‪ :‬ضوابط شرط الموافقة في شركة المساهمة‬

‫ويف هاذا السياق أصدرت حمكمة استاناف ابريس حكما هلا بتاريخ ‪1354/85/15‬م يقضي أبن‬
‫نص املادة ‪ 554‬من قانون الشركات الفرنسي لسنة ‪1377‬م قد استهله املشرع الفرنسي باذكر احلاالت‬
‫املستثناة من اخلضوع لشرط املوافقة قبل التطرق للحاالت اخلاّعة هلاذا الشرط‪ ،‬ومن ثمة استنتجت هاذه‬
‫احملكمة أنه يف مفهوم نص املادة ‪ 554‬املاذكورة سلفا تعين كلمة "الغري"كل شخص من غري املاذكورين صراحة‬
‫يف نص هاذه املادة‪ ،‬ولو كان من املسامهني أنفسهم‪ ،‬وهي باذلك أكدت على أن املسامهني من الغري‪ ،‬وابلتايل‬
‫جيب إخضاع اإلحالة اليت تتم فيما بينهم لشرط املوافقة‪.1‬‬

‫من منظور آخر استند أنصار هاذا االجتاه على بعض النصوص القانونية لدعم وجهة نظرهم منها أن‬
‫املشرع الفرنسي ملا تناول موّوع إحالة األسهم إىل الغري يف شركات املسامهة استعمل كلمة "الغري" وحدها‪،‬‬
‫ومن دون أن يوّح املقصود منها‪ ،‬يف املقابل أّاف إىل لفظ "الغري"عبارة "األجنيب عن الشركة" يف الفقرة‬
‫األوىل من نص املادة ‪ L559-14‬من القانون التجاري الفرنسي‪ 2‬اليت أقرت بعدم جواز إحالة حصص‬
‫الشركاء يف الشركات ذات املسؤولية احملدودة إىل الغري األجنيب عن الشركة‪ ،‬إال مبوافقة الشركاء الاذين ميثلون‬
‫نصف رأس مال الشركة على األقل‪.3‬‬

‫على هاذا األساس رأى أنصار هاذا االجتاه أن االختالف يف الصياغة القانونية سيؤدي حتما إىل‬
‫االختالف يف احلكم‪ ،‬وعليه فاملسامهون من الغري بدليل أن املشرع الفرنسي مل يضف عبارة "األجنيب عن‬
‫الشركة"إىل لفظ"الغري" ملا تناول موّوع إحالة األسهم إىل الغري يف شركات املسامهة على غرار ما ورد يف الفقرة‬
‫األوىل من نص املادة ‪ L559-14‬من القانون التجاري الفرنسي اليت تناولت موّوع إحالة حصص الشركاء‬
‫إىل الغري األجنيب عن الشركة ذات املسؤولية احملدودة‪.4‬‬

‫زد على ما تقدم فاملشرع الفرنسي قد تبن هاذا االجتاه‪ ،‬وابلتايل أخضع اإلحاالت اليت تتم فيها بني‬
‫املسامهني لشرط املوافقة بدليل أنه حاذف لفظ"الغري"من نص املادة ‪ L550-59‬املعدلة مبوجب املادة ‪95‬‬
‫من األمر رقم ‪ 784-5884‬املؤرخ يف ‪5884/87/54‬م‪ ،‬واملعدلة مبوجب املادة ‪ 85‬من األمر رقم‬

‫‪1‬د‪ .‬محد هللا حممد محد هللا‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.115‬‬


‫‪ 2‬املادة ‪ L559- 14‬املعدلة مبوجب املادة ‪ 14‬من األمر رقم ‪ 554-5884‬املؤرخ يف ‪5884/89/57‬م‪ ،‬اجلريدة الرمسية الفرنسية الصادرة يف‬
‫‪5884/89/55‬م ‪:‬‬
‫‪« Les parts sociales ne peuvent être cédées à des tiers étrangers à la société qu’avec le‬‬
‫‪consentements de la majorité des associés représentant au moins la moitié des parts‬‬
‫‪sociales, a moins que les statuts prévoient une majorité plus forte…. ».‬‬
‫‪ 3‬د‪ .‬محد هللا حممد محد هللا‪،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.114‬‬
‫‪4‬أ‪.‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري(دراسة مقارنة) ‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.919‬‬

‫‪72‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول ‪/‬الفصل الث اني‪ :‬ضوابط شرط الموافقة في شركة المساهمة‬

‫‪ 08-5883‬املؤرخ يف ‪5883/81/55‬م اليت تعترب مبثابة األساس القانوين الاذي يستمد منه شرط املوافقة‬
‫شرعيته‪ ،1‬فضال عن ذلك رأى بعض الفقهاء الفرنسيني أن التعديالت اليت أدخلها املشرع الفرنسي على نص‬
‫املادة ‪ L550-59‬من القانون التجاري جاءت كنتيجة حتمية على الصياغة املعيبة لنص هاذه املادة الواردة يف‬
‫ظل األمر رقم ‪ 315-5888‬املؤرخ يف ‪5888/83/10‬م‪ ،‬وكاذا للصياغة املعيبة لنص املادة ‪ 554‬الواردة يف‬
‫ظل قانون الشركات الفرنسي لسنة ‪1377‬م امللغاة‪.‬‬

‫أما خبصوص التشريع اجلزائري فهو مل يتضمن أي نص صريح يوّح حكم إحاالت األسهم اليت تتم‬
‫فيها بني املسامهني أنفسهم على غرار التشريع املصري‪ ،‬فهو اآلخر مل يتضمن حكما هلاذه املسألة إال أنه من‬
‫وجهة نظران‪ ،‬وبعد متحيصنا لنص املادة ‪ 517‬مكرر ‪ 77‬من القانون التجاري اجلزائري‪ ،‬ونص املادة ‪ 148‬من‬
‫الالئحة التنفياذية لقانون الشركات املصري رقم ‪ 173‬لسنة ‪1301‬م ميكن القول أن كال املشرعني اجلزائري‬
‫واملصري قد اعتربا املسامهني ليسوا من الغري‪ ،‬وابلتايل حيظر إعمال شرط املوافقة على إحاالت األسهم اليت تتم‬
‫فيها بني املسامهني وجعلها حرة‪ ،‬وهاذا خيالف ما استقر عليه املشرع الفرنسي يف اآلونة األخرية‪.‬‬

‫فضال عن ذلك‪ ،‬فاملشرع اجلزائري ملا تناول نطاق تطبيق شرط املوافقة يف شركة املسامهة مل مييز بني‬
‫الشركات ذات االكتتاب العام وبني الشركات ذات االكتتاب الفوري‪ ،‬وبني الشركات اليت تكون أسهمها‬
‫مقيدة يف البورصة عن تلك غري املقيدة فيها على خالف ما استقر عليه نظريه املصري‪ ،‬لاذا كان من األجدر به‬
‫أن يتعرض هلاذه املسألة نظرا ألمهيمتها‪ ،‬ذلك أن النظام القانوين لشرط املوافقة ال يتوافق وال يتماشى مع طبيعة‬
‫شركات املسامهة ذات االكتتاب العام اليت يتم فيها عرض أسهمها على اجلمهور لالكتتاب فيها من دون أية‬
‫اعتبارات شخصية أو موّوعية‪،‬كما ال يتماشى مع حرية املعامالت اليت تتم داخل بورصة القيم املنقولة‪،‬‬
‫فاألسهم املقيدة فيها جيري التعامل هبا بكل حرية‪ ،‬ومن دون أي قيد أو شرط يعيق ذلك‪.2‬‬

‫وامللفت لالنتباه هباذا الشأن هو أن املشرع اجلزائري قد استثن بنص صريح شركة االستثمار ذات رأس‬
‫املال املتغري(ش‪.‬إ‪.‬ر‪.‬م‪.‬م) اليت تعترب شركة أسهم هدفها تسيري حافظة القيم املنقولة وسندات الدين القابلة‬
‫للتداول من اخلضوع لشرط املوافقة‪،3‬أي بتعبري أدق ال ختضع إحاالت األسهم اليت تتم داخل هاذا النوع من‬

‫‪1‬أ‪.‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري(دراسة مقارنة) ‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.917‬‬
‫‪-P.DIDIER et Ph. DIDIER ,op.cit,p532.‬‬
‫‪ 2‬مسية فاطمة الزهراء بن غالية‪ ،‬احلقوق األساسية للمساهم ومبدأ احلرية التعاقدية يف شركة املسامهة‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.153‬‬
‫‪ 3‬عرفها املشرع اجلزائري يف نص املادة ‪ 85‬من األمر رقم ‪ 80- 37‬املتعلق هبياات التوظيف اجلماعي للقيم املنقولة على أهنا‪" :‬شركة االستثمار ذات‬
‫رأس مال متغري‪ ،‬املسماة فيما يلي (ش‪.‬إ‪.‬ر‪.‬م‪.‬م) هي شركة أسهم هدفها تسيري حافظة القيم املنقولة وسندات دين قابلة للتداول‪.‬‬
‫‪ -‬ختضع هاذه الشركة ألحكام القانون التجاري يف كل ما مل يتم حتديده مبقتضى هاذا األمر"‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول ‪/‬الفصل الث اني‪ :‬ضوابط شرط الموافقة في شركة المساهمة‬

‫الشركات لشرط املوافقة‪ ،‬وهاذا ما أكدته الفقرة الثانية من نص املادة ‪ 87‬من األمر رقم ‪ 80-37‬املؤرخ يف‬
‫‪ 18‬يناير ‪1337‬م املتعلق هبياات التوظيف اجلماعي للقيم املنقولة‪ ،1‬على إثر ذلك أنمل من املشرع اجلزائري‬
‫أن حيظر إدراج شرط املوافقة يف القوانني األساسية لشركات املسامهة اليت تلجأ يف أتسيسها لالدخار العلين‪،‬‬
‫وأن يقضي بنص صريح‪ ،‬سواء يف القانون التجاري أو يف القوانني املتعلقة بتنظيم تداول األسهم يف سوق‬
‫األوراق املالية حباذف شرط املوافقة من األنظمة األساسية لشركات املسامهة اليت تطلب قبول أسهمها يف بورصة‬
‫القيم املنقولة‪.‬‬

‫ومع ذلك فاغلب التشريعات املقارنة ومنها التشريع اجلزائري أقرت حباالت حيظر فيها تطبيق شرط‬
‫املوافقة حت ولو كان مدرجا من قبل يف القانون األساسي للشركة‪ ،‬سنتطرق إليها بنوع من التحليل والتفصيل‬
‫يف املطلب اآليت‪.‬‬

‫املطلب الثاين‬

‫إحاالت األسهم املسثثااة من اخلووع لشرط املوافقة‬

‫بداية من األمهيمة مبكان أن نشري إىل أن املشرع اجلزائري قد تعرض يف املقطع األول من الفقرة األوىل‬
‫من نص املادة ‪ 517‬مكرر ‪ 77‬من القانون التجاري لنطاق تطبيق شرط املوافقة يف شركة املسامهة الاذي يقوم‬
‫على قاعدة مفادها أن كل تصرف يف األسهم إىل الغري خيضع لشرط املوافقة مت كان منصوصا عليه من قبل‬
‫يف القانون األساسي للشركة كما ذكران سالفا‪ ،‬يف املقابل خصص املقطع األخري من هاذه الفقرة للتصرفات يف‬
‫األسهم املستثناة من اخلضوع لشرط املوافقة اليت وردت على سبيل احلصر‪ ،‬ذلك أن بعض األشخاص على‬
‫الرغم من كوهنم من الغري إال أن التصرفات يف األسهم اليت تتم لصاحلهم تظل حرة وال ختضع أبي حال من‬
‫األحوال لشرط املوافقة حت ولو كان مدرجا من قبل يف القانون األساسي للشركة‪،‬كانتقال ملكية األسهم إىل‬
‫الورثة نتيجة وفاة أحد املسامهني‪ ،‬أو عندما يتم التنازل عن األسهم فيما بني الزوجني‪ ،‬أو بني األصول والفروع‪،‬‬
‫وجتدر اإلشارة يف هاذا الصدد إىل أن هاذه احلاالت هي نفسها اليت تضمنها املقطع األخري من نص املادة‪587‬‬
‫الواردة يف ظل األمر‪73-57‬املتضمن القانون التجاري اجلزائري‪.‬‬

‫على ّوء ما تقدم ارأتينا تقسيم هاذا املطلب إىل ثالثة فروع تناولنا يف الفرع األول حكم انتقال‬
‫ملكية األسهم للورثة‪ ،‬ويف الفرع الثاين حكم التنازل عن األسهم فيما بني الزوجني‪ ،‬يف حني خصصنا الفرع‬
‫الثالث للتنازل عن األسهم الاذي م بني األصول والفروع‪.‬‬

‫‪ 1‬خدجية بلعريب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.74‬‬

‫‪74‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول ‪/‬الفصل الث اني‪ :‬ضوابط شرط الموافقة في شركة المساهمة‬

‫الفرع األول‬

‫حكم انثقال ملكية األسهم للورثة‬

‫ابستقراء ومتحيص املقطع األخري من الفقرة األوىل من نص املادة ‪ 517‬مكرر ‪ 77‬من القانون‬
‫التجاري اجلزائري اتمضح لنا أن املشرع استبعد بصريح العبارة انتقال ملكية األسهم إىل الورثة من نطاق تطبيق‬
‫شرط املوافقة وهو من النظام العام‪ ،‬إذ ال جيوز أن يرد يف القانون األساسي للشركة شرط يقضي خبضوع انتقال‬
‫ملكية أسهم املساهم املتوف إىل ورثته ملوافقة الشركة وإال كان ابطال‪ ،‬وكنتيجة لاذلك إذا توف أحد املسامهني‬
‫وانتقلت ملكية أسهمه إىل ورثته‪ ،‬فاالنتقال هنا يظل حرا وال خيضع أبي حال من األحوال لشرط املوافقة‪ ،‬ومن‬
‫ثمة فالشركة جمربة يف هاذه احلالة على قبول انضمام هؤالء الورثة إليها يف حدود أسهم مورثهم‪ ،‬وليس هلا حق‬
‫االعرتاض عليهم‪.1‬‬
‫غري أن ذلك ال يعين جتزئة األسهم فيما بني الورثة‪ ،‬إذ ال جيوز جتزئتها حبيث ميارس البعض منهم جزءا‬
‫منها والبعض اآلخر اجلزء الثاين‪ ،‬فكل احلقوق املرتتبة عن ملكية األسهم ال جيوز مارستها إال من طرف مساهم‬
‫واحد‪ ،‬على هاذا األساس جيب على الورثة الاذين آلت إليهم ملكية أسهم مورثهم أن يعينوا من ميثلهم ويباشر‬
‫عنهم احلقوق اللصيقة هباذه األسهم اجتاه الشركة‪ ،‬ألن هاذا النوع من الشركات يعرف السهم أكثر ما يعرف‬
‫املساهم‪.2‬‬

‫وعلى أية حال‪ ،‬فالشركة يف هاذه احلالة غري ملزمة إبصدار أسهم مفرزة على حسب حصة كل وريث‬
‫يف األسهم املوروثة اليت آلت إليه‪ ،‬ذلك أن األسهم املوروثة تصبح ملوكة من طرف الورثة على وجه الشيوع‪ ،‬وال‬

‫‪ - 1‬أمساء بن ويراد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.31‬‬


‫‪ -‬خدجية بلعريب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.78‬‬
‫‪ -‬اندية مطالوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.117‬‬
‫‪ -‬اندية محيدة‪،‬حقوق املسامهني يف شركة املسامهة‪ ،‬ماذكرة من اجل نيل شهادة املاجستري يف قانون األعمال‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،‬جامعة وهران‪،‬‬
‫‪ ،5885-5887‬ص ‪.39‬‬
‫‪ 2‬د‪.‬اندية فضيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.103‬‬
‫‪ -‬د‪.‬حممد فريد العريين‪،‬الشركات التجارية (املشروع التجاري اجلماعي بني وحدة اإلطار القانوين وتعدد األشكال)‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.100‬‬
‫‪ -‬فاطمة أمال حلوش ‪،‬حق املساهم يف التصرف يف أسهمه يف شركة املسامهة ‪،‬رسالة لنيل شهادة الدكتوراه يف القانون اخلاص‪ ،‬كلية احلقوق‪،‬‬
‫جامعة سيدي بلعباس‪ ،5883-5880 ،‬ص ‪.547‬‬
‫‪ -‬فاطمة أمال حلوش ‪،‬املركز القانوين للمساهم يف شركة املسامهة‪ ،‬ماذكرة لنيل شهادة املاجستري فرع قانون خاص‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،‬جامعة سيدي‬
‫بلعباس ‪ ،5885-5881 ،‬ص ‪.53‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬امحد حمرز‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.570‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬مصطفى كمال طه‪ ،‬الشركات التجارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.585‬‬

‫‪75‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول ‪/‬الفصل الث اني‪ :‬ضوابط شرط الموافقة في شركة المساهمة‬

‫يكون لكل منهم صوت يف اجلمعية العامة للمسامهني‪ ،‬لاذا جيب عليهم أن يعينوا شخصا واحدا يباشر احلقوق‬
‫املتصلة هباذه األسهم اجتاه الشركة‪.1‬‬

‫ومع ذلك حيق لكل مالك على الشيوع أن يطلع على واثئق الشركة املنصوص عليها يف املواد ‪،755‬‬
‫‪ 708 ،750‬من القانون التجاري اجلزائري‪ ،‬وهاذا ما عربت عنه صراحة املادة ‪ 705‬من نفس القانون‪2‬جاء‬
‫فيها‪":‬يرجع كاذلك حق االطالع على الواثئق املنصوص عليها يف املواد‪ 755،750،708‬إىل كل واحد من‬
‫املالكني الشركاء لألسهم املشاعة وإىل مالك الرقبة واملنتفع ابألسهم"‪.‬‬

‫هاذا‪ ،‬وقد اثر التساؤل حول الوصية هل ميكن إدراجها ّمن حاالت انتقال األسهم بسب اإلرث أم‬
‫ال؟ أي بتعبري أدق هل املوصى له جبزء من الرتكة ميكن اعتباره يف حكم الوارث ومن ثمة إعفاؤه من اخلضوع‬
‫لشرط املوافقة أم ال؟‪.‬‬

‫لإلجابة على هاذه التساؤالت ارأتينا أن نوّح موقف املشرع اجلزائري من الوصية يف ظل التباين‬
‫الكبري يف موقف التشريعات العربية حيال هاذه املسألة‪ ،‬بني من جييز الوصية للوارث جوازا مطلقا دون ما‬
‫احلاجة إىل إجازة الورثة ما دامت الوصية يف حدود الثلث على غرار ما استقر عليه املشرع العراقي يف نص‬
‫املادة ‪ 1180‬من القانون املدين رقم ‪ 48‬لسنة ‪1371‬م‪ ،‬ونظريه املصري يف نص املادة ‪ 95‬من قانون الوصية‬
‫املصري رقم ‪ 51‬لسنة ‪1347‬م‪ ،‬وبني من مينع الوصية للوارث منعا مطلقا‪ ،‬سواء أجازها الورثة أم ال على غرار‬
‫ما استقر عليه املشرع املغريب يف نص الفصل ‪ 157‬من مدونة األحوال الشخصية‪ ،‬وكاذا نظريه اليمين يف نص‬
‫املادة ‪ 591‬من قانون األحوال الشخصية رقم ‪ 58‬لسنة ‪1335‬م‪.‬‬

‫بيد أن هناك اجتاه اثلث يقضي إبجازة الوصية للوارث بشرط إجازهتا من قبل الورثة‪ ،‬فإذا أجازوها‬
‫ص محت‪ ،‬وإن مل جييزوها بطلت على غرار ما استقر عليه املشرع السوري يف الفقرة الثانية من نص املادة ‪590‬‬
‫من قانون األحوال الشخصية رقم ‪ 73‬لسنة ‪1379‬م‪ ،‬ونظريه التونسي يف الفصل ‪ 153‬من جملة األحوال‬
‫الشخصية لسنة ‪1377‬م‪ ،‬وكاذا الصومايل يف الفقرة األوىل من نص املادة ‪ 141‬من قانون األحوال الشخصية‬

‫‪ 1‬فاطمة أمال حلوش‪ ،‬حق املساهم يف التصرف يف أسهمه يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.547‬‬
‫‪-‬فاطمة أمال حلوش ‪ ،‬املركز القانوين للمساهم يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.53‬‬
‫‪ -‬د‪.‬مصطفى كمال طه‪ ،‬الشركات التجارية‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.‬ص‪.580-585‬‬
‫‪-‬د‪.‬اندية فضيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.103‬‬
‫‪ -‬د‪.‬حممد فريد العريين‪،‬الشركات التجارية (املشروع التجاري اجلماعي بني وحدة اإلطار القانوين وتعدد األشكال)‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.100‬‬
‫‪-‬أ‪.‬عمار عموره‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.597‬‬
‫‪ 2‬د‪ .‬اندية فضيل‪،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.501‬‬

‫‪76‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول ‪/‬الفصل الث اني‪ :‬ضوابط شرط الموافقة في شركة المساهمة‬

‫رقم ‪ 59‬لسنة ‪1357‬م‪ ،‬وجتدر اإلشارة يف هاذا الصدد إىل أن االجتاه األخري أخاذ به فقهاء احلنفية والشافعية‬
‫واحلنابلة (يف األظهر) واملالكية (يف قول غري مشهور)‪.1‬‬

‫أما املشرع اجلزائري فقد نظم الوصية يف املواد من ‪ 104‬إىل ‪ 581‬من قانون األسرة‪ ،‬يف الفصل األول‬
‫املعنون بــ"الوصية" يف الباب األول "الوصية – اهلبة – الوقف"من الكتاب الرابع املوسوم بــ"التربعات"‪ ،‬واعترب‬
‫الوصية متليكا مضافا إىل ما بعد املوت بطريق التربع‪ ،‬وهاذا ما أكدته املادة ‪ 104‬من نفس القانون‪ ،2‬أما عن‬
‫موقفه من مسألة الوصية للوارث‪ ،‬فقد أخاذ ابالجتاه الثالث القاّي إبجازة الوصية للوارث بشرط إجازهتا من‬
‫قبل الورثة بعد وفاة املوصي‪ ،‬وهاذا ما أكدته املادة ‪ 103‬من نفس القانون‪ 3‬جاء فيها‪":‬ال وصية لوارث إال إذا‬
‫أجازها الورثة بعد وفاة املوصي"‪.‬‬

‫على ّوء ما تقدم ميكن القول أن الوصية هي تصرف مضاف إىل ما بعد املوت بطريق التربع يوصي‬
‫مبوجبها املوصي جبزء من تركته يف حدود الثلث إىل أحد األشخاص‪ ،4‬فإذا كان املوصى له ليس من الورثة‪ ،‬فهنا‬
‫الوصية تعترب من قبيل التنازالت عن األسهم إىل الغري‪ ،‬وابلتايل جيب إخضاعها لشرط املوافقة مت كان‬
‫منصوصا عليه من قبل يف القانون األساسي للشركة‪ ،‬أما إذا كان املوصى له واراث أي أن صفيت الوارث واملوصى‬
‫له قد اجتمعتا فيه يف آن واحد‪ ،‬ففي هاذه احلالة أتخاذ الوصية حكم انتقال األسهم للورثة‪ ،‬ومن ثمة جيب‬
‫إعفاؤها من اخلضوع لشرط املوافقة‪.‬‬

‫ومع ذلك جند أن هناك بعض التشريعات العربية مل تتطرق ملسألة الوصية للوارث على غرار املشرع‬
‫األردين‪ ،‬ولسد هاذا الفراغ القانوين البد من الرجوع إىل نص املادة ‪ 109‬من قانون األحوال الشخصية األردين‬
‫اليت توجب الرجوع يف مثل هاذه احلاالت إىل الرأي الراجح يف ماذهب أيب حنيفة يف كل ما مل يرد بشأنه نص‬
‫قانوين‪ ،‬وهو ما يعين بطبيعة احلال القول جبواز الوصية للوارث بشرط إجازهتا من قبل الورثة بعد وفاة املوصي‬
‫وفقا ملا استقر عليه الفقه احلنفي كما ذكران سابقا‪.5‬‬

‫‪ 1‬حسن نعمة ّيسر الياسري‪ ،‬احلقوق املتعلقة ابلرتكة بني الفقه اإلسال مي والقانون املقارن (دراسة مقارنة)‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬كلية القانون‪ ،‬جامعة‬
‫بغداد‪ ،‬العراق‪ ،5887-5884 ،‬ص‪.‬ص‪.171- 178‬‬
‫‪ -‬كمال صمامة‪،‬تصرفات املريض مرض املوت يف الوصية بني الشريعة اإلسالمية وقانون األسرة اجلزائري‪،‬جملة العلوم القانونية والسياسية‪،‬كلية احلقوق‬
‫والعلوم السياسية‪،‬جامعة الوادي‪،‬اجمللد‪،18‬العدد‪،81‬الصادر بتاريخ‪5813/84/50‬م‪،‬ص‪.‬ص‪.419-415‬‬
‫‪ 2‬كمال صمامة‪،‬نفس املرجع السابق‪،‬ص‪.484‬‬
‫‪ 3‬قانون األسرة اجلزائري (حسب آخر تعديالت )‪ ،‬كليك للنشر‪ ،‬الطبعة األوىل‪5811-5818 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 4‬نصت املادة ‪ 107‬من قانون األسرة اجلزائري املعدل واملتمم على أنه"تكون الوصية يف حدود ثلث الرتكة‪ ،‬وما زاد الثلث يتوقف على إجازة‬
‫الورثة"‪.‬‬
‫‪ 5‬حسن نعمة ّيسر الياسري‪،‬نفس املرجع السابق‪،‬ص ‪.171‬‬

‫‪77‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول ‪/‬الفصل الث اني‪ :‬ضوابط شرط الموافقة في شركة المساهمة‬

‫كاذلك مل يتعرض املشرع املصري هو اآلخر ملسألة انتقال األسهم للورثة‪ ،‬ومل يعتربها ّمن احلاالت‬
‫املستثناة من اخلضوع لشرط املوافقة على غرار املشرع اجلزائري والفرنسي‪ ،‬واكتفى حبالتني فقط مها التنازل فيما‬
‫بني الزوجني‪ ،‬والتنازل بني األصول والفروع‪ ،‬وهاذا ما أكدته الفقرة الثانية من نص املادة ‪ 148‬من الالئحة‬
‫التنفياذية لقانون الشركات املصري رقم ‪ 173‬لسنة ‪1301‬م اليت جاء فيها‪":‬ال يسري هاذا القيد على ما يتم‬
‫من تنازل بني األزواج واألصول والفروع"‪ ،1‬على إثر ذلك دعا بعض الفقهاء املصريني املشرع املصري لضرورة‬
‫التدخل بنص صريح يقضي إبخضاع انتقال ملكية أسهم املساهم املتوف إىل ورثته لشرط املوافقة مت كان‬
‫منصوصا عليه مسبقا يف القانون األساسي للشركة‪ ،‬على أن أيخاذ املوصى له حكم الوارث‪.2‬‬

‫أما املشرع الفرنسي فقد تناول هاذه املسألة‪ ،‬واعترب انتقال ملكية أسهم املساهم املتوف إىل ورثته ّمن‬
‫احلاالت املستثناة من اخلضوع لشرط املوافقة‪ ،‬وهاذا ما أكدته الفقرة األوىل من نص املادة ‪ 554‬من قانون‬
‫الشركات لسنة ‪1377‬امللغاة‪ ،‬وكاذا املادة ‪ L550-59‬يف فقرهتا الثالثة من القانون التجاري الساري املفعول‪،‬‬
‫وليس هاذا فقط بل ذهب االجتهاد القضائي الفرنسي إىل أبعد من ذلك إذ اعترب كلمة "الورثة" تعين الورثة‬
‫الشرعيني والطبيعيني واملتبنني‪.3‬‬

‫يف األخري ميكن القول أن املشرع اجلزائري قد أصاب عندما حظر بصريح العبارة تطبيق شرط املوافقة‬
‫يف مواجهة ورثة املساهم املتوف‪ ،‬وملا استبعد الوصية اليت يكون فيها املوصى له واراث من اخلضوع هلاذا الشرط‪،‬‬
‫وكاذا ملا أخضع الوصية اليت يكون فيها املوصى له ليس واراث لشرط املوافقة مت كان مدرجا من قبل يف القانون‬
‫األساسي للشركة‪ ،‬وعلى أية حال فهدف املشرع من وراء ذلك هو تسهيل انتقال ملكية األسهم فيما بني أفراد‬
‫العائلة الواحدة اليت تربطهم عالقة قرابة مع املورث‪ ،‬ذلك أن املشرع قرر أن صلة القرابة الوثيقة بني املساهم‬
‫املتوف وبني ورثته ال جيب قطعها حبال من األحوال‪ ،‬وأن احلفاظ على هاذه الصلة مقدم على سائر االعتبارات‬
‫اليت تربر تطبيق شرط املوافقة‪ ،‬وهاذا ما هدف إليه كاذلك عندما حظر تطبيق شرط املوافقة يف حالة التنازل عن‬
‫األسهم فيما بني الزوجني‪ ،‬وهاذا ما سنتطرق إليه بنوع من التحليل والتفصيل يف الفرع اآليت‪.‬‬

‫‪ 1‬د‪.‬عبد األول عابدين حممد بسوين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.555‬‬


‫‪ -‬د‪.‬مسيحة القليويب‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.503‬‬
‫‪ -‬د‪.‬محد هللا حممد محد هللا‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.187‬‬
‫‪ 2‬د‪ .‬صفوت انجي هبنساوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.79‬‬
‫‪ -‬أ حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري(دراسة مقارنة)‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.910‬‬
‫‪ 3‬د‪ .‬إلياس انصيف‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.438‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬محد هللا حممد محد هللا‪،‬نفس املرجع السابق‪،‬ص ‪.187‬‬

‫‪78‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول ‪/‬الفصل الث اني‪ :‬ضوابط شرط الموافقة في شركة المساهمة‬

‫الفرع الثاين‬

‫حكم الثاازل عن األسهم فيما بني الزوجني‬

‫من املالحظ أن املقطع األخري من الفقرة األوىل من نص املادة ‪ 517‬مكرر ‪ 77‬من القانون التجاري‬
‫اجلزائري تضمن حالة اثنية من احلاالت املستثناة من اخلضوع لشرط املوافقة يف شركة املسامهة أقر مبوجبها‬
‫املشرع اجلزائري أبن إحالة األسهم اليت تتم بني الزوجني ال ختضع لشرط املوافقة‪ ،‬فمصطلح الزوج‬
‫» ‪« conjoint‬الوارد يف املقطع املاذكور أعاله جاء عاما‪ ،‬وهو ما يعين بطبيعة احلال أنه يشمل الزوج‬
‫والزوجة‪ ،‬وهاذا ما استقر عليه املشرع املصري يف الفقرة الثانية من نص املادة ‪ 148‬من الالئحة التنفياذية لقانون‬
‫الشركات املصري رقم ‪ 173‬لسنة ‪1301‬م‪ ،1‬وكاذا املشرع الفرنسي يف الفقرة األوىل من نص املادة ‪ 554‬من‬
‫قانون الشركات الفرنسي لسنة ‪1377‬م امللغاة‪ ،‬ويف الفقرة الثالثة من نص املادة ‪ L550-59‬من القانون‬
‫التجاري الفرنسي الساري املفعول‪ ،‬وهباذا تكون هاذه التشريعات قد كرست حرية تداول األسهم بني الزوجني‬
‫مبوجب نصوص قانونية صرحية ال تدع جماال للتأويل‪.2‬‬

‫على إثر ذلك تعترب إحالة األسهم من الزوج املساهم إىل زوجته أو العكس غري خاّعة لشرط‬
‫املوافقة‪ ،‬وتتم بكل حرية‪ ،‬ومن دون أي قيد أو رقابة من الشركة حت ولو كان هاذا الشرط مدرجا من قبل يف‬
‫القانون األساسي للشركة‪ ،‬ذلك أن طبيعة العالقة الزوجية القائمة على املودة والثقة بني الزوجني تقتضي أن‬
‫تكون عملية إحالة األسهم اليت تتم فيما بينهما حرة وغري مقيدة أبي شرط‪ ،‬بيد أن ذلك ال يتحقق وال يتسن‬
‫إال إذا كانت هاذه العالقة الزوجية قائمة على عقد زواج صحيح عرفه املشرع اجلزائري يف قانون األسرة على‬
‫أنه‪":‬عقد رّائي يتم بني رجل وامرأة على الوجه الشرعي‪ ،‬من أهدافه تكوين أسرة أساسها املودة والرمحة‬
‫والتعاون وإحصان الزوجني واحملافظة على األنساب"‪.3‬‬

‫‪ 1‬د‪ .‬عبد األول عابدين حممد بسيوين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.555‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬محد هللا حممد محد هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.187‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬مسيحة القليويب‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.503‬‬
‫‪ 2‬أ‪.‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري(دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.913‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬الزهراء نواصرية‪ ،‬التنازل عن األسهم ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.594‬‬
‫‪ -‬أمساء بن ويراد‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.31‬‬
‫‪ -‬خدجية بلعريب‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.78‬‬
‫‪ -‬اندية مطالوي‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.117‬‬
‫‪ -‬اندية محيدة‪،‬حقوق املسامهني يف شركة املسامهة‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.39‬‬
‫‪ 3‬املادة ‪ 84‬من قانون األسرة اجلزائري املعدلة مبوجب األمر ‪ 85-87‬املؤرخ يف ‪.5887/85/55‬‬

‫‪79‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول ‪/‬الفصل الث اني‪ :‬ضوابط شرط الموافقة في شركة المساهمة‬

‫ومع ذلك هناك أسباب عديدة وخمتلفة قد تنهي العالقة األسرية الزوجية كوفاة أحد الزوجني‪،1‬ما‬
‫يؤدي إىل وّع حد للعالقة الزوجية وهاذا أمر بديهي‪ ،‬ومن ثمة يصبح الزوج اآلخر من الورثة‪ ،‬فيطبق عليه‬
‫حكم انتقال ملكية األسهم إىل الورثة كما رأينا سابقا الاذي يقضي بعدم خضوع هاذا االنتقال لشرط املوافقة‬
‫مت كان الزوج املتوف مسامها يف الشركة‪.‬‬

‫أما إذا م فك الرابطة الزوجية ابلطالق‪ ،2‬سواء ابإلرادة املنفردة للزوج أو ابتفاق الطرفني أي الزوج‬
‫والزوجة معا‪ ،‬وهاذا ما يسمى الطالق ابلرتاّي‪ ،‬أو بواسطة التطليق‪ 3‬الاذي هو حق مقرر للزوجة تطلب‬
‫‪4‬‬
‫مبقتضاه الزوجة فك الرابطة الزوجية لوجود ّرر شرعي حيول دون استمرار احلياة الزوجية‪ ،‬أو عن طريق اخللع‬
‫الاذي هو حق مقرر كاذلك للزوجة مبقتضاه تقوم الزوجة بفك الرابطة الزوجية دون موافقة الزوج مقابل مبلغ‬
‫مايل تدفعه للزوج‪ ،‬فإذا مل يتم االتفاق على املبلغ وجب على القاّي حتديد هاذا املبلغ على أساس صداق‬
‫املثل‪ ،‬وعلى أية حال مهما اختلفت هاذه األسباب وتعددت فالنتيجة واحدة‪ ،‬وهي احنالل الرابطة الزوجية‪،‬‬
‫وابلتايل سقوط صفة الزوج والزوجة عن الطرفني‪ ،‬فيصبح كل طرف أجنبيا عن اآلخر‪ ،‬ويصبح كاذلك التنازل‬
‫عن األسهم الاذي م فيما بينهما إذا كان أحدمها مسامها يف الشركة خاّعا لشرط املوافقة مت كان هاذا الشرط‬
‫مدرجا من قبل يف القانون األساسي للشركة‪.‬‬

‫بناء على ما تقدم ميكن القول أن انتقال ملكية أسهم الزوج املتوف إىل الزوج اآلخر يدخل ّمن‬
‫نطاق انتقال ملكية األسهم إىل الورثة كما رأينا سابقا‪ ،‬حبجة أن الزوج املتبقي على قيد احلياة يعد من الورثة‪،‬‬
‫وابلتايل ال خيضع هاذا االنتقال لشرط املوافقة‪ ،‬أما بعد فك الرابطة الزوجية بسبب من األسباب اليت سبق وأن‬
‫فصلنا فيها‪ ،‬فتنازل املطلق عن أسهمه لطليقته أو العكس خيضع لشرط املوافقة حبجة أن كل طرف أصبح‬
‫أجنبيا عن اآلخر‪ ،‬وابلتايل جيب إعمال هاذا الشرط‪.‬‬

‫كاذلك خيضع تنازل اخلطيب عن أسهمه خلطيبته أو العكس لشرط املوافقة‪ ،5‬حبجة أن اخلطبة هي‬
‫وعد ابلزواج‪ ،6‬وال حتمل الصفة العقدية أبي وجه من الوجوه وليس هلا صفة إلزامية وال قيمة قانونية‪ ،‬فمناطها‬
‫مبدأ حرية الشخص يف اختيار شريكه دون أي ّغط أو قيد‪ ،‬وهو ما يعين بطبيعة احلال أهنا ال تندرج يف‬

‫‪ 1‬املادة ‪ 45‬من قانون األسرة اجلزائري‪.‬‬


‫‪ 2‬املادة ‪ 40‬من قانون األسرة اجلزائري املعدلة مبوجب األمر ‪ 85-87‬املؤرخ يف ‪.5887/85/55‬‬
‫‪ 3‬املادة ‪ 79‬من قانون األسرة اجلزائري املعدلة مبوجب األمر ‪ 85-87‬املؤرخ يف ‪.5887/85/55‬‬
‫‪ 4‬املادة ‪ 74‬من قانون األسرة اجلزائري املعدلة مبوجب األمر ‪ 85-87‬املؤرخ يف ‪.5887/85/55‬‬
‫‪ 5‬أ‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري(دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.913‬‬
‫‪6‬املادة ‪ 87‬من قانون األسرة اجلزائري املعدلة مبوجب األمر ‪ 85-87‬املؤرخ يف ‪.5887/85/55‬‬

‫‪80‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول ‪/‬الفصل الث اني‪ :‬ضوابط شرط الموافقة في شركة المساهمة‬

‫مصاف العقود‪ ،‬أي أن تكييفها القانوين ال خيرجها عن كوهنا تواعدا ابلتعاقد‪ ،‬على أن هاذا الوعد ال يعد جزءا‬
‫مدخل له يف تكوين ماهية العقد‪ ،1‬فضال على أهنا قد تنتهي ابلنهاية الطبيعية هلا واملرجوة‬
‫من عقد الزواج وال ْ‬
‫منها أي ابلزواج‪ ،‬أو قد تنتهي ابلعدول عنها سواء إبرادة الطرفني‪ ،‬أو ابإلرادة املنفردة ألحدمها‪،‬كما ميكن أن‬
‫تنتهي بسبب غري إرادي كوفاة أحد اخلاطبني‪ ،‬أو عند ظهور مانع من موانع الزواج‪.‬‬

‫يف األخري إن التنازل عن األسهم فيما بني الزوجني املستثن من اخلضوع لشرط املوافقة خيص الزوجني‬
‫فقط‪ ،‬وابلتايل إذا تنازل الزوج املساهم يف الشركة عن أسهمه ألب الزوجة أو ألمها أو ألي أحد من أقارهبا فإنه‬
‫خيضع لشرط املوافقة من قبل الشركة والعكس صحيح‪ ،2‬ومع ذلك إذا تنازل الزوج عن أسهمه ألبيه أو ألحد‬
‫أبناءه فإنه ال خيضع لشرط املوافقة‪ ،‬وهاذا ما سنتطرق إليه بنوع من التحليل والتفصيل يف الفرع اآليت‪.‬‬

‫الفرع الثالث‬

‫حكم الثاازل عن األسهم بني األصول والفروع‬

‫يستفاد كاذلك من املقطع األخري من الفقرة األوىل من نص املادة ‪ 517‬مكرر ‪ 77‬من القانون‬
‫التجاري اجلزائري أن اإلحالة اليت تتم بني األصول والفروع ال ختضع لشرط املوافقة‪ ،‬وابلتايل هي حرة وغري‬
‫مقيدة أبي شرط‪ ،‬وال ختضع أبي حال من األحوال لرقابة الشركة‪ ،‬وهاذا ما أخاذ به املشرع الفرنسي يف الفقرة‬
‫الثالثة من نص املادة ‪ L550-59‬من القانون التجاري الساري املفعول‪ ،‬ويف الفقرة األوىل من نص املادة‬
‫‪ 554‬من قانون الشركات الفرنسي لسنة ‪1377‬م امللغاة‪ ،‬تبعهما املشرع املصري هو اآلخر مبوجب نص‬
‫الفقرة الثانية من املادة ‪ 148‬من الالئحة التنفياذية لقانون الشركات رقم ‪ 173‬لسنة ‪1301‬م‪.3‬‬

‫بيد أن امللفت لالنتباه يف نص املقطع املاذكور أعاله هو أن لفظي األصول والفروع مل يقيدمها املشرع‬
‫اجلزائري على غرار نظرييه الفرنسي واملصري بدرجة معينة من القرابة‪ ،4‬مبعن أن إحالة األسهم بني األصول‬

‫‪ 1‬د‪.‬حممد رشيد بوغزالة‪،‬طبيعة اخلطبة وحكم العدول عنها وأثره‪،‬دراسة مقارنة بني الشريعة والقانون‪،‬جملة البحوث والدراسات‪،‬جامعة‬
‫الوادي‪،‬اجلزائر‪،‬اجمللد‪ 85‬العدد‪،85‬الصادر بتاريخ‪5883/87/81‬م‪،‬ص‪.‬ص‪.49-48‬‬
‫‪ -‬د‪.‬فاروق خلف‪،‬أحكام اخلطبة وآاثر العدول عنها بني املفهوم القانوين واالجتهاد القضائي‪،‬جملة الدراسات الفقهية والقضائية‪،‬خمرب الدراسات‬
‫الفقهية والقضائية جامعة الوادي‪،‬ـاجلزائر‪،‬اجمللد‪ 85‬العدد‪،85‬الصادر بتاريخ‪5817/87/81‬م‪،‬ص‪.00‬‬
‫‪ 2‬أ‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري(دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.913‬‬
‫‪ 3‬د‪ .‬عبد األول عابدين حممد بسيوين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.555‬‬
‫‪ -‬د‪.‬مسيحة القليويب ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.503‬‬
‫‪ 4‬جتدر اإلشارة إىل أن القرابة يف القانون اجلزائري نوعان يتمثل النوع األول يف قرابة النسب وهي تلك القرابة القائمة بني أشخاص جتمع بينهم صلة‬
‫الدم وتنقسم إىل قرابة مباشرة اليت تربط األصول ابلفروع‪ ،‬وقرابة غري مباشرة (قرابة احلواشي) اليت ال يكون فيها أحد األشخاص فرعا لآلخر‪،‬أما‬
‫النوع الثاين من القرابة فيكمن يف قرابة املصاهرة اليت تنشا نتيجة الزواج‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول ‪/‬الفصل الث اني‪ :‬ضوابط شرط الموافقة في شركة المساهمة‬

‫مهما علوا تظل حرة وال ختضع لشرط املوافقة‪ ،‬وكاذلك إحالة األسهم بني الفروع مهما نزلوا‪ ،‬فهي كاذلك حرة‬
‫وال ختضع أبي حال من األحوال لشرط املوافقة‪.1‬‬

‫زد على ما تقدم‪ ،‬فالثابت قانوان وشرعا أن املقصود ابألصل هو األب وإن عال‪ ،‬والفرع هو االبن وإن‬
‫نزل‪ ،2‬إال أن املشرع اجلزائري على خطى نظرييه الفرنسي واملصري مل حيدد لنا درجة معينة من القرابة ميكن‬
‫االستناد إليها‪ ،‬لاذا جيب األخاذ ابملفهوم الواسع للمصطلحني"األصل والفرع"يف ظل غياب النص القانوين الاذي‬
‫يوّح هاذه املسألة‪ ،‬والاذي يعد أحد أوجه النقد املوجه للمشرع اجلزائري‪.‬‬

‫إال أنه من وجهة نظران ال نعيب على املشرع اجلزائري عدم حتديده لدرجة معينة من القرابة وال جند يف‬
‫ذاك هفوة قانونية أو تقصريا منه‪ ،‬ذلك أن متوسط عمر اإلنسان قصري‪ ،‬فاملرء احملظوظ غالبا ما يتعايش مع‬
‫جده‪ ،‬أي أب األب أو أب األم كأقصى تقدير‪ ،‬وكاذلك اجلد غالبا ما يعيش مع حفيده يف وقت واحد‪ ،‬أم‬
‫أنه يعيش يف زمن واحد مع ابن حفيده فاذلك اندر الوقوع‪ ،‬ومن منظور آخر فالتنازل الاذي يتم بني األصول‬
‫والفروع يدعمه االعتبار الشخصي‪،‬كتنازل املساهم عن أسهمه ألبيه أو البنه‪ ،‬فالدافع الباعث هنا هو شخصية‬
‫احملال إليه حبد ذاهتا‪ ،‬فلوالها ملا تنازل املساهم عن أسهمه لسواه‪ ،‬وابختصار ميكن اعتبار هاذا التنازل من قبيل‬
‫الصفقات العائلية اليت تكون يف غالب األحيان بدون مقابل‪.3‬‬

‫هاذا‪ ،‬وجتدر اإلشارة إىل أن املشرع الفرنسي خبالف نظرييه اجلزائري واملصري قد أّاف حالة أخرى‬
‫إىل احلاالت املستثناة من اخلضوع لشرط املوافقة أال وهي تصفية األموال املشرتكة بني الزوجني‪ ،‬وهو ما يعين‬
‫بطبيعة احلال أنه اعتربها ليس من قبيل التنازل عن األسهم فيما بني الزوجني‪ ،‬فضال عن ذلك أقر استثناء عن‬
‫حكم انتقال ملكية األسهم إىل الورثة اليت تعترب كأصل عام حرة وال ختضع لشرط املوافقة‪ ،‬حيث أجاز تفعيل‬
‫شرط املوافقة يف شركة املسامهة مت كانت من الشركات اليت ال تطرح أسهمها لالكتتاب العام‪ ،‬واليت حتتفظ‬
‫جبزء من أسهمها للعاملني هبا‪ ،‬فإن كانت كاذلك حق للشركة تفعيل شرط املوافقة اجتاه ورثة العاملني هبا‪،‬‬
‫وذلك حبجة منع انتقال ملكية األسهم إىل أشخاص ليسوا عاملني فيها‪ ،4‬وهاذا ما أكدته الفقرة الثالثة من نص‬

‫‪ 1‬د‪.‬محد هللا حممد محد هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.187‬‬


‫‪ -‬أ‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري(دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.958‬‬
‫‪ 2‬د‪ .‬العريب بلحاج‪ ،‬أحكام املواريث يف التشريع اإلسالمي وقانون األسرة اجلزائرية‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪ ،1337 ،‬ص ‪.193‬‬
‫‪ -‬فاطمة أمال حلوش‪ ،‬حق املساهم يف التصرف يف أسهمه يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.540‬‬
‫‪ -‬فاطمة أمال حلوش‪ ،‬املركز القانوين للمساهم يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.01‬‬
‫‪ 3‬أ‪ .‬حممد فتاحي‪،‬نفس املرجع السابق ونفس الصفحة‪.‬‬
‫‪ -‬صفوت انجي هبنساوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.71‬‬
‫‪ 4‬د‪.‬محد هللا حممد محد هللا‪،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.180‬‬

‫‪82‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول ‪/‬الفصل الث اني‪ :‬ضوابط شرط الموافقة في شركة المساهمة‬

‫املادة‪ 554‬من قانون الشركات الفرنسي امللغى‪ ،1‬وكاذا الفقرة الرابعة من نص املادة‪L228-23‬من القانون‬
‫التجاري الفرنسي الساري املفعول‪.2‬‬

‫يف األخري ميكن القول أن املشرع اجلزائري عمل على حتديد نطاق تطبيق شرط املوافقة يف شركة‬
‫املسامهة على غرار نظرييه الفرنسي واملصري اللاذان اتفقا معه يف نقاط واختلفا معه يف نقاط أخرى‪ ،‬حبيث‬
‫أجاز تفعيله من قبل الشركة عند إحالة أحد مسامهيها لبعض أسهمه أو كلها إىل الغري كقاعدة عامة‪ ،‬وأورد‬
‫على هاذه القاعدة بعض االستثناءات تكون فيها اإلحالة حرة وغري خاّعة أبي حال من األحوال لشرط‬
‫املوافقة حت ولو كان مدرجا من قبل يف القانون األساسي للشركة حصرها يف ثالث حاالت هي انتقال ملكية‬
‫األسهم إىل الورثة‪ ،‬وإحالة األسهم فيما بني الزوجني‪ ،‬واإلحالة اليت تتم فيما بني األصول والفروع‪ ،‬ومع ذلك‪،‬‬
‫فتحديد نطاق تطبيق شرط املوافقة يف شركة املسامهة وحده ال يكفي ملعرفة الضوابط اليت حتكمه وتنظمه‪،‬بل‬
‫جيب إىل جانب ذلك معرفة الضماانت الواجب توافرها لصحته‪ ،‬سواء املقررة لصاحل املساهم احمليل أو املقررة‬
‫لصاحل الشركة‪ ،‬وهاذا ما سنتطرق إليه بنوع من التحليل والتفصيل يف املبحث اآليت‪.‬‬

‫املبحث الثاين‬

‫ضماانت صحة شرط املوافقة‬

‫إن احلديث عن الضماانت الواجب توافرها لصحة شرط املوافقة يف شركة مسامهة جيران إىل احلديث‬
‫عن مقاربتني أساسيتني‪ ،‬تكمن األوىل يف الضماانت املقررة لصاحل املساهم احمليل يف حني تكمن الثانية يف‬
‫الضماانت املقررة لصاحل الشركة نفسها‪ ،‬وهاذا ما سنتطرق إليه بنوع من التحليل والتفصيل يف املطلبني اآلتيني‪.‬‬

‫‪ 1‬تنص الفقرة الثالثة من نص املادة‪554‬من قانون الشركات الفرنسي لسنة‪1377‬م املعدلة مبوجب املادة‪98‬من القانون رقم‪ 747-30‬املؤرخ‬
‫يف‪1330/85/85‬م(‪ (JORF.03/07/1998‬وامللغاة مبوجب املادة ‪ 84‬من األمر رقم ‪ 315-5888‬املؤرخ يف ‪5888/83/10‬م‬
‫(‪ )JORF.21/09/2000‬على اآليت‪:‬‬
‫‪« Lorsque les statuts d’une société ne faisant pas publiquement appel à l’épargne réservent‬‬
‫‪des actions aux salariés de la société , il peut être stipulé une clause d’agrément interdite‬‬
‫‪par les dispositions de l’alinéa 1er ci-dessus ,dès lors que cette clause a pour objet d’éviter‬‬
‫‪que lesdites actions ne soient dévolues ou cédées à des personnes n’ayant pas la qualité de‬‬
‫» ‪salarié de la société.‬‬
‫‪ 2‬تنص الفقرة الرابعة من نص املادة‪L228-23‬من القانون التجاري الفرنسي املعدلة مبوجب املادة‪85‬من األمر رقم‪ 08-5883‬املؤرخ‬
‫يف‪5883/81/55‬م على اآليت‪:‬‬
‫‪« Les dispositions de l’alinéa précédent ne sont pas applicables lorsqu’une société dont les‬‬
‫‪actions ne sont pas admises aux négociations sur un marché réglementé réserve des actions‬‬
‫‪à ses salariés ,dès lors que la clause d’agrément a pour objet d’éviter que lesdites actions ne‬‬
‫» ‪soient dévolues ou cédées à des personnes n’ayant pas la qualité de salaire de la société‬‬

‫‪83‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول ‪/‬الفصل الث اني‪ :‬ضوابط شرط الموافقة في شركة المساهمة‬

‫املطلب األول‬

‫الوماانت املقررة لصاحل املساهم احمليل‬

‫يقتضي تفعيل شرط املوافقة يف شركة املسامهة على النحو الصحيح‪ ،‬ووفق ما تقتضيه قواعد العدل‬
‫واإلنصاف اليت هتدف ابلدرجة األوىل إىل خلق نوع من التوازن بني املصاحل املتضاربة واملتعارّة داخل هاذا‬
‫النوع من الشركات‪ ،‬بني مصاحل الشركة ومصاحل بقية املسامهني من جهة‪ ،‬وبني مصاحل املساهم احمليل من جهة‬
‫أخرى ّرورة توافر مجلة من الضماانت لصاحل املساهم احمليل‪ ،‬بيد أن املشرع اجلزائري مل يتطرق إليها بشكل‬
‫واّح ومستقل على الرغم من أمهيمتها األمر الاذي دفعنا إىل األخاذ مبا استقر عليه الفقه والقضاء يف هاذا‬
‫الشأن‪ ،‬بل وحت مبا ذهبت إليه بعض التشريعات املقارنة اليت أخاذت بشرط املوافقة كقيد من القيود االتفاقية‬
‫اليت ترد على مبدأ حرية تداول األسهم يف شركات املسامهة‪ ،‬واليت أقرت يف جمملها بضرورة إحاطة املساهم‬
‫احمليل بنوعني من الضماانت‪ ،‬يتمثل النوع األول يف ّمان حقه يف احلصول على الثمن العادل عند رفض‬
‫الشركة ملشروع اإلحالة املعروض عليها للموافقة‪ ،‬يف املقابل يكمن النوع الثاين يف ّمان حق املساهم احمليل يف‬
‫البقاء أو االنسحاب من الشركة‪ ،‬سنتطرق إليهما بنوع من التحليل والتفصيل يف الفرعني اآلتيني‪.‬‬

‫الفرع األول‬

‫ضمان حق املساهم احمليل يف احلصول على الثمن العادل‬

‫من األمهيمة مبكان أن نشري إىل أن مسألة حتديد الثمن العادل لألسهم حمل اإلحالة عند رفض الشركة‬
‫ملشروع اإلحالة املعروض عليها للموافقة حتتل أمهيمة كبرية لدى املساهم احمليل ومل ال لدى الشركة نفسها‪،‬إذ‬
‫تباينت واختلفت بشأهنا احللول اليت أقرهتا بعض التشريعات املقارنة عن تلك اليت نصت عليها القوانني‬
‫األساسية للشركات‪ ،‬وهو ما يعين بطبيعة احلال أن هناك طرقا عديدة لتحديد الثمن العادل ميكن أن يتضمنها‬
‫القانون األساسي للشركة‪ ،‬وميكن أن ينص عليها القانون صراحة‪ ،‬فقد يشرتط أن يتم حتديد الثمن عن طريق‬
‫االستعانة خببري خمتص معتمد لدى اجلهات القضائية‪ ،‬أو عن طريق سعر السهم يف البورصة إن كانت الشركة‬
‫مقيدة فيها‪ ،‬وغريها من احللول اليت سنتطرق إليها الحقا بنوع من التفصيل‪ ،‬وعلى أية حال لضمان حق‬
‫املساهم احمليل يف احلصول على الثمن العادل ألسهمه حمل اإلحالة عند رفض الشركة ملشروع اإلحالة املعروض‬
‫عليها‪ ،‬وابلتايل رفض احملال إليه املقرتح من املساهم احمليل ال بد من معرفة كيف يتم تقدير الثمن العادل‬
‫لألسهم حمل اإلحالة عندما تكون أسهم الشركة غري مقيدة يف البورصة‪ ،‬وكيف يتم تقديره عندما تكون هاذه‬
‫األسهم مقيدة يف بورصة األوراق املالية‪ ،‬وهاذا ما سنتطرق إليه بنوع من التحليل والتفصيل يف الفقرتني اآلتيتني‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول ‪/‬الفصل الث اني‪ :‬ضوابط شرط الموافقة في شركة المساهمة‬

‫الفقرة األوىل‬

‫األسهم حمل اإلحالة غري مسعرة يف البورصة‬

‫من الثابت فقها وقانوان أن رأمسال شركة املسامهة يتكون من أسهم متساوية القيمة تصدر يف الشكل‬
‫االمسي‪ ،‬وأن القيمة االمسية للسهم هي القيمة اليت تكتب على ذات السهم عند إصداره ألول مرة‪،‬إذ ال جيوز‬
‫إصداره أبقل أو أبزيد من قيمته االمسية‪ ،‬أي ال يقل عن قيمة حده األدىن‪ ،‬وال يزيد عن قيمة حده األقصى‬
‫املقررة له‪.1‬‬

‫على ّوء ذلك لقد اختلفت التشريعات املقارنة وتباينت حول من له سلطة تقدير احلد األدىن واحلد‬
‫األقصى لقيمة السهم‪ ،‬هل هو املشرع مبوجب نصوص قانونية صرحية أم هم مؤسسو الشركة؟ هاذا ومل يقتصر‬
‫االختالف يف التشريعات املقارنة فقط بل تعدى ذلك ليشمل نفس التشريع الواحد‪ ،‬فمثال املشرع اجلزائري يف‬
‫ظل األمر ‪ 73-57‬املتضمن القانون التجاري أقر مبوجب نص املادة ‪ 585‬من هاذا القانون أبن القيمة‬
‫االمسية للسهم جيب أال تقل عن املائة دينار اليت متثل احلد األدىن‪ ،‬يف املقابل تراجع عن موقفه هاذا يف ظل‬
‫املرسوم التشريعي ‪ 80-39‬املؤرخ يف ‪ 1339/84/57‬املعدل واملتمم لألمر ‪ ،73-57‬حيث أسند مهمة‬
‫حتديد احلد األدىن واحلد األقصى لقيمة السهم ملؤسسي الشركة‪ ،‬فهم أحرار يف تقدير ذلك يف القانون‬
‫األساسي للشركة بدليل ما تضمنته املادة ‪ 517‬مكرر ‪ 78‬من هاذا املرسوم اليت جاء فيها‪":‬حتدد القيمة االمسية‬
‫لألسهم عن طريق القانون األساسي"‪ ،‬وهباذا يكون املشرع اجلزائري قد أخاذ مبا استقر عليه التوجه العاملي‬
‫احلديث القائم على مبدأ دميقراطية األسهم يف حتديد قيمتها‪.2‬‬

‫ومع ذلك نالحظ أن للسهم يف شركة املسامهة قيما أخرى ختتلف عن القيمة اإلمسية اليت يصدر‬
‫هبا‪،‬كالقيمة احلقيقية‪ 3‬اليت متثل النصيب الاذي يستحقه السهم يف صايف أموال الشركة‪،‬أي يف رأس املال املدفوع‬
‫وموجودات الشركة وما أّيف إليها من أرابح‪ ،4‬فضال عن ذلك له قيمة جتارية أو ما يعرف ابلقيمة السوقية‬
‫وهي قيمة األسهم عند عرّها للبيع يف سوق األوراق املالية‪ ،‬إذ ختتلف هاذه القيمة ابلزّيدة أو النقصان عن‬

‫‪ 1‬د‪ .‬عماد حممد أمني رمضان‪ ،‬محاية املساهم يف شركة املسامهة‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.451‬‬
‫‪ 2‬د‪ .‬اندية فضيل‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.101‬‬
‫‪ 3‬د‪.‬عماد حممد أمني رمضان‪،‬نفس املرجع السابق ونفس الصفحة‪.‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬اندية فضيل‪،‬نفس املرجع السابق‪،‬ص ‪.100‬‬
‫‪-‬د‪.‬أمحد حمرز‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.570‬‬
‫‪-‬د‪.‬عباس مصطفى املصري‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.571‬‬
‫‪ 4‬رابح حريزي‪،‬البورصة واألدوات حمل التداول فيها ‪ ،‬دار بلقيس للنشر ‪ ،‬اجلزائر ‪ ،5817 ،‬ص ‪.35‬‬

‫‪85‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول ‪/‬الفصل الث اني‪ :‬ضوابط شرط الموافقة في شركة المساهمة‬

‫القيمة االمسية حسب مدى جناح الشركة يف الوسط التجاري‪ ،‬ومبدى ّخامة موجوداهتا واحتياطاهتا‪ ،‬أّف‬
‫إىل ذلك مدى تعرّها لألزمات املالية واالقتصادية اليت قد متس ابستقرارها املايل وبكياهنا االقتصادي‪.1‬‬

‫إىل جانب ذلك رأى املختصون ابلشأن االقتصادي أن هناك قيمة أخرى للسهم تتمثل يف القيمة‬
‫الدفرتية اليت متثل نصيب السهم من القيمة الدفرتية لصايف أصول الشركة‪ ،‬حبيث تكون هاذه القيمة أكرب من‬
‫قيمته االمسية عندما يكون للشركة احتياطات ّخمة أو يف حالة حتقيقها لألرابح‪ ،‬يف املقابل تكون أقل من‬
‫قيمته االمسية عندما تتكبد هاذه الشركة خسائر‪ ،‬على أن حتسب القيمة الدفرتية للسهم بقسمة صايف أصول‬
‫الشركة على عدد أسهمها‪.2‬‬

‫وعلى أية حال مهما اختلفت هاذه القيم وتباينت‪ ،‬فالسؤال الاذي يطرح نفسه يف حالة رفض الشركة‬
‫ملشروع اإلحالة املعروض عليها للموافقة‪ ،‬ما هي القيمة من القيم املاذكورة أعاله اليت على أساسها حيصل‬
‫املساهم احمليل على ثن أسهمه حمل اإلحالة؟ عندما ال يكون هناك اتفاق بينه وبني الشركة حول هاذا الثمن‪،‬‬
‫أي بتعبري آخر يف حالة رفض الشركة ملشروع اإلحالة والتزامها بشراء هاذه األسهم لقاء ثن عادل‪ ،‬فهل املقابل‬
‫العادل يتمثل يف القيمة االمسية هلاذه األسهم‪،‬أم يف قيمتها احلقيقية‪،‬أم السوقية أم الدفرتية؟أم أن هناك طرق‬
‫أخرى لتحديد الثمن العادل لألسهم حمل اإلحالة؟‪.‬‬

‫ولإلجابة على هاذه التساؤالت وغريها‪ ،‬وملعرفة موقف املشرع اجلزائري حيال هاذه املسألة البد من‬
‫الرجوع إىل الفقرة األخرية من نص املادة ‪ 517‬مكرر ‪ 75‬من القانون التجاري اليت جاء فيها‪":‬يف حالة عدم‬
‫االتفاق على سعر األسهم تبث اجلهة القضائية املختصة يف هاذا الشأن"‪.‬‬

‫وابستقراء ومتحيص ما تضمنته هاذه الفقرة اتمضح لنا أنه يف غياب اتفاق صريح بني املساهم احمليل‬
‫والشركة على سعر األسهم حمل اإلحالة فاجلهة القضائية املختصة هي اليت يؤول هلا اختصاص حتديد الثمن‬
‫العادل هلاذه األسهم‪ ،‬إال أن هاذه القاعدة ليست واّحة ويشوهبا غموض كبري حبيث أهنا ميكن أن ترتك ابب‬
‫املنازعات حول االختصاص مفتوحا‪.‬‬

‫أّف إىل ذلك إذا سلمنا أن اجلهة القضائية املختصة املنصوص عليها يف هاذه الفقرة هي جهة‬
‫املوّوع اليت يرتتب عنها يف غالب األحيان ماطالت قضائية قد تستغرق مدة زمنية معتربة نتيجة إجراءاهتا‬
‫الطويلة وطرق الطعن فيها املعقدة‪ ،‬واليت ال تتماشى أبية حال من األحوال مع طبيعة املعامالت التجارية‬

‫‪ 1‬رابح حريزي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.30‬‬


‫‪-‬د‪.‬عباس مصطفى املصري‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.‬ص‪.571-578‬‬
‫‪2‬رابح حريزي‪،‬نفس املرجع السابق ونفس الصفحة‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول ‪/‬الفصل الث اني‪ :‬ضوابط شرط الموافقة في شركة المساهمة‬

‫القائمة على السرعة واملرونة يف اإلجراءات‪ ،‬لاذا كان من ابب أوىل ابملشرع اجلزائري أن مينح اختصاص حتديد‬
‫الثمن العادل لرئيس احملكمة املختصة للفصل فيه مبوجب أمر على عريضة يتضمن تعيني خبري خمتص بتقدير‬
‫الثمن من ّمن قائمة اخلرباء املعتمدين املمسوكة من قبل وزارة العدل‪،1‬هاذا احلكم من وجهة نظران من شأنه‬
‫أن جينب املساهم احمليل من أن يقع ّحية تعسف الشركة اليت قد تستغل الفرصة وختري املساهم احمليل بني‬
‫عرّها الاذي قد ال يرقى وال ميثل الثمن احلقيقي لألسهم حمل اإلحالة وبني جلوئه جلهة املوّوع وما يرتتب‬
‫عنها من ماطالت قضائية نتيجة إجراءاهتا املعقدة وطرق الطعن فيها‪ ،‬وكل ذلك من أجل تعيني خبري‪.‬‬

‫فضال عن ذلك لفت انتباهنا موقف املشرع اجلزائري املاذكور أعاله ملا أحال مشكلة تقدير الثمن‬
‫العادل لألسهم حمل اإلحالة للجهة القضائية املختصة إذ أنه مل حيدد املعايري اليت يستند إليها القاّي يف تقدير‬
‫الثمن‪ ،‬ومل يوّح من هو املسؤول املباشر املوكلة له مهمة تقدير الثمن‪ ،‬هل هو اخلبري املعتمد الاذي قد يستعني‬
‫به القاّي‪ ،‬أم هو القاّي نفسه؟ وإن كان كاذلك فما هي األسس واملعايري اليت يرتكز عليها؟ إىل جانب‬
‫ذلك مل يشر املشرع يف النصوص املنظمة لشرط املوافقة يف شركة املسامهة اليت تضمنها القانون التجاري ال من‬
‫قريب وال من بعيد إىل كيفية تقدير الثمن مت كانت أسهم الشركة مقيدة يف البورصة‪.2‬‬

‫وجتدر اإلشارة يف هاذا الصدد إىل أن املشرع اجلزائري يف ظل األمر‪ 73-57‬أقر أبن حتديد الثمن‬
‫العادل لألسهم حمل اإلحالة يتم ابتفاق الطرفني كخطوة أوىل‪ ،‬فإن مل يتفقا فيتم عن طريق خبري خمتص يعني من‬
‫قبلهما‪ ،‬فإن مل يتفقا على تعيينه‪ ،‬فيتم تعيينه أبمر من رئيس احملكمة املختصة بناء على طلب الطرف الاذي‬
‫يعنيه أمر التعجيل خالل أجل ثالثة أشهر اعتبارا من اتريخ رفض مشروع اإلحالة‪ ،‬على أن ميدد هاذا األجل‬
‫بطلب من هياة اإلدارة مرة واحدة بقرار قضائي دون أن يتجاوز هاذا التمديد ستة أشهر‪ ،‬وهاذا ما أكده املقطع‬
‫األخري من الفقرة الثانية من نص املادة‪ 585‬من نفس األمر الاذي جاء فيه‪":‬وعند عدم اتفاق األطراف حيدد‬
‫ثن األسهم ّمن الشروط املنصوص عليها يف الفقرة الثالثة من املادة‪751‬من هاذا القانون"‪.3‬‬

‫‪ 1‬الطيب بلولة‪ ،‬قانون الشركات‪ ،‬ترمجة حممد بن بوزه‪ ،‬برييت للنشر‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،5819 ،‬ص ‪.573‬‬
‫‪-‬أ‪.‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري(دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.980‬‬
‫‪-T. Belloula, droit des sociétés, Berti, éditions, Alger, 2émé édition, 2009, p.175.‬‬
‫‪ 2‬أ‪.‬حممد فتاحي‪،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.983‬‬
‫‪ 3‬د‪.‬أمحد حمرز‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.553‬‬
‫‪-‬للتاذكري تنص الفقرة الثالثة من املادة‪ 751‬من األمر ‪ 73-57‬على اآليت‪":‬فإذا امتنعت الشركة من قبول اإلحالة يتحتم على الشركاء يف أجل‬
‫ثالثة أشهر اعتبارا من االمتناع أن يشرتوا أو يعملوا على شراء احلصص ابلثمن الاذي يقدره خبري معتمد معني‪ ،‬إما من قبل األطراف‪ ،‬وأما عند عدم‬
‫حصول االتفاق فيما بينهم أبمر من رئيس احملكمة بناء على طلب الطرف الاذي يعنيه التعجيل‪ ،‬وميكن بطلب من املدير متديد األجل مرة واحدة‬
‫بقرار قضائي دون أن يتجاوز هاذا التمديد ستة أشهر"‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول ‪/‬الفصل الث اني‪ :‬ضوابط شرط الموافقة في شركة المساهمة‬

‫ويف نفس السياق أقر املشرع املصري أبن تقدير ثن األسهم حمل اإلحالة يتم حسابه وفقا للطريقة اليت‬
‫ينص عليها القانون األساسي للشركة‪ ،‬فمت رفضت الشركة مشروع اإلحالة املعروض عليها للموافقة‪ ،‬والتزمت‬
‫يف نفس الوقت بشراء هاذه األسهم حلساهبا اخلاص بغرض ختفيض رأمساهلا‪ ،‬أو غري ذلك من األسباب‬
‫املنصوص عليها يف القانون أو يف الالئحة التنفياذية هلاذا القانون‪ ،‬وجب عليها االلتزام ابلطريقة اليت تضمنها‬
‫قانوهنا األساسي لتحديد ثن األسهم حمل اإلحالة‪ ،‬ما مل تتفق مع املساهم احمليل على سعر معني‪ ،‬أو تقبل هي‬
‫ابلثمن الاذي عرّه احملال إليه على املساهم احمليل‪ ،‬وهاذا ما أكده املقطع األخري من الفقرة "ج" من نص املادة‬
‫‪ 141‬من الالئحة التنفياذية لقانون الشركات املصري رقم ‪ 173‬لسنة ‪1301‬م الاذي جاء فيه "‪ ...‬ويتم‬
‫حساب الثمن ابلطريقة اليت ينص عليها النظام"‪.1‬‬

‫ويف هاذا الصدد أقر الفقه املصري بعدة طرق لتحديد الثمن العادل قد يتضمنها نظام الشركة سواء عن‬
‫طريق االستعانة خببري خمتص‪ ،‬أو بناء على رقم أعمال الشركة الناجم عن آخر ميزانية للسنة املالية السابقة‬
‫املصادق عليها‪ ،‬أو عن طريق اللجوء إىل املزاد العلين بشرط أال يوّع ثن السهم مسبقا يف نظام الشركة‪،‬‬
‫ومهما تكن الطريقة فتقدير الثمن العادل لألسهم حمل اإلحالة يرتبط ارتباطا وثيقا بقيمتها احلقيقية وقت‬
‫اإلحالة‪ ،‬أي أن العربة ابلوقت الاذي متت فيه اإلحالة وليس ابلوقت الاذي وّع فيه نظام الشركة‪.2‬‬

‫أما املشرع الفرنسي‪ ،‬فقد تناول يف قانون الشركات لسنة ‪1377‬م‪ ،‬ويف القانون التجاري الساري‬
‫املفعول مسألة حتديد الثمن العادل لألسهم حمل اإلحالة اليت تلتزم الشركة بشرائها حلساهبا اخلاص عند رفضها‬
‫ملشروع اإلحالة املعروض عليها للموافقة‪ ،‬حيث أقر أبن حتديد الثمن العادل يتم إما ابتفاق املساهم احمليل‬
‫والشركة مت اجتهت إرادهتما إىل حتقيق ذلك‪ ،‬فإن مل يتفقا ففي هاذه احلالة يتم تقدير الثمن وفق ما تقتضيه‬
‫أحكام الفقرة الرابعة من نص املادة‪ 1049‬من القانون املدين الفرنسي اليت أوكلت مهمة تقدير الثمن العادل‬
‫للخبري املختص‪ ،‬ومل يكتف املشرع الفرنسي عند هاذا احلد بل فرق بني ما إذا كانت اإلحالة قد متت مباشرة‬

‫‪ 1‬د‪.‬محد هللا حممد محد هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.177‬‬


‫‪ -‬أ‪.‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري(دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.983‬‬
‫‪ -‬د‪.‬حسني فتحي‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.73‬‬
‫‪ -‬أ‪ .‬إمساعيل حممد علي عثمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.518‬‬
‫‪ -‬فاروق ابراهيم جاسم‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.195‬‬
‫‪-‬أسامة أمحد شتات‪ ،‬الشركات املسامهة والتجارية‪ ،‬دار الكتب القانونية للنشر‪ ،‬مصر‪ ،5887 ،‬ص ‪.31‬‬
‫‪ 2‬د‪ .‬مسيحة القليويب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.531‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬عبد األول عابدين حممد بسيوين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.508‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬محد هللا حممد محد هللا‪،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.175‬‬

‫‪88‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول ‪/‬الفصل الث اني‪ :‬ضوابط شرط الموافقة في شركة المساهمة‬

‫بني املساهم احمليل و احملال إليه‪ ،‬وبني ما إذا كانت هاذه اإلحالة قد متت يف بورصة األوراق املالية‪ ،‬أي بتعبري‬
‫أدق ميز بني اإلحالة اليت يكون موّوعها األسهم املقيدة يف البورصة عن تلك غري املقيدة فيها‪.1‬‬

‫على إثر ذلك مت كانت أسهم الشركة غري مقيدة يف البورصة‪ ،‬فاإلحالة هنا تتم بطريقة مباشرة بني‬
‫املساهم احمليل واحملال إليه‪ ،‬ومن ثمة جيب عرض مشروع اإلحالة على الشركة للموافقة مت كان نظامها‬
‫األساسي يتضمن شرط املوافقة‪ ،‬على أن هلا احلق يف أن تقبل أو ترفض ذلك‪ ،‬ففي حالة رفضها هلاذه اإلحالة‬
‫والتزامها يف نفس الوقت بشراء األسهم حمل اإلحالة حلساهبا اخلاص بغرض ختفيض رأمساهلا بعد حصوهلا على‬
‫موافقة املساهم احمليل‪ ،‬فإن سعر هاذه األسهم خيضع لالتفاق الاذي م بني الشركة واملساهم احمليل‪ ،‬فإن مل يتفقا‬
‫على سعر معني‪ ،‬فيتم اللجوء يف هاذه احلالة إىل خبري معتمد خمتص بتقدير ثن األسهم يعني ابتفاق الطرفني‬
‫وفقا للشروط املقررة يف املادة ‪ 4/1049‬من القانون املدين الفرنسي‪ ،‬فإذا مل يتفقا مرة أخرى على شخص‬
‫اخلبري املرشح للقيام هباذه العملية‪ ،‬فمن حقهما اللجوء إىل القضاء من أجل تعيني خبري خمتص بتحديد الثمن‬
‫من ّمن قائمة اخلرباء املعتمدين املعدة سلفا من قبل وزارة العدل‪ ،‬على أن يبطل كل شرط خمالف لاذلك‪،‬‬
‫وهاذا ما أكدته املادة ‪ 557‬من قانون الشركات لسنة ‪1377‬م امللغاة اليت تقابلها املادة ‪ L228-24‬من‬
‫القانون التجاري الساري املفعول‪.2‬‬

‫وعلى أية حال‪ ،‬فاخلبري املعتمد املوكلة له مهمة تقدير الثمن العادل لألسهم حمل اإلحالة يكون يف‬
‫حل من أمره يف اعتماد أية معايري وّوابط يراها مناسبة لتقدير ثن األسهم‪ ،‬وله أن يستعني بكل من يستطيع‬
‫أن يساعده يف أداء مهامه‪ ،‬فضال عن ذلك من حقه أن يطلع على الدفاتر التجارية للشركة‪ ،‬وعلى ميزانيتها‬
‫اخلتامية‪ ،‬وعلى جدول حساابت النتائج للسنوات املالية األخرية اخلاصة هبا‪ ،‬واليت تعترب كمؤشر مهم وأداة‬
‫فعالة قد تساعده يف تقييم نشاط الشركة ومعرفة درجة مردوديتها مقارنة مع الشركات األخرى‪ ،‬أّف إىل ذلك‬
‫من شأن هاذه الدفاتر أن تسهل على اخلبري مهمة التشخيص املايل السليم هلاذه الشركة‪ ،‬والاذي على أساسه يتم‬
‫تقدير الثمن العادل لألسهم‪.3‬‬

‫‪1‬د‪.‬محد هللا حممد محد هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.170‬‬


‫‪ -‬أ‪.‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري(دراسة مقارنة)‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.984‬‬
‫‪ 2‬د‪ .‬مسيحة القليويب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.535‬‬
‫‪ -‬د‪.‬محد هللا حممد محد هللا‪،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.173‬‬
‫‪ -‬أ‪.‬حممد فتاحي‪،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.987-984‬‬
‫‪ -‬د‪.‬حسني فتحي‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.77-77‬‬
‫‪ 3‬أ‪.‬حممد فتاحي‪،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.987‬‬

‫‪89‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول ‪/‬الفصل الث اني‪ :‬ضوابط شرط الموافقة في شركة المساهمة‬

‫كاذلك تعترب مسألة االستعانة خببري معتمد أمرا اختيارّي ملا يتفق املساهم احمليل والشركة على انتدابه‬
‫لتقدير الثمن العادل لألسهم حمل اإلحالة إبرادهتما املنفردة‪ ،‬ووجوبيا ملا ال يكون هناك اتفاق بينهما على الثمن‬
‫العادل لألسهم‪ ،‬وحت ال يظل املساهم احمليل حبيس أسهمه وأسريها‪ ،‬وبغية محايته من تعسف الشركة هاذا من‬
‫جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى محاية للشركة من املغاالة والتواطؤ يف سعر األسهم املتنازل عنها النامجة عن اتفاق‬
‫املساهم احمليل واحملال إليه على سعر لألسهم املتنازل عنها أعلى من ذلك املتفق عليه حقيقة‪،‬كل هاذه األسباب‬
‫وغريها جعلت املشرع الفرنسي يقر لكال الطرفني سواء املساهم احمليل أو الشركة حبق اللجوء إىل القضاء‬
‫النتداب خبري معتمد خمتص يف تقدير ثن األسهم‪ ،‬حبيث يتم تعيينه مبوجب أمر من رئيس احملكمة التجارية‬
‫املختص ابألمور اإلستعجالية بناء على طلب الطرف الاذي يعنيه أمر التعجيل‪ ،‬وللتنويه فاألمر الصادر عن‬
‫رئيس احملكمة القاّي بتعيني خبري غري قابل للطعن فيه أبي شكل من األشكال‪.1‬‬

‫وعلى العموم‪ ،‬فاخلبري املوكلة له مهمة تقدير الثمن العادل لألسهم حمل اإلحالة ملزم بتحديد سعر‬
‫هاذه األسهم خالل املدة القانونية احملددة له على أن يتم حتديد ثنها بصفة دقيقة‪ ،‬حبيث ال أيخاذ ابلقيمة‬
‫التقريبية‪ ،‬غري أن تقدير اخلبري املعتمد لسعر األسهم حمل اإلحالة ال يعترب أمرا هنائيا فاملساهم احمليل إذا مل يعجبه‬
‫هاذا الثمن فهو غري ملزم ابالستمرار يف عملية اإلحالة‪ ،‬بل من حقه العدول عنها بصفة قطعية‪.2‬‬

‫هاذا‪ ،‬ويؤخاذ على املشرع الفرنسي أنه مل حيدد َأّي الطرفني يتحمل املصاريف القضائية مبا فيها أتعاب‬
‫اخلبري‪ ،‬فاسحا اجملال باذلك للفقه الاذي تصدى هلاذه املشكلة‪ ،‬والاذي اعترب أبن املصاريف القضائية مبا فيها‬
‫أتعاب اخلبري إذا مل يكن هناك اتفاق صريح خبصوصها‪ ،‬فالرأي السائد عند غالبية فقهاء القانون التجاري هو‬
‫أن تكون مناصفة بني املساهم احمليل وبني الشركة وفق ما تقتضيه قواعد العدالة واإلنصاف‪ ،‬وبغية اخلروج حبل‬
‫توافقي يرّي مجيع األطراف‪.3‬‬

‫‪1‬د‪.‬محد هللا حممد محد هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.173‬‬


‫‪ -‬د‪ .‬مسيحة القليويب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.535‬‬
‫‪ -‬د‪.‬حسني فتحي‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.77‬‬
‫‪ -‬أ‪.‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري(دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.987‬‬
‫‪ -‬د‪.‬معن عبد الرحيم عبد العزيز جوحيان‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.515‬‬
‫‪ -‬د‪.‬الزهراء نواصرية‪،‬التنازل عن األسهم‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.540‬‬
‫‪2‬د‪.‬محد هللا حممد محد هللا‪،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.178‬‬
‫‪ -‬أ‪.‬حممد فتاحي‪،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.985‬‬
‫‪ 3‬أ‪.‬حممد فتاحي‪،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.985-987‬‬
‫‪ -‬د‪.‬محد هللا حممد محد هللا‪،‬نفس املرجع السابق ونفس الصفحة‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول ‪/‬الفصل الث اني‪ :‬ضوابط شرط الموافقة في شركة المساهمة‬

‫الفقرة الثانية‬

‫األسهم حمل اإلحالة مسعرة يف البورصة‬

‫ملعرفة كيف يتم تقدير الثمن العادل لألسهم حمل اإلحالة عندما تكون هاذه األخرية مسعرة يف بورصة‬
‫األوراق املالية يستلزم منا معرفة نظام عمل البورصة بصفة عامة اليت يشرتط فيها أن يتم تداول األوراق املالية‬
‫املسجلة فيها داخل قاعة التعامل وعن طريق الوسطاء املرخص هلم ابلعمل فيها‪ ،‬وطبقا لطريقة التداول املتفق‬
‫عليها على أن تتوىل إدارة البورصة اإلعالن عن مجيع الصفقات اليت م تداوهلا بشأن كل ورقة من األوراق‬
‫املالية‪ ،‬وأن تعمل على نشر مجيع املعلومات اليت من شأهنا أن تساعد املتعاملني االقتصاديني على فهم طرق‬
‫إبرام هاذه الصفقات ونتائجها بكل شفافية ووّوح‪.1‬‬

‫وحت يتم التوصل إىل سعر هنائي للصفقة املربمة بني البائع واملشرتي عن طريق الوسيط املعتمد اليت‬
‫يكون موّوعها األوراق املالية اليت تصدرها شركة املسامهة بصفة عامة‪ ،‬واألسهم بصفة خاصة البد من اتباع‬
‫إحدى الطريقتني‪ ،‬سواء عن طريق املفاوّة"‪"la négociation‬اليت يتم فيها اإلعالن عن أسعار األسهم‬
‫املعروّة للبيع‪ ،‬وأسعار األسهم املطلوبة للشراء املتعلقة بكل وسيط‪ ،‬ومن ثمة يتم التفاوض على البيع أو الشراء‬
‫تنتهي هاذه املرحلة ابلوصول إىل اتفاق على ثن معني هلاذه األسهم‪ ،2‬أو عن طريق املزايدة اليت يتم فيها التزايد‬
‫على السعر إىل أن يتم االتفاق على أحسن عرض تقدم به املشرتي‪ ،‬ومن ثمة يتم اإلعالن عن مبلغ الصفقة‬
‫اليت تظهر ّمن حجم التداول‪.3‬‬

‫يستفاد ما سبق أن تقدير الثمن العادل لألسهم حمل اإلحالة املقيدة يف البورصة ال يتوقف على اخلبري‬
‫املعني وفق الشروط املقررة يف نص املادة ‪ 4/1049‬من القانون املدين الفرنسي كما رأينا سابقا‪ ،‬وإنا يتم وفق‬
‫سعر البيع األول‪ ،"la négociation initiale"4‬وهاذا ما أكدته الفقرة الثالثة من نص املادة ‪ 557‬من‬
‫قانون الشركات الفرنسي لسنة ‪1377‬م امللغاة‪ ،‬وكاذا الفقرة الثالثة من نص املادة ‪L228-25‬من القانون‬
‫التجاري الفرنسي الساري املفعول‪.‬‬

‫‪ 1‬رابح حريزي‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.105‬‬


‫‪-‬د‪ .‬حممد شكري اجلميل العدوى‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.155‬‬
‫‪2‬رابح حريزي‪،‬نفس املرجع السابق‪،‬ص ‪.103‬‬
‫‪ 3‬د‪.‬صالح السيد جودة‪ ،‬بورصة األوراق املالية علميا وعمليا‪ ،‬دار الفكر اجلامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة األوىل‪،5888‬ص‪.‬ص ‪.99-95‬‬
‫‪-‬رابح حريزي‪،‬نفس املرجع السابق ونفس الصفحة‪.‬‬
‫‪ 4‬د‪ .‬محد هللا حممد محد هللا‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.171‬‬
‫‪-‬د‪ .‬حسني فتحي‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.77‬‬

‫‪91‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول ‪/‬الفصل الث اني‪ :‬ضوابط شرط الموافقة في شركة المساهمة‬

‫هاذا‪ ،‬ويشرتط املشرع الفرنسي أال يقل ثن األسهم املتنازل عنها عن السعر املعلن هلا يف البورصة يوم‬
‫رفض الشركة املوافقة على مشروع اإلحالة‪ ،‬فإذا مل يكن هناك سعر معني يف البورصة يف ذلك اليوم فيؤخاذ آبخر‬
‫سعر معلن يف اليوم السابق للرفض‪ ،‬وهاذا ما أكده املقطع األخري من الفقرة الثالثة من نص املادة ‪ 557‬من‬
‫قانون الشركات الفرنسي لسنة ‪1377‬م‪ ،‬وكاذا املقطع األخري من الفقرة الثالثة من نص املادة ‪L228-25‬من‬
‫القانون التجاري الفرنسي‪ ،1‬وللتاذكري فاملشرع الفرنسي ألغى املادة ‪ 557‬من قانون الشركات لسنة‬
‫‪1377‬م‪،2‬كما ألغى املادة ‪ L228-25‬من القانون التجاري‪ ،3‬وإبلغاء املشرع الفرنسي للمادتني اللتني‬
‫تناولتا مسألة تقدير الثمن العادل لألسهم حمل اإلحالة يف الشركات املقيدة يف البورصة ميكن القول أبنه انتهج‬
‫موقفا جديدا يقضي ابستبعاد شركات املسامهة املقيدة يف البورصة من اخلضوع لشرط املوافقة‪.‬‬

‫أما املشرع اجلزائري فإنه مل يشر ال من قريب وال من بعيد إىل كيفية تقدير الثمن العادل لألسهم حمل‬
‫اإلحالة مت كانت الشركة مقيدة يف البورصة‪ ،4‬أما املشرع املصري فقد حظر بنص صريح وّع القيود االتفاقية‬
‫يف األنظمة األساسية للشركات ذات االكتتاب العام‪ ،‬أو اليت تكون أسهمها مقيدة ابلبورصة‪.5‬‬

‫‪1‬د‪ .‬محد هللا حممد محد هللا‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.171‬‬


‫د‪ .‬مسيحة القليويب‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.531‬‬
‫‪2‬املادة ‪ 9/557‬املقننة مبوجب القانون رقم ‪ 795- 77‬املؤرخ يف ‪1377/85/54‬م اجلريدة الرمسية الفرنسية الصادرة يف ‪1377/85/57‬م‪،‬‬
‫واملعدلة مبوجب املادة ‪ 57‬من القانون رقم ‪ 58-00‬املؤرخ يف ‪1300/81/55‬م (اجلريدة الرمسية الفرنسية الصادرة يف ‪1300/81/59‬م)‪،‬‬
‫وامللغاة مبوجب املادة ‪ /84‬من األمر ‪ 315-5888‬املؤرخ يف ‪5888/83/10‬م (اجلريدة الرمسية الفرنسية الصادرة يف ‪5888/83/51‬م) ‪:‬‬
‫‪« Le prix retenu est celui de la négociation initiale, toutefois la somme versée à‬‬
‫‪l’acquéreur non agrée ne peut être inférieure à celle qui résulte du cours de bourse au jour‬‬
‫‪du refus d’agrément ou, à défaut de cotation ce jour, au jour de la dernière cotation‬‬
‫‪précédent ledit refus.‬‬
‫‪Si, à l’expiration du délai prévu à l’alinéa 2 ci-dessus, l’achat n’est pas réalisé,‬‬
‫» ‪l’agrément est considéré comme donné.‬‬
‫‪ 3‬املادة ‪ 9/L550-57‬املقننة مبوجب األمر رقم ‪ 315-5888‬املؤرخ يف ‪5888/83/10‬م (اجلريدة الرمسية الفرنسية الصادرة يف‬
‫‪5888/83/51‬م)‪ ،‬واملعدلة مبوجب املادة ‪ 78‬من القانون رقم ‪ 5-5889‬املؤرخ يف ‪( 5889/81/89‬اجلريدة الرمسية الفرنسية الصادرة يف‬
‫‪5889/81/84‬م)‪ ،‬وامللغاة مبوجب املادة ‪ 71‬من األمر رقم ‪ 784-5884‬املؤرخ يف ‪5884/87/54‬م (اجلريدة الرمسية الفرنسية الصادرة يف‬
‫‪5884/87/57‬م) ‪:‬‬
‫‪« Le prix retenu est celui de la négociation initiale, toutefois la somme versée à‬‬
‫‪l’acquéreur non agrée ne peut être inférieure à celle qui résulte du cours de bourse au jour‬‬
‫‪du refus d’agrément ou, à défaut de cotation ce jour, au jour de la dernière cotation‬‬
‫‪précédent ledit refus.‬‬
‫‪Si, à l’expiration du délai prévu à l’alinéa 2 ci-dessus, l’achat n’est pas réalisé,‬‬
‫‪l’agrément est considéré comme donné ».‬‬
‫‪ 4‬أ‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري(دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.983‬‬
‫‪ 5‬د‪ .‬مسيحة القليويب‪،‬نفس املرجع السابق‪،‬ص ‪.507‬‬

‫‪92‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول ‪/‬الفصل الث اني‪ :‬ضوابط شرط الموافقة في شركة المساهمة‬

‫وجتدر اإلشارة يف هاذا الصدد إىل أن الفقه الفرنسي قبل صدور قانون الشركات لسنة ‪1377‬م قد‬
‫اعتمد على معايري وّوابط خمتلفة لتقدير الثمن العادل لألسهم املراد شراؤها من قبل الشركة بعد رفضها‬
‫ملشروع اإلحالة املعروض عليها للموافقة من بينها قيمة مشروع الشركة حسب ما يظهر من آخر جرد مصادق‬
‫عليه يف اجلمعية العامة‪ ،‬أو عن طريق قيمة األسهم يف البورصة أو عند بيع األسهم ابملزاد العلين‪ ،‬أو عن طريق‬
‫اجلمعية العامة أو هياة اإلدارة اللتان تعمالن كل سنة على حتديد سعر لشراء األسهم‪ ،‬أو على أساس متوسط‬
‫أرابح الشركة للسنوات الثالث السابقة لعملية اإلحالة‪.1‬‬

‫يف األخري ميكن القول أن اآلراء الفقهية واالجتهادات القضائية ومل ال التشريعات املقارنة قد اختلفت‬
‫وتباينت حول حتديد معيار جامع مانع الاذي على أساسه يتم تقدير الثمن العادل لألسهم حمل اإلحالة‪ ،‬إال‬
‫أهنم اتفقوا على فكرة واحدة مفادها ّرورة حصول املساهم احمليل على الثمن العادل ألسهمه الاذي ميثل‬
‫القيمة احلقيقية لألسهم حمل اإلحالة يوم رفض الشركة ملشروع اإلحالة املعروض عليها للموافقة‪ ،‬وليس يوم إبرام‬
‫مشروع اإلحالة بني املساهم احمليل واحملال إليه‪ ،‬فالعربة إذن بيوم الرفض‪.‬‬

‫وللتنويه فقد تلقى املشرع املصري نقدا شديدا يف مصر ويف خارجها بسبب إخضاعه مهمة حتديد‬
‫الثمن العادل لألسهم للنظام األساسي للشركة على أساس أن ذلك من شأنه أن يفرض سعرا معينا قد ال يقبله‬
‫املساهم احمليل‪ ،‬ومن ثمة ليس هلاذا األخري أي حل آخر سوى العدول عن مشروع اإلحالة الاذي م بينه وبني‬
‫احملال إليه‪ ،‬وكنتيجة لاذلك قد يظل املساهم احمليل حبيس أسهمه وأسريها‪ ،‬وهاذا أمر مرفوض ويتعارض متاما مع‬
‫حق كل مساهم يف االنسحاب أو البقاء يف الشركة‪ ،‬ونفس املصري لقيه املشرع اجلزائري هو اآلخر على إثر‬
‫إسناده مهمة حتديد الثمن العادل لألسهم حمل اإلحالة للجهات القضائية املختصة‪ ،‬ولتفادي ذلك كان من‬
‫ابب أوىل هبما على األقل أن أيخاذا مبا استقر عليه نظريمها الفرنسي‪.‬‬

‫وعلى العموم ميكن القول أن الضماانت املقررة لصاحل املساهم احمليل ال تقتصر فقط على ّمان حقه‬
‫يف احلصول على الثمن العادل لألسهم حمل اإلحالة عند رفض الشركة ملشروع اإلحالة املعروض عليها للموافقة‪،‬‬
‫والتزامها يف نفس الوقت بشراء هاذه األسهم حلساهبا اخلاص بغرض ختفيض رأمساهلا‪ ،‬بل تتعدى ذلك لتشمل‬
‫ّمان حقه يف البقاء أو االنسحاب من هاذه الشركة‪ ،‬وهاذا ما سنتطرق إليه بنوع من التحليل يف الفرع اآليت‪.‬‬

‫د‪ .‬حممد صاحل بك‪ ،‬شركات املسامهة يف القانون التجاري املصري والقانون املقارن ومشروع قانون الشركات‪ ،‬مطبعة جامعة فؤاد األول‪ ،‬مصر‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫الطبعة األوىل‪،1343 ،‬ص ‪.198‬‬


‫‪ -‬يعقوب يوسف صرخوه‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.495‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬حسني فتحي‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.74‬‬
‫‪ -‬أ‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري(دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.‬ص ‪.984-530‬‬

‫‪93‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول ‪/‬الفصل الث اني‪ :‬ضوابط شرط الموافقة في شركة المساهمة‬

‫الفرع الثاين‬

‫ضمان حق املساهم احمليل يف البقاء أو االنسحاب من الشركة‬

‫من الواّح أن الفكرة العامة اليت يدور حوهلا موّوع هاذا الفرع تتكون من فكرتني رئيسيتني تكمن‬
‫األوىل يف ّمان حق املساهم احمليل يف البقاء يف الشركة‪ ،‬وتكمن الثانية يف ّمان حقه يف االنسحاب من‬
‫هاذه الشركة‪ ،‬وهاذا ما سنتطرق إليه بنوع من التحليل والتفصيل يف الفقرتني اآلتيتني‪.‬‬

‫الفقرة األوىل‬

‫حق البقاء يف الشركة‬

‫بداية لقد عرف املشرع اجلزائري السهم يف املادة ‪ 517‬مكرر ‪ 48‬من القانون التجاري جاء فيها "أن‬
‫السهم هو سند قابل للتداول تصدره شركة مسامهة كتمثيل جلزء من رأمساهلا"‪ ،1‬ويستفاد من هاذا التعريف أن‬
‫للسهم مدلولني‪ ،‬فمن الناحية املوّوعية يعين حق املساهم يف الشركة أي حصته فيها‪ ،‬ومن الناحية الشكلية‬
‫يعين السند املثبت لاذلك احلق‪ ،‬أي أنه ذلك الصك املكتوب الاذي مينح للمساهم ليكون وسيلة إلثبات حقه‬
‫يف الشركة‪ ،2‬ومن ثمة فالسهم خيول ملالكه عدة حقوق منها حقه يف أن يكون عضوا يف هياة إدارة الشركة مت‬
‫توافرت فيه شروط ذلك‪ ،‬وحقه يف اكتساب صفة شريك يف هاذه الشركة‪ ،‬وحقه يف تداول أسهمه بكل حرية‬
‫إذ ال جيوز املساس هباذه احلقوق كقاعدة عامة لتعلق ذلك ابلنظام العام‪.3‬‬

‫زد على ما تقدم ميكن القول أن حلرية الصك جانبني‪ ،‬جانب سليب يقضي أبنه ال جيوز للشركة إجبار‬
‫املساهم على التنازل عن أسهمه‪ ،‬أي بتعبري أدق ال جيوز هلا أن جترب أي مساهم من املسامهني على التنازل عن‬
‫أسهمه هلا‪ ،‬وإال كان ذلك مبثابة نزعا للملكية‪ ،‬وهو أمر غري جائز إال مبوجب نص قانوين‪،4‬كحاالت التأميم‬

‫مل يعرف املشرع اجلزائري السهم يف األمر ‪ 73-57‬املتضمن القانون التجاري‪ ،‬واكتفى يف نص املادة ‪ 730‬منه ببيان إحدى خصائصه جاء‬ ‫‪1‬‬

‫فيها‪" :‬ال تعترب أسهما إال القيم املنقولة اليت تقوم إبصدارها شركات األسهم"‪ ،‬لكن بعد تعديل هاذا األمر مبوجب املرسوم التشريعي ‪80-39‬‬
‫املؤرخ يف ‪1339/84/57‬م‪ ،‬تدارك هاذا الفراغ القانوين‪ ،‬وأورد تعريفا للسهم تضمنه نص املادة ‪ 517‬مكرر ‪ 48‬املاذكور أعاله‪.‬‬
‫‪ 2‬د‪ .‬أمحد حمرز‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.575‬‬
‫‪ -‬عباس مرزوق فليح العبيدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.55‬‬
‫‪-‬د‪ .‬اندية فضيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.107‬‬
‫‪ 3‬د‪.‬أمرية صدقي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.93‬‬
‫‪-‬حممد حمب الدين قرابش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.515‬‬
‫‪4‬د‪.‬أمرية صدقي‪،‬نفس املرجع السابق ونفس الصفحة‪.‬‬
‫‪-‬حممد حمب الدين قرابش‪،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص‪.‬ص‪.519-515‬‬

‫‪94‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول ‪/‬الفصل الث اني‪ :‬ضوابط شرط الموافقة في شركة المساهمة‬

‫اليت تنزع فيها امللكية اخلاصة لصاحل امللكية العامة‪ ،1‬أو عندما يصدر حكم قضائي يف حق القائمني ابإلدارة‬
‫يقضي إبحالة أسهمهم للشركة عندما حيكم عليهم بعقوبة اإلفالس أو املنع من القيام ابلتسيري واإلدارة‪.2‬‬

‫على إثر ذلك مت رفضت الشركة مشروع اإلحالة املعروض عليها للموافقة‪ ،‬والتزمت يف نفس الوقت‬
‫بشراء األسهم حمل اإلحالة حلساهبا اخلاص بغرض ختفيض رأمساهلا بعد حصوهلا على موافقة املساهم احمليل‪،‬‬
‫فاذلك ال يعد نزعا للملكية وال ميس حبق املساهم احمليل يف البقاء فيها‪ ،‬ومناط ذلك أن الشركة اليت يتضمن‬
‫قانوهنا األساسي شرط املوافقة يفرتض يف املساهم الراغب يف االنضمام إليها مناذ البداية أنه على علم هباذا‬
‫الشرط‪ ،‬ومن ثمة فهو موافق موافقة ّمنية على إحالة أسهمه إىل هاذه الشركة مت توافرت شروط ذلك‪.3‬‬

‫ومع ذلك حيق للمساهم احمليل العدول عن إحالة أسهمه مت مل يعجبه الثمن العادل الاذي قدره اخلبري‬
‫كما رأينا سابقا‪ ،‬وباذلك حيتفظ حبقه يف البقاء يف هاذه الشركة‪ ،‬فمن غري املقبول اإلّرار مبصاحل املساهم احمليل‬
‫حلساهبا‪.‬‬

‫هاذا‪ ،‬وجتدر اإلشارة إىل أن حق البقاء يف الشركة املقرر لصاحل املساهم الاذي يقضي بعدم جواز فصله‬
‫من هاذه الشركة ألي سبب من األسباب إال إذا نص القانون على ذلك صراحة ليس ابحلق املطلق‪ ،‬فوفق‬
‫القاعدة الفقهية املعروفة "أن لكل قاعدة استثناء" رأى جانب من الفقه أنه من الضروري تغليب مصلحة‬
‫الشركة على املصاحل اخلاصة للمسامهني‪ ،‬وفصل كل مساهم عرض الشركة للخطر عمدا‪ ،‬فإذا حتققت هاذه‬
‫الفرّية‪ ،‬فإن فصل املساهم هنا يعد مبثابة جزاء منطقي ومستحق له‪ ،‬ويف نفس الوقت عالج للحالة الصعبة‬
‫اليت متر هبا هاذه الشركة‪ ،‬ومع كل ذلك جيب عدم التوسع فيه ألنه استثناء من القاعدة العامة‪.4‬‬

‫يف األخري ميكن القول أن حق البقاء يف الشركة املقرر لصاحل املساهم مل يرد بشأنه أي نص قانوين‬
‫صريح يف التشريع اجلزائري‪ ،‬وإن كان من احلقوق األساسية للمساهم اليت ال ميكن حرمانه منها إال برّاه‬
‫وإبرادته املنفردة كأصل عام‪ ،‬فالطبيعة التعاقدية اليت تربط املساهم ابلشركة هي اليت تفسر هاذه العالقة‪ ،‬إىل‬
‫جانب ذلك من حق املساهم االنسحاب من الشركة‪ ،‬وهاذا سنتطرق إليه ابلتحليل والتفصيل يف الفقرة اآلتية‪.‬‬

‫‪ 1‬د‪ .‬حممد شكري اجلميل العدوى‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.915‬‬


‫‪ 2‬أ‪ .‬ديدن بوعزة‪،‬مدى حرية املساهم يف التصرف يف أسهمه‪ ،‬جملة دراسات قانونية‪ ،‬خمرب القانون اخلاص األساسي‪ ،‬كلية احلقوق ‪،‬جامعة تلمسان ‪،‬‬
‫العدد ‪ ،5887 ،85‬ص ‪.51‬‬
‫‪3‬د‪.‬أمرية صدقي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.48-93‬‬
‫‪ -‬حممد حمب الدين قرابش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.519‬‬
‫‪ -‬أ‪ .‬ديدن بوعزة‪،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪ 4‬أ‪ .‬ديدن بوعزة‪،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.55-51‬‬

‫‪95‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول ‪/‬الفصل الث اني‪ :‬ضوابط شرط الموافقة في شركة المساهمة‬

‫الفقرة الثانية‬

‫حق االنسحاب من الشركة‬

‫يقصد ابالنسحاب عموما حق املساهم يف ترك الشركة واالنفصال والتخلي عنها مقابل احلصول منها‬
‫أو من أحد املسامهني اآلخرين‪ ،‬أو حت من الغري الاذي يرغب يف االنضمام إىل هاذه الشركة كبديل عن احملال‬
‫إليه لقاء مقابل مايل ميثل الثمن العادل لألسهم يدفعه للمساهم احمليل‪ ،‬وعلى أية حال فاالنسحاب من الشركة‬
‫هباذا املفهوم خيتلف عن اإلقصاء الاذي يعد جزاء يوقع على املساهم املخل واملقصر ابلتزاماته اجتاه الشركة اليت‬
‫ينتمي إليها‪ ،‬يف حني أن االنسحاب"هو تعبري صريح عن إرادة املساهم الراغب يف االنسحاب الاذي يتخاذ قرار‬
‫ترك الشركة والتخلي عنها بكل حرية"‪ ،1‬وللعلم ال يوجد نص يف القانون التجاري اجلزائري يتناول حق املساهم‬
‫يف االنسحاب من الشركات التجارية بصفة عامة‪ ،‬ومن شركة املسامهة بصفة خاصة‪ ،‬إال ما ورد يف شأن إحالة‬
‫األسهم إىل الغري‪ ،‬وعلى خالف ذلك ووفقا للقواعد العامة جيوز للشريك يف الشركة غري معينة املدة االنسحاب‬
‫منها بشرط أن يعلن سلفا عن إرادته يف االنسحاب قبل حصوله إىل مجيع الشركاء‪ ،‬وأال يكون صادرا عن غش‬
‫أو يف وقت غري مناسب‪ ،2‬فضال عن ذلك جيوز له أن يطلب من السلطة القضائية إخراجه من الشركة املعنية‬
‫مت استند يف ذلك ألسباب معقولة‪ ،3‬على أن ُحتل الشركة بقوة القانون يف كلتا احلالتني ما مل يتم االتفاق على‬
‫استمرارها من قبل بقية الشركاء‪.4‬‬

‫وعلى خالف ذلك اعرتف املشرع الفرنسي حبق الشريك يف االنسحاب من الشركة مت كانت من‬
‫الشركات ذات رأس املال املتغري‪ ،‬يف حني اعتربه حقا استثنائيا مت كانت من الشركات ذات رأس املال الثابت‪،‬‬
‫فضال عن ذلك اعتربه كحق استثنائي يف شركات التضامن عند عزل املدير النظامي الشريك‪ ،5‬وكاذا يف‬

‫‪ 1‬بوجالل مفتاح ‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.188‬‬


‫‪ 2‬املادة ‪ 448‬من القانون املدين اجلزائري‪.‬‬
‫‪ 3‬املادة ‪ 5/445‬من القانون املدين اجلزائري‪.‬‬
‫‪ 4‬بوجالل مفتاح‪،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.181‬‬
‫‪ 5‬املادة ‪،/1/ L551- 15‬املقننة مبوجب األمر رقم ‪ 315-5888‬املؤرخ يف ‪5888/83/10‬م (‪: )J.O.R.F :21/09/2000‬‬
‫‪« Si tous les associés sont gérants ou si un ou plusieurs gérants choisis parmi les associés‬‬
‫‪sont désignés dans les statuts, la révocation de l’un d’eux de ses fonctions ne peut être‬‬
‫‪décidée qu’à‬‬
‫‪L’unanimité des autres associés. Elle entraine la dissolution de la société moins que sa‬‬
‫‪continuation ne soit prévue par les statuts ou que les autres associés ne la décident à‬‬
‫‪l’unanimité. Le gérant révoque peut alors décider de se retirer de la société en demandant‬‬
‫‪le remboursement de ses droits sociaux, dont le valeur est déterminée conformément à‬‬
‫‪l’article 1843-4 du code civil. Toute clause contraire à l’article 1843-4 dudit code est‬‬
‫» ‪réputée non écrite.‬‬

