Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 120

‫جامعة محمد لمين دباغين سطيف ‪-2 -‬‬

‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬


‫قسم الحقوق‬

‫محاضرات في قانون المرافق العامة‬

‫ألقيت على طلبة السنة الثانية شعبة العلوم القانونية واإلدارية‬


‫‪ -‬السداسي األول ‪-‬‬

‫إعداد الدكتورة‪ :‬شاكري مسية‬

‫املوسـم اجلام ـعي ‪2020-2019‬‬


‫تمهيد‬

‫تعد فكرة المرافق العامة من أهم موضوعات القانون اإلداري‪ ،‬فأغلب النظريات والمبادئ‬
‫التي أنشأها القضاء اإلداري تستند إلى فكرة المرفق العام‪ ،‬كما يعتبر هذا األخير المظهر‬
‫اإليجابي لنشاط اإلدارة والتي تسعى من خالله إلى إشباع الحاجات العامة‪.‬‬

‫لم يوجد اتفاق حول تعريف موحد للمرفق العمومي‪ ،‬فقد تم استخدام المصطلح على‬
‫مر العصور لكن بمفاهيم مختلفة‪ ،‬ففي العصور القديمة تم استخدام مصطلح الخدمات‬
‫العمومية‪ ،‬وفي الدولة الليبرالية في القرن التاسع عشر استخدم هذا المصطلح الذي سعى‬
‫الفقهاء إلى تنظيمه‪ ،‬وصوال إلى الفقيه ‪ Duguit‬الذي استخدم المصطلح في بنائه‬
‫األيديولوجي لنظرية الدولة‪ ،‬وكلية بوردو في البناء العلمي للقانون اإلداري‪ 1.‬وهكذا تبلور‬
‫مفهوم المرفق العام بتطور احتياجات المواطنين والظروف السياسية واالقتصادية واالجتماعية‬
‫السائدة‪.‬‬

‫أعتمد المفهوم التقليدي للمرفق العام في ظل الدولة الحارسة التي تهدف إلى تحقيق‬
‫األمن الداخلي والدفاع والعدل دون أن تتدخل في أي مجال آخر‪ ،‬غير أنه تطور بوجود‬
‫الدولة المتدخلة‪ ،‬واستمرت التعديالت التي مست المرفق العام وصوال إلى عصرنة المرفق‬
‫العمومي‪.‬‬

‫تستند دراسة مقياس قانون المرافق العامة على معرفة الطالب للمكتسبات القبلية‬
‫المتمثلة في‪ :‬مفهوم القانون اإلداري‪ ،‬مفهوم اإلدارة العامة‪ ،‬التنظيم اإلداري‪ ،‬الق اررات‬
‫اإلدارية‪ ،‬الشخصية المعنوية والمرفق العام‪.‬‬

‫يهدف التكوين في هذا المقياس إلى التحكم في المبادئ العامة الحاكمة للم ارفق‬
‫العامة وكذلك أنماط تسييرها السيما أسلوب التفويض‪ ،‬باإلضافة إلى تزويد الطالب بالمقاربة‬
‫العملية والمقارنة لكيفيات اإلدارة الناجحة للمرافق العامة اإلدارية‪.‬‬

‫‪1 Gilles J. GUGLIELMI, Une introduction au droit du service public, l'université Panthéon-Assas (Paris II),‬‬
‫‪France, 1994, P.4‬‬

‫‪1‬‬
‫وقد تم اعتماد سبعة فصول للدراسة‪:‬‬

‫حيث عرض الفصل األول مفهوم المرفق العمومي من خالل تناول التطور التاريخي‬
‫للمرفق العمومي‪ ،‬ثم دور االجتهادات القضائية في إرساء مفهوم نظرية المرفق العمومي‬
‫وتعريفه ثم عناصره‪ ،‬بينما عرض الفصل الثاني أنواع المرافق العمومية من خالل عرض‬
‫تقسيم المرافق من حيث طبيعة النشاط‪ ،‬ثم من حيث النطاق اإلقليمي‪.‬‬

‫أما الفصل الثالث فقد اختص بإنشاء المرافق العمومية وإلغائها حيث تم عرض إنشاء‬
‫وإلغاء المرافق العمومية في فرنسا وفي الجزائر‪ .‬ليتناول الفصل الرابع المبادئ التي تحكم‬
‫المرافق العامة وذلك من خالل عرض مبدأ االستم اررية‪ ،‬مبدأ المساواة والحياد‪ ،‬مبدأ التكيف‬
‫مع التعريج على مبدأ المجانية‪ ،‬مبدأ الشفافية ومبدأ التشاركية في المرفق العمومي‪.‬‬

‫بينما تناول الفصل الخامس أساليب إدارة المرفق العمومي من خالل عرض أسلوب‬
‫االستغالل المباشر أسلوب المؤسسة وأسلوب التفويض‪ .‬والفصل السادس الرقابة على المرافق‬
‫العمومية من خالل عرض الرقابة اإلدارية‪ ،‬الرقابة المالية والرقابة القضائية‪.‬‬

‫وفي األخير ركز الفصل السابع على عصرنة المرفق العمومي من خالل عرض‬
‫عصرنة الوسائل ثم عصرنة األساليب‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫الفصل األول‪ :‬مفهوم المرفق العمومي‬

‫المبحث األول‪ :‬التطور التاريخي لفكرة المرفق العام‬

‫نشأت فكرة المرفق العام في العصور الوسطى وبدأت تتبلور خالل الفترة الممتدة من‬
‫بروز النهضة وبداية الثورة الصناعية‪ ،‬وأخذت مفهومها التقليدي في ظل شيوع الدولة‬
‫الحارسة لكنها سرعان ما عرف ت مشاكل من خالل دولة الرعاية لذا سيتم تقسيم التطور‬
‫التاريخي لفكرة المرفق العام وفق تطور فكرة دولة‪ .‬إلى فكرة المرفق العام في الدولة‬
‫اإلسالمية(المطلب األول)‪ ،‬فكرة المرفق العام قبل الثورة الفرنسية (المطلب الثاني)‪ ،‬فكرة‬
‫المرفق العام بعد الثورة الفرنسية (المطلب الثالث)‬

‫المطلب األول‪ :‬فكرة المرفق العام في الدولة اإلسالمية‬

‫بدأت نواة اإلدارة في عهد الرسول صلى هللا عليه وسلم ببث الدعوة‪ ،‬وأخذ الغنائم‬
‫والصدقات والجزي والعشور(الجمارك)‪ ،‬وأبدا الخلفاء المسلمون نجاحا باهر في إدارة البالد‪،‬‬
‫حيث ابتكروا وأبدعوا في اإلدارة التي كانت تضم العديد من المرافق العمومية وتديرها إما‬
‫باالستغالل المباشر كالمساجد‪ ،‬المدارس‪ ،‬المشافي‪ ،‬الجسور‪ ،‬البريد‪ ،‬الدفاع والعشور أي‬
‫الجمارك والري وتوريد المياه ونحوها‪ ،‬فكانت الدولة تقوم بنفسها أو تحت إشرافها في شكل‬
‫اإلمارة أو الوالية والتي يقابلها الوالية والمديرية اليوم بمهمة إدارة المرافق العمومية مستعينة‬
‫‪1‬‬
‫بأموالها وموظفيها‪ ،‬ومستخدمة في ذلك وسائل القانون العام‪.‬‬

‫كانت اإلدارة اإلسالمية في الماضي تقسم الو ازرة إلى قسمين‪ :‬و ازرة تفويض وو ازرة‬
‫تنفيذ‪ ،‬أما و ازرة التفويض‪ :‬فهي أن يستوزر اإلمام من يفوض إليه تدبير األمور برأيه‬
‫وإمضاءها على اجتهاده‪ ،‬حيث يوجه وزير التفويض سياسة الدولة ويعين الموظفين وينهي‬

‫وهبة الزحيلي‪ ،‬الفقه اإلسالمي وأدلته‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬الجزء الثامن‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬دمشق‪ ،‬سورية‪ ،1997 ،‬ص‪.‬ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪.6376 -6313‬‬

‫‪3‬‬
‫مهامهم‪ ،‬كما يجبي األموال وينفقها‪ ،‬ويسير الجيوش ويجهزها‪ ،‬كما يفصل في المظالم في‬
‫ديوان المظالم‪.‬‬

‫وأما إدارة التنفيذ‪ :‬فهي لتنفيذ ما يصدر عن اإلمام لتدبير سياسة الدولة في الداخل‬
‫والخارج‪ ،‬كما يعتبر وزير التنفيذ وسيطاً بين السلطان وبين الرعايا والوالة يؤدي عنه ما أمر‪،‬‬
‫وينفذ ما طلب‪ ،‬ويمضي ما حكم‪.‬‬

‫وقد عرفت الشريعة اإلسالمية المرفق العام بالمفهوم العام حسب الماوردي بأنه كل‬
‫نشاط تقوم به اإلدارة لصالح الجمهور‪ ،‬ومن ذلك إرفاق الناس في األسواق وأبنية الشوارع‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫والرسوم عبر الجسور ورسوم النظافة ‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬فكرة المرفق العام قبل الثورة الفرنسية‬

‫انتشر نظام اإلقطاع والذي يقصد به النظام االقتصادي الذي كان سائدا في فترة‬
‫العصور الوسطى‪ ،‬فبعد سقوط روما على أيدي القبائل الجرمانية الشمالية وأنصارهم‪ ،‬حدث‬
‫تطور في أسلوب إدارة الدولة‪ ،‬فبدل أن تستمر في المركزية المكثفة طبقت الالمركزية‬
‫الواسعة‪ ،‬حيث قسم اإلمبراطور الجديد اإلمبراطورية الرومانية إلى أقاليم كبيرة‪ ،‬جعل عليها‬
‫كبار القادة أو رجال الدين بصالحيات واسعة وبقوات عسكرية تابعة لهم‪ ،‬ما أدى إلى‬
‫استقالل هذه اإلقطاعيات ليقوم ملوك هذه اإلقطاعيات بدورهم بتقسيم األقاليم إلى أقاليم‬
‫فرعية أخرى‪ ،‬واألقاليم الفرعية إلى أقاليم أصغر‪ ،‬وهو ما أدى إلى تحول اإلمبراطورية إلى‬
‫مجموعة من اإلقطاعات‪ ،‬وهكذا أصبحت قطع األراضي بيد السيد اإلقطاعي سيد األرض‬
‫حيث يملكها ويملك كل ما يعود عليها من عباد و تبعات‪ ،‬وقد وجد في هذا النظام بعض‬
‫المرافق العمومية التي يحتاجها التابعين للقطع األرضية أي الفالحين في حياتهم اليومية‬
‫كالطواحين واألفران التي تعد تابعة لألسياد (رجال اإلقطاع) والذين يمنحون هذه الخدمات‬

‫‪ -‬مصطفى السيد دبوس‪ ،‬تثمين خدمات الدولة في إطار ما يقدمه المرفق العام من خدمات‪" :‬دراسة تحليلية"‪ ،‬المركز‬ ‫‪1‬‬

‫العربي للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،2019 ،‬ص ‪.71‬‬

‫‪4‬‬
‫للفالحين مقابل رسوم‪ ،‬غير أن ما يميز هذه الفترة أيضا تدهور مستوى الطرق والنقل البري‬
‫‪1‬‬
‫والبحري وحيوانات الجر مقارنة بنظي ارتها لدى العرب في الشام واألندلس وشمال إفريقيا‪.‬‬

‫مع بداية القرن ‪ 11‬ظهرت تجمعات عمرانية والتي كانت خارج هيمنة اإلقطاع‬
‫وأدركت إلزامية وجود مرافق عامة تحقق المصلحة العامة الجماعية مثل‪ :‬حراسة األسوار‬
‫وصيانة الطرق والحفاظ على األمن وغيرها‪ ،‬وخضعت هذه المرافق لألعراف وبعض األسس‬
‫الفقهية المستمدة من أعمال الفقهاء ورجال الكنيسة ومن بين األفكار السائدة آنذاك ترجيح‬
‫‪2‬‬
‫فكرة المنفعة العامة على المنفعة الخاصة‪.‬‬

‫مع بداية القرن الرابع عشر حد الفقهاء من صالحيات الملك بجعله سيد ومسير‬
‫لإلدارة والمالية للدولة‪ ،‬كما تمت إضافة بعض المرافق العمومية كامتيا ازت المناجم (تحت‬
‫إشراف ضابط ملكي)‪ ،‬الخدمة البريدية وبناء القنوات‪ ،‬وهذا من القرن الخامس عشر إلى‬
‫القرن السابع عشر‪ ،‬كما تم وضع مصطلح "الشيء العام" وتطبيقه على الطرق أو األسواق‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫والذي يدرج ضمن النظام القديم الكالسيكي للخدمة واالمتياز والشرطة‪.‬‬

‫في القرن ‪ 15‬ظهر ما يسمى بدولة الملكية التي تركزت على النظرية السياسية في‬
‫شخص الملك وخدمة الملك‪ ،‬والذي كان سببا إلنشاء عدة مرافق عمومية واحتلت في هذه‬
‫الفترة الرسوم أهمية كبيرة كمصدر من مصادر إرادات الدولة كمقابل لحصولهم على‬
‫الخدمات‪.‬‬

‫‪ -‬عبد العزيز بن علي السديس‪" ،‬تطور النظم االقتصادية‪ :‬تحول أوروبا من نظام اإلقطاع إلى النظام الرأسمالي‬ ‫‪1‬‬

‫باستخدام "نظرية" كوفالييف"‪ ،‬مقال منشور على الموقع‪ https://fac.ksu.edu.sa/aasudais/publication/33087 :‬تاريخ‬


‫اإلطالع ‪.2018/12/18‬‬

‫‪2‬‬
‫‪Gilles J. GUGLIELMI, Op.Cit, P.5‬‬

‫‪3‬‬
‫‪Claire Lemercier, La construction d'un modèle français de service public avant 1914, Regards croisés sur‬‬
‫‪l'économie, 2007/2, (n° 2), P.P (47 -54), P.49‬‬

‫‪5‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬فكرة المرفق العام بعد الثورة الفرنسية‬

‫وجدت عدة تحوالت سياسية واجتماعية كبرى في التاريخ السياسي والثقافي والقانوني‬
‫لفرنسا بشكل خاص وأوروبا بشكل عام‪ ،‬بدأت من سنة ‪ 1789‬وانتهت تقريبا سنة ‪1799‬‬
‫حيث عملت حكومات الثورة الفرنسية على إلغاء الملكية المطلقة وامتيازات اإلقطاعية لطبقة‬
‫البرجوازية أو الطبقة االرستقراطية وكذلك النفوذ الديني الكاثوليكي‪ ،‬وبهذا حققت الثورة‬
‫الفرنسية العديد من المبادئ كمبدأ المساواة ومبدأ الفصل بين السلطات‪ ،‬ليتم في األخير‬
‫تقسيم فرنسا من الناحية اإلدارية إلى ‪ 83‬وحدة إدارية‪ .‬ولقد ظهر مصطلح المرفق العام لكن‬
‫تعددت مفاهيم استخدامه‪ ،‬فتارة يقصد به الخدمة العامة وتارة المصلحة العامة‪.‬‬

‫تكرس مفهوم الدولة الحارسة بعد الثورة الفرنسية وتكرس معه المفهوم التقليدي للمرفق‬
‫العام فأصبح أساس القانون العام ومعيار تطبيقه‪ ،‬وقد أكد على ذلك العديد من الق اررات‬
‫القضائية وأراء الفقهاء الذين أسسوا مدرسة المرفق العام‪ ،‬فإذا كان ‪ Hauriou‬هو أول مؤلف‬
‫قام بوضع تعريف للخدمة العامة‪ ،‬فقد كان ليون ‪ Duguit‬هو الذي أسس إيديولوجية حقيقية‬
‫للخدمة العامة‪ ،‬ووضعها في قلب نظرية جديدة للدولة‪ 1.‬يقول‪ :‬إن الدولة ليست كما أردنا أن‬
‫نؤمن‪ ،‬وكان يعتقد لفترة طويلة أنها عبارة عن قوة‪ ،‬سلطة‪ ،‬سيادة‪ .‬فهي تعاون بين الخدمات‬
‫العامة التي ينظمها ويسيطر عليها الحكام‪ .‬حيث أن فكرة الخدمة العامة تعتبر حاسمة إذ‬
‫‪2‬‬
‫يدور حولها كل القانون العام الحديث‪.‬‬

‫ازدادت أهمية المرافق العامة عقب خروج الدولة المعاصرة من عهدة الدولة الحارسة‬
‫إلى عهد الدولة المتدخلة في مختلف المجاالت‪ ،‬لذلك سنتناول فكرة المرفق العام في الدولة‬
‫الحارسة ثم في الدولة المتدخلة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Gilles J. GUGLIELMI, Op.Cit, P.4‬‬

‫‪2‬‬
‫‪Hugues DUMONT et al., Historique et transformation de la notion de service public à la lumière du droit‬‬
‫‪européen”, in (éd.), Pierre-Olivier de Broux, « Une brève histoire de la notion belge de « service public » : de la‬‬
‫‪France à l’Europe , Bruxelles, 2009 (Bibliothèque de droit administratif), n°10,PP. 613-629. P.616‬‬

‫‪6‬‬
‫الفرع األول‪ :‬فكرة المرفق العام في الدولة الحارسة‬

‫ارتبط المفهوم التقليدي للمرافق العمومية ارتباطا وثيقا بدور الدولة في القرنين ‪18‬‬
‫و‪ 19‬وكان للدولة مهام إدارية مطلقة ومحدودة‪ 1‬تتمثل في‪ :‬األمن‪ ،‬القضاء والعدالة من‬
‫خالل إنشاء المرافق العامة كالشرطة‪ ،‬الجيش‪ ،‬السجون‪ .‬حيث يقصد بالدولة الحارسة الدولة‬
‫التي تتجرد من جوانبها االجتماعية إال ما تعلق باألمن‪ ،‬القضاء والعدالة‪ ،‬فهي كما يرى آدم‬
‫سميث يجب أن تمتنع عن التدخل في النشاط االقتصادي بتركيز نشاطها في وظائفها‬
‫اإلدارية مع إمكانية قيامها ببعض األنشطة االقتصادية في حال عدم إقبال القطاع الخاص‬
‫عليها النعدام دافع الربح‪.2‬‬

‫و كانت الدولة تنشأ هذه المرافق بصفتها صاحبة سيادة وال يمكن لألفراد القيام بها‬
‫تاركة القطاع االقتصادي للمبادرات الخاصة من خالل تطبيق فكرة دعه يعمل دعه يمر‪،‬‬
‫غير أن الحرب العالمية األولى ‪ 1919/1918‬والثورة الروسية ‪ 1917‬واألزمة االقتصادية‬
‫العالمية ‪ 1929‬وظهور بعض األنظمة االشتراكية في أوروبا إضافة إلى بوادر الحرب‬
‫العالمية الثانية كانت كلها سببا وعوامل فاعلة في االنتقال نحو الدولة المتدخلة‪ 3.‬و ترتب‬
‫عن هذا الوضع ظهور مرافق عامة اقتصادية تتبع أساليب اإلفراد وتخضع الختصاص‬
‫القضاء العادي وكذلك إنشاء مرافق خاصة ذات المنفعة العامة والتي منحت لها بعض‬
‫االمتيازات العامة وهكذا أصبح مفهوم المرفق العام يكتنفه الكثير من الغموض‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Antoine SIFFERT,LIBÉRALISME ET SERVICE PUBLIC, Thèse pour l'obtention du grade de docteur en‬‬
‫‪droit de l'Université du Havre, droit public, faculté des affaires internationales, École doctorale droit- normandie,‬‬
‫‪Soutenue le 18 novembre 2015, P.25‬‬

