Professional Documents
Culture Documents
مطبوعة قانون مكافحة الفساد2022 يزيد بوحليط
مطبوعة قانون مكافحة الفساد2022 يزيد بوحليط
مطبوعة بيداغوجية
بعنوان
السنة الجامعية2021-2020:
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
مقدمة
يمثل الفساد عقبة جسيمة تقف عائقا أمام التنمية المستدامة ،حيث تتجاوز تكلفة الفساد مجرد
استخدام الموارد في غير محلها ،أين يؤدي الفساد إلى تآكل النسيج االجتماعي واضعاف سيادة
القانون وتقويض الثقة في الحكومة ،كما يؤدي أيضا إلى تدهور نوعية حياة المواطنين ويسمح ببروز
بيئة مشجعة على ارتكاب كافة أشكال جرائم الفساد.
حيث تعد ظاهرة الفساد ظاهرة قديمة قدم المجتمعات اإلنسانية فقد ارتبط وجودها بوجود
األنظمة السياسية وهــي ال تقتصر على شعب دون آخر كما أنها تختلف حسب بيئة وطبيعة النظام
السياسي ،ففي األنظمة االستبدادي ــة والشمولية تكون هناك بيئة مشجعة أكثر على الفساد ،بينما تقل
ظاهرة الفساد في النظم الديمقراطية التي تقوم على احترام حقوق وحريات اإلنسان والشفافية في
التسيير والمسائلة وفرض احترام سيادة وسلطة القانون.
ولألسف لم تكن الجزائر في موضع أفضل من باقي دول العالم التي استشرى فيها الفساد
بمختلف أنواعـ ــه ومستوياته سواء المستوى االقتصادي أو السياسي أو االجتماعي وحتى المستوى
الثقافي والرياضي ،وهذا ما تؤكده المرتبة المتدنية التي احتلتها الجزائر ضمن التصنيف الدولي لمؤشر
مدركات الفساد لسنة ،2020الذي أعدته منظمة الشفافية الدولية غير الحكومية أين صنفت الجزائر
في المرتبة 104عالميا من أصل 180دولة والعاشرة عربيا ،ويستخدم المؤشر الذي يصنف 180
المدركة لفساد القطاع العام فيها ،مقياسا من صفر إلى ،100حيث يكون
َ دولة حسب المستويات
الصفر األكثر فسادا و 100األكثر نزاهة ،وقد حصلت الجزائر على .110 /3.6
حيث صار الفس ــاد في الجزائر حالة مرضية معقدة تقف عقبة كئود أمام عملية اإلصالح
والتنمية واالستثمار الصحيح ،ومانعا في تثبيت أركان الحكم الراشد المنشود .وهذا ما أدى إلى إطالق
الحراك الشعبي في سنة 2019احتجاجا على منظومة الفساد القائمة آنذاك ،على الرغم من تصـدي
المشرع الجزائري لهذه الظاهرة عن طريق منظومة قانونية متكاملة بدا من التصديق بتحفظ على
اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية ،2واتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد
1
موقعها: على منشور لسنة2020 دولية شفافية منظمة تقرير أنظر:
على https://www.transparency.org/ar/news/cpi-2020-global-highlightsبتاريخ2021/12/20:
الساعة.08:45:
2
المرسوم الرئاسي رقم 55-02 :المؤرخ في 05فيفيري ،2002يتضمن التصديق بتحفظ على اتفاقية األمم المتحدة
لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية ،المعتمدة من طرف الجمعية العامة لمنظمة األمم المتحدة بتاريخ،2000/11/15 :
الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية رقم ،09:الصادرة في.2002/02/10:
1
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
واتفاقية االتحاد اإلفريقي لمنع الفساد و مكافحته ،لسنة 22003والتصديق على 1
لسنة 2003
االتفاقية العربية لمكافحة الفساد 3وتعديل قانون العقوبات بموجب القانون رقم 15-04:الصادر
في 2004/11/10:بشأن إضافة قسم سادس مكرر بخصوص مكافحة تبييض األموال ،4ثم قام
المشرع باصدار قانون الوقاية من تبييض األموال وتمويل اإلرهاب ومكافحتهما.5وأيضا اصدار
المرسوم الرئاسي رقم 247-15:يتضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات المرفق العام باعتبارها
مجاال خصبا الرتكاب جرائم الفساد.6
ونظ ار لخطورة ظاهرة الفساد على الدولة واألفراد عالجها المشرع بموجب قانون خاص تمثل
في اصداره للقانون رقم 01-06:بتاريخ 2006/02/20:المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته .7كما
1
اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد لسنة ،2003المعتمدة من قبل قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة بنيويورك رقم -58
،4يوم 31اكتوبر سنة ، 2003و التي صدقت عليها الجزائر بموجب المرسوم الرئاسي 128-04الصادر في 19أبريل
، 2004يتضمن التصديق بتحفظ على اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية
الشعبية ،عدد ،26الصادرة في 25ابريل ،2004ص.12
2
إتفاقية االتحاد اإلفريقي لمنع الفساد ومكافحته ،والتي صدقت عليها الجزائر بموجب المرسوم الرئاسي 137-06الصادر
في 10أبريل ، 2006يتضمن التصديق على إتفاقية االتحاد اإلفريقي لمنع الفساد ومكافحته ،المعتمدة بمابوتو في11 :
يوليوسنة ، 2003الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،عدد ،24الصادرة في 16ابريل ،2006ص
ص.13-04
3
اإلتفاقية العربية لمكافحة الفساد المحررة بالقاهرة بتاريخ 21ديسمبر سنة ،2010والتي صدقت عليها الجزائر بموجب
المرسوم الرئاسي 249-14الصادر في 8سبتمبرسنة ، 2014يتضمن التصديق على اإلتفاقية العربية لمكافحة الفساد،
الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،العدد ،54الصادرة في 21سبتمبر سنة ،2014ص .5
4القانون رقم 15-04الصادر في 10 :نوفمبر 2004يعدل ويتمم األمر رقم 156 - 66 :الصادر في 8 :يونيو ،1966
يتضمن قانون العقوبات ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،العدد ،71الصادرة في 10 :نوفمبر
.2004
5
القانون رقم 01-05الصادر في 6 :فيفري 2005والمتعلق بالوقاية من تبييض األموال وتمويل اإلرهاب ومكافحتهما،
الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،العدد ،11الصادرة في 09 :فيفري .2005
6
أنظر :المرسوم الرئاسي رقم 247-15:الصادر في ،2015/09/16:الجريدة الرسمية للجمهورية الديمقراطية الشعبية،
العدد ،50الصادرة في 20سبتمبر سنة ،2015ص ص.49-3
7
قانون 01-06الصادر في 20فيفري سنة ، 2006يتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته ،الجريدة الرسمية للجمهورية
الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،العدد ،14الصادرة في 8 :مارس سنة ،2006ص ص.15-4
2
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
أنشأ للغرض نفسه القطب الجزائي اإلقتصادي و المالي كآلية جديدة استحدثها المشرع بموجب القانون
1
رقم 04-20المعدل لقانون اإلجراءات الجزائية ،وذلك لمكافحة قضايا الفساد االقتصادي والمالي
لم يكتف المشرع بالخطوات سالفة الذكر ،بل قام أيضا بانشاء السلطة العليا للشفافية والوقاية
من الفساد ومكافحته كآلية مؤسساتية دستورية لمكافحة ظاهرة الفساد بموجب المواد من 205-204
2
من التعديل الدستوري لسنة.2020
وفي الصدد نفسه وأوضح بيان لمجلس الوزراء أن رئيس الجمهورية قرر استحداث هيئة جديدة
للتحري ف ي مظاهر الثراء عند الموظفين العموميين "بال استثناء" من خالل إجراءات قانونية "صارمة"
لمحاربة الفساد ،عمال بمبدأ "من أين لك هذا" .ويأتي استحداث هذه الهيئة في إطار "تنظيم السلطة
3
العليا للشفافية والوقاية من الفساد ومكافحته وتشكيلتها وصالحيتها".
وعلى اعتبار أن ظاهرة الفساد متعلقة أكثر بمجال الوظيفة العمومية وما ينجر عنه من إخالل
الموظف بواجباته الوظيفية طلبا لمزية غير مستحقة ،فإن المشرع نص بموجب القانون رقم01-06:
على جملة من التدابير الوقائية ضمن القطاعين العام والخاص هدفها تعزيز النزاهة والمسؤولية
والشفافية في التسيير ،كما نص أيضا على مجموعة من الجرائم لردع المخالفين إضافة إلى جملة
من اإلجراءات كاتعاون القضائي واسترداد الموجودات.
1
حيث خص المشرع هذا القطب الجزائي االقتصادي والمالي باختصاص وطني شامل ،كما أن وكالء الجمهورية وقضاة
التحقيق التابعون للقطب الجزائي المتخصص هم قضاة متخصصون في مجال مكافحة الجرائم ذات الطابع اإلقتصادي والمالي
والفني كجريمة التهريب .و قد منح التعديل الجديد لوكيل جمهورية القطب االقتصادي و المالي صالحية طلب أي ملف على
مستوى أي محكمة أخرى ،حيث سيتحتم على قضاة التحقيق التخلي عن الملف تلقائيا لصالح محكمة القطب التي ستعالج
ملفات الفساد ذات األهمية وذات النوعية وذات الخطورة اال قتصادية والمالية المعتبرة ،والتي لها امتداد حتى خارج حدود
الوطن والعابرة لحدودها أنظر :األمر رقم 04-20:الصادر في 2020/08/30:يعدل ويتمم األمر رقم 155-66:الصادر
في 1966/06/08:والمتضمن قانون اإلجراءات الجزائية ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية رقم،51:
الصادرة في ،2020/08/31:ص ص.13-9
2
أنظر :المادتان 205-204من التعديل الدستوري لسنة 2020الصادر بموجب المرسوم الرئاسي رقم 442-20المؤرخ
في 30ديسمبر ، 2020المتعلق بإصدار التعديل الدستوري المصادق عليه في استفتاء أول نوفمبر ،2020جريدة رسمية
رقم 82مؤرخة في 30ديسمبر .2020
أنظر :موقع وكالة األنباء الجزائرية على الرابطhttps://www.aps.dz/ar/economie/119218-2022-01-: 3
لقد حاول المشرع الجزائري من خالل إصداره للقانون 01-06اعتماد سياسة جنائية شاملة
تجمع بين الشقين الوقائي والردعي ،كما يهدف ألخلقة الحياة السياسية واإلقتصادية والمالية ،وتكييف
المنظومة التشريعية الداخلية مع اإللتزامات الدولية في هذا الشأن.
وعليه يمكن طرح اإلشكالية اآلتية :هل يكفل القانون 01-06مكافحة فعالة ضد جرائم
الفساد؟
ومنه سنقسم دراستنا لهذا المقياس إلى فصلين:
الفصل األول :التصدي الوقائي والمؤسساتي لمكافحة الفساد.
الفصل الثاني :التصدي الجزائي والتعاون الدولي لمكافحة الفساد.
الفصل األول :التصدي الوقائي والمؤسساتي لمكافحة الفساد.
إن الحديث عن الفساد العالمي الجديد صار مرافقا ومتزامنا مع الحديث عن العولمة أو عن
النظام العالمي الجديد وكأنهما توأمين ال ينفصالن ،حيث سقطت الحدود التي كانت تجعل منه شأنا
دخليا .1حيث أصبحت ظاهرة الفساد بكافة أشكالها تشكل خط ار متزايدا على الدول والمجتمعات بما
يرهن معها كل محاوالت الدول لالنطالق نحو تنمية حقيقية شاملة تكفل سيادة الدول والحياة الكريمة
لمواطنيها.
وقبل الخوض في الموضوع ال بد من التطرق أوال لماهية ظاهرة الفساد وتأثيراتها المدمرة على
الدول والمجتمعات (المبحث األول) ،ثم نتطرق إلى التصدي الوقائي لظاهرة الفساد في (المبحث
الثاني) ،وأخي ار نتطرق إلى التصدي المؤسساتي لظاهرة الفساد في (المبحث الثالث).
المبحث األول :ماهية الفساد
إن األسباب الرئيسية لظهور الفساد وانتشاره متشابهة في معظم المجتمعات إال أنه يمكن
مالحظة خصوصية في تفسير الظاهرة من شعب آلخر نتيجة اختالف الثقافات وقيم المجتمع وهو
ما يبرز االختالف في تحديد مفهوم الفساد .سنعمد في هذا المبحث إلى تعريف الفساد وأشكاله في
(المطلب األول) ،ثم نتطرق إلى أسباب الفساد وآثاره في (المطلب الثاني) ،وأخي ار نتطرق إلى بعض
الجهود الدولية واإلقليمية لمكافحة ظاهرة الفساد في (المطلب الثالث).
المطلب األول :تعريف الفساد وأشكاله
يقتضي التعريف بالفساد اإلحاطة بهذا المصطلح من عدة جوانب مثل :القرآن الكريم والسنة
النبوية الشريفة والتعريف اللغوي والتشريعي.
1
عامر خضير الكبيسي ،الفساد والعولمة تزامن ال توأمة ،المكتب الجامعي الحديث ،اإلسكندرية ،2018 ،ص.116
4
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
أوال :تعريف الفساد :سنتناول تعريف الفساد في كل من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة
والتعريف اللغوي والتشريعي
-1الفساد في القرآن الكريم :يستمد الفساد في الشريعة اإلسالمية معانيه من القرآن الكريم
التي تناولته وقد تجــاوزت الخمسين آية كلها تنهي وتحذر منه وبعضها حدد صراحة جزاء المفسدين،
كما تنصرف أغلب المعاني لأليات القرآنية لتشمل كل فساد أو تخريب في األرض أو في المجتمع.
حيث يعرف جمهور فقهاء الشريعة اإلسالمية الفساد بأنه "ما يوجب ارتكابه اإلثم" أو هو" مخالفة
الفعل للشرع" ،وهو يعني خروج الشيء عن اإلعتدال ،سواء أكان هذا الخروج كثي ار أو قليال ويضاده
1
الصالح ،و يستعمل في النفس والبدن و األشياء الخارجة عن اإلستقامة.
و يأتي التعبير عن ا لفساد في معان عدة بحسب موقعه في اآليات فهو يعني الجدب او
ض ٱلَِّذى اس لُيذيقَهُم َب ْع َ
ٱلن ِ ِ ِ ت أ َْي ِدى َّاد ِفى ٱ ْلَب ِّر َوٱ ْلَب ْح ِر بِ َما َك َسَب ْالقحطكما في قوله تعالى ":ظَهَ َر ٱ ْلفَ َس ُ
َّ ِ
ون " ،أو الطغيان و التجبر وعصيان اهلل تعالى كما في قوله تعالى ":إَِّن َما َج َز ُ َعملُوْا لَ َعلهُ ْم َي ْر ِج ُع َ
2
اء
صلَُّبوا أ َْو تُقَطَّ َع أ َْي ِدي ِه ْم َوأ َْر ُجلُهُ ْم
َن ُيقََّتلُوا أ َْو ُي َ
ادا أ ْ
ض فَ َس ً ون اللَّهَ وَر ُسولَهُ وَي ْس َع ْو َن ِفي األ َْر ِ
َ َ ين ُي َح ِارُب َ
َِّ
الذ َ
اآلخرِة ع َذ ٌ ِ الدنيا ولَهم ِفي ِ ك لَهم ِخ ْز ِ الف أَو ينفَوا ِمن األَر ِ ِ ِمن ِخ ٍ
يم" ، 3كما يعني اب َعظ ٌ َ َ ي في ُّ َ َ ُ ْ ٌ ض َذل َ ُ ْ ْ ُ ْ َ ْ ْ
ض َوَي َذ َر َك ٱأل َْر ِ وس ٰى َوقَ ْو َمهۥُ لُِي ْف ِس ُدوْا ِفى ْ ِ ِ
القتل ،كقوله تعالىَ ":وقَا َل ٱلْ َم َألُ من قَ ْوِم ف ْرَع ْو َن أَتَ َذ ُر ُم َ
ٰ ِ َو َءالِهَتَ َ
ك ۚ قَا َل َس ُنقَتِّ ُل أ َْبَنآ َء ُه ْم َوَن ْستَ ْح ِىۦ ن َسٓا َء ُه ْم َوِاَّنا فَ ْوقَهُ ْم قَ ِه ُر َ
4
ون "
ض لِ ُي ْف ِس َد ِفيهَا
كما يعني الفساد الخراب بالظلم والجور كقوله تعالى ":وِا َذا تَولَّى َس َعى ِفي األ َْر ِ
َ َ
5
اد " الن ْس َل َواللَّهُ ال ُي ِح ُّ
ب ا ْلفَ َس َ ث َو َّ َوُي ْهلِ َ
ك ا ْل َح ْر َ
ويالحظ من خالل هذه المعاني أن مرجع الفساد إلى خروج الشيء عن االعتدال وابتعاده عن
سبب في وسحر فهي ٌ ٍ ٍ
وجور النفع والصالح ،وأن بعض الفساد أص ٌل ومقدمةٌ كالمعاصي من ٍ
ظلم
كل شر .6كما تدل هذه اآليات الكريمة على أن القرآن الكريم شدد على تحريم الفساد وأن جزاء
مرتكبيه الخزي في الحياة الدنيا والعذاب الشديد في اآلخرة.
1
يوسف بلمهدي ،مفهوم الفساد وأنواعه في الشريعة اإلسالمية ،مجلة الثقافة اإلسالمية ،و ازرة الشؤون الدينية واألوقاف،
الجزائر ،المجلد ،14العدد ،2020 ،01ص.25
2
سورة الروم اآلية.41:
3
سورة المائدة اآلية.33:
4
سورة األعراف اآلية.127:
5
سورة البقرة اآلية.205:
6
يوسف بلمهدي ،المرجع السابق ،ص ص.31-30
5
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
-2الفساد في السنة النبوية المطهرة :انصرف لفظ الفساد في السنة النبوية الشريفة إلى نفس
المعنى الوارد في القرآن الكريم بما يفيد خروج الشيء عن اإلعتدال .فجاء بمعنى تلف الشيئ وذهاب
نفعه فعن النعمان بن بشير رضي اهلل عنهما قال :سمعت رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يقول" :أ ََال
ُّ صلَ َح ا ْل َج َس ُد ُكلُّهَُ ،وِا َذا فَ َس َد ْ َوِا َّن ِفي ا ْل َج َس ِد ُم ْ
ب".1 ت فَ َس َد ا ْل َج َس ُد ُكلهُ ،أ ََال َوِه َي ا ْلقَ ْل ُ ت َ ض َغةً إِ َذا َ
صلَ َح ْ
طابَ طاب أسفلُهَُ كالوعاء إذا متفق عليه .وجاء في قوله صلى اهلل عليه وسلمَّ ":إنما األعما ُل ِ
فس َد أسفله فسد أعاله".2 أعالهُ واذا َ
كما جاء معنى الفساد بتغير الحال إلى غير الصالح :مثل حديثه صلى اهلل عليه وسلم":
شهيد" .3وجاء أيضا معنى الفساد في أكل السحت والربا وأن أمتِي لَه أجر ٍ بسَّنتِي عند فَ َس ِاد َّ المتُ ِ
ُ ُ ك ُ مس ُ
مصير من يفعل ذلك النار ،فعن ابن عباس قال :تليت هذه اآلية عند النبي صلى اهلل عليه وسلم
ض حالالً طَيِّبا وال تَتَّبِعوا ُخطُو ِ
ات َّ ِ ِ
ان إَِّنهُ لَ ُك ْم َع ُدٌّو ُمبِ ٌ
ين" فقام الش ْيطَ ِ َ ُ ً َ اس ُكلُوا م َّما في األ َْر ِ َ
الن َُ ":يا أَُّيهَا َّ
سعد بن أبي وقاص ،فقال :يا رسول اهلل ،ادع اهلل أن يجعلني مستجاب الدعوة ،فقال :يا سعد ،
أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة ،والذي نفس محمد بيده ،إن الرجل ليقذف اللقمة الحرام في
جوفه ما يتقبل منه أربعين يوما ،وأيما عبد نبت لحمه من السحت والربا فالنار أولى به" .4
إن اهلل وجاء بمعنى العمل الصالح وأكل الحالل فعن أبي هريرة قال :قال رسو ُل اهلل ﷺ َّ :
المرسلين؛ فقال تعالىَ ":يا أَُّيهَا ُّ
الر ُس ُل طيبا ،وا َّن اهلل أمر المؤمنين بما أمر به ُ
تعالى طيب ال يقبل إال ً
طيِّب ِ ِ َِّ ُكلُوا ِمن الطَّيِّب ِ
ات مارزقناكم" ،ثم آمُنوا ُكلُوا م ْن َ َ اع َملُوا صالحا" ،وقال تعالى َ :يا أَُّيهَا الذ َ
ين َ ات َو ْ َ َ
ذكر الرج َل ُيطيل السفر ،أشعث ،أغبر ،يمد يديه إلى السماء :يا رب ،يا رب ،ومطعمه حرام ،وملبسه
5
فأنى ُيستجاب له؟! " وغذي بالحرامَّ ، حرامُ ،
-3التعريف اللغوي واإلصطالحي:
ودا ،فَهَُو َّال ِح ،فَ َس َد َي ْف ُس ُد َوَي ْف ِس ُد َوفَ ُس َد فَ َس ً
ادا َوفُ ُس ً يض الص َ أ-التعريف اللغوي :فسد :ا ْلفَس ُ ِ
ادَ :نق ُ َ
بصَ ادا َن َ
ض فَ َس ًيد ِفي ِه َما ،وَال ُيقَا ُل ْانفَ َس َد وأَ ْف َس ْدتُهُ أََنا .وقَ ْولُهُ تَ َعالَى :وَي ْس َع ْو َن ِفي ْاأل َْر ِ اس ٌد َوفَ ِس ٌ
فَ ِ
َ َ َ َ
ض لِ ْلفَ َس ِادَ .وقَ ْوٌم فَ ْس َدى َك َما قَالُوا َس ِاقطٌ َو َس ْقطَى ،قَا َل ادا ِألََّنهُ َم ْف ُعو ٌل لَهُ أ ََر َاد َي ْس َع ْو َن ِفي ْاأل َْر ِ
فَ َس ً
1
رواه البخاري في كتاب اإليمان ،باب فضل من استب أر لدينه .)52( 28 /1
2
سنن ابن ماجة ،كتاب الزهد ،برقم.1404/1489،2:
3
أخرجه الطبراني في األوسط ( ،315/5رقم.)5414:
4
أخرجه الطبراني في "المعجم األوسط" (.)6495
5
رواه مسلم.
6
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
ِ ِ ِ ِ
استَ ْف َس َد فُ َال ٌن إِلَى فُ َال ٍنَ .وتَفَ َ
اس َد ا ْلقَ ْوُم: س َيب َوْيهَ :ج َم ُعوهُ َج ْمعَ َهلْ َكى لتَقَ ُاربِ ِه َما في الْ َم ْعَنىَ .وأَ ْف َس َدهُ ُه َو َو ْ
تَ َد َاب ُروا َوقَطَّ ُعو ا ْاأل َْر َح َام.1
ب-التعريف االصطالحي :ليس هناك تعريف محدد للفساد ( )La corruptionوانما هناك
توجهات مختلفة لتعريفه من النواحي اإلقتصادية ،اإلجتماعية ،األخالقية ،السياسية واإلدارية .فهناك
من يعرفه علــى أنه"خروج عن القانون و النظام(أي عدم االلتزام بهما)و استغالل غيابهما من أجل
تحقيق مصالح سياسية و اجتماعية و اقتصادية للفرد أو لجماعة معينة" ،بينما يعرفه آخرون على
أنه ":هو قيام الموظف العام و بطرق غير سويــة بارتكاب ما يعد إهدا ار لواجبات و وظيفته ،فهو
سلوك منحرف يخالف الواجبات الرسمية للمنصب العام تطلعا إلى تحقيق مكاسب خاصة مادية أو
معنوية" ، 2كما أن البعض يوسع مفهوم الفساد فيعرفه ":هو كل سلوك يجافي المصلحة العامة" و
عرفه آخرون":هو االنحراف األخالقي لمسئولين في اإلدارة و الحكومة".3
كما عرف من الناحية اإلقتصادية بأنه المتاجرة غيرالمشروعة بقدرات المجتمع واستغالل
السلطة أو النفوذ لتحقيق منفعة ذاتية مالية أومعنوية بما يتعارض ومقتضيات المصلحة العامة .كما
ع رف الفساد إجتماعيا على أنه ظاهرة لها صفة العمومية واإلنتشار في الزمان و المكان ،وهو يختلف
4
من مجتمع إلى آخر و من فترة زمنية إلى أخرى.
أما من الناخية اإلدارية يعرف الفساد على أنه مجموعة من األعمال المخالفة للقوانين
والهادفة إلى التأثير بسير اإلدارة العامة أو ق ارراتها أو أنشطتها بهدف االستفادة المادية المباشرة أو
االنتفاع غير المباشر ، 5حيث يعد الفساد اإلداري من المعوقات األساسية أما عملية التنمية
االقتصادية واالجتماعية وهدر كبي ار في موارد الدولة والذي يؤدي إلى عدم االستقرار السياسي.6
1
معجم لسان العرب البن منظور.
2
عبد الحليم بن مشري وعمر فرحاتي ،الفساد اإلداري مدخل مفاهيمي ،مجلة االجتهاد القضائي ،كلية الحقوق والعلوم
ا لسياسية ،مخبر االجتهاد القضائي ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،الجزائر ،العدد ،2018 ،5ص11
3
العربي شحط محمد األمين ،السياسة الجنائية لمكافحة الفساد في التشريع الجزائري واالتفاقيات الدولية ،أطروحة دكتوراه،
كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة وهران ،2الجزائر ،2019،ص ص23-22
4
الويزة نجار ،التصدي المؤسساتي والجزائي لظاهرة الفساد في التشريع الجزائري -دراسة مقارنة ،أطروحة دكتوراه ،كلية
الحقوق ،قسم القانون الخاص ،حامعة منتوري قسنطينة ،2014-2013 ،ص ص.12-11
5
عامر خضير الكبيسي ،المرجع السابق ،ص.16
6
صالح الدين فهمي محمود ،الفساد اإلداري كمعوق لعمليات التنمية االجتماعية واالقتصادية ،دار النشر بالمركز العربي
للدراسات األمنية والتدريب بالرياض ، 1994،ص ص.41-40
7
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
وهناك من يربط الفساد بدرحة احتكار القرار وحرية التصرف والمسائلة ،على أساس أن هناك
عالقة طردية بين الفساد و درجة احتكار القرار ،وعالقة عكسية بين الفساد والمسائلة ،ويمكن التعبير
عناه بالعالقة التي وضعها العالم( )Robert Klitgaartسنة:19881
الفساد= درجة احتكار القرار +حرية التصرف-المسائلة
من خالل التعريفات السابقة يمكن تعريف الفساد بأنه :تلك الممارسات المخالفة للقانون
والتي يقوم بها الموظفون عن طريق استغالل مناصبهم ،بهدف تحقيق منافع خاصة لهم.
-4التعريف التشريعي :حاولت العديد من األنظمة التشريعية الدولية واإلقليمية ،اإلحاطة
بتعريف شامل للفساد يتجاوز المعاني اللفظية نتناول بعضا منها فيما يأتي:
أ -تعريف الفساد في بعض االتفاقيات والمنظمات الدولية :نوردها باختصار كما يأتي:
-1تعريف الفساد في بعض االتفاقيات الدولية :نوجزها كما يأتي:
1.1اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية لسنة :2000لم تنص
هذه االتفاقية على تعريف محدد للفساد وانما تمت اإلشارة إلى تعريفه من خالل تجريم الصور
والسلوكات المرتكبة بصورة عمدية حيث تنص المادة 8منها تحت عنوان "تجريم الفساد".
– 1يتعين على كل دولة طرف ان تعتمد ما قد يلزم من تدابير تشريعية وتدابير اخرى لتجريم
االفعال التالية جنائيا عندما ترتكب عمدا.
أ – وعد موظف عمومي بمزية غير مستحقة او عرضها عليه او منحه اياها ،بشكل مباشر او غير
مباشر ،سواء لصالح الموظف نفسه او لصالح شخص آخر او هيئة اخرى ،لكي يقوم ذلك الموظف
بفعل ما او يمتنع عن القيام بفعل ما ضمن نطاق ممارسته مهامه الرسمية.
ب – التماس موظف عمومي او قبوله بشكل مباشر او غير مباشر مزية غير مستحقة ،سواء لصالح
الموظف نفسه أ و لصالح شخص آخر او هيئة اخرى ،لكي يقوم ذلك الموظف بفعل او يمتنع عن
قيام بفعل ما ضمن نطاق ممارسته مهامه الرسمية.
– 2يتعين على كل دولة طرف ان تنظر في اعتماد ما قد يلزم من تدابير تشريعية وتدابير اخرى
لتجريم السلوك المشار إ ليه في الفقرة واحد من هذه المادة الذي يبلغ فيه موظف عمومي أجنبي أو
موظف مدني دولي أو بالمثل.
يتعين على كل دولة طرف أن تنظر لتجريم أشكال الفساد األخرى جنائيا.
1
سارة بوسعيود وشراف عقون ،واقع الفساد في الجزائر وآليات مكافحته ،مجلة البحوث االقتصادية والمالية ،جامعة العربي
بن مهيدي ،أم البواقي ،الجزائر ،المجلد الخامس ،العدد األول ،2018،ص.306
8
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
– 3يتعين على كل دولة طرف ان تعتمد ايضا ما قد يلزم للمشاركة كطرف متواطىء في جرم مقرر
بمقتضى هذه المادة.1 "...
2.1اتفاقية االمم المتحدة لمكافحة الفساد لسنة :2003لم تتعرض هذه االتفاقية الى
تعريف مصطلح " الفساد" في المادة 2بعنوان المصطلحات المستخدمة وهذا على خالف تعرضها
الى إحاطة العديد من التعابير في المادة السالفة الذكر بالتوضيح مثل:الموظف العمومي والذي
أدرجت فيه تعريفا شامال وموسعا له ،موظف عمومي أجنبي الممتلكات،العائدات االجرامية،2...
حيث اختارت أال تعرف الفساد تعريفا فلسفيا أو وصفيا ،بل انصرفت إلى تعريفه من خالل الحاالت
التي يترجم فيها الفساد إلى ممارسات فعلية على أرض الواقع و من ثمة تجريمها واكتفت االتفاقية
االممية بالتعرض لتجريم افعال بذاتها بموجب الفصل الثالث بعنوان التجريم و انفاذ القانونمثل:
-الرشوة ضمن القطاعين العام والخاص.
-االختالس.
-غسل العائدات االجرامية.
-المتاجرة بالنقود واساءة استغالل الوظيفة.
-الثراء غير المشروع...إلخ.3
3.1إتفاقية االتحاد اإلفريقي لمنع الفساد و مكافحته لسنة :2003على خالف إتفاقية
األمم المتحدة لمكافحة الفساد لسنة 2003المشار إليها اعاله ،و التي إكتفت بالتنصيص على
التجريم و العقاب لبعض صور وأفعال الفساد ،عمدت اتفاقية اإلتحاد اإلفريقي لمنع الفساد و مكافحته
إلى تعريف "الفساد" باألعمال أو الممارسات بما فيها الجرائم ذات الصلة التي تجرمها هذه
اإلتفاقية4.واكتفت هي اإلخرى بوصف أفعال الفساد المجرمة وفقا لإلتفاقية مثل :تبييض عائدات
الفساد والكسب غير المشروع...إلخ،على أن تعتمد كل دولة وفقا لنظامها الداخلي ما قد يلزم من
تدابير تشريعية و أخرى لتجريم هذه األفعال عندما ترتكب قصدا وعمدا ،كما نصت االتفاقية على
5
إنشاء آلية للمتابعة تتمثل في انشاء مجلس استشاري حول الفساد داخل االتحاد االفريقي.
1
أنظر :المادة 8من اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية.
2
أنظر :المادة 2من اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد لسنة.2003
3
أنظر :المواد من ،25-15المرجع نفسه ،ص ص.20-18
4
تنص المادة األولى من اتفاقية اإلتحاد اإلفريقي لمنع الفساد ومكافحته لسنة 2003على مايلي ":تعني كلمة "الفساد"،
األعمال أو الممارسات بما فيها الجرائم ذات الصلة التي تجرمها هذه االتفاقية".
5
أنظر :المادة 22من المرجع نفسه ،ص.11
9
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
2.2صندوق النقد الدولي :على غرار المنظمات الدولية األخرى ،يعرف صندوق النقد الدولي
الفساد العام بأنه ":إساءة استعمال الوظيفة العامة للكسب الخاص " ،2بمعنى االستغالل السيء
للوظيفة العامة من أجل تحقيق المصلحة الخاصة.
ب -تعريف الفساد وفق المشرع الجزائري :لم يعرف المشرع الجزائري الفساد تعريف فلسفيا
أو وصفيا متأث ار بذلك بإتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد لسنة ، 2003وانصرف في تعريف
الفساد إلى الحاالت التي يترجم فيها إلى ممارسات فعلية إلى أرض الواقع ومن ثم يقوم بتجريمها
فبعد أن حدد لنا في نص المادة 01من القانون 01-06الهدف منه والمتمثل في دعم التدابير
الرامية إلى الوقاية من الفساد ومكافحته وتعزيز النزاهة والمسؤولية والشفافية لتسيير القطاعين العام
والخاص وتسهيل ودعم التعاون الدولي والمساعدة التقنية من أجل الوقاية من الفساد ومكافحته ،بما
في ذلك استرداد الموجودات ،3أين نصت المادة 02من القانون نفسه ":يقصد في مفهوم هذا القانون
أ " -الفساد" كل الجرائم المنصوص عليها في الباب الرابع من هذا القانون."...
وبالرجوع إلى الباب الرابع نجد أنه معنون بالتجريم والعقوبات وأساليب التحري حيث يحتوي
على اثنان وعشرون جريمة مثل:
رشوة الموظفين العموميين.
اإلمتيازات غير المبررة في مجال الصفقات العمومية.
اختالس الممتلكات من قبل الموظف العمومي.
معنية بكافة أنواع الفساد وتشتهر عالمياً بتقريرها السنوي مؤشر الفساد ،وهو قائمة مقارنة للدول من حيث انتشار الفساد حول
العالم،عبر مؤشر من 0الى 100يقع مقر المنظمة الرئيسي بمدينة برلين ،ألمانيا.
2
الرابط: على الدولي النقد صندوق موقع راجع تفاصيل، ألكثر
https://www.imf.org/ar/News/Articles/2017/09/18/sp091817-addressing-corruption-with-
clarityبتاريخ 2021/12/22:على الساعة.11:32:
3
أنظر :المادة األولى من القانون 01-06يتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته.
10
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
استغالل النفوذ.
إساءة استغالل الوظيفة.
اإلثراء غير المشروع.
تلقي الهدايا.
التمويل الخفي لألحزاب السياسية...إلخ.1
خالصة :يتضح لنا أن المشرع الجزائري لم يقدم تعريفا قانونيا للفساد كجريمة معاقب عليها،
ٕوانما عرض تصنيفا لألفعال التي توصف بجرائم الفساد وفقا للمواثيق الدولية واالتفاقيات ،ذلك
أن تعريف الجرائم ليس أصال من اختصاص المشرع .وحسنا فعل المشرع عندما لم يقحم نفسه في
التعريفات الفقهية للفساد ،والتي أثارت جدال كبي ار .غير أن ما يعاب على المشرع أنه أشار إلى
بعض مظاهر وصور الفساد فقط ،دون باقي الصور التي تخرج عن مجال التجريم ،و تبقى مباحة
رغم خطورتها ،مثل الواسطة ،و المحسوبية ،و المكافأة.2
ثانيا :أشكال الفساد :ال شك أن هناك أشكاال عديدة لظاهرة الفساد غير أنه يمكن تقسيمها إلى
شكلين رئيسيين هما:
أ -الفساد األكبر )GRAND CORRUPTION( :وهو الفساد األكثر خطورة وتأثي ار في
المجتمع ،والذي يرتكبه رؤساء ال ــدول و الحكومات و الوزراء و من في حكمهم ،وذلك باستغالل
األموال العامو للصالح الخاص وتلقى الرشاوى وغيرها ،وان السياسيين هم أكثر فساد من كبار
الموظفيـن و موظفو الدواوين األعلى مركز وظيفي أكثر فسادا من اآلخرين كما أن رئيس الدولة أو
القائ ـ ــد األعلى يفوق الجميع فسادا ،و هذا النمط من الفساد ال يكون متعارضا بالضرورة مع االستقرار
3
السياسـي.
ب -الفساد األصغر(العادي) )CORRUPTION PAYMENTS( :و هو الفساد المتعاالف
عليه بين أغلب الموظفين الفاسدين في القطاعـات المختلفة للدولة ،ويتمثل في تلقى الرشاوى مقابل
تقديم بعض الخدمات القانونية وغير القانونية في حاالت معينة 4و أساسه الحاجة االقتصادية ،كما
يمكن للفساد أن يحدث عن طريق استغــالل الوظيفة العامة دون اللجوء إلى الرشوة و ذلك بسرقة و
اختالس أموال الدولة مباشرة.
1
أنظر :المواد من 25إلى 47من القانون 01-06يتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته ،ص ص.11-8
2
العربي شحط محمد األمين ،المرجع السابق ،ص.28
3
عزيز ريسان ،الفساد وآثاره النفسية ةاالجتماعية ،دراسة في أسبابه ،أشكاله ،نتائجه في المجتمع الشرقي ،دار دجلة،
األردن ،2018،ص.24
4
المرجع نفسه ،ص.24
11
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
1
عزيز ريسان ،المرجع السابق ،ص.26
2
الويزة نجار ،المرجع السابق ،ص.37
3
سورة البقرة :اآلية12-11
4
الموقع: على منشور مقال ومظاهره، أسبابه المجتمع: في الفساد مقدادي، عمر
https://www.ammonnews.net/article/335686بتاريخ 2022/12/24:الساعة.09:28:
5
محمد حليم ليمام ،ظاهرة الفساد السياسي في الجزائر األسباب اآلثار واإلصالح ،ط ،1مركز دراسات الوحدة العربية،
لبنان ،2011،ص ص.78-77
12
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
عدة
حيث تعد ظاهرة الفساد السياسي من أخطر أنواع الفساد ،إذ يترتب على الفساد السياسي ّ
آثار وانعكاسات سلبية تمس مختلف جوانب الحياة ،كما ّأنه ال يمكن لدولة ما ينتشر فيها الفساد
مؤسساتها أن تحقّق تنمية شاملة أو يشيع فيها العدل ،أو تمنح فرص متساوية
السياسي في مختلف ّ
لجميع المواطنين.1
كما أوضح الشيخ محمد الغزالي رحمه اهلل بأن االستبداد السياسي يبيد كل أسباب االرتقاء
والتقدم وأن من أسباب فساد الحكم في العالم اإلسالمي يعود الى خلل في التفكير الفقهي ،وعدم
معالجة الخلل المتوارث في عالقات الحكومات بالشعوب ،ومن المستحيل أن تصلح األوضاع
السياسية للمسلمين ،إذا كان الدين في وعيهم يهتم بفقه الحيض والنفاس ،وال يكترث لفقه المال
والحكم .وعليه فإن تغيير األوضاع في العالم االسالمي ال يتم أبدا قبل ان تسبقه تغييرات فكرية و
2
نفسية عميقة.
من جانب تتعدد عوامل ظهور الفساد السياسي منها ما هو مرتبط بعوامل طبيعية خاصة بكل
مجتمع نتيجة الحاجة الى قدر من الفساد لتعويض النقص الكامن في البنية السياسية واالحتماعية،
ومنها ما يبرره طبيعة المرحلة التي يمر بها النظام السياسي،كما أن هناك من يرحع هذه العوامل الى
طبيعة العالقات الدولية السائدة.3
ومنه يمكن القول أن عدم اإللتزام بمبدأ الفصل بين السلطات وضعف أو غياب أجهزة وآليات
الرقابة وغموض وعدم شفافية التشريعات وغياب الشفافية والنزاهة والمسائلة وهشاشة األنظمة العقابية،
إضافة إلى غياب اإلرادة السياسية الواضحة لمحاربة الفساد بكافة أشكاله ،سيكون البيئة المفضلة
لنظام سياسي فاسد يقوض مؤسسات الدولة الديمقراطية و القيم األخالقية و العدالة ،ويعرض التنمية
4
المستدامة و سيادة القانون للخطر.