‫‪96‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول ‪/‬الفصل الث اني‪ :‬ضوابط شرط الموافقة في شركة المساهمة‬

‫الشركات املسعرة اليت ختضع لقواعد خاصة وميزة تتمثل يف قواعد البورصة‪ ،‬وعلى عكس املشرع اجلزائري مل‬
‫يتناول املشرع الفرنسي صراحة حق االنسحاب من الشركة املقرر يف القانون املدين ‪.1‬‬

‫هاذا‪ ،‬وقد اختلفت وتباينت اآلراء الفقهية واالجتهادات القضائية‪ ،‬وحت املواقف التشريعية خبصوص‬
‫مسألة إدراج حق االنسحاب من عدمها يف القانون األساسي للشركة مبوجب بند من بنوده مت كانت من‬
‫الشركات التجارية ذات رأس املال الثابت‪ ،‬فجانب منهم وعلى رأسهم بعض الفقهاء اجلزائريني رأوا أنه ال مانع‬
‫من تطبيق القانون املدين مباشرة يف مثل هاذه احلاالت دون ما احلاجة إىل تبين شكل الشركات ذات رأس املال‬
‫املتغري‪ ،2‬فضال عن ذلك مسح الفقه احلديث والقضاء الفرنسي للشريك ابالنسحاب من الشركة التجارية ذات‬
‫رأس املال الثابت مت كان هاذا احلق مدرجا يف القانون األساسي هلا مبوجب بند من بنوده‪ ،‬على أساس أنه‬
‫حق جديد البد من االعرتاف به حت تكتمل احلماية القانونية الالزمة لضمان حقوق األقلية داخل هاذا النوع‬
‫من الشركات‪.3‬‬

‫يف املقابل رأى جانب آخر من الفقه الفرنسي أنه ال جيوز إدراج حق الشريك يف االنسحاب من‬
‫الشركة التجارية ذات رأس املال الثابت يف قانوهنا األساسي‪ ،‬إال يف حاالت ّيقة ويف ظروف استثنائية‬
‫حمدودة‪ ،‬ومناط ذلك أن إدراج هاذا احلق يف القانون األساسي للشركة من شأنه أن يصبح وسيلة للمساومة‬
‫واالبتزاز يف يد األقلية ما قد يشكل خطرا على الشركة ومستقبلها‪ ،‬فمثال مسألة استعادة حقوق الشريك‬
‫املنسحب قد تؤثر مباشرة على التوازن املايل للشركة‪ ،‬لاذا جيب خلق نوع من التوازن والتوافق بني حق الشريك‬
‫يف االنسحاب من الشركة‪ ،‬وبني ّرورة قبوله لبعض التضحيات والتنازالت يف سبيل حتقيق املصلحة املشرتكة‬
‫للشركة ولبقية الشركاء‪.4‬‬

‫وعلى أية حال يف ظل غياب النصوص القانونية اليت تعاجل هاذه املسألة ال مانع من وجهة نظران يف أن‬
‫تتضمن القوانني األساسية للشركات التجارية ذات رأس املال الثابت مبوجب بند من بنودها حق الشريك يف‬
‫االنسحاب منها شريطة احرتام املبادئ والقواعد العامة املنظمة للشركات التجارية‪ ،‬وعلى رأسها قاعدة توزيع‬
‫األرابح وتقاسم اخلسائر‪ ،‬ومبدأ املساواة فيما بني الشركاء‪ ،‬أّف إىل ذلك جيب أن توّع بكل حرية شروط‬

‫‪1‬بوجالل مفتاح‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.185‬‬


‫‪2‬بوجالل مفتاح‪،‬نفس املرجع السابق ونفس الصفحة‪.‬‬
‫‪-F. ZERAOUI SALAH, le régime juridique des parts sociales de la société à‬‬
‫‪responsabilité limitée en droit français et en droit algérien, thèse, paris 2, 1984, p 179.‬‬
‫‪ 3‬بوجالل مفتاح‪ ،‬نفس املرجع السابق ونفس الصفحة‪.‬‬
‫‪ 4‬بوجالل مفتاح‪ ،‬نفس املرجع السابق‪،‬ص ‪.184‬‬

‫‪97‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول ‪/‬الفصل الث اني‪ :‬ضوابط شرط الموافقة في شركة المساهمة‬

‫وإجراءات مارسة هاذا احلق‪ ،‬فمثال عند إعمال حق االنسحاب من الشركة املنصوص عليه يف قانوهنا األساسي‬
‫جيب مراعاة القواعد اآلمرة اليت تلزم احلد األدىن واحلد األقصى من الشركاء‪،‬كشركات املسامهة اليت تشرتط‬
‫قواعدها وجود فيها سبعة مسامهني على األقل‪ ،1‬وشركات التوصية ابألسهم اليت تشرتط قواعدها أن تتكون من‬
‫ثالثة شركاء موصيني على األقل طيلة حياهتا‪.2‬‬

‫وجتدر اإلشارة إىل أن الواقع العملي أثبت أن املساهم يف شركة املسامهة ال ميكنه إهناء عالقته هبا قبل‬
‫انقضاء مدهتا املنصوص عليها يف قانوهنا األساسي‪ ،‬إال عن طريق التصرف يف أسهمه إىل الغري‪ ،‬لاذلك جيوز‬
‫ألقلية املسامهني يف هاذا النوع من الشركات االنسحاب منها عن طريق التصرف فيما ميلكون من أسهم مت‬
‫قضت مصلحتهم ذلك‪.3‬‬

‫ومع ذلك فانسحاب األقلية من الشركة ال يقدم إال حال فردّي ملشكلة ذات طبيعة مجاعية‪ ،‬وهي‬
‫تعسف األغلبية الواقع على األقلية‪ ،‬فاالنسحاب هنا ال يتمخض عنه إال محاية املصاحل اخلاصة ابملنسحب يف‬
‫حني أن املصلحة العليا لألقلية تقتضي فرض نوع من الرقابة على قرارات األغلبية األمر الاذي يعود ابلفائدة‬
‫ليس فقط على املسامهني الاذين ميثلون األقلية‪ ،‬بل على الشركة وعلى ابقي املسامهني اآلخرين‪ ،‬فالفائدة هنا‬
‫عامة وتعود على الكل‪.4‬‬

‫على ّوء هاذا ميكن القول أن االنسحاب من الشركة ذو طبيعة مزدوجة‪ ،‬فهو من انحية وسيلة‬
‫عقاب لتعسف األغلبية‪ ،‬ومن انحية أخرى وسيلة تضمن احلماية لألقلية‪ ،‬وتلزم األغلبية على احرتام حقوق‬
‫األقلية‪ ،‬وجترب كاذلك القائمني ابإلدارة على إعادة النظر يف سياسة الشركة على املدى البعيد واملتوسط‪ ،‬ذلك‬
‫أن االنسحاب من الشركة يعين نوعا من االحتجاج على الطريقة اليت تدار هبا هاذه الشركة‪.5‬‬

‫يف األخري ميكن القول أن انسحاب املساهم من شركة املسامهة ال جيد له طريقا إال طريق التنازل عن‬
‫أسهمه الاذي يقوم على مبدأ حرية تداول األسهم‪ ،‬وهو هباذا ميثل اجلانب اإلجيايب حلرية الصك‪ ،‬إال أنه من‬

‫‪ 1‬املادة ‪ 5/735‬من القانون التجاري اجلزائري‪.‬‬


‫‪ 2‬املادة ‪ 517‬اثلثا‪ 5/‬من القانون التجاري اجلزائري‪.‬‬
‫‪ 3‬د‪ .‬حسين املصري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.08‬‬
‫‪-‬د‪ .‬بشار فالح انصر الشباك‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.579‬‬
‫‪ 4‬د‪.‬عبد الفضيل حممد أمحد‪،‬محاية األقلية من القرارات التعسفية الصادرة عن اجلمعيات العامة للمسامهني‪ ،‬دراسة مقارنة يف القانون املصري‬
‫والفرنسي‪ ،‬مكتبة اجلالء اجلديدة للنشر‪ ،‬املنصورة‪ ،‬مصر ‪1305‬م‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.150-157‬‬
‫د‪ .‬بشار فالح انصر الشباك‪،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.577‬‬
‫‪ 5‬د‪ .‬بشار فالح انصر الشباك‪،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.577-574‬‬
‫‪-‬د‪ .‬عبد الفضيل حممد أمحد‪،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.155-157‬‬

‫‪98‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول ‪/‬الفصل الث اني‪ :‬ضوابط شرط الموافقة في شركة المساهمة‬

‫الثابت قانوان أن مبدأ حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة قد ترد عليه بعض القيود‪ ،‬قانونية كانت أم‬
‫اتفاقية‪،‬كشرط املوافقة كما ذكران سابقا األمر الاذي جيعل مسألة انسحاب املساهم املتنازل من الشركة حماطة‬
‫ببعض املخاطر والعوائق يف بعض األحيان‪ ،‬خاصة عندما يتضمن القانون األساسي للشركة شرط املوافقة‬
‫وتكون أسهمها غري مقيدة يف بورصة القيم املنقولة‪ ،‬وابلتايل تقل فيها عروض الشراء‪ ،‬ما قد يضع املساهم‬
‫احمليل حبيس قرارات القائمني ابإلدارة‪ ،‬وهو أمر غري مقبول‪ ،‬ولتفادي ذلك يتعني على الشركة أن تضمن حق‬
‫املساهم احمليل يف االنسحاب منها إبرادته املنفردة مت اقتضت مصلحته ذلك‪،‬كما ال جيوز هلا إجباره على‬
‫إحالة أسهمه حلساهبا اخلاص‪ ،‬أي بتعبري أدق جيب عليها أن تضمن له حق البقاء أو االنسحاب منها مت‬
‫أراد ذلك‪ ،‬ووفق ما تقتضيه مصاحله الشخصية‪ ،‬فضال عن ذلك يتعني عليها أن تضمن حقه يف احلصول على‬
‫الثمن العادل ألسهمه حمل اإلحالة‪.‬‬

‫ومع ذلك‪ ،‬فالضماانت املقررة لصاحل املساهم احمليل وحدها ال تكفي لتفعيل شرط املوافقة يف شركة‬
‫املسامهة على النحو السليم مبا حيقق التوافق بني مصلحته من جهة‪ ،‬وبني مصلحة الشركة وابقي املسامهني‬
‫اآلخرين من جهة أخرى‪ ،‬األمر الاذي يستلزم إقرار ّماانت أخرى لصاحل الشركة ذاهتا‪ ،‬وهاذا ما سنتطرق إليه‬
‫بنوع من التحليل والتفصيل يف املطلب اآليت‪.‬‬

‫املطلب الثاين‬

‫الوماانت املقررة للشركة عاد اإلخالل بشرط املوافقة‬

‫هبدف خلق التوازن بني مصلحة الشركة ومصلحة املساهم احمليل‪ ،‬ومن أجل تفعيل شرط املوافقة على‬
‫النحو الاذي يقضي به القانون البد من إقرار بعض الضماانت لصاحل الشركة عند إخالل املساهم احمليل بشرط‬
‫املوافقة املنصوص عليه يف قانوهنا األساسي‪ ،‬من بني هاذه الضماانت حق الشركة يف التمسك ببطالن اإلحالة‬
‫وحقها يف املطالبة ابلتعويض‪ ،‬وهاذا ما سنتطرق إليه بنوع من التحليل والتفصيل يف الفرعني اآلتيني‪.‬‬

‫الفرع األول‬

‫حق الشركة يف الثمسك ببطالن اإلحالة‬

‫ابستقراء ومتحيص نصوص القانون التجاري املتضمنة شرط املوافقة يف شركة املسامهة اتمضح لنا أهنا‬
‫جاءت خالية من أي نص قانوين يتضمن جزاء خمالفة هاذا الشرط‪ ،‬أي بتعبري أدق مل يتعرض املشرع اجلزائري‬
‫للحالة اليت يقوم فيها املساهم احمليل إبحالة أسهمه إىل الغري خبالف ما يقضي به شرط املوافقة املنصوص عليه‬

‫‪99‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول ‪/‬الفصل الث اني‪ :‬ضوابط شرط الموافقة في شركة المساهمة‬

‫يف القانون األساسي للشركة‪ ،‬وهاذا ما يؤخاذ كاذلك على املشرع املصري هو اآلخر الاذي مل ينظم جزاء خمالفة‬
‫شرط املوافقة يف شركة املسامهة‪ ،‬ال يف قانون الشركات املصري وال يف الئحته التنفياذية‪.1‬‬

‫ولسد هاذه الثغرة القانونية رأى جانب من الفقه اجلزائري أن اجلزاء املرتتب عن خمالفة املساهم احمليل‬
‫لشرط املوافقة يف شركة املسامهة هو بطالن اإلحالة‪ ،2‬طبقا للفقرة الثانية من نص املادة ‪ 599‬من القانون‬
‫التجاري اجلزائري اليت جاء فيها‪":‬ال حيصل بطالن العقود أو املداوالت غري اليت نصت عليها الفقرة املتقدمة إال‬
‫من خمالفة نص ملزم من هاذا القانون أو من القوانني اليت تسري على العقود"‪ ،‬ومن ثمة جيب الرجوع إىل أحكام‬
‫وقواعد القانون املدين خاصة قاعدة"العقد شريعة املتعاقدين"اليت نصت عليها املادة ‪ 187‬من هاذا القانون جاء‬
‫فيها‪":‬العقد شريعة املتعاقدين فال جيوز نقضه‪ ،‬وال تعديله إال ابتفاق الطرفني‪ ،‬أو لألسباب اليت يقررها‬
‫القانون"‪ ،3‬إىل جانب ذلك جيب االستعانة ابألحكام اليت تضمنتها الفقراتن األوىل والثانية من نص املادة‬
‫‪ 185‬من نفس القانون اليت جاء فيها‪":‬جيب تنفياذ العقد طبقا ملا اشتمل عليه وحبسن نية‪ ،‬وال يقتصر العقد‬
‫على إلزام املتعاقد مبا ورد فيه فحسب‪ ،‬بل يتناول أيضا ما هو من مستلزماته وفقا للقانون والعرف‪ ،‬والعدالة‬
‫حبسب طبيعة االلتزام"‪.4‬‬

‫يف املقابل رأى جانب آخر من الفقه اجلزائري أنه يف غياب النص القانوين يف القانون التجاري‬
‫اجلزائري الاذي يعاجل هاذه املسألة من ابب أوىل الرجوع إىل قواعد القانون املدين املتعلقة حبوالة احلق‪ ،‬ومن ثمة‬
‫تطبيق أحكامها الواردة يف هاذا الشأن على إحالة األسهم اليت متت خبالف شرط املوافقة خاصة أحكام املادتني‬
‫‪593‬و‪ 541‬من القانون املدين‪ ،‬إذ جاء يف األوىل‪":‬جيوز للدائن أن حيول حقه إىل شخص آخر إال إذا منع‬
‫ذلك نص القانون‪ ،‬أو اتفاق املتعاقدين‪ ،‬أو طبيعة االلتزام‪ ،‬وتتم احلوالة دون حاجة إىل رّا املدين"‪ ،‬يف حني‬
‫نصت الثانية على أنه‪":‬ال حيتج ابحلوالة قبل املدين‪ ،‬أو قبل الغري إال إذا رّي هبا املدين‪ ،‬أو أخرب هبا بعقد غري‬
‫قضائي‪ ،‬غري أن قبول املدين ال جيعلها انفاذة قبل الغري إال إذا كان هاذا القبول اثبت التاريخ"‪.‬‬

‫‪ 1‬أ‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري(دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.911‬‬
‫‪ -‬خدجبة بلعريب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.75‬‬
‫‪ -‬اندية محيدة‪ ،‬حقوق املسامهني يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.35‬‬
‫‪ -‬أ‪.‬اندية محيدة‪ ،‬شرط املوافقة إلحالة األسهم يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.97‬‬
‫‪ 2‬اندية محيدة‪ ،‬حقوق املسامهني يف شركة املسامهة‪،‬نفس املرجع السابق ونفس الصفحة‪.‬‬
‫‪-‬أ‪.‬اندية محيدة‪ ،‬شرط املوافقة إلحالة األسهم يف شركة املسامهة‪،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.95-97‬‬
‫‪-‬بوجالل مفتاح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.987‬‬
‫‪ 3‬املادة ‪ 187‬من القانون املدين اجلزائري‪.‬‬
‫‪ 4‬املادة ‪ 185‬من القانون املدين اجلزائري‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول ‪/‬الفصل الث اني‪ :‬ضوابط شرط الموافقة في شركة المساهمة‬

‫وإبسقاط األحكام السابقة على اإلحالة اليت متت خبالف شرط املوافقة يف شركة املسامهة ميكن القول‬
‫أن اإلحالة صحيحة بني املساهم احمليل واحملال إليه‪ ،‬غري أنه ال حيتج هبا اجتاه الشركة‪ ،‬وابلتايل من حق الشركة‬
‫أن ترفض تسجيل احملال إليه يف حساابهتا حبجة حقها يف التمسك ببطالن اإلحالة‪ ،1‬بيد أن جانب من‬
‫القضاء الفرنسي قبل صدور قانون الشركات لسنة ‪1377‬م رأى خالف ذلك حيث أقر أبن جزاء خمالفة أي‬
‫شرط نظامي بصفة عامة ليس هو البطالن‪ ،‬وإنا هو عدم حجية التصرف املخالف هلاذا الشرط ما مل ينص‬
‫القانون خبالف ذلك‪.2‬‬

‫وعلى أية حال‪ ،‬فالطبيعة اخلاصة لشركة املسامهة إىل جانب طبيعة عملية تداول األسهم اليت تنتقل‬
‫فيها ملكية األسهم ابلطرق التجارية اليت تتميز ابلسرعة والسهولة دون ما احلاجة إىل اتباع طرق احلوالة املدنية‬
‫اليت تتميز ابإلجراءات املعقدة كما رأينا من قبل‪ ،‬تفرض على املشرع اجلزائري التدخل بنص قانوين صريح يف‬
‫القانون التجاري يتضمن حال هلاذه املسألة على غرار ما استقرت عليه بعض التشريعات املقارنة‪،‬كالتشريع‬
‫الفرنسي الاذي أقر مبوجب الفقرة اخلامسة من نص املادة ‪ L228-23‬من القانون التجاري الساري‬
‫املفعول‪3‬أبن اإلحالة اليت متت خبالف شرط املوافقة املنصوص عليه يف القانون األساسي للشركة ابطلة‪ ،‬ويتعلق‬
‫األمر هنا ببطالن من نوع خاص خيول للشركة وابقي املسامهني اآلخرين حق التمسك به يف مواجهة املساهم‬
‫احمليل واحملال إليه‪ ،‬هاذا وجتدر اإلشارة إىل أن الفقرة الرابعة من نص املادة ‪ 554‬من قانون الشركات الفرنسي‬
‫لسنة ‪ 1377‬امللغاة قد أقرت هي األخرى هباذا البطالن‪.4‬‬

‫زد على ما تقدم كان على املشرع اجلزائري على األقل أن أيخاذ ابجلزاء املرتتب عن خمالفة إحالة‬
‫احلصص إىل األشخاص األجانب عن الشركة ذات املسؤولية احملدودة الاذي أقرته الفقرة األخرية من نص‬
‫املادة‪ 751‬من القانون التجاري اليت جاء فيها‪":‬ويعترب كل شرط خمالف ألحكام هاذه املادة كأن مل يكن"‪ ،‬وهو‬

‫‪ 1‬خدجية بلعريب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.70‬‬


‫‪ 2‬خدجية بلعريب‪،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.70‬‬
‫‪ 3‬تنص الفقرة اخلامسة من نص املادة ‪ L228-23‬من القانون التجاري الفرنسي املعدلة مبوجب املادة ‪ 85‬من األمر رقم ‪ 08-5883‬املؤرخ يف‬
‫‪5883/81/55‬م على اآليت‪:‬‬
‫‪« Toute cession effectuée en violation d’une clause d’agrément figurant dans les statuts est‬‬
‫‪nulle ».‬‬
‫‪ 4‬أ‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري(دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.918‬‬
‫‪-‬أمساء بن ويراد‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.35‬‬
‫‪ -‬جتدر اإلشارة إىل أن املشرع الفرنسي قد عدل املادة‪ 554‬من قانون الشركات الفرنسي لسنة‪1377‬م مبوجب املادة ‪ 98‬من القانون رقم ‪-30‬‬
‫‪ 747‬املؤرخ يف ‪1330/85/85‬م (‪،)JORF.03/07/1998‬وألغاها هنائيا مبوجب املادة ‪ 84‬من األمر رقم ‪ 315-5888‬املؤرخ يف‬
‫‪5888/83/10‬م‪.)JORF.21/09/2000(،‬‬

‫‪101‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول ‪/‬الفصل الث اني‪ :‬ضوابط شرط الموافقة في شركة المساهمة‬

‫ما يعين بطبيعة احلال أن األحكام اليت نصت عليها املادة‪ 751‬من القانون التجاري من النظام العام‪ ،‬مبا فيها‬
‫حكم إحالة احلصص إىل األشخاص األجانب عن الشركة ذات املسؤولية احملدودة الاذي تضمنته الفقرة األوىل‬
‫من نفس املادة اليت جاء فيها‪":‬ال جيوز إحالة حصص الشركاء إىل األشخاص األجانب عن الشركة إال مبوافقة‬
‫أغلبية الشركاء اليت متثل ثالثة أرابع رأس مال الشركة على األقل"‪.1‬‬

‫يف األخري ميكن القول أن التطور السريع وغري املسبوق الاذي شهده النشاط التجاري العاملي يفرض‬
‫على املشرع اجلزائري إعادة النظر يف النصوص املنظمة لشركات املسامهة بصفة عامة‪ ،‬وبصفة خاصة التدخل‬
‫بنص صريح يف القانون التجاري يقضي ببطالن اإلحالة اليت متت خبالف شرط املوافقة املنصوص عليه يف‬
‫القانون األساسي للشركة‪ ،‬على غرار ما استقرت عليه بعض التشريعات املقارنة اليت تتماشى مع القاعدة العامة‬
‫اليت تقوم على فكرة أن البطالن يف الشركات اجلزائرية ال يتم إال إذا وجد نص قانوين يقضي باذلك‪ ،‬أو على‬
‫األقل جيرب مؤسسي الشركة على وجه اخلصوص إبدراج بند خاص يف القانون األساسي للشركة يتضمن جزاء‬
‫خمالفة قانوهنا األساسي بصفة عامة‪ ،‬وجزاء خمالفة شرط املوافقة بصفة خاصة لتجنب االستعانة بقواعد البطالن‬
‫املقررة يف القانون املدين‪ ،‬ولضمان استقرار التعامالت التجارية‪.‬‬

‫بيد أن اإلقرار ببطالن اإلحالة اليت متت خبالف شرط املوافقة املنصوص عليه يف القانون األساسي‬
‫للشركة الاذي خيوهلا وابقي املسامهني اآلخرين حق التمسك به يف مواجهة املساهم احمليل واحملال إليه وحده‬
‫اليكفي‪ ،‬بل جيب إّافة إىل ذلك إقرار حق الشركة يف احلصول على التعويض‪ ،‬وهاذا ما سنتطرق إليه بنوع من‬
‫التحليل والتفصيل يف الفرع اآليت‪.‬‬

‫الفرع الثاين‬

‫حق الشركة يف املطالبة ابلثعويض‬

‫مت تقرر بطالن اإلحالة اليت متت خبالف شرط املوافقة املنصوص عليه يف القانون األساسي للشركة‪،‬‬
‫سواء مبوجب نص صريح يف القانون التجاري‪ ،‬أو مبوجب بند من بنود القانون األساسي للشركة كما رأينا من‬
‫قبل‪ ،‬وجب على املساهم احمليل رد ثن األسهم حمل اإلحالة إىل احملال إليه إن كان قد تسلمه منه‪ ،‬على أن هلاذا‬
‫األخري أي للمحال إليه احلق يف احلصول على تعويض مايل مت كان حسن النيمة‪ ،‬أما إذا كان سيء النيمة أي‬
‫أنه كان على علم أبن اإلحالة اليت متت بينه وبني املساهم احمليل خمالفة لشرط املوافقة املدرج يف القانون‬
‫األساسي للشركة فهنا ال يستحق التعويض‪ ،‬هاذا ويفرتض فيه أن يكون على علم مبضمون القانون األساسي‬

‫‪ 1‬أ‪.‬عمار عموره‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.‬ص‪.505-507‬‬

‫‪102‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول ‪/‬الفصل الث اني‪ :‬ضوابط شرط الموافقة في شركة المساهمة‬

‫للشركة اليت ينوي االنضمام إليها مبوجب هاذه اإلحالة‪ ،‬ومناط ذلك أن القوانني األساسية للشركات التجارية‬
‫من العقود اليت يستلزم القانون التجاري شهرها وقيدها لدى املركز الوطين للسجل التجاري‪ ،‬وهاذا ما أكدته‬
‫املاداتن ‪740‬و‪ 743‬من القانون التجاري‪ ،‬إذ جاء يف األوىل‪":‬جيب أن تودع العقود التأسيسية والعقود املعدلة‬
‫للشركات التجارية لدى املركز الوطين للسجل التجاري‪ ،‬وتنشر حسب األوّاع اخلاصة بكل شكل من‬
‫أشكال الشركات وإال كانت ابطلة"‪ ،‬يف حني نصت الثانية يف مقطعها األول على أنه‪":‬ال تتمتع الشركة‬
‫ابلشخصية املعنوية إال من اتريخ قيدها يف السجل التجاري‪.1"...‬‬

‫فضال عن ذلك ما تضمنته املادة ‪ 737‬من القانون التجاري اجلزائري املعدلة مبوجب املرسوم التشريعي‬
‫‪ 80-39‬املؤرخ يف ‪1339/84/57‬م‪ 2‬اليت نصت على أنه‪":‬حيرر املوثق مشروع القانون األساسي لشركة‬
‫املسامهة بطلب من مؤسس أو أكثر‪ ،‬وتودع نسخة من هاذا العقد ابملركز الوطين للسجل التجاري‪ ،‬ينشر‬
‫املؤسسون حتت مسؤوليتهم إعالان حسب الشروط احملددة عن طريق التنظيم‪ ،"...‬وما تضمنته املاداتن األوىل‬
‫والثانية من املرسوم التنفياذي رقم ‪ 490-37‬املؤرخ يف ‪1337/15/59‬م املتضمن تطبيق أحكام القانون‬
‫التجاري املتعلقة بشركات املسامهة والتجمعات‪.3‬‬

‫ويف نفس السياق‪ ،‬وابلرجوع للقواعد العامة اليت تقضي أبن املسؤولية العقدية ترتتب عموما عند‬
‫اإلخالل ابلتزامات عقدية‪ ،‬وأن ه يشرتط لقيامها وجود عقد صحيح إىل جانب وقوع ّرر نتيجة عدم تنفياذ‬
‫أحد االلتزامات اليت رتبها هاذا العقد‪ ،‬سواء كان الضرر مادّي أو معنوّي‪ ،‬بشرط أن تقوم هاذه املسؤولية يف إطار‬
‫العالقة اليت تربط املتعاقدين‪.4‬‬

‫وإبسقاط هاذه الشروط على اإلحالة اليت متت خبالف شرط املوافقة املنصوص عليه يف القانون‬
‫األساسي للشركة اتمضح لنا أن املسؤولية العقدية قائمة يف حق املساهم احمليل‪ ،‬وابلتايل وفقا للقواعد العامة حيق‬

‫‪ 1‬أ‪ .‬عبد القادر البقريات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.34‬‬


‫‪2‬جتدر اإلشارة إىل أن املادة ‪ 737‬من القانون التجاري الواردة يف ظل األمر ‪ 73-57‬املؤرخ يف ‪1357/83/57‬م قد نصت على أنه "يوّع‬
‫مشروع القانون األساسي بواسطة موثق بطلب واحد أو أكثر من املؤسسني‪ ،‬وتودع نسخة من هاذا العقد بكتابة ّبط احملكمة"‪،‬وابستقراء ومتحيص‬
‫ما تضمنته هاذه املادة اتضح لنا أن املشرع اجلزائري قد أقر مبوجبها على أنه تودع نسخة من هاذا العقد بكتابة ّبط احملكمة يف حني تراجع عن‬
‫موقفه هاذا بعد التعديل الاذي قام به على نص هاذه املادة مبوجب املرسوم التشريعي ‪ ،80-39‬حيث أقر أبن إيداع نسخة من العقد التأسيسي‬
‫لشركة املسامهة يكون ابملركز الوطين للسجل التجاري بدل كتابة ّبط احملكمة‪.‬‬
‫‪3‬د‪ .‬اندية فضيل‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.177‬‬
‫‪4‬علي فياليل‪ ،‬االلتزامات الفعل املستحق للتعويض‪ ،‬موفم للنشر‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬الطبعة الثالثة‪،5817 ،‬ص‪.‬ص ‪.57-55‬‬
‫‪-‬د‪ .‬علي علي سليمان‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.113‬‬

‫‪103‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول ‪/‬الفصل الث اني‪ :‬ضوابط شرط الموافقة في شركة المساهمة‬

‫للشركة مطالبته ابلتعويض الناجم عن إصابتها بضرر معنوي‪ ،‬فضال عن ذلك من حق ابقي املسامهني اآلخرين‬
‫مطالبته هم كاذلك ابلتعويض إذا ما أصاهبم ّرر من وراء ذلك‪.‬‬

‫هاذا‪ ،‬وتاذهب بعض التشريعات املقارنة إىل أبعد من ذلك إذ جتيز للشركة وّع بند يف قانوهنا‬
‫األساسي خيوهلا احلق يف إقصاء املساهم احمليل منها كنتيجة حتمية عن إحالة أسهمه إىل الغري مبا خيالف شرط‬
‫املوافقة املنصوص عليه يف قانوهنا األساسي‪ ،‬إال أننا نرى أن ذلك من شأنه أن يتعارض مع حق املساهم احمليل‬
‫يف البقاء أو االنسحاب من الشركة املقرر له‪.‬‬

‫ترتيبا على كل ما تقدم ميكن القول أن املشرع اجلزائري قد استعمل كلمة اإلحالة مبفهومها الواسع‬
‫فهي باذلك تشمل كل انتقال مللكية األسهم‪ ،‬سواء كان من التصرفات الناقلة مللكية األسهم بعوض كالبيع‬
‫واملقايضة‪ ،‬أو بغري عوض كاهلبة والوصية والتربع‪ ،‬وال يقتصر مفهوم اإلحالة عند هاذا احلد فقط‪ ،‬بل يتعدى‬
‫ذلك ليشمل حت األسهم املقدمة كحصة يف رأمسال الشركة‪ ،‬ومن ثمة ميكن القول أن نطاق تطبيق شرط‬
‫املوافقة يف شركة املسامهة يشمل كل أوجه التصرف يف األسهم‪ ،‬سواء كان مبقابل أو بدون مقابل‪،‬كما يشمل‬
‫كل حتويل مللكية األسهم بغض النظر عن طريقته ولو كان عن طريق البيع اجلربي بشقيه القضائي والودي‪.‬‬

‫كاذلك توصلنا إىل نتيجة مفادها أن لفظ الغري ورد عاما‪ ،‬سواء يف ظل املرسوم التشريعي‪ 80-39‬أو‬
‫يف ظل األمر‪ ،73-57‬فاملشرع اجلزائري مل حيدد ومل يوّح من هم الغري الاذين يشملهم شرط املوافقة ما فتح‬
‫ابب التأويالت على مصراعيه‪.‬‬

‫فضال عن ذلك استقر موقفه على أن شرط املوافقة ال يسري على عمليات االندماج واالنفصال حت‬
‫ولو كان مدرجا من قبل يف القانون األساسي للشركة‪ ،‬وإن كنا أنمل منه عكس ذلك محاية للمصلحة الوطنية‬
‫ولألمن القومي الوطين‪ ،‬فتمديد نطاق تطبيق شرط املوافقة ليشمل حاالت االندماج واالنفصال اليت تشهدمها‬
‫بعض الشركات الوطنية يساعد هاذه األخرية يف حتصني نفسها اجتاه الشركات األجنبية الراغبة يف السيطرة عليها‬
‫بغرض االستحواذ على منابع ومقومات االقتصاد الوطين‪،‬كما أنمل منه أن حيصر نطاق تطبيق شرط املوافقة يف‬
‫شركات املسامهة ذات االكتتاب الفوري‪ ،‬ويف الشركات اليت تكون أسهمها غري مقيدة يف البورصة‪ ،‬وأن يستثين‬
‫بصريح النص شركات املسامهة ذات االكتتاب العام‪ ،‬وكاذا شركات املسامهة اليت تكون أسهمها مقيدة يف‬
‫البورصة من اخلضوع هلاذا الشرط‪ ،‬وأيمر حباذفه إن كان موجودا يف قوانينها األساسية‪.‬‬

‫يف املقابل استحسنا وثنا موقفه من الرهن احليازي لألسهم القاّي أبن موافقة الشركة على مشروع‬
‫الرهن احليازي لألسهم حسب الشروط واإلجراءات املنصوص عليها يف نص املادة‪517‬مكرر‪ 77‬من القانون‬

‫‪104‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول ‪/‬الفصل الث اني‪ :‬ضوابط شرط الموافقة في شركة المساهمة‬

‫التجاري يعد مبثابة قبول ّمين للمحال إليه الاذي رسا عليه البيع اجلربي لألسهم املرهونة يف حالة التنفياذ‬
‫عليها وبيعها جربا‪ ،‬ما مل تفضل هاذه الشركة بعد اإلحالة اسرتجاع األسهم ابلشراء من دون أي أتخري بغرض‬
‫خفض رأمساهلا‪.‬‬

‫كاذلك استحسنا وثنا موقفه من نطاق تطبيق شرط املوافقة ملا استثن على سبيل احلصر بعض‬
‫التصرفات يف األسهم من اخلضوع هلاذا الشرط‪ ،‬فبعض األشخاص على الرغم من كوهنم من الغري‪ ،‬إال أن‬
‫التصرفات يف األسهم اليت تتم لصاحلهم تظل حرة وال ختضع لشرط املوافقة حت ولو كان مدرجا من قبل يف‬
‫القانون األساسي للشركة‪،‬كانتقال ملكية األسهم إىل الورثة نتيجة وفاة أحد املسامهني‪ ،‬أو عندما تتم إحالة‬
‫األسهم فيما بني الزوجني‪ ،‬أو فيما بني األصول والفروع‪.‬‬

‫فضال عن ذلك استحسنا وثنا موقفه القاّي ابستبعاد الوصية اليت يكون فيها املوصى له واراث من‬
‫اخلضوع لشرط املوافقة‪ ،‬وكاذلك ملا اخضع الوصية اليت يكون فيها املوصى له ليس واراث لشرط املوافقة مت كان‬
‫مدرجا من قبل يف القانون األساسي للشركة‪.‬‬

‫ومع ذلك أخاذان عليه أنه مل يوّح بنص صريح حكم إحالة األسهم فيما بني املسامهني أنفسهم‪ ،‬بيد‬
‫أنه بعد متحيصنا للنصوص القانونية املنظمة لشرط املوافقة يف شركة املسامهة الواردة يف ظل التشريع اجلزائري‬
‫توصلنا إىل أن املشرع اجلزائري استقر على أن املسامهني يف الشركة ليسوا من الغري‪ ،‬ومن ثمة حيظر إعمال شرط‬
‫املوافقة مت متت إحالة أسهم املساهم احمليل أو بعضها إىل أحد املسامهني اآلخرين‪ ،‬وهو ما يعين بطبيعة احلال‬
‫أهنا تظل حرة وال ختضع أبي حال من األحوال هلاذا الشرط‪.‬‬

‫كاذلك أخاذان عليه أنه مل ينظم بنصوص قانونية صرحية الضماانت الواجب توافرها لصحة شرط‬
‫املوافقة يف شركة املسامهة‪ ،‬سواء املقررة لصاحل املساهم احمليل عند رفض الشركة ملشروع اإلحالة املعروض عليها‬
‫للموافقة والتزامها يف نفس الوقت بتقدمي بديل عن احملال إليه‪،‬كضمان حقه يف احلصول على ثن عادل‬
‫ألسهمه حمل اإلحالة‪ ،‬وكاذا حقه يف البقاء أو االنسحاب من الشركة‪ ،‬أو املقررة لصاحل الشركة نفسها عند‬
‫اإلخالل هباذا الشرط على غرار ما استقرت عليه بعض اآلراء الفقهية ومواقف بعض التشريعات املقارنة‪.‬‬

‫وعلى ّوء ذلك توصلنا خبصوص هاذه املسألة إىل نتيجة مفادها أنه يف غياب اتفاق صريح بني‬
‫املساهم احمليل والشركة على ثن معني لألسهم حمل اإلحالة‪ ،‬فاجلهة القضائية املختصة هي اليت يؤول هلا‬
‫اختصاص حتديد الثمن العادل هلاذه األسهم‪ ،‬إال أن هاذا احلكم غري واّح ويشوبه غموض كبري حبيث أنه‬
‫ميكن أن يرتك ابب املنازعات حول االختصاص مفتوحا‪ ،‬على إثر ذلك أنمل من املشرع اجلزائري أن يعيد‬

‫‪105‬‬
‫‪ 0202‬الباب األول ‪/‬الفصل الث اني‪ :‬ضوابط شرط الموافقة في شركة المساهمة‬

‫النظر يف هاذه املسألة‪ ،‬ومينح االختصاص لرئيس احملكمة املختصة للفصل فيها مبوجب أمر على عريضة يتضمن‬
‫تعيني خبري خمتص بتحديد الثمن من ّمن قائمة اخلرباء املعتمدين املعدة سلفا من قبل وزارة العدل‪ ،‬فضال عن‬
‫ذلك أنمل منه أن حيدد الطرف الاذي يتحمل املصاريف القضائية وأتعاب اخلبري‪ ،‬وإن كنا نفضل أن تكون‬
‫مناصفة بني املساهم احمليل والشركة للخروج حبل توافقي يرّي مجيع األطراف‪،‬كما أنمل منه أن يستبعد بشكل‬
‫هنائي الشركات املقيدة يف البورصة من اخلضوع لشرط املوافقة كما ذكران سابقا‪ ،‬أو على األقل يقوم بتحديد‬
‫الكيفية اليت على أساسها يتم تقدير الثمن العادل لألسهم حمل اإلحالة عندما تكون الشركة مقيدة يف البورصة‪.‬‬

‫كاذلك توصلنا إىل نتيجة مفادها أن رفض الشركة ملشروع اإلحالة والتزامها يف نفس الوقت بشراء‬
‫األسهم حمل اإلحالة حلساهبا اخلاص بغرض ختفيض رأمساهلا ال يعد نزعا للملكية وال ميس حبق املساهم احمليل يف‬
‫البقاء‪ ،‬يف املقابل من ذلك توصلنا إىل أن هلاذا األخري أي للمساهم احمليل احلق يف العدول عن إحالة أسهمه‬
‫بصفة قطعية‪ ،‬فهو غري ملزم ابالستمرار فيها مت مل يعجبه الثمن العادل الاذي قومه اخلبري املعتمد‪ ،‬فقراره‬
‫النهائي يتوقف عليه إذ يتخاذه وفق ما متليه عليه إرادته املنفردة‪ ،‬ووفق ما تقتضيه مصلحته الشخصية‪ ،‬إّافة‬
‫إىل ما تقدم جيب على املشرع تكريس حقه يف البقاء أو االنسحاب من الشركة مبوجب نصوص قانونية صرحية‬
‫ال تدع جماال للشك‪،‬أما خبصوص الضماانت املقررة لصاحل الشركة عند اإلخالل بشرط املوافقة‪ ،‬فاملشرع‬
‫اجلزائري كما ذكران سالفا مل يتطرق إليها بنص صريح على غرار ما استقرت عليه بعض التشريعات املقارنة اليت‬
‫أقرت حبق الشركة يف التمسك ببطالن اإلحالة عند اإلخالل بشرط املوافقة املدرج مسبقا يف القانون األساسي‬
‫للشركة حيث تبقى اإلحالة صحيحة بني املساهم احمليل واحملال إليه‪ ،‬غري أنه ال حيتج هبا اجتاه الشركة‪ ،‬ومن ثمة‬
‫من حقها أن ترفض تسجيل احملال إليه يف سجالهتا املخصصة لاذلك‪ ،‬على ّوء ذلك أنمل من املشرع‬
‫اجلزائري أن يتدارك هاذه الثغرة القانونية يف أول تعديل جيريه على القانون التجاري‪ ،‬أو على األقل جيرب مؤسسي‬
‫الشركة على وجه اخلصوص إبدراج بند خاص يف القانون األساسي للشركة يتضمن جزاء خمالفة قانوهنا‬
‫األساسي بصفة عامة‪ ،‬وجزاء خمالفة شرط املوافقة بصفة خاصة لتفادي اللجوء إىل قواعد البطالن املقررة يف‬
‫القانون املدين‪ ،‬ولضمان استقرار املعامالت التجارية‪ ،‬بيد أن ذلك وحده ال يكفي بل جيب إّافة إىل ذلك‬
‫إقرار حق الشركة يف احلصول على تعويض من املساهم احمليل املخالف‪ ،‬ومل ال إقرار حق ابقي املسامهني يف‬
‫احلصول كاذلك على تعويض منه مت اثبتوا أن الضرر الاذي أصاهبم كان جراء ذلك‪.‬‬

‫ومع كل ذلك‪ ،‬فالتطرق للتأصيل املفاهيمي والنظري لشرط املوافقة يف شركة املسامهة وحده ال يكفي‬
‫للوقوف على حقيقة النظام القانوين الاذي يرتكز عليه شرط املوافقة‪ ،‬إذ أن طبيعته اخلاصة حبد ذاهتا تستلزم‬
‫علينا التطرق لإلطار التنظيمي له بنوع من التحليل والتفصيل على النحو اآليت‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫ة‬ ‫رط الموافق ة ف ي شرك ة المساهم‬ ‫‪ 0202‬الباب الث اني ‪:‬اإلطار التنظيمي لش‬

‫الباب الثاين‬
‫اإلطار التنظيمي لشرط املوافقة يف شركة‬
‫املسامهة‬

‫‪107‬‬
‫األول ‪ :‬متطلّبات تفعيل شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرط الموافقـ ـ ـ ـة ف ـ ـ ـ ـي شركـ ـ ـ ـ ـة المساهمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬
‫‪ 0202‬الباب الثّــاني‪ /‬الفصــل ّ‬

‫لتحديد اإلطار التنظيمي لشرط املوافقة يف شركة املسامهة حتديدا دقيقا‪ ،‬وجلعل اإلحالة اليت تت‬
‫مبوجب هذا الشرط هنائية البد من معرفة متطلبات تفعيل شرط املوافقة‪ ،‬وسلطة الشركة يف الرد على طلب‬
‫املوافقة (القبول)‪ ،‬وهذا ما سنتطرق إليه بنوع من التحليل والتفصيل يف الفصلني اآلتيني‪.‬‬

‫الفصل األول‬

‫متطلبات تفعيل شرط املوافقة يف شركة املسامهة‬

‫إن احلديث عن متطلبات تفعيل شرط املوافقة يف شركة املسامهة رجران إىل احلديث عن مقاربتني‬
‫أساسيتني‪ ،‬تكمن األوىل يف الشروط الواجب توافرها لصحة هذا الشرط‪ ،‬وتكمن الثانية يف اإلجراءات اللمزمة‬
‫إلضفاء الصيغة النهائية على مشروع اإلحالة الذي ت يف ظل وجود هذا الشرط‪ ،‬وهذا ما سنتطرق إليه بنوع‬
‫من التحليل والتفصيل يف املبحثني اآلتيني‪.‬‬

‫املبحث األول‬

‫الشروط الواجب توافرها لصحة شرط املوافقة‬

‫امجع الفقه والقضاء والتشريع على أن تفعيل شرط املوافقة على النحو الصحيح يستلزم توافر مجلة من‬
‫الشروط‪ ،‬شكلية كانت أم موضوعية‪ ،‬فمن الناحية الشكلية رجب أن يكون شرط املوافقة شرطا نظاميا أي أنه‬
‫مدرج مسبقا يف القانون األساسي للشركة ‪ ،‬إىل جانب ذلك رجب أن تكون األسهم حمل اإلحالة أسهما إمسية‪.‬‬

‫أما من الناحية املوضوعية فيجب أال يددي هذا الشرط إىل تقييد حرية املساهم يف التصرف يف أسهمه‬
‫بشكل مطلق وإال كان طاطل لتعلق ذلك طالنظام العام‪ ،1‬وأن يكون اهلدف من إدراجه هو احلفاظ على‬

‫‪ 1‬أ‪ .‬عبد السلم قاسم علي الشرعيب‪ ،‬حقوق املسامهني يف شركات املسامهة ووسائل محايتها‪،‬دراسة مقارنة‪،‬املركز القومي لإلصدارات القانونية‪،‬القاهرة‬
‫مصر الطبعة األوىل ‪ ،8102‬ص‪.088‬‬
‫‪ -‬أ‪.‬د‪.‬مصطفى كمال طه‪،‬أ‪.‬وائل أنور بندق‪،‬أصول القانون التجاري‪،‬األعمال التجارية – التجار – الشركات التجارية‪ -‬احملل التجاري – امللكية‬
‫الصناعية‪،‬دار الفكر اجلامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،8102،‬ص‪.614‬‬
‫‪ -‬فتحي مزوار‪،‬محاية املساهم يف شركة املسامهة‪،‬دراسة يف القانون املقارن‪،‬مذكرة لنيل شهادة ماجستري يف القانون اخلاص‪،‬كلية احلقوق والعلوم‬
‫السياسية‪،‬جامعة تلمسان‪،8108-8100،‬ص‪.‬ص‪.65-64‬‬
‫‪ -‬فاطمة الزهراء بدي‪ ،‬الرقابة الداخلية يف شركة املسامهة‪،‬أطروحة لنيل شهادة دكتوراه (ل‪.‬م‪.‬د) ختصص قانون األعمال‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم‬
‫السياسية ‪ ،‬جامعة تلمسان‪،8105-8104،‬ص‪.‬ص‪.82-88‬‬
‫‪ -‬أ‪ .‬حممد فتاحي‪،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري (دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.‬ص‪.892-896‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬محد هللا حممد محد هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.92‬‬
‫‪-‬د‪.‬أمحد حممد حمرمز‪،‬الوسيط يف الشركات التجارية‪،‬تومزيع منشأة املعارف‪،‬اإلسكندرية‪،‬الطبعة الثانية‪، 8116‬ص‪.618‬‬

‫‪108‬‬
‫األول ‪ :‬متطلّبات تفعيل شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرط الموافقـ ـ ـ ـة ف ـ ـ ـ ـي شركـ ـ ـ ـ ـة المساهمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬
‫‪ 0202‬الباب الثّــاني‪ /‬الفصــل ّ‬

‫مصاحل الشركة واستقرارها‪ ،1‬على هذا النحو ارأتينا تقسيم هذا املبحث إىل مطلبني تناولنا يف املطلب األول‬
‫الشروط الشكلية‪ ،‬يف حني خصصنا املطلب الثاين للشروط املوضوعية‪.‬‬

‫املطلب األول‬

‫الشروط الشكلية‬

‫من الثابت فقها وقانوان أن لصحة شرط املوافقة يف شركة املسامهة من الناحية الشكلية يستوجب أن‬
‫يكون هذا الشرط منصوصا عليه مسبقا يف قانوهنا األساسي‪ ،‬وأن تكون األسهم حمل اإلحالة أسهما امسية‪،‬‬
‫وهذا ما سنتطرق إليه بنوع من التحليل والتفصيل يف الفرعني اآلتيني‪.‬‬

‫الفرع األول‬

‫شرط املوافقة شرط نظامي‬

‫طاستقراء وتحيص ما تضمنته الفقرة األوىل من نص املادة ‪ 506‬مكرر‪ 66‬من القانون التجاري‬
‫اجلزائري الواردة يف ظل املرسوم التشريعي‪ ،12-92‬وما تضمنته الفقرة األوىل من نص املادة ‪ 514‬من نفس‬
‫القانون الواردة يف ظل األمر ‪ 69-56‬اتضح لنا أن املشرع اجلزائري اشرتط يف كل الفقرتني أن يكون شرط‬
‫املوافقة منصوصا عليه يف القانون األساسي لشركة املسامهة‪ ،‬على غرار ما استقر عليه نظريه الفرنسي يف الفقرة‬
‫األوىل من نص املادة ‪ 856‬من قانون الشركات لسنة ‪0944‬م امللغى‪ ،‬وكذا يف الفقرة األوىل من نص املادة‬
‫‪ L882-82‬من القانون التجاري الساري املفعول‪.2‬‬

‫‪ 1‬أمساء بن ويراد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.90‬‬


‫‪ -‬أ‪ .‬حممد فتاحي‪،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري (دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.‬ص‪.896-896‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬محد هللا حممد محد هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص‪.90-91‬‬
‫‪ -‬أ‪.‬اندية محيدة‪ ،‬شرط املوافقة إلحالة األسهم يف شركة مسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص‪.88-80‬‬
‫‪ -‬حممد فتاحي‪ ،‬تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري (دراسة مقارنة)‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه يف القانون اخلاص‪ ،‬كلية‬
‫احلقوق‪ ،‬جامعة سيدي بلعباس‪ ،8112-8115 ،‬ص‪.‬ص‪.841-869‬‬
‫‪ 2‬أ‪ .‬حممد فتاحي‪،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري (دراسة مقارنة)‪،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.822‬‬
‫‪ -‬د‪.‬فومزي فتات‪ ،‬الضوابط القانونية للوفاء طاحلصص والتصرف فيها يف الشركات التجارية يف القانون اجلزائري‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬وهران‪،‬‬
‫اجلزائر‪ ،8115 ،‬ص ‪.082‬‬
‫‪-‬وداد بن بعيبش‪ ،‬تداول األ سهم والتصرف فيها يف شركات األموال‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل درجة دكتوراه يف العلوم‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم السياسية‪،‬‬
‫جامعة تيزي ومزو‪ ،8105 ،‬ص‪.‬ص ‪.005-004‬‬
‫‪ -‬هند قاسي عبد هللا‪ ،‬احلقوق املرتبطة طالسهم يف شركة املسامهة‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة دكتوراه علوم ختصص قانون‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،‬جامعة اجلزائر‪،0‬‬
‫‪ ،8102-8105‬ص ‪.086‬‬

‫‪109‬‬
‫األول ‪ :‬متطلّبات تفعيل شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرط الموافقـ ـ ـ ـة ف ـ ـ ـ ـي شركـ ـ ـ ـ ـة المساهمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬
‫‪ 0202‬الباب الثّــاني‪ /‬الفصــل ّ‬

‫أما املشرع املصري فقد أجامز أن يتضمن نظام الشركة شرط املوافقة‪ ،‬وهذا ما أكدته الفقرة األوىل من‬
‫نص املادة ‪ 061‬من اللئحة التنفيذية لقانون الشركات رقم ‪ 069‬لسنة ‪0920‬م اليت جاء فيها‪ ":‬رجومز أن‬
‫ينص نظام الشركة على وجوب موافقة إدارة الشركة أو الشريك أو الشركاء املديرين حبسب األحوال على تنامزل‬
‫املساهم عن أسهمه إىل الغري‪ ،‬وذلك طالشروط الواردة يف املادة (‪ ،")060‬فضل عن ذلك اشرتط أن ينص‬
‫عليه صراحة وأن يدرج يف نظام الشركة عند تـأسيسها‪ ،1‬وهذا ما أكدته الفقرة الثالثة من نص املادة ‪ 029‬من‬
‫نفس اللئحة اليت جاء فيها‪":‬ال رجومز إدراج هذه القواعد يف نظام الشركة بعد أتسيسها ما مل يتضمن النظام‬
‫الذي وافق عليه املدسسون النص على حق اجلمعية العامة غري العادية يف إدخال القيود اليت تراها على تداول‬
‫األسهم"‪.‬‬

‫ويستفاد من هذا النص أنه ال رجومز إضافة شرط املوافقة يف القانون األساسي للشركة بعد أتسيسها ما‬
‫مل يتضمن القانون األساسي للشركة الذي صادق عليه املدسسون بندا يقضي حبق اجلمعية العامة غري العادية يف‬
‫إضافة هذا الشرط أو غريه من الشروط االتفاقية األخرى‪ ،‬أي بتعبري أدق إذا ت تعديل القانون األساسي‬
‫للشركة أثناء حياهتا فل رجومز للجمعية العامة غري العادية أن تضيف شرط املوافقة ألول مرة يف نظامها ما مل‬
‫يوجد نص صريح من قبل يف قانوهنا األساسي الذي صادق عليه املدسسون يرخص هلا بذلك‪ ،2‬وهبذا احلكم‬

‫‪ 1‬د‪ .‬محد هللا حممد محد هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.26‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬عبد األول عابدين حممد بسيوين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.842‬‬
‫‪-‬د‪ .‬مسيحة القليويب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.524‬‬
‫‪-‬أسامة أمحد شتات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.90‬‬
‫‪ -‬د‪.‬حممدي فتح هللا حسني‪،‬الشركات املسامهة والتجارية‪،‬دار العريب للنشر والتومزيع‪ ،‬مصر‪،‬الطبعة الثانية‪، 8118‬ص‪.90‬‬
‫‪ 2‬د‪ .‬محد هللا حممد محد هللا‪،‬نفس املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.24‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬حممد فريد العريين‪ ،‬الشركات التجارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.814‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬إلياس انصيف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.652‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬مسيحة القليويب‪،‬نفس املرجع السابق ونفس الصفحة‪.‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬عباس مصطفى املصري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.849-842‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬أمرية صدقي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.822‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬عماد حممد أمني رمضان‪ ،‬محاية املساهم يف شركة املسامهة‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.294‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬عماد حم مد أمني رمضان‪ ،‬محاية املساهم يف شركة املسامهة‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬الكتاب الثاين‪ ،‬دار الكتب القانونية‪ ،‬مصر‪ ،8105 ،‬ص ‪.264‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬حسني عقيل عابد عقيل‪ ،‬املركز القانوين للمساهم يف شركات املسامهة‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪،8109،‬‬
‫ص ‪.005‬‬
‫‪ -‬يعقوب يوسف صرخوه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.205‬‬
‫‪ -‬د‪.‬علي حسن يونس‪ ،‬الشركات التجارية‪،‬دار أبناء وهبة حسان للنشر والطباعة‪ ،‬القاهرة‪،0990،‬ص ‪.262‬‬
‫‪ -‬أ‪.‬د‪.‬حممد فريد العريين‪،‬القانون التجاري‪،‬شركات األموال‪ ،‬الدار اجلامعية للطباعة والنشر‪،‬بريوت – لبنان‪(،‬د‪.‬س‪.‬ن) ‪،‬ص‪.26‬‬

‫‪110‬‬
‫األول ‪ :‬متطلّبات تفعيل شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرط الموافقـ ـ ـ ـة ف ـ ـ ـ ـي شركـ ـ ـ ـ ـة المساهمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬
‫‪ 0202‬الباب الثّــاني‪ /‬الفصــل ّ‬

‫يكون املشرع املصري قد وضع حل منطقيا ملسألة إضافة شرط املوافقة يف نظام الشركة بعد أتسيسها من‬
‫عدمها‪ ،1‬وللتذكري فهذه املسألة هي حمل خلف كبري يف الفقه الفرنسي واجلزائري‪ ،‬ذلك أن كل املشرعني مل‬
‫يتعرضا هلذه املسألة ومل يضعا حل هلا مبوجب نصوص قانونية صرحية على غرار ما استقر عليه نظريهم املصري‪.‬‬

‫على إثر ذلك انقسمت اآلراء الفقهية خبصوص هذه املسألة إىل اتاهني‪ ،‬اتاه رجيز للجمعية العامة‬
‫غري العادية إضافة شرط املوافقة يف القانون األساسي للشركة بعد أتسيسها‪ ،‬واتاه نان ال رجيز هلا ذلك‬
‫سنتطرق إليهما بنوع من التحليل والتفصيل يف الفقرتني اآلتيتني‪.‬‬

‫الفقرة األوىل‬

‫إضافة شرط املوافقة من اختصاص اجلمعية العامة غري العادية‬

‫رأى أصحاب هذا االتاه أنه إذا خل القانون األساسي لشركة املسامهة من شرط املوافقة عند‬
‫أتسيسها فمن حق اجلمعية العامة غري العادية أثناء حياة الشركة تعديل قانوهنا األساسي وإضافة شرط املوافقة‬
‫إليه‪ ،‬ما مل يكن هذا الشرط بسيطا وجمردا الذي يعلق تداول األسهم على اإلرادة احلرة واملطلقة للشركة‪ ،‬وخيوهلا‬
‫حق االعرتاض على مشروع اإلحالة املعروض عليها‪ ،‬ومن مثة رفض انضمام احملال إليه املقرتح من قبل املساهم‬
‫احمليل من دون إبداء أسباب الرفض‪ ،‬ما قد رجعل هذا األخري أي املساهم احمليل حبيس أسهمه وأسريها‪.2‬‬

‫واستندوا يف ذلك إىل أن اجلمعية العامة غري العادية هي صاحبة احلق يف تعديل القانون األساسي‬
‫لشركة املسامهة مبا حيقق مصلحتها‪ ،‬وهو من النظام العام إذ ال رجومز حرماهنا من مباشرة هذا احلق أبي حال‬
‫من األحوال‪ ،‬ولو مل خيوهلا قانوهنا األساسي ذلك‪ ،‬والقول خبلف ذلك يتعارض مع النصوص القانونية اليت‬
‫أقرت هلا هبذا احلق على غرار ما عبت عنه الفقرة األوىل من نص املادة ‪ 456‬من القانون التجاري اجلزائري‬
‫اليت جاء فيها‪":‬ختتص اجلمعية العامة غري العادية وحدها بصلحيات تعديل القانون األساسي يف كل أحكامه‪،‬‬
‫ويعتب كل شرط خمالف لذلك كأن مل يكن‪ ،‬ومع ذلك ال رجومز هلذه األخرية أن ترفع من التزامات املسامهني‪،‬‬
‫ماعدا العمليات الناتة عن تمع األسهم اليت تت بصفة منتظمة"‪ ،‬ومن مثة من حقها إضافة أي قيد على‬

‫‪ 1‬للتذكري فإن قانون الشركات املصري رقم ‪ 84‬لسنة ‪0966‬م امللغى مل حيسم أمر هذه املسألة‪.‬‬
‫‪2‬د‪ .‬أمرية صدقي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.822‬‬
‫‪ -‬د‪.‬حسني عقيل عابد عقيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.002‬‬
‫‪ -‬مسية فاطمة الزهراء بن غالية‪ ،‬حرية املساهم يف التنامزل عن األسهم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪ -‬مسية ف اطمة الزهراء بن غالية‪ ،‬احلقوق األساسية للمساهم ومبدأ احلرية التعاقدية يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.086‬‬
‫‪ -‬فاطمة أمال حلوش‪ ،‬حق املساهم يف التصرف يف أسهمه يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.860‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬حممد عمار تيبار‪ ،‬نظرية احلقوق األساسية للمساهم يف شركة املسامهة‪ ،‬اجلزء األول‪ ،‬مطابع الوحدة العربية الزاوية‪ ،‬ليبيا‪0992،‬م‪ ،‬ص ‪.265‬‬

‫‪111‬‬
‫األول ‪ :‬متطلّبات تفعيل شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرط الموافقـ ـ ـ ـة ف ـ ـ ـ ـي شركـ ـ ـ ـ ـة المساهمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬
‫‪ 0202‬الباب الثّــاني‪ /‬الفصــل ّ‬

‫تداول األسهم يف هذه الشركة أو تغيري نوعها أو إعادة تنظيمها يف أي وقت تراه مناسبا‪ ،‬ويف أي مرحلة من‬
‫مراحل حياهتا‪.1‬‬

‫كذلك وفق رأي أصحاب هذا االتاه‪ ،‬فإن إضافة شرط املوافقة ألول مرة يف القانون األساسي‬
‫للشركة بعد أتسيسها ال يتضمن مزايدة يف أعباء املسامهني وال حيرمهم تاما من تداول أسهمهم‪ ،‬بل يف احلقيقة‬
‫هو ينقص من حقوقهم‪ ،2‬ما مل يرد هذا الشرط بسيطا وجمردا‪ ،‬أو يكون الغرض من إدراجه هو حرمان أقلية‬
‫املسامهني من تداول أسهمهم‪ ،‬وقد أخذ هبذا االتاه كل من املشرع اإليطال والبلجيكي‪،‬كما اته القضاء‬
‫الفرنسي إىل إجامزة ذلك حيث أيدته حمكمة النقض الفرنسية يف العديد من قراراهتا‪.3‬‬

‫ومع ذلك‪ ،‬فهذا االتاه مل يكن حمل إمجاع لدى مجهور الفقهاء الذين تطرقوا هلذه املسألة‪ ،‬إذ تعرض‬
‫لنقد شديد على يد الفقهاء املدافعني عن مبدأ حرية املساهم يف تداول أسهمه كأصل عام‪ ،‬طاعتباره أحد‬
‫احلقوق األساسية اليت ختوهلا له األسهم اململوكة له اليت ال رجب املساس هبا أبي حال من األحوال‪ ،‬على إثر‬
‫ذلك ظهر إىل األفق اتاه خمالف للتاه األول يقضي أبن اجلمعية العامة غري العادية ليس من اختصاصها‬
‫إضافة شرط املوافقة يف شركة املسامهة ألول مرة يف قانوهنا األساسي أثناء حياهتا‪ ،‬واستندوا يف ذلك لعدة‬
‫اعتبارات سنتطرق إليها بنوع من التحليل والتفصيل يف الفقرة اآلتية‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‬

‫إضافة شرط املوافقة ليس من اختصاص اجلمعية العامة غري العادية‬

‫رأى أصحاب هذا االتاه أنه إذا خل القانون األساسي للشركة من شرط املوافقة عند أتسيسها فليس‬
‫من حق اجلمعية العامة غري العادية أثناء حياة الشركة تعديل قانوهنا األساسي وإضافة شرط املوافقة إليه‪،‬كون‬

‫‪ 1‬اندية محيدة‪ ،‬حقوق املسامهني يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.90‬‬
‫‪ -‬أ‪.‬اندية محيدة‪ ،‬شرط املوافقة إلحالة األسهم يف شركة مسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.06-06‬‬
‫‪-‬الزهراء نواصرية‪ ،‬شرط اعتماد املتنامزل له عند التنامزل عن األسهم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.008-000‬‬
‫‪-‬د‪.‬الزهراء نواصرية‪ ،‬التنامزل عن األسهم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.821-889‬‬
‫‪ 2‬د‪ .‬محد هللا حممد محد هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪ -‬خدرجة بلعريب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.62‬‬
‫‪ -‬حممد فتاحي‪ ،‬تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري (دراسة مقارنة)‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.‬ص ‪.866-866‬‬
‫‪ -‬أ‪ .‬حممد فتاحي‪،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري (دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.891-829‬‬
‫‪ 3‬د‪ .‬محد هللا حممد محد هللا‪،‬نفس املرجع السابق ونفس الصفحة‪.‬‬
‫‪ -‬د‪.‬أبو مزيد رضوان‪،‬الشركات التجارية يف القانون املصري املقارن‪،‬مرجع سابق‪.668،‬‬

‫‪112‬‬
‫األول ‪ :‬متطلّبات تفعيل شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرط الموافقـ ـ ـ ـة ف ـ ـ ـ ـي شركـ ـ ـ ـ ـة المساهمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬
‫‪ 0202‬الباب الثّــاني‪ /‬الفصــل ّ‬

‫ذلك يزيد من التزامات املسامهني‪ ،1‬فضل على أن هذا املوقف يتطابق مع ما اتهت إليه إرادة املشرع اجلزائري‬
‫وبعض التشريعات املقارنة كالتشريع الفرنسي بدليل ما يستشف من الفقرة األوىل من نص املادة ‪ 456‬من‬
‫القانون التجاري اجلزائري‪ ،‬وما يستشف من الفقرة األوىل من نص املادة ‪ L225-96‬من القانون التجاري‬
‫الفرنسي‪ ،2‬على أن هذا احلكم ليس جديدا على املشرع الفرنسي فهو نفسه ما تضمنته الفقرة األوىل من نص‬
‫املادة ‪ 062‬من قانون الشركات لسنة ‪0944‬م‪ ،3‬وكذا ما تضمنته الفقرة األوىل من نص املادة ‪ 20‬من‬
‫القانون الفرنسي الصادر يف ‪ 86‬جويلية ‪0245‬م‪.4‬‬

‫واستند أصحاب هذا االتاه على فكرة مفادها أن املبدأ العام الذي حيكم تداول األسهم يف شركة‬
‫املسامهة يقضي حبرية املساهم يف تداول أسهمه‪ ،‬وأن إدخال شرط املوافقة ألول مرة يف القانون األساسي‬
‫للشركة أثناء حياهتا يعد استثناء على هذا املبدأ‪ ،‬وطالرجوع للقاعدة الفقهية املعروفة اليت تقضي"بعدم التوسع يف‬

‫‪ 1‬مسية فاطمة الزهراء بن غالية‪ ،‬حرية املساهم يف التنامزل عن األسهم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪-‬مسية فاطمة الزهراء بن غالية‪ ،‬احلقوق األساسية للمساهم ومبدأ احلرية التعاقدية يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.086‬‬
‫‪ -‬خدرجة بلعريب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.62‬‬
‫‪ -‬اندية محيدة‪ ،‬حقوق املسامهني يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.90‬‬
‫‪ -‬أمساء بن ويراد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.91‬‬
‫‪ -‬عل وجيه حممد علي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.65‬‬
‫‪ -‬فاطمة أمال حلوش‪ ،‬حق املساهم يف التصرف يف أسهمه يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.860‬‬
‫‪-‬حممد فتاحي‪ ،‬تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري (دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.866‬‬
‫‪ -‬أ‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري (دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.829‬‬
‫‪-‬أ‪.‬اندية محيدة‪ ،‬شرط املوافقة إلحالة األسهم يف شركة مسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.06‬‬
‫‪ -‬حممد عطا هللا الناجم املاضي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.40‬‬
‫‪ -‬د‪.‬علي حسن يونس‪ ،‬الشركات التجارية‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.266‬‬
‫‪2‬تنص الفقرة األوىل من املادة ‪ L225-96‬من القانون التجاري الفرنسي املعدلة مبوجب املادة ‪ 04‬من القانون رقم ‪ 566-8109‬املدرخ يف‬
‫‪8109/15/09‬م على اآليت‪:‬‬
‫‪« l’assemblée générale extraordinaire est seule habilitée à modifier les statuts dans toutes‬‬
‫‪leurs dispositions, toute clause contraire est réputée non écrite, elle ne peut, toutefois,‬‬
‫‪augmenter les engagements des actionnaires, sous réserve des opérations résultant d’un‬‬
‫» ‪regroupement d’actions régulièrement effectué‬‬
‫‪ 3‬تنص الفقرة األوىل من املادة ‪062‬من قانون الشركات الفرنسي لسنة ‪0944‬م املعدلة مبوجب املادة ‪ 86‬من القانون رقم ‪ 459- 96‬املدرخ يف‬
‫‪0996/12/12‬م‪( ،‬اجلريدة الرمسية الفرنسية الصادرة يف ‪0996/12/01‬م)‪ ،‬وامللغاة مبوجب املادة ‪ 16‬من األمر رقم ‪ 908-8111‬املدرخ يف‬
‫‪8111/19/02‬م‪( ،‬اجلريدة الرمسية الفرنسية الصادرة يف ‪8111/19/80‬م) على اآليت‪:‬‬
‫‪« l’assemblée générale extraordinaire [*compétence*] est seule habilitée à modifier les‬‬
‫‪statuts dans toutes leurs dispositions, toute clause contraire est réputée non écrite, elle ne‬‬
‫‪peut, toutefois, augmenter les engagements des actionnaires, sous réserve des opérations‬‬
‫» ‪résultant d’un regroupement d’actions régulièrement effectué‬‬
‫‪ 4‬د‪ .‬مسيحة القليويب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.524‬‬

‫‪113‬‬
‫األول ‪ :‬متطلّبات تفعيل شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرط الموافقـ ـ ـ ـة ف ـ ـ ـ ـي شركـ ـ ـ ـ ـة المساهمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬
‫‪ 0202‬الباب الثّــاني‪ /‬الفصــل ّ‬

‫االستثناء"‪ ،‬ومن مثة رجب تفسري النصوص اخلاصة هبذا الشرط تفسريا ضيقا‪ ،‬وطالتال ال رجومز للجمعية العامة‬
‫غري العادية إضافة هذا الشرط يف القانون األساسي للشركة أثناء حياهتا‪ ،1‬طاملا أن كل املشرعني الفرنسي‬
‫واجلزائري مل رجيزا هلا ذلك مبوجب نص صريح ال يدع جماال للشك‪.‬‬

‫أما القضاء الفرنسي فقد أخذ طاالتاه األول القاضي حبق اجلمعية العامة غري العادية يف إضافة شرط‬
‫املوافقة ألول مرة يف القانون األساسي للشركة أثناء حياهتا‪ ،‬ومناط ذلك أن االلتزامات اليت ال حيق هلا مزايدهتا‬
‫عند تعديل القانون األساسي للشركة هي االلتزامات املالية اليت تقع على عاتق املسامهني‪ ،‬وهو ما ال يتوفر عند‬
‫إضافة شرط املوافقة يف القانون األساسي للشركة بعد أتسيسها‪ ،‬ذلك أن هذا الشرط يهدف إىل تقييد حرية‬
‫املساهم يف التصرف يف أسهمه بشكل غري مطلق وإال كان طاطل لتعلق ذلك طالنظام العام كما رأينا من قبل‪.2‬‬

‫فضل عن ذلك‪ ،‬فقد دعم القضاء الفرنسي موقفه حبجة أخرى أساسها أن نص املادة ‪ 856‬من‬
‫قانون الشركات لسنة ‪0944‬م امللغاة‪ ،‬وكذا نص املادة ‪ L228-23‬من القانون التجاري الفرنسي الساري‬
‫املفعول جاءت نصوصهما عامة‪ ،‬إذ مل تفرق بني شرط املوافقة املدرج يف القانون األساسي للشركة عند‬
‫أتسيسها‪ ،‬وبني شرط املوافقة الذي ت إضافته ألول مرة يف القانون األساسي للشركة أثناء حياهتا من قبل‬
‫اجلمعية العامة غري العادية املختصة كأصل عام بتعديل القانون األساسي وفق ما تقتضيه مصلحة الشركة‪.3‬‬

‫هذا‪ ،‬ومل يسلم موقف القضاء الفرنسي من النقد على أساس أن قرار اجلمعية العامة غري العادية‬
‫القاضي إبضافة شرط املوافقة ألول مرة يف القانون األساسي للشركة أثناء حياهتا قد يتعرض للبطلن مىت شابه‬
‫تعسف يف استعمال احلق‪ ،‬أو كان الغرض منه منع تداول أسهم األقلية من املسامهني‪ ،‬أو عندما يرد هذا‬
‫الشرط بسيطا و جمردا‪ ،‬ما قد رجعل املساهم الراغب يف إحالة أسهمه حبيس أسهمه وأسريها‪.4‬‬

‫‪ 1‬د‪ .‬الياس انصيف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.659‬‬


‫‪ 2‬أ‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري (دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.891‬‬
‫‪ -‬حممد فتاحي‪ ،‬تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري(دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.866‬‬
‫‪ -‬مسي ة فاطمة الزهراء بن غالية‪ ،‬حرية املساهم يف التنامزل عن األسهم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪-‬مسية فاطمة الزهراء بن غالية‪ ،‬احلقوق األساسية للمساهم ومبدأ احلرية التعاقدية يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.086‬‬
‫‪ -‬أمساء بن ويراد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.91‬‬
‫‪- J. Hémard, F.Terré et P.Mabilat, les sociétés commerciales, tome III, Dalloz, Paris,1978, p385.‬‬
‫‪3‬د‪ .‬محد هللا حممد محد هللا‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.29‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬مسيحة القليويب‪،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.525‬‬
‫‪ 4‬مسية فاطمة الزهراء بن غالية‪ ،‬حرية املساهم يف التنامزل عن األسهم‪،‬نفس املرجع السابق ونفس الصفحة‪.‬‬
‫‪ -‬مسية فاطمة الزهراء بن غالية‪ ،‬احلقوق األساسية للمساهم ومبدأ احلرية التعاقدية يف شركة املسامهة‪ ،‬نفس املرجع السابق ونفس الصفحة‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫األول ‪ :‬متطلّبات تفعيل شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرط الموافقـ ـ ـ ـة ف ـ ـ ـ ـي شركـ ـ ـ ـ ـة المساهمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬
‫‪ 0202‬الباب الثّــاني‪ /‬الفصــل ّ‬

‫وعلى أية حال‪ ،‬وحىت مكن االحتجاج بشرط املوافقة يف شركة املسامهة اتاه الغري‪ ،‬سواء املدرج يف‬
‫القانون األساسي للشركة عند أتسيسها‪ ،‬أو املضاف يف قانوهنا األساسي ألول مرة أثناء حياهتا ال بد أن‬
‫يشهر يف النشرة الرمسية لإلعلانت القانونية القانون األساسي للشركة‪ ،‬سواء التأسيسي أو املعدل الحقا‪ ،‬طبقا‬
‫ألحكام نص املادة ‪ 662‬من القانون التجاري اجلزائري اليت جاء فيها‪":‬رجب أن تودع العقود التأسيسية‬
‫والعقود املعدلة للشركات التجارية لدى املركز الوطين للسجل التجاري‪ ،‬وتنشر حسب األوضاع اخلاصة بكل‬
‫شكل من أشكال الشركات وإال كانت طاطلة"‪ ،‬وأكدته املواد ‪ 08 ،00 ،01 ،9‬من املرسوم التنفيذي ‪-96‬‬
‫‪ 622‬املتعلقة إبجراءات اإلشهار اليت تقوم هبا شركة املسامهة عند بداية االكتتاب يف رأمساهلا‪ ،‬وخاصة ما‬
‫تضمنته الفقرة السادسة من نص املادة ‪ 01‬املذكورة أعله‪1‬اليت اشرتطت أن حيتوي اإلعلن املنصوص عليه يف‬
‫الفقرة الثالثة من نص املادة ‪9‬من نفس املرسوم على الشروط املوجودة يف القانون األساسي اليت تقيد التنامزل‬
‫احلر عن األسهم عند االقتضاء ومنها شرط املوافقة‪ ،2‬أما املشرع الفرنسي فقد اشرتط أن تودع العقود التأسيسية‬
‫للشركات املغلفة لدى كتابة ضبط احملكمة التجارية اليت يقع يف دائرة اختصاصها املقر االجتماعي للشركة‪.3‬‬

‫ترتيبا ملا تقدم مكن القول أن من بني الشروط الشكلية الواجب توافرها يف شرط املوافقة يف شركة‬
‫املسامهة حىت ينت كافة آناره على النحو الذي يقضي به القانون هو أن يكون منصوصا عليه يف قانوهنا‬
‫األساسي عند أتسيسها‪ ،‬فإن خل من ذلك جامز للجمعية العامة غري العادية إضافته ألول مرة أثناء حياة‬
‫الشركة طاملا أن قانوهنا األساسي يتضمن بندا رجيز هلا ذلك‪ ،‬فضل عن ذلك رجب أن يكون قانوهنا األساسي‬
‫املتضمن هذا الشرط‪ ،‬سواء التأسيسي أو املعدل الحقا‪ ،‬حمل شهر يف النشرة الرمسية لإلعلانت‬
‫القانونية(‪ ،)BOAL‬على أن تودع نسخة منه طاملركز الوطين للسجل التجاري أو أبحد فروعه حتت مسدولية‬
‫املدسسني أو القائمني طاإلدارة حسب احلالة‪.‬‬

‫ومع ذلك ال يصح أن يدرج شرط املوافقة يف الشركات ذات االكتتاب العام‪ ،‬أي اليت تلجأ للدخار‬
‫العلين ألن األمر فيه تناقض‪،‬كما رجب أن حيذف هذا الشرط مىت وجد يف القانون األساسي للشركة اليت ترغب‬
‫يف تقييد أسهمها يف بورصة القيم املنقولة‪.‬‬

‫‪ 1‬املادة ‪ 01‬من املرسوم التنفيذي ‪ 622-96‬املدرخ يف ‪0996/08/82‬م املتضمن تطبيق أحكام القانون التجاري املتعلقة بشركات املسامهة‬
‫والتجمعات‪.‬‬
‫‪ 2‬اندية محيدة‪ ،‬حقوق املسامهني يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.91‬‬
‫‪ -‬أ‪.‬اندية محيدة‪ ،‬شرط املوافقة لإلحالة األسهم يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.06‬‬
‫‪ 3‬املادة ‪ L225-2‬من القانون التجاري الفرنسي‪:‬‬
‫‪« Le projet de statuts est établi et signé par un ou plusieurs fondateurs qui déposent un‬‬
‫» ‪exemplaire au greffe du tribunal de commerce du lieu du siège social……..‬‬

‫‪115‬‬
‫األول ‪ :‬متطلّبات تفعيل شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرط الموافقـ ـ ـ ـة ف ـ ـ ـ ـي شركـ ـ ـ ـ ـة المساهمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬
‫‪ 0202‬الباب الثّــاني‪ /‬الفصــل ّ‬

‫ويف هذا الصدد مكن القول أن املشرع املصري قد أحسن ملا حظر مبوجب نص املادة ‪ 42‬من‬
‫اللئحة التنفيذية لقانون سوق رأس املال رقم ‪ 96‬لسنة ‪0998‬م وضع القيود االتفاقية بصفة عامة‪ ،‬ووضع‬
‫شرط املوافقة بصفة خاصة يف القوانني األساسية للشركات ذات االكتتاب العام‪ ،‬أو اليت تكون أسهمها مقيدة‬
‫يف البورصة‪ ،‬وهو ما يدخذ على املشرع اجلزائري‪.‬‬

‫وعلى العموم مكن القول أن إدراج شرط املوافقة يف نظام الشركة‪ ،‬سواء التأسيسي أو املضاف الحقا‪،‬‬
‫من شأنه أن يعزمز حجة الشركة اتاه املساهم الراغب يف إحالة أسهمه إىل الغري‪ ،‬فاملساهم هنا يكون على بينة‬
‫من أمره قبل أن يقبل على االنضمام هلذه الشركة‪ ،‬فله أن يوافق على هذا الشرط أو يرفضه‪ ،‬وكذلك الغري‬
‫حسن النية الذي ينوي االنضمام إىل هذه الشركة عن طريق شراء أسهم املساهم الراغب يف إحالة أسهمه‪ ،‬ومع‬
‫ذلك فإدراج شرط املوافقة يف القانون األساسي للشركة وحده ال يكفي لتفعيله على النحو الصحيح‪ ،‬بل‬
‫يستلزم إىل جانب ذلك أن تكون األسهم حمل اإلحالة أسهما امسية‪ ،‬وهذا ما سنتطرق إليه يف الفرع اآليت‪.‬‬

‫الفرع الثاين‬

‫األسهم حمل اإلحالة أسهم امسية‬

‫من الثابت قانوان أن األسهم من حيث الشكل تنقسم إىل أسهم امسية وأسهم حلاملها وأسهم‬
‫لألمر‪ ،1‬إال أن تفعيل شرط املوافقة يف شركة املسامهة على النحو الصحيح‪ ،‬وحىت ينت كافة آناره يستلزم أن‬
‫تكتسي األسهم حمل اإلحالة الشكل االمسي‪ ،‬سواء مبوجب القانون أو مبوجب القانون األساسي للشركة‪ ،‬وهذا‬
‫ما أكدته الفقرة الثانية من نص املادة ‪ 506‬مكرر ‪ 66‬من القانون التجاري اجلزائري اليت جاء فيها‪":‬وال مكن‬
‫النص على هذا الشرط إال إذا اكتست هذه األسهم بصفة استثنائية الشكل االمسي مبوجب القانون أو القانون‬
‫األساسي"‪.2‬‬

‫‪ 1‬د‪ .‬اندية فضيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.095‬‬


‫‪ -‬أ‪ .‬عبد القادر البقريات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.029‬‬
‫‪ 2‬أ‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري (دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.890‬‬
‫‪ -‬اندية مطلوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.000‬‬
‫‪ -‬وداد بن بعيبش‪،‬تداول األسهم والتصرف فيها يف شركات األموال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.005‬‬
‫‪ -‬أ‪ .‬ديدن بوعزة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.16‬‬
‫‪ -‬ال زهراء نواصرية‪ ،‬شرط اعتماد املتنامزل له عند التنامزل عن األسهم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.000‬‬
‫‪ -‬اندية محيدة‪ ،‬حقوق املسامهني يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.98‬‬
‫‪ -‬أ‪.‬اندية محيدة‪،‬شرط املوافقة إلحالة األسهم يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.04‬‬
‫‪-‬د‪.‬الزهراء نواصرية‪،‬التنامزل عن األسهم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص‪.882-885‬‬

‫‪116‬‬
‫األول ‪ :‬متطلّبات تفعيل شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرط الموافقـ ـ ـ ـة ف ـ ـ ـ ـي شركـ ـ ـ ـ ـة المساهمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬
‫‪ 0202‬الباب الثّــاني‪ /‬الفصــل ّ‬

‫وطاستقراء وتحيص نص الفقرة املذكورة أعله اتضح لنا أن املشرع اجلزائري قد أخطأ يف الرتمجة‪ ،‬حيث‬
‫استعمل عبارة"بصفة استثنائية"كرتمجة للفظ » ‪ « exclusivement‬الوارد يف نص املادة طاللغة الفرنسية‪،‬‬
‫والصحيح حىت من الناحية اللغوية هي "بصفة خاصة"‪ ،‬لذا يتعني على املشرع تدارك هذا اخلطأ‪.‬‬

‫كذلك اتضح لنا أن املشرع اجلزائري أضاف هذا الشرط ضمن الشروط الشكلية الواجب توافرها‬
‫لتفعيل شرط املوافقة يف شركة املسامهة على النحو الصحيح بعدما عدل القانون التجاري مبوجب املرسوم‬
‫التشريعي ‪ 12-92‬املدرخ يف ‪0992/16/86‬م املعدل واملتمم للقانون التجاري‪ ،‬فاملادة ‪ 514‬الواردة يف ظل‬
‫األمر ‪ 69-56‬اليت تقابل املادة ‪ 506‬مكرر ‪ 66‬الواردة يف هذا املرسوم جاءت خالية من هذا الشرط‪.1‬‬

‫ويستفاد كذلك من نص الفقرة املذكورة أعله أن شرط املوافقة يف شركة املسامهة ال مكن تفعيله إال‬
‫إذا اكتست األسهم حمل اإلحالة بصفة خاصة الشكل االمسي‪ ،‬سواء مبوجب القانون أو مبوجب القانون‬
‫األساسي للشركة‪ ،‬لذا ومبفهوم املخالفة فهذا الشرط غري جمد اتاه األسهم للحامل اليت تنتقل ملكيتها بطريق‬
‫التسليم‪ ،‬أي من يد إىل يد حبيث يتعذر معرفة صاحبها‪ ،‬وهذا ما أكدته الفقرة األوىل من نص املادة ‪506‬‬
‫مكرر ‪ 22‬من القانون التجاري اجلزائري اليت جاء فيها‪":‬حيول السند للحامل عن طريق جمرد تسليم‪ ،‬أو بواسطة‬
‫قيد يف احلساطات"‪ ،‬ومن مثة مكن القول أن السهم للحامل يعتب من قبيل املنقوالت املادية اليت يسري يف‬
‫شأهنا قاعدة احليامزة يف املنقول سند امللكية‪ ،‬واليت يصعب مراقبة حتركاهتا إن مل نقل استحالتها‪ ،‬ولعل هذا ما‬
‫جعلها غري خاضعة هلذا الشرط‪ ،‬أي لشرط املوافقة‪.2‬‬

‫وعلى خلف ذلك تكتسي األسهم اليت تصدرها الشركة يف بعض احلاالت الشكل االمسي بقوة‬
‫القانون‪،‬كاألسهم النقدية غري احملررة طالكامل‪ ،3‬وأسهم الضمان اليت رجب أن حيومزها أعضاء جملس اإلدارة‪ ،4‬أو‬

‫‪1‬أمساء بن ويراد‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.91‬‬


‫‪-‬اندية محيدة‪ ،‬حقوق املسامهني يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.98‬‬
‫‪ 2‬أ‪ .‬ديدن بوعزة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.16‬‬
‫‪ -‬خدرجة بلعريب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.64‬‬
‫‪ -‬اندية مطلوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.008‬‬
‫‪ -‬الزهراء نواصرية‪ ،‬شرط اعتماد املتنامزل له عند التنامزل عن األسهم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.000‬‬
‫‪ -‬د‪.‬الزهراء نواصرية‪،‬التنامزل عن األسهم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.882‬‬
‫‪ -‬أ‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري (دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.892‬‬
‫‪ -‬محد هللا حممد محد هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.92‬‬
‫‪ 3‬املادة ‪ 506‬مكرر ‪ 68‬من ق‪.‬ت‪.‬ج‪" :‬يكون السهم النقدي امسيا إىل أن يسدد كامل"‪.‬‬
‫‪ 4‬املادة ‪ 0/409‬من ق‪.‬ت‪.‬ج‪ ":‬رجب على جملس اإلدارة أن يكون مالكا لعدد من األسهم مثل على األقل ‪ %81‬من رأس مال الشركة‪ ،‬وحيدد‬
‫القانون األساسي العدد األدىن من األسهم اليت حيومزها كل قائم طاإلدارة‪".‬‬

‫‪117‬‬
‫األول ‪ :‬متطلّبات تفعيل شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرط الموافقـ ـ ـ ـة ف ـ ـ ـ ـي شركـ ـ ـ ـ ـة المساهمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬
‫‪ 0202‬الباب الثّــاني‪ /‬الفصــل ّ‬

‫أعضاء جملس املراقبة حسب احلالة خلل مدة عضويتهم‪ ،1‬إىل جانب األسهم املمتامزة اليت تتمتع حبق تصويت‬
‫يفوق عدد األسهم اليت حبومزهتا‪ ،2‬أو اليت تتمتع طامتيامز األولوية يف االكتتاب ألسهم أو سندات استحقاق‬
‫جديدة‪ ،‬فضل عن ذلك فالقانون األساسي للشركة له احلرية يف فرض الشكل االمسي على بعض أسهم الشركة‬
‫أو مجيعها‪ ،‬وهذا ما أكدته الفقرة الثانية من نص املادة ‪ 506‬مكرر ‪ 26‬من القانون التجاري اجلزائري اليت‬
‫جاء فيها‪":‬ومكن أن يفرض الشكل االمسي للقيم املنقولة عن طريق أحكام قانونية أو أحكام القانون‬
‫األساسي"‪.3‬‬

‫هذا‪ ،‬وقد اختلف الفقه اجلزائري بشأن مسألة تفعيل شرط املوافقة يف الشركات اليت تكون أسهمها‬
‫مسعرة يف بورصة القيم املنقولة بني من يعارض وبني من يديد‪ ،‬حبجة أنه ال يتماشى مع طبيعة عمليات التداول‬
‫الواردة على هذه األسهم يف البورصة من جهة اليت تتامز طالسرعة‪ ،‬ومن جهة أخرى قد يساعدها يف الدفاع عن‬
‫نفسها ضد العروض اليت هتددها‪،‬كالعروض العلنية للشراء (‪(offres publiques d’achat- OPA-‬اليت‬
‫تقرتح فيها الشركة اليت يطلق عليها اسم املهامجة )‪ (Attaquante‬على املسامهني يف شركة أخرى تسمى‬
‫اهلدف)‪ (la cible‬شراء أسهمهم بسعر مغري يفوق سعر البورصة بقصد االستحواذ والسيطرة على شركتهم‪،‬‬
‫أو يف حالة العروض العلنية للمبادلة )‪ (offres publiques d’échange- OPE-‬اليت تقوم فيها الشركة‬
‫املهامجة طاإلعلن عن نيتها يف مبادلة السندات اخلاصة هبا بسندات شركة أخرى‪ ،‬وللتذكري فهذه التقنيات‬
‫قانونية وللتصدي هلا البد من تفعيل شرط املوافقة‪.4‬‬

‫وقد أحسن املشرع املصري حني استبعد صراحة الشركات اليت تكون أسهمها مقيدة يف البورصة من‬
‫اخلضوع لشرط املوافقة‪ ،‬ومل يكتف عند هذا احلد بل أمر حبذفه من قانوهنا األساسي مىت رغبت يف االنضمام‬
‫إىل البورصة بدليل ما تضمنته املادة ‪ 42‬من اللئحة التنفيذية لقانون سوق رأس املال رقم ‪ 96‬لسنة ‪0998‬م‪،‬‬
‫وهذا ما استقر عليه موقف املشرع الفرنسي هو اآلخر بعد إلغائه للمادة ‪ 854‬من قانون الشركات لسنة‬

‫‪ 1‬املادة ‪ 469‬من ق‪.‬ت‪.‬ج‪ ":‬رجب على أعضاء جملس املراقبة أن حيومزوا أسهم الضماانت اخلاصة بتسيريهم حسب الشروط املنصوص عليها يف‬
‫املادة ‪."409‬‬
‫‪-‬د‪.‬اندية فضيل‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.‬ص‪.849-842‬‬
‫‪ 2‬املادة ‪ 506‬مكرر ‪ 66‬من ت‪.‬ت‪.‬ج‪.‬‬
‫‪3‬الزهراء نواصرية‪ ،‬شرط اعتماد املتنامزل له عند التنامزل عن األسهم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.000‬‬
‫‪ -‬د‪.‬الزهراء نواصرية‪،‬التنامزل عن األسهم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.882‬‬
‫‪ -‬خدرجة بلعريب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.64‬‬
‫‪ 4‬الطيب بلولة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.841-869‬‬
‫‪ -‬أ‪ .‬ديدن بوعزة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.14-16‬‬
‫‪T. Belloula, op-cit, p 175.‬‬

‫‪118‬‬
‫األول ‪ :‬متطلّبات تفعيل شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرط الموافقـ ـ ـ ـة ف ـ ـ ـ ـي شركـ ـ ـ ـ ـة المساهمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬
‫‪ 0202‬الباب الثّــاني‪ /‬الفصــل ّ‬

‫‪0944‬م‪ ،1‬وكذا إلغائه للمادة ‪ L228-25‬من القانون التجاري الساري املفعول‪ ،2‬وقد جاء ذلك تكريسا‬
‫النشغاالت جلنة عمليات البورصة اليت أظهرت معارضتها ملثل هذا الشرط‪.3‬‬

‫ومع ذلك مل ينص املشرع املصري على الشرط الذي يقضي أبن تكون األسهم حمل اإلحالة أسهما‬
‫امسية على غرار ما استقر عليه نظرياه اجلزائري والفرنسي‪ ،‬وما يسوغ موقف املشرع املصري هو أن الشكل‬
‫الوحيد الذي كان يسمح به هو الشكل االمسي لألسهم‪ ،4‬بيد أنه إبدخال نظام األسهم حلاملها مبقتضى املادة‬
‫األوىل من قانون سوق رأس املال رقم ‪ 96‬لسنة ‪0998‬م أصبحت شركة املسامهة تصدر أسهما للحامل إىل‬
‫جانب األسهم االمسية يف آن واحد ويف نفس الشركة‪ ،5‬ما أنار التساؤل حيال مسألة خضوع أي نوع من‬
‫األسهم دون آخر الصادر عن نفس الشركة لشرط املوافقة‪ ،‬هل هي األسهم االمسية أم األسهم للحامل؟‬
‫فاستقر الرأي عند غالبية الفقهاء املصريني على خضوع األسهم االمسية دون سواها لشرط املوافقة الستحالة‬
‫مراقبة اإلحالة اليت يكون حملها أسهما للحامل‪ ،‬فضل عن ذلك فشركة املسامهة حينما تصدر أسهما حلاملها‬

‫‪1‬ألغى املشرع الفرنسي املادة ‪ 854‬من قانون الشركات لسنة ‪0944‬م مبوجب املادة ‪ 16‬من األمر رقم ‪ 908-8111‬املدرخ يف‬
‫‪8111/19/02‬م (اجلريدة الرمسية الفرنسية الصادرة يف ‪8111/19/80‬م)‬
‫‪2‬ألغى املشرع الفرنسي املادة ‪ L228-25‬من القانون التجاري مبوجب املادة ‪ 60‬من األمر رقم ‪ 416-8116‬املدرخ يف ‪8116/14/86‬م‬
‫(اجلريدة الرمسية الفرنسية الصادرة يف ‪8116/14/84‬م)‪.‬‬
‫‪3‬أ‪ .‬ديدن بوعزة‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪-J. Delga ,le droit des sociétés, éditions DALLOZ ,Paris,1998,p261.‬‬
‫‪-Y. Guyon, la société anonyme, éditions DALLOZ ,Paris,1994,p.p38-39.‬‬
‫‪-Y. Guyon , les sociétés, aménagement statutaires et conventions entre associe,‬‬
‫‪op.cit,p166.‬‬
‫‪ 4‬الفقرة األوىل من نص املادة ‪ 20‬من قانون الشركات املصري رقم ‪ 069‬لسنة ‪0920‬م اليت جاء فيها‪" :‬يقسم رأس مال الشركة إىل أسهم امسية‬
‫متساوية القيمة‪ ،‬وحيدد النظام القيمة االمسية للسهم حبيث ال تقل عن جنيه‪ ،‬وال تزيد على ألف جنيه أو ما يعادهلا طالعملت احلرة‪ ،‬ويلغى كل نص‬
‫خيالف ذلك يف أي قانون آخر"‪ .‬وأكدت ذلك املادة ‪ 009‬من الئحته التنفيذية اليت جاء فيها "األوراق املالية اليت تصدرها الشركة هي األسهم‬
‫وحصص التأسيس وحصص األرطاح والسندات‪ ،‬ورجب أن تكون األوراق املشار إليها مجيعا امسية"‬
‫‪-‬د‪ .‬محد هللا حممد محد هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.90‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬عبد األول عابدين حممد بسيوين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.851‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬مسيحة القليويب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.512‬‬
‫‪ -‬أ‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري (دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.890‬‬
‫‪-‬هذا وتدر اإلشارة إىل أن الشكل االمسي هو الشكل الوحيد املسموح به يف التشريع الكوييت (املادة ‪ 010‬من قانون الشركات الكوييت قبل‬
‫تعديله)‪ ،‬والبحريين والقطري واإلمارايت والتشريع العماين والتونسي‪.‬‬
‫‪ 5‬د‪ .‬عبد األول عابدين حممد بسيوين‪،‬نفس املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.850‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬مسيحة القليويب‪،‬نفس املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.516‬‬
‫‪ -‬أ‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.898-890‬‬
‫‪ -‬حممد فتاحي‪ ،‬تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري (دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.864‬‬

‫‪119‬‬
‫األول ‪ :‬متطلّبات تفعيل شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرط الموافقـ ـ ـ ـة ف ـ ـ ـ ـي شركـ ـ ـ ـ ـة المساهمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬
‫‪ 0202‬الباب الثّــاني‪ /‬الفصــل ّ‬

‫تكون نسبتها من رأمسال الشركة قليلة مقارنة بنسبة األسهم االمسية حىت ال يصبح مالكو األسهم للحامل‬
‫أغلبية‪ ،‬ما قد يشكل خطرا على سياسات الشركة وتوجهاهتا‪.1‬‬

‫ويف هذا الصدد من األمهية مبكان أن نشري إىل أن األسهم حلاملها تتضمن مجيع بياانت األسهم‬
‫االمسية فيما عدا أمساء املسامهني‪ ،‬أما خبصوص نسبتها من رأمسال الشركة فتختلف من تشريع آلخر‪ ،‬فمثل‬
‫املشرع املصري يف الفقرة الثانية من نص املادة األوىل من قانون سوق رأس مال رقم ‪ 96‬لسنة ‪0998‬م‬
‫حددها أبن ال تتجاومز ‪ %86‬من إمجال عدد أسهم الشركة‪ ،‬وبشرط أن يكون الوفاء بقيمتها عند االكتتاب‬
‫كامل ونقدا‪.2‬‬

‫بيد أن املشرع املصري مل يستقر على هذا التوجه ألمد بعيد‪ ،‬فشركات املسامهة وشركات التوصية‬
‫طاألسهم اليت كان مسموحا هلا إصدار أسهم حلاملها يف احلدود ووفق الشروط واإلجراءات اليت بينتها اللئحة‬
‫التنفيذية سحبت منها هذه الرخصة بصدور القانون رقم ‪ 05‬لسنة ‪8102‬م املعدل واملتمم ألحكام قانون‬
‫رأس مال رقم ‪ 96‬لسنة ‪0998‬م الذي ألغى مبوجبه املشرع املصري من جديد هذا النوع من األسهم‪.3‬‬

‫وعلى أية حال مهما كان موقف املشرع املصري حيال هذه املسألة‪ ،‬فليس لشرط املوافقة يف شركة‬
‫املسامهة أي فعالية أو دور مىت كانت األسهم حمل اإلحالة أسهما حلاملها اليت يتم تداوهلا طالتسليم واملناولة من‬
‫يد إىل يد أخرى‪ ،‬ومن دون أي تدخل من الشركة إذ يعد حائزها مالكا هلا‪ ،‬وما يفسر ذلك أن احلق الثابت‬
‫يف السهم يندم يف الصك ذاته‪ ،‬فتعتب حيامزته دليل على ملكيته ما رجعل مهمة الرقابة على تداول هذا النوع‬
‫من األسهم يف حكم املستحيل‪ ،‬وللتصدي لذلك أقر الفقه والقضاء يف مصر وفرنسا بصحة االتفاقات اليت تتم‬
‫فيما بني بعض املسامهني اليت تقضي بتجميد األسهم حلاملها(‪.4 )blocage d’actions aux porteurs‬‬

‫‪1‬د‪ .‬محد هللا حممد محد هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.98‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬عبد األول عابدين حممد بسيوين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.850‬‬
‫‪ 2‬تنص املادة ‪ 10‬من قانون سوق رأس املال املصري رقم ‪ 96‬لسنة ‪0998‬م على اآليت‪ " :‬رجومز أن ينص نظام الشركة على إصدار أسهم حلاملها‬
‫مبا ال رجاومز ‪ % 86‬من إمجال عدد أسهم الشركة منسوبة إىل مجيع اإلصدارات‪ ،‬ورجب أن يتم الوفاء بكامل قيمتها نقدا"‪.‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬مسيحة القليويب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.516‬‬
‫‪ 3‬د‪ .‬مسيحة القليويب‪،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.516‬‬
‫‪ -‬وتدر اإلشارة إىل أن قانون الشركات املصري رقم ‪ 84‬لسنة ‪0966‬م امللغى قد أجامز للشركة إصدار األسهم حلاملها إىل غاية‬
‫صدور القانون رقم ‪ 000‬لسنة ‪ 0940‬امللغى كذلك الذي ألغى بدوره هذا النوع من األسهم‪ ،‬وذلك تاشيا مع متطلبات النظام االشرتاكي القائم‬
‫آنذاك يف مصر الذي كان يهدف إىل السيطرة والتحكم يف مدى ملكية األجانب لكبى شركات املسامهة والبنوك املصرية‪ ،‬على أنه بصدور قانون‬
‫سوق رأس املال رقم ‪ 96‬لسنة ‪0998‬م الذي أجامز للشركات إصدار أسهم حلاملها إىل غاية صدور القانون رقم ‪ 05‬لسنة ‪8102‬م املعدل واملتمم‬
‫ألحكام هذا األخري الذي عاد إىل إلغائها من جديد‪.‬‬
‫‪4‬د‪ .‬محد هللا حممد محد هللا‪،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص‪.‬ص‪.96-92‬‬

‫‪120‬‬
‫األول ‪ :‬متطلّبات تفعيل شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرط الموافقـ ـ ـ ـة ف ـ ـ ـ ـي شركـ ـ ـ ـ ـة المساهمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬
‫‪ 0202‬الباب الثّــاني‪ /‬الفصــل ّ‬

‫أما املشرع الفرنسي فقد َخطَا درب نظريه اجلزائري حيث كرس هذا الشرط مبوجب نص قانوين صريح‬
‫ال يدع جماال للتأويل‪ ،‬بدليل ما تضمنته الفقرة الثانية من نص املادة ‪ 856‬من قانون الشركات لسنة ‪0944‬‬
‫امللغاة‪ ،‬وما تضمنته الفقرة الثانية من نص املادة ‪L228-23‬من القانون التجاري الساري املفعول‪ ،1‬إذ أكد‬
‫يف كل الفقرتني على ضرورة أن تكون األسهم حمل اإلحالة أسهما امسية‪ ،‬سواء مبوجب القانون أو مبوجب‬
‫القانون األساسي للشركة‪.‬‬

‫كما فرض الشكل االمسي على أسهم القاصر غري املرشد حفاظا على ذمته املالية‪ ،2‬وعلى األسهم‬
‫املشرتاة من قبل الشركة حلساهبا اخلاص‪ ،‬سواء كان بغرض تنظيم سعرها أو بغرض تومزيعها على عماهلا‪ ،3‬فضل‬
‫عن ذلك أقر أبن السهم النقدي يكون امسيا إىل أن يسدد كامل‪ ،4‬ومل يكتف املشرع الفرنسي عند هذا احلد‪،‬‬
‫بل أقر صراحة أبن شرط املوافقة يشمل كل القيم املنقولة اليت ختول حق الدخول إىل رأمسال الشركة‪ ،‬سواء‬
‫كانت أسهمها عادية أو متامزة أو أي سند مال آخر‪ ،5‬وهبذا يكون املشرع الفرنسي قد وسع من نطاق تفعيل‬
‫شرط املوافقة‪ ،‬وهو ما مل يقره املشرع اجلزائري‪.6‬‬

‫‪1‬تنص الفقرة الثانية من نص املادة‪856‬من قانون الشركات الفرنسي رقم ‪ 625-44‬املعدلة مبوجب املادة ‪ 21‬من القانون رقم ‪ 664-92‬املدرخ‬
‫يف‪0992/15/18‬م (‪ )JORF/03/07/1998‬وامللغاة مبوجب املادة ‪ 16‬من األمر رقم ‪ 908-8111‬املدرخ يف‬
‫‪8111/19/02‬م(‪ )JORF/21/09/2000‬على اآليت ‪:‬‬
‫‪« Une telle clause ne peut être stipulée que si les actions revêtent exclusivement la forme‬‬
‫‪nominative en vertu de la loi ou des statuts ».‬‬
‫وتنص الفقرة الثانية من نص املادة ‪ L228-23‬من القانون التجاري الفرنسي املعدلة مبوجب املادة‪ 15‬من األمر رقم ‪ 21-8119‬املدرخ يف‬
‫‪8119/10/88‬م على اآليت ‪:‬‬
‫‪« Une clause d’agrément ne peut être stipulée que si les titres sont nominatifs en vertu de la‬‬
‫‪loi ou des statuts ».‬‬
‫‪2‬الفقرة األوىل من نص املادة ‪ L225-109‬املعدلة مبوجب املادة ‪ 05‬من القانون رقم ‪ 225-8108‬املدرخ يف ‪8108/12/88‬م‪.‬‬
‫‪R.Houin,R. Rodiére et D.Legeais, sociétés commerciales, Sirey, T.01 8 émé éd, 1988, p 262.‬‬
‫‪ 3‬الفقرة األوىل من نص املادة ‪ L225-210‬املعدلة مبوجب املادة ‪ 10‬من األمر رقم ‪ 016-8119‬املدرخ يف ‪8119/10/21‬م‪.‬‬
‫‪ 4‬تنص الفقرة األوىل من نص املادة ‪ L228-9‬املعدلة مبوجب املادة ‪ 05‬من القانون رقم ‪ 225-8108‬املدرخ يف ‪8108/12/88‬م على‬
‫اآليت‪:‬‬
‫» ‪« L’action de numéraire est nominative jusqu’à son entière libération‬‬
‫‪ -‬تدر اإلشارة إىل أن نص هذه الفقرة يقابل نص املادة ‪506‬مكرر‪68‬من القانون التجاري اجلزائري اليت جاء فيها ‪:‬‬
‫"يكون السهم النقدي امسيا إىل أن يسدد كامل "‬
‫‪ 5‬الفقرة األوىل من نص املادة ‪ L228-23‬من القانون التجاري الفرنسي املعدلة مبوجب املادة ‪ 15‬من األمر رقم ‪ 21-8119‬املدرخ يف‬
‫‪8119/10/88‬م‪.‬‬
‫‪ 6‬أ‪ .‬اندية محيدة‪ ،‬شرط املوافقة إلحالة األسهم يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.09-02‬‬
‫‪ -‬خدرجة بلعريب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.66‬‬
‫‪ -‬د‪.‬الزهراء نواصرية‪،‬التنامزل عن األسهم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.889‬‬

‫‪121‬‬
‫األول ‪ :‬متطلّبات تفعيل شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرط الموافقـ ـ ـ ـة ف ـ ـ ـ ـي شركـ ـ ـ ـ ـة المساهمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬
‫‪ 0202‬الباب الثّــاني‪ /‬الفصــل ّ‬

‫ومن جهة أخرى رأى الفقه الفرنسي هو اآلخر أن شرط املوافقة يطبق على كل سندات رأس املال مبا‬
‫فيها تلك اليت ختول حق الدخول إىل رأمسال الشركة يف املستقبل‪ ،‬ومناط ذلك أن هذه القيم املنقولة من شأهنا‬
‫أن تتحول إىل أسهم‪ ،‬ومن مثة يتعني مراقبة انتقاهلا للحيلولة وملنع دخول أشخاص غري مرغوب فيهم إىل الشركة‬
‫عن طريقها‪ ،‬ومن بني هذه القيم سندات الدين اليت يتم تسديد قيمتها يف شكل أسهم‪ ،‬وسندات الدين القابلة‬
‫للتحول إىل أسهم‪ ،‬واألسهم امللحقة حبق األولوية يف االكتتاب‪ ،‬والشهادات اليت ختول صاحبها احلق يف‬
‫التصويت وشهادات االستثمار اليت يشكل اندماجهما سهما بقوة القانون‪ ،1‬طبقا ألحكام الفقرة السادسة من‬
‫نص املادة ‪L228-30‬من القانون التجاري الفرنسي اليت نصت على أنه يعاد تكوين السهم بقوة القانون بني‬
‫يدي حامل شهادات االستثمار وشهادات احلق يف التصويت‪.2‬‬

