Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 28

‫القوادح‬

‫س ‪ :‬ما املراد هبا؟ عرفها!‬

‫ج ‪ :‬أي هذا مبحثها ‪ ،‬وهي ما يقدح يف الدليل علة كان الدليل أو غريها‪.‬‬

‫األول ‪ :‬ختلف احلكم عن العلة املستنبطة ‪ ،‬إن كان التخلف بال مانع أو فقد رشط يف األصح‪.‬‬
‫القادح ّ‬
‫س ‪ :‬ما املراد بتخلف احلكم عن العلة املستنبطة؟‬

‫ج ‪ :‬بأن وجدت يف بعض صور بدون احلكم ‪ ،‬ألهنا لو كانت علة للحكم لثبت حينئذ بخالف املنصوصة‬

‫إذ ال نقض معها كام بينته يف احلاشية‪.‬‬

‫س ‪ :‬كيف إذا كان التخلف ملانع أو فقد رشط؟‬

‫ج ‪ :‬وبخالف ما إذا كان التخلف ملانع أو فقد رشط‪ ،‬ألن العلة عند التخلف جتامع ك ً‬
‫ال منهام وهذا ما اختاره ابن‬

‫احلاجب وغريه من املحققني‪ .‬وعليه حيمل إطالق الشافعي القدح بالتخلف‪.‬‬

‫‪ -‬وقيل يقدح مطلقا ورجحه األصل إذ لو صحت العلية مع التخلف للزم احلكم يف صورة التخلف رضورة استلزام‬

‫العلة ملعلوهلا‬

‫‪ -‬وقيل ال يقدح مطلقا‪ .‬وقال به أكثر احلنفية وسموه ختصيص العلة‬

‫‪ -‬وقيل يقدح يف العلة املستنبطة دون املنصوصة‬

‫‪ -‬وقيل عكسه‬

‫‪ -‬وقيل يقدح إال أن يكون ملانع أو فقد رشط وعليه أكثر فقهائنا وقيل غري ذلك‬

‫واخللف يف القدح معنوي ‪،‬خالفا البن احلاجب ومن تبعه يف قوهلم إنه لفظي مبني عىل تفسري العلة إن فرست باملؤثر‬

‫فرست الع ّل َة بالباعث أو باملعرف فال يقدح‪.‬‬


‫َ‬ ‫فالتخلف قادح ‪،‬أو إن‬

‫س ‪ :‬ارشح خالف األصوليني يف القدح بتخلف احلكم ‪ ،‬مفرعا عىل هذا اخلالف!‬

‫ج ‪ :‬أما الرشح ‪ :‬فبذكر اخلالف السابق ‪ ،‬وأما التفريع هلذا اخلالف ‪:‬‬
‫معنوي ‪ ،‬ومن فروع أن اخللف معنوي ‪:‬‬
‫ٌّ‬ ‫ما يرتتب عىل ّ‬
‫أن القادح‬

‫‪ -‬االنقطاع للمستدل ‪ ،‬فيحصل اإلنقطاع إن قدح التخلف‪ ،‬وإال فال حيصل ‪ ،‬ويسمع قوله أردت العلية يف غري ما‬

‫حصل فيه التخلف‪،‬‬

‫‪ -‬وانخرام املناسبة بمفسدة ‪ ،‬فيحصل اإلنقطاع إن قدح التخلف وإال فال‪ ،‬لكن ينتفي احلكم لوجود املانع‪.‬‬

‫‪ -‬وغريمها ‪ ،‬بالرفع أي غري املذكورين كتخصيص العلة فيمتنع إن قدح التخلف وإال فال‪.‬‬

‫س ‪ :‬كيف جييب املستدل عىل االعرتاض بتخلف احلكم؟ ممثال!‬

‫ج ‪ :‬وجوابه أي التخلف عىل القول بأنه قادح بـ‪:...‬‬

‫‪ -‬منع وجود العلة فيام اعرتض به ‪،‬‬

‫‪ -‬منع انتفاء احلكم يف ذلك ‪ ،‬إن مل يكن انتفاؤه مذهب املستدل ‪ ،‬وإال فال يتأتى اجلواب ‪،‬‬

‫‪ -‬بيان املانع ‪،‬‬

‫‪ -‬أو بيان فقد الرشط ‪،‬‬


‫ِ‬
‫كالقتل بمحدّ د‬ ‫ج ‪ :‬مثال بيان املانع ‪ :‬جيب القود بالقتل بمثقل‬

‫فإن ن ِق َض بِ َقت ِل األَص ِل َفر َعه حيث ختلف احلكم فيه عن العلة ‪ :‬فجوابه ‪:‬‬

‫[‪ ]1‬منع وجود العلة يف ذلك‪ ،‬إذ يعترب فيها عدم أصلية القاتل‬

‫[‪ ]2‬أو أن التخلف ملانع‪ ،‬وهو أن األصل كان سببا إلجياد فرعه‪ ،‬فال يكون هو سببا إلعدام أصله‬

‫س ‪ :‬هل جيوز للمعرتض بالتخلف استدالل عىل وجود العلة فيام اعرتض به؟ مبينا اخلالف!‬

‫ج ‪ :‬وليس للمعرتض بالتخلف استدالل عىل وجود العلة فيام اعرتض به عند األكثر من النظار‪ ،‬ولو بعد منع املستدل‬

‫وجودها ‪ ،‬النتقاله من االعرتاض إىل االستدالل املؤدي إىل االنتشار‪.‬‬

‫‪ -‬قيل ‪ :‬له ذلك ليتم مطلوبه من إبطال العلة‬

‫‪ -‬قيل ‪ :‬له ذلك إن مل يكن ثم دليل أوىل من التخلف بالقدح‪ ،‬وإال فال‬

‫‪ -‬قيل ‪ :‬له ذلك ما مل تكن العلة حكام رشعيا‬


‫س ‪ :‬هل يسمع قول املعرتض‪" ،‬ينتقض دليلك الذي أقمته عىل وجودها ‪ ،‬حيث وجد يف حمل النقض دوهنا عىل مقتىض‬

‫منعك وجودها فيه" بعد أن دل املستدل عىل وجود العلة فيام علل حكمه بـدليل موجود يف حمل النقض ثم منع‬

‫وجودها يف ذلك املحل ؟ ملاذا!‬


‫ج ‪ :‬ولو ّ‬
‫دل املستدل عىل وجود العلة فيام علل حكمه بـدليل موجود يف حمل النقض ثم منع وجودها يف ذلك املحل‬

‫فقال له املعرتض ينتقض دليلك الذي أقم َته عىل وجودها حيث وجد يف حمل النقض دوهنا عىل مقتىض منعك وجودها‬

‫فيه ‪ ،‬مل يسمع قول املعرتض النتقاله من نقضها إىل ناقض دليلها‪ ،‬واالنتقال ممتنع‪.‬‬

‫قال ابن احلاجب ‪ :‬وفيه نظر ألن القدح يف الدليل قدح يف املدلول‪.‬‬

‫بمعنى أن القدح فيه حي ِوج إىل االنتقال إىل إثبات املدلول بدليل آخر‪ ،‬وإال كان قوال بال دليل فال يمتنع االنتقال إليه‬

‫فإن ر ّدد بني األمرين فقال يلزمك انتقاض العلة أو انتقاض دليلها الدال عىل وجودها يف الفرع فال تثبت علتك سمع‬

‫قوله اتفاقا‪ ،‬إذ ال انتقال‪.‬‬

‫س ‪ :‬هل جيوز للمعرتض استدالل عىل ختلف احلكم فيام اعرتض به ولو بعد منع املستدل ختلفه؟ ملاذا؟ ارشح اخلالف!‬

‫ج ‪ :‬األصح ‪ :‬وليس للمعرتض استدالل عىل ختلف احلكم فيام اعرتض به ولو بعد منع املستدل ختلفه ‪ ،‬ملا مر من‬

