Professional Documents
Culture Documents
القوادح - الفيروز
القوادح - الفيروز
ج :أي هذا مبحثها ،وهي ما يقدح يف الدليل علة كان الدليل أو غريها.
األول :ختلف احلكم عن العلة املستنبطة ،إن كان التخلف بال مانع أو فقد رشط يف األصح.
القادح ّ
س :ما املراد بتخلف احلكم عن العلة املستنبطة؟
ج :بأن وجدت يف بعض صور بدون احلكم ،ألهنا لو كانت علة للحكم لثبت حينئذ بخالف املنصوصة
ج :وبخالف ما إذا كان التخلف ملانع أو فقد رشط ،ألن العلة عند التخلف جتامع ك ً
ال منهام وهذا ما اختاره ابن
-وقيل يقدح مطلقا ورجحه األصل إذ لو صحت العلية مع التخلف للزم احلكم يف صورة التخلف رضورة استلزام
العلة ملعلوهلا
-وقيل عكسه
-وقيل يقدح إال أن يكون ملانع أو فقد رشط وعليه أكثر فقهائنا وقيل غري ذلك
واخللف يف القدح معنوي ،خالفا البن احلاجب ومن تبعه يف قوهلم إنه لفظي مبني عىل تفسري العلة إن فرست باملؤثر
س :ارشح خالف األصوليني يف القدح بتخلف احلكم ،مفرعا عىل هذا اخلالف!
ج :أما الرشح :فبذكر اخلالف السابق ،وأما التفريع هلذا اخلالف :
معنوي ،ومن فروع أن اخللف معنوي :
ٌّ ما يرتتب عىل ّ
أن القادح
-االنقطاع للمستدل ،فيحصل اإلنقطاع إن قدح التخلف ،وإال فال حيصل ،ويسمع قوله أردت العلية يف غري ما
-وانخرام املناسبة بمفسدة ،فيحصل اإلنقطاع إن قدح التخلف وإال فال ،لكن ينتفي احلكم لوجود املانع.
-وغريمها ،بالرفع أي غري املذكورين كتخصيص العلة فيمتنع إن قدح التخلف وإال فال.
-منع انتفاء احلكم يف ذلك ،إن مل يكن انتفاؤه مذهب املستدل ،وإال فال يتأتى اجلواب ،
فإن ن ِق َض بِ َقت ِل األَص ِل َفر َعه حيث ختلف احلكم فيه عن العلة :فجوابه :
[ ]1منع وجود العلة يف ذلك ،إذ يعترب فيها عدم أصلية القاتل
[ ]2أو أن التخلف ملانع ،وهو أن األصل كان سببا إلجياد فرعه ،فال يكون هو سببا إلعدام أصله
س :هل جيوز للمعرتض بالتخلف استدالل عىل وجود العلة فيام اعرتض به؟ مبينا اخلالف!
ج :وليس للمعرتض بالتخلف استدالل عىل وجود العلة فيام اعرتض به عند األكثر من النظار ،ولو بعد منع املستدل
-قيل :له ذلك إن مل يكن ثم دليل أوىل من التخلف بالقدح ،وإال فال
منعك وجودها فيه" بعد أن دل املستدل عىل وجود العلة فيام علل حكمه بـدليل موجود يف حمل النقض ثم منع
فقال له املعرتض ينتقض دليلك الذي أقم َته عىل وجودها حيث وجد يف حمل النقض دوهنا عىل مقتىض منعك وجودها
فيه ،مل يسمع قول املعرتض النتقاله من نقضها إىل ناقض دليلها ،واالنتقال ممتنع.
قال ابن احلاجب :وفيه نظر ألن القدح يف الدليل قدح يف املدلول.
بمعنى أن القدح فيه حي ِوج إىل االنتقال إىل إثبات املدلول بدليل آخر ،وإال كان قوال بال دليل فال يمتنع االنتقال إليه
فإن ر ّدد بني األمرين فقال يلزمك انتقاض العلة أو انتقاض دليلها الدال عىل وجودها يف الفرع فال تثبت علتك سمع
س :هل جيوز للمعرتض استدالل عىل ختلف احلكم فيام اعرتض به ولو بعد منع املستدل ختلفه؟ ملاذا؟ ارشح اخلالف!