‫واللفت يف هذا املوضوع هو أن املشرع اجلزائري على غرار نظرييه الفرنسي واملصري مل يتعرض ملصري‬
‫األسهم حمل اإلحالة ملا يكون شرط املوافقة منصوصا عليه يف القانون األساسي للشركة‪ ،‬وتكون هذه األسهم‬
‫غري جمسدة يف شكل مادي أي يف صورة قيود حسابية‪ ،‬خاصة وأن القانون أقر صراحة هلذا النوع من الشركات‬
‫حبرية االختيار يف أن تصدر أسهم غري جمسدة يف شكل مادي أي يف صورة قيود حسابية بدليل ما أكدته‬
‫الفقرة األوىل من نص املادة ‪ 506‬مكرر ‪ 25‬من القانون التجاري اجلزائري اليت جاء فيها‪":‬مكن أن تكتسي‬
‫القيم الصادرة طاجلزائر‪ ،‬إما شكل ماداي بتسليم سند‪ ،‬أو تكون موضوع تسجيل يف احلساب"‪ ،‬وهذا النه‬
‫كرسه املشرع الفرنسي مبوجب القانون رقم ‪ 0041/20‬املدرخ يف ‪ 0920/08/21‬املتضمن قانون املالية‬
‫الفرنسي لسنة ‪0928‬م(‪ ،) JORF/31-12-1981‬وكرسه املشرع املصري هو اآلخر مبوجب القانون رقم‬
‫‪ 92‬لسنة ‪ 8111‬املدرخ يف ‪8111/16/02‬م املتعلق إبصدار قانون اإليداع والقيد املركزي لألوراق املالية‪.3‬‬

‫‪ 1‬د‪.‬الزهراء نواصرية‪،‬التنامزل عن األسهم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.889- 882‬‬


‫‪ -‬اندية مطلوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.000‬‬
‫‪ -‬الزهراء نواصرية‪،‬شرط اعتماد املتنامزل له عند التنامزل عن األسهم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.000‬‬
‫‪ 2‬الفقرة السادسة من نص املادة ‪ L228-30‬من القانون التجاري الفرنسي املعدلة مبوجب نص املادة ‪26‬من األمر رقم ‪ 416-8116‬املدرخ يف‬
‫‪8116/14/86‬م (‪ ،)JORF/26/06/2004‬واملعدلة مبوجب نص املادة ‪ 24‬من األمر رقم ‪ 416-8116‬املدرخ يف ‪8116/14/86‬م‬
‫(‪.)JORF/26/06/2004‬‬
‫‪«….... L’action est également reconstituée de plein droit entre les mains du porteur d’un‬‬
‫» ‪certificat d’investissement et d’un certificat de droit de vote……………..‬‬
‫‪ -‬وللتذكري فهذه الفقرة تقابلها الفقرة الثانية من نص املادة ‪ 506‬مكرر ‪ 45‬من القانون التجاري اجلزائري‪.‬‬
‫‪ 3‬أ‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري (دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.065‬‬
‫‪ -‬فتيحة بن عزومز‪ ،‬دور جلنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة يف محاية املساهم يف شركة املسامهة‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.059‬‬
‫‪ -‬د‪.‬مسيحة القليويب‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.‬ص‪.529-522‬‬

‫‪122‬‬
‫األول ‪ :‬متطلّبات تفعيل شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرط الموافقـ ـ ـ ـة ف ـ ـ ـ ـي شركـ ـ ـ ـ ـة المساهمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬
‫‪ 0202‬الباب الثّــاني‪ /‬الفصــل ّ‬

‫على ضوء ذلك مكن القول أن تبين اجلزائر لنظام اقتصاد السوق‪ ،‬وإنشاءَها لبورصة القيم املنقولة وما‬
‫صاحب ذلك من تعديلت جعلها ملزمة طالبحث عن طرق حديثة لتداول القيم املنقولة تكون أكثر فعالية‪،‬‬
‫منها تقنية احلساب اجلاري اليت تسمح بتداول وحتويل ملكية األوراق املالية من حساب إىل حساب آخر‪،‬‬
‫سواء كانت يف شكل أسهم امسية أو حلاملها‪.1‬‬

‫فمىت كانت األسهم امسية فالشركة املصدرة هلا هي املختصة مبسك هذا احلساب ما مل توكل إدارته‬
‫ألحد الوسطاء املاليني املعتمدين يف البورصة‪ ،‬أما إذا كانت األسهم حلاملها فالوسيط املال املدهل هو املختص‬
‫مبسك احلساب‪ ،‬وهذا ما أكدته الفقرة الثانية من نص املادة ‪ 506‬مكرر ‪ 25‬من القانون التجاري اجلزائري‬
‫اليت جاء فيها‪":‬تسك الشركة املصدرة احلساب عندما تكتسي القيم الصادرة الشكل االمسي‪ ،‬أو عن طريق‬
‫وسيط مدهل عندما تكتسي قيم حلاملها"‪ ،‬وأكدته املادة ‪ 81‬من نظام جلنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها‬
‫رقم ‪ 10-12‬املدرخ يف ‪8112/12/02‬م املتعلق طالنظام العام للمدتن املركزي على السندات‪.2‬‬

‫أما املدتن املركزي على السندات فقد خوله املشرع اجلزائري مهمة القيد املركزي للقيم املنقولة‪ ،‬فضل‬
‫عن اختصاصات وصلحيات أخرى‪ ،‬منها متابعته حلركة السندات وانتقاهلا من حساب آلخر‪ ،‬وتسيريه لنظام‬
‫تسوية السندات اليت كانت موضوع عمليات بني الوسطاء املدهلني وتسليمها‪ ،‬وهذا ما أكدته املادة ‪ 26‬من‬
‫نظام اللجنة رقم ‪ 10-12‬املذكور أعله‪.3‬‬

‫هذا‪ ،‬ويتم تداول األسهم االمسية اجملسدة يف شكل قيود حسابية إبصدار أمر يتضمن حتويل هذه‬
‫األسهم من حساب إىل حساب آخر‪ ،‬أي من حساب املساهم الراغب يف إحالتها إىل حساب احملال إليه‪،‬‬
‫على أن يصدر إما من املساهم احمليل مباشرة عن طريق الوسيط املعتمد الذي خيتاره‪ ،4‬أو تلقائيا من نظام‬
‫تسوية السندات وتسليمها الذي يسريه املدتن املركزي حسب الشروط املبينة يف الباب الثالث من نظام اللجنة‬
‫رقم ‪ 10-12‬املذكور أعله‪ ،‬وإما من املدتن املركزي يف إطار معاجلته للعمليات الواردة على السندات عندما‬
‫تطلب الشركة منه ذلك‪ ،5‬بشرط أن يبلغ الوسيط املكلف بعملية حتويل األسهم اجملسدة يف شكل قيود حسابية‬
‫من حساب املساهم احمليل إىل حساب احملال إليه‪ ،‬وإعلم الشركة بكافة البياانت واملعلومات املتعلقة طاملساهم‬

‫‪ 1‬فتيحة بن عزومز‪ ،‬دور جلنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة يف محاية املساهم يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.059‬‬
‫‪ 2‬أ‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري (دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.050‬‬
‫‪3‬فتيحة بن عزومز‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.021‬‬
‫‪ 4‬إذا كان املساهم احمليل املالك لألسهم االمسية اجملسدة يف شكل قيود حسابية قد أوكل عملية إدارة حساب أسهمه إىل الوسيط املعتمد الذي‬
‫اختاره‪ ،‬فيجب على هذا األخري أي على الوسيط أن يفتح حساطا طامسه اخلاص لدى املدتن املركزي على السندات‪.‬‬
‫‪5‬املادة ‪ 86‬من نظام اللجنة رقم ‪ 10-12‬املدرخ يف ‪8112/12/02‬م املتعلق طالنظام العام للمدتن املركزي على السندات‪.‬‬

‫‪123‬‬
‫األول ‪ :‬متطلّبات تفعيل شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرط الموافقـ ـ ـ ـة ف ـ ـ ـ ـي شركـ ـ ـ ـ ـة المساهمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬
‫‪ 0202‬الباب الثّــاني‪ /‬الفصــل ّ‬

‫احمليل واحملال إليه وبعدد األسهم حمل اإلحالة عن طريق املدتن املركزي‪ ،‬وهذا ما أكدته املواد ‪82 ،85 ،84‬‬
‫من نظام اللجنة رقم ‪ ،10-12‬ولكن حىت يتم انتقال ملكية هذه األسهم بشكل هنائي البد أن يقيد هذا‬
‫التصرف يف السجلت املمسوكة من طرف الشركة واملعدة خصيصا هلذا الغرض‪.1‬‬

‫فإذا تضمن القانون األساسي للشركة شرط املوافقة‪ ،‬وكانت األسهم حمل اإلحالة أسهما امسية جمسدة‬
‫يف شكل قيود حسابية‪ ،‬فمن حق الشركة التمسك هبذا الشرط‪ ،‬ذلك أن التشريع اجلزائري الذي أقر للشركة‬
‫إبصدار أسهم غري جمسدة يف شكل مادي‪ ،‬أي يف شكل قيود حسابية مل يلزمها إبلغاء الدعامات املادية هلذه‬
‫األسهم‪ ،‬ومن مثة من حقها أن حتت يف مواجهة املساهم احمليل واحملال إليه هبذا الشرط‪.2‬‬

‫ترتيبا ملا تقدم مكن القول أن املشرع اجلزائري قد أصاب عندما اشرتط لصحة تفعيل شرط املوافقة يف‬
‫شركة املسامهة على النحو الصحيح أن تكون األسهم حمل اإلحالة أسهما امسية‪ ،‬األمر الذي من شأنه أن مكن‬
‫الشركة من معرفة مالكي األسهم اجلدد وأمساء وبياانت احملال إليهم‪ ،‬ما يضمن هلا مراقبة فعالة ومستمرة على‬
‫أسهمها‪ ،‬لذلك يفضل عدم تغيري األسهم االمسية إىل أسهم حلاملها‪ ،3‬إىل جانب ذلك لقد أحسن عندما أقر‬
‫للشركة أبن تصدر أسهما غري جمسدة يف شكل مادي أي يف شكل قيود حسابية‪ ،‬ذلك أن هذه التقنية‬
‫اجلديدة قائمة على حتويل األسهم من حساب إىل حساب آخر يف مواعيد نابتة عب وسائل معلوماتية حديثة‪،‬‬
‫من شأهنا تفادي مساوئ الطرق التقليدية املتبعة عند تداول األسهم وتساعد املسامهني بصفة عامة يف احلصول‬
‫على حقوقهم املالية‪ ،‬وتسهل عليهم عملية التصرف يف أسهمهم يف آجال قصرية ووفق إجراءات بسيطة‪ ،‬أما‬
‫خبصوص الشركة فهذا النوع من األسهم رجنبها النفقات الكبرية اليت تتكبدها حني إعدادها لألسهم املادية اليت‬
‫تكون عرضة للضياع والسرقة والتزوير‪ ،‬خاصة إذا اختذت شكل أسهم حلاملها‪ ،‬فضل عن ذلك فاألسهم املادية‬
‫حتتاج إىل وقت إلعدادها وطبعها‪ ،‬وتتطلب إجراءات معقدة لتسوية التعاملت الواردة عليها‪.‬‬

‫ويف األخري مكن القول أن الشروط الشكلية اليت أقرها املشرع اجلزائري لتفعيل شرط املوافقة يف شركة‬
‫املسامهة على النحو الصحيح‪ ،‬واملتمثلة أساسا يف ضرورة أن يكون هذا الشرط نظاميا‪ ،‬وأن تكون األسهم حمل‬
‫اإلحالة أسهما امسية‪ ،‬هي نفس الشروط اليت أقرها املشرع الفرنسي‪ ،‬بيد أن هذا األخري أضاف شرطا آخر‬
‫يتمثل يف أن تكون الشركة غري مقيدة يف سوق منظم أي يف بورصة القيم املنقولة‪ ،‬وهو شرط يف غاية األمهية‬
‫من وجهة نظران لذا أنمل من املشرع اجلزائري أن يتأسى بنظريه الفرنسي وأن حيذو حذوه يف هذه املسألة‪.‬‬

‫‪ 1‬أ‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري (دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.056-052‬‬
‫‪ 2‬أ‪ .‬حممد فتاحي‪،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.056‬‬
‫‪ 3‬تدر اإلشارة إىل أن املشرع اجلزائري قد مسح بتحويل األسهم االمسية إىل أسهم حلاملها أو العكس‪ ،‬وهذا ما أكدته املادة ‪506‬مكرر‪ 26‬من‬
‫ق‪.‬ت‪.‬ج اليت جاء فيها‪":‬رجومز لكل مالك لسندات إصدار تتضمن سندات للحامل أن يطلب حتويلها إىل سندات امسية أو العكس"‪.‬‬

‫‪124‬‬
‫األول ‪ :‬متطلّبات تفعيل شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرط الموافقـ ـ ـ ـة ف ـ ـ ـ ـي شركـ ـ ـ ـ ـة المساهمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬
‫‪ 0202‬الباب الثّــاني‪ /‬الفصــل ّ‬

‫ومع ذلك فالشروط الشكلية وحدها ال تكفي لتفعيل شرط املوافقة يف شركة املسامهة على النحو‬
‫الصحيح‪ ،‬ما مل تتوافر إىل جانبها شروط موضوعية سنتطرق إليها بنوع من التحليل والتفصيل يف املطلب اآليت‪.‬‬

‫املطلب الثاين‬

‫الشروط املوضوعية‬

‫إىل جانب الشروط الشكلية اليت تطرقنا إليها أعله البد من توافر بعض الشروط املوضوعية إلعمال‬
‫شرط املوافقة يف شركة املسامهة على النحو الصحيح‪ ،‬ووفق ما اقتضاه القانون واستقر عليه الفقه والقضاء الذين‬
‫امجعوا على أال يددي شرط املوافقة يف شركة املسامهة إىل تقييد حرية املساهم يف تداول أسهمه بشكل مطلق‬
‫وإال كان ذلك طاطل لتعلق ذلك طالنظام العام‪ ،‬فضل عن ذلك رجب أن تتوافر مصلحة للشركة عند تقريرها‬
‫هلذا الشرط‪ ،‬وهذا ما سنتطرق إليه بنوع من التحليل والتفصيل يف الفرعني اآلتيني‪.‬‬

‫الفرع األول‬

‫عدم تقييد حرية املساهم يف تداول أسهمه بشكل مطلق‬

‫من الثابت أن أهم ما ميز شركة املسامهة طاعتبارها النموذج األمثل لشركات األموال أهنا تقوم على‬
‫االعتبار املال‪ ،‬وأن رأمساهلا يتكون من أسهم متساوية القيمة وقابلة للتداول احلر طالطرق التجارية دون ما‬
‫احلاجة إىل اتباع إجراءات حوالة احلق املنصوص عليها يف القانون املدين‪ ،1‬على أن قابلية التداول احلر يف هذا‬
‫النوع من الشركات هي يف األصل مطلقة ما مل ينص القانون أو قانوهنا األساسي على تقييدها‪ ،‬وعلى أية حال‬
‫فإن أي نص يتجه حنو تقييد حرية املساهم يف التصرف يف أسهمه يعتب استثناء على املبدأ املذكور‪ ،‬وطالتال‬
‫رجب تفسريه تفسريا ضيقا وفقا للقاعدة الفقهية املعروفة اليت تقضي"بعدم التوسع يف االستثناء"‪.2‬‬

‫فالسهم قابل للنتقال » ‪« Transmissible‬وقابل للتداول » ‪« Négociable‬كقاعدة عامة‪،‬‬


‫سواء كان يف شكل سهم امسي أو حلامله‪ ،‬ومن مثة فاملساهم يف شركة املسامهة حر يف التصرف يف أسهمه‬
‫إبرادته املنفردة‪ ،‬سواء كان هذا التصرف من التصرفات الناقلة للملكية بعوض كالبيع واملقايضة‪ ،‬أو بغري عوض‬
‫كاهلبة والوصية والتبع‪ ،‬وسواء كانت األسهم حمل التصرف غري مقيدة يف البورصة أو مقيدة فيها‪ ،‬على أن هذه‬

‫‪1‬د‪ .‬عبد الرحيم ثروت‪ ،‬شرح القانون التجاري املصري اجلديد‪ ،‬اجلزء األول‪ ،‬دار النهضة العربية للنشر‪ ،‬القاهرة‪،‬مصر الطبعة الثالثة‪8111،‬‬
‫‪،‬ص‪.654‬‬
‫‪2‬د‪.‬محد هللا حممد محد هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪ -‬أ‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري (دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.28‬‬

‫‪125‬‬
‫األول ‪ :‬متطلّبات تفعيل شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرط الموافقـ ـ ـ ـة ف ـ ـ ـ ـي شركـ ـ ـ ـ ـة المساهمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬
‫‪ 0202‬الباب الثّــاني‪ /‬الفصــل ّ‬

‫األخرية‪ ،‬أي األسهم املقيدة يف بورصة القيم املنقولة يكفي التصرف فيها أبن يصدر املساهم املالك هلا أمرا إىل‬
‫الوسيط املعتمد الذي خيتاره يتضمن التصرف يف تلك األسهم‪.1‬‬

‫وعلى العموم‪ ،‬فالسهم يف شركة املسامهة يتميز عن احلصص يف شركات األشخاص ويف الشركات‬
‫املختلطة كالشركات ذات املسدولية احملدودة‪ ،‬ومناط ذلك أنه قابل للتداول بكل حرية ما مل ينص القانون أو‬
‫نظام الشركة على تقييده‪ ،‬إذ تعد هذه امليزة اليت يتصف هبا املعيار األكثر قبوال عند غالبية الفقهاء وأصحاب‬
‫االختصاص للتفرقة بني شركات األشخاص وشركات املسامهة‪ ،‬لذا ال مكن هلذه األخرية أن تتضمن قوانينها‬
‫األساسية أو تصدر مجعياهتا العامة مهما كان نوعها قرارات تلغي مبقتضاها حق املساهم يف التصرف يف أسهمه‬
‫بشكل مطلق وإال كان ذلك طاطل لتعلق ذلك طالنظام العام كما سبق وأن فصلنا فيه من قبل‪.2‬‬

‫واملشرع اجلزائري على غرار بعض التشريعات املقارنة أقر بقابلية السهم للتداول يف شركة املسامهة‪،‬‬
‫وهذا ما عبت عنه صراحة املادة ‪ 506‬مكرر ‪ 61‬من القانون التجاري جاء فيها أن‪":‬السهم هو سند قابل‬
‫للتداول تصدره شركة املسامهة كتمثيل جلزء من رأمساهلا"‪ ،‬وأكدته املادة ‪ 506‬مكرر ‪ 21‬من نفس القانون اليت‬
‫تضمنت تعريفا للقيم املنقولة اليت تصدرها شركة املسامهة جاء فيها‪":‬القيم املنقولة هي سندات قابلة للتداول‬
‫تصدرها شركات املسامهة‪ ،‬وتكون مسعرة يف البورصة أو مكن أن تسعر‪ ،‬وتنح حقوقا ماثلة حسب الصنف‬
‫وتسمح طالدخول بصورة مباشرة أو غري مباشرة يف حصة معينة من رأمسال الشركة املصدرة أو حق مديونية عام‬
‫على أمواهلا"‪ ،‬ومن مثة رجومز التصرف يف السهم بطريقة القيد يف دفاتر الشركة إذا كان امسيا‪ ،‬وطالتسليم إذا كان‬
‫حلامله‪ ،‬وطالتظهري إذا كان لألمر‪ ،3‬على أال يتم ذلك إال بعد قيد الشركة يف السجل التجاري املمسوك لدى‬
‫املركز الوطين للسجل التجاري أو أبحد فروعه املتواجدة يف كل والية من والايت الوطن‪ ،‬وهذا ما عبت عنه‬

‫‪1‬د‪.‬محد هللا حممد محد هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.19‬‬


‫‪ 2‬د‪ .‬حممود مسري الشرقاوي‪ ،‬الشركات التجارية يف القانون املصري‪ ،‬دار النهضة العربية للنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،0924 ،‬ص ‪.049‬‬
‫‪ -‬د‪.‬محد هللا حممد محد هللا‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.00-01‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬أبو مزيد رضوان‪ ،‬الشركات التجارية يف القانون املصري املقارن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.628‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬مسيحة القليويب ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.522-525‬‬
‫‪ 3‬د‪ .‬اندية فضيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.029‬‬
‫‪ -‬أ‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري (دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.02‬‬
‫‪-‬أ‪.‬عبد القادر البقريات‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.026‬‬
‫‪-‬أ‪.‬عمار عموره‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.822‬‬
‫‪ -‬فتيحة بن عزومز‪،‬محاية األقلية يف شركة املسامهة‪،‬مذكرة لنيل شهادة املاجستري يف القانون اخلاص‪،‬كلية احلقوق‪،‬جامعة تلمسان‪-8115،‬‬
‫‪،8112‬ص‪.65‬‬
‫‪ -‬أ‪.‬د‪.‬حممد فريد العريين‪،‬القانون التجاري‪،‬شركات األموال‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.21‬‬

‫‪126‬‬
‫األول ‪ :‬متطلّبات تفعيل شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرط الموافقـ ـ ـ ـة ف ـ ـ ـ ـي شركـ ـ ـ ـ ـة المساهمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬
‫‪ 0202‬الباب الثّــاني‪ /‬الفصــل ّ‬

‫صراحة املادة ‪ 506‬مكرر ‪ 60‬من القانون التجاري اجلزائري يف فقرهتا األوىل اليت جاء فيها‪ ":‬ال تكون األسهم‬
‫قابلة للتداول إال بعد تقييد الشركة يف السجل التجاري"‪ ،1‬هذا وتبقى األسهم قابلة للتداول بعد حل الشركة‬
‫ولغاية اختتام التصفية‪ ،‬وهذا ما عبت عنه صراحة املادة ‪ 506‬مكرر ‪ 62‬من نفس القانون جاء فيها‪ ":‬تبقى‬
‫األسهم قابلة للتداول بعد حل الشركة ولغاية اختتام التصفية"‪.2‬‬

‫على ضوء ما تقدم مكن القول أن السهم الذي تصدره شركة املسامهة قابل للتداول وخيول للمساهم‬
‫املالك له احلق يف التصرف فيه بكل حرية إىل الغري أو إىل املسامهني إبرادته املنفردة ووفق ما تقتضيه مصاحله‬
‫الشخصية‪ ،‬ذلك أن تصرف املساهم يف أسهمه ال مس برأمسال الشركة وائتماهنا‪ ،‬فضل على أن شخصية‬
‫الشريك ال أثر هلا يف هذا النوع من الشركات اليت تقوم أساسا على االعتبار املال‪ ،‬واليت هتدف طالدرجة األوىل‬
‫إىل استقطاب أكب قدر مكن من رؤوس األموال الضخمة‪ ،‬أجنبية كانت أم وطنية عن طريق تشجيع املدخرين‬
‫وحتفيزهم للستثمار يف قيمها املنقولة واالنضمام إليها‪.3‬‬

‫‪ 1‬خدرجة بلعريب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.85‬‬


‫‪ -‬تدر اإلشارة إىل أن املادة ‪ 512‬من ق‪.‬ت‪.‬ج الواردة يف ظل األمر ‪ 69-56‬نصت على أن تداول األسهم يبدأ من اتريخ قيد‬
‫الشركة يف السجل التجاري بدليل ما تضمنه نصها الذي جاء فيه‪" :‬ال تعد األسهم قابلة للتداول إال بعد قيد الشركة طالسجل التجاري أو قيد‬
‫إشارة التعديل إثر مزايدة رأس املال"‪ ،‬إال أن امللفت للنتباه هو أن املشرع اجلزائري يف ظل املرسوم التشريعي ‪ 12-92‬مل يفرق بني األسهم النقدية‬
‫واألسهم العينية خبلف ما كان معموال به يف ظل األمر ‪ ،69-56‬ذلك أن األسهم العينية يف ظل هذا األخري مل تكن قابلة للتداول إال بعد مرور‬
‫سنتني من اتريخ قيد الشركة يف السجل التجاري‪ ،‬وهذا ما أكدته املادة ‪ 519‬من األمر ‪ 69-56‬اليت جاء فيها‪" :‬ال رجومز فصل األسهم العينية من‬
‫األرومة‪ ،‬وال تكون قابلة للتداول إال بعد سنتني من قيد الشركة طالسجل التجاري أو قيد التأشري املعدل إثر مزايدة رأس املال" ‪.‬‬
‫‪ -‬وتعد الشركة مقيدة يف السجل التجاري من اتريخ تسليم وصل القيد إىل مثلها القانوين‪ ،‬وذلك بعد تول مأمور السجل بصفته ضابطا عموميا‬
‫مهمة التحقيق يف مطابقة شكل الشركة لألحكام القانونية املعمول هبا‪ ،‬ويف الدفع الفعلي لرأس املال املطلوب قانوان‪ ،‬وهذا عبت عنه املادة ‪ 00‬من‬
‫القانون رقم ‪ 88-91‬املدرخ يف ‪ 02‬أوت ‪ 0991‬املعدل واملتمم طاألمر رقم ‪ 15-94‬املدرخ يف ‪ 01‬جانفي ‪0994‬م املتعلق طالسجل التجاري‪.‬‬
‫‪ -‬وتدر اإلشارة كذلك إىل أن عملية تداول األسهم ال تتم إال بعد قيد الشركة يف السجل التجاري اليت أقرها املشرع كقاعدة توحي إىل‬
‫األذهان أبن األسهم مكن إصدارها قبل قيد الشركة يف السجل التجاري وهذا أمر غري صحيح‪ ،‬ذلك أن املشرع اجلزائري يعاقب بغرامة مالية قدرها‬
‫من ‪81.111‬دج إىل ‪811.111‬دج مدسسو شركة املسامهة ورئيسها والقائمون إبدارهتا الذين أصدروا األسهم قبل قيد الشركة طالسجل التجاري‪،‬‬
‫وهذا ما أكدته املادة ‪ 214‬من ق‪.‬ت‪.‬ج‪.‬‬
‫‪ 2‬د‪.‬اندية فضيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.096‬‬
‫‪ -‬خدرجة بلعريب‪،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪ -‬أ‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري (دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.088‬‬
‫‪ -‬تدر اإلشارة يف هذا الصدد إىل أن وقت إقفال التصفية هو وقت املصادقة على احلساب اخلتامي الذي يقدمه املصفي للجمعية‬
‫العامة للمسامهني‪ ،‬فمىت ت التصديق عليه فإن أعمال التصفية تكون منتهية وتزول الشخصية املعنوية للشركة‪ ،‬على أنه ال حيت على الغري طالتصفية‬
‫إال من يوم شهر عملية إقفال التصفية املوقع عليها من املصفي‪ ،‬وبطلب منه يف النشرة الرمسية لإلعلانت القانونية » ‪ « BOAL‬ويف جريدة‬
‫معتمدة لتلقي اإلعلانت القانونية‪ ،‬وبشرط أن يتضمن هذا اإلعلن البياانت اليت نصت عليها املادة ‪ 556‬من ق‪.‬ت‪.‬ج‪.‬‬
‫‪ 3‬د‪ .‬مسيحة القليويب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.522‬‬
‫‪ -‬أ‪ .‬حممد فتاحي‪،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.26‬‬

‫‪127‬‬
‫األول ‪ :‬متطلّبات تفعيل شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرط الموافقـ ـ ـ ـة ف ـ ـ ـ ـي شركـ ـ ـ ـ ـة المساهمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬
‫‪ 0202‬الباب الثّــاني‪ /‬الفصــل ّ‬

‫ومع ذلك أجامز املشرع اجلزائري أن يتضمن القانون األساسي لشركة املسامهة بعض القيود االتفاقية‪،‬‬
‫كشرط املوافقة الذي يستلزم موافقة الشركة على تداول األسهم فيها كما رأينا من قبل‪ ،‬وهذا ما أقره القضاء‬
‫الفرنسي حىت قبل إقراره من قبل املشرع الفرنسي مستندا يف ذلك إىل مبدأ عريق يف القانون املدين أال وهو‬
‫"العقد شريعة املتعاقدين" املستمد من نظرية احلرية التعاقدية‪.‬‬

‫ولكن لصحة شرط املوافقة من الناحية املوضوعية أمجع الفقه والقضاء والقانون على أال يصل هذا‬
‫الشرط إىل حد حرمان املساهم من التصرف يف أسهمه بشكل مطلق وإال كان طاطل‪ ،‬خاصة إذا ورد يف شكل‬
‫الشرط البسيط واجملرد الذي خيول للشركة حق رفض مشروع اإلحالة من دون إبداء أسباب الرفض‪ ،‬ومن دون‬
‫إلزامها بتقدمي مشرت آخر سواء كان من بقية املسامهني أو من الغري‪ ،‬ومن دون إلزامها أبن تعمل على شراء‬
‫األسهم حمل اإلحالة حلساهبا اخلاص‪ ،‬ما رجعل املساهم احمليل يف مثل هذه احلاالت حبيس أسهمه وأسريها‪.1‬‬

‫ومن وجهة نظران شرط املوافقة البسيط أو اجملرد طاطل يف ظل القانون التجاري اجلزائري‪ ،‬ومناط ذلك‬
‫أن املادة ‪ 506‬مكرر ‪ 65‬من نفس القانون ألزمت الشركة يف حالة رفضها ملشروع اإلحالة أبن تعمل على‬
‫تقدمي مشرت آخر‪ ،‬سواء كان من بقية املسامهني أو من الغري‪ ،‬أو أن تعمل على شراء األسهم حمل اإلحالة‬
‫حلساهبا اخلاص بغرض ختفيض رأمساهلا بعد حصوهلا على موافقة املساهم احمليل طبعا‪،‬كما سنفصل فيه الحقا‪.‬‬

‫وليس هذا فقط بل ينبغي أال يقع أي تعسف أو تاومز عند تفعيل شرط املوافقة‪ ،‬فالشركة مثل‬
‫املعروض عليها مشروع اإلحالة ال تستطيع أن ترفض كل تنامزل يرد على األسهم أاي كان الشخص احملال إليه‪،‬‬
‫فكل شرط يف القانون األساسي للشركة يقر هلا حبقها املطلق يف الرفض يكون طاطل‪ ،‬ومناط ذلك أنه حيرم‬
‫املساهم الراغب يف إحالة بعض أسهمه أو كلها من حقه يف تداوهلا والتصرف فيها بكل حرية املقرر له قانوان‪،‬‬
‫فضل عن ذلك يزيل عن األسهم حمل اإلحالة خاصية جوهرية‪ ،‬ويفضي طالنتيجة إىل تغيري طبيعة الشركة من‬
‫شركة أموال إىل شركة أشخاص‪ ،‬لذا يستوجب أن يقرتن شرط املوافقة طالشراء‪.2‬‬

‫‪ 1‬د‪ .‬مسيحة القليويب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.520-521‬‬


‫‪ -‬د‪ .‬أبو مزيد رضوان‪ ،‬الشركات التجارية يف القانون الكوييت املقارن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.686‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬صفوت انجي هبنساوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.82-80‬‬
‫‪-‬د‪.‬محد هللا حممد محد هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.99-92‬‬
‫‪ 2‬د‪ .‬إلياس انصيف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.625‬‬
‫‪ -‬تدر اإلشارة إىل أنه يف ظل القانون الفرنسي الصادر يف ‪86‬جويلية ‪0245‬م قضت بعض احملاكم الفرنسية بصحة شرط املوافقة البسيط واجملرد‪،‬‬
‫وأيدها يف ذلك غالبية الفقهاء الفرنسيني آنذاك‪ ،‬ومناط ذلك أن هذا احلكم القضائي رجد ضالته يف نظرية احلرية التعاقدي ة القائمة على مبدأ العقد‬
‫شريعة املتعاقدين‪.‬‬

‫‪128‬‬
‫األول ‪ :‬متطلّبات تفعيل شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرط الموافقـ ـ ـ ـة ف ـ ـ ـ ـي شركـ ـ ـ ـ ـة المساهمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬
‫‪ 0202‬الباب الثّــاني‪ /‬الفصــل ّ‬

‫فمىت اقرتن شرط املوافقة طالشراء أصبح املساهم احمليل يف مأمن من أن يظل حبيس أسهمه وأسريها‪،‬‬
‫وأصبح حقه يف االنسحاب من الشركة غري معلق على اإلرادة احملضة هلذه الشركة‪ ،‬لذا أمجع الفقه والقضاء‬
‫والتشريع على ضرورة أن يكتسي شرط املوافقة الصورة الثانية أي أن يقرتن طالشراء‪ ،‬وهذا ما أخذ به املشرع‬
‫اجلزائري على غرار نظرييه املصري والفرنسي بدليل ما عبت عنه صراحة املادة ‪ 506‬مكرر ‪ 65‬من القانون‬
‫التجاري اجلزائري الواردة يف ظل املرسوم التشريعي ‪ ،12-92‬بيد أن هذا املوقف ليس جديدا على املشرع‬
‫اجلزائري‪ ،‬فالفقرة الثانية من نص املادة ‪ 515‬من القانون التجاري الواردة يف ظل األمر ‪ 69-56‬أكدت هي‬
‫األخرى على هذا االتاه‪.‬‬

‫ويف األخري مكن القول أن تفعيل شرط املوافقة يف شركة املسامهة على النحو الصحيح‪ ،‬وحىت ينت‬
‫كافة آناره البد أن يقرتن طالشراء‪ ،‬أي بتعبري أدق الشركة ملزمة يف حالة رفضها ملشروع اإلحالة املعروض عليها‬
‫أن تعمل على تقدمي مشرت آخر لألسهم حمل اإلحالة‪ ،‬سواء كان من بقية املسامهني أو من الغري‪ ،‬أو أن تعمل‬
‫على شراء هذه األسهم حلساهبا اخلاص بغرض ختفيض رأمساهلا بعد حصوهلا على موافقة املساهم احمليل‪ ،‬إال أن‬
‫هذا الشرط وحده ال يكفي لصحة شرط املوافقة من الناحية املوضوعية‪ ،‬بل يستلزم إىل جانب ذلك أن تكون‬
‫للشركة مصلحة عند تقريرها هلذا الشرط‪ ،‬وهذا ما سنتطرق إليه بنوع من التحليل والتفصيل يف الفرع اآليت‪.‬‬

‫الفرع الثاين‬

‫أن يكون اهلد مهه افحفا عل مصلحة الشركة‬

‫يتعني كذلك لتفعيل شرط املوافقة يف شركة املسامهة على النحو الصحيح‪ ،‬وحىت ينت كافة آناره توافر‬
‫شرط موضوعي نان يتمثل يف أن يكون اهلدف من وراء تقرير هذا الشرط يف القانون األساسي للشركة ومن‬
‫تفعليه هو احلفاظ على مصاحل الشركة طالدرجة األوىل‪ ،1‬وليس احلفاظ على املصاحل الشخصية للمسامهني‬
‫الذين مثلون األغلبية على حساب مصاحل األقلية‪ ،‬أو احلفاظ على املصاحل الشخصية ملساهم ما على حساب‬
‫بقية املسامهني‪ ،‬أو احلفاظ على املصاحل الشخصية للقائمني طاإلدارة على حساب اآلخرين‪ ،‬بيد أنه إذا تزامن‬
‫يف نفس الوقت وأدى شرط املوافقة يف شركة املسامهة إىل حتقيق مصاحل الشركة إىل جانب املصاحل الشخصية‬
‫للقائمني طاإلدارة فل مانع من ذلك طاملا كانوا حسين النية‪.2‬‬

‫‪ 1‬د‪ .‬مسيحة القليويب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.528‬‬


‫‪ 2‬د‪ .‬محد هللا حممد محد هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.90‬‬
‫‪-‬أ‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري (دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.896‬‬

‫‪129‬‬
‫األول ‪ :‬متطلّبات تفعيل شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرط الموافقـ ـ ـ ـة ف ـ ـ ـ ـي شركـ ـ ـ ـ ـة المساهمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬
‫‪ 0202‬الباب الثّــاني‪ /‬الفصــل ّ‬

‫ومصلحة الشركة رجب أن تتحقق عند إدراجه وعند تفعليه‪ ،‬إذ ال معىن لشرط املوافقة مىت انعدمت‬
‫مصلحة الشركة‪ ،‬بل إن بعض الفقهاء ذهبوا إىل أبعد من ذلك واعتبوا شرط املوافقة الذي يصطدم مبصلحة‬
‫الشركة طاطل‪ ،‬أو الذي يكون الغرض منه حتقيق مصاحل شخصية حبتة حلساب القائمني طاإلدارة‪ ،‬أو عندما‬
‫يكون الغرض منه الكيد من أحد املسامهني وإحلاق الضرر به‪ ،‬أو حرمانه من حقه يف االنسحاب من الشركة‪.1‬‬

‫ومع ذلك‪ ،‬فالثابت قانوان أنه ال يوجد نص قانوين صريح يقضي أبن يتحقق هذا الشرط ال يف‬
‫التشريع اجلزائري وال يف التشريعات املقارنة‪ ،‬وإنا هو شرط منطقي حيول دون جعل شرط املوافقة يف شركة‬
‫املسامهة شرطا تعسفيا‪ ،‬أو حقا مطلقا‪ ،2‬فهو وليد االجتهادات الفقهية والقضائية اليت كان هلا الفضل يف إقراره‬
‫ضمن الشروط املوضوعية الواجب توافرها لتفعيل شرط املوافقة على النحو الصحيح ووفق ما يقتضيه القانون‪،‬‬
‫فضل عن ذلك يعد هذا الشرط منطقيا ومتناسبا مع الطبيعة القانونية لشرط املوافقة يف حد ذاهتا اليت تستلزم‬
‫أن يكون اهلدف منه احلفاظ على مصاحل الشركة اليت تتعارض بدورها وتتناقض مع املصاحل الشخصية‬
‫للمسامهني من جهة‪ ،‬ومع مصاحل القائمني إبدارهتا من جهة أخرى‪.‬‬

‫ويف األخري مىت استوىف شرط املوافقة يف شركة املسامهة الشروط الشكلية واملوضوعية الواجب توافرها‪،‬‬
‫وجب على املساهم الراغب يف إحالة أسهمه استكمال اإلجراءات اللمزمة إلضفاء الصيغة النهائية على مشروع‬
‫اإلحالة الذي ت بينه وبني احملال إليه وفق الشروط واإلجراءات اليت حددها القانون‪ ،‬سنتطرق إليها بنوع من‬
‫التحليل والتفصيل يف املبحث اآليت‪.‬‬

‫املبحث الثاين‬

‫اإلجراءات اللمزمة إلضفاء الصيغة الههائية عل مشروع اإلحالة‬

‫إذا تطلب القانون األساسي لشركة املسامهة موافقتها على إحالة األسهم إىل الغري‪ ،‬واستوىف شرط‬
‫املوافقة مجيع الشروط الشكلية واملوضوعية الواجب توافرها لتفعيله وجب على املساهم الراغب يف إحالة أسهمه‬
‫إىل الغري اتباع اإلجراءات املنصوص عليها يف املادة ‪ 506‬مكرر ‪ 64‬من القانون التجاري اجلزائري اليت جاء‬
‫فيها‪":‬إذا وقع اشرتاط املوافقة يف القانون األساسي للشركة يتعني إبلغ الشركة بطلب االعتماد عن طريق رسالة‬
‫موصى عليها مع وصل االستلم يرسلها املساهم مع ذكر اسم احملال إليه ولقبه وعنوانه وعدد األسهم املقرر‬

‫‪ 1‬د‪ .‬محد هللا حممد محد هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.90‬‬
‫‪ 2‬د‪ .‬محد هللا حممد محد هللا‪،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.91‬‬

‫‪130‬‬
‫األول ‪ :‬متطلّبات تفعيل شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرط الموافقـ ـ ـ ـة ف ـ ـ ـ ـي شركـ ـ ـ ـ ـة المساهمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬
‫‪ 0202‬الباب الثّــاني‪ /‬الفصــل ّ‬

‫إحالتها والثمن املعروض‪ ،‬وتنت املوافقة سواء من تبليغ طلب االعتماد أو من عدم اجلواب يف أجل شهرين‬
‫اعتبارا من اتريخ الطلب"‪.‬‬

‫وطاستقراء وتحيص النص املتقدم اتضح لنا أن املشرع اجلزائري ألزم املساهم احمليل تبليغ الشركة مبشروع‬
‫اإلحالة‪ ،‬وأقر أبن املوافقة تنت سواء من تبليغ قرار االعتماد (القبول)‪ ،‬أو من عدم اجلواب يف أجل شهرين‬
‫اعتبارا من اتريخ الطلب‪ ،‬ما أنار التساؤل عن املركز القانوين للمساهم احمليل واحملال إليه خلل هذه الفرتة؟‬
‫على هذا النحو ارأتينا تقسيم هذا املبحث إىل مطلبني تطرقنا يف املطلب األول لكيفية تبليغ مشروع اإلحالة‬
‫إىل الشركة يف حني خصصنا املطلب الثاين للمركز القانوين للمساهم احمليل واحملال إليه خلل فرتة االنتظار اليت‬
‫حددها املشرع اجلزائري بشهرين اعتبارا من اتريخ الطلب‪.‬‬

‫املطلب األول‬

‫تبليغ مشروع اإلحالة إىل الشركة‪.‬‬

‫حىت يتسىن تبليغ مشروع اإلحالة إىل الشركة على النحو الذي يقضي به القانون يستلزم منا طالدرجة‬
‫األوىل تبيان مضمون طلب االعتماد (القبول) الواجب تقدمه للشركة‪ ،‬واهليئة املختصة طالنظر فيه‪ ،‬وهذا ما‬
‫سنتطرق إليه بنوع من التحليل والتفصيل يف الفرعني اآلتيني‪.‬‬

‫الفرع األول‬

‫مضمون طلب املوافقة (االعتماد)‬

‫بداية لتحديد مضمون طلب املوافقة (االعتماد) حتديدا دقيقا البد من معرفة البياانت الواجب توافرها‬
‫فيه‪ ،‬ومن هو امللزم بتقدمه‪ ،‬هل هو املساهم احمليل أم هو احملال إليه؟ ومىت يتم تبليغه إىل الشركة؟ وكيف يتم‬
‫ذلك؟ وهل اتفقت التشريعات املقارنة بشأن التبليغ على آلية موحدة‪ ،‬أم أن لكل تشريع نظرة خاصة به؟ وما‬
‫الشيء اجلديد الذي أتى به املرسوم التشريعي ‪ 12-92‬املعدل واملتمم لألمر ‪ 69-56‬املتضمن القانون‬
‫التجاري اجلزائري خبصوص هذه املسألة ؟ كل هذه التساؤالت وغريها سنحاول اإلجابة عليها بنوع من‬
‫التحليل والتفصيل يف الفقرتني اآلتيتني‪.‬‬

‫‪131‬‬
‫األول ‪ :‬متطلّبات تفعيل شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرط الموافقـ ـ ـ ـة ف ـ ـ ـ ـي شركـ ـ ـ ـ ـة المساهمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬
‫‪ 0202‬الباب الثّــاني‪ /‬الفصــل ّ‬

‫الفقرة األوىل‬

‫البياانت الواجب توافرها يف طلب املوافقة‬

‫طاستعراض نص املادة ‪ 506‬مكرر ‪ 64‬من القانون التجاري اجلزائري املذكورة أعله اتضح لنا أن‬
‫املشرع اجلزائري اشرتط بصريح العبارة أن يتم إبلغ الشركة مبشروع اإلحالة‪ ،‬وعرضه عليها للموافقة عن طريق‬
‫توجيه طلب االعتماد (القبول) إليها مبوجب رسالة موصى عليها مع وصل االستلم‪ ،1‬وقد يفهم من هذا‬
‫النص أهنا الطريقة الوحيدة املكرسة للتبليغ‪ ،‬إال أنه طالرجوع للواقع العملي جند أن هناك طرق أخرى مضمونة‬
‫وسريعة مكن من خلهلا تقدمي طلب املوافقة (االعتماد) إىل الشركة‪،‬كتسليم هذا الطلب مباشرة إىل اهليئة‬
‫املوكلة إبدارة الشركة يف مقرها االجتماعي مع االحتفاظ بنسخة منه تكون مدرخة وخمتومة تثبت استلمها له‬
‫مكن اإلدالء هبا عند احلاجة‪ ،‬أو عن طريق االستعانة مبحضر قضائي‪ ،‬على إثر ذلك أنمل من املشرع اجلزائري‬
‫أن يدرج هاتني الطريقتني ضمن النصوص القانونية املنظمة لشرط املوافقة يف شركة املسامهة حىت يتسىن‬
‫للمساهم احمليل تبليغ الشركة مبشروع اإلحالة الذي ت بينه وبني احملال إليه وفق اآللية اليت خيتارها حسب‬
‫ظروفه‪ ،‬ووفق ما تليه عليه إرادته املنفردة ‪.2‬‬

‫‪ 1‬الطيب بلولة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.869‬‬


‫‪ -‬خدرجة بلعريب‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.40‬‬
‫‪ -‬اندية مطلوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.004‬‬
‫‪ -‬اندية محيدة‪ ،‬حقوق املسامهني يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.96‬‬
‫‪ -‬د‪.‬الزهراء نواصرية‪،‬التنامزل عن األسهم‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.861‬‬
‫‪ -‬أمساء بن ويراد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.90‬‬
‫‪ -‬مسية فاطمة الزهراء بن غالية‪ ،‬حرية املساهم يف التنامزل عن األسهم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.26‬‬
‫‪ -‬مسية فاطمة الزهراء بن غالية‪ ،‬احلقوق األساسية للمساهم ومبدأ احلرية التعاقدية يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.085‬‬
‫‪ -‬وداد بن بعيبش‪،‬تداول األسهم والتصرف فيها يف شركات األموال ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.005‬‬
‫‪ -‬أ‪ .‬ديدن بوعزة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.01‬‬
‫‪ -‬فتيحة بن عزومز‪ ،‬محاية األقلية يف شركة املسامهة‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.69‬‬
‫‪ -‬فتيحة بن عزومز‪،‬دور جلنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة يف محاية املساهم يف شركة املسامهة‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.022‬‬
‫‪ -‬حدة مزيدي‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.086‬‬
‫‪ -‬هند قاسي عبد هللا‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.‬ص‪.082-085‬‬
‫‪ -‬فاطمة أمال حلوش‪ ،‬املركز القانوين للمساهم يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.26‬‬
‫‪ -‬فاطمة أمال حلوش‪ ،‬حق املساهم يف التصرف يف أسهمه يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.862‬‬
‫‪-T. Belloula, op.cit, p.p. 174-175.‬‬
‫‪ 2‬أ‪.‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري (دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.286‬‬
‫‪ -‬حممد فتاحي‪ ،‬تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري (دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.825‬‬

‫‪132‬‬
‫األول ‪ :‬متطلّبات تفعيل شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرط الموافقـ ـ ـ ـة ف ـ ـ ـ ـي شركـ ـ ـ ـ ـة المساهمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬
‫‪ 0202‬الباب الثّــاني‪ /‬الفصــل ّ‬

‫ويف نفس السياق اشرتط املشرع املصري مبوجب الفقرة "أ" من نص املادة ‪ 060‬من اللئحة التنفيذية‬
‫لقانون الشركات رقم ‪ 069‬لسنة ‪0920‬م أن يتم توجيه طلب املوافقة إىل الشركة إما طالبيد املسجل‪ ،‬أو‬
‫بتسليمه مباشرة إىل مركز الشركة الرئيسي مع أخذ اإليصال اللمزم بتاريخ التسليم‪.1‬‬

‫أما املشرع الفرنسي فقد اشرتط هو اآلخر أن يتم توجيه طلب املوافقة إىل الشركة عن طريق عمل غري‬
‫قضائي أي عن طريق احملضر القضائي‪ ،‬أو عن طريق رسالة مضمونة إبشعار الوصول‪ ،2‬وهذا ما أكدته الفقرة‬
‫األوىل من نص املادة ‪ 815‬من املرسوم الفرنسي رقم ‪ 824‬املدرخ يف ‪0945/12/82‬م‪.3‬‬

‫ويستفاد ما تقدم أن توجيه طلب املوافقة إىل الشركة شفاهة غري كاف‪ ،‬على أن تقدمه بواسطة الوكيل‬
‫احلائز على وكالة خاصة من املساهم احمليل أمر جائز ومسموح به مىت تضمنت هذه الوكالة بندا ينص صراحة‬
‫على ذلك‪ ،‬وهو نفس احلكم طالنسبة ملن انتقلت إليهم حقوق املساهم املتوىف كالورثة مثل‪.‬‬

‫هذا‪ ،‬وعلى الرغم من أن سراين املدة احملددة للشركة إلبداء موقفها من مشروع اإلحالة متعلقة بتاريخ‬
‫تقدمي طلب املوافقة(االعتماد)‪ ،‬إال أن املشرع اجلزائري على غرار نظرييه املصري والفرنسي مل حيدد وقتا معيـنا‬
‫لتوجيه الطلب إىل الشركة‪.4‬‬

‫‪ 1‬د‪ .‬أمرية صدقي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.829‬‬


‫‪ -‬د‪ .‬محد هللا حممد محد هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.080‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬إلياس انصيف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.618‬‬
‫‪-‬د‪ .‬مسيحة القليويب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.591‬‬
‫‪ -‬د‪.‬عبد األول عابدين حممد بسيوين‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.850‬‬
‫‪ -‬د‪.‬عماد حممد أمني رم ضان‪،‬محاية املساهم يف شركة املسامهة‪،‬دراسة مقارنة‪،‬الكتاب األول‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.295‬‬
‫‪ -‬حممد فتاحي‪،‬تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري (دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.825‬‬
‫‪ 2‬د‪ .‬محد هللا حممد محد هللا‪ ،‬نفس املرجع ونفس الصفحة‪.‬‬
‫‪ -‬د‪.‬مسيحة القليويب‪،‬نفس املرجع السابق‪،‬ص‪. 526‬‬
‫‪ -‬أ‪.‬حممد فتاحي‪،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري (دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.286‬‬
‫‪ 3‬تنص الفقرة األوىل من املادة ‪ 815‬من املرسوم رقم ‪ 824‬املدرخ يف ‪0945/12/82‬م امللغاة مبوجب املادة ‪ 12‬من املرسوم رقم ‪620-8115‬‬
‫املدرخ يف ‪ )JORF 85/12/8115( 8115/12/86‬على اآليت‪:‬‬
‫‪« La demande d’agrément du cessionnaire prévu à l’article L228-24 du code de commerce‬‬
‫‪est notifiée à la société par acte extrajudiciaire ou par lettre recommandée avec demande‬‬
‫» ‪d’avis de réception‬‬
‫‪4‬أ‪.‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري (دراسة مقارنة)‪،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.286‬‬
‫‪ -‬حممد فتاحي‪،‬تداول ا ألسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري (دراسة مقارنة)‪،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.825‬‬
‫‪ -‬د‪.‬حممد فتاحي‪،‬شرط املوافقة كقيد حيد من حرية املساهم يف تداول أسهمه يف القانون اجلزائري‪ ،‬جملة احلقيقة للعلوم اإلنسانية واالجتماعية‪،‬‬
‫جامعة أمحد دراية‪ ،‬أدرار‪ ،‬اجمللد ‪ ،02‬العدد‪ ،21‬الصادر يف ‪8106/19/21‬م‪ ،‬ص ‪.088‬‬

‫‪133‬‬
‫األول ‪ :‬متطلّبات تفعيل شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرط الموافقـ ـ ـ ـة ف ـ ـ ـ ـي شركـ ـ ـ ـ ـة المساهمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬
‫‪ 0202‬الباب الثّــاني‪ /‬الفصــل ّ‬

‫ويشرتط املشرع اجلزائري على غرار نظريه الفرنسي أن يتضمن طلب املوافقة اسم احملال إليه ولقبه‬
‫وعنوانه‪ ،1‬فضل عن ذلك أضاف القضاء الفرنسي مىت كان احملال إليه شخصا معنواي أن يتضمن هذا الطلب‬
‫شكله القانوين وتسميته التجارية طاإلضافة إىل عنوان مقره االجتماعي‪.2‬‬

‫ومع ذلك فقد أغفل كل املشرعني اجلزائري والفرنسي ضرورة أن يتضمن هذا الطلب كذلك اسم‬
‫ولقب املساهم احمليل وعنوانه‪ ،‬ولعل ما يسوغ ذلك هو أن بياانت املساهم احمليل مذكورة سلفا يف القانون‬
‫األساسي للشركة‪ ،‬لذا ال داعي لذكرها مرة أخرى‪.3‬‬

‫‪ 1‬أ‪.‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري (دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.282‬‬
‫‪ -‬د‪.‬حممد فتاحي‪،‬شرط املوافقة كقيد حيد من حرية املساهم يف تداول أسهمه يف القانون اجلزائري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.081‬‬
‫‪ -‬أ‪ .‬ديدن بوعزة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.00‬‬
‫‪ -‬وداد بن بعيبش‪،‬تداول األسهم والتصرف فيها يف شركات األموال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.002‬‬
‫‪ -‬أمساء بن ويراد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.98‬‬
‫‪ -‬خدرجة بلعريب‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.40‬‬
‫‪ -‬اندية مطلوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.004‬‬
‫‪ -‬مسية فاطمة الزهراء بن غالية‪ ،‬حرية املساهم يف التنامزل عن األسهم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.26‬‬
‫‪ -‬مسية فاطمة الزهراء بن غالية‪ ،‬احلقوق األساسية للمساهم ومبدأ احلرية التعاقدية يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.085‬‬
‫‪ -‬فاطمة أمال حلوش‪ ،‬املركز القانوين للمساهم يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.26‬‬
‫‪ -‬فاطمة أمال حلوش‪ ،‬حق املساهم يف التصرف يف أسهمه يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.862‬‬
‫‪ -‬هند قاسي عبد هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.082‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬الزهراء نواصرية‪ ،‬التنامزل عن األسهم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.861‬‬
‫‪-‬أ‪.‬اندية محيدة‪ ،‬شرط املوافقة إلحالة األسهم يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪ -‬الزهراء نواصرية‪ ،‬شرط اعتماد املتنامزل له عند التنامزل عن األسهم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.005‬‬
‫‪ -‬اندية محيدة‪ ،‬حقوق املسامهني يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.96‬‬
‫‪ -‬فتيحة بن عزومز‪ ،‬محاية األقلية يف شركة املسامهة‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.69‬‬
‫‪ -‬فتيحة بن عزومز‪،‬دور جلنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة يف محاية املساهم يف شركة املسامهة‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.022‬‬
‫‪-C. Penheot, op.cit,p107.‬‬
‫‪-B. Saintourens ,droit des sociétés ,Librairie Vuibert ,Paris,2 édition ,1998,p91.‬‬
‫‪-Y. Guyon , La société anonyme , op.cit,p38.‬‬
‫‪ 2‬أ‪.‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري (دراسة مقارنة)‪،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.282‬‬
‫‪ -‬حممد فتاحي‪،‬تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري (دراسة مقارنة)‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص‪.824-826‬‬
‫‪ -‬د‪.‬حممد فتاحي‪ ،‬شرط املوافقة كقيد حيد من حرية املساهم يف تداول أسهمه يف القانون اجلزائري‪ ،‬نفس املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.081‬‬
‫‪ -‬أمساء بن ويراد‪ ،‬نفس املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.98‬‬
‫‪ -‬اندية محيدة‪ ،‬حقوق املسامهني يف شركة املسامهة‪ ،‬نفس املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.96‬‬
‫‪-‬أ‪.‬اندية محيدة‪ ،‬شرط املوافقة إلحالة األسهم يف شركة املسامهة‪ ،‬نفس املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪ -‬اندية مطلوي‪ ،‬نفس املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.005‬‬
‫‪ 3‬د‪ .‬محد هللا حممد محد هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.088‬‬

‫‪134‬‬
‫األول ‪ :‬متطلّبات تفعيل شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرط الموافقـ ـ ـ ـة ف ـ ـ ـ ـي شركـ ـ ـ ـ ـة المساهمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬
‫‪ 0202‬الباب الثّــاني‪ /‬الفصــل ّ‬

‫خبلف ذلك اكتفى املشرع املصري أبن يتضمن طلب املوافقة اسم وعنوان املساهم احمليل‪ ،‬وهذا ما‬
‫عبت عنه صراحة الفقرة "أ" من نص املادة ‪ 060‬من اللئحة التنفيذية لقانون الشركات رقم ‪ 069‬لسنة‬
‫‪0920‬م‪ 1‬اليت جاء فيها‪":‬إذا تضمن النظام موافقة الشركة على انتقال ملكية األسهم رجب أن تتم املوافقة‬
‫طالشروط اآلتية‪:‬يوجه مالك األسهم طلبا إىل الشركة للموافقة على بيع أسهمه‪ ،‬ورجب أن يتضمن الطلب امسه‬
‫وعنوانه وعدد األسهم موضوع التنامزل ونوعها والثمن املعروض لشرائها‪ ،‬ويتم توجيه الطلب إما طالبيد املسجل‬
‫أو بتسليمه مباشرة إىل مركز الشركة الرئيسي مع أخذ اإليصال اللمزم بتاريخ التسليم "‪.‬‬

‫وطاستعراض ما تضمنته الفقرة املتقدمة اتضح لنا أن املشرع املصري مل يشرتط أن يتضمن طلب املوافقة‬
‫اسم ولقب احملال إليه وعنوانه على الرغم من الدور الذي يلعبه هذا البيان‪ ،‬ذلك أنه يساعد الشركة يف اختاذ‬
‫قرارها حيال مشروع اإلحالة املعروض عليها للموافقة‪ ،‬على إثر ذلك انتقد الفقه املشرع املصري على أساس‬
‫أن اكتفاء الفقرة "أ"من نص املادة ‪ 060‬املذكورة أعله بضرورة أن يتضمن طلب املوافقة بيان اسم املساهم‬
‫احمليل وعنوانه أبنه بيان عدمي األمهية‪ ،‬وال يساعد الشركة ال من قريب وال بعيد يف اختاذ قرارها حيال مشروع‬
‫اإلحالة املعروض عليها للموافقة‪ ،‬أضف إىل ذلك أن اسم املساهم احمليل وعنوانه مذكوران أساسا من قبل يف‬
‫القانون األساسي للشركة‪.2‬‬

‫أما خبصوص البيان املتعلق بعدد األسهم حمل اإلحالة والثمن املعروض لشرائها‪ ،3‬فاملشرع اجلزائري‬
‫اشرتط أن يتضمنه طلب املوافقة‪ ،‬ذلك أن هذا البيان ال يقل أمهية عن البياانت األخرى‪ ،‬فالشركة قد تتقيد‬
‫هبذا الثمن وأتخذ به يف حالة رفضها ملشروع اإلحالة املعروض عليها للموافقة عندما ترغب يف شراء هذه‬
‫األسهم حلساهبا اخلاص بغرض ختفيض رأمساهلا‪،‬كما قد أيخذ به أحد املسامهني أو الغري الذي تقدمه الشركة‬

‫‪ 1‬د‪ .‬محد هللا حممد محد هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.080‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬مسيحة القليويب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.591‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬أمرية صدقي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.829‬‬
‫‪ -‬إلياس انصيف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.618‬‬
‫‪ -‬د‪.‬عماد حممد أمني رمضان‪،‬محاية املساهم يف شركة املسامهة‪،‬دراسة مقارنة‪،‬الكتاب األول‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.299‬‬
‫‪ -‬أ‪.‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري (دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.286‬‬
‫‪ -‬د‪.‬حممد فتاحي‪،‬شرط املوافقة كقيد حيد من حرية املساهم يف تداول أسهمه يف القانون اجلزائري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.081‬‬
‫‪ 2‬د‪ .‬محد هللا حممد محد هللا‪ ،‬نفس املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.088‬‬
‫‪ -‬د‪.‬عماد حممد أمني رمضان‪ ،‬نفس املرجع السابق ‪،‬ص‪.299‬‬
‫‪ -‬أ‪.‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري (دراسة مقارنة)‪ ،‬نفس املرجع السابق ونفس الصفحة‪.‬‬
‫‪ -‬د‪.‬حممد فتاحي‪،‬شرط املوافقة كقيد حيد من حرية املساهم يف تداول أسهمه يف القانون اجلزائري‪ ،‬نفس املرجع السابق ونفس الصفحة‪.‬‬
‫‪3‬تدر اإلشارة إىل أن هذا البيان ال مثل أي أمهية مىت كان التصرف يف األسهم من التصرفات الناقلة للملكية بغري عوض كاهلبة والوصية‪.‬‬

‫‪135‬‬
‫األول ‪ :‬متطلّبات تفعيل شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرط الموافقـ ـ ـ ـة ف ـ ـ ـ ـي شركـ ـ ـ ـ ـة المساهمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬
‫‪ 0202‬الباب الثّــاني‪ /‬الفصــل ّ‬

‫كبديل عن احملال إليه يف حالة رفضها ملشروع اإلحالة‪ ،1‬وهذا ما استقر عليه املشرع الفرنسي كذلك‪ ،‬أما‬
‫املشرع املصري فقد أضاف إىل ذلك بياان آخر يتمثل يف ضرورة ذكر نوع األسهم حمل اإلحالة ‪.2‬‬

‫مزد على ما تقدم فاملشرع اجلزائري يف ظل األحكام املنظمة للشركات ذات املسدولية احملدودة اعتب‬
‫إجراءات طلب املوافقة على إحالة احلصص من النظام العام‪ ،‬ورتب على خمالفتها البطلن‪ ،3‬يف املقابل مل‬
‫يتطرق هلذه املسألة يف األحكام املنظمة لشركات املسامهة‪ ،‬وأمام هذا الصمت مكننا اعتبارها من النظام العام‪،‬‬
‫ذلك أن األمر يتعلق حبق من احلقوق األساسية للمساهم يف شركة املسامهة أال وهو حقه يف التصرف يف‬
‫أسهمه بكل حرية‪ ،‬ومع كل ذلك رجب معرفة من يقع عليه عبء التزام تقدمي طلب املوافقة إىل الشركة‪ ،‬وهذا‬
‫ما سنتطرق إليه بنوع من التحليل والتفصيل يف الفقرة اآلتية‪.‬‬

‫‪ 1‬أ‪.‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري (دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.286‬‬
‫‪ -‬أ‪ .‬ديدن بوعزة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.00‬‬
‫‪ -‬وداد بن بعيبش‪،‬تداول األسهم والتصرف فيها يف شركات األموال ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.002‬‬
‫‪ -‬فتيحة بن عزومز‪،‬محاية األقلية يف شركة املسامهة‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.69‬‬
‫‪ -‬أمساء بن ويراد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.98‬‬
‫‪ -‬خدرجة بلعريب‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.40‬‬
‫‪ -‬اندية مطلوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.004‬‬
‫‪ -‬هند قاسي عبد هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.082‬‬
‫‪ -‬د‪.‬حممد فتاحي‪،‬شرط املوافقة كقيد حيد من حرية املساهم يف تداول أسهمه يف القانون اجلزائري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.080-081‬‬
‫‪-‬أ‪.‬اندية محيدة‪ ،‬شرط املوافقة إلحالة األسهم يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.20-21‬‬
‫‪ -‬اندية محيدة‪ ،‬حقوق املسامهني يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.96‬‬
‫‪ -‬مسية فاطمة الزهراء بن غالية‪ ،‬حرية املساهم يف التنامزل عن األسهم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.26‬‬
‫‪ -‬مسية فاطمة الزهراء بن غالية‪ ،‬احلقوق األساسية للمساهم ومبدأ احلرية التعاقدية يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.085‬‬
‫‪ -‬فاطمة أمال حلوش‪ ،‬املركز القانوين للمساهم يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.26‬‬
‫‪ -‬فاطمة أمال حلوش‪ ،‬حق املساهم يف التصرف يف أسهمه يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.862‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬الزهراء نواصرية‪ ،‬التنامزل عن األسهم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.861‬‬
‫‪ -‬الزهراء نواصرية‪ ،‬شرط اعتماد املتنامزل له عند التنامزل عن األسهم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.005‬‬
‫‪ 2‬محد هللا حممد محد هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.080‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬مسيحة القليويب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.591‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬إلياس انصيف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.618‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬أمرية صدقي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.829‬‬
‫‪ -‬أ‪.‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري (دراسة مقارنة)‪ ،‬نفس املرجع السابق ونفس الصفحة‪.‬‬
‫‪ -‬د‪.‬حممد فتاحي‪ ،‬شرط املوافقة كقيد حيد من حرية املساهم يف تداول أسهمه يف القانون اجلزائري‪ ،‬نفس املرجع السابق ونفس الصفحة‪.‬‬
‫‪ 3‬د‪ .‬الزهراء نواصرية‪ ،‬التنامزل عن األسهم‪ ،‬نفس املرجع السابق ‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.861-829‬‬
‫‪ -‬الزهراء نواصرية‪ ،‬شرط اعتماد املتنامزل له عند التنامزل عن األسهم‪ ،‬نفس املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.004‬‬

‫‪136‬‬
‫األول ‪ :‬متطلّبات تفعيل شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرط الموافقـ ـ ـ ـة ف ـ ـ ـ ـي شركـ ـ ـ ـ ـة المساهمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬
‫‪ 0202‬الباب الثّــاني‪ /‬الفصــل ّ‬

‫الفقرة الثانية‬

‫امللزم بتقدمي طلب املوافقة إىل الشركة‬

‫طاستقراء وتحيص ما تضمنته املادة ‪ 506‬مكرر ‪ 64‬من القانون التجاري اجلزائري املذكورة أعله‪،‬‬
‫اتضح لنا أن املشرع اجلزائري ألزم املساهم الراغب يف إحالة أسهمه إىل الغري دون سواه‪1‬إبلغ الشركة مبشروع‬
‫اإلحالة عن طريق توجيه طلب املوافقة إليها برسالة موصى عليها مع وصل االستلم كما سبق وأن فصلنا فيه‬
‫من قبل‪ ،‬وهو نفس احلكم الذي أخذ به املشرع املصري‪ ،‬ومناط ذلك أن الفقرة "أ" من نص املادة ‪ 060‬من‬
‫اللئحة التنفيذية لقانون الشركات رقم ‪ 069‬لسنة ‪0920‬م قد استهلها املشرع املصري بعبارة "يوجه مالك‬
‫األسهم طلبا إىل الشركة للموافقة على بيع أسهمه ‪ ،"...‬واليت يفهم منها أن امللزم بتوجيه طلب املوافقة إىل‬
‫الشركة هو مالك األسهم دون سواه‪.2‬‬

‫‪ 1‬أ‪.‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري (دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.288‬‬
‫‪ -‬د‪.‬حممد فتاحي‪،‬شرط املوافقة كقيد حيد من حرية املساهم يف تداول أسهمه يف القانون اجلزائري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.009‬‬
‫‪ -‬أ‪ .‬ديدن بوعزة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.01‬‬
‫‪ -‬وداد بن بعيبش‪،‬تداول األسهم والتصرف فيها يف شركات األموال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.005‬‬
‫‪ -‬أمساء بن ويراد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.90‬‬
‫‪ -‬خدرجة بلعريب‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.40‬‬
‫‪ -‬اندية مطلوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.004‬‬
‫‪ -‬مسية فاطمة الزهراء بن غالية‪ ،‬حرية املساهم يف التنامزل عن األسهم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.26‬‬
‫‪ -‬مس ية فاطمة الزهراء بن غالية‪ ،‬احلقوق األساسية للمساهم ومبدأ احلرية التعاقدية يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.085‬‬
‫‪ -‬فاطمة أمال حلوش‪ ،‬املركز القانوين للمساهم يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.26‬‬
‫‪ -‬فاطمة أمال حلوش‪ ،‬حق املساهم يف التصرف يف أسهمه يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.862‬‬
‫‪ -‬هند قاسي عبد هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.082‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬الزهراء نواصرية‪ ،‬التنامزل عن األسهم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.861‬‬
‫‪ -‬الزهراء نواصرية‪ ،‬شرط اعتماد املتنامزل له عند التنامزل عن األسهم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.004‬‬
‫‪-‬أ‪.‬اندية محيدة‪ ،‬شرط املوافقة إلحالة األسهم يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.89‬‬
‫‪ -‬اندية محيدة‪ ،‬حقوق املسامهني يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.96‬‬
‫‪ 2‬د‪ .‬محد هللا حممد محد هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.081‬‬
‫‪-‬د‪.‬عماد حممد أمني رمضان‪،‬محاية املساهم يف شركة املسامهة‪،‬دراسة مقارنة‪،‬الكتاب األول‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.‬ص‪.292-295‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬مسيحة القليويب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.591‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬إلياس انصيف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.618‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬أمرية صدقي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.829‬‬
‫‪ -‬أ‪.‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري (دراسة مقارنة)‪ ،‬نفس املرجع السابق ونفس الصفحة‪.‬‬
‫‪ -‬د‪.‬حممد فتاحي‪ ،‬شرط املوافقة كقيد حيد من حرية املساهم يف تداول أسهمه يف القانون اجلزائري‪ ،‬نفس املرجع السابق ونفس الصفحة‪.‬‬

‫‪137‬‬
‫األول ‪ :‬متطلّبات تفعيل شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرط الموافقـ ـ ـ ـة ف ـ ـ ـ ـي شركـ ـ ـ ـ ـة المساهمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬
‫‪ 0202‬الباب الثّــاني‪ /‬الفصــل ّ‬

‫وخبلف ذلك مل حيدد املشرع الفرنسي ال يف القانون التجاري الساري املفعول وال حىت يف قانون‬
‫الشركات لسنة ‪0944‬م‪ ،‬وال يف أي نص قانوين آخر امللزم بتقدمي طلب املوافقة الذي يقع على عاتقه إبلغ‬
‫الشركة مبشروع اإلحالة‪ ،‬فاملشرع الفرنسي يف نص املادة ‪ L228-24‬من القانون التجاري الفرنسي اكتفى‬
‫بضرورة توجيه طلب املوافقة إىل الشركة دون أن حيدد من امللزم به‪ ،‬ولسد هذه الثغرة القانونية تصدى الفقه‬
‫الفرنسي لذلك حيث رأى أن املساهم احمليل هو امللزم بتوجيه طلب املوافقة إىل الشركة كأصل عام‪ ،‬غري أنه ال‬
‫مانع من أن يوجه احملال إليه هذا الطلب إىل الشركة طاملا كان اهلدف من وراء ذلك هو احلفاظ على مصاحله‪،‬‬
‫أو لضمان استمرار اإلجراءات اللمزمة إلضفاء الصيغة النهائية على مشروع اإلحالة الذي ت بينه وبني املساهم‬
‫احمليل‪.1‬‬

‫فضل عن ذلك أقر الفقه احلديث أبن توجيه طلب املوافقة إىل الشركة مكن أن يتم بواسطة الوكيل‬
‫احلائز على وكالة خاصة طاملا تضمن بند من بنودها ذلك‪ ،‬وهو نفس احلكم ملن انتقلت إليهم حقوق املساهم‬
‫املتوىف كالورثة على الرغم من عدم وجود نص قانوين صريح‪.2‬‬

‫إضافة إىل ما تقدم مىت كانت األسهم مثقلة حبق االنتفاع فإن الطلب يوجه من مالك الرقبة وليس من‬
‫املنتفع‪ ،‬أما إذا كانت ملكية األسهم على الشيوع فيوجه الطلب من قبل وكيل هدالء الشركاء على الشيوع‪،‬‬
‫على أن له احلق يف مارسة احلقوق اليت خولتها هذه األسهم يف مواجهة الشركة‪ ،‬أما إذا كان مالك األسهم‬
‫شخصا معنواي فيوجه الطلب من قبل مثله القانوين‪.3‬‬

‫أما القضاء الفرنسي فقد ذهب إىل أبعد من ذلك‪ ،‬وأقر للمساهم احمليل واحملال إليه أبن يتفقا على‬
‫شخص معني توكل إليه مهمة توجيه طلب املوافقة إىل الشركة مىت اقتضت الضرورة ذلك‪.4‬‬

‫‪ 1‬أ‪.‬اندية محيدة‪ ،‬شرط املوافقة إلحالة األسهم يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪ -‬أ‪.‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري (دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.282‬‬
‫‪ -‬د‪.‬حممد فتاحي‪ ،‬شرط املوافقة كقيد حيد من حرية املساهم يف تداول أسهمه يف القانون اجلزائري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.009‬‬
‫‪ 2‬د‪ .‬محد هللا حممد محد هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.082-088‬‬
‫‪ -‬أ‪.‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري (دراسة مقارنة)‪ ،‬نفس املرجع السابق ونفس الصفحة‪.‬‬
‫‪ -‬د‪.‬حممد فتاحي‪ ،‬شرط املوافقة كقيد حيد من حرية املساهم يف تداول أسهمه يف القانون اجلزائري‪ ،‬نفس املرجع السابق‪،‬ص‪.‬ص ‪.081-009‬‬
‫‪ 3‬أ‪.‬اندية محيدة‪ ،‬شرط املوافقة إلحالة األسهم يف شركة املسامهة‪ ،‬نفس املرجع السابق ونفس الصفحة‪.‬‬
‫‪ -‬أ‪.‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري (دراسة مقارنة)‪ ،‬نفس املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.288‬‬
‫‪ -‬د‪.‬حممد فتاحي‪ ،‬شرط املوافقة كقيد حيد من حرية املساهم يف تداول أسهمه يف القانون اجلزائري‪ ،‬نفس املرجع السابق‪،‬ص ‪.009‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬صفوت انجي هبنساوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪ 4‬أ‪.‬اندية محيدة‪ ،‬شرط املوافقة إلحالة األسهم يف شركة املسامهة‪ ،‬نفس املرجع السابق ونفس الصفحة‪.‬‬
‫‪ -‬أ‪.‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري (دراسة مقارنة)‪ ،‬نفس املرجع السابق‪،‬ص ‪.282‬‬

‫‪138‬‬
‫األول ‪ :‬متطلّبات تفعيل شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرط الموافقـ ـ ـ ـة ف ـ ـ ـ ـي شركـ ـ ـ ـ ـة المساهمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬
‫‪ 0202‬الباب الثّــاني‪ /‬الفصــل ّ‬

‫الفرع الثاين‬

‫اهليئة املختصة ابلفصل يف الطلب‬

‫طاستقراء وتحيص ما تضمنته الفقرة األوىل من نص املادة ‪ 506‬مكرر ‪ 66‬من القانون التجاري‬
‫اجلزائري‪ ،‬وكذا الفقرة األوىل من نص املادة ‪ 506‬مكرر ‪ 65‬من نفس القانون اتضح لنا أن املشرع اجلزائري‬
‫أجامز يف النص األول عرض إحالة األسهم إىل الغري على الشركة للموافقة‪ ،‬وذكر اهليئات املدهلة يف هذه الشركة‬
‫يف النص الثاين‪ ،‬إال أن العامل املشرتك يف كل النصني هو أنه مل حيدد بدقة اهليئة املختصة طالفصل يف طلب‬
‫املوافقة على غرار ما استقر عليه نظريه الفرنسي قبل صدور قانون الشركات لسنة ‪0944‬م‪ ،‬ولسد هذا الفراغ‬
‫القانوين تصدى الفقه والقضاء الفرنسيان لذلك‪.‬‬

‫فالفقه الفرنسي قبل صدور قانون الشركات لسنة‪0944‬م أمجع على أن اهليئات يف شركة املسامهة‬
‫متعددة وخمتلفة‪ ،‬منها من يتوىل اإلدارة بشكل مباشر كمجلس اإلدارة وجملس املديرين حسب احلالة‪ ،‬ومنها من‬
‫يتوىل عملية الرقابة كمجلس املراقبة يف الشركات القائمة على نط التسيري احلديث‪ ،‬وحمافظ احلساطات الذي‬
‫يتوىل مهمة الرقابة على حساطات الشركة‪ ،‬فضل عن رقابة اجلمعيات العامة سواء العادية أو غري العادية اليت‬
‫تعتب اهليئة العليا ذات السيادة ألهن ا تتكون من مجيع املسامهني مهما كان نوع أسهمهم‪ ،‬لذا فالتعدد الذي‬
‫يشهده التنظيم اهليكلي هلذا النوع من الشركات يشبه إىل حد بعيد التنظيم الدمقراطي الذي تقوم عليه بعض‬
‫الدول‪ ،‬ذلك أن اهليئات اإلدارية سواء املمثلة يف جملس اإلدارة أو يف جملس املديرين حسب احلالة تشبه السلطة‬
‫التنفيذية‪ ،‬واجلمعيات العامة تشبه السلطة التشريعية‪ ،‬يف حني أن هيئات الرقابة سواء اإلدارية أو احلسابية تشبه‬
‫السلطة القضائية‪.1‬‬

‫وعلى ضوء هذا التعدد‪ ،‬وأمام صمت املشرع الفرنسي قبل صدور قانون الشركات لسنة ‪0944‬م‬
‫بشأن مسألة اهليئة املختصة طالفصل يف طلب املوافقة‪ ،2‬رأى غالبية الفقهاء الفرنسيني أن اهليئة املختصة بذلك‬
‫رجب أن حتدد مسبقا يف القانون األساسي للشركة كأصل عام‪ ،‬على أن ملدسسي الشركة حرية االختيار بني‬
‫اهليئات اإلدارية املمثلة يف جملس اإلدارة أو يف جملس املديرين حسب احلالة‪ ،‬وبني اجلمعيات العامة سواء كانت‬

‫‪ 1‬أ‪.‬اندية محيدة‪ ،‬شرط املوافقة إلحالة األسهم يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.28-20‬‬
‫‪ 2‬تدر اإلشارة يف هذا الصدد إىل أن املشرع اجلزائري هو اآلخر صمت عن هذه املسألة يف ظل املرسوم التشريعي ‪ 12- 92‬املدرخ يف‬
‫‪ 0992/16/86‬املعدل واملتمم لألمر ‪ 69-56‬املتضمن القانون التجاري اجلزائري‪،‬يف حني يف ظل األمر ‪ 69-56‬أوكل جمللس اإلدارة مهمة‬
‫الفصل يف طلب املوافقة ويف نفس الوقت مهمة تقدمي بديل آخر عن احملال إليه املقرتح من املساهم احمليل يف حالة رفض الشركة ملشروع اإلحالة‬
‫املعروض عليها‪ ،‬وهذا ما أكدته الفقرة الثانية من املادة ‪ 515‬من نفس األمر‪.‬‬

‫‪139‬‬
‫األول ‪ :‬متطلّبات تفعيل شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرط الموافقـ ـ ـ ـة ف ـ ـ ـ ـي شركـ ـ ـ ـ ـة المساهمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬
‫‪ 0202‬الباب الثّــاني‪ /‬الفصــل ّ‬

‫العادية أو غري العادية‪ ،‬أي أهنم أحرار يف اختيار اهليئة املختصة طالفصل يف طلب املوافقة‪ ،‬بشرط أن حتدد‬
‫مسبقا يف القانون األساسي للشركة‪.1‬‬

‫ومع ذلك رجح جانب من الفقه اجلمعيات العامة سواء العادية أو غري العادية ألن تكون اهليئة‬
‫املختصة طالفصل يف طلب املوافقة املعروض على الشركة‪ ،‬ومناط ذلك أن اجلمعيات العامة تتكون من مجيع‬
‫املسامهني مهما كان نوع األسهم املالكني هلا‪ ،‬ومن دون أية شروط للعضوية فيها على عكس العضوية يف‬
‫جملس اإلدارة أو يف جملس املراقبة اليت تتطلب شروطا خاصة‪.2‬‬

‫يف املقابل رأى جانب آخر منهم أن هيئة اإلدارة يف شركة املسامهة‪ ،‬سواء املمثلة يف جملس اإلدارة‪ ،‬أو‬
‫يف جملس املديرين حسب احلالة هي اهليئة املختصة طالفصل يف طلب املوافقة املعروض على الشركة‪ ،‬وهي‬
‫نفسها املعنية بتقدمي بديل عن احملال إليه املقرتح من املساهم احمليل يف حالة رفضها ملشروع اإلحالة املعروض‬
‫عليها للموافقة‪ ،‬ومناط ذلك بساطة ومرونة اإلجراءات اليت ختضع هلا اجتماعاهتا مقارنة طاإلجراءات اليت ختضع‬
‫هلا اجتماعات اجلمعيات العامة‪ ،‬فضل عن السرعة يف اختاذ قراراهتا‪ ،‬ويف رأينا هذا املوقف األخري جدير‬
‫طاالهتمام ويستحق األخذ به‪.3‬‬

‫‪ 1‬أ‪.‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري (دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.284‬‬
‫‪ -‬د‪.‬حممد فتاحي‪،‬شرط املوافقة كقيد حيد من حرية املساهم يف تداول أسهمه يف القانون اجلزائري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.088‬‬
‫‪ -‬أ‪.‬اندية محيدة‪ ،‬شرط املوافقة إلحالة األسهم يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.28‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬محد هللا حممد محد هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.96‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬صفوت انجي هبنساوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.24‬‬
‫‪ -‬خدرجة بلعريب‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.40‬‬
‫‪ -‬اندية مطلوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.005‬‬
‫‪ -‬أمساء بن ويراد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.90‬‬
‫‪ -‬هند قاسي عبد هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.085‬‬
‫‪ -‬حدة مزيدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.084‬‬
‫‪ -‬فاطمة أمال حلوش‪ ،‬املركز القانوين للمساهم يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.26‬‬
‫‪ -‬فاطمة أمال حلوش‪ ،‬حق املساهم يف التصرف يف أسهمه يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.862‬‬
‫‪ 2‬أ‪.‬اندية محيدة‪ ،‬شرط املوافقة إلحالة األسهم يف شركة املسامهة‪ ،‬نفس املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪3‬أ‪.‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري (دراسة مقارنة)‪ ،‬نفس املرجع السابق ونفس الصفحة‪.‬‬
‫‪ -‬د‪.‬حممد فتاحي‪،‬شرط املوافقة كقيد حيد من حرية املساهم يف تداول أسهمه يف القانون اجلزائري‪ ،‬نفس املرجع السابق ونفس الصفحة‪.‬‬
‫‪ -‬أ‪ .‬ديدن بوعزة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.00‬‬
‫‪ -‬أمساء بن ويراد‪ ،‬نفس املرجع السابق ونفس الصفحة‪.‬‬
‫‪ -‬مسية فاطمة الزهراء بن غالية‪ ،‬حرية املساهم يف التنامزل عن األسهم‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.24‬‬
‫‪ -‬مسية فاطمة الزهراء بن غالية‪ ،‬احلقوق األساسية للمساهم ومبدأ احلرية التعاقدية يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.085‬‬

‫‪140‬‬
‫األول ‪ :‬متطلّبات تفعيل شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرط الموافقـ ـ ـ ـة ف ـ ـ ـ ـي شركـ ـ ـ ـ ـة المساهمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬
‫‪ 0202‬الباب الثّــاني‪ /‬الفصــل ّ‬

‫وأمام هذا االنقسام الذي شهده الفقه خبصوص هذه املسألة‪ ،‬ويف ظل النقد احلاد الذي وجه للتاه‬
‫األول القاضي أبن اجلمعية العامة سواء العادية أو غري العادية هي اهليئة املختصة طالفصل يف طلب املوافقة‬
‫املعروض على الشركة القائم على أن مواعيد اجتماعاهتا متباعدة كثريا قد تصل إىل سنة ال تتفق مع امليعاد‬
‫املخصص للبث يف طلب املوافقة‪ ،‬األمر الذي من شأنه أن يعيق إتام عملية اإلحالة فيما لو أسند للجمعيات‬
‫العامة اختصاص ذلك‪ ،‬ويف ظل النقد املوجه للتاه الثاين القاضي أبن هيئة اإلدارة سواء املمثلة يف جملس‬
‫اإلدارة أو يف جملس املديرين حسب احلالة هي اهليئة املدهلة قانوان للفصل يف طلب املوافقة املعروض على‬
‫الشركة القائم على أن هذه اهليئات هي يف األصل هيئات إدارية تنفيذية‪ ،‬إذ ال رجومز أن تتحول إىل هيئات‬
‫رقابية وإال اعتب ذلك تاومزا حقيقيا لسلطاهتا‪،1‬كل هذه األسباب وغريها مهدت لتدخل املشرع‪.‬‬

‫ويف هذا السياق تدخل القضاء الفرنسي قبل صدور قانون الشركات لسنة ‪0944‬م‪ 2‬إلبداء رأيه‬
‫خبصوص هذه املسألة‪ ،‬خاصة بعد تكليف جملس اإلدارة يف شركة املسامهة مبهمة الفصل يف طلب املوافقة‬
‫ومراقبة إحاالت األسهم اخلاضعة لشرط املوافقة الذي كان حمل للنزاع‪ ،‬إذ حكمت حمكمة طاريس بتاريخ‬
‫‪0966/00/86‬م حكما يقضي إببطال شرط املوافقة املنصوص عليه يف القانون األساسي للشركة الذي‬
‫خول جمللس اإلدارة مهمة الفصل يف طلب املوافقة‪ ،‬غري أن حمكمة النقض الفرنسية قد رفضت هذا احلكم‪،‬‬
‫واعتبت شرط املوافقة صحيحا ألنه مل مس حبقوق املسامهني يف التصويت وال حبقهم يف عزل املسريين‪.3‬‬

‫فضل عن ذلك أقر القضاء الفرنسي أبن الفصل يف طلب املوافقة املعروض على الشركة يتجاومز‬
‫سلطات املدير املدقت الذي يتوىل يف بعض األحيان إدارة شركة املسامهة مدقتا إىل حني انتخاب اجلمعية العامة‬
‫ألعضاء جملس اإلدارة‪ ،‬ومن مثة ال تسري املدة احملددة قانوان املمنوحة للشركة للرد على طلب املوافقة املعروض‬
‫عليها‪ ،‬وقد أحسن القضاء الفرنسي بتبنيه هلذا احلكم‪ ،‬لذا أنمل من املشرع اجلزائري أن يكرسه مبوجب نص‬

‫‪ 1‬فاطمة أمال حلوش‪ ،‬حق املساهم يف التصرف يف أسهمه يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.866-862‬‬
‫‪-‬خدرجة بلعريب‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.40‬‬
‫‪ 2‬للتذكري فاملشرع الفرنسي مبوجب الفقرة الثانية من نص املادة‪ L228-24‬من القانون التجاري الفرنسي قد أوكل جمللس اإلدارة أو جمللس املديرين‬
‫أو للمسريين حسب احلالة يف حالة رفض الشركة ملشروع اإلحالة املعروض عليها مهمة تقدمي مشرت آخر سواء كان من بقية املسامهني أو من‬
‫الغري‪،‬أو العمل على شراء األسهم حمل اإلحالة حلساب الشركة بغرض ختفيض رأمساهلا‪ ،‬ويفهم من هذا النص كذلك أن جملس اإلدارة أو جملس‬
‫املديرين أو املسريين حسب احلالة موكلة إىل أحدهم حسب احلالة مهمة الفصل يف طلب املوافقة‪ ،‬وهو نفس احلكم الذي تبناه املشرع الفرنسي يف‬
‫قانون الشركات لسنة ‪0944‬م بدليل ما تضمنته الفقرة الثانية من نص املادة ‪ 856‬من نفس القانون املعدلة مبوجب نص املادة‪ 62‬من املرسوم رقم‬
‫‪ 516-52‬املدرخ يف ‪0952/15/12‬م(‪،)JORF :07/07/1978‬وامللغاة مبوجب نص املادة ‪ 16‬من األمر رقم ‪ 908-8111‬املدرخ يف‬
‫‪8111/19/02‬م(‪.)JORF :21/09/2000‬‬
‫‪ 3‬حدة مزيدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.084-086‬‬

‫‪141‬‬
‫األول ‪ :‬متطلّبات تفعيل شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرط الموافقـ ـ ـ ـة ف ـ ـ ـ ـي شركـ ـ ـ ـ ـة المساهمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬
‫‪ 0202‬الباب الثّــاني‪ /‬الفصــل ّ‬

‫صريح ضمن النصوص القانونية املنظمة لشرط املوافقة يف شركة املسامهة‪ ،‬خاصة إذا كانت الشركة حتت احلراسة‬
‫القضائية‪.1‬‬

‫كما أقرت حمكمة النقض الفرنسية أبن جملس اإلدارة مىت كان مدهل للبث يف طلب املوافقة جامز‬
‫ألحد أعضائه أن يشارك يف التصويت املتعلق طاملوافقة على إحالة أسهمه إىل الغري‪ ،‬ومناط ذلك أنه ال يوجد‬
‫أي مانع قانوين يف هذا الشأن مزايدة على ذلك فاملصلحة الشخصية للمحيل ال تتعارض مع مصلحة الشركة‪.2‬‬

‫وأتسيسا على تقدم‪ ،‬ويف غياب أي نص قانوين يف التشريع اجلزائري الذي يعاجل هذه املسألة مكن‬
‫القول أن اهليئة املختصة طالفصل يف طلب املوافقة املعروض على الشركة حتدد مسبقا مبوجب بند من بنود‬
‫القانون األساسي للشركة‪ ،‬على أن تكون هذه اهليئة هي اجلمعية العامة العادية‪ ،3‬مىت كانت الشركة تضم عددا‬
‫قليل من املسامهني‪ ،‬وتكون هيئة اإلدارة‪ ،‬سواء املمثلة يف جملس اإلدارة أو يف جملس املديرين حسب احلالة‪ ،‬مىت‬
‫كان عدد املسامهني فيها كبريا‪ ،‬وهذا هو احلل املعتاد عمليا واألكثر قبوال لدى اجلميع‪ ،‬فضل عن ذلك قد‬
‫ينص القانون األساسي للشركة على أن موافقة هيئة اإلدارة على إحالة األسهم إىل الغري ختضع للتصديق عليها‬
‫يف أقرب جلسة للجمعية العامة العادية‪ ،‬ويف هذه احلالة تكون موافقة هيئة اإلدارة على هذه اإلحالة معلقة‬
‫على شرط واقف‪ ،‬حبيث إذا مل توافق اجلمعية العامة العادية على هذه اإلحالة فإهنا تكون الغية‪ ،‬ويف رأينا هذا‬
‫احلل األخري ال يتماشى مع املدة احملددة قانوان للشركة للرد على طلب املوافقة‪ ،‬لذا يستحسن ويفضل أن تكون‬
‫موافقة هيئة اإلدارة هنائية من دون أي قيد أو شرط‪.4‬‬

‫ومع ذلك‪ ،‬فقرار املوافقة أو الرفض خيضع من حيث صحته أو بطلنه للقواعد القانونية اليت تنظم‬
‫صحة قرارات اهليئة املختصة طالفصل يف طلب املوافقة‪ ،‬سواء كانت هذه اهليئة جملس اإلدارة أو جملس املديرين‬

‫‪ 1‬أ‪.‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري (دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.285-284‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬صفوت انجي هبنساوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.25-24‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬محد هللا حممد محد هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.95‬‬
‫‪ -‬خدرجة بلعريب‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.‬ص ‪.48-40‬‬
‫‪ 2‬أ‪.‬ديدن بوعزة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.08-00‬‬
‫‪ -‬مسية فاطمة الزهراء بن غالية‪ ،‬حرية املساهم يف التنامزل عن األسهم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.24‬‬
‫‪ -‬مسية فاطمة الزهراء بن غالية‪ ،‬احلقوق األساسية للمساهم ومبدأ احلرية التعاقدية يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.082‬‬
‫‪3‬تدر اإلشارة إىل أن املوافقة على إحالة األسهم إىل الغري ال تدخل يف تعديل نظام الشركة وال تدخل يف اختصاص اجلمعية العامة غري العادية اليت‬
‫تتميز قواعد اختصاصها أبهنا من النظام العام اليت ال رجومز خمالفتها أبي شكل من األشكال وفق ما أكدته الفقرة األوىل من نص املادة ‪ 456‬من‬
‫القانون التجاري اجلزائري‪.‬‬
‫‪ 4‬د‪ .‬محد هللا حممد محد هللا‪ ،‬نفس املرجع السابق‪،‬ص‪.‬ص ‪.94-96‬‬

‫‪142‬‬
‫األول ‪ :‬متطلّبات تفعيل شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرط الموافقـ ـ ـ ـة ف ـ ـ ـ ـي شركـ ـ ـ ـ ـة المساهمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬
‫‪ 0202‬الباب الثّــاني‪ /‬الفصــل ّ‬

‫أو حىت اجلمعية العامة العادية‪ ،‬ومن مثة مكن القول أن صحة القرار الذي يفصل يف طلب املوافقة يرتبط‬
‫ارتباطا وثيقا بصحة الدعوة للجتماع‪ ،‬ونصاب االجتماع‪ ،‬ونصاب التصويت على القرارات ‪....‬اخل‪.1‬‬

‫هذا‪ ،‬وتدر اإلشارة إىل أن املشرع اجلزائري يف ظل األمر ‪ 69-56‬املدرخ يف ‪0956/19/84‬م‬


‫املتضمن القانون التجاري قد أوكل مهمة الفصل يف طلب املوافقة املعروض على شركة املسامهة جمللس إدارهتا‪،2‬‬
‫غري أنه تراجع عن موقفه هذا بعد تعديل األمر ‪ 69-56‬طاملرسوم التشريعي ‪ 12-92‬املدرخ يف‬
‫‪09992/16/86‬م الذي مل حيدد فيه اهليئة املختصة طالفصل يف طلب املوافقة‪ ،‬ما دفعنا للتساؤل عن املغزى‬
‫من وراء هذا الرتاجع‪ ،‬وعن الدافع الباعث الذي جعل املشرع اجلزائري يتخذ هذا املوقف‪.‬‬

‫وعلى خلف املشرعني اجلزائري والفرنسي قبل صدور قانون الشركات لسنة ‪0944‬م أقر املشرع‬
‫املصري أبن اهليئة املختصة طالفصل يف طلب املوافقة املعروض على الشركة هي هيئة إدارهتا‪ ،‬وهذا ما أكدته‬
‫الفقرة األوىل من نص املادة ‪ 061‬من اللئحة التنفيذية لقانون الشركات املصري رقم ‪ 069‬لسنة ‪0920‬م‬
‫اليت جاء فيها‪":‬رجومز أن ينص نظام الشركة على وجوب موافقة إدارة الشركة أو الشريك أو الشركاء املديرين‬
‫حبسب األحوال على تنامزل املساهم عن أسهمه إىل الغري‪ ،‬وذلك طالشروط الواردة يف املادة( ‪.3" )060‬‬

‫وعلى أية حال ال مانع أن ينص القانون األساسي لشركة املسامهة على أن تكون اهليئة املختصة‬
‫طالفصل يف طلب املوافقة عبارة عن جلنة خاصة تتشكل عن طريق االتفاق فيما بني املسامهني واملدسسني‪،‬‬
‫تكون صلحيتها حمصورة هلذا الغرض‪ ،‬ويكون أعضاؤها من مدسسي الشركة أو من مسامهيها أو من االثنني‬
‫معا‪ ،‬على أال يدخل يف تكوينها أعضاء هيئة اإلدارة وال يكون هلا حق تثيل الشركة‪،4‬كما ال يوجد مانع من‬
‫تغيري اهليئة املختصة طالفصل يف طلب املوافقة مىت ت تغيري نط تسيري الشركة من النظام التقليدي إىل النظام‬
‫احلديث‪ ،‬بشرط أن يكون ذلك حمل إشهار‪.5‬‬

‫‪ 1‬أ‪.‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري (دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.285‬‬
‫‪ -‬د‪.‬حممد فتاحي‪،‬شرط املوافقة كقيد حيد من حرية املساهم يف تداول أسهمه يف القانون اجلزائري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.088‬‬
‫‪ 2‬تنص الفقرة الثانية من نص املادة ‪ 515‬من القانون التجاري اجلزائري الواردة يف ظل األمر ‪ 69-56‬على اآليت‪ ":‬فإذا مل تقبل الشركة احملال إليه‬
‫املقرتح يتعني على جملس اإلدارة حسب الظروف يف أجل ثلثة أشهر اعتبارا من إبلغ الرفض‪ ،‬إما العمل على شراء األسهم من مساهم أو من‬
‫الغري‪ ،‬وإما العمل على شرائها من الشركة مبوافقة احمليل بقصد ختفيض رأس املال‪."................‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬أمحد حمرمز‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.852‬‬
‫‪ 3‬د‪.‬محد هللا حممد محد هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.96‬‬
‫‪ 4‬د‪.‬محد هللا حممد محد هللا‪ ،‬نفس املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.94‬‬
‫‪ 5‬د‪ .‬الزهراء نواصرية‪ ،‬التنامزل عن األسهم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.868‬‬
‫‪ -‬الزهراء نواصرية‪ ،‬شرط اعتماد املتنامزل له عند التنامزل عن األسهم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.002-005‬‬

‫‪143‬‬
‫األول ‪ :‬متطلّبات تفعيل شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرط الموافقـ ـ ـ ـة ف ـ ـ ـ ـي شركـ ـ ـ ـ ـة المساهمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬
‫‪ 0202‬الباب الثّــاني‪ /‬الفصــل ّ‬

‫وعلى العموم مهما كانت اهليئة املختصة طالفصل يف طلب املوافقة‪ ،‬فالشركة ملزمة طالرد على هذا‬
‫الطلب طاملوافقة أو طالرفض أو بعدم اجلواب يف أجل شهرين اعتبارا من اتريخ تسلمها هلذا الطلب‪ ،‬ما يدفعنا‬
‫للتساؤل عن املركز القانوين لطريف اإلحالة‪ ،‬أي بتعبري أدق للمساهم احمليل واحملال إليه خلل مدة االنتظار‪،‬‬
‫وهذا ما سنتطرق إليه بنوع من التحليل والتفصيل يف املطلب اآليت‪.‬‬

‫املطلب الثاين‬

‫املركز القانوين للمساهم احمليل واحملال إليه خلل مدة االنتظار‬

‫يقتضي احلديث عن املركز القانوين للمساهم احمليل واحملال إليه خلل مدة االنتظار اليت حددها املشرع‬
‫اجلزائري مبوجب املادة ‪ 506‬مكرر ‪ 64‬من القانون التجاري اجلزائري أبجل شهرين اعتبارا من اتريخ تسلم‬
‫الطلب أن نيز بني األسهم حمل اإلحالة املقيدة يف البورصة عن تلك غري املقيدة فيها‪ ،‬وهذا ما سنتطرق إليه‬
‫بنوع من التحليل والتفصيل يف الفرعني اآلتيني‪.‬‬

‫الفرع األول‬

‫الشركة مقيدة يف البورصة‬

‫بداية من األمهية مبكان أن نشري إىل أن املشرع الفرنسي قد ميز بني مدة االنتظار املخولة للشركة للرد‬
‫على طلب املوافقة املوجه إليها احملددة قانوان مبوجب الفقرة األوىل من نص املادة ‪L228-24‬من القانون‬
‫التجاري بثلثة أشهر اعتبارا من اتريخ تسلم الطلب مىت كانت أسهم الشركة غري مقيدة يف البورصة‪ ،‬وبثلثني‬
‫يوما من أايم العمل يف البورصة مىت كانت أسهم الشركة مقيدة فيها‪ ،‬وهذا ما أكدته الفقرة األوىل من نص‬
‫املادة ‪ L228-25‬من نفس القانون‪ ،‬إال أنه تراجع عن موقفه هذا إبلغاء نص هذه املادة‪.1‬‬

‫أما املشرع املصري فقد حدد مدة االنتظار املخولة للشركة للرد على طلب املوافقة املوجه إليها بستني‬
‫يوما اعتبارا من اتريخ تقدمي الطلب إليها‪ ،‬على أن يثبت التاريخ إبيصال البيد املسجل‪ ،‬وهذا أكدته الفقرة‬
‫"ب" من نص املادة‪ 060‬من اللئحة التنفيذية لقانون الشركات املصري رقم ‪ 069‬لسنة ‪0920‬م‪ ،2‬وهي‬

‫‪ 1‬ألغى املشرع الفرنسي نص املادة ‪ L228-25‬من القانون التجاري مبوجب املادة ‪ 60‬من األمر رقم ‪ 416-8116‬املدرخ يف ‪8116/14/86‬‬
‫)‪.(JORF 26/06/2004‬‬
‫‪ 2‬د‪.‬محد هللا حممد محد هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.082‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬مسيحة القليويب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.591‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬إلياس انصيف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.612-618‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬أمرية صدقي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.829‬‬

‫‪144‬‬
‫األول ‪ :‬متطلّبات تفعيل شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرط الموافقـ ـ ـ ـة ف ـ ـ ـ ـي شركـ ـ ـ ـ ـة المساهمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬
‫‪ 0202‬الباب الثّــاني‪ /‬الفصــل ّ‬

‫املدة ذاهتا املقررة يف التشريع اجلزائري‪1‬كما رأينا من قبل‪ ،‬واليت انتقدها البعض واعتبها مدة طويلة ال تتماشى‬
‫مع الطبيعة القانونية لتداول األسهم يف هذا النوع من الشركات‪ ،‬إذ أهنا تضع قيدا من حيث املدة على حرية‬
‫املساهم يف تداول أسهمه‪.2‬‬

‫وأتسيسا على ما تقدم‪ ،‬مكن القول أن مشروع إحالة األسهم املقيدة يف البورصة الذي ت بني املساهم‬
‫احمليل واحمليل إليه ال يتم تنفيذه خلل مدة االنتظار املخولة للشركة للرد على طلب املوافقة اليت تنتهي طاملوافقة‬
‫أو طالرفض‪ ،‬أو بعدم اجلواب على هذا الطلب‪ ،‬واليت حددها املشرع الفرنسي بثلثني يوما من أايم العمل يف‬
‫البورصة قبل أن يرتاجع عن موقفه هذا كما سبق وأن أشران إليه‪ ،‬وعلى أية حال فمشروع اإلحالة الذي ت بني‬
‫املساهم احمليل واحملال إليه يعد عقدا صحيحا فيما بينهما‪ ،‬غري أن املساهم احمليل يبقى هو املالك احلقيقي‬
‫لألسهم حمل اإلحالة خلل هذه املدة اليت ال رجومز فيها إجبار الشركة على اإلسراع يف الرد على طلب املوافقة‬
‫املوجه إليها ألي سبب من األسباب‪ ،‬يف املقابل يظل احملال إليه غريبا عن الشركة‪ ،‬وال تربطه أي صلة هبا حىت‬
‫وإن دفع مثن األسهم حمل اإلحالة إىل املساهم احمليل‪ ،‬ومناط ذلك أن احملال إليه قبل إبرام مشروع اإلحالة بينه‬
‫وبني املساهم احمليل كان يعلم حتما‪ ،‬أو من واجبه أن يعلم أبن القانون األساسي للشركة اليت يرغب يف‬
‫االنضمام إليها مبوجب هذا املشروع يتضمن شرط املوافقة الذي رجيز هلا وخيوهلا الرد على طلب املوافقة‬
‫(االعتماد) طالقبول أو طالرفض أو طالسكوت وعدم اجلواب عليه خلل املدة احملددة قانوان‪ ،‬على إثر ذلك يعد‬
‫كل تصرف يف األسهم قبل صدور قرار الشركة كأنه مل يكن طالنسبة هلا‪.‬‬

‫وتدر اإلشارة يف هذا الصدد إىل أنه ال جمال إلعمال شرط املوافقة يف التشريع املصري مىت كانت‬
‫أسهم الشركة مقيدة يف البورصة‪ ،‬أو كانت من الشركات ذات االكتتاب العام‪ ،‬وهذا ما أكدته املادة ‪ 42‬من‬
‫اللئحة التنفيذية لقانون سوق رأس املال املصري رقم ‪ 96‬لسنة ‪0998‬م‪ ،3‬على ضوء ذلك أنمل من املشرع‬
‫اجلزائري أن أيخذ هبذا االتاه‪ ،‬ذلك أن تداول األسهم سواء املقيدة يف البورصة أو اليت تطرحها الشركة‬
‫للكتتاب العام ال يستقيم مع أحكام وقواعد شرط املوافقة الذي يقيد حرية املساهم يف تداول أسهمه‪ ،‬أما‬
‫املشرع الفرنسي فقد اعتب هو اآلخر أنه ال جمال إلعمال شرط املوافقة يف شركة املسامهة مىت كانت أسهمها‬
‫مقيدة يف البورصة بدليل أنه ألغى املادة ‪ L228-25‬من القانون التجاري الفرنسي الساري املفعول كما سبق‬
‫بيانه‪.‬‬

‫‪ 1‬أ‪.‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري (دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.289‬‬
‫‪ -‬د‪.‬حممد فتاحي‪،‬شرط املوافقة كقيد حيد من حرية املساهم يف تداول أسهمه يف القانون اجلزائري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.082‬‬
‫‪2‬د‪ .‬إلياس انصيف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.612‬‬
‫‪ 3‬د‪ .‬مسيحة القليويب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.526‬‬

‫‪145‬‬
‫األول ‪ :‬متطلّبات تفعيل شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرط الموافقـ ـ ـ ـة ف ـ ـ ـ ـي شركـ ـ ـ ـ ـة المساهمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬
‫‪ 0202‬الباب الثّــاني‪ /‬الفصــل ّ‬

‫الفرع الثاين‬

‫الشركة غري مقيدة يف البورصة‬

‫مىت كانت األسهم حمل اإلحالة أسهم غري مقيدة يف البورصة‪ ،‬فمدة االنتظار‪1‬هي شهران من اتريخ‬
‫تسلم الشركة لطلب املوافقة وفق ما استقر عليه املشرعان اجلزائري واملصري‪ ،‬وثلثة أشهر وفق ما استقر عليه‬
‫املشرع الفرنسي كما سبق وأن فصلنا فيها‪ ،‬على أن يتم تداول األسهم غري املقيدة يف البورصة مباشرة‪ ،‬أي من‬
‫دون أي وسيط من الوسطاء املعتمدين يف البورصة‪.‬‬

‫وعلى إثر ذلك يظل املساهم احمليل هو املالك احلقيقي لألسهم حمل اإلحالة خلل مدة االنتظار‪ ،‬ومن‬
‫مثة حيق له مارسة كافة احلقوق اليت ختوهلا له هذه األسهم‪ ،‬يف املقابل يظل احملال إليه غريبا عن الشركة وال تده‬
‫أي صلة هبا‪ ،‬ومناط ذلك أن نقل ملكية األسهم االمسية ال يتم إال بعد قيد التصرفات الواردة على هذه‬
‫األسهم يف سجل الشركة املعد خصيصا هلذا الغرض‪ ،‬وهذا القيد ال يتم إال بعد صدور قرار املوافقة من الشركة‬
‫على مشروع اإلحالة املعروض عليها‪ ،‬وكنتيجة لذلك ال مكن االحتجاج هبذه اإلحالة سواء يف مواجهة الشركة‬
‫أو يف مواجهة طاقي املسامهني اآلخرين‪ ،‬ألهنا مل تكتس الصيغة النهائية بعد ‪.2‬‬