-3األسباب اإلدارية :يمكن ارجاع االسباب االدارية في تفسير انتشار ظاهرة الفساد الى سوء
التنظيم اإلداري وبيروقراطية القيادة اإلدارية والمتمثلة في تعدد القادة اإلداريين وتعدد اختصاصاتهم
وتضخم الجهاز اإلداري ونقص المهارات والسلوكات اإلدارية .كما أن نظرية الحاجة التي تبقى سببا
جزئيا بالنظر الى االسباب االصيلة والمعقدة و من اهمها البيروقراطية االدارية التي تتغول في ظل
غياب دولة المؤسسات و ضعف جهاز العدالة و عدم الشفافية و إنحصار الم ارفق و الخدمات و
المؤسسات العامة التي تخدم المواطنين ،والتي تشجع المواطنين الحصول عليها بسلوكات و طرق
غير مستقيمة كالرشوة والمحسوبية...إلخ.1
من جانب آخر يتصف القانون اإلداري بأنه قانون غير مقنن مما ينتج عنه غموض في تطبيق
القوانين والتعليمات ،والتي قد تدفع الموظف العمومي الى تفسير القوانين بشكل مخالف عما يهدف
اليه المشرع بشكل غير مقصود أو متعمد لالستفادة من هذه الغموض وتحقيق المصلحة الخاصة
للموظف على خساب المصلحة العامة.
-4األسباب االقتصادية :يعتبر غياب الفعالية اإلقتصادية في الدولة من األسباب المباشرة
للفساد ،ذلك أن أغلب العمليات اإلقتصادية في نظام إقتصادي فاسد ،هي عبارة عن صفقات تجارية
مخالفة للقوانين تؤدي في النهاية إلى عجز الدولة عن اشباع الحاجات األساسية للمواطنين بما يغذي
2
الشعور بعدم الرضى لدى أغلبية المواطنين .
كما أن الضغوط اإلقتصادية الواقعة على األفراد نتيجة للتفاوت واإلختالف بين التطلعات
والفرص المتاحة لتحقيقها من ناحية والتفاوت اإلجتماعي بين األهداف والوسائل المنظمة لتحقيقها
من ناحية أخرى .فضال عن ذلك فإن تدني رواتب العاملين في القطاعين العام أو الخاص ،وارتفاع
مستوى المعيشة من شأنه أن يخلق بيئة مالئمة تدفع ببعض العاملين إلى البحث عن مصادر مالية
أخرى للثراء و تحقيق المنافع المادية كتعاطي الرشوة و استغالل النفوذ واساءة استغالل الوظيفة إلى
غير ذلك من السلوكات الفاسدة المجرمة جزائيا.3
-1األسباب االجتماعية واألخالقية :تلعب منظومة القيم والثقافة السائدة في بعض المجتمعات
دو ار مؤث ار باعتبارها من المسببات الهامة للفساد مثل :انتشار عقلية العشيرة وتقوية الروابط والعالقات
بين أفراد الطائفة الواحدة ،والتي ينتج عنها إعطاء دون وجه حق الوظائف الحكومية ألبناء وأقارب
1
صالح الدين فهمي محمود ،المرجع السابق ،ص.46
2
المرجع نفسه ،ص.45
3
عائشة شيخي وعياشي بوزيان ،الفساد االقتصادي وآليات مكافحته في التشريع الجزائري ،مجلة البحوث القانونية والسياسية،
جامعة موالي الطاهر ،سعيدة ،الجزائر ،العدد ،5ديسمبر ،2015ص.235
14
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
المسؤولين في الدولة ،بينما تكون الثقافة والفهم السائد في مجتمعات أخرى اداة لضبط الفساد و
التقليل من حدته. 1
وعليه يعتبر فساد منظومة القيم االجتماعية واألخالقية ونقص الوازع الديني عامال حاسما في
زيادة ظاهرة الفساد في المجتمع وتعدد أنماطها وصورها.
ووفقًا لدراسة استقصائية أجريت عام ُ ،2017نسبت العوامل التالية كأسباب للفساد:2
جشع المال والرغبات.
مستويات أعلى من السوق واالحتكار السياسي.
تدني مستويات الديمقراطية وضعف المشاركة المدنية وضعف الشفافية
السياسية.
مستويات أعلى من البيروقراطية وهياكل إدارية غير فعالة.
حرية الصحافة منخفضة.
حرية اقتصادية منخفضة.
انقسامات عرقية كبيرة ومستويات عالية من المحسوبية داخل المجموعة الواحدة.
عدم المساواة بين الجنسين.
الفقر.
عدم االستقرار السياسي.
حقوق ملكية ضعيفة.
عدوى من دول مجاورة فاسدة.
انخفاض مستويات التعليم.
عدم االلتزام تجاه المجتمع.
تدهور االوضاع االقتصادية واالجتماعية.
فسادا ،فإن المجموعة األولى
فسادا مع الدول األقل ً
وقد لوحظ أنه عند مقارنة الدول األكثر ً
تحتوي على دول ذات تفاوتات اجتماعية واقتصادية هائلة ،واألخيرة تحتوي على دول تتمتع بدرجة
عالية من العدالة االجتماعية واالقتصادية.
1
عبلة سقني ومحمد األمين هيشور ،ظاهرة الفساد في المجتمع الجزائري :دراسة في األسباب وآليات المكافحة ،المحلة
الجزائرية للسياسات العامة ،جامعة الجزائر ،3المجلد ،07العدد ،2018 ،01ص.15
2
موقع: راجع تفاصيل، ألكثر
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%81%D8%B3%D8%A7%D8%AF#cite_note-2
بتاريخ 2021/12/27:على الساعة08:51:
15
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
ثانيا :آثار الفساد :للفساد نتائج مكلفة سواء على المستوى االجتماعي أو االقتصادي أو
اإلداري أو السياسي ويمكن إجمال هذه النتائج على النحو اآلتي:
-1أثر الفساد على النواحي االجتماعية :تؤدي ظاهرة الفساد إلى خلخلة القيم األخالقية
وفساد أخالق الفرد والمجتمع وشيوع المنكرات وتحلل روابط األرحام واإلحباط وانتشار الالمباالة
والسلبية بين أفراد المجتمع ،وبروز التعصب والتطرف في اآلراء وظهور الجريمة وانتشارها بكافة
أنواعها كرد فع ــل النهيار القيم وعدم تكافؤ الفرص.1
كما يؤدي الفساد إلى عدم المهنية وفقدان قيمة العمل والتقبل النفسي لفكرة التفريط في
معايير أداء الواجب الوظيفي والرقابي وتراجع االهتمام بالحق العام والشعور بالظلم من غالبية
المجتمع وزيادة الفقر والحرمان وبلوغ مستويات خطيرة للفئات المهشمة من الشعب.
-2أثر الفساد على التنمية االقتصادية :يؤدي الفساد إلى تأثير كبير على الحياة االقتصادية
حيث تعتبر النظرية االقتصادية المفسرة النتشار ظاهرة الفساد أن السبب الرئيس للفساد االقتصادي
هو البحث عن الريع غير المشروع ،وذلك لتحقيق منفعة خاصة منها استغالل المنصب ، 2وعموما
يمكن تلخيص هذا األثر كما يأتي:3
-الفشل في جذب االستثمارات الخارجية ،وهروب رؤوس األموال المحلية ،فالفساد
يتعارض مع وجود بيئـة تنافسية حرة والتي تشكل إحدى الشروط األساسية لجلب االستثمارات التي
تحتاجها الدولة سواء الدولية أو المحلية على حد سواء مما يؤدي إلى ضعف عام في توفير فرص
العمل وانتشار البطالة والفقر.
-هدر الموارد بسبب تداخل المصالح الشخصية بالمشاريع التنموية العامة والكلفة
المادية الكبيرة للفساد عـلى الخزينة العامة.
-الفشل في الحصول على المساعدات األجنبية كنتيجة لسوء سمعة النظام السياسي.
-هجرة الكفاءات االقتصادية نتيجة عدم التقدير وانتشار المحسوبية والمحاباة في
التوظيف.
-3أثر الفساد على النواحي اإلدارية :ويتعلق بمجمل االنحرافات اإلدارية والوظيفية
والتنظيمية وتلك المخالفات التي تصدر عن الموظف العام المتمثلة في عدم احترام أوقات العمل
1
يوسف بلمهدي ،المرجع السابق ،ص.22
2
عائشة شيخي وعياشي بوزيان ،المرجع السابق ،ص ص.234-233
3
محمد بن عزوز ،الفساد اإلداري واالقتصادي ،آثاره وآليات مكافحته -حالة الجزائر ،المجلة الجزائرية للعولمة و السياسات
االقتصادية ،جامعة الجزائر ،3الجزائر ،العدد ،2016 ،07ص ص.205-204
16
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
وتمضية الوقت في قراءة الصحــف واستقبال الزوار والتراخي والتكاسل واالمتناع عن أداء العمل وعدم
تحمل المسؤولية وافشاء أسرار الوظيفة .فالفساد اإلداري عبارة عن مجموعة من األعمال المخالفة
للقوانين والهادفة إلى التأثير بسير اإلدارة العامة أو ق ارراتها أو أنشطتها بهدف االستفادة المادية
المباشرة أو االنتفاع غير المباشر.1
كبير بما يسمى فساد القمة والذي يمثل أعلى مستويات الفساد في
والفساد اإلداري قد يكون ًا
أي دولة،إذ ينصرف إلى فساد الرؤساء والحكام وكبار المسؤولين في الدولة ،كما قد يكون الفساد
صغير وهو الفساد الذي يقوم به الموظفون الصغار والذي يرتبط عادة بالمعامالت الروتينية
ًا اإلداري
اليومية كتقاضي الرشاوى والوساطة...إلخ.2
ولكي يتم التصدي للفساد اإلداري ال بد من استراتيجية بديلة إلصالح اإلدارة لدعم التنمية
وتقليص مظاهر الفساد عن طريق التصدي للفساد بصورة استباقية عبر معالجة أسباب وعوامل فساد
أجهزة اإلدارة في الجزائر ،وذلك من أجل الوصول إلى ترشيد سلوك قيادتها وبناء عامل ثقة المواطنين
فيها ،والذي يقوم على أساس توفير قيادات إدارية محلية كفؤة تتناسب والوظائف القيادية في اإلدارة.3
-4أثر الفساد على النظام السياسي :يحمل انتشار الفساد السياسي في كافة المستويات
والقطاعات ،تهديدا لالستقرار واألمن و فشل للسياسات التنموية واهدار للحقوق و انتشار للظلم ،وقد
عرف الفساد تنوعا في أشكاله وأنماطه ،فكثي ار ما كان سببا في سقوط الحضارات و محركا للعديد
من الثورات ،خاصة الثورات العربية مؤخ ار أو ما يسمى" بالربيع العربي" ،و التي كشفت النقاب عن
الكثير من قضايا الفساد السياسي .4
وللفساد آثار سلبية على النظام السياسي سواء من حيث شرعيته أو استق ارره أو سمعته ،أو من
جانب غياب التنظيم السياسي وهدر الموارد االقتصادية واضعاف الفعالية الحكومية بما يؤدي إلى
ضعف الدولة وتخلفها ،5ويمكن تلخيص أثار الفساد على األنظمة السياسية فيما يأتي:6
1
صالح الدين فهمي محمود ،المرجع السابق ،ص ص.38-36
2غانية ايططاحين ،الفساد اإلداري " الجزائر نموذجا " ،مجلة الحكمة للدراسات االجتماعية ،مركز الحكمة للبحوث والدراسات،
الجزائر ،المجلد ،4العدد ،2016 ،07ص.255
3
طاشمة بومدين ،الحكم الراشد ومشكلة بناء قدرات اإلدارة المحلية في الجزائر ،مجلة العلوم االجتماعية واإلنسانية التواصل،
جامعة باجي مختار ،عنابة ،الجزائر ،العدد ،26جوان ،2010ص ص.42-41
4
حورية بنعودة ،الفساد السياسي أسبابه و أثاره ،مجلة البحوث القانونية و السياسية ،جامعة موالي طاهر بسعيدة –
الجزائر ،العدد ،2014 ،02ص.2014
5
محمد حليم ليمام ،المرجع السابق ،ص ص.114-113
6حورية بنعودة ،المرجع السابق ،ص.210
17
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
-يؤثر على مدى تمتع النظام بالديمقراطية وقدرته على احترام الحقوق األساسية
للمواطنين وفي مقدمته الحق في المساواة وتكافؤ الفرص وحرية الوصول إلى المعلومات وحرية
اإلعالم ،كما يحد من شفافية النظام وانفتاحــه.
-اتخاذ ق اررات مصيرية طبقا لمصالح شخصية دون مراعاة المصلحة العامة.
-يقود إلى صراعات كبيرة إذا ما تعارضت المصالح بين مجموعات مختلفة.
-يؤدي إلى خلق جو من النفاق السياسي كنتيجة لشراء الوالءات السياسية.
-يؤدي إلى ضعف مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني ،وهو ما يحول دون
وجود حياة ديمقراطيــة.
المطلب الثالث :الجهود الدولية واإلقليمية لمكافحة ظاهرة الفساد
لقد تناولت العديد من اإلتفاقيات والمؤتمرات ظاهرة الفساد هذا بمناسبة تطرقها لظاهرة الجريمة
المنظمة وكان ذلك منذ سنة 1988حيث عقدت بفرنسا ندوة حول الجريمة المنظمة سنة 1990
وكذلك المؤتمر الثالث لمنع للجريمة ومعاقبة المجرم المنعقد في هافانا سنة 1994كما تطرقت
مجموعة مكافحة المخدرات باإلتحاد األوروبي إلى ظاهرة الفساد وهذا بمناسبة وضعها لتعريف خاص
بالجريمة المنظمة ،اين نتج في األخير عن هذه المؤتمرات ظهور اتفاقيات دولية واقليمية اعترف
فيها المجتمع الدولي بإنتشار هذه الظاهرة العابرة للحدود ،مما حتم عليها ضرورة تظافر جهودها
لمكافحتها.
أوال :جهود المنظمات الدولية:
-1اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية لسنة :2000حيث بذلت
الدول األعضاء جهودا مكثفة لصياغة نصوص هذه االتفاقية والتي رسمت االطار القانوني لتكريس
تعاون أمني وقضائي بين مختلف الدول المعنية من أجل الوقاية من الجريمة المنظمة ومكافحتها،
ومنها مكافحة جرائم الفساد مثل :رشوة الموظفين العموميين بموجب المادة 18واتخاذ كل ما يلزم من
1
حيث تنص المادة 8من اتفاقية األمم المتخدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية تحت عنوان" :تجريم الفساد" على":
تعتمد كل دولة طرف ما قد يلزم من تدابير تشريعية وتدابير أخرى لتجريم األفعال التالية-
جنائيا عندما ترتكب عمدا:
)أ (وعد موظف عمومي بمزية غير مستحقة أو عرضها عليه أو منحه اياها ،بشكل مباشر أو غير مباشر ،سواء لصالح
الموظف نفسه أو لصالح شخص آخر أو هيئة أخرى ،لكي يقوم ذلك الموظف بفعل ما أو يمتنع عن القيام بفعل ما ضمن
نطاق ممارسته مهامه الرسمية؛
)ب (التماس موظف عمومي أو قبوله ،بشكل مباشر أو غير مباشر ،مزية غير مستحقة ،سواء في فعل مجرم بمقتضى هذه
المادة"...
18
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
تدابير تشريعية أو إدارية أو تدابير فعالة أخرى لتعزيز نزاهة الموظفين العموميين ومنع فسادهم
وكشفه والمعاقبة عليه بموجب المادة 9من االتفاقية نفسها .1كما وسعت االتفاقية من مجال التعاون
الدولي لمواجهة تحديات الجريمة المنظمة والتي تنطبق بصفة آلية على مكافحةجرائم الفساد،
السيما فيما يخص نظام تسليم المجرمين ونقل المحكوم عليهم والمساعدة القانونية المتبادلة والتحقيقات
المشتركة وأساليب التحري الخاصة.2
-2إتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد لسنة:2003
لقد تم التفاوض على عدة اتفاقيات قبل صدور هذه اإلتفاقية من قبل ممثلين ألكثر من مئة
( ) 100دولة ،وقد قام مكتب األمم المتحدة المعني بمكافحة المخدرات والجريمة بدور فعال لتسهيل
المفاوضات بين الدول حول ضرورة إبرام اتفاقية شاملة بهذا الشأن وفي شهر أكتوبر في سنة 2003
تم تقديم مشروع نص اإلتفاقية والذي أقٌرته الجمعية العامة لألمم المتحدة في .32003-10-31
كما دخلت هذه اإلتفاقية حيز التنفيذ في 2005-12-19حيث مثلت انطالقة جادة وفعالة
قانونيا لمكافحة
ً من قبل دول العالم لمكافحة ظاهرة الفساد ،اذ تعتبر الصك العالمي الوحيد الملزم
الفساد .أين يمثل نهج االتفاقية بعيد المدى والطابع اإللزامي للعديد من أحكامها أداة فريدة لوضع
استجابة شاملة لمشكلة عالمية ،كما تمثل أحكام هذه االتفاقية تطو ار نوعيا سواء على صعيد وسائل
وأدوات مكافحة ظاهرة الفساد واقعيا ،أو من خالل استحداث بعض المفاهيم واآلليات القانونية التي
تفرضها ظاهرة الفساد باعتبارها تتجاوز حدود الدول.4
وتغطي االتفاقية الخمسة المجاالت الرئيسية التالية :التدابير الوقائية ،والتجريم وانفاذ القانون،
والتعاون الدولي ،واسترداد الموجودات ،والمساعدة التقنية وتبادل المعلومات .كما تغطي أيضا العديد
1
حيث تنص المادة 9من اتفاقية األمم المتخدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية تحت عنوان" :تدابير مكافحة الفساد"
على ":باإلضافة إلى التدابير المبينة في المادة 8من هذه االتفاقية ،تعتمد كل دولة طرف ،بالقدر الذي يناسب نظامها
القانوني ويتسق معه ،تدابير تشريعية أو إدارية أو تدابير فعالة أخرى لتعزيز نزاهة الموظفين العموميين ومنع فسادهم وكشفه
والمعاقبة عليه ،بما في ذلك منح تلك السلطات استقاللية كافية لردع ممارسة التأثير غير السليم على تصرفاتها".
2
أنظر :المواد 20-16:من اتفاقية األمم المتخدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية.
3
صالح الدين حسن السيسي ،موسوعة جرائم الفساد االقتصادي ،دار الكتاب الحديث ،القاهرة ،2012،ص.246-245
4
سليمان عبد المنعم ،الجوانب الموضوعية واالجرائية في اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد -دراسة في موائمة التشريعات
العربية ألحكام االتفاقية ،دار المطبوعات الجامعية ،اإلسكندرية ،2015 ،ص.08
19
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
من أشكال الفساد المختلفة ،مثل الرشوة ،والمتاجرة بالنفوذ ،واساءة استغالل الوظائف ،ومختلف أفعال
الفساد في القطاع الخاص.1
ومن أبرز ما يميز االتفاقية إدراج فصل خاص بشأن استرداد الموجودات ،بهدف إعادتها
إلى أصحابها الشرعيين ،بما في ذلك البلدان التي أخذت منها بطريقة غير مشروعة .والغالبية العظمى
من الدول األعضاء في األمم المتحدة أطراف في هذه االتفاقية.
أ-األحكام الموضوعية للتجريم والعقاب التي جاءت بها اإلتفاقية:
حيث تناولت الهدف من اإلتفاقية ونطاق تطبيقها والسياسة الوقائية ومثال ذلك عدم اقتصار
ظاهرة الفساد على الموظفين العموميين في القطاع العام فقط بل يشمل أيضا تجريم أفعال الفساد
ضمن القطاع الخاص ، 2وأحصت اإلتفاقية ( )12فعل اعتبرتهم جريمة فساد يترتب عنه عقاب
كجرائم الرشوة واإلختالس ومنح اإلمتيازات الغير مبررة في مجال الصفقات العمومية ذات الصلة
بجرائم الفساد مثل إخفاء العائدات الجرمية وتبيض األموال إضافة إلى تجريم المشاركة والتحريض
واقرار مسؤولية الشخص المعنوي إضافة إلى إضفاء صفة العمد على جرائم الفساد.3
ب-األحكام اإلجرائية للتجريم والعقاب التي جاءت بها اإلتفاقية:
على الصعيد الوطني :تنص اإلتفاقية على استحداث هيئات مختصة لمكافحة الفساد تمتاز
باإلستقالل المالي والوظيفي.4
على الصعيد الدولي :نصت اإلتفاقية على مجموعة من القواعد اإلجرائية بتفعيل نظام
5
إجرائي قادر على مالحقة الجناة.
نظام استرداد األموال والعائدات الجرمية المتحصل عليها من جرائم الفساد.6
تعزيز التعاون القضائي الدولي حيث حرصت اإلتفاقية على تعزيز التعاون الدولي في
7
مجال مالحقة الحياة عن طريق تبادل المعلومات وتحقيقات القضائية المشتركة وتسليم المجرمين
1
ألكثر تفاصيل يرجى االطالع على حيثيات هذه االتفاقية على موقع األمم المتحدة على الرابط:
https://www.unodc.org/documents/treaties/UNCAC/Publications/Convention/08-
50024_A.pdfبتاريخ 2022/01/05:على الساعة.09:30:
2
أنظر المواد من 12-7 :من اتفاقية األمم المتخدة لمكافحة الفساد لسنة.2003
3
أنظر المواد من 26-15 :من المرجع نفسه.
4
أنظر المادة 9 :من المرجع نفسه.
5
أنظر المادة 30 :من المرجع نفسه.
6
أنظر المادة 31 :من المرجع نفسه..
7
أنظر المادة 37 :من المرجع نفسه.
20
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
توسيع اإلختصاص الجنائي حيث تعتبر هذه اآللية أهم اإلجراءات التي تمكن من عدم
إفالت المجرمين من العقاب حيث يمكن مالحقة مرتكبي جرائم الفساد على إقليم أي دولة.
بخصوص مبدأ السرية المصرفية :اعتبرت اإلتفاقية أن اإلستعمال المفرط لهذا المبدأ
يشكل عائقا أمام التحقيقات الجنائية المتعلقة بمكافحة جرائم الفساد لذلك حرصت على تسهيل تقديم
السجالت المصرفية إذا ما تعلق األمر بالتحقيق القضائي.1
اعتراف باألحكام القضائية بين الدول :حيث يجب على الدول اإلعتراف باألحكام القضائية
الصادرة في مجال مكافحة الفساد وتطبيقها.
تسليم المجرمين :وهو ما نصت عليى المادة 44من االتفاقية ،2في هذا الشأن يالحظ أن
أهم ما استحدثته االتفاقية يتمثل في حكمين :األول يتمثل في تكريس مبدأ "إما التسليم أو المحاكمة"،
والثاني ":عدم جواز رفض تسليم المتهم بإحدى جرائم الفساد" استنادا للدفع بالطابع السياسي للجريمة
المنسوبة اليه ،حيث يعتبر هذا الحكم تطو ار هاما على صعيد آلية تسليم المحرمين في حرائم الفساد.3
تقادم الدعوى العمومية في ج ارئم الفساد :نصت المادة 29من أحكام اإلتقافية بأن تحدد
كل دولة فترة تقادم طويلة في حالة البدء في إجراءات المتابعة بشأن جريمة الفساد ،كما نصت كذلك
على وقف التقادم في حالة إفالت المجرم من العقاب.
ثانيا :جهود المنظمات اإلقليمية :وتتمثل في:
-1اتفاقية اإلتحاد األوروبي لمكافحة الفساد:
كانت الدول األوروبية السباقة في مجال مكافحة ظاهرة الفساد حيث بدأت عملها في شكل
توصيات صادرة عن مؤتمر وزراء العدل األوروبي والمنعقد في مالطا في الدورة 19من سنة 1996
حيث أوصى هذا المؤتمر بضرورة وضع برنامج لمكافحة الفساد حيث شملت المكافحة وجود اتفاقيتين
باإلضافة إلى بروتوكول :تمثلت اإلتفاقية األولى في اإلتفاقية الجنائية األوروبية حول الفساد الموقعة
سنة 1999والبروتوكول الملحق بها لسنة.2003
أما الثانية تمثلت في اإلتفاقية المدنية حول الفساد الموقعة في ستراسبورغ ودخلت حيز التنفيذ
في جويلية .2002
1
أنظر المادة 40 :من من اتفاقية األمم المتخدة لمكافحة الفساد لسنة.2003
2
أنظر المادة 44 :من المرجع نفسه.
3
سليمان عبد المنعم ،المرجع السابق ،ص.20
21
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
حيث مكنت هذه اإلتفاقيات من مكافحة شتى أنواع الفساد وصوره كما جاءت بآليات جديدة
متعلقة بإجراءات البحث والتحري عن جرائم الفساد.1
-2اتفاقية اإلتحاد اإلفريقي لمكافحة الفساد لسنة:2003
تمت المصادقة على هذه اإلتفاقية بمابوتو بتاريخ ،2002/07/11:حيث تعتبر من أهم اإلتفاقيات
في هذا المجال حيث امتدت المكافحة على كال القطاعين العام والخاص كما شملت اإلتفاقية األحكام
الوقائية من جرائم الفساد وآليات التعاون بين الدول كما نصت هذه اإلتفاقية على آلية مهمة تمثلت
في المجلس اإلستشاري الذي يقوم بمراقبة ومتابعة مختلف جرائم الفساد.
وعموما تهدف هذة االتفاقية حسب تص المادة 2منها الى تشجيع قيام الدول األطراف بإنشاء
اآلليات الالزمة في إفريقيا لمنع الفساد وضبطه والمعاقبة و القضاء عليه و وعلى الجرائم ذات
الصلة ،في القطاعين العام والخاص.تعزيز و تسهيل و تنظيم التعاون فيما بين الدول األطراف من
أجل ضمان فاعلية التدابير الخاصة بمنع الفساد والجرائم ذات الصلة في إفريقيا و ضبطها والمعاقبة
و القضاء عليها ،إضافة إلى تنسيق السياسات و التشريعات بين الدول األطراف ألغراض منع
الفساد و ضبطه والمعاقبة و القضاء عليه في القارة وتعزيز التنمية الصناعية و االقتصادية عن
طريق إزالة العقبات التي تحول دون التمتع بالحقوق االقتصادية و االجتماعية و الثقافية و كذلك
المدنية و السياسية .وتوفير الظروف المناسبة لتعزيز الشفافية في إدارة الشؤ ون العامة.
-3االتفاقية العربية لمكافحة الفساد لسنة:2010
تعد االتفاقية العربية لمكافحة الفساد اإلضافة األحدث إلى مجموعة الصكوك اإلقليمية المعنية
َّ
وصدقت بمكافحة الفساد ،وقعَّت عليها 21دولة عربية بالقاهرة في 21ديسمبر/كانون األول ،2010
عليها أكثر من 12دولة ودخلت حيز النفاذ في ،2013-06-29 :حيث جاءت أحكام هذه اإلتفاقية
لتبين التدابير الوقائية لمكافحة ظاهرة الفساد إضافة إلى األحكام المتعلقة بالتجريم والعقاب واألحكام
اإلجرائية،
حيث تهدف هذه االتفاقية بموحب المادة 2منها إلى تعزيز التدابير الرامية إلى الوقاية من
الفساد ومكافحته وكشفه بكل أشكاله ،وسائر الجرائم المتصلة به ومالحقة مرتكبيها ،وتعزيز التعاون
العربي على الوقاية من الفساد ومكافحته وكشفه ،واسترداد الموجودات ،وتعزيز النزاهة والشفافية
1
ألكثر تفاصيل يرجى االطالع على تفاصيل االتفاقية على موقع االتحاد األوروبي على الرابط:
=https://rm.coe.int/CoERMPublicCommonSearchServices/DisplayDCTMContent?documentId
09000016806d86ceبتاريخ 2022/01/05:على الساعة.10:00:
22
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
والمساءلة وسيادة ال قانون ،وتشجيع األفراد ومؤسسات المجتمع المدني على المشاركة الفعَّالة في منع
ومكافحة الفساد .
حيث نصت بموجب المادة 4من االتفاقية على جملة من األفعال تشكل جرائم الفساد مثل:
الرشوة في الوظائف العمومية وشركات القطاع العام والشركات المساهمة والجمعيات والمؤسسات
المعتبرة قانونا ذات نفع عام ،والرشوة في القطاع الخاص ،ورشوة الموظفين العموميين األجانب
وموظفي المؤسسات الدولية والمتاجرة بالنفوذ ،واساءة استغالل الوظائف العموميةو اإلثراء غير
المشروعو غسل العائدات اإلجرامية...إلخ.
إن أهم ما يميز اإلتفاقية هو إنشاء مؤتمر سنوي ألطراف اإلتفاقية قصد تحسين وتفعيل التعاون
بينها للتصدي لجرائم الفساد.
ثالثا :دور بعض المنظمات والمؤسسات المالية في مكافحة الفساد:
لعبت هذه المؤسسات دو ار هاما في مكافحة ظاهرة الفساد تحقيقا لمبدأ النزاهة والشفافية.
-1البنك الدولي :يعتبر البنك الدولي أحد الوكاالت المتخصصة في األمم المتحدة التي تعنى
بالتنمية وتخفيف حدة الفقر كهدف موسع لجميع أعماله .ويركز جهوده على تحقيق األهداف اإلنمائية
لأللفية التي تمت الموافقة عليها من جانب أعضاء األمم المتحدة عام ،2000والتي تستهدف تحقيق
تخفيف مستدام لحدة الفقر.
حيث يساعد البنك الدولي الحكومات ع لى تحسين إدارة شؤون المالية العامة ،وتحسين الخدمات
القضائية ،وتدريب موظفي جهاز الخدمة المدنية وزيادة قدراتهم ،واالستثمار في أنظمة المعلومات
المالية ،وتيسير وصول الجمهور العام إلى المعلومات ،والحد من فرص وقوع ممارسات الفساد
اإلداري مثل الرشوة.
حيث تشير ورقة عمل للبنك الدولي صدرت في سنة" 2000استحواذ النخبة على المعونات
الخارجية" إلى وجود ارتباط بين مدفوعات المعونات إلى البلدان التي تعتمد على المعونات اعتمادا
كبي ار واإليداعات المصرفية في بعض المراكز المالية الخارجية .وكافة أشكال الفساد بما يبرز أهمية
الحاجة إلى معالجة القضايا التي تحيط بالمراكز المالية الخارجية ،وزيادة الشفافية في قطاع الخدمات
المالية. 1
1
الرابط: ألكثر تفاصيل ،يرجى االطالع على ورقة عمل البنك بعنوان ":صحيفة وقائع مكافحة الفساد" على
https://www.albankaldawli.org/ar/news/factsheet/2020/02/19/anticorruption-fact-sheet
بتاريخ 2022/01/06:على الساعة.07:36:
23
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
-2صندوق النقد الدولي :يعتبر صندوق النقد الدولي المؤسسة المركزية في النظام النقدي
الدولي والذي يسمح بإجراء المعامالت التجارية بين البلدان المختلفة .حيث يستهدف الصندوق منع
وقوع األزمات في النظام عن طريق تشجيع البلدان المختلفة على اعتماد سياسات اقتصادية سليمة.
حيث تشكل سياسة مكافحة الفساد جزءا هاما من عمل الصندوق أين بدأ بإطالق مبادرات تهدف
إلى تعزيز الشفافية والمساءلة واإلصالح التنظيمي وتعزيز المؤسسات القانونية.
ويشير التقرير الذي صدر عن صندوق النقد الدولي بعنوان "الفساد :تكاليفه واستراتيجيات
تخفيف حدته" ،إلى أن الفساد يعوق إدارة سياسة الموازنة والسياسة النقدية ويضعف اإلشراف المالي،
يصعب قياس التكاليف االقتصادية التي يسببها الفساد
ويضر في نهاية المطاف بالنمو االحتوائي .و ُ
بدقة ،حيث يشير أحد التقديرات مؤخ ار إلى أن التكلفة السنوية للرشوة تتراوح بين 1.5و 2تريليون
دوالر تقريبا (حوالي %2من إجمالي الناتج المحلي العالمي) .وربما كانت التكاليف االقتصادية
واالجتماعية الناجمة عن الفساد أكبر من ذلك بكثير .1كما امتنع صندوق النقد الدولي سنة 1997
عن تقديم أي مساعدة مالية ألي دولة ثبت تورطها في الفساد ،كما قامت منظمة التعاون اإلقتصادي
والتنمية بوضع ميثاق لمكافحة الرشوة المتعلقة بالصفقات العمومية.
-3مجموعة العمل المالي :مجموعة العمل المالي( )FATFهي هيئة بين حكومية أُنشئت
سنة1989ممن قبل وزراء الدول األعضاء فيها .تتمثل مهام مجموعة العماللمالي في وضع المعايير
وتعزيز التنفيذ الفعال للتدابيرالقانونية والتنظيمية والتشغيلية لمكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب
وتمويل انتشار التسلح ،والتهديدات األخرى ذات الصلة بنزاهة النظام المالي الدولي ..يتم االعتراف
بتوصيات مجموعة العمل المالي على انها معيار عالمي لمكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب.
حيث تشير توصيات مجموعة العمل المالي في توصياتها بشأن المعايير الدولية لمكافحة غسل
األموال وتمويل اإلرهاب وانتشار التسلح ،إلى ضرورة تحديدالمخاطر ،ووضع السياسات والتنسيق
المحلي ومالحقة غسل األموال وتمويل اإلرهاب وتمويل انتشار التسلح وتطبيق تدابير وقائية على
القطاع المالي وغيرها من القطاعات المحددة واعطاءالصالحيات والمسؤوليات الضرورية للسلطات
المختصة لتعزيز الشفافية في إطار مكافحة شاملة للفساد.2
ألكثر تفاصيل ،يرجى االطالع على تقرير صندوق النقد الدولي على موقعه بعنوان" الفساد :تكاليفه واستراتيجيات تخفيف 1
الرابطhttps://www.imf.org/ar/News/Articles/2015/09/28/04/53/sores051116a: حدته"على
بتاريخ 2022/01/06:على الساعة.08:01:
موقعها: على المالي العمال مجموعة توصيات االطالع يرجى تفاصيل، 2ألكثر
https://mlcu.org.eg/upload/uploadeditor/files/%D8%AA%D9%88%D8%B5%D9%8A%D8%A7
24
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
%D8%AA/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D8%B5%D9%8A%D8%A7%D8%AA%20
بتاريخ0182022/06: %D8%A7%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%A8%D8%B1%202020.pdf
على الساعة.08:24:
1
صالح الدين حسن السيسي ،المرجع السابق ،ص.265
2
ألكثر تفاصيل ،يرجى االطالع على تقرير المنظمة بشأن مدركات الفساد لسنة 2020على موقعها:
على بتاريخ2022/01/06: https://www.transparency.org/ar/news/cpi-2020-global-highlights
الساعة.08:36:
25
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
حيث نصت المواد من 14-5منها الى اتخاذ تدابير وقائية في كل من القطاعين العام والخاص
مثل :إنشاء هيئات لمكافحة الفساد وتعزيز الشفافية والكفاءة والتوظيف على أساس الجدارة ،والزام
موظفي القطاع العام بمدونات السلوك ومتطلبات التصريح بالممتلكات وغيرها.
وانطالقا من نصوص هذه االتفاقية ،اعتمد المشرع الجزائري في تنفيذ سياسته الجنائية لمكافحة
هذه الظاهرة على شقين يتمثل األول في الشق الوقائي أما الثاني فيتمثل في الشق الجزائي ،وهما
مستمدان من سنتعرض لدور كل من السلطتين التشريعية والتنفيذية في مكافحة الفساد في (المطلب
األول) ثم نتطرق إلى التدابير الوقائية ضمن القطاع العام في (المطلب الثاني) ،ثم نتناول التدابير
الوقائية ضمن القطاع الخاص في (المطلب الثالث).
المطلب األول :دور السلطة التشريعية والتنفيذية في مكافحة الفساد
تلعب السلطتين التشريعية والتنفيذية دو ار بار از في مكافحة ظاهرة الفساد وذلك عن طريق اعتماد
جملة من اآلليات واألجهزة القانونية لمحاصرة هذه الظاهرة والوقاية منها.
أوال :دور السلطة التشريعية :من المعروف أن السلطة التشريعية وظيفتها سن القوانين غير
أنها لها دور آخر ال يقل أهمية عن ذلك والمتمثل في الرقابة على أعمال الحكومة المنصوص عليها
دستوريا ،ومن شأن هذا يمكن إقامة نظام وطني نزيه وشفاف وذلك من خالل استعمال آليات للرقابة
لمسائلة الحكومة حول مدى تنفيذ برامجها خالل فترة معينة.
حيث قامت السلطة التشريعية بالجزائر بإرساء مجموعة من النصوص التشريعية والقانونية
تعمل على مكافحة جادة لجرائم الفساد فبالرجوع إلى الدستور نجده أنه قد احتوى على عدة مواد
تتصدى لظاهرة الفساد بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
مثل :نص المادة ":15تقوم الدولة على مبادئ التنظيم الديمقراطي والفصل بين السلطات
1
وضمان الحقوق والحريات والعدالة اإلجتماعية "...
وأيضا نص المادة ... ":23ال يمكن أن تكون الوظائف والعهدات في مؤسسات الدولة مصد ار
للثراء ،وال وسيلة لخدمة المصالح الخاصة يجب على كل شخص يعين في وظيفة عليا في الدولة،
أو ينتخب أو يعين في البرلمان مجلس وطني أو في هيئة وطنية أو ينتخب في مجلس محلي
التصريح بممتلكاته في بداية وظيفته أو عهدته وفي نهايتها.2"...
نستخلص من هاتين المادتين أن عدم تحقيق العدالة اإلجتماعية واستغالل الوظيفة هما من
أكبر مظاهر الفساد في الدولة.
1
أنظر :المادة 16من المرسوم الرئاسي رقم 442-20:يتضمن التعديل الدستوري.
2
أنظر :المادة 23من المرجع نفسه.
26
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
سنت السلطة التشريعية نصوصا عديدة تهدف للوقاية من الفساد ومكافحته نذكر منها:
القانون 01-06المؤرخ في 2006-02-20المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته.
القانون 01-05المؤرخ في 2005-02-06المتعلق بالوقاية من تبييض األموال وتمويل
اإلرهاب ومكافحتهما.
أما بخصوص النصوص التنظيمية نذكر منها:
المرسوم الرئاسي رقم 413-06المحدد لتشكيلة الهيئة الوطنية للوقاية من الفساد ومكافحته والتي
نص عليها القانون 01-06بموجب نص المادة 17منه.
المرسوم الرئاسي 414-06المحدد لنموذج التصريح بالممتلكات وهو ما نصت عليه المادة 04
من المرسوم 01-06المتعلق بالتصريح بالممتلكات.
المرسوم 415-06المحدد لكيفيات التصريح بالممتلكات.
المرسوم الرئاسي رقم 08-338المؤرخ في 2008-11-9والمتعلق بخلية معالجة اإلستالم
المالي.
بالرجوع إلى أحكام الدستور تنص المادة 115منه على مراقبة البرلمان ألعمال الحكومة
وفقا للشروط المحددة في المواد 106و 111و 158و 160من الدستور ،حيث تشكل آليات الرقابة
على أعمال السلطة التنفيذية دو ار رقابيا هاما ومحاسبا على أعمال السلطة التنفيذية لتحديد مدى
التزاماتها لتنفيذ برامجها ،وعليه أعطى الدستور الجزائري السلطة التشريعية العديد من وسائل الرقابة
مثل :السؤال الكتابي ،أو الشفوي ،اإلستجواب ،تشكيل لجان تحقيق وسحب الثقة ،وهذا بموجب المواد
من 157إلى ،162كلها آليات تصب في مجال الحد من انتشار ظاهرة الفساد بالرغم من أنها تبدو
كإجراءات شكلية روتينية من مهام السلطة التشريعية.1
ثانيا :دور السلطة التنفيذية يمكن أن نقسم رقابة السلطة التنفيذية إلى نوعين:
أ -رقابة داخلية للسلطة التنفيذية للوقاية من جرائم الفساد :ونقصد هنا برقابة السلطة
التنفيذية لصرف النفقات عن طريق ما يسمى بالرقابة اإلدارية وذلك أثناء التنفيذ .حيث منح المشرع
الجزائري اإلدارة سلطة واسعة تضمن السير الحسن لمرافق الدولة خاصة ما تعلق بنفقاتها ،وذلك من
خل تكريس الرقابة اإلدارية التسلسلية والتي تشمل رقابة الرئيس على أعمال مرؤوسيه ،فإما أن
2
يصادق عليها وتكون طبقا للقانون واما أن يقوم بإلغائها أو تعديال إذا كانت مخالفة له.
