Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 4

‫جامعة الجزائر‪3‬‬

‫كلية االقتصاد والتجارة والتسيير‬


‫قسم علوم التسيير‬
‫مقياس دراسة الجدوى واختيار االستثمارات‬
‫لطبة السنة األولى ماستر‬

‫األستاذ‪ :‬زعباط عبد الحميد‬


‫المحاضرتان األولى والثانية‬
‫مقدمة‬
‫يشكل االستثمار رفقة االبتكار والتنظيم محركا للنمو االقتصادي‪ ،‬فقد بين جون مينارد كينز دور االستثمار على‬
‫صعيد االقتصاد الكلي من خالل أثار المضاعف ‪ ،‬وعلى الصعيد الجزئي فإنه يحكم مستقبل المؤسسة لذلك فإن‬
‫القرار المتعلق باالستثمار يعد هاما جدا في تسييرالمؤسسات ألن المبالغ المكرسة لذلك تكون في العادة هامة مما‬
‫يستدعي العمل على ضمان ربحيتها‪ ،‬كما أن هذا القرار نهائي اليمكن التراجع عنه فيما بعد خاصة بالنسبة‬
‫لالستثمارات الضخمة كما هو الحال بالنسبة لالستثمارات المنجمية والطاقوية ‪ ،‬فإذا كان خاطئا فإن الخطأ سيستمر‬
‫مادام االستثمار نفسه قائما‪.‬‬
‫الفصل التمهيدي ‪ :‬ماهية االستثمار‬
‫تعريف وتصنيف االستثمارات لقد أعطيت عدة تعاريف لالستثمار نذكر منها‪:‬‬
‫‪ -‬االستثمار هو تخصيص رأس المال للحصول على وسائل إنتاجية أو لتطوير الوسائل الموجودة بغية زيادة‬
‫الطاقة اإلنتاجية للمؤسسة‪.‬‬
‫‪ -‬االستثمار هو انفاق مباشر تم القيام به بغية الحصول على سلسلة من األرباح المستقبلية‪ ،‬وهذا المفهوم قريب جدا‬
‫من المفهوم المحاسبي لألصول الثابتة في ميزانية المؤسسات‪ ،‬فهو إذن يخص شراء األراضي ‪ ،‬البناءات ‪ ،‬اآلالت‬
‫‪ ،‬العتاد ‪ .....‬إلخ ‪ ،‬لكن تعريفه أوسع إذ يشمل بعض النفقات التي التأخذها المحاسبة دائما بعين االعتبار مثل نفقات‬
‫البحث والتطوير ونفقات اإلشهار ‪.....‬ألخ‪ ،‬والمبدأ الذي يرتكز عليه هذا التعريف بسيط وهو أنه كلما كان هناك‬
‫إنفاق هدفه الحصول أرباح مستقبلية كلما كان هناك استثمار‪.‬‬
‫تصنيف االستثمارات‬
‫هناك عدة تصنيفا ت بعضها ليس لها فائدة عملية واضحة ونورد هنا تصنيف ويتمثل في ‪ D.Jean‬التالي‪:‬‬
‫استثمار االحالل ‪Les investissements de remplacement‬‬

‫ويهدف إلى إحالل تجهيز جديد محل تجهيز قديم بسبب التلف والتقادم وقرارات من هذا النوع هي العادية واألبسط‬
‫‪ ،‬وهنا تكون المؤسسة في أغلب األحيان على دراية تامة بالتكاليف‬
‫استثمارات التحديث أواإلنتاجية ‪Les investissements de modernisation ou de productivité‬‬

‫‪ -‬تهدف أساسا إلى تدنية تكاليف اليد العاملة وتكاليف الصنع والنقل والتوضيب اليدوي للسلع وتصاحب في الغالب‬
‫استثمار اإلحالل‪.‬‬
‫استثمارات التوسع ‪ :Les investissements d’expansion‬وهي نوعان‪:‬‬