‫االنتقال من االعرتاض إىل االستدالل املؤدي إىل االنتشار‪.‬‬

‫وقيل ‪ :‬له ذلك ليتم مطلوبه من إبطال العلة‬

‫وقيل ‪ :‬له ذلك إن مل يكن ثم طريق أوىل من التخلف بالقدح وإال فال‬

‫س ‪ :‬متى جيب االحرتاز من التخلف؟ ممثال!‬

‫وجيب االحرتاز من التخلف بأن يذكر يف الدليل ما خيرج حمله ليسلم من االعرتاض [‪ ]1‬عىل املناظر مطلقا عن االستثناء‬

‫اآليت [‪ ]2‬وعىل الناظر لنفسه ‪ ،‬إال فيام اشتهر من املستثنيات ‪ ،‬كالعرايا ألنه لشهرته كاملذكور‪ ،‬فال جيب االحرتاز منه‬

‫وقيل ‪ :‬جيب عليه ذلك مطلقا وغري املذكور ليس كاملذكور‪.‬‬

‫وقيل ‪ :‬جيب عليه ذلك إال يف املستثنيات ولو كانت غري مشهورة‪ ،‬فال جيب ذلك للعلم بأهنا غري مرادة‪.‬‬
‫وقيل ‪ :‬ال جيب مطلقا‪ .‬واختاره ابن احلاجب وغريه‪.‬‬

‫س ‪ :‬بم ينتقض إثبات صورة معينة أو مبهمة أو نفيها؟ ممثال!‬

‫ج ‪ :‬وإثبات صورة معينة أو إثبات صورة مبهمة أو نفي صورة ينتقض ‪ :‬بالنفي أو اإلثبات العامني) يعني السالبة‬

‫واملوجبة الكليتني‪.‬‬

‫س ‪ :‬بم ينتقض اإلثبات العام والنفي العام؟ ممثال!‬

‫ج ‪ :‬وبالعكس أي النفي العام أو اإلثبات العام ينتقض ‪ :‬بإثبات صورة معينة أو مبهمة أو بنفيها‬

‫ج ‪ :‬فنحو زيد كاتب أو إنسان ما كاتب يناقضه ال يشء من اإلنسان بكاتب ونحو زيد ليس بكاتب‪ ،‬أو إنسان ما ليس‬

‫بكاتب يناقضه كل إنسان كاتب‪ ،‬أما األوىل بشقيها فلتحقق املناقضة بني املوجبة اجلزئية والسالبة الكلية‪ ،‬وأما الثانية‬

‫كذلك فلتحقق املناقضة بني السالبة اجلزئية واملوجبة الكل ّية‪.‬‬


‫القادح الثاين ‪ :‬ال َكرس‬

‫س ‪ :‬هل الكرس يقدح؟ مبينا اخلالف!‬

‫األصح ‪ ،‬ملا يعلم من تعريفه اآليت‪ ،‬وقيل ‪ :‬ليس بقادح‪.‬‬


‫ّ‬ ‫ج ‪ :‬فإنه قادح يف‬

‫س ‪ :‬عرف الكرس! ممثال!‬

‫ج ‪ :‬الكرس ‪ :‬إلغاء بعض العلة بوجود احلكم عند انتفائه إما مع إبدال البعض بغريه أو ال مع إبداله ونقض باقي العلة‪.‬‬

‫ج ‪ :‬مثال ‪ :‬كام يقال يف إثبات صالة اخلوف هي صالة جيب قضاؤها لو مل تفعل ‪ ،‬فيجب أداؤها كاألمن فإن الصالة فيه‬

‫كام جيب قضاؤها لو مل تفعل جيب أداؤها ‪ ،‬فيعرتض بأن خصوص الصالة ملغى بأن يقال احلج جيب أداؤه لقضائه ‪،‬‬

‫فليبدل خصوص الصالة بالعبادة ليندفع االعرتاض‪ ،‬وكأنه قيل عبادة الخ‪ .‬ثم ينقض هذا القول بصوم احلائض فإنه‬

‫عبادة جيب قضاؤها وال جيب أداؤها بل حيرم أو ال يبدل خصوص الصالة‪ .‬فال يبقى للمستدل علة إال قوله (جيب‬

‫قضاؤها) فيجب أداؤها كاألمن ‪ ،‬ثم ين َقض بام مر‪ :‬بأن يقال {ليس كل ما جيب قضاؤه يؤدي بدليل صوم احلائض‪ ،‬فإنه‬

‫جيب عليها قضاؤه دون أدائه}‪.‬‬

‫الكرس قبيله بام لزم منه أن الراجح أنه إي‬


‫َ‬ ‫وعرف ابن احلاجب‬
‫وعرب ابن احلاجب عن هذا القادح {بالنقض املكسور} ّ‬
‫بالنقض املكسور ال يقدح‪،‬‬

‫ويف حمل آخر بام يقتيض أنه ختلف احلكم عن العلة‪ ،‬فعنده أن الكرس مشرتك لفظي‪.‬‬
‫وبام تقرر ّأوالً علم ‪ ]1[ :‬أن الكرس ال يكون إال يف العلة املركبة [‪ّ ]2‬‬
‫وأن مفاده ‪ :‬ختلف احلكم عن العلة فهو قسم من‬

‫أقسام القادح السابق‪.‬‬


‫القادح الثالث ‪ :‬عدم العكس‬

‫س ‪ :‬عرف عدم العكس! وهل يقدح؟‬

‫جموزه جلواز أن يكون وجود احلكم‬


‫ج ‪ :‬وهو بأن يوجد احلكم بدون العلة وإنام يقدح عند مانع تعدد العلل‪ .‬بخالف ّ‬
‫لعلة أخرى ‪ ،‬ومثاله يعلم من القادح اآليت‪.‬‬

‫س ‪ :‬عرف العكس! ممثال!‬

‫ج‪ :‬والعكس ‪ :‬انتفاء احلكم ‪-‬ال بمعنى انتفائه نفسه بل‪ -‬بمعنى انتفاء العلم أو الظن به النتفاء العلة‪،‬‬

‫وإنام عن َي ذلك ألنه ال يلزم من عدم الدليل الذي من مجلته العلة عدم املدلول للقطع‪.‬‬

‫ج ‪ :‬مثال ‪ :‬بأن اهلل تعاىل لو مل خيلق العامل الدال عىل وجوده مل ينتف وجوده‪ ،‬وإنام ينتفي العلم به‪.‬‬

‫س ‪ :‬متى يكون العكس أبلغ يف العكسية؟ ملاذا؟‬

‫ج ‪ :‬فإن ثبت مقابل العكس وهو الطرد أي ثبوت احلكم لثبوت العلة أبدا‪ ،‬فأبلغ يف العكسية مما مل يثبت مقابله بأن يثبت‬

‫األول عكس جلميع الصور ويف الثاين لبعضها‪.‬‬


‫احلكم مع انتفاء العلة يف بعض الصور‪ ،‬ألنه يف ّ‬

‫س ‪ :‬ما الشاهد أو اذكر دليل صحة اإلستدالل بالعكس؟!‬

‫ج ‪ :‬وشاهد العكس يف صحة االستدالل بانتفاء العلة فيه عىل انتفاء احلكم ‪ :‬قوله صىل اهلل عليه وس ّلم لبعض أصحابه‬

‫يف خرب مسلم ملا عدد وجوه الرب بقوله ويف بضع أحدكم صدقة الخ ‪{ ،‬أرأيتم لو وضعها أي الشهوة يف حرام أكان عليه‬

‫وزر؟} فكأهنم قالوا {نعم} ‪ ،‬فقال {فكذلك إذا وضعها يف احلالل كان له أجر} ‪ ،‬يف جواب قوهلم {أيأيت أحدنا شهوته‬

‫وله فيها أجر}‬

‫استنتج من ثبوت احلكم‪-‬أي الوزر يف الوطء احلرام‪-‬انتفاءه يف الوطء احلالل الصادق بحصول األجر حيث َعدَ َل‬
‫بوضع الشهوة عن احلرام إىل احلالل ل َت َعاك ِ‬
‫س حكميهام يف العلة‪ ،‬وهو كون هذا مباحا وذاك حراما‬
‫وهذا االستنتاج يسمى قياس العكس اآليت يف الكتاب اخلامس‪.‬‬