‫‪ - 2‬محمد عبد المومن‪" ،‬المفهوم التطوري للدولة بين المضامين االقتصادية والمضامين االجتماعية"‪ ،‬مجلة االقتصاد‬
‫والتنمية والتنمية البشرية‪ ،‬مجلد ‪ ،08‬العدد األول‪ ،‬ص ص ( ‪ ،) 320-306‬ص‪315.‬‬

‫‪3Antoine SIFFERT, Op.Cit. P.21‬‬

‫‪7‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬فكرة المرفق العام في إطار الدولة المتدخلة‬

‫ظهرت بوادر المرافق العمومية االقتصادية والتي كانت تسير إما بطريقة مباشرة من‬
‫طرف الدولة أو بإعطائها ألحد أشخاص القانون الخاص في شكل عقود امتياز‪ ،‬وعليه‬
‫أصبحت هذه المرافق تخضع لقواعد القانون اإلداري‪ ،‬وعرفت المنازعات في هذا النوع تنوع‬
‫من حيث االختصاص فمنها ما هو من اختصاص القضاء اإلداري ومنها ما هو من‬
‫اختصاص القضاء العادي‪.‬‬

‫في مطلع القرنين التاسع عشر والعشرين‪ ،‬تغير مفهوم التدخل العام للدولة‪ ،‬حيث‬
‫ظهر تدخلها مع التجار الذين اعتبروا التدخل ضمانا للميزان التجاري‪ ،‬لذا سعت الدولة إلى‬
‫الحد من االستيراد كما كانت تقيد خروج المعادن النفيسة‪ ،‬باإلضافة إلى حماية الصناعات‬
‫الناشئة وخلق وتحفيز الطلب الفعال‪ ،‬حيث أصبحت السلطات المحلية والمؤسسات العمومية‬
‫‪1‬‬
‫تشارك األفراد في تحقيق الخدمة العامة‪.‬‬

‫وهكذا أصبح تتدخل الدولة في االقتصاد مما أدى إلى اختالل في مفهوم المرفق‬
‫العام‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬فكرة المرفق العام في إطار الدولة الحديثة‬

‫شهد المرفق العام في الدولة الحديثة تطورات سريعة وتحوالت واسعة النطاق أدت إلى‬
‫تعقيد الحياة وإفراز العديد من المشاكل في شتى الميادين نظ ار لكثرة طلبات المواطنين‬
‫وتطلعاتهم وتزايد احتياجاتهم في شتى مجاالت الحياة‪ ،‬مما ألزم على الدولة أن تقوم بعصرنة‬
‫وتحديث مرافقها العمومية‪ ،‬حيث بات تطوير المرافق العمومية يشكل انشغاال مشتركا لكل‬
‫الدول‪ ،‬والذي تحول تدريجيا إلى أنظمة جديدة لنموذج النمو والتنمية على كافة المستويات‬
‫والذي نتج عنه ظهور شراكة حقيقية بين القطاع العام والقطاع الخاص‪ ،‬وبالتالي أصبح‬
‫بإمكان الدولة أن تستعين بأشخاص القانون الخاص من أجل إدارة المرفق العمومي اإلداري‬

‫‪- 1‬محمد عبد المومن‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪316‬‬

‫‪8‬‬
‫وهذا ما برز من خالل قرار تيريي الذي اعترف فيه مجلس الدولة الفرنسي بإمكانية التنازل‬
‫عن إدارة مرفق عمومي لفائدة الخواص‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬دور االجتهادات القضائية في إرساء مفهوم نظرية المرفق العام‬

‫يعتبر القانون اإلداري قانونا قضائيا أساسا فمعظم مبادئه ونظرياته األساسية نشأت‬
‫عن طريق القضاء اإلداري من خالل مختلف األحكام والق اررات‪ ،‬كما تطورت بموجب‬
‫القضاء‪ ،‬لذا سيتم عرض المفهوم التقليدي للمرفق العام وفق االجتهادات القضائية ثم المفهوم‬
‫الحديث‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬المفهوم التقليدي للمرفق العام‬

‫يعتبر حكم محكمة التنازع الفرنسية في قضية بالنكو بتاريخ ‪ 8‬فبراير ‪ 1873‬أساس‬
‫نشأة القانون اإلداري‬

‫الفرع األول‪ :‬قضية بالنكو‬

‫رفع والد بالنكو دعوى أمام المحاكم العادية للمطالبة بتحميل الدولة المسؤولية المدنية‬
‫عن الضرر الذي تسببت فيه عربة مصنع التبغ الذي تديره الدولة‪ ،‬استنادا على المواد‬
‫‪ 1382‬إلى ‪ 1384‬من القانون المدني‪ ،‬فأقرت المحاكم العادية بعدم اختصاصها ليصل‬
‫األمر في األخير إلى محكمة التنازع التي أسندت االختصاص إلى القضاء اإلداري في‬
‫الفصل في النزاع‪ ،‬وبذلك أفاد هذا القرار مسؤولية الدولة وأخضعها لقواعد استثنائية غير‬
‫موجودة في قواعد القانون الخاص وهو ما يسمى بالقانون اإلداري وترتب على ذلك‬
‫اختصاص القضاء اإلداري تطبيقا للقانون ‪ 24-16‬أوت ‪ 1790‬الذي يمنع تدخل القضاء‬
‫العادي في عمل الجهاز اإلداري تطبيقا لفكرة اإلدارة القاضية ‪ 16‬اوت ‪ ،1790‬كما أقر‬
‫‪1‬‬
‫بوجود المرافق العمومية اإلدارية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Conseil D’état , Tribunal des conflits, 8 février 1873, Blanco. Disponible sur le site web : https://www.conseil-‬‬
‫‪etat.fr/‬‬

‫‪9‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬قضية تيري‬

‫تتلخص قضية تيري في أن المجلس العام إلقليم ‪ Saône-et-Loire‬خصص‬


‫ميزانية كجوائز لكل من يقتل األفاعي والحيوانات الضارة‪ ،‬غير أن رصيدها نفذ نظ ار لتجاوز‬
‫عدد صائدي األفاعي‪ ،‬فالحيوانات التي قتلت كانت أكثر بكثير من التوقعات فاكتفى المجلس‬
‫العام باالعتذار‪ ،‬لكن السيد تيري الذي لم يتحصل على الجائزة المعلن عنها رفع القضية إلى‬
‫مجلس دولة الذي اقر بوجود نزاع يفيد إدانة اإلدارة بدفع المبلغ الذي يدعي أنه يستحقه‬
‫بموجب العقد المقدم من الدائرة‪.‬‬

‫يستخلص من الحكم الصادرة عن مجلس الدولة بتاريخ ‪ 6‬فيفري ‪ 1903‬ومصطلحاته‬


‫استخدام فكرة المرفق العام بطريق غير مباشر‪ ،‬والذي كان استنادا على أحكام قانون ‪24‬‬
‫ماي ‪ 1872‬وقضية بالنكو‪ .‬حيث أكد هذا الحكم أن كل األعمال التي تنشأ ما بين الهيئات‬
‫العمومية والخواص أو ما بين الهيئات العمومية بعضها بعض والمتعلقة بتسيير المرفق‬
‫العمومي تدرج ضمن االختصاص اإلداري وأن هذا االختصاص يشمل ويمتد حتى الجهات‬
‫المحلية‪ .‬أي أن كل ما يتعلق بتنظيم وأداء المرافق العمومية سواء تصرفت اإلدارة عن طريق‬
‫العقد‪ ،‬أو عن طريق امتيازات السلطة فهو يشكل عملية إدارية‪ ،‬والتي هي بطبيعتها ضمن‬
‫‪1‬‬
‫نطاق الوالية القضائية اإلدارية‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬قضية فوتري ‪arrêt feutry‬‬

‫ويعتبر حكم فوتري امتداد لحكم بالنكو وتأكيد وتطبيق للمبادئ التي جاء بها‪ ،‬حيث‬
‫صدر الحكم عن محكمة التنازع بتاريخ ‪ 29‬فيفري ‪ .1908‬تعود الوقائع إلى مجنون فر من‬
‫مستشفى عمومي وقام بإشعال النار في إسطبل السيد فوتري مما أدى إلى حرق كل ما يوجد‬
‫به من تبن وإلحاق خسائر مادية أخرى‪ ،‬رفع فوتري دعوة قضائية أمام القضاء اإلداري‬
‫باعتبار أن المستشفى مسؤول عن تحقيق الرقابة الالزمة للنزالء به‪ ،‬ورفع والي المقاطعة‬

‫‪1‬‬
‫‪Jean ROMIEU. « Conclusions Romieu sur l’arrêt Terrier », Conclusions sur CE, 6 février 1903, Terrier, n°‬‬
‫‪07496, rec. Revue générale du droit on line, 2018, numéro 29383. Disponible sur le site‬‬
‫‪web :www.revuegeneraledudroit.eu/?p=29383‬‬

‫‪10‬‬
‫دعواه أمام القضاء العادي‪ ،‬فخصت محكمة التنازع بحل النزاع معتبرتا المستشفى مرفق‬
‫عمومي وبالتالي الدعوى من اختصاص القضاء اإلداري ألنها تتعلق بتسيير وتنظيم مرفق‬
‫‪1‬‬
‫عمومي‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المفهوم الحديث للمرفق العمومي‬

‫شاب المرفق العام بعض الغموض في مفهومه وهو ما أدى إلى ما يسمى بحدوث‬
‫أزمة المرفق العام بسبب تفكك المعنى المادي عن العضوي‪ ،‬وعدم تطابقهما بحيث وجدت‬
‫العديد من النشاطات التي تحقق المصلحة العامة والتي ال تقدمها اإلدارة‪ ،‬مما أوجد اختالال‬
‫في مفهوم المصلحة العمومية‪.‬‬

‫وجدت أزمة المرفق العمومي نتيجة تدخل الدولة في النشاط االقتصادي وتدخل‬
‫الخواص في تقديم المنفعة والخدمة العمومية في شكل مرافق‪ ،‬وهو ما أدى إلى اختالل في‬
‫مفهوم المرفق العمومي‪.‬‬

‫قضية باك دلوك‪Bac d'Eloka:‬‬

‫صدر عن محكمة تنازع في ‪ 22‬جانفي ‪ 1921‬حكم في قضية "‪" bac d'Eloka‬‬


‫حيث تعرضت سفينة بحرية في ساحل العاج (مستعمرة فرنسية) لحادث تسبب في غرق‬
‫بعض المسافرين وإلحاق ضرر بالبضائع وببعض العربات‪ ،‬فرفعت القضية أمام المحاكم‬
‫العادية التي قضت بعدم اختصاصها ليرفع النزاع أمام القضاء اإلداري ليقضى بعدم‬
‫اختصاصه وإحالة النزاع إلى محكمة التنازع‪ ،‬التي أقرت الصبغة المدنية للنزاع واختصاص‬
‫القاضي العادي بالنظر فيه‪ .‬مؤسسة قرارها أن الشركة تقوم بوظيفة النقل طبقا لذات الشروط‬
‫التي تطبق بينها وبين األفراد‪ ،‬باإلضافة إلى غياب امتيازات السلطة العمومية وعليه ظهر‬

‫‪1‬‬
‫‪Tribunal des conflits, 29 février 1908, Feutry, requête numéro 00624, disponible sur le site web:‬‬
‫‪https://www.revuegeneraledudroit.eu/blog/decisions/tribunal-des-conflits-29-fevrier-1908-feutry-requete-‬‬
‫‪numero-00624-publie-au-recueil/‬‬

‫‪11‬‬
‫مفهوم جديد للمرافق العمومية‪ ،‬فأصبحت هناك مرافق إدارية عمومية‪ ،‬ومرافق اقتصادية‬
‫‪1‬‬
‫عمومية نتيجة تدخل الدولة في الجانب الصناعي والتجاري‪.‬‬

‫اعتبار من ‪ 22‬يناير ‪ ،1921‬حددت محكمة المنازعات في قرارها الخاص بشركتها‬ ‫ًا‬


‫التجارية بغرب إفريقيا‪ ،‬مفهوم الخدمة العامة الصناعية والتجارية‪ ،‬حيث حكم مجلس الدولة‬
‫في ق اررات مؤسسات فيزيا "‪ "Établissements Vézia‬بتاريخ ‪ 20‬ديسمبر ‪1935‬‬
‫ومساعدة الصندوق األساسي وحمايته في ‪ 13‬مايو ‪ ،1938‬على أن الشخص الخاص‬
‫‪2‬‬
‫يمكنه إدارة خدمة عامة ومن ثم يخضع للقانون اإلداري والعكس صحيح‪.‬‬

‫وبهذا وجد للمرفق العمومي مفهومين مفهوم واسع ومفهوم ضيق‪ ،‬ولشرحهما البد من‬
‫عرض تعريف المرفق العمومي وعناصره‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬تعريف المرفق العمومي‬

‫توجد العديد من التعاريف للمرفق العمومي والتي تختلف باختالف المدرسة وباختالف‬
‫وجهة النظر للتعريف‪ ،‬فقد عرفه الفرنسي موريس هوريو بأنه‪ " :‬منظمة عامة تباشر من‬
‫طرف السلطات واالختصاصات التي تكفل القيام بالتقديم خدمة للجمهور على نحو مستمر"‪.‬‬
‫أما الفقيه ليون ديجي فقد عرف المرفق العام بأنه‪ " :‬كل نشاط يجب أن يكفله وينظمه‬ ‫‪3‬‬

‫الحكام الن االضطالع بأمر هذا النشاط ال غنى عنه لتحقيق التضامن االجتماعي وال يمكن‬
‫وعرفه اندري ديلوبادير‬ ‫‪4‬‬
‫تحقيقه إال عن طريق السلطة الحاكمة التي تحقق المنفعة العامة "‬
‫بأنه‪ " :‬كل نشاط يباشره شخص معنوي عام أو تحت رقابته مستعمال قواعد استثنائية"‬

‫‪1‬‬
‫‪Bac d'Eloka en Cote d'ivoire, objet de l'arrêt du Tribunal des conflits du 22 janvier 1921 « Société‬‬
‫‪commerciale de l’Ouest africain »,Base de jurisprudence, Tribunal des conflits,Decision n° 00706‬‬

‫‪2‬‬
‫‪Bernard Stirn, « Service(s) public(s) en Méditerranée », Le service public dans la jurisprudence du‬‬
‫‪Conseil d’État français, Colloque organisé par le Laboratoire Méditerranéen de Droit Public ,Athènes - 19 et 20‬‬
‫‪octobre 2017, disponible sur le site web: https://www.conseil-etat.fr/actualites/discours-et-interventions/le-‬‬
‫‪service-public-dans-la-jurisprudence-du-conseil-d-etat-francais‬‬

‫‪3‬‬
‫‪Maurice HAURIOU, PRECIS de Droit administratif et de droit public , huitiéme edition, 1914 ,P.22-23‬‬

‫‪4 Gilles J. GUGLIELMI,Op.Cit, P.6‬‬

‫‪12‬‬
‫أما الدكتور طعيمة الجرف فعرفه بأنه‪ " :‬كل نشاط تتواله اإلدارة بنفسها أو يتواله‬
‫شخص معنوي أو عادي تحت إشرافها ورقابتها قصد إشباع الحاجات العامة للجمهور"‪ ،‬أما‬
‫األستاذ سليمان الطماوي فقد عرفه بأنه‪ " :‬مشروع يعمل بانتظام تحت إشراف السلطة‬
‫العمومية قصد تقديم خدمة عامة للجمهور مع خضوعه لنظام معين"‪ 1.‬وعرفته الدكتورة سعاد‬
‫الشرقاوي بأنه‪ ":‬نشاط تمارسه جماعة عامة بهدف إشباع حاجة من الحاجات التي تحقق‬
‫‪2‬‬
‫الصالح العام"‪.‬‬

‫يتضح من هذه التعاريف أن هناك من يعرف المرفق العمومي استنادا على المعيار‬
‫الوظيفي وهناك من يستند على المعيار العضوي ولهذا سنعرض كل معيار على حدا‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬التعريف الوظيفي الموضوعي للمرفق العمومي (نشاط)‬

‫يقصد بالمرفق العمومي بالنظر للمعيار الموضوعي كل نشاط يباشره شخص معنوي‬
‫عام قصد إشباع الحاجات العامة للجمهور وعليه يخرج عن المرفق العام كل المؤسسات‬
‫وكذلك كل األنشطة التي تستهدف تحقيق المصلحة الخاصة‪ .‬وهو أيضا كل نشاط أو خدمة‬
‫أو وظيفة تلبي حاجات المواطنين العمومية مثل ‪:‬التعليم‪ ،‬الصحة ‪ ،‬النقل ‪ ،‬البريد وذلك‬
‫‪3‬‬
‫بغض النظر عن الهيئة التي تسيرها‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المعنى العضوي ( الشكلي) األجهزة‬

‫يقصد بالمرفق العمومي تبعا لهذا المعنى كل جهاز‪ ،‬مشروع‪ ،‬هيكل عام تنشئه الدولة‬
‫ويخضع إلرادتها بقصد تحقيق حاجات الجمهور ويعرف أيضا انه الهيكل أو الهيئة أو‬

‫محمد سليمان الطماوي‪ ،‬مبادئ القانون اإلداري‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬الكتاب الثاني‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬الطبعة العاشرة‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫القاهرة‪ ،1979 ،‬ص ‪25‬‬

‫سعاد الشرقاوي‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪2009 ،‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 3‬محمد الصغير بعلي‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬عنابة‪ ،‬الجزائر‪ ،2002 ،‬ص ‪.206‬‬

‫‪13‬‬
‫التنظيم المتكون من مجموعة من األشخاص واألموال التي تنشأ وتؤسس إلنجاز مهمة عامة‬
‫معينة مثل‪ :‬الجامعة‪ ،‬المستشفى‪ ،‬مركز البريد وغيرها‪.‬‬

‫مما سبق نعرف المرفق العمومي انه كل مشروع أو نشاط يدار من طرف أجهزة‬
‫مادية وبشرية وفنية يديره شخص معنوي عام بنفسه أو تحت إشرافه من أجل تحقيق‬
‫مصلحة عامة ويخضع لقواعد القانون اإلداري‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬عناصر المرفق العمومي‬

‫يقوم المرفق العمومي على ‪ 4‬عناصر هي‪:‬‬

‫‪ .1‬مشروع‪ :‬أي نشاط تديره مجموعة من األجهزة المالية‪ ،‬البشرية و الفنية‪.‬‬


‫‪ .2‬يرتبط بشخص معنوي عام (عنصر عضوي)‪.‬‬
‫‪ .3‬عنصر وظيفي (أي الهدف)‪.‬‬
‫‪ .4‬عنصر مادي (تطبيق القانون اإلداري)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬المرفق العام مشروع‬

‫نعني به أن المرفق العام هو نشاط منظم ومتناسق تمارسه مجموعة بشرية قيادية‬
‫توجيهية إدارية وتنفيذية بواسطة أو من خالل الوسائل المادية والفنية والقانونية لتحقيق‬
‫المصلحة العامة‪ ،‬وهناك من يصطلح عليه باسم "المنظمة" أي الهيئة التي تتمتع بالتنظيم‬
‫‪1‬‬
‫اإلداري والفني فكلما وجد تنظيم وتسيير إداري وفني كلما كان عطاء المرفق أفضل وأجود‪.‬‬
‫وعليه يقوم المشروع على‪:‬‬

‫*مجوعة بشرية‪ :‬هي مجموعة بشرية تتولى مهمة التخطيط‪ ،‬التوجيه‪ ،‬التنسيق‪،‬‬
‫اإلشراف والتنفيذ‪.‬‬