‫أما خبصوص العلقة بني املساهم احمليل واحملال إليه فالتصرف يعد عقد بيع صحيح فيما بينهما‪،‬‬
‫وطالتال ينت كافة آناره‪ ،‬طاستثناء نقل ملكية األسهم الذي يدجل إىل حني صدور قرار املوافقة من الشركة على‬
‫مشروع اإلحالة املعروض عليها‪ ،‬ومن مثة يقيد يف سجل الشركة املعد خصيصا هلذا الغرض‪.‬‬

‫‪ 1‬حددت مدة االنتظار املخولة للشركة للرد على طلب املوافقة يف بعض التشريعات املقارنة على النحو اآليت‪:‬‬
‫‪ -‬يف القانون املغرب‪:‬ثلثة أشهر مىت كانت األسهم حمل اإلحالة أسهما غري مسعرة يف البورصة‪ ،‬وهذا ما أكدته املادة ‪ 866‬من قانون شركات‬
‫املسامهة‪،‬وثلثون يوما من أايم العمل يف البورصة مىت كانت األسهم حمل اإلحالة أسهما مسعرة فيها‪،‬وهذا ما أكدته املادة ‪ 866‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪ -‬يف القانون التونسي‪ :‬ثلثة أشهر مىت كانت األسهم حمل اإلحالة أسهما غري مسعرة يف البورصة‪،‬وثلثون يوما من أايم العمل يف البورصة مىت‬
‫كانت األسهم حمل اإلحالة أسهما مسعرة فيها‪،‬وهذا ما أكدته املادة ‪ 280‬من قانون الشركات التونسي‪.‬‬
‫‪ -‬يف القانون املوريتاين‪ :‬ثلثة أشهر مىت كانت األسهم حمل اإلحالة أسهما غري مسعرة يف البورصة‪ ،‬وهذا ما أكدته املادة ‪ 405‬من القانون‬
‫التجاري املوريتاين‪ ،‬وثلثون يوما من أايم العمل يف البورصة مىت كانت األسهم حمل اإلحالة أسهما مسعرة فيها‪ ،‬وهذا ما أكدته املادة ‪ 402‬من‬
‫نفس القانون‪.‬‬
‫‪ -‬يف القانون السويسري‪ :‬ثلثة أشهر مىت كانت األسهم حمل اإلحالة أسهما غري مسعرة يف البورصة‪ ،‬وهذا ما أكدته املادة ‪ 3/C/685‬من‬
‫القانون السويسري‪ ،‬وثلثون يوما من أايم العمل يف البورصة مىت كانت األسهم حمل اإلحالة أسهما مسعرة فيها‪ ،‬وهذا ما أكدته املادة‬
‫‪ 01/C/685‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪ 2‬أ‪.‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري (دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.282‬‬
‫‪ -‬حممد فتاحي‪ ،‬تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري (دراسة مقارنة)‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.891‬‬

‫‪146‬‬
‫األول ‪ :‬متطلّبات تفعيل شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرط الموافقـ ـ ـ ـة ف ـ ـ ـ ـي شركـ ـ ـ ـ ـة المساهمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬
‫‪ 0202‬الباب الثّــاني‪ /‬الفصــل ّ‬

‫وعلى أية حال‪ ،‬فمشروع اإلحالة الذي ت بني املساهم احمليل واحملال إليه وفق التشريع اجلزائري ال يتم‬
‫تنفيذه خلل مدة االنتظار‪ ،‬وال تنتقل ملكية األسهم حمل اإلحالة للمحال إليه‪ ،‬سواء كانت الشركة مقيدة يف‬
‫بورصة القيم املنقولة‪ ،‬أو غري مقيدة فيها‪ ،‬إذ يظل املساهم احمليل هو املالك احلقيقي هلذه األسهم وهو من له‬
‫احلق يف مباشرة احلقوق اليت ختوهلا له هذه األسهم‪ ،‬وكنتيجة لذلك مكن القول أن العلقة بني املساهم احمليل‬
‫واحملال إليه هي علقة طائع مبشرت حيكمها عقد بيع صحيح ينت كافة آناره طاستثناء نقل ملكية األسهم الذي‬
‫يدجل إىل حني صدور قرار املوافقة من الشركة على مشروع اإلحالة‪ ،‬ومن مثة يقيد يف سجل الشركة املعد‬
‫خصيصا هلذا الغرض‪.‬‬

‫وبناء على ما تقدم مكن القول أن قيام شرط املوافقة يف شركة املسامهة صحيحا ومرتبا آلناره يستلزم‬
‫توافر مجلة من الشروط الشكلية واملوضوعية‪ ،‬حبيث تتمثل األوىل يف أن يكون شرط املوافقة شرطا نظاميا‪ ،‬أي‬
‫أنه مدرج مسبقا يف القانون األساسي للشركة‪ ،‬إذ ال رجومز للجمعية العامة غري العادية إضافته أثناء حياة الشركة‬
‫ما مل يوجد بند يف نظامها التأسيسي رجيز هلا ذلك‪ ،‬إىل جانب ذلك رجب أن تكتسي األسهم حمل اإلحالة‬
‫بصفة خاصة الشكل االمسي‪ ،‬سواء مبوجب القانون أو مبوجب القانون األساسي للشركة‪ ،‬ومبفهوم املخالفة ال‬
‫يسري هذا الشرط على األسهم حلاملها اليت تنتقل ملكيتها بطريق التسليم خارج نطاق الشركة ومن دون‬
‫إرادهتا‪ ،‬ما يصعب مهمة مراقبة حتركاهتا إن مل نقل استحالتها‪ ،‬وما يسوغ ذلك أن هذا النوع من األسهم‬
‫يتضمن مجيع بياانت األسهم االمسية ما عدا أمساء املسامهني‪ ،‬ما يتعذر التعرف على هوية احلائزين هلا‪.‬‬

‫فضل عن ذلك حيق للشركة التمسك بشرط املوافقة مىت كانت األسهم حمل اإلحالة أسهما امسية‬
‫جمسدة يف شكل غري مادي‪ ،‬أي يف شكل قيود حسابية‪ ،‬ومناط ذلك أن املشرع اجلزائري ملا أقر لشركة املسامهة‬
‫إبصدار أسهم امسية يف شكل قيود حسابية مل يلزمها إبلغاء الدعامات املادية هلا‪ ،‬ومن مثة من حقها االحتجاج‬
‫اتاه املساهم احمليل واحملال إليه هبذا الشرط‪.‬‬

‫بيد أن الشروط الشكلية وحدها ال تكفي لتفعيل شرط املوافقة يف شركة املسامهة على النحو الصحيح‬
‫الذي يقضي به القانون‪ ،‬بل يستلزم إىل جانب ذلك توافر شرطني موضوعيني‪ ،‬يكمن األول يف أال يددي شرط‬
‫املوافقة إىل تقييد حرية املساهم الراغب يف إحالة أسهمه إىل الغري بشكل مطلق وإال كان طاطل لتعلق ذلك‬
‫طالنظام العام‪ ،‬ويكمن الثاين يف أن تتوافر مصلحة للشركة عند إقرارها هلذا الشرط يف قانوهنا األساسي‪ ،‬فضل‬
‫عن ذلك أقرت بعض التشريعات املقارنة شرطا آخر يتمثل يف أن تكون الشركة غري مقيدة يف البورصة‪ ،‬فإن‬
‫كانت كذلك وجب عليها حذف هذا الشرط من قانوهنا األساسي لتعارض ذلك مع عمليات التداول اليت تتم‬
‫داخلها اليت تتسم مبرونة اإلجراءات وسرعتها‪ ،‬على إثر ذلك أنمل من املشرع اجلزائري أن يكرس هذا الشرط‬

‫‪147‬‬
‫األول ‪ :‬متطلّبات تفعيل شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرط الموافقـ ـ ـ ـة ف ـ ـ ـ ـي شركـ ـ ـ ـ ـة المساهمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬
‫‪ 0202‬الباب الثّــاني‪ /‬الفصــل ّ‬

‫األخري مبوجب نص قانوين صريح ضمن النصوص املنظمة لشرط املوافقة يف شركة املسامهة‪ ،‬ومل ال استبعاد‬
‫شركات املسامهة ذات االكتتاب العام والشركات املقيدة يف بورصة القيم املنقولة من اخلضوع لشرط املوافقة‬
‫بشكل صريح على غرار ما استقر عليه نظريه املصري‪.‬‬

‫كما أنمل منه أن يوسع من نطاق تفعيل شرط املوافقة ليشمل كل القيم املنقولة اليت ختول حق‬
‫الدخول إىل رأمسال الشركة‪ ،‬سواء كانت أسهما عادية أو متامزة أو أي سند مال آخر‪ ،‬ومل ال يوسعه ليشمل‬
‫كل سندات رأس املال مبا فيها تلك اليت ختول حق الدخول إىل رأمسال الشركة يف املستقبل‪ ،‬ومناط ذلك أن‬
‫هذه القيم من شأهنا أن تتحول إىل أسهم‪ ،‬ومن مثة يتعني مراقبة انتقاهلا للحيلولة وملنع انضمام أشخاص غري‬
‫مرغوب فيهم إىل الشركة عن طريقها‪ ،‬ومن بني هذه القيم سندات الدين القابلة للتحول إىل أسهم‪ ،‬والشهادات‬
‫اليت ختول صاحبها احلق يف التصويت وشهادات االستثمار اليت يشكل اندماجهما سهما بقوة القانون‪.‬‬

‫وعلى أية حال مىت تطلب القانون األساسي لشركة املسامهة موافقتها على إحالة األسهم إىل الغري‪،‬‬
‫واستوىف شرط املوافقة مجيع الشروط الشكلية واملوضوعية الواجب توافرها لتفعيله وجب على املساهم احمليل‬
‫إبلغ الشركة مبشروع اإلحالة عن طريق توجيه طلب االعتماد إليها برسالة موصى عليها مع وصل االستلم‪،‬‬
‫حبيث يتضمن هذا الطلب(طلب االعتماد) اسم ولقب احملال إليه وعنوانه وعدد األسهم املقرر إحالتها والثمن‬
‫املعروض لشرائها‪ ،‬على أن هذا البيان األخري ال مثل أي أمهية مىت كان التصرف يف األسهم من التصرفات‬
‫الناقلة للملكية بغري عوض كاهلبة والوصية والتبع‪ ،‬فضل عن ذلك أضاف القضاء املقارن بياان آخر مىت كان‬
‫احملال إليه شخصا معنواي يتمثل يف أن يتضمن الطلب شكله القانوين وتسميته التجارية وعنوان مقره‬
‫االجتماعي‪.‬‬

‫هذا‪ ،‬وال يقتصر توجيه طلب االعتماد(املوافقة) على املساهم احمليل فقط بل هو حق مقرر للوكيل‬
‫احلائز على وكالة خاصة تيز له ذلك‪ ،‬وملالك الرقبة مىت كانت األسهم حمل اإلحالة مثقلة حبق االنتفاع‪،‬‬
‫ولوكيل الشركاء على الشيوع مىت كانت ملكية األسهم حمل اإلحالة على الشيوع‪ ،‬أما إذا كان مالك األسهم‬
‫حمل اإلحالة شخصا معنواي فالطلب يوجه من قبل مثله القانوين أو من ينوبه‪ ،‬فضل عن ذلك أقر القضاء‬
‫املقارن للمساهم احمليل واحملال إليه أبن يتفقا على شخص معني توكل إليه مهمة توجيه طلب املوافقة إىل الشركة‬
‫مىت اقتضت الضرورة ذلك‪ ،‬أما خبصوص اهليئة املختصة طالفصل يف طلب املوافقة‪ ،‬فاملشرع اجلزائري مل حيددها‬
‫ومل يتعرض إليها‪ ،‬ولسد هذه الثغرة القانونية من وجهة نظران يستحسن ويفضل األخذ طاحلل الذي استقر عليه‬
‫غالبية الفقهاء الذي يقضي أبن حتدد هذه اهليئة مسبقا يف القانون األساسي للشركة مبوجب بند من بنوده‪،‬‬
‫على أن تكون هذه اهليئة هي اجلمعية العامة العادية مىت كانت الشركة تضم عددا قليل من املسامهني‪ ،‬وتكون‬

‫‪148‬‬
‫األول ‪ :‬متطلّبات تفعيل شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرط الموافقـ ـ ـ ـة ف ـ ـ ـ ـي شركـ ـ ـ ـ ـة المساهمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬
‫‪ 0202‬الباب الثّــاني‪ /‬الفصــل ّ‬

‫هيئة اإلدارة‪ ،‬سواء املمثلة يف جملس اإلدارة أو يف جملس املديرين حسب احلالة‪ ،‬مىت كان عدد املسامهني فيها‬
‫كبريا‪ ،‬ومهما تكن فهي املعنية كذلك بتقدمي بديل عن احملال إليه املقرتح من املساهم احمليل عند رفض الشركة‬
‫ملشروع اإلحالة املعروض عليها للموافقة‪.‬‬

‫أما عن املدة املخصصة للشركة للرد على طلب املوافقة‪ ،‬فاملشرع اجلزائري مل ميز بشأهنا بني أسهم‬
‫الشركة املقيدة يف البورصة عن تلك غري املقيدة فيها‪ ،‬إذ اعتبها مدة واحدة حتدد أبجل شهرين اعتبارا من‬
‫اتريخ استلم الشركة لطلب املوافقة‪ ،‬فضل عن ذلك مل حيدد املشرع وقتا معيـنا لتوجيه طلب املوافقة إىل الشركة‪،‬‬
‫ومهما يكن فاملساهم احمليل خلل مدة االنتظار يظل هو املالك احلقيقي لألسهم حمل اإلحالة‪ ،‬ومن مثة من‬
‫حقه مارسة كافة احلقوق اليت ختوهلا له هذه األسهم‪ ،‬يف املقابل يظل احملال إليه غريبا عن الشركة وال تده أي‬
‫صلة هبا‪ ،‬وكنتيجة لذلك مكن القول أن العلقة بينهما صحيحة‪ ،‬أي بني املساهم احمليل واحملال إليه‪ ،‬ومناط‬
‫ذلك أن التصرف الذي ت بينهما يعد عقد بيع صحيح‪ ،‬وطالتال ينت كافة آناره طاستثناء نقل ملكية األسهم‬
‫الذي يدجل إىل حني صدور قرار املوافقة من الشركة على مشروع اإلحالة املعروض عليها‪ ،‬ومن مثة يقيد يف‬
‫سجل الشركة املعد خصيصا هلذا الغرض‪.‬‬

‫وعلى العموم استحسنا ومثنا موقف املشرع اجلزائري الذي تضمنه املرسوم التشريعي‪ ،12-92‬إذ أنه‬
‫أصاب ملا أعاد النظر يف بعض اإلجراءات واآلجال اللمزمة إلضفاء الصيغة النهائية على مشروع اإلحالة‪،‬‬
‫وتدارك بعض الثغرات القانونية اليت تضمنها األمر‪،69-56‬كتحديده للطريقة اليت يتم هبا تبليغ طلب‬
‫املوافقة(االعتماد) إىل الشركة واليت أغفلها األمر‪ ،69-56‬وختفيضه للمدة القانونية املخصصة للشركة للرد على‬
‫الطلب من ثلثة أشهر وفق ما كان معموال به من قبل إىل شهرين وفق املرسوم التشريعي‪ ،12-92‬فضل عن‬
‫ختفيضه لألجل القانوين احملدد للشركة لتقدمي بديل عن احملال إليه املرفوض من قبلها واملقرتح من املساهم‬
‫احمليل‪،‬كما استحسنا ومثنا موقفه القاضي بتمديد األجل القانوين بقرار من رئيس احملكمة املختصة بناء على‬
‫طلب الشركة بدل تديده حبكم من القضاء كما كان معموال به من قبل‪ ،‬سنتعرض إليه بنوع من التفصيل‬
‫الحقا‪ ،‬ومع ذلك أخذان عليه عدم حتديده للهيئة املختصة طالفصل يف طلب املوافقة‪ ،‬وعدم حتديده كذلك‬
‫للوقت الذي يتم فيه توجيه طلب املوافقة إىل الشركة‪ ،‬فضل عن عدم حتديده لسلطة اجلمعية العامة غري العادية‬
‫يف إضافة شرط املوافقة يف القانون األساسي للشركة أثناء حياهتا من عدمها‪.‬‬

‫ومع كل ذلك‪ ،‬فاملشرع اجلزائري ألزم الشركة طالرد على طلب املوافقة املوجه هلا سواء طالقبول أو‬
‫طالرفض خلل املدة املذكورة أعله‪ ،‬على أن املساهم احمليل ليس له احلق يف أن رجبها على اإلسراع يف الرد‬
‫على طلبه ألي سبب كان‪ ،‬وهذا ما سنتطرق إليه بنوع من التحليل والتفصيل يف الفصل اآليت‪.‬‬

‫‪149‬‬
‫الردّ على طلب الموافقة ( االعتماد)‬
‫‪ 0202‬الباب الثّاني‪ /‬الفصل الثّاني ‪ :‬سلطة الشّركة في ّ‬

‫الفصل الثاين‬

‫سلطة الشركة يف الرد على طلب املوافقة (االعتماد)‬

‫بعد استعراضنا يف الفصل السابق ملتطلبات تفعيل شرط املوافقة يف شركة املسامهة ننتقل خالل هذا‬
‫الفصل للحديث عن مسألة جوهرية ويف غاية من م‬
‫األمهية أال وهي سلطة الشركة يف الرد على طلب املوافقة‬
‫املقدم هلا‪ ،‬انطالقا من سلطتها يف إبداء موقفها من مشروع اإلحالة الذي ت بني املساهم احمليل واحملال إليه‬
‫سواء ابلقبول أو ابلرفض‪ ،‬وصوال لآلاثر القانونية املتتبة عن رفضها هلذا املشروع اليت تقع ابلدرجة األوىل على‬
‫عاتق الشركة نفسها‪ ،‬وعلى عاتق املساهم احمليل ذلك أن احملال إليه مازال أجنبيا عن الشركة وال تربطه أي صلة‬
‫هبا‪ ،‬على هذا النحو حاولنا تقسيم هذا الفصل إىل مبحثني سنتطرق إليهما بنوع من التحليل والتفصيل كاآليت‪.‬‬

‫املبحث األول‬

‫موقف الشركة من مشروع اإلاحالة‬

‫ابستقراء ومتحيص ما تضمنه نصا املادتني ‪ 517‬مكرر ‪ 75‬و‪ 517‬مكرر ‪ 75‬من القانون التجاري‬
‫اجلزائري اتضح لنا أنه مىت استلمت الشركة طلب املوافقة املتضمن مشروع إحالة أسهم املساهم احمليل إىل احملال‬
‫إليه‪ ،‬فالشركة أمام ثالث خيارات خالل أجل شهرين اعتبارا من اتريخ استالمها للطلب‪ ،‬إما أن تقبل به أو‬
‫متتنع عن اجلواب عليه‪ ،‬أو ترفضه مبوجب قرار صريح صادر عن اهليئة املختصة فيها‪ ،‬على هذا النحو حاولنا‬
‫تقسيم هذا املبحث إىل مطلبني تناولنا يف املطلب األول موافقة الشركة على مشروع اإلحالة املعروض عليها‪ ،‬يف‬
‫حني خصصنا املطلب الثاين لرفض الشركة هلذا املشروع‪.‬‬

‫املطلب األول‬

‫موافقة الشركة على مشروع اإلاحالة‬

‫ابستقراء ومتحيص ما تضمنه املقطع األخري من نص املادة ‪ 517‬مكرر ‪ 75‬من القانون التجاري‬
‫اجلزائري الذي جاء فيه‪ ":‬وتنتج املوافقة سواء من تبليغ طلب االعتماد أو من عدم اجلواب يف أجل شهرين‬
‫اعتبارا من اتريخ الطلب"‪ ،‬اتضح لنا أن املوافقة تنتج سواء من تبليغ قرار االعتماد(القبول)‪ ،‬أو من عدم‬
‫اجلواب يف أجل شهرين اعتبارا من اتريخ الطلب‪ ،‬على هذا النحو حاولنا تقسيم هذا املطلب إىل فرعني تناولنا‬
‫يف الفرع األول املوافقة الضمنية على مشروع اإلحالة الذي ت بني املساهم احمليل واحملال إليه‪ ،‬يف حني خصصنا‬
‫الفرع الثاين للموافقة الصرحية على مشروع اإلحالة‪.‬‬

‫‪150‬‬
‫الردّ على طلب الموافقة ( االعتماد)‬
‫‪ 0202‬الباب الثّاني‪ /‬الفصل الثّاني ‪ :‬سلطة الشّركة في ّ‬

‫الفرع األول‬

‫املوافقة الضمنية على مشروع اإلاحالة‬

‫ابستقراء ومتحيص نصوص القانون التجاري اجلزائري املنظمة لشرط املوافقة يف شركة املسامهة اتضح لنا‬
‫أن املوافقة الضمنية للشركة على مشروع اإلحالة املعروض عليها تتخذ عدة أشكال‪ ،‬سنتطرق إليها بنوع من‬
‫التحليل والتفصيل على النحو اآليت‪:‬‬

‫بداية ابستعراض املقطع األخري من نص املادة ‪ 517‬مكرر ‪ 75‬من القانون التجاري اجلزائري‪ ،‬وكذا‬
‫املقطع األخري من الفقرة األوىل من نص املادة ‪ 505‬الواردة يف ظل األمر ‪ ،75-57‬اتضح لنا أن عدم جواب‬
‫الشركة أو سكوهتا على طلب املوافقة املقدم هلا خالل أجل شهرين وفق النص األول وثالثة أشهر وفق النص‬
‫الثاين اعتبارا من اتريخ تسلمها هلذا الطلب‪ ،‬وإىل غاية انقضاء هذه املدة من دون أن تتخذ هذه الشركة أي‬
‫موقف حيال هذه املسألة يعترب موافقة ضمنية على مشروع اإلحالة املقدم هلا‪ ،‬وكنتيجة لذلك وجب عليها‬
‫قبول احملال إليه كمساهم جديد فيها بدل املساهم احمليل‪ ،1‬ويف رأينا يعترب هذا احلكم الذي استقر عليه م‬
‫املشرع‬
‫اجلزائري مبثابة جزاء عن عدم اجلواب أو السكوت على طلب املوافقة املقدم للشركة‪.‬‬

‫وبناء عليه‪ ،‬فسكوت الشركة أو عدم جواهبا خالل أجل شهرين وفق التشريع احلايل اعتبارا من اتريخ‬
‫تسلمها لطلب املوافقة املتضمن مشروع إحالة أسهم املساهم احمليل إىل احملال إليه يعترب موافقة ضمنية‪ ،‬على أنه‬
‫ال ميكن أبي حال من األحوال إطالة هذه املدة القانونية احملددة بشهرين كما سبق بيانه‪،‬وذلك محاية للمساهم‬
‫احمليل الذي ال يستطيع انتظار رد الشركة على طلبه ملدة أطول أو ألجل غري حمدد قد يلحق به ضررا أو جيعله‬

‫‪1‬أ‪ .‬ديدن بوعزة‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪11‬‬


‫‪ -‬خدجية بلعريب‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.56‬‬
‫‪ -‬أمساء بن ويراد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.51‬‬
‫‪ -‬وداد بن بعيبش‪،‬تداول األسهم والتصرف فيها يف شركات األموال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪ -‬مسية فاطمة الزهراء بن غالية‪ ،‬حرية املساهم يف التنازل عن األسهم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪ -‬مسية فاطمة الزهراء بن غالية‪ ،‬احلقوق األساسية للمساهم ومبدأ احلرية التعاقدية يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬الزهراء نواصرية‪ ،‬التنازل عن األسهم‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.162‬‬
‫‪ -‬الزهراء نواصرية‪ ،‬شرط اعتماد املتنازل له عند التنازل عن األسهم‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪ -‬اندية مطالوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.115‬‬
‫‪ -‬اندية محيدة‪ ،‬حقوق املسامهني يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.57‬‬
‫‪ -‬أ‪ .‬اندية محيدة‪ ،‬شرط املوافقة إلحالة األسهم يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.26‬‬
‫‪ -‬هند قاسي عبد هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪-‬فتيحة بن عزوز‪،‬دور جلنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة يف محاية املساهم يف شركة املسامهة‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.112‬‬

‫‪151‬‬
‫الردّ على طلب الموافقة ( االعتماد)‬
‫‪ 0202‬الباب الثّاني‪ /‬الفصل الثّاني ‪ :‬سلطة الشّركة في ّ‬

‫حبيس أسهمه وأسريها‪ ،‬فضال عن ذلك فاملعامالت التجارية متتاز ابلسرعة وابألخص املعامالت الواردة على‬
‫األسهم يف شركات املسامهة ما يستلزم ضمان هذه اخلاصية يف هذا النوع من الشركات كأصل عام‪.‬‬
‫وهذا ما استقر عليه كذلك م‬
‫املشرع املصري على غرار نظريه اجلزائري بدليل ما تضمنته الفقرة "ب" من‬
‫نص املادة ‪ 161‬من الالئحة التنفيذية لقانون الشركات رقم ‪ 175‬لسنة ‪1511‬م اليت جاء فيها‪":‬تعترب املوافقة‬
‫قد متت إذا مل يصله رد الشركة ابلقبول أو الرفض خالل ستني يوما من اتريخ تقد م طلبه إليها‪ ،‬ويثبت التاريخ‬
‫إبيصال الربيد املسجل"‪ ،‬ويستفاد من هذه الفقرة أن املوافقة الضمنية تتم ملا ال يصل إىل املساهم احمليل رد‬
‫الشركة‪ ،‬سواء ابلقبول أو الرفض‪ ،‬خالل ستني يوما من اتريخ تقد م طلب املوافقة إليها‪ ،‬على أن يثبت التاريخ‬
‫إبيصال الربيد املسجل‪.1‬‬
‫أما م‬
‫املشرع الفرنسي فقد أخذ هو اآلخر هبذا احلكم مع االختالف يف املدة احملددة قانوان للشركة للرد‬
‫على طلب املوافقة املقدم هلا‪ ،‬بدليل ما تضمنه املقطع األخري من الفقرة األوىل من نص املادة ‪L111-16‬‬
‫من القانون التجاري الساري املفعول‪ ،2‬وهو نفس احلكم الذي تضمنه املقطع األخري من الفقرة األوىل من نص‬
‫املادة‪ 157‬من قانون الشركات لسنة‪1555‬امللغى‪.‬‬

‫وإىل جانب ما تقدم تتحقق املوافقة الضمنية وفق ما نصت عليه املادة ‪ 517‬مكرر ‪ 71‬من القانون‬
‫التجاري اجلزائري‪ ،3‬ملا تبدي شركة املسامهة موافقتها على مشروع الرهن احليازي ألسهم أحد املسامهني فيها‪،‬‬

‫‪1‬د‪ .‬محد هللا حممد محد هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.112‬‬
‫‪ -‬د‪.‬مسيحة القليويب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.550‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬أمرية صدقي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.125‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬إلياس انصيف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.702-701‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬عبد األول عابدين حممد بسيوين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.152‬‬
‫‪2‬د‪ .‬محد هللا حممد محد هللا‪،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.116‬‬
‫‪- P. DIDIER et Ph. DIDIER, op. cit, p 534.‬‬
‫‪-G.RIPERT et R.ROBLOT, droit commercial‬‬ ‫‪librairie générale de droit et de‬‬
‫‪jurisprudence L.G.D.J, paris, 6émé édition, 1968, p 638.‬‬
‫‪-‬ينص املقطع األخري من الفقرة األوىل من نص املادة‪L228-24‬من األمر‪ 506-1006‬املتضمن القانون التجاري الفرنسي على اآليت‪:‬‬
‫‪"L’agrément résulte, soit d’une notification, soit du défaut de réponse dans un délai de trois‬‬
‫‪mois à compter de la demande " .‬‬
‫‪ 3‬أمساء بن ويراد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.107-106‬‬
‫‪ -‬خدجية بلعريب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.56‬‬
‫‪ -‬اندية مطالوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬محد هللا حممد محد هللا‪،‬نفس املرجع السابق‪،‬ص‪.‬ص ‪.111-115‬‬
‫‪ -‬أ‪ .‬اندية محيدة‪ ،‬شرط املوافقة إلحالة األسهم يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.27-26‬‬

‫‪152‬‬
‫الردّ على طلب الموافقة ( االعتماد)‬
‫‪ 0202‬الباب الثّاني‪ /‬الفصل الثّاني ‪ :‬سلطة الشّركة في ّ‬

‫حسب الشروط واإلجراءات اليت تضمنتها املادة ‪ 517‬مكرر ‪ 75‬من نفس القانون‪ ،‬أي بتعبري أدق يتعني‬
‫على املساهم الراهن إبالغ الشركة مبشروع الرهن احليازي لبعض أسهمه أو كلها مبوجب طلب االعتماد‬
‫(املوافقة) عن طريق رسالة موصى عليها مع وصل االستالم يرسلها إليها كما سبق بيانه‪ ،‬بشرط أن يتضمن‬
‫هذا الطلب على وجه اإللزام اسم الدائن املرهتن ولقبه وعنوانه وعدد األسهم املقرر رهنها‪ ،‬ومن مثة مىت أصبح‬
‫الدين املضمون مستحق األداء جاز للدائن املرهتن الذي مل يستوف حقه يف أن يقبض قيمة دينه عن طريق‬
‫طلب بيع األسهم املرهونة بيعا جربا طبقا ألحكام املادة ‪ 511‬من القانون املدين اجلزائري‪ ،‬أو أن يتملكها هو‬
‫مىت كان حسن النمية وفقا ملا جاء يف الفقرة الثانية من نص املادة ‪ 550‬من القانون املدين اجلزائري اليت جاء‬
‫فيها‪" :‬وبوجه خاص يكون للمرهتن حسن النمية أن يتمسك حبقه يف الرهن ولو كان الراهن ال ميلك التصرف يف‬
‫الشيء املرهون‪،‬كما جيوز من جهة أخرى لكل حائز حسن النمية أن يتمسك ابحلق الذي كسبه على الشيء‬
‫املرهون ولو كان ذلك الحقا لتاريخ الرهن"‪.‬‬

‫وعلى أية حال مىت جلأ الدائن املرهتن إىل اخليار األول املتمثل يف بيع األسهم املرهونة بيعا جربا إىل‬
‫شخص ما‪ ،‬فال جيوز للشركة يف هذه احلالة أن تعتض على الشخص الذي قام بشرائها طاملا وافقت من قبل‬
‫على مشروع الرهن احليازي هلذه األسهم‪ ،‬ما مل تفضل بعد اإلحالة استجاع األسهم املرهونة حلساهبا اخلاص‬
‫عن طريق شرائها دون أي أتخري بغرض ختفيض رأمساهلا‪،1‬كما ال جيوز هلا االعتاض على انضمام الدائن املرهتن‬
‫إليها مىت اختار أن يتملك األسهم املرهونة بدل بيعها جربا‪ ،2‬ومناط ذلك أن أحكام املادة ‪ 511‬من القانون‬

‫‪ 1‬جتدر اإلشارة إىل أن م‬


‫املشرع اجلزائري مل حيدد مدة معينة الستجاع األسهم املرهونة من قبل الشركة واكتفى بعبارة"دون أي أتخري"‪.‬‬
‫‪ 2‬تقضي القاعدة العامة أبنه ال جيوز للدائن املرهتن أن يتملك األسهم املرهونة مبجرد عدم الوفاء ابلدين عند حلول اتريخ االستحقاق‪ ،‬وال جيوز له‬
‫بيعها دون مراعاة اإلجراءات املقررة قانوان‪ ،‬سواء كان الرهن مدنيا أو جتارًّي‪ ،‬بدليل ما عربت عنه املادة ‪ 550‬من القانون املدين اجلزائري اليت جاء‬
‫فيها ‪":‬تسري على رهن احليازة أحكام املادة ‪ 501‬املتعلقة مبسؤولية الراهن غري املدين‪ ،‬وأحكام املادة ‪ 502‬املتعلقة بشرط التملك عند عدم الوفاء‬
‫وشرط البيع دون إجراءات"‪ ،‬وابستعراض ما تضمنته هذه املادة اتضح لنا أّنا أحالتنا إىل نص املادة ‪ 502‬من نفس القانون اليت جاء فيها‪":‬يكون‬
‫ابطال كل اتفاق جيعل للدائن احلق عند عدم استيفاء الدين وقت حلول أجله يف أن يتملك العقار املرهون يف نظري مثن معلوم أًّي كان‪ ،‬أو يف أن‬
‫يبيعه دون مراعاة لإلجراءات اليت فرضها القانون ولو كان هذا االتفاق قد أبرم بعد الرهن‪ ،‬غري أنه جيوز بعد حلول الدين أو قسط منه االتفاق‬
‫على أن يتنازل املدين لدائنه عن العقار املرهون وفاء لدينه"‪.‬‬
‫‪ -‬فضال عما تقدم إذا ت االتفاق ببني املدين الراهن والدائن املرهتن على متلك األسهم املرهون يف حالة عدم الوفاء ابلدين عند حلول‬
‫أجله‪ ،‬فهذا االتفاق يعد ابطال بطالان مطلقا ملخالفته أحكام املادة ‪ 550‬من القانون املدين اجلزائري اليت أحالتنا بدورها إىل أحكام املادة ‪502‬‬
‫من نفس القانون‪ ،‬ومع ذلك ال يؤدي بطالن االتفاق إىل بطالن عقد الرهن‪ ،‬إذ يظل هذا األخري قائما وصحيحا بني طرفيه ما مل يثبت الدائن‬
‫املرهتن أن الدافع الباعث إلبرام عقد الرهن هو هذا االتفاق‪ ،‬فإذا ثبت ذلك اعترب عقد الرهن ابطال بطالان مطلقا لعدم مشروعية سببه‪ ،‬زد على ما‬
‫املشرع اجلزائري اعترب كل شرط يرخص بيع األسهم املرهونة ابطال مىت خالف اإلجراءات املقررة قانوان‪ ،‬سواء الواردة يف األحكام العامة‬ ‫تقدم ف م‬
‫وابألخص أحكام املادة ‪ 552‬من القانون املدين‪ ،‬أو الواردة يف أحكام القانون التجاري وابألخص أحكام املادة ‪ 22‬منه‪ ،‬غري أنه مبفهوم املخالفة‬
‫لنص هذه األخرية‪ ،‬فالدائن املرهتن له احلق يف متلك األسهم املرهونة مىت احتم اإلجراءات املقررة قانوان لبيعها‪ ،‬وهذا ما أكده م‬
‫املشرع اجلزائري يف‬
‫نص املادة ‪ 517‬مكرر ‪ 71‬من القانون التجاري‪.‬‬

‫‪153‬‬
‫الردّ على طلب الموافقة ( االعتماد)‬
‫‪ 0202‬الباب الثّاني‪ /‬الفصل الثّاني ‪ :‬سلطة الشّركة في ّ‬

‫املدين املذكورة أعاله قد خولت للدائن املرهتن اخليار بني بيع األسهم املرهونة وبني متلكه هلا وفقا لألحكام اليت‬
‫تضمنتها الفقرة الثانية من نص املادة ‪ 550‬من نفس القانون‪.1‬‬

‫ويستفاد ما تقدم أن شركة املسامهة عندما توافق على مشروع الرهن احليازي ألسهم أحد املسامهني‬
‫فيها‪ ،‬فإنه يتتب عن هذه املوافقة قبول ضمن للمحال إليه يف حالة التنفيذ على األسهم املرهونة وبيعها جربا‪،‬‬
‫وقبول ضمن كذلك النضمام الدائن املرهتن إليها مىت كان حسن النمية واختار متلك األسهم املرهونة حلسابه‬
‫اخلاص‪ ،‬ما مل تفضل هذه الشركة بعد اإلحالة استجاع األسهم املرهونة حلساهبا اخلاص عن طريق شرائها دون‬
‫أي أتخري بغرض ختفيض رأمساهلا‪.‬‬
‫وجتدر اإلشارة يف هذا الصدد إىل أن امل م‬
‫شرع اجلزائري قد أخذ هبذه الصورة يف ظل األمر ‪75-57‬‬
‫املتضمن القانون التجاري اجلزائري‪ ،‬بدليل ما نصت عليه صراحة املادة ‪ 501‬من نفس األمر اليت جاء‬
‫فيها‪":‬إذا أصدرت الشركة موافقتها على مشروع رهن حيازي لألسهم حسب الشروط املنصوص عليها يف‬
‫الفقرة األوىل من املادة ‪ ،517‬فإن ه يتتب على هذه املوافقة قبول احملال إليه يف حالة البيع اجلربي لألسهم‬
‫املرهونة طبقا ألحكام املادة ‪555‬من القانون املدين‪ ،‬ما مل تفضل الشركة بعد اإلحالة استجاعها األسهم‬
‫ابلشراء من دون أتخري بغية خفض رأمساهلا"‪.‬‬
‫بيد أن امللفت لالنتباه يف هذا النص هو أن م‬
‫املشرع اجلزائري اشتط أن تبدي الشركة موافقتها على‬
‫مشروع الرهن احليازي حسب الشروط املنصوص عليها يف الفقرة األوىل من نص املادة ‪ 517‬من نفس األمر‪،‬‬
‫ويف رأينا م‬
‫املشرع اجلزائري أخطأ ملا أحالنا للشروط املنصوص عليها يف الفقرة األوىل من نص املادة ‪ 517‬من‬
‫نفس األمر‪ ،‬فاألصح هو وفق الشروط املنصوص عليها يف الفقرة األوىل من نص املادة ‪ 505‬من نفس األمر‪،2‬‬
‫وليس وفق ما ورد يف الفقرة األوىل من نص املادة ‪ 517‬من نفس األمر‪ ،3‬ذلك أن نص هذه األخرية يتعلق‬
‫حبقوق األسهم اليت مل يتم أداء قيمتها ابلكامل‪.‬‬

‫املشرع اجلزائري مل يعدل نص املادة‪ 550‬الواردة يف ظل األمر‪ 71-57‬املؤرخ يف‪1557/05/15‬م املتضمن القانون املدين‬ ‫‪ 1‬جتدر اإلشارة إىل أن م‬
‫إىل يومنا هذا (اجلريدة الرمسية اجلزائرية العدد‪ ،51‬الصادر بتاريخ‪1557/05/20‬م)‪.‬‬
‫‪ 2‬تنص الفقرة األوىل من نص املادة ‪ 505‬الواردة يف ظل األمر ‪ 75-57‬املتضمن القانون التجاري اجلزائري (اجلريدة الرمسية اجلزائرية العدد‪101‬‬
‫الصادر بتاريخ‪1557/11/15‬م) على اآليت‪":‬إذا وقع اشتاط املوافقة يتعني إبالغ الشركة بطلب املوافقة مع ذكر اسم احملال إليه ولقبه وعنوانه‬
‫وعدد األسهم املقرر إحالتها والثمن املعروض‪ ،‬وتنتج املوافقة سواء من التبليغ أو من عدم اجلواب يف أجل ثالثة أشهر اعتبارا من الطلب"‪.‬‬
‫‪ 3‬تنص الفقرة األوىل من نص املادة ‪ 517‬الواردة يف ظل األمر ‪ 75-57‬املتضمن القانون التجاري اجلزائري على اآليت‪":‬عند انقضاء ثالثني يوما‬
‫من اتريخ اإلنذار املنصوص عليه يف املادة ‪ ،511‬فإن األسهم اليت مل يسدد مبلغ األقساط املستحقة منها تنهي احلق يف القبول والتصويت يف‬
‫مجعيات املسامهني وتطرح ابلنسبة حلساب النصاب القانوين"‪.‬‬

‫‪154‬‬
‫الردّ على طلب الموافقة ( االعتماد)‬
‫‪ 0202‬الباب الثّاني‪ /‬الفصل الثّاني ‪ :‬سلطة الشّركة في ّ‬

‫كذلك أخطأ عندما اعترب أن املوافقة على مشروع الرهن احليازي لألسهم يتتب عنها قبول ضمن‬
‫للمحال إليه يف حالة البيع اجلربي لألسهم املرهونة طبقا ألحكام املادة ‪ 555‬من القانون املدين‪ ،1‬فالصواب‬
‫هو وفق أحكام املادة ‪ 511‬من نفس القانون‪ ،2‬غري أنه تدارك هذه اهلفوات يف التعديل الذي أجراه على‬
‫القانون التجاري مبوجب املرسوم التشريعي ‪ ،01-52‬إذ استبدل املادة ‪ 501‬الواردة يف ظل األمر ‪75-57‬‬
‫ابملادة ‪ 517‬مكرر ‪ 71‬الواردة يف ظل املرسوم التشريعي ‪ ،01-52‬ومل يكتف ابستبدال ترقيمها فقط بل أعاد‬
‫صياغتها على النحو القانوين السليم مبا يتوافق مع ما يقتضيه مضموّنا‪.‬‬
‫أما م‬
‫املشرع الفرنسي فقد تناول هذه املسألة يف نص املادة ‪ L111-15‬من القانون التجاري ا الساري‬
‫املفعول‪ ،3‬وكذا يف نص املادة ‪ 155‬من قانون الشركات لسنة ‪1555‬م امللغاة‪ ،‬إذ اعترب يف كال النصني أن‬
‫املوافقة الضمنية تتحقق ملا تبدي الشركة موافقتها على مشروع الرهن احليازي ألسهم أحد املسامهني فيها‬
‫حسب الشروط واإلجراءات اليت تضمنتها الفقرة األوىل من نص املادة ‪ L111-16‬من القانون التجاري‬
‫الفرنسي طبقا ألحكام املادة ‪ L111-15‬من نفس القانون‪ ،‬وحسب الشروط واإلجراءات اليت تضمنتها‬
‫الفقرة األوىل من نص املادة ‪ 157‬من قانون الشركات الفرنسي لسنة ‪1555‬طبقا ألحكام املادة ‪ 155‬من‬
‫نفس القانون‪.‬‬
‫وعلى أية حال‪ ،‬ف م‬
‫املشرع الفرنسي أقر أبن موافقة الشركة على مشروع الرهن احليازي لألسهم‪4‬طبقا‬
‫ألحكام كال النصني املذكورين أعاله يتتب عنها قبول ضمن للمحال إليه يف حالة البيع اجلربي لألسهم‬

‫‪1‬تنص املادة ‪555‬من األمر‪71- 57‬املتضمن القانون املدين اجلزائري على اآليت‪":‬يشتط لنفاذ رهن املنقول يف حق الغري إىل جانب انتقال احليازة‬
‫إىل الدائن أن يدون العقد يف ورقة اثبتة التاريخ‪ ،‬يبني فيها املبلغ املضمون ابلرهن والعني املرهونة بياان كافيا‪ ،‬وحيدد هذا التاريخ الثابت مرتبة الدائن‬
‫املرهتن"‪.‬‬
‫‪ 2‬تنص املادة ‪ 511‬من األمر ‪ 71-57‬املتضمن القانون املدين اجلزائري على اآليت ‪":‬إذا أصبح كل من الدين املرهون والدين املضمون مستحق‬
‫األداء‪،‬جاز للدائن املرهتن إذا مل يستوف حقه أن يقبض من الدين املرهون ما يكون مستحقا له‪ ،‬أو أن يطلب بيع هذا الدين أو متلكه وفقا للمادة‬
‫‪ 550‬الفقرة الثانية"‪.‬‬
‫‪3‬تنص املادة ‪L228-26‬من القانون التجاري الفرنسي على اآليت‪:‬‬
‫‪« Si la société a donné son consentement à un projet de nantissement d’actions dans les‬‬
‫‪conditions prévues au premier alinéa de l’article L228-24, ce consentement emporte‬‬
‫‪agrément du cessionnaire en cas de réalisation forcée des actions nanties selon les‬‬
‫‪dispositions du premier alinéa de larticle2078 du code civil, à moins que la société ne‬‬
‫» ‪préfère, après la cession, racheter sans délai les actions, en vue de réduire son capital.‬‬
‫املشرع الفرنسي مبوجب نص املادة ‪ L112-17‬من القانون التجاري الفرنسي قد اعترب موافقة الشركة ذات املسؤولية‬ ‫‪ 4‬جتدر اإلشارة إىل أن م‬
‫احملدودة على مشروع الرهن احليازي للحصص حسب الشروط اليت تضمنتها الفقراتن األوىل والثانية من نص املادة ‪ L112- 16‬من نفس القانون‬
‫يتتب عنها قبول ضمن للمحال إليه يف حالة البيع اجلربي للحصص املرهونة طبقا ألحكام الفقرة األوىل من نص املادة ‪1051‬من القانون املدين‬
‫الفرنسي‪ ،‬ما مل تفضل هذه الشركة بعد اإلحالة استجاع احلصص املرهونة حلساهبا عن طريق شرائها دون أي أتخري بغرض ختفيض رأمساهلا‪.‬‬

‫‪155‬‬
‫الردّ على طلب الموافقة ( االعتماد)‬
‫‪ 0202‬الباب الثّاني‪ /‬الفصل الثّاني ‪ :‬سلطة الشّركة في ّ‬

‫املرهونة طبقا ألحكام الفقرة األوىل من نص املادة ‪ 1051‬من القانون املدين‪ ،1‬ما مل تفضل هذه الشركة بعد‬
‫اإلحالة استجاع األسهم املرهونة حلساهبا اخلاص عن طريق شرائها دون أي أتخري بغرض ختفيض رأمساهلا‪.‬‬

‫ومن مثة مىت رفضت الشركة مشروع الرهن احليازي لألسهم املوجه هلا وجب عليها أن تقوم ابرهتان‬
‫األسهم لصاحلها‪ ،‬أو أن تشتيها مباشرة من املساهم الراهن مىت وافق على ذلك‪ ،‬وهذا ما استقر عليه الفقه‬
‫احلديث والقضاء املقارن‪ ،2‬ومناط ذلك أن احلكمة من إقرار هذا احلكم تكمن ابلدرجة األوىل يف احليلولة من‬
‫تعسف الشركة بشأن موضوع رهن األسهم‪ ،‬وتبديد املخاوف اليت قد تساور الدائن املرهتن عندما يرغب‬
‫املساهم الراهن يف رهن بعض أسهمه أو كلها له كضمان للوفاء بديونه الشخصية‪ ،‬فالدائن املرهتن تتزايد خماوفه‬
‫عندما يكون شرط املوافقة مدرجا يف القانون األساسي للشركة‪ ،‬وابلتايل قد ال جيد مشت لألسهم املرهونة مىت‬
‫اضطر إىل التنفيذ عليها وبيعها جربا‪ ،‬فالشركة قد ال توافق على انتقال ملكية األسهم املرهونة إىل ذلك‬
‫املشتي‪،‬كما قد ال توافق أصال على مشروع الرهن احليازي لألسهم حىت ال تضطر فيما بعد إىل املوافقة على‬
‫انتقال ملكية األسهم إىل الغري‪ ،3‬لعل هذا ما دفع وحفز م‬
‫املشرعان اجلزائري والفرنسي على غرار بعض‬
‫التشريعات املقارنة إىل بذل املزيد من اجلهود للقضاء على تلك اهلواجس أمثرت إبقرار نصوص قانونية صرحية‬
‫عاجلت هذه املسألة‪ ،‬وهو ما مل يقره م‬
‫املشرع املصري‪.‬‬
‫وجتدر اإلشارة يف هذا الصدد إىل أن م‬
‫املشرع اجلزائري قد خصص يف القانون التجاري للرهن بصفة‬
‫عامة مخس مواد فقط أال وهي املواد ‪ 21‬و‪ 21‬و‪22،555‬و‪ 517‬مكرر ‪ 71‬من نفس القانون‪ ،‬أما‬
‫خبصوص رهن األسهم فقد اعتربه رهنا حيازًّي‪ ،‬وهذا ما أكدته املادة ‪ 517‬مكرر ‪ 71‬من نفس القانون‪ ،‬إىل‬
‫جانب ذلك اشتط أن يثبت الرهن احليازي لألسهم بعقد رمسي‪ ،‬وأن يقيد على سبيل الضمان يف دفاتر‬
‫الشركة‪ ،‬وهذا ما عربت عنه صراحة الفقرة الثالثة من نص املادة ‪ 21‬من نفس القانون اليت جاء فيها‪":‬أما‬

‫‪ 1‬جتدر اإلشارة إىل أن م‬


‫املشرع الفرنسي قد ألغى املادة ‪ 1051‬من القانون املدين الفرنسي مبوجب نص املادة ‪ 75‬من األمر رقم ‪265-1005‬‬
‫املؤرخ يف ‪ 12‬مارس ‪ (JORF- 24/03/2006) 1005‬اليت كانت تنص على اآليت‪:‬‬
‫‪« Le créancier ne peut, à défaut de paiement, disposer de gage : sauf à lui à faire ordonner en‬‬
‫‪justice que ce gage lui demeurera en paiement et jusqu’à due concurrence, d’après une‬‬
‫‪estimation fait experts, ou qu’il sera vendu aux enchères. Toute clause qui autoriserait la‬‬
‫‪créancier à s’approprier le gage ou à en disposer sans les formalités ci-dessus est nulle ».‬‬
‫‪ 2‬د‪ .‬محد هللا حممد محد هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪ -‬جتدر اإلشارة إىل أن م‬
‫املشرع اجلزائري قد حظر على الشركة رهن أسهمها اخلاصة مباشرة أو بواسطة شخص يتصرف ابمسه اخلاص‬
‫حلساب الشركة‪ ،‬وهذا ما أكدته املادة ‪ 517‬مكرر ‪ 2‬من القانون التجاري‪ ،‬وهو نفس احلكم الذي استقر عليه م‬
‫املشرع الفرنسي بدليل ما تضمنته‬
‫الفقرة األوىل من نص املادة ‪ L117-117‬املعدلة مبوجب نص املادة ‪ 05‬من األمر رقم ‪ 766-1012‬املؤرخ يف ‪1012/05/15‬م‪.‬‬
‫‪ 3‬د‪ .‬محد هللا حممد محد هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.115-115‬‬

‫‪156‬‬
‫الردّ على طلب الموافقة ( االعتماد)‬
‫‪ 0202‬الباب الثّاني‪ /‬الفصل الثّاني ‪ :‬سلطة الشّركة في ّ‬

‫ابلنسبة لألسهم وحصص الشركاء يف الشركات املالية والصناعية والتجارية أو املدنية‪ ،‬واليت حيصل نقلها مبوجب‬
‫حتويل يف دفاتر الشركة جيب أن يثبت الرهن بعقد رمسي‪ ،1‬وجيب أن تقيد هذه العملية على سبيل الضمان يف‬
‫الدفاتر املذكورة"‪.‬‬

‫ويستفاد من الفقرة املتقدمة أن األسهم اليت يثبت رهنها بعقد رمسي هي األسهم االمسية‪ ،‬ومناط ذلك‬
‫أن م‬
‫املشرع اجلزائري اشتط صراحة يف هذه الفقرة أن تكون األسهم حمل الرهن من األسهم اليت يتم نقل ملكيتها‬
‫قانوان‬
‫مبوجب حتويل يف دفاتر الشركة‪ ،‬وهذه من خصائص األسهم االمسية اليت تنفرد هبا دون سواها‪ ،‬فالثابت ً‬
‫وفقها أن ملكية السهم للحامل تنتقل بطريقة التسليم‪ ،‬وهذا ما أكدته الفقرة األوىل من نص املادة ‪ 517‬مكرر‬
‫ً‬
‫‪21‬من نفس القانون اليت جاء فيها‪":‬حيول السند للحامل عن طريق جمرد تسليم أو بواسطة قيد يف احلساابت"‪،‬‬
‫أما فيما خيص السهم ألمر فيتم نقل ملكيته من شخص آلخر عن طريق التظهري‪ ،‬أي عن طريق الكتابة على‬
‫ظهر الصك مبا يفيد نقل ملكيته كاألسناد التجارية من دون حاجة للرجوع إىل الشركة‪ ،‬إال أن الواقع العملي‬
‫أثبت أن هذا النوع من األسهم اندرا ما يتم إصداره‪ ،‬فاألسهم املتداولة بكثرة عند غالبية التشريعات هي‬
‫األسهم االمسية واألسهم حلاملها‪.2‬‬

‫املشرع اجلزائري استعمل يف الفقرة الثالثة من نص املادة ‪ 21‬من القانون التجاري اجلزائري كلمة "يثبت" ما قد يوحي إىل األذهان‬‫‪ 1‬املالحظ أن م‬
‫أن الرمسية يف عقد الرهن احليازي لألسهم هي لإلثبات وليس لالنعقاد‪ ،‬ومن جهة نظران الكتابة الرمسية هي لإلثبات ولالنعقاد‪ ،‬ومناط ذلك أن‬
‫املشرع اجلزائري استعمل عبارة "يثبت‪ ......‬بعقد رمسي" يف عدة مواضع للتأكيد على أن الكتابة الرمسية هي أداة إثبات وركن لالنعقاد على غرار‬ ‫م‬
‫ما تضمنته املادة ‪ 110‬من القانون التجاري اجلزائري اليت عربت صراحة على أن الكتابة الرمسية يف عقد الرهن احليازي للمحل التجاري هي أداة‬
‫إثبات وركن من األركان الواجب توافرها النعقاده‪ ،‬وهو نفس احلكم الذي أقرته املادة ‪ 767‬من نفس القانون اليت أكدت هي األخرى على أن‬
‫م‬
‫فاملشرع اجلزائري يف الفقرة الثالثة من نص املادة ‪ 21‬املذكورة أعاله مل‬ ‫الكتابة الرمسية يف عقد الشركة هي أداة إثبات وركن لالنعقاد‪ ،‬فضال عن ذلك‬
‫يبني جزاء ختلف الكتابة الرمسية على غرار ما استقر عليه يف نص املادة ‪ 767‬من نفس القانون اليت أكدت على أن عقد الشركة يثبت بعقد رمسي‬
‫وإال كان ابطال‪.‬‬
‫‪2‬د‪ .‬اندية فضيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.151-155‬‬
‫‪ -‬د‪.‬مسيحة القليويب‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.577‬‬
‫‪ -‬د‪.‬الياس انصيف‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.20‬‬
‫‪ -‬د‪.‬حممد فريد العرين‪ ،‬الشركات التجارية‪ ،‬املشروع التجاري اجلماعي بني وحدة اإلطار القانوين وتعدد األشكال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.150‬‬
‫‪ -‬أ‪.‬د‪.‬فوزي حممد سامي‪،‬الشركات التجارية‪ ،‬األحكام العامة واخلاصة‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة الثامنة‪ ،1015 ،‬ص‪.‬ص‬
‫‪.206-202‬‬
‫‪ -‬د‪.‬عادل علي املقدادي‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬اجلزء األول‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،1002 ،‬ص ‪.212‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬سعيد يوسف البستاين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.252‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬حسام الدين سليمان توفيق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.175-177‬‬
‫‪ -‬د‪.‬طارق عفيفي صادق‪ ،‬احلماية القانونية لعمليات التداول يف أسواق املال وفقا للنظام السعودي‪ ،‬املركز القومي لإلصدارات القانونية‪ ،‬القاهرة‪،،‬‬
‫مصر‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،1017 ،‬ص‪.‬ص ‪.75-75‬‬
‫‪-‬رمية بلجودي‪،‬النظام الق انوين لتداول األوراق املالية ابلبورصة‪،،‬مكتبة الوفاء القانونية للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪،‬الطبعة األوىل‪ ،1015 ،‬ص ‪.61‬‬

‫‪157‬‬
‫الردّ على طلب الموافقة ( االعتماد)‬
‫‪ 0202‬الباب الثّاني‪ /‬الفصل الثّاني ‪ :‬سلطة الشّركة في ّ‬

‫ومل يكتف م‬
‫املشرع اجلزائري عند هذا احلد بل خول حق التصويت يف اجلمعيات العامة ملالك األسهم‬
‫املرهونة أي للمدين الراهن وليس للدائن املرهتن‪ ،‬وهذا ما عربت عنه صراحة الفقرة الثالثة من نص املادة ‪555‬‬
‫من نفس القانون اليت جاء فيها "وميارس حق التصويت من مالك األسهم املرهونة"‪.1‬‬

‫وترتيبا على ما تقدم ميكن القول أن النصوص القانونية املنظمة للرهن احليازي لألسهم الواردة يف‬
‫القانون التجاري اجلزائري وحدها غري كافية‪ ،‬ما يستلزم ابلضرورة االستعانة ابألحكام العامة املنظمة للرهن‬
‫احليازي الواردة يف القانون املدين اجلزائري‪.‬‬

‫زد على ما تقدم بيانه ميكن كذلك للموافقة الضمنية أن تنتج عندما ال يتحقق الشراء بعد انقضاء‬
‫أجل شهرين من اتريخ إبالغ املساهم احمليل برفض الشركة ملشروع اإلحالة املعروض عليها للموافقة‪ ،‬غري أنه‬
‫جيوز متديد هذا األجل بقرار من رئيس احملكمة املختصة بناء على طلب الشركة‪ ،‬وهذا ما عربت عنه صراحة‬
‫الفقرة الثانية من نص املادة ‪ 517‬مكرر ‪ 75‬من القانون التجاري اجلزائري اليت جاء فيها‪":‬وإذا مل يتحقق‬
‫الشراء عند انقضاء األجل املنصوص عليه يف املقطع أعاله تعترب املوافقة كأّنا صادرة‪ ،‬غري أنه جيوز متديد هذا‬
‫األجل بقرار من رئيس احملكمة بناء على طلب الشركة"‪.2‬‬
‫م‬
‫املشرع اجلزائري يف ظل األمر ‪ 75-57‬املتضمن القانون‬ ‫وجتدر اإلشارة يف هذا الصدد إىل أن‬
‫التجاري اجلزائري اعترب أن املوافقة الضمنية تنتج كذلك عندما ال يتحقق الشراء بعد انقضاء أجل ثالثة أشهر‬
‫من اتريخ إبالغ املساهم احمليل برفض الشركة ملشروع اإلحالة املعروض عليها للموافقة‪ ،‬على أنه جيوز متديد‬

‫‪ 1‬هند قاسي عبد هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.165‬‬


‫‪ -‬أ‪ .‬عبد القادر البقريات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.167‬‬
‫‪ 2‬أ‪.‬ديدن بوعزة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.12-11‬‬
‫‪ -‬اندية مطالوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.111-115‬‬
‫‪ -‬اندية محيدة‪ ،،‬حقوق املسامهني يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.57‬‬
‫‪ -‬أ‪.‬اندية محيدة‪ ،‬شرط املوافقة إلحالة األسهم يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.26‬‬
‫‪ -‬خدجية بلعريب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.56‬‬
‫‪ -‬مسية فاطمة الزهراء بن غالية‪ ،‬احلقوق األساسية للمساهم ومبد أ احلرية التعاقدية يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.111‬‬
‫‪-‬مسية فاطمة الزهراء بن غالية‪ ،‬حرية املساهم يف التنازل عن األسهم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.15‬‬
‫‪ -‬أمساء بن ويراد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.51‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬الزهراء نواصرية‪ ،‬التنازل عن األسهم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.162‬‬
‫‪ -‬الزهراء نواصرية‪ ،‬شرط اعتماد املتنازل له عند التنازل عن األسهم ‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.111‬‬
‫‪ -‬فاطمة أمال حلوش‪ ،‬املركز القانوين للمساهم يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.17‬‬
‫‪-‬فاطمة أمال حلوش‪ ،‬حق املساهم يف التصرف يف أسهمه يف شركة املسامهة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.177‬‬
‫‪ -‬هند قاسي عبد هللا‪،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.115-111‬‬

‫‪158‬‬
‫الردّ على طلب الموافقة ( االعتماد)‬
‫‪ 0202‬الباب الثّاني‪ /‬الفصل الثّاني ‪ :‬سلطة الشّركة في ّ‬

‫هذا األجل حبكم من القضاء بناء على طلب الشركة‪ ،‬وهذا ما أكدته الفقرة األخرية من نص املادة ‪ 505‬من‬
‫األمر ‪ 75-57‬اليت جاء فيها‪":‬وإذا مل حيقق الشراء عند انقضاء األجل املنصوص عليه يف الفقرة املتقدمة تعترب‬
‫املوافقة كأّنا صادرة‪ ،‬غري أنه يسوغ مد هذا األجل حبكم من القضاء بناء على طلب الشركة"‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬وقد أصاب امل م‬
‫شرع اجلزائري ملا استبدل وأعاد صياغة الفقرة األخرية من نص املادة ‪ 505‬الواردة‬
‫يف ظل األمر ‪ 75-57‬ابلفقرة الثانية من نص املادة ‪ 517‬مكرر ‪ 75‬الواردة يف ظل املرسوم التشريعي ‪-52‬‬
‫‪ 01‬املعدل واملتمم لألمر ‪ ،75-57‬إذ أنه أحسن ملا خفض األجل من ثالثة أشهر إىل شهرين اعتبارا من‬
‫اتريخ إبالغ املساهم احمليل برفض الشركة ملشروع اإلحالة املعروض عليها للموافقة‪،‬كما أحسن ملا أحال أمر‬
‫متديد هذا األجل لرئيس احملكمة املختصة عوض صدور حكم من القضاء الذي أقرته الفقرة األخرية من نص‬
‫املادة ‪ 505‬الواردة يف ظل األمر ‪ ،75-57‬واليت جاءت صياغتها معيبة من وجهة نظران‪ ،‬وما يفسر ذلك هو‬
‫أن صدور حكم من القضاء يتطلب مدة زمنية معتربة ال تتماشى مع طبيعة عمليات تداول األسهم يف‬
‫شركات املسامهة اليت متتاز ابلسرعة‪ ،‬فضال على أن املساهم احمليل قد يظل حبيس أسهمه وأسريها‪ ،‬وال تقتصر‬
‫صياغتها املعيبة عند هذا احلد‪ ،‬فإقرارها بتمديد األجل مبقتضى حكم من القضاء جيعلنا نتساءل عن اجلهة‬
‫القضائية املختصة‪ ،‬فلفظ "القضاء" ورد هنا عاما‪ ،‬زد على ذلك ميكن القول أن م‬
‫املشرع أحسن ملا أحال أمر‬
‫متديد األجل القانوين لرئيس احملكمة املختصة وهو قرار صائب‪ ،‬ذلك أن القرارات الصادرة عنه ال تتجاوز يف‬
‫غالب األحيان مخسة أًّيم اعتبارا من اتريخ تقد م الطلب إليه‪ ،‬وهي مدة معقولة من وجهة نظران‪ ،‬وتتماشى مع‬
‫طبيعة املعامالت الواردة على األسهم يف شركات املسامهة‪ ،‬فضال على أن اإلجراءات الالزمة الستصدار قرار‬
‫من رئيس احملكمة متتاز ابلبساطة واملرونة والسرعة بشكل عام‪.‬‬
‫م‬
‫فاملشرع اجلزائري استقر يف النهاية على أن املوافقة الضمنية تنتج كذلك عندما ال‬ ‫وعلى أية حال‪،‬‬
‫يتحقق الشراء بعد انقضاء أجل شهرين اعتبارا من اتريخ إبالغ املساهم احمليل برفض الشركة ملشروع اإلحالة‬
‫املعروض عليها للموافقة‪،‬كما تنتج عندما ال يتحقق الشراء بعد انقضاء التمديد القضائي لألجل القانوين احملدد‬
‫للشراء الصادر عن رئيس احملكمة املختصة بناء على طلب الشركة‪.‬‬
‫ويف نفس السياق اعترب م‬
‫املشرع املصري أن املوافقة الضمنية تتحقق ملا ال يستعمل جملس اإلدارة حقه‬
‫يف اختاذ أحد اإلجراءين املشار إليهما يف الفقرة "ج" من نص املادة ‪ 161‬من الالئحة التنفيذية لقانون‬
‫الشركات رقم ‪ 175‬لسنة ‪1511‬م‪ ،‬واملتمثلني يف ضرورة تقد م الشركة يف حالة رفضها ملشروع اإلحالة‬
‫املعروض عليها خالل ستني يوما اعتبارا من اتريخ إبالغ املساهم احمليل هبذا الرفض ملشت آخر‪ ،‬سواء كان من‬
‫بقية املسامهني أو من الغري‪ ،‬أو أن تشتي هي هذه األسهم حمل اإلحالة حلساهبا اخلاص بغرض ختفيض‬

‫‪159‬‬
‫الردّ على طلب الموافقة ( االعتماد)‬
‫‪ 0202‬الباب الثّاني‪ /‬الفصل الثّاني ‪ :‬سلطة الشّركة في ّ‬

‫رأمساهلا‪ ،‬أو لغري ذلك من األسباب املنصوص عليها يف القانون أو يف الالئحة التنفيذية‪ ،‬وهذا ما عربت عنه‬
‫صراحة الفقرة "د" من نفس الالئحة التنفيذية املذكورة أعاله‪ ،‬واليت جاء فيها‪":‬إذا مل يستعمل جملس اإلدارة‬
‫حقه يف اختاذ أحد اإلجراءين املشار إليهما خالل املدة املقررة اعترب ذلك مبثابة موافقة على التنازل"‪.1‬‬
‫أما م‬
‫املشرع الفرنسي‪ ،‬فقد اعترب هو اآلخر أن املوافقة الضمنية تنتج ملا ال يتحقق الشراء بعد انقضاء‬
‫أجل ثالثة أشهر اعتبارا من اتريخ إبالغ املساهم احمليل برفض الشركة ملشروع اإلحالة املعروض عليها للموافقة‪،‬‬
‫على أنه جيوز متديد هذا األجل بقرار من القضاء بناء على طلب الشركة‪ ،2‬وهذا ما أكدته الفقرة األخرية من‬
‫نص املادة ‪L111-16‬من القانون التجاري الساري املفعول‪ ،3‬وهو نفس احلكم كذلك الذي استقر عليه‬
‫م‬
‫املشرع الفرنسي يف ظل قانون الشركات الفرنسي لسنة ‪1555‬م امللغى‪ ،‬بدليل ما عربت عنة صراحة الفقرة‬
‫األخرية من نص املادة ‪ 157‬من نفس القانون اليت يتطابق نصها تطابقا حرفيا مع الفقرة األخرية من نص‬
‫املادة ‪ L111-16‬من القانون التجاري الساري املفعول‪.‬‬

‫وعلى العموم ميكن القول أن املوافقة الضمنية يف ظل التشريع اجلزائري أتخذ أربع صور‪ ،‬فقد تنتج من‬
‫عدم اجلواب يف أجل شهرين اعتبارا من اتريخ تسلم الشركة لطلب االعتماد(القبول)‪ ،‬وتنتج ملا تبدي الشركة‬
‫موافقتها على مشروع الرهن احليازي لألسهم املعروض عليها من قبل املساهم الراهن‪،‬كما قد تنتج عندما ال‬
‫يتحقق الشراء بعد انقضاء أجل شهرين اعتبارا من اتريخ إبالغ املساهم احمليل برفض الشركة ملشروع اإلحالة‬
‫املعروض عليها للموافقة‪ ،‬وتنتج كذلك عندما ال يتحقق الشراء بعد انقضاء التمديد القضائي لألجل القانوين‬
‫شرع اجلزائري أقر أبن موقف الشركة من مشروع‬‫احملدد للشراء الصادر عن رئيس احملكمة‪ ،‬ومع كل ذلك فامل م‬
‫اإلحالة املعروض عليها للموافقة وسلطتها يف الرد على طلب االعتماد ال يقتصر فقط على املوافقة الضمنية‪،‬‬
‫بل يتعدى ذلك ليشمل املوافقة الصرحية اليت سنتطرق إليها بنوع من التحليل والتفصيل يف الفرع اآليت‪.‬‬

‫‪ 1‬د‪ .‬محد هللا حممد محد هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.116-112‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬مسيحة القليويب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.551‬‬
‫‪ -‬د‪.‬إلياس انصيف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.705‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬عماد حممد أمني رمضان‪ ،‬محاية املساهم يف شركة املسامهة‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.600‬‬
‫‪2‬د‪ .‬محد هللا حممد محد هللا‪،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.116‬‬
‫‪-‬د‪ .‬عماد حممد أمني رمضان‪،‬نفس املرجع السابق ونفس الصفحة‪.‬‬
‫‪ 3‬تنص الفقرة األخرية من نص املادة ‪ L111-16‬املعدلة مبوجب نص املادة ‪ 22‬من األمر رقم ‪ 506-1006‬املؤرخ يف ‪1006/05/16‬‬
‫)‪(JORF/26 juin 2004‬على ما يلي‪:‬‬
‫‪« Si,à l’expiration du délai prévu à l’alinéa précèdent, l’achat n’est pas réalisé, l’agrément‬‬
‫‪est considéré comme donné, toute fois, ce délai peut être prolongé par décision de justice à‬‬
‫» ‪la demande de la société‬‬

‫‪160‬‬
‫الردّ على طلب الموافقة ( االعتماد)‬
‫‪ 0202‬الباب الثّاني‪ /‬الفصل الثّاني ‪ :‬سلطة الشّركة في ّ‬

‫الفرع الثاين‬

‫املوافقة الصرحية على مشروع اإلاحالة‬


‫كما رأينا من قبل‪ ،‬فكال م‬
‫املشرعني اجلزائري واملصري على غرار نظريمها الفرنسي قد حددا للشركة وقتًا‬
‫معي نًا توضح فيه موقفها من طلب املوافقة املقدم هلا املتضمن مشروع إحالة أسهم أحد مسامهيها إىل الغري‪ ،‬إذ‬
‫املشرع اجلزائري‪ 1‬واملصري‪2‬ابلرد على هذا الطلب خالل أجل شهرين اعتبارا من اتريخ تسلمها‬‫ألزمها كل من م‬
‫هلذا الطلب‪ ،‬على خالف ذلك ألزمها م‬
‫املشرع الفرنسي ابلرد على هذا الطلب خالل أجل ثالثة أشهر اعتبارا‬
‫من اتريخ تسلمها هلذا الطلب مىت كانت أسهمها غري مقيدة يف البورصة‪ ،‬وهذا ما أكده املقطع األخري من‬
‫الفقرة األوىل من نص املادة ‪ L111-16‬من القانون التجاري الساري املفعول‪ ،‬وأبجل ثالثون يوما من أًّيم‬
‫العمل يف البورصة مىت كانت أسهم الشركة مقيدة يف البورصة‪ ،‬وهذا ما أكدته الفقرة األوىل من نص املادة‬
‫‪ L111-17‬من نفس القانون قبل أن يتم إلغاؤها‪.3‬‬

‫‪ 1‬أ‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري (دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.215‬‬
‫‪-‬د‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬شرط املوافقة كقيد حيد من حرية املساهم يف تداول أسهمه يف القانون اجلزائري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.112‬‬
‫‪ -‬حممد فتاحي‪ ،‬تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري (دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.‬ص‪.151-150‬‬
‫‪ -‬أ‪ .‬ديدن بوعزة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -‬أمساء بن ويراد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.51‬‬
‫‪ -‬اندية مطالوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.115‬‬
‫‪ -‬وداد بن بعيبش‪،‬تداول األسهم والتصرف فبها يف شركات األموال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪ -‬حدة مزيدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪ -‬خدجية بلعريب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.52‬‬
‫‪ -‬مسية فاطمة الزهراء بن غالية‪ ،‬حرية املساهم يف التنازل عن األسهم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪ -‬مسية فاطمة الزهراء بن غالية‪ ،‬احلقوق األساسية للمساهم ومبدأ احلرية التعاقدية يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪ -‬فاطمة أمال حلوش‪ ،‬املركز القانوين للمساهم يف شركة املسامهة‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.17‬‬
‫‪-‬فاطمة أمال حلوش‪ ،‬حق املساهم يف التصرف يف أسهمه يف شركة املسامهة‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.177‬‬
‫‪ -‬الزهراء نواصرية‪ ،‬شرط اعتماد املتنازل له عند التنازل عن األسهم‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬الزهراء نواصرية‪ ،‬التنازل عن األسهم‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.161‬‬
‫‪ 2‬د‪ .‬محد هللا حممد محد هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.112‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬مسيحة القليويب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.550‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬إلياس انصيف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص‪.702- 701‬‬
‫‪ -‬أمرية صدقي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.125‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬عبد األول عابدين حممد بسيوين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.151‬‬
‫‪ 3‬ألغى م‬
‫املشرع الفرنسي املادة ‪ L111-17‬من القانون التجاري الساري املفعول مبوجب نص املادة ‪ 71‬من األمر رقم ‪ 506-1006‬املؤرخ يف‬
‫‪1006/05/16‬م‪)JORF- 26 Juin 2004.( ،‬‬

‫‪161‬‬
‫الردّ على طلب الموافقة ( االعتماد)‬
‫‪ 0202‬الباب الثّاني‪ /‬الفصل الثّاني ‪ :‬سلطة الشّركة في ّ‬

‫هذا‪ ،‬وجتدر اإلشارة إىل أن م‬


‫املشرع اجلزائري يف ظل األمر ‪ 75-57‬املتضمن القانون التجاري اجلزائري‬
‫قد حدد للشركة أجل ثالثة أشهر للرد على طلب املوافقة املقدم هلا اعتبارا من اتريخ تسلمها له‪ ،‬وهذا ما أكده‬
‫املقطع األخري من الفقرة األوىل من نص املادة ‪ 505‬من نفس األمر الذي جاء فيه‪":‬وتنتج املوافقة سواء من‬
‫التبليغ أو من عدم اجلواب يف أجل ثالثة أشهر اعتبارا من الطلب"‪،‬ومن مثة ميكن القول أن م‬
‫املشرع اجلزائري قد‬
‫أصاب ملا خفض هذه املدة إىل شهرين مبوجب املرسوم التشريعي ‪ 01-52‬املعدل واملتمم لألمر ‪،75-57‬‬
‫وأنمل منه أن خيفضها إىل أقل من ذلك يف أول تعديل للقانون التجاري‪.‬‬

‫ويف نفس السياق أمجع الفقه والقضاء والتشريع على أن املوافقة الصرحية على مشروع اإلحالة تتم عن‬
‫طريق تبليغ قرار االعتماد أو القبول إىل املساهم احمليل الراغب يف إحالة أسهمه إىل الغري‪ ،‬حبيث يتضمن موافقة‬
‫الشركة على مشروع اإلحالة املعروض عليها‪ ،‬ومع ذلك مل حيدد م‬
‫املشرع اجلزائري على غرار نظرييه املصري‬
‫والفرنسي شكل هذا التبليغ أو الرد الذي تتخذه الشركة حيال مشروع اإلحالة‪ ،1‬فنص املادة ‪ 505‬الواردة يف‬
‫ظل األمر ‪ 75-57‬جاء خاليًا‪ ،‬وكذلك نص املادة‪ 517‬مكرر ‪ 75‬الواردة يف ظل املرسوم التشريعي‪01-52‬‬
‫املعدل واملتمم لألمر‪.75-57‬‬

‫وابستقراء نص املادة ‪ 505‬الواردة يف ظل األمر ‪ 75-57‬املتضمن القانون التجاري اجلزائري اتضح‬


‫لنا أن م‬
‫املشرع اكتفى ابلنص على أن املوافقة تنتج من"التبليغ"من دون أن يوضح شكل هذا التبليغ‪ ،‬أما يف نص‬
‫املادة ‪ 517‬مكرر ‪ 75‬الواردة يف ظل املرسوم التشريعي ‪ 01-52‬املعدل واملتمم لألمر‪ ،75-57‬فقد اكتفى‬
‫ابلنص على أن املوافقة تنتج من تبليغ طلب االعتماد‪ ،‬ويف رأينا هذه العبارة ال تتماشى مع مضمون نص هذه‬
‫املادة‪ ،‬ذلك أن تبليغ طلب االعتماد يوجه للشركة من قبل املساهم احمليل‪ ،‬يف حني أن تبليغ قرار االعتماد يوجه‬
‫املشرع اجلزائري أن يستبدل عبارة "تبليغ طلب االعتماد"‬‫للمساهم احمليل من قبل الشركة‪ ،‬لذا يتعني على م‬
‫بعبارة"تبليغ قرار االعتماد"اليت تتماشى مع مضمون نص املادة ‪ 517‬مكرر ‪ 75‬من نفس القانون املذكورة‬
‫أعاله‪ ،‬وكذلك استبدال عبارة » ‪« d’une notification de la demande d’agrément‬الواردة يف‬
‫النص الفرنسي بعبارة » ‪، « d’une notification de la décision d’agrément‬أي ابملختصر‬

‫‪ 1‬د‪ .‬محد هللا حممد محد هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.117‬‬
‫‪ -‬حدة مزيدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪ -‬أ‪ .‬حممد فت احي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري (دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.215‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬شرط املوافقة كقيد حيد من حرية املساهم يف تداول أسهمه يف القانون اجلزائري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.112‬‬
‫‪ -‬أ‪ .‬اندية محيدة‪ ،‬شرط املوافقة إلحالة األسهم يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.26‬‬
‫‪ -‬هند قاسي عبد هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬

‫‪162‬‬
‫الردّ على طلب الموافقة ( االعتماد)‬
‫‪ 0202‬الباب الثّاني‪ /‬الفصل الثّاني ‪ :‬سلطة الشّركة في ّ‬

‫املفيد استبدال مصطلح"الطلب"مبصطلح "القرار"يف النص العريب للمادة ‪ 517‬مكرر ‪ 75‬من القانون التجاري‬
‫اجلزائري‪ ،‬واستبدال كلمة "‪" demande‬بكلمة "‪ " décision‬يف النص الفرنسي لنفس املادة‪.‬‬
‫على إثر ذلك‪ ،‬ويف غياب أي نص قانوين يعاجل هذه املسألة أنمل من م‬
‫املشرع اجلزائري أن يتدارك هذا‬
‫الفراغ القانوين أبن ينظم مبوجب نص صريح اآلليات املتاحة للشركة اليت على أساسها يتم إبالغ املساهم احمليل‬
‫بقرارها املتضمن موافقتها على مشروع اإلحالة‪،‬نذكر منها على سبيل املثال وليس احلصر تبليغ قرار املوافقة إىل‬
‫املعن برسالة موصى عليها مع وصل االستالم على غرار توجيه الطلب إليها‪ ،‬أو عن طريق االستعانة مبحضر‬
‫قضائي‪ ،‬أو بتسليم الرد يدوًّي إليه مباشرة‪ ،‬وعلى أية حال‪ ،‬فاملساهم احمليل خالل هذه الفتة أي خالل أجل‬
‫شهرين من اتريخ تسلم الشركة لطلب املوافقة من حقه االستعالم عن هذا الطلب لدى القائمني إبدارهتا‪ ،‬بل‬
‫وحىت حثهم وليس إجبارهم على الرد حىت قبل انقضاء هذه املدة‪.1‬‬

‫فضال عن ذلك مىت كان رد الشركة إجيابيا‪ ،‬أي أّنا أبدت موافقتها بصريح العبارة على مشروع‬
‫اإلحالة املعروض عليها‪ ،‬وأبلغت املساهم احمليل بذلك أصبح احملال إليه مسامها فيها من اتريخ صدور قرارها‬
‫ابملوافقة وليس من اتريخ تبليغه للمساهم احمليل‪ ،‬وهذا ما استقر عليه الفقه احلديث والقضاء املقارن‪ ،‬على‬
‫حكما هلذه املسألة على غرار نظرييه املصري والفرنسي‪.2‬‬ ‫خالف ذلك مل يتناول م‬
‫املشرع اجلزائري ً‬
‫أما من حيث ملكية األسهم حمل اإلحالة‪ ،‬فاحملال إليه يعد مالكا هلا اعتبارا من اتريخ قيدها يف دفاتر‬
‫الشركة املخصصة لذلك‪ ،‬على أن يشمل قرار املوافقة مجيع األسهم حمل اإلحالة‪ ،‬إذ ال جيوز أبي حال من‬
‫األحوال أن توافق الشركة على إحالة جزء من األسهم وترفض إحالة اجلزء اآلخر‪ ،‬إال إذا وافق على ذلك كل‬
‫من املساهم احمليل واحملال إليه‪.3‬‬

‫‪ 1‬د‪ .‬محد هللا حممد محد هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.117‬‬
‫‪ -‬أ‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري (دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.215‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬شرط املوافقة كقيد حيد من حرية املساهم يف تداول أسهمه يف القانون اجلزائري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.112‬‬
‫‪ 2‬خدجية بلعريب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.52‬‬
‫‪ -‬أ‪ .‬اندية محيدة‪ ،‬شرط املوافقة إلحالة األسهم يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.22‬‬
‫‪ 3‬أ‪ .‬ديدن بوعزة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.12-11‬‬
‫‪ -‬حدة مزيدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.120‬‬
‫‪ -‬مسية فاطمة الزهراء بن غالية‪ ،‬حرية املساهم يف التنازل عن األسهم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪ -‬مسية فاطمة الزهراء بن غالية‪ ،‬احلقوق األساسية للمساهم ومبدأ احلرية التعاقدية يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪ -‬الزهراء نواصرية‪ ،‬شرط اعتماد املتنازل له عند التنازل عن األسهم‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬الزهراء نواصرية‪ ،‬التنازل عن األسهم‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.161‬‬
‫‪ -‬خدجية بلعريب‪،‬نفس املرجع السابق ونفس الصفحة‪.‬‬

‫‪163‬‬
‫الردّ على طلب الموافقة ( االعتماد)‬
‫‪ 0202‬الباب الثّاني‪ /‬الفصل الثّاني ‪ :‬سلطة الشّركة في ّ‬

‫وعلى العموم ال ميكن أن يكون قرار الشركة املتضمن املوافقة على مشروع اإلحالة املعروض عليها حمل‬
‫طعن قضائي أمام اجلهات القضائية املختصة مىت اختذ هذا القرار وفق الطرق القانونية السليمة‪ ،‬ومل يتخذ عن‬
‫طريق الغش والتدليس‪ ،‬أو نتج عن تعسف يف استعمال احلق‪.1‬‬

‫ومع ذلك أقر القضاء الفرنسي أبن موافقة الشركة على مشروع اإلحالة قد تكون كنتيجة حتمية‪ ،‬كما‬
‫هو احلال عند قبول تعيني احملال إليه كعضو يف جملس إدارة الشركة أويف جملس املراقبة حسب احلالة‪ ،‬ومناط‬
‫ذلك أن هذا التعيني ما هو إال موافقة على مشروع اإلحالة‪.2‬‬
‫يف األخري ميكن القول أن م‬
‫املشرع اجلزائري على غرار نظريه الفرنسي قد اعترب موافقة الشركة على‬
‫مشروع اإلحالة املعروض عليها ميكن أن تكون صرحية أو ضمنية‪ ،‬على أن املوافقة الضمنية أتخذ شكل أربعة‬
‫صور تتمثل الصورة األوىل يف عدم جواب الشركة وسكوهتا على طلب املوافقة املقدم هلا خالل أجل شهرين‬
‫اعتبارا من اتريخ تسلمها له‪ ،‬وهذا ما أكده املقطع األخري من نص املادة ‪ 517‬مكرر ‪ 75‬من القانون‬
‫التجاري‪ ،‬يف حني تتجسد الصورة الثانية ملا تعطي الشركة موافقتها على مشروع الرهن احليازي ألسهم أحد‬
‫املسامهني فيها‪ ،‬فمىت ت التنفيذ على األسهم املرهونة وبيعها جربا وجب عليها قبول املشتي الذي رسا عليه‬
‫البيع‪ ،‬ما مل تفضل هذه الشركة بعد اإلحالة استجاع األسهم ابلشراء من دون أي أتخري قصد ختفيض رأمساهلا‪،‬‬
‫وهذا ما عربت عنه صراحة املادة‪ 517‬مكرر ‪71‬من نفس القانون‪ ،‬أما الصورة الثالثة فتتجسد ملا ال يتحقق‬
‫الشراء عند انقضاء األجل القانوين املنصوص عليه‪ ،‬واحملدد بشهرين اعتبارا من اتريخ إبالغ الشركة املساهم‬
‫احمليل برفضها مشروع اإلحالة املعروض عليها‪ ،‬ما مل تطلب هذه الشركة من رئيس احملكمة املختصة متديد هذا‬
‫األجل‪ ،‬وهذا ما عربت عنه صراحة الفقرة الثانية من نص املادة ‪ 517‬مكرر ‪ 75‬من نفس القانون‪ ،‬فإذا‬
‫طلبت متديد األجل ووافقها على ذلك رئيس احملكمة املختصة‪ ،‬فاملوافقة الضمنية تنتج كذلك ملا ال يتحقق‬
‫الشراء بعد انقضاء التمديد القضائي‪ ،‬يف املقابل ميكن أن توافق الشركة على مشروع اإلحالة موافقة صرحية ال‬
‫تدع جماال للشك وال للتأويل‪ ،‬بيد أنه يؤخذ على م‬
‫املشرع عدم حتديده لآللية اليت يتم هبا تبليغ قرار املوافقة إىل‬

‫‪ 1‬د‪ .‬الزهراء نواصرية‪ ،‬التنازل عن األسهم‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.161‬‬


‫‪ -‬خدجية بلعريب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.52‬‬
‫‪ -‬أ‪ .‬اندية محيدة‪ ،‬شرط املوافقة إلحالة األسهم يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.26‬‬
‫‪-‬الزهراء نواصرية‪ ،‬شرط اعتماد املتنازل له عند التنازل عن األسهم‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪ 2‬أ‪ .‬ديدن بوعزة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -‬مسية فاطمة الزهراء بن غالية‪ ،‬حرية املساهم يف التنازل عن األسهم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪ -‬مسية فاطمة الزهراء بن غالية‪ ،‬احلقوق األساسية للمساهم ومبدأ احلرية التعاقدية يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪ -‬هند قاسي عبد هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬

‫‪164‬‬
‫الردّ على طلب الموافقة ( االعتماد)‬
‫‪ 0202‬الباب الثّاني‪ /‬الفصل الثّاني ‪ :‬سلطة الشّركة في ّ‬

‫املساهم املعن‪ ،‬ومع ذلك فمشروع اإلحالة ال يتلقى يف مجيع احلاالت القبول واملوافقة سواء كانت صرحية أو‬
‫ضمنية‪ ،‬فقد ترفضه الشركة العتبارها خاصة هبا‪ ،‬وهذا ما سنتطرق إليه بنوع من التحليل يف املطلب اآليت‪.‬‬

‫املطلب الثاين‬

‫رفض الشركة ملشروع اإلاحالة‬


‫ابستعراض ما تضمنه نص املادة ‪ 517‬مكرر ‪ 75‬من القانون التجاري اجلزائري اتضح لنا أن م‬
‫املشرع‬
‫استهل نص هذه املادة بعبارة "وإذا مل تقبل الشركة احملال إليه املقتح"‪ ،‬ويفهم منها أن الشركة من حقها أن‬
‫ترفض مشروع اإلحالة املعروض عليها للموافقة مىت اقتضت مصلحتها ذلك‪ ،‬بيد أن هذا الرفض خيضع‬
‫إلجراءات نص عليها القانون وجب احتامها حىت يعتد هبذا الرفض‪ ،‬ذلك أن على الشركة أن تبلغ املساهم‬
‫احمليل بقرارها القاضي برفض مشروع اإلحالة املقدم هلا خالل األجل القانوين املنصوص عليه‪ ،‬على هذا النحو‬
‫حاولنا تقسيم هذا املطلب إىل فرعني تناولنا يف الفرع األول الطرق املتاحة للشركة لتبليغ املساهم احمليل بقرارها‬
‫القاضي برفض مشروع اإلحالة‪ ،‬يف حني خصصنا الفرع الثاين لألجل القانوين احملدد لتبليغ قرار الرفض‪،‬‬
‫سنتطرق إليهما بنوع من التحليل والتفصيل كاآليت‪.‬‬

‫الفرع األول‬

‫طرق تبليغ قرار الرفض‬

‫يستفاد من الفقرات املتقدمة أن موافقة الشركة على مشروع اإلحالة املعروض عليها من قبل املساهم‬
‫احمليل تتخذ صورتني‪ ،‬إما موافقة صرحية أو ضمنية‪ ،‬غري أن رفض الشركة ملشروع اإلحالة البد أن يكون‬
‫صرحيًا‪ ،‬أي بتعبري أدق جيب على اهليئة املختصة يف الشركة إبالغ املساهم احمليل بقرارها القاضي برفضها‬
‫ملشروع اإلحالة املعروض عليها للموافقة مبوجب قرار مكتوب يتم إبالغه به‪.1‬‬

‫‪ 1‬أ‪ .‬ديدن بوعزة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪12‬‬


‫‪ -‬اندية مطالوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪ -‬خدجية بلعريب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.57‬‬
‫‪ -‬هند قاسي عبد هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.115-111‬‬
‫‪-‬د‪ .‬الزهراء نواصرية‪ ،‬التنازل عن األسهم‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.167-166‬‬
‫‪ -‬أ‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري (دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.215‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬شرط املوافقة كقيد حيد من حرية املساهم يف تداول أسهمه يف القانون اجلزائري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.112‬‬
‫‪ -‬أ‪ .‬اندية محيدة‪ ،‬شرط املوافقة إلحالة األسهم يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.27‬‬
‫‪-‬الزهراء نواصرية‪ ،‬شرط اعتماد املتنازل له عند التنازل عن األسهم‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.115-111‬‬

‫‪165‬‬
‫الردّ على طلب الموافقة ( االعتماد)‬
‫‪ 0202‬الباب الثّاني‪ /‬الفصل الثّاني ‪ :‬سلطة الشّركة في ّ‬

‫وجتدر اإلشارة يف هذا الصدد إىل أن م‬


‫املشرع اجلزائري على غرار نظرييه الفرنسي واملصري مل حيدد اهليئة‬
‫املختصة إببالغ قرار الرفض‪ ،‬إذ اكتفى بعبارة "يتعني على اهليئات املؤهلة يف الشركة"الواردة يف املقطع األول من‬
‫الفقرة األوىل من نص املادة ‪517‬مكرر‪75‬من القانون التجاري‪ ،‬ويف رأينا ذلك ال يهم طاملا أن ذلك يدخل‬
‫ضمن اختصاص القائمني ابإلدارة‪ ،‬سواء كان جملس اإلدارة أو جملس املديرين حسب احلالة‪ ،‬بيد أن امللفت‬
‫لالنتباه بشأن هذه املسألة هو أن م‬
‫املشرع اجلزائري يف ظل األمر‪ 75-57‬قد حدد اهليئة املختصة إببالغ قرار‬
‫الرفض‪ ،‬وحصرها يف جملس إدارة الشركة بدليل ما تضمنه املقطع األول من الفقرة الثانية من نص املادة‪505‬من‬
‫نفس األمر الذي جاء فيه‪":‬فإذا مل تقبل الشركة احملال إليه املقتح يتعني على جملس اإلدارة حسب ‪..‬اخل"‪،‬ولعل‬
‫املشرع عن موقفه هذا هو أن منط تسيري شركات املسامهة السائد آنذاك كان يقتصر فقط على‬ ‫ما يفسر تراجع م‬
‫النمط التقليدي القائم على رئيس جملس اإلدارة وجملس اإلدارة‪ ،‬يف حني أن منط التسيري الذي أقره املش مرع‬
‫مبوجب املرسوم التشريعي‪ 01-52‬قائم على النمطني التقليدي املذكور سلفا‪ ،‬واحلديث املتمثل يف جملس‬
‫املديرين وجملس املراقبة‪ ،‬وهذا ما يربر بطبيعة احلال استعمال م‬
‫املشرع لعبارة"اهليئات املؤهلة يف الشركة"‪.‬‬
‫م‬
‫فاملشرع اجلزائري على غرار‬ ‫أما خبصوص الطرق املتاحة للشركة لتبليغ قرار الرفض للمساهم احمليل‪،‬‬
‫نظرييه الفرنسي واملصري سكت عن هذه املسألة‪ ،‬لذا يتعني على القائمني ابإلدارة يف الشركة إبالغ املساهم‬
‫احمليل بقرار الرفض بنفس الطريقة اليت ت هبا تبليغ طلب املوافقة(االعتماد) هلذه الشركة‪ ،‬أي عن طريق رسالة‬
‫موصى عليها مع وصل االستالم‪ ،1‬بيد أنه ال مانع من أن يبلغ قرار الرفض إىل املساهم احمليل عن طريق‬
‫احملضر القضائي‪ ،‬أو عن طريق تسليمه إليه مباشرة‪ ،‬بشرط أن يوقع هذا األخري على نسخة القرار اليت تثبت‬
‫اتريخ استالمه هلذا القرار‪ ،‬على أن حتفظ هذه النسخة يف أرشيف الشركة لإلدالء هبا عند احلاجة‪ ،2‬وللتنويه‬

‫‪ 1‬أ‪ .‬ديدن بوعزة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪12‬‬


‫‪ -‬خدجية بلعريب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.57‬‬
‫‪-‬د‪ .‬الزهراء نواصرية‪ ،‬التنازل عن األسهم‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.166‬‬
‫‪ -‬أ‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري (دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.215‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬شرط املوافقة كقيد حيد من حرية املساهم يف تداول أسهمه يف القانون اجلزائري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.112‬‬
‫‪-‬الزهراء نواصرية‪ ،‬شرط اعتماد املتنازل له عند التنازل عن األسهم‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.115‬‬
‫‪ -‬أ‪ .‬اندية محيدة‪ ،‬شرط املوافقة إلحالة األسهم يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.27‬‬
‫‪ -‬مسية فاطمة الزهراء بن غالية‪ ،‬حرية املساهم يف التنازل عن األسهم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪ -‬مسية فاطمة الزهراء بن غالية‪ ،‬احلقوق األساسية للمساهم ومبدأ احلرية التعاقدية يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.115‬‬
‫‪ -‬فاطمة أمال حلوش‪ ،‬املركز القانوين للمساهم يف شركة املسامهة‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.17‬‬
‫‪ -‬فاطمة أمال حلوش‪ ،‬حق املساهم يف التصرف يف أسهمه يف شركة ابملسامهة‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.175‬‬
‫‪ 2‬أ‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري (دراسة مقارنة)‪،‬نفس املرجع السابق‪،‬ونفس الصفحة‪.‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬شرط املوافقة كقيد حيد من حرية املساهم يف تداول أسهمه يف القانون اجلزائري‪ ،‬نفس املرجع السابق‪،‬ونفس الصفحة‪.‬‬

‫‪166‬‬
‫الردّ على طلب الموافقة ( االعتماد)‬
‫‪ 0202‬الباب الثّاني‪ /‬الفصل الثّاني ‪ :‬سلطة الشّركة في ّ‬

‫تظل هذه الطرق جمرد اقتاحات من وجهة نظران يف انتظار تكريسها من قبل م‬
‫املشرع اجلزائري مبوجب نصوص‬
‫قانونية صرحية‪.‬‬
‫فضال عن ذلك مل يلزم م‬
‫املشرع اجلزائري الشركة على غرار نظرييه الفرنسي واملصري بتربير رفضها‬
‫وتسبيبه ما قد يفتح اجملال على مصراعيه لتعسف الشركة‪ ،‬لذا أنمل من ا م‬
‫ملشرع اجلزائري أن يعيد النظر يف هذه‬
‫النقطة‪ ،‬وأن يلزم الشركة بتربير قرارها القاضي برفض مشروع اإلحالة وتسبيبه حىت يتسّ للمساهم احمليل‬
‫التظلم أمامها يف حالة ما إذا أحس أن قرارها هذا جمحف حبقه‪ ،‬ومل ال الطعن يف قرارها أمام اجلهات القضائية‬
‫املختصة مىت رفضت التظلم املوجه هلا من قبله‪.1‬‬

‫وابلرجوع للواقع العملي جند أن بعض اهليئات يف شركات املسامهة املختصة بفحص طلب املوافقة‬
‫وإصدار قرار الرفض تلجأ يف غالب األحيان ومن تلقاء نفسها إىل تسبيب قرار الرفض وتربيره مبصلحة‬
‫الشركة مبفهومها الواسع‪ ،‬ما قد يزيد من متاعب املساهم احمليل ويصعب مهمته يف إثبات الدافع احلقيقي‬
‫واخلفي من وراء هذا الرفض‪.‬‬

‫وعلى أية حال مىت رفضت الشركة مشروع اإلحالة املعروض عليها للموافقة‪ ،‬وت تبليغ قرار الرفض‬
‫على النحو الذي يقضي به القانون إىل املساهم احمليل‪ ،‬فاحملال إليه ليس له حق الطعن القضائي يف قرار‬
‫الشركة‪ ،‬وليس له حق التظلم أمامها‪ ،‬ومناط ذلك أنه ليس له حق مكتسب اجتاه الشركة‪ ،‬فمشروع اإلحالة‬
‫الذي ت بينه وبني املساهم احمليل ال يكتسي الصيغة النهائية إال إذا قبلت به الشركة‪ ،‬سواء كان قبوال صرحيا أو‬
‫ضمنيا كما سبق بيانه‪.2‬‬

‫‪1‬أ‪.‬ديدن بوعزة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪12‬‬


‫‪ -‬خدجية بلعريب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.57‬‬
‫‪-‬د‪ .‬الزهراء نواصرية‪ ،‬التنازل عن األسهم‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.167‬‬
‫‪-‬الزهراء نواصرية‪ ،‬شرط اعتماد املتنازل له عند التنازل عن األسهم‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.115‬‬
‫‪ -‬أ‪ .‬اندية محيدة‪ ،‬شرط املوافقة إلحالة األسهم يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.27‬‬
‫‪ -‬مسية فاطمة الزهراء بن غالية‪ ،‬حرية املساهم يف التنازل عن األسهم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪ -‬مسية فاطمة الزهراء بن غالية‪ ،‬احلقوق األساسية للمساهم ومبدأ احلرية التعاقدية يف الشركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.115‬‬
‫‪ -‬هند قاسي عبد هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.115‬‬
‫‪ -‬حدة مزيدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.121‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬محد هللا حممد محد هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.122‬‬
‫‪ 2‬خدجية بلعريب‪ ،‬نفس املرجع السابق‪،‬ونفس الصفحة‪.‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬محد هللا حممد محد هللا‪ ،‬نفس املرجع السابق‪،‬ص ‪.121‬‬
‫‪ -‬د‪.‬عماد حممد أمني رمضان‪ ،‬محاية املساهم يف شركة املسامهة‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.601‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬عبد األول عابدين حممد بسيوين‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.156‬‬

‫‪167‬‬
‫الردّ على طلب الموافقة ( االعتماد)‬
‫‪ 0202‬الباب الثّاني‪ /‬الفصل الثّاني ‪ :‬سلطة الشّركة في ّ‬

‫يف املقابل يبقى املساهم احمليل هو الشريك فيها واملالك احلقيقي لألسهم حمل اإلحالة إىل أن تستكمل‬
‫الشركة اإلجراءات املصاحبة لقرار الرفض اليت أقرها القانون صراحة‪ ،‬واملتمثلة وفقا للتشريع اجلزائري يف تقد م‬
‫مشت آخر‪ ،‬سواء كان من بقية املسامهني أو من الغري‪ ،‬أو أن تعمل على شراء هذه األسهم حلساهبا اخلاص‬
‫بغرض ختفيض رأمساهلا بعد حصوهلا على موافقة املساهم احمليل‪ ،1‬سنتطرق إليها ابلتحليل والتفصيل الحقا‪.‬‬

‫أما اإلحالة اليت متت بني املساهم احمليل واحملال إليه فتعترب عقدا صحيحا فيما بينهما‪ ،‬غري أن هذا‬
‫العقد يستحيل تنفيذه طاملا رفضت الشركة مشروع اإلحالة املعروض عليها‪ ،‬ومن مثة ليس للمحال إليه إال‬
‫الرجوع على املساهم احمليل ابلتعويض جراء عدم تنفيذ العقد على أساس قواعد املسؤولية العقدية‪ ،‬بشرط أن‬
‫يثبت حسن نيته‪ ،‬فضال عن إثباته للضرر الذي أصابه جراء رفض الشركة ملشروع اإلحالة الذي يعد السبب‬
‫املباشر والعائق الرئيسي لتنفيذ العقد‪.2‬‬

‫وعلى العموم مىت رفضت الشركة مشروع اإلحالة املعروض عليها للموافقة وجب عليها تبليغ املساهم‬
‫احمليل بقرارها القاضي برفض مشروع اإلحالة خالل األجل القانوين احملدد هلذا الغرض الذي تباينت بشأنه‬
‫التشريعات اليت أقرته‪ ،‬األمر الذي دفعنا إىل التعرض إليه بنوع من التحليل والتفصيل يف الفرع اآليت‪.‬‬

‫الفرع الثاين‬

‫األجل احملدد لتبليغ قرار الرفض‬

‫يستشف ما تضمنته النصوص القانونية املنظمة لشرط املوافقة يف شركة املسامهة الواردة يف ظل القانون‬
‫املشرع حدد للشركة أجال قانونيا ال ميكنها أن تتجاوزه‪ ،‬حيث ألزمها أن ترد خالله على‬ ‫التجاري اجلزائري أن م‬
‫طلب املوافقة‪ ،‬إما ابلقبول أو ابلرفض‪ ،‬حددته املادة ‪ 517‬مكرر ‪ 75‬من نفس القانون أبجل شهرين اعتبارا‬
‫من اتريخ استالم الشركة لطلب املوافقة املوجه هلا من املساهم الراغب يف إحالة أسهمه إىل الغري‪.‬‬

‫فأجل شهرين اعتبارا من اتريخ استالم الشركة لطلب املوافقة املنصوص عليه يف التشريع اجلزائري هو‬
‫األجل القانوين املمنوح للشركة للرد على هذا الطلب‪ ،‬سواء ابلقبول أو ابلرفض‪ ،‬وعليه مىت رفضت الشركة‬
‫مشروع اإلحالة املعروض عليها للموافقة‪ ،‬فلها أجل شهرين اعتبارا من اتريخ استالمها لطلب املوافقة تبلغ فيه‬

‫حدة مزيدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.121‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬د‪ .‬عبد األول عابدين حممد بسيوين‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.157‬‬


‫‪ 2‬د‪ .‬محد هللا حممد محد هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.121‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬عبد األول عابدين حممد بسيوين‪ ،‬نفس املرجع السابق‪،‬ونفس الصفحة‪.‬‬
‫‪ -‬حدة مزيدي‪ ،‬نفس املرجع السابق‪،‬ونفس الصفحة‪.‬‬

‫‪168‬‬
‫الردّ على طلب الموافقة ( االعتماد)‬
‫‪ 0202‬الباب الثّاني‪ /‬الفصل الثّاني ‪ :‬سلطة الشّركة في ّ‬

‫املساهم احمليل بقرارها القاضي برفض مشروع اإلحالة‪ ،1‬فإذا جتاوزت هذا األجل ومل تبلغ املساهم احمليل بقرارها‬
‫اعتربت موافقة ضمنيا على مشروع اإلحالة كما سبق بيانه‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬وقد أصاب م‬
‫املشرع اجلزائري ملا خفض مبوجب املرسوم التشريعي ‪ 01-52‬األجل القانوين‬
‫املمنوح لشركة املسامهة للرد على طلب املوافقة‪ ،‬إما ابلقبول أو ابلرفض‪ ،‬إىل أجل شهرين اعتبارا من اتريخ‬
‫استالمها لطلب املوافقة املوجه هلا من املساهم الراغب يف إحالة أسهمه إىل الغري بدل أجل ثالثة أشهر الذي‬
‫كان معموال به قبل صدور هذا املرسوم‪ ،‬والذي نصت عليه صراحة الفقرة األوىل من نص املادة ‪ 505‬من‬
‫األمر ‪ 75-57‬املتضمن القانون التجاري اجلزائري اليت جاء فيها‪":‬إذا وقع اشتاط املوافقة يتعني إبالغ الشركة‬
‫بطلب املوافقة مع ذكر اسم احملال إليه ولقبه وعنوانه وعدد األسهم املقرر إحالتها والثمن املعروض‪ ،‬وتنتج‬
‫املوافقة سواء من التبليغ أو من عدم اجلواب يف أجل ثالثة أشهر اعتبارا من الطلب"‪.‬‬

‫وجتدر اإلشارة يف هذا الصدد إىل أن األجل القانوين املمنوح للشركة لتبليغ املساهم احمليل بقرارها‬
‫القاضي بقبول أو برفض مشروع اإلحالة املعروض عليها للموافقة‪ ،‬واحملدد أبجل شهرين اعتبارا من اتريخ‬
‫استالمها لطلب املوافقة وفق التشريع اجلزائري هو نفسه األجل القانوين املمنوح للشركة لتبليغ املساهم احمليل‬
‫بقرارها القاضي بقبول أو برفض مشروع اإلحالة املعروض عليها اعتبارا من اتريخ استالمها لطلب املوافقة وفق‬
‫التشريع املصري‪ ،2‬ذلك أن الفقرة "ب" من نص املادة ‪ 161‬من الالئحة التنفيذية لقانون الشركات رقم ‪175‬‬

‫‪ 1‬أ‪.‬ديدن بوعزة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬


‫‪ -‬اندية مطالوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪ -‬خدجية بلعريب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.57‬‬
‫‪ -‬هند قاسي عبد هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.115-111‬‬
‫‪-‬د‪ .‬الزهراء نواصرية‪ ،‬التنازل عن األسهم‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.167-166‬‬
‫‪-‬الزهراء نواصرية‪ ،‬شرط اعتماد املتنازل له عند التنازل عن األسهم‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.115-111‬‬
‫‪ -‬أ‪ .‬اندية محيدة‪ ،‬شرط املوافقة إلحالة األسهم يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.27‬‬
‫‪ -‬أ‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري (دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.215‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬شرط املوافقة كقيد حيد من حرية املساهم يف تداول أسهمه يف القانون اجلزائري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.112‬‬
‫‪ -‬مسية فاطمة الزهراء بن غالية‪ ،‬حرية املساهم يف التنازل عن األسهم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪ -‬مسية فاطمة الزهراء بن غالية‪ ،‬احلقوق األساسية للمساهم ومبدأ احلرية التعاقدية يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.115‬‬
‫‪ -‬فاطمة أمال حلوش‪ ،‬املركز القانوين للمساهم يف شركة املسامهة‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.17‬‬
‫‪ -‬فاطمة أمال حلوش‪ ،‬حق املساهم يف التصرف يف أسهمه يف شركة ابملسامهة‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.175‬‬
‫‪ 2‬د‪ .‬محد هللا حممد محد هللا‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.120- 115‬‬
‫‪ -‬عماد حممد أمني رمضان‪ ،‬محاية املساهم يف شركة املسامهة‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.601‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬عبد األول عابدين حممد بسيوين‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.152‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬مسيحة القليويب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.551‬‬