‫س ‪ :‬مل ذكر قياس العكس والعكس يف هنا أي يف مبحث القدح بعدم العكس؟‬

‫ج ‪ :‬وإنام ذكر هنا مع العكس‪ ،‬وإن كان املبحث يف القدح بعدمه ‪ :‬أما العكس فلتوقف معرفة عدمه عىل معرفته‪ ،‬وأما‬

‫قياسه فلكونه شاهدا له‪.‬‬


‫القوادح الرابع ‪ :‬عدم التأثري‬

‫س ‪ :‬عرف عدم التأثري!‬

‫ج ‪ :‬عدم التأثري ‪ :‬نفي مناسبة الوصف الذاتية للحكم ‪ ،‬فيختص القدح به (بقياس معنى علته مستنبطة خمتلف فيها)‬

‫الشتامله عىل املناسب بخالف غريه كالشبه‪ ،‬وقياس املعنى الذي علته منصوصة أو مستنبطة جممع عليها فال يأيت فيه‬

‫ذلك‬

‫س ‪ :‬كم قسام له؟ اذكره واحدا بعد واحد ممثال!‬

‫ج ‪ :‬وهو أقسام أربعة‪:‬‬

‫األول عدم التأثري يف الوصف بكونه طرديا أو شبها‬


‫ج ‪ :‬القسم ّ‬
‫ج ‪ :‬مثال عدم التأثري يف الوصف بكونه طرد ّيا ‪ ،‬كقول احلنفية يف الصبح صالة ال تقرص فال يقدم أذاهنا كاملغرب‬

‫فعدم القرص بالنسبة لعدم تقديم األذان طردي ال مناسبة فيه وال شبه وعدم التقييد موجود فيام يقرص‪.‬‬

‫ج ‪ :‬مثال عدم التأثري يف الوصف بكونه شبها ‪ ،‬وكقول املستدل بقياس املعنى يف الوضوء {طهارة تفتقر إىل النية‬

‫كالتيمم}‪ .‬فالطهارة بالنسبة الفتقار الوضوء إىل النية شبه املناسبة فيه بالذات‪ ،‬إذ املناسبة الذاتية له كون الوضوء عبادة‬

‫وحاصل هذا القسم طلب مناسبة علية الوصف‪.‬‬

‫ج ‪ :‬القسم الثاين عدم التأثري يف األصل بإبداء علة حلكمه عىل مرجوح ‪ ،‬هو منع تعدد العلل‪.‬‬

‫ج ‪ :‬مثال ‪ :‬أن يقال يف بيع الغائب {مبيع غري مرئي فال يصح كالطري يف اهلواء}‪ ،‬فيقول املعرتض (ال أثر لكونه غري‬

‫مرئي) يف األصل ‪ ،‬إذ العجز عن التسليم فيه كاف يف عدم الصحة وعدمها موجود مع الرؤية‪.‬‬

‫وحاصله معارضته يف األصل بإبداء غري ما علل به‪ .‬وزدت عىل مرجوح ليوافق ما اعتمدته من جواز تعدد العلل‪.‬‬

‫ج ‪ :‬الثالث عدم التأثري يف احلكم ‪ ،‬وهو أرضب ثالثة ‪:‬‬


‫[‪ ]1‬أحدها وصف اشتملت عليه العلة ال فائدة لذكره ‪:‬‬
‫ج ‪ :‬مثال ‪ :‬كقول احلنفية يف املرتدين املتلفني مالنا بدار احلرب حيث استدلوا عىل نفي الضامن عنهم يف ذلك مرشكون‬
‫أتلفوا ماال بدار احلرب فال ضامن عليهم كاحلريب املتلف مالنا ‪ ،‬فدار احلرب عندهم أي اخلصوم كام هو عندنا وصف‬
‫طردي فال فائدة لذكره ‪ ،‬ألن من نفي الضامن يف إتالف املرتد مال املسلم كاحلنفية نفى الضامن وإن مل يكن اإلتالف بدار‬
‫احلرب ‪ ،‬ومن أثبته كالشافعية أثبته وإن مل يكن اإلتالف بدار احلرب‪.‬‬
‫(فريجع) االعرتاض يف ذلك (لألول) من األقسام ألن املعرتض يطالب املستدل بتأثري كون اإلتالف بدار احلرب ال‬
‫بغريها‬

‫[‪ ]2‬الرضب الثاين وصف اشتملت عليه العلة لذكره فائدة رضورية ‪:‬‬
‫ج ‪ :‬مثال ‪ :‬كقول معترب العدد يف االستجامر باألحجار عبادة متعلقة باألحجار مل يتقدمها معصية فاعترب فيها العدد‬
‫ِ‬
‫التأثري يف حكم األصل والفرع ‪ ،‬لكنه أي معترب العدد مضطر لذكره ‪ ،‬لئال‬ ‫كاجلامر ‪ ،‬فقوله مل يتقدمها معصية عديم‬
‫ينتقض ما علل به لو مل يذكر{ مل يتقدمها معصية } فيه بالرجم للمحصن فإنه عبادة متعلقة باألحجار ومل يعترب فيها‬
‫العدد‪.‬‬

‫[‪ ]3‬الرضب الثاين وصف اشتملت عليه العلة لذكره فائدة غري رضورية ‪:‬‬
‫ج ‪ :‬مثال ‪ :‬أن يقال اجلمعة صالة مفروضة فلم تفتقريف إقامتها إىل إذن اإلمام األعظم كالظهر ‪ّ ،‬‬
‫فإن قوهلم مفروضة‬
‫حشو إذ لو حذف مما علل به مل ينتقض أي الباقي منه بيشء إذ النفل كالفرض يف ذلك ‪ ،‬لكنه ذكر لتقريب الفرع وهو‬
‫اجلمعة من األصل وهو الظهر بتقوية الشبهة بينهام إذ الفرض بالفرض أشبه به من غريه‪.‬‬

‫وقيل عدم التأثري ال يكون قادحا فيام له فائدة بقسميها‬


‫وقيل يكون قادحا يف ثانيهام دون أوهلام‬

‫ج ‪ :‬الرابع عدم التأثري يف الفرع عىل مرجوح ‪ ،‬يعلم من قويل بعد يف الفرض ‪ ،‬واألصح جوازه‪:‬‬
‫زوجها وليها لغري كفء‬
‫غري كفء فال يصح التزويج كام لو ّ‬
‫نفسها َ‬
‫زو َجت َ‬
‫ج ‪ :‬مثال ‪ :‬أن يقال يف تزويج املرأة نفسها ‪ّ ،‬‬
‫وهو أي الرابع كالثاين يف أنه إبداء علة وهي تزويج املرأة نفسها ال تزوجيها من غري كفء‪ ،‬إذ ال أثر فيه للتقييد بغري‬
‫الكفء فإنه وإن ناسب البطالن لكنه غري مطرد يف مجيع صور املدعي وهو أن تزوجيها نفسها ال يصح مطلقا‬
‫كام ال أثر للتقييد يف مثال الثاين بكونه غري مرئي‪ ،‬وإن كان نفي األثر هنا بالنسبة إىل الفرع وثم بالنسبة إىل األصل‪.‬‬
‫ويرجع هذا القسم إىل املناقشة يف الفرض‪.‬‬

‫س ‪ :‬ما هو الفرض؟ وما حكمه؟ اذكره مبينا اخلالف!‬


‫ج ‪ :‬الفرض ‪ :‬وهو ختصيص بعض صور النزاع باحلجاج ‪.‬‬
‫كام فعل يف املثال السابقة ‪ ،‬إذ املدعى فيه منع تزوجيها نفسها مطلقا واالحتجاج عىل منعه من غري كفء‪،‬‬
‫ج ‪ :‬األصح جواز الفرض مطلقا فقد ال يساعده الدليل يف كل الصور أو ال يقدر عىل دفع االعرتاض يف بعضها فيستفيد‬
‫بالفرض غرضا صحيحا‪.‬‬
‫وقيل ‪ :‬ال جيوز ألن جوازه ال يدفع اعرتاض اخلصم‪.‬‬

‫وقيل ‪ :‬جيوز برشط بناء غري حمل الفرض عىل حمله كأن يقاس عليه بجامع بينهام‪ ،‬أو يقال ثبت احلكم يف بعض الصور‬