ج :األصح :وليس للمعرتض استدالل عىل ختلف احلكم فيام اعرتض به ولو بعد منع املستدل ختلفه ،ملا مر من
وقيل :له ذلك إن مل يكن ثم طريق أوىل من التخلف بالقدح وإال فال
وجيب االحرتاز من التخلف بأن يذكر يف الدليل ما خيرج حمله ليسلم من االعرتاض [ ]1عىل املناظر مطلقا عن االستثناء
اآليت [ ]2وعىل الناظر لنفسه ،إال فيام اشتهر من املستثنيات ،كالعرايا ألنه لشهرته كاملذكور ،فال جيب االحرتاز منه
وقيل :جيب عليه ذلك إال يف املستثنيات ولو كانت غري مشهورة ،فال جيب ذلك للعلم بأهنا غري مرادة.
وقيل :ال جيب مطلقا .واختاره ابن احلاجب وغريه.
ج :وإثبات صورة معينة أو إثبات صورة مبهمة أو نفي صورة ينتقض :بالنفي أو اإلثبات العامني) يعني السالبة
واملوجبة الكليتني.
ج :وبالعكس أي النفي العام أو اإلثبات العام ينتقض :بإثبات صورة معينة أو مبهمة أو بنفيها
ج :فنحو زيد كاتب أو إنسان ما كاتب يناقضه ال يشء من اإلنسان بكاتب ونحو زيد ليس بكاتب ،أو إنسان ما ليس
بكاتب يناقضه كل إنسان كاتب ،أما األوىل بشقيها فلتحقق املناقضة بني املوجبة اجلزئية والسالبة الكلية ،وأما الثانية
ج :الكرس :إلغاء بعض العلة بوجود احلكم عند انتفائه إما مع إبدال البعض بغريه أو ال مع إبداله ونقض باقي العلة.
ج :مثال :كام يقال يف إثبات صالة اخلوف هي صالة جيب قضاؤها لو مل تفعل ،فيجب أداؤها كاألمن فإن الصالة فيه
كام جيب قضاؤها لو مل تفعل جيب أداؤها ،فيعرتض بأن خصوص الصالة ملغى بأن يقال احلج جيب أداؤه لقضائه ،
فليبدل خصوص الصالة بالعبادة ليندفع االعرتاض ،وكأنه قيل عبادة الخ .ثم ينقض هذا القول بصوم احلائض فإنه
عبادة جيب قضاؤها وال جيب أداؤها بل حيرم أو ال يبدل خصوص الصالة .فال يبقى للمستدل علة إال قوله (جيب
قضاؤها) فيجب أداؤها كاألمن ،ثم ين َقض بام مر :بأن يقال {ليس كل ما جيب قضاؤه يؤدي بدليل صوم احلائض ،فإنه
ويف حمل آخر بام يقتيض أنه ختلف احلكم عن العلة ،فعنده أن الكرس مشرتك لفظي.
وبام تقرر ّأوالً علم ]1[ :أن الكرس ال يكون إال يف العلة املركبة [ّ ]2
وأن مفاده :ختلف احلكم عن العلة فهو قسم من
ج :والعكس :انتفاء احلكم -ال بمعنى انتفائه نفسه بل -بمعنى انتفاء العلم أو الظن به النتفاء العلة،
وإنام عن َي ذلك ألنه ال يلزم من عدم الدليل الذي من مجلته العلة عدم املدلول للقطع.
ج :مثال :بأن اهلل تعاىل لو مل خيلق العامل الدال عىل وجوده مل ينتف وجوده ،وإنام ينتفي العلم به.
ج :فإن ثبت مقابل العكس وهو الطرد أي ثبوت احلكم لثبوت العلة أبدا ،فأبلغ يف العكسية مما مل يثبت مقابله بأن يثبت
ج :وشاهد العكس يف صحة االستدالل بانتفاء العلة فيه عىل انتفاء احلكم :قوله صىل اهلل عليه وس ّلم لبعض أصحابه
يف خرب مسلم ملا عدد وجوه الرب بقوله ويف بضع أحدكم صدقة الخ { ،أرأيتم لو وضعها أي الشهوة يف حرام أكان عليه
وزر؟} فكأهنم قالوا {نعم} ،فقال {فكذلك إذا وضعها يف احلالل كان له أجر} ،يف جواب قوهلم {أيأيت أحدنا شهوته
استنتج من ثبوت احلكم-أي الوزر يف الوطء احلرام-انتفاءه يف الوطء احلالل الصادق بحصول األجر حيث َعدَ َل
بوضع الشهوة عن احلرام إىل احلالل ل َت َعاك ِ
س حكميهام يف العلة ،وهو كون هذا مباحا وذاك حراما
وهذا االستنتاج يسمى قياس العكس اآليت يف الكتاب اخلامس.