‫‪169‬‬
‫الردّ على طلب الموافقة ( االعتماد)‬
‫‪ 0202‬الباب الثّاني‪ /‬الفصل الثّاني ‪ :‬سلطة الشّركة في ّ‬

‫لسنة ‪1511‬م نصت صراحة على هذا األجل جاء فيها‪":‬تعترب املوافقة قد متت إذا مل يصله رد الشركة ابلقبول‬
‫أو الرفض خالل ستني يوما من اتريخ تقد م طلبه إليها‪ ،‬ويثبت التاريخ إبيصال الربيد املسجل"‪ ،‬ومن مثة مىت‬
‫رفضت الشركة مشروع اإلحالة املعروض عليها للموافقة وجب عليها تبليغ املساهم احمليل بقرارها خالل أجل‬
‫ستني يوما من اتريخ استالمها لطلب املوافقة‪ ،‬وإال اعتربت موافقة ضمنيا على مشروع اإلحالة كما سبق وأن‬
‫فصلنا فيه‪.‬‬
‫وعلى خالف ذلك حدد م‬
‫املشرع الفرنسي األجل القانوين املمنوح للشركة لتبليغ املساهم احمليل بقرارها‬
‫القاضي برفض مشروع اإلحالة بثالثة أشهر اعتبارا من اتريخ استالمها لطلب املوافقة مىت كانت أسهمها غري‬
‫مقيدة يف البورصة‪ ،1‬وهذا ما أكدته الفقرة األوىل من نص املادة ‪ L111-16‬من القانون التجاري الساري‬
‫املفعول‪ ،‬وكذا الفقرة األوىل من نص املادة ‪ 157‬من قانون الشركات لسنة ‪1555‬م امللغى‪.2‬‬

‫يف املقابل حدد للشركة اليت تكون أسهمها مقيدة يف البورصة أجل ثالثون يوما من أًّيم العمل يف‬
‫البورصة تبلغ فيه الشركة املساهم احمليل بقرارها القاضي برفض مشروع اإلحالة‪ ،3‬وهذا ما أكدته الفقرة األوىل‬
‫من نص املادة ‪ L111-17‬من القانون التجاري الساري املفعول‪ ،‬وكذا الفقرة األوىل من نص املادة ‪155‬‬
‫من قانون الشركات لسنة ‪1555‬م امللغى‪.4‬‬
‫ويستفاد من الفقرتني املتقدمتني أن م‬
‫املشرع الفرنسي قسم األجل القانوين املمنوح للشركة لتبليغ املساهم‬
‫احمليل بقرارها القاضي برفض مشروع اإلحالة املعروض عليها إىل نوعني‪ ،‬متثل األول يف أجل ثالثة أشهر اعتبارا‬
‫من اتريخ استالمها لطلب املوافقة مىت كانت أسهمها غري مقيدة يف البورصة‪ ،‬يف حني متثل الثاين يف أجل‬
‫ثالثني يوما من أًّيم العمل يف البورصة مىت كانت أسهمها مقيدة فيها‪ ،‬وهو ما مل يقم به م‬
‫املشرع اجلزائري الذي‬
‫مل مييز بني الشركات اليت تكون أسهمها مقيدة يف البورصة عن تلك غري املقيدة فيها‪.‬‬

‫‪ 1‬د‪ .‬محد هللا حممد محد هللا‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.120‬‬


‫‪ -‬عماد حممد أمني رمضان‪ ،‬محاية املساهم يف شركة املسامهة‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.601‬‬
‫‪ -‬أ‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري (دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.215‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬شرط املوافقة كقيد حيد من حرية املساهم يف تداول أسهمه يف القانون اجلزائري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.112‬‬
‫‪-P. DIDIER et Ph. DIDIER, op-cit, p 534.‬‬
‫املشرع الفرنسي املادة ‪ 157‬من قانون الشركات لسنة ‪1555‬م مبوجب نص املادة ‪ 06‬من األمر رقم ‪ 511-1000‬املؤرخ يف ‪-05-11‬‬ ‫‪2‬ألغى م‬
‫‪1000‬م ‪(JORF. 21/09/2000).‬‬
‫‪ 3‬أ‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري (دراسة مقارنة)‪ ،‬نفس املرجع السابق‪،‬ص‪.‬ص‪.220-215‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬شرط املوافقة كقيد حيد من حرية املساهم يف تداول أسهمه يف القانون اجلزائري‪ ،‬نفس املرجع السابق‪،‬ونفس الصفحة‪.‬‬
‫املشرع الفرنسي املادة ‪ 155‬من قانون الشركات لسنة ‪1555‬م مبوجب نص املادة ‪ 06‬من األمر رقم ‪ 511-1000‬املؤرخ يف ‪-05-11‬‬ ‫‪4‬ألغى م‬
‫‪1000‬م ‪(JORF. 21/09/2000).‬‬

‫‪170‬‬
‫الردّ على طلب الموافقة ( االعتماد)‬
‫‪ 0202‬الباب الثّاني‪ /‬الفصل الثّاني ‪ :‬سلطة الشّركة في ّ‬

‫بيد أن م‬
‫املشرع الفرنسي تراجع عن موقفه هذا بدليل إلغائه لنص املادة ‪ L111-17‬من القانون‬
‫التجاري الفرنسي‪ ،‬وتعديله لنص املادة ‪L111-12‬من نفس القانون اليت أضحت حتصر نطاق تطبيق شرط‬
‫املوافقة يف الشركات اليت تكون أسهمها غري مقيدة يف البورصة‪.1‬‬
‫وهبذا يكون م‬
‫املشرع الفرنسي قد أخذ جبزء ما استقر عليه نظريه املصري الذي حظر صراحة وضع أي‬
‫قيود اتمفاقية مهما كان نوعها يف األنظمة األساسية للشركات ذات االكتتاب العام‪ ،‬أو يف الشركات اليت تكون‬
‫أسهمها مقيدة يف بورصة األوراق املالية‪ ،‬وهذا ما عربت عنه صراحة املادة ‪ 52‬من الالئحة التنفيذية لقانون‬
‫سوق رأس املال رقم ‪ 57‬لسنة ‪1551‬م جاء فيها‪":‬ال جيوز للشركة أو نظامها األساسي وضع قيود على‬
‫تداول أسهمها مىت كانت من شركات االكتتاب العام‪ ،‬أو على األسهم اليت يتم قيدها ببورصات األوراق‬
‫املالية‪ ،‬وذلك مع عدم اإلخالل ابألوضاع املقررة عند اتريخ العمل هبذه الالئحة"‪.2‬‬

‫ويف رأينا هذا احلكم منطقي ومتناسب مع طبيعة شركات املسامهة اليت تطرح أسهمها لالكتتاب العام‪،‬‬
‫أو اليت تكون أسهمها مقيدة يف بورصة األوراق املالية‪ ،‬ومناط ذلك أن هذا النوع من الشركات يلزم املؤسسني‬
‫بعرض األسهم لالكتتاب العام من دون االعتداد أبية اعتبارات‪ ،‬شخصية كانت أم موضوعية‪ ،‬تربر وضع قيود‬
‫اتمفاقية مهما كان نوعها على عملية تداول األسهم‪.3‬‬

‫املشرع املصري جبواز إدراج بعض القيود االتمفاقية أو كلها يف األنظمة‬


‫وعلى النقيض من ذلك أقر م‬
‫األساسية للشركات ذات االكتتاب الفوري‪ ،‬أو يف الشركات اليت تكون أسهمها غري مقيدة يف البورصة‪ ،‬ومناط‬
‫ذلك أن طبيعة هذا النوع من الشركات ال تتعارض أبي حال من األحوال مع إدراج هذه القيود يف أنظمتها‬
‫األساسية‪ ،‬على ضوء ذلك أنمل من م‬
‫املشرع اجلزائري أن أيخذ مبا استقر عليه نظريه املصري خبصوص هذه‬
‫املشرع الفرنسي‪ ،‬وإن كنا نفضل ما استقر عليه م‬
‫املشرع املصري‪.‬‬ ‫املسألة‪ ،‬أو على األقل مبا استقر عليه م‬

‫ويف األخري ميكن القول أن م‬


‫املشرع اجلزائري على غرار نظرييه املصري والفرنسي مل يلزم الشركة فقط‬
‫إبصدار قرارها خبصوص مشروع اإلحالة املعروض عليها للموافقة‪ ،‬سواء ابلقبول أو ابلرفض‪ ،‬خالل األجل‬

‫‪ 1‬عدل م‬
‫املشرع الفرنسي ألول مرة نص املادة ‪L111-12‬من القانون التجاري الساري املفعول مبوجب نص املادة ‪ 21‬من األمر رقم ‪-1006‬‬
‫‪ 506‬املؤرخ يف ‪1006/05/16‬م )‪ (JORF. 26/06/2004‬ليقوم بتعديلها مرة اثنية مبوجب نص املادة ‪ 05‬من األمر ‪10-1005‬‬
‫املؤرخ يف ‪1005/01/11‬م‪.‬‬
‫‪ -‬د‪.‬الزهراء نواصرية‪ ،‬التنازل عن األسهم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.125‬‬
‫‪ -‬الزهراء نواصرية‪ ،‬شرط اعتماد املتنازل له عند التنازل عن األسهم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.115‬‬
‫‪2‬د‪ .‬مسيحة القليويب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.517‬‬
‫‪3‬د‪ .‬مسيحة القليويب‪ ،‬نفس املرجع السابق‪،‬ونفس الصفحة‪.‬‬

‫‪171‬‬
‫الردّ على طلب الموافقة ( االعتماد)‬
‫‪ 0202‬الباب الثّاني‪ /‬الفصل الثّاني ‪ :‬سلطة الشّركة في ّ‬

‫القانوين احملدد هلا بل ألزمها إىل جانب ذلك أن تبلغ قرارها هذا للمساهم احمليل وفق اآلليات والوسائل القانونية‬
‫املخصصة للتبليغ كما سبق بيانه‪ ،1‬ومن مثة مىت قامت الشركة بتبليغ املساهم احمليل بقرارها القاضي برفض‬
‫مشروع اإلحالة املعروض عليها للموافقة وفق اإلجراءات القانونية املنصوص عليها‪ ،‬أي مبوجب الطرق واآلليات‬
‫املخصصة للتبليغ‪ ،‬وخالل األجل القانوين احملدد لذلك‪ ،‬ترتب عن ذلك مجلة من اآلاثر القانونية بعضها يقع‬
‫على عاتق الشركة نفسها‪ ،‬وبعضها اآلخر من حظ املساهم احمليل‪ ،‬سنتطرق إليها بنوع من التحليل والتفصيل‬
‫يف املبحث اآليت‪.‬‬

‫املبحث الثاين‬

‫اآلاثر القانونية املرتتبة عن رفض الشركة ملشروع اإلاحالة‬

‫وقانوان حىت ال يظل املساهم احمليل حبيس أسهمه وأسريها بسبب رفض الشركة‬‫ً‬ ‫فقها‬
‫من الثابت ً‬
‫ملشروع اإلحالة املعروض عليها للموافقة يستلزم أن يصاحب هذا الرفض مجلة من اآلاثر القانونية‪ ،‬منها ما‬
‫يكون يف شكل التزامات تقع على عاتق الشركة نفسها‪ ،‬ومنها ما يكون يف شكل التزامات وحقوق تقع على‬
‫عاتق املساهم احمليل‪ ،‬سنتطرق إليهما بنوع من التحليل والتفصيل يف املطلبني اآلتيني‪.‬‬

‫املطلب األول‬

‫االلتزامات املرتتبة على عاتق الشركة‬


‫رتب م‬
‫املشرع اجلزائري على غرار بعض التشريعات املقارنة التزامات على عاتق الشركة مىت رفضت‬
‫مشروع اإلحالة املعروض عليها للموافقة‪ ،‬حيث ألزمها بتقد م مشت آخر‪ ،‬سواء كان من بقية املسامهني أو من‬
‫الغري‪،‬أو أن تعمل على شراء األسهم حمل اإلحالة حلساهبا اخلاص بغرض ختفيض رأمساهلا بعد أخذ موافقة‬
‫املساهم احمليل طبعا‪ ،‬وهذا ما عربت عنه صراحة الفقرة األوىل من نص املادة ‪ 517‬مكرر‪75‬من القانون‬
‫التجاري اجلزائري جاء فيها‪":‬وإذا مل تقبل الشركة احملال إليه املقتح يتعني على اهليئات املؤهلة يف الشركة يف أجل‬
‫شهرين ابتداء من اتريخ إبالغ الرفض‪ ،‬إما العمل على أن يشتي األسهم أحد املسامهني أو أن يشتيها من‬
‫الغري‪ ،‬وإما أن تشتيها الشركة مبوافقة احمليل قصد ختفيض رأس املال"‪ ،‬ويستفاد من هذه الفقرة أن املش مرع‬
‫اجلزائري منح الشركة عدة خيارات عند رفضها احملال إليه املقتح من قبل املساهم احمليل‪ ،‬فلها أن تقدم مشت‬
‫آخر‪ ،‬سواء كان من بقية املسامهني أو من الغري‪ ،‬أو أن تعمل على شراء األسهم حمل اإلحالة حلساهبا اخلاص‬
‫طبعا‪.‬‬
‫بغرض ختفيض رأمساهلا بعد حصوهلا على موافقة املساهم احمليل ً‬
‫‪ 1‬أ‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري (دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.215‬‬

‫‪172‬‬
‫الردّ على طلب الموافقة ( االعتماد)‬
‫‪ 0202‬الباب الثّاني‪ /‬الفصل الثّاني ‪ :‬سلطة الشّركة في ّ‬

‫على هذا النحو ارأتينا تقسيم هذا املطلب إىل فرعني تناولنا يف الفرع األول التزام الشركة عند رفضها‬
‫ملشروع اإلحالة بتقد م مشت آخر حيل حمل احملال إليه املرفوض من قبلها‪ ،‬واملقتح من قبل املساهم احمليل‪ ،‬يف‬
‫حني خصصنا الفرع الثاين اللتزام الشركة بشراء األسهم حمل اإلحالة حلساهبا اخلاص بغرض ختفيض رأمساهلا بعد‬
‫طبعا‪.‬‬
‫أخذ موافقة املساهم احمليل ً‬
‫الفرع األول‬

‫التزام الشركة بتقدمي مشرت آخر‬

‫بداية‪ ،‬وبعد استقراء ومتحيص ما تضمنته الفقرة األوىل من نص املادة ‪ 517‬مكرر ‪ 75‬من القانون‬
‫التجاري اجلزائري املذكورة أعاله اتضح لنا أن م‬
‫املشرع منح الشركة عند رفضها مشروع اإلحالة املعروض عليها‬
‫للموافقة مجلة من اخليارات‪ ،‬من بينها التزامها بتقد م مشت آخر‪ ،‬سواء كان من بقية املسامهني أو من الغري‪،‬‬
‫خالل أجل شهرين اعتبارا من اتريخ إبالغها املساهم احمليل بقرارها القاضي برفض مشروع اإلحالة املقدم هلا‬
‫من قبله‪.1‬‬
‫إال أن امللفت لالنتباه يف هذه الفقرة هو أن م‬
‫املشرع اجلزائري قد أوكل مهمة تقد م مشت آخر‪ ،‬ومهمة‬
‫شراء األسهم حمل اإلحالة حلساب الشركة بغرض ختفيض رأمساهلا للهيئات املؤهلة يف الشركة‪ ،‬ويف رأينا عبارة‬
‫"اهليئات املؤهلة يف الشركة"اليت وردت يف نص هذه الفقرة جاءت عامة‪ ،‬وحتمل يف طياهتا العديد من املفاهيم‬
‫واملعاين ما قد يفتح ابب التأويالت على مصراعيه‪ ،‬لذا من ابب أوىل اب م‬
‫ملشرع أن حيدد بدقة اهليئة املختصة‬

‫‪ 1‬أ‪.‬ديدن بوعزة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬


‫‪ -‬أمساء بن ويراد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.51‬‬
‫‪ -‬خدجية بلعريب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.55- 57‬‬
‫‪ -‬اندية محيدة‪ ،‬حقوق املسامهني يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.55‬‬
‫‪ -‬مسية فاطمة الزهراء بن غالية‪ ،‬حرية املساهم يف التنازل عن األسهم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪ -‬مسية فاطمة الزهراء بن غالية‪ ،‬احلقوق األساسية للمساهم ومبدأ احلرية التعاقدية يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.115‬‬
‫‪ -‬هند قاسي عبد هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.115‬‬
‫‪-‬د‪ .‬الزهراء نواصرية‪ ،‬التنازل عن األسهم‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.166‬‬
‫‪-‬الزهراء نواصرية‪ ،‬شرط اعتماد املتنازل له عند التنازل عن األسهم‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪ -‬أ‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري (دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.226-220‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬شرط املوافقة كقيد حيد من حرية املساهم يف تداول أسهمه يف القانون اجلزائري‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.117‬‬
‫‪ -‬فاطمة أمال حلوش‪ ،‬املركز القانوين للمساهم يف شركة املسامهة‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪ -‬فاطمة أ مال حلوش‪ ،‬حق املساهم يف التصرف يف أسهمه يف شركة املسامهة‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.150‬‬
‫‪ -‬أ‪ .‬اندية محيدة‪ ،‬شرط املوافقة إلحالة األسهم يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.27‬‬

‫‪173‬‬
‫الردّ على طلب الموافقة ( االعتماد)‬
‫‪ 0202‬الباب الثّاني‪ /‬الفصل الثّاني ‪ :‬سلطة الشّركة في ّ‬

‫ابختاذ القرار والعمل على تنفيذه‪ ،‬سواء املتعلق بتقد م مشت آخر أو املتعلق بشراء األسهم حمل اإلحالة حلساب‬
‫الشركة بغرض ختفيض رأمساهلا‪.‬‬

‫فعبارة اهليئات املؤهلة يف الشركة تشمل اهليئات القائمة ابإلدارة‪،‬كمجلس اإلدارة وجملس املديرين‬
‫م‬
‫للمشرع اجلزائري منيل إىل‬ ‫حسب احلالة‪،‬كما تشمل مجعياهتا العامة‪ ،‬ومن مثة ويف ظل غياب موقف واضح‬
‫اهليئات القائمة ابإلدارة‪ ،‬سواء املمثلة يف جملس اإلدارة أو يف جملس املديرين حسب احلالة على غرار ما استقر‬
‫عليه م‬
‫املشرعني الفرنسي واملصري اللذان أوكال هذه املهمة إىل اهليئات القائمة ابإلدارة‪ ،‬وهذا ما عربت عنه‬
‫صراحة الفقرة الثانية من نص املادة ‪ L111-16‬من القانون التجاري الفرنسي‪ ،1‬وكذا الفقرة "ج" من نص‬
‫املادة ‪ 161‬من الالئحة التنفيذية لقانون الشركات املصري رقم ‪ 175‬لسنة ‪1511‬م‪.2‬‬
‫وجتدر اإلشارة يف هذا السياق إىل أن م‬
‫املشرع اجلزائري يف ظل األمر ‪ 75-57‬املتضمن القانون‬
‫التجاري قد أوكل مهمة تقد م بديل عن احملال إليه والعمل على تنفيذه جمللس اإلدارة‪ ،‬وهذا ما عربت عنه‬
‫صراحة الفقرة الثانية من نص املادة ‪ 505‬من نفس األمر جاء فيها‪":‬فإذا مل تقبل الشركة احملال إليه املقتح‬
‫يتعني على جملس اإلدارة حسب الظروف يف أجل ثالثة أشهر اعتبارا من إبالغ الرفض‪ ،‬إما العمل على شراء‬
‫األسهم من مساهم أو من الغري‪ ،‬وإما العمل على شرائها من الشركة مبوافقة احمليل بقصد ختفيض رأس املال"‪.‬‬
‫ويستفاد كذلك من نص هذه الفقرة أن م‬
‫املشرع اجلزائري قد منح للشركة أجالً لتقد م بديل عن احملال‬
‫إليه يقدر بثالثة أشهر اعتبارا من اتريخ إبالغها املساهم احمليل بقرارها القاضي برفض مشروع اإلحالة املعروض‬
‫عليها للموافقة‪ ،‬أي بتعبري أدق يتعني على الشركة خالل هذا األجل أن تعمل على تقد م مشت آخر‪ ،‬سواء‬

‫‪ 1‬تنص الفقرة الثانية من نص املادة ‪ L111-16‬من القانون التجاري الفرنسي على اآليت‪:‬‬
‫‪« si la société n’agrée pas le cessionnaire proposé, le conseil d’administration, le directoire‬‬
‫‪ou les gérants, selon la cas tenus, dans le délai de trois mois à compter de la notification du‬‬
‫‪refus, de faire acquérir les titres de capital ou valeurs mobilières donnant accès ou capital,‬‬
‫‪soit par un actionnaire ou par un tiers, soit avec le consentement du cédant, par le société‬‬
‫‪en vue d’une réduction du capital. A défaut d’accord entre les parties, le prix des titres de‬‬
‫‪capital ou valeur mobilières donnant accès ou capital les déterminé dans les conditions‬‬
‫‪prévues à l’article 1843-4 du code civil. Le cédant peut à tout moment à la cession de ses‬‬
‫‪titres de capital ou valeurs mobilières donnant accès au capital. Toutes clauses à l’article‬‬
‫‪1843-4 dudit code est réputée non écrite ».‬‬
‫‪ 2‬تنص الفقرة "ج" من نص املادة ‪ 161‬من الالئحة التنفيذية من قانون الشركات املصري رقم ‪ 175‬لسنة ‪1511‬م على اآليت‪" :‬إذا اعتض‬
‫جملس إدارة الشركة أو الشريك أو الشركاء املديرون حبسب األحوال على البيع ‪ ،‬وجب عليه أن يتخذ أحد اإلجراءات اآلتية خالل ستني يوما من‬
‫اتريخ إبالغ صاحب الشأن ابالعتاض‪:‬‬
‫‪ .1‬تقد م متنازل إليه آخر‪ ،‬سواء من املسامهني أو من غريهم ليشتي األسهم‪.‬‬
‫‪ .2‬شراء األسهم سواء لتخفيض رأس املال أو لغري ذلك من األسباب املنصوص عليها يف القانون أو هذه الالئحة‪ ،‬ويتم حساب الثمن‬
‫ابلطريقة اليت ينص عليها النظام‪".‬‬

‫‪174‬‬
‫الردّ على طلب الموافقة ( االعتماد)‬
‫‪ 0202‬الباب الثّاني‪ /‬الفصل الثّاني ‪ :‬سلطة الشّركة في ّ‬

‫كان من بقية املسامهني أو من الغري‪ ،‬أو تعمل على شراء األسهم حمل اإلحالة حلساهبا اخلاص بغرض ختفيض‬
‫طبعا‪.‬‬
‫رأمساهلا بعد حصوهلا على موافقة املساهم احمليل ً‬
‫ويف رأينا املدة املخصصة لتقد م بديل عن احملال إليه املنصوص عليها يف هذه الفقرة مدة طويلة ال‬
‫تتماشى مع طبيعة عمليات تداول األسهم يف شركات املسامهة‪ ،‬لذا استحسنا ومثنا موقف م‬
‫املشرع اجلزائري‬
‫الوارد يف ظل املرسوم التشريعي ‪ 01-52‬الذي قلص مبوجبه هذه املدة إىل شهرين اعتبارا من اتريخ إبالغ‬
‫الرفض‪ ،‬وهذا ما عربت عنه صراحة الفقرة األوىل من املادة ‪ 517‬مكرر ‪ 75‬من القانون التجاري املذكورة‬
‫أعاله‪ ،‬وهبذا يكون م‬
‫املشرع اجلزائري قد استقر على ما انتهجه نظريه املصري الذي حدد هو اآلخر املدة‬
‫املخصصة لتقد م بديل عن احملال إليه املمنوحة للشركة بستني يوما اعتبارا من اتريخ إبالغها املساهم احمليل‬
‫بقرارها القاضي برفض مشروع اإلحالة املعروض عليها‪.1‬‬
‫يف املقابل ال يزال م‬
‫املشرع الفرنسي يبقي على مدة ثالثة أشهر املقررة لتقد م بديل عن احملال إليه حىت‬
‫بعد إلغائه للنصوص القانونية املنظمة لشرط املوافقة الواردة يف ظل قانون الشركات لسنة ‪1555‬م‪ ،‬واستبداهلا‬
‫بنصوص قانونية أكثر تالؤما وحداثة مع املناخ اجلديد الذي يسود الوسط التجاري بصفة عامة‪ ،‬وما تشهده‬
‫شركات املسامهة من تغريات بصفة خاصة تضمنها القانون التجاري الساري املفعول‪.2‬‬
‫وجتدر اإلشارة يف هذا الصدد إىل أن م‬
‫املشرع املغريب هو اآلخر على غرار نظريه الفرنسي قد حدد املدة‬
‫املخصصة لتقد م بديل عن احملال إليه املمنوحة للشركة بثالثة أشهر اعتبارا من اتريخ تبليغ قرار الرفض للمساهم‬
‫احمليل‪ ،‬بدليل ما تضمنته الفقرة الرابعة من نص املادة ‪ 176‬من القانون رقم ‪ 15-57‬املعدل واملتمم املتعلق‬

‫د‪ .‬محد هللا حممد محد اّلل‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.120-115‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪-‬د‪ .‬عماد حممد أمني رمضان‪ ،‬محاية املساهم يف شركة املسامهة‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.601-601‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬عبد األول عابدين حممد بسيوين‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.156-152‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬مسيحة القليويب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.551‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬الياس انصيف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.702‬‬
‫‪ -‬أ‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري (دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.226-222‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬شرط املوافقة كقيد حيد من حرية املساهم يف تداول أسهمه يف القانون اجلزائري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.117‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬عبد هللا بن سليمان اجلريش‪ ،‬تداول األسهم يف السوق املالية‪ ،‬دراسة أتصيلية مقارنة‪ ،‬مكتبة القانون واالقتصاد‪ ،‬الرًّيض‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫‪ ،1011‬ص ‪.272‬‬
‫‪ 2‬د‪ .‬محد هللا حممد محد هللا‪ ،‬نفس املرجع السابق‪،‬ص‪.‬ص ‪.121-120‬‬
‫‪-‬د‪ .‬عماد حممد أمني رمضان‪ ،‬نفس املرجع السابق‪،‬ص ‪.601‬‬
‫‪ -‬أ‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري (دراسة مقارنة)‪،‬نفس املرجع السابق‪،‬ص ‪.226‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬شرط املوافقة كقيد حيد من حرية املساهم يف تداول أسهمه يف القانون اجلزائري‪ ،‬نفس املرجع السابق‪،‬ونفس الصفحة‪.‬‬
‫‪- P. DIDIER et Ph. DIDIER, op.cit, p 534.‬‬

‫‪175‬‬
‫الردّ على طلب الموافقة ( االعتماد)‬
‫‪ 0202‬الباب الثّاني‪ /‬الفصل الثّاني ‪ :‬سلطة الشّركة في ّ‬

‫بشركات املسامهة جاء فيها‪":‬إذا مل توافق الشركة على املفوت إليه املقتح تعني على جملس اإلدارة أو جملس‬
‫اإلدارة اجلماعية داخل أجل ثالثة أشهر ابتداء من اتريخ تبليغ الرفض العمل على أن يتم شراء األسهم‪ ،‬إما من‬
‫طرف أحد املسامهني أو أحد األغيار‪ ،‬أو من طرف الشركة بعد موافقة املفوت ألجل ختفيض رأس املال"‪.1‬‬

‫ومع ذلك أثبت الواقع العملي أن عملية الشراء قد تعتضها صعوابت وعراقيل جتعل تنفيذها خالل‬
‫هذا األجل أمرا مستحيال‪ ،‬ما يؤدي إىل قيام املوافقة الضمنية اخلارجة عن إرادة الشركة بسبب انقضاء األجل‪،‬‬
‫ولتفادي ذلك وضع م‬
‫املشرع اجلزائري حتت تصرف الشركة آلية جديدة متكنها من متديد هذا األجل مبوجب قرار‬
‫من رئيس احملكمة املختصة بناء على طلبها‪ ،‬وهذا ما أكدته الفقرة الثانية من نص املادة ‪ 517‬مكرر ‪ 75‬من‬
‫القانون التجاري اجلزائري جاء فيها‪":‬وإذا مل يتحقق الشراء عند انقضاء األجل املنصوص عليه يف املقطع أعاله‪،‬‬
‫تعترب املوافقة كأّنا صادرة‪ ،‬غري أنه جيوز متديد هذا األجل بقرار من رئيس احملكمة بناء على طلب الشركة"‪.2‬‬

‫وهو نفس احلكم الذي تضمنته الفقرة األخرية من نص املادة ‪ 505‬الواردة يف ظل األمر ‪75-57‬‬
‫املتضمن القانون التجاري اجلزائري اليت جاء فيها‪":‬وإذا مل حيقق الشراء عند انقضاء األجل املنصوص عليه يف‬
‫الفقرة املتقدمة تعترب املوافقة كأّنا صادرة‪ ،‬غري أنه يسوغ مد هذا األجل حبكم من القضاء بناء على طلب‬
‫الشركة"‪.‬‬
‫وابستعراض ما تضمنته الفقرتني املتقدمتني اتضح لنا أن موقف م‬
‫املشرع اجلزائري يف ابدئ األمر‪ ،‬أي يف‬
‫ظل األمر ‪ 75-57‬استقر على أن متديد األجل احملدد للشراء يتم حبكم من القضاء بناء على طلب الشركة‪،‬‬

‫د‪ .‬أمحد شكري السباعي‪ ،‬الوسيط يف الشركات واجملموعات ذات النفع االقتصادي (اجلزء الثالث) شركات املسامهة‪ ،‬دار نشر املعرفة‪ ،‬الرابط‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫املغرب‪ ،1011 ،‬ص ‪.221‬‬


‫‪ 2‬أ‪.‬ديدن بوعزة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪ -‬أمساء بن ويراد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.51‬‬
‫‪ -‬خدجية بلعريب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.55‬‬
‫‪ -‬هند قاسي عبد هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.115‬‬
‫‪ -‬اندية محيدة‪ ،‬حقوق املسامهني يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.55‬‬
‫‪ -‬أ‪.‬اندية محيدة‪ ،‬شرط املوافقة إلحالة األسهم يف الشركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪-‬د‪ .‬الزهراء نواصرية‪ ،‬التنازل عن األسهم‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.162‬‬
‫‪-‬الزهراء نواصرية‪ ،‬شرط اعتماد املتنازل له عند التنازل عن األسهم‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪111‬‬
‫‪ -‬أ‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري (دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.227-226‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬شرط املواف قة كقيد حيد من حرية املساهم يف تداول أسهمه يف القانون اجلزائري‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.115-117‬‬
‫‪ -‬مسية فاطمة الزهراء بن غالية‪ ،‬حرية املساهم يف التنازل عن األسهم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪ -‬مسية فاطمة الزهراء بن غالية‪ ،‬احلقوق األساسية للمساهم ومبدأ احلرية التعاقدية يف الشركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.115‬‬

‫‪176‬‬
‫الردّ على طلب الموافقة ( االعتماد)‬
‫‪ 0202‬الباب الثّاني‪ /‬الفصل الثّاني ‪ :‬سلطة الشّركة في ّ‬

‫وهذا ما استقر عليه كذلك نظريه الفرنسي‪ ،‬سواء يف ظل قانون الشركات لسنة ‪1555‬م‪ ،1‬أو يف ظل القانون‬
‫التجاري الساري املفعول‪.2‬‬

‫غري أن متديد األجل احملدد للشراء حبكم من القضاء قد يستغرق مدة زمنية معتربة ال تتماشى مع‬
‫طبيعة عمليات تداول األسهم يف شركات املسامهة‪ ،‬لعل هذا ما دفع م‬
‫املشرع اجلزائري إىل العدول عن موقفه‪،‬‬
‫حيث أقر مبوجب املرسوم التشريعي‪ 01-52‬أبن اختصاص متديد األجل احملدد للشراء يدخل ضمن‬
‫صالحيات رئيس احملكمة املختصة الذي يصدر قراره بناء على طلب الشركة املقدم له‪ ،‬على أن يتم ذلك‬
‫عمليا أبمر استعجايل صادر عنه يف القسم التجاري‪ ،3‬وهو نفس ما استقر عليه نظريه املغريب بدليل ما ورد يف‬
‫الفقرة اخلامسة من نص املادة ‪ 176‬من القانون رقم ‪ 15-57‬املعدل واملتمم املتعلق بشركات املسامهة اليت‬
‫جاء فيها ‪":‬إذا انصرم هذا األجل دون حتقيق الشراء اعتربت املوافقة حاصلة‪ ،‬غري أنه ميكن متديد هذا األجل‬
‫مرة واحدة ولنفس املدة بطلب من الشركة بناء على أمر لرئيس احملكمة بصفته قاضي املستعجالت"‪.4‬‬
‫ويستفاد من هذه الفقرة أن م‬
‫املشرع املغريب منح الشركة حق متديد األجل احملدد للشراء مرة واحدة‬
‫ولنفس املدة‪ ،‬أي ملدة ثالثة أشهر أخرى مبوجب أمر من رئيس احملكمة التجارية املختصة بصفته قاضي‬
‫استعجايل بناء على طلب الشركة‪ ،5‬خبالف ذلك مل حيدد م‬
‫املشرعان اجلزائري والفرنسي عدد املرات اليت ميدد‬
‫فيها األجل القانوين املخصص للشراء‪ ،‬واملدة اليت ال ميكن أن يتجاوزها هذا التمديد‪ ،‬وعلى ضوء ذلك أنمل‬
‫منهما أن أيخذا مبا استقر عليه نظريمها املغريب‪.‬‬

‫‪ 1‬تنص الفقرة الثالثة من نص املادة ‪ 157‬من قانون الشركات الفرنسي لسنة ‪1555‬م على اآليت‪:‬‬
‫‪« si, à l’expiration du délai prévu à l’alinéa précédent, l’achat n’est pas réalisé, l’agrément‬‬
‫‪est considéré comme donné toute fois, ce délai peut être prolongé par décision de justice à‬‬
‫‪la demande de la société ».‬‬
‫‪2‬تنص الفقرة الثالثة من نص املادة ‪L111- 16‬من القانون التجاري الفرنسي على اآليت‪:‬‬
‫‪« si, à l’expiration du délai prévu à l’alinéa précédent, l’achat n’est pas réalisé, l’agrément‬‬
‫‪est considéré comme donné toute fois, ce délai peut être prolongé par décision de justice à‬‬
‫‪la demande de la société ».‬‬
‫‪ -‬واملالحظ هو أن نص الفقرة الثالثة من املادة ‪L111-16‬من القانون التجاري الفرنسي منقول حرفيا عن نص الفقرة الثالثة من املادة ‪ 157‬من‬
‫قانون الشركات الفرنسي لسنة ‪1555‬م‪.‬‬
‫‪ 3‬أ‪.‬ديدن بوعزة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪ -‬أمساء بن ويراد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.51‬‬
‫‪ -‬اندية محيدة‪ ،‬حقوق املسامهني يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.55‬‬
‫‪ -‬أ‪.‬اندية محيدة‪ ،‬شرط املوافقة إلحالة األسهم يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪4‬د‪ .‬أمحد شكري السباعي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.221‬‬
‫‪5‬د‪ .‬أمحد شكري السباعي‪ ،‬نفس املرجع السابق‪،‬ونفس الصفحة‪.‬‬

‫‪177‬‬
‫الردّ على طلب الموافقة ( االعتماد)‬
‫‪ 0202‬الباب الثّاني‪ /‬الفصل الثّاني ‪ :‬سلطة الشّركة في ّ‬

‫وعلى أية حال‪ ،‬فالقرار القاضي بتمديد األجل القانوين احملدد للشراء غري قابل ألي طعن‪ ،1‬زد على‬
‫ذلك إذا مل يتحقق الشراء خالل األجل الثاين أي خالل التمديد القضائي اعتربت املوافقة الضمنية على‬
‫مشروع اإلحالة قائمة‪ ،2‬أما عن موقف م‬
‫املشرع املصري حيال هذه املسألة فهو مل يقر أصال للشركة حبقها يف‬
‫طلب متديد األجل القانوين احملدد للشراء‪.3‬‬

‫هذا‪ ،‬وقد اثر التساؤل بشأن امليعاد الذي يتعني فيه على الشركة أن تطلب من رئيس احملكمة متديد‬
‫األجل القانوين احملدد للشراء‪ ،‬هل قبل أو بعد انقضائه؟ وهل قرار التمديد يصدر قبل أو بعد انقضاء هذا‬
‫األجل؟‪.‬‬

‫ولإلجابة على هذه التساؤالت رأى القضاء الفرنسي أنه يتعني على الشركة تقد م طلبها املتضمن‬
‫متديد األجل القانوين احملدد للشراء قبل انقضائه‪ ،‬على أن يصدر قرار التمديد قبل أو بعد انقضاء هذا األجل‪،‬‬
‫وأيده يف ذلك الفقه الفرنسي على أساس لو كان صدور قرار التمديد مقيدا قبل انقضاء األجل القانوين احملدد‬
‫للشراء لدفع ذلك ابلشركة إىل أن تطلب على الدوام وعلى سبيل االحتياط ومن دون أي مربر من القضاء‬
‫منحها أجل اثن لتنفيذ التزاماهتا املتتبة عن رفضها ملشروع اإلحالة‪ ،‬وهو ما قد يطيل املدة احملددة للشراء‪ ،‬ما‬
‫قد يضر حتما ابملساهم احمليل ومل ال ابحملال إليه‪.4‬‬

‫وعلى العموم يتعني على اهليئة املختصة ابلنظر يف طلب االعتماد اليت أصدرت قرار الرفض خالل‬
‫األجل القانوين احملدد للشراء‪ ،‬واملقدر بشهرين اعتبارا من اتريخ تبليغ قرار الرفض إىل املساهم احمليل وفق‬
‫التشريع اجلزائري واملصري‪ ،‬وثالثة أشهر وفق التشريع الفرنسي واملغريب‪ ،‬أو خالل األجل القضائي املتضمن‬
‫متديد األجل القانوين احملدد للشراء مىت أقره القضاء أو رئيس احملكمة املختصة حسب احلالة‪ ،‬أن تعمل على‬
‫تقد م مشت آخر‪ ،‬سواء كان من بقية املسامهني أو من الغري‪ ،‬حيل حمل احملال إليه املقتح من قبل املساهم احمليل‬
‫واملرفوض من قبل الشركة‪.‬‬

‫‪ 1‬أ‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري (دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.227‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬شرط املوافقة كقيد حيد من حرية املساهم يف تداول أسهمه يف القانون اجلزائري‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.115‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬أمحد شكري السباعي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.221‬‬
‫‪ 2‬أمساء بن ويراد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.51‬‬
‫‪ -‬خدجية بلعريب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.55‬‬
‫‪ -‬اندية محيدة‪ ،‬حقوق املسامهني يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.55‬‬
‫‪ 3‬د‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬ش رط املوافقة كقيد حيد من حرية املساهم يف تداول أسهمه يف القانون اجلزائري‪،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.117‬‬
‫‪ -‬أ‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري (دراسة مقارنة)‪،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.226‬‬
‫‪ 4‬أ‪ .‬حممد فتاحي‪،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.227‬‬

‫‪178‬‬
‫الردّ على طلب الموافقة ( االعتماد)‬
‫‪ 0202‬الباب الثّاني‪ /‬الفصل الثّاني ‪ :‬سلطة الشّركة في ّ‬

‫على أن للشركة اخليار يف حتديد شخص احملال إليه‪ ،‬إذ ميكنها أن تعرض األسهم حمل اإلحالة على‬
‫نوعا‬
‫بقية املسامهني فيها‪،‬كما ميكنها تدعيم أغلبية معينة يف الشركة للحفاظ على توازّنا الداخلي‪ ،‬ما قد خيلق ً‬
‫من االنتقاء عن طريق عرض األسهم حمل اإلحالة على بعض املسامهني دون غريهم‪ ،‬األمر الذي يستدعي يف‬
‫غالب األحيان الطعن يف قرار الشركة على أساس الغش‪ ،‬أو على أساس املساس مببدأ املساواة فيما بني‬
‫بندا ينظم خيار‬
‫املسامهني املقرر هلم قانوان‪ ،‬ولتفادي ذلك من ابب أوىل أن يتضمن القانون األساسي للشركة ً‬
‫الشراء ابألولوية حسب ترتيب معني‪ ،‬ووفق شروط معينة لفائدة املسامهني‪.1‬‬

‫فإذا مل يرغب أي من املسامهني يف شراء األسهم حمل اإلحالة‪ ،‬فالشركة هلا أن تلجأ للخيار الثاين‬
‫املتمثل يف تقد م مشت من الغري حيل حمل احملال إليه املقتح من املساهم احمليل واملرفوض من قبلها‪ ،‬لكن السؤال‬
‫الذي يطرح نفسه كيف يتم اختيار هذا الغري وعلى أي أساس؟ فاملش مرع اجلزائري على غرار نظرائه سكت عن‬
‫هذه املسألة ومل يفرد هلا حال‪ ،‬فالنصوص القانونية املنظمة لشرط املوافقة يف شركة املسامهة جاءت خالية‪ ،‬ومن‬
‫مثة ومبفهوم املخالفة فالشركة حرة يف اختيار أي مشت من الغري حيل حمل احملال إليه مبوجب سلطتها التقديرية‬
‫اليت منحها هلا القانون حلماية مصاحلها‪ ،‬على إثر ذلك ميكن القول أن تسبيب قرار الرفض وتربيره يف مثل هذه‬
‫احلاالت أصبح يشكل أكثر من ضرورة‪.2‬‬

‫وإن كنا منيل للحل الذي استقر عليه القضاء الفرنسي الذي أقر مبشروعية البند املدرج يف القانون‬
‫األساسي للشركة املتضمن قائمة أبمساء األشخاص الذين حيق هلم شراء األسهم حمل اإلحالة ابألولوية مسبقا‪،‬‬
‫واليت تعد مبثابة قائمة احتياطية للراغبني يف االنضمام إىل هذه الشركة ميكن اللجوء إليها عند احلاجة‪.3‬‬
‫ويف األخري ميكن القول أن اخليارات املمنوحة لشركة املسامهة من قبل م‬
‫املشرع اجلزائري يف حالة رفضها‬
‫ملشروع اإلحالة املعروض عليها للموافقة ال تقتصر فقط على تقد م بديل عن احملال إليه من بقية املسامهني أو‬
‫من الغري‪ ،‬بل تتعدى ذلك لتشمل خيار اثلث يكمن يف شراء الشركة لألسهم حمل اإلحالة حلساهبا اخلاص‬
‫طبعا‪ ،‬سنتطرق إىل هذا اخليار بنوع من التحليل‬
‫بغرض ختفيض رأمساهلا بعد حصوهلا على موافقة املساهم احمليل ً‬
‫والتفصيل يف الفرع اآليت‪.‬‬

‫‪ 1‬د‪ .‬الزهراء نواصرية‪ ،‬التنازل عن األسهم‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.167‬‬


‫‪-‬الزهراء نواصرية‪ ،‬شرط اعتماد املتنازل له عند التنازل عن األسهم‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.115‬‬
‫‪ 2‬د‪ .‬الزهراء نواصرية‪ ،‬التنازل عن األسهم‪،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.165-167‬‬
‫‪-‬الزهراء نواصرية‪ ،‬شرط اعتماد املتنازل له عند التنازل عن األسهم‪ ،‬نفس املرجع السابق‪،‬ونفس الصفحة‪.‬‬
‫‪ 3‬د‪ .‬الزهراء نواصرية‪ ،‬التنازل عن األسهم‪،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.165‬‬
‫‪-‬الزهراء نواصرية‪ ،‬شرط اعتماد املتنازل له عند التنازل عن األسهم‪ ،‬نفس املرجع السابق‪،‬ونفس الصفحة‪.‬‬

‫‪179‬‬
‫الردّ على طلب الموافقة ( االعتماد)‬
‫‪ 0202‬الباب الثّاني‪ /‬الفصل الثّاني ‪ :‬سلطة الشّركة في ّ‬

‫الفرع الثاين‬

‫شراء الشركة لألسهم حمل اإلاحالة‬


‫بداية من م‬
‫األمهية مبكان أن نشري إىل أن عملية شراء الشركة ألسهمها تشكل خطرا على حقوق‬
‫املسامهني خاصة احلق يف املساواة فيما بينهم‪ ،‬وحىت على املستثمرين الراغبني يف االنضمام إىل الشركة ملا تنطوي‬
‫عليه من خماطر‪ ،‬وملا ينجم عنها من انعكاسات سلبية قد متس بشكل مباشر أبصول الشركة‪ ،‬وقد جتعل جزءًا‬
‫من رأمساهلا صورًّي‪ ،‬فضال على أّنا قد تفتح اباب للتالعب أبسعار األسهم‪ ،‬لذا سارعت غالبية التشريعات‬
‫املقارنة إىل حظرها كأصل عام‪ ،‬ومل جتزها إال يف حاالت معينة وردت على سبيل احلصر‪ ،‬ووفق ضوابط صارمة‪،‬‬
‫وطبقا لشروط حمددة قانوان‪.‬‬

‫هذا‪ ،‬وتعد عملية شراء الشركة ألسهمها عملية استثنائية ألّنا جتعل الشركة كمساهم يف حد ذاهتا‪ ،‬أي‬
‫بعبارة أخرى تكون هي وابقي املسامهني اآلخرين شركاء يف الشركة ذاهتا‪ ،‬لذلك اختلفت التشريعات املقارنة‬
‫وتباينت حيال هذه املسألة بني من حيظرها وبني من جييزها‪ ،‬إال أن الذين أجازوها مل جييزوها بشكل مطلق‪ ،‬بل‬
‫أحاطوها بضوابط صارمة وجبملة من الشروط حمددة قانوان‪.‬‬
‫فمثال م‬
‫املشرع اجلزائري على غرار بعض التشريعات املقارنة حظر عملية شراء الشركة ألسهمها كقاعدة‬
‫عامة‪ ،‬حيث تناول مسألة شراء الشركة ألسهمها يف املرسوم التشريعي ‪ 01-52‬املتضمن القانون التجاري يف‬
‫فقرة مستقلة هي الفقرة الرابعة املعنونة"ابكتتاب الشركات ألسهمها اخلاصة أو شرائها أو رهنها"‪ ،‬املتضمنة‬
‫املواد من ‪ 516‬إىل ‪ 517‬مكرر ‪ 2‬من نفس القانون‪ ،‬املدرجة يف القسم السادس املوسوم "بتعديل رأس مال‬
‫الشركة"‪ ،‬إذ أقر صراحة وألول مرة حبظر عملية شراء الشركة ألسهمها مبوجب نص صريح ال يدع جماال للشك‬
‫أكدته الفقرة األوىل من نص املادة ‪ 516‬من نفس القانون جاء فيها‪":‬حيظر على الشركة االكتتاب ألسهمها‬
‫اخلاصة وشرائها‪ ،‬إما مباشرة أو بواسطة شخص يتصرف ابمسه اخلاص حلساب الشركة"‪.1‬‬

‫‪ 1‬أ‪.‬وداد بن بعيبش‪ ،‬شراء الشركة ألسهمها بني ا إلجازة واحلظر‪ ،‬جملة البحوث والدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم السياسية‪،‬‬
‫جامعة البليدة ‪ ،-1-‬اجلزائر اجمللد ‪ ،06‬العدد ‪ ،1017 ،01‬ص ‪.125‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬اندية فضيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.105‬‬
‫‪ -‬فوزية بن غامن‪ ،‬النظام القانوين للقيم املنقولة الصادرة عن شركة املسامهة "دراسة مقارنة بني القانون اجلزائري والقانون الفرنسي"‪ ،‬رسالة لنيل شهادة‬
‫املاجستري يف القانون‪ ،‬فرع القانون اخلاص"‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم اإلدارية بن عكنون‪ ،‬جامعة اجلزائر‪ ،1005-1007 ،‬ص ‪.117‬‬
‫‪ -‬عثمان لعور‪ ،‬االكتتاب يف أسهم الشركات املسامهة يف التشريعني اجلزائري والفرنسي‪ ،‬رسالة ماجستري‪ ،‬كلية احلقوق بن عكنون جامعة اجلزائر‬
‫(د‪.‬س‪.‬م)‪ ،‬ص ‪.125‬‬
‫‪-‬كر م طييب ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.57‬‬
‫‪ -‬إبراهيم بن خمتار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.177‬‬

‫‪180‬‬
‫الردّ على طلب الموافقة ( االعتماد)‬
‫‪ 0202‬الباب الثّاني‪ /‬الفصل الثّاني ‪ :‬سلطة الشّركة في ّ‬

‫وابستقراء ومتحيص ما تضمنته هذه الفقرة اتضح لنا أن هناك عمليتان حمظوراتن‪ ،‬تكمن األوىل يف‬
‫حظر عملية اكتتاب الشركة ألسهمها اخلاصة‪ ،‬وتكمن الثانية يف حظر عملية شراء الشركة ألسهمها‪ ،‬وكالمها‬
‫هتدف للحفاظ على مبدأ ثبات رأس املال الذي يعد الضمان العام لدائن الشركة‪ ،‬لذا أقر م‬
‫املشرع حبظرمها‪ ،‬إال‬
‫أن هذا احلظر خيتلف من عملية إىل أخرى‪ ،‬فحظر اكتتاب الشركة ألسهمها اخلاصة يظل قائما طوال مدة‬
‫ومسموحا هبا يف بعض احلاالت‪.1‬‬
‫ً‬ ‫حياة الشركة بينما تكون عملية شراء الشركة ألسهمها جائزة‬

‫ويستفاد كذلك من الفقرة املذكورة أعاله أن حظر عملييت اكتتاب الشركة ألسهمها اخلاصة وشراء‬
‫الشركة ألسهمها ال يقتصر فقط على العمليات اليت متت مباشرهتا من قبل الشركة نفسها‪ ،‬بل ميتد ليشمل‬
‫العمليات اليت متت بواسطة شخص آخر يتصرف ابمسه اخلاص ولكن حلساب الشركة‪ ،‬وهبذا يكون م‬
‫املشرع‬
‫اجلزائري قد تدارك النقص الذي كان يشوب نص املادة ‪ 555‬الواردة يف ظل األمر ‪ 75-57‬املتضمن القانون‬
‫التجاري اجلزائري‪.‬‬
‫وجتدر اإلشارة يف هذا الصدد إىل أن م‬
‫املشرع اجلزائري يف ظل األمر ‪ 75-57‬املتضمن القانون‬
‫التجاري مل ينظم عملية شراء الشركة ألسهمها بشكل مستقل على الرغم من خطورهتا‪ ،‬ومل يفرد هلا آنذاك إال‬
‫نصا قانونيا واحدا متثل يف نص املادة ‪ 555‬من نفس األمر جاء فيه‪":‬حيظر على الشركة شراء أسهمها‬
‫اخلاصة‪ ،‬على أنه جيوز للجمعية العامة اليت قررت ختفيض رأس املال بدون مربر للخسائر أن تسمح جمللس‬
‫اإلدارة بشراء عدد معني من األسهم بقصد إبطاهلا"‪.‬‬
‫على العموم‪ ،‬وأمام صمت م‬
‫املشرع اجلزائري حيال نوع األسهم اليت يشملها حظر الشراء‪ ،‬فقد استقر‬
‫الفقه احلديث على أن مبدأ احلظر يسري على مجيع أنواع األسهم اليت تصدرها شركة املسامهة‪ ،‬سواء كانت‬
‫أسهما عادية أم متازة‪ ،‬وال يقتصر احلظر عند هذا احلد بل يتعدى ذلك ليشمل حىت شهادات االستثمار‪.2‬‬

‫‪ 1‬د‪ .‬أمرية صدقي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.127‬‬


‫‪ 2‬حممد حمب الدين قرابش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.27‬‬
‫‪-‬د‪.‬أمرية صدقي ‪،‬نفس املرجع السابق ‪،‬ص‪.125‬‬
‫‪ -‬وهذا ما أكدته املادة ‪ L117-115‬من القانون التجاري الفرنسي املعدلة مبوجب نص املادة ‪ 71‬من األمر رقم ‪ 506-1006‬املؤرخ يف‬
‫‪1006/05/16‬م )‪ (JORF. 26/06/2004‬اليت نصت على االيت‪:‬‬
‫‪« Les articles L225-206 à L225-216 sont applicables aux certificats d’investissement ».‬‬
‫‪ -‬وأكدته كذلك املادة ‪ 115-10‬الواردة يف ظل القانون رقم ‪ 1211-17‬املؤرخ يف ‪1517/11/16‬م )‪،(JORF. 15/12/1985‬‬
‫املعدل واملتمم لقانون الشركات الفرنسي لسنة‪1555‬م قبل أن يتم إلغاؤها مبوجب نص املادة ‪ 06‬من األمر رقم ‪ 511-1000‬املؤرخ يف‬
‫‪1000/05/11‬م )‪ (Jorf. 21/09/2000‬اليت كانت تنص على اآليت‪:‬‬
‫‪« Les articles 217 à 217-9 sont applicables aux certificats d’investissement ».‬‬

‫‪181‬‬
‫الردّ على طلب الموافقة ( االعتماد)‬
‫‪ 0202‬الباب الثّاني‪ /‬الفصل الثّاني ‪ :‬سلطة الشّركة في ّ‬

‫هذا‪ ،‬ويؤخذ على م‬


‫املشرع اجلزائري أنه مل يتطرق ملصري األسهم املشتاة أو املكتتب فيها مبا خيالف‬
‫أحكام القانون‪ ،‬أي بتعبري أدق مصري األسهم اليت اكتسبتها الشركة رغم احلظر املفروض عليها ما جيعل‬
‫م‬
‫ابملشرع اجلزائري أن يقتدي مبا استقرت عليه بعض التشريعات‬ ‫ومبهما‪ ،‬لذا من ابب أوىل‬
‫ً‬ ‫مصريها غامضا‬
‫املقارنة حيال هذه املسألة‪ ،‬خاصة ما توصل إليه التشريع الفرنسي الذي كان أكثر تنظيما‪ ،‬إذ أنه أقر ألول مرة‬
‫مببدأ حظر شراء الشركة ألسهما مبوجب نص املادة ‪ 115‬من قانون الشركات رقم ‪ 725-55‬املؤرخ يف‬
‫‪1555/05/16‬م قبل أن يتم تعديله مبوجب القانون الصادر يف ‪1511/11/20‬م الذي أبقى على مبدأ‬
‫احلظر لكن توسع يف نطاقه نوعا ما‪ ،‬حيث أقر حبظر اكتتاب الشركة ألسهمها اخلاصة أو شرائها‪ ،‬سواء ت‬
‫ذلك مباشرة أو عن طريق شخص آخر يتصرف ابمسه اخلاص ولكن حلساب الشركة‪ ،‬إال أن هذه املادة قد‬
‫ألغيت مبوجب نص املادة ‪ 06‬من األمر رقم ‪ 511-1000‬املتضمن القانون التجاري الفرنسي الصادر يف‬
‫‪1000/05/11‬م‪ ،‬واستبدلت ابملادة ‪ L117-105‬اليت عدلت بدورها مبوجب نص املادة ‪ 71‬من األمر‬
‫‪ 506-1006‬الصادر يف ‪1006/05/16‬م‪.1‬‬

‫ومع ذلك لوحظ يف اآلونة األخرية وجود توجه عام لدى غالبية التشريعات املقارنة يقضي بعدم حظر‬
‫عملية شراء الشركة ألسهمها بشكل مطلق ملا تنطوي عليه من فوائد اقتصادية ومالية‪ ،‬ويف نفس الوقت ال جيوز‬
‫حرية الشركة يف شراء أسهمها دون قيد أو شرط ملا تنطوي عليه من خماطر كما ذكران من قبل‪ ،‬على‬ ‫إطالق م‬
‫هذا األساس ميكن القول أن عملية شراء الشركة ألسهمها تتاوح بني احلظر واإلابحة‪ ،‬فالقاعدة العامة تقضي‬

‫‪ 1‬جتدر اإلشارة يف هذا الصدد إىل أن التشريع الفرنسي القد م الصادر يف ‪ 16‬جويلية ‪1155‬م جاء خاليا من أي نص قانوين يتناول مسألة شراء‬
‫الشركة ألسهمها فاسحا اجملال بذلك للفقه والقضاء الفرنسيان اللذان لعبا دورا كبريا خالل هذه احلقبة يف هتيئة املناخ املالئم لتنظيم وتكريس عملية‬
‫شراء الشركة ألسهمها مبوجب نصوص قانونية صرحية‪ ،‬أمثرت هذه اجلهود بصدور قانون الشركات الفرنسي لسنة ‪1555‬م الذي يعد اللبنة األوىل‬
‫اليت يستمد منها مبدأ حظر شراء الشركة ألسهمها شرعيته‪.‬‬
‫‪ -‬ومع ذلك‪ ،‬فقد تبّ الفقه والقضاء الفرنسيان خالل هذه الفتة وإىل غاية صدور قانون الشركات لسنة ‪1555‬م اجتاها يقضي أبن‬
‫األساس الذي تقوم عليه فكرة حظر شراء الشركة ألسهمها يكمن يف أن العالقة اليت تربط بني املساهم والشركة هي عالقة مديونية يكون فيها‬
‫املساهم هو الدائن‪ ،‬يف حني تكون الشركة مبنزلة املدين بدين يساوي قيمة األسهم اليت ميتلكها كل مساهم‪.‬‬
‫‪ -‬لينتهي هذا التصور إىل نتيجة مفادها أن عملية شراء الشركة ألسهمها تؤدي ابلضرورة إىل قيام حالة احتاد الذمة‪ ،‬فتصبح بذلك‬
‫الشركة يف مركز الدائن واملدين يف آن واحد ولدين واحد‪ ،‬وعليه وفقا للقواعد العامة اليت تقضي أبن قيام احتاد الذمة يؤدي إىل انقضاء االلتزام‪ ،‬ومن‬
‫مثة فالشركة اليت جتتمع فيها صفتا الدائن واملدين ابلنسبة لدين واحد نتيجة شرائها ألسهمها‪ ،‬تكون قد احتدت ذمتها‪ ،‬وابلتايل يتعذر عليها مباشرة‬
‫حقها بصفتها دائن يف مطالبة نفسها ابلدين على أساس أّنا دائن ومدين يف آن واحد‪ ،‬فينقضي بذلك هذا الدين‪.‬‬
‫‪ -‬وللتذكري خبصوص هذه املسألة‪ ،‬فإن أغلب التشريعات املعاصرة ومنها التشريع اجلزائري أقرت بقاعدة "احتاد الذمة تؤدي إىل انقضاء‬
‫االلتزام"‪ ،‬وهذا ما أكدته الفقرة األوىل من نص املادة ‪ 206‬من القانون املدين اجلزائري اليت جاء فيها ‪":‬إذا اجتمع يف شخص واحد صفتا الدائن‬
‫واملدين ابلنسبة إىل دين واحد‪ ،‬انقضى هذا الدين ابلقدر الذي احتدت فيه الذمة"‪.‬‬
‫‪ -‬ولتفادي قيام احتاد الذمة يف الشركة نتيجة شرائها ألسهمها‪ ،‬يرى أصحاب هذا االجتاه أنه من الضروري أن تسارع الشركة إىل‬
‫التخلص من األسهم املشتاة يف أسرع وقت مكن‪.‬‬

‫‪182‬‬
‫الردّ على طلب الموافقة ( االعتماد)‬
‫‪ 0202‬الباب الثّاني‪ /‬الفصل الثّاني ‪ :‬سلطة الشّركة في ّ‬

‫حبظر هذه العملية‪ ،‬إال أن هذا احلظر ليس مطلقا بل ترد عليه بعض االستثناءات على سبيل احلصر‪ ،‬وضمن‬
‫ضوابط وشروط معينة حددها القانون‪.‬‬
‫على إثر ذلك أقر م‬
‫املشرع اجلزائري بعض االستثناءات على مبدأ حظر شراء الشركة ألسهمها منها ما‬
‫تضمنته الفقرة الثانية من نص املادة ‪ 516‬من القانون التجاري اليت أجازت للشركة شراء بعض أسهمها بقصد‬
‫ختفيض رأمساهلا على الرغم من عدم إصابتها خبسائر حيث جاء فيها‪":‬غري أنه جيوز للجمعية العامة اليت قررت‬
‫ختفيض رأمسال غري مربر للخسائر أن تسمح جمللس اإلدارة أو جملس املديرين بشراء عدد معني من األسهم‬
‫قصد إبطاهلا"‪.1‬‬

‫وعلى العموم مىت صادقت اجلمعية العامة على مشروع يتضمن ختفيضا يف رأس املال دون وجود مربر‬
‫للخسائر‪ ،‬فإنه جيوز ملمثلي أصحاب األسهم والدائنني الذين يكون دينهم سابقا لتاريخ إيداع حمضر املداولة‬
‫ابملركز الوطن للسجل التجاري أن يعارضوا ختفيض رأس املال يف أجل ثالثني يوما‪ ،‬وهذا ما أكدته الفقرة‬
‫األوىل من املادة ‪ 512‬من نفس القانون‪ 2‬اليت جاء فيها‪":‬إذا صادقت اجلمعية العامة على مشروع يتضمن‬
‫ختفيضا يف رأس املال دون وجود مربر للخسائر‪ ،‬فإنه جيوز ملمثلي أصحاب األسهم والدائنني الذين يكون‬
‫دينهم سابقا لتاريخ إيداع حمضر املداولة ابملركز الوطن للسجل التجاري أن يعارضوا ختفيض رأس املال يف أجل‬
‫يوما"‪.‬‬
‫ثالثني ً‬
‫ومل يكتف م‬
‫املشرع اجلزائري ابالستثناء املذكور أعاله بل أجاز للشركة اليت تكون أسهمها مقيدة يف‬
‫البورصة أن تشتي أسهمها اخلاصة املعروضة للبيع يف بورصة القيم املنقولة بقصد تنظيم سعرها‪ ،‬وهذا ما عربت‬
‫عنه صراحة الفقرة األوىل من نص املادة ‪ 517‬مكرر من نفس القانون جاء فيها‪":‬خالفا للمادة ‪ 516‬املقطع‬

‫‪ 1‬د‪ .‬اندية فضيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.105‬‬


‫‪ -‬أ‪.‬وداد بن بعيبش‪ ،‬شراء الشركة ألسهمها بني اإلجازة واحلظر‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.162‬‬
‫‪ -‬وداد بن بعيبش‪ ،‬تداول األسهم والتصرف فيها يف شركات األموال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.150‬‬
‫‪ -‬عثمان لعور‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.125‬‬
‫‪-‬إبراهيم بن خمتار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.177‬‬
‫‪2‬د‪ .‬اندية فضيل‪،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.215‬‬
‫‪ -‬جتدر اإلشارة يف هذا الصدد إىل أن معارضة مثلي أصحاب األسهم والدائنني الذين يكون دينهم سابقا لتاريخ إيداع حمضر املداولة‬
‫اليت متت خالل األجل القانوين احملدد هلا ال تلغى إال بقرار قضائي‪ ،‬فالقاضي املختص له سلطة فحص املعارضة املقدمة له‪ ،‬على أن له أن يرفضها‬
‫أو يقرها‪ ،‬فمىت أقر بصحتها جاز له أن مينح الشركة فرصة لتقد م الضماانت الكافية‪ ،‬فإذا كانت ضماانهتا غري كافية‪ ،‬أصدر قراره النهائي يلزم‬
‫مبوجبه الشركة بتسديد ديوّنا‪.‬‬
‫‪ -‬وعلى أية حال‪ ،‬فعملية التخفيض تبقى معلقة طاملا كانت املعارضة قائمة ومل يفصل فيها القاضي بعد‪ ،‬وال تستأنف إال إذا رفض‬
‫القاضي املعارضة أو قامت الشركة بتسديد ما عليها من ديون‪.‬‬

‫‪183‬‬
‫الردّ على طلب الموافقة ( االعتماد)‬
‫‪ 0202‬الباب الثّاني‪ /‬الفصل الثّاني ‪ :‬سلطة الشّركة في ّ‬

‫األول أعاله‪ ،‬فإن الشركات اليت تكون أسهمها مقبولة يف التسعرية الرمسية لبورصة األوراق املالية ميكنها شراء‬
‫أسهمها اخلاصة يف البورصة لتنظيم سعر األسهم"‪.1‬‬
‫ولتحقيق ذلك اشتط م‬
‫املشرع اجلزائري على اجلمعية العامة العادية أن تكون قد رخصت صراحة‬
‫للشركة القيام بعمليات البورصة أبسهمها اخلاصة‪،‬كما أوجب عليها أن حتدد اآلليات القانونية املتبعة لتفعيل‬
‫هذه العملية السيما حتديد السعر األقصى للشراء والسعر األدىن للبيع‪ ،‬فضال عن العدد األقصى من األسهم‬
‫الواجب حيازهتا‪ ،‬واألجل الذي جيب أن تتم خالله احليازة‪ ،‬إذ ال ميكن منح هذه الرخصة ألجل يفوق سنة‬
‫واحدة‪ ،‬وهذا ما أكدته الفقراتن الثانية والثالثة من نص املادة ‪ 517‬مكرر من نفس القانون‪.2‬‬
‫ومل يكتف م‬
‫املشرع اجلزائري عند هذا احلد بل اشتط على الشركة أن تعلم اللجنة املكلفة بتنظيم عمليات‬
‫البورصة ومراقبتها )‪(C.O.S.O.B‬بعملية احليازة اليت قامت هبا‪ ،‬وهذا ما أكدته املادة ‪ 517‬مكرر ‪ 1‬من‬
‫القانون التجاري اليت جاء فيها‪":‬جيب على الشركات أن تصرح للسلطة املكلفة بتنظيم عمليات البورصة‬
‫ومراقبتها ابلصفقات اليت تنوي القيام هبا تطبيقا للمادة‪516‬املذكورة أعاله‪ ،‬وتعلم جلنة البورصة بعمليات احليازة‬
‫املشرع هلذه اللجنة أن تطلب من هذه الشركة كل التوضيحات‬ ‫اليت قامت هبا"‪ ،‬إىل جانب ذلك رخص م‬
‫واملربرات اليت تراها مناسبة حتت طائلة منع هذه احليازة‪ ،‬أي بتعبري أدق إذا مل تستجب الشركة هلذه الطلبات‬
‫حيق للجنة أن متنع هذه احليازة بصفة مباشرة أو غري مباشرة‪ ،‬وهذا ما أكدته املادة ‪ 517‬مكرر ‪ 01‬من نفس‬
‫القانون‪.3‬‬

‫‪ 1‬د‪ .‬اندية فضيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.101‬‬


‫‪ -‬أ‪.‬وداد بن بعيبش‪ ،‬شراء الشركة ألسهمها بني اإلجازة واحلظر‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.166‬‬
‫‪ -‬وداد بن بعيبش‪ ،‬تداول األسهم والتصرف فيها يف شركات األموال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.157‬‬
‫‪ -‬عثمان لعور‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.121‬‬
‫‪-‬إبراهيم بن خمتار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.175‬‬
‫‪ -‬فوزية بن غامن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪ 2‬د‪ .‬اندية فضيل‪ ،‬نفس املرجع السابق‪،‬ونفس الصفحة‪.‬‬
‫‪ -‬د‪.‬خمتار دحو‪،‬القرارات اجلماعية العادية يف شركة املسامهة‪،‬دراسة مقارنة‪،‬اجلزء األول‪،‬دار النشر اجلامعي اجلديد‪،‬اجلزائر‪،1015،‬ص‪51.‬‬
‫‪ -‬أ‪.‬وداد بن بعيبش‪ ،‬شراء الشركة ألسهمها بني اإلجازة واحلظر‪ ،‬نفس املرجع السابق‪،‬ونفس الصفحة‪.‬‬
‫‪ -‬وداد بن بعيبش‪ ،‬تداول األسهم والتصرف فيها يف شركات األموال‪،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.155‬‬
‫‪-‬إبراهيم بن خمتار‪ ،‬نفس املرجع السابق‪،‬ونفس الصفحة‪.‬‬
‫‪ -‬فوزية بن غامن‪ ،‬نفس املرجع السابق‪،‬ونفس الصفحة‪.‬‬
‫‪ 3‬د‪ .‬اندية فضيل‪،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.105-101‬‬
‫‪ -‬أ‪.‬وداد بن بعيبش‪ ،‬شراء الشركة ألسهمها بني اإلجازة واحلظر‪،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.165‬‬
‫‪ -‬د‪.‬خمتار دحو‪،‬نفس املرجع السابق‪،‬ص‪.‬ص‪.52-51‬‬

‫‪184‬‬
‫الردّ على طلب الموافقة ( االعتماد)‬
‫‪ 0202‬الباب الثّاني‪ /‬الفصل الثّاني ‪ :‬سلطة الشّركة في ّ‬

‫وفضال عن االستثناءين السابقني أجاز م‬


‫املشرع اجلزائري للشركة شراء أسهمها اخلاصة عند رفضها ملشروع‬
‫اإلحالة املعروض عليها للموافقة وفق ما نصت عليه الفقرة األوىل من نص املادة ‪ 517‬مكرر ‪ 75‬من القانون‬
‫التجاري املذكورة سابقا‪ ،1‬ولتحقيق ذلك اشتط عليها توافر شرطني‪ ،‬يكمن األول يف أن يكون الغرض من‬
‫الشراء هو ختفيض رأمساهلا يف حدود األسهم املشتاة‪ 2‬الذي هو من اختصاص اجلمعية العامة غري العادية‪ ،‬هذه‬
‫األخرية يف غالب األحيان ما تصدر قرارها القاضي بتخفيض رأمسال الشركة يتضمن كيفية تنظيم هذه العملية‪،‬‬
‫على أنه جيوز هلا أن تفوض ذلك للقائمني ابإلدارة‪ ،‬سواء كان جملس اإلدارة أو جملس املديرين حسب احلالة‪،‬‬
‫بشرط عدم املساس مببدأ املساواة فيما بني املسامهني‪ ،‬وهذا ما أكدته الفقرة األوىل من نص املادة ‪ 511‬من‬
‫نفس القانون جاء فيها‪":‬تقرر اجلمعية العامة غري العادية ختفيض رأس املال اليت جيوز هلا أن تفوض جمللس‬
‫اإلدارة أو جمللس املديرين حسب احلالة كل الصالحيات لتحقيقه‪ ،‬غري أنه ال جيوز هلا أبي حال من األحوال‬
‫أن متس مببدأ املساواة بني املسامهني"‪.3‬‬
‫إىل جانب ذلك اشتط م‬
‫املشرع على الشركة شرطا اثنيا يكمن يف ضرورة حصوهلا على موافقة املساهم‬
‫احمليل الذي يتخذ قراره بكامل إرادته املنفردة ومن دون أي ضغوطات حىت ال يقال أنه أجرب على االنسحاب‬
‫من هذه الشركة ودفع إىل ذلك دفعا‪ ،4‬هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى حىت يفي ابلتزاماته اجتاه مصاح‬

‫‪ 1‬فوزية بن غامن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.115‬‬


‫‪-‬إبراهيم بن خمتار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.175-177‬‬
‫‪ -‬عثمان لعور‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.125‬‬
‫‪ 2‬د‪ .‬الزهراء نواصرية‪ ،‬التنازل عن األسهم‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.165‬‬
‫‪ -‬أ‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسا مهة يف القانون اجلزائري (دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.221‬‬
‫‪-‬الزهراء نواصرية‪ ،‬شرط اعتماد املتنازل له عند التنازل عن األسهم‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.110‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬شرط املوافقة كقيد حيد من حرية املساهم يف تداول أسهمه يف القانون اجلزائري‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪ -‬أ‪.‬اندية محيدة‪ ،‬شرط املوافقة إلحالة األسهم يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.27‬‬
‫‪ -‬اندية محيدة‪ ،‬حقوق املسامهني يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.55‬‬
‫‪ 3‬د‪ .‬اندية فضيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.215-215‬‬
‫‪ 4‬أ‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري (دراسة مقارنة)‪،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.221-225‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬شرط املوافقة كقيد حيد من حرية املساهم يف تداول أسهمه يف القانون اجلزائري‪،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.111-115‬‬
‫‪ -‬أ‪.‬اندية محيدة‪ ،‬شرط املوافقة إلحالة األسهم يف شركة املسامهة‪ ،‬نفس املرجع السابق‪،‬ونفس الصفحة‪.‬‬
‫‪ -‬اندية محيدة‪ ،‬حقوق املسامهني يف شركة املسامهة‪ ،‬نفس املرجع السابق‪،‬ونفس الصفحة‪.‬‬
‫‪ -‬خدجية بلعريب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.55‬‬
‫‪ -‬مسية فاطمة الزهراء بن غالية‪ ،‬احلقوق األساسية للمساهم ومبدأ احلرية التعاقدية يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.115‬‬
‫‪ -‬مسية فاطمة الزهراء بن غالية‪ ،‬حرية املساهم يف التنازل عن األسهم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪ -‬أ‪.‬ديدن بوعزة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬

‫‪185‬‬
‫الردّ على طلب الموافقة ( االعتماد)‬
‫‪ 0202‬الباب الثّاني‪ /‬الفصل الثّاني ‪ :‬سلطة الشّركة في ّ‬

‫الضرائب والتحصيل اجلبائي اليت ترى أنه حتصل على فائض قيمة نتيجة شراء الشركة ألسهمه حلساهبا اخلاص‪،‬‬
‫وابلتايل إمكانية خضوعه للضريبة على الدخل أمر وارد‪.1‬‬
‫ومع ذلك مل حيدد م‬
‫املشرع اجلزائري على غرار نظرييه الفرنسي واملغريب املدة املخصصة للمساهم احمليل‬
‫إلبداء موافقته من عدمها خبصوص شراء الشركة ألسهمه حلساهبا اخلاص بغرض ختفيض رأمساهلا‪ ،‬ولسد هذا‬
‫الفراغ القانوين رأى جانب من الفقه أنه يتعني على املساهم احمليل أن يبدي موافقته من عدمها خالل مدة‬
‫معقولة‪ ،‬ما مل ينص عليها صراحة القانون األساسي للشركة‪.2‬‬
‫املشرع املصري جاء خمالفا ملا استقر عليه امل م‬
‫شرع اجلزائري‬ ‫وجتدر اإلشارة يف هذا الصدد إىل أن موقف م‬
‫والفرنسي واملغريب‪ ،‬إذ أنه أجاز للشركة شراء األسهم حمل اإلحالة حلساهبا اخلاص عند رفضها ملشروع اإلحالة‬
‫املعروض عليها للموافقة من دون حصوهلا على موافقة املساهم احمليل‪ ،‬بشرط أن يكون الغرض من الشراء هو‬
‫ختفيض رأمسال الشركة وإلغاء األسهم املشتاة‪ ،‬أو يكون بغرض توزيع األسهم املشتاة على العاملني يف الشركة‬
‫ذاهتا‪.3‬‬
‫وعلى أية حال هناك مسألة يف غاية م‬
‫األمهية مل تتطرق إليها غالبية التشريعات املقارنة وعلى رأسهم‬
‫التشريع اجلزائري أال وهي مسألة املصاريف النامجة عن شراء الشركة لألسهم حمل اإلحالة حلساهبا اخلاص‪،‬‬
‫وأتعاب اخلبري القضائي املكلف بتحديد مثن األسهم حمل اإلحالة يف حالة عدم اتفاق املساهم احمليل والشركة‬
‫على ذلك‪ ،‬ولسد هذه الثغرة القانونية رأى جانب من الفقه أن الشركة هي من تتحمل مصاريف الشراء‬
‫وأتعاب اخلبري القضائي‪ ،‬ما مل يقبل املساهم احمليل تقامسها معا‪ ،‬أو ينص القانون األساسي للشركة صراحة على‬
‫من يتحملها مبوجب بند من بنوده‪.4‬‬

‫‪ 1‬د‪ .‬الزهراء نواصرية‪ ،‬التنازل عن األسهم‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.165‬‬


‫‪-‬الزهراء نواصرية‪ ،‬شرط اعتماد املتنازل له عند التنازل عن األسهم‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.110‬‬
‫‪ -‬أ‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري (دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.225‬‬
‫‪ 2‬أ‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬نفس املرجع السابق‪،‬ونفس الصفحة‪.‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬شرط املوافقة كقيد حيد من حرية املساهم يف تداول أسهمه يف القانون اجلزائري‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.115‬‬
‫‪ 3‬أ‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري (دراسة مقارنة)‪،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.221‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬شرط املوافقة كقيد حيد من حرية املساهم يف تداول أسهمه يف القانون اجلزائري‪،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬أمرية صدقي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.125‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬مسيحة القليويب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.551‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬الياس انصيف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.702‬‬
‫‪ 4‬أ‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري (دراسة مقارنة)‪ ،‬نفس املرجع السابق‪،‬ونفس الصفحة‪.‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬شرط املوافقة كقيد حيد من حرية املساهم يف تداول أسهمه يف القانون اجلزائري‪ ،‬نفس املرجع السابق‪،‬ونفس الصفحة‪.‬‬

‫‪186‬‬
‫الردّ على طلب الموافقة ( االعتماد)‬
‫‪ 0202‬الباب الثّاني‪ /‬الفصل الثّاني ‪ :‬سلطة الشّركة في ّ‬

‫ويف رأينا هذا الفراغ القانوين الذي تضمنه التشريع التجاري اجلزائري خبصوص هذه املسألة ال يؤثر كثريا‬
‫على عملية الشراء طاملا أن املادة ‪ 1‬مكرر من القانون التجاري أحالتنا يف حالة غياب نص قانوين ملسألة ما‬
‫إىل القواعد العامة‪ ،‬أي إىل نصوص القانون املدين ابعتباره الشريعة العامة‪ ،‬ومن مثة ميكن الرجوع خبصوص‬
‫مسألة مصاريف الشراء إىل نص املادة ‪ 252‬من القانون املدين‪1‬اليت قضت أبن مصاريف الشراء تقع على‬
‫عاتق املشتي ما مل تكن هناك نصوص قانونية خاصة تقضي بغري ذلك‪ ،‬أما خبصوص أتعاب اخلبري القضائي‬
‫املكلف بتحديد مثن األسهم حمل اإلحالة‪ ،2‬فالفقرة األوىل من نص املادة ‪ 162‬من قانون اإلجراءات املدنية‬
‫واإلدارية قد فصلت يف ذلك‪ ،‬إذ جاء فيها‪":‬يتم حتديد أتعاب اخلبري النهائية من طرف رئيس اجلهة القضائية‬
‫بعد إيداع التقرير مراعيا يف ذلك املساعي املبذولة‪ ،‬واحتام اآلجال احملددة وجودة العمل املنجز"‪ ،‬وجتدر‬
‫اإلشارة يف هذا الصدد إىل أن أتعاب اخلبري ال حمل هلا يف حالة اتفاق الشركة واملساهم احمليل على مثن معني‬
‫لألسهم حمل اإلحالة‪ ،‬أو يف حالة قبول الشركة ابلثمن املقتح من احملال إليه‪.‬‬
‫وبناء على ما تقدم ميكن القول أن م‬
‫املشرع اجلزائري على غرار غالبية التشريعات املقارنة‪،‬كالتشريع‬
‫الفرنسي واملصري واملغريب‪،‬مل يقرر حق الشفعة لصاح الشركة ابملفهوم الذي نص عليه القانون املدين‪ ،3‬وإمنا‬
‫منحها خيارا اثلثا يتمثل يف إمكانية شرائها لألسهم حمل اإلحالة حلساهبا اخلاص بغرض ختفيض رأمساهلا‪ ،‬أي‬

‫‪ 1‬تنص املادة ‪ 252‬من القانون املدين اجلزائري على اآليت ‪":‬أن نفقات التسجيل‪ ،‬والطابع ورسوم اإلعالن العقاري‪ ،‬والتوثيق وغريها تكون على‬
‫املشتي ما مل تكن هناك نصوص قانونية تقضي بغري ذلك"‪.‬‬
‫‪ -‬وجتدر اإلشارة يف هذا الصدد إىل أن القانون السويسري نص صراحة على أن الشركة هي من تتحمل مصاريف الشراء وأتعاب اخلبري‪ ،‬وهذا ما‬
‫أكدته املادة ‪ 07/B/517‬من قانون االلتزامات السويسري‪.‬‬
‫‪ 2‬د‪ .‬عبد الرمحان برابرة‪ ،‬شرح قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية )قانون رقم ‪ 05-01‬مؤرخ يف ‪ 12‬فيفري ‪ ،)1001‬منشورات بغدادي‪ ،‬اجلزائر‪،‬‬
‫الطبعة الرابعة‪ ،1012 ،‬ص‪.‬ص ‪.166-162‬‬
‫‪ -‬حممود توفيق إسكندر‪ ،‬اخلربة القضائية‪،‬دار هومه للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬اجلزائر‪ ،1005 ،‬ص ‪.51‬‬
‫‪ 3‬عرف م‬
‫املشرع اجلزائري الشفعة يف القانون املدين على أّنا "رخصة جتيز احللول حمل املشتي يف بيع العقار"‪ ،‬وهذا ما عربت عنه صراحة املادة‬
‫‪ 556‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪ -‬وابستقراء ومتحيص ما تضمنه هذا التعريف اتضح لنا أنه لقيام حق الشفعة البد من توافر شرطان أساسيان حبيث إذا انتفى أحدمها سقط احلق‬
‫يف الشفعة‪ ،‬ومها أن يكون املبيع عقارا‪ ،‬فال شفعة يف منقول‪ ،‬إضافة إىل ذلك جيب توفر الصفة اليت يثبت هبا حق الشفعة‪ ،‬واليت حصرها م‬
‫املشرع‬
‫اجلزائري يف احلاالت اليت تضمنتها املادة ‪ 557‬من نفس القانون اليت جاء فيها "يثبت حق الشفعة وذلك مع مراعاة األحكام اليت ينص عليها األمر‬
‫املتعلق ابلثورة الزراعية‪:‬‬
‫‪ -‬ملالك الرقبة إذا بيع الكل أو البعض من حق االنتفاع املناسب للرقبة‪.‬‬
‫‪ -‬للشريك يف الشيوع إذا بيع جزء من العقار املشاع إىل أجنيب‪.‬‬
‫‪ -‬لصاحب حق االنتفاع إذا بيعت الرقبة كلها أو بعضها‪.‬‬
‫‪ -‬وعلى إثر ذلك ميكن القول أبن م‬
‫املشرع اجلزائري مل يقرر حق الشفعة لصاح الشركة ابملفهوم الذي نص عليه القانون املدين‪ ،‬ذلك أن حمل الشراء‬
‫هنا هي األسهم حمل اإلحالة وهي عبارة عن منقول وليس عقار‪ ،‬وابلتايل انتفاء الشرط األول الواجب توفره كما سبق بيانه‪.‬‬

‫‪187‬‬
‫الردّ على طلب الموافقة ( االعتماد)‬
‫‪ 0202‬الباب الثّاني‪ /‬الفصل الثّاني ‪ :‬سلطة الشّركة في ّ‬

‫بتعبري أدق استدادها‪ ،‬ولعل احلكمة اليت توخاها م‬


‫املشرع من وراء ذلك تكمن يف تعزيز احلماية املقررة لصاح‬
‫املساهم احمليل م‬
‫وحلريته يف تداول أسهمه‪.1‬‬

‫كذلك ميكن القول أن اخليارات الثالث اليت تضمنتها الفقرة األوىل من نص املادة ‪ 517‬مكرر ‪ 75‬من‬
‫القانون التجاري اجلزائري‪ ،‬واملتمثلة يف تقد م مشت آخر‪ ،‬سواء كان من بقية املسامهني أو من الغري‪ ،‬أو تعمل‬
‫الشركة على شراء األسهم حمل اإلحالة حلساهبا اخلاص بغرض ختفيض رأمساهلا بعد حصوهلا على موافقة املساهم‬
‫م‬
‫فاملشرع اجلزائري على‬ ‫احمليل طبعا كما سبق بيانه‪ ،‬مل ترد حصرا على سبيل التتيب وال على سبيل األفضلية‪،‬‬
‫خيارا على آخر ومل مينحه األولوية‪ ،‬لذا فالشركة حرة يف اختيار اخليار املناسب هلا والعمل‬
‫غرار نظرائه مل يفضل ً‬
‫على تنفيذه وفق ما تقتضيه مصلحتها‪.‬‬

‫ويف األخري ميكن القول أن الشركة اليت رفضت مشروع اإلحالة املعروض عليها للموافقة وجب عليها أن‬
‫تعمل على تقد م مشت آخر‪ ،‬سواء كان من بقية املسامهني أو من الغري‪ ،‬أو أن تعمل على شراء األسهم حمل‬
‫اإلحالة حلساهبا اخلاص بغرض ختفيض رأمساهلا‪ ،‬على أن عملية الشراء تتم وتتحقق ملا يوضع مثن األسهم حمل‬
‫اإلحالة يف يد املساهم احمليل خالل األجل القانوين احملدد لذلك‪ ،‬واملقدر بشهرين من اتريخ إبالغ الرفض وفق‬
‫التشريع اجلزائري واملصري‪ ،‬وثالثة أشهر وفق التشريع الفرنسي واملغريب‪ ،‬أو يتم خالل األجل القضائي الذي‬
‫شرع اجلزائري والفرنسي واملغريب خبالف م‬
‫املشرع املصري الذي مل ينص عليه صراحة ال يف قانون‬ ‫أقره كل من امل م‬
‫الشركات وال يف الئحته التنفيذية‪.‬‬

‫على أنه إذا مل يتم تفعيل أحد اخليارات الثالث املمنوحة للشركة أي مل يتم شراء األسهم حمل اإلحالة ال‬
‫من قبل املسامهني وال من قبل الغري‪ ،‬وال حىت من قبل الشركة خالل األجلني القانوين والقضائي احملددين للشراء‬
‫اعتربت املوافقة الضمنية على مشروع اإلحالة قائمة‪ ،‬ما يضفي على مشروع اإلحالة الصيغة النهائية‪ ،‬ومن مثة‬
‫تنتقل ملكية األسهم حمل اإلحالة من املساهم احمليل إىل احملال إليه‪ ،‬فيصبح هذا األخري مسامها جديدا يف‬
‫الشركة بعد تقييدها للعملية يف السجل املخصص لذلك‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬وجتدر اإلشارة إىل أن م‬
‫املشرع اجلزائري حظر على الشركة أن تساعد بطريقة أو أبخرى أي شخص‬
‫مقبل على شراء األسهم اليت تصدرها أو يكتتب فيها‪،‬كأن تقدم له األموال الالزمة لذلك‪ ،‬أو متنح له قروضا‪،‬‬
‫أو توافق على تقد م ضماانت له حتت طائلة تطبيق العقوابت املنصوص عليها يف املادة ‪ 111‬من القانون‬
‫التجاري اجلزائري‪ ،‬وهذا ما عربت عنه صراحة املادة ‪ 517‬مكرر ‪ 50‬من نفس القانون جاء فيها‪":‬ال ميكن‬

‫‪ 1‬د‪ .‬محد هللا حممد محد هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.121-121‬‬
‫‪ -‬خدجية بلعريب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.55‬‬

‫‪188‬‬
‫الردّ على طلب الموافقة ( االعتماد)‬
‫‪ 0202‬الباب الثّاني‪ /‬الفصل الثّاني ‪ :‬سلطة الشّركة في ّ‬

‫لشركة ما تقد م أموال‪ ،‬أو منح قروض‪ ،‬أو املوافقة على تقد م ضمان قصد اكتتاب أسهمها أو لشرائها حتت‬
‫طائلة تطبيق العقوابت املنصوص عليها يف املادة ‪ 111‬أدانه"‪.1‬‬

‫وعلى العموم تعد اخليارات الثالث املمنوحة للشركة السابق بياّنا مبثابة التزامات تقع على عاتقها مىت‬
‫وافقت األخذ أبحدها‪ ،‬وهي من مجلة اآلاثر القانونية املتتبة عن رفضها ملشروع اإلحالة املعروض عليها‬
‫للموافقة‪ ،‬يف املقابل من ذلك رتب الفقه والقضاء الفرنسيان على عاتق املساهم احمليل بعض احلقوق‬
‫وااللتزامات‪ ،‬سنتطرق إليها بنوع من التحليل والتفصيل يف املطلب اآليت‪.‬‬

‫املطلب الثاين‬

‫احلقوق وااللتزامات املرتتبة على عاتق املساهم احمليل‬


‫قانوان أن م‬
‫املشرع اجلزائري مل ينص صراحة وال ضمنيا على احلقوق وااللتزامات اليت تقع على‬ ‫من الثابت ً‬
‫عاتق املساهم احمليل عند رفض الشركة ملشروع اإلحالة املعروض عليها‪ ،‬وهو نفس ما استقر عليه ا م‬
‫ملشرع‬
‫الفرنسي واملصري واملغريب‪ ،‬ولسد هذا الفراغ القانوين تصدى الفقه والقضاء الفرنسيان لذلك‪ ،‬إذ استقر رأيهما‬
‫على التسليم للمساهم احمليل هبذا احلق‪ ،‬ومناط ذلك أنه يتماشى مع روح القانون ومع طبيعة شركة املسامهة‪.‬‬

‫ومن منطلق أن القاعدة العامة تقضي حبق كل مساهم يف البقاء أو االنسحاب من الشركة املساهم فيها‬
‫إبرادته املنفردة‪ ،‬ومن دون أية ضغوطات أو مساومات‪ ،‬وبغض النظر عن عدد األسهم اليت ميتلكها حىت ولو‬
‫كان يف بداية األمر راغبا يف إحالة أسهمه إىل احملال إليه‪ ،‬فمىت عدل عن رأيه فال جيوز للقائمني ابإلدارة يف‬
‫الشركة استبعاده منها جربا‪ ،‬ومن دون إرادته مىت أراد أن يتاجع عن رغبته يف إحالة أسهمه‪ ،‬لكن السؤال الذي‬
‫يطرح نفسه‪ ،‬هل حق العدول املخول للمساهم احمليل مقيد بفتة زمنية معينة أم ال؟ وهل حيق له احلصول على‬
‫تعويض جراء رفض الشركة ملشروع اإلحالة؟ وهل تقوم مسؤوليته اجتاه احملال إليه جراء هذا الرفض؟‪.‬‬

‫‪ 1‬د‪ .‬اندية فضيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.110-105‬‬


‫‪ -‬أ‪.‬وداد بن بعيبش‪ ،‬شراء الشركة ألسهمها بني اإلجازة واحلظر‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.161- 160‬‬
‫‪ -‬وداد بن بعيبش‪ ،‬تداول األسهم والتصرف فيها يف شركات األموال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.151‬‬
‫‪-‬د‪ .‬الزهراء نواصرية‪ ،‬التنازل عن األسهم‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.165‬‬
‫‪-‬الزهراء نواصرية‪ ،‬شرط اعتماد املتنازل له عند التنازل عن األسهم‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.115‬‬
‫‪ -‬فوزية بن غامن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.115‬‬
‫‪ -‬وجتدر اإلشارة إىل أن م‬
‫املشرع اجلزائري رتب على خمالفة احلظر الذي تضمنته املادة ‪ 517‬مكرر ‪ 50‬من ق‪.‬ت‪.‬ج جزاءات جزائية تضمنتها املادة‬
‫‪ 111‬من نفس القانون تتمثل يف احلبس من سنة واحدة إىل مخس سنوات‪ ،‬وغرامة مالية من ‪10.000‬دج إىل ‪ 100.000‬دج‪ ،‬أو إبحدى‬
‫هاتني العقوبتني‪.‬‬

‫‪189‬‬
‫الردّ على طلب الموافقة ( االعتماد)‬
‫‪ 0202‬الباب الثّاني‪ /‬الفصل الثّاني ‪ :‬سلطة الشّركة في ّ‬

‫كل هذه التساؤالت وغريها سنحاول اإلجابة عليها يف املطلب اآليت الذي قسمناه إىل فرعني تناولنا يف‬
‫الفرع األول حقوق املساهم احمليل املتتبة عن رفض الشركة ملشروع اإلحالة‪ ،‬يف حني خصصنا الفرع الثاين‬
‫ملسؤولية املساهم احمليل اجتاه احملال إليه النامجة عن رفض الشركة ملشروع اإلحالة املعروض عليها‪ ،‬سنتطرق‬
‫إليهما بنوع من التحليل والتفصيل على النحو اآليت‪.‬‬

‫الفرع األول‬

‫احقوق املساهم احمليل املرتتبة عن رفض الشركة ملشروع اإلاحالة‬

‫احلقوق اليت أقرها الفقه والقضاء الفرنسيان للمساهم احمليل جراء رفض الشركة ملشروع اإلحالة هي احلق‬
‫يف العدول‪ ،‬واحلق يف احلصول على تعويض‪ ،‬سنتطرق إليهما بنوع من التحليل والتفصيل يف الفقرتني اآلتيتني‪.‬‬

‫الفقرة األوىل‬

‫احق املساهم احمليل يف العدول عن اإلاحالة‬

‫ال يوجد نص قانوين صريح يف التشريع اجلزائري وال حىت يف التشريع املصري أو الفرنسي أو املغريب‪،‬‬
‫يقضي حبق املساهم احمليل يف العدول عن رغبته يف إحالة أسهمه إىل احملال إليه املقتح من قبله مىت رفضت‬
‫الشركة مشروع اإلحالة املعروض عليها للموافقة‪ ،‬يف املقابل ال يوجد نص قانوين مينعه من ذلك وحيرمه من هذا‬
‫احلق‪ ،1‬إذ جرت العادة أن تتضمن بعض القوانني األساسية للشركات بندا من بنودها ينص على حق املساهم‬
‫احمليل يف العدول عن إحالة أسهمه‪ ،‬ومناط ذلك أنه حر يف البقاء أو االنسحاب من الشركة املساهم فيها وفق‬
‫ما متليه عليه إرادته املنفردة‪ ،‬ووفق ما تقتضيه مصلحته الشخصية‪.2‬‬

‫‪ 1‬أ‪ .‬ديدن بوعزة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.17‬‬


‫‪ -‬خدجية بلعريب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.55- 55‬‬
‫‪ -‬اندية محيدة‪ ،‬حقوق املسامهني يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.55‬‬
‫‪-‬أ‪ .‬اندية محيدة‪ ،‬شرط املوافقة إلحالة األسهم يف شركة املسامهة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪ -‬أ‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري (دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.221‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬شرط املوافقة كقيد حيد من حرية املساهم يف تداول أسهمه يف القانون اجلزائري‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.116‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬محد هللا حممد محد هللا‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.155‬‬
‫‪ 2‬خدجية بلعريب‪،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.55‬‬
‫‪ -‬أ‪ .‬حممد فتاحي‪،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري (دراسة مقارنة)‪،‬نفس املرجع السابق‪،‬ص‪.‬ص ‪.222-221‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬شرط املوافقة كقيد حيد من حرية املساهم يف تداول أسهمه يف القانون اجلزائري‪ ،‬نفس املرجع السابق‪،‬ونفس الصفحة‪.‬‬
‫‪ -‬حدة مزيدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.125‬‬

‫‪190‬‬
‫الردّ على طلب الموافقة ( االعتماد)‬
‫‪ 0202‬الباب الثّاني‪ /‬الفصل الثّاني ‪ :‬سلطة الشّركة في ّ‬

‫ولسد هذا الفراغ القانوين تصدى الفقه والقضاء الفرنسيان لذلك‪ ،‬إذ اعتفا للمساهم احمليل حبقه يف‬
‫العدول عن عرضه السابق املتمثل يف رغبته يف إحالة أسهمه‪ ،‬ومناط ذلك أن هذا املوقف الذي استقر عليه‬
‫الفقه والقضاء الفرنسيان يتماشى مع روح القانون‪ ،‬ومع طبيعة شركات املسامهة بوجه عام‪ ،‬وطبيعة عمليات‬
‫تداول األسهم فيها بوجه خاص‪.1‬‬

‫وعلى ضوء ذلك رأى الفقيه الفرنسي"كوزًّين"أن رفض الشركة ملشروع اإلحالة املعروض عليها‬
‫للموافقة جيعلها واملساهم احمليل يف وضعية غري متساوية وغري متزنة‪ ،‬لذا من حق املساهم احمليل سحب عرضه‬
‫إذا مل تقبل الشركة احملال إليه الذي اقتحه‪ ،‬إذ ال ميكنها يف هذه احلالة أن تفرض عليه شراء أسهمه حلساهبا‬
‫إبعادا له منها على الرغم من‬
‫اخلاص‪ ،‬أو حلساب أحد املسامهني أو حلساب مشت آخر من الغري‪ ،‬ألن يف ذلك ً‬
‫أنفه و على خالف ما تتجه إليه إرادته‪.2‬‬

‫وعلى النقيض من ذلك رأى هذا الفقيه أنه ال يسوغ للشركة مىت رفضت مشروع اإلحالة املعروض‬
‫عليها للموافقة أن تعدل وتتاجع عن التزاماهتا‪ ،‬إذ يتعني عليها كما رأينا سابقا أن تعمل على تقد م مشت آخر‬
‫سواء من كان من بقية املسامهني أو من الغري‪ ،‬أو تعمل على شراء األسهم حمل اإلحالة حلساهبا اخلاص بغرض‬
‫ختفيض رأمساهلا إن رغب املساهم احمليل يف ذلك وأبدى موافقته‪ ،‬ومناط ذلك أن إجراءات الشراء املصاحبة‬
‫وابالً عليه‪.3‬‬
‫لشرط املوافقة يف شركة املسامهة نظمت ملصلحة املساهم احمليل وليست َ‬
‫أما القضاء الفرنسي فلم يكتف عند هذا احلد بل اعترب كل بند يف القانون األساسي للشركة يقضي‬
‫حبرمان املساهم احمليل من حقه يف العدول عن إحالة أسهمه وسحبه ملشروع اإلحالة أو ما يعرف حبق الندم‬
‫"‪"Repentis‬مىت رفضت الشركة مشروع اإلحالة املعروض عليها للموافقة ابطال وكأنه مل يكن‪ ،‬وهذا ما أكده‬
‫قرار حمكمة النقض الفرنسية الصادر بتاريخ ‪ 10‬مارس ‪1555‬م‪.4‬‬

‫إىل جانب ذلك ميز الفقه التقليدي بني األسهم حمل اإلحالة غري املقيدة يف البورصة عن تلك املقيدة‬
‫فيها‪ ،‬إذ اعترب يف األوىل أنه من حق املساهم احمليل العدول عن إحالة أسهمه مىت رفضت الشركة مشروع‬
‫اإلحالة املعروض عليها للموافقة‪ ،‬يف حني اعترب يف الثانية أن املساهم احمليل ال حيق له العدول عن إحالة أسهمه‬

‫‪ 1‬د‪ .‬محد هللا حممد محد هللا‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.155‬‬


‫‪2‬د‪ .‬أمحد شكري السباعي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.221‬‬
‫‪3‬د‪ .‬أمحد شكري السباعي‪ ،‬نفس املرجع السابق‪،‬ونفس الصفحة‪.‬‬
‫‪4‬د‪ .‬أمحد شكري السباعي‪،‬نفس املرجع السابق‪،‬ص‪.222‬‬
‫‪ -‬حدة مزيدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.125‬‬

‫‪191‬‬
‫الردّ على طلب الموافقة ( االعتماد)‬
‫‪ 0202‬الباب الثّاني‪ /‬الفصل الثّاني ‪ :‬سلطة الشّركة في ّ‬

‫املقيدة يف البورصة مىت رفضت الشركة مشروع اإلحالة املعروض عليها للموافقة‪ ،‬وتفسريهم لذلك يرتكز أساسا‬
‫على أن حق العدول املقرر لصاح املساهم احمليل ال يتماشى مع طبيعة عملية إحالة األسهم املقيدة يف‬
‫البورصة‪ ،1‬ويف رأينا هذا التمييز يف وقتنا احلايل أصبح ال ميثل أي م‬
‫أمهية وال يلقى أي اهتمام‪ ،‬ذلك أن أغلب‬
‫التشريعات املقارنة ومنها التشريع الفرنسي واملصري استثنت بصريح العبارة الشركات املقيدة يف البورصة من‬
‫اخلضوع لشرط املوافقة‪ ،‬وجعلت حذف شرط املوافقة من القانون األساسي للشركة شرط من الشروط الواجب‬
‫توافرها لقبول انضمام وتقييد الشركة يف البورصة كما سبق وأن أشران إليه‪.‬‬

‫هذا‪ ،‬ويتعارض حق املساهم احمليل يف العدول عن إحالة أسهمه أو ما يعرف حبق الندم مع شرط‬
‫االستداد املقرر لصاح املسامهني‪ ،‬أو لصاح الشركة املنصوص عليه يف قانوّنا األساسي الذي خيوهلم حسب‬
‫احلالة حق األولوية واألفضلية على غريهم من األجانب يف شراء األسهم حمل اإلحالة‪ ،‬ذلك أن اإلقرار حبق‬
‫املساهم احمليل يف العدول عن إحالة أسهمه بشكل صريح يقضي من الناحية العملية على ما لشرط االستداد‬
‫من م‬
‫األمهية‪ ،‬إذ لن يكون املساهم احمليل جمربا على التخلي عن أسهمه لغريه من املسامهني الراغبني يف شرائها‪،‬‬
‫كما ال يكون جمربا على التخلي عن أسهمه لصاح الشركة مىت رغبت يف شرائها حلساهبا اخلاص بغرض ختفيض‬
‫رأمساهلا‪ ،2‬ولعل هذا ما قصده م‬
‫املشرع اجلزائري على غرار نظرييه الفرنسي واملغريب حني اشتط على الشركة‬
‫ضرورة حصوهلا على موافقة املساهم احمليل عندما ترغب يف شراء أسهمه حلساهبا اخلاص بغرض ختفيض‬
‫رأمساهلا‪.‬‬

‫وعلى العموم ليس للمساهم احمليل احلق يف احلصول على الثمن العادل فقط بل من حقه أن يتصرف‬
‫يف مجيع أسهمه أو بعضها على النحو الذي تقتضيه مصلحته الشخصية‪ ،‬ووفق ما يراه مناسبًا عن طريق‬
‫إحالتها إىل الشخص الذي خيتاره هو ويوافق عليه‪ ،‬فلو اصطدم ذلك برفض الشركة فمن حقه العدول والتاجع‬
‫عن مشروع اإلحالة حىت ولو كان القانون األساسي للشركة متضمنا لشرط االستداد‪ ،‬فوجود هذا األخري ال‬
‫مينع املساهم احمليل من مارسة حقه يف العدول عن مشروع اإلحالة الذي سبق وأن عرضه على الشركة‬
‫للموافقة‪ ،‬فهو حر يف البقاء فيها أو االنسحاب منها وفق ما متليه عليه إرادته املنفردة‪ ،‬ووفق ما تقتضيه‬
‫مصلحته الشخصية‪.‬‬

‫ويف نفس السياق ال يوجد ما مينع املساهم احمليل من مباشرة احلقوق اليت ختوهلا له أسهمه كاحلق يف‬
‫التصويت‪ ،‬واملشاركة يف اجلمعيات العامة للشركة وغريها من احلقوق ما دام مشروع اإلحالة الذي ت بينه وبني‬

‫‪ 1‬حدة مزيدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.125-121‬‬


‫‪2‬د‪ .‬محد هللا حممد محد هللا‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.151‬‬

‫‪192‬‬
‫الردّ على طلب الموافقة ( االعتماد)‬
‫‪ 0202‬الباب الثّاني‪ /‬الفصل الثّاني ‪ :‬سلطة الشّركة في ّ‬

‫احملال إليه مل تضف عليه الصيغة النهائية بعد‪ ،1‬فمن املنظور القانوين والفقهي والقضائي ال يزال هو املساهم‬
‫الفعلي يف الشركة‪ ،‬واملالك احلقيقي لألسهم حمل مشروع اإلحالة حىت ولو قررت الشركة بعد رفض مشروع‬
‫اإلحالة املعروض للموافقة األخذ أبحد اخليارات الثالث املمنوحة هلا‪ ،‬بل وحىت بعد انتهاء اخلبري القضائي من‬
‫إعداد خربته املتعلقة بتحديد الثمن املناسب لألسهم حمل مشروع اإلحالة‪ ،‬فمن حقه يف هذه احلالة أن يدرس‬
‫تقرير اخلبري الذي حدد السعر خالل مدة زمنية معقولة لكي يرد على مقتح الشركة‪ ،‬فإذا وافق متت اإلحالة‪،‬‬
‫وإن رفض فمن حقه سحب عرضه والعدول عن إحالة أسهمه‪.‬‬

‫ويستفاد من الفقرة املتقدمة أن للمساهم احمليل مدة زمنية معقولة لدراسة اخلربة املنجزة من قبل اخلبري‬
‫القضائي‪ 2‬املتعلقة بتحديد الثمن املناسب لألسهم حمل مشروع اإلحالة‪ ،‬ومن مثة الرد على مقتح الشركة الذي‬
‫أخذت به من بني الثالث خيارات املمنوحة هلا يف حالة رفضها ملشروع اإلحالة املعروض عليها للموافقة كما‬
‫سبق بيانه‪ ،‬إال أن امللفت لالنتباه هو أن املدة الزمنية املمنوحة للمساهم احمليل لدراسة اخلربة املنجزة وللرد على‬
‫الشركة غري حمددة بشكل صريح ال يف التشريع اجلزائري‪ ،‬وال يف التشريعات املقارنة كالتشريع الفرنسي واملصري‬
‫واملغريب وغريهم‪ ،‬وال حىت يف اآلراء الفقهية واالجتهادات القضائية اليت عاجلت هذا النوع من القضاًّي‪ ،‬فكل ما‬
‫ورد خبصوصها هو أن تكون مدة زمنية معقولة‪.‬‬

‫وبناء على ما تقدم ميكن القول أن رفض الشركة ملشروع اإلحالة املعروض عليها للموافقة‪ ،‬والتزامها‬
‫األخذ أبحد اخليارات الثالث املمنوحة هلا‪ ،‬وحىت بعد تعيني اخلبري القضائي وإجنازه للخربة املتعلقة بتحديد‬
‫الثمن املناسب لألسهم حمل مشروع اإلحالة كل ذلك ال مينع املساهم احمليل من استعمال حقه يف العدول‬
‫والتاجع عن مشروع اإلحالة املعروض على الشركة‪ ،‬ومع ذلك اثر تساؤل يف اآلونة األخرية عن مدى أحقيته‬
‫يف احلصول على تعويض مادي لقاء رفض الشركة ملشروع اإلحالة؟ وهذا ما سنجيب عليه يف الفقرة اآلتية‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‬