‫ا‪ -‬االستثمارات في السعة اإلنتاجية ‪ :‬وتهدف أساسا إلى زيادة طاقة إنتاج الشركة دون تغيير في تشكيلة المنتجات‬
‫المنتجة وقد يتم ذلك بإضافة ألة جديدة أوبتوسيع المصنع أو بفتح مركز توزيع تجاري أخر؛ واستثمارات التوسع‬
‫الكمي تترافق في الغالب مع استثمارات اإلحالل ( االستعاضة عن ألة بالية بألة جديدة ذات طاقة إنتاجية أكبر)‬
‫ب – االستثمارات في منتجات جديدة ‪ :‬وتهدف إلى توسيع التشكيلة الموجودة واالستجابة لطلب محتمل أو حتى‬
‫خلق حاجات جديدة‪.‬‬
‫‪investissements d’innovation‬‬ ‫‪ -‬استثمارات االبتكار أو تعديل منتج موجود‬
‫وتهدف وتهدف إلى ضمان أمن المؤسسة‬ ‫‪ -‬االستثمارات االستراتيجية ‪Les investissements stratégiques‬‬
‫وحمايتها والحيلولة دون تعرضها لألزمات ‪ ،‬وقد تكون ذات طابع هجومي كأن تقوم المؤسسة بإنشاء فرع لها في‬
‫الخارج أو تقوم بعملية ضم فروع أو شركات أخرى‪ ،‬كما قد تكون ذات طابع دفاعي فتتجه إلى حماية نفسها من‬
‫المنافسة المفرطة أو من الشروط المجحفة التي يفرضها عليها الموردون كأن تعمل على إيجاد تكامل عمودي ؛‬
‫وقد تكون هذه االستثمارات ذات طابع هجومي ودفاعي في أن واحد وتعد نفقات البحث والتطوير مثاال نموذجيا‬
‫عن ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬االستثمارات ذات الطابع االجتماعي أو ذات المنفعة العامة‪ :‬على غرار االستثمارات التي هدفها توفير محيط‬
‫أفضل للعاملين وتحسين ظروف العمل والحفاظ على الصحة العامة ومحاربة التلوث من خالل إجبار الشركات‬
‫بقوة القانون بتخصيص نفقات إلزالته أو الحيلولة دون وقوعه وكذا توفير القاعدة التحتية الضرورية لألداء الجيد‬
‫لالقتصاد الوطني ( شق الطرقات بناء الجسور والمدارس والمستشفيات ‪...،‬وغيرها ) وهذه االستثمارات تتوالها‬
‫الدولة في العادة ألنها التغل مردودية مالية مباشرة قابلة للقياس‪.‬‬
‫ويمكن إضافة إلى ماسبق عنصر هام وهو االستثمارات البشرية وتتمثل خاصة في التكوين والرسكلة وزيادة‬
‫االنفاق على التعليم في مختلف األطوار‬
‫تصنيف االستثمارات حسب أثارها ‪ :‬يمكن تصنيف االستثمارات حسب أثارها إلى‬
‫‪ -‬استثمارات منتجة‪:‬وهي االستثمارات الموجهة لحيازة العقارات والعتاد واآلالت ‪.....‬إلخ التي تستخدم في‬
‫اإلنتاج أوإلنتاج المنتجات المختلفة‬
‫‪ -‬استثمارات مالية‪ :‬وهي استثمارات اليقابلها إنتاج مادي كاألسهم والسندات ولكنها تدر مداخيل متغيرة أو ثابتة‪.‬‬
‫‪ -‬استثمارات معنوية‪:‬مثل براءة االختراع ‪ ،‬األبحاث ‪ ،‬مصاريف التكوين‬
‫تصنيف االستثمارات حسب طبيعتها القانونية‪ :‬تصنف استثمارات حسب طبيعتها القانونية إلى‪:‬‬
‫‪ -‬استثمارات عامة‪:‬هدفها ليس بالضرورة تحقيق الربح وإنما تحقيق المنفعة العامة بشكل أساسي مثل إنجاز‬
‫الموانئ والمطارات والطرقات و السكك الحديدية أو حماية أمن الدولة كصناعة األسلحة والذخائرأو العتبارات‬
‫اقتصادية كإنشاء صناعة بترولية أو العتبارات األمن الغذائي كإنشاء صناعة غذائية وهذه المشروعات اإلنتاجية‬
‫قد توفر للدولة موارد مالية تغنيها عن فرض ضرائب مرتفعة على السكان‪.‬‬
‫‪ -‬استثمارات خاصة‪:‬يتم القيام بها من قبل األفراد أو المؤسسات الخاصة وهدفها زيادة اإليرادات وتحقيق الربح‬
‫‪ -‬استثمارات مختلطة‪ :‬وهي تضم طرفين أو أكثر مهما كان شكلها القانوني وقد ينحصر التعاون داخل البلد الواحد‬
‫أو بين عدة بلدان وأثر هذا التعاون يزداد وضوحا في المشروعات التي تتطلب رؤوس أموال ضخمة مما يقلل‬
‫المخاطر من خالل توزيع األعباء على المشتركين فضال عن االستفادة من الخبرات المتنوعة الموجودة لدى‬
‫مختلف األطراف في مجال التسيير والتسويق محليا ودوليا‪.‬‬
‫كما يمكن تصنيف االستثمارات إلى‪ :‬استثمارات وطنية واستثمارات أجنبية ( استثمارات أجنبية مباشرة‬
‫واستثمارات أجنبية غير مباشرة)‪.‬‬
‫المشروع االستثماري‬
‫سبق أن رأينا أن االستثمار هو انفاق حالي بغية الحصول على مداخيل مستقبلية أعلى في حين أن المشروع‬
‫االستثماري هو اقتراح بإنفاق معين في الوقت الحاضر على أمل الحصول على عوائد نقدية صافية أومنافع‬
‫صافية مستقبلية أكبر في أمد زمني طويل نسبيا ؛ فالمشروع االستثماري سابق لالستثمار وعندما تتأكد جدواه ويتم‬
‫تنفيذه يصبح استثمارا‬
‫أنواع المشاريع االستثمارية‪ :‬هناك أنواع عديدة من المشاريع االستثمارية نوجزها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬المشاريع المستقلة‪ :‬وهي تلك المشاريع التي ال يتأثر واليؤثر اختيار أو رفض أحدها في اختيار أو رفض‬
‫المشروع أو المشاريع االستثمارية األخرى‪ ،‬كما أنه يمكن قبولها جميعا أو رفضها جميعا‪.‬‬
‫‪-‬المشاريع المتنافية‪ :‬هي تلك المشاريع التي يمكن رفضها جميعا أو قبول أحدها على األكثر مثال أن تكون هناك‬
‫مساحة أرض التكفي سوى ألقامة مشروع واحد مسجد أو مدرسة‪.‬‬
‫‪-‬المشاريع المتكاملة‪ :‬وهي تلك المشاريع التي يؤدي اختيار أحدها إلى زيادة إيرادات المشروع األخر أو انخفاص‬
‫في نفقاته‪.‬‬
‫– المشاريع البديلة لبعضها البعض أو المعوضة‪ :‬وهي تلك المشاريع التي تعطي مخرجات قابلة لالحالل فيما‬
‫بينها مما يعني أن إقامة مشروع جديد قرب مشروع قديم سيؤدي إلى تقليص عائدات المشروع األول وينقص من‬
‫حظوظ نجاح المشروع الجديد‬
‫‪-‬المشاريع المتالزمة‪ :‬وهي المشاريع المرتبطة فيما بينها ارتباطا تاما فال يمكن قبول أحدها أو رفضه إال‬
‫بقبول اآلخر أو رفضه‪.‬‬