‫‪- 1‬محمد الشافعي أبو راس‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬القاهرة‪ ،1990 ،‬ص ‪.206‬‬

‫‪14‬‬
‫*مجموعة المالية‪ :‬هي مجموعة من األموال التي ترصد لتسيير المرفق العمومي‬
‫وتشمل األجهزة والوسائل المادية والقانونية التي تحقق المنفعة العامة‪.‬‬

‫*مجموعة من األساليب الفنية والتقنية إلدارة المشروع‪ :‬وهي تختلف من مشروع‬


‫إلى أخر‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬العنصر العضوي‬

‫يقصد بالعنصر العضوي أن تقوم الدولة بإنشاء المرافق العمومية وتنظمها أو تشرف‬
‫عليها‪ ،‬مع ممارسة الرقابة واإلشراف في حال أوكلت إدارة هذا المشروع إلى أحد األشخاص‬
‫المعنوية الخاصة بما يحقق مقتضيات المصلحة العمومية‪ ،‬وهناك من يضيف في العنصر‬
‫العضوي وجود امتيازات السلطة العامة وهو شرط مختلف فيه بين الفقهاء خاصة بعد أزمة‬
‫المرفق العام وظهور المرافق االقتصادية العمومية‪ ،‬حيث تخضع في الجانب األكبر من‬
‫نشاطها إلى القانون الخاص‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬العنصر الوظيفي أي الهدف‬

‫يستهدف المرفق العمومي تحقيق المنفعة العامة التي عجز األفراد واألشخاص‬
‫المعنوية الخاصة في النشاط الخاص عن القيام بها أو ال يستطيعون القيام بها‪ ،‬إال أن هذا‬
‫المفهوم تغير بتغير وظيفة الدولة من دولة حارسة إلى دولة متدخلة وهو ما أكده حكم‬
‫"‪ 1910 "Théron‬والمتعلق برفع جثة الحيوانات والكالب الضارة التي ليس لها مالك‪ ،‬رغم‬
‫أن نشاطها من السهل أن يتواله األفراد إال انه أوكل إلى الدولة‪ 1،‬باإلضافة إلى حكم مجلس‬
‫الدولة الصادر في ‪ 13‬ماي سنة ‪ 1938‬المعروف بحكم صندوق الخدمة االجتماعية أو‬
‫الصندوق االبتدائي"‪ ،"Caisse Primair‬وحكم بوجوان ‪ Bouguen‬الصادر من مجلس‬

‫يساهم هذا االجتهاد الصادر في ‪ 4‬مارس ‪ 1910‬في توسيع نطاق االختصاص اإلداري فيما يتعلق بتدابير تنفيذ‬ ‫‪1‬‬

‫الخدمات العامة لإلدارات والبلديات كما هو الحال بالفعل في إجراءات تنفيذ الخدمات العامة للدولة‪ ،‬لإلطالع على الحكم‬
‫وتفاصيله راجع‪:‬‬
‫‪- Fiche d'arrêt du Conseil d'Etat du 4 mars 1910 relatif à la compétence du juge administratif pour un contrat de‬‬
‫‪service public , disponible sur le site web : https://www.doc-du-juriste.com/droit-public-et-international/droit-‬‬
‫‪administratif/cours-de-professeur/arret-1910-juge-administratif-service-public-475724.‬‬

‫‪15‬‬
‫الدولة الفرنسي في ‪ 2‬أبريل ‪ 1943‬الذي اعتبر النقابات المهنية مرافق عامة‪ ،‬وعليه يمكن‬
‫القول انه يشترط أن يكون الغرض من المرفق العام تحقيق المنفعة العامة وإشباع حاجات‬
‫األفراد‪.‬‬

‫يجب اإلشارة أن المنفعة قد تكون مادية (ايجابية) كعملية مد األفراد بالكهرباء‪،‬‬


‫بالسكن‪ ،‬باألدوية أو معنوية (سلبية) كتوفير األمن‪ ،‬العدل ومع ذلك فان تحقيق بعض‬
‫المرافق العامة لربح ال يفقدها منفعة المرفق العام طالما أن هدفها الرئيسي هو المنفعة‬
‫العامة‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬العنصر المادي‬

‫اختلف الفقهاء في عنصر القانون اإلداري فهناك من اعتبر أنه يجب توفر كل‬
‫العناصر السابقة مع اشتراط خضوع المرفق العمومي لقواعد استثنائية غير مألوفة في القانون‬
‫الخاص أي تطبيق القانون اإلداري بالمفهوم الضيق‪ ،‬وهو ما يؤكده الدكتور عمار عوابدي‬
‫انه يقصد بالنظام القانوني االستثنائي الذي يحكم المرفق العام مجموعة القواعد واألحكام‬
‫والمبادئ القانونية التي تختلف اختالفا جذريا عن قواعد القانون الخاص وعن القواعد التي‬
‫تحكم المشروعات الخاصة ما دامت نظرية المرفق العام لعبت دو ار أساسيا في نشأة القانون‬
‫اإلداري كقانون مستقل ومختلف عن فروع القانون األخرى إذ أن المرفق العام يعتبر وسيلة‬
‫السلطة العامة في الدولة لتحقيق المصلحة العامة وهذا النظام القانوني هو الذي يسمح‬
‫بإنشائه و تنظيمه و تسييره والرقابة عليه‪.‬‬

‫ويعتبر هذا الرأي صحيحا قبل أزمة المرفق العام أما بعد األزمة ونتيجة ظهور‬
‫المرافق االقتصادية إلى جانب المرافق اإلدارية التي تخضع في بعض نشاطاتها للقانون‬
‫الخاص فقد أصبح شرط اإللزامية ال يصلح في كل الحاالت‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬أنواع المرفق العمومي‬

‫تتعدد تقسيمات المرافق العمومية بتعدد الزوايا التي ينظر منها لتقسيم المرافق‪ ،‬فهناك‬
‫من يقسمها حسب طبيعة النشاط إلى مرافق إدارية وأخرى اقتصادية وأخرى اجتماعية وهناك‬
‫من يضيف المرافق المهنية إلى هذا التقسيم‪ ،‬وإذا نظرنا من زاوية نطاقها فيمكن تقسيمها إلى‬
‫مرافق وطنية (قومية) وأخرى محلية‪ ،‬ويمكن تقسيمها أيضا من حيث مدى التزام الدولة‬
‫بإنشائها إلى مرافق إجبارية وأخرى اختيارية‪ ،‬ومن حيث استقاللها وتمتعها بالشخصية‬
‫المعنوية إلى مرافق مستقلة أي تتمتع بالشخصية المعنوية ومرافق تابعة أي ال تتمتع‬
‫بالشخصية المعنوية‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬تقسيم المرافق من حيث طبيعة النشاط‬

‫تنقسم المرافق العامة من حيث طبيعة نشاطها إلى أربع أنواع سيتم عرضها كاآلتي‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬المرافق اإلدارية والمرافق االقتصادية‬

‫يعرض هذا المطلب تعريف المرافق اإلدارية ثم المرافق اإلقتصادية ‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬المرافق اإلدارية‬

‫يقصد بها تلك المرافق التي تزاول نشاطا إداريا بحتا وهناك من يعرفها بأنها تلك‬
‫المرافق التي تنشئها اإلدارات العامة لممارسة وظيفتها المتمثلة أساسا في النشاط اإلداري‬
‫التقليدي للدولة لتمارس نشاط إداري بحت يدخل في صميم الوظيفة اإلدارية ويختلف عن‬
‫النشاط الخاص‪ 1.‬وعليه فالمرافق اإلدارية هي تلك المرافق التي تمارس النشاط الذي ال‬
‫يستطيع أن يمارسه الخواص وتخضع ألحكام القانون اإلداري وتستخدم أساليب القانون‬

‫‪ - 1‬عبد الكريم بن منصور‪ ،‬نظرة مفاهيمية للمرفق العام في الجزائر‪، ،‬المجلة الجزائرية للدراسات التاريخية والقانونية‪،‬‬
‫العدد‪ ،1،2‬جوان ‪ ،2016‬ص ص(‪ )203-169‬ص ‪174‬‬

‫‪17‬‬
‫اإلداري من خالل امتيازات السلطة العمومية إال أنها قد تستخدم بعض أحكام القانون‬
‫الخاص‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬المرافق االقتصادية‬

‫ظهرت المرافق االقتصادية نتيجة الحرب العالمية األولى والثانية وما خلفتاه من دمار‬
‫وظروف اقتصادية وسياسية واجتماعية أدت إلى تدخل الدولة في المرافق االقتصادية وتدخل‬
‫الخواص في إنشاء بعض المرافق ذات النفع العام‪ ،‬حيث ظهر نوع جديد من المرافق العامة‬
‫التي تزاول نشاطا تجاريا أو صناعيا يشبه ما يقوم به الخواص بسبب طبيعة نشاط المرفق‬
‫ومن المرافق االقتصادية شركة المياه‪ ،‬شركة الكهرباء والغاز‪ ،‬شركة النقل العمومي‪ ،‬البريد‬
‫وغيرها‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬التميز بين المرافق االقتصادية واإلدارية‬

‫وجدت العديد من المعايير لتميز المرفق العمومي اإلداري عن المرفق االقتصادي‬


‫فهناك من يعتمد معيار الهدف و هناك من يعتمد معيار القانون المطبق وهناك من يعتمد‬
‫معيار طبيعة النشاط‪ .‬ولكن يجب الجمع بينها كلها لتحديد نوع المرفق ومن ثم القانون‬
‫‪1‬‬
‫الواجب التطبيق وهي‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬معيار الهدف‬

‫فإذا كان الغرض الذي يستهدفه المرفق العمومي هو تحقيق الربح فانه يعتبر مرفق‬
‫عمومي اقتصادي الن المرافق اإلدارية البحتة ال تسعى أبدا لتحقيق الربح‪ ،‬فعادة يتم التمييز‬
‫ما بين الرسوم التي تدفع في بعض األجهزة اإلدارية من طرف المواطنين التي ال تعتبر ربحا‬
‫لإلدارة وبين المقابل المالي الذي يدفعه المواطن نتيجة استغالله لمرفق اقتصادي الذي تعتبر‬
‫الربح‪.‬‬

‫‪- 1‬سعاد الشرقاوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪226.‬‬

‫‪18‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬معيار القانون المطبق‬

‫فإذا كان القانون المطبق على المرفق هو القانون اإلداري فالمرفق إداري أما إذا كان‬
‫القانون المطبق هو القانون الخاص فالمرفق اقتصادي‪ .‬اختلف الفقهاء في هذا المعيار ألنه‬
‫ال يصلح في كل الحاالت‪ ،‬كما أنه غير منطقي‪ ،‬إذ ال يمكن تحديد القانون المطبق على‬
‫المرفق ثم الجهة القضائية المختصة قبل تحديد نوع المرفق‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬معيار طبيعة النشاط‬

‫يرى جانب من الفقه أن المرفق االقتصادي يقوم على النشاط االقتصادي الذي يكون‬
‫إما تجاريا بطبيعته كعملية الشراء والبيع‪ ،‬عملية البنوك أو صناعيا بطبيعته كإنتاج السلع‬
‫وتصنيعها وغيرها عكس النشاط اإلداري الذي يقوم على تقديم منفعة عامة والتي قد تكون‬
‫مادية معنوية‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬المعيار الشكلي‬

‫يقصد بالمعيار الشكلي شكل المرفق العام أي مظهره الخارجي فإذا اتخذ المشروع‬
‫شكل المرفق االقتصادي من حيث اسمه من حيث نوع إدارته فانه يعتبر مرفقا اقتصاديا أما‬
‫إذا اتخذ شكل المرفق اإلداري من حيث اسمه واستخدام السلطة العامة وإدارته للمرفق مباشرة‬
‫أو تحت رقابته باستخدام أساليب السلطة العامة فهو مرفق إداري وهو ما أكده المشروع‬
‫الجزائري من خالل نص المادة ‪ 44‬من القانون ‪ 01-88‬المتعلق بالقانون التوجيهي‬
‫للمؤسسات العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري‪ 1،‬بنصه‪" :‬عندما تتمكن هيئة عمومية‬
‫من تمويل أعبائها االستغاللية جزئيا أو كليا عن طريق عائد بيع إنتاج تجاري ينجز طبقا‬
‫لتعريفه معدة مسبقا ولدفتر الشروط العامة الذي يحدد األعباء والتقييدات التي تعود على‬
‫عاتق الهيئة والحقوق والصالحيات المرتبطة بها وكذا عند االقتضاء حقوق وواجبات‬
‫المستعملين فإنها تأخذ تسمية هيئة عمومية ذات طابع صناعي وتجاري‪".‬‬

‫‪ -‬القانون رقم ‪ ،01-88‬المؤرخ في ‪ 12‬جانفي ‪ ،1988‬المتضمن القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية االقتصادية‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ‪ ،‬العدد ‪ ،2‬ص‪30.‬‬

‫‪19‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬المرافق االجتماعية والمرافق المهنية‬

‫تم تقسيم هذا المطلب إلى المرافق االجتماعية (الفرع األول)‪ ،‬ثم المرافق المهنية(الفرع‬
‫الثاني) ‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬المرافق االجتماعية‬

‫هي تلك المرافق التي تحقق المنفعة العامة باإلضافة إلى تحقيق خدمات اجتماعية‬
‫ألفراد المجتمع مثل‪ :‬الضمان االجتماعي‪ ،‬التامين االجتماعي‪ ،‬التقاعد‪ ،‬مراكز الراحة‬
‫ويحكمها القانون العام فضال عن القانون الخاص في بعض منازعاتها تخضع للقانون‬
‫اإلداري‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬المرافق المهنية‬

‫ظهر هذا النوع من المرافق عقب الحرب العالمية الثانية وهي تلك المرافق أو‬
‫المشاريع التي تنشئها الدولة بهدف تحقيق المنفعة العامة وتوجيه النشاط المهني ورعاية‬
‫المصالح الخاصة ببعض المهن في الدولة عن طريق المنتسبين إلى المهنة أنفسهم‪ ،‬من‬
‫خالل فرض انضمامهم اإلجباري بهدف تنظيم ممارسة مهنة معينة ورعاية مصالح المنتسبين‬
‫لها‪ 1.‬فاألصل أن الدولة هي التي تضع القواعد القانونية وتنظم سير المهنة لكن تركت ذلك‬
‫للنقابات في شكل مرافق عمومية تمنحها الدولة امتيازات السلطة العمومية‪ ،‬حيث خولهم‬
‫القانون صالحية منح امتيازات السلطة العامة لهذه المرافق التي تدار من طرف مجموعة من‬
‫المنخرطين في هذه المهنة وذلك عن طريق انتخابهم‪ ،‬وتعتبر ق اررات هذه النقابات ق اررات‬
‫‪2‬‬
‫إدارية تخضع للطعن باإللغاء‪.‬‬

‫‪ - 1‬محمد الشافعي أبو راس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪226 .‬‬

‫‪ - 2‬المادة ‪ 9‬من القانون العضوي رقم ‪ ،01-98‬المؤرخ في ‪ 30‬ماي ‪ ،1998‬المتعلق باختصاصات مجلس الدولة وتنظيمه‬
‫وعمله‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،37‬ص ‪ ،03‬بنصها‪ ":‬يفصل مجلس الدولة ابتدائيا ونهائيا في‪:‬‬
‫‪ -1‬الطعون باإللغاء المرفوعة ضد الق اررات التنظيمية أو الفردية الصادرة عن السلطات اإلدارية المركزية والهيئات العمومية‬
‫الوطنية والمنظمات المهنية الوطنية‪".‬‬

‫‪20‬‬
‫مالحظة‬

‫النقابة العمالية والمرفق المهني كالهما يسعى لتمثيل المنتمي للمهنة والدفاع عن‬
‫حقوقهم‪ ،‬وكالهما يقوم على االنتخاب‪ ،‬يختلفان في‪:‬‬

‫تخضع النقابات المهنية للسلطات المركزية فهي تحت وصاية السلطة العامة عكس‬
‫النقابات العمالية فهي مستقلة‪.‬‬

‫النقابات المهنية تشمل كل المنتمين لتلك المهنة إجباريا بمعنى أن ممارسة المهنة‬
‫يتقيد بالتسجيل في النقابات عكس النقابات العمالية التي يمكن أال يشترك فيها المنتمي‬
‫للمهنة فالعضوية في المنظمة العمالية اختيارية‪.‬‬

‫النقابات المهنية هي مرافق عمومية تخضع للقانون اإلداري أما النقابات العمالية‬
‫فليست مرافق عمومية‪.‬‬

‫المطلب ال اربع‪ :‬الفرق بين المرافق المهنية والمرافق الصناعية والتجارية‬

‫تتشابه المرافق العمومية الصناعية مع المرافق العمومية المهنية في أن كالهما مرافق‬


‫عمومية تنشئها الدولة وتهدف لتحقيق المنفعة العامة لكنهما يختلفان في‪:‬‬

‫المرافق المهنية ال تسعى لتحقيق الربح أما المرافق الصناعية تسعى إلى‬ ‫‪-1‬‬
‫تحقيق الربح‪.‬‬
‫المرافق الصناعية والتجارية هي صورة من صور تدخل الدولة (دولة متدخلة)‬ ‫‪-2‬‬
‫في مجال اختصاص األشخاص وبالتالي تحد من صالحياته أما المرافق المهنية فتنشأ‬
‫لرعاية المصالح الخاصة بالمهنة وبالتالي فهي نوع من مساهمة ومساعدة الدولة لحماية‬
‫حقوق المنتمي للمهنة‪.‬‬
‫يطبق كل منه القانون العام والخاص في هذه المرافق حيث تخضع المرافق‬ ‫‪-3‬‬
‫الصناعية والتجارية للقانون العام في تسيرها وتنظيمها بينما يحكم القانون الخاص نشاطها‪،‬‬

‫‪21‬‬
‫أما المرافق المهنية فان تكوينها النقابي يخضعها للقانون الخاص‪ ،‬بينما يحكم نشاطها بصفة‬
‫عامة القانون العام وتخضع منازعاتها للقضاء اإلداري‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تقسيم المرافق من حيث النطاق اإلقليمي‬

‫يمكن تقسيم المرافق العامة من حيث نطاقها ومدى اتساع مجال عملها اإلقليمي إلى‬
‫مرافق عامة وطنية ومرافق عامة محلية (إقليمية)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬المرافق العامة الوطنية‬

‫يصطلح عليها في بعض الكتب بالمرافق القومية ويقصد بالمرافق الوطنية تلك المرافق‬
‫التي تهدف إلى تحقيق المنفعة العامة‪ ،‬ويتسع نشاطها ليشمل كافة أقاليم الدولة وتشرف‬
‫عليها األجهزة المركزية‪ ،‬وعادة ما يكون موضوع هذه المرافق متعلق بالسيادة‪ ،‬حيث تقتضي‬
‫المصلحة العمومية أن يدار المرفق بأسلوب موحد كمرفق الدفاع‪ ،‬مرفق القضاء‪ ،‬الو ازرات‪،‬‬
‫أجهزة القضاء (المحكمة العليا و مجلس الدولة)‪ ،‬المنظمات المهنية الوطنية وغيرها‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المرافق العامة المحلية‬

‫هي تلك المرافق التي تحقق باألساس المنفعة العامة وكذلك المنفعة على المستوى‬
‫المحلي حيث يتعلق نشاطها بتقديم الخدمات المحدودة بحيز جغرافي أو بإقليم معين‪ ،‬ويعهد‬
‫بإدارتها إلى الوحدات المحلية كمرفق النقل‪ ،‬مرافق توزيع المياه والكهرباء والتي تعود إلى‬
‫البلدية والوالية وغيرها‪.‬‬