‫احق املساهم احمليل يف التعويض‬

‫ظهرت يف اآلونة األخرية وطفت على السطح يف ظل اتساع نطاق تطبيق أحكام وقواعد املسؤولية‬
‫املدنية مسألة حصول املساهم احمليل على التعويض من عدمه نتيجة رفض الشركة ملشروع اإلحالة املعروض‬
‫عليها للموافقة‪ ،‬إذ تباينت اآلراء الفقهية واختلفت حيال هذه املسألة بني من يؤيدها وبني من يعارضها‪.‬‬

‫‪1‬د‪ .‬أمحد شكري السباعي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.222‬‬


‫‪ 2‬د‪ .‬محد هللا حممد محد هللا‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.155- 155‬‬

‫‪193‬‬
‫الردّ على طلب الموافقة ( االعتماد)‬
‫‪ 0202‬الباب الثّاني‪ /‬الفصل الثّاني ‪ :‬سلطة الشّركة في ّ‬

‫فاستند الذين عارضوها بدفع مفاده أن الشركة عندما ترفض مشروع اإلحالة املعروض عليها للموافقة‪،‬‬
‫تلتزم يف املقابل بتقد م مشت آخر حيل حمل احملال إليه املقتح من قبل املساهم احمليل‪ ،‬سواء كان من بقية‬
‫املسامهني أو من الغري‪ ،‬أو تلتزم بشراء األسهم حمل اإلحالة حلساهبا اخلاص بغرض ختفيض رأمساهلا بعد حصوهلا‬
‫على موافقة املساهم احمليل طبعا‪ ،‬كما سبق وأن فصلنا فيه‪ ،‬وعلى هذا األساس ال حيق للمساهم احمليل احلصول‬
‫على تعويض طاملا التزمت الشركة بتعهداهتا‪ ،‬وقامت بتفعيل إحدى اخليارات املمنوحة هلا على النحو الذي‬
‫يقتضيه القانون‪ ،‬ومن مثة تكون قد وفت ابلتزاماهتا‪ ،‬وابلتايل ال يوجد ما يربر حصول املساهم احمليل على‬
‫التعويض‪.‬‬

‫يف اجلانب اآلخر استند الذين أيدوا فكرة حق املساهم احمليل يف احلصول على تعويض لقاء رفض‬
‫الشركة ملشروع اإلحالة املعروض عليها للموافقة على دفع مفاده أن الشركة مبجرد رفضها ملشروع اإلحالة حىت‬
‫ولو أخذت إبحدى اخليارات املمنوحة هلا وعملت على تنفيذها تكون هي واملساهم احمليل يف وضعية غري‬
‫متساوية وغري متزنة‪ ،‬لذا من ابب أوىل ومن أجل خلق نوع من التوازن بني الطرفني أن حيصل املساهم احمليل‬
‫على تعويض لقاء حرمانه من اختيار الشخص احملال إليه‪ ،‬إىل جانب حقه يف العدول عن مشروع اإلحالة مىت‬
‫اقتضت مصلحته ذلك‪ ،‬ووفق ما متليه إرادته املنفردة‪.‬‬

‫وكنتيجة حتمية عن االنتقادات اليت وجهت لكال االجتاهني ظهر اجتاه وسط يقضي حبق املساهم‬
‫احمليل يف احلصول على تعويض مىت قررت الشركة رفض مشروع اإلحالة املعروض عليها للموافقة‪ ،‬بشرط أن‬
‫يكون مبنيا على التعسف يف استعمال احلق‪ ،‬ومن مثة تلتزم الشركة وفقا للقواعد العامة بتعويض املساهم احمليل‬
‫الذي تعسفت اإلدارة يف مواجهته‪،‬كأن يكون رفض مشروع اإلحالة هبدف معاكسة املساهم احمليل ابعتباره‬
‫خصما ألحد أعضاء هيئاهتا اإلدارية‪ ،‬أو ألجل تسهيل استداد األسهم حمل اإلحالة لصاح أحد أعضاء‬
‫القائمني إبداراهتا أو ألحد أصدقائه‪ ،‬أو بصفة عامة ألي غرض آخر غري مصلحة الشركة‪ ،1‬وعلى العموم مىت‬
‫كان قرار الشركة القاضي برفض مشروع اإلحالة املعروض عليها للموافقة مبنيا على التعسف يف استعمال احلق‬
‫أو كان الغرض منه حتقيق مصلحة غري مصلحة الشركة جاز للمساهم احمليل أن يطعن فيه أمام اجلهة القضائية‬
‫املختصة للمطالبة إبلغائه‪ ،‬ويف نفس الوقت املطالبة ابلتعويض على أساس قواعد وأحكام املسؤولية املدنية‪،‬‬
‫وابلتحديد املسؤولية التقصريية القائمة على التعسف يف استعمال احلق‪.‬‬
‫ومن جهة نظران نؤيد ما استقر عليه االجتاه األخري وأنمل من م‬
‫املشرع اجلزائري أن أيخذ به‪ ،‬ألنه‬
‫يتماشى مع قواعد وأحكام املسؤولية املدنية املنصوص عليها يف القانون املدين اجلزائري خاصة بعد تعديله‬

‫‪ 1‬د‪ .‬محد هللا حممد محد هللا‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.126‬‬

‫‪194‬‬
‫الردّ على طلب الموافقة ( االعتماد)‬
‫‪ 0202‬الباب الثّاني‪ /‬الفصل الثّاني ‪ :‬سلطة الشّركة في ّ‬

‫مبوجب القانون ‪ 10-07‬الذي اعترب مبوجبه م‬


‫املشرع اجلزائري أن عالقة التعسف يف استعمال احلق ابملسؤولية‬
‫املدنية هي عالقة طبيعية‪ ،‬على أساس أن اجلزاء املتتب عن التعسف يف استعمال احلق يتمثل حصرا يف‬
‫التعويض الذي يعترب جوهر املسؤولية املدنية‪ ،‬فضال على أن حاالت التعسف يف استعمال احلق ما هي إال‬
‫صورة من صور اخلطأ‪ ،1‬بدليل ما تضمنته املادة ‪ 116‬مكرر من القانون املدين اليت جاء فيها‪":‬يشكل‬
‫االستعمال التعسفي للحق خطأ السيما يف احلاالت اآلتية‪:‬‬

‫‪ -‬إذا وقع بقصد اإلضرار ابلغري‪.‬‬


‫‪ -‬إذا كان يرمي للحصول على فائدة قليلة ابلنسبة إىل الضرر الناشئ للغري‪.‬‬
‫‪ -‬إذا كان الغرض منه احلصول على فائدة غري مشروعة"‪.‬‬

‫وجتدر اإلشارة يف هذا الصدد إىل أن الصور الثالث للتعسف يف استعمال احلق اليت تضمنتها املادة‬
‫املتقدمة جاءت على سبيل املثال وليس على سبيل احلصر‪ ،‬إىل جانب ذلك فالتعسف يف استعمال احلق‬
‫بقصد اإلضرار ابلغري يعترب خطأ عمدًّي على أساس أن القصد الوحيد الذي انصرفت إليه نية صاحب هذا‬
‫احلق هو اإلضرار ابلغري الذي يضع صاحبه موضع مساءلة مدنية ومل ال جزائية‪.2‬‬

‫يف األخري من أجل تفعيل شرط املوافقة على النحو الذي يقضي به القانون وحىت ال يظل املساهم‬
‫احمليل حبيس أسهمه وأسريها‪ ،‬ولتجنب تضارب مصاح الشركة مع مصاح املساهم احمليل يستحسن وضع‬
‫نصوص قانونية ضمن القوانني املنظمة لشركات املسامهة‪ ،‬أو إدراج بنود يف قوانينها األساسية تقضي صراحة‬
‫حبق املساهم احمليل يف العدول عن إحالة أسهمه‪ ،‬وحبقه يف التعويض مىت كان قرار الشركة القاضي برفض‬
‫مشروع اإلحالة املعروض عليها للموافقة مبنيا على التعسف يف استعمال احلق‪ ،‬أو كان الغرض منه حتقيق‬
‫مصلحة غري مصلحة الشركة‪ ،‬يف املقابل يستحسن ترتيب مسؤولية املساهم احمليل اجتاه احملال إليه يف حالة‬
‫رفض الشركة ملشروع اإلحالة‪ ،‬وهذا ما سنتطرق إليه بنوع من التحليل والتفصيل يف الفرع اآليت‪.‬‬

‫الفرع الثاين‬

‫مسؤولية املساهم احمليل اتا احملال للي‬

‫إن احلديث عن مسؤولية املساهم احمليل اجتاه احملال إليه جيران إىل احلديث عن مقاربتني أساسيتني‪،‬‬
‫تكمن األوىل يف تعهد املساهم احمليل للمحال إليه ابحلصول على املوافقة من الشركة‪ ،‬وتكمن املقاربة الثانية يف‬

‫‪ 1‬علي فياليل‪ ،‬االلتزامات‪،‬الفعل املستحق للتعويض‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.55‬‬


‫‪ 2‬علي فياليل‪،‬نفس املرجع السابق‪،‬ص‪.‬ص ‪.55-55‬‬

‫‪195‬‬
‫الردّ على طلب الموافقة ( االعتماد)‬
‫‪ 0202‬الباب الثّاني‪ /‬الفصل الثّاني ‪ :‬سلطة الشّركة في ّ‬

‫كون املساهم احمليل عضوا يف هيئة اإلدارة‪ ،‬سواء كان يف جملس اإلدارة أو يف جملس املديرين حسب احلالة‬
‫ويصوت لصاح قرار رفض مشروع اإلحالة‪.‬‬

‫ففي املقاربة األوىل مىت تعهد املساهم احمليل اجتاه احملال إليه ابحلصول على املوافقة من الشركة اعترب‬
‫املشرع اجلزائري يف نص املادة ‪ 116‬من القانون املدين جاء‬ ‫هذا االتفاق مبثابة تعهد عن الغري‪ ،1‬نظمه م‬
‫فيها‪":‬إذا تعهد شخص عن الغري فال يتقيد الغري بتعهده‪ ،‬فإن رفض الغري أن يلتزم وجب على املتعهد أن‬
‫يعوض من تعاقد معه‪ ،‬وجيوز له مع ذلك أن يتخلص من التعويض أبن يقوم هو نفسه بتنفيذ ما التزم به‪ ،‬أما‬
‫إذا قبل الغري هذا التعهد فإن قبوله ال ينتج أثرا إال من وقت صدوره‪ ،‬ما مل يتبني أنه قصد صراحة أو ضمنا أن‬
‫يستند أثر هذا القبول إىل الوقت الذي صدر فيه التعهد"‪.‬‬

‫وإبسقاط ما تضمنته الفقرة األوىل من نص هذه املادة على وقائع احلال ميكن القول أن مسؤولية‬
‫املساهم احمليل اجتاه احملال إليه قائمة مىت رفضت الشركة مشروع اإلحالة املعروض عليها للموافقة‪ ،‬ومناط ذلك‬
‫أنه أخل ابلتزامه املتمثل يف احلصول على موافقة الشركة وهو التزام بتحقيق نتيجة وليس ببذل عناية‪ ،‬ومن مثة‬
‫وجب عليه دفع التعويض الذي حيدده القاضي طبقا لسلطته التقديرية القائمة على مبدأ التناسب بني حجم‬
‫الضرر وقيمة التعويض املستحق‪ ،‬على أن نوع مسؤوليته هي املسؤولية العقدية القائمة عن اإلخالل ابلتزام‬
‫عقدي يتمثل يف قضية احلال ابلتزام املساهم احمليل اجتاه احملال إليه ابحلصول على موافقة الشركة على مشروع‬
‫اإلحالة املعروض عليها‪.2‬‬

‫وجتدر اإلشارة يف هذا الصدد إىل أن الفقرة األوىل من نص املادة ‪ 116‬املذكورة أعاله قد تضمنت‬
‫حال مناسبا يتخلص مبوجبه املتعهد من التعويض‪ ،‬وهو أن يقوم بنفسه بتنفيذ ما التزم به على أن هذا احلل ال‬
‫ميكن تطبيقه يف قضية احلال‪ ،‬ذلك أن صدور قرار الشركة القاضي ابملوافقة على مشروع اإلحالة ال ميكن أن‬
‫يتخذه املساهم احمليل بل هو من اختصاص اهليئة املنوطة إبدارة الشركة‪ ،‬سواء كان جملس اإلدارة أو جملس‬
‫املديرين حسب احلالة‪.‬‬

‫عضوا يف هيئة إدارة الشركة‪ ،‬سواء كان يف‬


‫أما يف حالة املقاربة الثانية اليت يكون فيها املساهم احمليل ً‬
‫جملس اإلدارة أو يف جملس املديرين حسب احلالة‪ ،‬وصوت لصاح قرار رفض مشروع اإلحالة فاإلحالة تعترب‬

‫‪1‬أ‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري (دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.220 .‬‬
‫‪ -‬حممد فتاحي‪ ،‬تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري(دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.151‬‬
‫‪ 2‬أ‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري (دراسة مقارنة)‪،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص‪.‬ص‪.221-220‬‬
‫‪ -‬حممد فتاحي‪ ،‬تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري(دراسة مقارنة)‪ ،‬نفس املرجع السابق‪،‬ونفس الصفحة‪.‬‬

‫‪196‬‬
‫الردّ على طلب الموافقة ( االعتماد)‬
‫‪ 0202‬الباب الثّاني‪ /‬الفصل الثّاني ‪ :‬سلطة الشّركة في ّ‬

‫كأّنا مل تكن وتزول أبثر رجعي‪ ،1‬على أن مسؤولية املساهم احمليل اجتاه احملال إليه تعترب قائمة على أساس‬
‫اإلخالل ابلتزام عقدي‪ ،‬واملتمثل يف عدم نقل ملكية الشيء املبيع للمشتي‪ ،‬ومناط ذلك أن عملية إحالة‬
‫أسهم املساهم احمليل إىل احملال إليه تعترب عقد بيع صحيح فيما بينهما‪ ،‬فيلتزم كل طرف منهما اباللتزامات‬
‫العامة الواردة يف عقد البيع كأصل عام‪ ،‬فاملساهم احمليل بصفته ابئع ملزم بنقل ملكية الشيء املبيع‪ ،‬واملتمثلة يف‬
‫نقل ملكية األسهم حمل اإلحالة إىل احملال إليه بصفته مشت هلا اليت تتم بصورة آلية مبجرد قيد عملية البيع ونقل‬
‫ملكية األسهم يف دفاتر الشركة‪ ،‬واليت ال ميكن هلا أن تتحقق إال مبوافقة الشركة عليها مىت تضمن قانوّنا‬
‫األساسي شرط املوافقة‪.‬‬

‫وعلى إثر ذلك يتعني على احملال إليه أن يرفع دعوى املسؤولية العقدية ضد املساهم احمليل أمام اجلهة‬
‫القضائية املختصة يطالبه فيها ابستداد مثن األسهم حمل اإلحالة إن كان قد دفعه له مسبقا‪ ،‬وابلتعويض على‬
‫أساس قواعد املسؤولية العقدية القائمة على اإلخالل ابلتزام عقدي‪ ،‬واملتمثل يف قضية احلال يف إخالل املساهم‬
‫احمليل ابلتزامه القاضي بنقل ملكية األسهم حمل اإلحالة إىل احملال إليه‪ ،‬والذي ال يتحقق إال بعد قيد عملية‬
‫طبعا‪.‬‬
‫اإلحالة يف دفاتر الشركة بعد موافقتها عليها ً‬
‫ويف نفس السياق ميكن القول أنه يسهل إثبات مسؤولية املساهم احمليل اجتاه احملال إليه مىت كان‬
‫صوته حامسا إلصدار قرار الرفض‪ ،‬على أساس أنه جعل أمر تنفيذ التزامه املتضمن نقل ملكية األسهم إىل‬
‫احملال إليه أمرا مستحيال‪ ،‬أي أنه تعمد عرقلة تنفيذ التزامه اجتاه احملال إليه‪ ،‬وهذا ما يزيد من قيمة التعويض‪،‬‬
‫فضال على أنه قد يسأل جزائيا عن تصرفه هذا‪.2‬‬
‫ويف األخري ميكن القول أن سن قواعد قانونية تتضمن حقوق والتزامات املساهم احمليل أصبح ضرورة‬
‫حتمية‪ ،‬بيد أنه جيب أن يراعى يف ذلك حتقيق التوازن بني مصلحة الشركة ككيان قانوين واقتصادي ال ميكن‬
‫االستغناء عنه‪ ،‬وبني مصلحة املساهم احمليل الذي ال جيب أن تغل يده عن التصرف يف أسهمه بشكل مطلق‪.‬‬

‫كذلك ميكن القول أن القواعد واألحكام اليت تنظم شرط املوافقة يف شركة املسامهة الواردة يف التشريع‬
‫اجلزائري تتشابه إىل حد ما مع ما ورد يف القانون التجاري الفرنسي الساري املفعول‪ ،‬مع بعض االختالفات يف‬
‫التفاصيل اليت تتعلق بنطاق تطبيقه‪ ،‬واملدة القانونية املخصصة للشركة للرد على طلب املوافقة‪ ،‬واألجل القانوين‬

‫‪1‬أ‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري (دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.221‬‬
‫‪ -‬حممد فتاحي‪ ،‬تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري(دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.151‬‬
‫‪2‬أ‪ .‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري (دراسة مقارنة)‪ ،‬نفس املرجع السابق‪،‬ونفس الصفحة‪.‬‬
‫‪ -‬حممد فتاحي‪ ،‬تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري(دراسة مقارنة)‪،‬نفس املرجع السابق‪،‬ص‪.152‬‬

‫‪197‬‬
‫الردّ على طلب الموافقة ( االعتماد)‬
‫‪ 0202‬الباب الثّاني‪ /‬الفصل الثّاني ‪ :‬سلطة الشّركة في ّ‬

‫احملدد للشركة لتقد م بديل عن احملال إليه املرفوض من قبلها واملقتح من قبل املساهم احمليل‪ ،‬وطريقة حتديد‬
‫الثمن العادل لألسهم حمل اإلحالة عندما ال يوجد هناك اتفاق بني الشركة واملساهم احمليل على ذلك‪ ،‬فضال‬
‫عن اجلزاء املتتب عن خمالفة هذا الشرط‪....‬اخل‪ ،‬ومع ذلك ميكن القول أن مثة قصور يف موقف م‬
‫املشرع اجلزائري‬
‫على غرار نظرييه الفرنسي واملصري حيال مسألة تنظيم شرط املوافقة يف شركة املسامهة بصفة عامة يستلزم‬
‫تداركه وإعادة النظر فيه‪.‬‬

‫كذلك ميكن القول أنه مىت قررت الشركة األخذ ابخليار األول املتمثل يف تقد م بديل عن احملال إليه‬
‫من بقية املسامهني فينبغي عليها احتام مبدأ املساواة فيما بني املسامهني‪ ،‬ومن مثة عليها أن تعرض شراء األسهم‬
‫حمل اإلحالة على مجيع املسامهني دون تفريق‪ ،‬وأن تكون الدعوة عامة وعلنية‪ ،‬وأن تشمل عدد األسهم‬
‫املطلوب شراؤها من املساهم احمليل‪ ،‬واملدة اليت يظل فيها عرض الشركة قائما‪.‬‬

‫أما إذا قررت شراء األسهم حمل اإلحالة حلساهبا اخلاص وجب عليها أن تقتطع مبلغ الشراء من‬
‫رأمساهلا‪ ،‬أو من االحتياطي القانوين الذي يعد مبثابة ضمان تكميلي لدائن الشركة‪ ،‬وأيخذ حكم رأس املال‪،‬‬
‫وهذا ما مييز عملية شراء الشركة ألسهمها عن عملية االستهالك اليت يتم فيها اقتطاع املبلغ من األرابح أو من‬
‫االحتياطي احلر‪ ،‬فضال عن ذلك بعد انتهاء عملية الشراء يتعني على الشركة إلغاء األسهم املشتاة خالل أجل‬
‫املشرع املصري أبجل شهر اعتبارا من اتريخ استكمال عملية الشراء‪ ،‬وهو ما مل ينص عليه م‬
‫املشرع‬ ‫معني حدده م‬
‫اجلزائري الذي أنمل منه أن يتأسى بنظريه املصري وحيذو حذوه يف هذه املسألة‪.‬‬

‫وعلى العموم يتعني على هيئة إدارة الشركة أن حتتم اإلجراءات اخلاصة بتخفيض رأس املال‪ ،‬وأن حتتم‬
‫مبدأ املساواة فيما بني املسامهني‪ ،‬فإذا مل تلتزم بذلك فالشراء يعد ابطال‪ ،‬ومن مثة حيق لكل من حلقه ضرر حىت‬
‫ولو كانت الشركة نفسها أن يقيم دعوى البطالن ضد القائمني ابإلدارة‪ ،‬سواء عن طريق دعوى الشركة‪ ،‬أو عن‬
‫طريق دعاوى فردية ترفع ابسم كل مضرور‪ ،‬سواء كان من املسامهني أو من دائن الشركة على أساس فقداّنم‬
‫جلزء من ضماّنم العام‪.‬‬

‫يف اخلتام ميكن القول أن وجود شرط املوافقة يف القانون األساسي لشركة املسامهة يضمن هلا رقابة على‬
‫أسهمها‪ ،‬وخيوهلا حق االعتاض على الشخص احملال إليه ورفضه مىت اقتضت مصلحتها ذلك‪ ،‬ومن مثة جينبها‬
‫انضمام أشخاص غري مرغوب فيهم إليها من دون موافقتها‪ ،‬ويف نفس الوقت حيميها من تسلل الطرف األجنيب‬
‫نوعا من االعتبار الشخصي مل يكن سائدا فيها‬
‫إليها‪ ،‬وابلتايل حيافظ على طابعها الوطن‪،‬كما يضفي عليها ً‬
‫من قبل حبكم أن طبيعتها قائمة أساسا على االعتبار املايل وال مكان فيها لالعتبار الشخصي كأصل عام‪.‬‬

‫‪198‬‬
‫‪ 0202‬خاتم ـ ــة‬

‫خامتة‬

‫إنّ ّموضوعّشرطّاملوافقةّيفّشركةّاملسامهةّهوّمنّاملواضيعّالّيتّتكتسيّ مّ‬


‫أمهّية ّابلغة ّيفّوقتناّاحلاضرّ‬
‫خاصّةّيفّظلّ ّاإلقبال ّاملتزايد ّللعديدّمنّالدّولّاملتقدّمةّعلىّهذاّالنّوعّمنّالشّركاتّبصفتهاّاألداة ّالفعّالةّ‬
‫الستقطابّرؤوسّاألموال ّالضّخمة‪ّ ،‬أجنبيّةّكانتّأم ّوطنيّة‪ّ ،‬ويفّظلّ ّاالنتشارّالواسعّلألسواقّاملاليّة ّالعامليّةّ‬
‫واإلقليمية‪ّ،‬وملّالّاحملليّة ّالّيتّحملّها ّالقيمّاملنقولةّالّيتّتصدرهاّشركاتّاألموال ّبصفةّعامّة‪ّ،‬وشركاتّاملسامهةّ‬
‫الدورّالكبريّالّذيّيلعبهّشرطّاملوافقةّيفّمحايةّمصاحلّالشركة‪ّ،‬وملّالّاملصاحلّالوطنيّة‪ّ،‬‬
‫بصفةّخاصّة‪ّ،‬ويفّظلّّ ّ‬
‫ذلكّأنّّتفعيلّهذاّالشّرطّعلىّالنّحوّالصّحيحّالّذيّيقضيّبهّالقانونّمنّشأنهّأنّحيميّمصاحلّالشركة‪ّ،‬إذّ‬
‫ويعززّالثّقةّواالئتمانّ‬
‫الراغبنيّيفّاالنضمامّأو ّاالنسحابّمنها‪ّ ّ ،‬‬
‫منّالرقابةّعلى ّاألشخاص ّ ّ‬
‫أنهّخيوهلا ّنوعّا ّ ّ‬
‫لدىّاملتعاملنيّمعها‪ّّ،‬وحيميّحقوقّومصاحلّبقيةّاملسامهنيّّوملّالّالغري‪ّ .‬‬

‫ّلعلّّهذاّماّدفعّاب ّم‬
‫ملشرعّاجلزائريّّإىلّسنّّاألحكامّوالقواعدّ ّاليتّتنظّمّهذاّالشّرطّداخلّهذاّالنّوعّ‬
‫منّالشّركات‪ّ ،‬وتساهمّيفّإرساء ّاإلطار ّالفعّالّلهّوفقّالتّوجّهّالعامليّ ّاجلديد ّالقائمّعلىّخلقّمناخّمالئمّ‬
‫لالستثمارّالقادرّعلىّاستقطابّرؤوسّاألموالّالضّخمة‪ّّ،‬وملّالّإنشاءّاملشروعاتّالتّجاريّةّوالصّناعيّةّالكربىّ‬
‫الّيتّينعكسّدورهاّابإلجيابّعلىّاالقتصادّالوطنّ‪ّ .‬‬

‫علىّضوءّذلكّعاجلناّهذاّاملوضوعّمنّخاللّجتربتناّحيثّقسّمناهّإىلّاببنيّأحدمهاّنظري‪ّّ،‬واآلخرّ‬
‫تنظيمي ّحاولنا ّفيهما ّتسليطّالضّوء ّعلى ّ ّالنظام ّالقانونّ ّلشرطّاملوافقةّيفّشركةّاملسامهةّمنّمنظورّأنّهّميثّلّ‬
‫حرّيةّاملساهمّيفّتداولّأسهمهّّكأصلّعام‪ّ .‬‬
‫أحدّأهمّّالقيودّاالتّفاقيّةّالّيتّتردّعلىّمبدأّ ّ‬

‫خلصناّيفّالنّهايةّإىلّعدةّنتائجّارأتيناّسردهاّعلىّالنحوّاآليت‪ّ :‬‬

‫ّم‬
‫لقدّأجازّاملشرعّاجلزائريّ ّلشركاتّاملسامهة ّمهماّكانّنوعها ّأنّتتضمّنّقوانينهاّاألساسيّةّ‬‫‪ّ -‬بداية ّ‬
‫ّمساهمّراغبّيفّإحالة ّبعضّأسهمه ّأوّّكلّهاّإىلّالغريّبضرورة ّاحلصولّعلىّ‬
‫ّ‬ ‫شرطّاملوافقةّالّذي ّيلزمّّكل‬
‫املوافقةّاملسبقة ّمنّالشّركةّعلىّمشروعّاإلحالة‪ّ،‬وعليه ّفهذاّالشّرط ّيعدّ ّمبثابة ّآلية ّقانونيّةّختول ّللشركة ّحقّّ‬
‫اختيار ّالشّخص ّاحملال ّإليه‪ّّ ،‬ومتكنها ّمن ّاستبعاد ّاألشخاص ّغري ّاملرغوب ّفيهم ّمن ّاالنضمام ّإليها ّدونّ‬
‫حرّيمةّاملساهمّيفّ‬
‫يقيدّمبدأ ّ ّ‬
‫موافقتها‪ّّ ،‬ومعّذلكّفوجودّهذا ّالشّرطّيفّالقانونّاألساسيّ ّللشّركة ّمنّشأنهّأن ّ ّ‬
‫تداولّأسهمه ّالّذيّمييز ّهذاّالنّوعّمنّالشّركات ّعنّسائرّالشركاتّاألخرى‪ّ ،‬لذا ّجيبّأال ّيصلّإىل ّحدّّ‬
‫صرفّيفّأسهمهّبشكلّمطلقّوإالّّكانّابطالّلتعلّقّذلكّابلنّظامّالعامّ‪ّ .‬‬
‫حرمانّاملساهمّمنّالتّ ّ‬

‫‪199‬‬
‫‪ 0202‬خاتم ـ ــة‬

‫أنّالتّشريعاتّاملقارنةّ ّاليتّتطرقناّإليهاّوعلىّغرارهاّالتشريعّاجلزائريّّملّ‬
‫‪ّ-‬فضالّعنّذلكّخلصناّإىلّ ّ‬
‫تضعّتعريفاّلشرطّاملوافقةّيفّشركةّاملسامهةّضمنّالنّصوصّالقانونيّةّاملنظّمةّله‪ّ،‬بلّإنّّاالجتهاداتّالقضائيّةّ‬
‫ملّتتعرضّهلذه ّاملسألة ّفاسحةّاجملالّللفقهّالّذيّتصدّىّلذلك‪ّ ،‬غريّأنّ ّاآلراء ّالفقهيّة ّمهماّ‬
‫هيّاألخرى ّ ّ‬
‫تعدّدتّوكثرتّملّتستطعّاخلروجّبتعريفّجامعّمانعّهلذاّالشّرط‪ّ .‬‬

‫‪ّ -‬أمّا ّعنّشرعيّتهّفأغلبّالتّشريعات ّأقرتّبهّوخصصت ّلهّنصوصا ّقانونيّةّصرحية ّالّتدعّجماالّ‬


‫للشّكّ ّوالّللتأويل‪ّ ،‬ومنّبينها ّالتشريع ّاجلزائريّ ّ ّالذيّأقرّ ّبشرعيّته ّمنذّالبداية‪ّ ،‬أي ّمنذّصدور ّأولّقانونّ‬
‫جتاريّجزائريّ‪ّ .‬‬

‫أن ّهذاّالشّرط ّمنّشأنهّأنّيتّخذ ّصورتني ّيفّالقانونّاألساسيّّ‬


‫‪ّ ّ-‬ومنّمجلةّماّتوصّلنا ّإليهّّكذلك ّ ّ‬
‫للشّركة‪ّ،‬إما ّيفّصورةّشرطّاملوافقةّالبسيطّأوّاجملرد ّالذيّخيولّللشركةّرفضّمشروعّاإلحالة ّاملعروضّعليهاّ‬
‫للموافقةّمنّدونّإبداءّأسبابّالرفض‪ ّ ،‬ومنّدونّأنّيلزمهاّبتقدميّبديلّعنّاحملالّإليه ّاملرفوضّمنّقبلهاّ‬
‫واملقرتحّمنّقبلّاملساهمّاحمليلّماّقدّجيعلّهذاّاألخريّحبيسّأسهمهّوأسريها‪ّ،‬فضالّعنّذلكّفهوّيزيلّعنّ‬
‫ّشركة ّأموال ّإىل ّشركةّ‬
‫األسهم ّحمل ّاإلحالة ّخاصيّة ّجوهريّة‪ّ ،‬ويفضي ّابلنّتيجة ّإىل ّتغيري ّطبيعة ّالشّركة ّمن ّ‬
‫م‬
‫ذيّأخذّبهّاملشرعّاجلزائريّصراحة‪ّ .‬‬ ‫أشخاص‪ّ،‬وإماّيفّصورةّشرطّاملوافقةّاملقرتنّابلشّراءّ ّال‬

‫ّ‪-‬كذلكّتوصلناّإىلّأنّشرطّاملوافقةّيتّسمّمبجموعةّمنّالصّفاتّواخلصائصّمتيّزهّعنّابقيّالقيودّ‬
‫االتّفاقيّةّاألخرى‪،‬كشرطّاالسرتدادّملصلحةّالشّركة‪ّ ،‬وشرط ّاألفضلية ّوشرطّحترميّالتّنازلّعنّاألسهم ّوغريهاّ‬
‫من ّالقيود ّاالتّفاقيّة ّاألخرى ّ ّاليت ّجرى ّالعمل ّعلى ّاألخذ ّهبا ّيف ّاألنظمة ّاألساسيّة ّلشركات ّاملسامهة‪ّ،‬‬
‫ّوابختصارّميكنّالقولّأبنّّ ّم‬
‫املشرعّاجلزائريّّقدّخصّشرطّاملوافقةّبنظامّقانونّّمتميّزّعنّابقيّالقيودّاالتفاقيةّ‬
‫األخرى‪ّ،‬فضالّعنّذلك ّأحاطه ّعلىّغرارّبعض ّ ّالتشريعاتّاملقارنة ّجبملةّمنّالضّوابط ّاليت ّتنظّمّوحتكمّ‬
‫نطاق ّتطبيقه‪ّ ،‬إذ ّأنه ّميز ّمبوجبها ّبني ّإحالة ّاألسهم ّاخلاضعة ّلشرط ّاملوافقة ّوبني ّاإلحاالت ّاملستثناة ّمنّ‬
‫صرفاتّيفّاألسهم ّ ّاليتّتتمّ ّلصاحلهمّ‬
‫الت ّ‬
‫أن ّ ّ‬
‫علىّالرغمّمنّكونّمّمنّالغريّإالّ ّ ّ‬
‫ّ‬ ‫اخلضوعّله‪ّ ،‬فبعضّاألشخاص ّ‬
‫حرة‪ّ،‬والّختضعّأبيّحالّمنّاألحوالّلشرطّاملوافقةّحتّّولوّكانّمدرجاّمنّقبلّيفّالقانونّاألساسيّّ‬
‫تظلّّ ّ‬
‫فيماّبنيّالزوجني‪ّ،‬أوّفيماّبنيّاألصولّوالفروع‪ّ،‬غريّأنناّ‬
‫ّ‬ ‫للشّركة‪،‬كاإلحاالتّالّيتّتتمّّلصاحلّالورثة‪ّ،‬أوّ ّاليتّتتمّّ‬
‫م‬
‫انّعلىّاملشرعّاجلزائريّ ّعدمّحتديدهّللغريّالّذينّيشملهمّشرطّاملوافقة‪ّ ،‬وعدمّوضعه ّحكما ّلإلحاالتّ‬ ‫أخذ‬
‫الّيتّتتمّّفيماّبنيّاملسامهنيّأنفسهمّماّقدّيفتحّاببّالتّأويالتّعلىّمصراعيه‪ّ .‬‬

‫‪200‬‬
‫‪ 0202‬خاتم ـ ــة‬

‫‪-‬كذلكّأخذان ّعلى ّ م‬
‫املشرعّاجلزائريّ ّموقفهّمنّعمليّاتّاالندماجّواالنفصالّالّيتّتشهدمهاّبعضّ‬
‫شركاتّاملسامهةّيفّظلّ ّوجودّشرطّاملوافقةّيفّقوانينهاّاألساسية‪ّ ،‬إذّأنّهّأقرّ ّبعدمّسراينّهذاّالشّرطّبشأنّ‬
‫موقفهّمنّالرهنّاحليازيّّ‬
‫ّ‬ ‫تلكّالعمليّات‪ّ ،‬وإنّكناّأنمل ّمنه ّعكسّذلك‪ّّ ،‬ومنّجهةّأخرى ّاستحسنا ّومثنا ّ‬
‫كةّعلىّمشروعّرهنّحيازيّ ّألسهمّمنّأسهمها ّحسبّالشّروطّاملنصوصّ‬
‫ّ‬ ‫لألسهم ّالقاضيّأبن ّموافقةّالشّر‬
‫مكرر‪ّ75‬منّالقانونّالتّجاريّّتعدّّمبثابةّقبولّضمنّّللمحالّإليهّالّذيّرساّعليهّ‬
‫عليهاّضمنّنصّّاملادّة‪ّ 517‬‬
‫البيعّاجلربيّلألسهم ّاملرهونةّيفّحالةّالتّنفيذّعليهاّوبيعهاّجربا‪ّ،‬ما ّملّتفضلّالشّركةّبعدّاإلحالة ّاسرتجاعّ‬
‫األسهمّابلشّراءّمنّدونّأيّأتخريّبغرضّختفيضّرأمساهلا‪ّ .‬‬

‫يتّيكونّفيهاّاملوصىّلهّوّاراثّمنّاخلضوعّلشرطّ‬
‫ّ‬ ‫‪-‬كذلكّاستحسناّموقفهّالقاضيّابستبعادّالوصيةّالّ‬
‫املوافقة‪ّ،‬وكذاّموقفهّالقاضيّإبخضاع ّالوصيةّالّيتّيكونّفيهاّاملوصىّلهّليسّواراثّلشرطّاملوافقةّمتّكانّ‬
‫مدرجاّمنّقبلّيفّالقانونّاألساسيّّللشّركة‪ّ .‬‬

‫أقرّابلشّروطّالشّكليّةّواملوضوعيّةّالواجبّتوافرهاّلتفعيلّهذاّ‬ ‫‪ّ-‬خلصناّّكذلكّإىلّأنّّ ّم‬


‫املشرعّاجلزائريّّ ّ‬
‫الشّرطّداخلّشركاتّاملسامهة‪ّ ،‬وألزم ّاملساهمّاحمليلّابّتباعّاإلجراءاتّالّيتّتضمّنتهاّالنّصوصّالقانونيّةّاملنظّمةّ‬
‫هلذاّالشّرطّالواردةّضمنّالقانونّالتّجاريّّاجلزائريّّالالّزمةّإلضفاءّالصّيغةّالنّهائيّةّعلىّمشروعّاإلحالةّ ّالذيّ‬
‫تّ ّبينه‪ّ،‬وبنيّاحملالّإليه ّالّذيّيظلّ ّأجنبيّا ّعنّالشّركة ّإىلّحنيّاحلصولّعلىّموافقةّالشّركة ّبشأنّمشروعّ‬
‫اإلحالةّاملعروضّعليها‪ّ .‬‬

‫‪-‬كماّتوصلناّإىلّأن ّ ّم‬
‫املشرعّاجلزائريّ ّملّيقرّصراحةّيفّنصوص ّالقانونّالتجاريّ ّاملنظّمةّهلذاّالشّرطّ‬
‫أقرهتا ّبعض ّالتّشريعات ّاملقارنة‪ّ ،‬وبعض ّاالجتهادات ّالقضائيّةّ‬
‫ابلضّماانت ّالواجب ّتوافرها ّلصحّته ّالّيت ّ ّ‬
‫ماانتّاملقررةّلصاحلّاملساهمّاحمليل‪،‬كضمان ّحقّهّيفّ‬
‫ّ‬ ‫الفرنسيّة‪ّ ،‬وبعضّاآلراء ّالفقهيّة‪ّّ ،‬واملتمثّلةّأساسا ّيفّالضّ‬
‫احلصول ّعلى ّتعويض ّمالّ ّمت ّكان ّقرار ّالشّركة ّالقاضي ّبرفض ّمشروع ّاإلحالة ّمبنيّا ّعلى ّالتّعسّف ّيفّ‬
‫ماانتّاملقررةّ‬
‫ّ‬ ‫استعمالّاحلقّ‪ّ ،‬أوّّكانّالغرضّمنهّحتقيقّمصلحةّأخرى ّغريّمصلحةّالشّركة‪،‬إىل ّجانبّالضّ‬
‫لصاحلّالشّركةّنفسهاّعندّاإلخاللّهبذاّالشّرط‪ّ،‬واملتمثّلةّيفّحقّهاّيفّالتّمسّكّببطالنّاإلحالةّالّيتّمتّتّبنيّ‬
‫املساهمّاحمليلّواحملالّإليه ّمباّخيالفّأحكام ّشرطّاملوافقةّاملنصوصّعليهّمسبقا ّيفّالقانون ّاألساسيّ ّللشّركة‪ّ،‬‬
‫وحبقّهاّيفّاحلصولّعلىّالتّعويضّمنّاملساهمّاحمليلّاملخلّّهبذاّالشّرط‪ّ،‬وملّالّحقّّابقيّاملسامهنيّيفّاحلصولّ‬
‫علىّتعويضّّكذلكّمتّأصيبواّبضرر‪ّ .‬‬

‫‪201‬‬
‫‪ 0202‬خاتم ـ ــة‬

‫أنّاملشرعّاجلزائريّأقرّيفّحالةّغيابّاتّفاقّصريحّبنيّاملساهمّاحمليلّوالشّركةّعلىّ‬
‫‪-‬كماّتوصّلناّإىلّ ّ‬
‫مثنّمعنيّّلألسهمّحملّّاإلحالة‪ّ،‬أبنّاجلهةّالقضائيّةّاملختصّةّهيّالّيتّيؤولّهلاّاختصاصّحتديدّهذاّالثّمن‪ّ،‬إالّّ‬
‫أنّهذهّالقاعدةّليستّواضحةّويشوهباّغموضّكبريّألناّترتكّاببّاملنازعاتّحولّاالختصاصّمفتوحا‪ّ .‬‬

‫أن ّرفضّالشّركةّملشروعّاإلحالة‪ّ،‬والتزامهاّيفّنفسّالوقتّبشراءّاألسهم ّحملّّ‬


‫‪ّ-‬وتوصّلناّّكذلك ّإىل ّ ّ‬
‫اإلحالةّحلساهباّاخلاصّّبغرضّختفيضّرأمساهلاّالّيعدّّنزعاّللملكيّةّوالّميسّّحبقّّاملساهمّاحمليلّيفّالبقاء‪ّ .‬‬

‫م‬
‫أخذانّعلىّاملشرعّاجلزائريّّعدمّحتديدهّللطرفّالذيّيتحملّاملصاريفّالقضائيةّ‬‫‪ّ-‬ويفّهذاّالصددّ‬
‫ّاإلحالة‪ّ،‬كماّأخذانّعليهّعدمّحتديدهّللكيفيّةّاليتّ‬
‫ّ‬ ‫وأتعابّاخلبريّاملختصّبتحديدّالثمنّالعادلّلألسهمّحمل‬
‫علىّأساسهاّيتمّتقديرّالثمنّالعادلّلألسهمّحملّاإلحالةّعندماّتكونّالشركةّمقيدةّيفّالبورصة‪ّ،‬فضالّعنّ‬
‫ذلك ّأخذان ّعليه ّعدم ّاستبعاده ّبنصّ ّصريح ّلشركات ّاملسامهة ّذات ّاالكتتاب ّالعام ّوالشركات ّاملقيدة ّيفّ‬
‫البورصةّمنّاخلضوعّلشرطّاملوافقةّلتعارضهّمعّطبيعتهاّالقانونية‪ّ .‬‬

‫‪ّ -‬أماّخبصوصّاجلهودّالّيتّبذهلا ّ م‬
‫املشرعّاجلزائريّ ّيفّهذاّالشأن ّفقد ّاستحسناّموقفه ّالذيّتضمنهّ‬
‫املرسومّالتشريعيّ‪،80-39‬إذّأنهّأصابّملاّأعادّالنظرّيفّبعضّاإلجراءاتّواآلجالّالالزمةّإلضفاءّالصيغةّ‬
‫النهائية ّعلى ّمشروع ّاإلحالة‪ّ ،‬وملا ّتدارك ّبعض ّالثغرات ّالقانونية ّاليت ّتضمنها ّاألمر‪،73-57‬كتحديدهّ‬
‫للطريقة ّاليت ّيتم ّهبا ّتبليغ ّطلب ّاملوافقة ّإىل ّالشركة ّاليت ّأغفلها ّاألمر‪ّ ،73-57‬وختفيضه ّللمدة ّالقانونيةّ‬
‫املخصصةّللشركةّللرد ّعلىّالطلبّمنّثالثةّأشهرّوفقّماّكانّمعموالّبهّمنّقبلّإىلّشهرينّوفقّاملرسومّ‬
‫التشريعيّ‪ّ،80-39‬فضالّعنّختفيضهّلألجلّالقانون ّاحملددّللشركةّلتقدميّبديلّعنّاحملالّإليهّاملرفوضّمنّ‬
‫قبلهاّواملقرتحّمنّقبلّاملساهمّاحمليل‪،‬كماّاستحسناّومثناّموقفهّالقاضيّبتمديدّهذاّاألجل(القانونّ)ّبقرارّمنّ‬
‫رئيسّاحملكمةّاملختصةّبناءّعلىّطلبّالشركةّبدلّمتديدهّحبكمّمنّالقضاءّكماّكانّمعموالّبهّمنّقبل‪ّ،‬ومعّ‬
‫ذلكّأخذانّعليهّعدمّتبيان ّموقفهّمنّسلطةّاجلمعيةّالعامةّغريّالعاديةّيفّإضافةّشرطّاملوافقةّيفّالقانونّ‬
‫األساسيّللشركةّأثناءّحياهتاّمنّعدمها‪ّ .‬‬
‫‪ّ -‬فضال ّعن ّذلك ّخلصنا ّإىل ّأن ّ ّم‬
‫املشرع ّاجلزائريّ ّنظم ّسلطة ّالشّركة ّيف ّفحص ّطلب ّاملوافقةّ‬
‫(االعتماد)‪ّ ،‬وبنيّّكيفّتتّخذ ّموقفها ّمنّمشروعّاإلحالة‪ّ ،‬وبني ّاحلاالتّالّيتّتتحقّقّفيها ّاملوافقة ّالصّرحيةّ‬
‫ّواملوافقةّالضمنية ّاليت ّأتخذ ّشكلّأربع ّصور‪ّ،‬حبيثّتتجسّدّالصّورةّاألوىلّعند ّعدمّجواب ّالشّركةّوسكوهتاّ‬
‫خاللّأجلّشهرينّمنّاتريخّاستالمهاّلطلبّاملوافقة‪ّ،‬وتتجسّدّالصورةّ ّالثانيةّعندّموافقتهاّعلىّمشروعّرهنّ‬
‫حيازيّ ّألسهم ّمنّأسهمها‪ّ ،‬أماّالصورة ّ ّالثالثة ّفتتجسد ّعندماّينقضيّاألجل ّالقانونّ ّوالّيتحقّقّالشّراء‪ّ،‬‬

‫‪202‬‬
‫‪ 0202‬خاتم ـ ــة‬

‫الرابعةّعندماّينقضيّاألجلّالقضائيّّوالّيتحقّقّالشّراء‪ّ،‬ويفّنفسّالوقتّأقرّّللشّركةّ‬
‫وتتجسّدّّكذلكّالصورةّ ّ‬
‫حبقّهاّيفّرفضّمشروعّاإلحالةّاملعروضّعليهاّللموافقةّمتّاقتضتّمصلحتهاّذلك‪ّ،‬بيدّأنّهّملّيوضّحّالطّريقةّ‬
‫ارّالرفضّإىلّاملساهمّاملعن‪ّ،‬علىّغرارّالطّريقةّالّيتّيتمّ ّهباّتقدميّطلبّاملوافقةّ‬
‫يتم ّتبليغّقر ّ‬
‫الّيتّعلىّأساسها ّ ّ‬
‫إىلّالشّركة‪ّ .‬‬

‫‪-‬كذلكّتوصلناّإىلّأنّّ ّم‬
‫املشرعّاجلزائريّّعلىّغرارّبعضّالتّشريعاتّاملقارنةّرتبّبعضّاآلاثرّالقانونيّةّ‬
‫عنّرفضّالشّركةّملشروعّاإلحالة ّاملعروضّعليهاّللموافقة‪ّ ،‬إذّألزمّالشّركة ّبتقدميّمشرتّآخر‪ّ ،‬سواءّكانّمنّ‬
‫بقيّةّاملسامهنيّأو ّمنّالغري‪ّ ،‬أوّأنّتعمل ّهي ّعلىّشراءّاألسهم ّحملّ ّاإلحالة ّحلساهباّاخلاصّ ّبغرضّختفيضّ‬
‫اتّملّتردّعلىّسبيلّالرتتيبّوالّعلىّ‬
‫ّ‬ ‫رأمساهلا ّبعدّحصوهلاّعلىّموافقةّاملساهمّاحمليل‪ّ ،‬علىّأنّ ّهذهّاخليار‬
‫كةّحرةّيفّاختيارّ‬ ‫سبيلّاألفضلية‪ّ ّ ،‬م‬
‫فاملشرعّاجلزائريّ ّملّيفضلّخياراّعلىّآخر ّوملّمينحهّاألولوية‪ّ ،‬لذاّفالشّر ّ‬
‫يتم ّتنفيذّذلك ّخاللّاألجل ّالقانونّ ّاحملدّد ّأبجلّشهرينّاعتباراّمنّ‬
‫اخليار ّالّذيّخيدمّمصاحلهاّبشرطّأن ّ ّ‬
‫الرفض‪ّ،‬أوّخاللّاألجلّالقضائيّّإنّأقرهّرئيسّاحملكمةّاملختصة‪ّ .‬‬
‫اتريخّإبالغّ ّ‬
‫ّ‬

‫ّم‬
‫علىّاملشرعّاجلزائريّّعدمّحتديدهّللمدّةّاملخصصةّللمساهمّاحمليلّإلبداءّموافقتهّ‬ ‫‪ّ-‬ومعّذلكّأخذانّ‬
‫منّعدمهاّخبصوصّشراءّالشّركةّلألسهمّحملّّاإلحالةّحلساهباّاخلاصّّبغرضّختفيضّرأمساهلا‪،‬كماّأخذانّعليهّ‬
‫عدمّحتديدهّّلعددّمراتّالتمديد‪ّ،‬أيّبتعبريّأدقّاملدةّاليتّجيبّأالّيتجاوزهاّالتمديدّالقضائيّحتّالّيظلّ‬
‫املساهمّاحمليلّحبيسّأسهمهّوأسريها‪ّ .‬‬

‫‪-‬كذلك ّأخذان ّعليه ّعدم ّترتيبه ّمبوجب ّنصوص ّقانونيّة ّصرحية ّضمن ّالقانون ّالتّجاريّ ّللحقوقّ‬
‫وااللتزامات ّالّيت ّتقع ّعلى ّعاتق ّاملساهم ّاحمليل ّعند ّرفض ّالشّركة ّملشروع ّاإلحالة ّاملعروض ّعليهاّ‬
‫للموافقة‪،‬كحقّهّيفّالعدولّعنّاإلحالة‪ّ،‬وحقّهّيفّاحلصولّعلىّتعويضّمنّالشّركة‪ّ ،‬وكذاّمسؤوليّتهّاجتّاهّاحملالّ‬
‫إليه‪ّ .‬‬

‫يفّالردّ ّعلىّطلبهّأليّ‬
‫‪ّ ّ-‬وتوصّلناّإىل ّأنّ ّاملساهمّاحمليلّليسّمنّحقّهّأن ّجيربّالشّركةّعلىّاإلسراع ّ ّ‬
‫سببّكان ّ‪ّ،‬كماّتوصلناّإىلّأنّّ م‬
‫املشرعّاجلزائريّملّمييزّبنيّأسهمّالشركةّاملقيدةّيفّالبورصةّعنّتلكّغريّاملقيدةّ‬
‫فيها ّبشأن ّاملدةّاملخصصةّللشركةّللرد ّعلىّطلبّاملوافقة‪ّ،‬إذّاعتربهاّمدةّواحدةّحتددّأبجلّشهرينّاعتباراّ‬
‫منّاتريخّاستالمّالشركةّلطلبّاملوافقة‪ّ ،‬فضالّعنّذلك ّتوصلناّإىلّأن م‬
‫ّاملشرع ّاجلزائريّ ّملّحيدد ّوقتاّمعي ناّ‬
‫لتوجيهّطلبّاملوافقةّإىلّالشركة‪ّ،‬وملّحيددّاهليئةّاملختصةّبفحصّهذاّالطلب‪ّ .‬‬

‫‪203‬‬
‫‪ 0202‬خاتم ـ ــة‬

‫‪ّ -‬توصلناّّكذلك ّإىلّأنّ ّاملساهمّاحمليلّخاللّمدةّاالنتظارّيظل ّهوّاملالكّاحلقيقي ّلألسهمّحملّ‬


‫اإلحالة‪ّ،‬ومنّمثَّةّمنّحقهّممارسةّكافّةّاحلقوقّاليتّختوهلاّلهّهذهّاألسهمّيفّاملقابلّيظلّّاحملالّإليهّغريباّعنّ‬
‫الشركةّوالّمتدهّأيّصلةّهبا‪ّ ،‬غريّأن ّالعالقة ّالقائمة ّبينهماّتعدّ ّصحيحة‪ّ ،‬ومناطّذلكّأن ّالتصرفّالذيّتّ‬
‫بينهماّيعدّعقدّبيعّصحيح‪ّ،‬وابلتالّينتجّكافّةّآاثرهّابستثناءّنقلّملكيةّاألسهمّالذيّيؤجلّإىلّحنيّصدورّ‬
‫قرارّاملوافقةّمنّالشركةّعلىّمشروعّاإلحالةّاملعروضّعليها‪ّ،‬ومنّمثَّةّيقيدّيفّسجلّالشركةّاملعدّخصيصاّهلذاّ‬
‫الغرض‪ّ .‬‬

‫‪ّ -‬وليسّهذاّفقطّبل ّتوصلناّإىل ّأن ّالشركةّمتّقررتّاألخذّابخليارّاألولّاملتمثلّيفّتقدميّبديلّ‬


‫عنّاحملالّإليهّمنّبقيةّاملسامهنيّوجبّعليهاّيفّهذهّاحلالةّأنّحترتمّمبدأّاملساواةّفيماّبنيّاملسامهني‪ّ،‬ومنّمثَّةّ‬
‫عليهاّأنّتعرضّشراءّاألسهمّحمل ّاإلحالةّعلىّمجيعّاملسامهنيّدونّتفريق‪ّ ،‬وأنّتكونّالدعوةّعامةّوعلنية‪ّ،‬‬
‫وأنّتشملّعددّاألسهمّاملطلوبّشراؤهاّمنّاملساهمّاحمليل‪ّ،‬واملدةّالّيتّيظلّفيهاّعرضّالشركةّقائما‪ّ .‬‬

‫تمثلّيفّتقدميّبديلّعنّاحملالّإليهّمنّ‬ ‫أنّ م‬
‫املشرعّاجلزائريّمنحّالشّركةّ ّ‬
‫خياراّاثنياّي ّ‬ ‫‪ّّ-‬كماّتوصّلناّإىلّ ّ‬
‫الغري‪ّ،‬غريّأنّناّأخذانّعليهّعدمّحتديدهّللمعايريّالّيتّعلىّأساسهاّيتمّّاختيارّهذاّالغري‪ّ،‬ف ّم‬
‫املشرعّاجلزائريّعلىّ‬
‫غرارّبعضّالتشريعاتّاملقارنةّسكتّعنّهذهّاملسألةّوملّيفردّهلاّحالّ‪ّ ّ.‬‬

‫املمنوحّهلا‪ّ،‬واملتمثلّيفّ‬
‫ّ‬ ‫‪ّ-‬ابإلضافةّإىلّذلكّتوصلناّإىلّأن ّالشركةّمت ّقررت ّاألخذّابخليارّالثالث ّ‬
‫شراءّاألسهمّحملّاإلحالةّحلساهباّاخلاصّّبغرضّختفيضّرأمساهلاّبعدّحصوهلاّعلىّموافقةّاملساهمّاحمليلّطبعا‪ّ،‬‬
‫وجبّعليهاّيفّهذه ّاحلالةّأنّتقتطعّمبلغّالشراءّمنّرأمساهلاّأوّمنّاالحتياطي ّالقانون ّالذيّيعد ّمبثابةّ‬
‫ضماانّتكميليّاّلدائنّالشّركة‪ّ،‬فضالّعنّذلكّهوّأيخذّحكمّرأسّاملال‪ّ .‬‬
‫م‬
‫دهّاملشرعّ‬‫‪ّ-‬أما ّبعدّانتهاءّعمليةّالشراءّفالشركة ّملزمة ّإبلغاءّاألسهمّاملشرتاةّخاللّأجلّمعنيّ ّحد‬
‫املصريّأبجلّشهرّاعتباراّمنّاتريخّاستكمالّعمليةّالشراء‪ّ،‬وهوّماّملّينصّعليهّ م‬
‫املشرعّاجلزائريّالذيّأنملّ‬
‫منهّأنّحيذوّحذوّنظريهّاملصري‪ّ .‬‬

‫‪ّ-‬توصّلناّّكذلك ّإىلّأن ّهيئةّإدارةّالشركة ّمهماّكانّنوعهاّجيبّعليها ّأنّحترتمّاإلجراءاتّاخلاصةّ‬


‫بتخفيضّرأسّاملال‪ّ ،‬وأنّحترتمّمبدأّاملساواةّفيماّبنيّاملسامهني‪ّ ،‬فإن ّملّتلتزمّبذلكّفالشراءّيعد ّابطال‪ّ ،‬ومنّ‬
‫مثَّةّحيقّلكلّّمنّحلقهّضررّحتّولوّكانتّالشركةّنفسهاّأنّيقيمّدعوىّالبطالنّضدّالقائمنيّابإلدارة‪ّ،‬سواءّ‬
‫عنّطريقّدعوىّالشركة‪ّ،‬أوّعنّطريقّدعاوىّفرديةّّترفعّابسمّكلّّمضرورّسواءّكانّمنّاملسامهني‪ّ،‬أوّمنّ‬
‫دائنّالشركةّعلىّأساسّفقدانمّجلزءّمنّضمانمّالعامّ‪ّ .‬‬

‫‪204‬‬
‫‪ 0202‬خاتم ـ ــة‬

‫‪ّ-‬وعلىّالعموم ّتوصّلناّإىل ّأن ّوجودّشرطّاملوافقةّيفّالقانونّاألساسي ّلشركةّاملسامهة ّمنّشأنه ّأنّ‬


‫يضمنّهلاّرقابةّعلىّأسهمها‪ّ،‬وخيوهلاّحقّاالعرتاضّعلىّالشخصّاحملالّإليهّورفضهّمتّاقتضتّمصلحتهاّ‬
‫ذلك‪ّ،‬ومنّمثَّةّجينبهاّانضمامّأشخاصّغريّمرغوبّفيهمّإليهاّمنّدونّموافقتها‪ّ،‬ويفّنفسّالوقتّحيميهاّمنّ‬
‫تسللّالطرفّاألجنيبّإليها‪ّ،‬وابلتالّحيافظّعلىّطابعهاّالوطن‪،‬كماّيضفيّعليهاّنوعاّمنّاالعتبارّالشخصيّ‬
‫مل ّيكن ّسائدا ّفيها ّمن ّقبل ّحبكم ّأن ّطبيعتها ّقائمة ّأساسا ّعلى ّاالعتبار ّاملال ّوال ّمكان ّفيها ّلالعتبارّ‬
‫الشخصيّكأصلّعامّ‪ّ .‬‬

‫‪ّ-‬توصلناّكذلكّإىلّأنّالقواعدّواألحكامّاليتّتنظمّشرطّاملوافقةّيفّشركةّاملسامهةّالواردةّيفّالتشريعّ‬
‫اجلزائري ّتتشابه ّإىل ّحد ّما ّمع ّما ّورد ّيف ّالقانون ّالتجاري ّالفرنسي ّالساري ّاملفعول‪ّ ،‬ابستثناء ّبعضّ‬
‫االختالفاتّيفّالتفاصيلّاليتّتتعلقّبنطاقّتطبيقه‪ّ،‬واملدةّالقانونيةّاملخصصةّللشركةّللردّعلىّطلبّاملوافقة‪ّ،‬‬
‫واألجلّالقانون ّاحملددّللشركةّلتقدميّبديلّعنّاحملالّإليهّاملرفوضّمنّقبلهاّواملقرتحّمنّقبلّاملساهمّاحمليل‪ّ،‬‬
‫وطريقةّحتديدّالثمنّالعادلّلألسهمّحمل ّاإلحالةّعندماّالّيوجدّهناكّاتفاقّبنيّالشركةّواملساهمّاحمليل‪ّ،‬‬
‫م‬
‫ةّقصورّيفّموقفّاملشرعّ‬ ‫فضالّعنّاجلزاءّاملرتتبّعنّخمالفةّهذاّالشرط‪....‬اخل‪ّ،‬ومعّذلكّتوصلناّإىل ّأن ّمثَّ‬
‫اجلزائري ّعلىّغرارّنظرييهّالفرنسي ّواملصري ّحيالّمسألةّتنظيمّشرطّاملوافقةّيفّشركةّاملسامهةّبصفةّعامةّ‬
‫يستلزمّتداركهّوإعادةّالنظرّفيه‪ّ .‬‬

‫‪ّ-‬زدّعلىّذلك ّبعدّاستقرائناّومتحيصناّللنّموذجّاخلاصّ ّابلقانونّاألساسيّ ّلشركةّاملسامهةّ ّاملعمولّ‬


‫بهّلدىّاملوثّقني ّحاليّاّ(امللحقّرقمّ‪ّّ،)81‬واملعدّ ّمنّقبلّالغرفةّالوطنيّةّللموثّقنيّاجلزائريّني ّاتَّضحّلنا ّأنه ّجاءّ‬
‫خالياّمنّأيّبندّينظّمّشرطّاملوافقةّيفّهذاّالنوعّمنّالشّركات‪ّ،‬فهوّملّيشرّهلذاّالشّرطّالّمنّبعيدّوالّمنّ‬
‫يبّعلىّالرغمّمنّ م‬
‫أمهيته‪ّ ،‬بلّإنّ ّ ّالنصوصّالقانونيّةّالّيتّتضبط ّهذاّالعقد ّالواردةّيفّالفقرةّاألخريةّمنه ّملّ‬ ‫ّ‬ ‫قر‬
‫تتضمنّالنّصوصّالقانونيّةّاملنظّمةّلشرطّاملوافقة‪ّ .‬‬

‫حرّيةّاملساهمّيفّتداولّأسهمهّمبوجبّشرطّاملوافقةّّاملنصوصّعليهّيفّالقانونّ‬
‫يفّاألخريّإنّ ّتقييدّ ّ‬
‫األساسيّلشركةّاملسامهةّقدّيبدوّفيهّخروجّعنّالقواعدّالعامّةّالّيتّتعليّمبدأّسلطانّاإلرادة‪ّ،‬وماّينبثقّعنهّ‬
‫منّحريّةّالشّخصّيفّالتعاقدّمعّمنّحيبّويرضىّبه‪ّ،‬ومعّتسليمناّهبذهّاحلقيقة‪ّ،‬إالّّأنّّطبيعةّشركةّاملسامهةّ‬
‫ّ‬
‫بصفةّعامة‪ّ،‬وطبيعةّاألسهمّبصفةّخاصّةّالّيتّتتطلّبّخلقّنوعّمنّالتّوازنّبنيّاملصاحلّاملتناقضةّداخلّهذاّ‬
‫النّوعّمنّالشّركات‪ّ،‬وترجيحّمصلحةّالشّركةّعلىّاملصاحلّالشخصيةّللمسامهني‪ّ،‬تستلزمّفرضّهذهّالقيودّعلىّ‬
‫حريّةّاملساهم ّيفّتداولّأسهمهّكأصلّعام‪ّ،‬فمصلحةّالشّركةّيفّمنعّالضّررّالناجمّعنّانضمامّالشخصّ‬
‫ّ‬

‫‪205‬‬
‫‪ 0202‬خاتم ـ ــة‬

‫احملالّإليهّإليهاّأوىلّابالعتبار‪ّ،‬وليسّهناكّتعدّّعلىّحقّّاملساهمّيفّتداولّأسهمهّطاملاّملّتقيّدّحريتهّبشكلّ‬
‫مطلقّشريطةّضمانّمحايةّقانونيةّحلقوقّابقيّاملسامهنيّبصفةّعامة‪ّ،‬وحقوقّاملساهمّاحمليلّبصفةّخاصةّ‬
‫حتّالّيظل ّحبيسّأسهمهّوأسريها‪ّ،‬وحت ّالّيظل ّعرضةّللتعسفّاملمنهجّمنّقبلّبعضّالقائمنيّابإلدارةّ‬
‫الذينّيسعونّيفّغالبّاألحيانّإىلّحتقيقّمصاحلهمّالشخصيةّعلىّحسابّمصاحلّالشركةّومصاحلّاملسامهنيّ‬
‫علىّحدّسواء‪ّ .‬‬

‫وبناءّعلىّماّتقدّم‪ّ،‬ويفّضوءّماّتّّ ّالتوصّلّإليهّمنّنتائجّارأتيناّتقدميّمقرتحاتناّعلىّالنّحوّاآليت‪ّ :‬‬

‫شركات ّاملسامهة ّذات ّاالكتتاب ّالعامّ‪ّّ ،‬ويفّ‬


‫‪ -‬حظر ّإدراج ّشرط ّاملوافقة ّيف ّالقوانني ّاألساسية ّل ّ‬
‫متّكانّمدرجاّ‬
‫‪ّ،‬وحذفهّمن ّقوانينها ّاألساسيّة ّ ّ‬
‫الشركات ّالّيتّتكونّأسهمها ّمقيّدةّيفّالبورصة ّ‬
‫فيها ّمنّقبل‪ّ ،‬على ّأن ّيتم ّحصر ّنطاقّتطبيقهّيفّشركات ّاملسامهة ّذاتّاالكتتابّالفوري‪ّّ،‬ويفّ‬
‫الشركاتّالّيتّتكونّأسهمهاّغريّمقيّدةّيفّالبورصة‪.‬‬
‫‪ -‬إقرار ّالضّماانتّالواجبّتوافرهاّلصحّةّشرطّاملوافقةّيفّشركةّاملسامهةّمبوجبّنصوصّقانونيّةّ‬
‫اءّاملقررةّلصاحلّاملساهمّاحمليلّّكضمانّحقّهّيفّاحلصولّعلىّ‬
‫صرحيةّال ّتدعّجماالّللشّكّ‪ّ ،‬سو ّ‬
‫تعويضّمالّّمتّكانّقرارّالشّركةّالقاضيّبرفضّمشروعّاإلحالةّمبنيّاّعلىّالتّعسّفّيفّاستعمالّ‬
‫احلقّ‪ّ،‬أوّّكانّالغرضّمنهّحتقيقّمصلحةّأخرى ّغريّمصلحةّالشّركة‪ّ،‬أو ّ ّ‬
‫املقررةّلصاحلّالشّركةّ‬
‫نفسهاّعندّاإلخالل ّهبذاّالشّرط‪ّ،‬واملتمثلةّيفّحقهاّيفّالتمسكّببطالنّاإلحالةّاليتّمتتّبنيّ‬
‫املساهم ّاحمليل ّواحملال ّإليه ّمبا ّخيالف ّأحكام ّشرط ّاملوافقة ّاملنصوص ّعليه ّمسبقا ّيف ّقانوناّ‬
‫األساسي‪ّ،‬وحبقهاّّكذلكّيفّاحلصولّعلىّتعويضّمنّاملساهمّاملخلّ‪.‬‬
‫‪ -‬حتديد ّبنصّ ّصريحّالغريّالّذينّيشملهمّشرطّاملوافقة‪ّ،‬وتبيان ّحكمّاإلحاالت ّ ّاليتّتتمّ ّفيماّبنيّ‬
‫املسامهنيّأنفسهم‪ّ،‬وإنّكناّنفضل ّأنّخيضعها ّ م‬
‫املشرعّاجلزائريّ ّلشرطّاملوافقةّحت ّيتسّن ّخلقّ‬
‫نوعّمن ّالتّوازنّعندّانتقالّملكية ّاألسهم ّفيماّبنيّاملسامهني‪ّ،‬وللحدّ ّمنّسيطرةّاألغلبية ّعلىّ‬
‫حسابّاألقليةّمنّمحلةّاألسهم‪.‬‬
‫‪ -‬إعادة ّالنّظر ّبشأن ّعمليّات ّاالندماج ّواالنفصال ّالّيت ّتشهدمها ّبعض ّشركات ّاملسامهة ّالّيتّ‬
‫تتضمّن ّقوانينها ّاألساسية ّشرط ّاملوافقة‪ّ ،‬وإقرار ّبنص ّصريح ّسراين ّهذا ّالشّرط ّبشأن ّتلكّ‬
‫العمليّاتّلضمانّمحايةّللشّركاتّالوطنيّةّمنّتسلّلّالطّرفّاألجنيبّّّالّذيّيرغبّيفّاالستحواذّ‬
‫ومقوماته‪.‬‬
‫عليهاّبنيةّبسطّالسيطرةّعلىّاالقتصادّالوطنّّ ّ‬

‫‪206‬‬
‫‪ 0202‬خاتم ـ ــة‬

‫‪ -‬إقرار ّحقوق ّوالتزامات ّاملساهمّاحمليلّاملرتتبةّعنّرفضّالشّركةّملشروعّاإلحالة ّاملعروضّعليهاّ‬


‫للموافقة‪،‬كحقّه ّيفّالعدول‪ّّ ،‬وحقّهّيفّاحلصولّعلىّالتّعويض‪ّّ ،‬وملّالّمسؤوليّتهّاجتّاهّاحملالّإليه‪ّ،‬‬
‫علىّأنّيراعي ّيفّذلكّحتقيقّالتوازنّبنيّمصلحةّالشركةّككيانّقانون ّواقتصادي ّالّميكنّ‬
‫االستغناءّعنه‪ّ،‬وبنيّمصلحةّاملساهمّاحمليلّالذيّالّجيبّأنّتغل ّيدهّعنّالتصرفّيفّأسهمهّ‬
‫بشكلّمطلق‪.‬‬
‫اءّمبرةّواحدةّّكحدّأقصى‪ّ،‬وحتديدّاملدّةّاملخصّصةّللمساهمّ‬
‫‪ -‬متديدّاألجلّالقانونّّاملخصّصّللشّر ّ‬
‫احمليلّللعدولّعنّإحالته‪.‬‬
‫‪ -‬السماح ّلشركاتّاملسامهةّذاتّاالكتتابّالفوري‪ّّ،‬والشركات ّ ّاليتّتكونّأسهمها ّغريّمقيّدةّيفّ‬
‫بنداّخيولّللجمعيّةّالعامّةّغريّالعاديّةّإضافةّشرطّاملوافقةّ‬
‫ّ‬ ‫البورصةّأبنّتتضمّنّقوانينهاّاألساسيةّ‬
‫ألولّمرةّأثناءّحياةّالشّركة‪.‬‬
‫‪ -‬منحّرئيسّاحملكمةّاملختصةّبدلّاجلهةّالقضائيةّاملختصةّسلطةّتعينيّاخلبريّاملختص ّبتحديدّ‬
‫الثمنّالعادلّلألسهمّحملّاإلحالةّعندماّالّيكونّهناكّاتفاقّبنيّالشركةّواملساهمّاحمليل‪.‬‬
‫‪ -‬حتديد ّأجلّمعني ّإللغاءّاألسهمّاملشرتاةّالنّامجةّعنّشراء ّالشّركة ّلألسهم ّحملّ ّاإلحالة ّحلساهباّ‬
‫اخلاصّّبغرضّختفيضّرأمساهلاّبعدّحصوهلاّعلىّموافقةّاملساهمّاحمليلّطبعا‪.‬‬
‫‪ -‬حتديدّاملدةّاملخصصةّللمساهمّاحمليلّإلبداءّموافقتهّمنّعدمهاّخبصوصّشراءّالشّركةّلألسهمّ‬
‫حملّّاإلحالةّحلساهباّاخلاصّّبغرضّختفيضّرأمساهلا‪.‬‬
‫‪ -‬إقرارّجزاءّخمالفةّشرطّاملوافقةّيفّشركةّاملسامهةّبصفةّخاصّة‪ّّ،‬وجزاءّخمالفةّبندّمنّبنودّقانوناّ‬
‫األساسيّبصفةّعامّة‪.‬‬
‫للرّد ّعلى ّطلب ّاملوافقة‪ّ ،‬واملدّة ّاحملدّدة ّلتنفيذ ّأحدّ‬
‫‪ -‬إعادة ّالنّظر ّيف ّاملدّة ّالقانونيّة ّاملخصصة ّ ّ‬
‫اخلياراتّاملمنوحةّللشّركةّعندّرفضهاّملشروعّاإلحالة‪.‬‬
‫الردّ ّعليه‪ّ،‬‬
‫‪ -‬حتديدّطريقة ّتبليغّاملساهمّاحمليلّبقرارّالشّركة‪ّ ،‬واجلهةّاملؤهلةّبفحصّطلبّاملوافقةّو ّ‬
‫ّووقتّتوجيهّطلبّاملوافقةّإىلّالشّركة‪.‬‬
‫‪ -‬النّصّّعلىّتسبيبّقرارّالشّركةّالقاضيّبرفضّمشروعّاإلحالةّاملعروضّعليهاّ‪.‬‬
‫‪ -‬حتديدّاملهلةّالقانونيّةّاملمنوحةّلرئيسّاحملكمةّاملختصّة ّللفصل ّيف ّطلبّمتديدّاألجلّالقانونّّ‬
‫املخصّصّللشّراء‪ّ،‬والوقتّالّذيّتقدّمّفيهّالشّركةّطلبهاّهذا‪.‬‬

‫‪207‬‬
‫‪ 0202‬خاتم ـ ــة‬

‫‪ -‬تداركّالفراغّالقانونّ ّاملتعلّقّحبقّ ّاملساهمّاحمليلّيفّالبقاءّأوّاالنسحابّمنّالشّركةّبناءّعلىّ‬


‫إرادتهّاملنفردةّووفقّماّمتليهّمصلحتهّالشّخصيّة‪ّ،‬وإقرارّذلكّمبوجبّنصوصّقانونيةّصرحية‪.‬‬
‫‪ -‬إعادةّالنّظرّيفّنصوصّالقانونّالتّجاريّ ّخاصّةّماّتعلّقّمنهاّبشركاتّاملسامهةّلسدّ ّ ّالثغراتّ‬
‫ّالراهنة ّالّيت ّيعرفها ّاملناخان ّاالقتصاديّّ‬
‫طورات ّ‬
‫القانونيّة ّاملتناثرة ّهنا ّوهناك ّبغية ّمواكبة ّالتّ ّ‬
‫ّتطورات ّبصفةّ‬
‫والتّجاريّ ّبصفة ّعامّة‪ّ ،‬وما ّتشهده ّ ّالتشريعات ّاملنظّمة ّلشركات ّاملسامهة ّمن ّ‬
‫خاصّة‪.‬‬
‫‪ -‬زد ّعلى ّما ّتقدم ّأنمل ّمن ّالغرفة ّالوطنيّة ّللموثّقني ّاجلزائريّني ّأن ّأتخذ ّبعني ّاالعتبار ّمبقرتحناّ‬
‫املدرجّيفّامللحقّرقمّ‪ّ 80‬املتضمّنّبندّمفصّلّعنّشرطّاملوافقة ّوكلّ ّماّيتعلّقّبهّمنّشروطّ‬
‫وإجراءاتّوغريهاّمنّمتطلّباتّتفعيلهّعلىّالنّحوّالّذيّيقضيّبهّالقانون‪.‬‬

‫يفّاخلتام‪ّ ،‬حيدونّاألمل ّأن ّتكونّهذهّالدّراسةّقد ّسامهتّيفّإثراءّاملكتبةّالوطنية‪ّ،‬وملّالّيفّالدفعّ‬


‫والرقي ّابلبحث ّالعلمي ّملصاف ّوملنزلة ّالبحوث ّالعلمية ّاليت ّسبقتنا‪،‬كما ّأنمل ّمنها ّأن ّتعزز ّمكانة ّاجلزائرّ‬
‫العلميةّعلىّالنحوّالذيّيطمحّإليهّكلّّابحثّجزائريّّغيورّعلىّوطنه‪ّ،‬فضالّعنّذلكّنطمحّمنهاّأنّمت ّهدّ‬
‫وتشكلّلبنةّصلبةّتصلحّكقاعدةّتنطلقّمنهاّدراساتّأخرىّذاتّصلةّابملوضوع‪ّ .‬‬

‫ّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّإنتهى بحمد هللا تعالى وفضله ّ‬

‫ّ‬

‫ّ‬

‫ّ‬

‫‪208‬‬
‫‪ 0202‬نماذج تطبيقي ـة عن إج ـراءات شرط المـوافق ـة في شرك ـة المساهم ـة‬

‫منوذج تطبيقي عن إجراءات شرط املوافقة يف شركة املسامهة يف ظل املرسوم التشريعي ‪ 80-39‬املعدل واملتمم لألمر‬
‫‪ 73- 57‬املتضمن القانون التجاري اجلزائري‬

‫احملــال إليـه‬ ‫االتفاق على مشروع إحالة األسهم‬ ‫املساهم الراغب يف إحالة أسهمه‬

‫عرض مشروع اإلحالة على الشركة بتقدمي طلب املوافقة عن‬


‫طريق رسالة موصى عليها مع وصل االستالم‬

‫استالم الشركة لطلب املوافقة (االعتما)‬

‫األجل القانوين املمنوح هلا للر) هو شهرين من اتريخ استالمها طلب املوافقة‬

‫رفض مشروع اإلحالة‬ ‫املوافقة على مشروع اإلحالة‬

‫األجل املمنوح هلا‬ ‫اخليارات املمنوحة للشركة‬ ‫موافقة ضمنية‬ ‫موافقة صرحية‬
‫لتنفيذ أحد اخليارات‬

‫تقدمي مشرت من املسامهني‬ ‫سكوت الشركة وعدم ر)ها على طلب املوافقة‬
‫األجل القضائي‬ ‫خالل أجل شهرين من اتريخ استالمها الطلب‬
‫األجل القانوين‬
‫تقدمي مشرت من الغري‬
‫انقضاء األجل القانوين احملد) بشهرين من‬
‫متديد األجل‬ ‫أجل شهرين‬ ‫اتريخ إبالغ قرار الرفض )ون حتقق الشراء‬
‫القانوين بقرار‬ ‫من اتريخ‬ ‫شراء الشركة لألسهم حمل‬
‫من رئيس‬ ‫إبالغ املساهم‬ ‫اإلحالة حلساهبا اخلاص بغرض‬ ‫انقضاء األجل القضائي )ون حتقق الشراء‬
‫احملكمة‬
‫احمليل بقرار‬ ‫ختفيض رأمساهلا بعد حصوهلا‬
‫املختصة بناء‬
‫على طلب‬ ‫الرفض‬ ‫على موافقة املساهم احمليل‬
‫الشركة‬
‫موافقة الشركة على مشروع الرهن احليازي‬
‫لألسهم وفقا لنص املا)ة ‪ 517‬مكرر ‪75‬‬
‫من القانون التجاري اجلزائري‪.‬‬

‫‪209‬‬
‫‪ 0202‬نماذج تطبيقي ـة عن إج ـراءات شرط المـوافق ـة في شرك ـة المساهم ـة‬

‫منوذج تطبيقي عن إجراءات شرط املوافقة يف شركة املسامهة يف ظل األمر ‪ 73- 57‬املتضمن القانون التجاري اجلزائري‬

‫احملــال إليـه‬ ‫االتفاق على مشروع إحالة األسهم‬ ‫املساهم الراغب يف إحالة أسهمه‬

‫عرض مشروع اإلحالة على الشركة إببالغها طلب املوافقة ( مل‬


‫يبني كيف يتم إبالغها‬

‫استالم الشركة لطلب املوافقة (االعتما)‬

‫األجل القانوين املمنوح هلا للر) هو ثالثة أشهر من اتريخ استالمها طلب املوافقة‬

‫رفض مشروع اإلحالة‬ ‫املوافقة على مشروع اإلحالة‬

‫األجل املمنوح هلا‬ ‫اخليارات املمنوحة للشركة‬ ‫موافقة ضمنية‬ ‫موافقة صرحية‬
‫لتنفيذ أحد اخليارات‬

‫تقدمي مشرت من املسامهني‬ ‫سكوت الشركة وعدم ر)ها على طلب املوافقة خالل‬
‫أجل ثالثة أشهر من اتريخ استالمها الطلب‬
‫األجل القضائي‬ ‫األجل القانوين‬
‫تقدمي مشرت من الغري‬
‫انقضاء األجل القانوين احملد) بثالثة أشهر من‬
‫متديد األجل‬ ‫أجل ثالثة‬ ‫اتريخ إبالغ قرار الرفض )ون حتقق الشراء‬
‫القانوين حبكم‬ ‫أشهر من اتريخ‬ ‫شراء الشركة لألسهم حمل‬
‫من القضاء بناء‬ ‫إبالغ املساهم‬
‫اإلحالة حلساهبا اخلاص بغرض‬ ‫انقضاء األجل القضائي )ون حتقق الشراء‬
‫على طلب‬ ‫احمليل بقرار‬
‫الشركة‬
‫ختفيض رأمساهلا بعد حصوهلا‬
‫الرفض‬
‫على موافقة املساهم احمليل‬
‫موافقة الشركة على مشروع الرهن احليازي لألسهم‬
‫وفقا لنص املا)ة ‪ 505‬من االمر‪75-57‬‬
‫املتضمن القانون التجاري اجلزائري‪.‬‬

‫‪210‬‬
‫‪ 0202‬نماذج تطبيقي ـة عن إج ـراءات شرط المـوافق ـة في شرك ـة المساهم ـة‬

‫منوذج تطبيقي عن إجراءات شرط املوافقة يف شركة املسامهة يف ظل القانون التجاري الفرنسي الساري املفعول‬
‫‪ ‬املشرع الفرنسي استبعد الشركات املقيدة يف البورصة من اخلضوع لشرط املوافقة‬

‫احملــال إليـه‬ ‫االتفاق على مشروع إحالة األسهم‬ ‫املساهم الراغب يف إحالة أسهمه‬

‫عرض مشروع اإلحالة على الشركة إببالغها طلب املوافقة‬

‫استالم الشركة لطلب املوافقة (االعتما)‬

‫األجل القانوين املمنوح هلا للر) هو ثالثة أشهر من اتريخ استالمها طلب املوافقة‬

‫رفض مشروع اإلحالة‬ ‫املوافقة على مشروع اإلحالة‬

‫األجل املمنوح هلا‬ ‫اخليارات املمنوحة للشركة‬ ‫موافقة ضمنية‬ ‫موافقة صرحية‬
‫لتنفيذ أحد اخليارات‬

‫تقدمي مشرت من املسامهني‬ ‫سكوت الشركة وعدم ر)ها على طلب املوافقة خالل‬
‫أجل ثالثة أشهر من اتريخ استالمها الطلب‬
‫األجل القضائي‬ ‫األجل القانوين‬
‫تقدمي مشرت من الغري‬
‫انقضاء األجل القانوين احملد) بثالثة أشهر من‬
‫متديد األجل‬ ‫أجل ثالثة‬ ‫اتريخ إبالغ قرار الرفض )ون حتقق الشراء‬
‫القانوين بقرار‬ ‫أشهر من اتريخ‬ ‫شراء الشركة لألسهم حمل‬
‫من القضاء بناء‬ ‫إبالغ املساهم‬
‫اإلحالة حلساهبا اخلاص بغرض‬ ‫انقضاء األجل القضائي )ون حتقق الشراء‬
‫على طلب‬ ‫احمليل بقرار‬
‫الشركة‬ ‫ختفيض رأمساهلا بعد حصوهلا‬
‫الرفض‬
‫على موافقة املساهم احمليل‬
‫موافقة الشركة على مشروع الرهن احليازي لألسهم‬
‫وفقا لنص املا)ة ‪ L 665-62‬من القانون‬
‫التجاري الفرنسي‪.‬‬

‫‪211‬‬
‫‪ 0202‬نماذج تطبيقي ـة عن إج ـراءات شرط المـوافق ـة في شرك ـة المساهم ـة‬

‫منوذج تطبيقي عن إجراءات شرط املوافقة يف شركة املسامهة يف ظل قانون الشركات املصري رقم‪ 973‬لسنة ‪9309‬م‬
‫‪ ‬املشرع املصري استبعد الشركات ذات االكتتاب العام والشركات املقيدة أسهمها يف البورصة من اخلضوع لشرط‬
‫املوافقة‪.‬‬

‫احملــال إليـه‬ ‫االتفاق على مشروع إحالة األسهم‬ ‫املساهم الراغب يف إحالة أسهمه‬

‫عرض مشروع اإلحالة على الشركة إببالغها طلب املوافقة ( توجيه الطلب يتم ابليريد املسجل‪،‬أو‬
‫بتسليمه مباشرة إىل مركز الشركة الرئيسي‪،‬مع اخذ اإليصال الالزم بتاريخ التسليم‬

‫استالم الشركة لطلب املوافقة (االعتما)‬

‫األجل القانوين املمنوح هلا للر) هو ستني يوما من اتريخ استالمها طلب املوافقة‬

‫رفض مشروع اإلحالة‬ ‫املوافقة على مشروع اإلحالة‬

‫األجل املمنوح هلا‬ ‫اخليارات املمنوحة للشركة‬ ‫موافقة ضمنية‬ ‫موافقة صرحية‬
‫لتنفيذ أحد اخليارات‬

‫تقدمي مشرت من املسامهني‬ ‫سكوت الشركة وعدم ر)ها على طلب املوافقة خالل‬
‫أجل ستني يوما من اتريخ استالمها الطلب‬
‫األجل القضائي‬ ‫األجل القانوين‬
‫تقدمي مشرت من الغري‬
‫انقضاء األجل القانوين احملد) بستني يوما من‬
‫مل ينص املشرع‬ ‫أجل ستني يوما‬ ‫اتريخ إبالغ قرار الرفض )ون حتقق الشراء‬
‫املصري على‬ ‫من اتريخ‬
‫شراء الشركة لألسهم حمل اإلحالة‬
‫األجل القضائي‬ ‫إبالغ املساهم‬
‫على غرار‬
‫حلساهبا اخلاص بغرض ختفيض‬
‫احمليل بقرار‬
‫نظرييه اجلزائري‬ ‫رأمساهلا أو لغري ذلك من األسباب‬
‫الرفض‬
‫والفرنسي‬ ‫املنصوص عليها يف القانون أو‬
‫الئحته التنفيذية‬

‫‪212‬‬
‫‪ 0000‬المالحق ‪ :‬الملحق رقم‪01‬‬

‫الملحق رقم ‪ : 01‬نموذج عن الق انون األساسي لشركة المساهمة ذات نمط‬
‫التسيير الحديث‪ ،‬المعمول به لدى الموثقين الجزائريين‬

‫والصادر عن الغرفة الوطنية للموثقين الجزائريين‬

‫*****************‬

‫الق انون األساسي لشركة ذات أسهم المسماة‪...............................‬‬


‫الـمـوقع أدنـاه‪.‬‬ ‫املـوثـق بـ ‪...........‬‬ ‫أمـام األسـتـاذ‪..................................‬‬
‫‪ ‬حضـ ــر ‪‬‬
‫السيد …………‪....................................‬‬
‫بتاريخ‪:‬‬ ‫‪ ‬املولود‪:‬‬
‫‪ ‬حسب شهادة ميالد رقم‪:‬‬
‫‪ ‬الساكن‪:‬‬
‫‪ ‬احلامل‪ :‬لبطاقة التعريف الوطنية رقم‪:‬‬
‫‪ ،‬بتاريخ‪:‬‬ ‫‪ ،‬والية‪:‬‬ ‫‪ ‬الصادرة عن دائرة‪:‬‬
‫السيد …………‪....................................‬‬
‫بتاريخ‪:‬‬ ‫‪ ‬املولود‪:‬‬
‫‪ ‬حسب شهادة ميالد رقم‪:‬‬
‫‪ ‬الساكن‪:‬‬
‫‪ ‬احلامل‪ :‬لبطاقة التعريف الوطنية رقم‪:‬‬
‫‪ ،‬بتاريخ‪:‬‬ ‫‪ ،‬والية‪:‬‬ ‫‪ ‬الصادرة عن دائرة‪:‬‬
‫السيد …………‪....................................‬‬
‫بتاريخ‪:‬‬ ‫‪ ‬املولود‪:‬‬
‫‪ ‬حسب شهادة ميالد رقم‪:‬‬
‫‪ ‬الساكن‪:‬‬
‫‪ ‬احلامل‪ :‬لبطاقة التعريف الوطنية رقم‪:‬‬
‫‪ ،‬بتاريخ‪:‬‬ ‫‪ ،‬والية‪:‬‬ ‫‪ ‬الصادرة عن دائرة‪:‬‬
‫احلاضرون مبجلس العقد والذين طلبوا من املوثق املوقع أسفله‪ ،‬حترير القانون األساسي لشركة ذات أسهم اآليت‬
‫مواصفاهتا‪.‬‬

‫‪213‬‬
‫‪ 0000‬المالحق ‪ :‬الملحق رقم‪01‬‬

‫البـاب األول‬
‫الشكـل‪ ،‬املوضـوع ‪ ،‬التسميـة ‪ ،‬املقـر‪ ،‬املـدة‬
‫املادة ‪ :1‬الشكــل ‪:‬‬
‫تقرر أتسيس ما بني األشخاص املذكورين أعاله واملوقعني أدانه واملالكني لألسهم اليت ستنشأ فيما بعد وكل مالك لألسهم اليت‬
‫ميكن أن تنشأ فيما بعد شركة أسهم ختضع حملتوايت األمر رقم ‪ 75- 57‬املؤرخ يف ‪ 62‬سبتمرب سنة ‪ 5557‬املتضمن‬
‫القانون التجاري‪ ،‬املعدل واملتمم ابملرسوم التشريعي رقـم ‪ 80-59‬املؤرخ يف ‪ 67‬أفريل ‪ ،5559‬وكذلك لألحكام القانونية‬
‫والتنظيمية املعمول هبا وكذلك ألحكام بنود هذا العقد‬
‫املادة ‪ :2‬املوضـوع‪:‬‬
‫يتمثل موضوع الشركة يف ما يلي‪:‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪............................................................................................................‬‬
‫وبصفة عامة كل العمليات اليت تتعلق مبنقوالت أو عقارات صناعية مالية أو جتارية أو غريها ترتبط بصفة مباشرة أو غري مباشرة‬
‫كليا أو جزئيا ابملوضوع االجتماعي‪ ،‬أو ما من شأنه تسهيل حتقيق هذا املوضوع وبصفة عامة كل عمل ملحق أو مقرتن‬
‫مبوضوع الشركة ‪.‬‬
‫املادة ‪ :3‬التسمـية‪:‬‬
‫أتخذ الشركة التسمية التالية‪ :‬شركة أسهم‪ ،‬و ابألجنبية‪................................................................‬‬
‫يف كل العقود والواثئق الصادرة عن الشركة واملوجهة للغري وجيب أن تظهر هذه التسمية االجتماعية مسبوقة أو متبوعة بعبارة "‬
‫شركة مسامهة " أو ابألحرف األوىل هلذه العبارة ‪ SPA‬مع بيان رأمساهلا االجتماعي إضافة إىل مكان ورقم تسجيلها ابملركز‬
‫الوطين للسجل التجاري‪.‬‬
‫املادة ‪ : 4‬املقر االجتماعي ‪:‬‬
‫حدد املقر االجتماعي للشركة ابلعنوان التايل‪........................................................................:‬‬
‫وميكن حتويله إىل أي مكان آخر داخل والية ‪ ....‬مبوجب قرار بسيط من جملس اإلدارة‪ ،‬أما إذا تقرر حتويله خارج الوالية‬
‫فيكون بقرار من اجلمعية العامة العادية‪.‬‬
‫كما ميكن إحداث وإنشاء وكاالت وملحقات ومكاتب وخمازن يف كل مكان ويف كل مدينة من الرتاب الوطين ويكون ذلك‬
‫بقرار من جملس اإلدارة الذي ميكنه حتويلهم أو غلقهم كما يشاء‪.‬‬
‫املادة ‪ : 5‬املـدة ‪:‬‬
‫حددت مدة الشركة بتسع وتسعني (‪ )55‬سن ة ابتداء من اتريخ قيدها يف ابلسجل التجاري‪ ،‬وميكن متديدها كما ميكن حلها‬
‫مسبقا طبقا ألحكام القانون التجاري والتنظيمات وقانوهنا األساسي‪.‬‬

‫‪214‬‬
‫‪ 0000‬المالحق ‪ :‬الملحق رقم‪01‬‬

‫البـاب الثـاين‬
‫رأس املال ‪ -‬األسهم‪.‬‬
‫املادة ‪ : 6‬رأس مال الشركة ‪:‬‬
‫حيدد رأمسال الشركة مببلغ قدره‪ ..............................................‬دينار جزائري ( ‪ ..................‬دج)‪.‬‬
‫وحدد عدد األسهم بـ‪ ).....( .............‬سهم مببلغ امسي قدره ألف (‪ )5888‬دينار جزائري للسهم الواحد‪ ،‬مرقمة من ‪:‬‬
‫‪ 85‬إىل ‪ 5888‬مكتتبة كاملة و حمررة و ملك لكل من‪:‬‬
‫السـيـد‪ )........( ......................................:‬سهم مرقم من ‪ 85‬إىل‪....................................‬‬
‫السـيـد‪ )........( ......................................:‬سهم مرقم من ‪ ...‬إىل‪.....................................‬‬
‫السـيـد‪ )........( ......................................:‬سهم مرقم من ‪ ...‬إىل‪.....................................‬‬
‫وأودعت األموال الناجتة عن اكتتاب رأس املال واليت جمموعها (‪ ).............................‬دينار جزائري ابخلزينة العامة‬
‫يف حساب الزبون اخلاص ابملوثق املوقع أدانه‪ ،‬مع قائمة مفصلة للمكتتبني وحتديد عدد أسهم كل واحد منهم وترفق نسخة‬
‫منها ابلقانون األساسي مبكتب التوثيق طبقا لنصوص القانون التجاري‪.‬‬
‫وميكن سحب هذا املبلغ املودع يف اآلجال ووفق الشروط احملددة ابلفقرة الثانية من املادة ‪ 255‬من القانون التجاري‪.‬‬
‫ويف هذا الصدد صرح املسامهني املوقعني أسفله أهنم يفوضون هلذا الغرض الرئيسي املدير العام للشركة هبذه الصفة وإن‬
‫االكتتاب قد مت وأن املدفوعات قد ثبتت‪.‬‬
‫املادة ‪ :7‬وسائل الشركـة‬
‫املستخدمني‪:‬ميكن للشركة أن تقوم ابختيار مستخدميها حسب أنظمتها اخلاصة وكذا حسب الشروط املهنية ويف كل احلاالت‬
‫جيب أن تتوفر يف املستخدمني كل املواصفات املطلوبة من الناحية املهنية وتقدميهم لكل الضماانت وااللتزامات ابلسرية‪.‬‬
‫املادة ‪ :8‬تـعديـل رأسـمال الشـركـة‬
‫ميكن رفع رأس الشركة إما إبصدار أسهم جديدة أو إبضافة القيمة االمسية لألسـهم املوجودة‪.‬‬
‫تصبـح األسهم اجلديـدة مسددة القـيمة إذا قدمـت نقدا أو بـاملـقاصة مع ديون معيـنة املقدار ومـستحقـة األداء مـن الشـركة وأما‬
‫االحتياط أو األرابح أو عالوات اإلصدار أو مبا يـقدم مـن حصص عـينـية وأما بتـحويل السندات ابمتيازات أو بدوهنا‪.‬‬
‫الزيـادة فـي رأمسال الشـركة إبضـافة القـيمة االمسية لألسهـم ال تـقرر إبمجاع املسامهني إال يف حالة ما إذا تـمت الزايدة عن طريـق‬
‫اإلدماج أو األرابح أو عالوات اإلصدار‪.‬‬
‫األسـهم اجلـديـدة تـقدر بـقيـمـتهـا أو بقيمـتهـا االمسية ابإلضـافة إىل عـالوة اإلصـدار‪.‬‬
‫يـعود اال ختصاص فـي قـرار رفـع رأسـمال الشـركـة للجمعـية العـامـة غـري العـاديـة وحـدهـا بـناء عـل تـقريـر مـجلـس املـديريـن‪ ،‬الـذي‬
‫يـجـب أن يتضـمن كـل العـوامـل التـي حددت مـبلغ الـرأسـمال الـمراد رفعه وكذلك عـن سـري العـملـيات املالـية مـنذ بـدايـة السـنة‬
‫املالـ ية السـارية املهلة هبا وفـي حـالـة ما إذا مل تنعقد بـعد اجلمعـية العامـة العـاديـة التـي ختـص السـنة املالية املـنصرمة وفـي حـالة‬
‫حتـقيق زيـادة رأس املـال عـن طريـق إدماج االحتياط أو األربـاح أو عـالوة اإلصدار أو تـحويـل سـندات االستحقاق فـإن اجلمعـية‬
‫العا مـة تـتداول حـسب النصاب املـطلوبة يف اجلمعـيات العامـة العـادية وجيوز للجمعية أن تـفوض جملس املراقبة بـالتـرخـيص جمللـس‬

‫‪215‬‬
‫‪ 0000‬المالحق ‪ :‬الملحق رقم‪01‬‬

‫املـديريـن ابلصـالحـيات الالزمة من أجـل إنـجاز زايدة رأس املـال مـرة واحـدة أو أكـثر وكـيفية تـحديـد ذلك ومعايـنة التـنفـيذ‬
‫والقـيام بـتعـديـل القـانون األسـاسـي فـيمـا خيـص رفـع رأس املـال‪.‬‬
‫يـجـب إنـجـاز الـزيـادات فـي رأس الـمال فـي أجـل سـنـة ابتـداء مـن تـاريـخ عـقد اجلـمعـية الـعامـة التـي قررت أو رخصت ذلـك‬
‫طـبقـا للقـوانـني والتـنظيمـات الساريـة املفـعـول‪.‬‬
‫وجيـب أن يكـون رأس املـال م ـسددا بكـامـله قـبل أي إصـدار ألسـهـم جديـدة واجـبـة الـتسديـد نـقدا وذلك تـحـت طـائلـة بـطالن‬
‫العـملـية‪.‬‬
‫يـتـم إخبار املساهـميـن عن إصـدار أسهـم جـديدة وطرق إصـدارها عن طـريـق اإلعـالن طـبـقا ملقـتضيـات القانـون مـع تبلـيغ كل‬
‫مـساهم بواسطة رسالة مضمـونـة الـوصول قـبل مخـسة عـشر يـومـا مـن افتتاح االكتتاب وجيـب أال يـقل األجـل املمنـوح للمسامهيـن‬
‫ملمـارسـة حق االكتتاب عـن ثالثـني يـوما ابتداء مـن تـاريـخ االكتتاب ويـقفـل أجـل االكتتاب قـبل األجل املـحدد له بـمجرد‬
‫القـيام بـممـارسـة جـمـيع حـقـوق االكتتاب القـابـلة للتـخـفـيض‪.‬‬
‫املسامهون لـهم احلـق فـي األفـضلية تـناسـبا مـع أسـهمهـم فـي االكتتاب فـي األسـهـم النـقديـة الصـادرة مـن أجـل رفـع رأسـمال‬
‫الشركـة طـول مـدة االكتتاب وكـل شـرط مـخالـف يـعتـبـر كـأن لـم يـكـن ويـكون هذا احلق قـابـال للتنـازل إذا كـانـت ألسـهـم قـابـلة‬
‫للتنـازل ويـحـق للمكتـتبـني كل فـيما يـخـصه التنـازل عـن حـق األفضلية فـي االكتتاب‪.‬‬
‫إذا لـم يـكتـتب بـعض املـساهـمني فـي األسـهم التـي كـان لـهم حـق االكتتاب فـيها عـل أساس غـري قـابـل للتـخفـيض فـإن األسـهـم‬
‫التـي تـصبـح مـتوفـرة عـل هـذا الشـكل متنـح املـساهـمني الـذيـن اكتتبوا فـيها عل أساس التـفاضـل بـنسـبة حـقوق االكتتاب‬
‫احلائـزيـن عليـها يف حـدود طـلبـاهتم فـي كـل األحـوال‪.‬‬
‫إذا لـم تـمـض االكتتاابت القـائمة علـ أسـاس التـفاضـل والصالحيات الـيت تـمت مبوجـب االكتتاابت القـائمـة عل أساس قـابـل‬
‫للتـخفـيض مـجمـوع زيـادة رأس املـال فـإن الرصـيد يـوزع مـن طـرف مـجلس املديرين إذا مل تقرر اجلـمعـية غـري العـاديـة خـالف‬
‫ذلـك ‪ ،‬وفـي غـياب ذلـك ال يـتحـقق رفـع رأس الـمال‪.‬‬
‫اجلـمعـية الـعامـة الـيت تـقرر أو تـرخـص الـزايدة فـي رأس الـمال يـ مكـنهـا أن تـلغـي حـق األفـضلـية فـي االكتتاب بـالنـسبـة جملموع‬
‫الـزايدة فـي رأس املـال ابلنـسبـة جلـزء أو لعـدة أجـزاء مـن هـذه الـزيـادة ويـجـب أن يـتقرر ذلـك بـناء عل تقريـر جملـس املـديريـن‬
‫ومـندوب احلـسابـات تـحـت طـائـلة البـطالن‪.‬‬
‫اجلـمعـية الـعامـة الـيت تـقرر أو تـرخـص الـزيـادة فـي رأس املـال بـالنـسبـة جلـزء أو لـعدة أجـزاء مـن هـذه الـزيـادة ويـجـب أن تـقرر‬
‫ذلـك بـناء عـل تـقرير مـجلـس املـديـريـن ومندوب احلساابت حتت طـائـلة الـبطـالن‪.‬‬
‫اجلـمعـية العامـة املـقررة لرفـع رأس املـال تستـطيع كـذلـك لصاحل شـخص أو أكثر إلـغـاء حـق التـفاضـل فـي االكتتاب للمـسـاهـمني‬
‫وال ميكن للمـستفيدين مـن األسـهم اجلديدة إذا كانـوا مسامهني املـشاركة فـي االنتخاابت وذلـك حتـت طائـلة بـطالن هذه‬
‫الـمداولـة ويـتم حـساب النـصاب واألغلبية املطلوبني بعد طرح األسـهم الـيت ميلكوهنا و ال تطبق هـذه اإلجـراءات فـيما يتعلق‬
‫بـالتـقديـمات العينـية أو اليت تـقتضي امتيازات خـاصـة والـحالـة هـذه‪.‬‬
‫سـعر إصـدار هـذه األسـهـم وشروط هـذا السـعر حتدد من طرف اجلمعية الـعامـة غـري العـاديـة بناء عـل تـقرير الـمديرين وتـقرير‬
‫اخلاص من مـندوبـي احلـساابت‪.‬‬

‫‪216‬‬
‫‪ 0000‬المالحق ‪ :‬الملحق رقم‪01‬‬

‫إصـدار األسـهم يـجـب أن يـتم فـي أجـل سـنـتني من انعقاد اجلمعية العامة املرخـصة بذلـك وفـي حـالـة عدم إنـجازه فـي تـاريـخ‬
‫اجلمعية العامة املرخصة بـذلك وفـي حـالة عدم إنـجازه فـي تـاريخ اجلـمعـية العـامة املـوالـية للقرار‪ ،‬فإن اجلـمعـية العامـة غـري العـاديـة‬
‫تـقرر بـناء عـل تـقرير مـجلـس املـديرين وتـقرير خـاص مـن طـرف مـندوبـي احلـسابـات عـل احلـفاظ عـل سعر اإلصـدار أو‬
‫تـعديـله أو شـروط تـحديده وفـي غـياب ذلـك يـكون قـرار اجلـمعـية األولـ الغ‪.‬‬
‫خيـضع اإلصدار الذي يتـم ابللجوء العـلين لالد خار دون حق التـفاضل فـي اكتتاب أسـهم جـديـدة متنح لصاحبها نـفس حـقوق‬
‫األسـهم القـديـمة للشـروط التـالـية‪:‬‬
‫يتـم اإلصدار يف أجل ثالث سنوات ابتداء مـن اتريـخ انعقاد اجلمعية اليت قـررت ذلك‪.‬‬
‫إذا كـانـت األسهـم مسجلة فـي السـعـر الرسـمي لبورصة الوراق الـرمسـية ي ـكون سـعر اإلصـدار عـل األقـل مبعـدل األسعـار التـي‬
‫تـحققها هذه األسهـم مـدة عـشريـن يومـا متتالـية ومـختارة بـني األربعـني يومـا السـابـقة لـيوم بدايـة اإلصدار بعد تصحيح هـذا‬
‫املعدل مـع مراعـاة اختالف تـاريخ االنتفاع‪.‬‬
‫إذا كانت األسـهم غـري مـسجـلة فـي ال سعر الرمسي لبورصة األوراق الرمسية فيكـون سـعر اإلصـدار عـل األقـل مساويـا إما حلصة‬
‫رؤوس األمـوال اخلاصة بـاألسـهم‬
‫مـن آخـر مـيزانـية مـوافـق عـليها فـي اتريـخ اإلصـدار وأمـا لـسعـر حيدده خبـري يعـينـه القضاء بـناء عـل طلـب جملـس املـديريـن‪.‬‬
‫فـي حـالـة ا اللتجاء إلـ االدخار العـلنـي دون حق التـفاضـل فـي اكتتاب األسهـم بـإصـدار أسـهم ال تتمتع بـنفـس حـقوق السـهم‬
‫القـديـمة فـإنه يـجـب أن تـخضع للـشروط التـالـية‪:‬‬
‫حـيث يـجب أن يـتم إصـدارهـا يف أجـل سنتـني من اتريخ انعقاد اجلمعـية التـي قـررت إصدارهـا أو شـروط حتديـد هـذا السعر‬
‫تـحدده اجلمعية العـامة الغـري العـاديـة‪.‬‬
‫بـناء عـل تـقرير لـمجلس املـديريـن وتـقريـر خـاص لـمندوبـي احلـسابـات وفـي حالـة عـدم إصدارهـا فـي اجلمعـية العامـة العاديـة‬
‫طـبـقا للقـرار‪ ،‬فـإنـه يـتم استدعاء اجلمعـية الـعامـة غـري العـاديـة للفصل بـناء عـل تقرير جملـس املـديرين وتـقرير خاص من طرف‬
‫جملـس املراقبة سواء ابملـحافـظة عل سعر اإلصـدار أو تـعديـله أو شـروط تـحديده وفـي غـياب ذلـك يـكون قـرار اجلمعية العامـة‬
‫الغ‪.‬‬
‫فـي حالـة مـا إذا كانـت األسـهم مـثقـلة بـحق االنتفاع فـإن حق األفضلية يف االكتتاب يـعود ملالك الرقـبة وفـي حالـة ما إذا كان‬
‫هذا األخري ابع حقه فإن األفـضلية فإن املبالـغ الناتـجة عن البي ــع أو األمالك املكتـسبة بواسطـة هذه املبالغ ختضـع حلق‬
‫االنتفاع‪.‬‬
‫يعتـرب مالك الرقبـة مهمال حلق األفضلية يف حالـة إذا مل يكتتب يف األسهم اجلديدة أو مل يقم ببـيع حـق األفضلية امانية أيـام من‬
‫انتهاء أجـل االكتتاب كمـا يعترب مهمال الستعمال حـقه فـي االستفادة إذا مل يـطـلب هـذه االستفادة أو لـم يبع حـقوقه فـي أجـل‬
‫ثـالثـة أشـهر من تـاريـخ عـملـيات االستفادة فـي كـلتـا احلالـتني يـستـطيع صاحب حق االنتفاع أن حيل حمل مالك الرقبة من أجل‬
‫استعمال حق االكتتاب أو حق االنتفاع أو من أجل بيع اإلسفاد وفـي احلالـة األخرية مـالـك الرقبة يستطـيع أن يصر عـل‬
‫إعادة استعمال املبالـغ الناتـجة عن البيع وأن األمالك املكتسبة تكون خاضعـة حلق االنتفاع‪.‬‬
‫األسهم اجلديـدة تكون ملكـا ملالـك الرقبة فـيما خيص ملكية الرقبة ولصاحب حـق االنتفاع فيما خيص حق االنتفاع يف كـل‬
‫الـحاالت فـي حالـة تـسديد األمـوال سـواء من طرف مـالك الرقـبة أو من طـرف صـاحب حـق االنتفاع مـن أجـل إنـجاز أو‬