1
أنظر :المواد من 157إلى 162من المرسوم الرئاسي رقم 442-20:يتضمن التعديل الدستوري.
2
لويزة نجار ،المرجع السابق ،ص.209
27
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
رقابة المؤسسات الخارجية :نص الدستور الجزائري على عدة مؤسسات الهدف منها ب-
متابعة مظاهر الفساد المالي بكافة أشكاله مثل :دور مجلس المحاسبة كمؤسسة عمومية مستقلة
تابعة لرئاسة الجمهورية في الرقابة على الممتلكات واألموال العمومية وفق المادة 199من الدستور،1
وأيضا بعض الهيئات التابعة لو ازرة المالية مثل :المفتشين العموميين والمراقب المالي والمحاسب
العمومي وخلية اإلستعالم المالي في إطار مكافحة تبييض األموال.
حيث تنحصر مهام هذه الهيآت في الرقابة على صرف المال العام ،وهي بذلك تعد آلية
للرقابة القبلية لزير المالية حول جميع المشاريع التي تتكفل بها الدولة ،إضافة إلى ما نص عليه
قانون 01-06المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته حول إنشاء الهيئة الوطنية للوقاية من الفساد
ومكافحته والتي عوضت بالسلطة العليا للشفافية والوقاية من الفساد ومكافحته بموجب المادتان204
و 205من التعديل الدستوري لسنة.2020
المطلب الثاني :التدابير الوقائية لمكافحة الفساد ضمن القطاع العام.
هناك إجماع على أن شيوع الفساد يعتبر من أهم أسبــاب الضعف الداخلي والخارجي للدول،
وبما أن الدولة يستحيل أن تكون قوية في ظل وجود ظاهرة الفساد التي تنخرها ،أدرك المشرع الجزائري
أبعاد هذه الظاهرة الخطيرة التي تهدد كيان الدولة ،فسارع إلى التصدي لها وذلك بسن مجموعة من
القوانين الردعية الجديدة مثل :القانون رقم 01-06 :يتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته مترجما بذلك
عدة اتفاقيات دولية في هذا المجال وعلى رأسها اتفاقية األمم المتحدة لمكافحــة الفساد لسنة2003
والتي نصت في في الفصل الثاني بعنوان":التدابير الوقائية" بموجب المادة 5بعنوان ":سياسات
وممارساتمكافحة الفساد الوقائية" على ما يلي" :
-1تقوم كل دولة طرف ،وفقا للمبادئ االساسية لنظامها القانوني ،بوضع وتنفيذ أو ترسيخ
سياسات فعالة منسقة لمكافحة الفساد ،تعزز مشاركة المجتمع وتجسيد مبادئ سيادة القانون وحسن
إدارة الشؤون والممتلكات العمومية والنزاهة والشفافية والمساءلة.
-2تسعى كل دولة طرف إلى إرساء و ترويج ممارسات فعالة تستهدف منع الفساد.2"...
حيث نص هذا القانون على تدابير هامة ترمي إلى ضمان النزاهة والشفافية في تسيير الشؤون
العامة وفي العالقات التي تربط المواطن باإلدارات والمؤسسات والهيئات العمومية ،باإلضافة إلى
جملة من المعايير التي يتعين مراعاتها في توظيف الموظفين العموميين ووجوب إعداد مدونات
1
أنظر :المادة 199من المرسوم الرئاسي رقم 442-20:يتضمن التعديل الدستوري.
2
أنظر :المادة 5من اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد لسنة.2003
28
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
أخالقية تحدد سلوكاتهم ،وبعض التدابير المحددة لقواعد تسيير األموال العمومية ،والزام الموظفين
بالتصريح بممتلكاتهم والشفافية في التعامل مع الجمهور في كل ما ينعلق بأنشطة اإلدارة المحتلفة.
أوال :التدابير الوقائية في مجال التوظيف:
نص القانون 01-06على معايير موضوعية للتوظيف تقوم على أساس الجدارة والكفاءة
وتمكين الموظف من برامج ت كوينية لرفع األداء وتحسينه وتحديد األجر المالئم للموظف بواسطة
إصالح نظام األجور ،واعداد برامج تكوينية لتمكين الموظفين من األداء النزيه لوظائفهم يزيد من
وعيهم بمخاطر الفساد.
وقبل التعرض لهذه اإلجراءات الهامة ،كان من الضروري التطرق بإيجاز لمفهوم الموظف
العمومي الرتباطه المباشر بمكافحة ظاهرة الفساد.
أ -مفهوم الموظف العمومي :سنتطرق إلى تعريف الموظف العمومي ضمن بعض االتفاقيات
الدولية بشأن مكافحة الفساد ،ثم نوضح تعريفه ضمن التشريع الجزائري.
أ .1.تعريف الموظف العمومي ضمن بعض االتفاقيات الدولية :عرفت اتفاقية االمم المتحدة
لمكافحة الفساد لسنة 2003في مادتها الثانية بعنوان ":المصطلحات المستخدمة " يقصد بتعبير
"موظف عمومي":
-1أي شخص يشغل منصبا تشريعيا أو تنفيذيا أو إداريا أو قضائيا لدى دولة طرف سواء
أكان معينا أو منتخبا ،دائما أو مؤقتا ،مدفوع األجر أم غير مدفوع األجر ،بصرف النظر عن أقدمية
ذلك الشخص.
-2أي شخص آخر يؤدي وظيفة عمومية ،بما في ذلك لصالح جهاز عمومي أو منشأة
عمومية ،أو يقدم خدمة عمومية ،حسب التعريف الوارد في القانون الداخلي للدولة الطرف وحسب ما
هو مطبق في المجال القانوني ذي الصلة لدى تلك الدولة الطرف.
-3أي شخص آخر معرف بانه " موظف عمومي"في القانون الداخلي للدولة الطرف ،بيد أنه
ألغ ارض بعض التدابير المعينة الواردة في الفصل الثاني من هذه االتفاقية ،يجوز أن يقصد بتعبير"
موظف عمومي" ،أي شخص يؤدي وظيفة عمومية أو يقدم خدمة عمومية حسب التعريف الوارد في
القانون الداخلي للدولة الطرف وحسب ما هو مطبق في المجال المعني من قانون تلك الدولة
29
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
الطرف ...كما تعرضت ذات االتفاقية األممية الى التعريف بالموظف العمومي األجنبي وموظف
1
مؤسسة دولية عمومية.
من جانب آخر تنص المادة األولى من اتفاقية االتحاد االفريقي لمنع الفساد ومكافحته ،على
تعريف الموظف العمومي بأنه ":بانه أي موظف أو موظف دولة أوالوكاالت التابعة لها بما في
ذلك من يقع عليه اإلختيار أو يتم تعيينه انتخابه للقيام بأنشطة أو مهام بإسم الدولة أو لخدمتها
2
على أي مستوى من مستويات التسلسل الهرمي للسلطة"...
كما تطرقت المادة األولى الفقرة 2و3و 4من اإلتفاقية العربية لمكافحة الفساد لسنة 2010إلى
تعريف " الموظف العمومي والموظف العمومي األحنبي وموظف مؤسسة دولية عمومية على
أنه ...":أي شخص يشغل وظيفة عمومية أو من يعتبر في حكم الموظف العمومي وفقا لقانون
الدولة الطرف في المجاالت التنفيذية أو التشريعية أو القضائية أو اإلدارية ،سواء أكان معينا أم
منتخبا دائما أو مؤقتا ،أو كان مكلف بخدمة عمومية لدى الدولة الطرف ،بأجر أم بدون أجر".
-3الموظف العمومي األجنبي :أي شخص يشغل وظيفة تشريعية أو تنفيذية أو إدارية أو
قضائية لدى بلد أجنبي ،سواء أكان معينا أم منتخبا ،دائما أو مؤقتا ،وأي شخص يمارس وظيفة
عمومية لصالح بلد أجنبي ،أو لصالح جهاز عمومي أجنبي أو مؤسسة عمومية أجنبية".
–4موظف مؤسسة دولية عمومية :أي موظف مدني دولي أو أي شخص تأذن له مؤسسة دولية
3
عمومية بأن يتصرف نيابة عنها"...
وسعت من مفهوم الموظف العمومي ،حيث أنه خالصة :نستخلص من هذه التعريفات أنها ّ
لم يعد مقتص ار على تعريف الموظف العمومي بالمفهوم الضيق لقوانين الوظيفة العمومية في كل
بلد طرف في هذه االتفاقيات باعتباره ذلك الشخص الذي يمتلك صفة الموظف العمومي الدائم
في منصبه ،والذي يشغل منصبا إداريا في اإلدارات والمؤسسات العمومية للدولةٕ ،وانما تعدى
ذلك ليشمل أي شخص يشغل منصبا تشريعيا أو تنفيذيا أو إداريا أو قضائيا لدى دولة طرف
-2نصت المادة 2الفقرة -ب -من اإلتفاقية نفسها على " :يقصد بتعبير"موظف عمومي اجنبي" أي شخص يشغل منصبا
تشريعيا أو تنفيذيا أواداريا أوقضائيا لدى بلد أجنبي سواء أكان معينا أم منتخبا ،وأي شخص يمارس وظيفة عمومية لصالح
بلد أحنبي ،بما في ذلك لصالح جهاز عمومي أو منشأة عمومية.
كما نصت المادة 2الفقرة-ج -من االتفاقية نفسها على ":يقصد بتعبير"موظف مؤسسة دولية عمومية" مستخدم مدني دولي
أو أي شخص تأذن له مؤسسة من هذا القبيل بأن يتصرف نيابة عنها".
2
أنظر :المادة االولى من اتفاقية اإلتحاد االفريقي لمنع الفساد ومكافحته لسنة.2003
3
أنظر :المادة األولى من اتفاقية اإلتحاد االفريقي لمنع الفساد ومكافحته لسنة.2003
30
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
سواء أكان معينا أو منتخبا ،دائما أو مؤقتا ،مدفوع األجر أم غير مدفوع األجر ،بصرف النظر
عن أقدمية ذلك الشخص ،وذلك بهدف التوسع في مكافحة كافة أشكال الفساد.
ب -تعريف الموظف العمومي ضمن التشريع الجزائري :سنتطرق إلى تعريف الموظف
العمومي في إطار األمر رقم 03-06المؤرخ في 15جويلية 2006والمتضمن القانون األساسي
العام للوظيفة العمومية ،ثم نتناول تعريف الموظف العمومي ضمن القانون 01-06يتعلق بالوقاية
من الفساد ومكافحته.
ب -1.تعريف الموظف العمومي في إطار األمر رقم 03-06المتضمن القانون األساسي
العام للوظيفة العمومية :حدد األمر 03-06األشخاص الذين يطبق عليهم أحكامه حيث تنص
المادة 2منه على":يطبق هذا القانون األساسي على الموظفين الذين يمارسون نشاطهم في
المؤسسات واإلدارات العمومية ،1"...كما وضحت المادة نفسها المقصود بالمؤسسات واإلدارات
العمومية .2كما استثنت المادة 2الفقرة 3من تطبيق أحكام هذا القانون كل من القضاة والمستخدمون
العسكريون والمدنيون للدفاع الوطني ومستخدمو البرلمان.
فيما عرفت المادة 04من ذات القانون الموظف العمومي " :يعتبر موظفا كل عون عين في
وظيفة عمومية دائمة ورسم في رتبة في السلم اإلداري…".
ونستخلص من النص المادة 4من ذات القانون أنه يشترط إلعتبار الشخص موظفا عموميا
الشروط التالية:3
-صدور قرار التعيين من السلطة المختصة وفقا للشروط القانونية.
-ترسيم الموظف العمومي في رتبة في السلم اإلداري.
-ممارسة الوظيفة بصفة دائمة ومستقرة بدون انقطاع.
-الخدمة في مرفق عام تديره الدولة أو أحد أشخاص القانون العام.
وعليه يمكن القول أن المشرع اعتمد في تعريفه للموظف العام بموجب القانون 03-06على
المفهوم الضيق للموظف العام والذي ال يخرج عن كونه شخص يعهد إليه بوظيفة دائمة يقوم بخدمة
1أنظر :المادة 2من األمر رقم 03-06 :الصادر في 15 :يوليو ،2006يتضمن القانون األساسي العام للوظيفة العمومية،
الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،العدد ،46الصادرة في 16 :يوليو .2006
2
حسب نص المادة 2الفقرة 2من األمر :03-06ي ـ ـق ـ ـصـ ـ ــد بالمؤسسات واإلدارات العمومية المؤسسات العمومية واإلدارات
المركزية في الدولة والمصالح غير الممركزة التابعة لها والجماعات اإلقليمية والمؤسسات ذات الطابع اإلداري والمؤسسات
العمومية ذات الطابع العلمي والثقافي والمهني والمؤسسات العمومية ذات الطابع العلمي والتكنولوجي وكل مؤسسة عمومية
يمكن أن يخضع مستهدموها ألخكام هذا القانون األساسي."...
3
عمار بوضياف ،الوظيفة العامة في التشريع الجزائري ،جسور للنشر والتوزيع الجزائر ،2015 ،ص ص.22-21
31
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
مرفق عام تديره الدولة أو أخد أشخاص القانون العام .وهو ال يتناسب مع استراتيحية مكافحة ظاهرة
الفساد التي تمس كافة مفاصل الدولة.
ب -2.تعريف الموظف العمومي في إطار القانون :01-06اعتمد المشرع الجزائري في
تعريفه للموظف العمومي على التعريفات نفسها التي أقرتها اإلتفاقيتين األممية و العربية لمكافحة
الفساد المصادق عليهما.
حيث تنص المادة الثانية من القانون رقم 01-06بعنوان " المصطلحات":
ب " -موظف عمومي ":
-1كل شخص يشغل منصبا تشريعيا أو تنفيذيا أو إداريا أو قضائيا أو في أحد المجالس
الشعبية المحلية المنتخبة ،سواء أكان معينا أم منتخبا ،دائما أو مؤقتا ،مدفوع األجر أو غير مدفوع
األجر ،بصرف النظر عن رتبته أو أقدميته.
–2كل شخص آخر يتولى ولو مؤقتا ،وظيفة أو وكالة بأجر أو بدون أجر ،ويساهم بهذه
الصفة في خدمة هيئة عمومية أو مؤسسة عمومية أو أية مؤسسة أخرى تملك الدولة كل أو بعض
رأسمالها ،أو أية مؤسسة أخرى تقدم خدمة عمومية.
– 3كل شخص آخر معرف بأنه موظف عمومي أو من في حكمه طبقا للتشريع والتنظيم
المعمول بهما.
ج " -موظف عمومي أجنبي" :كل شخص يشغل منصبا تشريعيا أو تنفيذيا أو إداريا أو قضائيا
لدى بلد أجنبي ،سواء أكان معينا أم منتخبا ،وكل شخص يمارس وظيفة عمومية لصالح بلد أجنبي،
بما في ذلك لصالح هيئة عمومية أو مؤسسة عمومية".
د – " موظف منظمة دولية عمومية" :كل مستخدم دولي أو كل شخص تأذن له مؤسسة من
1
هذا القبيل بأن يتصرف نيابة عنها"...
الموسع للموظف
ّ حيث نستخلص من نص المادة 2أن المشرع الجزائري اعتمد على المفهوم
العام مثلما اعتمدته االتفاقيات الدولية بشأن مكافحة الفساد بما يضمن عدم افالف مرتكبي كافة
أشكال جرائم الفساد من العقاب.
ب-3.قواعد توظيف مستخدمي القطاع العام وتسيير حياتهم المهنية:
في هذا الشأن أكدت اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد بموجب المادة 07منها على ضرورة
االعتماد على المبادئ والمعايير الموضوعية في تعيين الموظفين وترقيتهم واحالتهم على التقاعد،
حيث تقوم هذه مبادئ الكفاءة والشفافية والمعايير الموضوعية مثل :الجدارة واالنصاف واألهلية،
1
أنظر :المادة 2من القانون 01-06يتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته.
32
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
واجراءات مناسبة الختيار وتدريب األفراد وتمكينهم من أجور كافية مع تمكين الموظفين من برامج
تعليمية بهدف األداء الصحيح لوظائفهم وحماية لهم من كافة أشكال الفساد.1
وهذا ما ترجمته المادة 03من القانون 01-06والتي تنص على ":تراعى في توظيف
مستخدمي القطاع العام وفي تسيير حياتهم المهنية القواعد اآلتية:
-1مبادئ النجاعة والشفافية والمعايير الموضوعية مثل الجدارة واإلنصاف والكفاءة.
-2اإلجراءات المناسبة الختيار وتكوين األفراد المرشحين لتولي المناصب العمومية التي تكون
أكثر عرضة للفساد.
-3أجر مالئم باإلضافة إلى تعويضات كافية.
-4إعداد برامج تعليمية وتكوينية مالئمة لتمكين الموظفين العموميين من األداء الصحيح والنزيه
والسليم لوظائفهم وأفادتهم من تكوين متخصص يزيد من وعييهم بمخاطر الفساد".
ج -مبادئ النجاعة والشفافية والمعايير الموضوعية في التوظيف:
بقصد مكافحة ظاهرة الفساد في القطاع العام ،ال ينبغي تعيين الموظف بناء على مبدأ قبلي
أو عرقي أو عالقات عائلية أو شخصية أو عن طريق الوساطة ،وانما يجب تعيينه عل أساس مبادئ
مثل :مبدأ النجاعة في العمل ومبدأ الشفافية في التوظيف و مبدأ تكافؤ الفرص القائمة على الجدارة
واالستحقاق والكفاءة ،كما نصت على ذلك اتفاقيات األمم المتحدة وسبقتهم في ذلك أحكام الشريعة
اإلسالمية بنص قوله تعالى ":يا أبتي استأجره إن خير ما استأجرت القوي األمين".2
إن تعيين الموظف يجب أن يكون على مبدأ التوافق بين المؤهل العلمي والمنصب الوظيفي
المشغول مع مراعاة مبدأ المساواة بين المترشحين في االلتحاق بالوظيفة العامة 3والذي يترتب عليه
عدم فرض شروط تتعلق بالجنس أو باللون أو بالعقيدة ،حيث يقصد بمبدأ المساواة عدم وضع قيود
أمام ال مترشحين للوظيفة العامة أساسها االنتماء العرقي أو الجنس أو الرأي أو التوجه السياسي أو
الحالة الدينية أو الحالة المالية أو الحالة االجتماعية ،وغيرها من أشكال التمييز المختلفة ،وهو ما
يفرض ضبط الوظائف والمناصب بشروط عامة تصاغ بشكل مجرد من كافة أشكال التمييز.4
غير أنه يمكن للمشرع ضبط بعض الوظائف على سبيل االستثناء ،وذلك بوضع شروط معينة
تتعلق بالحالة السياسية والجنسية وحسن السيرة والسلوك كبعض الوظائف السامية في الدولة.5
1
أنظر :المادة 7من اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد لسنة.2003
2
سورة القصص ،اآلية.26
3
أنظر المادة 74:من األمر رقم 03-06 :يتضمن القانون األساسي العام للوظيفة العمومية.
4
عمار بوضياف ،المرجع السابق ،ص ص.69-68
5
أنظر :المواد من 18-10من األمر رقم 03-06 :يتضمن القانون األساسي العام للوظيفة العمومية
33
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
د -اإلجراءات المناسبة الختيار وتكوين األفراد المرشحين لتولي المناصب العمومية:
حيث يعتبر أسلوب المسابقة واإلختبار على أساس الشهادة هو أفضل األساليب إللتحاق
المرشحين أصحاب الكفاءات بالوظيفة وهذا ما نصت عليه المادة 80من األمر 03-06المتضمن
القانون األساسي العام للوظيفة على ":يتم اإللتحاق بالوظائف العمومية عن طريق المسابقة على
أساس اإلختبارات ،ا لمسابقة على أساس الشهادات ،الفحص المهني ،التوظيف المباشر.1...
كما نصت المادة 104من األمر رقم 03-06 :المتضمن القانون األساسي للوظيفة العمومية
تحت عنوان "التكوين" ":يتعين على اإلدارة تنظيم دورات التكوين وتحسين المستوى بصفة دائمة
قصد ضمان تحسين تأهيل الموظف وترقيته المهنية وتأهيله لمهام جديدة".
ه -إصالح نظام الرواتب واألجور:
يعتبر إصالح نظام األجور من بين التدابير الوقائية الهامة في مجال التوظيف ،والذي يساهم
إلى حد كبير في تعزيز األمن الوظيفي للموظف خاصة إذا كان راتبه ال يكفيه لسد حاجياته ،فيصبح
مجب ار للبحث عن عوائد مالية إضافية خارج نطاق أجره مستخدما الوسائل غير الشرعية فيجد نفسه
فاسدا يتقاضى الرشوة مثال ،وهذا ما أكدت عليه المادة 07من اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة
الفساد ...":التشجيع على تقديم أجور كافية ووضع جداول أجور منصفة مع مراعاة مستوى النمو
االقتصادي للدولة .2"...
في هذا الصدد نصت المادة 32من األمر "03-06للموظف الحق بعد أداء الخدمة في
راتب" كما نصت المادة 119من القانون نفسه على مكونات الراتب مثل الراتب األساسي ،العالوات،
التعويضات ،المنح...إلخ .لذلك يعتبر انخفاض معدالت األجور وعدم تماشيها مع القدرة الشرائية
للموظف من العوامل المشجعة لظاهرة الفساد بكافة أشكاله وعليه دعت اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة
الفساد إلى إصالح نظام األجور لزيادة رواتب الموظفين بما يضمن حياة كريمة لهم واألفراد عائلتهم
وفق نص المادة 07سالفة الذكر ،وهذا ما أكد عليه المشرع الجزائري بموجب المادة 03/03من
القانون 01-06على ضرورة إعطاء الموظف أجر مالئم باإلضافة إلى تعويضات كافية قصد سد
أبواب الفساد أمامه.
وعليه صدرت سنة 2007عدة مراسيم رئاسية جديدة تهدف إلى تحسين رواتب الموظفين عن
طريق إدخال تعديالت جديدة على الشبكة االستداللية لألجور في قطاع الوظيف العمومي مثل:
1
أنظر :المادتان 81- 80من األمر رقم 03-06 :يتضمن القانون األساسي العام للوظيفة العمومية.
2
أنظر :المادة 07من اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد لسنة.2003
34
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
1
المرسوم الرئاسي رقم 304-07 :الصادر في 2007/09/29يحدد الشبكة االستداللية لمرتبات الموظفين ونظام دفع
رواتبهم ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،العدد ،61الصادرة في 30 :سبتمبر .2007
2
نجار لويزة ،المرجع السابق ،ص.261
35
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
01على ":قصد ضمان الشفافية في الحياة السياسية والشؤون العمومية وحماية الممتلكات العمومية
وصون نزاهة األشخاص المكلفين بخدمة عمومية ،يلزم الموظف العمومي بالتصريح بممتلكاته .يقوم
الموظف العمومي باكتتاب تصريح بالممتلكات خالل الشهر الذي يعقب تاريخ تنصيبه في وظيفته
أو بداية عهدته االنتخابية يجدد هذا التصريح فور كل زيادة معتبرة في الذمة المالية للموظف العمومي
بنفس الكيفية التي تم بها التصريح األول .كما يجب التصريح بالممتلكات عند نهاية العهدة االنتخابية
أو عند انتهاء الخدمة".
وهو األمر نفسه الذي نصت عليه اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد بموجب المادة 05/08
التي تنص على ":تسعى كل دولة طرف عند االقتضاء ووفقا لمبادئها األساسية لقانونها الداخلي إلى
وضع تدابير ونظم تلزم الموظفين العموميين بان يفصحوا للسلطات المعنية عن أشياء لهم من أنشطة
خارجية وعمل وظيفي واستثمارات وموجودات وهبات أو منافع كبيرة قد تفضي إلى تضارب في
المصالح مع مهامهم كموظفين عموميين".
كما تضمنت المادة 05من القانون 01-06محتوى التصريح بالممتلكات والمتمثل في تقديم
جرد لألموال العقارية والمنقولة بهدف الوقوف على أي كسب غير مشروع يدخل على ثرواته ومسائلته
عن كل ما يحصل عليه من مال لنفسه أو لغيره دون وجه حق وعن كل زيادة في ثروته أو ثروة
زوجة أو أوالده القصر في الشيوع في الجزائر أو خارجها ،والتي ال تتناسب مع موارده المالية في
هذا الشأن عرفت المادة /2و من القانون 01-06الممتلكات على أنها ":الموجودات بكل أنواعها
سواء كانت مادية أو غير مادية منقولة أو غير منقولة ملموسة أو غير ملموسة والمستندات أو
السندات القانونية التي تثبت ملكية تلك الموجودات أو وجود الحقوق المتصلة بها".
وهو أيضا ما نصت عليه المادة 02من المرسوم الرئاسي رقم 414-06 :والتي يحدد نموذج
التصريح بالممتلكات كما يلي ":يشمل التصريح بالممتلكات جرد جميع الممتلكات العقارية أو المنقولة
التي يملكها الموظف العمومي وأوالده القصر في الجزائر أو في الخارج".1
كما ألزم المشرع بموجب المادة 61من الق 01-06على ضرورة التزام الموظفين العموميين
الذين لهم مصلحة في حساب في بلد أجنبي أو حق أو سلطة توقيع أو سلطة أخرى على ذلك
الحساب بأن يبلغوا السلطات المعنية على تلك العالقة.2"...
1أنظر :المادة 02من المرسوم الرئاسي رقم 414/06الصادر في 22 :نوفمبر ،2006يحدد نموذج التصريح بالممتلكات،
الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،العدد ،74الصادرة في 22 :نوفمبر .2006
2
أنظر :المادة 61من القانون 01-06يتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته.
36
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
من جانب آخر وضح القانون 01-06الهيئات التي تتلقى التصريح بالممتلكات وميعاده القانوني،
في هذا الصدد ،نصت المادة 06من القانون 01-06على ":يكون التصريح بالممتلكات الخاص
برئيس الجمهورية وأعضاء البرلمان ورئيس المجلس الدستوري وأعضائه ورئيس الحكومة وأعضائها
ورئيس مجلس المحاسبة ومحافظ بنك الجزائر والسفراء والقناصلة والوالة أمام الرئيس األول للمحكمة
العليا ،وينش ر محتواه في الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية خالل الشهرين
المواليين من تاريخ انتخاب المعنيين أو من تاريخ تسلم مهامهم.
يكون التصريح بممتلكات رؤساء وأعضاء المجالس الشعبية المحلية المنتخبة أمام الهيئة ويكون
محل نشر عن طريق التعليق في لوحة اإلعالنات بمقر البلدية أو الوالية حسب الحالة خالل شهر.
ي صرح القضاة بممتلكاتهم أمام الرئيس األول للمحكمة العليا .يتم تحديد كيفيات التصريح بالممتلكات
بالنسبة لباقي الموظفين عن طريق التنظيم".
وعليه نستنتج من نص المادة:
-بالنسبة لممتلكات رئيس الجمهورية وأعضاء البرلمان ورئيس المجلس الدستوري وأعضائه ...
خالل شهرين من تاريخ االنتخاب أو تسلم المهام.
-رؤساء وأعضاء المجالس الشعبية المحلية خالل شهر من تاريخ االنتخاب.
من جهة أخرى نصت المادة 2من المرسوم الرئاسي رقم 415-06 :يحدد كيفيات التصريح
بالممتلكات بالنسبة للموظفين العموميين غير المنصوص عليهم في المادة 6من القانون المتعلق
بالوقاية من الفساد ومكافحته ،وذلك أمام:
السلطة الوصية بالنسبة للموظفين العموميين الذين يشغلون مناصب أو وظائف عليا
في الدولة.
أمام السلطة السلمية المباشرة بالنسبة للموظفين العموميين الذين تحدد قائمتهم بقرار
من السلطة المكلفة بالوظيفة العمومية.1"...
غير أن المادة 2سالفة الذكر لم تنص صراحة على آجال محددة لتقديم التصريح بالممتلكات
من طرف السلطة الوصية أو السلمية أمام الهيئة الوطنية للوقاية من الفساد ومكافحته ،بل نصت
على آجال معقولة ،وهو ما يفتح الباب أمام تماطل اإلدارة في تطبيق هذه اإلجراء الهام في إطار
مكافحة الفساد.
أما فيما يخص التصريح بالممتلكات بالنسبة للقضاة يكون أمام الرئيس األول للمحكمة العليا.
1أنظر :المادة 02من المرسوم الرئاسي رقم ، 414/06يحدد كيفيات التصريح بالممتلكات بالنسبة للموظفين العموميين غير
المنصوص عليهم في المادة 6من القانون المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته.
37
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
أما بخصوص جزاء االخالل بعدم التصريح بالممتلكات ،نصت عليه المادة 36من القانون
رقم ":01-06 :يعاقب بالحبس من 06أشهر إلى 05سنوات وبغرامة من 50000إلى 500000
كل موظف عمومي خاضع قانونا لواجب التصريح بممتلكاته ولم يقم بذلك عمدا بعد مضي شهرين
من تذكيره بالطرق القانونية أو قام بتصريح غير كامل أو غير صحيح أو خاطئ أو أدلى عمد
بمالحظات خاطئة أو خرق عمدا االلتزامات التي يفرضها عليه القانون".
ثالثا :مدونات سلوك الموظفين العموميين:
من أجل دعم مكافحة ظاهرة الفساد نصت اتفاقية األمم المتحدة بموجب المادة 8منها تحت
عنوان":مدونات قواعد سلوك للموظفين العموميين" على":على تبني كل دولة طرف وضمن قانونها
الداخلي مدونة سلوك الموظفين العموميين بما يتوافق مع قواعد المدونة الدولية لقواعد سلوك الموظفين
العموميين الواردة في مرفق قرار الجمعية العامة رقم 59/51:المؤرخ في .19961/12/12وهو
نفسه ما نصت عليه المادة 05/10من االتفاقية العربية لمكافحة الفساد .وعليه يجب على الموظفين
المكلفين بإنفاذ القوانين في جميع األوقات ،أن يؤدوا الواجب الذي يلقيه القانون على عاتقهم ،وذلك
بخدمة المجتمع وبحماية جميع األشخاص من األعمال غير القانونية ،على نحو يتفق مع علو درجة
المسؤولية التي تتطلبها مهنتهم.
وهذا ما نص عليه المشرع الجزائري بموجب المادة 7من القانون رقم 01-06:يتعلق بالوقاية
من الفساد ومكافحته التي تنص على ":من أجل دعم مكافحة الفساد ،تعمل الدولة والمجالس المنتخبة
والجماعات المحلية والمؤسسات والهيآت العمومية وكذا المؤسسات العمومية ذات النشاطات
االقتصادية على تشجيع النزاهة واألمانة...من خالل وضع مدونات وقواعد سلوكية تحدد اإلطار
الذي يضمن األداء السليم والنزيه للوظائف العمومية والعهدة االنتخابية.
أما بخصوص التدابير المتعلقة بسلك القضاة ،فلقد أقرت االتفاقية األممية لمكافحة الفساد في
المادة 11منها بعنوان " التدابير المتعلقة بالجهاز القضائي وأجهزة النيابة العامة" ،حث الدول
األعضاء وفقا ألنظمتها الداخلية ودون المساس باستقاللية القضاء ،على اتخاذ تدابير لتدعيم النزاهة
ودرء فرص الفساد بين أعضاء الجهاز القضائي ويمكن أن تظهر هذه التدابير في شكل مدونات
قواعد سلوك أعضاء الجهاز القضائي.
وهو أيضا ما نصت عليه االتفاقية العربية لمكافحة الفساد بموجب المادة 12منها والتي نصت
على تدابير وقائية تتعلق بتعزيز استقالل القضاء و أجهزة النيابة العامة ،بحيث ألزمت الدول األطراف
بأن تتخذ وفقا لمبادئ أنظمتها الداخلية كل ما من شأنه ضمان و تعزيز استقالل القضاء و أعضاء
الني ابة العامة و تدعيم نزاهتهم و توفير الحماية الالزمة لهم.1
أما بالنسبة للمشرع الجزائري فلقد أقر التدابير المتعلقة بسلك القضاة بموجب المادة 12من
القانون 01-06والتي نص فيها على ضرورة وضع قواعد ألخالقيات المهنة وفقا للقوانين والتنظيمات
المعمول بها .من جانب آخر نصت المادة 64من القانون األساسي للقضاء على ضرورة وضع
مدونة ألخالقيات مهنة القضاء يضعها المجلس األعلى للقضاء ،حتى يلتزم القاضي باإلستقاللية و
الحياد و النزاهة وحمايته من كافة أشكال الفساد.2
رابعا :ابرام الصفقات العمومية:
يعتبر مجال الصفقات العمومية من أكثر المجاالت التي مسها الفساد اإلداري والمالي على
اعتبارها من اهم القنوات المستهلكة لألموال العامة .وتعد من الوسائل الهامة في تلبية الطلبات العامة
وخدمة الصالح العام لذا خصها المشرع بقانون خاص ينظمها ويحميها من المتاجرة بها أو اإلخالل
بواجب النزاهة ضمانا للحد من الصفقات المشبوهة والفاسدة التي يترتب عنها أضرار خطيرة كون
الحق المعتدى عليه هو المال العام ونزاهة الوظيفة العامة.
وعليه يعد قانون الصفقات العمومية من العقود الهامة التي تبرم مع المتعاملين المتعاقدين،
ذلك أن اإلدارة تتنازل لهم عن جزء من أهمية تسيير المرفق العام في إطار مبدأ الشفافية في تسيير
الحياة االقتصادية وضمان الرقابة على إنفاق المال العام وتحصينه من جرائم الفساد التي تقع من
طرف الموظفين العموميين خالل مختلف مراحل إبرام أو تنفيذ الصفقة العمومية.3
ولألسف تتعدد صور الفساد المتفشية في الصفقات العمومية ،وهي مصاحبة لجميع مراحل
إبرام الصفقة ابتداء من اختيار طريقة إبرامها ومرو ار بإجراءاتها وشكلياتها وانتهاءا باختيار المتعامل
1
أنظر :نص المادة 12من االتفاقية العربية لمكافحة الفساد لسنة.2003
2
أنظر :المادة 64من القانون رقم 11-04 :الصادر في 6 :سبتمبر ،2004المتضمن القانون االساسي للقضاء ،الجريدة
الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية رقم ،57:الصادرة في 08:سبتمبر..2004
3
عمار ميسوري ،التدابير اإلستعجالية ق بل إبرام الصفقات العمومية وبعدها ،الملتقى الوطني حول :الصفقات العمومية،
مجلس الدولة يومي27 :و 28نوفمبر ،2016ص.02
39
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
المتعاقد وتنفيذ الصفقة ،فكل هذه المراحل هي عرضة لمخاطر الفساد لكن المالحظ أن مرحلة اإلبرام
هي أكثر المراحل عرضة لتفشي الفساد ألنها تشهد تنافسا كبي ار بين مختلف المتعاملين.1
وعليه خضع قانون الصفقات العمومية منذ سنة 2010إلى تعديالت عديدة كان آخرها
صدور المرسوم الرئاسي رقم 247-15 :الصادر في 16:سبتمبر ،2015يتضمن تنظيم الصفقات
العمومية وتفويضات المرفق العام .2حيث ظل الهدف دائما سد الثغرات التي كانت تحتويها قوانين
الصفقات العمومية السابقة وغلق الباب أمام الموظفين الفاسدين في هذا المجال ،إضافة إلى تعميق
مبدأ الشفافية ومكافحة كافة أشكال الفساد المتعلقة بإبرام الصفقات العمومية كإجراء وقائي للحفاظ
على األموال العامة وضمان معايير الشفافية والمنافسة الشريفة بين المتعهدين.
-1تعريف الصفقات العمومية:
يعرف الفقه العقد اإلداري على أنه " :العقد الذي يبرمه شخص من أشخاص القانون العام
بقصد إدارة مرفق عام أو بمناسبة تسييره و تظهر نيته في األخذ بأسلوب القانون العام و ذلك بتضمين
العقد شرطا أو شروطا غير مألوفة في عقود القانون الخاص.3
كما تعرف المادة 02من المرسوم الرئاسي رقم 247-15 :يتضمن تنظيم الصفقات العمومية
وتفويضات المرفق العام بأنها ":عقود مكتوبة في مفهوم التشريع المعمول به ،تبرم بمقابل مع متعاملين
اقتصاديين وفق الشروط المنصوص عليها في هذا المرسوم ،لتلبية حاجات المصلحة المتعاقدة في
مجال األشغال واللوازم والخدمات والدراسات".4
كما نصت المادة 6من المرسوم الرئاسي رقم 247-15:على المصلحة المتعاقدة وهي:
اإلدارات العمومية ،الهيئات الوطنية المستقلة ،الواليات ،البلديات المؤسسات العمومية ذات الطابع
5
اإلداري...
1
مقالتي منى ،جريمة المحاباة في مجال الصفقات العمومية ،الملتقى الوطني حول التصدي الجزائي والمؤسساتي للفساد في
الجزائر-جامعة 8ماي 1945قالمة -كلية الحقوق والعلوم السياسية -قسم العلوم القانونية واالدارية -يوم 27افريل ،2016
ص .10
2
أنظر :المادة 02من المرسوم الرئاسي رقم 247-15 :يتضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات المرفق العام.
3
عمار بوضياف ،شرح تنظيم الصفقات العمومية ،جسور للنشر والتوزيع ،الطبعة الرابعة ،2011 ،ص .43
4
أنظر :المادة 02من المرسوم الرئاسي رقم 247-15 :يتضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات المرفق العام.
5
أنظر :المادة 6من المرجع نفسه.
40
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
من جهة أخرى تطرقت المادة 01/26من القانون 01-06إلى مفهوم الصفقة العمومية ":كل
موظف عمومي يقوم بإبرام عقد أو يؤشر أو يراجع عقد أو اتفاقية أو صفقة أو ...مخالفا بذلك
األحكام التشريعية".1
يتمثل موضوع الصفقات العمومية وفق نص المادة 02من المرسوم الرئاسي رقم247-15:
في العمليات التالية :إنجاز األشغال -اقتناء اللوازم -تقديم الخدمات -إنجاز الدراسات.
-2مراحل ابرام الصفقات العمومية :النجاز الصفقات العمومية تتبع اإلدارة أحد األسلوبين
للتعاقد ،إما وفقا إلجراء المناقصة الذي يشكل األصل بهدف الحصول على العروض من عدة
متعاملين متنافسين مع تخصيص الصفقة للمتعامل الذي يقدم أفضل عرض ،أو وفق إجراء التراضي
والذي بموج به يتم تخصيص الصفقة لمتعامل متعاقد واحد دون الدعوة الشكلية إلى المنافسة.
وعموما يتم إبرام الصفقات العمومية وفق شروط ومراحل محددة نص عليها قانون الصفقات
العمومية 247-15سالف الذكر نوجزها كما يأتي:
-تبرم الصفقة قبل أي تنفيذ للخدمات.
-تبرم الصفقات العمومية طبقا إلجراءات المناقصة التي تهدف للحصول على عروض من
عدة متعهدين متنافسين مع تخصيص الصفقة للمتعهد الذي يقدم أفضل عرض.
-يمكن إبرام الصفقات العمومية في شكل التراضي البسيط والذي يعتبر قاعدة إستثنائية.
-تكون الصفقة وطنية أو دولية مفتوحة أو محدودة.
حيث تمر الصفقة العمومية بعدة مراحل نذكر منها.
-مرحلة اإلعالن عن المناقشة من طرف المصلحة المتعاقدة.
-مرحلة التقديم ،وهو العرض الذي يتقدم به المتعهد للمنافس قصد الفوز بالصفقة.
-مرحلة إرساء الصفقة بعد اجتماع لجنة الصفقات الذي تم فيه فتح ودراسة أظرفة المتعهدين.
-يتم اعتماد المتعهد الذي يقدم أقل عرض (أفضل عرض).