س :مل ذكر قياس العكس والعكس يف هنا أي يف مبحث القدح بعدم العكس؟
ج :وإنام ذكر هنا مع العكس ،وإن كان املبحث يف القدح بعدمه :أما العكس فلتوقف معرفة عدمه عىل معرفته ،وأما
ج :عدم التأثري :نفي مناسبة الوصف الذاتية للحكم ،فيختص القدح به (بقياس معنى علته مستنبطة خمتلف فيها)
الشتامله عىل املناسب بخالف غريه كالشبه ،وقياس املعنى الذي علته منصوصة أو مستنبطة جممع عليها فال يأيت فيه
ذلك
فعدم القرص بالنسبة لعدم تقديم األذان طردي ال مناسبة فيه وال شبه وعدم التقييد موجود فيام يقرص.
ج :مثال عدم التأثري يف الوصف بكونه شبها ،وكقول املستدل بقياس املعنى يف الوضوء {طهارة تفتقر إىل النية
كالتيمم} .فالطهارة بالنسبة الفتقار الوضوء إىل النية شبه املناسبة فيه بالذات ،إذ املناسبة الذاتية له كون الوضوء عبادة
ج :القسم الثاين عدم التأثري يف األصل بإبداء علة حلكمه عىل مرجوح ،هو منع تعدد العلل.
ج :مثال :أن يقال يف بيع الغائب {مبيع غري مرئي فال يصح كالطري يف اهلواء} ،فيقول املعرتض (ال أثر لكونه غري
مرئي) يف األصل ،إذ العجز عن التسليم فيه كاف يف عدم الصحة وعدمها موجود مع الرؤية.
وحاصله معارضته يف األصل بإبداء غري ما علل به .وزدت عىل مرجوح ليوافق ما اعتمدته من جواز تعدد العلل.
[ ]2الرضب الثاين وصف اشتملت عليه العلة لذكره فائدة رضورية :
ج :مثال :كقول معترب العدد يف االستجامر باألحجار عبادة متعلقة باألحجار مل يتقدمها معصية فاعترب فيها العدد
ِ
التأثري يف حكم األصل والفرع ،لكنه أي معترب العدد مضطر لذكره ،لئال كاجلامر ،فقوله مل يتقدمها معصية عديم
ينتقض ما علل به لو مل يذكر{ مل يتقدمها معصية } فيه بالرجم للمحصن فإنه عبادة متعلقة باألحجار ومل يعترب فيها
العدد.
[ ]3الرضب الثاين وصف اشتملت عليه العلة لذكره فائدة غري رضورية :
ج :مثال :أن يقال اجلمعة صالة مفروضة فلم تفتقريف إقامتها إىل إذن اإلمام األعظم كالظهر ّ ،
فإن قوهلم مفروضة
حشو إذ لو حذف مما علل به مل ينتقض أي الباقي منه بيشء إذ النفل كالفرض يف ذلك ،لكنه ذكر لتقريب الفرع وهو
اجلمعة من األصل وهو الظهر بتقوية الشبهة بينهام إذ الفرض بالفرض أشبه به من غريه.
ج :الرابع عدم التأثري يف الفرع عىل مرجوح ،يعلم من قويل بعد يف الفرض ،واألصح جوازه:
زوجها وليها لغري كفء
غري كفء فال يصح التزويج كام لو ّ
نفسها َ
زو َجت َ
ج :مثال :أن يقال يف تزويج املرأة نفسها ّ ،
وهو أي الرابع كالثاين يف أنه إبداء علة وهي تزويج املرأة نفسها ال تزوجيها من غري كفء ،إذ ال أثر فيه للتقييد بغري
الكفء فإنه وإن ناسب البطالن لكنه غري مطرد يف مجيع صور املدعي وهو أن تزوجيها نفسها ال يصح مطلقا
كام ال أثر للتقييد يف مثال الثاين بكونه غري مرئي ،وإن كان نفي األثر هنا بالنسبة إىل الفرع وثم بالنسبة إىل األصل.
ويرجع هذا القسم إىل املناقشة يف الفرض.
وقيل :جيوز برشط بناء غري حمل الفرض عىل حمله كأن يقاس عليه بجامع بينهام ،أو يقال ثبت احلكم يف بعض الصور
فليثبت يف باقيها ،إذ ال قائل بالفرق ،وقد قال به احلنفية يف املثال حيث جوزوا تزوجيها نفسها من غري كفء.
القادح اخلامس :القلب
ج ]1[ :خاص بالقياس ،وعرفوه :بأن يربط املعرتض خالف قول املستدل عىل علته إحلاقا باألصل الذي جعله مقيسا
عليه.