‫ال يمكن فصل المرافق الوطنية عن المرافق المحلية فكالهما يكمل اآلخر‪.‬‬

‫هذا وتوجد تقسيمات أخرى فهناك من يقسم المرافق من حيث الحاجة إلى وجودها‬
‫إلى مرافق اختيارية أي أن الدولة حرة في وإنشائها ومرافق إجبارية تكون الدولة ملزمة‬
‫بوضعها لخدمة المنتفعين بالخدمة‪ ،‬وهذا التقسيم يختلف من دولة إلى أخرى‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫و هناك تقسيم آخر من حيث استقاللها أي تمتعها بالشخصية المعنوية فاألصل أن‬
‫معظم المرافق العامة تتمتع بالشخصية المعنوية وبالتالي فإنها وحسب المادة ‪ 49‬و‪50‬‬
‫تتمتع باالستقاللية إال انه توجد بعض المرافق العامة ال تتمتع بالشخصية المعنوية وال‬
‫باالستقاللية وهذا حسب أسلوب تسييرها الذي غالبا ما يكون أسلوب استغالل مباشر بالنسبة‬
‫للمرافق التي ال تتمتع بالشخصية المعنوية‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬إنشاء المرافق العمومية وإلغاؤها‬

‫ال يوجد نظام قانوني يسن إنشاء‪ ،‬إلغاء وتنظيم المرافق العمومية‪ ،‬وذلك الختالف‬
‫طبيعة نشاط كل مرفق وطريقة تسييره‪ ،‬لكن المتفق عليه هو قاعدة توازي األشكال أي أن‬
‫طريقة إنشاء المرفق هي نفس طريقة إلغائه‪.‬‬

‫يعد المرفق العمومي ذلك المشروع الذي تنشئه الدولة ويحقق الحاجات العامة لألفراد‬
‫إال انه يثار إشكال في الجهة التابعة للدولة التي تنشئه‪ ،‬باعتبار أن الدولة تملك ثالث‬
‫سلطات هي‪ :‬سلطة تشريعية‪ ،‬قضائية‪ ،‬تنفيذية‪ .‬فما هي األداة التي يتحقق بها إنشاء المرفق‬
‫العام؟‬

‫في البداية يجب استبعاد السلطة القضائية باعتبارها تختص فقط في النظر في‬
‫القضايا المطروحة أمامها‪ ،‬وتبقى سلطتان هما‪ :‬السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية‪ ،‬لذا‬
‫سيتم عرض األداة القانونية التي تنشئ المرافق في كل من فرنسا باعتبارها مهد القانون‬
‫اإلداري ثم في الجزائر‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬إنشاء المرافق العمومية في فرنسا‬

‫من المبادئ المستقر عليها فقها وقضاء في فرنسا أال ينشأ المرفق العمومي إال‬
‫بقانون‪ ،1‬أي تختص السلطة التشريعية بإنشائه ألن المرفق العام يضع حدا الختصاصات‬
‫األفراد وبالتالي يقيد حقوقهم وحرياتهم‪ ،‬ولقد ذهب الفقه الفرنسي قبل سنة ‪ 1958‬ليؤكد أن‬
‫البرلمان هو صاحب االختصاص الوحيد إلنشاء المرفق العام مستندين في ذلك إلى مجموعة‬
‫‪2‬‬
‫من الحجج أهمها‪:‬‬

‫محمد سليمان الطماوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.405‬‬ ‫‪1‬‬

‫ثروت بدوي‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،2006 ،‬ص ‪.404‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪24‬‬
‫المرفق العام يتطلب مستخدمين وبالتالي فانه يحتاج إلى نظام لهؤالء‬ ‫‪-‬‬
‫المستخدمين وهذا النظام هو من اختصاص البرلمان فقط‪.‬‬
‫إنشاء المرفق العام يتطلب أموال من الخزينة العامة والميزانية من اختصاص‬ ‫‪-‬‬
‫القانون أي السلطة التشريعية فقط‪.‬‬
‫إنشاء المرفق العام يتطلب تطبيق نوع من الرقابة عليه الن المرافق العامة‬ ‫‪-‬‬
‫تخضع للرقابة وهي من اختصاص البرلمان الذي يحدد وحده نوع الرقابة الممارسة‪ ،‬ويضيف‬
‫الفقيه منز أن االختصاص يعود للبرلمان فقط الن المرفق العام يحدد حقوق وحريات األفراد‬
‫العامة‪ .‬و‬

‫وبالتالي طبقت فرنسا قبل سنة ‪ 1958‬اختصاص البرلمان إلنشاء المرافق العامة بعد‬
‫دستور جمهورية ثانية سنة ‪ ،1958‬حيث ظهر التميز بين المرافق التي تنشا من طرف‬
‫السلطة التشريعية وتلك المنشئة من طرف السلطة التنفيذية‪ ،‬ولقد أكد الفقيه أندري دلوبادار‬
‫أن دستور سنة ‪ 1952‬وفي المادة ‪ 34‬اشترط صدور قانون في المسائل التي تمس الحريات‬
‫العامة الفردية‪ ،‬أما المرافق التي ال تمس الحريات العامة لألفراد فيمكن أن تنشأ من طرف‬
‫السلطة التنفيذية‪ .‬كما أكد ‪ Vedel‬أن إنشاء المرافق العمومية لم يعد يستلزم صدور قانون‬
‫‪1‬‬
‫وإنما يمكن أن يكون من اختصاص السلطة التنفيذية‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬إنشاء المرافق العمومية في الجزائر‬

‫يختلف إنشاء المرافق العمومية في الجزائر بالنسبة للمرافق الوطنية عنه في المرافق‬
‫المحلية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬إنشاء المرافق العامة الوطنية‬

‫مر إنشاء المرافق العمومية الوطنية في الجزائر بالعديد من المراحل‪:‬‬

‫‪ 1‬سعاد الشرقاوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.200‬‬

‫‪25‬‬
‫الفرع األول‪ :‬منذ االستقالل إلى غاية ‪1965‬‬

‫استمر العمل بالقانون الفرنسي إلى حين استحداث قواعد قانونية خاصة بالدولة‬
‫الجزائرية‪ ،‬غير أنه تم استحداث العديد من المرافق الضرورية الستمرار الدولة كالبنك‬
‫المركزي الجزائري‪ ،‬الذي تم إنشاؤه بموجب القانون رقم ‪ 144-62‬المؤرخ في ‪-12-13‬‬
‫‪ 1962‬كمؤسسة عمومية مكلفة بإصدار النقود ومراقبتها واإلشراف على البنوك والمؤسسات‬
‫المالية األخرى لدعم النمو االقتصادي‪ ،‬كما تم إنشاء بعض المدارس شبه الطبية كالمدرسة‬
‫شبه طبية بالبليدة‪ ،1‬والتي تم استحداثها بقرار بينما تم استحداث لجنة وطنية تتكفل بإعداد‬
‫المهرجان العالمي التاسع للشبيبة بموجب مرسوم‪ 2.‬أما المجلس األعلى ‪ -‬المحكمة العليا‬
‫حاليا‪ -‬فقد تم إنشاؤه بموجب القانون رقم ‪ 3.218-63‬يتضح أن المشرع الجزائري لم يكن‬
‫محددا ألسلوب إنشاء المرافق العمومية فالعديد من المرافق تم إنشاؤها بموجب قوانين بينما‬
‫أخرى تم إنشاؤها بموجب مراسيم دون وجود ضابط محدد لذلك‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬من ‪ 1965‬إلى غاية ‪1971‬‬

‫بعد صدور األمر ‪ 320-65‬المتعلق بقانون المالية لسنة ‪ 41966‬نصت المادة ‪5‬‬
‫مكرر منه ‪ " :‬ال يسوغ ابتداء من أول يناير سنة ‪ 1966‬إحداث أي مكتب أو مؤسسة‬
‫عمومية إال بموجب أمر يحدد بالوقت نفسه نظامها األساسي"‪ ،‬وعليه أصبح إنشاء المرافق‬
‫العمومية في الجزائر بموجب أمر إلى غاية ‪.1971‬‬

‫‪ 1‬القرار المؤرخ في ‪ 17‬ماي ‪ ،1965‬المتعلق بإنشاء مدرسة شبه طبية بالبليدة‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪،‬‬
‫العدد ‪ ،47‬المؤرخة في ‪ 4‬جوان ‪ ،1965‬ص ‪623‬‬

‫مرسوم رقم ‪ ،350-64‬المؤرخ في ‪ 10‬ديسمبر ‪ ،1964‬المتضمن إحداث لجنة وطنية تتكفل بإعداد المهرجان العالمي‬ ‫‪2‬‬

‫التاسع للشبيبة‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ .60‬ص ‪862‬‬

‫القانون ‪ ،218-63‬المؤرخ في ‪ 18‬جوان ‪ ،1963‬المتضمن إحداث المجلس األعلى والذي حدد صالحياته وتنظيمه‬ ‫‪3‬‬

‫وسيره‪ ،‬والذي تم تنصيبه يوم ‪2‬مارس ‪.1964‬‬

‫األمر رقم ‪ ،320-65‬المؤرخ في ‪ 31‬ديسمبر‪ ،1965‬المتعلق بقانون المالية لسنة ‪ ،1966‬الجريدة الرسمية للجمهورية‬ ‫‪4‬‬

‫الجزائرية ‪ ،‬العدد ‪ ،108‬ص ‪.1521‬‬

‫‪26‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬منذ ‪ 1971‬إلى اليوم‬

‫نصت المادة الخامسة من األمر‪ 74-71‬على‪ " :‬تحدث المؤسسة االشتراكية بموجب‬
‫مرسوم باستثناء المؤسسات التي لها أهمية وطنية والتي تحدث بموجب قانون"‪.1‬‬

‫وبهذا األمر أصبحت المرافق العمومية في شكل مؤسسة عمومية تنشأ بموجب‬
‫مرسوم‪ ،‬باستثناء المؤسسات التي لها أهمية وطنية فإنها تحدث بموجب القانون‪ ،‬بمفهوم‬
‫المخالفة لهذه المادة فإن الم ارفق العامة ذات األهمية البالغة والوطنية تنشئ من طرف‬
‫السلطة التشريعية أما المرافق العمومية ذات المنفعة المحلية أو المرافق غير بالغة األهمية‬
‫فإنها تنشا من طرف السلطة التنفيذية‪ ،‬واستمر الوضع إلى بعد صدور دستور ‪ 1989‬الذي‬
‫لم تنص مواده على إنشاء المرافق العمومية وحتى بالنسبة لصالحيات البرلمان لم يوجد فيها‬
‫نص على ذلك‪ 2.‬واستمر الوضع إلى غاية دستور ‪ 1996‬الذي نص في الفقرة ‪ 29‬المادة‬
‫‪ 122‬من الدستور على‪ " :‬يشرع البرلمان في الميادين التي يخصصها له الدستور‪ ،‬وكذلك‬
‫في المجاالت اآلتية‪:‬‬

‫‪ )29‬إنشاء فئات المؤسسات" وعليه فإن البرلمان يختص فقط في إنشاء المرافق‬
‫العامة المتعلقة بفئات المؤسسات وما عدى فئات المؤسسات فإنها من اختصاص السلطة‬
‫التنفيذية وهو ما أكده كذلك في التعديل الدستوري لسنة ‪ 2016‬في الفقرة ‪ 28‬من المادة‬
‫‪3‬‬
‫‪ 140‬منه‪.‬‬

‫األمر رقم ‪ ،74-71‬المؤرخ في ‪ 16‬نوفمبر ‪ ،1971‬يتعلق بالتسيير االشتراكي للمؤسسات‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية‬ ‫‪1‬‬

‫‪.1736‬‬ ‫الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،101‬ص‬

‫المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،19-89‬المؤرخ في ‪ 28‬فيفري ‪ ، 1989‬المتعلق بنص تعديل الدستور الموافق عليه في استفتاء‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 23‬فيفري ‪ ،1989‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،9‬ص ‪234‬‬

‫‪3‬القانون رقم ‪ ،01-16‬المؤرخ في ‪ 06‬مارس ‪ ،2016‬المتضمن التعديل الدستوري‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪،‬‬
‫الدستور‪ ،‬وكذلك في‬
‫يخصصها له ّ‬
‫العدد ‪ ،14‬ص ‪ ،03‬حيث نصت المادة ‪ 140‬منه‪ ":‬يشرع البرلمان في الميادين اّلتي ّ‬
‫المؤسسات"‪.‬‬
‫ّ‬ ‫المجاالت اآلتية ‪ ) - 82‬إنشاء فئات‬

‫‪27‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬إنشاء المرافق العامة المحلية‬

‫تختص المرافق المحلية بالنظر في دائرة إقليم معين وتلبية حاجات أفراده‪ ،‬لذا سيتم‬
‫عرض إمكانية إنشاء البلدية والوالية للمرافق العمومية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬إنشاء المرافق العامة البلدية‬

‫نص المشرع الجزائري في قانون البلدية على عدة أساليب إلنشاء المرافق العمومية‬
‫حسب نوعها‪ 1،‬حيث نص على استغالل المرافق في شكل االستغالل المباشر وهذا بموجب‬
‫نص المادتين ‪ 151‬و‪ ، 152‬كما نص على إمكانية إنشاء البلدية لمؤسسات عمومية وهذا‬
‫بموجب المادة ‪ 153‬التي نصت‪ ":‬يمكن البلدية أن تنشئ مؤسسات عمومية بلدية تتمتع‬
‫بالشخصية المعنوية والذمة المالية المستقلة من أجل تسيير مصالحها‪".‬‬

‫كما حدد مجاالت إنشاء المرافق العمومية بموجب المادة ‪ 149‬التي تنص‪" :‬مع‬
‫مراعاة األحكام القانونية المطبقة في هذا المجال‪ ،‬تضمن البلدية سير المصالح العمومية‬
‫البلدية التي تهدف إلى تلبية حاجات مواطنيها وإدارة أمالكها وبهذه الصفة تحدث إضافة إلى‬
‫المصالح العامة‪ ،‬مصالح عمومية تقنية قصد التكفل على وجه الخصوص بما يأتي‪:‬‬
‫• التزويد بالمياه الصالحة للشرب وصرف المياه المستعملة‪.‬‬
‫• النفايات المنزلية والفضالت األخرى‪،‬‬
‫• صيانة الطرقات وإشارات المرور‪.‬‬
‫• اإلنارة العمومية‪.‬‬
‫• األسواق المغطاة واألسواق العمومية‪،‬‬
‫• الحظائر ومساحات التوقف‪،‬‬
‫• المحاشر‪،‬‬
‫• النقل الجماعي‪،‬‬

‫المادة ‪ 150‬من القانون رقم ‪ ،10-11‬المؤرخ في ‪ 22‬يونيو ‪ ،2011‬يتعلق بالبلدية‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪.04‬‬ ‫العدد ‪ ،37‬ص‬

‫‪28‬‬
‫• المذابح البلدية‪،‬‬
‫• الخدمات الجنائزية أو تهيئة المقابر وصيانتها بما فيها مقابر الشهداء‪،‬‬
‫• الفضاءات الثقافية التابعة ألمالكها‪،‬‬
‫• فضاءات الرياضة و التسلية التابعة ألمالكها‪،‬‬
‫• المساحات الخضراء‪".‬‬

‫يجب اإلشارة أن هذه الحاالت هي على سبيل المثال ال الحصر‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬إنشاء المرافق العامة الوالئية‬

‫يمكن للوالية أن تنشئ مرافق عمومية قصد تلبية الحاجات الجماعية لمواطنيها وذلك‬
‫بموجب مداولة المجلس الشعبي الوالئي‪ ،‬وذكر المشرع الجزائري في المادة ‪ 141‬من قانون‬
‫الوالية أهم هذه المجاالت وهي‪ :‬الطرق والشبكات المختلفة‪ ،‬مساعدة ورعاية الطفولة‬
‫واألشخاص المسنين أو الذين يعانون من إعاقة أو أمراض مزمنة‪ ،‬النقل العمومي‪ ،‬النظافة‬
‫والصحة العمومية ومراقبة الجودة‪ ،‬المساحات الخضراء‪ ،‬الصناعات التقليدية والحرف‬
‫وغيرها‪.‬‬

‫تسير الوالية المرافق التابعة لها إما عن طريق االستغالل المباشر‪ 1،‬أو عن طريق‬
‫‪2‬‬
‫أسلوب المؤسسة أو االمتياز‪.‬‬

‫خول المشرع الجزائري للوالية إمكانية إنشاء مرافق عمومية وهو ما تؤكده نص المادة‬
‫‪ 146‬من قانون الوالية‪ ":‬يمكن المجلس الشعبي الوالئي أن ينشئ مؤسسات عمومية والئية‬
‫تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي قصد تسيير المصالح العمومية‪ ".‬وذلك بموجب‬
‫مداولة من المجلس الشعبي الوالئي‪.‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 142‬من القانون رقم ‪ ،07-12‬المؤرخ فـي ‪ 21‬فبراير ‪ ،2012‬يتعلـق بالوالية‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪،‬‬
‫العدد ‪ ،12‬ص‪.05‬‬

‫المادة ‪ 149‬من القانون رقم ‪.07-12‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪29‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬المبادئ التي تحكم المرفق العمومي‬

‫توجد العديد من المبادئ التي تطبق على المرفق العمومي من أجل سيره فمنها‬
‫المبادئ األساسية والمتمثلة في مبدأ االستم اررية‪ ،‬مبدأ المساواة‪ ،‬مبدأ الحياد ومبدأ التكيف‪،‬‬
‫كما توجد مبادئ أخرى قد توجد في دولة دون أخرى منها‪ :‬مبدأ الشفافية‪ ،‬مبدأ المجانية ومبدأ‬
‫التشاركية‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مبدأ االستمرارية‬

‫يعد مبدأ االستم اررية مبدأ دستوري وجوهري متفق عليه فقها وقضاء ويعتبر جوهر‬
‫المرفق العمومي‪ ،‬وينتج عن االعتراف بهذا المبدأ العديد من النتائج القانونية‪ .‬لذا سيتم‬
‫عرض تعريفه (المطلب األول)‪ ،‬ثم نتائج االعتراف به (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف مبدأ االستمرارية‬

‫يقصد بمبدأ االستم اررية دوام سير المرافق العمومية أي أن تسير المرافق العمومية‬
‫بانتظام واطراد ودون توقف بهدف إشباع حاجات الجمهور‪ ،‬لذا يقع على اإلدارة واجب كفالة‬
‫ضمان استمرار المرفق العمومي في تقديم خدماته‪ ،‬وهو ما نصت عليه الدساتير الجزائرية‬
‫من خالل تأكيدها على حسن سير المرافق العمومية آخرها التعديل الدستوري لسنة ‪2016‬‬
‫الذي ألزم الوزير األول على السهر على حسن سير اإلدارة العمومية‪ 1،‬وعلى المستوى‬
‫المحلي نص المشرع الجزائري على إلزام الوالي بالسهر على حسن سير المصالح الوالئية‬

‫تخولها ّإياه صراحة أحكام أخرى‬ ‫المادة ‪ 99‬من التعديل الدستوري ‪ ":2016‬يمارس الوزير األول‪ ،‬زيادة على ّ‬
‫السلطات اّلتي ّ‬
‫‪1‬‬

‫الحيات اآلتية ‪:‬‬


‫الص ّ‬‫الدستور‪ّ ،‬‬
‫في ّ‬
‫العمومية‪".‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -6‬يسهر على حسن سير اإلدارة‬