‫فليثبت يف باقيها‪ ،‬إذ ال قائل بالفرق‪ ،‬وقد قال به احلنفية يف املثال حيث جوزوا تزوجيها نفسها من غري كفء‪.‬‬
‫القادح اخلامس ‪ :‬القلب‬

‫أنواع القلب نوعان‪:‬‬

‫س ‪ :‬عرف قلب القياس!‬

‫ج ‪ ]1[ :‬خاص بالقياس ‪ ،‬وعرفوه ‪ :‬بأن يربط املعرتض خالف قول املستدل عىل علته إحلاقا باألصل الذي جعله مقيسا‬

‫عليه‪.‬‬

‫س ‪ :‬عرف القلب العام!‬

‫ج ‪ ]2[ :‬وعام يعرتض به عىل القياس وغريه من األدلة ‪ ،‬تعريف القلب يف األصح ‪ :‬دعوى املعرتض أن ما استدل به‬

‫املستدل وصح دليل عىل املستدل يف املسألة املتنازع فيها ال يف مسألة أخرى‪.‬‬

‫وقول األصل عىل ذلك الوجه ال حاجة إليه كام بينته يف احلاشية‪ ،‬وتقديمي عليه عىل ما بعده أوىل من تأخري األصل له‬

‫عنه‪.‬‬

‫س ‪ :‬هل يمكن القلب مع تسليم صحة الدليل؟ بني اخلالف!‬

‫ج ‪ :‬األصح ‪ :‬فـبسبب التقييد بصحة ما استدل به يمكن مع القلب تسليم صحته‪.‬‬

‫وقيل ‪ :‬القلب تسليم صحته مطلقا سواء أكان ما استدل به صحيحا أم ال‬

‫وقيل ‪ :‬هو إفساد له مطلقا ألن الغالب من حيث جعله عىل املستدل مسلم لصحته‪ ،‬وإن مل يكن صحيحا ومن حيث مل‬

‫جيعله له مفسد له‪ ،‬وإن كان صحيحا‬

‫وعىل كال القولني ال يذكر يف احلد قيد للصحة‪ ،‬وإنام ذكر يف األول ألن عدم ذكره فيه خيل بموضوعه إما مصححا‬

‫ملذهب املعرتض أو مبطال ملذهب املستدل كام سيأيت‪ ،‬فهو قيد لالحرتاز عن الفاسد إذ ال حيصل به يشء من ذلك‪.‬‬

‫س ‪ :‬متى يكون القلب قادحا؟‬


‫ج ‪ :‬وعىل األصح من إمكان التسليم مع القلب ‪ّ ،‬‬
‫أن القلب (مقبول يف األصح وهو إما ‪:‬‬
‫[‪ ]1‬معارضة عند التسليم لصحة دليل املستدل‪ ،‬فال يكون القلب حينئذ قادحا‪ ،‬بل جياب عنه بالرتجيح‪.‬‬

‫[‪ ]2‬وإما اعرتاض قادح عند عدم تسليم الصحة‪.‬‬

‫‪ -‬وقيل ‪ :‬هو شاهد زور يشهد عىل الغالب وله حيث سلم فيه الدليل‪ ،‬واستدل به عىل خالف دعوى املستدل فال يقبل‬

‫س ‪ :‬اذكر أقسام القلب ممثال!‬

‫ج ‪ :‬أقسام القلب باعتبار آخر ‪:‬‬

‫القسم األول ‪ :‬القلب لتصحيح مذهب املعرتض يف املسألة ‪ ،‬وإبطال مذهب املستدل فيها سواء أكان مذهب املستدل‬

‫مرصحا به يف االستدالل أم غري مرصح‪.‬‬

‫مثال مرصح به‪ :‬يف مسألة بيع الفضويل‬

‫‪ -‬كام يقال من جانب املستدل كالشافعي يف بيع الفضويل عقد بال والية عليه ‪ ،‬فال يصح كرشاء الفضويل فال يصح ملن‬

‫سامه ‪ ،‬فيقال من جانب املعرتض كاحلنفي عقد فيصح كرشاء الفضويل فيصح له ويلغو تسميته لغريه ‪ ،‬وهو أحد وجهني‬

‫عندنا إذا مل يشرت بعني مال من عقد له ومل يضف العقد إىل ذمته‪.‬‬

‫مثال غري مرصح ‪ :‬يف مسألة اشرتاط الصوم يف اإلعتكاف‬

‫‪ -‬كام يقول احلنفي املشرتط للصوم يف االعتكاف لبث فال يكون بنفسه قربة ‪ ،‬كوقوف عرفة ‪ ،‬فإنه قربة بضميمة اإلحرام‬

‫‪ ،‬فكذا االعتكاف يكون قربة بضميمة عبادة إليه وهي الصوم ألنه املتنازع فيه ‪ ،‬فيقال من جانب املعرتض كالشافعي‬

‫االعتكاف لبث فال يشرتط فيه الصوم كعرفة ال يشرتط الصوم يف وقوفها ‪ ،‬ففي هذا إبطال ملذهب اخلصم الذي هو‬

‫اشرتاط الصوم ومل يرصح به يف الدليل‪.‬‬

‫القسم الثاين ‪ :‬القلب إلبطال مذهب املستدل و إبطاله نوعان إما برصاحة و إما بالتزام‬

‫مثال اإلبطال برصاحة ‪:‬‬

‫‪ -‬كأن يقول احلنفي يف مسح الرأس‪ ،‬عضو وضوء فال يكفي يف مسحه أقل ما ينطلق عليه االسم كالوجه ال يكفي يف‬

‫غسله ذلك ‪ ،‬فيقال من جانب املعرتض كالشافعي عضو ضوء ‪ ،‬فال يقدر بالربع كالوجه ال يقدر غسله بالربع‪.‬‬
‫مثال اإلبطال بالتزام ‪:‬‬

‫‪ -‬كأن يقول النفي يف بيع الغائب عقد معاوضة فيصح مع اجلهل باملعوض كالنكاح يصح مع اجلهل بالزوجة أي عدم‬

‫رؤيتها ‪ ،‬فيقال من جانب املعرتض كالشافعي‪( ،‬فال يثبت يف بيع الغائب خيار الرؤية كالنكاح ‪ ،‬فنفي الثبوت يلزمه نفي‬

‫الصحة إذ القائل هبا قائل بالثبوت‪،‬‬

‫وقويل فال يثبت أوىل من قوله فال يشرتط ألن الالزم لصحة عند القائل هبا ثبوت ما ذكر ال اشرتاطه‪.‬‬

‫س ‪ :‬هل يقبل قلب املساواة؟‬


‫ِ‬
‫املساواة فيقبل يف األصح‪.‬‬ ‫ج ‪ :‬من القلب إلبطال مذهب املستدل بااللتزام قلب‬

‫س ‪ :‬عرف قلب املساواة ‪ ،‬ممثال!‬

‫ج ‪ :‬قلب املساواة ‪:‬وهو أن يكون يف جهة األصل حكامن أحدمها منتف عن جهة الفرع باتفاق اخلصمني‪ ،‬واآلخر متنازع‬

‫فيه بينهام فإذا أثبته املستدل يف الفرع قياسا عىل األصل يقول املعرتض فيجب التسوية بني احلكمني يف جهة الفرع كام يف‬

‫جهة األصل‪.‬‬

‫ج ‪ :‬مثال ‪ :‬قول احلنفي يف الوضوء والغسل كل منهام طهر بامئع فال جتب فيه النية كإزالة النجاسة ال جيب فيها النية‬

‫بخالف التيمم جيب فيه النية ‪ ،‬فيقال من جانب املعرتض كالشافعي يستوي جامده ومائعه أي الطهر كالنجاسة يستوي‬

‫جامد طهرها ومائعه يف مجيع أحكامها وقد وجبت النية يف التيمم ‪ ،‬فتجب يف الوضوء والغسل‪.‬‬

‫وقيل ‪ :‬ال يقبل قلب املساواة‪ ،‬ألن التسوية يف جهة الفرع غريها‪ ،‬يف جهة األصل‪.‬‬