ج ]2[ :وعام يعرتض به عىل القياس وغريه من األدلة ،تعريف القلب يف األصح :دعوى املعرتض أن ما استدل به
املستدل وصح دليل عىل املستدل يف املسألة املتنازع فيها ال يف مسألة أخرى.
وقول األصل عىل ذلك الوجه ال حاجة إليه كام بينته يف احلاشية ،وتقديمي عليه عىل ما بعده أوىل من تأخري األصل له
عنه.
وقيل :القلب تسليم صحته مطلقا سواء أكان ما استدل به صحيحا أم ال
وقيل :هو إفساد له مطلقا ألن الغالب من حيث جعله عىل املستدل مسلم لصحته ،وإن مل يكن صحيحا ومن حيث مل
وعىل كال القولني ال يذكر يف احلد قيد للصحة ،وإنام ذكر يف األول ألن عدم ذكره فيه خيل بموضوعه إما مصححا
ملذهب املعرتض أو مبطال ملذهب املستدل كام سيأيت ،فهو قيد لالحرتاز عن الفاسد إذ ال حيصل به يشء من ذلك.
-وقيل :هو شاهد زور يشهد عىل الغالب وله حيث سلم فيه الدليل ،واستدل به عىل خالف دعوى املستدل فال يقبل
القسم األول :القلب لتصحيح مذهب املعرتض يف املسألة ،وإبطال مذهب املستدل فيها سواء أكان مذهب املستدل
-كام يقال من جانب املستدل كالشافعي يف بيع الفضويل عقد بال والية عليه ،فال يصح كرشاء الفضويل فال يصح ملن
سامه ،فيقال من جانب املعرتض كاحلنفي عقد فيصح كرشاء الفضويل فيصح له ويلغو تسميته لغريه ،وهو أحد وجهني
عندنا إذا مل يشرت بعني مال من عقد له ومل يضف العقد إىل ذمته.
-كام يقول احلنفي املشرتط للصوم يف االعتكاف لبث فال يكون بنفسه قربة ،كوقوف عرفة ،فإنه قربة بضميمة اإلحرام
،فكذا االعتكاف يكون قربة بضميمة عبادة إليه وهي الصوم ألنه املتنازع فيه ،فيقال من جانب املعرتض كالشافعي
االعتكاف لبث فال يشرتط فيه الصوم كعرفة ال يشرتط الصوم يف وقوفها ،ففي هذا إبطال ملذهب اخلصم الذي هو
القسم الثاين :القلب إلبطال مذهب املستدل و إبطاله نوعان إما برصاحة و إما بالتزام
-كأن يقول احلنفي يف مسح الرأس ،عضو وضوء فال يكفي يف مسحه أقل ما ينطلق عليه االسم كالوجه ال يكفي يف
غسله ذلك ،فيقال من جانب املعرتض كالشافعي عضو ضوء ،فال يقدر بالربع كالوجه ال يقدر غسله بالربع.
مثال اإلبطال بالتزام :
-كأن يقول النفي يف بيع الغائب عقد معاوضة فيصح مع اجلهل باملعوض كالنكاح يصح مع اجلهل بالزوجة أي عدم
رؤيتها ،فيقال من جانب املعرتض كالشافعي( ،فال يثبت يف بيع الغائب خيار الرؤية كالنكاح ،فنفي الثبوت يلزمه نفي
وقويل فال يثبت أوىل من قوله فال يشرتط ألن الالزم لصحة عند القائل هبا ثبوت ما ذكر ال اشرتاطه.
ج :قلب املساواة :وهو أن يكون يف جهة األصل حكامن أحدمها منتف عن جهة الفرع باتفاق اخلصمني ،واآلخر متنازع
فيه بينهام فإذا أثبته املستدل يف الفرع قياسا عىل األصل يقول املعرتض فيجب التسوية بني احلكمني يف جهة الفرع كام يف
جهة األصل.
ج :مثال :قول احلنفي يف الوضوء والغسل كل منهام طهر بامئع فال جتب فيه النية كإزالة النجاسة ال جيب فيها النية
بخالف التيمم جيب فيه النية ،فيقال من جانب املعرتض كالشافعي يستوي جامده ومائعه أي الطهر كالنجاسة يستوي
جامد طهرها ومائعه يف مجيع أحكامها وقد وجبت النية يف التيمم ،فتجب يف الوضوء والغسل.
وقيل :ال يقبل قلب املساواة ،ألن التسوية يف جهة الفرع غريها ،يف جهة األصل.
وأجاب األكثر بأن هذا االختالف ال يرض يف القياس ،ألنه غري مناف ألصل االستواء يف الوصف الذي جعل جامعا
وهو الطهارة.