‫دراسة جدوى المشروع االستثماري‬


‫يعد القرار االستثماري من القرارات االستراتيجية التي تتخذها المؤسسة ألنه قرار الرجعة وكل خطأ يكلف‬
‫المؤسسة خسائر جمة ذلك أنه بعد وضعه موضع التنفيذ قد اليتصف االستثمار بالمرونة الالزمة تمكن من تحويله‬
‫من نشاط غير مجد إلى نشاط أونشطة أخرى مجدية‪،‬السيما أنه في كثير من األحيان يكرس لذلك مبالغ مالية‬
‫ضخمة فضال عن كونه يتعلق بالمستقبل ويمتد على فترة زمنية طويلة نسبيا مع مايرافق ذلك من زيادة درجة‬
‫المخاطرة وعدم التأكد ولذا فإن المشروع االستثماري سواء كان جديدا أو توسيع مشروع قائم أو تجديده أو تجديد‬
‫بعض عتاده والتخلص من العتاد القديم وإخضاعه للدراسة المعمقة والتفصيلية لمعرفة مدى جدواه من عدمها أمر‬
‫المناص منه؛‬
‫وتمر دراسة جدوى المشروع االستثماري بعدة مراحل‪:‬‬
‫مرحلة تحديد المشروع‪ :‬يبدأ المشروع كفكرة تكون كنقطة انطالق للكشف عن فرص االستثمار المتاحة محليا أو‬
‫وطنيا‪ ،‬ويمكن الحصول على أفكار المشاريع االستثمارية من مصادر مختلفة وعديدة مثل المعارض الوطنية‬
‫والدولية ‪ ،‬معاينة الميزان التجاري لسلعة ما ومعرفة فيما إذا كان هناك عجز أم ال‪ ،‬دراسة جداول المدخالت‬
‫والمخرجات التي توضح الترابط الموجود بين مختلف الصناعات الوطنية‪ ،‬وفرة المادة األولية محليا التي تعد‬
‫مدخال لصناعة تعتمد في اإلنتاج على استيرادها من الخارج بالعملة الصعبة ‪ ،‬تزايد الطلب العالمي على منتجات‬
‫نصف مصنعة يمكن إنتاجها محليا اعتمادا على مواد أولية بخسة الثمن أو باستخدام يد عاملة ذات أجور منخفضة‪،‬‬
‫ظهور تكنولوجيا جديدة أو أساليب إنتاج جديدة تسمح باستغالل موارد طبيعية لم يكن باإلمكان القيام بها في السابق‬
‫‪......‬إلخ‪.‬‬
‫وبعد ذلك يتم النظر في جملة من أفكارالمشاريع فيتم استبعاد المقترحات التي يستحيل القيام بها لسبب أو آلخر‬
‫كوجود مانع قانوني أو تكنولوجي أو مالي أو أخالقي أو ديني أو تشبع السوق ‪....‬إلخ‬
‫ثم يتم االنتقال إلى دراسة الجدوى التجارية عبر دراسة السوق والدراسة الفنية والدراسة التمويلية تليها الجدوى‬
‫االقتصادية والجدوى االجتماعية‬

You might also like