‫وأجاب األكثر بأن هذا االختالف ال يرض يف القياس‪ ،‬ألنه غري مناف ألصل االستواء يف الوصف الذي جعل جامعا‬

‫وهو الطهارة‪.‬‬
‫باملوجب‬
‫َ‬ ‫القادح السادس ‪ :‬القول‬

‫املوجب}؟‬
‫س ‪ :‬ما هو دليل صحة اإلستدالل بـ{ـالقول َ‬
‫ج ‪ :‬قوله تعاىل {وهلل العزة ولرسوله} يف جواب {ليخرجن األعز منها األذل}‪ .‬ملحكي عن املنافقني أي صحيح ذلك‬

‫لكنهم األذل واهلل ورسوله األعز وقد أخرجهم اهلل ورسوله‪.‬‬

‫باملوجب!‬
‫َ‬ ‫س ‪ :‬عرف القول‬

‫باملوجب ‪ :‬تسليم مقتيض الدليل مع بقاء النزاع‪ ،‬بأن يظهر عدم استلزام الدليل ملحل النزاع‪.‬‬
‫َ‬ ‫ج ‪ :‬القول‬

‫س ‪ :‬كم أنواع رد القول باملوجب؟ اذكرها ممثال!‬

‫باملوجب عىل ثالثة أنواع‪:‬‬


‫َ‬ ‫ج ‪ :‬وورد القول‬

‫ج ‪ :‬أحدها ‪ :‬أن يستنتج املستدل من دليله ما يتوهم أنه حمل النزاع أو مالزم له وال يكون كذلك‪:‬‬

‫مثال ‪ :‬ما يقال يف القود بقتل املثقل من جانب املستدل كالشافعي قتل بام يقتل غالبا فال ينايف القود كاإلحراق بالنار ال‬

‫ينايف القود ‪ ،‬فيقال من جانب املعرتض كاحلنفي سلمنا عدم املنافاة بني القتل باملثقل وبني القود ‪ ،‬لكن ِمل َ قلت إن‬

‫القتل باملثقل يقتيض القود وذلك حمل النزاع ومل يستلزمه الدليل‪.‬‬

‫ج ‪ :‬والثاين ‪ :‬أن يستنتج منه إبطال أمر يتوهم أنه مأخذ مذهب اخلصم واخلصم يمنع أنه مأخذه‬

‫مثال ‪ :‬كام يقال يف القود بالقتل باملثقل أيضا التفاوت يف الوسيلة من آالت القتل وغريه ال يمنع القود كالتوسل إليه من‬

‫قتل وقطع وغريمها ال يمنع تفاوته القود ‪ ،‬فيقال من جانب املعرتض مسلم أن التفاوت يف الوسيلة ال يمنع القود‬

‫فال يكون مانعا منه ‪ ،‬لكن ال يلزم من إبطال مانع انتفاء املوانع ووجود الرشائط واملقتيض)وثبوت القود متوقف‬

‫عل مجيعها‪.‬‬

‫‪ -‬املختار ‪ :‬تصديق املعرتض يف قوله للمستدل { ليس هذا الذي عنيته باستداللك تعريضا يب من منع التفاوت يف‬

‫الوسيلة للقود مأخذي يف نفي القود } ‪ ،‬ألن عدالته متنعه من الكذب يف ذلك وألنه أعلم بمذهبه‪.‬‬

‫‪ -‬وقيل ال يصدق إال ببيان مأخذ آخر ألنه قد يعاند بام قاله‪.‬‬
‫ج ‪ :‬والثالث ‪ :‬وربام سكت املستدل عن مقدمة غري مشهورة خمافة املنع هلا لو رصح هبا ‪ ،‬فري ّد بسكوته عنها القول‬

‫باملوجب ‪،‬‬

‫مثال ‪ :‬كام يقال يف اشرتاط النية يف الوضوء والغسل ما هو قربة يشرتط فيه النية كالصالة ويسكت عن الصغرى وهي‬

‫الوضوء والغسل قربة‪ ،‬فيقول املعرتض مسلم أن ما هو قربة يشرتط فيه النية‪ ،‬لكن ال يلزم اشرتاطها يف الوضوء‬

‫والغسل‪ ،‬فإن رصح املستدل بأهنام قربة ورد عليه منع ذلك وخرج عن القول باملوجب أما املشهورة فكاملذكورة فال‬

‫يتأتى فيها القول باملوجب‪.‬‬


‫القادح السابع ‪ :‬القدح [‪ ]1‬يف املناسبة الوصف املعلل به احلكم [‪ ]2‬ويف صالحية إفضاء احلكم إىل املقصود من رشعه‬

‫[‪ ]3‬ويف االنضباط للوصف املذكور [‪ ]4‬ويف الظهور له‪.‬‬

‫س ‪ :‬عرف القدح باألربعة مع رشحه!‬

‫ج ‪ :‬فالقدح بأن ينفي كال من األربعة ‪:‬‬

‫[‪ ]1‬بأن يبدي يف أوهلا مفسدة راجحة أو مساوية ملا مر من أهنا تنخرم بذلك‬

‫[‪ ]2‬ويبني يف ثانيها عدم الصالحية لالفضاء‬

‫[‪ ]3‬ويف ثالثها عدم االنضباط‬

‫[‪ ]4‬ويف رابعها عدم الظهور‬

‫س ‪ :‬كيف اجلواب عن القدح بيشء منها؟‬

‫ج ‪ :‬وجواب القدح بيشء منها بالبيان له‪:‬‬

‫األول بيان رجحان املصلحة عىل املفسدة‬

‫مثال ‪ :‬كأن يقال{التخيل للعبادة أفضل من النكاح ملا فيه من تزكية النفس}‬

‫رتض ‪ :‬بأن تلك املصلحة تفوت أضعافها كإجياد الولد وكف النظر وكرس الشهوة‬
‫فيع َ‬
‫فيجاب ‪ :‬بأن تلك املصلحة أرجح مما ذكر ألهنا حلفظ الدين وما ذكر حلفظ النسل‬

‫والثاين ببيان إفضاء احلكم إىل املقصود‬

‫مثال ‪ :‬كأن يقال حتريم املحرم باملصاهرة مؤبدا صالح‪ ،‬ألن يفيض إىل عدم الفجور هبا املقصود من رشع التحريم‬

‫فيعرتض ‪ :‬بأنه ليس صاحلا لذلك‪ ،‬بل لالفضاء إىل الفجور ألن النفس مائلة إىل املمنوع‬

‫حتريمها املؤبد لسد باب الطمع فيها بحيث تصري غري مشتهاة كاألم‬
‫َ‬ ‫فيجاب ‪ :‬بأن‬
‫والثالث ببيان انضباط الوصف بنفسه أو بوصف معه يضبطه ‪ :‬كالسفر للمشقة‬
‫ِ‬
‫ظهوره بأن يبينه بصفة ظاهرة كأن يعلل يف القود بالرضا‬ ‫والرابع ببيان‬

‫فيعرتض بأن الرضا أمر خفي فال يعلل به‬

‫فيجاب ببيان ظهوره بصفة ظاهرة تدل عليه وهي الصيغة‬


‫القادح الثامن ‪ :‬الفرق ‪ ،‬بني األصل والفرع‬

‫س ‪ :‬بم تكون املعارضة يف الفرق؟ هات املثال!‬

‫ج ‪ :‬واألصح ‪ :‬أنه معارضة بإبداء قيد يف علية حكم األصل ‪ ،‬أو إبداء مانع يف الفرع يمنع من ثبوت حكم األصل فيه ‪،‬‬

‫أو باالبداءين معا‪.‬‬

‫وقيل ‪ :‬هو الثالث فقط‬

‫مثاله عىل الشق األول ‪ :‬أن يقول الشافعي {جتب النية يف الوضوء كالتيمم بجامع الطهارة عن حدث}‬

‫ف َيعرتض احلنفي ‪ :‬بأن العلة يف األصل الطهارة بالرتاب‪،‬‬

‫مثاله عىل الشق الثاين ‪ :‬أن يقول احلنفي{ يقاد املسلم بالذمي كغري املسلم بجامع القتل العمد العدوان}‬