باملوجب
َ القادح السادس :القول
املوجب}؟
س :ما هو دليل صحة اإلستدالل بـ{ـالقول َ
ج :قوله تعاىل {وهلل العزة ولرسوله} يف جواب {ليخرجن األعز منها األذل} .ملحكي عن املنافقني أي صحيح ذلك
باملوجب!
َ س :عرف القول
باملوجب :تسليم مقتيض الدليل مع بقاء النزاع ،بأن يظهر عدم استلزام الدليل ملحل النزاع.
َ ج :القول
ج :أحدها :أن يستنتج املستدل من دليله ما يتوهم أنه حمل النزاع أو مالزم له وال يكون كذلك:
مثال :ما يقال يف القود بقتل املثقل من جانب املستدل كالشافعي قتل بام يقتل غالبا فال ينايف القود كاإلحراق بالنار ال
ينايف القود ،فيقال من جانب املعرتض كاحلنفي سلمنا عدم املنافاة بني القتل باملثقل وبني القود ،لكن ِمل َ قلت إن
القتل باملثقل يقتيض القود وذلك حمل النزاع ومل يستلزمه الدليل.
ج :والثاين :أن يستنتج منه إبطال أمر يتوهم أنه مأخذ مذهب اخلصم واخلصم يمنع أنه مأخذه
مثال :كام يقال يف القود بالقتل باملثقل أيضا التفاوت يف الوسيلة من آالت القتل وغريه ال يمنع القود كالتوسل إليه من
قتل وقطع وغريمها ال يمنع تفاوته القود ،فيقال من جانب املعرتض مسلم أن التفاوت يف الوسيلة ال يمنع القود
فال يكون مانعا منه ،لكن ال يلزم من إبطال مانع انتفاء املوانع ووجود الرشائط واملقتيض)وثبوت القود متوقف
عل مجيعها.
-املختار :تصديق املعرتض يف قوله للمستدل { ليس هذا الذي عنيته باستداللك تعريضا يب من منع التفاوت يف
الوسيلة للقود مأخذي يف نفي القود } ،ألن عدالته متنعه من الكذب يف ذلك وألنه أعلم بمذهبه.
-وقيل ال يصدق إال ببيان مأخذ آخر ألنه قد يعاند بام قاله.
ج :والثالث :وربام سكت املستدل عن مقدمة غري مشهورة خمافة املنع هلا لو رصح هبا ،فري ّد بسكوته عنها القول
باملوجب ،
مثال :كام يقال يف اشرتاط النية يف الوضوء والغسل ما هو قربة يشرتط فيه النية كالصالة ويسكت عن الصغرى وهي
الوضوء والغسل قربة ،فيقول املعرتض مسلم أن ما هو قربة يشرتط فيه النية ،لكن ال يلزم اشرتاطها يف الوضوء
والغسل ،فإن رصح املستدل بأهنام قربة ورد عليه منع ذلك وخرج عن القول باملوجب أما املشهورة فكاملذكورة فال
[ ]1بأن يبدي يف أوهلا مفسدة راجحة أو مساوية ملا مر من أهنا تنخرم بذلك
مثال :كأن يقال{التخيل للعبادة أفضل من النكاح ملا فيه من تزكية النفس}
رتض :بأن تلك املصلحة تفوت أضعافها كإجياد الولد وكف النظر وكرس الشهوة
فيع َ
فيجاب :بأن تلك املصلحة أرجح مما ذكر ألهنا حلفظ الدين وما ذكر حلفظ النسل
مثال :كأن يقال حتريم املحرم باملصاهرة مؤبدا صالح ،ألن يفيض إىل عدم الفجور هبا املقصود من رشع التحريم
فيعرتض :بأنه ليس صاحلا لذلك ،بل لالفضاء إىل الفجور ألن النفس مائلة إىل املمنوع
حتريمها املؤبد لسد باب الطمع فيها بحيث تصري غري مشتهاة كاألم
َ فيجاب :بأن
والثالث ببيان انضباط الوصف بنفسه أو بوصف معه يضبطه :كالسفر للمشقة
ِ
ظهوره بأن يبينه بصفة ظاهرة كأن يعلل يف القود بالرضا والرابع ببيان
ج :واألصح :أنه معارضة بإبداء قيد يف علية حكم األصل ،أو إبداء مانع يف الفرع يمنع من ثبوت حكم األصل فيه ،
مثاله عىل الشق األول :أن يقول الشافعي {جتب النية يف الوضوء كالتيمم بجامع الطهارة عن حدث}
مثاله عىل الشق الثاين :أن يقول احلنفي{ يقاد املسلم بالذمي كغري املسلم بجامع القتل العمد العدوان}
عرفت به {الفرق} أوىل من تعريف {األصل} له بأنه { :راجع إىل املعارضة يف األصل أو الفرع}
وما ّ
أن املعارض َة باالبداءين ليست {فرقا} مطلقا وليس كذلك
وقيل إليهام ،ألنه أحاله عىل ما مل يذكره مع إهيام ّ
أو قلنا بجواز تعدد العلل ألنه يؤثر يف مجيع املستدل ،وألنه لو مل يقدح مل يمتنع التحكم والالزم باطل ،فالفرق قادح.