-مرحلة التصديق واعتماد الصفقة وتتم في هذه المرحلة المصادقة على الصفقة من قبل
السلطات المختصة وذلك بقرار يبلغ للمتعاقد في أجل شهر.
-3معايير إبرام الصفقات العمومية:
نصت المادة 9من اتفاقية األمم المتحدة تحت عنوان":المشتريا العمومية وادارة األموال
العمومية" القيام بالخطوات الالزمة النشاء نظم اشتراء مناسبة تقوم على الشفافية والتنافس ،وتوزيع
المعلومات المتعلقة بإجراءات وعقود اإلشتراء ،بما في ذلك المعلومات المتعلقة بالدعوات إلى المشاركة
1
أنظر :المادة 2/26من القانون 01-06يتعلق بالوقاية من الفساد وماكفحته.
41
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
في المناقصات ،والمعلومات ذات الصلة أو الوثيقة الصلة بإرساء العقود ،توزيعا عاما ،مما يتيح
لمقدمي العروض المحتملين وقتا كافيا إلعداد عروضهم وتقديمها .والقيام مسبقا بإقرار ونشر شروط
المشاركة ،بما في ذلك معايير اإلختيار وارساء العقود ،وقواعد المناقصة .واستخدام معايير موضوعية
ومقررة مسبقا إلتخاذ القرارات المتعلقة بالمشتريات العمومية ،تيسي ار للتحقق من صحة تطبيق القواعد
أو اإلجراءات .واقامة نظام فعال للمراجعة الداخلية بما في ذلك نظام فعال للطعن ضمانا لوجود سبل
قانونية للتظلم واإلنتصاف في حال عدم اتباع القواعد أو اإلجراءات الموضوعة .1"...
من جهة أخرى نصت أيضا اإلتفاقية العربية لمكافحة الفساد بموجب المادة 07/10على حث
الدول األطراف على اتخاذ جملة من الخطوات الالزمة إلنشاء نظم تقوم على الشفافية والتنافس وعلى
معايير موضوعية فيما يتعلق بالمشتريات العمومية والمناقصات ،وذلك لغايات منع كافة أشكال
الفساد.2
أما بخصوص القانون 01-06فلقد نص على جملة من المعايير إلبرام الصفقات العمومية
الهدف منها إرساء قواعد الشفافية والمنافسة الشريفة ،في هذا الصدد نصت المادة 09على ":يجب
أن تؤسس اإلجراءات المعمول بها في مجال الصفقات العمومية على قواعد الشفاهية والمنافسة
الشريفة وعلى معايير موضوعية .ويجب أن تكرس هذه القواعد على وجه الخصوص:
عالنية المعلومات المتعلقة بإجراءات إبرام الصفقات العمومية.
اإلعداد المسبق لشروط المشاركة واالنتقاء.
معايير موضوعية ودقيقة التخاذ الق اررات المتعلقة بإبرام الصفقات العمومية.
ممارسة كل طرق الطعن في حالة عدم احترام قواعد إبرام الصفقات العمومية".
وبذلك حاول المشرع غلق منافذ الفساد في مجال إبرام الصفقات العمومية مع وضع شروط
مسبقة لكيفية المشاركة في الصفقة والفوز بها ،إضافة إلى وضع معايير علمية دقيقة لتقييم عروض
المتعهدين التخاذ القرار الصائب .كما منح قانون الصفقات العمومية للمتعهدين حق الطعن في حالة
اإلخالل بقواعد إبرام الصفقات العمومية كعدم احترام اآلجال مثال.
وبغرض مكافحة الفساد في مجال الصفقات العمومية أنشأت بموجب المادة 213من المرسوم
الرئاسي رقم 247-15:سلطة ضبط الصفقات العمومية وتفويضات المرفق العام تعمل على إعداد
تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات المرفق العام ومتابعة تنفيذه واعالم ونشر وتعميم كل الوثائق
1
أنظر :المادة 9من اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد لسنة.2003
2
أنظر :المادة 07/10من المرجع نفسه.
42
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
والمعلومات المتعلقة بالصفقات العمومية وتوفيوضات المرفق العام ،إضافة إلى المبادرة ببرامج
التكوين في مجال الصفقات العمومية وتفويضات المرفق العام.1
كما تقوم هذه السلطة بانشاء مدونة أدبيات وأخالقيات المهنة لألعوان العموميين المتدخلين
في مراقبة وابرام وتنفيذ الصفقات العمومية على أن يطلع األعوان العموميون على هذه المدونة
ويتعهدون بإحترامها بموجب تصريح ،كما يجب عليهم اإلمضاء على تصريح بعدم وجود تضارب
المصالح.2
من جانب آخر وفي إطار تنفيذ اإلدارة اإللكترونية والتطبيقات الشاملة بهدف تقريب اإلدارة
من المواطن وتحسين الخدمات العمومية ،أعلن الوزير األول ووزير المالية أيمن عبد الرحمان عن
حيز التّنفيذ في
إنشاء البوابة اإللكترونية للصفقات العمومية،حيث يهدف هذا المشروع إلى وضع ّ
أواخر سنة 2021نظام رقمنة إجراءات إبرام الصفقات العمومية وفقًا ألحكام المرسوم الرئاسي رقم
247-15المؤرخ 16سبتمبر 2015المتعلق بتنظيم الصفقات العمومية وتفويضات المرفق العام
بهدف إسداء أكثر شفافية ومراقبة ومعالجة جيدة لتسيير النفقات العمومية من قبل مختلف الجهات
المعنية،و ضمان احترام أكبر لمبادئ حرية الوصول إلى الطلب العمومي والمساواة بين المرشحين
وشفافية اإلجراءات.3
بالرجوع الى الواقع نالحظ كثرة الجرائم المتعلقة بابرام الصفقات العمومية وهو ما يعكس نقص
الفعالية والصرامة في تطبيق أحكام القانون.01-06
1
أنظر :المادتان 214-213من المرسوم الرئاسي رقم 247-15:يتضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات المرفق
العام.
2
النوي خرشي ،الصفقات العمومية ،دراسة تحليلية و نقدية و تكميلية لمنظومة الصفقات العمومية ،دار الهدى للطباعة و
النشر و التوزيع ،سنة ،2018ص .266
3
ألكثر تفاصيل :راجع تصريح الوزير األول وزير المالية أيمن عبد الرحمن بشأن إنشاء البوابة االلكترونية للصفقات
الرابط: على الجزائرية األنباء وكالة موقع على منشور العمومية،
https://www.aps.dz/ar/economie/tag/%D8%A8%D9%88%D8%A7%D8%A8%D8%A9%20%
D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%B1%D9%88%D9%86%D9%8A%D8%A9
بتاريخ ،2022/01/13:على الساعة.10:54:
43
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
1
محمد عباس محرزي ،اقتصاديات المالية العامة – النفقات العامة – اإليرادات العامة – الميزانية العامة للدولة ،ط ،6ديوان
المطبوعات الجامعية ،2015 ،ص.11
2
أنظر :المادة 02/09من اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد لسنة.2003
44
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
والمالحظ أن السلطة التنفيذية تلعب الدور األساسي في تحضير الميزانية والذي يستند إلى
عدة اعتبارات أهمها أن ا لميزانية هي تعبي ار عن البرنامج و المخطط الحكومي ،كما أن هذه السلطة
هي المخولة بإدارة مختلف وحدات القطاع العام ،فضال عن معرفتها بالمقدرة المالية لالقتصاد
الوطني. 1
سادسا :الشفافية في التعامل مع الجمهور:
وفقا لمبادئ الديمقراطية ،للمواطنين الحق في االطالع على كل ما يتعلق بتسيير الشؤون
العامة ،بقصد الرقابة ودعما للشفافية وتعزي از للثقة بين الحاكم والمحكوم ،حيث تنص المادة 26من
تحيز اإلدارة .كما تلزم
دستور 2020على أن اإلدارة في خدمة المواطن ،وأن القانون يضمن عدم ّ
اإلدارة برد معلل في أجل معقول بشأن الطلبات التي تستوجب إصدار قرار إداري .كما تتعامل
اإلدارة بكل حياد مع الجمهور في إطار احترام الشرعية ،وأداء الخدمة بدون تماطل.
وهذا ما أكدته المادة 10من اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد تحت عنوان ":إبالغ الناس"
أنه يجب على كل دولة طرف أن تعتمد إجراءات ولوائح تمكن عامة الناس من الحصول على
معلومات عن كيفية تسيير إدارتها العمومية وعمليات اتخاذ القرار فيها.2
في هذا الشأن ،نصت المادة 11من القانون 01- 06تحت عنوان" :الشفافية في التعامل مع
الجمهور" على ":إلضفاء الشفافية على كيفية تسيير الشؤون العمومية ،يتعين على المؤسسات
واإلدارات والهيآت العمومية أن تلتزم أساس:
-باعتماد إجراءات وقواعد تمكن الجمهور من الحصول على معلومات تتعلق بتنظيمها وسيرها
وكيفية اتخاذ القرار فيها.
-بتبسيط اإلجراءات اإلدارية.
-بنشر معلومات تحسيسية عن مخاطر الفساد في اإلدارة العمومية.
-بالرد على عرائض وشكاوى المواطنين.
-بتسبيب ق ارراتها عندما تصدر في غير صالح المواطنين ،وبتبيين طرق الطعن المعمول بها"
وهو مسلك حسن من المشرع الجزائري لتقريب اإلدارة من المواطن ومراقبة عملها وكشف
فسادها عند االقتضاء.
1
حياة عوامرية ،التدابير الوقائية لمكافحة ظاهرة الفساد في إطار القانون ،01-06مذكر ماستر ،كلية الحقوق والعلوم
االجتماعية ،قسم الحقوق ،جامعة 8ماي 1945قالمة ،2019 ،ص.59
2
أنظر :المادة 10من اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد لسنة.2003
45
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
1
حياة عوامرية ،المرجع السابق ،ص65
2
إسراء عالء الدين نوري ،دور مؤسسات المجتمع المدني في مكافحة ظاهرة الفساد – دراسة حالة العراق -مجلة جامعة
تكريت للعلوم القانونية والسياسية ،العدد 6السنة ،2020ص .375
3
موسى بودهان ،النظام القانوني لمكافحة الرشوة ،دار الهدى – عيم مليلة – الجزائر ،سنة ،2010ص ص .340-339
46
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
أما بالنسبة للمشرع الجزائري فلقد شجع على مشاركة المجتمع المدني بموجب الفقرة 11من
إن الشعب الجزائري ناضل ويناضل دوما في سبيل الحرية ديباجة دستور 2020والتي جاء فيهاّ ":
والديمقراطية ،وهو متمسك بسيادته واستقالله الوطنيين ،ويعتزم أن يبني بهذا الدستور مؤسسات،
أساسها مشاركة كل المواطنين والمجتمع المدني ،بما فيها الحالية الجزائرية في الخارج ،في تسيير
الشؤون العمومية ،والقدرة على تحقيق العدالة االجتماعية والمساواة وضمان الحرية لكل فرد"
كما عززت المادة 03/16من التعديل الدستوري لسنة 2020تشاركية المجتمع المدني ":تشجع
الدولة الديمقراطية التشاركية على مستوى الجماعات المحلية ،السيما من خالل المجتمع المدني".
وعليه نصت المادة 213من التعديل الدستوري لسنة 2020على إنشاء آلية مؤسساتية تتمثل
في المرصد الوطني للمجتمع المدني وهو هيئة استشارية لدى رئيس الجمهورية يقوم بتقديم آراء
وتوصيات متعلقة بانشغاالت المجتمع المدني ،كما يساهم المرصد في ترقية القيم الوطنية والممارسة
1
الديمقراطية والمواطنة ويشارك مع المؤسسات األخرى في تحقيق أهداف التنمية الوطنية
بالرجوع إلى القانون 01-06نصت المادة 15منه على ":يجب تشجيع مشاركة المجتمع
المدني في الوقاية من الفساد ومكافحته بتدابير مثل:
-اعتماد الشفافية في كيفية اتخاذ القرار وتعزيز مشاركة المواطنين في تسيير الشؤون العمومية.
-إعداد برامج تعليمية وتربوية وتحسيسية بمخاطر الفساد على المجتمع.
-تمكين وسائل اإلعالم والجمهور من الحصول على المعلومات المتعلقة بالفساد مع مراعاة
حرمة الحياة الخاصة وشرف وكرامة األشخاص ،وكذا مقتضيات األمن الوطني والنظام العام
وحياد القضاء".
وقصد تحقيق الفعالية في مشاركة المجتمع المدني في مكافحة ظاهرة الفساد ،يجب على الدولة
تشجيع الصحافة المتخصصة ومؤسسات المجتمع المدني بوضع تحت تصرفهم كافة المعلومات
المتعلقة بكيفية تسيير اإلدارة واتخاذ ق اررتها وكيفية تسيير األموال العمومية واالطالع على كافة
المستجدات بهذا الشأن ،وحماية هذه المؤسسات من التعسف اإلداري الذي يطالها بمناسبة مشاركتها
في مكافحة الفساد.
1
أنظر :المادة 213من المرسوم الرئاسي رقم 442-20:يتضمن التعديل الدستوري لسنة.2020
47
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
1
المطيري صقر بن هالل ،جريمة غسل األموال (دراسة حول مفهومها ومعوقات التحقيق فيها واشكاليات تنسيق الجهود
الدولية لمواجهتها) ،رسالة ماجستير ،الرياض ،كلية الدراسات العليا ،قسم العدالة الجنائية ،جامعة نايف العربية للعلوم األمنية،
،2004ص .39
2
محمد محي الدين عوض ،جرائم غسل األموال ،جامعة نايف العربية للعلوم األمنية ،الرياض ،مركز الدراسات والبحوث،
،2004ص .14
3
أنظر :المادة 07من اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية.
4
أنظر :المادة 14من اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد لسنة.2003
48
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
اإلقليمية والدولية المتعددة األطراف لمكافحة غسيل األموال ،تدابير وقائية بخصوص فتح الحسابات
واالحتفاظ بها ومسك الدفاتر التي يتوقع أن تتخذ بشأن تلك الحسابات.1
أما بخصوص المشرع الجزائري فلقد تبنى بشأن تبييض األموال إجراءات وقائية وأخرى ردعية،
وهذا بموجب المواد من 389مكرر الى 389مكرر 7من قانون العقوبات المعدل والمتمم.2
في هذا الصدد تنص المادة 16من القانون 01-06على جملة من التدابير الوقائية بغرض
منع تبييض األموال على نحو يتفق مع األحكام الواردة في االتفاقيات الدولية واإلقليمية.
حيث تنص المادة 16على ":دعما لمكافحة الفساد يتعين على المصارف والمؤسسات المالية
غير المصرفية ،بما في ذلك األشخاص الطبيعيين أو االعتباريين الذين يقدمون خدمات نظامية أو
غير نظامية في مجال تحويل األموال أو كل ما له قيمة ،أن تخضع لنظام رقابة داخلي من شأنه
منع وكشف جميع أشكال تبييض األموال وفقا للتشريع والتنظيم المعمول بهما".
وعليه يهدف المشرع بإقرار هذه التدابير الوقائية إلى منع ارتكاب جريمة تبييض األموال،
بهدف محاصرتها ومكافحتهــا والحد من آثارها المدمرة ،سواء في المجال االقتصادي أو االجتماعي
وحتى السياسي ،وهو مسلك محمود من قبل المشرع الجزائري في إطار سعيه الى مكافحة كافة
اشكال الفساد ومنها الفساد االقتصادي.
خالصة :يهدف المشرع بإقرار هذه التدابير الوقائية ضمن القطاع العام إلى الوقاية من جرائم
الفساد قبل وقوعها ،بهدف محاصرتها ومكافحتهــا والحد من آثارها المدمرة ،وهو مسلك محمود
من قبل المشرع الجزائري في إطار سعيه الى مكافحة كافة اشكال الفساد قبل وقوعها واستفحالها.
المطلب الثالث :التدابير الوقائية لمكافحة الفساد ضمن القطاع الخاص
يلعب القطاع الخاص إلى جانب القطاع العام دو ار بار از ومتكامال في النهوض باقتصاد الدولة
على كافة الصعد ،حيث لم تعرف اتفاقية األمم الماتحدة لمكافحة الفساد لسنة 2003مصطلح "
القطاع الخاص" وانما اكتفت بموجب المادة 12منها بالنص على تدابير يتعين على الدول األعضاء
االلتزام بها كتعزيز معايير المحاسبة ومراجعة الحساسبات في القطاع الخاص وتعزيز التعاون بين
أجهزة تطبيق القانون وكيانات القطاع الخاص ،ووضع مدونات قواعد السلوك لمختلف كيانات القطاع
الخاص بغرض ممارسة األنشطة على وجه صحيح ومشرف ،وتحديد هوية الشخصيات اإلعتبارية
والطبيعية المنشئة والمشرفة على إدارة هذه الكيانات بغرض تعزيز الشفافية ،ومنع إساءة استخدام
1
أنظر :المادة 28من اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد لسنة.2003
2
أنظر :المواد من 389مكرر 389-مكرر 7من قانون العقوبات المعدل والمتمم.
49
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
اإلجراءات المنظمة لنشاط الكيانات الخاصة .وفرض قواعد وقائية لمنع تضارب المصالح بفرض
قيود خالل فترات زمنية معقولة على ممارسة الموظفين العموميين السابقين أنشطة مهنية.1
وعلى خالف اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد ،تطرقت اتفاقية االتحاد اإلفريقي لمنع
الفساد ومكافحته في مادتها األولى إلى تعريف القطاع الخاص بأنه " قطاع االقتصاد الوطني الخاضع
للملكية الخاصة والذي تحكم عملية تخصيص الموارد اإلنتاجية فيه قوى السوق بدال من السلطات
العامة والقطاعات األخرى لالقتصاد التي تندرج تحت القطاع العام أو الحكومة.2
أوال :التدابير الوقائية لمنع ضلوع القطاع الخاص في الفساد:
نظ ار للدور الهام الذي يلعبه القطاع الخاص إلى جانب القطاع العام في النهوض باالقتصاد
الوطني ،عمل المشرع على حمايته من كافة أشكال الفساد ،حيث تنص المادة 13من القانون-06
01على ضرورة اتخاذ تدابير وقائية لمنع ضلوع القطاع الخاص في الفساد تتمثل أساسا في:
-1تعزيز التعاون بين األجهزة التي تقوم بالكشف والقمع وكيانات القطاع الخاص المعنية.
-2تعزيز وضع معايير واجراءات بغرض الحفاظ على نزاهة كيانات القطاع الخاص ،بما في
ذلك وضع مدونات قواعد السلوك بغرض قيام المؤسسات وكل المهن ذات الصلة بممارسة نشاطاتها
بصورة عادية ونزيهة وسليمة ،للوقاية من تعارض المصالح وتشجيع تطبيق الممارسات التجارية
الحسنة من طرف المؤسسات فيما بينها وكذا في عالقتها التعاقدية مع الدولة.
-3اتخاذ كل التدابير الوقائية المعززة للشفافية في القطاع الخاص.
-4اتخاذ نظم وتدابير وقائية من االستخدام السيء لإلجراءات المنظمة لكيانات القطاع الخاص.
-5اتخاذ نظم وقائية تستهدف التدقيق الداخلي لحسابات المؤسسات الخاصة.
بالرجوع للواقع العملي يؤدي التطبيق الفعلي والصارم لهذه اإلجراءات على القطاع الخاص إلى
حد كبير تمكينه من الحفاظ على نزاهته وممارسة نشاطه بصورة سليمة ضمن األطر القانونية
المنظمة لمختلف أنشطته ،بما يمكن من مكافحة فعالة لظاهرة الفساد ضمن هذا القطاع الحساس.
ثانيا :معايير المحاسبة:
بالرجوع إلى اتفاقية اإلتحاد اإلفريقي لمنع الفساد ومكافحته خصت القطاع الخاص بتدابير
وقائية من الفساد ومن هذا المنطلق ألزمت الدول األعضاء باتخاذ اآلليات التالية:
-1اتخاذ اإلجراءات التشريعية وغيرها غرض منع الفساد ومكافحة أعمال الفساد والجرائم ذات
الصلة التي يرتكبها موظفون في القطاع الخاص أو من قبله.
1
أنظر :المادة 12من اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد لسنة.2003
2
أنظر :المادة األولى من اتفاقية اإلتحاد اإلفريقي لمنع الفساد ومكافحته لسنة.2003
50
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
– 2إقامة آليات لتشجيع مشاركة القطاع الخاص في محاربة المنافسة غير العادلة واحترام
اجراءات الصفقات وحقوق الملكية.
-3اتخاذ أي اجراءات أخ رى قد تكون الزمة لمنع الشركات من دفع الرشاوى للفوز بمنح
1
الصفقات.
أما بخصوص معايير المحاسبة وفق القانون 01-06نص المشرع الجزائري بموجب المادة
14منه على آليات للتدقيق في حسابات الكيانات الخاصة ،بغرض الوقاية من الفساد بمنع السلوكيات
اآلتية:
-1مسك حسابات خارج الدفاتر.
-2إجراء معامالت دون تدوينها في الدفاتر أو دون تبيينها بصورة واضحة.
-3تسجيل نفقات وهمية ،أو قيد التزامات مالية دون تبيين غرضها على الوجه الصحيح.
-4استخدام المستندات المزيفة.
-5اإلتالف العمدي لمستندات المحاسبة قبل انتهاء اآلجال المنصوص عليها في التشريع
والتنظيم المعمول بهما.
المبحث الثالث :التصدي المؤسساتي لظاهرة الفساد
حثت إتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد بموجب المادة 6منها على تكفل كل دولة طرف
وفقا لنظامها القانوني ،باستحداث هيئة أو هيئات ،حسب اإلقتضاء تتولى مهام منع الفساد وذلك عن
طريق:
تنفيذ السياسات المشار إليها في المادة 5من هذه اإلتفاقية ،واإلشراف على تنفيذ تلك السياسات
وتنسيقه عند اإلقتضاء.
زيادة المعارف المتعلقة بمنع الفساد وتعميمها.
تقوم كل دولة طرف وفقا للمبادئ األساسية لنظامها القانوني ،بمنح الهيئة أو الهيئات المشار
إليها في الفقرة األ ولى من هذه المادة ما يلزم من اإلستقاللية ،لتمكين تلك الهيئة أو الهيئات من
اإلضطالع بوظائفها بصورة فعالة وبمنأى عن أي تأثير ال مسوغ له.
وينبغي توفير ما يلزم من موارد مادية و موظفين متخصصين ،وكذلك ما قد يحتاج إليه هؤالء
2
الموظفون من تدريب لإلضطالع بوظائفهم...
2
أنظر :المادة 6من إتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد لسنة.2003
51
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
وادراكا من المشرع الجزائري بأهمية مكافحة ظاهرة الفساد بكافة أشكالها قام بترقية الهيئة
الوطنية للوقاية من الفساد ومكافحته المنصوص عليها بموجوب المواد من 24-17من القانون-06
،01إلى مؤسسة دستورية تتمثل في السلطة العليا للشفافية والوقاية من الفساد ومكافحته تتمتع بصفة
استشارية ورقابية إضافة للديوان المركزي لقمع الفساد.
سنتطرق إلى السلطة العليا للشفافية والوقاية من الفساد ومكافحته في (المطلب األول) ،ثم
نتناول الديوان المركزي لقمع الفساد في (المطلب الثاني).
المطلب األول :السلطة العليا للشفافية والوقاية من الفساد ومكافحته
تكفل كل الدول وفقا لمبادئها األساسية ونظامها القانوني إنشاء هيئة أو هيئات حسب اإلقتضاء
تتولى مكافحة الفساد بكافة أشكاله ،ونظ ار لألهمية البالغة التي يوليها المشرع الجزائري لمكافحة
ظاهرة الفساد التي تنخر الدولة والمجتمع على حد سواء ،قام بانشاء السلطة العليا للشفافية والوقاية
من الفساد ومكافحته كآلية مؤسساتية دستورية لمكافحة ظاهرة الفساد بموجب المواد من 205-204
من التعديل الدستوري لسنة ،2020وهي تأتي ترقية للهيئة الوطنية للوقاية من الفساد ومكافحته
المنصوص عليها بموجب المواد من 24-17من القانون ،01-06والتي ألغيت بموجب المادة 39
من القانون رقم 08-22 :الصادر في 05ماي ،2022يـحـدد تنظيم السلطة العليا للشفافية والوقاية
من الفساد ومكافحته وتشكيلها وصالحياتها ،1وحلت محلها السلطة العليا للشفافية والوقاية من الفساد
ومكافحته.2
أوال :استقاللية السلطة العليا للشفافية والوقاية من الفساد ومكافحته:
حيث تنص المادة 204من التعديل الدستوري لسنة 2020على استقاللية هذه السلطة ":السلطة
العليا للشفافية والوقاية من الفساد ومكافحته مؤسسة مستقلة" .وهو ما نصت عليه أيضا المادة 02
من القانون 08-22على ":السلطة العليا للشفافية مؤسسة مستقلة تتمتع بـالـشـخصـيـة المعنوية
واالستقالل المالي واإلداري" .بما يحقق لهذ السلطة االستقاللية اإلدارية والمالية للعمل بعيد عن كافة
الضغوط خاصة في مجال مكافحة ظاهرة الفساد.
1
القانون رقم 08-22 :الصادر في 05ماي ،2022يـحـدد تنظيم السلطة العليا للشفافية والوقاية من الفساد ومكافحته
وتشكيلها وصالحياتها ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،رقم ،32 :الصادرة في،2022/05/14:
ص ص.11-6
2
تنص المادة 42من القانون 08-22على ":تحل تسمية” السلطة العليا للشفافية والوقاية من الفساد ومكافحته“ ،ابتداء من
تاريخ نشر هذا القانون في الجريدة الرسمية ،محل تسمية” الهيئة الوطنية للوقاية من الفساد ومكافحته“ ،فـي جـمـيـع الـنـصوص
التـش ـريـعـية والتـنـظـيمـيـة الـسـارية المفعول".
52
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
53
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
-تعزيز قواعد الشفافية والنزاهة في تنظيم األنشطة الخيرية والدينية والثقافية والرياضية ،وفي
المؤسسات العمومية والخاصة من خالل إعداد ووضع حيز العمل األنظمة المناسبة للوقاية من
الفساد ومكافحته.
كما تتولى السلطة العليا للشفافية والوقاية من الفساد ومكافحته أيضا "التحريات اإلدارية
والمالية في مظاهر اإلثراء غير المشروع لدى الموظف العمومي الذي ال يمكنه تبرير الزيادة
المعتبرة في ذمته المالية" ،علما أنه "ال يعتد بالسر المهني أو المصرفي في مواجهة هذه السلطة".
كما "يجوز تبليغ و/أو إخطار السلطة العليا من قبل أي شخص طبيعي أو معنوي لديه معلومات
أو معطيات تتعلق بأفعال الفساد" ،كما أنه بإمكانها معاينة من تلقاء نفسها وجود انتهاك لجودة
وفعالية إجراءات مكافحة الفساد المطبقة داخل الهيئات واإلدارات العمومية والجمعيات والمؤسسات.1
أما على الصعيد الدولي "تسهر السلطة على تطوير التعاون مع الهيئات والمنظمات االقليمية
والدولية المختصة في الوقاية من الفساد ومكافحته" ،وكذا "التعاون بشكل استباقي في وضع طريقة
منتظمة ومنهجية لتبادل المعلومات مع نظيراتها على المستوى الدولي والمصالح المعنية بمكافحة
الفساد".2
حيث تتميز هذه المؤسسة الدستورية بأن لها صالحيات استشارية ورقابية ،وهو مايعزز دورها
في مكافحة فعالة لكافة أشكال جرائم الفساد .كما تعمل على إرساس أسس الحكم الراشد والديمقراطية
واحترام المواطن وحقوقه ،وتعزيز المشاركة المجتمعية في إتخاذ الق اررات والرقابة عليها.3
ثالثا :تشكيلة السلطة العليا للشفافية والوقاية من الفساد ومكافحته:
في هذا الصدد تنص المادة 16من القانون 08-22على ":تتشكل السلطة العليا من الجهازين
اآلتيين:
رئيس السلطة العليا، -
-مجلس السلطة العليا،
حيث يعين رئيس الهيئة من طرف رئيس الجمهورية لعهدة مدتها خمس سنوات ،قابلة للتجديد
مرة واحدة .وهــو المـمـثل القانوني للسلطة العليا ويمارس صالحيات مثل:
1
أنظر :المادتان 5و 6من القانون.08-22
2
أنظر :المادة 09/08/04من القانون.08-22
3
منية شوايدية ،الهيئة الوطنية للوقاية من الفساد ومكافحته ،الملتقى الوطني حول التصدي الجزائي والمؤسساتي للفساد في
الجزائر -جامعة 8ماي 1945قالمة -كلية الحقوق والعلوم السياسية ،قسم العلوم القانونية واالدارية ،يوم 27افريل ،2016
ص.16
54
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
-إعداد مشروع االستراتيجية الوطنية للشفافية والوقاية من الفساد ومكافحته ،والسهر على
تنفيذها ومتابعتها
-إعداد مشروع مخطط عمل السلطة العليا...إلخ.1
كما تتكون من مجلس يضم ثالثة أعضاء يختارهم رئيس الجمهورية من بين الشخصيات
الوطنية المستقلة وثالثة قضاة واحد من المحكمة العليا وواحد من مجلس الدولة والثالث من مجلس
المحاسبة ،عالوة على ثالث شخصيات مستقلة تختار من قبل رئيسي غرفتي البرلمان والوزير األول
(أو رئيس الحكومة) ،على أساس كفاءتها في المسائل المالية والقانونية ونزاهتها وخبرتها في مجال
الوقاية من الفساد.
كما يضم المجلس كذلك ثالث شخصيات من المجتمع المدني ،يتم اختيارها من طرف رئيس
المرصد الوطني للمجتمع المدني .ويعينون بموجب مرسوم رئاسي لعهدة مدتها خمس سنوات غير
قابلة للتجديد .حيث يمارس المجلس جملة من الصالحيات نذكر منها:
-دراسة مشروع االست ـ ارت ـي ـج ـيــة الــوط ـن ـيــة لــلشفــاف ـيــة والوقاية من الفساد ومكافحته ،والمصادقة
عليه.
-دراسة مشروع مخطط عمل السلطة العليا الذي يعرضه عليه رئيس السلطة العليا ،والمصادقة
عليه.
-إصدار األوامر إلى المؤسسات واألجهزة المعنية في حالة اإلخالل بالنزاهة.2
المطلب الثالث :الديوان المركزي لقمع الفساد
يعتبر الديوان المركزي لقمع الفساد هيئة مكملة تندرج في إطار مسعى الدولة نحو مضاعفة
جهود مكافحة ظاهرة الفساد ،وذلك بتدعيم دور الهيئة الوطنية للوقاية من الفساد ومكافحته .إذ يعد
بمثابة مصلحة عملياتية للشرطة القضائية ،تضم أغلبية تشكيلته ضباط وأعوان الشرطة القضائية
لو ازرتي الدفاع والداخلية.
-1نشأة الديوان المركزي لقمع الفساد:
أنشأ هذا الديوان بموجب األمر رقم 05-10:الصادر في 26:أوت 32010يتم القانون-06
01حيث أضاف المشرع الفقرة (ن) لنص المادة 2تحت عنوان "المصطلحات" الديوان :الديوان
1
أنظر :المواد 21و 22من القانون.08-22
2
أنظر :المواد من 35- 23من القانون.08-22
3
أنظر :المادة 2من األمر رقم 05-10:الصادر في 2010/08/26:يتمم القانون 01-06يتعلق بالوقاية من الفساد
ومكافحته ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،العدد ،50الصادرة في.2010/09/01:
55
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
المركزي لمكافحة الفساد.كما استحدث األمر رقم 05-10:بموجب المادة 3منه باب ثالث مكرر
يتضمن المادة 24مكرر والمادة 24مكرر ، 1حيث تنص المادة 24مكرر على":ينشأ ديوان مركزي
لقمع الفساد ،يكلف بمهمة البحث والتحري عن جرائم الفساد .تحدد نشكيلة الديوان وتنظيمه وكيفيات
سيره عن طريق التنظيم".
وفي الصدد نفسه نصت المادة 24مكرر 1على":تخضع الجرائم المنصوص عليها في هذا
القانون الختصاص الجهات القضائية ذات االختصاص الموسع وفقا ألحكام قانون اإلجراءات
الجزائية .يمارس أعضاء الشرطة القضائية التابعون للديوان ومهامهم وفقا لقانون اإلجراءات الجزائية
وأحكام هذا القانون ويمتد اخاصاصهم المحلي في جرائم الفساد والجرائم المرتبطة بها الى كامل
اإلقليم الوطني".
حيث يقوم الديوان بتعزيز التنسيق بين مختلف مصالح الشرطة القضائية في مجال مكافحة
الفساد ،حيث يسمح هذا التنسيق بإضفاء المزيد من الفعالية على محاربة الفساد وفي نفس الوقت
تسهيل التعاون الدولي بواسطة الشرطة الدولية في مجال مكافحة هذه الظاهرة (اإلنتربول).
-2تشكيلته:
في: الصادر رقم426-11: التنفيذي المرسوم من 06 المادة نصت
12011/12/08على":يتشكل الديوان من:
ضباط وأعوان الشرطة القضائية التابعة لو ازرة الدفاع الوطني.
ضباط وأعوان الشرطة القضائية التابعة لو ازرة الداخلية والجماعات المحلية.
أعوان عموميون ذوي كفاءات أكيدة في مجال مكافحة الفساد.
مستخدمي الدعم التقني واإلداري.
-3المركز القانوني للديوان المركزي لقمع الفساد:
حيث تنص المادة 2من المرسوم الرئاسي رقم 426-11على أنه " :الديوان مصلحة مركزية
عملياتية للشرطة القضائية تكلف بالبحث عن الجرائم و معاينتها في إطار مكافحة الفساد".
-4اإلختصاصات:
في هذا الصدد نصت المادة 05من المرسوم رقم 426-11 :على اختصاصات الديوان
المركزي لقمع الفساد نذكر منها:
جمع كل معلومة تسمح بالكشف عن أفعال الفساد.
1
أنظر :المرسوم التنفيذي رقم 426-11:الصادر في 2011/12/08 :يحدد تشكيلة الديوان المركزي لقمع الفساد وتنظيمه
وكيفيات سيره ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،العدد ،68الصادرة في.2011/12/14:
56
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
جمع الدلة والقيام بتحقيقات في وقائع الفساد واحالة مرتكبيها أمام الجهات القضائية المختصة.
تطوير التعاون مع هيئات مكافحة الفساد وتبادل المعلومات.
اقتراح كل إجراء من شأنه المحافظة على حسن سير اإلجراءات.1
الفصل الثاني :التصدي الجزائي والتعاون الدولي لمكافحة الفساد
كان المشرع الجزائري يجرم الصور المختلفة لجرائم الفساد بموجب المواد من 121إلى 138
من قانون العقوبات بهدف حماية نزاهة الوظيفة العمومية مما يلحق بها من خلل أو فساد ،غير أنه
ونتيجة لاللتزامات الدولية للجزائر في مجال مكافحة ظاهرة الفساد وعلى رأسها التصديق على اتفاقية
األمم المتحدة لمكافحة الفساد لسنة ،2003إضافة إلى تشعب جرائم الفساد واتخاذها ألشكال مستحدثة
متصلة بعالم المال واألعمال وعدم قدرة نصوص قانون العقوبات على مواجهتها ،كان ال بد على
المشرع استحداث قانون خاص جديد يتوافق مع التطورات الحاصلة في كافة الميادين ،وعليه جاء
القانون 01-06ليكون اإلطار المناسب لمواجهة األشكال المستحدثة لهذه الجريمة إذ نص على
خمسة وعشرون( )25جريمة فساد حاول المشرع من خاللها حصر كافة صور جرائم الفساد ،إضافة
إلى التعاون الدولي واسترداد الموجودات في هذا المجال.
سنتطرق إلى جرائم الرشوة واختالس األموال العامة والتستر على الفساد في (المبحث األول)
ثم نتطرق إلى الجرائم المتعلقة بالصفقات العمومية واخالل الموظف العمومي بالتزاماته في (المبحث
الثاني) ،وأخي ار نتناول التعاون الدولي واسترداد الموجودات في (المبحث الثالث).
المبحث األول :جرائم الرشوة واختالس األموال العامة والتستر على الفساد
يهدف المشرع من وراء تطبيق القانون 01-06تعزيز النزاهة والمسؤولية والشفافية في تسيير
القطاعين العام والخاص للحفاظ على األموال التي هي عصب الحياة ،وعليه سنتطرق إلى الرشوة
والجرائم الملحقة بها في (المطلب األول) ،ثم نتناول الصور المستحدثة لجرائم الرشوة في (المطلب
الثاني) ،ثم نتطرق إلى جرائم اختالس األموال العامة أو استعمالها على نحو غير شرعي في (المطلب
الثالث) ،وأخي ار نتناول جرائم التستر على الفساد في (المطلب الرابع).
المطلب األول :الرشوة والجرائم الملحقة بها
تعد جريمة الرشوة بكافة صورها من بين الجرائم االقتصادية ومن أخطر الجرائم الواقعة على
الوظيفة واإلدارة العامة ،والتي تضر مباشرة بالمصلحة العامة وتعرقل مساعي الدولة في التنمية ،كما
تمس أيضا باألمن الخارجي والداخلي للدولة.
أوال :جريمة رشوة الموظفين العموميين:
1
أنظر :المادة 5من المرسوم التنفيذي رقم 426-11:يحدد تشكيلة الديوان المركزي لقمع الفساد وتنظيمه وكيفيات سيره.
57
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
-1مفهوم الرشوة :إن قيام الموظف بأداء مهامه إنما يكون بناء على اتفاق بينه وبين الدولة
لتقديم الخدمات التي توفرها المرافق العامة ،فإذا حاول الموظف استغالل وظيفته والحصول من
طالب خدمة على مقابل ألدائها فإنه سيعرقل عمل االدارة ويشكك في نزاهتها ويصبح الحصول على
الخدمة قاص ار على األفراد المقتدرين فقط ،وعليه تعرف الرشوة على أنها " اتجار الموظف العام
بأعمال وظيفته ،وهي سلوك ينطوي على طلب أو قبول أو أخذ مزية غير مستحقة مقابل أداء عمل
أو االمتناع عن أداء عمل أو االخالل بواجبات الوظيفة مع علمه بذلك" .1أو هي":االتجار بأعمال
الوظيفة أو الخدمة أو استغاللها ،وذلك بأن يطلب أو يقبل أو يحصل على عطية وعد بها ألداء
عمل من أعمال وظيفته أو اإلمتناع عنه أو االخالل بواجباته".2
تشتمل الرشوة على جريمتين متميزتين األولى سلبية من جانب الموظف العمومي المرتشي
وتسمى بالرشوة السلبية ،والثانية إيجابية من جانب صاحب المصلحة الراشي وتسمى بالرشوة
اإليجابية .وبذلك يكون فعل كل من الطرفين في الرشوة جريمة مستقلة عن جريمة الطرف اآلخر،
كما ال يلزم توفر الصلة بينهما سواء من ناحية التجريم أو العقاب.3
-2الركن المفترض (الموظف العمومي) :تتطلب كل جرائم الفساد –باستثناء القطاع الخاص-
الواردة بالقانون 01-06ومنها جريمة الرشوة ركنا مفترضا يتعلق بصفة الجاني ،وهو أن يكون
موظفا عموميا قائما بعمل دائم ضمن مرفق عام ،4وبالرجوع إلى الفقه اإلداري عرف البعض الموظف
اإلداري على أنه":الشخص الذي يشغل بصفة دائمة وظيفة دائمة تدخل في التنظيم اإلداري لمرفق
تديره الدولة أو أحد أشخاص القانون العام" ،5من جانب آخر عرفت المادة/2ب من القانون-06:
" 01موظف عمومي":
1
مليكة هنان ،جرائم الفساد ،دار الجامعة الجديدة ،اإلسكندرية ،2010 ،ص ،21راجع أيضا ،الويزة نجار ،المرجع السابق
ص ص .294-292
2
نضيرة بوعزة ،جريمة الرشوة في ظل القانون 01-06المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته ،الملتقى الوطني حول حوكمة
الشركات كآلية للحد من الفساد المالي واإلداري ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة محمد خيضر،
بسكرة ،يومي 07-06:ماي ،2012ص.3
3
عصام عبد الفتاح مطر ،جرائم الفساد اإلداري ،دار الجامعة الجديدة ،اإلسكندرية ،2011 ،ص.20
4
محمد صبحي نجم ،شرح قانون العقوبات الجزائري -القسم الخاص ،ديوان المطبوعات الجامعية ،بن عكنون ،الجزائر،
،2000ص ص.12-11
5
أنور ال عمروسي ،أمجد العمروسي ،جرائم األموال العامة وجرائم الرشوة ،ط ،2النسر الذهبي للطباعة ،القاهرة،1996 ،
ص.11
58
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
-1كل شخص يشغل منصبا تشريعيا أو تنفيذيا أو إداريا أو قضائيا أو في أحد المجالس
الشعبية المحلية المنتخبة ،سواء أكان معينا أو منتخبا ،دائما أو مؤقتا ،مدفوع األجر أو غير مدفوع
األجر ،بصرف النظر عن رتبته أو أقدميته.