‫‪30‬‬
‫ومؤسساتها العمومية‪ 1،‬وكذلك بالنسبة للبلدية إذ ألزم رئيس البلدية بالسهر على حسن سير‬
‫‪2‬‬
‫المصالح البلدية ومؤسساتها العمومية‪.‬‬

‫مما سبق يعتبر رفض أو امتناع صريح أ و ضمني لتقديم الخدمة المنصوص عليها‬
‫قانونا يعطي الحق للمواطن في الطعن أمام قاضي اإللغاء بعدم مشروعية قرار االمتناع عن‬
‫تقديم الخدمة‪ ،‬كما أن هذا االمتناع قد يثير مسؤولية مسير المرفق إذا تسبب في إحداث‬
‫ضرر لحق بالمواطن‪ ،‬وفي هذا الصدد أصدر قاضي مجلس الدولة الفرنسي في حكمه‬
‫الصادر بتاريخ ‪ 1988/01/27‬في قضية "‪ "Giraud‬الطالب الذي لم يستفيد من كامل‬
‫‪3‬‬
‫البرنامج قرار أكد على تعويض الطالب نتيجة خرق مبدأ االستم اررية‪.‬‬

‫مالحظة‬

‫يختلف مفهوم االستم اررية من مرفق إلى آخر فال يعني بالضرورة الديمومة فبعض‬
‫المرافق تقدم الخدمة على الدوام ‪ 24‬ساعة‪ 24/‬ساعة كالمستشفى‪ ،‬األمن وبعضها في‬
‫ساعات محددة وأخرى في أيام فقط من األسبوع‪ ،‬المهم أن يحقق المرفق العمومي المنفعة‬
‫العامة واحتياجات المواطنين هذا من جهة‪ ،‬من جهة أخرى ال يمكن وال يحق إلدارة معنية أن‬

‫المادة ‪ 108‬من القانون ‪ ":07-12‬يسهر الوالي على وضع المصالح الوالئية ومؤسساتها العمومية وحسن سيرها ويتولى‬ ‫‪1‬‬

‫تنشيط ومراقبة نشاطاتها طبقا للتشريع والتنظيم المعمول بهما‪".‬‬

‫‪ - 2‬المادة ‪ 83‬من القانون ‪ ":10-11‬المادة ‪ : 83‬يسهر رئيس المجلس الشعبي البلدي على وضع المصالح والمؤسسات‬
‫العمومية البلدية وحسن سيرها‪".‬‬

‫أكد مجلس الدولة الفرنسي أن مهمة التعليم العمومي تفرض على وزير التربية الوطنية االلتزام القانوني بضمان تدريس‬ ‫‪3‬‬

‫جميع المواد اإلجبارية المدرجة في برامج التعليم على النحو المحدد في القوانين واألنظمة النافذة وفقاً للجداول المقررة‪.‬‬
‫ويشكل عدم االمتثال لهذا االلتزام القانوني‪ ،‬الذي قد يؤدي إلى حرمان تلميذ من التعليم لفترة طويلة في غياب أي تبرير‬
‫مستمد من متطلبات تنظيم الخدمة‪ ،‬خطأ من نوع ما لتحمل مسؤولية الدولة‪ .‬وإخالل بمبدأ استم اررية المرفق‪ .‬وعليه فإن إن‬
‫عدم وجود اعتمادات في الميزانية يزعمها وزير التربية الوطنية ال يمكن بأي حال من األحوال أن يعف الدولة من مسؤولية‬
‫اإلخالل بمبدأ استم اررية المرفق العمومي‪.‬‬

‫‪Conseil d'Etat, 4 / 1 SSR, du 27 janvier 1988, 64076, publié au recueil Lebon‬‬

‫‪31‬‬
‫تقرر من تلقاء نفسها أن ال تقدم خدمة في ساعة معينة أو في يوم معين بحجة توفر الخدمة‬
‫وإنما يجب أن تلتزم كل المرافق العمومية بالتنظيم الداخلي والقوانين المنظمة لها‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬نتائج االعتراف بمبدأ االستمرارية‬

‫يترتب عن االعتراف بمبدأ االستم اررية مجموعة من النتائج أهمها‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬نظرية فعل األمير‬

‫قد يتأثر مبدأ استم اررية المرفق العمومي عند تنفيذ العقد اإلداري الذي يقصد به ذلك‬
‫العقد الذي يبرمه شخص معنوي عام مع شخص من أشخاص القانون الخاص عادة‪،‬‬
‫باستخدام أساليب القانون اإلداري بهدف تحقيق المصلحة العامة‪ .‬حيث يلزم االعتراف بمبدأ‬
‫االستم اررية الملتزم بتنفيذ العقود مع المرفق العمومي بضمان الخدمة بشكل مستمر ومنتظم‬
‫إال في حالة القوة القاهرة أو إذا تسببت اإلدارة بتصرفاتها باستحالة تنفيذ الخدمة أو حادث أو‬
‫حالة قانونية وهو ما يقود إلى تطبيق نظرية فعل األمير " ‪La théorie du fait du‬‬
‫‪ "prince‬التي تشترط توفر ما يلي‪:‬‬

‫فعل أدى إلى ضرر صادر عن اإلدارة‪.‬‬ ‫•‬


‫أن يكون في حدود سلطة اإلدارة‪.‬‬ ‫•‬
‫غير متوقع عند العقد‪.‬‬ ‫•‬
‫أدى إلى اإلخالل بالتوازن المالي للعقد لدرجة استحالة أو صعوبة تنفيذ العقد‪.‬‬ ‫•‬

‫إذا توفرت الشروط السابقة فان المرفق العمومي تطبيقا لمبدأ االستم اررية يقوم‬
‫بتعويض المتعاقد معه كما قد يتحمل جزء من المخاطر المتفق عليها في العقد‪.‬‬

‫تعتب ر قضية شركة اإلنارة العامة في بوردو أساس نظرية فعل األمير‪ ،‬وتعود وقائعها‬
‫إلى أن الشركة العامة لإلنارة في بوردو كانت تريد أن تتحمل بلدية بوردو زيادة تكلفة‬
‫االرتفاع الكبير في أسعار الفحم التي تضاعفت خمس مرات منذ إبرام عقد االمتياز بين‬
‫الطرفين في ‪ ،1916‬بسبب الحرب العالمية األولى (‪ ،)1918 / 1914‬حيث سقطت معظم‬

‫‪32‬‬
‫المناطق المنتجة للفحم في يد االحتالل األلماني وأصبح النقل عن طريق البحر أكثر‬
‫صعوبة‪ .‬وبهذا أصدر مجلس الدولة الفرنسي ق ارره الذي أكد فيه أنه من المفروض أن عقد‬
‫االمتياز يحدد بصفة نهائية التزامات الطرفين وتكون تغيرات أسعار المواد األولية بسبب‬
‫الظروف االقتصادية من بين مخاطر السوق التي يتعين على الملتزم أن يتكفل بها‪ ،‬ولكن‬
‫عندما اضطرب التوازن المالي للعقد إلى درجة كبيرة جدا لم يكن يتوقعها األطراف‪ ،‬فإنه ال‬
‫يمكن للملتزم أن يضمن سير المرفق في الظروف المتفق عليها منذ البداية‪ .‬ولهذا فإن‬
‫مجلس الدولة الفرنسي قرر بأن الشركة تبقى ملزمة بضمان سير المرفق العمومي ولكن‬
‫يجب تعويضها عن الخسائر المالية المترتبة عن هذا االضطراب والتي تتجاوز المخاطر‬
‫‪1‬‬
‫االقتصادية العادية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬اإلضراب‬

‫سيتم عرض تعريف الحق في اإلضراب أوال‪ ،‬ثم شروطه ثم االستثناءات الواردة عليه‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف الحق في اإلضراب‬

‫يقصد بالحق في اإلضراب توقف الموظفين عن القيام بأعمالهم واالمتناع عن أداء‬


‫واجباتهم لمدة معينة وبصفة مؤقتة كوسيلة ضغط لتحقيق مطالبهم دون أن تنصرف نواياهم‬
‫إلى ترك مناصبهم بصفة نهائية‪.‬‬

‫ويعتبر الحق في اإلضراب حق دستوري وقانوني نصت عليه الدساتير الجزائرية‬


‫وتعديالتها‪ ،‬حيث تم النص عليه في دستور ‪ 2،1963‬أما دستور ‪ 1976‬فقد كفله للقطاع‬
‫الخاص دون القطاع العام‪ ،‬ألن الدولة الجزائرية كانت تعتمد النهج االشتراكي الذي يجرم‬

‫‪1‬‬
‫‪Conseil d'Etat, 30 mars 1916, n° 59928 Compagnie générale d'éclairage de Bordeaux.‬‬

‫تنص المادة ‪ 20‬من دستور ‪ ": 1963‬الحق النقابي‪ ،‬وحق اإلضراب‪ ،‬ومشاركة العمال في تدبير المؤسسات معترف بها‬ ‫‪2‬‬

‫جميعا‪ ،‬وتمارس هذه الحقوق في نطاق القانون‪ ".‬دستور الجمهورية الجزائرية ‪ ، 1963‬المؤرخة في ‪ 10‬سبتمبر ‪،1963‬‬
‫الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬عدد ‪.64‬‬

‫‪33‬‬
‫اإلضراب في القطاع العام‪ 1.‬بينما نص عليه دستور ‪ 1989‬صراحة في المادة ‪ 54‬التي‬
‫جاء فيها‪ ":‬الحق في اإلضراب معترف به‪ ،‬ويمارس في إطار القانون‪ .‬ويمكن أن يمنع‬
‫القانون ممارسة هذا الحق ‪ ،‬أو يجعل حدودا لممارسته في ميادين الدفاع الوطني واألمن‪ ،‬أو‬
‫في جميع الخدمات أو األعمال العمومية ذات المنفعة الحيوية للمجتمع‪ ".‬ليقوم بتنظيم‬
‫اإلضراب بموجب هذا الدستور وفق القانون ‪ 02-90‬المعدل والمتمم والمتعلق بالوقاية من‬
‫‪2‬‬
‫الن ازعات الجماعية في العمل وتسويتها وممارسة حق اإلضراب‪.‬‬

‫لم يتغير مضمون المادة ‪ 54‬من دستور ‪ 1989‬في دستور ‪ ،1996‬وإنما تغير رقم‬
‫المادة لتصبح المادة ‪ .57‬وكذلك في التعديل الدستوري لسنة ‪ ،2016‬حيث نصت‬
‫مارس في إطار القانون‪.‬‬
‫وي َ‬‫عترف به‪ُ ،‬‬
‫المادة‪ ":71‬الحق في اإلضراب ُم َ‬

‫الحق‪ ،‬أو يجعل حدودا لممارسته في ميادين‬‫ّ‬ ‫يمكن أن يمنع القانون ممارسة هذا‬
‫الدفاع الوطني واألمن‪ ،‬أو في جميع الخدمات أو األعمال العمومية ذات المنفعة الحيوية‬
‫للمجتمع‪".‬‬

‫تم النص على الحق في اإلضراب أيضا قي القانون األساسي العام للوظيفة العمومية‬
‫‪ 03-06‬في المواد ‪ 36‬و‪.37‬‬

‫يتضح مما سبق أن المشرع الجزائري لم ينص صراحة على تعريف الحق في‬
‫اإلضراب وإنما اكتفى بتكريسه في مختلف الدساتير والقوانين‪.‬‬

‫تنص المادة ‪ 61‬من دستور ‪ ":1976‬تخضع عالقات العمل في القطاع االشتراكي ألحكام القوانين والتنظيمات المتعلقة‬ ‫‪1‬‬

‫باألساليب االشتراكية للتسيير‪.‬‬

‫في القطاع الخاص‪ ،‬حق اإلضراب معترف به‪ ،‬وينظم القانون ممارسته‪".‬‬

‫القانون رقم ‪ ،02-90‬المؤرخ في ‪ 06‬فبراير ‪ ،1990‬المتعلق بالوقاية من النزاعات الجماعية في العمل وتسويتها‬ ‫‪2‬‬

‫وممارسة حق اإلضراب‪ ،‬الجريدة الرسمية الجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،06‬ص ‪ ،231‬المعدل والمتمم بالقانون رقم ‪27-91‬‬
‫مؤرخ في ‪ 21‬ديسمبر ‪.1991‬‬

‫‪34‬‬
‫استقر على أهمية وضرورة هذا الحق‪ ،‬وأن يتم‬
‫ا‬ ‫أما على مستوى الفقه والقضاء فقد‬
‫ممارسته بالشروط القانونية ومن ذلك قضية "‪ "Dehaene‬رئيس مكتب المحافظة الذي تم‬
‫توقيفه ع ن واجباته ومعاقبته بسبب مشاركته في اإلضراب‪ ،‬رغم منع وزير الداخلية ألعوان‬
‫السلطة من المشاركة فيه‪ ،‬حيث جاء في نص قرار مجلس الدولة الفرنسي أنه يمكن لرؤساء‬
‫اإلدارات تنظيم الحق في اإلضراب في حال غياب نص قانون ساري المفعول‪ ،‬كما عرف‬
‫‪1‬‬
‫هذا القرار الحق في اإلضراب بأنه أسلوب للدفاع عن المصالح المهنية‪.‬‬

‫كما جاء في قرار مجلس الدولة المؤرخ ‪ 13‬جوان ‪ 1980‬أن اإلضراب يعتبر حق‬
‫لكن يجب استثناء المرافق الحيوية للبالد‪ ،‬التي ال يمكن فيها تعويض غياب الخدمة عن‬
‫طريق تنفيذ العمل اإلضافي‪2.‬‬

‫يختلف االعتراف بالحق في اإلضراب من دولة إلى أخرى فالدول االشتراكية تعتبره‬
‫مخالفا للقانون ألنها ترى أن الدولة هي رب العمل‪ ،‬بينما معظم الدول الرأسمالية تعتبره حقا‬
‫دستوريا ووسيلة مشروعة للمطالبة بالحق‪ ،‬غير انه توجد بعض الدول الرأسمالية التي تعتبر‬
‫سويسر و بلجيكا‪.‬‬
‫ا‬ ‫اإلضراب ممنوع كإنجلترا‪ ،‬الواليات المتحدة األمريكية‪،‬‬

‫ثانيا‪ :‬شروط الحق في اإلضراب‬

‫يعتبر اإلض ارب أخطر ما يهدد مبدأ االستم اررية‪ ،‬رغم كونه حق مكفول دستوريا‪ ،‬لذا‬
‫فال يمكن ممارسته بصفة تلقائية بل ال بد من توافر بعض الشروط فيه ليكون إضرابا قانونيا‬
‫وشرعيا‪ ،‬يمكن إجمال هذه الشروط فيما يلي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Conseil d'État, 7 juillet 1950, Dehaene, disponible sur le site web : https://www.conseil-‬‬
‫‪etat.fr/ressources/decisions-contentieuses/les-grandes-decisions-du-conseil-d-etat/conseil-d-etat-7-juillet-1950-‬‬
‫‪dehaene‬‬

‫‪2‬‬
‫‪Conseil d'Etat, 4 / 1 SSR, du 13 juin 1980, 17995, publié au recueil Lebon, disponible sur le site web :‬‬
‫‪www.legifrance.gouv.fr‬‬

‫‪35‬‬
‫استنفاذ جميع وسائل التسوية‬ ‫‪-1‬‬

‫يجب أن يتم السعي إلى استنفاذ كل طرق ووسائل التسوية كإجراء أولي قبل اللجوء‬
‫إلى اإلضراب‪ ،‬والتي تتمثل في‪ :‬المصالحة والتي تتم بين الموظفين وممثلي اإلدارة العمومية‬
‫في شكل المجلس متساوي األعضاء‪ ،‬وذلك من خالل البحث في مسببات النزاع والتوصل‬
‫إلى حل ومصالحة بين الطرفين‪ ،‬والوساطة باالحتكام إلى حل وسط يقترحه الوسيط على‬
‫الطرفين‪ ،‬أو أي طريقة يمكن من خاللها حل النزاع القائم‪ 1‬من تفاوض أو تحكيم‪.2‬‬

‫موافقة جماعة الموظفين على اإلضراب‬ ‫‪-2‬‬

‫يجب قبل اللجوء إلى اإلضراب أن تتم الموافقة عليه جماعيا بكل حرية‪ ،‬وذلك عن‬
‫طريق مباد رة من ممثلي العمال لعقد جمعية عامة في مواقع العمل المعتادة‪ ،‬بعد إعالم‬
‫اإلدارة وإطالعها على نقاط الخالف المستمر والفصل في احتمال التوقف الجماعي عن‬
‫العمل المتفق عليه‪.3‬‬

‫اإلشعار المسبق‬ ‫‪-3‬‬

‫قبل اللجوء إلى اإلضراب يجب إعالن وإعالم المسبق لإلدارة بقرار اللجوء إلى‬
‫اإل ضراب‪ ،‬حيث تحتسب مدة اإلشعار المسبق باإلضراب والتي ال تقل عن ثمانية أيام ابتداء‬
‫من تاريخ إيداعه لدى المستخدم وإعالم مفتشية العمل المختصة إقليميا‪.4‬‬

‫المادة ‪ 22 ،21‬من القانون رقم ‪02-90‬‬ ‫‪1‬‬

‫المادة ‪ 09‬من القانون رقم ‪ ... ":02-90‬يمكن أن يتفقا على اللجوء إلى الوساطة أو التحكيم‪ ،‬كما تنصع ليهنا أحكام‬ ‫‪2‬‬

‫هذا القانون"‪.‬‬

‫المادة ‪ 28 ،27‬من القانون رقم ‪.02-90‬‬ ‫‪3‬‬

‫المواد ‪ 31 ،30 ،29‬من القانون ‪02-90‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪36‬‬
‫ضمان أمن وسالمة أماكن العمل‬ ‫‪-4‬‬

‫بالرجوع إلى األمر ‪ 03-06‬نحده قد حدد من بين الواجبات األساسية للموظف العام‬
‫الحفاظ على الممتلكات ووسائل اإلدارة‪ ،‬وهو الشيء المؤكد بتجريم هذا الفعل ورفع العقوبة‬
‫إلى حدود الثالث سنوات حبسا في حال االعتداء على األشخاص أو الممتلكات باستعمال‬
‫العنف بنص المادة ‪ 55‬من القانون ‪ .02-90‬وعليه فحتى في حالة اإلضراب فيشترط‬
‫المحافظة على أمن وسالمة أماكن العمل وعدم اإلضرار باألمالك العقارية والمنقولة‬
‫للمؤسسة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬استثناءات الحق في اإلضراب‬

‫لضمان مبدأ استم اررية المرفق العمومي فإنه توجد بعض الحاالت االستثنائية‬
‫المنصوص عليها قانونيا‪.‬‬

‫‪ -1‬التسخيرة‬

‫يمكن لرئيس المصلحة اإلدارية أن يأمر بتسخير العمال المضربين في الهيئات أو‬
‫اإلدارات العمومية أو المؤسسات لضمان استمرار المصالح العمومية األساسية في توفير‬
‫الحاجيات الحيوية للبالد أو الذين يمارسون أنشطة الزمة لتمويل السكان‪ 1.‬و تؤكد المادة ‪42‬‬
‫من القانون ‪ 02/90‬أن عدم امتثال ألمر التسخير يعد خطا جسيما يتعرض للعقوبة‪.‬‬
‫وأضافت المادة ‪ 187‬مكرر من قانون العقوبات ‪ ":‬يعاقب بالحبس من شهرين (‪ )2‬إلى‬
‫ستة(‪ )6‬أشهر وبغرامة من ‪1.000‬دج إلى ‪ 10.000‬أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط كل‬
‫‪2‬‬
‫من ال يمتثل ألمر تسخير صادر ومبلغ له وفقا لألشكال التنظيمية‪.‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 41‬من من القانون ‪ 02-90‬المتعلق بالنزاعات الجماعية في العمل و تسويتها و ممارسة حق اإلضراب‬