-وقيل كذلك-أي ليس بقادح-عىل القول بأنه بالثالث سؤاالن ال سؤال واحد ،إذ مجع األسئلة املختلفة غري مقبول.
ج :ومعنى كونه سؤاال واحدا :احتاد املقصود منه وهو قطع اجلمع.
ج :ومعنى كونه سؤالني :اشتامله عىل معارضة علة األصل بعلة وعىل معارضة الفرع بأخرى مستنبطة.
س :كيف اجلواب عن القدح بالفرق؟ ممثال!
مثال :كأن يمنع كون املبدى يف األصل جزءا من العلة ويف الفرع مانعا من احلكم وهذا من زياديت
ج :األصح أنه جيوز تعدد األصول لفرع واحد ،بأن يقاس عليها لقوة الظن به ،وصححه ابن احلاجب وغريه وهو
-وقيل يمتنع تعددها ،وإن جوز تعدد العلل النتشار البحث يف ذلك مع إمكان حصول املقصود بواحد منها وصححه
األصل.
ج :األصح :يكفي يف القدح فيها لو فرق بني الفرع وأصل منها ،ألنه يبطل مجعها املقصود.
وقيل :يكفي إن قصد اإلحلاق بمجموعها ،ألنه يبطله بخالف ما إذا قصد بكل منها.
س :هل يكفي اقتصار املستدل عىل جواب أصل واحد منها ،وقد فرق املعرتض بني مجيعها؟
ج :يف اقتصار املستدل عىل جواب أصل واحد منها ،وقد فرق املعرتض بني مجيعها ،قوالن :
والثاين :ال يكفي ألنه التزم اجلميع فلزمه الدفع عنه ،وهذا هو األوجه املوافق لألصح قبله
القادح التاسع :فساد الوضع
ج :بأن ال يكون الدليل صاحلا لرتتيب احلكم عليه كأن يكون صاحلا لضد ذلك احلكم أو نقيضه ،
مثال :قول احلنفية القتل عمدا جناية عظيمة ال جيب له كفارة كالر ّدة ،فعظم اجلناية يناسب تغليظ احلكم ال ختفيفه
-والتوسيع من التضييق
مثال :قوهلم الزكاة وجبت عىل وجه االرتفاق لدفع احلاجة ،فكانت عىل الرتاخي كالدية عىل العاقلة ،فالرتاخي املوسع
-واإلثبات من النفي
مثال :كأن يقال يف املعاطاة يف غري املحقر مل يوجد فيها مع الرضا صيغة ،فينعقد هبا البيع كام يف املحقر عىل القول
مثال :كأن يقال يف املعاطاة يف املحقر وجد فيها الرضا فقط ،فال ينعقد هبا بيع كغري املحقر ،فالرضا الذي هو مناط البيع
-وثبوت اعتبار اجلامع يف قياس املستدل بنص أو إمجاع ،يف نقيض احلكم أو ضده يف ذلك القياس
مثال يف اجلامع ذي النص :قول احلنفية اهلرة سبع ذو ناب فسؤره نجس كالكلب
فيقال السبعية اعتربها الشارع علة للطهارة حيث دعي الرسول إىل دار فيها كلب فامتنع
وإىل أخرى فيها سنور فأجاب الرسول فقيل له فقال السنور سبع .رواه اإلمام أمحد وغريه،
مثال ويف اجلامع ذي االمجاع :قول الشافعية يف مسح الرأس يف الوضوء مسح فيسن تكراره كاالستجامر
حيث يسن اإليتار فيه فيقال املسح يف اخلف ال يسن تكراره إمجاعا فيام قيل
س :كيف اجلواب عن القدح بفساد الوضع؟ هات املثال!