‫‪217‬‬
‫‪ 0000‬المالحق ‪ :‬الملحق رقم‪01‬‬

‫استعمال حـق االكتتاب أو االستفادة فإن األسهم الـجديدة ال تـصـبح مـلك لـمالـك الرقبة أو لصاحب حق االنتفاع أو‬
‫االستفادة إال فـي حـدود قـيمـة حـق االكتتاب أو حـق االستفادة ‪،‬أمـا األسـهم اجلـديـدة اإلضـافـية فـإنـها تـصـبح مـلكـا بكاملها‬
‫لـمـن دفـع املـال‪.‬‬
‫أحـكام الفـقرتـني السـابـقتـني تـطب ـقان فـي حالـة عدم النص عل مـا خيـالف ذلك فـي االتفاق بـني الطرفـني وكـل اتفاق خمالـف ما‬
‫بـني مالك الرقبة وصاحـب حق االنتفاع ال حيـتج عل الشركة إال إذا مت إخطارهـا مبوجب رسالة مع أشـعـار بـالوصـول‪.‬‬
‫إن الشكليات السابـقة لالكتتاب حيددهـا القانون والتـنظيـم وعـل كل تـقوم الشـركة عـند بداية االكتتاب إبجراءات اإلشهار اليت‬
‫حتدد كيفيتها حسب التـنظـيم املعمـول بـه قـانـوان كما يثبت االكتتاب ببطاقة اكتتاب حتدد كيفياهتا حسب التنظيم املعمول به‬
‫قانوان‪.‬‬
‫تكون األسـهم املكتتب فـيها نـقدا واجبـة الوفـاء إجـباريـا عـند االكتتاب بـنسـبة الربـع (‪ )5/4‬عـل األقـل من قيمتها االمسية‬
‫وعـند االقتضاء بكامل عـالوة اإلصـدار‪.‬‬
‫وإذا لـم تتحـقق زيـادة رأس املـال فـي أجـل سـتة أشهر ابتداء من افتتاح االكتتاب تكون العملـية ابطـلة ويستطـيع مجيـع املكتتبـني‬
‫أن يطلـبوا مـن احملكمة تعيني مفوض يكـلف إبرجاع األمـوال للمـكتتبـني‪.‬‬
‫وجيـب أن يتـم وفـاء الفـائض مرة أو أكثـر فـي أجل مخـس سنـوات ابتداء من اليـوم الذي تصبـح فيـه زيـادة رأس املـال هنائيـا وجيوز‬
‫أن يتـم سحب األمـوال اخلاصـة مـن االكتتاب النقـدي‬
‫بواسطـة وكيـل الشـركة بعد إعداد شهـادة املودع‪ ،‬ويـتـم إثـبات االكتتاب والدفعـات بشهـادة املودع املعتمد املعدة وقـت إعـادة‬
‫األمـوال بنـاء علـ تقـديـم بطـاقـة االكتتاب ويتـم إثبـات وفـاء األسهـم ابملـقـاصـة مع ديـون نقـديــة ومسـتحقـة األداء علـ الشـركـة‬
‫بواسـطة تصـريـح موثـق صـادر عـن جملـس املديـريـن أو موكليهـم ويقـوم هـذا التصريـح الـمرفق مـقـام شـهـادة الـمودع‪.‬‬
‫فـي حـالـة مـا إذا كانـت األسهـم املـقدمـة عيـنيـة أو كان هـناك اشرتاط منافـع عامة فإنـه يعني واحـد أو أكثـر من املندوبـيـن‬
‫املكلفيـن بتقـديـر احلصص العـيـنـيـة بقـرار قضائـي بـنـاء علـ طلـب رئـيـس جملـس املديريـن وخيضع هؤالء املندوبـني للتـنافـي اآلتـي‪:‬‬
‫حبـيث ال جيوز أن يـكون أقـرابء أو أصـهار لـغايـة الـدرجـة الـرابعة للقـائمـني بـاإلدارة أو ملقـدمي احلـصص أو يـكونون قـد تـناولـوا‬
‫حتت أي شكل كان أو بـسـبـب أعـمال أخـرى غـري أعـمال املـ ندوبـني أجـرة أو مـرتبا مـن القـائـمني بـاإلدارة أو مـن الـشركـة أومـن‬
‫كـل مـؤسسـة أخـرى تـملـك عـشر رأمسال الشركة أو كـانـت الشـركة نـفسـها تـملك عـشر رأس املـال وزوج األشـخاص املشار‬
‫إليهم أعـاله وكـذلك األشـخاص الـذين مـنع عـليـهم ممـارسـة وظيـفة قـائـم ابإلدارة أو الذين سـقط حـقهم مـن ممارسـتها فـإذا‬
‫حـصل داع مـن دواعـي عدم املالئمة املبـينة أعاله أتناء الوكـالـة يـجب عـل املعين أن يـتوقـف فـورا عـن ممارسـة مهامه وأن يبلغ‬
‫جملـس الـمديريـن بـعد خـمسة عـشر يـوما عـل األقـل مـن تـاريـخ حـصول عـدم املـالئمـة‪.‬‬
‫ويـتم تـقدير احلـصص العـينـية و االمتيازات اخلاصة حتت مسؤولية هؤالء املندوبني ويوضـع تـقريرهـم تـحت تـصرف املساهـمني‬
‫قـبل امـانـية أايم عـل األقـل مـن انعقاد اجلـمعـية العامـة غـري العـادية ولـيس لـمقدم احلصـص العـينـية صـوت فـي املـداولـة فـيما‬
‫يـخص املصادقـة عـل تـقديرها ال بـنفـسه وال بـصفـته وكـيال وال تـؤخـذ أسـهمه فـي حـساب األغـلبية وال تـوفـر النـصاب فـإذا‬
‫أقـرت اجلمعية العـامـة تـقدير احلـصص العـينـية ومنح املنافـع اخلاصة فإهنا تـثبت تـحقيق زايدة رأس املال‪ ،‬وإذا قـررت اجلمعـية‬
‫تـخفـيض تـقدير احلصص العـينـية املقدمة ومكافـأة املـنافـع اخلاصـة فـإن املـصادقـة الـصرحية لـتعـديـالت احلصص واملستـفـيدين أو‬
‫وكالئهم املرخـص لـهم قـانـوان بـهذا الـشأن تـعد واجـبة فإذا مل يـتحقق ذلـك فـإن زيـادة رأس املـال تـبقـ غـري مـحققة‪.‬‬

‫‪218‬‬
‫‪ 0000‬المالحق ‪ :‬الملحق رقم‪01‬‬

‫تـكون أسـهم احلصص املقدمـة مسددة بكاملهـا مبجرد إصدارهـا وفـي حالة ختصص أسـهم جـديدة للمـسامهني بعد إلـحاق‬
‫االحتياطات أو عالوات إصدار إلـ رأس املـال فـإن احلـق املخول عل هـذا الشـكل يـكون قـابال للتـداول أو التحويـل‪.‬‬
‫اجلمعـية العامـة غـري العاديـة بناء عل تـقرير جملـس الـمديـريـن أو تـقريـر خاص من طـرف مندوبـي احلسابـات املتعلـق بقواعد‬
‫التحويل املقرتح ميكنهـا أن ترخص إبصدار سـندات قـابـلة للتحويـل إىل أسهم ويتضـمن هذا الرتخـيص ختلـ املسامهني عن‬
‫حـقهـم فـي األفـضلـية فـي االكتتاب‪.‬‬
‫إصـدار السـندات القـابـلة للتـحويـل إلـ أسـهم ال يـتم إنـجازهـا إال بـعد مـرور سـنتـني عـل تـسجـيل الشركة بـالسـجل التـجاري‬
‫واملـصادقـة املـنتظمـة عـل املـيزانـية مـن طـرف املـساهـمني بـاإلضـافـة إلـ ذلـك يـكون رأس املـال مـحررا بـكامـله‪.‬‬
‫إصـدار السـندات القـابـلة للـتحـويـل إلـ أسـهم تـكون خـاضـعـة للقـوانـني والتـنظيـمات السـاريـة املـفـعول‪.‬‬
‫‪ )6‬اجلـمعـية الـعامة غـري العـاديـة أو مـجلـس املـديريـن املـخـتص لـه فـي هـذا اخلـصوص مـن طـرف اجلـمعـية العامة غـري العـاديـة‬
‫يـمكـنها تـقرير تـخفـيض رأس الـمال االجتماعي مـهمـا كـان السـبب وبـأي كـيفـية وذلـك طـبقا لـمقـتضيـات القـانـون والتنظـيمـات‬
‫الساريـة املـفعـول‪.‬‬
‫وذلـك دون أن يـمس فـي أي حـالـة مـن األحـوال مـبدأ املـساواة مـا بـني الشـركـاء ويـبلـغ مـشروع تـخفـيض رأس املال إلـ مـندوب‬
‫احلـسابـات قـبل خـمسـة وأربعـني يـومـا مـن انعقاد اجلمعـية وفـي حـالة تـحقـيق اخنفاض رأس املـال مـن طـرف مـجلـس املـديريـن‬
‫بـناء عـل تـفويـض مـن اجلـمعـية يـحرر مـحضر لـذلـك يـقدم للنـشر ويـقوم بـإجـراء التـعديـل املـناسـب للـقانـون األسـاسـي‪.‬‬
‫وفـي حـالـة مـا إذا صـادقـت اجلمعـية العامة عـل مـشروع يتضـمن تـخفـيضا لـرأس املـال دون وجـود مـربر للخـسائـر فـإنه يـجوز‬
‫لـممثلي أصحاب األسـهم والدائنـني الذيـن يـكون دينـهم سابقا لتاريـخ إيـداع مـحضر املـداولـة بـاملركـز الوطنـي للسـجل التـجاري‬
‫أن يـعارضوا تـخفـيض رأس الـمال فـي أجـل ثالثـني يومـا وتـفصل احملكمـة سـواء إبلـغاء املعارضـة أو أتمـر إمـا بـدفـع الـديـون أو‬
‫إجـراء تـأمـينات شـخصـية أو عـينـية تـقدمـها الشـركـة إذا رأت املـحكـمة أنـها كـافـية‪.‬‬
‫وفـي حالـة قـبول احملكمة للمعارضـة يـتوقـف خـفض رأس املال فورا حـىت تـقدم الضماانت الكافـية أو تـسديد الديـون من طرف‬
‫الشركة ويف حالة إلغاء احملكمة املعارضة ميـكن البـدء فـي عملـيات تـخفـيض رأس الـمال‪.‬‬
‫وفـي حـالـة اخنفاض رأس املال ألي سـبب كـان إلـ أقـل مـن الـحد األدنـ القـانون جيب أن يتـبع إبعـادة رفـعه إىل احلد األدىن‬
‫عـل األقـل فـي أجـل سـنة أو حتويل الشركة إلـ شـكل آخـر ال يتضمن رأس املال أكثر من الرأس املال املنخفض ويف حالة‬
‫العكس لكل من يهمه األمـر أن يطلـب حـل الشركة بـعد إنـذار ممثـلي الشركـة بتسويـة الوضعية‪.‬‬
‫‪ )9‬ميـكن للجمعـية العامـة االستثنائية أن تـقرر االستهالك الكـلي أو اجلـزئـي لرأس املـال االجتماعي بـواسـطة األربـاح أو‬
‫اال حتياط ابستثناء االحتياط القـانـونـي حـسب الشـروط ووفـقا لـإلجـراءات املـنصوص عـليـها قـانـونـا والتـنظيـمات السـاريـة املـفعـول‬
‫فـإن هـذا االستهالك ال ميـكن إنـجازه إال عـن طـريـق اسرتجاع مـساو لـكل سـهم مـن نـفس الفـئـة وبـغـري أن يـؤدي إلـ اخنفاض‬
‫فـي رأ س الـمال االجتماعي وتـعتـرب األسـهم املـستـهلـكة تـماما أو جـزئـيا مـا يـعادل احلـق فـي الـربـح األولـي‪ ,‬وإذا اقتض األمـر فـي‬
‫تعويض القيمـة االمسية وحتتـفظ بـكل احلـقوق األخـرى‪.‬‬
‫ويف حالـة مـا إذا كـان رأس املـال مـقسما إما إىل أسهم رأمسال وأسـهم مستهلـكة جزئـيا أو كلـيا أو أسهم مستهلـكة بصفـة غري‬
‫متسـاوية جيوز للجمعية العامة للمساهـمني أن تـقرر حتويـل األسـهم املستهلكة متاما أو جزئـيا إلـ أسـهم رأسـمال وذلـك وفـقا‬
‫للـشروط املـطلوبة لـتعديـل القـانـون األسـاسي ويرتتـب عـل هـذه احلالـة النص عل توقـع اقتطاع إجـباري فـي حـدود املبلـغ‬

‫‪219‬‬
‫‪ 0000‬المالحق ‪ :‬الملحق رقم‪01‬‬

‫املستهلك من األسـهم اليت جيب حتويلها من حصة فوائـد الشركـة لسنـة مالية أو أكـثر اتبـعة هلذه األسهم بعد دفع الـربح األولـي‬
‫أو الفـائـدة املـنصوص عـليـها فـي القـانـون األسـاسـي‪.‬‬
‫املادة ‪ : 9‬شـروط تـحريـر األسـهم‬
‫األسـهم النقديـة املـنشأة عند تـأسيس هـذا العـقد يتم تـحريرهـا طـبقـا للمـادة الـسادسـة الـمذكـورة أعـاله‪.‬‬
‫فـي حـالـة رفع رأسـمال الشـركـة أثـناء حـياتـها فـإن اجلـمعـية العـامـة تـحدد شـروط تـحديـد األسـهم وان التـخلـيص عـند االكتتاب‬
‫ال جيب أن يـقل عـن ربـع قـيمـة األسـهم ومـجمـوع عـالوات اإلصـدار وأن دفـع بـاقـي الثـمن يـجب أن يـتم خـالل خـمس سـنوات‬
‫مـن تـاريـخ رفـع رأس الـمال نـهائـيا‪.‬‬
‫جملـس املديريـن يدعـو إلـ التخليصات الضرورية وإىل التـحريـر النـهائـي لـألسـهم مـع احرتام عـند االقتضاء الطـرق املـحددة مـن‬
‫طرف اجلمعـية العامة غري العاديـة للشركـاء ميكـن أن يـتم تـحرير األسـهم عن طريـق املقاصـة مع الديون النقديـة حالـة األجـل‬
‫تـجاه الشـركـة‪ ،‬يـتم إخـطار املـساهـمني قـبل خـمسـة عـشر يـومـا مـن تـاريـخ الـدفـع بـاألمـوال املـطلـوبـة وذلك بـموجـب رسـالـة مـع‬
‫اإلشـعار بـالوص ـول مـن مـجلـس الـمديريـن مـع اإلشـارة إلـ االكتتاب لألسـهم‪.‬‬
‫املالكون واملتنازلـون واملتتاليون واملكتـتبون ملزمون ابلتضامن تـجاه الشـركـة فـي دفـع املـبالـغ التـي تـحرر عـن أسـهمهم وعـل كـل‬
‫حـال فإن كـل مساهم أو مكتتب الـذي تـنازل عـن سـنده يصبـح غـري مـ لزم بـالدفـعات التـي لـم تـسدد بعد سنتني من إثـبات‬
‫التـنازل وميـكن للشـخص الـذي سـدد مـا للشركـة من ديون املطالـبة بـالكل ضـد أصحاب السهم املتتابـعني ويبقـ العـبء‬
‫النـهائـي للـديـن عـل عـاتـق األخـري مـنهم‪.‬‬
‫األسـهم النـقديـة الصـادرة بـناءا عل رفـع رأس املال االحتياطي أو األربـاح أو عـالوة اإلصـدار فـي جمموعها أو جزئـيا واألسـهم‬
‫املمنوحة مـقابـل تـقديـمات عـينـية يـجب حتريهـا هنـائـيا عـند إصـدارها‪.‬‬
‫‪ )//‬كل دفـع متأخـر ملـبالغ األسهم يرتتب عنه فـائدة بـقوة القانون لصاحل الشـركة بنسبة ‪ % 68‬سنويـا ابتداء مـن اتريـخ‬
‫استحقاقها دون طلب القضاء أو أعذار مـسبق ويـستـطيع املـكتتب تـحرير أسـهـمه قـبل اآلجال‪.‬‬
‫فـي حالـة عـدم تـحرير املساهم ألسهمه فـي اآلجال احملددة للمبالـغ املستـحقة من ثـمن األسـهم التـي اكتتبها فـإن الشـركة‬
‫تستـطيـع بـعد شهر من إعذاره بواسطة رسالـة مضمونة مـع إشـعار ابلوصـول بـدون جدوى وبـدون ترخيص مـسبق من طرف‬
‫القـضاء أن تبـيع األسـهم غـري املـسددة عـن طـريـق الـمزاد العلنـي بواسـطة مصـرفـي أو مـوثـق طـبـقا للمـقتـضيـات املـعمـول بـها‪.‬‬
‫االكتتاب املسجـل لصالـح املـساهم املتخـلف عن الدفع يـسقط بـقوة القـانون ويـسجـل مـحلـه املـشرتي ويـتم إصـدار شـهادات‬
‫تثبت تـحرير الدفـعات الباقية وحتـمل إشـارة نـسخـة مـطابقة لألصـل‪.‬‬
‫النـاتـج الصـافـي للبـيع يـرجـع للشـركـة حـيث تـخصم مـنه الفـوائـد وتـعوض الشـركـة عـن مـصاريف البـيع ويـصـبـح الـمـسـاهـم‬
‫الـمتـخـلف عــن الـدفـع س ـواء دائـنـا أو مـستـفـيدا مـن الفـارق ويـمـكن للشـركـة أن تـرفـع دعـوى شـخصـية أو دعـوى جـزائـيـة ضـد‬
‫الشـريـك وكـفالئـه سـواء قـبل أو بـعد أو مـوازات مـع البـيع‪.‬‬
‫ابنتهاء أجـل ثـالثـني يومـا من اإلعـذار املـبلـغ للمـساهـم املـنسـحب‪ ،‬فـإنـه يـرتتـب عـل األسـهم التـي لـم تـسدد مـستـحقاهتا تـوقـف‬
‫حق هـذه األسـهم فـي املـشاركة والتصويـت فـي اجلمعـيات الشركـاء وتنقص أصـواتـهم فـي حـساب تـوفـر النـصاب ويـوقف احلـق‬
‫فـي األربـاح وحـق التـفاضـل فـي االكتتاب فـي زيـادات رأس املـال املـرتـبطـة بـتلك األسـهم‪.‬‬

‫‪220‬‬
‫‪ 0000‬المالحق ‪ :‬الملحق رقم‪01‬‬

‫بـعد دفـع املـبالـغ املـستـحقـة أصـلـيا والفـوائـد فـإنـه يـحـق للمـساهـم أن يـطـلب اسرتجاع األربـاح غـري املـتقـادمـة وال يـمكـنه رفـع‬
‫دعـوى فـيما يـتعـلق بـحـق األفـضلـية فـي االكتتاب عـند رفـع رأس املـال بـعد انتهاء األجـل املـحدد الستعمال هـذا احلـق‪.‬‬
‫املادة ‪ : 11‬شـكل وإصـدار األسـهم‬
‫األسهم الصادرة من الشـركـة تـكون إلزامـيا امسية مسجـلة تـحت حـساب شـخصـي يـمسك مـن طـرف الشركة أو بـواسـطة‬
‫وسـيط مـؤهـل حـسب الشـروط التـنظيـمية وأن السـندات املـكتتبـة تـحول عـن طـريـق التـحويـل مـن حـساب لـحساب أخـر‪.‬‬
‫املـساهـم يـمكـنه أن يـتنـازل عـن أسـهمه أو يـحوهلا بـكل حرية وفـي أي وقـت وذلـك تـحت االحتفاظ بـاألحـكام القـانـونـية‬
‫احملددة واملـطبـقة خـصوصـا عـل أسـهم الضـمان بـالنـسبـة لألعـضاء مـجلـس املـراقـبة‪.‬‬
‫كـل عـملـية حتويـل مـن شأنـها أن تنقـص أسهمـا من حساب تنفـذ بناء عـل تعليمـات مـوقـعة مـن صـاحـبها أو ممثله القانوين‬
‫املؤهل لذلـك أو كـذلك عند االقتضاء بـناء عـل تـقديـم شـهادة تـحويـل‪.‬‬
‫جيـب عل ماسـكي احلساابت أن يتأكـدوا مـن هـويـة وأهليـة مصدر األمر وكذلـك شرعـية العملـيات فـي كـل عملـية تتعـلق‬
‫بـحساب األسـهم‪.‬‬
‫ال ميـكن للـشركة أبي حـال مـن األحوال تـقديـم أو مـنح قـروض أو املـوافـقة عل تقديـم ضـمان قـصد اكتتاب أسـهمها أو مـن‬
‫أجـل شـرائـها‪.‬‬
‫كما أنـه حيظر عـل الشـركة االكتتاب فـي أسهمهـا اخلاصـة أو شـرائـها أو رهـنها إما مباشـرة أو بواسـطة شـخص يـتصرف ابمسه‬
‫اخلاص حلسـاب الشركة وذلك تـحت طائـلة البطـالن‪ ،‬غـري أنـه إذا قـررت اجلمعـية العامة ختفيض رأس املال من دون تـربير‬
‫للخسائـر أن ترخـص جمللـس الـمديريـن بـشراء عـدد من األسـهم‪.‬‬
‫من أجـل إبطالـها يف حـالة مـا إذا قـام شـخص يتصرف ابمسه حلساب الشركـة ابكتتاب أسـهم أو حـيازهتـا فـإنـه يـتعـني عـل هذا‬
‫الشخـص حسب احلاالت تسديد قيمـة األسهم ابلتـضامـن مـع املؤسسـني أو مع أعضاء جملس املديريـن وبـاإلضـافة إىل ذلـك‬
‫يـعتـرب هـذا الشـخص كـأنـه اكتتب هـذه األسـهم لـحـسابه اخلـاص‪.‬‬
‫ولكـنه وخـالفـا للفـقرة السـابـقة فـإنـه إذا كا نـت أسهم الشركة مقبولة يف التـسعرية الرمسيـة لبورصـة األوراق املالـية‪ ,‬فإنـه ميـكن‬
‫للشـركة شرائها قـصد تـنظـيم أسـعار أسـهمهـا وذلـك بـعد تـرخـيص مـن طـرف اجلمعـية العامة يضمـن السماح للشـركـة القـيام‬
‫بعملـيات البورصة أبسهمها اخلاصـة وذلك مع حتديـد كيفـيات إجـراء العـملـية والسـيما السـعر األقص للشـراء والسـعر األدنـ‬
‫للبـيع وكذا الـعدد األقـص مـن األسـهم الواجـب حيازتـها واألجل الذي جيـب أن يـتم االكتتاب خـالل وال ميكـن بـأي حـال أن‬
‫يـجاوز أجـل الرخـصة مـدة سـنة واحدة ابتداء مـن اتريـخ الرخصة وجيب أن تصرح للسلـطة املكلـفة بـتنظـيم عملـيات البورصـة‬
‫ومراقـبتـها ابلصفقات التـي تـنوي القـيام بـها طـبقا للفـقرة األوىل مـن هذه الـمادة وذلك قـبل ثـمانـية أيـام من القـيام بـالصـفقة‬
‫وجيـب عليـها إعـالم لـجـنة البـورصـة بـعمـليـات االكتتاب الـيت قـامـت بـها‪.‬‬
‫وفـي حـالـة قـيام شـخـص يـتصرف ابمسه لـحسـاب الشـركـة ابكتتاب أسـهم الشـركـة أو حـيازتـها فـإن الشـركـة تـكون مـلزمـة بـتقـديـم‬
‫كـافـة التـوضـيحـات والتربيـرات إذا طلـبتـها مـنها السـلطـة املـكلـفة بـتنظـيم عـملـيات الـبورصـة ومـراقـبتـها‪.‬‬
‫وفـي حـالة عـدم استجابة الشركـة لـطلبـات السلطـة املكلفة بعملـيات البـورصـة ومراقـبتـها فـإنـه تـصبح كـل األوامـر التـي تصدرهـا‬
‫الشـركة بصفـة مـباشـرة أو غـري مـباشـرة غـري قـابـلة للتـنفـيذ‪.‬‬

‫‪221‬‬
‫‪ 0000‬المالحق ‪ :‬الملحق رقم‪01‬‬

‫كـل رهـن مـن طـرف الشـركة ألسهمهـا اخلاصـة سـواء مباشرة أو بواسطة شخـص يتصـرف ابمسه اخلـاص حلسـاب الشركـة يعتـرب‬
‫بـاطـال‪.‬‬
‫املادة ‪:11‬عـدم قـابـليـة األسـهم للتـجزئـة‬
‫األسـهم غـري القـابـلة للتـجزئـة تـجاه الشـركة و املالكيـن يف الشـيوع لألسـهم ملزمون بـتمثـيلـهم أمـام اجلمعـيات العامـة من طرف‬
‫واحد منهم الذي يعتـرب ابلنسـبة للشـركـة أنـه املالـك الوحـيد للسـهم أو مـن طـرف مـفوض مشتـرك وفـي حالـة اخلـالف فإنـه يـتم‬
‫تعييـن ممثـل مـن طرف القضاء بناء عـل طـلب مـن يهمـه التعجـيل‪.‬‬
‫صاحـب حق االنتفاع يـمثل مالـك الرقـبة جتاه الشركـة وعل كل فإن حق التـصويـت فيمـا خيص اجلمعـية العامـة العاديـة يرجـع‬
‫ملالـك حـق االنتفاع وفـي اجلمعية العامـة غـري العاديـة واخلاصـة يـرجع إىل مالـك الرقـبة ويف حالة رفـع الرأمسال االجتماعي إبصدار‬
‫أسهم جديـدة فـإن استعمال حـق األفـضلية واالستفادة من األسهم اجملانـية يـحدد طـبـقا للمـقتضيـات املنصوص عليـها فـي املادة‬
‫الث امـنة أعـاله ومـن جـهة أخرى فإن الشريك املدين يـبقـ ممثـال ألسهـمه اليت قدمـها كـضمـان‪.‬‬
‫حق اإلطالع عل الواثئـق وحسابـات الشركـة املنصوص عليه قانـوان من حق كل شـريـك فـي الشـيوع ومالـك للرقـبة ولصاحب‬
‫حق االنتفاع‪.‬‬
‫املادة ‪ :12‬احلـقوق وااللتزامات املـتصـلة بـاألسـهم‬
‫كل سهم يعطـي احلـق يف ملكـية أصول الشركـة ويف اقتسام األرابح وفـي نسـبة فـي جـزء من رأمسال الشركة فـي حالـة وجوده‬
‫وذلك حسب القيمة االمسية لألسهم وحـقوق األسـهم فـي حـاالت تنوعـها‪ ،‬املسامهون ليسـوا مـسؤولني عن ديـون الشـركة إال‬
‫فـي حـدود املـبالـغ االمسية ألسـهـمهـم وال يـمـكن مـسائـلتـهم عـن الـديـون‪.‬‬
‫احلـقوق وااللتزامات لألسـهم تـتبـع السهم فـي حالـة انتقاله‪ ،‬مـلكـية السـهم تعطـي احلـق بـقوة القـانون فـي االخنراط فـي القانون‬
‫األساسـي للشركـة ويف القرارات التـي تـتخذهـا اجلمعـية العامـة‪.‬‬
‫كـل مـساهم لـه احلـق السـيمـا فـي استعمال احلقوق التالـية حتـت شـروط ووفـقا لبعـض القواعـد القانونـية والتنظيمـية وهي حـق‬
‫األفضلية فـي االكتتاب فـي الـزيـادة فـي رأمسـال الشركـة أو فـي إصدار السـندات القـابـلة للتـحويـل األسـهم‪ ،‬احلـق فـي اإلعـالن‬
‫املـستـمـر والسـابـق عـن انعقاد اجلـمعـية العـامـة للمـسامهـني حـق استعمال دعـوى الشـركـة أو الدعـوى اخلـاصة فـي حالـة حـصول‬
‫ضـرر مـباشـر‪ ،‬احلـق فـي تـسجـيل اقرتاحات للمـداولـة فـي جـدول أعـمال اجلـمعـية العـامـة للمـساهـمني حـق طـلـب انعقاد‬
‫اجلمعيات العامة حـق طـلـب رد مـندوبـي احلـسابـات‪.‬‬
‫ويـمـكن للشـريـك أو عـدة شـركـاء يـملكـون عـشر رأسـمال الشـركـة أن يـطلـبوا مـرتـني فـي كـل سـنة مـالـية أن يـقدمـوا أسـئـلـة كـتابـية‬
‫لرئـيس مـجلـس اإلدارة عـن كـل مـا يـتعـلق ابستغالل الشـركـة ويـكون اجلـواب فـي أجـل شـهر مـع تـبلـيغـه ملـندوبـي احلـسابـات‪.‬‬
‫الـورثـة وأصحاب احلـقوق ودائـين أو مـمـثلـي املـساهـم‪ ،‬فـي حـالـة وجـود قـصر أو غـري مـؤهـلـني ال يـمكـنهـم فـي أي حـال مـن‬
‫األحـوال أن يـتعـرضـوا أو يـضعـوا أخـتامـا عـل أمـوال وأوراق وسـندات القـيم املـالـية للشـركة‪ ،‬وال طلـب القسـمة أو املزايـدة وال‬
‫التدخـل أبي حـال فـي أعـمال اإلدارة ومـن أجل ضمان حقوقهـم جيـب عليـهم اإلطالع عـل جـرد الشركة والتدخـل أثـنـاء‬
‫اجلـمعـية العامـة‪.‬‬
‫فـي كـل حالة عـندما يتـوجـب امتالك عـدد مـن األسـهم مـن أجـل ممارسة حـق معيـن‪ ،‬فـي حالـة التـبادل أو التجمعـات أو‬
‫االستفادة من األسهم أو نـتيـجـة لرفـع أو خـفض رأمسال فـي حالة االندماج أو العمليات االجتماعية األخرى فإن مالكي‬

‫‪222‬‬
‫‪ 0000‬المالحق ‪ :‬الملحق رقم‪01‬‬

‫األسـهم امل ـنفـردة‪ ،‬أو عدد من األسـهم أقـل من النـصاب املـطلوب‪ ،‬ال ميكن ممـارسـة هـذا احلـق إال بـشرط أن جيتمعـوا مـن أجـل‬
‫مصلحـتهم اخلاصة أو القـيام بـبيع وشراء عدد مـن األسهم‪.‬‬
‫املادة ‪ :13‬الـســندات‬
‫بـعد سـنـتني مـن إنـشاء الشركـة وبـعد القـيام بـاملـصادقـة مـن طـرف اجلـمعـية العامـة لسنتيـن مـاليتني‪ ،‬تـستـطيع الشركة بـشرط أن‬
‫يـكون رأسـمالـها مـحرر نـهائـيا‪ ،‬أن تـشرع فـي إصـدار سـندات قـابـلة للتحويـل‪.‬‬
‫اجلمعـية العامة العاديـة هلـا الصـالحـية فـي تـقريـر إصدار السـندات العادية ويـبقـ مـن اختصاص اجلمعـية العامـة غـري العادية‬
‫وحدهـا يف إصدار سندات قـابـلة للتـحويل إلـ أسـهم وسـندات قـابـلة للمـبادلـة مـع أسـهم‪.‬‬
‫ويف كلتا احلالتني فإن إصدار السندات جيب أن خيضع للقوانـني والتنظيمـات السارية املفعول‪.‬‬
‫البــاب الثالــث‬
‫إدارة الـشركـة‬
‫مـجلـس املديريـن ومـجلـس املـراقـبة‬
‫الـمادة ‪ :14‬مـجلـس املـديريـن‬
‫الشركـة تـسري بواسطة جملـس مديرين ميارس مهامـه حتت مـراقـبة جملـس املـراقـبة‪.‬‬
‫الـمادة ‪ :15‬تـعيـيـنـهم ومـدة مـهامـهم‬
‫يتشـكل جملـس املديرين مـن ثـالثـة إلـ مخسة أعضاء عل األكثر ويـمارس وظـائـفه تـحت مـراقـبة جمـلس املـراقـبة والـذي يسـند‬
‫الرئـاسـة ألحـدهـم‪.‬‬
‫األشخاص املـعيـنون فـي جملـس املديـرين جيب أن يكـونوا أشخاصا طبيعيني وميـكن أن يـخـتاروا مـن غـري املـساهـمني‪.‬‬
‫ميكن إنـهاء مهام أعضاء جملس املديرين مـن طرف اجلمعية العامة بناء عـل اقرتاح من طرف جملـس املراقـبة وفـي حالـة العزل‬
‫بغـري سبب‪ ،‬ميكن أن يكون حمل طلب تـعويض‪.‬‬
‫وفـي حالـة ارتباط املعـين ابألمـر بعقد عـمل فإن جتريـده من عضويتـه من جملس املديرين ال يرتتـب عـنه فـسخ عـقد العـمل‪ ،‬وفـي‬
‫هـذه احلالـة يـعاد إدمـاجه يف منصب عـمله األصـلـي أو فـي مـنصب عـمل مـماثـل‪.‬‬
‫يعـني جملـس املديرين لـمدة تـرتاوح بـني عامـني وسـت سنوات‪ ،‬وفـي حـالة شـغور منصب جملـس املديريـن جيـب عـل جملـس‬
‫املراقـبة استدراك الوضـع يف أجل شهرين ‪،‬العـضو املستخـلف يعني للـمدة الباقـية لتجديد جملس املديرين ويف حالة عدم‬
‫االستخالف ميكن ملـن يهمه األمـر أن يطـلـب مـن القضاء مـن أجل التعيني بـصفـة مؤقـتة‪.‬‬
‫حـدود الـسن مـن أجـل ممـارسـة مـهام العـضوية فـي مـجلـس املـديـريـن هـي أقصاهـا مخس وستون سنة ويعترب ابطالً كل تعيني يتم‬
‫خالفاً هلذا النص ومبجرد أن يبلغ أحد األعضاء هذا الـسن يعتـرب مستـقيـال بـقوة القـانـون وال يـسري أثـر هـذه االستقالة إال‬
‫ابتداء من تـاريخ اجتماع جملس املراقـبة املقـبل الذي يتم خالله استخالفه عـند االقتضاء‪.‬‬
‫عـقد التـعـيني يـحدد مـبلـغ أجـر أعـضاء مـجلـس املـديـرين وكـيفـية دفـعه‪.‬‬
‫ال يـمـكن ألي عـضو فـي مـجلـس املـديـريـن أن يـمارسـوا مـهام مـماثـلة أو مـهمـه مـدير عـام أو رئـيس مـجلـس إدارة فـي شـركـة‬
‫أخـرى تـوجـد بـاجلـزائـر إال بـرتخـيص مـن طـرف مـجلـس املـراقـبة‪.‬‬

‫‪223‬‬
‫‪ 0000‬المالحق ‪ :‬الملحق رقم‪01‬‬

‫كـل تـعـيني يـتم خـالفـا للفـقرتـني السـابـقتـني يـعتـرب بـاطال ويـجـب عـل املـعنـي أن يـرجـع األجـور الـيت تـلقـاهـا وأن هـذا البـطالن ال‬
‫يـمـس الـمداوالت التـي شـارك فـيهـا العـضو املـعـني بـطـريقة غري شرعية ‪.‬‬
‫من اجـل شرعية الـمداوالت يـجب أن يـحضر أغـلبـية أعـضاء مـجلـس الـمديـريـن والقـرارات تـتخـذ بـأغـلبـية األصـوات ويـتمـتع كـل‬
‫عضو بـصوت واحد‪.‬‬
‫عند كـل اجتماع جملـس املديـرين يعـني كاتبا الذي يـمـكن أن يـكون مـن خـارجه‪.‬‬
‫م داولـة جملـس املديريـن يتـم إثـبـاتـها فـي مـحضـر يـحرر فـي سـجـل خـاص أو فـي هـذا السـجـل تـوقـع هـذه املـحاضـر مـن طـرف‬
‫الـرئـيس والكـاتب‪.‬‬
‫مـن أجـل تـقديـم مـحاضـر مـجلـس اإلدارة لإلثـبات فـإن نـسخ أو مستخرجات حماضـر مـجلس اإلدارة جيـب أن يـصادق عـليـها‬
‫الرئيس أو حمضريـن مـن مـجلـس املديريـن وبعد حل الـشركة فـإن املصادقة تتم من طرف أحد املصفني أو املصفـي الوحيد‪.‬‬
‫املادة ‪ :16‬سـلطـات مـجلـس املـديـريـن‬
‫يتمتـع جملـس املديريـن كافـة السلطـات الواسعـة من أجـل التصرف يف مجيع الظـروف ابسم الشركـة وميـارس سلطـاته فـي حـدود‬
‫موضوع الشركة مع مراعاة السلطات الـيت خيـوهلا القانـون صراحة جمللـس املراقبة ومجعية املساهـمني‪ ،‬وتـكون الشـركة مـلزمة فـي‬
‫عالقـتـها مـع الغـري‪ ،‬حـىت أبعمال جملـس املديـرين غري التابعة ملـوضـوع الشركة ما مل يثبت أن الغري كان يعلم أبن العمل يتجاوز‬
‫هذا املوضوع أو ال يـمـكن تـجاهـله نـظرا للظـروف مـع استبعاد كـون نـشر الـقانـون األسـاسـي يكفـي وحـده لتأسـيس هـذه البينـة‪،‬‬
‫كما ال ميكن أن حيـتج عـل الغـري أبحكام القـانون األساسي اليت تـحدد سـلطات جملس املديرين وعل كل حال فان‬
‫الكفاالت وقـبول األوراق التجارية والضماانت االحتياطية والتأمينات العينـية املقدمة من طرف جملس املديـرين جيب أن خيضع‬
‫للموافقة املسـبقـة جمللـس املراقبة‪.‬‬
‫جملـس املديـريـن مـلزم بـتقديـم تـقريـر كل ثالثـة أشهر ملـجلس املراقبة‪ ،‬بـاإلضـافـة إلـ ذلـك جيـب تقديـم تـقريـر خـاص فـي أجـل‬
‫ثالثـة أشـهر من قـفل كـل سـنـة إلـ جملـس املراقـبة يتضـمن حساب االستغالل الـعام حـساب اخلسائر واألرابح واملـيزانـية وذلـك‬
‫مـن أجـل التـحري واملـراقـبة‪.‬‬
‫رئـيس جملـس املديـريـن يـمـثل الشـركـة فـي جـميـع عـالقـاهتـا مـع الغـري ويـمكن جملـلس املراقـبة أن يـفوض نـفس سـلطـات التـمثـيل‬
‫لـواحـد أو أكـثر مـن أعـضاء مـجلـس املديـريـن بـحيـث يـتولـ كـل واحـد مـنهـم مـنصـب مـديـر عـام‪ ،‬األحـكام املـحدد لـسلـطات‬
‫مـمثـلي الشـركـة ال يـحـتج بـها ضـد الغـري‪.‬‬
‫العـقود املـلزمة للشـركـة تـجاه الغـري تـ كون صـحـيـحة إذا وقـعـت مـن طـرف أحـد أعـضاء جملـس املديريـن مرخـص لـه بـتمثـيل الشركة‬
‫وفقا لألحكام املذكورة أعـاله‪ ،‬كـما أنـه ال متـنح مهمـة رئـيس جملـس املديـرين لصاحبـها سلطة إدارة أوسـع مـن تلك التـي منحـت‬
‫لألعضاء اآلخرين يف جملـس املديـريـن‪.‬‬
‫مـجلـس املـراقـبة‬
‫املادة ‪ :17‬تـشـكـيلـه وتـعيـينه ومـدة مـهامـه‬
‫جملـس املراقـبة يتـشكـل مـن سـبعة أعضاء عـل األقـل وأثىن عشر عـضوا عـل األكـثر وميكـن أن يتجـاوز عـدد األعـضاء املـقدر‬
‫إبثـىن عـشر عضو حىت يعادل العـدد اإلمجـايل لألعضاء جملـس املراقـبة‬
‫املمارسـني ألكـثر مـن سـتة أشهر يف الشركات املدمـجة وذلك دون أن جياوز العـدد أربـعة وعـشريـن عـضوا‪.‬‬

‫‪224‬‬
‫‪ 0000‬المالحق ‪ :‬الملحق رقم‪01‬‬

‫ال ميـكن ألي عـضو فـي جملس املراقـبة أن يـكون عضوا فـي جملس املديرين ويف حـالة تعيـني عـضو مـن جملـس املراقبة يف جملس‬
‫املديرين فإنـه مبـجرد الشروع فـي مهمته يفقد عضويـته فـي جملـس املراقـبة‪.‬‬
‫جيـب عل أعضاء مـجلـس املـراقـبة أن يـحـوزوا أسـهم الضـمـانـات اخلاصة بـتسـيريهـم واملـمثـلة لـعدد مـن األسـهم تـمثـل عـل األقل‬
‫‪ %68‬مـن رأسـمال الشـركـة وتـحدد اجلـمعـية العـامـة التـي تـعيـنـهم عـدد األسـهم التـي يـحوزهـا كـل واحـد مـنـهم‪.‬‬
‫ختصـص هـذه األسهم بكاملهـا لضمـان جـميع أعـمال التـسـيري‪ ،‬إذا مل يكن أحد أعضاء جملس املراقـبة يف اليوم الـذي يـقع فـيه‬
‫تـعييـنه مالكا للعدد املطلوب مـن األسهم أو إذا توقـفت ملكيته هلا فإنـه يعترب مستـقيال تلقـائيا إذا مل يصحح وضعـيتـه فـي أجل‬
‫ثالثة أشهر‪.‬‬
‫جيوز لـعضو جملـس املراقـبة السابـق أو ذوي حـقوقه اسرتجاع حرية التصرف يف أسـهم الضمان‪ ،‬بـمجرد مصادقـة اجلمعـية العامـة‬
‫العاديـة عل حسابـات السـنة املـالـية األخـرية واملـتعـلقـة بـإدارتـه ويـسهـر مـندوبـوا احلـسابـات تـحت مـسؤولـياتـهم عـل تـطبـيق‬
‫مـقتـضيـات هـذه األحـكام ويـشريون فـي تـقريرهـم للجـمعـية العـامـة لـكـل خـرق لـهذه األحـكام‪.‬‬
‫يـجوز تعـيـني شخـص معنوي فـي جملـس املراقـبة وعليـه أن يـعـني ممـثال دائـما عـند تـعيـينه‪ ،‬يـخـضع لـنفـس الشـروط وااللتزامات‬
‫ويـتحـمل نـفس املـسؤولـيات اجلـزائـية واملدنـية كـما لـو كـان عـضوا ابمسه اخلـاص دون املـساس بـاملـسؤولـية التـضامـنية للشـخص‬
‫املـعنـوي الـذي يـمثـله وإذا عـزل الشـخص املـعنـوي ممـثلـه وجب عـليـه استخالفه فـي الـوقت نـفـسه‪.‬‬
‫فـرتة املمثـل القـانـونـي للشـخـص املـعنـوي هـي نـفس مـدة الشـخص املـعنـوي العـضو فـي مـجلس املـراقـبة ويـجـب ال عـل‬
‫الشـخص املـعنوي فـي حـالـة عـزلـه تـبلـيغ ذلـك إلـ الـشركـة بـواسـطة رسـالـة مـضمـونـة الـوصـل وكـذلـك هـويـة ممـثله اجلديـد كذلك‬
‫فـي حالـة الوفـاة أو استقالة املمثـل الـدائم‪.‬‬
‫‪ )//‬تـنتـخـب اجلـمعـية التـأ سـيسية أو اجلـمعـية العامة العاديـة أعـضاء مـجلـس املـراقـبة ويـمكن إعـادة انتخاهبم مـا مل يـنص القـانـون‬
‫األسـاسـي عل خالف ذلـك‪.‬‬
‫ويف حالـة الدمج أو االنفصال‪ ،‬فـإن التعييـن يتم من طرف اجلمعية العامة غري العاديـة‪.‬‬
‫ال يـمـكن للشـخص الطبـيعـي أن يـنـتمـي فـي نـفس الـوقـت إلـ خـمسـة مـجالـس مـراقـبة لـشركـات مـساهـمة التـي يـكون مـقرهـا‬
‫بـاجلـزائـر وال يـنطـبق هـذا احلـكم عـل املـمثـلني الـدائـمـني لألشـخاص املـعنـويـني‪.‬‬
‫حـدود السـن مـن أجـل تـولـي مـهام العـضويـة فـي مـجلـس املـراقـبة مـحددة بـسبـعـني سـنة وكـل تـعيني مـخالـف لـهذا احلكـم يـعـتبـر‬
‫بـاطال‪ ،‬وبـمجـرد بـلوغ عـضو فـي مـجلـس املـراقـبة هـذا السـن يـعتـرب مـستـقيال قـانونـيا ولـكن يـبقـ مـحتفـظا بـمـنصـبه حـىت تـاريـخ‬
‫انعقاد اجلـمعـية العـامـة العاديـة للمـصادقـة عـل السـنة املـالـية املـنصرمـة التـي يتم خـاللـها استخالفه‪.‬‬
‫مدة العضويـة هـي سـتة سـنوات غـري أن أعضاء جملس املراقبة األوائـل املـعنوييـن ضـمن القـانون األساسـي بناء عل املـادة اآليت‬
‫تـعيـينها سيعيـنون ملدة ثـالث سـنوات‪.‬‬
‫أول جملـس املراقـبة للشـركة يـبق فـي مهامه حىت تـاريخ انعقاد اجلمعية العامة للمصادقة عـل السـنة املـالـية الثـالـثة‪ ،‬والـيت تـحدد‬
‫مـجلـس املـراقـبة نـهائـيا‪.‬‬
‫ابتداء مـن هـذا التـاريـخ فإن مـجلـس املـراقـبة يـتجدد دوريـا وابنتظام فـي حـدود يـسمـح بـها عـدد أعـضائـه بـطريـقة تـجعـل‬
‫التـجديـد ممكـنا نـهائـيا فـي كـل فـرتة سـتة سـنوات‪.‬‬

‫‪225‬‬
‫‪ 0000‬المالحق ‪ :‬الملحق رقم‪01‬‬

‫تـمتـد فـرتة كـل عـضو بـعد االنتهاء إلـ غـايـة انعقاد اجلـمعـية العـامـة للمـصادقـة عـل السنة املالـية‪ ،‬بـشرط انعقاد هـذه اجلـمعـية‬
‫خـالل السـنة املـالـية التـي تـلي انتهاء هـذه املـدة‪.‬‬
‫أعـضاء جملـس املراقـبة قابـلني إلعـادة انتخاهبم عـل الدوا م ويـمكن إهناء مهامـهم فـي كل وقـت بـقرار من اجلمعـية العامـة العاديـة‬
‫للمساهـمني‪.‬‬
‫يف حالـة شغور منصـب عـضو واحـد أو أكـثر عـل إثـر الوفاة أو االستقالة فـإنـه يـجوز جمللـس املراقـبة بـني جلستـني عامتـني أن‬
‫يـبقـ فـي التـعيـينات املؤقتة‪.‬‬
‫وإذا أ صـبح عـدد أعضـاء مـجلـس املـراقـبة أقـل مـن الـحد األدىن القانوين‪ ،‬وجـب عـل جملـس املديرين أن يستدعي فورا اجلمعية‬
‫العامة لالنعقاد إلمتام عدد أعضاء جملس املراقبة‪.‬‬
‫وإذا أصبح عدد أعضاء جملس املراقبة أقل من احلد األدىن املنصوص عليه يف القانون األساسي دون أن يقل عن احلد األدىن‬
‫القانوين وجب عل جملس املراقبة أن يسع إىل التـعيـينات املـؤقـتة إلتـمام العـدد فـي أجـل ثـالثـة أشـهر ابتداء مـن التـاريخ الـذي‬
‫وقـع فـيه الشـغور‪.‬‬
‫فـي حالـة التعيـينات املـؤقتة فـإنـه يتعيـن عـل جملس املراقبة عرضها عل اجلـمعـية العـامـة العـاديـة املـقبـلة للمـصادقـة عـليـها وعـند‬
‫عـدم املـصادقـة تعتـرب صـحـيحة كـل املـداوالت والتـصرفـات التـي دفـعت سـابـقا مـن قـبل اجمللـس‪.‬‬
‫وإذا أهـمل مـجلـس املـراقـبة القـيام بـالتـعييـنـات املـطلوبة أو إذا لـم تـستـدع اجلـمعـية جـاز لـكل مـعنـ أن يـطـلب مـن القـضاء تـعيـني‬
‫وكـيل يـكـلف ابستدعاء اجلمعـية العامـة إلجـراء التـعيينات واملصادقـة عـل التـعييـنات املؤقـتة‪.‬‬
‫املادة ‪ :18‬مـكتـب مـجلـس املـراقـبة‬
‫يـعـني مـجلـس املـراقـبة مـن بـني أعـضائه الطـبيعـيني رئـيسا ونـائـبا للرئــيس الـذيـن يـكلـفان بـاسـتدعـاء مـجلـس املـراقـبة وتـسيـري‬
‫املـناقـشات‪.‬‬
‫يـمارس الـرئـيس ونـائـب الـرئـيس مـهامهم فـي حدود فـرتة عـضويـتهم املـجلـس ويـعـني كـذلـك كـاتـبا عـامـا الـذي يـمـكن أن يـكون‬
‫خـارجـا عـن أعضاء املـجلـس ويـحدد فـرتة مـهامه‪.‬‬
‫املادة ‪ :19‬مـداوالت مـجـلـس املـراقـبة واملـحاضـر‬
‫جيتمع مـجـلـس املراقبـة كـلـما دعـت مـصلـحة الشـركـة ذلـك بناء عـل استدعاء مـن رئـيسه أو نـائـب رئـيسه‪ ،‬سـواء فـي مـقـر‬
‫الشركة أو فـي مـقر أخـر مـعني فـي االستدعاء وفـي كل األحوال يـمـكن ألي عـضو فـي مـجلـس املديريـن أو ثـلث أعـضاء‬
‫مـجلـس املـراقـبة أن يـقدمـوا طـلـب مسبب للرئـيس مـن أجـل انعقاد مـجلـس املراقـبة وفـي هذه احلـالة يـجب عـل الـرئـيس‬
‫استدعاء مـجلـس املـراقـبة فـي أجـل ال يـتجـاوز خـمسة عـشرة يـوما مـن اتريـخ تـوصـله بـالطـلب‪.‬‬
‫ويف حالـة عدم االستدعاء‪ ،‬ميكـن للطالبني أن يقدمـوا أبنفسهم ابستدعاء جمـلس املراقبة مـع تـحديـد جـدول أعـمال اجلـلسـة‪.‬‬
‫يـجـب مـسك سجل احلـضور الـذي يـوقـع مـن طـرف املـشاركـني فـي جـلسة املـجلـس وال تـصح مـداولـة مـجلـس املـراقـبة إال‬
‫بـحضـور نـصف عدد أعـضائـه عـل األقـل‪.‬‬
‫وتتـخذ قـرارات مـجلـس املـراقـبة بـأغـلبـية أعـضاء احلـاضرين واملـمثـلـني‪ ،‬ويـرجـح صـوت الـرئـيس عـند تـعادل األصـوات وكـل عـضو‬
‫يـمثل صـوتـا واحـدا ويـمـكن ألحـد األعـضاء أن يـفـوض عـضوا آخـر لـتمـثـيله ولـو بـواسـطة رسـالة أو تـلغـراف‪ ،‬وفـي حـالـة التـمثـيل‬
‫يـحـسب صـوت العـضو املـمثـل كـما لـو كـان حـاضـرا‪ ،‬وال يـمـكن للعـضو أن يـمثـل إال عـضوا واحـدا‪.‬‬

‫‪226‬‬
‫‪ 0000‬المالحق ‪ :‬الملحق رقم‪01‬‬

‫إثبـات عـدد أعـضاء جملـس املراقـبة واملـمارسـني ملهامـهم وتـعيـينهم تـجاه الغـري يكـون صحيحا بـتدوين أصـوات احلـاضريـن‬
‫والغائبيـن ضـمـن مـحضـر اجللسة‪.‬‬
‫‪ )//‬مـداوالت مـجلـس املـراقـبة يـتم إثـبـاتـها بـواسـطة مـحاضـر تـدون فـي سـجل خـاص مـرقم ومؤشـر عليـه حـسب مـا يـتطـلبـه‬
‫القـانون ويـمسك بـمقر الشركة‪.‬‬
‫املـحاضـر تـوقـع مـن طـرف رئـيس اجلـلسـة وأحـد األعـضاء عـل األقـل‪ ،‬ويف حالـة وجود مانـع للـرئـيس توقـع مـن طـرف عـضويـن‬
‫مـن اجمللـس عـل األقل‪.‬‬
‫نـسخ ومـستـخرجـات املـحاضر تـكون صـحـيحـة بـتـوقـيعـها مـن طـرف رئـيس مـجلـس املـراقـبة أو أحـد أعضاء مـجلـس املـديـريـن‪.‬‬
‫وأثـناء تـصفـية الشـركـة فـإن النـسخ‪ ،‬واملـستـخرجـات تـكون صـحـيحـة بـتوقـيعـها مـن املـصفـ أو أحـد املـصفـني‪.‬‬
‫املادة ‪ : 21‬سلطـات جملـس املراقبة‪ ،‬أجـور أعضائـه واملكلفـني ابملهام‬
‫يـمارس مـجلـس املـراقـبة مهمة الرقـابـة الدائمـة واملستمرة عـل تـسيري الشركـة مـن طـرف مـجلـس املـراقـبة‪.‬‬
‫وجيـب عـل جملـس املديريـن احلصول عـل الرخصة املسبقة من طرف جملـس املـراقـبة عـن جـمـيع أعـمال التصرف كالتـنازل عن‬
‫العقارات والتنـازل عن املشاركـة‪ ،‬وأتسيس األماانت وكذا الكفاالت والضـمانـات االحتياطية‪.‬‬
‫كـما ميـكن جمللـس املراقـبة أن يـخضع عقـود أخرى للـرخ ـصة املـسبـقة يـحصرها عـل سـبيـل التحديـد فـي قائمـة تـوجه جمللس‬
‫املراقبة ولـكن ال يـمكن االحتجاج عـل الغـري بـسبب عـدم احلـصول عـل الرخـصة فـيما خيص العـقود املـتضمـنة ضـمـن هـذه‬
‫القـائـمـة إال إذا ثـبت أن الـغري كـان عـل عـلم اليـقيـن أبن هذه العـقود ختضع للـرخـصة املـسبقـة‪.‬‬
‫كـمـا يـمـكن لـمجـلس املـراقـبة أن يـرخـص لـمجـلس املـديـريـن مـن أجـل التـنازل عـن العـقارات والتـنازل عـن املـشاركـة‪ ،‬وتـأسـيس‬
‫التـأمـينـات وكـذا الكـفاالت والضـمانـات االحتياطية أو الضـمانـات بـشرط أن تـكون لـمدة مـحددة ال ميـكن أن تـجاوز سـنة فـي‬
‫حـدود مبلغ حمدد يف قرار الرتخـيص‪ ،‬كما ميكن أن تـحدد مـبلـغا ال يـمكن أن جتاوزه الكـفالة أو القـبول االحتياطي أو الضمان‬
‫يف كل التزام ‪ ،‬وفـي حالة جتاوز االلتزام املبلـغ احملدد يـجـب احلـصول عـل الرخصة يف كل حـالـة مـنفردة‪.‬‬
‫ويـمـكن لـمجـل س املـراقـبة أن يـخول ألحـد او أكـثر مـن أعضـائـه تـفويـضات خـاصـة مـن أجـل مـهمـة أو عـدة مـهام مـحددة‪،‬‬
‫ويـمـكن أن يـقرر إنـشاء داخـله لـجان اليت يـحدد تـشكـيلـهـا وصالحـياهتـا وتـمارس نـشاطـها تـحت مـسؤولـيته‪.‬‬
‫‪ )//‬يـقوم مـجلـس املـراقـبة فـي أي وقـت مـن السـنة بـإجـراء الـرقـابـة التـي يـراهـا مـفـيدة للقـيام بـمـهمـته‪.‬‬
‫جيـب عـل جملـس املديـرين مـرة كـل ثالثـة أشهـر عل األقـل وعـند هناية كل سـنة مالـية أن يـقدم تقريرا جمللـس املراقـبة حول‬
‫تـسيريه‪.‬‬
‫ويقدم جملـس املديرين بعد قفل كل سنة مالية جمللس املراقـبة الواثئق املتعلقة جبرد خمتلف عناصر األصول والديون وحساب‬
‫االستغالل العام وحساب اخلسائر وامليزانية من أجل مراجعتها ومراقبتها‪.‬‬
‫ويقدم جملس املراقبة للجـمعية العامـة مالحظاته عل تقرير جملـس املديرين وعـل حـسابـات السـنة املـالـية‪.‬‬
‫ميـكن للجمعـية العامـة العا ديـة أن تـقرر مـنح أعـضاء جملـس املراقـبة مبلغا ثـابـتا كأجـر مقـابـل نـشاطهم‪ ،‬ويـقيـد مـبلـغ هـذا األخـري‬
‫فـي تـكالـيف االستغالل‪.‬‬
‫كمـا ميكن أن يتلـق أعضـاء جملـس املراقبة مقابـل أوراق احلـضور مـكافـأة سـنويـة حمددة‪ ،‬يـحدد مبلغهـا مـن طـرف اجلمعـية‬
‫العامة‪ ،‬وتـدون ضـمـن نـفـقات استغالل الشركـة‪ ،‬ويـوزع جملـس املـراقـبة هـذه املكـافأة عـل أعـضائـه كما يـراه‪.‬‬

‫‪227‬‬
‫‪ 0000‬المالحق ‪ :‬الملحق رقم‪01‬‬

‫ويـسوغ جمللس املراقـبة منح أجـور استثنائية عن املهام والوكاالت املعهودة ألعضاء هـذا اجمللـس ويف هذه احلالـة جيـب أن تـخضع‬
‫للمـوافـقة من طرف اجلمعـية العامة بناء عـل تـقرير مـندوب احلـسابـات وال يـجوز للمـعنـي أن يـشارك فـي التـصويـت وال تـؤخـذ‬
‫أسـهـمه بـعـني االعتبار عـند حـساب النـصاب واألغـلبـية‪.‬‬
‫وال يـمـكن ألعـضاء مـجلـس املـراقـبة احلـصول عـل أيـة مـكافـأة أخـرى غـري املـذكـورة أعـاله‪.‬‬
‫املادة ‪ : 21‬االلتزامـات واملـسؤولـيات‪ ،‬األحـكام املـشتـركـة مـا بـني مـجلـس املـديـريـن ومـجلـس املـراقـبة‪.‬‬
‫‪ )/‬أعـضاء مـجلـس املـراقبـة وأعـضاء مـجلـس املـديـريـن وكـذلـك كـل شـخـص حـضر أو شـارك فـي اجتماع هـذيـن التـنظـيمـني‬
‫مـلزمـون بـالسريـة فـيمـا يـخص املـعلـومـات التـي لـها طـابـع سـري والتـي تـأخـذ صـفـة السـريـة بتوجيه مـن الرئـيس‪.‬‬
‫‪ )//‬أعـضاء مـجلـس املـديـريـن مـسؤولـون تـجاه الشركـة وتـجاه الغـري عـن املـخالـفات لـألحـكام القـانـونـية والتـنظـيمـية املـطبـقة عـل‬
‫شـركـات املساهـمة كذلـك فيما خيص خرق أحكام القانون األساسي أو األخطاء املرتكبة أثناء تسيريهم وذلك طـبـقا للـشروط‬
‫وطـبقـا للمعلومات املنصوص عليـها فـي القـانون والتـنظيـم اجلـاري بـه العـمل‪.‬‬
‫أع ـضاء جملـس املراقـبة مسؤولون عن األخطاء الشخصـية املرتكبة أثـناء فـرتة توليهـم العضويـة فـي جملـس املراقـبة وال يتحملون أية‬
‫مسؤولـية فيما خيص عملـيات التـسييـر ونتائجهـا ولكن ميكـنهم أن يصبحوا مسؤولـني مدنـيا عـن املخالفة املرتكبة من طرف‬
‫أعضاء جملـس املديريـن والـيت لـم يفصحوا هبـا للجمعـية العـامـة رغـم عـلمـهم بـها‪.‬‬
‫وفـي حالـة التسويـة القـضائـية أو اإلفـالس فـإن مسريي الشركة سـواء كانـوا قانونـيني أو فـعليني‪ ،‬ظـاهـرين أم مـخفـيني‪ ،‬مـأجـورين‬
‫أو غري مأجورين‪ ،‬ميكن اعتبارهم مـسؤولـني عـن ديـون الشـركـة‪.‬‬
‫املادة ‪ : 22‬العقود القائمة بني الشركة واحد أعضاء املـديـريـن أو مـجلـس املـراقـبة‬
‫كـل العـقـود املـربمـة مـا بـني أحـد أعـضاء مـجلـس املـديريـن أو أحـد أعـضاء مـجلـس املـراقـبة‪ ،‬سـواء مـباشرة أو غـري مـباشرة أو‬
‫بـواسـطة شـخـص وسـيط يـجـب أن تـخضع للـرخـصة املـسبقة مـن طـرف مـجلـس املـراقـبة‪.‬‬
‫وخيـضع للرتخـيص املسبـق أيضا االتفاقيات التـي تـعقـد بـني الشـركة أو مـؤسسـة أخـرى‪ ،‬إذا كـان أحـد أعـضاء مـجلـس املديـرين‬
‫أو جملس املراقبة للشـركة مالكا أو شريـكا أو مسيـرا أو قائـما ابإلدارة أو مديرا عامـا فـي هـذه الـمؤسسة‪.‬‬
‫وتعـد كل اتفاقية تبـرم دون مـراعـاة للشروط املذكورة أعاله ابطلة بـطالنـا مـطلـقا‪ ،‬وتتقـادم دعـوى البـطالن ابنقضاء ثـالث‬
‫سـنوات‪ ،‬كما ميكن للجمعـية العامة أن تصادق عـل صـحة العـقود‪ ،‬إذا كـان العـقد فـي صـاحل الشركـة وذلك بـعد استماع إلـ‬
‫تـقرير خـاص مـن ط ـرف مـندوب احلـسابـات‪ ،‬ويـجب عـل كـل عـضو فـي مـجلـس املـديريـن أو مـجلـس املـراقـبة إذا كـان مـعنـيا‬
‫بـهذه العـقود إخـطار مـجلس املـراقـبة بـمجرد عـلمه بـالعقد اخلـاضع للـرخصة‪ ،‬وإذا كـان عضـو فـي جملـس املراقـبة‪ ،‬فـال يـجوز أن‬
‫يـشارك يف التـصويت عـل التـرخـيص املطـلوب‪.‬‬
‫ويـجب عـل جملـس املراقـبة إخـطار مـندوب أو مـندوبـي احلـساابت بـكل االتفاقيات املـرخصة‪ ،‬ويـجب عـرضهـا للمـصادقة عـليها‬
‫مـن طـرف اجلمعـية العـامة املـقبلـة‪.‬‬
‫وتـقرر اجلمعـية العامـة ابملصادقـة أو عدم املصادقـة بـعد االستماع إىل تقريـر خـاص يـقدم مـن طـرف مندوبـي احلسابـات‪ ،‬وال‬
‫جيوز للمعنيـني هبـذه العـقود أن يـشاركوا فـي التصويت وال تـؤخـذ أسـهمـهم بـعـني االعتبار يف حساب النصاب واألغلبيات‪.‬‬
‫العـقود اخلاضعـة للرخـصة سواء تـمت املصادقـة عليـها أو لـم يـصادق عـليـها مـن طـرف اجلمعـية العامـة‪ ،‬تنتـج مجيع أثـارها‬
‫ابلنسبـة للغـري ما مل تبطل بسـبب وحىت فـي حالـة غـياب التـدليس‪ ،‬فـإنـه ميـكن أن تـقع العواقـب الضارة ابلشركة من جـراء‬

‫‪228‬‬
‫‪ 0000‬المالحق ‪ :‬الملحق رقم‪01‬‬

‫االتفاقيات غـري امل صادق عليـها عل عاتـق عضو جملس املراقبة أو جملس املديرين املعنـي ابألمـر‪ ،‬وعـند االقتضاء عـل عاتـق‬
‫األعضاء اآلخرين يف جملس املـديـريـن‪.‬‬
‫ويـحظر حـظرا تـامـا تـحت طـائـلة البـطالن املطلق للعقد عل أعضاء جملس املديريـن وعل أعضاء جملس املراقـبة غـري األشـخاص‬
‫املـعنـوييـن أن يقتـرضوا أبي وجـه مـن الوجـوه قـروضـا لـدى الشـركـة‪ ،‬كـما يـحضـر عـليهم أن يـجعـلوا مـنها كـفيال أو ضـامـنا‬
‫احتياطيا اللتزاماهتم الشـخصـية تـجاه الغـري‪.‬‬
‫ويـطبـق هـذا احلـظر نـفسه عـل املمثـلني الـدائـمني لألشـخاص املـعنويـني األعـضاء فـي مـجلـس املـراقـبة‪.‬‬
‫البـاب الـرابـع‬
‫مـراقـبة الـشركـة‬
‫الـمادة ‪ :23‬تـعيني مـندوبـي احلسابـات‪ :‬عـدم مـالئمـتهم‪ ،‬مـهامـهم‬
‫‪ )/‬تـعييـن اجلمعـية العامـة للمسامهني مـندوبـا للحـساابت أو أكـثر لـمدة ثـالث سـنوات ختتارهـم مـن بـني املهنييـن املسجلـني عـل‬
‫جـدول أملصف الـوطين‬
‫مـندوبـي احلـسابـات يـعيـنون ضـمن هـذا العـقد مـباشـرة ضـمن املـادة ‪ 42‬مـن هـذا العـقد لـمدة ثالث سـنوات قـابـلة للتـجديـد‬
‫وعند انتهاء مهام مندوب احلساابت يقتـرح عل اجلمعـية العامـة عـدم جتديـد عضويـته وجيب عل اجلمعية العـامـة سـماعـه‪،‬‬
‫وعـند انتهاء مـهام مـندوب احلساابت يـبق يـمارس مهامـه حـىت استخالفه أثـناء اجلمعـية العامـة العادية‪ ،‬ويف حـالة توقـف‬
‫مندوب احلساابت عـن مـهامـه أثـناء فـرتة مهامه أو بـسبب الوفـاة أو وجود مانع فـإنـه يستخلف بـمندوب حـسابـات آخر للمدة‬
‫املتبقية‪.‬‬
‫إذا لـم يـتم ت ـعييـن مـندوب احلـساابت مـن طرف اجلمعـية العامة‪ ،‬أو يف حـالة وجـود مانـع أو رفض واحـد أو أكـثر مـن مـندوبـي‬
‫احلـسابـات فـإنه يـتم اللـجوء إلـ تعيينـهم أو استبداهلم بـموجـب أمـر مـن رئـيس احملكمة التـابـعة لـمقر الشركـة بناء عـل طـلب‪،‬‬
‫يـقدم الطـلب كـل مـعين بـاألمـر‪.‬‬
‫ويـجوز للمـساهـم أو املسامهني الذيـن ميلـكون عـل األقـل عشر رأمسال الشركة أن يـطلـبوا مـن القـضاء بناء عـل سبب مربر‬
‫رفـض مندوب أو مـندويب احلـساابت مـن املعنييـن مـن طـرف اجلمعـية العامـة وإذا تـمت تلبـية الطلب تـعني العدالـة مندواب جـديدا‬
‫ل لحـسابـات ويـبق هـذا األخـري فـي وظيـفتـه حـىت قـدوم مـندوب احلـساابت الـذي تـعيـنه اجلـمعـيـة العـامـة‪.‬‬
‫وفـي حالة حدوث خـطأ أو مـانـع يـجوز بـناء عـل طـلب من جملـس املراقبة أو جملس املديـرين أو من مساهـم أو أكـثر ميثـلون‬
‫عل األقـل عـشر رأسـمال الشـركـ ة أو اجلـمعـية العـامة‪ ،‬إنـهاء مـهام مندوبـي احلسابـات قبل اإلهناء العادي هلذه الوظائف عـن‬
‫طريق اجلـهة القـضائـية املـختـصة‪.‬‬
‫‪ )//‬عـدم املـالئـمة‬
‫طـبقـا للمـادة ‪ 557‬مـكررة مـن قـانون التـجارة فـإنـه ال يـجوز أن يـعـني مـندوبـا للحـسابـات فـي الشـركـة‪:‬‬
‫‪ -5‬األقـربـاء واألصـهـار لـغايـة الـدرجـة الـرابـعة بـما فـي ذلـك القـائـمـني بـاإلدارة وأعـضاء مـجلـس الـمديـريـن ومـجلـس مـراقـبة‬
‫الشـركـة‪.‬‬
‫‪ -6‬القـائمـون بـاإلدارة وأزواج القـائمـني بـاإلدارة وأعضاء مـجلـس املديـرين ومـجلـس املـراقـبة للـشركـات التـي تـملـك عـشر‬
‫رأسـمال الشـركـة وإذا كـانـت هـذه الشـركـة نـفـسها تـملـك عـشر رأمسال هـذه الشـركة‪.‬‬

‫‪229‬‬
‫‪ 0000‬المالحق ‪ :‬الملحق رقم‪01‬‬

‫‪ -9‬أزواج األشـخاص الـذيـن حيصلون بـحكم نـشاط غـري نـشاط مـندوب احلـساابت أجـرة أو مـرتـبا مـن القـائـمـني مـن اإلدارة‬
‫وأعـضاء مـجلـس املـديـريـن وأعـضاء مـجلـس املـراقـبة‪.‬‬
‫‪ -4‬األشـخاص الـذيـن مـنحـتهم الشـركـة أجـرة بـحـكم وظـائـف غـري وظائـف مندوبـي احلـسابـات فـي أجـل خـمس سـنوات ابتداء‬
‫مـن تـاريـخ انتهاء وظائفهم‪.‬‬
‫‪ -7‬األشـخاص الـذيـن كـانـوا قـائـمني بـاإلدارة أو أعضاء يف مـجلـس املـراقـبة أو مـجلـس املـديريـن فـي أجـل مخسـة سـنوات ابتداء‬
‫من اتريخ انتهاء وظـائـفـهم‪.‬‬
‫املادة ‪ :24‬مـهام ومـسؤولـيات مـندوبـي احلـساابت‬
‫مـندوب أو مـندوبـي احلـساابت يـتمـتعـون بـاملـهام والسـلطـات والصـالحـيات الـواسـعة التـي يـخولـها القـانـون لـهم‪.‬‬
‫يـشهـدون عـل احلسابـات السنويـة فيمـا خيص انتظامها وصحتهـا وتـعكـس صـورة صـادقـة عـن نـتائـج عـملـيات السـنة املالية‬
‫املنصرمة وكذلـك فيما خيص الـوضعـية املـالـية وذمـة الشـركـة فـي آخـر السـنة الـمالـية‪.‬‬
‫فـي حـالة ضـم الشركـة حلساابتـها حسابـات الشركات التابعة فإن مندويب احلساابت يـشهدون كـذلك عـل احلـساابت أبنـها‬
‫صحـيحـة وصـادقـة وتـعكـس صـورة حقـيقية عن الوضعـية املـالية ابإلضـافـة إلـ نـتائج جمموع املؤسـسات التـي يشملها‪.‬‬
‫يقومون فـي إطار مهامـهم ابستثناء امتناعهم عـن التدخـل يف كل العمليات اخلاصة ابلتـسيري مبراقبة كـل القـيم والواثئق احلسابية‬
‫للشـركة ومراقـبة موافـقة احلساابت للقواعـد املعمول بـها ويراقبون كذلك املصداقية واملراقبة واملوافـقة ابلنسبة للمعلومـات املقدمة‬
‫يف تقرير التسيري املقدم مـن طرف املديرين وابلنسبة للواثئـق املقدمة للمسامهني عن الوضعـية املالـية للشركة وعـند االقتضاء عـل‬
‫جمموع الشركات املشمولة ابجلرد وكذلك عن احلسابـات السنوية‪.‬‬
‫يف حالة عدم املصادقـة عـل انتظام وصحة احلساابت السنوية حسب الشـروط املذكـورة أعاله فإن مراقـيب احلساابت هلـم‬
‫الصالحية سواء يف تـقـديـم حتفظات عـل املصادقة أو رفض املصادقـة عل احلساابت مع تدقـيق األسـباب التـي أدت إلـ‬
‫التـحفظـات أو عـدم املصادقة‪.‬‬
‫يـحرصـون عـل احرتام مـبدأ املـساواة بـني املـساهـمني وجيب استدعائهم لـكل جـمعـيات املـساهـمني وكـذلـك الجتماع مـجلـس‬
‫املديرين اخلاص بـوقـف حـساب السـنة املـالـية املـنصرمـة‪.‬‬
‫كـما يـمكـنهـم استدعاء اجلـمعـية الـعامـة للمـساهـمني لالنعقاد وذلـك إال فـي حـالـة طـلـبهم ذلـك مـن مـجلـس املـديـريـن بـموجـب‬
‫رسالـة مـضمـونـة الـوصـول بـدون جـدوى‪ ،‬وفـي حـالـة وجود عـدد مـن مـندوبـي احلـسابـات ولـم يـحـصل اتفاق بـينـهم حـول‬
‫استدعاء اجلـمعـية العامـة فإنـه ميـكن ألحـد مـنـهم أن يـطلـب من املـحكمة اإلسـتعـجالية الـرخصة مـن أجـل القـيام ابستدعاء‬
‫اجلـمعية العامة وأمر احملكـمة هـو الذي يـحدد جـدول األعـمال وهـو غـري قـابـل ألي طعـن‪.‬‬
‫يـستطـيع مـراقـيب احلـسابـات القـيام فـي كـل وقـت أثـناء السـنة بـإجـراء املـراقـبات التـي يـرونـها ضـروريـة‪.‬‬
‫فـي حـالـة وجـود عـدة مـراقـيب احلـسابـات فـإهنـم يـسـتطيعـون القـيام بـصفـة انفرادية ابلتـحقـيقـات واملـراقـبات ولـكن يـجـب عـليهم‬
‫تـحرير تـقرير مـشرتك‪ ،‬وفـي حـالـة وجـود خـالف بـينهم فـإن التـقرير يـجب أن يـتضمـن خمـتـلف اآلراء املـديل بـها‪ ،‬ويـجب عل‬
‫كـل واحد أن يـتصرف بـصفـة انفرادية فـي حـالـة وفـاة أو طـرد أو استقالة أو وجـود مانع للمندوب أو املنتـدبني اآلخـريـن وفـي‬
‫حالـة مـا إذا كان القانون يـلزم تـعيني مراقـبني للحـساابت عل األقل فإن التـقريـر يـجب أن يـمر ويـوقـع عـل األقل من طـرف‬
‫مـندوبـي للحـسابـات‪.‬‬

‫‪230‬‬
‫‪ 0000‬المالحق ‪ :‬الملحق رقم‪01‬‬

‫يطلـب مـراقـب احلـساابت كـتابـيا مـن رئـيس جملـس املديـرين التفسـريات فـيما خيص الوقائـع التـي مـن شأنـها أن تعرقل نـشاطات‬
‫الشـركة واليت اكتشفها أثـناء مهمـته املتعلقـة بفحص أوراق الشركة املوضوعة حتت تـصرفه‪ ،‬ويـكون رئـيس مـجلـس املديرين ملزمـا‬
‫بـاإلجـابة برسالـة موص عليـها فـي أجل شـهر الذي يـلـي تـلقـيه طـلب التـفسـريات‪ ،‬وفـي إجـابـتـه يـعطـي حتـليال عن الوضـعية‬
‫ويـحدد عـند االقتضاء التـدابـري التـي يـنوي القـيام بـها و فـي حـالة عدم جـواب أو جـواب غـري مـقنع فإن مـراقـب احلـسابـات‬
‫يـطلب م ـن الرئـيس عـقد جملـس املراقبة للمـداولـة حول املـسائـل املـثارة ويـكون الطـلـب بـموجـب رسـالة مـوص عـليـها فـي أجـل‬
‫مخسة عـشر يوما مـن تلقـيه اجلواب غـري املـقنـع أو إثـبـات غياب جواب رئيس جملـس املـديرين رغم انتهاء أجـل شـهر املـذكـور‬
‫أعـاله‪ ،‬وفـي هـذه احلالة يـقوم رئـيس جملـس املديريـن ابستدعاء مـجلـس املـراقـبة يف أجـل خـمسة عشر يوما مـن تـلقيـه رسـالـة‬
‫مراقبة احلساابت املتعـلقـة بـهذا األمـر‪ ،‬ومـن أجـل املـداولة يف أجـل شـهر الـذي يـلي تـوصله بـهذه الرسالـة ويـبلـغ مـستخرج مـن‬
‫حمضر املـداولـة لـمراقـبة احلـسابـات يف حالة عـدم احرتام األحكام املشار إلـيهـا أعـاله‪ ،‬أو فـي ضـوء القـرارات املـتخذة يـتم إثبات‬
‫مـواصـلة اإلسـتغالالت املـشبوه فـيهـا فـإن مـراقـب احلـسابـات حيرر تـقريرا خاصا يـقدم للجـمعية العـامة املـقبـلة‪ ،‬وفـي حـالـة‬
‫االستعجال يـقدم للجـمعية العامة للمـسامهني التـي يـقوم ابستدعائها بـنفـسه يف أجـل عـرض نـتائـجه‪.‬‬
‫ويـجب عـل مـجلس املـديرين استدعاء مـندوبـي احلـساابت الجـتـماع مـجلـس املـديرين إلقفال حـسـاابت السـنـة الـمالـية املـنتهـية‬
‫وكـذا لـكل جـمعـيات املـساهـمني حـيث يـعرض مـندوبـي احلـساابت عـل اجلـمعـية العـامـة املـقبـلة املـخالـفات واألخـطاء التـي‬
‫الحـظوهـا أثـناء مـمارسـتهم لـمهامـهم‪ ،‬وعـالوة عـل ذلك يـطلـعون وكـيل اجلـمهوريـة عـل األفـعال اجلنـحية والـجنائـية اليت اطلعوا‬
‫عـليـها‪.‬‬
‫مـندويب احلـساابت مـلزمـون بـاطـالع مـجلـس املـديـ ريـن عـل عـملـيات املـراقبة والتحقيق اليت قـامـوا بـها ومـختـلف عـملـيات‬
‫التـسيـري التـي أدوها‪ ،‬مناصب املوازنـة والواثئـق األخـرى املـتعـلقـة بـاحلـسابـات‪ ،‬وفـي حـالـة مـا إذا بدا هلم إجراء تـغيريات عـليـها‬
‫يـقدمـون املـالحـظات الضـروريـة حـول الطـرق التـقيي مية املستعمـلة يف إعـداد هـذه الـوثـائق كما يـطلـعون مـجلس املـديـريـن عن‬
‫املـخـالـفات واألخـطاء التـي يـكتشـفونـها والنتـائـج التـي تـسفر عـنها املـالحظات والتـصحـيحـات واخلـاصـة بـنـتائـج السـنة املـالـية‬
‫مـقارنـة بـنتـائـج السنة املـالـية السابقة هلا‪.‬‬
‫‪ )//‬مسؤولـيـات مـندوبـي احلـساابت‪:‬‬
‫مـندوبـو احلـساابت ومـساعـديـهم مـلزمـون ابحرتام سـر املـهـنة فـيما يـخص األفـعال واألعـمال واملـعلـومـات التـي يـكونوا قـد اطلعوا‬
‫عـليـها بـحكم قـيامـهم مبهـامـهم مـا عـدا ما يـسمـح له القانون فـي إطار تـبلـيغ وكـيل اجلـمهـوريـة واجلـمعـية الـعامـة‪.‬‬
‫ويـكونـون مـسؤولـني سـواء إزاء الشـركة أو إزاء الغري عـن األضـرار النـاجـمة واألخـطاء والـالمـباالة التـي يـكونـون قـد ارتكبوها فـي‬
‫ممارسة وظـائـفهـم غـري أنـهم ال يـمـكن مـسائـلتـهم مـدنـيا عـن املـخالـفات التـي يـرتـكبـها املـديـرون إال إذا لـم يـكشـفوا عـنها فـي‬
‫تـقريرهم للجـمعـية العـامـة أو لـوكـيل اجلـمهـوريـة رغـم إطـالعـهم عـليـها‪.‬‬
‫املادة ‪ :25‬التـقرير اخلـاص حـول عـملـيات التـسيـري‪ :‬واحـد أو أكـثر مـن املـساهـمني الـذيـن يـمثـلون عـشر رأسـمال الـشركـة‬
‫عـل األقـل يـمـكن أن يـطلـبوا مـن رئـيس املـحكـمة مـع استدعاء رئـيس مـجلـس املـديـريـن تـعيني أحـد اخلـرباء أو أكـثر يـكلـفون‬
‫بـتقـدمي تـقرير فـيما يـخص عـملـية أو عـدة عـملـيات تـسيري‪.‬‬
‫وفـي حـالـة قـبول الطـلب فـإن احلكـم هـو الـذي يـحدد مـدى املـهمـة وسـلطـات اخلـرباء‪ ،‬ويـحدد أتـعابـهم التـي يـمكـن أن‬
‫تتحـملـها الشـركـة‪.‬‬

‫‪231‬‬
‫‪ 0000‬المالحق ‪ :‬الملحق رقم‪01‬‬

‫تـقرير اخلـبري أو اخلرباء املـعنيني يـوجـه للمـدعـني وللنـيابـة الـعامة ولـمراقـيب احلـساابت وكـذلك لـرئـيس مـجلـس املـديـريـن ويـجب‬
‫ضـمه لـتقرير مـراقـب احلـساابت اخلـاص ابجلـمعـية الـعامة املـقبـلة ويـخضع لـنفس عـملـيات اإلشـهار‪.‬‬

‫البـاب اخلامــس‬
‫اجلـمعـيات العـامـة للمـساهـمني‬
‫املادة ‪ :26‬طـبـيعـة اجلـمعـية الـعامة للمـساهـمني‬
‫اجلـمعـية العـامة التـي يـتم استدعائها قـانـونـيا واملـنعقـدة قـانـونـيا‪ ،‬تـمثـل إجـمـاع املـساهـمني واملـداوالت التـي تـتخذ طـبقا ألحـكام‬
‫القـانون وطبـقا لـهذا النـظام تـلزم جـميع املـساهـمني بـما فـيهـم الغـائـبيـن أو العـاجـزيـن أو املـمتنعـني حـسب طـبـيعة الـلوائح املـقرتحـة‬
‫مـن اجلـمعـيات العـامـة تـكيف عـل أسـاس جـمعـية عامـة عـاديـة‪ ،‬جـمعـية عـامـة غـري عـاديـة وجـمعـية عـامـة خـاصـة‪.‬‬
‫املادة ‪ : 27‬استـدعـاء ومكان انعقاد اجلـمعـية الـعامة‬
‫تـسـتدعـي اجلـمعـية الـعامـة مـن طرف جملـس املديريـن أو جملس املراقـبة كـما يـمـكن اسـتدعـاؤهـا‪:‬‬
‫‪ /5‬مـن طـرف مـندوب أو مـندوبـي احلـساابت طـبقـا للـشروط املـنصوص عـلـيها فـي هـذا النـظام وذلـك بـعد طـلب ذلـك مـن‬
‫مـجلـس املـديـريـن الـذي يـبقـ بـدون جـدوى‪.‬‬
‫‪ /6‬من طـرف املـصفـي أو املـصفـيني للشـركة يف مـرحـلة تـصفـية الشـركـة‪.‬‬
‫‪ /9‬مـن طـرف مـفوض مـعيـن مـن طـرف املـحكـمة بناءا عـل طـلب كـل ذي مـصلـحة فـي حـالـة االستعجال أو مـن مـساهـم أو‬
‫أكـثر يـمثـلون عـل األقـل عـشر رأسـمال أو عـشر األسـهم مـن الفـئة املـعينة إذا كـان األمـر يـتعـلق ابجلـمعـية العـامـة اخلـاصـة‪.‬‬
‫استدعاء اجلـمعـية العامة يـتم عـل نـفقـ ة الشـركـة ويـتم ذلـك بـواسـطة رسـالـة مـضمـونـة مـع إشـعار بـالوصـول يـوجـه لـكل مـساهـم‬
‫خـمسـة عـشرة يـومـا قـبل تـاريـخ انعقاد اجلـمعـية‪.‬‬
‫تنـعـقد اجلـمعـية الـعامـة بـمقر الشـركـة أو فـي أي مـكان حـسب التـوجـيهـات املـذكورة ضـمـن االستدعاء‪.‬‬
‫فـي حالـة عـدم إمـكان انعقاد اجلمعـية العـامـة لـعدم توفـر النصاب املـطلوب‪ ،‬فـإن اجلـمعـية الثـانـية عـند االقـتضـاء اجلمعـية املمتدة‬
‫يـتم استدعاؤها بستة أايم عـل األقـل بـنفـس األشـكال األوىل‪ ،‬وجيـب أن يتضمـن اإلشـعارات والـرسـائـل للجـمعـية الثـانـية تـاريـخ‬
‫وجـدول األعـمال األولـ ‪.‬‬
‫املادة ‪ :28‬جـدول األعـمال‬
‫يـحدد جـدول األعـمال مـن طـرف مـحرري االستدعاء وجيب النص عليـه ضـمـن االسـتدعـاء‪.‬‬
‫كـما يـمـكن لـعدد مـن املـساهـمني املـمثـلـني لـنسـبة مـن رأسـمال املـطلـوب قـانـونـا يـمكـنهـم أن يـطلـبوا وفـق األشـكال واآلجـال‬
‫املـنصوص عـليـها فـي القـانون والتنظـيمـات‪.‬‬
‫التسجـيل ضمـن جـدول األعمال مشروع لوائـح ال تتعلق بتقدمي مرشحني جمللس املراقـبة‪.‬‬
‫اجلمعـية ال ميكـنهـا التـداول يف مسألـة غـري مسجـلة ضـمـن جـدول األعـمال ولـكن يـمـكنـها فـي كـل الظـروف طـرد واحـد أو‬
‫أكـثر مـن أعـضاء مـجلـس املـراقـبة أو مـجلـس املـديـريـن والقـيام ابستخالفه‪.‬‬
‫ال يـمـكن تـعديـل جـدول األعـمال ضـمـن االستدعاء أو فـي حـالـة التـمديد‬

‫‪232‬‬
‫‪ 0000‬المالحق ‪ :‬الملحق رقم‪01‬‬

‫املادة ‪ :29‬الـدخـول والتـمثـيل فـي اجلـمعـية العامة‬


‫كـل مـساهـم لـه احلـق فـي املـساهـمة فـي اجلـمعـية العـامة واملـشاركـة فـي مداوالهتـا سـواء شخصـيا أو بواسطـة وكـيل مهمـا كان‬
‫عـدد األسـهم التـي ميلكها‪.‬‬
‫ميكن لـكل مـساهـم أن يـوكـل مـساهـما آخـر غـري مـمنوع عـليـه التـصويـت أو زوجـة لـتمـثـيله وفـي هـذه احلـالـة يـجب عـل الـوكـيل‬
‫إثـبات وكـالـته‪.‬‬
‫كـل مـساهـم غـري ممنـوع عـلـيه التـصويت يـمكن أن ميثل املسامهني اآلخـريـن فـي اجلـمعـية دون تـحديد إال احلدود اليت تنص عليها‬
‫املادة ‪ 97‬اآليت ذكرها يف فقرهتا الثالثة واليت حتدد احلـد األقـص مـن عـدد األصـوات التـي يـعرب عـنها املـساهـم سـواء عـن نـفسه‬
‫او نـيابـة عـن مـساهـم أخـر فـيمـا يـتعـلق ابجلمعـيات العـامـة غـري العـاديـة التأسـيسية‪.‬‬
‫املـمثلـون القانونيون لـنقص األهـلـية أو األشـخاص الطبيعـيني املمثلني لألشخاص املعنويـة يـمكنهم املـشاركـة فـي اجلمعـيات العامـة‬
‫سـواء كـانـوا مـساهـمني أم ال‪.‬‬
‫وفـيمـا يـخـص املـالكـني فـي الشـيوع أو أصـحاب حـق االنتفاع أو املراقـبة فـي األسـهم‪ ،‬يـشاركون فـي اجلمعـيات العـامـة طـبـقا‬
‫لألحـكام املنصوص عـليـها فـي املـادة ‪ 55‬املـذكـورة أعـاله‪.‬‬
‫الوكالـة الصـادرة مـن طـرف مـساهـم من أجـل تـمثـيله فـي اجلمعية العامة يـجـب أن تـكون مـوقـعة مـن طـرفه وتـتضـمـن امسه ولـقبه‬
‫ومـوطـنه‪.‬‬
‫فـيمـا خيـص كـل وكالة لـمساهم مـن غـري تـعيني الوكيل‪ ،‬فإنـه يتم املصادقة ابمسه عـل مجيع اللـوائـح املعتـمدة مـن طـرف جملـس‬
‫املديـرين ابإلجياب ورفـض جـميع الـلوائـح األخرى املقتـرحة مـن أجـل القـيام ابنتخاب خمالـف جيـب عـل املساهـم أن خيتـار وكـيال‬
‫الذي يـقبل االنتخاب حـسب إرادتـه‪.‬‬
‫الوكـالـة ال تـكون صـالـحة إال لـجـمعـية عـامـة واحـدة أو لـجمعـيات مـتتالـية تتضـمن نـفس جـدول األعـمال‪ ،‬ويـمكن أن تكون‬
‫وكالـة واحدة لصاحل مجعيتـني إحـداهـما عـاديـة واألخـرى غـري عـاديـة تـنعـقدان فـي نـفس اليـوم أو فـي فـرتة أقصاها سـبعـة أيـام‪.‬‬
‫املادة ‪ :31‬مـكتـب اجلـمعـية العـامـة‬
‫يـرتأس اجلمعـية العامـة رئـيس جملـس املراقـبة أو أي عـضو يـفوضـه لـذلـك وفـي حالـة وجـود مانـع عـضو مـن مـجلس املراقـبة‬
‫منتدب خصيصا لـهذا الغرض من طرف جملـس املـراقـبة‪.‬‬
‫إذا تـم استدعاء اجلمعـية العامـة من طرف مـندوبـي احلساابت أو مفوض مـن طـرف مـصف يـرتأسـها صاحب الدعـوة‪.‬‬
‫فـي حـالـة مـا إذا لـم تتـرأس اجلمعية العامـة مـن طـرف األشخاص املؤهلني أو املعنـيني لـرائسـتها فـإن اجلـمعـية العـامـة تـنتـخب مـن‬
‫يـرتأسـها‪.‬‬
‫مـهام املقرريـن يـقوم بـها مساهـمني حاضرين يـقبالن ذلـك‪ ،‬وميثالن سـواء أبنـفسـهما أو عـن طـريـق التـمثـيل األكـرب عـدد مـن‬
‫األسـهم ويـقبالن القـيام بـهذه العـملـية‪.‬‬
‫بـعد تـشكيل املكتـب يعني كاتـبا عاما الذي يـمكـن اختياره مـن غـري املـسامهـني‪.‬‬
‫تتمثل مهمـة املكتب فـي الفـحص واملصادقة والتوقـيع عل ورقـة احلضور‪ ،‬السهر عـل حـسن سري املـناقـشات وتـسويـة‬
‫إشكاالت اجلـلسة مراقـبة االنتخاابت املقام وتـأمـني انتظامه والسـهر عـل تـحريـر مـحضر اجلـلسـة‪.‬‬

‫‪233‬‬
‫‪ 0000‬المالحق ‪ :‬الملحق رقم‪01‬‬

‫املادة ‪ :31‬ورقـة احلـضور‬


‫فـي كـل جـمعـية يـجب مـسك ورقـة احلـضور تتضـمـن مـا يـلي‪:‬‬
‫اسم ولـقب وموطـن كـل مساهـم حاضر وعـدد األسـهم اليت يـملكها وعـدد األصـوات املتصلـة بـها‪.‬‬
‫اسم ولـقب وموطـن كـل وكـيل وعـدد األسهم اليت هـي حمل وكاالتـه كذلك عدد األصـوات املتصـلة بـها‪.‬‬
‫اسم ولـقب كـل مساهـم وعـدد األسهم التـي ميلـكهـا وعـدد األصوات املتصـلـة بـها وفـي حالـة عـدم توفـر هـذه املعلومـات‪ ،‬عـدد‬
‫الوكـاالت املمنوحـة لكل وكـيل وما هـو موضوعها وبـعد تسويـتهـا جيب إحلاقـها بورقـة احلضور‪.‬‬
‫بـعــد تـوقيــع ورقــة الـحـضـور مــن طـرف الـمـسـاهـمـيـن الـحـاضـريـن ووكـاالتـهـم‪ ،‬يـجـب الـمـصـادقــة عـلـ صـحـتـها مـن طـرف‬
‫مـكـتـب الـجـمـعـيـة‪.‬‬
‫الـمادة ‪ :32‬نـصـاب االقرتاع‬
‫‪ / 5‬فـيـما يـخـص اجلمعيـات العامـة العاديــة وغـري العادية حيسـب الـنـصـاب علـ جمـمـوع األسـهم املـكـونـة لـرأسـمـال الـشـرك ـة‬
‫وفــيمـا يـخـص الـجـمـعـيـات الـخاصــة تـحـسـب عـلـ مـجـمـوع أسـهـم الـفـئـة الـمـعـنـيـة بـعـد خـصـم األسـهـم الـمـحـرومــة مــن االقرتاع‬
‫قـانونـا والـتـي تـتـمـثـل عل اخلـصـوص فيما يـلـي‪:‬‬
‫أ) األسـهـم الـتـي لــم تـسـدد دفـعـات الـمـبالــغ الـمـسـتـحـقــة عـلـيـهـا رغــم انتهاء األجــل الـمـحـدد‪.‬‬
‫ب) فــي الـجـمـعـيـات ذات الـشـكـل الـتـأسـيـسي والـمـدعــوة لـلـمـداولــة فيـما يـخـص التقدميـات الـعيـنيـة أو االستفادة مـن امتيازات‬
‫مـعـيـنة أسـهـم صـاحــب الـتـقـديــمات الـعـيـنـيـة والـمـسـتـفيــد مـن االمتيازات الـخـاصـة‪.‬‬
‫ج) األسـهـم الـمـشـتـراة مـن طـرف الـشـركـة فـي إطــار تـخـفـيـض رأسـمالـها‪.‬‬
‫د) فـي الـجـمـعـيـات الـمـنـعـقـدة من أجـل إلـغـاء حـق األسـبـقـيـة فـي االكتتاب فـي حـالـة الـزيـادة فـي رأس املـال نـقـدا‪ ،‬أسـهـم مـن‬
‫سـيـسـتـفـيدون مـن األسـهـم الـجـديــدة‪.‬‬
‫هـ) فــي الـجـمـع ـيــات الـعامــة الـتـي تـفـصــل فــي الـعـقـود الـخـاصــة الـمـنـصـوص عـلـيـهـا فــي الـمـادة ‪ 66‬الـمـذكـورة أعــاله‪ ،‬األسهــم‬
‫التـي هـي مـلـك لـعـضـو مـجـلـس الـمدي ـريـن أو مـجـلـس الـمـراقـبـة الـمـعـنـي‪.‬‬
‫‪ /6‬حــق االنتخاب يـتـصـل بـاألسـهـم ويـتـنـاســب مــع الـرأسـمال الـذي تـمـثـلـه أو فــي حـالــة الـتـسـاوي فــي الـقـيـمـة االمسية كل‬
‫سـهـم يف رأس املـال أو حـق االنتفاع يـسـاوي حــق فــي صوت واحد‪.‬‬
‫فــي حــالـة مــا إذا كــانت األسـهـم مـحـمـلة بـحـق االنتفاع‪ ،‬أو مـلـك فــي حـالــة الـشـيـوع لـعـدة أشـخـاص‪ ،‬فـان حــق االقرتاع يـتـم‬
‫طـبـقـا لـمـقـتضيـات الـمادة ‪ 55‬الـمـذكــور أعــاله‪.‬‬
‫فــي حـالـة مـا إذا كـانت األسـهـم مـحـمـلـة بـضـمان فـإن حــق االنتخاب يكون ملالكها ويتم االنتخاب بواسطة االقـتـراع الـعام‬
‫بـرفــع األيـادي أو بـواسـطـة نـداء األسـمـاء حـسـبـمـا يـقـرره مـكـتـب الـجـمـعـيـة‪ ،‬ويـمـكـن طـلـب االقرتاع الـسـري سـواء مـن طـرف‬
‫مـجـلـس الـمـديـريـن أو مـجـلـس الـمـراقـبـة أو مـن طـرف الـمـسـامهـيـن الـمـمـثـليـن لـربــع رأسـمال الـشـركـة وذلـك بـشـرط أن يـقـدم‬
‫الـطـلـب كـتـابيــا سـواء لـمـجـلس الـمديـريـن أو اجلهة التـي دعـت للجمعيـة الـعامــة يـومـيـن قـبـل االنعقاد‪.‬‬
‫الـمادة ‪ :33‬م ـحـاضــر مداوالت اجلـمعـيـات الـعـامـة‬
‫مـداوالت اجلمعيات العامـة يتـم إثباهتا فـي حمـاضـر مسجلـة أو مـلحقة يف سـجل خـاص خمـتـوم ومـوقـع ومـمـسـوك طبقـا للقانـون‪،‬‬
‫توقـيع احملاضـر مـن طـرف أعـضـاء الـمـكـتـب‪.‬‬

‫‪234‬‬
‫‪ 0000‬المالحق ‪ :‬الملحق رقم‪01‬‬

‫نسـخ أو مستخرجات حماضر مـداوالت اجلمعيات العامـة املقدمـة للقضاء تكـون هلـا حـجيـتهـا إذا كـانـت مـوقـعة مـن طـرف‬
‫رئـيس جملس املراقبة أو أحـد أعـضائـه املـنتدب السـتخالفه أو رئيس جملـس املديـرين أو أحـد أعضائه املنتدب الستخالفه أو من‬
‫طرف رئـيس مـجلـس الـمديـرين أو أحـد أعـضائـه املـنتدب السـتخالفه أو مـن طـرف عـضويـن مـن مـجلـس املـديـريـن أو مـن‬
‫طـرف عـضويـن مـن جمـلـس املـراقـبة ومـن املـصفي فـي حـالة تـصفـية الـشركـة‪.‬‬
‫اجلـمعـيات العـامـة العـاديــة‬
‫املادة ‪ : 34‬صـالحـياهتا وسـلطـاتـها النـصاب واألغلـبية‬
‫اجلـمعـية العامة للمـسامهـني تـقرر جـميع القـرارات التـي ال تـعدل القـانون األسـاسي وغـري العـاديـة مـذكـورة ضـمـن املـادة ‪254‬‬
‫مـن القـانـون التـجاري‪.‬‬
‫تـجـتمـع عـل األقـل مـرة فـي كـل سـنة خـالل السـتة أشـهر التـي تـلي إقفال السـنة املالـية‪ ،‬فـيما عـدا تـمديـد هـذا األجـل بناء عـل‬
‫طـلـب جملس املـراقـبة أبمر غري قـابـل للطـعـن فـيه مـن اجلـهة القـضائـية املـختـصة التـي تـبث فـي ذلـك بناء عـل عـريـضة‪.‬‬
‫ال يـصح تـداول اجلـمعـية العـامـة فـي الـدعـوى األولـ إال إذا حـاز عـدد املساهـمني احلـاضـريـن أو املـمثـلـني عـل األقـل ربـع‬
‫األسـهم التـي لـها احلـق فـي التـصويـت وال يـشتـرط أي نـصاب فـي الـدعـوى الثـانـية‪.‬‬
‫وتـبقـ بـأغـلبـية األصـوات املعرب عنها وال تـؤخـذ األوراق البـيضاء بـعـني االعتبار إذا أجـريـت العـملـية عـن طـريـق االقرتاع‪.‬‬
‫تـستـمع اجلـمعـية العـامـة إلـ تقرير جملـس املـراقـبة ومـندوب أو مـندوبـي احلـسابـات ويـقدم جملـس املديرين جـدول حـسابـات‬
‫النـتائـج والواثئـق التخليصـية واحلـصـيلـة‪ ،‬ويـجب عل مـراقيب احلـساابت أن يـشريوا فـي تـقريرهـم إلـ إتـمام املـهمـة التـي أسـندت‬
‫إلـيهم وتـقوم اجلـمعـية العـامة بـمناقـشة حـساابت الشـركـة وسـواء تـصادق عـليـها أو تـصححهـا وتـقرر فـيمـا يـخـص النـتائـج تـحدد‬
‫األربـاح التـي يـمـكن تـوزيـعهـا وتـقرر فـيمـا يـخـص التـقرير اخلـاص لـمراقـب أو مـراقـيب احلـساابت املـتعـلقة بـالعـقود املـذكـورة فـي‬
‫املـادة ‪ 66‬املـذكـورة أعـاله‪.‬‬
‫تـمنـح أو تـرفـض إبـراء أعـ ضاء مـجلـس املـديـريـن فـيمـا يـتعـلق بـالتـسيري تـعني أو تـستـخلـف أو تـقيـل أعضاء جملـس املـراقـبة أو‬
‫مراقيب احلساابت‪.‬‬
‫تزكي أو ترفض تعيني أعضاء جملس املديرين املعينني بصفة مؤقتة من طرف جملس املراقبة‪ ،‬تـحدد مـكافـأة احلـضور لـمجـلـس‬
‫املـراقـبة وأجـور مـرا قـيب مـندوبـي احلـسابـات‪ ،‬اجلـمعـية العـامـة العـاديـة تـتداول وتـقرر كـل اقرتاح سـجـل ضـمـن جـدول األعـمال‬
‫والـذي لـيس مـن االختصاص النـوعـي للجـمعـية العـامـة غـري العـاديـة‪.‬‬
‫كـما تـرخـص بـإجـراء كـل القـروض وإصـدار كـل أنـواع السـندات ابستثناء السـندات القـابـلة لتـحويـل األسـهم وتـقديـم كـل‬
‫التـأمـينـات مـهمـا كـان نـوعـها التـي تـمـكن أن تـطلـب مـنها‪.‬‬
‫اجلـمعـيات العـامـة غـري العـاديـة‬
‫املادة ‪ :35‬صـالحـياهتـا وسـلطـاتـها النـصاب واألغـلبـية‬
‫‪ )/‬تـستطـيع اجلمعـيات العامـة غـري العـاديـة أن تـقوم جبـميع التعديالت للقـانون األسـاسـي للشـركـة التـي يسمح هبا القانون‪ ،‬وال‬
‫ميكنها إال إبمجاع املـساهـمني أن تـرفـع مـن التزاماهتم وذلـك مـع االحتفاظ بـالعـملـيات النـاتـجة عـن تـجمـيع األسـهم الـذي يـتم‬
‫وفـقا للشـروط القـانـونـية‪.‬‬

‫‪235‬‬
‫‪ 0000‬المالحق ‪ :‬الملحق رقم‪01‬‬

‫كـما ال يـمكـنها تغـيري جنسـية الشركـة إال فـي حـالة مـا إذا كـانت الدولة املستقبلة تربطها اتفاقية خاصة مع اجلزائر تسمح‬
‫ابكتساب هذه اجلنسية وحتويل املقر االجتماعي إىل إقليم هذه الدولة مع احتفاظ الشركة بشخصيتها املعنوية ‪.‬‬
‫اجلمعية العامة غري العادية ال تصح مداوالهتا إال اذا كان املـساهـمون احلاضـرون أو املـمثلون يـملكـون النـصف عـل األقل مـن‬
‫األسـهم فـي الدعـوى األولـ وعـل ربـع األسـهم ذات احلـق فـي التـصويت أثـناء الـدعـوى الثانـية‪ ،‬فـإذا لـم يـكتـمل هـذا النـصاب‬
‫جـاز تـأجـيل اجتماع اجلمعـية الثـانـية إلـ شـهريـن عل األكثر وذلك مـن يـوم استدعائها لالجتماع مـع بـقاء النـصاب املـطلوب‬
‫هـو الـربـع دائـما‪.‬‬
‫وتـبث اجلـمعـية العـامة فـيمـا يـعرض عـليـها بـأغـلبـية ثـلثـي األصـوات املـعربة عـنها عـل أن ال تـأخـذ األوراق البيـضاء بـعني االعتبار‬
‫إذا مـا أجريـت العـملـية عـن طـريق االقرتاع‪.‬‬
‫‪ )///‬وميكـن للجمعيـة العامـة غـري العاديـة فـي حـدود ما يرخـص بـه القانـون أن تـقرر رفـع رأس املـال بنصـاب األغلبـيات املطلوب‬
‫يف اجلمعيات العـامـة العـاديـة إذا تـعلـق األمـر بـإدماج االحتياط أو األربـاح أو عـالوات اإلصـدار وعل كـل حـال فـإن اجلمعـيـات‬
‫العـامـة املـنعـقدة مـن أجـل املـصادقـة عـل تـقديـمات عـينـية أو احلـصول عـل امتياز مـعني فـإن مـقدم احلـصة العـينـية أو‬
‫املـستـفـيديـن مـن االمتياز فـإن أسـهمـهم تـجرد مـن حـق التـصويـت كـما هـو مـنصـوص عـليـه فـي املـادة ‪ 96‬املـذكـورة أعـاله‪ ،‬ال‬
‫يـمكـنهـم املـشاركـة فـي املـداوالت ال عـن أنـفسـهم وال بـصفـتـهم وكـالء عـن مـساهـم أخـر وكـل واحـد مـن املـساهـمني لـه احلـق فـي‬
‫عـدد مـن األصـوات يـساوي عـدد األسـهم التـي يـملكـهـا‪.‬‬
‫املادة ‪ :36‬اجلـمعـيات العـامـة اخلـاصـة‬
‫إذا كـانـت هـناك عـدة أنـواع مـن األسـهم ال يـمكن إجـراء أي تـعديـل يـخص حـقوق األسـهم ابلنـسبـة ألي نـوع مـن األسـهم‬
‫بدون إجراء اقرتاع طـبقا للجمعية العامـة غري العادية مفتـوحـة جلميع املسامهني وكذلك بدون اقرتاع طبقا جلمعية عامة خاصة‬
‫مفتوحة إال ملالكـي األسـهم مـن النـوع املـعىن دون سـواهـم ويـتم دعـوى ومـداوالت اجلمعـيات اخلاصـة بطريقة صحيحة بنفـس‬
‫الشـروط والنـصاب واألغـلبـيات اخلاصة ابجلمعـيات العـامـة غـري العـاديـة‪.‬‬
‫املادة ‪ :37‬حـق املـساهـميـن فـي اإلطـالع‬
‫كـل مـساهـم يـستـطيـع أن يـستـعمـل حـقه فـي االطـالع ويـجب عـل مـجلس املـديـريـن أن يـبلـغ املـساهـمني أو يـضع تـحت‬
‫تـصرفـهم قـبل ثـالثـني يـومـا مـن انعقاد اجلـمعـية العامة الـوثــائـق الـضروريـة لـتـمـكـيـنهــم مــن إبـداء الـرأي عـن درايـة وإصدار قـرار‬
‫دقـيـق فـيـما يـخص إدارة الـشركــة وسـيـرهــا‪.‬‬
‫وجيـب عـلـ الـشـركـة أن تـبـلـغ الـمـسـاهـمـيــن أو تـضــع تـحـت تصـرفـهـم كـل الـمـعـلومـات الـتاليـة والـمـتضـمنة فـي وثـيـقـة أو أكـثر‪:‬‬
‫‪ / 5‬أسـمـاء أعـضـاء مـجـلـس الـمراقـبـة ومـجـلس الـمـديريـن واملديرين الـعامـيـن وألـقابـهـم ومـواطنـهـم‪ ،‬أو عـنـد االقتضاء بـيـان‬
‫لـلـشـركات األخـرى الـتـي يـمـارس فـيـهـا هـؤالء األشـخـاص أعـمـال الـتـسـيـري أو مـديريـة أو إدارة‪.‬‬
‫‪ /6‬نــص مـشـاريع الـقـرارات الـتـي قـدمــها مـجـلـس الـمديـريــن‪.‬‬
‫‪ /9‬عـنـد اقتضاء نــص مـشـروع الـقـرارات الـتـي قـدمهـا الـمـسـاهـمون وبـيـان أسـبابـهـا‪.‬‬
‫‪ /4‬ت ـقـريــر مـجـلـس الـمـديريـن الـذي يـقـدم إل ـ الـجـمـعـيــة‪.‬‬
‫‪ /7‬إذا تـضـمـن جـدول األعـمـال تـسـمـيـة أعـضـاء مـجـلـس املـديريــن أو مـجـلــس الـمراقـبـة أو عـزلـهـم يـجـب تـقـديــم قـائـمـة‬
‫تـتـضـمـن‪:‬‬