‫األمر ‪ ،156-66‬المؤرخ في ‪ 8‬جوان ‪ ،1966‬المتضمن قانون العقوبات المعدل والمتمم بالقانون رقم ‪ ،09-01‬المؤرخ‬ ‫‪2‬‬

‫في ‪ 26‬جوان ‪ ،2001‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،34‬ص ‪.18‬‬

‫‪37‬‬
‫‪ -2‬حاالت استثنائية بموجب نص قانوني‬

‫نص المشرع الجزائري على استثناء بعض الوظائف والمرافق ومنع فيها اإلضراب‪،‬‬
‫حيث نص التعديل الدستوري لسنة ‪ 2016‬في المادة ‪ 71‬في الفقرة الثانية أن يمنع كل من‬
‫ينتمي إلى ميادين الدفاع الوطني واألمن والخدمات واألعمال العمومية ذات المنفعة الحيوية‬
‫للمجتمع من اإلضراب‪ ،‬وهو ما تنص عليه المادة ‪ 43‬من القانون ‪ 02-90‬المذكور أعاله‬
‫على منع اإلضراب في ميادين األنشطة األساسية التي قد تعرض توقفها حياة أو أمن أو‬
‫صحة المواطنين واالقتصاد الوطني للخطر وبهذه الصفة يمنع اللجوء إلى اإلضراب كل‬
‫القضاة‪ ،‬الموظفون المعينون بمرسوم أو الموظفون الذين يشغلون مناصب في الخارج‪ ،‬أعوان‬
‫مصالح األمن‪ ،‬األعوان الميدانيين العاملين في مصالح الحماية المدنية‪ ،‬أعوان مصالح‬
‫استغالل شبكات اإلشارة الوطنية في و ازرتي الداخلية والشؤون الخارجية وكذلك األعوان‬
‫الميدانيون في الجمارك والمصالح الخارجية إلدارة السجون‪ .‬ويجب اإلشارة أن هذه الحاالت‬
‫التي ذكرها المشرع الجزائري هي على سبيل المثال وتبقى بعض الحاالت منصوص عليها‬
‫في قانونها األساسي أو بموجب قانون أو تنظيم‪.‬‬

‫‪ -3‬الموظف الفعلي‬

‫إذا كان الموظف القانوني هو كل عون عين في وظيفة عمومية دائمة أو رسم في‬
‫رتبة في السلم اإلداري‪ 1،‬فإن الموظف الفعلي هو كل من يقوم بعمل الموظف القانوني دون‬
‫أن يملك صفته‪ ،‬وقد عرفه الدكتور سليمان الطماوي بأنه الشخص الذي عين تعيينا معيبا أو‬
‫لم يصدر قرار تعيينه أصال‪ ،‬لكنه يقوم بعمل الموظف الحقيقي‪ ،‬فرغم أن األصل يقتضي‬
‫بطالن التصرفات واألعمال التي يقوم بها إال أن القضاء أقر بصحة تلك األعمال في بعض‬
‫الحاالت وعلى أسس مختلفة‪ 2.‬وعرفه الدكتور ثروت بدوي بأنه ذلك العامل الذي يتولى‬

‫المادة ‪ 4‬من األمر ‪ 03-06‬المتضمن القانون األساسي للوظيفة العمومية ‪،‬المؤرخ في ‪ 1‬جويلية ‪ ،2006‬الجريدة الرسمية‬ ‫‪1‬‬

‫للجمهورية الجزائرية ‪ ،‬العدد ‪ ،46‬ص ‪.3‬‬

‫محمد سليمان الطماوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪369 .‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪38‬‬
‫وظيفة معينة دون سند شرعي أو دون سند إطالقا‪ ،‬والذي تعتبر تصرفاته مع ذلك مشروعة‪،‬‬
‫على الرغم من كونه غير مختص بمباشرة تلك التصرفات‪ ،‬واألصل أن تكون تصرفاته باطلة‬
‫أو منعدمة لصدورها من شخص غير مختص‪ ،‬إال أن القضاء أقر بسالمة بعض التصرفات‬
‫‪1‬‬
‫في حاالت محددة واعترف فيها بصفة الموظف الفعلي‪.‬‬

‫ومما سبق يمكن تعريف الموظف الفعلي بأنه الشخص الذي يمارس مهام‬
‫واختصاصات موظف آخر رغم عدم تعيينه في المنصب أو أن قرار تعينه مخالف للقانون‬
‫آو انتهت عهدته القانونية إال أنه استمر في ممارسة وظيفته الن مقتضيات االستمرار تتطلب‬
‫ذلك و عليه نميز صورتان للموظف الفعلي ‪:‬‬

‫الصورة األولى‪ :‬حالة الظروف االستثنائية‬

‫كالثورات‪ ،‬الزلزال والفيضانات والتي يكون فيها الموظف في منطقة خارج نطاق‬
‫وظيفته فيمكن ألي موظف أخر أو حتى ألفراد عادين أن يقوموا بالتطوع لتسير المرفق العام‬
‫و الحفاظ على استم ارريته‪.‬‬

‫وهو ما طبقه مجلس الدولة الفرنسي في قضية "‪ ،" Heyriès‬وتعود وقائع القضية‬
‫لتاريخ ‪ 10‬سبتمبر ‪ 1914‬عندما أصدرت الحكومة الفرنسية مرسوما يقضي بتعليق تطبيق‬
‫المادة ‪ 65‬من قانون ‪ 22‬أفريل ‪ 1905‬على الموظفين المدنيين للدولة‪ ،‬وهي المادة التي‬
‫توجب إخطار الموظف بملفه قبل كل متابعة تأديبية‪ ،‬إال أن السيد "‪ "Heyriès‬تعرض للعزل‬
‫من منصبه دون تبليغه بملفه‪ ،‬فطعن في هذا اإلجراء محتجا بعدم شرعية المرسوم‪ .‬لكن نظ ار‬
‫للظروف االستثنائية لم يستجب مجلس الدولة للطاعن‪ ،‬ففي الحاالت العادية يعتبر المرسوم‬
‫والذي يعتبر قرار السلطة التنظيمية أقل درجة في القوة القانونية‪ ،‬وبالتالي ال يمكن أن يوقف‬
‫تنفيذ تدابير تشريعية‪ ،‬ولكن في قضية "‪ "Heyriès‬رفض المجلس الطعن على أساس أنه‬
‫طبقا للدستور يتعين على السلطات العمومية أن تسهر على استم اررية عمل المرافق العمومية‬
‫المنشأة طبقا للقانون‪ ،‬وأال تؤدي الصعوبات الناجمة عن الحرب إلى عرقلة سيرها‪.‬‬

‫ثروت بدوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪419.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪39‬‬
‫سمحت نظرية الظروف االستثنائية للسلطة اإلدارية بتجاوز القواعد العادية‬
‫لالختصاص والتي يجب أن تكون على درجة من الخطورة وأن تكون غير متوقعة ( وذلك ما‬
‫يميزها عن حالة االستعجال )‪ ،‬وأن تستمر هذه الظروف إلى غاية اتخاذ اإلجراء‪ .‬كما يتأكد‬
‫القاضي من أنه كان يستحيل على اإلدارة أن تتخذ ذلك اإلجراء بكيفية نظامية‪ .‬وأخي ار يراقب‬
‫القاضي اإلداري بأن الق ار ارت قد اتخذت من أجل النفع العام وخصوصا من أجل تطبيق مبدأ‬
‫‪1‬‬
‫استم اررية المرفق العمومي‪.‬‬

‫الصورة الثانية‪ :‬في الظروف العادية‬

‫و هي الحالة التي يصدر فيها الموظف بعض التصرفات المتصلة بالمرافق العمومية‬
‫رغم أنه ليس موظف رسمي معين‪ ،‬أو أن قرار تعيينه مشوب بعيب من عيوب المشروعية‬
‫(الشكل‪ ،‬الموضوعي‪ ،‬مكان‪ ،‬إجراء‪ ،‬المحل) ورغم ذلك يعترف القضاء له بصحة تصرفاته‬
‫‪2‬‬
‫وتسمى هذه الحالة بنظرية الموظف الظاهر أيضا والتي تتحقق في أربع حاالت هي‪:‬‬

‫عدم التعيين في المنصب إما باالنتخاب أو التعيين‬ ‫‪-‬‬


‫بطالن التعيين‬ ‫‪-‬‬
‫االستمرار غير المشروع في الوظيفة‬ ‫‪-‬‬
‫االختصاص الظاهر للموظف القانوني‬ ‫‪-‬‬

‫ومثال عن ذلك‪ :‬كأن يتم تعين رئيس المجلس الوطني وهو في حالة من حاالت‬
‫التنافي حيث نص القانون العضوي ‪ 02-12‬في المادة ‪ 03‬على حاالت التنافي مع العهدة‬
‫البرلمانية بالنسبة للمنتخبين‪ ،‬مثال ذلك عضو في الحكومة‪ ،‬قاضي‪ ،‬عضو في المجلس‬
‫الدستوري‪ ،‬رئيس نادي الرياضي ومثال عن ذلك أيضا أن يمارس موظف اختصاصات‬
‫رئيسه بتفويض من رئيسه لكن دون وجود سند قانوني‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Conseil d'État, 28 juin 1918, Heyriès‬‬

‫ماجد راغب الحلو‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،1996 ،‬ص‪.‬ص (‪)431-429‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪40‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬االستقالة‬

‫نظم المشرع الجزائري الحق في االستقالة‪ ،‬فمن حق كل موظف أن يتخلى عن مهامه‬


‫لكن بإجراءات قانونية وإدارية محددة‪ ،‬ألن إلزام الموظف بالعمل لصالح أي مؤسسة‬
‫م ستخدمة رغما عنه يعتبر مساسا بحقوقه و حرياته‪ .‬وقد اعتبر المشرع الجزائري االستقالة‬
‫حقا في المادة ‪ 93‬من القانون األساسي العام للعامل‪ 1،‬وأكدته المواد ‪ 133‬وما بعدها من‬
‫القانون األساسي النموذجي للعمال والمؤسسات واإلدارات العامة لسنة ‪ 2،1985‬وكذلك األمر‬
‫‪ 03-06‬المتعلق بالوظيف العمومي الذي اعتبر االستقالة حق بموجب المادة ‪ 217‬التي‬
‫تنص‪ ":‬االستقالة حق معترف به للموظف يمارس ضمن الشروط المنصوص عليها في هذا‬
‫القانون األساسي‪ ".‬وتجدر اإلشارة أن المشرع الجزائري رغم أنه لم يدرج االستقالة ضمن‬
‫الباب الثاني المتضمن حقوق الموظف وواجباته‪ ،‬وإنما ضمنها الباب العاشر المتعلق بإنهاء‬
‫الخدمة إال أنه اعتبرها حقا من حقوق الموظف‪.‬‬

‫‪ -‬شروط االستقالة‬

‫تقديم طلب االستقالة في شكل كتابي من الموظف يعلم فيه إرادته الصريحة‬ ‫‪-1‬‬
‫في قطع العالقة التي تربطه باإلدارة نهائيا (المادة ‪ 218‬من األمر ‪.)03-06‬‬
‫إرسال الطلب إلى السلطة المخولة بصالحيات التعين عن طريق السلم‬ ‫‪-2‬‬
‫اإلداري‪.‬‬

‫المادة ‪ 93‬من القانون رقم ‪ ،12-78‬المؤرخ في ‪ 5‬أوت ‪ ،1978‬الذي يتضمن القانون األساسي العام للعامل‪ ،‬الجريدة‬ ‫‪1‬‬

‫الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد‪ ،32‬ص ‪ ":724‬االستقالة حق معترف به للعامل‪ ،‬ويتعين على العامل الذي يرغب في‬
‫إنهاء عالقات العمل مع المؤسسة المستخدمة أن يقدم لها استقالته في طلب مكتوب يتضمن األسباب‪.‬‬

‫يترك العامل منصب عمله وفقا للشروط المحددة بموجب القوانين األساسية النموذجية لقطاعات النشاط‪".‬‬

‫المادة ‪ 133‬من المرسوم رقم ‪ ،59-85‬المؤرخ في ‪23‬مارس ‪ ،1985‬المتضمن القانون األساسي النموذجي للعمال‬ ‫‪2‬‬

‫والمؤسسات واإلدارات العمومية‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد‪ ،13‬ص‪...":333‬تعد االستقالة حقا معترفا به‬
‫لكل موظف يرغب في إنهاء عالقة العمل التي تربطه بالمؤسسة أو اإلدارة العمومية‪.‬‬

‫ويرسل الموظف طلبه عبر الطريق السلمي إلى السلطة التي لها صالحية التعيين ويبقى ملزما بتأدية الواجبات المرتبطة‬
‫بمهامه حتى صدور قرار السلطة المذكورة‪".‬‬

‫‪41‬‬
‫بقاء الموظف ملزم بتأدية الواجبات المرتبطة بمهامه إلى حين صدور قرار عن‬ ‫‪-3‬‬
‫السلطة المخولة بالتعين‪.‬‬
‫ال يترتب عن االستقالة أي اثر إال بعد قبولها الصريح من طرف السلطة‬ ‫‪-4‬‬
‫المخولة بصالحيات التعين ‪.‬‬
‫يجب اتخاذ قرار االستقالة خالل اجل أقصاه شهران من تاريخ إيداع الطلب‬ ‫‪-5‬‬
‫ويمكن في حاالت استثنائية أن تمدد المدة إلى أربعة أشهر وهي حالة الضرورة القصوى‬
‫للمصلحة العمومية‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬عدم جواز الحجز على أمالك الدولة‬

‫استقر الفقه على عدم جواز الحجز على أمالك الدولة‪ ،‬حيث وضع الفقهاء العديد من‬
‫النظريات لذلك منها‪ :‬نظرية قرينة الشرف واليسر للفقيه الفريير الذي أكد أن الدولة غير‬
‫مشمولة بنظرية الحجز والتنفيذ عليها باعتبارها مملوءة الذمة المالية وميسورة لذا يجب النظر‬
‫إليها دوما باعتبارها الرجل الشريف‪ ،‬ونظرية الفصل بين القاضي واإلدارة القائمة ألن اإلدارة‬
‫وحدها المختصة باستخد ام النفقات العمومية عن طريق المحاسبة العمومية‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫نظرية إناطة اإلدارة بالتنفيذ باعتبار أن اإلدارة هي السلطة التنفيذية فال يمكن توقع أن تنفذ‬
‫على نفسها‪ ،‬وأخيرا نظرية اختالف الصيغة التنفيذية أي أن الصيغة التي تذيل بها أحكام‬
‫القضاء اإلداري ال تشير سوى إلى وجود سند تنفيذي وال تتضمن أمر بالتنفيذ‪ ،‬كما هو الحال‬
‫في األحكام في القضاء العادي الممهورة بالصيغة التنفيذية‪.‬‬

‫أما المشرع الجزائري فقد نص تعديله الدستوري لسنة ‪ 2016‬على أمالك الدولة في‬
‫المادة ‪ ،20‬واصطلح عليها بـ"األمالك الوطنية"‪ ،‬وعرفها بأنها تلك األمالك العمومية‬
‫والخاصة التي تمتلكها كل من الدولة والوالية والبلدية ويتم تسييرها طبقا للقانون‪ ،‬كما عرفته‬
‫المادة ‪ 688‬من القانون المدني بنصها‪ ":‬تعتبر أمواال للدولة العقارات والمنقوالت التي‬
‫تخصص بالفعل أو بمقتضى نص قانوني لمصلحة عامة‪ ،‬أو إلدارة‪ ،‬أو لمؤسسة عمومية أو‬

‫‪42‬‬
‫لهيئة لها طابع إداري‪ ،‬أو لمؤسسة اشتراكية‪ ،‬أو لوحدة مسيرة ذاتيا أو لتعاونية داخلة في‬
‫‪1‬‬
‫نطاق الثورة الزراعية‪".‬‬

‫ولحماية أمالك الدولة وتطبيق مبدأ االستم اررية خص المشرع الجزائري األمالك‬
‫‪2‬‬
‫العمومية بثالث أنواع من الحماية هي‪ :‬الحماية الوقائية‪ ،‬الحماية المدنية والحماية الجزائية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الحماية الوقائية‬

‫وهي الحماية القبلية التي تسبق عملية االعتداء على األمالك العمومية وتتمثل في‪:‬‬

‫‪ -1‬االلتزام بصيانة األمالك الوطنية العمومية الذي تفرضه القواعد القانونية‬


‫الخاصة‪ ،‬والتي تخضع لها الهيئة أو المصلحة المسيرة‪ ،‬وكذلك الجماعة العمومية المالكة في‬
‫‪3‬‬
‫حال القيام بإصالحات كبيرة‪.‬‬

‫‪ -2‬االلتزام بنظام المحافظة إلى جانب نظام االستعمال والذي يخول للسلطة اإلدارية‬
‫‪4‬‬
‫المكلفة بالمحافظة على األمالك الوطنية العمومية‪.‬‬

‫‪ -3‬جرد األمالك الوطنية ويقصد به التسجيل الوصفي والتقييمي لجميع األمالك التي‬
‫تحوزها مختلف مؤسسات الدولة وهياكلها والجماعات اإلقليمية‪ 5،‬وقد جاء المرسوم التنفيذي‬

‫‪ - 1‬األمر رقم ‪ ،58-75‬المؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر‪ ،1975‬المتضمن القانون المدني المعدل والمتمم‪.‬‬

‫لمزيد من التفصيل أنظر بن اعراب محمد ‪،‬المرجع السابق‪ ،‬ص (‪)31-23‬‬ ‫‪2‬‬

‫المادة ‪ 67‬من القانون ‪ ،30-90‬المؤرخ في ‪ 1‬ديسمبر ‪ ،1990‬المتضمن قانون األمالك الوطنية‪ ،‬الجريدة الرسمية‬ ‫‪3‬‬

‫للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،52‬ص ‪1661‬‬

‫‪ 4‬المادة ‪ 68‬من القانون ‪. 30-90‬‬

‫‪ 5‬المادة ‪ 8‬من القانون ‪. 30-90‬‬

‫‪43‬‬
‫‪ 455-91‬ليحدد أشكال‪ ،‬كيفيات وشروط القيام بعملية الجرد‪ ،‬والذي ألزم كل المؤسسات‬
‫‪1‬‬
‫العمومية بإمساك دفاتر الجرد عن كل األموال العقارية الموجودة بحوزتها‪.‬‬

‫‪ -4‬الرقابة‪ :‬ألزم المشرع الجزائري كل من الدولة‪ ،‬الوالية والبلدية بأعمال الرقابة على‬
‫أمالك الدولة التابعة لكل هيئة والتي تظهر من خالل مختلف األجهزة كمديرية أمالك الدولة‪،‬‬
‫كما تظهر من خالل لوائح الضبط اإلداري لكل هيئة مختصة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الحماية المدنية‬

‫تجيز القاعدة العامة التقادم بمرور ‪ 15‬سنة على األموال‪ ،‬وتؤكد على إمكانية الحجز‬
‫على أموال المدين الذي يمتنع عن الوفاء بدينه‪ ،‬إال أنه ال يجوز الحجز أو التقادم وال حتى‬
‫التصرف في أمالك الدولة حتى ولو تقرر ضدها ديون وحتى ولو كانت مدة التقادم ‪ 15‬سنة‬
‫وما فوق الن المشرع الجزائري منحها الحماية من الحجز والتقادم وهو ما نصت عليه المادة‬
‫الرابعة من قانون األمالك الوطنية حيث جاء فيها‪ ":‬األمالك الوطنية العمومية غير قابلة‬
‫للتصرف فيها وال للتقادم وال للحجز‪ .‬ويخضع تسييرها ألحكام هذا القانون مع مراعاة الحكام‬
‫الواردة في النصوص التشريعية الخاصة‪.‬‬