‫ف َيعرتض الشافعي ‪ :‬بأن اإلسالم يف الفرع مانع من القود‬

‫الشق الثالث ‪ :‬أن يعارض باالبداءين‪.‬‬


‫مثاله عىل ّ‬

‫عرفت به {الفرق} أوىل من تعريف {األصل} له بأنه ‪{ :‬راجع إىل املعارضة يف األصل أو الفرع}‬
‫وما ّ‬
‫أن املعارض َة باالبداءين ليست {فرقا} مطلقا وليس كذلك‬
‫وقيل إليهام ‪ ،‬ألنه أحاله عىل ما مل يذكره مع إهيام ّ‬

‫س ‪ :‬هل الفرق قادح أو ال ؟؟؟؟‬


‫ج ‪ :‬األصح ‪ّ :‬‬
‫أن الفرق قادح وإن قيل إنه بالثالث أو بالضعيف سؤاالن ‪،‬‬

‫أو قلنا بجواز تعدد العلل ألنه يؤثر يف مجيع املستدل‪ ،‬وألنه لو مل يقدح مل يمتنع التحكم والالزم باطل‪ ،‬فالفرق قادح‪.‬‬

‫‪ -‬وقيل ليس بقادح‪.‬‬

‫‪ -‬وقيل كذلك‪-‬أي ليس بقادح‪-‬عىل القول بأنه بالثالث سؤاالن ال سؤال واحد‪ ،‬إذ مجع األسئلة املختلفة غري مقبول‪.‬‬

‫س ‪ :‬ما املراد بكونه سؤاال واحدا أو كونه سؤالني؟‬

‫ج ‪ :‬ومعنى كونه سؤاال واحدا ‪ :‬احتاد املقصود منه وهو قطع اجلمع‪.‬‬

‫ج ‪ :‬ومعنى كونه سؤالني ‪ :‬اشتامله عىل معارضة علة األصل بعلة وعىل معارضة الفرع بأخرى مستنبطة‪.‬‬
‫س ‪ :‬كيف اجلواب عن القدح بالفرق؟ ممثال!‬

‫ج ‪ :‬وجوابه الفرق باملنع‬

‫مثال ‪ :‬كأن يمنع كون املبدى يف األصل جزءا من العلة ويف الفرع مانعا من احلكم وهذا من زياديت‬

‫س ‪ :‬هل جيوز تعدد األصول لفرع واحد؟؟ بني اخلالف ‪ ،‬معلال!!‬

‫ج ‪ :‬األصح أنه جيوز تعدد األصول لفرع واحد ‪ ،‬بأن يقاس عليها لقوة الظن به‪ ،‬وصححه ابن احلاجب وغريه وهو‬

‫املوافق جلواز تعدد العلل‪.‬‬

‫‪ -‬وقيل يمتنع تعددها‪ ،‬وإن جوز تعدد العلل النتشار البحث يف ذلك مع إمكان حصول املقصود بواحد منها وصححه‬

‫األصل‪.‬‬

‫س ‪ :‬متى يكفي القدح يف األصول؟‬

‫ج ‪ :‬األصح ‪ :‬يكفي يف القدح فيها لو فرق بني الفرع وأصل منها ‪،‬ألنه يبطل مجعها املقصود‪.‬‬

‫وقيل ‪ :‬ال يكفي الستقالل كل منها‪.‬‬

‫وقيل ‪ :‬يكفي إن قصد اإلحلاق بمجموعها‪ ،‬ألنه يبطله بخالف ما إذا قصد بكل منها‪.‬‬

‫س ‪ :‬هل يكفي اقتصار املستدل عىل جواب أصل واحد منها‪ ،‬وقد فرق املعرتض بني مجيعها؟‬

‫ج ‪ :‬يف اقتصار املستدل عىل جواب أصل واحد منها‪ ،‬وقد فرق املعرتض بني مجيعها ‪ ،‬قوالن ‪:‬‬

‫أحدمها ‪ :‬يكفي حلصول املقصود بالدفع عن واحد منها‬

‫والثاين ‪ :‬ال يكفي ألنه التزم اجلميع فلزمه الدفع عنه‪ ،‬وهذا هو األوجه املوافق لألصح قبله‬
‫القادح التاسع ‪:‬فساد الوضع‬

‫س ‪ :‬عرف فساد الوضع ‪ ،‬ذاكرا أنواعه ‪ ،‬ممثال!‬

‫ج ‪ :‬بأن ال يكون الدليل صاحلا لرتتيب احلكم عليه كأن يكون صاحلا لضد ذلك احلكم أو نقيضه ‪،‬‬

‫كتلقي أي استنتاج التخفيف من التغليظ‬


‫ّ‬ ‫‪-‬‬

‫مثال ‪ :‬قول احلنفية القتل عمدا جناية عظيمة ال جيب له كفارة كالر ّدة ‪ ،‬فعظم اجلناية يناسب تغليظ احلكم ال ختفيفه‬

‫بعدم وجوب الكفارة‬

‫‪ -‬والتوسيع من التضييق‬

‫مثال ‪ :‬قوهلم الزكاة وجبت عىل وجه االرتفاق لدفع احلاجة‪ ،‬فكانت عىل الرتاخي كالدية عىل العاقلة‪ ،‬فالرتاخي املوسع‬

‫ال يناسب دفع احلاجة املضيق‬

‫‪ -‬واإلثبات من النفي‬

‫مثال ‪ :‬كأن يقال يف املعاطاة يف غري املحقر مل يوجد فيها مع الرضا صيغة‪ ،‬فينعقد هبا البيع كام يف املحقر عىل القول‬

‫بانعقاده هبا فيه‪ ،‬فعدم الصيغة يناسب عدم االنعقاد ال االنعقاد‬

‫‪ -‬وعكسه وهو ‪ :‬تلقي النفي من اإلثبات‬

‫مثال ‪ :‬كأن يقال يف املعاطاة يف املحقر وجد فيها الرضا فقط‪ ،‬فال ينعقد هبا بيع كغري املحقر‪ ،‬فالرضا الذي هو مناط البيع‬

‫يناسب االنعقاد ال عدمه‬

‫‪ -‬وثبوت اعتبار اجلامع يف قياس املستدل بنص أو إمجاع ‪ ،‬يف نقيض احلكم أو ضده يف ذلك القياس‬

‫مثال يف اجلامع ذي النص ‪ :‬قول احلنفية اهلرة سبع ذو ناب فسؤره نجس كالكلب‬

‫فيقال السبعية اعتربها الشارع علة للطهارة حيث دعي الرسول إىل دار فيها كلب فامتنع‬

‫وإىل أخرى فيها سنور فأجاب الرسول فقيل له فقال السنور سبع‪ .‬رواه اإلمام أمحد وغريه‪،‬‬

‫مثال ويف اجلامع ذي االمجاع ‪ :‬قول الشافعية يف مسح الرأس يف الوضوء مسح فيسن تكراره كاالستجامر‬

‫حيث يسن اإليتار فيه فيقال املسح يف اخلف ال يسن تكراره إمجاعا فيام قيل‬
‫س ‪ :‬كيف اجلواب عن القدح بفساد الوضع؟ هات املثال!‬

‫ج ‪ :‬وجواب فساد الوضع بتقرير نفيه عن الدليل‬

‫بأن يقر َر كونه صاحلا لرتتيب احلكم عليه ‪ :‬كأن يكون له جهتان يناسب بإحدامها التوسيع وباألخرى التضييق‬

‫ف َينظر املستدل فيه من إحدامها‪ ،‬واملعرتض من األخرى كاالرتفاق ودفع احلاجة يف مسألة الزكاة‪،‬‬

‫وجياب عىل الكفارة يف القتل ‪ :‬بأنه غلظ فيه بالقود فال يغلظ فيه بالكفارة‬

‫وعن املعاطاة يف الثالث ‪ :‬بأن االنعقاد هبا مرتب عىل الرضا ال عىل عدم الصيغة‬

‫وعن املعاطاة يف الرابع ‪ :‬بأن عدم االنعقاد هبا مرتب عىل عدم الصيغة ال عىل الرضا‬

‫وعن ثبوت اعتبار اجلامع بقسميه يف نقيض احلكم ‪ :‬بثبوت اعتباره يف ذلك احلكم‪ ،‬ويكون ختلفه عنه بأن وجد مع‬