بأن يقر َر كونه صاحلا لرتتيب احلكم عليه :كأن يكون له جهتان يناسب بإحدامها التوسيع وباألخرى التضييق
ف َينظر املستدل فيه من إحدامها ،واملعرتض من األخرى كاالرتفاق ودفع احلاجة يف مسألة الزكاة،
وجياب عىل الكفارة يف القتل :بأنه غلظ فيه بالقود فال يغلظ فيه بالكفارة
وعن املعاطاة يف الثالث :بأن االنعقاد هبا مرتب عىل الرضا ال عىل عدم الصيغة
وعن املعاطاة يف الرابع :بأن عدم االنعقاد هبا مرتب عىل عدم الصيغة ال عىل الرضا
وعن ثبوت اعتبار اجلامع بقسميه يف نقيض احلكم :بثبوت اعتباره يف ذلك احلكم ،ويكون ختلفه عنه بأن وجد مع
نقيضه ملانع يف أصل املعرتض كام يف مسح اخلف فإن تكراره يفسده كغسله
القادح العارش :فساد االعتبار
نصا من كتاب :كأن يقال يف أداء الصوم {الواجب صوم واجب ،فال يصح نيته من النهار كقضائه }
مثال أن خيالف ً
ب فيه األجر
عرتض بأنه خمالف لقوله تعاىل {والصائمني والصائامت} الخ ،فإ ّنه ر ّت َ
في َ
العظيم عىل الصوم كغريه من غري تعرض للتبييت فيه ،وذلك مستلزم لصحته بدونه
مثال أن خيالف نصا من سنة :كأن يقال { :ال يصح قرض احليوان لعدم انضباطه كاملختلطات}
فيعرتض بأنه خمالف خلرب مسلم{ أنه صىل اهلل عليه وسلم استسلف بكرا ورد رباعيا }
ِ
الناس أحسنهم َقضا ًء» خيار
وقال «إن َ
مثال أن خيالف امجاعا :وكأن يقال ال جيوز للرجل أن يغسل زوجته امليتة حلرمة النظر إليها كاألجنبية ،فيعرتض بأنه
س َ :ب ِـيـّن لنا نسبة العموم واخلصوص بني فساد االعتبار وفساد الوضع!
لصدقه فقط ،بأن يكون الدليل صاحلا لرتتيب احلكم عليه ،
وصدق فساد الوضع فقط ،بأن ال يكون الدليل كذلك ،وال يعارضه نص وال إمجاع ،
س :هل جيوز للمعرتض بفساد االعتبار تقديمه عىل املنوعات يف املقدمات وتأخريه عنها؟ ملاذا؟
ج :وللمعرتض بفساد االعتبار تقديمه عىل املنوعات يف املقدمات وتأخريه عنها ،ملجامعته هلا من غري مانع من تقديمه
وتأخريه.
س :كيف اجلواب عن القدح بفساد االعتبار؟
ج :وجوابه :
-والتأويل له بدليل.
وزدت الكاف لدفع توهم حرص اجلواب فيام ذكر ،فإنه ال ينحرص فيه إذ منه غريه كالقول باملوجب كام بينته يف احلاشية.
القادح احلادى عرش :منع علية الوصف أي منع كونه العلة
ج :واألصح :قبوله ،وإال ألدى احلال إىل متسك املستدل بام شاء من األوصاف ألمنه املنع،
س :هل يقبل املنع املطلق (منع وصف العلة)؟ مثل! ثم اذكر كيفية جوابه!
ج :ومن املنع املطلق منع وصف العلة أي منع اعتباره فيها وهو مقبول جزما،
ِ
للزجر عن اجلامع املحذور يف الصوم ج :مثال :كقولنا يف إفساد الصوم بغري مجاع كأكل من غري كفارة :الكفارة رشعت
فوجب اختصاصها به كاحلد ،فإنه رشع للزجر عن اجلامع زنا وهو خمتص بذلك
فيقال :ال نسلم أهنا رش ِع َت للزجر عن اجلامع بخصوصه بل عن اإلفطار املحذور يف الصوم بجامع أو غريه
مثال :كأن يبني اعتبار اجلامع يف الكفارة بأن الشارع ر ّت َب َها عليه حيث أجاب هبا من سأله عن مجاعه كام مر
املعرتض هبذا االعرتاض ينقح املناط بحذف خصوص الوصف عن اعتباره يف العلة
َ كأن
واملستدل حيققه ببيان اعتبار خصوصية الوصف فيقدم لرجحان حتقيق املناط فإنه يرفع النزاع
س :هل يقبل املنع املطلق (منع حكم األصل)؟ مثل! هل ينقطع املستدل به؟ ملاذا؟ وهل ينقطع املعرتض بعد ذلك؟
ملاذا؟
ج :من املنع املطلق منع حكم األصل ،واألصح أنه مسموع.