‫األمالك الوطنية الخاصة غير قابلة للتقادم وال للحجز ماعدا المساهمات المخصصة‬
‫للمؤسسات العمومية االقتصادية‪ .‬وتخضع إدارة األمالك والحقوق المنقولة والعقارية التابعة‬
‫لألمالك الوطنية الخاصة والتصرف فيها ألحكام هذا القانون مع مراعاة األحكام الواردة في‬
‫‪2‬‬
‫النصوص التشريعية األخرى‪".‬‬

‫يتضح أن المشرع الجزائري ميز بين األمالك الوطنية العمومية واألمالك الوطنية‬
‫الخاصة‪ ،‬حيث وضع القاعدة العامة بعدم التقادم على األمالك العمومية العامة دون‬

‫المرسوم التنفيذي ‪ ،455-91‬المؤرخ في ‪ 23‬نوفمبر ‪ ، 1991‬المتعلق بجرد األمالك الوطنية‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية‬ ‫‪1‬‬

‫الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،60‬ص‪2343 .‬‬

‫القانون ‪ 14-08‬المؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪ ،2008‬المعدل والمتمم بالقانون رقم ‪ 30-90‬المؤرخ في ‪1‬ديسمبر ‪1990‬‬ ‫‪2‬‬

‫المتضمن قانون األمالك الوطنية‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،44‬ص‪10‬‬

‫‪44‬‬
‫استثناءات عكس األمالك الخاصة التي وضع استثناء على قاعدة عدم التقادم فيها وهي في‬
‫حالة المساهمات المخصصة للمؤسسات العمومية االقتصادية‪.‬‬

‫وقد كان موفقا في ذلك‪ ،‬ألنه يجب التفرقة بين األمالك الوطنية العمومية والخاصة‬
‫فاألمالك الوطنية العمومية تكون مخصصة لتحقيق المصلحة العمومية‪ ،‬وتخضع للقانون‬
‫العام وال يمكن أن تكون محل ملكية خاصة بحكم طبيعتها أو غرضها‪ ،‬أما األمالك الخاصة‬
‫فهي تلك األموال التي تملكها الدولة ملكية خاصة وتخضع ألحكام القانون الخاص وتدر‬
‫إيرادا ماليا وتنقسم إلى‪ :‬أمالك وطنية عقارية‪ ،‬أمالك وطنية مالية وأمالك وطنية تجارية‬
‫‪1‬‬
‫وصناعية‪.‬‬

‫كما تم النص على مبدأ عدم التقادم والحجز في العديد من المواد القانونية منها‪:‬‬

‫نص المادة ‪ 689‬من القانون المدني‪ ":‬ال يجوز التصرف في أموال الدولة أو حجزها‬
‫أو تمليكها بالتقادم غير أن القوانين التي تخصص هذه األموال إلحدى المؤسسات المشار‬
‫إليها في المادة ‪ 688‬تحدد شروط إدارتها وعند االقتضاء شروط عدم التصرف فيها‪".‬‬

‫المادة ‪ 636‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ":‬فضال عن األموال التي تنص‬
‫القوانين على عدم جواز الحجز عليها‪ ،‬ال يجوز الحجز على األموال اآلتية‪:‬‬

‫األموال العامة المملوكة للدولة‪ ،‬أو الجماعات اإلقليمية‪ ،‬أو المؤسسات‬ ‫‪-1‬‬
‫‪2‬‬
‫العمومية ذات الصبغة اإلدارية‪ ،‬ما لم ينص القانون على خالف ذلك‪".‬‬

‫بن اعراب محمد‪ ،‬محاضرات في مقياس األمالك الوطنية‪ ،‬ملقاة على طلبة السنة الثالثة ‪ ،‬قسم القانون العام‪ ،‬كلية‬ ‫‪1‬‬

‫الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة محمد لمين دباغين‪ ،‬سطيف‪ ،2‬الجزائرـ العام الجامعي (‪ ،)2015-2014‬ص ص(‪-2‬‬
‫‪)12‬‬

‫القانون رقم ‪ ،09-08‬المؤرخ في ‪ 25‬فيفري ‪ ،2008‬المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪45‬‬
‫ثالثا‪ :‬الحماية الجزائية‬

‫ويقصد به توقيع عقوبات على كل من يمس بأمالك الدولة‪ ،‬وقد نص المشرع‬


‫الجزائري على عقوبات مشددة على كل مساس بأمالك الدولة حيث نصت المادة ‪ 136‬من‬
‫القانون ‪ 30-90‬على ‪" :‬يعاقب على كل أنواع المساس باألمالك الوطنية كما يحددها هذا‬
‫القانون طبقا لقانون العقوبات"‪ .‬وقد نص المشرع على العديد من المواد والقوانين المجرمة‬
‫للمساس باألمالك الوطنية السيما قانون العقوبات‪ ،‬قانون مكافحة الفساد و قانون اإلجراءات‬
‫الجزائية‪ ،‬فمنها نجد نص المادة ‪ 119‬مكرر من قانون العقوبات مكرر‪ ":‬يعاقب بالحبس من‬
‫ستة (‪ )6‬أشهر إلى ثالث (‪ )3‬سنوات وبغرامة من ‪ 50.000‬دج إلى ‪ 200.000‬دج‪ ،‬كل‬
‫موظف عمومي في مفهوم المادة ‪ 2‬من القانون ‪ 01-06‬المؤرخ في ‪ 20‬فيفري سنة ‪2006‬‬
‫والمتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته‪ ،‬تسبب بإهماله الواضح في سرقة أو اختالس أو تلف‬
‫أو ضياع أموال عمومية أو خاصة أو أشياء تقوم مقامها أو وثائق أو سندات آو عقود أو‬
‫أموال منقولة وضعت تحت يديه سواء بحكم وظيفته أو سببها‪".‬‬

‫والعقوبات ال تتعلق بالموظف العمومي فقط وإنما تعتبر صفة الموظف العمومي‬
‫ظرف مشدد‪ 1،‬إذ نص قانون العقوبات على العديد من الجرائم المتعلقة باألمالك العمومية‬
‫التي ال دخل للموظف العمومي بها منها نص المادة ‪ 160‬مكرر ‪ ":4‬يعاقب بالحبس من‬
‫شهرين إلى خمس سنوات وبغرامة من ‪ 500‬إلى ‪ 2.000‬دج كل من قام عمدا بإتالف أو‬
‫هدم أو تشويه أو تخريب‪:‬‬

‫‪ - 1‬المادة ‪ 143‬من قانون العقوبات‪":‬فيما عدا الحاالت التي يقرر فيها القانون عقوبات في الجنايات أو الجنح التي يرتكبها‬
‫الموظفون العموميون أو القائمون بوظائف عمومية فإن من يساهم منهم في جنايات أو جنح أخرى مما يكلفون بمراقبتها أو‬
‫ضبطها يعاقب على الوجه اآلتي‪":‬‬
‫إذا كان األمر متعلق بجنحة فتضاعف العقوبة المقررة لتلك الجنحة‬
‫إذا كان األمر متعلق بجناية فتكون العقوبة كما يلي‪:‬‬
‫السجن المؤقت من عشر سنوات إلى عشرين سنة إذا كانت عقوبة الجناية المقررة على غيره من الفاعلين هي السجن‬
‫المؤقت من خمس إلى عشر سنوات‪،‬‬
‫السجن المؤبد إذا كانت عقوبة الجناية المقررة على غيره من الفاعلين هي ‪:‬‬
‫السجن المؤقت من عشر سنوات إلى عشرين سنة‪،‬‬
‫وتطبق العقوبة نفسها دون تغليضها فيما عدا الحاالت السابق بيانها‪".‬‬

‫‪46‬‬
‫نصب أو تماثيل أو لوحات أو أشياء أخرى مخصصة للمنفعة العمومية أو‬ ‫‪-‬‬
‫تزيين األماكن العمومية ومقامة أو منصوبة من طرف السلطة العمومية أو بترخيص منها‪.‬‬
‫نصب أو تماثيل أو لوحات أو أية أشياء فنية موضوعة في المتاحف أو في‬ ‫‪-‬‬
‫المباني المفتوحة للجمهور‪".‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مبدأ المساواة والحياد‬

‫يعتبر مبدأ المساواة تطبيق لمبدأ دستوري عام هو المساواة أمام القانون‪ ،‬والذي تقره‬
‫مختلف الدساتير في نصوصها المختلفة‪ ،‬بنصوص صريحة محددة‪ ،‬ويتضمن العديد من‬
‫التطبيقات في مختلف المجاالت من بينها مبدأ المساواة أمام المرافق العمومية‪ 1.‬يعتبر مبدأ‬
‫حياد المرافق العمومية مرتبطا بمبدأ المساواة فال يجب التفضيل على أساس المصالح‬
‫الخاصة أو المحاباة وإنما األساس الوحيد هو المصلحة العمومية لتطبيق المبدأ‪ ،‬وعليه‬
‫فالجميع متساوون أمام المرافق العمومية سواء تعلق األمر باالنتفاع بالخدمات أو بتحمل‬
‫‪2‬‬
‫األعباء‪.‬‬

‫نص الدستور الجزائري على مبدأ المساواة والحياد في العديد من مواده السيما المادة‬
‫‪ 32‬التي تؤكد على المساواة بين المواطنين أمام القانون دون أي تميز بسبب المولد أو العرق‬
‫أو الجنس أو الرأي أو أي ظرف شخصي أو اجتماعي أخر‪ 3،‬كما نصت المادة ‪ 36‬على‬
‫أن تعمل الدولة على ترقية اإلنصاف بين الرجال أو النساء في سوق التشغيل كما تشجع‬
‫الدولة ترقية المرأة في مناصب المسؤولية في الهيئات اإلدارية العمومية وعلى مستوى‬
‫المؤسسات‪ .‬وأكدت المادة ‪ 34‬على استهداف المؤسسات ضمان المساواة بين كل المواطنين‬

‫ثروت بدوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪439‬‬ ‫‪1‬‬

‫ماجد راغب الحلو‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪436‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬المادة ‪ 32‬من التعديل الدستوري لعام ‪ ":2016‬كل المواطنين سواسية أمام القانون‪ .‬وال يمكن أن ُي ّ‬
‫تذرع بأي تمييز يعود‬ ‫‪3‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أي شرط أو ظرف آخر‪ ،‬شخصي أو اجتماعي‪".‬‬ ‫سببه إلى المولِد‪ ،‬أو العرق‪ ،‬أو الجنس‪ ،‬أو الرأي‪ ،‬أو ّ‬

‫‪47‬‬
‫والمواطنات في الحقوق والواجبات بإزالة العقبات التي تعوق تفتح شخصية اإلنسان‪ ،‬وتحول‬
‫دون مشاركة الجميع الفعلية في الحياة السياسية‪ ،‬واالقتصادية‪ ،‬واالجتماعية‪ ،‬والثقافية‪.‬‬

‫كما ساوى الدستور بين الجميع في تحمل االلتزامات في نص المادة ‪" :78‬كل‬
‫المواطنين متساوون في أداء الضريبة‪.‬‬
‫ويجب على كل واحد أن يشارك في تمويل التكاليف العمومية‪ ،‬حسب قدرته‬
‫الضريبية‪.‬‬
‫ال يجوز أن تُحدث أية ضريبة إال بمقتضى القانون‪.‬‬
‫وال يجوز أن تُحدث بأثر رجعي‪ّ ،‬أية ضريبة‪ ،‬أو جباية‪ ،‬أو رسم‪ ،‬أو أي حق كيفما‬
‫كان نوعه‪.‬‬
‫كل عمل يهدف إلى التحايل في المساواة بين المواطنين واألشخاص المعنويين في‬
‫أداء الضريبة يعتبر مساسا بمصالح المجموعة الوطنية ويقمعه القانون‪".‬‬

‫يتضح من النصوص المذكورة أعاله أن المشرع الجزائري في دستوره ميز بين ثالث‬
‫أنواع من تطبيقات مبدأ المساواة أمام المرافق العمومية وهي‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬المساواة أمام المرافق العمومية في تقلد الوظائف‬

‫وقد جاء تطبيقها في األمر ‪ 03-06‬المتعلق بالوظيف العمومي في نص المادة‪":74‬‬


‫يخضع التوظيف إلى مبدأ المساواة في االلتحاق الوظائف العمومية‪ ".‬وقد طبق المشرع‬
‫الجزائري مبدأ المساواة في قانون الجنسية عندما قام بحذف المادة ‪ 16‬التي كانت تنص‪":‬‬
‫غير أنه‪ ،‬ولمدة ‪ 5‬سنوات‪ ،‬ال يجوز لألجنبي المتجنس بالجنسية الجزائرية أن تسند إليه نيابة‬
‫انتخابية‪ ،‬على أنه يجوز أن يعفى من هذا الشرط بموجب مرسوم‪ 1".‬تطبيقا للمادة ‪ 32‬من‬
‫الدستور وبهذا جاء قانون الجنسية الجديد ‪ 201-05‬الغيا للمادة ‪ 16‬من القانون السابق‪.‬‬

‫األمر ‪ ،86-70‬المؤرخ في ‪ 15‬ديسمبر ‪ 1970‬المتضمن قانون الجنسية‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫العدد‪ ،105‬ص‪1570 .‬‬

‫األمر ‪ ،01-05‬المؤرخ في ‪ 27‬فيفري ‪ ،2005‬المتضمن تعديل قانون الجنسية‪،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫العدد‪ ،15‬ص‪15 .‬‬

‫‪48‬‬
‫وبهذا أصبح األجنبي المتجنس بالجنسية الجزائرية له نفس حقوق الجزائري الذي يملك‬
‫الجنسية الجزائرية األصلية في تقلد الوظائف أمام المرافق العمومية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المساواة أمام المرافق العمومية في االنتفاع من الخدمة‬

‫باإلضافة إلى نص المادة ‪ 74‬من الدستور تم تطبيق هذا المبدأ في مختلف المرافق‬
‫العمومية منها القانون ‪ 04-18‬الذي يحدد القواعد العامة المتعلقة بالبريد واالتصاالت‬
‫االلكترونية حيث جاء في مادته التاسعة‪..." 1‬الخدمة شاملة في البريد تحقق عبر كامل‬
‫التراب الوطني بأسعار متاحة في ظل مبدأ المساواة‪ ،‬الديمومة و الشمول"‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬المساواة أمام المرافق العمومية في تحمل االلتزامات من ضرائب‬


‫وغيرها‬
‫وهذا تطبيقا للمادة ‪ 78‬من الدستور‪.‬‬

‫ال يقصد بمبدأ المساواة أمام المرافق العمومية المساواة التامة والجامدة والمطلقة إنما‬
‫المساواة المرنة والنسبية التي تطبق هذا المبدأ بالتساوي بين الهيئات المتماثلة والفئات التي‬
‫لها نفس المركز القانوني لتستفيد من مزايا المرفق نفسها وتتحمل تكاليف المرفق العام‬
‫‪3‬‬
‫نفسها‪ 2‬ومن األمثلة على ذلك‪:‬‬

‫*اختالف في نوعية الخدمة‪ :‬يؤدي إلى اختالف في الرسوم والتكلفة مثال‪ :‬من يركب‬
‫القطار في درجة السياحية (األولى) ال يدفع نفس تكلفة الدرجة الثانية‪ ،‬وكذلك من يرسل‬
‫رسالة بالبريد العادي ال يدفع تكلفة البرقية أو البريد السريع‪.‬‬

‫القانون ‪ ،04-18‬المؤرخ في ‪ 10‬ماي ‪ ،2018‬المتضمن القواعد العامة المتعلقة بالبريد واالتصاالت االلكترونية‪ ،‬الجريدة‬ ‫‪1‬‬

‫الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد‪ ،27‬ص ‪.3‬‬

‫ثروت بدوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪440 .‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 3‬بوكثير عبد الرحمان‪ ،‬محاضرات في مقياس نظرية المرفق العام‪ ،‬جامعة محمد بوضياف‪ ،‬المسيلة‪ ،‬ألقيت على طلبة‬
‫الماستر السنة األولى‪ ،‬تخصص القانون اإلداري‪ ،2016-2015 ،‬ص ‪.52‬‬

‫‪49‬‬
‫*اختالف الغرض من الخدمة‪ :‬يؤدي إلى اختالف المقابل ومثال عن ذلك تكلفة‬
‫االنترنت عند شخص يشحنها لمنزله تختلف عن تكلفة االنترنت في مؤسسة أو شركة‪.‬‬

‫*اختالف حجم الخدمة‪ :‬فتكلفة المياه في المنزل تختلف عن تكلفة المياه بالنسبة‬
‫للفالح‪.‬‬

‫*اختالف الفئة‪ :‬يؤدي إلى اختالف في القاعدة المطبقة كإعفاء اإلناث من أداء‬
‫الخدمة الوطنية‪.‬‬

‫إن هذه االستثناءات ليست في إطار التميز بين األشخاص وإنما يستفيد منها كل‬
‫شخص وجد في ذلك المركز القانوني‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬مبدأ التكيف للمرفق العام‬

‫مبدأ التكيف ويسمى أيضا مبدأ القابلية للتغيير ‪( principe de mutabilité ou‬‬
‫)‪ principe d’adaptation‬والذي يقصد به قابلية قانون الخدمات العمومية أو النظام‬
‫األساسي لها للتكيف كلما فرضت ذلك تطورات االحتياجات الجماعية ومتطلبات المصلحة‬
‫العامة‪ ،‬يجب التفكير في التحسين النوعي والكمي للخدمات وفقا للتحسينات التقنية أو التقدم‬
‫االقتصادي أو تهيئة النظام القانوني‪ .‬في مطلع القرن الماضي على سبيل المثال تم تغيير‬
‫اإلضاءة عن طريق الغاز في الطرق العامة إلى اإلضاءة الكهربائية والتي كانت بموجب‬
‫القانون‪ ،1‬متكيفا بذلك مع الوضع الجديد بناء على نص القانون‪ ،‬لذا سيتم عرض تعريفه ثم‬
‫آثار تطبيقه‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف مبدأ التكيف‬

‫يقصد به قابلية المرفق العمومي للتغير والتطور‪ ،‬وهو من المبادئ المكرسة في‬
‫القانون اإلداري‪ ،‬فقابلية المرافق العمومية للتغيير والتطوير يقصد بها أنها تجيز لإلدارة أن‬

‫‪1 Gilles J. GUGLIELMI, Op.Cit, p. 19‬‬

‫‪50‬‬
‫تتدخل في أي وقت لكي تجري تغيي ار في المرافق العامة سواء من حيث نشاطها أو أساليبها‬
‫‪1‬‬
‫أو طرائق إدارتها‪ ،‬دون أن يؤثر في استعمالها لهذا الحق إال العتبارات المصلحة العامة‪.‬‬

‫نص المشرع الجزائري على مبدأ التكييف بشكل صريح في المادة ‪ 06‬من المرسوم‬
‫‪ 131-88‬الذي ينظم عالقة اإلدارة بالمواطن‪ ":2‬تسهر اإلدارة دوما على تكييف مهامها‬
‫وهياكلها مع احتياجات المواطنين ويجب أن تضع تحت خدمة المواطن خدمة جيدة"‪ ،‬وجاء‬
‫في نص المادة ‪ 21‬من نفس المرسوم‪ ":‬يجب على اإلدارة حرصا منها على تحسين نوعية‬
‫خدماتها وتحسين صورتها العامة باعتبارها تعبي ار عن السلطة العمومية أن تسهر على تبسيط‬
‫إجراءاتها‪ ،‬وطرقها‪ ،‬ودوائر تنظيم عملها وعلى تخفيف ذلك‪.‬‬