‫نقيضه ملانع يف أصل املعرتض كام يف مسح اخلف فإن تكراره يفسده كغسله‬
‫القادح العارش ‪ :‬فساد االعتبار‬

‫س ‪ :‬عرف فساد االعتبار! ممثال!‬

‫خيالف الدليل نصا من كتاب أو سنة‪ ،‬أو إمجاعا‪.‬‬


‫َ‬ ‫ج ‪ :‬بأن‬

‫نصا من كتاب ‪:‬كأن يقال يف أداء الصوم {الواجب صوم واجب‪ ،‬فال يصح نيته من النهار كقضائه }‬
‫مثال أن خيالف ً‬
‫ب فيه األجر‬
‫عرتض بأنه خمالف لقوله تعاىل {والصائمني والصائامت} الخ ‪ ،‬فإ ّنه ر ّت َ‬
‫في َ‬

‫العظيم عىل الصوم كغريه من غري تعرض للتبييت فيه‪ ،‬وذلك مستلزم لصحته بدونه‬

‫مثال أن خيالف نصا من سنة ‪ :‬كأن يقال ‪{ :‬ال يصح قرض احليوان لعدم انضباطه كاملختلطات}‬

‫فيعرتض بأنه خمالف خلرب مسلم{ أنه صىل اهلل عليه وسلم استسلف بكرا ورد رباعيا }‬
‫ِ‬
‫الناس أحسنهم َقضا ًء»‬ ‫خيار‬
‫وقال «إن َ‬
‫مثال أن خيالف امجاعا ‪ :‬وكأن يقال ال جيوز للرجل أن يغسل زوجته امليتة حلرمة النظر إليها كاألجنبية‪ ،‬فيعرتض بأنه‬

‫خمالف لإلمجاع السكويت يف تغسيل عيل فاطمة ريض اهلل عنهام‬

‫س ‪َ :‬ب ِـيـّن لنا نسبة العموم واخلصوص بني فساد االعتبار وفساد الوضع!‬

‫ج ‪ :‬وفساد االعتبار أعم من فساد الوضع من وجه ‪،‬‬

‫لصدقه فقط ‪ ،‬بأن يكون الدليل صاحلا لرتتيب احلكم عليه ‪،‬‬

‫وصدق فساد الوضع فقط ‪ ،‬بأن ال يكون الدليل كذلك‪ ،‬وال يعارضه نص وال إمجاع ‪،‬‬

‫وصدقهام معا ‪ ،‬بأن ال يكون الدليل كذلك مع معارضة نص أو إمجاع له‪.‬‬

‫س ‪ :‬هل جيوز للمعرتض بفساد االعتبار تقديمه عىل املنوعات يف املقدمات وتأخريه عنها؟ ملاذا؟‬

‫ج ‪ :‬وللمعرتض بفساد االعتبار تقديمه عىل املنوعات يف املقدمات وتأخريه عنها ‪ ،‬ملجامعته هلا من غري مانع من تقديمه‬

‫وتأخريه‪.‬‬
‫س ‪ :‬كيف اجلواب عن القدح بفساد االعتبار؟‬

‫ج ‪ :‬وجوابه ‪:‬‬

‫‪-‬كالطعن يف سنده أي سند النص أو اإلمجاع بإرسال أو غريه‪.‬‬

‫‪-‬واملعارضة للنص بنص آخر فيتساقطان ويسلم دليل املستدل‪.‬‬

‫‪-‬ومنع الظهور له يف مقصد املعرتض‪.‬‬

‫‪-‬والتأويل له بدليل‪.‬‬

‫وزدت الكاف لدفع توهم حرص اجلواب فيام ذكر‪ ،‬فإنه ال ينحرص فيه إذ منه غريه كالقول باملوجب كام بينته يف احلاشية‪.‬‬
‫القادح احلادى عرش ‪ :‬منع علية الوصف أي منع كونه العلة‬

‫وتسمى املطالبة أي بتصحيح العلة املتبادر عند إطالق املطالبة‬

‫س ‪ :‬هل يقبل القدح بمنع علية الوصف؟ ملاذا؟ بني اخلالف!‬

‫ج ‪ :‬واألصح ‪ :‬قبوله ‪ ،‬وإال ألدى احلال إىل متسك املستدل بام شاء من األوصاف ألمنه املنع‪،‬‬

‫وقيل ‪ :‬ال يقبل ‪ ،‬ألدائه إىل االنتشار بمنع كل ما يدعي عليته‪.‬‬

‫س ‪ :‬كيف اجلواب عنه؟‬

‫ج ‪ :‬وجوابه بإثباهتا أي العلية بمسلك من مسالك العلة املتقدمة‪.‬‬

‫س ‪ :‬هل يقبل املنع املطلق (منع وصف العلة)؟ مثل! ثم اذكر كيفية جوابه!‬

‫ج ‪ :‬ومن املنع املطلق منع وصف العلة أي منع اعتباره فيها وهو مقبول جزما‪،‬‬
‫ِ‬
‫للزجر عن اجلامع املحذور يف الصوم‬ ‫ج ‪ :‬مثال ‪ :‬كقولنا يف إفساد الصوم بغري مجاع كأكل من غري كفارة ‪ :‬الكفارة رشعت‬

‫فوجب اختصاصها به كاحلد ‪ ،‬فإنه رشع للزجر عن اجلامع زنا وهو خمتص بذلك‬

‫فيقال ‪ :‬ال نسلم أهنا رش ِع َت للزجر عن اجلامع بخصوصه بل عن اإلفطار املحذور يف الصوم بجامع أو غريه‬

‫ج ‪ :‬وجوابه ببيان اعتبار اخلصوصية أي خصوصية الوصف يف العلة‬

‫مثال ‪ :‬كأن يبني اعتبار اجلامع يف الكفارة بأن الشارع ر ّت َب َها عليه حيث أجاب هبا من سأله عن مجاعه كام مر‬

‫املعرتض هبذا االعرتاض ينقح املناط بحذف خصوص الوصف عن اعتباره يف العلة‬
‫َ‬ ‫كأن‬

‫واملستدل حيققه ببيان اعتبار خصوصية الوصف فيقدم لرجحان حتقيق املناط فإنه يرفع النزاع‬

‫س ‪ :‬هل يقبل املنع املطلق (منع حكم األصل)؟ مثل! هل ينقطع املستدل به؟ ملاذا؟ وهل ينقطع املعرتض بعد ذلك؟‬

‫ملاذا؟‬
‫ج ‪ :‬من املنع املطلق منع حكم األصل‪ ،‬واألصح أنه مسموع‪.‬‬

‫مثال ‪ :‬كمنع وصل العلة كأن يقول احلنفي اإلجارة عقد عىل منفعة‪ ،‬فتبطل باملوت كالنكاح ‪،‬‬

‫فيقال له ال نسلم حكم األصل‪ ،‬إذ النكاح ال يبطل باملوت بل ينتهي به‪،‬‬

‫وقيل ‪ :‬غري مسموع ألن مل يعرتض املقصود‪.‬‬

‫ج ‪ :‬األصح أن املستدل ال ينقطع بسبب منع احلكم ألنه منع مقدمة من مقدمات القياس‪ ،‬فله إثباته كسائر املقدمات‬

‫وقيل ‪ :‬ينقطع لالنتقال عن إثبات حكم الفرع الذي هو بصدده إىل غريه‪.‬‬

‫وقيل ‪ :‬ينقطع به إن كان ظاهرا َيعرفه أكثر الفقهاء‪ ،‬ومل يقل املستدل يف استدالله ‪{ :‬إن سلمت حكم األصل وإال نقلت‬

‫الكالم إليه} بخالف ما ال يعرفه إال خواصهم‪ ،‬أو قال املستدل ذلك‪.‬‬

‫وقيل ‪ :‬غري ذلك‪.‬‬


‫ّ‬
‫استدل عىل حكم األصل بدليل ‪ :‬مل ينقطع املعرتض بمجرد ذلك ‪،‬‬ ‫ج ‪ :‬و األصح ّ‬
‫أن املستدل إذا‬