-2كل شخص آخر يتولى ولو مؤقتا ،وظيفة أو وكالة بأجر أو بدون أجر ،ويساهم بهذه الصفة
في خدمة هيئة عمومية أو مؤسسة عمومية أو أية مؤسسة أخرى تملك الدولة كل أو بعض
رأسمالها ،أو أية مؤسسة أخرى تقدم خدمة عمومية.
-3كل شخص آخر معرف بأنه موظف عمومي أو من في حكمه طبقا للتشريع والتنظيم
بهما" . المعمول
بالرجوع لهذا التعريف نجد أنه مستمد من المادة /2أ من اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد،1
كما أنه يختلف عن تعريف الموظف العمومي الذي جاء به األمر رقم 03-06 :يتضمن القانون
األساسي العام للوظيفة العمومية ،حيث نصت المادة 1/4على " :يعتبر موظفا كل عون عين في
وظيفة عمومية دائمة ،ورسم في رتبة في السلم اإلداري" ،وهو مفهوم ضيق عكس ما جاء به القانون
01-06الذي توسع في مفهوم الموظف العمومي ،والذي حدد مختلف الفئات التي تدخل ضمن
مفهومه حيث يمكن تقسيمها إلى أربعة فئات ،والهدف من ذلك هو اإلحاطة أكثر بالصور المختلفة
لجرائم الفساد .كما أن التكييف القانوني السليم لجرائم الفساد يتوقف بداية على تحديد صفة الجاني
إن كان موظفا أم ال في نظر القانون . 01-06
وعليه تتطلب كافة ج ارئم الفساد المنصوص عليها في القانون– 01-06باستثناء القطاع
الخاص -ركنا مفترضا هو صفة الموظف العمومي السابق بيانها ،لذا وتفاديا للتكرار فال داعي
البرازها في كل جريمة على حدة.
-3الركن الشرعي :تنص المادة 25من القانون 01-06على ":يعاقب بالحبس من سنتين
( )2إلى عشر ( )10سنوات وبغرامة من 200.000إلى :1.000.000
-كل من وعد موظفا عموميا بمزية غير مستحقة أو عرضها عليه أو منحه إياها ،بشكل مباشر
أو غير مباشر ،سواء كان ذلك لصالح الموظف نفسه أو لصالح شخص أو كيان آخر لكي يقوم
بأداء عمل أو االمتناع عن أداء عمل من واجباته،
1
حيث تنص المادة /2أ من اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد لسنة 2003على ":يقصد بتعبير موظف عمومي :كل
شخص يشغل منصبا تشريعيا أو تنفيذيا أو إداريا أو قضائيا لدى دولة طرف ،سواء أكان معينا أو منتخبا ،دائما أو مؤقتا،
مدفوع األجر أو غير مدفوع األجر ،بصرف النظر عن أقدمية ذلك الشخص."...
59
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
-كل موظف عمومي طلب أو قبل ،بشكل مباشر أو غير مباشر ،مزية غير مستحقة ،سواء
لنفسه أو لصالح شخص آخر أو كيان آخر ،ألداء عمل أو االمتناع عن أداء عمل من واجباته".
من خالل نص المادة تأخذ جريمة رشوة الموظفين العموميين صورتين هما :الرشوة السلبية
والرشوة اإليجابية ،وسنتطرق لكل واحدة على حدة.
أ -الرشوة السلبية (جريمة المرتشي) :وهو الفعل المنصوص عليه بموجب المادة 2/25من
القانون.01-06
أ -1.الركن المادي :ويتحقق بطلب الجاني أو قبوله مزية غير مستحقة نظير قيامه بعمل من
أعمال وظيفته أو االمتناع عنه ،1ويتكون من :النشاط اإلجرامي ومحل اإلرتشاء ولحظة اإلرتشاء
والغرض من الرشوة.
أ -2.1النشاط اإلجرامي :ويتمثل في صورتي الطلب والقبول.
الطلب :هو مبادرة من الموظف العمومي يعبر فيه عن إرادته في طلب مقابل ألداء وظيفة
أواالمتناع عنها وهو يكفي لقيام الجريمة متى توافرت باقي األركان حتى ولو لم يصدر قبول من
طرف صاحب الحاجة أو رفض ذلك وسارع إلبالغ السلطات ،كما قد يكون الطلب صريحا أو مستفاد
من تصرفات الموظف كما يستوي أن يطلب الرشوة لنفسه أو لغيره وسواء قام الجاني بنفسه بالطلب
أو قام شخص آخر بمباشرته باسمه او لحسابه وفي كل األحوال ال يتحقق الطلب قانونا إال بوصوله
إلى علم صاحب المصلحة.2
القبول :وهو موافقة الموظف العمومي (المرتشي) على رغبة صاحب المصلحة ( الراشي
) نظير العمل الوظيفي ،وتتم الجريمة حتى ولو لم يحصل على الفائدة فيما بعد ما دام الموظف قد
قبل اإلخالل بوظيفته ،كما يجب أن تكون إرادته جادة ،كما يجب أن يكون أيضا عرض الراشي
جادا أو حقيقيا والقبول قد يكون صريحا كما قد يكون ضمنيا يستنتج من ظروف الحال ،فالجريمة
تحقق في صورتين الطلب و القبول بصرف النظر عن النتيجة.3
1
Valérie Bouchard, Droit Pénal, 2em édition, Sup Foucher,2009
, p.150.
2
معمر فرقاق ،الرشوة في قانون مكافحة الفساد ،مجلة األكاديمية للدراسات االجتماعية واإلنسانية ،جامعة حسيبة بن بوعلي،
الشلف ،الجزائر ،العدد السادس ،السداسي الثاني ،2011 ،ص.43
3
الويزة نجار ،المرجع السابق ،ص ،297راجع أيضا ،ياسر كمال الدين ،جرائم الرشوة واستغالل النفوذ ،منشأة المعارف،
اإلسكندرية ،2008 ،ص ،59راجع أيضا ،نضيرة بوعزة ،المرجع السابق ،ص.7
60
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
أ-3.1محل اإلرتشاء :ويتمثل في مزية غير مستحقة و قد تكون ذات طبيعة مادية (نقود،
ذهب شيك.. .إلخ) أو معنوية كالوعد بالترقية ،وقد تكون صريحة أو ضمنية وقد تكون مشروعة أو
غير مشروعة ،فالمشرع لم يحدد مقدار المال ولكن األصل أن يكون لها قيمة مناسبة أهم من العمل،
من جانب آخر ال تقوم الجريمة إذ كان ما قدم قليال أو تافها مما جرى العرف على اعتباره من
المجامالت بين الناس.1
أ-4.1لحظة اإلرتشاد :يشرط لقيام الجريمة أن يكون طلب أو قبول المزية غير المستحقة قبل
أداء العمل المطلوب ،وبمعنى أن يكون سابقا ألداء العمل أو االمتناع عنه ،ومن ثمة فال محل
للرشوة إذا كان طلب أو قبول المزية الحقا على أداء العمل.2
أ-5.1الغرض من الرشوة :ينبغي أن يكون لهذه المزية مقابل معين ،يتمثل في قضاء حاجة الراشي
كالحصول على ترقية أو وظيفه ألحد أقاربه ،والمقابل هنا هو أداء عمل أو االمتناع عن عمل مخالفا
بذلك أعمال وظيفتة.3
أ-2.الركن المعنوي :جريمة عمدية تتطلب توافر القصد الجنائي بعنصريه العلم واإلرادة،
فيجب أن يعلم المرتشي بكافة أركان الجريمة وبأنه موظف وأن المزية التي طلبها نظير الخدمة غير
مستحقة ،فإذا انتفى العلم بأحد العناصر انتفى معه القصد الجنائي .كما يجب أن تتجه إرادة المرتشي
إلى الطلب أو القبول ،ويشترط أن يتوافر القصد الجنائي لحظة الطلب أو القبول.4
ب-الرشوة اإليجابية (جريمة الراشي) :وهو الفعل المنصوص والمعاقب عليه بنص
المادة 1/25من القانون ، 01-06وهي ال تقتضي صفة معينة في الجاني كما في الرشوة السلبية.
ب -1الركن المادي :ويتمثل في الوعد بمزية أو عرضها أو منحها ،ويشرط أن يكون جديا
ويكون الغرض منه تحريض الموظف على اإلخالل بواجباته ،5كما يمكن أن تكون المزية غير
المستحقة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة وأن تكون محددة ،وأن مجرد الوعد يكفي لقيام الجريمة.6
1
عصام عبد الفتاح مطر ،المرجع السابق ،ص ص .51-49
2
نضيرة بوعزة ،المرجع السابق ،ص.7
3
عصام عبد الفتاح مطر ،المرجع السابق ،ص.52
4
معمر فرقاق ،المرجع السابق ،ص ،45راجع أيضا ،ياسر كمال الدين ،المرجع السابق ،ص.72
5
Valérie Bouchard, Op. Cit, p.151.
6
الويزة نجار ،المرجع السابق ،ص ، 300راجع أيضا ،أحسن بوسقيعة ،الوجيز في القانون الجزائي الخاص ،ط ،12دار
هومة للطباعة والنشر والتوزيع ،ج ،2012 ،2ص ص.83-82
61
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
ب -2الركن المعنوي :جريمة عمدية تتطلب توافر القصد الجنائي بعنصريه العلم واإلرادة،
فيجب أن يكون الراشي على علم بأن وعده أو عرضه أو منحه لموظف مزية غير مستحقة بهدف
أداء عمل أو االمتناع عنه أو مخالفة واجبات وظيفته يشكل جريمة ،وأن تتجه إرادته للقيام بذلك.1
-4العقوبات المقررة:
أ -بخصوص الرشوة السلبية :من 2إلى 10سنوات وغرامة من 200.000إلى 1.000.000دج.
بخصوص جريمة الرشوة االيجابية :من 2إلى 10سنوات وغرامة من 200.000إلى ب-
1.000.000دج.
ثانيا :جريمة رشوة الموظفين العموميين األجانب وموظفي المنظمات الدولية العمومية:
لم تعد جريمة الرشوة مقتصرة على الموظف الوطني فقط ،بل امتدت لتشمل الموظف العمومي
األجنبي نظ ار الرتباط الرشوة بالتنمية االقتصادية للدول.
-1كل من وعد موظفا عموميا أجنبيا أو موظفا في منظمة دولية عمومية بمزية غير مستحقة
أو عرضها عليه أو منحه إياها ،بشكل مباشر أو غير مباشر ،سواء كان ذلك لصالح الموظف نفسه
أ و لصالح شخص أو كيان آخر لكي يقوم ذلك الموظف بأداء عمل أو االمتناع عن أداء عمل من
1عصام عبد الفتاح مطر ،المرجع السابق ،ص ص ،58-56راجع أيضا ،محمد صبحي نجم ،المرجع السابق ،ص ص-15
.16
2
أحسن بوسقيعة ،المرجع السابق ،ص.85
62
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
واجباته ،وذلك بغرض الحصول أو المحافظة على صفقة أو أي امتياز غير مستحق ذي صلة
بالتجارة الدولية أو بغيرها.
-2كل موظف عمومي أجنبي أو موظف في منظمة دولية عمومية يطلب أو يقبل مزية غير
مستحقة ،بشكل مباشر أو غير مباشر ،مزية غير مستحقة ،سواء لنفسه أو لصالح شخص أو كيان
آخر ،لكي يقوم بأداء عمل أو االمتناع عن أداء عمل من واجباته".
وعليه ال يختلف النموذج القانوني لهذه الجريمة عن جريمة رشوة الموظف العمومي الوطني
إال في صفة الفاعل التي نصت عليها المادة 02من القانون ، 01-06حيث يقابل عنصر المزية
غير المستحقة في رشوة الموظف الوطني عنصر مقابل االتجار بالوظيفة من أجل الحصول على
منفعة ذات صلة بالتجارة الدولية أو بغيرها.1
أ -الرشوة السلبية (جريمة المرتشي) :وهو الفعل المنصوص عليه بموجب المادة 2/28من
القانون ، 01-06وهو يتفق مع صورة الرشوة السلبية في جريمة رشوة الموظفين العموميين بموجب
المادة.2/25
أ -1.الركن المادي :ويتحقق بطلب الجاني أو قبوله مزية غير مستحقة نظير قيامه بعمل من
أعمال وظيفته أو االمتناع عنه ،2ويتكون من :النشاط اإلجرامي ومحل اإلرتشاء ولحظة اإلرتشاء
والغرض من الرشوة.
أ -2.1النشاط اإلجرامي :ويتمثل في صورتي الطلب والقبول.
الطلب :هو مبادرة من الموظف العمومي األجنبي أو موظف في منظمة دولية عمومية
يعبر فيه عن إرادته في طلب مقابل ألداء وظيفة أواالمتناع عنها ،وهو يكفي لقيام الجريمة متى
توافرت باقي األركان حتى ولو لم يصدر قبول من طرف صاحب الحاجة أو رفض ذلك وسارع
إلبالغ السلطات ،كما قد يكون الطلب صريحا أو مستفاد من تصرفات الموظف كما يستوي أن
يطلب الرشوة لنفسه أو لغيره وسواء قام الجاني بنفسه بالطلب أو قام شخص آخر بمباشرته باسمه
او لحسابه وفي كل األحوال ال يتحقق الطلب قانونا إال بوصوله إلى علم صاحب المصلحة.3
1
سليمان عبد المنعم ،المرجع السابق ،ص.38
2
- Valérie Bouchard, Droit Pénal, 2em édition, Sup Foucher,2009
, p.150.
3
معمر فرقاق ،المرجع السابق ،ص.43
63
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
القبول :وهو موافقة الموظف العمومي األجنبي (المرتشي) على رغبة صاحب المصلحة (
الراشي ) نظير العمل الوظيفي ،وتتم الجريمة حتى ولو لم يحصل على الفائدة فيما بعد ما دام
الموظف قد قبل اإلخالل بوظيفته ،كما يجب أن تكون إرادته جادة ،كما يجب أن يكون أيضا عرض
الراشي جادا أو حقيقيا والقبول قد يكون صريحا كما قد يكون ضمنيا يستنتج من ظروف الحال،
فالجريمة تحقق في صورتين الطلب و القبول بصرف النظر عن النتيجة.1
أ-3.1محل اإلرتشاء :ويتمثل في مزية غير مستحقة و قد تكون ذات طبيعة مادية (نقود،
ذهب شيك...إلخ) أو معنوية كالوعد بالترقية ،وقد تكون صريحة أو ضمنية وقد تكون مشروعة أو
غير مشروعة ،فالمشرع لم يحدد مقدار المال ولكن األصل أن يكون لها قيمة مناسبة أهم من العمل،
من جانب آخر ال تقوم الجريمة إذ كان ما قدم قليال أو تافها مما جرى العرف على اعتباره من
المجامالت بين الناس.2
أ-4.1لحظة اإلرتشاد :يشرط لقيام الجريمة أن يكون طلب أو قبول المزية غير المستحقة قبل
أداء العمل المطلوب ،وبمعنى أن يكون سابقا ألداء العمل أو االمتناع عنه ،ومن ثمة فال محل
للرشوة إذا كان طلب أو قبول المزية الحقا على أداء العمل.3
أ-5.1الغرض من الرشوة :ينبغي أن يكون لهذه المزية مقابل معين ،يتمثل في قضاء حاجة الراشي
كالحصول على ترقية أو وظيفه ألحد أقاربه ،والمقابل هنا هو أداء عمل أو االمتناع عن عمل مخالفا
بذلك أعمال وظيفتة.4
أ-2.الركن المعنوي :جريمة عمدية تتطلب توافر القصد الجنائي بعنصريه العلم واإلرادة،
فيجب أن يعلم المرتشي بكافة أركان الجريمة وبأنه موظف أجنبي أو موظف في منظمة دولية
عمومية ،وأن المزية التي طلبها نظير الخدمة غير مستحقة ،فإذا انتفى العلم بأحد العناصر انتفى
معه القصد الجنائي .كم ا يجب أن تتجه إرادة المرتشي إلى الطلب أو القبول ،ويشترط أن يتوافر
القصد الجنائي لحظة الطلب أو القبول.5
ب-الرشوة اإليجابية (جريمة الراشي) :وهو الفعل المنصوص والمعاقب عليه بنص
المادة 1/28من القانون ،01-06وهو يتفق مع صورة الرشوة السلبية في جريمة رشوة الموظفين
العموميين بموجب المادة ،1/25كما ال تقتضي صفة معينة في الجاني كما في الرشوة السلبية.
1
الويزة نجار ،المرجع السابق ،ص ،297راجع أيضا ،نضيرة بوعزة ،المرجع السابق ،ص.7
2
عصام عبد الفتاح مطر ،المرجع السابق ،ص ص .51-49
3
نضيرة بوعزة ،المرجع السابق ،ص.7
4
عصام عبد الفتاح مطر ،المرجع السابق ،ص.52
5
معمر فرقاق ،المرجع السابق ،ص ،45راجع أيضا ،ياسر كمال الدين ،المرجع السابق ،ص.72
64
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
ب -1الركن المادي :ويتمثل في الوعد بمزية أو عرضها أو منحها ،ويشرط أن يكون جديا
ويكون الغرض منه تحريض الجاني للموظف العومي األجنبي أو موظف في منظمة دولية عمومية
على اإلخالل بواجباته بهدف الحصول أو المحافظة على صفقة أو أي امتياز غير مستحق في
نجال التجارة الدولية،
وهذا ما يميز الغرض من رشوة الموظفين العموميين األجانب وموظفي المنظمات الدولية
العمومية في صورتها االيجابية عن رشوة الموظفين العمومين في صورتها اإليجابية ،حيث تسمح
باستيعاب مختلف صور المزايا المسسترة والمنافع المقنعة لمختلف األعمال واألنشطة التجارية
الدولية ،1كما يمكن أن تكون المزية غير المستحقة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة وأن تكون محددة،
وأن مجرد الوعد يكفي لقيام الجريمة.2
ب -2الركن المعنوي :جريمة عمدية تتطلب توافر القصد الجنائي بعنصريه العلم واإلرادة،
فيجب أن يكون الراشي على علم بأن وعده أو عرضه أو منحه لموظف مزية غير مستحقة بهدف
أداء عمل أو االمتناع عنه أو مخالفة واجبات وظيفته يشكل جريمة ،وأن تتجه إرادته للقيام بذلك.3
-4العقوبات المقررة:
بخصوص الرشوة السلبية :من 2إلى 10سنوات وغرامة من 200.000إلى ت-
1.000.000دج.
بخصوص جريمة الرشوة االيجابية :من 2إلى 10سنوات وغرامة من 200.000إلى ث-
1.000.000دج.
ثالثا :الرشوة في القطاع الخاص:
نظ ار لخطورة جريمة الرشوة لم يكتف المشرع الجزائري مكافحتها ضمن القطاع العام فقط ،بل
امتد ذلك ليشمل القطاع الخاص أيضا باعتباره شريكا هاما في بناء االقتصاد الوطني.
-1الركن الشرعي :تنص المادة 40من القانون 01-06على":
يعاقب بالحبس من ستة ( )6أشهر إلى خمس ( )5سنوات وبغرامة من 50.000دج إلى
500.000دج
1
سليمان عبد المنعم ،المرجع السابق ،ص.40
2
الويزة نجار ،المرجع السابق ،ص ،300راجع أيضا ،أحسن بوسقيعة ،المرجع السابق ،ص ص.83-82
3
عصام عبد الفتاح مطر ،جرائم الفساد اإلداري ،المرجع السابق ،ص ص ،58-56راجع أيضا ،محمد صبحي نجم ،المرجع
السابق ،ص ص.16-15
65
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
– 1كل شخص وعد أو عرض أو منح ،بشكل مباشر أو غير مباشر ،مزية غير مستحقة
على أي شخص يدير كيانا تابعا للقطاع الخاص ،أو يعمل لديه بأية صفة كانت ،سواء لصالح
الشخص نفسه أو لصالح شخص آخر ،لكي يقوم بأداء عمل أو االمتناع عن أداء عمل ما ،مما
يشكل إخالال بواجباته،
– 2كل شخص يدير كيانا تابعا للقطاع الخاص أو يعمل لديه بأية صفة ،يطلب أو يقبل
بشكل مباشر أو غير مباشر ،مزية غير مستحقة سواء لنفسه أو لصالح شخص آخر أو كيان لكي
يقوم بأداء عمل أو االمتناع عن أداء عمل ما ،مما يشكل إخالال بواجباته.
باستثناء صفة الجاني في صورة الرشوة السلبية ،ال تختلف أركان جريمة الرشوة في القطاع
الخاص عن رشوة الموظفين العموميين المنصوص عليها بموجب المادة.2/25
أ -الرشوة السلبية (جريمة المرتشي) :وهو الفعل المنصوص عليه بموجب المادة 2/40من
القانون.01-06
أ-1.صفة الجاني :يستلزم أن يكون الجاني في جريمة الرشوة في القطاع الخاص مستخدما
أو مدير كيانا تابعا للقطاع الخاص ،حيث عرفت المادة /02ه من القانون 01-06الكيان على
أنه ":مجموعة من العناصر المادية أو غير المادية أو من األشخاص الطبيعيين أو االعتباريين
المنظمين بغرض بلوغ هدف معين" ،غير أن المشرع لم يحصر نشاط الكيان الخاص في المجاالت
االقتصادية والمالية والتجارية ،وانما ترك المجال مفتوحا بما يسمح بتطبيق عناصر هذه الجريمة على
كل من يدير أو يعمل في تجمع خاص مهما كان شكله القانوني أو غرضه. 1
أ -2.1.الركن المادي :ويتحقق بطلب الجاني أو قبوله مزية غير مستحقة نظير قيامه بعمل
من أعمال وظيفته أو االمتناع عنه ،2ويتكون من :النشاط اإلجرامي ومحل اإلرتشاء ولحظة اإلرتشاء
والغرض من الرشوة.
أ -3.1النشاط اإلجرامي :ويتمثل في صورتي الطلب والقبول.
الطلب :هو مبادرة من كل شخص يدير كيانا تابعا للقطاع الخاص أو يعمل لديه بأية صفة
يعبر فيه عن إرادته في طلب مقابل ألداء وظيفة أواالمتناع عنها وهو يكفي لقيام الجريمة متى
توافرت باقي األركان حتى ولو لم يصدر قبول من طرف صاحب الحاجة أو رفض ذلك وسارع
1
أحسن بوسقيعة ،المرجع السابق ،ص.92
2
- Valérie Bouchard, Droit Pénal, 2em édition, Sup Foucher,2009
, p.150.
66
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
إلبالغ السلطات ،كما قد يكون الطلب صريحا أو مستفاد من تصرفات هذا الشخص كما يستوي أن
يطلب الرشوة لنفسه أو لغيره وسواء قام الجاني بنفسه بالطلب أو قام شخص آخر بمباشرته باسمه
او لحسابه وفي كل األحوال ال يتحقق الطلب قانونا إال بوصوله إلى علم صاحب المصلحة.
القبول :وهو موافقة شخص يدير كيانا تابعا للقطاع الخاص أو يعمل لديه بأية صفة كانت
(المرتشي) على رغبة صاحب المصلحة ( الراشي ) نظير العمل الوظيفي ،وتتم الجريمة حتى ولو
لم يحصل على الفائدة فيما بعد ما دام قد قبل هذا الشخص اإلخالل بواجباته ،كما يجب أن تكون
إرادته جادة ،كما يجب أن يكون أيضا عرض الراشي جادا أو حقيقيا والقبول قد يكون صريحا كما
قد يكون ضمنيا يستنتج من ظروف الحال ،فالجريمة تحقق في صورتين الطلب و القبول بصرف
النظر عن النتيجة.1
أ-4.1محل اإلرتشاء :ويتمثل في مزية غير مستحقة وقد تكون ذات طبيعة مادية (نقود،
ذهب شيك...إلخ) أو معنوية كالوعد بالترقية ،وقد تكون صريحة أو ضمنية وقد تكون مشروعة أو
غير مشروعة ،فالمشرع لم يحدد مقدار المال ولكن األصل أن يكون لها قيمة مناسبة أهم من العمل،
من جانب آخر ال تقوم الجريمة إذ كان ما قدم قليال أو تافها مما جرى العرف على اعتباره من
المجامالت بين الناس.2
أ-5.1لحظة اإلرتشاد :يشرط لقيام الجريمة أن يكون طلب أو قبول المزية غير المستحقة قبل
أداء العمل المطلوب ،وبمعنى أن يكون سابقا ألداء العمل أو االمتناع عنه ،ومن ثمة فال محل
للرشوة إذا كان طلب أو قبول المزية الحقا على أداء العمل.3
أ-6.1الغرض من الرشوة :ينبغي أن يكون لهذه المزية مقابل معين ،يتمثل في قضاء حاجة الراشي
كالحصول على ترقية أو وظيفه ألحد أقاربه ،والمقابل هنا هو أداء عمل أو االمتناع عن عمل مخالفا
بذلك واجباته.4
أ-2.الركن المعنوي :جريمة عمدية تتطلب توافر القصد الجنائي بعنصريه العلم واإلرادة،
فيجب أن يعلم المرتشي بكافة أركان الجريمة وبأنه موظف وأن المزية التي طلبها نظير الخدمة غير
مستحقة ،فإذا انتفى العلم بأحد العناصر انتفى معه القصد الجنائي .كما يجب أن تتجه إرادة المرتشي
إلى الطلب أو القبول ،ويشترط أن يتوافر القصد الجنائي لحظة الطلب أو القبول.5
1
الويزة نجار ،المرجع السابق ،ص.297
2
عصام عبد الفتاح مطر ،المرجع السابق ،ص ص .51-49
3
نضيرة بوعزة ،المرجع السابق ،ص.7
4
عصام عبد الفتاح مطر ،المرجع السابق ،ص.52
5
معمر فرقاق ،المرجع السابق ،ص ،45راجع أيضا ،ياسر كمال الدين ،المرجع السابق ،ص.72
67
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
ب-الرشوة اإليجابية (جريمة الراشي) :وهو الفعل المنصوص والمعاقب عليه بنص
المادة 1/40من القانون ،01-06وهي تشترك في أركانها مع رشوة الموظفين العموميين في صورتها
اإليجابية مع اختالف بسيط في المستفيد من الرشوة.
ب -1الركن المادي :ويتمثل في الوعد بمزية أو عرضها أو منحها ،ويشرط أن يكون جديا
ويكون الغرض منه تحريض شخص يدير كيانا تابعا للقطاع الخاص أو يعمل لديه بأية صفة كانت
على اإلخالل بواجباته ،كما يمكن أن تكون المزية غير المستحقة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة وأن
تكون محددة ،وأن مجرد الوعد يكفي لقيام الجريمة.1
ب -2الركن المعنوي :جريمة عمدية تتطلب توافر القصد الجنائي بعنصريه العلم واإلرادة،
فيجب أن يكون الراشي على علم بأن وعده أو عرضه أو منحه لموظف مزية غير مستحقة بهدف
أداء عمل أو االمتناع عنه أو مخالفة واجباته ،وأن تتجه إرادته للقيام بذلك.2
-4العقوبات المقررة:
ج -بخصوص الرشوة السلبية :من ( )6أشهر إلى همس( )5سنوات وغرامة من 50.000إلى
500.000دج.
ح -بخصوص جريمة الرشوة االيجابية :من ( )6أشهر إلى خمس( )5سنوات وغرامة من 50.000
إلى 500.000دج.
رابعا :جريمة استغالل النفوذ:
-1الركن الشرعي :تنص المادة 32من القانون 01-06على":يعاقب بالحبس من سنتين
( )2إلى عشر ( )10سنوات وبغرامة من 200.000دج إلى 1.000.000دج
– 1كل من وعد موظفا عموميا أو أي شخص آخر بأية مزية غير مستحقة أو عرضها عليه
أو منحه إياها ،بشكل مباشر أو غير مباشر ،لتحريض ذلك الموظف العمومي أو الشخص على
استغالل نفوذه الفعلي أو المفترض بهدف الحصول من إدارة أو من سلطة عمومية على مزية غير
مستحقة لصالح المحرض األصلي على ذلك الفعل أو لصالح أي شخص آخر،
– 2كل موظف عمومي أو أي شخص آخر يقوم بشكل مباشر أو غير مباشر ،بطلب أو
قبول أية مزية غير مستحقة لصالحه أو لصالح شخص آخر لكي يستغل ذلك الموظف العمومي أو
1
الويزة نجار ،المرجع السابق ،ص.300
2عصام عبد الفتاح مطر ،المرجع السابق ،ص ص ،58-56راجع أيضا ،محمد صبحي نجم ،المرجع السابق ،ص ص-15
.16
68
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
الشخص نفوذه الفعلي أو المفترض بهدف الحصول من إدارة أو سلطة عمومية على منافع غير
مستحقة.
تتشاب ه جريمة استغالل النفوذ مع جريمة الرشوة بصورتيها السلبية وااليجابية فال يميز بينهما
سوى الغرض والهدف وتأخذ في ضوء قانون مكافحة الفساد صورتين:
استغالل النفوذ السلبي (المادة )02-32
التحريض على استغالل النفوذ (استغالل النفوذ االيحابي) (المادة .)01-32
تشتمل جريمة استغالل النفوذ على جريمتين متميزتين األولى سلبية من جانب الموظف
العمومي أو أي شخص وتسمى باستغالل النفوذ السلبي ،والثانية إيجابية من جانب صاحب المصلحة
وتسمى باستغالل النفوذ االيحابي .وبذلك يكون فعل كل من الطرفين في هذه الجريمة مستقل عن
جريمة الطرف اآل خر ،كما ال يلزم توفر الصلة بينهما سواء من ناحية التجريم أو العقاب.
من جهة أخرى يعرف البعض جريمة استغالل النفوذ بأنها المتاجرة بالنفوذ للحصول أو لمحاولة
الحصول لصاحب المصلحة على مزية من السلطة العامة ،حيث يكون للشخص نوع نت التقدير
1
لدى بعض رجال السلطة الذين بيدهم تحقيق مصلحة ما يمكن له حملهم على قضائها.
-2جريمة استغالل النفوذ السلبي :وهي الصورة المنصوص والمعاقب عليها بموجب
المادة 2/32تقتضي توافر صفة الجاني وركن مادي وركن معنوي.
1.2صفة الجاني :ال يشترط صفة معينة في الجاني ،فقد يكون موظفا عموميا ،كما سبق
تعريفه ،وقد ال يكتسب صفة الموظف كما نستخلص ذلك من نص المادة 32سالفة الذكر.
أ-طلب أو قبول مزية من صاحب الحاجة :حيث تقتضي هذه الجريمة قيام الجاني (مستغل
النفوذ) بالتماس أو القبول من صاحب الحاجة عطية أو وعدا أو هبة أو هدية أو أي منفعة أخر،
لقاء قضاء حاجته .وقد يكون الطلب موجها مباشرة إلى صاحب الحاجة أو عن طريق الغير ،كما
قد يكون القبول مباشرة من صاحب الحاجة أو من غيره .ويشترط أن تكون هذه المزية غير مستحقة،
1
عصام عبد الفتاح مطر ،المرجع السابق ،ص.259
69
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
أي غير مقررة قانونا لصالح من طلبها أو قبلها ،وقد يكون المستفيد من المزية الجاني نفسه ،وقد
1
يكون أحد أفراد أسرته أو من أهله أو أصدقائه أو أي شخص آخر يعنيه.
ب-إساءة إستعمال النفوذ :يشترط في هذه الجريمة أن يتذرع الجاني في طلب المزية أو
قبولها بنفوذه الحقيقي أو مفترض لقضاء حاجة صاحب المصلحة ،حيث ال يشترط أن يكون هذا
2
النفوذ مزعوما أو حقيقيا
وال يشترط في هذه الجريمة أن يقوم الجاني فعال بمساعي لحمل المجني عليه على تصديق
نفوذه ،وهذا ما يميز هذه الجريمة عن جريمة النصب.
ج-الغرض من إستعمال النفوذ :ويتمثل في الحصول على منفعة غير مستحقة من إدارة أو
سلطة عمومية لفائدة الغير.
حيث يشترط لقيام هذه الجريمة أن يمارس الجاني نفوذه من أجل الحصول على منفعة
من إدارة أو سلطة عمومية على منافع غير مستحقة ،ومن ثم ال تقوم الجريمة إذا قدمت هدية لموظف
لقاء تدخله لقضاء حاجة صاحبها لدى مستخدم خاص ،وبالمقابل فإن الجريمة تتم سواء تحقق
الغرض المطلوب أم ال .
3.2القصد الجنائي :جريمة عمدية تتطلب توافر القصد الجنائي بعنصريه العلم واإلرادة،
فيجب أن يعلم الموظف العمومي أو أي شخص آخر بكافة أركان الجريمة ،وأن المزية التي طلبها
نظير الخدمة غير مستحقة ،فإذا انتفى العلم بأحد العناصر انتفى معه القصد الجنائي .كما يجب أن
تتجه إرادة الموظف العمومي إلى الطلب أو القبول ،ويشترط أن يتوافر القصد الجنائي لحظة الطلب
أو القبول.
-3جريمة استغالل النفوذ االيجابي :وهي الصورة المنصوص والمعاقب عليها بموجب
المادة1/32
وتقتضي توافر صفة الجاني وركن مادي وركن معنوي.
-1.3صفة الجاني :ال تشترط صفة معينة في الجاني ،وهي تشترك في ذلك مع الرشوة
االيحابية.
1
أحسن بوسقيعة ،المرجع السابق ،ص .96
2
لويزة نجار ،المرجع السابق ،ص.313
70
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
-1.2.3السلوك المجرم :ويتمثل في الوعد بمزية أو عرضها أو منحها ،ويشرط أن يكون جديا
ويكون الغرض منه تحريض الموظف على استغالل نفوذه الفعلي أو المفترض بهدف الحصول من
إدارة أو من سلطة عمومية على مزية غير مستحقة ،كما يمكن أن تكون المزية غير المستحقة
بطريقة مباشرة أو غير مباشرة وأن ت كون محددة ،وأن مجرد الوعد يكفي لقيام الجريمة.1
-3.3.3الغرض من استغالل التفوذ :ويتمثل في تحريض الموظف العمومي أو أي شخص
آخر باستغالل نفوذه الفعلي أو المزعوم بهدف الحصول من إدارة أو من سلطة عمومية على مزية
2
غير مستحقة لصالحه أو لصالح أي شخص آخر.
-4.3.3المستفيد من المنفعة :ال يهم من يكون المستفيد من المنفعة سواء كان المحرض
األصلي أو لصالح أي شخص آخر.
-3.3الركن المعنوي :جريمة عمدية تتطلب توافر القصد الجنائي بعنصريه العلم واإلرادة،
فيجب أن يكون الجاني على علم بأن وعده أو عرضه أو منحه لموظف مزية غير مستحقة لتحريضه
على استغالل نفوذه الفعلي أو المفترض بهدف الحصول من إدارة أو سلطة عمومية على مزية غير
مستحقة يشكل جريمة ،وأن تتجه إرادته للقيام بذلك.
-4.3العقوبات المقررة :الحبس من سنتين ( )2إلى عشر ( )10سنوات وبغرامة من
200.000دج إلى 1.000.000دج.
خامسا :جريمة الغدر :وهي جريمة تقوم على :الركن الشرعي وصفة الجاني والركن مادي،
والركن المعنوي.
-1الركن الشرعي :تنص المادة 30من القانون 01-06على":يعد مرتكبا لجريمة الغدر
ويعاقب بالحبس من سنتين ( )2إلى عشر ( )10سنوات وبغرامة من 200.000دج إلى
1.000.000دج ،كل موظف عمومي يطالب أو يتلقى أو يشترط أو يأمر بتحصيل مبالغ مالية
يعلم أنها غير مستحقة األداء أو يجاوز ماهو مستحق سواء لنفسه أو لصالح اإلدارة أو لصالح
األطراف الذين يقوم بالتحصيل لحسابهم".
-2الركن المفترض :يقتضي قيام هذه الجريمة أن يكون الجاني موظفا عموميا ،وأن يكون
له شأن في تحصيل الرسوم أو الحقوق أو الضرائب أو نحوها ،كقابض الضرائب وقابض الجمارك
والموثق والمحضر القضائي ،ومحافظ البيع بالمزاد ،الذين يحصلون الحقوق والرسوم المختلفة لحساب
الخزينة العمومية.
1
أحسن بوسقيعة ،المرجع السابق ،ص.99
2
سليمان عبد المنعم ،المرجع السابق ،ص.45
71
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
-3الركن المادي :يتحقق بقبض مبالغ مالية غير مستحقة األداء أو تتجاوز ما هو مستحق،
وما يستوي بعد ذلك إن تم الحصول على المال بناءا على طلب أو بالتلقي أو بالمطالبة أو بإصدار
أمر للمرؤوسين .ويشترط أن يكون قبض هذه المبالغ المالية بطريقة غير مشروعة ،بعنوان الرسوم
والحقوق والضرائب ونحوها ،إضافة إلى أنه يجب أن تكون المبالغ محل النشاط اإلجرامي غير
مستحقه األداء أو تجاوز ما هو مستحق ،وتقديم هذه المبالغ على أساس أنها مستحقة قانونا ،واال
كان الفعل يعد جريمة رشوة موظف عمومي.
ومثال ذلك قابض الضرائب الذي يطلب من المكلف بأداء الضريبة مبلغا يفوق ما هو مطلوب
بأدائه أو الموثق أو المحضر القضائي أو محافظ البيع بالمزايدة الذي يتقاضى أتعابا عن خدماته
من زبائنه تتجاوز التعريفة الرسمية ،وال يشترط القانون أن يحقق الجاني لنفسه أو لغيره ربحا ما،
فتقوم الجريمة سواء قبض المال لنفسه أو للخزينة العامة أو ألي جهة أخرى.
وتقوم الجريمة سواء دفع المجني عليه المال برضاه أو بدون رضاه وسواء كان المبلغ
المحصل كبي ار أو بسيطا ،كما يمكن أن يكون المجني عليه الخزينة العمومية.1
وبالتالي تتميز جريمة الغدر عن الرشوة في سند التحصيل ،فالموظف في الحالتين يطلب أو
يقبض ما ليس مستحقا ولكن في الغدر يكون ذلك على أساس أن المال المطلوب من قبيل الرسوم
أو الحقوق أو الضرائب ونحوها ،أما في الرشوة فسند اإلعطاء هو الهبة ،ويختلفان أيضا من حيث
حرية ا لمطالب بالهدية أو العطية في تسليمها أو عدم تسليمها للطالب في جريمة الرشوة ،في حين
أن المطالب بالمبلغ المالي في جريمة الغدر يكون في مركز المجبر على الدفع على أساس أن المال
المطلوب واجب األداء قانونا.2
-4القصد الجنائي :تقتضي هذه الجريمة توافر القصد الجنائي العام المتمثل في علم الجاني
بأن المبلغ ،المطلوب أو المتحصل عليه غير مستحق أو أنه يتجاوز ما هو مستحق فإذا انتفى العلم
زالت الجريمة ،كما لو كان الفاعل يجهل أن المال غير مستحق أو أخطأ في تقدير المال المستحق.
-5العقوبات المقررة :يعاقب بالحبس من سنتين ( )2إلى عشر ( )10سنوات وبغرامة من
200.000دج إلى 1.000.000دج.