‫‪236‬‬
‫‪ 0000‬المالحق ‪ :‬الملحق رقم‪01‬‬

‫أ) اسم ولـقـب وســن الـمـتـرشـحـني والـمراجـع الـمـتـعـلـقـة بـمهنـهـم ونـشـاطـاتـهـم الـمهـنـيـة طـيـلـة الـسـنوات الـخـمـس األخـيـرة‪،‬‬
‫والسـيـمـا الـوظـائـف الـتـي ميـارسـونـهـا أو مـارسـوها يف شـركـات أخــرى‪.‬‬
‫ب) مـنـاصــب الـعـمـل أو الـوظـائـف الـتـي قــام بـهـا الـمـرشـحـون فـي الـشركـة وعـدد األسـهـم الـتـي يـمـلـكـونـهـا أو يـحـملوهنا فــي‬
‫الـشـركة‪.‬‬
‫‪ /2‬فـإذا كـان األمــر يـتـعـلـق اب لـجـمـعـيـة الـعامــة الـعاديـة‪ ،‬فـيـجـب ذكــر جـدول حـسـابـات الـنـتـائــج والـوثـائــق الـتـخـلـيصـيـة‬
‫والـحـصـيلـة أو الـتـقـريــر الـخـاص بـمـنـدوبـي الـحـسـابـات الـمـبـيـن لـنـتـائــج الـشـركـة خـالل كـل سـنـة مـالـيـة مـن الـسـنـوات الـخـمـسـة‬
‫األخـ يـرة أو كـل سـنـة مـاليـة مـقـفـلـة مـنـذ إنـشـاء الـشركـة أو دمـج شـركـة أخــرى فــي هـذه الـشـركــة إذا كـانت الـمـدة أقـل مــن‬
‫خـمـس سـنـوات‪.‬‬
‫‪ / 5‬إذا كـان األمــر يـتـعـلق بـجـمـعـيـة عـامــة غـيـر عـاديــة‪ ،‬تقـرير مـنـدوبـي الـحـسـابـات الـذي يـقـدم إىل الـجـمعـيـة الـعامــة عـنـد‬
‫االقتضاء‪.‬‬
‫كـمـا يـحـق لـكـل مـسـاهــم أن يـطـلــع خـالل الـخـمـسـة عـشـر يـومـا الـسـابـقـة النعقاد الـجـمـعـيـة الـعامــة الـعاديــة عـلـ مـا يلـي‪:‬‬
‫‪ /5‬جـرد جـدول حـسابـات الـنـتائج والـوثـائـق الـتـخليـصـيـة والـحـصيـلـة وقـائـمة الـقائـمـيـن ابإلدارة وجملس املـديـرين أو مـجـلـس‬
‫الـمـراقبة‪.‬‬
‫‪ /6‬تقاريـر مـنـدوبـي الـحـسـابـات الـتـي تـرفــع لـلـجـمـعـيـة الـعامة‪.‬‬
‫‪ / 9‬الـمـبـلـغ اإلجـمـالــي الـمـصـادق عـلـ صـحـتـه مـن مـنـدوبـي الـحـسـابـات واألجــور الـمـدفـوعـة إلـ خـمـسـة أشـخـاص‬
‫الـمـحـصـليـن عـلـ أعـلـ أجــر مـن الـشـركــة‪.‬‬
‫ويـرجــع حـق اإلطـالع عـلـ الـوثـائـق الـمـشـار إلـيـهـا أعــاله إلـ كـل واحــد مـن الـشـركـاء الـمـالـكـيـن لألسـهـم الـمـشـاعـة وإلـ‬
‫مـالـك الرقـبـة والـمـنـتـفـع ابألســهم‪.‬‬
‫وفــي حـالــة رفـض الـ شـركــة تـبـلـيـغ الـوثـائــق الـمـشـار إلـيـهـا أعــاله كـلـيـا وجـزئـيـا فـيـجـوز لـلـجـهـة الـقـضـائـيـة الـمـخـتـصـة الـتـي تـفـصـل‬
‫فــي هـذا الـشـأن عــن طـريــق االسـتـعـجـال بـنـاء عـل طـلب املـساهـم الـذي رفـض طـلبـه أن تـأمـر الشـركـة بـتبلـيغ هذه الـوثـائـق‬
‫تـحت طـائـلة اإلكـراه املـالـي‪.‬‬
‫الـباب الـســادس‬
‫السـنة املـالـية حـسابـات الشركة‪ ،‬تـخصيص وتـوزيـع األربـاح‬
‫املادة ‪ : 38‬السنة املالية ‪ -‬حساابت الشركة‪.‬‬
‫تـمسك احلـسابـات مـنتظـمة للعـملـيات املـالـية طـبقـا لـمقـتضـيات القـانون والسـاري بـه العـمل فـي التـجارة‪.‬‬
‫ويـتم إجـراء جـرد نـهائـي مـن طـرف جملـس املديريـن‪ ،‬مبخـتلـف عـناصـر األصـول والـديـون املـوجـودة فـي ذلـك التـاريـخ ويـضعـون‬
‫أيـضا حـساب االستغالل العـام وحـساب اخلـسائـر واألربـاح واملـيزانـية‪ ،‬ويـضعـون تـقـرير‪ ،‬مكتـوبـا عـن حالـة الشركـة ونشاطهـا أثـناء‬
‫السنـة املالـية املنصـرمة‪ ،‬واإلمـكانيات املـتوقـعـة لـتطورهـا واألحـداث الـواقـعة مـا بـني اختتام السـنة املـالـية وتـاريخ إعـداد التـقرير‪،‬‬
‫ونـشاط ات الشركـة فـي مـيدان البـحث والتنمـية وقـائـمة حـول الكـفاالت وضـمانـات االحتياطات والـرهـون املـقدمـة مـن طـرف‬
‫الشـركـة‪.‬‬

‫‪237‬‬
‫‪ 0000‬المالحق ‪ :‬الملحق رقم‪01‬‬

‫ويـتم حـساب االستغالل العـام وحـساب اخلـسائـر‪ ،‬األربـاح واملـيزانـية فـي كـل سـنة مـالـية حـسب نـفس األشـكال ونفس الطرق‬
‫التقديرية امل ستعملة يف السنني السابقة‪ ،‬غري أنه حال عرض التعديل تبث اجلمعية العامة يف التعديالت املعروضة بعد اإلطالع‬
‫عل احلساابت املوضوعة حسب نفس األشكال والطـرق القـديـمة واجلـديـدة وبناء عـل تـقرير مـجلـس املـديـريـن حـسب احلـال‬
‫وتـقرير مـندوبـي احلـساابت‪.‬‬
‫ويـجب وضـ ع املـستـندات املـشار إلـيها أعـاله تـحت تـصرف مـندوبـي احلـسابـات خـالل األربعة أشـهر عـل األكـثر التـالـية لـقفل‬
‫السـنة املـالـيـة‪.‬‬
‫املادة ‪ :39‬اإلستهالكـات واملؤوانت‪ ،‬االحتياطي القانونـي‪ ،‬ختصيص وتوزيـع األربـاح مـكافـأة مـجلـس اإلدارة‪.‬‬
‫يـجب عـل الشركـة حتـ فـي حالـة انعدام وعـدم كـفـايـة األرابح أن تـشرع فـي اإلسـتهـالكـات واملـؤونـات لـكي تـكون املـيزانـية‬
‫صـحيحـة‪.‬‬
‫وانـه فـي حـالة وجود نـقص فـي قـيمة األصـول امللحـقة ابألصـول سـواء كـان سـببهـا عن طـريـق االستهالك أو بـتغـيري الوسـائـل‬
‫الفـنية أو أي سـبب آخـر جيب أن تـكون ثـابتة بـاإلسـتهـالكـات‪ ،‬كـمـا يـجـب أن يـكون النـقص فـي القيمـة لبقـية عناصـر مـال‬
‫الشـركـة واخلـسائـر والتكالـيف احملتـملة مـحل املـؤونـات‪.‬‬
‫ويـجب أن تسـتهـلك مصاريف التـأسـيس قـبل كـل تـوزيـع لألرابح ابستثناء احلالـة التـي تـكون فيمـا الدولـة قـد منحـت لألسـهم‬
‫ضـمان ربـح أدنـ ويـجب أن تـستـهلـك مـصاريـف زيـادة رأس املـال عـل األكـثر عـند انقضاء السـنة املـالـية اخلـامـسة والتـالـية‬
‫للسـنة املـالـية التـي صـرفـت خـاللـها ويـسوغ خـصم هـذه املـصاريـف مـن مـبلـغ عالوات اإلصـدار املـتعـلقة بـهذه الـزيـادة‪.‬‬
‫تـتشـكـل األربـاح الصـافـية للشـركـة مـن النـتائـج الصـافـي مـن السـنة املـالـية بـعد طـرح املـصاريـف العـامـة وتـكالـيف الشـركـة األخـرى‬
‫بـإدراج جـميع اإلسـتهـالكات واملـؤوانت‪.‬‬
‫ويـجب أن تـقتـطع بـنسـبة نـصف العـشر عـل األقـل وتـطرح مـنها عـند االقتضاء اخلـسائـر السـابـقة ويـخصص هـذا االقتطاع‬
‫لـتكويـن االحتياطي القـانـونـي وكـل مـداولـة مـخالـفة لـهذا احلكـم تـعتـرب بـاطـلة غـري أنـه ال يـصبـح اقتطاع هـذا اجلـزء إلـزامـي إذا بـلغ‬
‫االحتياطي عـشر رأسـمال كـما يـجوز للجـمعـية العـامة أن تـقرر تـشكـيل احتياطات أخـرى تـختـارهـا‪ ،‬تـحدد مـواضـيعـها‬
‫وعـنواهنـا‪.‬‬
‫وتتـكون األربـاح القـابـلة للتـوزيـع مـن الـربح الصافـي للسـنة املـالـية وبـزيـادة األربـاح املـنقـولـة وذلـك بـعد خـصم االحتياطي القـانـونـي‬
‫والـخـسائـر السـابـقة وحـصة األربـاح اآليـلة للعـمال ويـجوز للجـمعـية عـالوة عـل ذلـك أن تـقرر تـوزيـع املـبالـغ املـقتـطعـة مـن‬
‫االحتياطات االختيارية املـوضـوعـة حتـت تـصرفـها وفـي هـذه احلـالـة يـجب أن يـبيـن القـرار صـراحـة عـنوان االحتياطي الـذي يـقع‬
‫مـنه االقتطاع‪.‬‬
‫بـعد املـواف ـقة عـل احلـسابـات والتـحقق مـن وجـود مـبالـغ قـابـلة للتـوزيـع تـحدد اجلـمعـية العـامة احلـصة املمـنوحـة للشـركـاء تـحت‬
‫شكـل أرابح وكـل ربح يـوزع خـالفا لـهذه القـواعـد يـعد ربـحا صـوريـا‪ ،‬غـري أنـه ال تـعد أرابحـا صـورية الدفـعة املـسبـقة تـحت‬
‫احلـساب مـن أربـاح السـنة املـالـية املـقفـلة أو اجلـاريـة والتـي يـقرر مـجلـس املـديـرين تـوزيـعهـا قـبل املـوافـقة عـل حـساب السـنتـني‬
‫املـذكـورتـني وذلك‪:‬‬
‫‪ -‬إذا كـانت للشـركـة قـبل التـوزيـع املـقرر بـعنوان السـنة املـالـية السـابـقة‪ ،‬احتياط مـن غـري االحتياطات القـانـونية يـفوق مـبلـغ‬
‫الـدفـعات املـسبـقة‪.‬‬

‫‪238‬‬
‫‪ 0000‬المالحق ‪ :‬الملحق رقم‪01‬‬

‫ـ إذا كـانـت املـيزانـية املـوضـوعـة خـالل السـنة املـالـية أو فـي آخـرهـا وبـعد املـصادقـة عـليـها مـن طـرف مـندوب احلـسابـات تـثبـت أن‬
‫الشـركـة حـصـلت خـالل السـنة املالية بـعــد تـكوين‬
‫اإلسـتهـالكـات واملـ ؤونـات الضـروريـة أرابحـا صـافـية زائـدة عـل مـبلـغ الـدفـعات وذلك بـعد طـرح اخلـسائـر السـابـقة فـي حـالـة‬
‫وجـودهـا واالحتياطي القـانـونـي‪.‬‬
‫‪ -‬ويـجـب أن يـتم دفـع األربـاح فـي أجـل أقـصاه تـسعـة أشـهر بـعد إقـفال السـنة املـالـية ويـمـكن مـد هـذا األجـل بـقرار قـضائـي‪.‬‬
‫وتـحدد طـرق وكـيفـيات دفـع األربـاح مـن طـرف اجلـمعـية العـامـة املـصادقـة عـليـها وفـي حـالـة عـدم تـحديد ذلـك مـن طـرف‬
‫اجلـمعـية العـامـة يـقوم بـذلـك مـجلـس املـراقـبة أو مـجلـس املـديريـن‪.‬‬
‫ويـحضـر اشرتاط فـائدة ثـانـية أو إضـافـة لـصالـح املـساهـمني وكـل شـرط مـخالـف لـهذا احلـكم يـعتـرب كـأن لـم يـكـن وذـلك‬
‫ابستثناء فـي حـالـة مـا إذا مـنحت الـدولـة لألسـهم ضـمان ربـح أدنـ ‪.‬‬
‫ال يـجوز طـلـب اسرتداد أي ربـح مـن املـساهـمني أو حـامـلي األسـهم مـا عـدا فـي حـالـة التـوزيـع اجلـاري خـالفا للفـقرتـني‬
‫السـابـقتيـن‪.‬‬
‫مكـافـأة مـجلـس اإلدارة‬
‫تـقرر اجلـمعـية العـامـة العـاديـة دفـع مـكافـآت ألعـضاء مـجلـس املـديـرين غـري أن هـذه املـكافآت تـتوقـف حـسب كـل حـالـة عـل‬
‫دفـع األربـاح للمـساهـميـن وال يـجوز فـي أي حـال مـن األحـوال أن يـجاوز مـبلـغ املـكافـآت عـشر األربـاح القـابـلة للتـوزيـع وذلـك‬
‫بـعد طـرح االحتياطات املـكونـة تـنفـيذ لـقرار اجلـمعـية العـامـة واملـبالـغ املـرحـلة مـن جـديـد‪ ،‬كـما يـمـكن أيـضا مـراعـاة املـبالـغ‬
‫املـشروع فـي تـوزيـعـها التـي تـقتـطع مـن الـربح الصـافـي وذلـك بـعد اقتطاع االحتياطي القـانـونـي وحـصة األربـاح اآليـلة للعـمال‬
‫واخلـسائـر السـابـقة وكـذلـك ال يـسوغ اعتبار املـبالـغ الـمدرجـة فـي رأس املـال واملـقتـطعـة مـن عـالوات اإلصـدار ألجـل حـساب‬
‫املـكافـأة‪.‬‬
‫املادة ‪ :41‬الشـركـات الـتابـعة واملـساهـمـات والتـجمـعات‬
‫يـجوز لـمجـلس املـديـرين بـرتخـيص مـن مـجلـس املـراقـبة أن يـساهـم فـي شـركات أخـرى سـواء عـن طـريـق شـراء أسـهم أو عـن‬
‫طـريـق تـقدميات نـقديـة أو عـينـية أو االكتتاب فـي أسـهم جـديـدة‪ ،‬وفـي هـذا اخلـصوص يـجب عـل جملـس اإلدارة أن يـقدم‬
‫تـقريـرا خـاصـا للجـمعـية العـامة السـنويـة عـن هـذه املسامهات وتـخضع هـذه املـساهـمات لـألحـكام التـالـية‪:‬‬
‫إذا كانـت الشـركـة تـمتلـك ‪ % 78‬أو أكـثر فـي شـركـة أخـرى فـإن الشـركـة األخـرية تـابـعة لـها‪ ،‬فـإذا أصـبحـت شـركـة أخـرى‬
‫تـمتـلك فـي الشـركـة مـحل هـذا العـقد ‪ %78‬أو أكـثر تـصـبح هـذه الشـركـة تـابـعة‪ ،‬ويـجب عـل مـجلـس اإلدارة أن يـشري فـي‬
‫التـقرير السـنوي إلـ نـشاطـات الشـركـات التـابعـة للشركـة وبـالنـسبة لـكل فـرع مـن النـشاط وبـني النـتائـج املـحصل عـليـها‪ ،‬كـما‬
‫يـجوز إلـحاق املـيزانـية السـنويـة بـجدول وضـعـية الفـروع املـساهـم فـيهـا حـسبمـا يـقتـضيه القـانون‪.‬‬
‫ال يـجوز بـأي حـال مـن األحـوال أن تـحوز الشـركـة أسـهمهـا فـي شـركـة أخـرى إذا كـانـت هـذه الشـركـة حـائزة لـجـزء مـن‬
‫رأسـمالـها‪.‬‬
‫يـجوز لـمجـلـس املـديـرين بـرتخـيص مـن مـجلـس املـراقـبة أن يـؤسس أو يـنظم ألي تـجمـع تـرى أنـه مـن شـأنـه أن يسـهـل النشـاط‬
‫ويطـور وحيسـن ويؤسـس النشـاط االقتصادي للشركـة غري أنه يـحق للجـمعـية العـامـة العـاديـة أن تـقرر االنسحاب مـن هـذه‬
‫التـجمـعات‪.‬‬

‫‪239‬‬
‫‪ 0000‬المالحق ‪ :‬الملحق رقم‪01‬‬

‫البــاب الـسـابـع‬
‫التـحويـل‪ -‬احلـل‪-‬التـصفـية واملـنازعـات‬
‫املادة ‪ :41‬التـحويـل‬
‫ميكـن للشركـة أن تتـحـول إلـ شـركـة أخـرى فــي‬
‫أي شـكل كـانت تـجاريـة أو مـدنـية إذا كـان غـرضـها االجتماعي يـسمـح بـذلـك‪ ،‬وذلك إذا كـان لـها وجـود عـند التـحويـل لـمدة‬
‫أكـثر مـن سـنتـني وتـم املـصادقـة عـل السـنتـني املـالـيتـني األولتـني‪.‬‬
‫ق ـرار التـحويـل يـتم بناء علـ تـقرير مـراقـب أو مـراقـيب احلـسابـات ويـجب أن يـشهد هذا التـقرير أبن رؤوس األموال الصافـية‬
‫تـساوي عـل األقـل رأسـمال الشركة‪.‬‬
‫وفـي خـالف ذلـك فـإن التـحويـل يـجب إخـضاعـه لـموافـقة جـمعـية أصـحاب السـندات وقـرار التـحويـل يـنشـر طـبقـا للقـانون‪.‬‬
‫التـحويـل إلـ شـركـة مـدنـية أو شـركـة تـضامـن يـلزم مـوافـقة جـميع الشـركـات وفـي حـالة التـحويـل إلـ شركـة تضامن فان الشروط‬
‫املنصوص عليها يف الفقرتني السابقتني غري الزامية ‪،‬التحويل إىل شركـة التـوصـية البـسيطة أو التـوصـية بـاألسـهم يـقرر طبقـا‬
‫للشـروط املـنصوص عـليـها فـي تـعديـل القـانـون األسـاسـي مـن طرف اجلمعـية الـعامة غري العـاديـة‪ ،‬وابتفاق جـميع الشـركـاء الـذيـن‬
‫يـصبحون مـوصون‪.‬‬
‫التـحويـل إلـ شـركـة ذات مـسؤولـية حمـدودة يتقـرر طبقـا للشروط املنصوص عليها من اجل تعديل القانون األساسي للشركة مـن‬
‫هـذا الشـكل‪.‬‬
‫الـمادة ‪ :42‬احلــل والتـصفـيـة‬
‫‪ )/‬اجلـمعـية العـامـة غـري العـاديـة هـي التـي تـقرر حـل الشـركـة بـانـتهاء مـدتـها كـما تـستـطيـع فـي أي مـرحـلة أن تـقرر احلـل املـسبق‬
‫وتـقرر كـيفـيات تـصفيتـها وتـعيني واحـد أو أكـثر مـن املـصفـني وتـحدد صـالحـيـاتـهم أو سلطاهتم ويـباشـرون مـهامهـم وبتعـيينـهم‬
‫مـهام جملـس املـديـرين ومـجلـس املراقبة‪.‬‬
‫‪ )//‬املـحكمـة يـمكـنهـا بناءا عـل طـلـب مـن يـهمـه األمـر أن تـحكـم بـحل الشـركـة إذا أصـبح عـدد املـسامهـني أقـل مـن سـبعـة ولـم‬
‫يـرتـفع إلـ الـحد القـانـونـي فـي مـدة أكـثر مـن سـنة وفـي حـالـة مـا إذا اخنفض رأسـمال الشـركـة إلـ أقـل مـن املبلـغ املـحدد قـانـونـا‬
‫ولـم تـقـم الشـركـة بـرفـعه أو تـحويـل الشـركـة إلـ شـكل أخـر‪.‬‬
‫‪ )///‬إذا أصـبح األصـل الصـافـي للشـركـة مـنخـفضـا بـفعـل اخلـسائـر الثـابـتة فـي وثـائـق احلـسابـات إلـ ربع رأسـمال الشـركة‪ ،‬فـإن‬
‫مـجلـس املـديـريـن يـكون مـلزمـا فـي خـالل األرب عـة أشـهر التـالـية للمـصادقـة عـل احلـسابـات التـي كـشفت عـن هـذه اخلـسائـر‬
‫ابستدعاء اجلـمعـية العـامـة غـري العـاديـة للنـظر فـيمـا إذا كـان يـجب اختاذ قـرار حـل الشـركـة قـبل حـلول األجـل وإال تـلتـزم الشـركـة‬
‫فـي أقـص أجـل قـبل السـنة املـالـية التـا لـية التـي تـلي السـنة التـي تـم فـيهـا التـحقق مـن اخلـسائـر لـتخـفيض رأسـمالـها بـقدر يـساوي‬
‫عـل األقـل مـبلـغ اخلـسائـر التـي تـخصـم مـن االحتياطي ‪ ،‬وفـيمـا إذا لـم تـحدد فـي هـذا األجـل رأس املال الصـافـي بـقدر يـساوي‬
‫عـل األقـل ربـع رأسـمال الشركـة وذـلك بـشرط أال يـؤدي التـخفـيض إلـ أقـل مـن احلـد األدنـ املـقدر بـملـيون ديـنار فـي حـالة‬
‫االكتتاب املـغلق وخـمسـة مـاليـني ديـنار فـي حـالة االكتتاب العـلنـي وإال وجـب رفـع رأسـمال إلـ مـبلـغ احلـد األدنـ فـي خـالل‬

‫‪240‬‬
‫‪ 0000‬المالحق ‪ :‬الملحق رقم‪01‬‬

‫سـنة أو حتويـل الشركـة فـي نفـس الزمـن إىل شركـة ذات شـكل آخـر‪ ،‬وعـند عـدم ذلـك يـجوز لـكل مـعنـي ابألمـر أن يطلـب مـن‬
‫القـضاء حـل الشـركـة بـعد شـهرين مـن إنـذار مـمثـلي الشـركـة بـتسـويـة الـوضـعـية وتـنتهـي الـدعـوى إذا زال سـبب احلـل‪.‬‬
‫تـعـد الشـركـة فـي حـالـة تـصفـية قـائـمة الحتياجات التـصفـية إلـ أن يـتم إقفالـها‪ ،‬وال يـنتـج حـل الشـركـة أثـاره عـل الغـري إال‬
‫ابتداء مـن اليـوم الـذي نـشر فـي السـجل التـجاري‪.‬‬
‫ويـجـب أن يـنشـر العـقد الـذي بـموجـبه تـم تـعيني املـصفـني مـهمـا كـان شـكلـه فـي أجـل شـهر فـي النـشرة الـرسـمية لـإلعـالنـات‬
‫القـانـونـية وفـضال عـن ذلـك فـي جـريـدة مـختـصة لإلعـالنـات القـانـونـية للـواليـة التـي يـوجـد بـها مـقر الشـركـة ويـجب أن يـتضـمـن‬
‫النـشر البـيانـات التـاليـة‪:‬‬
‫‪ /5‬عـنوان الشركـة وامسها متبـوعا عـند االقتضاء بـمخـتصـر اسم الشـركـة‬
‫‪ /6‬نـوع الشـركـة مـتبوع بـإشـارة فـي "حـالـة التـصفـية"‬
‫‪ /9‬مـبلغ رأس املـال‬
‫‪ /4‬عـنوان مـركـز الشـركـة‬
‫‪ /7‬رقـم قـيد الشـركـة بـالسـجل التـجاري‬
‫‪/2‬سـبـب التـصفـية‬
‫‪ /5‬اسم املـصفـني ولـقبـهم ومـواطـنهم‬
‫‪ /0‬حـدود صـالحـياتـهم عـند االقتضاء‪.‬‬
‫بـاإلضـافـة إلـ ذلـك يـجب أن تـتضـمن النـشرة تـعيني املـكان الـذي تـوجـه إلـيه املـراسـالت واملـكان اخلـاص ابلعـقود والواثئـق‬
‫املـتعـلقة بـالتـصفـية واحملكمة التـي يـتم فـي كتـابتـها إيـداع العـقود واألوراق املتصـلة ابلتصفـية مبـلحق السـجل التـجاري وكـما يـجب‬
‫عـل املصفـي تـبلـيغ نـفس البـيا انت للمساهـمني برسـالة عاديـة كما يـجب عليـه أثـناء التصفـية وتـحت مـسؤولـيته القـيام‬
‫بـإجـراءات النـشر الـواقـعة عل املمثـلني القانـونـيني للشـركـة‪ ،‬وكـذلـك كـل التـعديـالت التـي تـطرأ عـل البـيانـات اخلـاضـعة للنـشر‪.‬‬
‫كـما أنـه ال جيـوز أثـناء التـصـفـي ة إحـالـة جـزء مـن أمـوال الشـركـة إلـ أحـد أعـضاء مـجلـس املـراقـبة أو مـجلـس املـديـرين أو‬
‫مـندوبـي احلـسابـات إال بـاملـوافقـة اجلـماعـيـة للمـساهـمني بـاألغـلبـية املـنصوص عـليـها فـي شـركـات املسامهة أو برتخيص من‬
‫احملكمة وحيضـر حضـرا اتما التنازل عن جـزء من مال الشركة إىل املصفـني أو مـستخدمـيهم أو أصـولـهم أو أزواجـهم أو أصهارهم‬
‫أو فروعهم‪.‬‬
‫كـما تـستطـيع اجلـمعـية العـامـة غـري العـاديـة للمـساهـمني أن تـرخـص بـالتـنازل اإلجـمالـي عـن مـال الشـركـة أو عـن حـصة املـال‬
‫املـقدمـة إلـ شـركـة أخـرى إذا كـان قـد تـم ذلـك خـاصـة عـن طـريـق اإلدمـاج‪.‬‬
‫ال يـنجـم عـن حـل الشـركـة فـسخ إيـجارات العـقارات املـستـعمـلة لـنشـاط الشـركـة بـما فـيهـا مـحالت السـكن التـابـعة لـهذه‬
‫العـقارات حبكم الـقانـون كـما أنـه فـي حـدود هـذه اإليـجارات إذا لـم يـعد التزام الضـمان فـي حـالـة التـنازل عـن اإليـجار مـضمـونـا‬
‫فـإنـه يـمكن استبداله بـأمـر استعمال بـضمـان آخـر كـاف يـقدم مـن مـتنازل لـه أو الغـري‪.‬‬
‫تـحتـفظ اجلـمعـية العـامـة بـسلطـاهتـا طـوال وجـود التـصفـية وتـبقـ األسـهم قـابـلة للمـداولـة حـىت إقفال التـصفـية‪.‬‬

‫‪241‬‬
‫‪ 0000‬المالحق ‪ :‬الملحق رقم‪01‬‬

‫عـند نـ هايـة التـصفـية يـدعـي املـسامهـني للنـظر فـي احلـساب اخلـتامـي وفـي إبـراء إدارة املـصفـي وإعفائه مـن الوكـالـة والتـحقق مـن‬
‫خـتام التـصـفية وفـي حـالة عـدم دعـوة املـساهـمني فـإنـه يـجوز لـكل مـساهـم أن يـطـلب قـضائـيا تـعيني وكيـل يكلـف ابلقـيام‬
‫إبجراءات الـدعـوة بـموجـب أمر مستعجل‪.‬‬
‫وإذا لـم تـتمـكن اجلـمعـية املـكلـفة بـإقـفال التـصفـية املـنصوص عـليها فـي الفـقرة السـابـقة أو رفـضت التـصديـق عـل حـسابـات‬
‫املـصفـي فانـه حيكـم بقـرار قضـائي يطلـب من املصفـي أو كل من يهمـه األمـر وهلذا الغرض يضـع املصفـي حساابتـه بـكتـابـة‬
‫املـحكـمة حـيث يـتـمكن كـل مـعنـي بـاألمـر أن يـطلـع عـليـها ويـحصل عـل نـسخـة مـنها عـل نـفـقته‪ ،‬وتتـولـ املـحكـمة النـظر‬
‫فـي هـذه احلـسابـات وعـند االقتضاء فـي إقـفال التـصفـية مـحل املـساهـمني وال يـنـتج تـصفـية الشـركـة أثـره اجتاه الغـري إال بـعد‬
‫استيفاء اإلجـراءات التـالـية‪ :‬إيـداع حـساب املـصفـني ونـشر إعـالن إقـفال التـصفـية بـعد التـوقـيع عـليـه فـي النـشرة الرسـميـة‬
‫لـإلعـالنـات القـانـونـيـة أو فـي جـريدة مـعتـمدة بـتلقـي اإلعـالنـات القـانـونـية ويـتضمـن هـذا اإلعـالن البـيانـات التـالـية‪:‬‬
‫‪ /5‬العنوان أو التـسمـية التجاريـة متبوعـة عـند االقتضاء مبخـتصر اسم الشركة‪.‬‬
‫‪ /6‬نـوع الشـركـة مـتبـوع ببـيان فـي "حـالـة تـصفـية"‬
‫‪ /9‬مـبلـغ رأسـمالـها‬
‫‪/4‬عـنوان مـقر الـرئيـسي‬
‫‪ /7‬أرقـام قـيد الشـركـة بـالسـجل التـجاري‬
‫‪ /2‬أسـماء املـصفـني وألقـابـهم ومـوطـنـهم‬
‫‪ /5‬تـاريـخ وحمل انعقاد اجلـمعـية املـكلـفة بـاإلقـفال إذا كـانـت هـي التـي وافـقت عـل حـسابـات املـصفـيـن أو عـند عـدم ذلـك‪،‬‬
‫تـاريخ احلـكم القـضائـي املـنصوص عـليـه فـي املـادة املـتقدمـة وكـذلـك بـيان املـحكـمة الـيت أصـدرت احلـكم‪.‬‬
‫‪ /0‬ذكر كتابـة احملكمة التـي أودعـت فـيهـا حـسابـات املـصفـني‪.‬‬
‫يبقـ املصفـون مسؤولـون اجتاه الشركة والغري عن النتائـج الضارة احلاصلـة عـن األخـطاء التـي ارتكبوها أثـناء املمارسـة ملهامهم‬
‫تـتقادم مبرور ثـالث سـنوات من وقف ارتكاب العـمل الضـار أو مـن وقـت العـلم بـه إن كـان قـد أخـف وإذا كـان الفـعل املرتـكب‬
‫جنايـة فـإن الدعـوى فـي هـذه احلالـة تتقـادم بـمرور عـشر سـنوات‪.‬‬

‫املادة ‪ :43‬املـنازعـات واختيار املـوطـن‬


‫كـل املـنازعـات التـي لـها عـالقـة بـأعـمال الشـركـة التـي يـمكن أن تـنشأ أثـناء حـياة الشـركـة أو أثـناء تـصفـيتـها سـواء بـني‬
‫املـساهـمني أو أثـناء تـصفـيتـها سـواء مـا بـني املـساهـمني أو أعضاء مـجلـس املـديريـن أو مـجلـس املـراقـبة والشـركـة سـواء تـتعـلق‬
‫بـاملـسامهـني فـيمـا بـينـهم تـخـضع للمـحاكـم الكـائـن بـمقـر الشـركـة‪.‬‬
‫فـي هـذه احلالـة ويف حالة املـنازعـات‪ ،‬كـل مـساهـم يـختـار عـنوان لـه كائـن بـمقر الشـركـة وكـل تـكلـيف بـاحلضور أو تبليغ يـبلـغ‬
‫قـانـوان لـهذا املوطـن‪.‬‬
‫وفـي حالة عدم اختيار املـوط ـن‪ ،‬فـإن التـكلـيف بـاحلـضور والتـبلـيغـات تـكون صـحيحـة عـن طـريـق نـيابـة اجلمهـورية املوجـود هبا‬
‫مـقر الشـركـة‪.‬‬

‫‪242‬‬
‫‪ 0000‬المالحق ‪ :‬الملحق رقم‪01‬‬

‫البـاب الثـامـن‬
‫تـعييـن أول أعـضاء مـجلـس املـراقـبة ومـراقـيب احلـسابـات‬
‫شـكـليـات التـأسـيس‪ ،‬املـصاريـف‬
‫املادة ‪ :45‬تـعيني أول أعـضاء مـجلـس املـراقـبة وأوراق احلـضور‬
‫يـعـني يف صـفة أول املـديـرين الـذيـن يـشكـلون مـجلـس اإلدارة الـسادة‪:‬‬
‫إداري‪.‬‬ ‫السـيـد‪........................................................................:‬‬
‫إداري‪.‬‬ ‫السـيـد‪........................................................................:‬‬
‫إداري‬ ‫السـيـد‪........................................................................:‬‬
‫وصـرحـوا علـ إنـفراد وكـل واحـد فـيمـا يـخصـه أنـهم قـبلـوا املـهمـة املوكـولـة لـهم وأن لـيـس ألي واحـد مـنـهم أى تـعارض أو مـانـع‬
‫لـهذا التـعيـني الذي ينتـهي مـفعولـه عل إثـر انعقاد اجلـمعـية العـامـة للمـصادقة عل حساابت سـنة ………………‪....‬‬
‫املادة ‪ :46‬تـعيني مـراقـب احلـسابـات‬
‫مـندوب حـسابـات ‪.........................................................:‬‬ ‫عـني لـمدة ‪.............‬‬
‫السـيد‪................................................ :‬‬
‫الـذي أدلـ بـقبـوله هبـذه املـهـمة والـيت‪ -‬للقـيام بـها‪ -‬صـرح أبنه لـيـس لـديـه أي تـعارض أو مـانـع وذلـك كـما يـستخـلص مـن‬
‫رسـالـة مـوجـهـة مـنه إلـ الشـركة بتـاريـخ‪ ، ..........................‬امللحقة نسخة منها أبصل هذا العقد بعد التأشري عليها‪.‬‬
‫أن مـفعـول هـذا التـعييـن سـينتـهي إثـر اجلـمعـية العـامة الـيت تـنعـقد للمـصادقـة علـ حـسابـات سـنة‬
‫تـحدد مـكافأة مـندوب احلـساابت طبقـا للمقـتـضيات التـنظيـمية اجلـاري بـها العمل‪.‬‬
‫الـبــاب التاسـع‬
‫املصاريف‪ -.‬ثبوت الشخصية املعنوية للشركة ‪ -‬النشر واإلشهار‪.‬‬
‫املادة ‪: 47‬املصاريف‪.‬‬
‫كـل املـصاريـف واحلـقوق واألتـعاب الـالزمة لـهذا العـقد وتـوابـعه يـتحـمله علـ وجـه التـكافـل والتـضامـن كـل املـساهـمـني كـل‬
‫واحـد بـنسـبة مـا يـملـك مـن أسـهم فـي الشـركـة الـيت أتخـذهـم الشـركـة علـ عـاتقـها بـعد قـيدهـا فـي السـجل التـجاري ‪.‬‬
‫هـذه املـصاريـف تـستـنزل مـن األرابح وتـستـهلك علـ مـدى فـرتة خـمسـة أعـوام كأجـل أقـص ‪.‬‬
‫املادة ‪ :48‬ثـبوت الشـخصـية املـعنـويـة للشـركـة‪:‬‬
‫ال تـتمتـع الشـركـة ابلشـخصـية املعـنويـة إال ابتداء مـن تـاريـخ قـيدهـا ابلسـجل التجـاري ‪ ،‬علـ أن االلتزامات الـيت تـرتـبت فـي فـرتة‬
‫أتسـي ـس الشـركـة يـتم املصـادقـة عليـها بـقوة القـانـون مـن أعـضاء اجلمـعـية العـامة العـاديـة فـي اجتماعها للمـصادقـة عـل حـسابـات‬
‫السـنة املـالـية األولـ ‪.‬‬
‫املادة ‪: 49‬النشر واإلشهار‪.‬‬
‫خــول للموثق الصالحيات للقـيام إبتـمام إجـراءات النـشـرة فـي اجلـريـدة الرمسـية لإلعـالنـات القـانـونـية‪ ،‬وإتـمام القـيد فـي السـجل‬
‫التـجاري ابملـركـز اجلـهوي بـ ‪........................................................................................‬‬

‫‪243‬‬
‫‪ 0000‬المالحق ‪ :‬الملحق رقم‪01‬‬

‫وعـمـوما يـخول كـل حـامل لـنـسخة من هـذا القـانـون األسـاسي أو مـختـصر مـنه القـيام بـهـذه اإلجـراءات‪.‬‬
‫إثبـاتـا لـمـا ذكــر‬
‫حـرر هـذا الـعـقــد مبـكـتــب الـتـوثـيــق‬
‫الـكـائـن بـ ‪.......................................................................................................‬‬
‫وذلـك سـنة ‪......................................................‬‬
‫وبـعد تـالوة لـمضـمون العـقد عل احلـاضـريـن أمضوه جـميعـهم مـع املـوثـق‪.‬‬
‫ـ النصوص القانونية اليت تضبط هذا العقد من املادة ‪ 599‬إىل املادة ‪ ،557‬من املادة ‪ 557‬مكرر‪ 5‬إىل املادة ‪ 557‬مكرر‬
‫‪ ،7‬من املادة ‪ 552‬إىل املادة ‪ ،555‬من املادة ‪ 555‬مكرر إىل املادة ‪ 555‬مكرر ‪ ،4‬من املادة ‪ 088‬إىل املادة ‪ ،046‬من‬
‫املادة ‪ 756‬إىل املادة ‪ ،557‬من املادة ‪ 557‬مكرر إىل املادة ‪ 557‬مكرر ‪ ،96‬من املادة ‪ 557‬اثلثا إىل املادة ‪ 557‬اثلثا‬
‫‪ ،58‬من املادة ‪ 552‬إىل املادة ‪ ،596‬من املادة ‪ 596‬مكرر إىل املادة ‪ 596‬مكرر ‪ .4‬من القانون التجاري‪.‬‬
‫ـ الواثئق املطلوبة لتحرير هذا العقد‪:‬‬
‫ـ نسخة منه بطاقة التعريف الوطنية لألطراف‪.‬‬
‫ـ نسخة من شهادة ميالد األطراف‪.‬‬
‫ـ شهادة التسمية‪.‬‬
‫ـ شهادة السوابق العدلية لألطراف‪.‬‬
‫اإلج ـراءات‪:‬‬
‫ـ يسجل هذا العقد يف مدة أقصاها شهر حبقوق قدرها ‪ % 8,7‬من رأس املال إن كان أقل مـن ‪ 788 888‬دج‪ ،‬وإن زاد‬
‫عن ‪ 788 888‬دج فقد تتغري النسبة‪.‬‬
‫ـ النشــر‪:‬‬
‫ـ ينشر ملخص منه جبريدة اليومية‪.‬‬
‫ـ ينشر ملخص منه ابلنشرة الرمسية لإلعالانت القانونية‪.‬‬
‫اإليداع‪:‬‬
‫يتم إيـداع نـسخـتيـن مـن هـذا العـقد ابملـركـز اجلـهوي للسـجـل التـجاري للوالية‪.‬‬

‫‪244‬‬
‫‪ 2020‬المالحق ‪ :‬الملحق رقم‪02‬‬

‫امللحق رقم‪:20‬‬
‫شركات الّيت تكون‬
‫نقرتح إدراج شرط املوافقة يف القوانني األساسيّة لشركات املسامهة ذات االكتتاب الفوري‪ ،‬أو يف ال ّ‬
‫غري مقيّدة يف بورصة اجلزائر على النّحو اآليت‪:‬‬
‫البند ‪ :...‬شرط املوافقة‬
‫ال جيوز إحالة األسهم إىل الغري أبي وجه كان ّإال مبوافقة الشركة‪ ،‬ما عدا حالة اإلرث أو اإلحالة اليت تتم فيما بني الزوجني‪ ،‬أو‬
‫اليت تتم فيما بني األصول والفروع‪.‬‬
‫بشرط أن تكتسي هذه األسهم بصفة خاصة الشكل االمسي‪ ،‬سواء مبوجب القانون أو مبوجب القانون األساسي للشركة‪.‬‬
‫يوجه طلب املوافقة إىل الشركة من قبل املساهم احمليل عن طريق رسالة موصى عليها مع وصل االستالم تتضمن اسم ولقب‬
‫احملال إليه وعنوانه وعدد األسهم املقرر إحالتها والثمن املعروض لشرائها مىت كان احملال إليه شخصا طبيعيا‪ ،‬وشكل الشركة‬
‫وتسميتها التجارية ومقرها االجتماعي ورأمساهلا وهوية مديريها مىت كان احملال إليه شخصا معنواي‪.‬‬
‫على أن تنتج املوافقة سواء الصرحية من تبليغ قرار االعتماد أو الضمنية من عدم اجلواب خالل أجل شهرين اعتبارا من اتريخ‬
‫استالم الشركة للطلب‪.‬‬
‫كما تنتج املوافقة الضمنية عندما توافق الشركة على مشروع رهن حيازي ألسهم من أسهمها حسب الشروط املنصوص عليها‬
‫يف املادة‪517‬مكرر ‪ 75‬من القانون التجاري‪ ،‬حبيث يرتتب على هذه املوافقة قبول احملال إليه الذي رسا عليه املزاد يف حالة‬
‫التنفيذ على األسهم املرهونة وبيعها جربا طبقا ألحكام نص املادة‪ 181‬من القانون املدين‪ ،‬ما مل تفضل الشركة بعد اإلحالة‬
‫اسرتجاع األسهم ابلشراء دون أي أتخري قصد خفض رأمساهلا‪.‬‬
‫الشراء بعد انقضاء أجل شهرين اعتبارا من اتريخ إبالغ املساهم‬
‫فضال عن ذلك تتحقق املوافقة الضمنية عندما ال يتح ّقق ّ‬
‫القضائي‬
‫ّ‬ ‫الشراء بعد انقضاء التّمديد‬
‫الشركة ملشروع اإلحالة املعروض عليها للموافقة‪،‬كما تنتج عندما ال يتح ّقق ّ‬
‫احمليل برفض ّ‬
‫الشركة‪.‬‬
‫املختصة بناء على طلب ّ‬
‫ّ‬ ‫الصادر عن رئيس احملكمة‬
‫للشراء ّ‬‫لألجل القانوين احمل ّدد ّ‬
‫يف حالة املوافقة يتعني على اهليئة املؤهلة يف الشركة قيد عملية اإلحالة يف سجل الشركة املعد خصيصا هلذا الغرض‪ ،‬أما يف حالة‬
‫رفضها ملشروع اإلحالة املعروض عليها يتعني عليها تبليغ قرار الرفض إىل املساهم احمليل خالل أجل شهرين اعتبارا من اتريخ‬
‫استالم الشركة لطلب املوافقة‪ ،‬فمىت مت ذلك وجب على هذه اهليئة خالل أجل شهرين اعتبارا من اتريخ تبليغ قرار الرفض‬
‫للمساهم املعين العمل على تقدمي بديل عن احملال إليه املرفوض من قبلها‪ ،‬سواء كان من بقية املسامهني أو من الغري‪ ،‬أو أن‬
‫تعمل على شراء األسهم حمل اإلحالة حلساب الشركة نفسها بغرض ختفيض رأمساهلا بعد حصوهلا على موافقة املساهم احمليل‬
‫طبعا‪ ،‬على أنه مىت قررت األخذ ابخليار األخري أي قررت شراء األسهم حمل اإلحالة حلساهبا اخلاص وجب عليها يف هذه‬
‫احلالة إلغاء األسهم املشرتاة يف أقرب وقت ممكن‪ ،‬غري أنه جيوز متديد األجل القانوين احملدد للشركة لتقدمي بديل عن احملال إليه‬
‫املرفوض من قبلها بقرار من رئيس احملكمة املختصة بناء على طلب الشركة‪ ،‬على أن يتم حتديد الثمن العادل لألسهم حمل‬
‫اإلحالة ابتفاق الطرفني‪ ،‬فإن مل يتفقا فيتم حتديده عن طريق اللجوء للجهة القضائية املختصة يف هذا الشأن‪.‬‬
‫*يف حالة إدراج شرط املوافقة يف القانون األساسي هلذا النوع من الشركات جيب إضافة املواد من ‪517‬مكرر‪ 77‬إىل‬
‫‪517‬مكرر‪ 78‬من القانون التجاري اجلزائري ضمن النصوص القانونية اليت تضبطه‪.‬‬

‫‪245‬‬
‫‪ 0202‬ق ائم ة المص ادر والم راج ع‬

‫قائم ـ ـ ــة املصـ ـادر وامل ـراج ـ ـ ـ ـ ــع‬


‫املص ـ ــادر‬
‫أوال القوانني ‪:‬‬

‫القانون التجاري اجلزائري‪.‬‬


‫القانون املدن اجلزائري‪.‬‬
‫قانون األسرة اجلزائري ( وفق آخر التعديالت)‬
‫قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية اجلزائري‬
‫القانون التجاري الفرنسي الساري املفعول‪.‬‬
‫قانون الشركات الفرنسي لسنة ‪6611‬م‪.‬‬
‫القانون رقم ‪ 61-69‬املعدل واملتمم ابلقانون رقم ‪ 05-59‬لسنة ‪0552‬م املغرب املتعلق بشركات املسامهة‪.‬‬
‫قانون الشركات املصري رقم ‪ 696‬لسنة ‪6626‬م ‪.‬‬
‫قانون الشركات املصري رقم ‪ 01‬لسنة ‪6691‬م ‪.‬‬
‫قانون سوق رأس املال املصري رقم ‪ 69‬لسنة ‪6660‬م املعدل واملتمم ابلقانون رقم ‪ 61‬لسنة ‪0562‬م‪.‬‬
‫الالئةة التنفيذية لقانون الشركات املصري رقم ‪ 696‬لسنة ‪6626‬م ‪.‬‬
‫نظام اللجنة رقم ‪ 56-50‬املؤرخ يف ‪0550/50/62‬م املتعلق ابلنظام العام للمؤمتن املركزي على السندات‪.‬‬
‫القانون رقم ‪ 00-65‬املؤرخ يف ‪ 62‬أوت ‪ 6665‬املعدل واملتمم ابألمر رقم ‪ 51-61‬املؤرخ يف ‪ 65‬انفي ‪6661‬م‬
‫املتعلق ابلسجل التجاري‪.‬‬
‫قانون التجارة السوري‪.‬‬
‫نظام الشركات السعودي اجلديد لسنة ‪6101‬ه‪0569/‬م‪.‬‬
‫قانون الشركات الفلسطين لسنة ‪6611‬م‪.‬‬
‫القانون املدن الفرنسي‪.‬‬

‫اثنيا األوامر واملراسيم ‪:‬‬

‫األمر رقم ‪ 52-61‬املؤرخ يف ‪6661/56/65‬م‪ ،‬املتعلق هبيئات التوظيف اجلماعي للقيم املنقولة (‬
‫ه‪.‬ت‪.‬ج‪.‬ق‪.‬م)‪(،‬ش‪.‬إ‪.‬ر‪.‬م‪.‬م)‪(،‬ص‪.‬م‪.‬ت)‪.‬‬
‫املرسوم التنفيذي رقم ‪ 102-69‬املؤرخ يف ‪ 00‬ديسمرب ‪6669‬م‪ ،‬املتضمن تطبيق أحكام القانون التجاري املتعلقة‬
‫بشركات املسامهة والتجمعات‪.‬‬
‫املرسوم التشريعي رقم ‪ 65-60‬املؤرخ يف ‪ 00‬ماي ‪ ،6660‬املتعلق ببورصة القيم املنقولة املعدل واملتمم ابألمر رقم‪-65‬‬
‫‪ 61‬املؤرخ يف ‪6661/56/65‬م‪،‬والقانون رقم ‪ 50-51‬املؤرخ يف ‪0550/50/61‬م‪.‬‬

‫‪246‬‬
‫‪ 0202‬ق ائم ة المص ادر والم راج ع‬

‫املراجع‬

‫أوال ابللغ ـ ـة العربي ـ ـة ‪:‬‬


‫‪.1‬الكتب العامة ‪:‬‬
‫‪ -‬أبو زيد رضوان ‪:‬‬
‫‪ .6‬الشركات التجارية يف القانون الكوييت املقارن ‪ ،‬دار الفكر العرب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة األوىل ‪.6612،‬‬
‫‪ .0‬الشركات التجارية يف القانون املصري املقارن‪ ،‬دار الفكر العرب‪ ،‬القاهرة ‪،‬مصر(د‪.‬س‪.‬ن)‪.‬‬
‫‪ .0‬أمحد أبو الروس‪ ،‬موسوعة الشركات التجارية‪ ،‬املكتب اجلامعي احلديث‪ ،‬اإلسكندرية‪.0550 ،‬‬
‫‪ .1‬أمحد البسام‪ ،‬الشركات التجارية يف القانون العراقي‪( ،‬د‪.‬د‪.‬ن)‪ ،‬بغداد‪.6611 ،‬‬
‫‪ .9‬امحد الورفلي ‪،‬الوسيط يف قان ون الشركات التجارية‪ ،‬منشورات جممع األطرش للكتاب املختص ‪ ،‬تونس‪ ،‬الطبعة‬
‫الثالثة ‪.0569،‬‬
‫‪ .1‬أمحد شكري السباعي‪ ،‬الوسيط يف الشركات واجملموعات ذات النفع االقتصادي (اجلزء الثالث) شركات‬
‫املسامهة‪ ،‬دار نشر املعرفة‪ ،‬الرابط‪ ،‬املغرب‪0560 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .1‬أمحد حمرز‪ ،‬القانون التجاري اجلزائري‪ ،‬اجلزء الثان الشركات التجارية‪ ،‬مطابع سجل العرب‪.6616 ،‬‬
‫‪ .2‬أمحد حممد حمرز‪،‬الوسيط يف الشركات التجارية‪،‬توزيع منشأة املعارف‪،‬اإلسكندرية‪،‬الطبعة الثانية‪. 0551‬‬
‫‪ .6‬أسامة أمحد شتات‪ ،‬الشركات املسامهة والتجارية‪ ،‬دار الكتب القانونية للنشر‪ ،‬مصر‪.0559 ،‬‬
‫‪ .65‬حسام الدين سليمان توفيق‪ ،‬الشركات التجارية‪ ،‬النظرية العامة للشركات وتطورها‪ ،‬شركات األشخاص‪-‬‬
‫شركات األموال‪ -‬شركة الشخص الواحد‪ ،‬طبقا لنظام الشركات الصادر ابملرسوم امللكي (م‪ )0/‬املؤرخ يف‬
‫‪ 6101/56/02‬ه‪ ،‬مركز الدراسات العربية للنشر والتوزيع‪،‬مصر‪ ،‬الطبعة األوىل‪.0561،‬‬
‫‪ .66‬رزق هللا انطاكي ‪،‬هنا د السباعي ‪ ،‬الوسيط يف احلقوق التجارية الربية‪ ،‬اجلزء األول‪ ،‬مطبعة الداودي ‪ ،‬دمشق –‬
‫سوراي ‪.6621-6629،‬‬
‫‪ .60‬سعيد يوسف البستان ‪ ،‬قانون األعمال و الشركات ‪ ،‬منشورات احلليب احلقوقية ‪ ،‬لبنان ‪. 0551 ،‬‬
‫‪ .60‬مسيةة القليوب ‪ ،‬الشركات التجارية ‪ ،‬دار النهضة العربية للنشر ‪ ،‬القاهرة ‪. 0562 ،‬‬
‫‪ .61‬الطيب بلولة‪ ،‬قانون الشركات‪ ،‬ترمجة حممد بن بوزه‪ ،‬برييت للنشر‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬الطبعة الثانية‪.0560 ،‬‬
‫‪ .69‬عادل علي املقدادي‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬اجلزء األول‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫‪.0550‬‬
‫‪ .61‬عباس مصطفى املصري‪ ،‬تنظيم الشركات التجارية‪ ،‬شركات األشخاص‪ ،‬شركات األموال‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة‬
‫للنشر‪ ،‬مصر ‪.0550‬‬
‫‪ .61‬عبد الرمحن برابرة‪ ،‬شرح قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية (قانون رقم ‪ 56-52‬مؤرخ يف ‪ 00‬فيفري‬
‫‪ ،)0552‬منشورات بغدادي‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬الطبعة الرابعة‪0560 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .62‬عبد الرحيم ثروت‪ ،‬شرح القانون التجاري املصري اجلديد‪ ،‬اجلزء األول‪ ،‬دار النهضة العربية للنشر‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫الطبعة الثالثة‪.0555،‬‬

‫‪247‬‬
‫‪ 0202‬ق ائم ة المص ادر والم راج ع‬

‫‪ .66‬عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬الوسيط يف شرح القانون املدن‪ ،‬نظرية االلتزام بوحه عام‪ ،‬منشورات احلليب احلقوقية‪،‬‬
‫لبنان‪.0555 ،‬‬
‫‪ .05‬عبد الرزاق درابل‪ ،‬الوجيز يف أحكام االلتزام يف القانون املدن اجلزائري‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع ‪ ،‬اجلزائر‪،‬‬
‫الطبعة األوىل‪. 0551 ،‬‬
‫‪ .06‬عبد القادر البقريات‪ ،‬مبادئ القانون التجاري‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪.0566 ،‬‬
‫‪ .00‬عبد الكرمي شهبون ‪ ،‬الشايف يف شرح قانون االلتزامات و العقود املغرب ( الكتاب األول) ‪ ،‬االلتزامات بوجه‬
‫عام ( اجلزء الثان )‪ ،‬مطبعة النجاح اجلديدة‪ ،‬الدار البيضاء ‪ ،‬املغرب ‪.6666 ،‬‬
‫‪ .00‬العرب بلةاج‪ ،‬أحكام املواريث يف التشريع اإلسالمي وقانون األسرة اجلزائري‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪،‬‬
‫اجلزائر‪.6661 ،‬‬
‫‪ .01‬عزيز العكيلي‪ ،‬الشركات التجارية يف القانون األردن‪ ،‬مكتبة دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪.6669 ،‬‬
‫‪ .09‬علي البارودي ‪ ،‬حممد السيد الفقي‪ ،‬القانون التجاري ‪،‬دار املطبوعات اجلامعية ‪ ،‬اإلسكندرية ‪.6666 ،‬‬
‫‪ .01‬علي مجال الدين عوض ‪ ،‬القانون التجاري ‪ ،‬دروس يف القانون التجاري‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاهرة ‪،‬‬
‫‪.6610‬‬
‫‪ -‬علي حسن يونس ‪:‬‬
‫‪ .01‬الشركات التجارية‪،‬دار أبناء وهبة حسان للنشر والطباعة‪ ،‬القاهرة‪.6666،‬‬
‫‪ .02‬النظام القانون للقطاع اخلاص والقطاع العام يف الشركات واملؤسسات‪ ،‬دار الفكر العرب‪. 6611،‬‬
‫‪ .06‬علي سيد قاسم ‪،‬قانون األعمال ‪،‬اجلزء الثان ‪ ،‬دار النصر للنشر و التوزيع ‪ ،‬القاهرة ‪. 6661 ،‬‬
‫‪ .05‬علي علي سلي مان ‪ ،‬النظرية العامة لاللتزام‪ ،‬مصادر االلتزام يف القانون املدن اجلزائري‪ ،‬ديوان املطبوعات‬
‫اجلامعية ‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬الطبعة التاسعة ‪.0569‬‬
‫‪ -‬علي فياليل ‪:‬‬
‫‪ .06‬االلتزامات ( النظرية العامة للعقد )‪ ،‬موفم للنشر ‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬طبعة منقةة ومعدلة ‪.0565 ،‬‬
‫‪ .00‬االلتزامات الفعل املستةق للتعويض‪ ،‬موفم للنشر‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬الطبعة الثالثة‪.0569 ،‬‬
‫‪ .00‬عمار عموره‪ ،‬شرح القانون التجاري اجلزائري‪ ،‬دار املعرفة‪ ،‬اجلزائر‪.0565 ،‬‬
‫‪ .01‬فايز نعيم رضوان‪ ،‬الشركات التجارية‪ ،‬مكتبة اجلالء اجلديدة ابملنصورة‪ ،‬القاهرة‪.6661 ،‬‬
‫‪ .09‬فوزي حممد سامي‪ ،‬الشركات التجارية‪ ،‬األحكام العامة واخلاصة‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة‬
‫الثامنة‪.0561 ،‬‬
‫‪ .01‬كامل رمضان مجال ‪،‬احلقوق و االلتزامات القانونية يف عقد البيع‪ ،‬املشكالت العلمية يف نقل امللكية‪ ،‬دار‬
‫الكتاب احلديث‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة األوىل‪.0560،‬‬
‫‪ .01‬حمسن شفيق‪ ،‬الوسيط يف القانون التجاري املصري‪ ،‬اجل زء األول ‪ ،‬مكتبة النهضة املصرية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة الثالثة‬
‫‪.6691 ،‬‬
‫‪ .02‬حممد صاحل بك‪ ،‬شركات املسامهة يف القانون التجاري املصري والقانون املقارن ومشروع قانون الشركات‪،‬‬
‫مطبعة جامعة فؤاد األول‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة األوىل‪.6616 ،‬‬

‫‪248‬‬
‫‪ 0202‬ق ائم ة المص ادر والم راج ع‬

‫‪ -‬حممد فريد العرين ‪:‬‬


‫‪ .06‬الشركات التجارية ( املشروع التجاري اجلماعي بني وحدة اإلطار القانون وتعدد األشكال ) ‪،‬دار اجلامعة‬
‫اجلديدة ‪ ،‬االزاريطة ‪. 0551 ،‬‬
‫‪ .15‬القانون التجاري ‪ ،‬دار املطبوعات اجلامعية ‪ ،‬مصر ‪.6666،‬‬
‫‪ .16‬القانون التجاري اللبنان‪ ،‬الدار اجلامعية للطباعة والنشر‪ ،‬لبنان‪.0555 ،‬‬
‫‪ .10‬القانون التجاري‪،‬شركات األموال‪،‬الدار اجلامعية للطباعة والنشر‪،‬بريوت – لبنان‪(،‬د‪.‬س‪.‬ن)‪.‬‬
‫‪ .10‬حممدي فتح هللا حسني‪،‬الشركات املسامهة والتجارية‪،‬دار العرب للنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪،‬الطبعة الثانية‪.0550‬‬
‫‪ .11‬حممود توفيق إسكندر‪ ،‬اخلربة القضائية‪ ،‬دار هومه للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬اجلزائر‪0551 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .19‬حممود مسري الشرقاوي‪ ،‬الشركات التجارية يف القانون املصري‪ ،‬دار النهضة العربية للنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪6621‬م‪.‬‬
‫‪ .11‬حممود عبد الرحيم الديب ‪ ،‬بدء سراين االلتزام املشروط ( دراسة لفكرة الشرط يف القانون املصري والفرنسي)‪،‬‬
‫دار اجلامعة اجلديدة للنشر ‪ ،‬اإلسكندرية ‪.6666،‬‬
‫‪ .11‬مرتضى نصر هللا‪ ،‬الشركات التجارية‪ ،‬مطبعة اإلرشاد ‪ ،‬بغداد‪.6616،‬‬
‫‪ -‬مصطفى كمال طه ‪:‬‬
‫‪ .12‬أساسيات القانون التجاري ( دراسة مقارنة ) ‪ ،‬منشورات احلليب احلقوقية ‪ ،‬لبنان ‪ ،‬الطبعة األوىل ‪. 0551 ،‬‬
‫‪ .16‬الشركات التجارية‪ ،‬دار الفكر اجلامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪.0552 ،‬‬
‫‪ .95‬مصطفى كمال طه‪،‬وائل أنور بندق‪،‬أصول القانون التجاري‪،‬األعمال التجارية ‪-‬التجار‪-‬الشركات التجارية‪-‬‬
‫احملل التجاري‪-‬امللكية الصناعية‪،‬دار الفكر اجلامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪.0560،‬‬
‫‪ .96‬اندية فضيل‪ ،‬شركات األموال يف القانون اجلزائري‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬الطبعة ‪.0551 ،0‬‬
‫‪ .90‬الياس انصيف‪ ،‬موسوعة الشركات التجارية‪ ،‬الشركة املغفلة األسهم‪ ،‬اجلزء الثامن‪ ،‬منشورات احلليب احلقوقية‪،‬‬
‫لبنان‪ ،‬الطبعة الثانية‪.0565 ،‬‬

‫‪.2‬الكتب املتصصصة ‪:‬‬


‫‪ .6‬إمساعيل حممد علي عثمان ‪ ،‬النظام القانون لتداول أسهم شركات املسامهة يف البورصة ‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة‬
‫للنشر ‪ ،‬االزاريطة – اإلسكندرية‪. 0561،‬‬
‫‪ .0‬أمرية صدقي‪ ،‬النظام القانون لشراء األسهم من جانب الشركة املصدرة هلا‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪.6660‬‬
‫‪ .0‬بشار فالح انصر الشباك‪ ،‬نظرية التعسف يف إدارة الشركات التجارية ( دراسة مقارنة )‪ ،‬مركز الدراسات العربية‬
‫للنشر و التوزيع‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة األوىل‪.0561،‬‬
‫‪ .1‬حسن املصري‪ ،‬مدى حرية االنضمام إىل الشركة واالنسةاب منها‪ ،‬دار الفكر العرب‪ ،‬القاهرة‪.6629 ،‬‬
‫‪ .9‬حسني عقيل عابد عقيل‪ ،‬املركز القانون للمساهم يف شركات املسامهة‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪0566‬م‪.‬‬
‫‪ .1‬حسني فتةي‪ ،‬التنظيم القانون السرتداد وشراء الشركة ألسهمها‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬القاهرة‪.6661،‬‬

‫‪249‬‬
‫‪ 0202‬ق ائم ة المص ادر والم راج ع‬

‫‪ .1‬محد هللا حممد محد هللا‪ ،‬مدى حرية املساهم يف التصرف يف أسهمه‪ ،‬دراسة مقارنة يف القانونني املصري‬
‫والفرنسي‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.6661 ،‬‬
‫‪ .2‬خالد عبد العزيز بغدادي ‪ ،‬تداول األسهم والقيود الواردة عليها ( دراسة مقارنة )‪،‬مكتبة القانون و االقتصاد‬
‫للنشر و التوزيع ‪ ،‬الرايض – اململكة العربية السعودية ‪ ،‬الطبعة األوىل ‪.0560،‬‬
‫‪ .6‬ذكري عبد الرزاق حممد خلي فة ‪ ،‬التنظيم القانون لتسوية عمليات التداول يف سوق األوراق املالية ( دراسة يف‬
‫أنظمة اململكة العربية السعودية ومصر وفرنسا والوال ايت املتةدة األمريكية)‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة ‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪.0569،‬‬
‫‪ .65‬رابح حريزي‪ ،‬البورصة واألدوات حمل التداول فيها‪ ،‬دار بلقيس للنشر‪ ،‬اجلزائر‪.0569 ،‬‬
‫‪ .66‬رمية بلجودي‪ ،‬النظام القانون لتداول األوراق املالية ابلبورصة‪ ،،‬مكتبة الوفاء القانونية للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫مصر‪ ،‬الطبعة األوىل‪0561،‬م‪.‬‬
‫‪ .60‬الزهراء نواصرية‪ ،‬التنازل عن األسهم‪ ،‬منشورات زين احلقوقية‪ ،‬بريوت‪ -‬لبنان‪ ،‬الطبعة األوىل ‪.0566‬‬
‫‪ .60‬صفوت انجي هبنساوي‪ ،‬شرط املوافقة يف أنظمة شركات املسامهة‪ ،‬دار النهضة العربية ‪،‬القاهرة‪.6669 ،‬‬
‫‪ .61‬صالح السيد جودة‪ ،‬بورصة األوراق املالية علميا وعمليا‪ ،‬دار الفكر اجلامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة‬
‫األوىل‪.0555 ،‬‬
‫‪ .69‬طارق عفيفي صادق‪ ،‬احلماية القانونية لعمليات التداول يف أسواق املال وفقا للنظام السعودي‪ ،‬املركز القومي‬
‫لإلصدارات القانونية‪ ،‬القاهرة‪ ،،‬مصر‪ ،‬الطبعة األوىل‪.0569 ،‬‬
‫‪ .61‬عباس مرزوق فليح العبيدي‪ ،‬االكتتاب يف رأس مال الشركة املسامهة " دراسة قانونية و عملية " ‪ ،‬مكتبة دار‬
‫الثقافة للنشر و التوزيع ‪،‬عمان – األردن ‪. 6662 ،‬‬
‫‪ .61‬عبد األول عابدين حممد بسيون‪ ،‬مبدأ حرية تداول األسهم يف شركات املسامهة ( دراسة فقهية مقارنة)‪،‬دار‬
‫الفكر اجلامعي للنشر‪ ،‬اإلسكندرية ‪،‬الطبعة األوىل ‪. 0552،‬‬
‫‪ .62‬عبد السالم قاسم علي الشرعيب‪ ،‬حقوق املسامهني يف شركات املسامهة ووسائل محايتها‪،‬دراسة مقارنة‪،‬املركز‬
‫القومي لإلصدارات القانونية‪،‬القاهرة – مصر الطبعة األوىل ‪.0562‬‬
‫‪ .66‬عبد الفضيل حممد أمحد‪ ،‬محاية األقلية من القرارات التعسفية الصادرة عن اجلمعيات العامة للمسامهني‪ ،‬دراسة‬
‫مقارنة يف القانون املصري والفرنسي‪ ،‬مكتبة اجلالء اجلديدة للنشر‪ ،‬املنصورة‪ ،‬مصر ‪6621‬م‪.‬‬
‫‪ .05‬عبد القادر امحد حممد الصباغ ‪ ،‬قيد األوراق املالية يف البورصة ‪ ،‬دراسة مقارنة بني النظامني املصري و‬
‫السعودي ‪ ،‬املركز العرب للنشر و التوزيع ‪ ،‬مصر ‪ ،‬الطبعة األوىل ‪. 0562 ،‬‬
‫‪ .06‬عبد هللا بن سليمان اجلريش‪ ،‬تداول األسهم يف السوق املالية‪ ،‬دراسة أتصيلية مقارنة‪ ،‬مكتبة القانون واالقتصاد‪،‬‬
‫الرايض‪ ،‬الطبعة األوىل‪0562،‬م‪.‬‬
‫‪.00‬عقيل جميد كاظم السعدي‪،‬رهن األسهم يف الشركات التجارية‪،‬دراسة مقارنة‪،‬املؤسسة احلديثة للكتاب‪،‬لبنان‬
‫الطبعة األوىل ‪.0560‬‬
‫‪ -‬عماد حممد أمني رمضان ‪:‬‬
‫‪ .00‬محاية املساهم يف شركة املسامهة‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬دار الكتب القانونية‪ ،‬مصر‪.0561 ،‬‬
‫‪ .01‬محاية املساهم يف شركة املسامهة‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬الكتاب الثان‪ ،‬دار الكتب القانونية‪ ،‬مصر‪.0561 ،‬‬

‫‪250‬‬
‫‪ 0202‬ق ائم ة المص ادر والم راج ع‬

‫‪ .09‬عمار حبيب جهلول آل علي خان ‪ ،‬النظام القانون حلوكمة الشركات ‪ ،‬دار الكتب القانونية ‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.0566‬‬
‫‪ .01‬فاروق إبراهيم جاسم ‪ ،‬حقوق املساهم يف شركة املسامهة ‪،‬منشورات احلليب احلقوقية ‪ ،‬لبنان ‪ ،‬الطبعة الثانية‬
‫‪0560،‬‬
‫‪ .01‬فوزي فتات‪ ،‬الضوابط القانونية للوفاء ابحلصص والتصرف فيها يف الشركات التجارية يف القانون اجلزائري‪،‬‬
‫ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬وهران‪ ،‬اجلزائر‪.0551 ،‬‬
‫‪ .02‬حممد شكري اجلميل العدوى‪ ،‬بورصة األوراق املالية يف ميزان الشريعة اإلسالمية ( دراسة فقهية مقارنة)‪ ،‬مكتبة‬
‫الوفاء القانونية للنشر‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،‬الطبعة األوىل ‪.0561 ،‬‬
‫‪ .06‬حممد صاحل بن ألفا جالو الشهري ب" ضيف هللا الغين"‪ ،‬األسهم وأحكامها يف الفقه اإلسالمي‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬بريوت – لبنان‪. 0569 ،‬‬
‫‪ .05‬حممد عطا هللا الناجم املاضي ‪ ،‬دور اهليئة العامة لسوق املال يف محاية أقلية املسامهني يف الشركات املسامهة (‬
‫دراسة مقارنة)‪ ،‬مكتبة القانون و االقتصاد للنشر و التوزيع ‪ ،‬الرايض – اململكة العربية السعودية ‪ ،‬الطبعة‬
‫األوىل ‪0560 ،‬‬
‫‪ .06‬حممد عمار تيبار‪ ،‬نظرية احلقوق األس اسية للمساهم يف شركة املسامهة‪ ،‬اجلزء األول‪ ،‬مطابع الوحدة العربية‬
‫الزاوية‪ ،‬ليبيا ‪6662‬م‪.‬‬
‫‪ .00‬حممد فتاحي‪ ،‬حرية تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري(دراسة مقارنة) ‪ ،‬دار اخللدونية للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬اجلزائر‪.0560 ،‬‬
‫‪ .00‬حممود سليم خشفه ‪ ،‬األوراق املالية اليت تصدرها شركات املسامهة (دراسة مقارنة)‪ ،‬املركز العرب للنشر و التوزيع‬
‫‪ ،‬القاهرة – مصر ‪ ،‬الطبعة األوىل ‪. 0562،‬‬
‫‪ .01‬خمتار دحو‪،‬القرارات اجلماعية العادية يف شركة املسامهة‪،‬دراسة مقارنة‪،‬اجلزء األول‪،‬دار النشر اجلامعي‬
‫اجلديد‪،‬اجلزائر‪.0561،‬‬
‫‪ .09‬معن عبد الرحيم عبد العزيز جوحيان‪ ،‬النظام القانون لتخفيض رأس مال شركات األموال اخلاصة‪ ،‬دراسة مقارنة‬
‫‪ ،‬دار احلامد للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪،‬الطبعة األوىل ‪.0552 ،‬‬
‫‪ .01‬وجدي سلمان حاطوم‪ ،‬دور املصلةة اجلماعية يف محاية الشركات التجارية‪ ،‬دراسة مقارنة ‪ ،‬منشورات احلليب‬
‫احلقوقية‪ ،‬لبنان‪ ،‬الطبعة األوىل ‪.0551‬‬

‫‪.3‬األطروحات والرسائل العلمية ‪:‬‬


‫‪.1.3‬أطروحات الدكتوراه ‪:‬‬
‫‪ - .6‬فاطمة الزهراء بدي‪ ،‬الرقابة الداخلية يف شركة املسامهة‪،‬أطروحة لنيل شهادة دكتوراه (ل‪.‬م‪.‬د) ختصص قانون‬
‫األعمال‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم السياسية ‪ ،‬جامعة تلمسان‪.0561-0561،‬‬
‫‪ .0‬إبراهيم بن خمتار ‪ ،‬سلطة رأس املال يف شركة املسامهة‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه ل م د يف احلقوق‪،‬‬
‫ختصص قانون األعمال‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة ابتنة ‪ 6‬احلاج خلضر‪.0561،‬‬

‫‪251‬‬
‫‪ 0202‬ق ائم ة المص ادر والم راج ع‬

‫‪ .0‬أمساء بن ويراد‪ ،‬محاية املساهم يف شركة املسامهة‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه يف احلقوق‪ ،‬ختصص قانون‬
‫األعمال‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم السياسة ‪ ،‬جامعة تلمسان أبو بكر بلقايد ‪.0561-0561 ،‬‬
‫‪ .4‬بوجالل مفتاح ‪ ،‬التنظيمات االتفاقية للشركات التجارية يف القانون اجلزائري والفرنسي ‪،‬رسالة لنيل شهادة‬
‫الدكتوراه يف قانون األعمال ‪،‬كلية احلقوق جامعة وهران ‪.0566-0565،‬‬
‫‪ .9‬حسن نعمة ايسر الياسري‪ ،‬احلقوق املتعلقة ابلرتكة بني الفقه اإلسالمي والقانون املقارن (دراسة مقارنة)‪ ،‬رسالة‬
‫دكتوراه‪ ،‬كلية القانون‪ ،‬جامعة بغداد‪ ،‬العراق‪.0559-0551 ،‬‬
‫‪ .1‬مسية فاطمة الزهراء بن غالية‪ ،‬احلقوق األساسية للمساهم ومبدأ احلرية التعاقدية يف شركة املسامهة‪ ،‬أطروحة‬
‫مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه‪ ،‬ختصص قانون خاص‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة تلمسان‪،‬‬
‫‪.0561-0569‬‬
‫‪ .1‬فاطمة أمال حلوش ‪،‬حق املساهم يف التصرف يف أسهمه يف شركة املسامهة ‪،‬رسالة لنيل شهادة دكتوراه يف‬
‫القانون اخلاص‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،‬جامعة سيدي بلعباس‪.0556-0552 ،‬‬
‫‪ .2‬فتيةة بن عزوز‪ ،‬دور جلنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة يف محاية املساهم يف شركة املسامهة‪ ،‬رسالة مقدمة‬
‫لنيل شهادة دكتوراه يف العلوم ختصص قانون خاص‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة تلمسان‪،‬‬
‫‪.0561-0569‬‬
‫‪ .6‬حممد فتاحي‪ ،‬تداول األسهم يف شركة املسامهة يف القانون اجلزائري (دراسة مقارنة)‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة‬
‫الدكتوراه يف القانون اخلاص‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،‬جامعة سيدي بلعباس‪.0552-0551 ،‬‬
‫‪ .65‬حممد حمب الدين قرابش‪ ،‬النظام القانون لشراء الشركة ألسهمها‪ ،‬رسالة لنيل درجة الدكتوراه يف احلقوق‪،‬‬
‫القاهرة‪.0551 ،‬‬
‫‪ .66‬هند قاسي عبد هللا‪ ،‬احلقوق ا ملرتبطة ابلسهم يف شركة املسامهة‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة دكتوراه علوم ختصص‬
‫قانون‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،‬جامعة اجلزائر‪.0562-0561 ،‬‬
‫‪ .60‬وداد بن بعيبش‪ ،‬تداول األسهم والتصرف فيها يف شركات األموال‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل درجة دكتوراه يف‬
‫العلوم‪ ،‬ختصص قانون ‪،‬كلية احلقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة تيزي وزو‪.0561 ،‬‬
‫‪ .60‬يعقوب يوسف صرخوه ‪ ،‬األسهم وتداوهلا يف الشركات املسامهة يف القانون الكوييت ‪ ،‬رسالة دكتوراه ‪ ،‬جامعة‬
‫القاهرة ‪.1982 ،‬‬

‫‪.2.3‬رسائل املاجستري ‪:‬‬


‫‪ .6‬حدة مزيدي‪ ،‬احلقوق املالية للمساهم يف شركة املسامهة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاجستري فرع العقود واملسؤولية‪،‬‬
‫معهد احلقوق والعلوم اإلدارية‪ ،‬جامعة اجلزائر‪.6669 ،‬‬
‫‪ .0‬خدجية بلعرب‪ ،‬املميزات القانونية للسهم‪ ،‬مذكرة من اجل نيل شهادة املاجستري يف قانون األعمال‪ ،‬كلية‬
‫احلقوق‪ ،‬جامعة وهران‪.0561-0560 ،‬‬
‫‪ .0‬مسية فاطمة الزهراء بن غالية‪ ،‬حرية املساهم يف التنازل عن األسهم‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاجستري يف القانون‬
‫اخلاص‪ ،‬كلية احلقوق‪،‬جامعة تلمسان‪.0552-0551 ،‬‬

‫‪252‬‬
‫‪ 0202‬ق ائم ة المص ادر والم راج ع‬

‫‪ .1‬عثمان لعور‪ ،‬االكتتاب يف أسهم الشركات املسامهة يف التشريعني اجلزائري والفرنسي‪ ،‬رسالة ماجستري‪،‬كلية‬
‫احلقوق بن عكنون ‪ ،‬جامعة اجلزائر (د‪.‬س‪.‬م)‪.‬‬
‫‪ .9‬عال وجيه حممد علي‪ ،‬التنظيم القانون لتداول األسهم يف بورصة فلسطني ( دراسة حتليلية)‪ ،‬رسالة ماجستري‪،‬‬
‫كلية احلقوق واإلدارة العامة‪،‬جامعة بري زيت فلسطني‪.0560،‬‬
‫‪ .1‬فاطمة أمال حلوش ‪ ،‬املركز القانون للمساهم يف شركة املسامهة‪ ،‬مذكرة من اجل نيل شهادة املاجستري فرع‬
‫قانون خاص‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،‬جامعة سيدي بلعباس ‪.0550-0556 ،‬‬
‫‪ .1‬فتةي مزوار‪،‬محاية املساهم يف شركة املسامهة‪،‬دراسة يف القانون املقارن‪،‬مذكرة لنيل شهادة ماجستري يف القانون‬
‫اخلاص‪،‬كلية احلقوق والعلوم السياسية‪،‬جامعة تلمسان‪.0560-0566،‬‬
‫‪ .2‬فتيةة بن عزوز‪،‬محاية األقلية يف شركة املسامهة‪،‬مذكرة لنيل شهادة املاجستري يف القانون اخلاص‪،‬كلية‬
‫احلقوق‪،‬جامعة تلمسان‪.0552-0551،‬‬
‫‪ .6‬فوزية بن غامن‪ ،‬النظام القانون للقيم املنقولة الصادرة عن شركة املسامهة "دراسة مقارنة بني القانون اجلزائري‬
‫والقانون الفرنسي"‪ ،‬رسالة لنيل شهادة املاجستري يف القانون‪ ،‬فرع القانون اخلاص"‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم اإلدارية‬
‫بن عكنون‪ ،‬جامعة اجلزائر‪.0551-0559 ،‬‬
‫‪.65‬كرمي طييب‪ ،‬الطبيعة القانونية للقيم املنقولة الصادرة عن شركة املسامهة "دراسة مقارنة" مذكرة لنيل شهادة‬
‫ماجستري يف القانون اخلاص كلية احلقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة تلمسان‪.0560-0566 ،‬‬
‫‪ .66‬اندية محيدة‪ ،‬حقوق املسامهني يف شركة املسامهة‪ ،‬مذكرة من اجل نيل شهادة املاجستري يف قانون األعمال‪ ،‬كلية‬
‫احلقوق‪ ،‬جامعة وهران‪.0551-0551 ،‬‬
‫‪ .60‬اندية حمجوب‪ ،‬النظام القانون لالشرتاطات التعاقدية‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬مذكرة خترج لنيل شهادة املاجستري يف‬
‫القانون املقارن‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة تلمسان‪.0560-0566 ،‬‬
‫‪.60‬اندية مطالوي ‪ ،‬النظام القانون حلرية تداول القيم املنقولة اليت تصدرها شركة املسامهة‪ ،‬مذكرة خترج لنيل شهادة‬
‫املاجستري ختصص قانون األعمال‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم السياسية‪،‬جامعة ‪ 2‬ماي ‪ 19‬قاملة ‪0561/0569،‬‬
‫‪ .61‬نور الدين ملطاعي ‪ ،‬الشرط املقرتن ابلعقد‪ ،‬مذكرة ماجستري‪،‬كلية احلقوق ‪-‬جامعة اجلزائر‪.6661-6669 ،‬‬

‫‪ .4‬املقاالت ‪:‬‬
‫‪ .6‬ديدن بوعزة‪ ،‬مدى حرية املساهم يف التصرف يف أسهمه‪ ،‬جملة دراسات قانونية‪ ،‬خمرب القانون اخلاص األساسي‪،‬‬
‫كلية احلقوق ‪،‬جامعة تلمسان‪ ،‬العدد ‪.0559 ،50‬‬
‫‪ .0‬الزهراء نواصرية‪ ،‬شرط اعتماد املتنازل له عند التنازل عن األسهم‪ ،‬جملة التواصل يف العلوم اإلنسانية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬جامعة ابجي خمتار عنابة‪،‬اجلزائر‪ ،‬اجمللد ‪66‬العدد ‪،50‬الصادر يف ‪.0560 /51/05‬‬
‫‪ .0‬فاروق خلف‪،‬أحكام اخلطبة وآاثر العدول عنها بني املفهوم القانون واالجتهاد القضائي‪،‬جملة الدراسات الفقهية‬
‫والقضائية‪،‬خمرب الدراسات الفقهية والقضائية‪،‬جامعة الوادي‪،‬ـاجلزائر‪،‬اجمللد‪ 50‬العدد‪،50‬الصادر‪0561/1/6‬م‪.‬‬
‫‪ .1‬كمال صمامة‪،‬تصرفات املريض مرض املوت يف الوصية بني الشريعة اإلسالمية وقانون األسرة اجلزائري‪،‬جملة‬
‫العلوم القانونية والسياسية‪،‬كلية احلقوق والعلوم السياسية‪،‬جامعة الوادي‪،‬اجمللد‪،65‬العدد‪،56‬الصادر‬
‫بتاريخ‪0566/51/02‬م‪.‬‬

‫‪253‬‬
‫ ق ائم ة المص ادر والم راج ع‬0202

‫جملة البةوث‬،‫دراسة مقارنة بني الشريعة والقانون‬،‫طبيعة اخلطبة وحكم العدول عنها وأثره‬،‫ حممد رشيد بوغزالة‬.9
.‫م‬0556/51/56‫الصادر بتاريخ‬،50‫ العدد‬50‫اجمللد‬،‫اجلزائر‬،‫جامعة الوادي‬،‫والدراسات‬
‫ جملة احلقيقة‬،‫شرط املوافقة كقيد حيد من حرية املساهم يف تداول أسهمه يف القانون اجلزائري‬،‫ حممد فتاحي‬.1
‫ الصادر يف‬،05‫ العدد‬،60 ‫ اجمللد‬،‫ أدرار‬،‫ جامعة أمحد دراية‬،‫للعلوم اإلنسانية واالجتماعية‬
.‫م‬0561/56/05
‫ خمرب املؤسسة والتجارة‬،‫ جملة املؤسسة والتجارة‬،‫ شرط املوافقة إلحالة األسهم يف شركة املسامهة‬،‫ اندية محيدة‬.1
.0561 ‫ لسنة‬60 ‫العدد‬،‫ حممد بن أمحد‬0 ‫جامعة وهران‬
،‫ جملة البةوث والدراسات القانونية والسياسية‬،‫ شراء الشركة ألسهمها بني اإلجازة واحلظر‬،‫ وداد بن بعيب ش‬.2
.0569 ،56 ‫ العدد‬،51 ‫ اجلزائر اجمللد‬،-0-‫ جامعة البليدة‬،‫كلية احلقوق والعلوم السياسية‬

: ‫اثنيا ابللغة األجنبية‬

OUVRAGES :

1. B. Saintourens ,Droit des sociétés ,Librairie Vuibert ,Paris,2 édition


,1998.
2. M.Catherine , Le remaniement du régime des clauses d’agréments par
L’ordonnance N°2004-604 du 24/06/2004 , Recueil Dalloz.
3. C. Penheot, droit des sociétés ,Groupe Revue Fiduciaire ,Paris,2002.
4. G. Ripert et R. Roblot, Droit commercial librairie générale de droit et
de jurisprudence L.G.D.J, paris, 6émé édition, 1968.
5. J. Hémard,F.Terré et P.Mabilat, Les sociétés commerciales, tome III,
Dalloz, Paris, 1978.
6. J. Delga ,Le droit des sociétés, éditions Dalloz ,Paris,1998.
7. J. Philipe Dom , Droit des sociétés ,Librairie Vuibert ,Paris , 2001.
8. C.Maurice,V.Alain, D.Florence, Manuels , Droit des sociétés , 18 Ed
,Paris,2005.
9. M. Salah, Les sociétés commerciales ,Tome 01, Les règles communes
la société en nom collectif ,La société en commandite simple ,Editions
Dis. Ibn Khaldoun ,Oran,2005.
10. M. Salah, Les valeurs mobilières émises par les sociétés par actions ,
éditions Dis.Ibn khaldoun, Oran,2001.
11. P.Didier et Ph.Didier ,Droit commercial- Tome 2- Les sociétés
commerciales ,Ed Economica , Paris,2011.
12. R.Houin, R. Rodiére et D.Legeais, Sociétés commerciales, Sirey, t.01
8mém éd. 1988.
13. T. Belloula, Droit des sociétés, Berti, éditions, Alger, 2émé édition,
2009.
14. Y.Guyon, La société anonyme, éditions Dalloz ,Paris,1994.

254
‫ ق ائم ة المص ادر والم راج ع‬0202

15. Y.Guyon , Les sociétés ,aménagements statutaires et conventions entre


associés, Librairie générale de droit et de jurisprudence ,EJA Paris,3
édition, 1997.

THESES :
1. A. Despinoy , L’application des techniques civile aux valeurs mobilières ,
thèse ,université-Lille 2 ,2001.
2. F.Zeraoui Salah, Le régime juridique des parts sociales de société à
responsabilité limitée en droit français et en droit algérien, thèse, Paris 2,
1984.

255
‫‪ 0202‬الفهـ ـ ـ ـ ـ ــرس‬

‫الفه ـ ـ ـ ـرس‬

‫الصفحة‬ ‫املوضوع‬
‫قائمة املختصرات‬
‫‪05‬‬ ‫مقدمة‬
‫‪61‬‬ ‫الباب األول‪/‬التأصيل املفاهيمي والنظري لشرط املوافقة يف شركة املسامهة‬
‫‪61‬‬ ‫الفصل األول‪ /‬شرط املوافقة من القيود االتفاقية اليت ترد على مبدأ حرية تداول األسهم‬
‫‪32‬‬ ‫املبحث األول‪/‬النظام القانوين لشرط املوافقة‬
‫‪32‬‬ ‫املطلب األول‪/‬مفهوم شرط املوافقة‬
‫‪35‬‬ ‫الفرع األول‪/‬تعريف شرط املوافقة‬
‫‪31‬‬ ‫الفقرة األوىل‪/‬الشرط‬
‫‪31‬‬ ‫أوال‪ :‬تعريف الشرط‬
‫‪32‬‬ ‫اثنيا‪ :‬مقومات الشرط‬
‫‪32‬‬ ‫اثلثا‪:‬متييز الشرط عما يشاهبه‬
‫‪32‬‬ ‫‪ -6‬الفرق بني الركن والشرط‬
‫‪32‬‬ ‫‪-3‬الفرق بني السبب والشرط‬
‫‪31‬‬ ‫‪-2‬الفرق بني شرط املنع من التصرف والشرط‬
‫‪31‬‬ ‫‪-2‬الفرق بني الوعد ابلتعاقد والشرط‬
‫‪20‬‬ ‫الفقرة الثانية‪ /‬شرط املوافقة‬
‫‪22‬‬ ‫الفرع الثاين‪ /‬شرعية شرط املوافقة واحلكمة منه‬
‫‪22‬‬ ‫الفقرة األوىل‪ /‬شرعية شرط املوافقة‬
‫‪22‬‬ ‫أوال‪:‬شرعية شرط املوافقة يف التشريع اجلزائري‬
‫‪22‬‬ ‫اثنيا‪:‬شرعية شرط املوافقة يف التشريع املصري‬
‫‪25‬‬ ‫اثلثا‪:‬شرعية شرط املوافقة يف التشريع الفرنسي‬
‫‪22‬‬ ‫رابعا‪:‬شرعية شرط املوافقة يف التشريع السعودي‬

‫‪256‬‬
‫‪ 0202‬الفهـ ـ ـ ـ ـ ــرس‬

‫‪22‬‬ ‫خامسا‪:‬شرعية شرط املوافقة يف التشريع الفلسطين‬


‫‪22‬‬ ‫الفقرة الثانية‪ /‬احلكمة من إدراج شرط املوافقة يف نظام الشركة‬
‫‪21‬‬ ‫املطلب الثاين‪ /‬صور شرط املوافقة‬
‫‪20‬‬ ‫الفرع األول‪ /‬شرط املوافقة شرط جمرد‬
‫‪26‬‬ ‫الفرع الثاين‪ /‬اقرتان شرط املوافقة ابلشراء‬
‫‪22‬‬ ‫املبحث الثاين‪ /‬التمييز بني شرط املوافقة والشروط املشاهبة له‬
‫‪25‬‬ ‫املطلب األول‪ /‬متييز شرط املوافقة عن شرط االسرتداد‬
‫‪25‬‬ ‫الفرع األول‪ /‬متييز شرط املوافقة عن شرط االسرتداد ملصلحة الشركة‬
‫‪50‬‬ ‫الفرع الثاين‪ /‬متييز شرط املوافقة عن شرط االسرتداد يف حالة وفاة املساهم‬
‫‪53‬‬ ‫املطلب الثاين‪ /‬متييز شرط املوافقة عن ابقي الشروط االتفاقية األخرى‬
‫‪53‬‬ ‫الفرع األول‪ /‬متييز شرط املوافقة عن شرط األفضلية‬
‫‪52‬‬ ‫الفرع الثاين‪ /‬متييز شرط املوافقة عن شرط حترمي التنازل عن األسهم‬
‫‪10‬‬ ‫الفصل الثاين‪ /‬ضوابط شرط املوافقة يف شركة املسامهة‬
‫‪10‬‬ ‫املبحث األول‪ /‬نطاق تطبيق شرط املوافقة‬
‫‪16‬‬ ‫املطلب األول‪ /‬إحالة األسهم اخلاضعة لشرط املوافقة‬
‫‪13‬‬ ‫الفرع األول‪ /‬املقصود ابإلحالة‬
‫‪12‬‬ ‫الفرع الثاين‪ /‬املقصود ابلغري‬
‫‪11‬‬ ‫الفقرة األوىل‪ /‬املسامهون ليسوا من الغري‬
‫‪26‬‬ ‫الفقرة الثانية‪ /‬املسامهون من الغري‬
‫‪22‬‬ ‫املطلب الثاين‪ /‬إحاالت األسهم املستثناة من اخلضوع لشرط املوافقة‬
‫‪25‬‬ ‫الفرع األول‪ /‬حكم انتقال ملكية األسهم للورثة‬
‫‪21‬‬ ‫الفرع الثاين‪ /‬حكم التنازل عن األسهم فيما بني الزوجني‬
‫‪26‬‬ ‫الفرع الثالث‪ /‬حكم التنازل عن األسهم بني األصول والفروع‬
‫‪22‬‬ ‫املبحث الثاين‪ /‬ضماانت صحة شرط املوافقة‬

‫‪257‬‬
‫‪ 0202‬الفهـ ـ ـ ـ ـ ــرس‬

‫‪22‬‬ ‫املطلب األول‪ /‬الضماانت املقررة لصاحل املساهم احمليل‬


‫‪22‬‬ ‫الفرع األول‪ /‬ضمان حق املساهم احمليل يف احلصول على الثمن العادل‬
‫‪25‬‬ ‫الفقرة األوىل‪ /‬األسهم حمل اإلحالة غري مسعرة يف البورصة‬
‫‪16‬‬ ‫الفقرة الثانية‪ /‬األسهم حمل اإلحالة مسعرة يف البورصة‬
‫‪12‬‬ ‫الفرع الثاين‪ /‬ضمان حق املساهم احمليل يف البقاء أو االنسحاب من الشركة‬
‫‪12‬‬ ‫الفقرة األوىل‪ /‬حق البقاء يف الشركة‬
‫‪11‬‬ ‫الفقرة الثانية‪ /‬حق االنسحاب من الشركة‬
‫‪11‬‬ ‫املطلب الثاين‪ /‬الضماانت املقررة للشركة عند اإلخالل بشرط املوافقة‬
‫‪11‬‬ ‫الفرع األول‪ /‬حق الشركة يف التمسك ببطالن اإلحالة‬
‫‪603‬‬ ‫الفرع الثاين‪ /‬حق الشركة يف املطالبة ابلتعويض‬
‫‪602‬‬ ‫الباب الثاين‪/‬اإلطار التنظيمي لشرط املوافقة يف شركة املسامهة‬
‫‪602‬‬ ‫الفصل األول‪ /‬متطلبات تفعيل شرط املوافقة يف شركة املسامهة‬
‫‪108‬‬ ‫املبحث األول‪/‬الشروط الواجب توافرها لصحة شرط املوافقة‬
‫‪109‬‬ ‫املطلب األول‪ /‬الشروط الشكلية‬
‫‪109‬‬ ‫الفرع األول‪ /‬شرط املوافقة شرط نظامي‬
‫‪666‬‬ ‫الفقرة األوىل‪ /‬إضافة شرط املوافقة من اختصاص اجلمعية العامة غري العادية‬
‫‪663‬‬ ‫الفقرة الثانية‪ /‬إضافة شرط املوافقة ليس من اختصاص اجلمعية العامة غري العادية‬
‫‪661‬‬ ‫الفرع الثاين‪ /‬األسهم حمل اإلحالة أسهم امسية‬
‫‪635‬‬ ‫املطلب الثاين‪ /‬الشروط املوضوعية‬
‫‪635‬‬ ‫الفرع األول‪ /‬عدم تقييد حرية املساهم يف تداول أسهمه بشكل مطلق‬
‫‪631‬‬ ‫الفرع الثاين‪ /‬أن يكون اهلدف منه احلفاظ على مصلحة الشركة‬
‫‪620‬‬ ‫املبحث الثاين‪/‬اإلجراءات الالزمة إلضفاء الصيغة النهائية على مشروع اإلحالة‬
‫‪626‬‬ ‫املطلب األول‪ /‬تبليغ مشروع اإلحالة إىل الشركة‬
‫‪626‬‬ ‫الفرع األول‪ /‬مضمون طلب املوافقة (االعتماد)‬

‫‪258‬‬
‫‪ 0202‬الفهـ ـ ـ ـ ـ ــرس‬

‫‪623‬‬ ‫الفقرة األوىل‪ /‬البياانت الواجب توافرها يف طلب املوافقة‬


‫‪622‬‬ ‫الفقرة الثانية‪ /‬امللزم بتقدمي طلب املوافقة إىل الشركة‬
‫‪621‬‬ ‫الفرع الثاين‪ /‬اهليئة املختصة ابلفصل يف الطلب‬
‫‪622‬‬ ‫املطلب الثاين‪ /‬املركز القانوين للمساهم احمليل واحملال إليه خالل مدة االنتظار‬
‫‪622‬‬ ‫الفرع األول‪ /‬الشركة مقيدة يف البورصة‬
‫‪621‬‬ ‫الفرع الثاين‪ /‬الشركة غري مقيدة يف البورصة‬
‫‪650‬‬ ‫الفصل الثاين‪ /‬سلطة الشركة يف الرد على طلب املوافقة (االعتماد)‬
‫‪150‬‬ ‫املبحث األول‪ /‬موقف الشركة من مشروع اإلحالة‬
‫‪150‬‬ ‫املطلب األول‪ /‬موافقة الشركة على مشروع اإلحالة‬
‫‪151‬‬ ‫الفرع األول‪ /‬املوافقة الضمنية على مشروع اإلحالة‬
‫‪161‬‬ ‫الفرع الثاين‪ /‬املوافقة الصرحية على مشروع اإلحالة‬
‫‪165‬‬ ‫املطلب الثاين‪ /‬رفض الشركة ملشروع اإلحالة‬
‫‪165‬‬ ‫الفرع األول‪ /‬طرق تبليغ قرار الرفض‬
‫‪168‬‬ ‫الفرع الثاين‪ /‬األجل احملدد لتبليغ قرار الرفض‬
‫‪172‬‬ ‫املبحث الثاين‪ /‬اآلاثر القانونية املرتتبة عن رفض الشركة ملشروع اإلحالة‬
‫‪172‬‬ ‫املطلب األول‪ /‬االلتزامات املرتتبة على عاتق الشركة‬
‫‪173‬‬ ‫الفرع األول‪ /‬التزام الشركة بتقدمي مشرت آخر‬
‫‪180‬‬ ‫الفرع الثاين‪ /‬شراء الشركة لألسهم حمل اإلحالة‬
‫‪189‬‬ ‫املطلب الثاين‪/‬احلقوق وااللتزامات املرتتبة على عاتق املساهم احمليل‬
‫‪190‬‬ ‫الفرع األول‪ /‬حقوق املساهم احمليل املرتتبة عن رفض الشركة ملشروع اإلحالة‬
‫‪190‬‬ ‫الفقرة األوىل‪ /‬حق املساهم احمليل يف العدول عن اإلحالة‬
‫‪193‬‬ ‫الفقرة الثانية‪ /‬حق املساهم احمليل يف التعويض‬
‫‪195‬‬ ‫الفرع الثاين‪ /‬مسؤولية املساهم احمليل اّتاه احملال إليه‬
‫‪611‬‬ ‫خامتة‬

‫‪259‬‬
‫‪ 0202‬الفهـ ـ ـ ـ ـ ــرس‬

‫مناذج تطبيقية عن إجراءات شرط املوافقة يف شركة املسامهة‪:‬‬


‫‪301‬‬ ‫‪ -‬يف ظل املرسوم التشريعي ‪ 02-12‬املعدل واملتمم لألمر‪51-25‬املتضمن‬
‫القانون التجاري اجلزائري‬
‫‪360‬‬ ‫‪ -‬يف ظل األمر‪51-25‬املتضمن القانون التجاري اجلزائري‬
‫‪366‬‬ ‫‪ -‬يف ظل القانون التجاري الفرنسي الساري املفعول‬
‫‪363‬‬ ‫‪ -‬يف ظل قانون الشركات املصري رقم‪ 651‬لسنة ‪6126‬م‬
‫املالحق‬
‫‪362‬‬ ‫امللحق رقم‪06‬‬
‫‪325‬‬ ‫امللحق رقم‪03‬‬
‫‪321‬‬ ‫قائمة املصادر واملراجع‬
‫‪351‬‬ ‫الفهرس‬

‫‪260‬‬
‫‪ 0202‬ملخــص األطروح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬

‫ش ـرط املوافقـ ـة في شركـ ـة املساهم ـ ـ ـ ـة‬

‫ملخص ‪:‬‬

‫هتدف هذه الدراسة إلعطاء تصور حقيقي عن شرط املوافقة يف شركة املسامهة‪،‬من منظور أنه ميثل‬
‫أحد القيود االتفاقية اليت ترد على مبدأ حرية تداول األسهم كأصل عام‪،‬واليت درج العمل على األخذ هبا يف‬
‫القانون األساسي هلذا النوع من الشركات‪.‬‬

‫كما هتدف إىل تبيان الدور الذي يلعبه شرط املوافقة يف شركة املسامهة‪،‬إذ أنه يضفي نوعا من االعتبار‬
‫الشخصي على هذا النوع من الشركات اليت تقوم أساسا على االعتبار املال‪،‬ويسعى حلماية املصلحة العامة‬
‫للشركة‪،‬ذلك أنه خيوهلا حق االعرتاض على الشخص احملال إليه املقرتح من املساهم احمليل‪،‬فضال عن‬
‫ذلك‪،‬يضمن محاية ملصا ح املسامه ن صصفة عامة وملصا ح املساهم احمليل صصفة خاصة‪،‬من خالل إقرار صعض‬
‫الضواصط وااللتزامات على عاتق الشركة مىت رفضت مشروع اإلحالة املعروض عليها للموافقة‪،‬حىت ال يظل‬
‫املساهم احمليل حبيس أسهمه وأسريها‪.‬‬

‫وعلى العموم‪،‬أظهرت هذه الدراسة أن شرط املوافقة يف شركة املسامهة جيب أال يصل يأي حال من‬
‫األحوال إىل حد حرمان املساهم احمليل من التصرف يف أسهمه وإحالتها إىل من يرغب فيه صشكل مطلق‪،‬وأال‬
‫يرتتب عليه جعله حبيس أسهمه وأسريها وإال قضى صبطالنه ‪.‬‬

‫الكلمات املفتاحية‪:‬‬

‫شرط املوافقة‪،‬املساهم احمليل‪،‬احملال إليه‪،‬شركة املسامهة‪،‬األسهم حمل اإلحالة‪،‬مبدأ حرية تداول األسهم‪.‬‬
‫ ملخــص األطروح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬0202

Approval clause in the joint stock company

Abstract:
This study aims to afford a real perception of the approval
clause in the joint stock company, from the perspective that
represents it as one of the agreement restrictions which respond to
the principle of the free circulation of trading shares as a public
asset, and that work is used to introduce them in the basic law of
this type of company.
It also aims to clarify the role that the approval clause plays in
the joint stock company since it gives a sort of personal
consideration to this type of company which is based mainly on
financial consideration, and seeks to protect and maintain the
general interest of the company, as it entailed it with the right to
object to the person referred to it proposed by the assignor
shareholder. Moreover, it guarantees protection for the shareholders'
interests in general and the interests of the assigning shareholder in
particular, by approving some controls and obligations on the
company whenever it rejects the referral project proposed to
approval, so the assignor shareholder does not remain trapped in his
shares.
Generally speaking, this study shows that the approval clause
in a joint stock company must not reach in any way to the extent of
depriving the assignor shareholder of disposing his shares and
transferring them to whom he desires absolutely, and that it does not
have to make him trapped in shares, otherwise he decides to abolish
it.
Keywords:
The approval clause, assignor shareholder, assignee, joint
stock company, the shares subject to the assignment, the principle of
free trade shares.
‫ ملخــص األطروح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬0202

Clause d’agrément dans la société par actions


Résumé:
Cette étude vise à donner une réelle perception de la clause
d'agrément dans la société par actions , en la perspective qui la
représente comme l'une des restrictions de l'accord qui répond au
principe de la circulation libre des actions de négociation comme un
bien public, et que ce travail est pour les introduire dans la loi
fondamentale de ce type de sociétés.
Il vise également à clarifier le rôle que joue la clause
d'agrément dans la société par actions car elle donne une sorte de
considération personnelle à ce type de société qui repose
principalement sur des considérations financières, et cherche à
protéger et à maintenir l'intérêt général de la société , car elle lui
conférait le droit de s'opposer à la personne qui lui avait été
proposée par l'actionnaire cédant. En outre, il garantit la protection
des intérêts des actionnaires en général et des intérêts de
l'actionnaire cédant en particulier, en approuvant certains contrôles
et obligations de la société chaque fois qu'elle rejette le projet de
renvoi proposé à l'approbation, de sorte que l'actionnaire cédant ne
reste pas pris au piège ses actions.
D'une manière générale, cette étude montre que la clause
d'agrément dans une société par action ne doit en aucun cas
atteindre au point de priver l'actionnaire cédant de céder ses actions
et de les transférer à qui il le souhaite absolument, et qu'elle n'a pas
à faire lui piégé en actions, sinon il décide de l'abolir.
Mots clés:
La clause d'agrément, actionnaire cédant, cessionnaire, Société
par actions, les actions soumises à la cession, le principe des actions
de libre-échange.

You might also like