مثال :كمنع وصل العلة كأن يقول احلنفي اإلجارة عقد عىل منفعة ،فتبطل باملوت كالنكاح ،
فيقال له ال نسلم حكم األصل ،إذ النكاح ال يبطل باملوت بل ينتهي به،
ج :األصح أن املستدل ال ينقطع بسبب منع احلكم ألنه منع مقدمة من مقدمات القياس ،فله إثباته كسائر املقدمات
وقيل :ينقطع لالنتقال عن إثبات حكم الفرع الذي هو بصدده إىل غريه.
وقيل :ينقطع به إن كان ظاهرا َيعرفه أكثر الفقهاء ،ومل يقل املستدل يف استدالله { :إن سلمت حكم األصل وإال نقلت
الكالم إليه} بخالف ما ال يعرفه إال خواصهم ،أو قال املستدل ذلك.
[ ]2س ّلمناه وال نسلم أنه مما يقاس فيه جلواز كونه مما اختلف يف جواز القياس فيه واملستدل ال يراه
[ ]3سلمنا ذلك وال نسلم أنه معلل ،جلواز كونه تعبديا
[ ]4سلمنا ذلك ،وال نسلم أن هذا الوصف ع ّلته جلواز كوهنا غريه
[ ]5سلمنا ذلك ،وال نسلم وجود فيه أي وجود الوصف يف األصل
[ ]6سلمنا ذلك ،وال نسلم أنه أي الوصف متعد جلاز كونه قارصا
فيجاب عنها بالدفع هلا عىل ترتيبها السابق بام عرف من الطرق املذكورة يف دفعها إن أريد ذلك ،وإال فيكفي االقتصار
س :ما الذي يرتتب عىل جواز تعدد املنوع؟ هل جيوز إيراد اعرتاضات من نوع واحد أو من أنواع؟ ملاذا؟ مثل!
ج :فـبسبب جواز تعدد املنوع جيوز إيراد اعرتاضات من نوع واحد أو من أنواع يف األصح وإن كان مرتتّب ًة يستدعي
ج :مثال نوع واحد :كالنقوض أو املعارضات يف األصل أو الفرع ألهنا كسؤال واحد مرتتبة كانت أو ال
مثال أنواع :كالنقض وعدم التأثري واملعارضة( ،وإن كانت مرتتبة) أي
وقيل :جيوز يف غري املرتتبة دون املرتتبة ،ألن ما قبل األخري يف املرتتبة مسلم فذكره ضائع
مثال النوع يف االعرتاضات املرتتبة :أن يقال ما ذكر أنه علة منقوض بكذا ومنقوض بكذا،
مثال النوع يف االعرتاضات غري املرتتبة :أن يقال ما ذكر أنه علة منقوض بكذا ومنقوض بكذا
ومثال األنواع مرتتبة :أن يقال ما ذكر من الوصف غري موجود يف األصل ،ولئن سلم فهو معارض بكذا
ومثال األنواع غري مرتتبة :أن يقال هذا الوصف منقوض بكذا أو غري مؤثر لكذا
القادح الثاين عرش :اختالف ضابطي األصل والفرع
وإنام كان اختالفهام قادحا لعدم الثقة فيه باجلامع وجودا ومساواة،
مثال :كأن يقال يف شهود الزور بالقتل { :تسببوا يف القتل ،فعليهم القود كاملكره غريه عىل القتل}
فأين اجلامع بينهام وإن اشرتكا يف اإلفضاء إىل املقصود .فأين مساواة ضابط الفرع لضابط األصل يف ذلك؟
كحفظ النفس فيام مر ،وكاملساوي لذلك األرجح منه كام فهم باألوىل
ج :ال بإلغاء التفاوت بني الضابطني ،بأن ي َقال التفاوت بينهام ملغى يف احلكم ،
فال حيل اجلواب به ألن التفاوت قد يلغى كام يف {:العامل يقتل باجلاهل} وقد ال يلغى كام يف { :احلر ال يقتل بالعبد}
القادح الثالث عرش :التقسيم
ورد يف الدليل بني أمرين مثال عىل السواء ،أحدمها ممنوع دون اآلخر املراد
ج :تعريف التقسيم :ترديد اللفظ امل َ
مثاله أن يقال يف مثال االستفسار لإلمجال فيام يأيت :
{الوضوء [ ]1النظافة أو []2األفعال املخصوصة ،األول ممنوع أنه قربة ،والثاين مسلم أنه قربة ،لكنه ال يفيد الغرض
ج :وجوابه ]1[ :أن اللفظ موضوع يف املراد ولو عرفا كام يكون لغة [ ]2أو أ ّنه ظاهر ولو بقرينة يف املراد ،كام يكون
-خامتة.