1
أحسن بوسقيعة ،المرجع السابق ،ص ص.112-109
2
المرجع نفسه ،ص.112
72
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
-1الركن الشرعي :تنص المادة 31على":يعاقب بالحبس من خمس ( )5سنوات إلى عشر
( )10سنوات وبغرامة من 500.000دج إلى 1.000.000دج ،كل موظف عمومي يمنح أو
يأمر باالستفادة ،تحت أي شكل من األشكال ،وألي سبب كان ،ودون ترخيص من القانون ،من
إعفاءات أو تخفيضات في الضرائب أو الرسوم العمومية أو يسلم مجانا محاصيل مؤسسات الدولة".
يتطلب قيام هذه الجريمة توافر الركن المفترض المتمثل في صفة الجاني ،الركن المادي،
المتمثل في السلوك اإلجرامي ،والركن المعنوي.
حيث يقوم الموظف بمنح أو األمر باالستفادة من إعفاء أو تخفيض بدون ترخيص من القانون
للمكلف بأداء الضريبة من االلتزام بأداء الضريبة ،أو التخفيف من عبء هذا االلتزام ،ويتحقق اإلعفاء
نتيجة لنشاط إيجابي كإصدار قرار يقضي بذالك أو نتيجة لنشاط سلبي كالتغاضي عن فرض الضريبة
أو عن وضع المكلف في جداول الضريبة .كما يمكن للموظف إعطاء أوامر للمرؤوسين إلفادة
المكلف بأداء الضريبة أو الرسم من إعفاء أو تخفيض بدون ترخيص من القانون ،وتقتضي الجريمة
في هذه الصورة أن يكون الجاني صاحب سلطة عمومية يتمتع بسلطة إصدار القرار في مجال المال
العمومي للدولة. 3
وعليه يعتبر قيام الموظف بالمنح أو األمر باالستفادة من إعفاء أو تخفيض غير قانوني في
الضريبة أو الرسم تحت أي شكل من األشكال عمال مخالفا ألحكام المادة 82من التعديل الدستوري
1
حسن عواضة وعبد الرؤوف قطيش ،المالية العامة-دراسة مقارنة ،ط ،1منشورات الحلبي الحقوقية ،2013،ص.381
2
أحسن بوسقيعة ،المرجع السابق ،ص.116
3
المرجع نفسه ،ص.118
73
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
لسنة 2020التي تحضر إحداث ّأية ضريبة إالّ بمقتضى القانون ،واحترام مبدأ كل المكلفين
بالضريبة متساوون أمام الضريبة.1
-2.2تسليم مجانا محاصيل مؤسسات الدولة :ويشترط هنا أن يكون محل الجريمة من
منتجات إحدى مؤسسات الدولة سواء كانت المؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري أو المؤسسات
العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري ،ويتمثل السلوك المجرم في هذه الجريمة في تسليم الموظف
للغير مجانا ما تنتجه هذه المؤسسات بدون ترخيص من القانون مثل :تزويد شركة الكهرباء والغاز
أحد زبائنها مجانا.
-3الركن المعنوي :ويمثل في علم الجاني بأنه يتنازل عن مال مستحق للدولة بدون ترخيص
من القانون ،ومع ذلك تتجه إرادته للقيام بذلك.
العقوبات المقررة :الحبس من خمس ( )5سنوات إلى عشر ( )10سنوات وبغرامة من -4
500.000دج إلى 1.000.000دج.
-1الركن الشرعي :تنص المادة 35على ":يعاقب بالحبس من سنتين ( )2إلى عشر )(10
سنوات وبغرامة من 200.000دج إلى 1.000.000دج ،كل موظف عمومي يأخذ أو يتلقى إما
مباشرة واما بعقد صوري واما عن طريق شخص آخر ،فوائد من العقود أو المزايدات أو المناقصات
أو المقاوالت أو المؤسسات التي يكون وقت ارتكاب الفعل مدي ار لها أو مشرفا عليها بصفة كلية أو
جزئية ،وكذلك من يكون مكلفا بأن يصدر إذنا بالدفع في عملية ما أو مكلفا بتصفية أمر ما ويأخذ
منه فوائد أيا كانت.
-2صفة الجاني :تقتضي هذه الجريمة أن يكون الجاني موظفا عموميا يدير عقودا أو مزايدات
أو مقاوالت ،أو يشرف عليها أو موظفا عموميا مكلفا بإصدار أذون الدفع في عملية ما أو مكلفا
بتصفيتها ،أي أن يتولى الجاني مسؤوليات تمنحه سلطة فعلية بشأن المشروع أو العملية التي أخذ
1
حدث ّأية
حيث تنص المادة 82من المرسوم الرئاسي رقم 442-20:يتضمن التعديل الدستوري لسنة 2020على ":ال تُ َ
ضريبة إالّ بمقتضى القانون .كل المكلفين بالضريبة متساوون أمام الضريبة ،ويحدد القانون حاالت وشروط اإلعفاء الكليأو
الجزئي منها .الضريبة من واجبات المواطنة.ال تحدث بأثر رجعي ،أية ضريبة ،أو جباية ،أو رسم ،أو أي حق كيفما كان
نوعه.كل فعل يهدف إلى التحايل على مبدأ المساواة بين المكلفين بالضريبة ،يعد مساسا بمصالح المجموعة الوطنية."..
74
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
أو تلقى منها فوائد ،وال يهم مصدر اختصاص الموظف بالعمل الذي انتفع منه ،فقد يتحدد اختصاصه
1
بناءا على قانون أو الئحة أو ق ار ار إداري أو تكليف من رئيس مختص.
-3الركن المادي :ويتمثل في أخذ أو تلقى فائدة ما من عمل من األعمال التي يديرها الجاني
أو يشرف عليها بصفة كلية أو جزئية ،أو كان فيها آم ار بالصرف أو مكلفا بالتصفية إما بصفة
مباشرة لحسابه الخاص أو عن طريق شخص آخر أو بعقد صوري ،وبذلك بعد متاج ار بوظيفته،
بمعنى أن يكون للموظف الجاني نصيب من مشروع أو عمل من األعمال التي تعود عليه بالفائدة
سواء حصل عليها بنفسه أو حصل عليها شخص آخر لحسابه ،2كما تعتبر مظهر من مظاهر
الرشوة ،فضال عن كونها تشكل أحيانا صورة من صور الجرائم المتعلقة بالصفقات العمومية .ومثال
ذلك :وكيل التفليسة الذي يعين لتصفية أموال المفلس فيقوم بتكليف مستخدمي هذا المفلس النجاز
أشغال لمصلحته.
-4الركن المعنوي :تتطلب هذه الجريمة توافر القصد الجنائي العام الذي يقوم على العلم
واإلرادة ،فيجب أن يكون الفاعل عالما وقت ارتكاب الجريمة بصفته موظفا مكلفا بإدارة العقود أو
المؤسسات المعنية أو اإلشراف عليها أو مكلفا بإصدار اإلذن بالدفع أو مكلفا بالتصفية ،وتتجه إرادته
إلى الحصول على منفعة مع العلم بكل عناصر الجريمة.
العقوبات المقررة :بالحبس من سنتين ( )2إلى عشر )(10سنوات وبغرامة من -5
200.000دج إلى 1.000.000دج.
يهدف المشرع من وراء تجريم هذه الصور المستحدثة لجريمة الرشوة االلمام بكافة صور اعتداء
الموظف العام على األموال العامة.
الركن الشرعي :تنص المادة 33على ":يعاقب بالحبس من سنتين ( )2إلى عشر -1
)(10سنوات وبغرامة من 200.000دج إلى 1.000.000دج ،كل موظف عمومي أساء استغالل
وظائفه أو منصبه عمدا من أجل أداء عمل أو االمتناع عن أداء عمل في إطار ممارسة وظائفه،
على نحو يخرق القوانين والتنظيمات ،وذلك بغرض الحصول على منافع غير مستحقة لنفسه أو
لشخص أو كيان آخر.
1
مليكة هنان ،المرجع السابق ،ص ص.147-146
2
المرجع نفسه ،ص ص.148-147
75
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
-2الركن المادي :ويتمثل في قيام الموظف العمومي بأي سلوك إيجابي أو سلبي يتمثل في
أداء عمل أو االمتناع عن أداء عمل بمناسبة ممارسة وظائفه مخالفا بذلك القوانين والتنظيمات
المعمول بها ،وذلك بهدف الحصول على منافع غير مستحقة سواء لشخصه أو لصالح شخص آخر
أو كيان آخر ،حيث تقوم الجريمة بمجرد أداء عمل أو االمتناع عن أدائه على نحو يخرق القوانين
والتنظيمات.
ومثال ذلك الموظف المكلف باستالم ملفات السكن بالبلدية والذي يحتفظ بملف مواطن بهدف
تفويت آجال انقضاء دراسة ملفات السكن وحرمانه من االستفادة بغرض الحصول على منفعة ما من
هذا المواطن.
-3الركن المعنوي :جريمة عمدية تتطلب توافر القصد الجنائي العام والقصد الجنائي الخاص.
-1.3القصد الجنائي العام :حيث يجب أن يكون الموظف العمومي على علم بأن أداءه للعمل أو
االمتناع عنه مخالف للقوانين والتنظيمات مما يشكل جريمة ،وبرغم ذلك تتجه ارادته للقيام بذلك.
-2.3القصد الجنائي الخاص :تنص المادة 33على...":كل موظف عمومي أساء استغالل وظائفه
أو منصبه عمدا ،"...وعليه يقوم القصد الجنائي الخاص في جريمة إساءة استغالل الوظيفة على
"غرض الحصول مستقبال على مزية غير مستحقة" ،فإذا قام في جانب الجاني غرض آخر غير هذا
الغرض ،فإن الجريمة لن تقوم نظ ار لتخلف القصد الجنائي الخاص ،ومثال ذلك أن يمتنع الموظف
المختص بشكل غير قانوني عن منح رخصة لفتح مؤسسة ما) خاضعة للترخيص( ،بهدف تفادي
منافستها لمؤسسة أخرى مماثلة.1
-1الركن الشرعي :تنص المادة 37من القانون 01-06على ":يعاقب بالحبس من سنتين
( )2إلى عشر ( )10سنوات وبغرامة من 200.000دج إلى 1.000.000دج ،كل موظف
عمومي ال يمكنه تقديم تبرير معقول للزيادة المعتبرة التي طرأت في ذمته المالية مقارنة بمداخيله
المشروعة.
1
حاج علي مداح ،جريمة إساءة استغالل الوظيفة ،المجلة الجزائرية للحقوق والعلوم السياسية ،جامعة تسمسيلت ،الجزائر،
المجلد ،04العدد ،2019 ،02ص ص.21-19
76
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
يعاقب بنفس عقوبة اإلخفاء المنصوص عليها في هذا القانون ،كل شخص ساهم عمدا في
التستر على المصدر غير المشروع لألموال المذكورة في الفقرة السابقة بأية طريقة كانت.
يعتبر اإلثراء غير المشروع المذكور في الفقرة األولى من هذه المادة جريمة مستمرة تقوم إما
بحيازة الممتلكات غير المشروعة أو استغاللها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة".
في هذا الشأن تنص المادة 2/24من التعديل الدستوري لسنة 2020على...":ال يمكن أن
الخاصة."...
ّ الدولة مصد ار للثراء ،وال وسيلة لخدمة المصالح
مؤسسات ّ
العهدات في ّ
تكون الوظائف و ُ
وعليه يمكن تعريف اإلثراء غير المشروع على أنه ":كل زيادة معتبرة تط أر على الذمة المالية للموظف
مقارنة بمداخيله المشروعة وال يمكنه تقديم تبرير معقول لهذه الزيادة".1
-2الركن المادي :ويتحقق بحصول زيادة معتبرة في الذمة المالية للموظف الجاني بعد التحاقه
بوظيفته مثل شراء سيارة فاخرة أو شراء عقارات بمبالغ طائلة ،أين يعجز معه عن تبرير هذه الزيادة
المعتبرة مقارنة بمداخيله المشروعة بكل طرق االثبات المتاحة قانونا .كما يالحظ في هذه الجريمة
أن المشرع نقل عبء اثبات االثراء غير المشروع الى الجاني بما يمثل انتهاكا لقرينة البراءة .من
جانب آخر تعتبر هذه الجريمة من الجرائم المستمرة باستمرار الممتلكات غير المشروعة أو استغاللها
بكريقة مباشرة أو غير مباشرة وكذا العقاب على إخفاء المصدر غير المشروع لتلك األموال .2
-3الركن المعنوي :تتطلب هذه الجريمة توافر القصد الجنائي العام الذي يقوم على العلم
واإلرادة ،فيجب أن يكون الفاعل عالما وقت ارتكاب الجريمة بأن الزيادة المعتبرة التي طرأت على
ذمته المالية بعد استالمه لوظيفته ومقارنة بمداخيله المشروعة ال يمكن تبريرها وأنها تشكل جريمة،
ومع ذلك تتجه إرادته للقيام بذلك.
1
عبد العالي حاحة ،جريمة االثراء غير المشروع في ضوء قانون الوقاية من الفساد ومكافحته ،مجلة العلوم اإلنسانية ،جامعة
محمد خيضر ،بسكرة ،الجزائر ،العدد ،2009 ،16ص ص.231-230
2
المرجع نفسه ،ص ص.234-233
77
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
شخص هدية أو أية مزية غير مستحقة من شأنها أن تؤثر في سير إجراء ما أو معاملة لها صلة
بمهامه.
-2الركن المادي :إن المقصود من تص المادة 38هو تلقي الهدايا ،أي استالمها ،وليس
مجرد قبولها كما في جريمة الرشوة السلبية التي يتحقق فيها القبول سواء تسلمها الجاني بالفعل أو
وعد بالحصول عليها بعد قضاء الحاجة .وتختلف جريمة تلقي الهدايا عن الرشوة السلبية في مناسبة
قبول الهدايا ،ففي الرشوة السلبية ،يفترض أن يكون هناك عرض مزية من صاحب الحاجة إلى
الموظف العمومي لقاء قضاء حاجته ،وذلك بأداء عمل لصالحه أو االمتناع عن أدائه ،في حين
أن قبول الهدية في جريمة تلقي الهدايا ال يشترط فيه قضاء حاجة إذا لم يربطه المشرع بأداء عمل
أو االمتناع عن أداءه ،غير أن المادة 38تشترط أن تكون الهدية أو المزية التي قبلها الموظف
العمومي من شأنها أن تأثر في معالجة ملف أو في سير إجراء أو معاملة لها صلة بمهامه.1
وبالمقابل تتفق الجريمتان في شرط تلقي الموظف العمومي الهدية قبل إخباره باألمر أو قبل
البت فيه ،أما إذا تلقاها بعد البت في األمر فال جريمة أي أن المكافأة الالحقة غير مجرمة.
وكما هو الحال بالنسبة لجريمة الرشوة السلبية ،يستحيل تصور الشروع في تلقي الهدايا ،فإما أن
تكون الجريمة تامة واما أن تكون في مرحلة التحضير ،وقد تكون الهدية أو المزية ذات طبيعة
مادية أو معنوية مشروعة أو غير مشروعة.2
-2الركن المعنوي :ويتطلب توافر القصد الجنائي العام الذي يقوم على العلم واإلرادة ،فيجب أن
يكون الجاني على علم بأن مقدم الهدية أو المزية له حاجة لديه ،ومع ذلك تتجه إرادته لتلقي
الهدية.
-3العقوبات المقررة:
-بالنسبة لمتلقي الهدية :بالحبس من ستة ( )6أشهر إلى سنتين ( )2وبغرامة من 50.000
دج إلى 200.000دج.
-بالنسبة لمقدم الهدية :يعاقب الشخص مقدم الهدية بالعقوبة نفسها.
1
أحسن بوسقيعة ،المرجع السابق ،ص.102
2
المرجع نفسه ،ص.102
78
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
إن الموظف العمومي هو مستأمن على ما بين يديه من المال العام فال يصرفه إالّ فيما هو
مخصص له ،وعليه جاءت هذه المادة حماية للمال العام والخاص على حد سواء .حيث عدل المشرع
ّ
هذه المادة وذلك ألن الصياغة القديمة لها فضال عن احتمالها لعدة تفسيرات بخصوص مفهوم فعل
التبديد الوارد ضمنها من بين األفعال المجرمة بموجبها ،فإن المتابعة الجزائية تترتب بمقتضاها حتى
عن فعل التسي ير الذي يقوم به الموظف العمومي في إطار مخاطر التسيير .فكان البد من تدقيق
الركن المعنوي لهذه الجريمة وتمييز فعل "التبديد" المجرم والمعاقب عليه بمقتضى هذا القانون عن
أعمال المخاطرة المعقولة والمعتادة في التسيير.
أوال :جريمة اختالس الممتلكات:
-1الركن الشرعي :تنص المادة 29من القانون 01-06المعدلة بموجب القانون 15-11
الصادر في 2011/08/02:على ":يعاقب بالحبس من سنتين( )2إلى عشر( )10سنوات وبغرامة
من 200.000دج إلى 1.000.000دج كل موظف عمومي يبدد عمدا أو يختلس أو يتلف أو
يحتجز بدون وجه حق أو يستعمل على نحو غير شرعي لصالحه أو لصالح شخص أو كيان آخر،
أي ممتلكات أو أموال أو أوراق مالية عمومية أو خاصة أو أي أشياء أخرى ذات قيمة عهد بها إليه
بحكم وظيفته أو بسببها"(.)1
-2الركن المادي :ويتكون من أفعال :السلوك المجرم ،محل الجريمة العالقة السببية.
-1.2السلوك المجرم :ويتكون من أفعال :التبديد واالختالس واإلتالف واإلحتجاز بدون وجه حق
واالستعمال على نحو غير شرعي.
االختالس :يعرف االختالس بأنه استيالء الموظف بدون وجه حق على أموال عامة
أو خاصة وجدت تحت تصرفه بسبب أو بمقتضى وظيفته ( ،)2فهو فعل مادي يتمثل بالظهور على
الشيئ بمظهر المالك الذي تسانده نية داخلية وهي نية التملك ( .)3حيث يفترض في االختالس وجود
1
أنظر :المادة 2من القانون رقم 15/11:الصادر في ،2011/8/02:تعدل وتتمم المادتان 26و 29من القانون01-06
الصادر في 2006/2/20:يتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية،
رقم ،44:الصادرة في ،2011/8/10:ص.5
2
فريدة مزياني ،دور اإلدارة والقضاء في مكافحة ظاهرة الفساد ،الملتقى الوطني حول :الحكم الراشد ومكافحة الفساد ،كلية
الحقوق والعلوم السياسية ،قسم الحقوق ،جامعة 8ماي 1945قالمة ،يومي 08:و 09أفريل ،2007ص.16
3
عصام عبد الفتاح مطر ،المرجع السابق ،ص.100
79
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
حيازة للجاني سابقة ومعاصرة للحظة ارتكاب السلوك االجرامي ،غير أن هذه الحيازة ناقصة حيث
يتوفر للحائز العنصر المادي للحيازة دون المعنوي ،1ومثال ذلك المحضر القضائي الذي يستولى
على األموال المودعة لديه.
اإلتالف :ويتحقق بهالك الشيئ واعدامه إلى الحد الذي يفقد قيمته وصالحيته نهائيا( ،)2كما
أن هذا الفعل معاقب عليه بموجب المادة 158من قانون العقوبات في حالة قيام شخص بتشويه أو
تبديد أو انتزاع عمدا أوراقا أو سجالت أو عقودا أو سندات محفوظة في المحفوظات مسلمة إلى
3
أمين عمومي بهذه الصفة.
التبديد :ويتحقق متى قام الجاني عمدا باستهالك المال الذي أئتمن عليه والتصرف
فيه كتصرف المالك(.)4
االحتجاز بدون وجه حق :ويتحقق حينما يؤدي ذلك إلى تعطيل المصلحة التي أعد
المال لخدمتها مثل أمين الصندون الذي يحتفظ باإليرادات المالية عوض ايداعها في الخزينة(.)5
االستعمال على نحو غير شرعي :ويتحقق بالتعسف في استعمال الممتلكات للغرض
الشخصي أو لشخص أو كيان آخر مثل :استعمال وسائل الدولة لغير الغرض الذي وجدت ألجله.6
()7
أو األموال أو األوراق المالية العمومية والخاصة أو -2.2محل الجريمة :وهي الممتلكات
أي أشياء أخرى ذات قيمة.
1
مليكة هنان ،المرجع السابق ،ص.91
2
المرجع نفسه ،ص.103
3
تنص المادة 158من األمر 156-66:الصادر في 966/06/08:يتضمن قانون العقوبات المعدل والمتمم على ":يعاقب
بالحبس من خمس إلى عشر سنوات كل من يتلف أو يشوه أو يبدد أو ينتزع عمدا أوراقا أو سجالت أو عقودا أو سندات
محفوظة في المحفوظات أو أقالم الكتاب أو المستودعات العمومية أو مسلمة إلى أمين عمومي بهذه الصفة .واذا وقع اإلتالف
أو التشويه أو التبديد أو االنتزاع من األمين العمومي أو بطريق العنف ضد األشخاص فيكون السجن من عشر سنوات إلى
معدل
عشرين سنة" ،.الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،رقم 49 :الصادرة في 11 :يونيو ّ ،1966
ومتمم.
ّ
4
عبد الحكم فودة ،جرئم اإلحتيال ،دار المطبوعات الجامعية ،اإلسكندرية ،1997 ،ص.168
5
الويزة نجار ،المرجع السابق ،ص.342
6
أحسن بوسقيعة ،المرجع السابق ،ص.34
7
عرفتها المادة/2و من القانون 01-06الممتلكات على أنها ":الموجودات بكل أنواعها سواء كانت مادية أو غير مادية،
منقولة أو غير منقولة"...
80
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
-3.2العالقة السببية :يشترط أن يكون المال أو السند قد سلم للموظف العمومي بحكم
وظيفته أو بسببها.
-3الركن المعنوي :جريمة عمدية تتطلب توافر القصد الجنائي العام الذي يقوم على علم
الجاني بأن المال المسلم له هو بسبب وظيفته ،وهو ملك للدولة أو للخواص وأن حيازته له هي
حيازة ناقصة ال يملك التصرف فيه كتصرف المالك ،ومع ذلك تتجه إرادته إلى تبديده أو اختالسه
أو اتالفه أو احتجازه أواستعماله على نحو غير شرعي ،غير أن فعل اإلختالس يتطلب قصدا
جنائيا خاصا يتمثل في نية التملك(.)1
-1الركن الشرعي :تنص المادة 41من القانون 01-06على ":يعاقب بالحبس من ستة
( )6أشهر إلى خمس ( )5سنوات وبغرامة من 50.000دج إلى 500.000دج كل شخص يدير
كيانا تابعا للقطاع الخاص ،أو يعمل فيه بأية صفة أثناء مزاولة نشاط اقتصادي أو مالي أو تجاري،
تعمد اختالس أية ممتلكات أو أموال أو أوراق مالية خصوصية أو أي أشياء أخرى ذات قيمة عهد
بها إليه بحكم مهامه".
-2صفة الجاني :هو ذلك الشخص الذي يدير كيانا تابعا للقطاع الخاص أو يعمل فيه بأية
صفة أثناء مزاولة أي نشاط اقتصادي أو مالي أو تجاري ،حيث اشترطت المادة 41ارتكاب الجريمة
1
أنور العمروسي ،أمجد العمروسي ،المرجع السابق ،ص ،150راجع أيضا ،الويزة نجار ،المرجع السابق ،ص.347
2
أنظر :نصوص المواد من 131وما بعدها من األمر رقم 11-03 :المؤرخ في 2003/08/26 :يتعلق بالنقد والقرض،
الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية رقم ،52:الصادرة في.2003/08/27:
81
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
أثناء مزاولة هذا النوع من النشاط سواء كان النشاط االقتصادي أو المالي أو التجار بغرض تحقيق
1
الربح.
-3الركن المادي :يتكون من السلوك المجرم ومحل الجريمة وعالقة الجاني بمحل الجريمة
-1.3السلوك المجرم :ويتمثل في فعل اإلختالس وهو تحويل الشخص للمال المؤتمن عليه
من حيازة مؤقتة على سبيل األمانة إلى حيازة دائمة على سبيل التملك.
-2.3محل الجريمة :تشترك جريمة االختالس في القطاعين العام والخاص في المحل التي
تقع عليه المتمثل في الممتلكات واألموال واألوراق المالية العمومية والخاصة ،أو أي أشياء أخرى
ذات قيمة ،إال أن االختالف يكمن فقط في ملكية هذه األموال والممتلكات ،حيث تعود ملكيتها في
جريمة االختالس في القطاع العام إلى الدولة أو لألفراد ،أما في القطاع الخاص فتتميز األموال محل
الجريمة بطابعها الخاص.2
-3.3عالقة الجاني بمحل الجريمة :يشترط أن تكون الممتلكات أو األموال أو األوراق المالية
أو أي أشياء أخرى ذات قيمة قد سلمت للجاني بحكم مهامه.
-4الركن المعنوي :جريمة عمدية تتطلب توافر القصد الجنائي العام الذي يقوم على علم
الجاني بأن المال المسلم له هو بحكم مهامه ،وهو ملك للخواص وأن حيازته له هي حيازة ناقصة ال
يملك التصرف فيه كتصرف المالك ،ومع ذلك تتجه إرادته إلى اختالسه ،غير أن فعل اإلختالس
يتطلب قصدا جنائيا خاصا يتمثل في نية التملك.
العقوبات المقررة :الحبس من ستة ( )6أشهر إلى خمس ( )5سنوات وبغرامة من -4
50.000دج إلى 500.000دج
-1الركن الشرعي :تنص المادة 29من القانون 01-06المعدلة بموجب القانون 15-11
الصادر في 2011/08/02:على ":يعاقب بالحبس من سنتين( )2إلى عشر( )10سنوات وبغرامة
من 200.000دج إلى 1.000.000دج كل موظف عمومي يبدد عمدا أو يختلس أو يتلف أو
يحتجز بدون وجه حق أو يستعمل على نحو غير شرعي لصالحه أو لصالح شخص أو كيان آخر،
1
فتيحة خالدي خيرة ميمون ،جريمة اختالس األموال والممتلكات في القطاع العام والخاص ،مجلة الدراسات االقتصادية
المعاصرة ،جامعة المسيلة ،الجزائر ،المجلد ،04العدد ،2019 ،01ص.85
2
المرجع نفسه ،ص.86
82
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
أي ممتلكات أو أموال أو أوراق مالية عمومية أو خاصة أو أي أشياء أخرى ذات قيمة عهد بها إليه
بحكم وظيفته أو بسببها".
-2الركن المادي :تتفق جريمة استعمال الممتلكات على نحو غير شرعي مع جريمة
االختالس في مجمل عناصر الركن المادي وال تختلف عنها إال في السلوك المجرم.
-1.2العناصر المشتركة :تشترك جريمة استعمال الممتلكات على نحو غير شرعي مع جريمة
االختالس في العناصر اآلتية.
صفة الجاني :يشترط أن يكون الجاني موظفا عموميا كما سبق بيانه.
محل الجريمة :حتى تتم جريمة استعمال الممتلكات على نحو غير شرعي يجب أن تنصب
على ممتلكات أو أموال أو أوراق مالية عمومية أو خاصة ،أو أي أشياء أخرى ذات قيمة.
عالقة الجاني بمحل الجريمة :يشترط لقيام الركن المادي لجريمة أن يكون المال أو السند
محل الجريمة قد وجد تحت يد الموظف العمومي بحكم وظيفته أو بسببها ،أو بمعنى آخر يجب أن
تتوفر صلة السببية بين حيازة الموظف للمال وبين وظيفته.
-3الركن المعنوي :جريمة عمدية تتطلب توافر القصد الجنائي العام الذي يقوم على علم
الجاني بأن المال المسلم له هو بسبب وظيفته ،وهو ملك للدولة أو للخواص وأن حيازته له هي حيازة
ناقصة ال يملك التصرف فيه كتصرف المالك ،ومع ذلك تتجه إرادته إلى استعماله على نحو غير
1
لويزة نجار ،المرجع السابق ،ص.359
83
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
شرعي ،غير أن هذا الفعل يتطلب أيضا قصدا جنائيا خاصا يتمثل في نية التعسف في استعمال
هذه الممتلكات.
مالحظة :تجدر اإلشارة إلى أن هناك جريمة أخرى تسمى :جريمة اإلهمال المتسبب بالحاق
ضرر باألموال منصوص عليها بموجب المادة 119مكرر من قانون العقوبات ،1وهو النص الوحيد
الذي لم يلغه القانون 01-06من قانون العقوبات وبقي ساري المفعول.
جاءت صور التستر على جرائم الفساد متفرقة ضمن القانون 01-06وتتمثل في :تبييض
عائدات جرائم الفساد واخفاءها والتمويل الخفي لألحزاب السياسية.
يعود أصل تسمية " غسيل األموال" أو " تبييض األموال" أو" الجريمة البيضاء" إلى عصابات
المافيا الشهيرة في ثالثينات القرن الماضي في أمريكا ،حيث تم القبض على زعيم هذه العصابات
آل كابون ( )Al Caponeفي سنة 1931بالتهمة الوحيدة التي أمكن إثباتها عليه و هي تهمة
2
التهرب من دفع الضرائب
-1الركن الشرعي :تنص المادة 42من القانون 01-06على ":يعاقب على تبييض عائدات
الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون ،بنفس العقوبات المقررة في التشريع الساري المفعول في
هذا المجال".
1
حيث تنص المادة 119مكرر من قانون العقوبات على ":يعاقب بالحبس من ستة ( )6أشهر إلى ثالث ( )3سنوات
وبغرامة من 50.000دج إلى 200.000دج كل موظف عمومي في مفهوم المادة 2من القانون رقم 01-06المؤرخ في
20فبراير سنة 2006والمتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته ،تسبب بإهماله الواضح في سرقة أو اختالس أو تلف أو
ضياع أموال عمومية أو خاصة أو أشياء تقوم مقامها أو وثائق أو سندات أو عقود أو أموال منقولة وضعت تحت يده سواء
بمقتضى وظيفته أو بسببها".
2
داود يوسف صبح ،تبييض األموال والسرية المصرفية الفساد أصل العلة ،مكتبة صادر ناشرون ،بيروت ،2002 ،ص.22
84
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
حيث يشترط وقوع هذه الجريمة وجود جريمة أصلية من جرائم الفساد المنصوص عليها في
1
بموجب القانو ، 01-06وبالرجوع لقانون العقوبات عاقب المشرع على جريمة تبييض األموال
المواد 389مكرر إلى 389مكرر.7
حيث تنص المادة 389مكرر من قانون العقوبات على ":يعتبر تبييض لألموال:
أ -تحويل الممتلكات أو نقلها مع علم الفاعل بأنها عائدات إجرامية بغرض إخفاء أو تمويه
المصادر غير المشروع لتلك الممتلكات أو مساعدة أي شخص متورط في ارتكاب الجريمة األصلية
التي تأتت منها هذه الممتلكات على اإلفالت من اآلثار القانونية لفعلته.
ب -إخفاء أو تمويه الطبيعة الحقيقية للممتلكات أو مصدرها أو مكانها أو كيفية التصرف فيها
أو حركتها أو الحقوق المتعلقة بها ،مع علم الفاعل بأنها عائدات إجرامية.
ج -اكتساب الممتلكات أو حيازتها أو استخدامها مع علم الشخص القائم بذلك وقت تلقيها أنها
تشكل عائدات إجرامية.
د -المشاركة في ارتكاب أي من الجرائم المقرر وفقا لهذه المادة ،أو التواطؤ أو التآمر على
ارتكابها ومحاولة ارتكابها والمساعدة والتحريض على ذلك وتسهيله واسداء المشورة بشأنه".
كما نص أيضا على تجريم األفعال نفسها المكونة للجريمة في المادة 2من القانون رقم -05
01مؤرخ في ،2005/02/06يتعلق بالوقاية من تبييض األموال وتمويل اإلرهاب ومكافحتهما.2
-2الركن المفترض :بالرجوع إلى نص المادة 42من القانون 01-06والتي تعاقب على
تبييض عائدات الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون بصفة خاصة ،وبالرجوع أيضا إلى نص
المادة 389مكرر من قانون العقوبات نجده يتكلم عن عائدات إجرامية بصفة عامة ،إذ لم يحدد
الجرائم المصدر على سبيل الحصر كما فعلت بعض التشريعات المقارنة كالتشريع المصري مثال ،
بل وضع نصا عاما واسعا يشمل كافة الجرائم ،و هو بذلك يكون قد اعتنق أسلوب اإلطالق في
تحديده للجريمة المصدر وتتجلى في إتباع هذا األسلوب فائدة عملية تتمثل في مواكبة الظاهرة
اإلجرامية بصفة تتسم بالتجريد و العمومية.
1
يقصد بمصطلح تبييض األموال أو غسيل األموال أو تنظيفها أو تطهيرها كل فعل يهدف إلى إخفاء أو تمويه طبيعة
المتحصالت المستمدة من أنشطة غير مشروعة بحيث تبدو كما لو كانت مستقاة من أنشطة مشروعة ليتسنى بعد ذلك
استخدامها في أنشطة مشروعة داخل الدول ة أو خارجها ،راجع ،محمد محي الدين عوض ،المرجع السابق ،ص.15
2
أنظر :المادة 2من القانون رقم 01-05مؤرخ في ،2005/02/06يتعلق بالوقاية من تبييض األموال وتمويل اإلرهاب
ومكافحتهما.
85
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
-3الركن المادي :حصر المشرع السلوك اإلجرامي لهذه الجريمة في أربعة صور نصت
عليهم المادة 389مكرر من قانون العقوبات نتناولها كما يلي:
-1.3الصورة األولى :تتمثل في تحويل الممتلكات أو نقلها مع علم الفاعل بأنها عائدات
إجرامية بغرض إخفاء أو تمويه المصادر غير المشروعة لتلك الممتلكات أو مساعدة أي شخص
متورط في ارتكاب الجريمة األصلية التي تأتت منها هذه الممتلكات على اإلفالت من اآلثار القانونية
لفعلته.1
-2.3الصورة الثانية :إخفاء أو تمويه الطبيعة الحقيقية للممتلكات أو مصدرها أو مكانها أو
كيفية التصرف فيها أو حركتها أو الحقوق المتعلقة بها ،مع علم الفاعل بأنها عائدات إجرامية.
ويقصد باإلخفاء حيازة األموال أو المتحصالت من الجريمة المصدر سواء كانت تلك الحيازة مستترة
أم كانت علنية .أما المقصود بالتمويه فهو جملة األفعال الرامية إلى إخفاء مظهر مشروع على
األموال أو المتحصالت من الجريمة المصدر من خالل مجموعة العمليات المالية المعقدة والمتتابعة
لطمس الصفة غير المشروعة لألموال عن طريق استعمال تحويالت داخلية أو خارجية بحيث يتعذر
الوصول إلى مصدرها.2
-4.3الصورة الرابعة :المشاركة في ارتكاب أي من الجرائم المقرر وفقا لهذه المادة ،أو التواطؤ
أو التآمر على ارتكابها ومحاولة ارتكابها والمساعدة والتحريض على ذلك وتسهيله واسداء المشورة
بشأنه.
1
عبد العزيز عياد ،تبييض األموال والقوانين واإلجراءات المتعلقة بالوقاية منهـا ومكافحتها في الجزائر ،دار الخلدونية،
الجزائر ،2007 ،ص.42
2
سامية دلندة ،ظاهرة تبييض األموال ،مكافحتها والوقاية منها ،نشرة القضاة ،و ازرة العدل ،الجزائر ،العدد ،60الجزائر،
،2006ص.248
3
المرجع نفسه ،ص.250
86
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
-4عالقة السببية :تتوافر عالقة السببية في جريمة تبييض األموال بارتباط السلوك اإلجرامي
الذي انصب على مال غير مشروع متحصل من جريمة من الجرائم بالنتيجة الجرمية والمتمثلة في
تمويه طبيعة المصدر غير المشروع للمال ،أو تغيير طبيعته أو حقيقته أو الحيلولة دون اكتشافه
بأي صورة كانت م ن خالل إضفاء الشرعية على األموال غير المشروعة ،وعليه فال بد لقيام أي
جريمة من ارتباط النتيجة بالفعل المؤدي لها ،وبتطبيق هذا العالقة على جريمة تبييض األموال نجد
أن عالقة السببية تتمثل في ارتباط العمل المادي المتمثل في الحصول على األموال من مصادر
غير مشروعة ،بالنتيجة التي جرمها القانون والمتمثلة في محاولة الجاني إضفاء الصفة الشرعية
1
عليها.
-4الركن المعنوي :تتطلب هذه الجريمة توافر القصد الجنائي العام والقصد الجنائي الخاص.
-1.4القصد الجنائي العام :فجريمة تبييض األموال جريمة عمديه و يلزم لوقوعها توفر
القصد الجنا ئي بعنصريه العلم و اإلرادة ،فيجب أن يعلم الجاني أن المال محل التبييض متحصل
من عمل إجرامي ،فإذا كان الجاني يجهل ذلك فال يتوفر القصد الجنائي العام لديه لتخلــف أحد
و بالتالي ال تقوم الجريمة ،و العلم ينصب على كافة صور السلوك عناصره و هو العلم
اإلجرامي الواردة في المادة 389مكرر ،و يجب أن يتوافر العلم معاص ار للنشاط اإلجرامي حيث
يعلم الجاني وقت ارتكاب الفعل المادي للجريمة بأن األموال موضوع التبييــض مستمــدة مــن نشاط
إجرامي والقاعدة العامة هي أن الفعل المكون للقصد يجب أن ينصب على الوقائع المتعلقة بموضوع
الحق المعتدى عليه و مكان و زمان ارتكاب الفعل ،وأن تلك الوقائع يجب توافرها كعنصـر العلم
بالوقائع في نشاط تبييض األموال. 2
-2.4القصد الجنائي الخاص :باإلضافة إلى القصد الجنائي العام ،استلزمت المادة 389
مكرر من قانون العقوبات توفر القصد الجنائي الخاص المنصوص عليه في الفقرة األولى من نفس
المادة ،حيث نصت " ...تحويل الممتلكات أو نقلها مع علم الفاعل بأنها عائدات إجرامية ."...يتضح
لنا من خالل هذه المادة أن القصد الجنائي الخاص يتوافر إذا كان الجاني يقصد من نشاطه إما
إخفاء أو تمويه المصادر غير المشروع لتلك الممتلكات ،أو مساعدة أي شخص متورط في ارتكاب
الجريمة األصلية التي تأتت منها هذه الممتلكات على اإلفالت من اآلثار القانونية لفعلته.3
1
أمجد سعود قطفان الخريشة ،جريمة غسيـل األمـوال ،د ارسـة مقارنـة ،دار الثقافة للنشـر والتوزيع ،عمان ،2006،ص.112
2
سامية دلندة ،المرجع السابق ،ص .257
3
المرجع نفسه ،ص .258
87
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
ال تختلف هذه الجريمة عن جريمة االخفاء المنصوص عليها بموجب المادة 387من قانون
العقوبات ، 1إذ يهدف هذا السلوك إلى تحويل هذه المكتسبات في أرصدة بنكية محصنة وهو ما من
شأنه أن يعرقل العدالة ويحول دون الكشف عن الحقيقة والعثور على العائدات غير المشروعة.
-1الركن الشرعي :تنص المادة 43من القانون 01-06على ":يعاقب بالحبس من سنتين
( )2إلى عشر )(10سنوات وبغرامة من 200.000دج إلى 1.000.000دج ،كل شخص أخفى
عمدا كال أو جزءا من العائدات المتحصل عليها من إحدى الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون".
حيث تقتضي هذه الجريمة بالضرورة وجود جريمة سابقة من جرائم الفساد المنصوص عليها
بموجب القانون.01-06
-2الركن المادي :وهو قيام الجاني بسلوك إيجابي يتمثل في تلقى الشيئ ذي المصدر
االجرامي وحيازته وتسلمه ،ويستوي أن بكون تلقي الشيئ مباشرة من الجاني األصلي أو من وسيط
حتى وان كان ذلك بحسن نية رغم علمه الحقا بمصدره االجرامي.2
-3الركن المعنوي :يتطلب وقوع الجريمة توافر القصد الجنائي العام بعنصريه العلم واإلرادة،
فيجب أن يعلم الجاني بالمصدر االجرامي لألشياء المخفاة في أي لحظة ما من حيازته لألشياء
المخفية ،ومع ذلك تتجه إرادته للقيام بذلك .إال أن الجريمة تنتفي في حالة تأكد القاضي من عدم
علم الجاني بالمصدر االجرامي لألشياء المخفاة.