‫بل للمعرتض أن يعرتض ثانيا الدليل‪ ،‬ألنه قد ال يكون صحيحا‪.‬‬

‫وقيل ‪ :‬ينقطع فليس له أن يعرتض خلروجه باعرتاضه عن املقصود‪.‬‬

‫س ‪ :‬اذكر مثاال ملنوع أو طرق املعرتض يف اإلتيان!‬

‫ج ‪ :‬وقد يقال من طرف املعرتض يف االتيان بمنوع مرتتبة‪:‬‬

‫[‪ ]1‬ال نسلم حكم األصل‬

‫[‪ ]2‬س ّلمناه وال نسلم أنه مما يقاس فيه جلواز كونه مما اختلف يف جواز القياس فيه واملستدل ال يراه‬

‫[‪ ]3‬سلمنا ذلك وال نسلم أنه معلل ‪ ،‬جلواز كونه تعبديا‬

‫[‪ ]4‬سلمنا ذلك‪ ،‬وال نسلم أن هذا الوصف ع ّلته جلواز كوهنا غريه‬

‫[‪ ]5‬سلمنا ذلك‪ ،‬وال نسلم وجود فيه أي وجود الوصف يف األصل‬

‫[‪ ]6‬سلمنا ذلك‪ ،‬وال نسلم أنه أي الوصف متعد جلاز كونه قارصا‬

‫[‪ ]7‬سلمنا ذلك‪ ،‬وال نسلم وجوده بالفرع‬


‫فهذه سبعة منوع َت َت َع ّلق الثالثة األوىل منها بحكم األصل‪ ،‬واألربعة الباقية بالعلة مع األصل‪ ،‬والفرع يف بعضها‬

‫س ‪ :‬كيف اجلواب عن منوع مرتتبة؟‬

‫فيجاب عنها بالدفع هلا عىل ترتيبها السابق بام عرف من الطرق املذكورة يف دفعها إن أريد ذلك‪ ،‬وإال فيكفي االقتصار‬

‫عىل دفع األخري منها‪.‬‬

‫س ‪ :‬ما الذي يرتتب عىل جواز تعدد املنوع؟ هل جيوز إيراد اعرتاضات من نوع واحد أو من أنواع؟ ملاذا؟ مثل!‬

‫ج ‪ :‬فـبسبب جواز تعدد املنوع جيوز إيراد اعرتاضات من نوع واحد أو من أنواع يف األصح وإن كان مرتتّب ًة يستدعي‬

‫تاليها تسليم متلوه‪ ،‬وذلك ألن تسليمه تقديري ال حتقيقي‪.‬‬

‫ج ‪ :‬مثال نوع واحد ‪ :‬كالنقوض أو املعارضات يف األصل أو الفرع ألهنا كسؤال واحد مرتتبة كانت أو ال‬

‫مثال أنواع ‪ :‬كالنقض وعدم التأثري واملعارضة‪( ،‬وإن كانت مرتتبة) أي‬

‫وقيل ‪ :‬ال جيوز من أنواع لالنتشار‬

‫وقيل ‪ :‬جيوز يف غري املرتتبة دون املرتتبة‪ ،‬ألن ما قبل األخري يف املرتتبة مسلم فذكره ضائع‬

‫تسليمه تقديري ال حتقيقي كام مر‪،‬‬


‫َ‬ ‫ور ّد ‪ :‬بأن‬

‫مثال النوع يف االعرتاضات املرتتبة ‪ :‬أن يقال ما ذكر أنه علة منقوض بكذا ومنقوض بكذا‪،‬‬

‫ولئن سلم فهو منقوض بكذا‬

‫مثال النوع يف االعرتاضات غري املرتتبة‪ :‬أن يقال ما ذكر أنه علة منقوض بكذا ومنقوض بكذا‬

‫ومثال األنواع مرتتبة ‪ :‬أن يقال ما ذكر من الوصف غري موجود يف األصل‪ ،‬ولئن سلم فهو معارض بكذا‬

‫ومثال األنواع غري مرتتبة ‪ :‬أن يقال هذا الوصف منقوض بكذا أو غري مؤثر لكذا‬
‫القادح الثاين عرش ‪ :‬اختالف ضابطي األصل والفرع‬

‫س ‪ :‬عرف اختالف ضابطي األصل والفرع! مثل!‬

‫ج ‪ :‬اختالف علتي حكمهام بدعوى املعرتض‪.‬‬

‫وإنام كان اختالفهام قادحا لعدم الثقة فيه باجلامع وجودا ومساواة‪،‬‬

‫مثال ‪ :‬كأن يقال يف شهود الزور بالقتل ‪{ :‬تسببوا يف القتل‪ ،‬فعليهم القود كاملكره غريه عىل القتل}‬

‫فيعرتض بأن الضابط يف األصل اإلكراه‪ ،‬ويف الفرع الشهادة‬

‫فأين اجلامع بينهام وإن اشرتكا يف اإلفضاء إىل املقصود‪ .‬فأين مساواة ضابط الفرع لضابط األصل يف ذلك؟‬

‫س ‪ :‬كيف اجلواب عن القدح باختالف الضابط؟‬

‫ج ‪ :‬جواب االعرتاض باختالف الضابط ‪:‬‬

‫مر وهو منضبط عرفا‬


‫[‪ ]1‬بأنه أي اجلامع بينهام‪ ،‬القدر املشرتك بني الضابطني كالتسبب يف القتل فيام ّ‬
‫ِ‬
‫الضابط يف األصل إىل املقصود‬ ‫ِ‬
‫إلفضاء‬ ‫ِ‬
‫املقصود سواء أي مساو‬ ‫[‪ ]2‬أو بأن اإلفضاء أي إفضاء الضابط يف الفر ِع إىل‬

‫كحفظ النفس فيام مر‪ ،‬وكاملساوي لذلك األرجح منه كام فهم باألوىل‬

‫س ‪ :‬هل يكفي اجلواب بإلغاء التفاوت؟؟؟‬

‫ج ‪ :‬ال بإلغاء التفاوت بني الضابطني ‪ ،‬بأن ي َقال التفاوت بينهام ملغى يف احلكم ‪،‬‬

‫فال حيل اجلواب به ألن التفاوت قد يلغى كام يف ‪{:‬العامل يقتل باجلاهل} وقد ال يلغى كام يف ‪{ :‬احلر ال يقتل بالعبد}‬
‫القادح الثالث عرش ‪ :‬التقسيم‬

‫هو راجع لالستفسار مع منع املعرتض أن أحد احتاميل اللفظ العلة‪،‬‬

‫س ‪ :‬عرف التقسيم! ممثال!‬

‫ورد يف الدليل بني أمرين مثال عىل السواء‪ ،‬أحدمها ممنوع دون اآلخر املراد‬
‫ج ‪ :‬تعريف التقسيم ‪ :‬ترديد اللفظ امل َ‬
‫مثاله أن يقال يف مثال االستفسار لإلمجال فيام يأيت ‪:‬‬

‫{الوضوء [‪ ]1‬النظافة أو [‪]2‬األفعال املخصوصة ‪ ،‬األول ممنوع أنه قربة‪ ،‬والثاين مسلم أنه قربة‪ ،‬لكنه ال يفيد الغرض‬

‫من وجوب النية}‬

‫س ‪ :‬هل يقبل القدح بالتقسيم؟‬

‫ج ‪ :‬واملختار ‪ :‬قبوله لعدم متام الدليل معه ‪،‬‬

‫وقيل ‪ :‬ال ألنه مل يعرتض املراد‪.‬‬

‫س ‪ :‬كيف اجلواب عن القدح بالتقسيم؟‬

‫ج ‪ :‬وجوابه ‪ ]1[ :‬أن اللفظ موضوع يف املراد ولو عرفا كام يكون لغة [‪ ]2‬أو أ ّنه ظاهر ولو بقرينة يف املراد ‪ ،‬كام يكون‬

‫ظاهرا بغريها ويبني الوضع والظهور‪.‬‬

‫‪ -‬أما اإلعرتاضات كلها راجعة إىل املنع ‪،‬‬

‫‪ -‬خامتة‪.‬‬

You might also like