)(10سنوات وبغرامة من -4العقوبات المقررة :بالحبس من سنتين ( )2إلى عشر
200.000دج إلى 1.000.000دج.
1
حيث تنص المادة 387من قانون العقوبات على ":كل من أخفي عمدا أشياء مختلسة أو مبددة أو متحصلة من جناية أو
جنحة في مجموعها أو في جزء منها يعاقب بالحبس من سنة على األقل إلى خمس سنوات على األكثر وبغرامة من 20.000
دج إلى 100.000دج."...
2
أحسن بوسقيعة ،المرجع السابق ،ص.164
88
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
-1الركن الشرعي :تنص المادة 39من القانون 01-06على":دون االخالل باألحكام الجزائية
السارية المفعول المتعلقة بتمويل األحزاب السياسية ،يعاقب كل من قام بعملية تمويل نشاط حزب
سياسي بصورة خفية بالحبس من سنتين ( )2إلى عشر )(10سنوات وبغرامة من 200.000دج
إلى 1.000.000دج".
-1.2الفعل المجرم :ويتمثل في عملية التمويل المخالف للقانون الذي يحكم كيفيات تمويل
األحزاب السياسية بموجب المادة 52من القانون العضوي رقم 04-12الصادر في 12 :يناير
سنة ، 2012يتعلق باألحزاب السياسية ،والذي يحدد تمويل نشاطات الحزب بالموارد المشكلة من
اشتراكات أعضائه ،الهبات والوصايا والتبرعات ،العائدات المرتبطة بنشاطاته وممتلكاته ،المساعدات
المحتملة التي تقدمها الدولة .1كما يشترط أن تتم عملية التمويل بصورة خفية.
-2.2المستفيد :يتمثل في الحزب السياسي والذي تعرفه المادة 3من القانون العضوي رقم
04-12يتعلق باألحزاب السياسية ":الحزب السياسي هو تجمع مواطنين يتقاسمون نفس األفكار
ويجتمعون لغرض وضع مشروع سياسي مشترك حيز التنفيذ للوصول بوسائل ديمقراطية وسلمية إلى
ممارسة السلطات والمسؤوليات في قيادة الشؤون العمومية".
-3الركن المعنوي :تتطلب هذه الجريمة توافر القصد الجنائي العام المتمثل علم الجاني بأن
إخفاء عملية التمويل جريمة ومع ذلك تتجه ارادته للقيام بذلك.
المبحث الثاني :الجرائم المتعلقة بالصفقات العمومية واخالل الموظف بالتزاماته بموجب
القانون01-06
يرتبط مجال الصفقات العمومية بصرف األموال العامة في مختلف أنشطة الدولة ،وعليه تعتبر
جرائم الصفقات العمومية من أكثر الجرائم شيوعا في مجال الجرائم االقتصادية والمالية ،وهي تعبر
عن حجم الفساد اإلداري والمالي في الدولة نتيجة خرق سيادة القوانين وقواعد الشفافية.
1أنظر :المادة 52من القانون العضوي رقم 04-12الصادر في 12 :يناير سنة ،2012يتعلق باألحزاب السياسية ،الجريدة
الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،رقم ،02:الصادرة في.2012/01/15:
89
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
سنتناول جريمة منح امتيازات غير مبررة في مجال الصفقات العمومية (جنحة المحاباة)
في(المطلب األول) ،ثم نتطرق إلى جريمة استغالل نفوذ األعوان العموميين للحصول على امتيازات
غير مبررة في م جال الصفقات العمومية في(المطلب الثاني) ،ثم نتطرق إلى جريمة الرشوة في
مجال الصفقات العمومية في(المطلب الثالث) ،وأخي ار نتناول جرائم اخالل الموظف بالتزاماته بموجب
قانون مكافحة الفساد في(المطلب الرابع).
المطلب األول :جريمة منح امتيازات غير مبررة في مجال الصفقات العمومية
(جنحة المحاباة)
تعتبر الصفقات العمومية أهم وسيلة وضعها المشرع في يد اإلدارة العمومية من أجل تسيير
الششؤون العامة ،وبذلك تعتبر مجاال خصبا للفساد بكافة أشكاله .وعليه نص القانون01-06
المعدل والمتمم على مختلف صور الجرائم المتعلقة بالصفقات العمومية ،وذلك من خالل نص المادة
2/1/26التي جاءت تحت عنوان "االمتيازات غير المبررة في مجال الصفقات العمومية" والمعدلة
بموجب نص المادة 2من القانون رقم 15-11:الصادر في .2011/08/02:جاء هذا التعديل على
أساس أن جميع المتدخلين في مجال إبرام الصفقات السيما المطالبين بالتأشير عليها وجدوا أنفسهم
مضطرين إلى قضاء أوقات طويلة للتدقيق فيما يقومون به من أعمال الرقابة على مدى احترام هذه
الصفقات لكل اإلجراءات المنصوص عليها قانونا مما أدى إلى تعطيل عدد كبير من المشاريع سيما
الهامة ذات البعد اإلستراتيجي.
ولهذه االعتبارات فإن التعديل المدخل عليها ضيق مجال تطبيقها ،وذلك كشكل من أشكال رفع
التجريم عن طريق حصره في مخالفة اإلجراءات المتعلقة بشفافية الترشح للصفقات والمساواة بين
المترشحين وشفافية اإلجراءات والمنصوص عليها بموجب المادة 9من القانون رقم .01-06
من جانب آخر يقصد بمصطلح المحاباة ( ":)Favoritismeتفضيل جهة على أخرى في
الخدمة بغير حق للحصول على مصالح معينة"(.)1
-1الركن الشرعي :تنص المادة 1/26من القانون 01-06المعدلة بالمادة 2من القانون
15--11على ":يعاقب بالحبس من سنتين ( )2إلى ( )10سنوات وبغرامة من 200.000دج إلى
1.000.000دج :كل موظف عمومي يمنح عمدا للغير امتيا از غير مبرر عند إبرام أو تأشير عقد
1
مريم فلكاوي ،الحكم ال ارشـد ومكافحة الفسـاد بين المفاهيم وواقع التجربة الجزائرية ،الملتقى الوطني حول :الحكم الراشد
ومكافحة الفساد ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،قسم الحقوق ،جامعة 8ماي 1945قالمة ،يومي 08:و 09أفريل،2007
ص.103
90
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
أو اتفاقية أو صفقة أو ملحق ،مخالفة لألحكام التشريعية والتنظيمية المتعلقة بحرية الترشح والمساواة
بين المترشحين وشفافية اإلجراءات."...
من خالل نص المادة تقوم هذه الجريمة على األركان اآلتية :صفة الجاني والركن المادي
والركن المعنوي.
صفة الجاني :يجب توفر صفة الموظف العمومي في الجاني بخصوص كافة جرائم -2
الفساد ،وهذه الصفة سبق شرحها في جريمة رشوة الموظفين العموميين.
-3الركن المادي :يتحقق عند قيام الجاني بمنح امتيازات غير مبررة للغير مخالفا بذلك
األحكام التشريعية والتنظيمية المعمول بها والمتعلقة بحرية الترشح والمساواة بين المترشحين وشفافية
اإلجراءات ،وذلك عند إبرام أو تأشير عقد أو اتفاقية أو صفقة أو ملحق ،وعليه يمكن تقسيم الركن
المادي لهذه الجريمة إلى ثالثة عناصر هي :االمتياز غير المبرر الممنوح للغير ومخالفة األحكام
التشريعية والتنظيمية المعمول بها والمتعلقة بحرية الترشح والمساواة بين المترشحين وشفافية
اإلجراءات ومناسبة قيام الجاني بذلك.
-1.3االمتياز غير المبرر الممنوح للغير :إن تخصيص صفقة عمومية أو عقد لشخص ال
يشكل بالضرورة في حد ذاته منح امتياز غير مبرر ،ويمكن أن يتمثل االمتياز غير المبرر في إفادة
المستفيد من الصفقة بمعلومات امتيازية وحصرية ،أو زيادة التنقيط ،أوخرق حكم من أحكام قانون
الصفقات العمومية يحتمل أن يترتب عنه إخالل بمبدأ المساواة بين المترشحين .كما يشترط أن يكون
الغير هو المستفيد وليس الجاني(.)1
-2.3مخالفة األحكام التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل :وذلك حينما يمنح الجاني
عمدا ا متياز غير مبرر مخالفا بذلك األحكام التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل في مجال
الصفقات العمومية .كما أن تطبيق جنحة المحاباة ال ينحصر في قانون الصفقات العمومية فقط،
وانما يمتد ليشمل كل مساس بحرية الترشح والمساواة بين المترشحين وشفافية اإلجراءات أي كان
مرجعها .كما أن جنحة المحاباة تعني أيضا كل عقد يبرمه موظف عمومي بمفهوم المادة/2ب من
القانون 01-06سواء كان العقد يخضع لقانون الصفقات العمومية أم ال (.)2
1
نبيلة رزاقي ،جريمة المحاباة في الصفقات العمومية ،مجلة البحوث والدراسات القانونية والسياسية ،كلية الحقوق والعلوم
السياسية ،جامعة البليدة ،2العدد السابع ،2015 ،ص.136
2
أحسن بوسقيعة ،المرجع السابق ،ص ص.136-135
91
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
-3.3المناسبة :وذلك عند إبرام أو تأشير عقد أو اتفاقية أو صفقة أو ملحق :وسنوضح ذلك
كما يلي:
إبرام الصفقة :وهو التوقيع على الوثيقة التي يفرغ فيها مضمون العقد بمفهومه الواسع(،)1
الذي يشمل الصفقة واالتفاقية والملحق(.)2
التأشير على العقد أو الصفقة :بمعنى الموافقة على إبرام العقد أو الصفقة بعد التأكد من
صحة اإلجراءات القانونية ،ففي مجال إبرام الصفقات العمومية نصت المادتان 156و 157من
المرسوم الرئاسي رقم 247-15:المؤرخ في 2015/09/16:يتضمن تنظيم الصفقات العمومية
وتفويضات المرفق العام على ممارسة الرقابة بكافة أنواعها من طرف المصالح المتعاقدة قبل وبعد
تنفيذ الصفقة العمومية.
-4الركن المعنوي :جنحة المحاباة هي جريمة عمديه بنص المادة 26المعدلة "كل موظف
عمومي يمنح عمدا" ،حيث يجب أن يعلم الجاني بأنه يخرق األحكام التشريعية والتنظيمية المعمول
بها في مجال الصفقات العمومية وغيرها من العقود ،والمتعلقة بحرية الترشح والمساواة بين المترشحين
وشفافية اإلجراءات عن طريق اتجاه إرادته إلى مفاضلة أحد المترشحين على البقية(.)3
-5العقوبات المقررة :الحبس من سنتين إلى عشر سنوات وبغرامة من 200.000دج إلى
1.000.000دج.
المطلب الثاني :استغالل نفوذ األعون العموميين للحصول على امتيازات غير مبررة في مجال
الصفقات العمومية
تعتبر جريمة استغالل نفوذ األعوان العموميين ألجل الحصول على امتيازات غير مبررة في
مبررة في مجال الصفقات
مجال الصفقات العمومية الجريمة المقابلة لجريمة منح امتيازات غير ّ
العمومية.
1
تنص المادة 54من األمر رقم ،58-75 :الصادر في 26 :سبتمبر ،1975يتضمن القانون المدني ،الجريدة الرسمية
ومتمم على ":العقد اتفاق يلتزم بموجبه
معدل ّ
للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،رقم 78:الصادرة30 :سبتمبر ّ ،1975
شخص أو عدة أشخاص نحو شخص آخر أو عدة أشخاص ،بمنح أو فعل أو االمتناع عن فعل شيء ما".
2
ألكثر تفاصيل حول مفهوم العقد أو اإلتفاقية ،راجع ،الويزة نجار ،المرجع السابق ،ص 185وما بعدها.
3
نبيلة رزاقي ،المرجع السابق ،ص ص.140-139
92
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
-1الركن الشرعي :تنص المادة 2/26من القانون 01-06على ...":كل تاجر أو صناعي
أو حرفي أو مقاول من القطاع الخاص ،أو بصفة عامة كل شخص طبيعي أو معنوي يقوم ،ولو
بصفة عرضية ،بإبرام عقد أو صفقة مع الدولة أو الجماعات المحلية أو المؤسسات أو الهيئات
العمومية الخاضعة للقانون العام أو المؤسسات العمومية االقتصادية والمؤسسات العمومية ذات
الطابع الصناعي والتجاري ،ويستفيد من سلطة أو تأثير أعوان الهيئات المذكورة من أجل الزيادة في
األسعار التي يطبقونها عادة أو من أجل التعديل لصالحهم في نوعية المواد أو الخدمات أو آجال
التسليم أو التموين.
-1صفة الجاني :بحسب نص المادة الشخص مرتكبا لجريمة استغالل نفوذ األعوان
العموميين ألجل الحصول على امتيازات غير مبررة في مجال الصفقات العمومية أن يكون :تاج ار
أو صناعيا أو حرفيا أو مقاوال من القطاع الخاص .غير أن المشرع الجزائري عدل عن اشتراط صفة
معينة في الجاني ،حيث عمم ذلك على كل شخص طبيعي أومعنوي ،إذ تقوم هذه الجنحة في حق
أي شخص تابع للقطاع الخاص ،أي كل عون اقتصادي خاص ،سواء كان طبيعيا أومعنويا ،يعمل
لحسابه أولحساب غيره.
-3الركن المادي :يقوم على عنصريين هما :السلوك اإلجرامي المتمثل في استغالل نفوذ األعوان
العموميين ،والغرض من استغالل نفوذ األعوان العموميين.
-1.3استغالل نفوذ األعوان العموميين :وذلك إذا أقدم الجاني على استعمال تأثيره الحقيقي
أو الوهمي على األعوان العموميين ،ألجل الحصول على امتيازات غيرمبررة ،وذلك حتى يتسنى له
االستفادة بما يتمتع به هذا الموظف من تأثير وسلطة يجعالنه يقوم ببعض اإلجراءات أويصدر
ق اررات مخالفة للقوانين ،يترتب عليها منح هذا المتعامل المتعاقد مزايا غير مبررة.1
-2.3الغرض من استغالل نفوذ األعوان العموميين :يشترط المشرع أن يكون الهدف من
االستغالل هو الحصول على زيادة في األسعار أو التعديل في نوعية الخدمات أوالمواد ،أوالتعديل
في آجال التسليم أوالتموين.
-4الركن المعنوي :تتطلب هذه الجريمة توافر القصد الجنائي العام والقصد الجنائي الخاص.
1
جمال الدين عنان ،جريمة استغالل نفوذ األعوان العموميين للحصول على امتيازات غيرمبررة في مجال الصفقات العمومية،
مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة محمد بوضياف ،المسيلة ،الجزائر،
المجلد األول ،العدد ،2017 ،07ص.181
93
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
-1.4القصد الجنائي العام :ويتمثل في علم الجاني بنفوذ أعوان الدولة واستغالله هذا النفوذ
لفائدته ،كما ينصرف أيضا إلى علمه بكافة العناصر المكونة للواقعة اإلجرامية ،فيلزم أن يعلم الجاني
أن الجهة التي يسعى للحصول على مزية منها هي سلطة عامة أوجهة خاضعة إلشرافه.1
-2.4القصد الجنائي الخاص :ويتمثل في اتجاه نية الجاني إلى الحصول على امتيازات مع
علمه أنها غيرمبررة ،من خالل استغالل نفوذ األعوان العموميين القائمين على تنفيذ الصفقة.
)(10سنوات وبغرامة من -5العقوبات المقررة :يعاقب بالحبس من سنتين ( )2إلى عشر
200.000دج إلى 1.000.000دج.
تعتبر جريمة الرشوة من أكثر الجرائم شيوعا في مجال الصفقات العمومية ،حيث يهدف الجاني
إلى الحصول على منافع خالل مراحل ابرام الصفقات العمومية مخالفا بذلك القوانين والتنظيمات
السارية المفعول في مجال ابرام الصفقات العمومية.
الركن الشرعي :تنص المادة 27من القانون 01-06على":يعاقب بالحبس من عشر -1
( )10سنوات إلى عشرين ( )20سنة وبغرامة من 1.000.000دج إلى 2.000.000دج ،كل
موظف عمومي يقبض أو يحاول أن يقبض لنفسه أو لغيره ،بصفة مباشرة أو غير مباشرة ،أجرة أو
منفعة مهما يكن نوعها بمناسبة تحضير أو إجراء مفاوضات قصد إبرام أو تنفيذ صفقة أو عقد أو
ملحق باسم الدولة أو الجماعات المحلية أو المؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري أو المؤسسات
العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري أو المؤسسات العمومية االقتصادية".
-2الركن المادي :ويتمثل في قبض أو محاولة قبض الموظف العام أجرة أو منفعة لنفسه أو
لغيره ،بصفة مباشرة أو غير مباشرة ،مهما يكن نوعها بمناسبة تحضير أو إجراء مفاوضات قصد
إبرام أو تنفيذ صفقة باسم الدولة أو الجماعات المحلية أو المؤسسات العمومية ذات الطابع الصناعي
والتجاري أو المؤسسات العمومية االقتصادية .كما يعني القبض التسليم مثل :تسلم الجاني ألجرة،
أما إذا كان القبض مقابل منفعة فإن التسليم يكون رمزيا أو معنويا.2
1
جمال الدين عنان ،المرجع السابق ،ص.184
2
شريفة خالدي ،جريمة الرشوة في الصفقات العمومية ،مجلة العلوم االجتماعية واإلنسانية ،جامعة محمد بوضياف ،المسيلة،
الجزائر ،العدد ،2018 ،15ص.117
94
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
-3الركن المعنوي :ويتمثل في انصراف إرادة الجاني الى قبض أو محاولة قبض االجرة أو
المنفعة مهما كان نوعها ،مع علمه بأن تلك األجرة أو الفائدة غير مبررة وغير مشروعة.1
-4العقوبات المقررة :بالحبس من عشر ( )10سنوات إلى عشرين ( )20سنة وبغرامة من
1.000.000دج إلى 2.000.000دج.
المطلب الرابع :جرائم اخالل الموظف بالتزاماته بموجب قانون مكافحة الفساد
استحدث القانون 01-06جملة من الجرائم المتعلقة باخالل الموظف بالتزاماته المقررة بموجب
هذا القانون مثل :عدم اإلبالغ عن تعارض المصالح والتصريح الكاذب بالممتلكات ،إضافة إلى
صور جرائم عرقلة البحث عن الحقيقة ،كما أننا سنتطرق لألحكام الخاصة المشتركة لكافة جرائم
الفساد بموجب القانون.01-06
أوال :جرائم اخالل الموظف العمومي بالتزاماته :وتتمثل في الجرائم اآلتي بيانها:
-1الركن الشرعي :تنص المادة 34من القانون 01-06على ":يعاقب بالحبس من ستة ()6
أشهر إلى سنتين ( )2وبغرامة من 50.000دج إلى 200.000دج كل موظف عمومي خالف
أحكام المادة 9من هذا القانون".
مالحظة :هناك خطأ مادي في نص المادة ،34حيث أشار المشرع إلى كل موظف عمومي
خالف أحكام المادة ،9والصحيح هو مخالفة الموظف ألحكام المادة 8التي تتحث عن تعارض
المصالح ،بينما تتحدث المادة 9عن ابرام الصفقات العمومية.
وفي السياق نفسه تنص المادة 8من القانون 01-06على ":يلتزم الموظف العمومي بأن يخبر
السلطة الرئاسية التي يخضع لها إذا تعارضت مصالحه الخاصة مع المصلحة العامة ،أو يكون
من شأن ذلك التأثير على ممارسته لمهامه بشكل عاد.
الركن المادي :يعرف الفقه تعارض المصالح بأنه الصراع بين المصالح الشخصية -2
للفرد و المصالح األخرى التي يجب أن يدافع عليها أثناء قيامه بعمليات محددة .2ويتحقق الركن
المادي لجريمة تعارض المصالح من خالل إقدام الجاني أي الموظف العام بعدم إخبار السلطة
الرئاسية بتعارض مصالحه الشخصية مع المصلحة العامة ومن شأن ذلك التأثير على أداء مهامه
بشكل عاد.1
الركن المعنوي :ويتمثل في علم الجاني بتعارض مصالحه مع المصلحة العامة ومن -3
شأن ذلك التأثير على أداء مهامه بشكل عاد ،ومع ذلك تتجه ارادته للقيام بذلك.
العقوبات المقررة :يعاقب بالحبس من ستة ( )6أشهر إلى سنتين ( )2وبغرامة من -4
50.000دج إلى 200.000دج.
الركن الشرعي :تنص المادة 36من القانون 01-06على ":يعاقب بالحبس من ستة -1
( )6أشهر إلى خمس ( )5سنوات وبغرامة من 50.000دج إلى 500.000دج ،كل موظف
عمومي خاضع قانونا لواجب التصريح بممتلكاته ولم يقم بذلك عمدا ،بعد مضي شهرين ( )2من
تذكيره بالطرق القانونية ،أو قام بتصريح غير كامل أو غير صحيح أو خاطئ ،أو أدلى عمدا
بمالحظات خاطئة أو خرق عمدا االلتزامات التي يفرضها عليه القانون".
-2الركن المادي :ويتمثل في عدم التصريح بالممتلكات أو التصريح الكاذب بالممتلكات.
-1.2عدم التصريح بالممتلكات :حيث يمتنع الموظف عن القيام بواجب التصريح بممتلكاته
وهذا بعد مضي شهرين من تذكيره بالطرق القانونية .حيث تنص المادة 4من القانون01-06على":
قصد ضمان الشفافية في الحياة السياسية والشؤون العمومية وحماية الممتلكات العمومية وصون
نزاهة األشخاص المكلفين بخدمة عمومية ،يلزم الموظف العمومي بالتصريح بممتلكاته .يقوم الموظف
العمومي باكتتاب تصريح بالممتلكات خالل الشهر الذي يعقب تاريخ تنصيبه في وظيفته أو بداية
عهدته االنتخابية يجدد هذا التصريح فور كل زيادة معتبرة في الذمة المالية للموظف العمومي بنفس
الكيفية التي تم بها التصريح األول .كما يجب التصريح بالممتلكات عند نهاية العهدة االنتخابية أو
عند انتهاء الخدمة".
-2.2التصريح الكاذب بالممتلكات :حيث يقوم الموظف عمدا بتصريح غير كامل أو غير
صحيح أو خاطئ أو خرق االلتزام القانونية.
-3الركن المعنوي :جريمة عمدية يشترط فيها تعمد الموظف العمومي عدم التصريح أو
التصريح الكاذب ،وعليه ال تقومالجريمة إذا كان عدم التصريح نتيجة إهمال أو المباالة أو غير
مقصودة.1
-3العقوبات المقررة :يعاقب بالحبس من ستة ( )6أشهر إلى خمس ( )5سنوات وبغرامة من
50.000دج إلى 500.000دج.
تتميز هذه الجرائم عن باقي جرائم الفساد أنها ال تشترط صفة معينة في الجاني ،وتتمثل في:
-البالغ الكيدي.
-1الركن الشرعي :تنص المادة 44من القانون 01-06على ":يعاقب بالحبس من ستة ()6
أشهر إلى خمس ( )5سنوات وبغرامة من 50.000دج إلى 500.000دج
– 1كل من استخدم القوة البدنية أو التهديد أو الترهيب أو الوعد بمزية غير مستحقة أو
عرضها أو منحها للتحريض على اإلدالء بشهادة زور أو منع اإلدالء بالشهادة أو تقديم األدلة في
إجراء يتعلق بارتكاب أفعال مجرمة وفقا لهذا القانون،
– 2كل من استخدم القوة البدنية أو التهديد أو الترهيب لعرقلة سير التحريات الجارية بشأن
األفعال المجرمة وفقا لهذا القانون،
– 3كل من رفض عمدا ودون تبرير تزويد الهيئة بالوثائق والمعلومات المطلوبة".
-2الركن المادي :ويتمثل في استخدام القوة الجسدية أو التهديد أو الترهيب أو الوعد بمزية
بهدف منع أو اإلدالء بشهادة زور أو عرقلة التحريات في جرائم الفساد أو رفض تزويد الهيئة الوطنية
للوقاية من الفساد ومكافحته بالوثائق المطلوبة بموجب نص المادة 21من القانون.201-06
1
أحسن بوسقيعة ،المرجع السابق ،ص.168
2
أنظر :المادة 21من القانون 01-06يتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته.
97
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
الركن المعنوي :جريمة عمدية تتطلب توافر القصد الجنائي العام ،فيجب أن يكون -3
الجاني عالما بأن استخدام القوة البدنية أو التهديد أو الترهيب أو الوعد بمزية بهدف التحريض على
االدالء بشهادة زور أو منع االدالء بها أو عرقلة التحريات أو رفض عمدا تزويد الهيئة بالوثائق ،
يشكل جريمة ومع ذلك تتجه ارادته للقيام بذلك .كما يجب توفر القصد الجنائي الخاص في جريمة
رفض تزويد الهيئة الوطنية للوقاية من الفساد ومكافحته بالوثائق المطلوبة.
-4العقوبات المقررة :بالحبس من ستة ( )6أشهر إلى خمس ( )5سنوات وبغرامة من
50.000دج إلى 500.000دج
-2الركن المادي :يتمثل في االنتقام أو الترهيب أو التهديد ،فقد يكون سلوك االنتقام في شكل
اعتداء جسدي بالضرب أو القتل أو الحرمان من وظيفة أو منفعة ما ،كما يمكن أن يكون الترهيب
1
أو التهديد بالحرمان من الترقية أو التعسف في نقل الموظف.
-3الركن المعنوي :جريمة عمدية تتطلب توافر القصد الجنائي العام ،فيجب أن يكون الجاني
عالما بأن أفعال االنتقام أو الترهيب أو التهديد ضد الشهود أو الخبراء أو الضحايا أو المبلغين أو
أفراد عائالتهم وسائر األشخاص الوثيقي الصلة بهم ،يشكل جريمة ومع ذلك تتجه ارادته للقيام بذلك.
-4العقوبات المقررة :بالحبس من ستة ( )6أشهر إلى خمس ( )5سنوات وبغرامة من
50.000دج إلى 500.000دج.
-1الركن الشرعي :تنص المادة 46من القانون 01-06على ":يعاقب بالحبس من ستة ()6
أشهر إلى خمس ( )5سنوات وبغرامة من 50.000دج إلى 500.000دج ،كل من أبلغ عمدا
1
لويزة نجار ،المرجع السابق ،ص.414
98
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
وبأية طريقة كانت السلطات المختصة ببالغ كيدي يتعلق بالجرائم المنصوص عليها في هذا القانون
ضد شخص أو أكثر".
-2الركن المادي :البالغ الكيدي أو الكاذب هو إخبار عن واقعة غير صحيحة تستوجب
عقاب من تستند إليه ،و بالغ غير صحيح كأن تتسبب وقائع وهمية لشخص أو تقديم أدلة كاذبة،
ويشترط أن يكون التبليغ موجها إلى إحدى السلطات العامة ،وأن يتعلق البالغ بجريمة من الجرائم
المنصوص عليها في القانون 01-06مع توافر نية اإلضرار بالمبلغ ضده.1
-3الركن المعنوي :جريمة عمدية تتطلب توافر القصد الجنائي العام والخاص ،فيجب أن
يكون الجاني عالما بأن بالغه للسلطات العمومية حول جريمة من جرائم الفساد يعد كاذبا ،ويشكل
جريمة ومع ذلك تتجه ارادته للقيام بذلك .كما يجب توفر القصد الجنائي الخاص المتمثل في نية
اإلضرار بالمبلغ ضده.
-4العقوبات المقررة :بالحبس من ستة ( )6أشهر إلى خمس ( )5سنوات وبغرامة من
50.000دج إلى 500.000دج.
-1الركن الشرعي :تنص المادة 47من القانون 01-06على ":يعاقب بالحبس من ستة ()6
أشهر إلى خمس ( )5سنوات وبغرامة من 50.000دج إلى 500.000دج ،كل شخص يعلم بحكم
مهنته أو وظيفته الدائمة أو المؤقتة بوقوع جريمة أو أكثر من الجرائم المنصوص عليها في هذا
القانون ولم يبلغ عنها السلطات العمومية المختصة في الوقت المالئم".
-2صفة الجاني :لم يشترط المشرع أن يكون الجاني موظفا لكن عبارة يعلم بحكم مهنته أو
وظيفته بارتكاب جريمة من جرائم الفساد يمكن أن تمتد إلى المهنيين ،كما يجب أن تكون هناك
عالقة مباشرة أو غير مباشرة بين المعلومات ووظيفته أو مهنته.
-3الركن المادي :ويتمثل في وقوع احدى جرائم الفساد وأن يمتنع الجاني عن ابالغ السلطات
المختصة.
1
أحسن بوسقيعة ،المرجع السابق ،ص.177
99
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
-1.3وقوع جريمة من جرائم الفساد :اشترط المشرع أن تكون الجرائم المبلغ عنها محصورة
في الجرائم المنصوص عليها بموجب القانون.01-06
-4الركن المعنوي :جريمة عمدية تتطلب توافر القصد الجنائي العام ،فيجب أن يكون الجاني
عالما بحكم وظيفته أو مهنته بوقوع جريمة من جرائم الفساد ولم يبلغ عنها السلطات المختصة في
الوقت المالئم ،وأن ذلك يشكل جريمة ،ومع ذلك تتجه ارادته للقيام بذلك.
-5العقوبات المقررة :بالحبس من ستة ( )6أشهر إلى خمس ( )5سنوات وبغرامة من 50.000
دج إلى 500.000دج.
الظروف المشددة :تنص المادة 48من القانون رقم 01-06:على ":إذا كان مرتكب -1
جريمة أو أكثر من الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون قاضيا أو موظفا يمارس وظيفة عليا
في الدولة أو ضابطا عموميا ،أو عضوا في الهيئة ،أو ضابطا ،أو عون شرطة قضائية ،أو ممن
يمارس بعض صالحيات الشرطة القضائية ،أو موظف أمانة ضبط ،يعاقب بالحبس من عشر ()10
سنوات إلى عشرين( )20سنة وبنفس الغرامة المقررة للجريمة المرتكبة".
-2اإلعفاء من العقوبات وتخفيفها:
العقوبات التكميلية :تنص المادة 50من القانون 01-06على ":في حالة اإلدانة -3
بجريمة أو أكثر من الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون ،يمكن الجهة القضائية أن تعاقب
الجاني بعقوبة أو أكثر من العقوبات التكميلية المنصوص عليها في قانون العقوبات".
التجميد والحجز والمصادرة :تنص المادة 51من القانون 01-06على ":يمكن تجميد -4
أو حجز العائدات واألموال غير المشروعة الناتجة عن ارتكاب جريمة أو أكثر من الجرائم المنصوص
عليها في هذا القانون ،بقرار قضائي أو بأمر من سلطة مختصة.
في حالة اإلدانة بالجرائم المنصوص عليها في هذا القانون ،تأمر الجهة القضائية بمصادرة
العائدات واألموال غير المشروعة ،وذلك مع مراعاة حاالت استرجاع األرصدة أو حقوق الغير حسن
النية.
وتحكم الجهة القضائية أيضا برد ما تم اختالسه أو قيمة ما حصل عليه من منفعة أو
ربح ،ولو انتقلت إلى أصول الشخص المحكوم عليه أو فروعه أو إخوته أو زوجه أو أصهاره
سواء بقيت تلك األموال على حالها أو وقع تحويلها إلى مكاسب أخرى".
المشاركة والشروع :تنص المادة 52من القانون 01-06على ":تطبق األحكام -5
المتعلقة بالمشاركة المنصوص عليها في قانون العقوبات على الجرائم المنصوص عليها في هذا
القانون.
يعاقب على الشروع في الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون بمثل الجريمة نفسها.
وفي غير ذلك من الحاالت ،تطبق األحكام المنصوص عليها في قانون اإلجراءات الجزائية.
غير أنه بالنسبة للجريمة المنصوص عليها في المادة 29من هذا القانون ،تكون مدة تقادم
الدعوى العمومية مساوية للحد األقصى للعقوبة المقررة لها".
101
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
-8آثار الفساد :تنص المادة 55من القانون 01-06على ":كل عقد أو صفقة أو براءة أو
امتياز أو ترخيص متحصل عليه من ارتكاب إحدى الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون ،يمكن
التصريح ببطالنه وانعدام آثاره من قبل الجهة القضائية التي تنظر في الدعوى مع مراعاة حقوق
الغير حسن النية".
أدى التطور العلمي والتكنولوجي في مجال تقنية المعلومات إلى ظهور أشكال مستحدثة من
الجرائم وبذلك لم تعد أ ساليب البحث والتحري التقليدية كافية وفعالة للكشف عنها ،مما دفع بالمشرع
إلى اعتماد أساليب تحري حديثة تتماشى وطبيعة هذه الجرائم .سنتناول أساليب التحري الخاصة
في(المطلب األول) ،ثم نتطرق إلى التعاون الدولي في (المطلب الثاني) ،ثم نتناول تدابير االسترداد
المباشر للممتلكات في (المطلب الثالث) ،وأخي ار نتطرق إلى استرداد الممتلكات عن طريق التعاون
الدولي في مجال المصادرة في (المطلب الرابع).
في هذا الصدد ،تنص المادة 56من القانون 01-06على":من أجل تسهيل جمع األدلة
المتعلقة بالجرائم المنصوص عليها في هذا القانون ،يمكن اللجوء إلى التسليم المراقب أو اتباع أساليب
تحر خاصة كالترصد اإللكتروني واالختراق ،على النحو المناسب وبإذن من السلطة القضائية
المختصة .تكون لألدلة المتوصل إليها بهذه األساليب حجيتها وفقا للتشريع والتنظيم المعمول بهما".
أوال :التسليم المراقب :عرفت المادة/2ك من القانون 01-06التسليم المراقب على أنه ":اإلجراء
ا لذي يسمح لشحنات غير مشروعة أو مشبوهة بالخروج من اإلقليم الوطني أو المرور عبره أو دخوله
بعلم من السلطات المختصة أو تحت مراقبتها ،بغية التحري عن جرم ما وكشف هوية األشخاص
الضالعين في ارتكابه".
حيث يسمح هذا األسلوب بكشف جرائم الفساد ،وذلك بالسماح للشحنات غير المشروعة أو
المشبوهة لمختلف األشياء التي تعد حيازتها جريمة أو متحصله من جريمة أو كانت أداة في ارتكابها
بالخروج من إقليم الدولة الوطني أو المرور عبره بعلم السلطات المختصة وتحت رقابتها السرية
1
بهدف معرفة الوجهة النهائية لهذه الشحنات وضبطها.
1
بومدين كعيبيش ،أساليب التحري الخاصة في جرائم الفساد ،مجلة القانون ،معهد العلوم القانونية واإلدارية ،المركز الجامعي
أحمد زبانة ،غليزان ،الجزائر ،المجلد ،05العدد ،2016 ،02ص ص.304-303
102
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
ثانيا :التسرب(االختراق) :وهو ما نصت عليه المادة 56من القانون 01-06سالفة الذكر،
حيث يعتبر التسرب من أهم التقنيات التي إستحدثها المشرع لمواجهة الجرائم المستحدث ،حيث
65مكرر 11إلى 65مكرر 18من القانون رقم 22-06:الصادر نصت عليه المواد
في 2006/12/20:يعدل ويتمم قانون اإلجراءات الجزائية.1
ويتم بموجب هذه العملية قيام ضابط الشرطة القضائية المكلف بتنسيق عملية التسرب بهدف
مراقبة أشخاص مشتبه فيهم وكشف أنشطتهماإلجرامية ،ويتم ذلك بإخفاء الهوية الحقيقية بإيهامهم
بأنه فاعل أو شريك أو خائف ،حيث المادة 65مکرر "": 12يقصد بالتسرب قيام ضابط أو عون
الشرطة القضائية ،تحت مسؤولية ضابط الشرطة القضائية المكلف بتنسيق العملية ،بم ا رقبة
األشخاص المشتبه في ارتكابهم جناية أو جنحة بإيهامهم أنه فاعل معهم أو شريك لهم أو خاف" ،
دون أن تشكل هذه األفعال تحريضا على ارتكاب الجريمة.2
حيث نصت المادة 65مكرر 5إلى المادة 65مكرر 10من القانون 22-06يعدل ويتمم
قانون اإلجراءات الجزائية على تنظيم اجراء اعتراض المراسالت وتسجيل األصوات والتقاط الصور
لمواجهة هذه الصور المستحدثة من الجرائم ،ومنها مواجهة كافة أشكال جرائم الفساد.
1أنظر :المادة 65مكرر 11إلى 65مكرر 18من القانون رقم 22-06:الصادر في ،2006/12/20:بعدل ويتمم األمر
رقم155-66:الصادر في 1966/06/08:والمتضمن قانون اإلجراءات الجزائية ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية
الديمقراطية الشعبية ،رقم ،84:الصادرة في.2006/12/24:
2
بومدين كعيبيش ،المرجع السابق ،ص ص.308-306
3
ناير نبيل عمر ،الحماية الج نائية للمحل اإللكتروني في جرائم المعلوماتية ،دار الجامعة الجديدة اإلسكندرية ،مصر،2010،
ص.149
103
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
ميز المشرع في القانون رقم 04-09 :يتضمن القواعد الخاصة للوقاية من من جانب آخر ّ
الجرائم المتصلة بتكنولوجيات اإلعالم اإلتصال ومكافحتها ،1بين المعطيات المتعلقة بالمحتوى ،وبين
المعطيات المتعلقة بالمرور مع وجهة نظر مزدوجة للشروط القانونية الواجب توافرها من أجل اإلذن
بكل اجراء( . )2حيث نص على تجميع المعطيات المتعلقة بالمحتوى بموجب المادة ( )04منه تحت
عنوان "مراقبة االتصاالت اإللكترونية" ونص على تجميع المعطيات في الوقت الفعلي لمعطيات
المرور بموجب المادة ( ) 11من القانون نفسه تحت عنوان" :حفظ المعطيات المتعلقة بحركة السير".
تتسم جرائم الفساد بالخطورة البالغة يمكن معها أن تتعدى حدود الدولة الواحدة ،لذا سعت
تشريعات الدول ومنها التشريع الجزائري إلى العمل على تكثيف التعاون الدولي في هذا المجال تطبيقا
لالتفاقيات الدولية في مجال مكافحة الفساد ومنها اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد لسنة،2003
وهذا ما تضمنه قانون مكافحة الفساد بموجب المواد من 57إلى ، 70بحيث يرمي هذا التعاون إلى
الكشف عن العمليات المالية المرتبطة بالفساد واسترداد عائدات الفساد.
أوال :التعاون القضائي :تنص المادة 57من القانون 01-06على ":مع مراعاة مبدإ المعاملة
بالمثل وفي حدود ما تسمح به المعاهدات واالتفاقات والترتيبات ذات الصلة والقوانين ،تقام عالقات
تعاون قضائي على أوسع نطاق ممكن ،خاصة مع الدول األطراف في االتفاقية في مجال التحريات
والمتابعات واإلجراءات القضائية المتعلقة بالجرائم المنصوص عليها في هذا القانون".
في هذا الصدد تعدد مظاهر التعاون الدولي ألجل مالحقة جرائم الفساد وتشمل المساعدة
القانونية المتبادلة في مجال التحقيق القضائي والمتابعات ومختلف اإلجراءات واالعتراف بحجية
األحكام الجنائية الدولية وتسليم المجرمين أو غيرها من الوسائل والتي أشارت إليها أغلبية االتفاقيات
الدولية مثلما نصت عليه االتفاقيات الدولية في هذا الشأن.
ثانيا :منع وكشف وتحويل العائدات االجرامية :تنص المادة 58من القانون 01-06على":
دون اإلخالل باألحكام القانونية المتعلقة بتبييض األموال وتمويل اإلرهاب ،وبغرض الكشف عن
1
أنظر :القانون رقم 04 – 09 :الصادر في 2009/08/05:يتضمن القواعد الخاصة للوقاية من الجرائم المتصلة
بتكنولوجيات اإلعالم واالتصال ومكافحتها ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،رقم ،47:الصادرة
في.2009/08/16:
2
رشيدة بوكر ،جرائم االعتداء على نظم المعالجة اآللية في التشريع الجزائري والمقارن ،ط ،1منشورات الحلبي الحقوقية،
بيروت ،لبنان ،2012 ،ص.368
104
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
العمليات المالية المرتبطة بالفساد ،يتعين على المصارف والمؤسسات المالية غير المصرفية ،وطبقا
للتنظيم المعمول به أن:
– 1تلتزم بالمعطيات الواردة بشأن األشخاص الطبيعيين أو االعتباريين الذين يتعين أن تطبق عليها
المؤسسات المالية الفحص الدقيق على حساباتها ،وكذا أنواع الحسابات والعمليات التي تتطلب متابعة
خاصة ،باإلضافة إلى التدابير الواجب اتخاذها لفتح هذه الحسابات ومسكها وتسجيل العمليات،
– 2تأخذ بعين االعتبار المعلومات التي تبلغ لها في إطار التعامل مع السلطات األجنبية ،وال سيما
المتعلقة منها بهوية األشخاص الطبيعيين أو االعتباريين الذين يجب مراقبة حساباتهم بدقة،
– 3تمسك كشوف وافية للحسابات والعمليات المتعلقة باألشخاص المذكورين في الفقرتين األولى
والثانية من هذه المادة ،لفترة خمس ( )5سنوات كحد أدنى من تاريخ آخر عملية مدونة فيها ،على
أن تتضمن هذه الكشوف معلومات عن هوية الزبون ،وقدر اإلمكان ،معلومات عن هوية المالك
المنتفع".
حيث تعتبر البنوك من أهم الحلقات التي تدور فيها األموال غير المشروعة ،ونظ ار لما تتمتع
به من تشعب العمليات المصرفية وسرعتها وتداخلها ،فإن لها الدور األبرز في إبعاد األموال
غيرالمشروعة واضفاء صفة المشروعية عليها ،ويمكن أن يكون دور البنوك أكثر وضوحا مع تقدم
العمليات المصرفية واستخدام األساليب التكنولوجية الحديثة بصورة مخالفة للقانون ،وخصوصا أن
اغلب تلك العمليات تتم بصورة آلية ،وامكانية الرقابة عليها تحتاج إلى جهد ووقت وتفرغ وتكاليف،
إضافة إلى القوانين التي تمنح الحسابات سرية التعامل المصرفي وعدم قابليتها للكشف إال في ظروف
خاصة.1
ثالثا :التعامل مع المصارف والمؤسسات المالية :تنص المادة 59من القانون 01-06على":
من أجل منع تحويل عائدات الفساد وكشفها ،ال يسمح أن تنشأ باإلقليم الجزائري مصارف ليس لها
حضور مادي وال تنتسب إلى مجموعة مالية خاضعة للرقابة.
كما ال يرخص للمصارف والمؤسسات المالية المنشأة في الجزائر بإقامة عالقات مع مؤسسات
مالية أجنبية تسمح باستخدام حساباتها من طرف مصارف ليس لها حضور مادي وال تنتسب إلى
مجموعة مالية خاضعة للرقابة".
1نبيل مالكية ،التعاون الدولي في مجال استرداد الموجودا ت المتأتية من جرائم الفساد اإلداري ،مجلة األستاذ الباحث للدراسات
القانونية والسياسية ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة محمد بوضياف ،المسيلة ،الجزائر ،العدد ،03سبتمبر،2016
ص.94
105
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
وعليه وبهدف منع تحويل عائدات الفساد وكشفها ،ال يسمح المشرع بانشاء مصارف ومؤسسات
مالية صورية في الجزائر اإل إذا كان لها حضور فعلي ،بما يستبعد معه انشاء البنوك االفتراضية.
رابعا :تقديم المعلومات :تنص المادة 60من القانون 01-06على ":يمكن السلطات الوطنية
المماثلة أن تمد السلطات األجنبية المختصة بالمعلومات المالية المفيدة المتوفرة لديها ،بمناسبة
التحقيقات الجارية على إقليمها ،وفي إطار اإلج ارءات المتخذة بغرض المطالبة بعائدات الجرائم
المنصوص عليها في هذا القانون ،واسترجاعها".
خامسا :الحساب المالي المتواحد بالخارج :تنص المادة 61من القانون 01-06على ":لتزم
الموظفون العموميون الذين لهم مصلحة في حساب مالي في بلد أجنبي أو حق أو سلطة توقيع أو
سلطة أخرى على ذلك الحساب ،بأن يبلغوا السلطات المعنية عن تلك العالقة ،وأن يحتفظوا بسجالت
مالئمة تتعلق بتلك الحسابات ،وذلك تحت طائلة الجزاءات التأديبية ودون اإلخالل بالعقوبات الجزائية
المقررة".
تنص المادة 62من القانون 01-06على ":تختص الجهات القضائية الجزائرية بقبول الدعاوى
المدنية المرفوعة من طرف الدول األعضاء في االتفاقية ،من أجل االعتراف بحق ملكيتها للممتلكات
المتحصل عليها من أفعال الفساد.
ويمكن الجهات القضائية التي تنظر في الدعاوى المرفوعة طبقا للفقرة األولى من هذه المادة،
أن تلزم األشخاص المحكوم عليهم بسبب أفعال الفساد بدفع تعويض مدني للدولة الطالبة عن الضرر
الذي لحقها.
وفي جميع الحاالت التي يمكن أن يتخذ فيها قرار المصادرة ،يتعين على المحكمة التي تنظر
في القضية أن تأمر بما يلزم من تدابير لحفظ حقوق الملكية المشروعة التي قد تطالب بها دولة
أخرى طرف في االتفاقية".
يتعبر استرداد العائدات اإلجرامية المتأتية عن جرائم الفساد من أهم اإلشكاالت التي تسعى
أجهزة المجتمع الدولي إلى حلّها بطرق فعالة لمواجهة ظاهرة الفساد الذي تضعف االقتصاد وتعيق
وتعد عمليات البحث وال تحري عن العائدات اإلجرامية أول خطوة في طريق استردادها ،لذا
النموّ ،
ّ
وجب أن تخضع هذه اإلجراءات إلى تنظيم مسبق لتحقيق الغرض منها ،األمر الذي يستدعي إنشاء
106
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
أجهزة دولية واقليمية ،وتوفير جميع األساليب اإلجرائية لتجسيد ذلك ،وعلى اختالف األساليب
1
التحضيرية التي تسبق مرحلة استرداد الموجودات وتحصيلها.
في هذا الشأن ،تنص المادة 63من القانون 01-06على ":تعتبر األحكام القضائية األجنبية
التي أمرت بمصادرة ممتلكات اكتسبت عن طريق إحدى الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون،
أو الوسائل المستخدمة في ارتكابها نافذة باإلقليم الجزائري طبقا للقواعد واإلجراءات المقررة.
يمكن الجهات القضائية أثناء نظرها في جرائم تبييض األموال أو جريمة أخرى من اختصاصها وفقا
للتشريع الجاري به العمل ،أن تأمر بمصادرة الممتلكات ذات المنشأ األجنبي والمكتسبة عن طريق
إحدى الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون ،أو تلك المستخدمة في ارتكابها.
ويقضى بمصادرة الممتلكات المذكورة في الفقرة السابقة حتى في انعدام اإلدانة بسبب انقضاء الدعوى
العمومية أو ألي سبب آخر".
وتعتبر المصادرة من الجزاءات الجنائية األكثر فعالية في مكافحة الفساد ،ألن مصادرة األموال
الناتجة عن جرائم الفساد تعني القضاء على الغرض الذي تسعى التنظيمات اإلجرامية إلى تحقيقه
وهو الربح ،ولذا فإن التعاون الدولي في مجال هذه العقوبة ينطوي على أهمية بالغة السيما وأن هذه
التنظيمات تعمد في كثير من األحيان إلى الحفاظ على أموالها أو استثماراتها في دول أخرى غير
تلك التي ترتكب فيها الجريمة.2
أوال :التجميد والحجز :تنص المادة 64من القانون 01-06على ":وفقا لإلجراءات المقررة،
يمكن الجهات القضائية أو السلطات المختصة بناء على طلب إحدى الدول األطراف في االتفاقية
التي تكون محاكمها أو سلطاتها المختصة قد أمرت بتجميد أو حجز العائدات المتأتية من إحدى
الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون ،أو الممتلكات أو المعدات أو األدوات التي استخدمت أو
كانت معدة لالستخدام في ارتكاب هذه الجرائم ،أن تحكم بتجميد أو حجز تلك الممتلكات شريطة
وجود أسباب كافية لتبرير هذه اإلجراءات ووجود ما يدل على أن مآل تلك الممتلكات هو المصادرة.
1
خليل اهلل فليغة ،آليات استرداد الموجودات المتحصل عليها من جرائم الفساد ،في الملتقى الوطني األول حول":االستراتيجية
الوطنية للوقاية من الفساد ومكافحته في الجزائر"الواقع واآلفاق ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة محمد الشريف مساعدية،
سوق أهراس ،الجزائر ،يوم ،2021/02/24:ص.03
2
نبيل مالكية ،المرجع السابق ،ص.96
107
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
يمكن الجهة القضائية المختصة أن تتخذ اإلجراءات التحفظية المذكورة في الفقرة السابقة على أساس
معطيات ثابتة ،ال سيما إيقاف أو اتهام أحد األشخاص الضالعين في القضية بالخارج.
ترد الطلبات المذكورة في الفقرة األولى من هذه المادة ،وفق الطرق المنصوص عليها في المادة 67
أدناه ،وتتولى النيابة العامة عرضها على المحكمة المختصة التي تفصل فيها وفقا لإلجراءات المقررة
في مادة القضاء االستعجالي".
حيث يعد الطلب اول خطوة تقوم بها الدولة التي لها والية قضائية على احدى جرائم الفساد
من أجل مصادرة عائدات جرائم الفساد شريطة تقديم أسباب كافية لتبرير هذه اإلجراءات ووجود ما
يدل على أن مآل تلك الممتلكات هو المصادرة ،وتقوم الدولة متلقية الطلب بكافة اإلجراءات الالزمة
1
للكشف عن هذه الممتلكات واقتفاء أثرها وحجزها بهدف مصادرتها لصالح الدولة صاحبة الطلب.
ثانيا :رفع اإلجراءات التحفظية :تنص المادة 65من القانون 01-06على ":يجوز رفض
التعاون الرامي إلى المصادرة المنصوص عليه في هذا القانون ،أو إلغاء التدابير التحفظية ،إذا لم
تقم الدولة الطالبة بإرسال أدلة كافية في وقت معقول ،أو إذا كانت الممتلكات المطلوب مصادرتها
ذات قيمة زهيدة .غير أنه قبل رفع أي إجراء تحفظي ،يمكن السماح للدولة الطالبة بعرض ما لديها
من أسباب تبرر إبقاء اإلجراءات التحفظية".
ثالثا :طلبات التعاون الدولي بغرض المصادرة :تنص المادة 66من القانون 01-06على":
فضال عن الوثائق والمعلومات الالزمة التي يجب أن تتضمنها طلبات التعاون القضائي وفقا لما
تقرره االتفاقيات الثنائية والمتعددة األطراف وما يقتضيه القانون ،ترفق الطلبات المقدمة من إحدى
الدول األطراف في االتفاقية ،ألجل الحكم بالمصادرة أو تنفيذها ،حسب الحاالت بما يأتي:
– 1بيان بالوقائع التي استندت إليها الدولة الطالبة ،ووصف اإلجراءات المطلوبة ،إضافة إلى نسخة
مصادق على مطابقتها لألصل من األمر الذي استند إليه الطلب ،حيثما كان متاحا وذلك إذا تعلق
األمر باتخاذ إجراءات التجميد أو الحجز أو بإجراءات تحفظية،
– 2وصف الممتلكات المراد مصادرتها وتحديد مكانها وقيمتها متى أمكن ذلك ،مع بيان بالوقائع
التي استندت إليها الدولة الطالبة ،والذي يكون مفصال بالقدر الذي يسمح للجهات القضائية الوطنية
باتخاذ قرار المصادرة طبقا لإلجراءات المعمول بها ،وذلك في حالة الطلب الرامي إلى استصدار
حكم بالمصادرة،
1
عبد الكريم مناصرية ،خصوصية إجراءات مكافحة جرائم الفساد في التشريع الجزائري ،أطروحة دكتوراه ،كلية الحقوق
والعلوم السياسية ،جامعة العربي التبسي ،تبسة ،الجزائر ،2019 ،ص.367
108
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
– 3بيان يتضمن الوقائع والمعلومات التي تحدد نطاق تنفيذ أمر المصادرة الوارد من الدولة الطالبة،
إلى جانب تقديم هذه األخيرة لتصريح يحدد التدابير التي اتخذتها إلشعار الدول األطراف حسنة النية،
بشكل مناسب ،وكذا ضمان مراعاة األصول القانونية والتصريح بأن حكم المصادرة نهائي ،وذلك إذا
تعلق األمر بتنفيذ حكم بالمصادرة".
إضافة إلى ضرورة توافر هذه البيانات سالفة الذكر ،يجب أن يرفق طلب المصادرة باألدلة
الكافية التي تبرر اللجوء على إجراء المصادرة ،وتتمحور هذه األدلة حول جريمة الفساد التي تحصل
من خاللها ال جاني على تلك األموال والممتلكات وتحويلها لدولة أخري ،حيث يلعب وجود هذه األدلة
1
دروا فعاال في اقناع الدولة متلقية الطلب لمصادرة ممتلكات الجاني.
رابعا :إجراءات التعاون الدولي من أجل المصادرة :تنص المادة 67من القانون01-06
على ":يوجه الطلب الذي تقدمه إحدى الدول األطراف في االتفاقية ،لمصادرة العائدات اإلجرامية أو
الممتلكات أو المعدات أو الوسائل األخرى المذكورة في المادة 64من هذا القانون ،والمتواجدة على
اإلقليم الوطني ،مباشرة إلى و ازرة العدل التي تحوله للنائب العام لدى الجهة القضائية المختصة.
ترسل النيابة العامة هذا الطلب إلى المحكمة المختصة مرفقا بطلباتها ،ويكون حكم المحكمة قابال
لإلستئناف والطعن بالنقض وفقا للقانون.
تنفذ أحكام المصادرة المتخذة على أ ساس الطلبات المقدمة وفقا لهذه المادة بمعرفة النيابة العامة
بكافة الطرق القانونية".
خامسا :تنفيذ أحكام المصادرة الصادرة من جهات قضائية أجنبية :تنص المادة 68من
القانون 01-06على ":ترد ق اررات المصادرة التي أمرت بها الجهات القضائية إلحدى الدول األطراف
في االتفاقية ،عبر الطرق المبينة في المادة 67أعاله ،وتنفذ طبقا للقواعد واإلجراءات المعمول بها
في حدود الطلب ،وذلك طالما أنها تنصب على عائدات الجريمة أو الممتلكات أو العتاد أو أية
وسائل استعملت الرتكاب الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون".
سادسا :التعاون الخاص :تنص المادة 69من القانون 01-06على ":يمكن تبليغ معلومات
خاصة بالعائدات اإلجرامية وفقا لهذا القانون ،إلى أية دولة طرف في االتفاقية دون طلب مسبق
منها ،عندما يتبين أن هذه المعلومات قد تساعد الدولة المعنية على إجراء تحقيقات أو متابعات أو
إجراءات قضائية أو تسمح لتلك الدولة بتقديم طلب يرمي إلى المصادرة".
ويمكن في إطار التعاون الدولي تبليغ معلومات خاصة بالعائدات اإلجرامية وفقا لقانون الوقاية
من الفساد ومكافحته إلى أية دولة طرف في االتفاقية دون طلب مسبقا منها عندما يتبين أن هذه
المعلومات قد تساعد الدولة المعنية على إجراء تحقيقات أو متابعات أو إجراءات قضائية أو تسمح
1
لتلك الدولة بتقديم طلب يرمي إلى المصادرة
سابعا :التصرف في الممتلكات المصادرة :تنص المادة 70من القانون 01-06على ":عندما
يصدر قرار المصادرة طبقا ألحكام هذا الباب ،يتم التصرف في الممتلكات المصادرة وفقا للمعاهدات
الدولية ذات الصلة والتشريع المعمول به".
1
خليل اهلل فيلغة ،المرجع السابق ،ص.04
110
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
الخاتمة
إن تعقد ظاهرة الفساد وامكانية تغلغلها في كافة جوانب الحياة ،يقتضي تبني استراتيجية تقوم
على الشمولية والتكامل لمكافحة هذه الظاهرة مثل :المحاسبة المتمثلة في خضوع األشخاص الذين
يتولون المناصب العامة للمسائلة القانونية واإلدارية واألخالقية عـن نتائج أعمالهم ،إضافة إلى مسائلة
من هم في الوظائف العامة سواء كانوا منتخبين أو معينين ،وذلك بتقديم تقارير دورية عن نتائج
أعمالهم ومدى نجاعتهم في تنفيذها وضمان حق المواطن في الحصول على المعلومات ،والشفافية
ف ي تبني سياسة الوضوح داخل المؤسسة في عالقتها مع المواطن وعلنية اإلجراءات واألهـ ــداف،
ونشر منظومة القيم المتعلقة بالصدق واألمانة واإلخالص في العمل.
وعموما عمل المشرع في سياسته الجنائية لمكافحة ظاهرة الفساد على انتهاج شقين هما:
الشق الوقائي والمتضمن وضع تد ابير وقائية سواء ضمن القطاع العام أو الخاص مستمدة من اتفاقية
األمم المتحدة لمكافحة الفساد هدفها كبح ومعالجة ظاهرة الفساد قبل انتشارها ،والشق الثاني يتعلق
بالتجريم والعقاب وأساليب التحري الخاصة والتعاون الدولي والقضائي خاصة ما تعلق بالحجز
والمصادرة واسترداد األموال المتحصلة من جرائم الفساد.غير أنه يالحظ تراخي المشرع في التطبيق
الصارم ألحكام القانون 01-06رغم ما تعانيه الجزائر لحد الساعة من انتشار كافة أشكال الفساد،
وعليه يمكن تحقيق فعالية أكبر لتطبيق أحكام هذا القانون بــ:
-تبني نظام ديمقراطي يقوم على مبدأ الفصل بين السلطات وسيادة القانون من خالل خضوع
الجميع له.
-بناء جهاز قضائي مستقل وقوي ونزيه وااللتزام من قبل السلطة التنفيذية على احترام أحكامه.
-إعمال القوانين المتعلقة بمكافحة الفساد على جميع المستويات وتشديد األحكام المتعلقة
بمكافحة الرش ــوة والمحسوبية واستغالل الوظيفة العامة.
-تفعيل دور السلطة العليا للشفافية ومكافحة الفساد.
-تطوير دور المسائلة والرقابة للسلطة التشريعية على أعمال السلطة التنفيذية من خالل
األدوات البرلمانية المختلفة.
-التركيز على البعد األخالقي في مكافحة الفساد في القطاع العام والخاص.
-إعطاء الحرية للصحافة وتمكينها من الوصول للمعلومات للمساهمة في التحقيقات التي
تكشف عن الفســاد والمفسدين.
-وضع آليات خاصة إلشراك فعاليات المجتمع المدني لمكافحة الفساد.
111
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
112
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
-القانون رقم 08-22 :الصادر في 05ماي ،2022يـحـدد تنظيم السلطة العليا للشفافية
والوقاية من الفساد ومكافحته وتشكيلها وصالحياتها ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية
الديمقراطية الشعبية ،رقم ،32 :الصادرة في ،2022/05/14:ص ص.11-6
-2.3األوامر:
-األمر رقم ،156-66الصادر في 08 :يونيو ،1966يتضمن قانون العقوبات ،الجريدة
الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،رقم 49 :الصادرة في 11 :يونيو ،1966
ومتمم.
معدل ّّ
-األمر رقم ،58-75 :الصادر في 26 :سبتمبر ،1975يتضمن القانون المدني ،الجريدة
الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،رقم 78:الصادرة30 :سبتمبر ،1975
ومتمم.
معدل ّّ
-األمر رقم 11-03 :المؤرخ في 2003/08/26 :يتعلق بالنقد والقرض ،الجريدة الرسمية
للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية رقم ، 52:الصادرة في.2003/08/27:
-األمر رقم 03-06 :الصادر في 15 :يوليو ،2006يتضمن القانون األساسي العام للوظيفة
العمومية ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،العدد ،46الصادرة في:
16يوليو .2006
-األمر رقم 05-10:الصادر في 2010/08/26:يتمم القانون 01-06يتعلق بالوقاية من
الفساد ومكافحته ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،العدد،50
الصادرة في.2010/09/01:
-األمر رقم 04-20:الصادر في 2020/08/30:يعدل ويتمم األمر رقم 155-66:الصادر
في 1966/06/08:وا لمتضمن قانون اإلجراءات الجزائية ،الجريدة الرسمية للجمهورية
الجزائرية الديمقراطية الشعبية رقم ،51:الصادرة في.2020/08/31:
-3.3المراسيم الرئاسية:
-المرسوم الرئاسي رقم 55-02 :المؤرخ في 05فيفيري ،2002يتضمن التصديق بتحفظ
على اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية ،المعتمدة من طرف
الجمعية العامة لمنظمة األمم المتحدة بتاريخ ،2000/11/15 :الجريدة الرسمية للجمهورية
الجزائرية الديمقراطية الشعبية رقم ،09:الصادرة في.2002/02/10:
113
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
114
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
-أحسن بوسقيعة ،الوجيز في القانون الجزائي الخاص ،ط ،12دار هومة للطباعة والنشر
والتوزيع ،ج.2012 ،2
-أمجد سعود قطفان الخريشة ،جريمة غسيـل األمـوال ،د ارسـة مقارنـة ،دار الثقافة للنشـر
والتوزيع ،عمان.2006،
-أنور العمروسي ،أمجد العمروسي ،جرائم األموال العامة وجرائم الرشوة ،ط ،2النسر الذهبي
للطباعة ،القاهرة.1996 ،
-داود يوسف صبح ،تبييض األموال والسرية المصرفية الفساد أصل العلة ،مكتبة صادر
ناشرون ،بيروت.2002 ،
-حسن عواضة وعبد الرؤوف قطيش ،المالية العامة-دراسة مقارنة ،ط ،1منشورات الحلبي
الحقوقية.2013،
-ياسر كمال الدين ،جرائم الرشوة واستغالل النفوذ ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية.2008 ،
-موسى بودهان ،النظام القانوني لمكافحة الرشوة ،دار الهدى – عيم مليلة – الجزائر ،سنة
.2010
-محمد الغ زالي ،الفساد السياسي في المجتمعات العربية واإلسالمية-أزمة الشورى ،نهضة
مصر للطباعة والنشر والتوزيع ،مصر.2005،
-محمد محي الدين عوض ،جرائم غسل األموال ،جامعة نايف العربية للعلوم األمنية ،الرياض
،مركز الدراسات و البحوث .2004 ،
-محمد حليم ليمام ،ظاهرة الفساد السياسي في الجزائر األسباب اآلثار واإلصالح ،ط ،1مركز
دراسات الوحدة العربية ،لبنان.2011،
-محمد عباس محرزي ،اقتصاديات المالية العامة – النفقات العامة – اإليرادات العامة –
الميزانية العامة للدولة ،ط ،6ديوان المطبوعات الجامعية.2015 ،
-محمد صبحي نجم ،شرح قانون العقوبات الجزائري-القسم الخاص ،ديوان المطبوعات
الجامعية ،بن عكنون ،الجزائر.2000 ،
-مليكة هنان ،جرائم الفساد ،دار الجامعة الجديدة ،اإلسكندرية.2010 ،
-ناير نبيل عمر ،الحماية الجنائية للمحل اإللكتروني في جرائم المعلوماتية ،دار الجامعة
الجديدة اإلسكندرية ،مصر.2010،
115
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
-سليمان عبد المنعم ،الجوانب الموضوعية واالجرائية في اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد-
دراسة في موائمة التشريعات العربية ألحكام االتفاقية ،دار المطبوعات الجامعية ،اإلسكندرية،
.2015
-عامر خضير الكبيسي ،الفساد والعولمة تزامن ال توأمة ،المكتب الجامعي الحديث،
اإلسكندرية.2018 ،
-عبد الحكم فودة ،جرئم اإلحتيال ،دار المطبوعات الجامعية ،اإلسكندرية.1997 ،
-عبد العزيز عياد ،تبييض األموال والقوانين واإلجراءات المتعلقة بالوقاية منهـا ومكافحتها في
الجزائر ،دار الخلدونية ،الجزائر.2007 ،
-عزيز ريسان ،الفساد وآثاره النفسية ةاالجتماعية ،دراسة في أسبابه ،أشكاله ،نتائجه في
المجتمع الشرقي ،دار دجلة ،األردن.2018،
-عمار بوضياف ،الوظيفة العامة في التشريع الجزائري ،جسور للنشر والتوزيع الجزائر،
.2015
-عمار بوضياف ،شرح تنظيم الصفقات العمومية ،جسور للنشر والتوزيع ،الطبعة الرابعة. ،
.2011 -
-عصام عبد الفتاح مطر ،جرائم الفساد اإلداري ،دار الجامعة الجديدة ،اإلسكندرية.2011 ،
-صالح الدين فهمي محمود ،الفساد اإلداري كمعوق لعمليات التنمية االجتماعية و
االقتصادية ،دار النشر بالمركز العربي للدراسات األمنية و التدريب بالرياض.1994 ،
-صالح الدين حسن ا لسيسي ،موسوعة جرائم الفساد االقتصادي ،دار الكتاب الحديث،
القاهرة.2012،
-رشيدة بوكر ،جرائم االعتداء على نظم المعالجة اآللية في التشريع الجزائري والمقارن ،ط،1
منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت ،لبنان.2012 ،
-5المقاالت العلمية:
-ايمان بوقصة ،آليات التعاون الدولي لمكافحة الفساد ،مجلة اآلداب والعلوم االجتماعية،
جامعة محمد لمين دباغين ،سطيف ،2الجزائر ،المجلد ،16العدد.2019 ،4
-إسراء عالء الدين نوري ،دور مؤسسات المجتمع المدني في مكافحة ظاهرة الفساد – دراسة
حالة العراق -مجلة جامعة تكريت للعلوم القانونية و السياسية ،العدد 6السنة .2020
116
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
-بومدين كعيبيش ،أساليب التحري الخاصة في جرائم الفساد ،مجلة القانون ،معهد العلوم
القانونية واإلدارية ،المركز الجامعي أحمد زبانة ،غليزان ،الجزائر ،المجلد ،05العدد،02
.2016
-جمال الدين عنان ،جريمة استغالل نفوذ األعوان العموميين للحصول على امتيازات غيرمبررة
في مجال الصفقات العمومية ،مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ،كلية
الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة محمد بوضياف ،المسيلة ،الجزائر ،المجلد األول ،العدد،07
2017
-حاج علي مداح ،جريمة إساءة استغالل الوظيفة ،المجلة الجزائرية للحقوق والعلوم السياسية،
جامعة تسمسيلت ،الجزائر ،المجلد ،04العدد.2019 ،02
-حورية بنعودة ،الفساد السياسي أسبابه و أثاره ،مجلة البحوث القانونية و السياسية ،جامعة
موالي طاهر بسعيدة – الجزائر ،العدد.2014 ،02
-طاشمة بومدين ،الحكم الراشد ومشكلة بناء قدرات اإلدارة المحلية في الجزائر ،مجلة العلوم
االجتماعية واإلنسانية التواصل ،جامعة باجي مختار ،عنابة ،الجزائر ،العدد،26
جوان.2010
-يوسف بلمهدي ،مفهوم الفساد وأنواعه في الشريعة اإلسالمية ،مجلة الثقافة اإلسالمية ،و ازرة
الشؤون الدينية واألوقاف ،الجزائر ،المجلد ،14العدد.2020 ،01
-محمد بن عزوز ،الفساد اإلداري واالقتصادي ،آثاره وآليات مكافحته -حالة الجزائر ،المجلة
الجزائرية للعولمة والسياسات االقتصادية ،جامعة الجزائر ،3الجزائر ،العدد.2016 ،07
-معمر فرقاق ،الرشوة في قانون مكافحة الفساد ،مجلة األكاديمية للدراسات االجتماعية
واإلنسانية ،جامعة حسيبة بن بوعلي ،الشلف ،الجزائر ،العدد السادس ،السداسي الثاني،
.2011
-نبيل مالكية ،التعاون الدولي في مجال استرداد الموجودات المتأتية من جرائم الفساد اإلداري،
مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة
محمد بوضياف ،المسيلة ،الجزائر ،العدد ،03سبتمبر.2016
-نبيلة رزاقي ،جريمة المحاباة في الصفقات العمومية ،مجلة البحوث والدراسات القانونية
والسياسية ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة البليدة ،2العدد السابع.2015 ،
117
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
-سارة بوسعيود وشراف عقون ،واقع الفساد في الجزائر وآليات مكافحته ،مجلة البحوث
االقتصادية والمالية ،جامعة العربي بن مهيدي ،أم البواقي ،الجزائر ،المجلد الخامس ،العدد
األول.2018،
-سامية دلندة ،ظاهرة تبييض األموال ،مكافحتها والوقاية منها ،نشرة القضاة ،و ازرة العدل،
الجزائر ،العدد ،60الجزائر.2006 ،
-عائشة شيخي وعياشي بوزيان ،الفساد االقتصادي وآليات مكافحته في التشريع الجزائري،
مجلة البحوث القانونية والسياسية ،جامعة موالي الطاهر ،سعيدة ،الجزائر ،العدد،5
ديسمبر.2015
-عبد الحليم بن مشري وعمر فرحاتي ،الفساد اإلداري مدخل مفاهيمي ،مجلة االجتهاد
القضائي ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،مخبر االجتهاد القضائي ،جامعة محمد خيضر،
بسكرة ،الجزائر ،العدد.2018 ،5
-عبد العالي حاحة ،جريمة االثراء غير المشروع في ضوء قانون الوقاية من الفساد ومكافحته،
مجلة العلوم اإلنسانية ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،الجزائر ،العدد.2009 ،16
-عبد الرزاق براهمي ،جريمة تعارض المصالح في مجال الصفقات العمومية والعقوبات المقررة
لها في التشريع الجزائري وبعض التشريعات المقارنة ،مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية
والسياسية ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة محمد بوضياف ،المسيلة ،الجزائر ،المجلد
،04العدد.2019 ،02
-فتيحة خا لدي خيرة ميمون ،جريمة اختالس األموال والممتلكات في القطاع العام والخاص،
مجلة الدراسات االقتصادية المعاصرة ،جامعة المسيلة ،الجزائر ،المجلد ،04العدد،01
.2019
متفحصة في األسباب والتداعيات،
-رضا كشان ،ظاهرة الفساد السياسي في المجتمعات :قراءة ّ
المجلة الجزائرية لألمن والتنمية ،حامعة باتنة ،1الجزائر ،المجلد ،9العدد.2020 ،16
-عبلة سقني ومحمد األمين هيشور ،ظاهرة الفساد في المجتمع الجزائري :دراسة في األسباب
وآليات المكافحة ،المحلة الجزائرية للسياسات العامة ،جامعة الجزائر ،3المجلد ،07العدد،01
.2018
-شريفة خالدي ،جريمة الرشوة في الصفقات العمومية ،مجلة العلوم االجتماعية واإلنسانية،
جامعة محمد بوضياف ،المسيلة ،الجزائر ،العدد.2018 ،15
118
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
119
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
-مقالتي منى ،جريمة المحاباة في مجال الصفقات العمومية ،الملتقى الوطني حول التصدي
الجزائي والمؤسساتي للفساد في الجزائر-جامعة 8ماي 1945قالمة -كلية الحقوق و العلوم
السياسية -قسم العلوم القانونية و االدارية -يوم 27افريل .2016
-عمار ميسوري ،التدابير اإلستعجالية قبل إبرام الصفقات العمومية وبعدها ،الملتقى الوطني
حول :الصفقات العمومية ،مجلس الدولة يومي27 :و 28نوفمبر .2016
-مريم فلكاوي ،الحكم ال ارشـد ومكافحة الفسـاد بين المفاهيم وواقع التجربة الجزائرية ،الملتقى
الوطني حول :الحكم الراشد ومكافحة الفساد ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،قسم الحقوق،
جامعة 8ماي 1945قالمة ،يومي 08:و 09أفريل.2007
-نضيرة بوعزة ،جريمة الرشوة في ظل القانون 01-06المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته،
الملتقى الوطني حول حوكمة الشركات كآلية للحد من الفساد المالي واإلداري ،كلية العلوم
االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،يومي07-06:
ماي.2012
-فريدة مزياني ،دور اإلد ارة والقضاء في مكافحة ظاهرة الفساد ،الملتقى الوطني حول :الحكم
الراشد ومكافحة الفساد ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،قسم الحقوق ،جامعة 8ماي 1945
قالمة ،يومي 08:و 09أفريل.2007
-خليل اهلل فليغة ،آليات استرداد الموجودات المتحصل عليها من جرائم الفساد ،في الملتقى
الوطني األول حول":االستراتيجية الوطنية للوقاية من الفساد ومكافحته في الجزائر"الواقع
واآلفاق ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة محمد الشريف مساعدية ،سوق أهراس،
الجزائر ،يوم.2021/02/24:
-9المعاجم
-معجم لسان العرب البن منظور
-10مواقع االنتنرت:
الفساد: من للوقاية الوطنية -الهيئة
https://onplc.org.dz/%d9%85%d8%a4%d8%aa%d9%85%d8%b1-
%d8%af%d9%88%d9%84%d9%8a-%d8%ad%d9%88%d9%84-
%d8%a3%d8%af%d8%a7%d8%a9-
%d8%aa%d9%82%d9%8a%d9%8a%d9%85-
%d8%ac%d9%87%d9%88%d8%af-
120
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
/%d9%85%d9%83%d8%a7%d9%81%d8%ad%d8%a9-%d8%a7
بتاريخ 2022/01/15:على الساعة.21:25:
الرابط: -ورقة عمل البنك بعنوان ":صحيفة وقائع مكافحة الفساد" على
https://www.albankaldawli.org/ar/news/factsheet/2020/02/19/antico
rruption-fact-sheetبتاريخ 2022/01/06:على الساعة.07:36:
الرابط: على الجزائرية األنباء وكالة -موقع
https://www.aps.dz/ar/economie/119218-2022-01-02-17-33-
51بتاريخ 2022/01/04:على الساعة.08:05:
الرابط: على المتحدة األمم -موقع
https://www.unodc.org/documents/treaties/UNCAC/Publications/Co
nvention/08-50024_A.pdfبتاريخ 2022/01/05:على الساعة.09:30:
الرابط: على األوروبي االتحاد -موقع
https://rm.coe.int/CoERMPublicCommonSearchServices/DisplayDC
TMContent?documentId=09000016806d86ceبتاريخ 2022/01/05:على
الساعة.10:00:
موقعها: على المالي العمال مجموعة -توصيات
https://mlcu.org.eg/upload/uploadeditor/files/%D8%AA%D9%88%D
8%B5%D9%8A%D8%A7%D8%AA/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D
9%88%D8%B5%D9%8A%D8%A7%D8%AA%20%D8%A7%D9%83
%D8%AA%D9%88%D8%A8%D8%B1%202020.pdf
بتاريخ 0182022/06:على الساعة.08:24:
-تصريح الوزير األول وزير المالية أيمن عبد الرحمن بشأن إنشاء البوابة االلكترونية للصفقات
الرابط : على الجزائرية األنباء وكالة موقع على منشور العمومية،
https://www.aps.dz/ar/economie/tag/%D8%A8%D9%88%D8%A7%
D8%A8%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%B
على 1%D9%88%D9%86%D9%8A%D8%A9بتاريخ،2022/01/13:
الساعة10:54:
121
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
122
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
فهرس الموضوعات
مقدمة...............................................................................ص4-1
الفصل األول :التصدي والوقائي والمؤسساتي لمكافحة الفساد............................:ص4
المبحث األول :ماهية الفساد.................................................................:ص4
المطلب األول :تعريف الفساد وأشكاله....................................................... :ص4
أوال :تعريف الفساد.......................................................................... :ص5
ثانيا :أشكال الفساد........................................................................ :ص11
المطلب الثاني :أسباب الفساد وآثاره......................................................... :ص12
أوال :أسباب الفساد......................................................................... :ص12
ثانيا :آثار الفساد......................................................................... :ص16
المطلب الثالث :الجهود الدولية واإلقليمية لمكافحة ظاهرة الفساد..............................:ص18
أوال :جهود المنظمات الدولية.............................................................. :ص18
ثانيا :جهود المنظمات اإلقليمية........................................................... :ص21
ثالثا :دور بعض المنظمات والمؤسسات المالية في مكافحة الفساد............................. :ص23
المبحث الثاني :التصدي الوقائي لظاهرة الفساد............................................. :ص25
المطلب األول :دور السلطة التشريعية والتنفيذية في مكافحة الفساد.......................... :ص26
أوال :دور السلطة التشريعية................................................................ :ص26
ثانيا :دور السلطة التنفيذية................................................................ :ص27
المطلب الثاني :التدابير الوقائية لمكافحة الفساد ضمن القطاع العام ......................... :ص28
أوال :التدابير الوقائية في مجال التوظيف................................................... :ص29
ثانيا :التزام التصريح بالممتلكات............................................................ :ص35
ثالثا :مدونات سلوك الموظفين العموميين................................................... :ص38
رابعا :إبرام الصفقات العمومية............................................................. :ص39
خامسا :تسيير األموال العمومية........................................................... :ص44
سادسا :الشفافية في التعامل مع الجمهور.................................................. :ص45
سابعا :مشاركة المجتمع المدني........................................................... :ص46
ثامنا :تدابير منع تبييض األموال.......................................................... :ص48
المطلب الثالث :التدابير الوقائية لمكافحة الفساد ضمن القطاع الخاص...................... :ص49
123
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
124
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
المبحث الثاني :الجرائم المتعلقة بالصفقات العمومية واخالل الموظف بالتزاماته بموجب قانون مكافحة
الفساد.................................................................................:ص90
المطلب األول :جريمة منح امتيازات غير مبررة في مجال الصفقات العمومية.....……..… :ص91
المطلب الثاني :جريمة استغالل نفوذ األعوان العموميين للحصول على امتيازات غير مبررة في مجال
الصفقات العمومية .……………………………………………………………. :ص93
المطلب الثالث :جريمة الرشوة في مجال الصفقات العمومية................................. :ص95
المطلب الرابع :جرائم اخالل الموظف بالتزاماته بموجب قانون مكافحة الفساد..................:ص96
أوال :جرائم اخالل الموظف العمومي بالتزاماته................................................:ص96
ثانيا :صور جرائم عرقلة البحث عن الحقيقة.................................................:ص97
ثالثا :األحكام الخاصة بجرائم الفساد.......................................................:ص101
المبحث الثالث :أساليب التحري الخاصة والتعاون الدولي................................... :ص103
المطلب األول :أساليب التحري الخاصة.................................................. :ص103
أوال :التسليم المراقب......................................................................:ص103
ثانيا :التسرب(االختراق)..................................................................:ص103
ثالثا :الترصد اإللكتروني(مراقبة االتصاالت اإللكترونية)...................................:ص104
المطلب الثاني :التعاون الدولي.......................................................... :ص105
أوال :التعاون القضائي....................................................................:ص105
ثانيا :منع وكشف وتحويل العائدات االجرامية...............................................:ص105
ثالثا :التعامل مع المصارف والمؤسسات المالية............................................:ص106
رابعا :تقديم المعلومات....................................................................:ص107
خامسا :الحساب المالي المتواجد بالخارج...................................................:ص107
المطلب الثالث :تدابير االسترداد المباشر للممتلكات....................................... :ص107
المطلب الرابع :استرداد الممتلكات عن طريق التعاون الدولي في مجال المصادرة...…....…:ص108
أوال :التجميد والحجز.....................................................................:ص108
ثانيا :رفع اإلجراءات التحفظية.............................................................:ص109
ثالثا :طلبات التعاون الدولي بغرض المصادرة..............................................:ص109
رابعا :إجراءات التعاون الدولي من أجل المصادرة..........................................:ص109
خامسا :تنفيذ أحكام المصادرة من جهات قضائية أجنبية....................................:ص109
125
محاضرات في :قانون مكافحة الفساد د.يزيد بوحليط
126