‫و عليها أن تعد مطبوعات واستما ارت مقننة بسيطة في تصميمها‪ ،‬مختصرة ومفهومة‬
‫في مضمونها‪ ،‬وجذابة في شكلها‪ ،‬وتق أر بسهولة‪.‬‬

‫ويجب عليها‪ ،‬زيادة على ذلك أن تطور أي إجراء ضروري لتتالءم دوما مع التقنيات‬
‫الحديثة في التنظيم و التسيير"‪ ،‬كما أورد المشرع الجزائري مبدأ التكيف في قانون الصفقات‬
‫العمومية وتفويض المرفق العام من خالل المادة ‪ 209‬المرسوم ‪ ": 247-15‬تخضع‬
‫‪3‬‬
‫اتفاقيات تفويض المرفق العام إلى عدة مبادئ منها‪ ... :‬ثم قابلية التكييف"‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أثار مبدأ التكيف‬

‫يترتب على هذا المبدأ أثران أولهما في مواجهة المتعاقدين والعاملين بالمرفق‪ ،‬وثانيهما‬
‫في مواجهة المنتفعين بالمرفق‪.‬‬

‫‪ 1‬حسن محمد البنان‪ ،‬قواعد المرافق العامة للتغيير والتطوير‪ ،‬المركز القومي لإلصدارات القانونية‪ ،2014 ،‬ص ‪19‬‬

‫‪ 2‬المرسوم رقم ‪ ،131-88‬المؤرخ في ‪ 4‬جويلية ‪ ،1988‬المتعلق بتنظيم العالقات بين اإلدارة والمواطن‪ ،‬الجريدة الرسمية‬
‫للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،27‬ص‪1013.‬‬

‫المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،247-15‬المؤرخ في ‪ 16‬سبتمبر ‪ ،2015‬المتضمن الصفقات العمومية وتفويضات المرفق العام‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد‪ ،50‬ص‪2.‬‬

‫‪51‬‬
‫الفرع األول‪ :‬في مواجهة العاملين بالمرفق والمتعاقدين معه‬

‫يقصد به أنه ال يحق للعاملين بالمرفق العمومي االحتجاج ببقاء نفس األساليب‬
‫القديمة أو ببقاء نفس تنظيم المرفق ووسائله دون تغيير‪ ،‬مستندين في ذلك إلى حقوقهم‬
‫المكتسبة‪ ،‬فقد استقر القضاء على حق اإلدارة في وضع القواعد واألساليب المتعلقة بالمرفق‬
‫العمومي وتغييرها كلما اقتضت المصلحة العمومية ذلك وفقا لما تراه األحسن واألجود‬
‫لضمان حسن سير المرفق‪ .1‬ومن ذلك أن تلجأ اإلدارة إلى تطبيق اإلدارة اإللكترونية‪ .‬فال‬
‫يحق للعاملين بالمرفق رفض تطبيق هذا األسلوب‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬في مواجهة المنتفعين بالمرفق العام‬

‫استقر القضاء على أن اإلدارة يمكنها أن تعدل الخدمات التي يقدمها المرفق للمنتفعين‬
‫‪2‬‬
‫كما يمكنها أن تعدل أسعار الخدمات‪.‬‬

‫وعليه يمكن لإلدارة أن تقوم بالتغيير والتعديل كلما دعت الحاجة لتطوير المرفق‬
‫العمومي‪.‬‬

‫المبحث الرابع‪ :‬مبادئ أخرى‬

‫توجد العديد من المبادئ المتعلقة بالمرفق العمومي أهمها المجانية‪ ،‬التشاركية‬


‫والشفافية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مبدأ المجانية‬

‫هو مبدأ تكميلي نصت عليه بعض الدول في بعض مرافقها‪ ،‬أما بالنسبة للفقه فلم‬
‫يعترف بالمبدأ لكافة المرافق وإنما حصرها في البعض كالصحة‪ ،‬األمن و التعليم‪.‬‬

‫‪ 1‬عمار بوضياف‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬جسور للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2013 ،‬ص‪445.‬‬

‫ثروت بدوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ( ‪)439-438‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪52‬‬
‫موقف المشرع الجزائري‪ :‬اعترف الدستور الجزائري بالمبدأ في العديد من المرافق‬
‫منها التعليم من خالل نص المادة ‪": 53‬الحق في التعليم المضمون‪ ،‬التعليم مجاني حسب‬
‫الشروط التي يحددها القانون " كما اعترف بهذا المبدأ في مرافق الصحة من خالل نص‬
‫المادة ‪": 54‬الرعاية الصحية حق للمواطنين‪ ،‬تتكفل الدولة بالوقاية من األمراض واألوبئة‬
‫ومكافحتها" ‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مبدأ الشفافية‬

‫هو ذلك المبدأ المبني على النزاهة والوضوح في تسيير الشؤون العمومية‪ ،‬يقصد به‬
‫تمكين المواطن من المعلومة اإلدارية وهي أحد أهم ركائز الديمقراطية في الدولة‪ ،‬ويعد مبدأ‬
‫الشفافية اإلدارية أحد األسس التي يقوم عليها نظام الحكم الراشد واإلدارة الحديثة‪ ،‬ويقوم مبدأ‬
‫الشفافية اإلدارية على مضامين هامة تتمثل في مبدأ التسبيب الوجوبي للق اررات اإلدارية‪،‬‬
‫الحق في االطالع على المعلومات والوثائق اإلدارية‪ ،‬وعلنية األعمال اإلدارية‪ ،‬هذه‬
‫المضامين أقرتها العديد من االتفاقيات الدولية التي صادقت عليها الجزائر‪ ،‬حيث أخذت به‬
‫في العديد من قوانينها‪.‬‬

‫تم النص على مبدأ الشفافية في القانون ‪ 01-06‬المتعلق بالفساد‪ 1‬في نص‬
‫المادة‪ ":11‬إلضفاء الشفافية على كيفية تسيير الشؤون العمومية‪ ،‬يتعين على المؤسسات‬
‫واإلدارات والهيئات العمومية أن تلتزم أساسا‪:‬‬

‫باعتماد إجراءات وقواعد تمكن الجمهور من الحصول على معلومات تتعلق‬ ‫‪-‬‬
‫بتنظيمها وسيرها‪ ،‬وكيفية اتخاذ الق اررات فيها‪،‬‬
‫بتبسيط اإلجراءات اإلدارية‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪-‬نشر معلومات تحسيسية عن مخاطر الفساد في اإلدارة العمومية‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫بالرد على عرائض وشكاوى المواطنين‪،‬‬ ‫‪-‬‬

‫القانون ‪ ،01-06‬المؤرخ في ‪ 20‬فيفري ‪ ،2006‬المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية‬ ‫‪1‬‬

‫الجزائرية‪ ،‬عدد ‪ ،14‬ص‪4.‬‬

‫‪53‬‬
‫بتسبيب ق ارراتها عندما تصدر في غير صالح المواطن‪ ،‬وبتبيين طرق الطعن‬ ‫‪-‬‬
‫المعمول بها‪"،‬‬

‫كما نص المشرع الجزائري على هذا المبدأ في المادة ‪ 51‬من التعديل الدستوري‬
‫‪ " :2016‬الحصول على المعلومات والوثائق واإلحصائيات ونقلها مضمونان للمواطن"‪ ،‬كما‬
‫نص قانون الوالية ‪ 70-21‬و قانون البلدية ‪ 01-11‬على مبدأ الشفافية السيما المادة ‪41‬‬
‫منه التي نصت صراحة على الحق في االطالع بنصها‪ ":‬يمكن لكل شخص االطالع على‬
‫مستخرجات‪ ،‬مداوالت المجلس الشعبي البلدي و كذا الق اررات البلدية و يمكن لكل شخص‬
‫ذي مصلحة الحصول على نسخة منها كاملة أو الجزئية‪."...‬‬

‫واعترف بهذا المبدأ من خالل وجوب تبني الق اررات اإلدارية الصادرة ضد األفراد‪،‬‬
‫وتزامنا مع إقرار التعديل الدستوري لسنة ‪ 2016‬الذي أعطى للمواطن الحق في المعلومة‪،‬‬
‫بادرت السلطة التنفيذية بإصدار المرسوم التنفيذي رقم ‪ 190-16‬المؤرخ في ‪ 30‬جويلية‬
‫‪ 2016‬الذي يبين كيفية تطبيق المادة ‪ 14‬من قانون البلدية و هو الذي يحدد كيفيات‬
‫‪1‬‬
‫االطالع على مستخرجات ومداوالت المجلس الشعبي البلدي و ق اررات البلدية‪.‬‬

‫كما تم تكريس مبدأ الشفافية أيضا من خالل قانون الصفقات العمومية وتفويضات‬
‫‪2‬‬
‫المرفق العمومي في المادة ‪ 5‬من المرسوم الرئاسي ‪.247-15‬‬

‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،190-16‬المؤرخ في ‪ 30‬جويلية ‪ ،2016‬المحدد لكيفيات اإلطالع على مستخرجات مداوالت‬ ‫‪1‬‬

‫المجلس الشعبي البلدي والق اررات البلدية‪ ،‬الجريدية الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد‪ ،41‬ص‪8.‬‬

‫‪-‬المادة ‪ 5‬من المرسوم الرئاسي ‪ ،247-15‬المؤرخ في ‪ 16‬سبتمبر ‪ ،2015‬المتضمن تنظيم الصفقات العمومية‬ ‫‪2‬‬

‫وتفويضات المرفق العام‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد‪ ،50‬ص‪ ":3.‬لضمان نجاعة الطلبات العمومية‬
‫واالستعمال الحسن للمال العام‪ ،‬يجب أن تراعى في الصفقات العمومية مبادئ حرية الوصول للطلبات العمومية والمساواة‬
‫في معاملة المرشحين وشفافية اإلجراءات‪ ،‬ضمن احترام أحكام هذا المرسوم‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬مبدأ التشاركية‬

‫يقصد بالمبدأ مشاركة المواطنين في صنع الق اررات التي لها تأثير مباشر على حياتهم‬
‫بدل االعتماد الكلي على األعضاء المنتخبين والسلطة المركزية‪ ،‬حيث يسمح للمواطنين‬
‫بتبادل األفكار واآلراء بإراداتهم الحرة على مستوى المرافق العمومية من أجل تحقيق‬
‫المصلحة الجماعية‪ ،‬وهذا من خالل إشراك كل المنتفعين بالمرفق وموظفيه في تنظيمه‬
‫ووضع قواعد المرفق العمومي‪.‬‬

‫اعترف المؤسس الدستوري للمواطنين بمبدأ التشاركية في الفقرة ‪ 08‬من ديباجة‬


‫الدستور "ويعتزم أن يبين بهذا الدستور مؤسسات دستورية أساسها مشاركة كل جزائري‬
‫وجزائرية في تسير الشؤون العمومية"‪ ،‬كما تم نص على المبدأ في القفرة األخيرة من المادة‬
‫‪ ":15‬تشجع الدولة الديمقراطية التشاركية على مستوى الجماعات المحلية" ‪ ،‬وأكد الدستور‬
‫في المادة ‪ 17‬منه على مشاركة المواطنين في تسيير شؤونهم العمومية‪.‬‬

‫باإلضافة لهذه النصوص الدستورية‪ ،‬خصص قانون البلدية ‪ 10-11‬في مواده من‬
‫‪ 11‬إلى ‪ 14‬في الباب الثالث من القسم الثاني مبدأ التشاركية حيث نصت المادة ‪ 11‬على‬
‫إلزام المجلس الشعبي البلدي باتخاذ كل التدابير الالزمة لإلعالم المواطنين بشؤونهم‬
‫واستشارتهم حول خيرات وأولويات التهيئة والتنمية االقتصادية واالجتماعية والسياسية‬
‫والثقافية كما نصت على إمكانية تقديم المجلس لعرض نشاطه السنوي أمام المواطنين‪ .‬كما‬
‫نصت المادة ‪ 12‬من نفس القانون على إلزام المجلس الشعبي البلدي على وضع إطار مالئم‬
‫للمبادرات المحلية التي تهدف إلى تحفيز المواطنين وحثهم على المشاركة في تسوية مشاكلهم‬
‫و تحسين ظروفهم المعيشية‪ .‬فيما أعطت المادة ‪ 13‬لرئيس المجلس الشعبي البلدي الحق‬
‫في االستعانة بصفة استشارية بكل شخصية محلية أو ممثل جمعية محلية من اجل تقديم‬
‫المساعدة والمساهمة في أشغال المجلس تجدر اإلشارة أن الديمقراطية التشاركية ال تعني‬
‫إشراك األفراد فقط وإنما الجمعيات والمجتمع المدني والنقابات والقطاع الخاص وغيرها كما‬
‫أن الديمقراطية التشاركية تشكل تكامال مع الديمقراطية النيابية‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬أساليب إدارة الدولة للمرفق العام‬

‫تنفرد السلطة العمومية بالحق في تحديد أسلوب تسير المرفق العمومي مع األخذ‬
‫بعين االعتبار الظروف السياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية السائدة في الدولة‬
‫باإلضافة إلى السياسة العامة للدولة ونوع وطبيعة الموفق‪ ،‬فالمرافق التي تمس كيان دولة‬
‫وسيادتها كمرفق األمن‪ ،‬القضاء‪ ،‬الدفاع ليست كالمرافق األخرى كالتزويد بالكهرباء والغاز‪،‬‬
‫الماء كما أن المرافق االقتصادية تحتاج بطبيعتها إلى وسائل وأساليب تختلف عن وسائل‬
‫وأساليب المرافق العمومية اإلدارية‪.‬‬

‫لذا تختار السلطة المختصة بإنشاء المرفق األسلوب اإلداري من بين مجموعة من‬
‫األساليب المتمثلة في االستغالل المباشر‪ ،‬أسلوب المؤسسة‪ ،‬أسلوب التفويض‪ .‬سيتم عرض‬
‫كل أسلوب على حدا‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬أسلوب االستغ الل المباشر‬

‫يقصد به أن تقوم اإلدارة بنفسها بتقديم الخدمة من خالل استخدام أساليب القانون‬
‫العام ومستخدمة في ذلك موظفيها وأموالها سواء كانت مركزية 'الو ازرات' أو محلية (والية‪،‬‬
‫بلدية)‪ 1.‬فتديره في هذه الحالة الدولة من خالل الو ازرة أو البلدية أو الوالية وال يتمتع المرفق‬
‫المدار في هذه الحالة بالشخصية المعنوية‪ ،‬ويعرف أيضا بأنه األسلوب القديم لسير المرفق‬
‫العمومي حيث تقوم به الدولة مستعينة بأموالها و موظفيها من خالل وسائل القانون العام‪.‬‬

‫وبالتالي فاالستغالل المباشر هو أن تتولى اإلدارة بنفسها القيام بإدارة المرفق العمومي‬
‫الذي أنشأته‪ ،‬حيث تدخل في عالقة مباشرة مع المنتفعين بالخدمة من خالل موظفيها‪،‬‬
‫مستخدمة امتيازات السلطة العامة وميزانيتها المخصصة لهذا الهدف في إطار القانون الذي‬
‫يحكم المال العام‪.‬‬

‫ماجد راغب الحلو‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.441‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪56‬‬
‫المطلب األول‪ :‬طرق االستغالل المباشر‬

‫يمكن أن يتم االستغالل المباشر إما من خالل تسيير االستغالل المباشر المركزي أو‬
‫من خالل تسيير استغالل المباشر للجماعات المحلية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تسيير االستغ الل المباشر المركزي‬

‫يكون من خالل الو ازرات ويمكن تعريف الو ازرة بأنها هي تلك األقسام اإلدارية الرئيسة‬
‫في الدولة والتي تهدف إلى إدارة قطاع أو نشاط إداري معين من مهام الدولة المتشعبة والتي‬
‫تحتاج إلى تقسيمها إلى مجموعة من األجزاء حيث يوكل كل جزء منها إلى و ازرة‪ ،‬وتجدر‬
‫‪1‬‬
‫اإلشارة أنه توجد في الجزائر ‪ 26‬و ازرة‪ ،‬وأصبحت حاليا ‪ 37‬و ازرة‪.‬‬

‫الو ازرة األولى‬ ‫‪1‬‬

‫و ازرة الشؤون الخارجية‬


‫و ازرة الدفاع الوطني‬
‫و ازرة الداخلية و الجماعات المحلية والتهيئة العمرانية‬
‫و ازرة العدل‬
‫و ازرة المالية‬
‫و ازرة الصناعة و المناجم‬
‫و ازرة الطاقة‬
‫و ازرة المجاهدين وذوي الحقوق‬
‫و ازرة الشؤون الدينية و األوقاف‬
‫و ازرة التجارة‬
‫و ازرة الفالحة‪ ،‬التنمية الريفية‬
‫و ازرة الموارد المائية‬
‫و ازرة السكن‪ ،‬العمران و المدينة‬
‫و ازرة اإلشغال العمومية والنقل‬
‫و ازرة التربية الوطنية‬
‫و ازرة التعليم العلي و البحث العلمي‬
‫و ازرة التكوين و التعليم المهنيين‬
‫و ازرة العمل‪ ،‬التشغيل و الضمان االجتماعي‬
‫و ازرة الثقافة‬
‫و ازرة العالقات مع البرلمان‬
‫و ازرة الصحة‪ ،‬السكان و اصالح المستشفيات‬
‫و ازرة الشباب و الرياضة‬
‫و ازرة البريد و المواصالت السلكية والالسلكية‬
‫و ازرة اإلتصال‬

‫‪57‬‬
‫يمكن للو ازرة أن تقوم بإنشاء مرافق عمومية لتقوم باستغاللها مباشرة بهدف تحقيق‬
‫غرض من أغراض الدولة‪ ،‬والذي يسير من طرفها ويعتبر مرفق عمومي وطني وعادة ما‬
‫يكون له طابع إداري مع إمكانية أن يكون صناعي بشرط أن يحقق النفع العام‪.‬‬

‫تنشأ المرافق العمومية الوطنية من طرف الو ازرة في االستغالل المباشر‪ ،‬بحيث تلبي‬
‫الحاجات المشتركة لجميع سكان الدولة وال تقتصر على سكان إقليم معين بل تعم الفائدة‬
‫على كل الموجودين على أرض الدولة كالقضاء‪ ،‬الدفاع واألمن وذلك ألنها تمس سيادة‬
‫الدولة وبالتالي ال يمكن أن تسير إال من طرفها‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تسيير االستغ الل المباشر من طرف الجماعات المحلية‬

‫يقصد بالجماعات المحلية الوالية والبلدية‪ ،‬حيث تقوم بسد الحاجات المشتركة لسكان‬
‫إقليم معين‪ ،‬فاألصل في التسيير المرفق على المستوى المحلي هو االستغالل المباشر وفي‬
‫حالة العجز يمكن اللجوء إلى التفويض واالمتياز وغيرها‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الوالية‬

‫هي جماعة عمومية إقليمية تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي وتشمل‬
‫مقاطعة إدارية للدولة حيث تنص المادة ‪ 142‬من قانون الوالية ‪ 07-12‬صراحة بأنه‪:‬‬
‫"يمكن للمجلس الشعبي الوالئي أن يستغل مباشرة مصالحه العمومية عن طريق االستغالل‬

‫و ازرة البيئة والطاقات المتجددة‬


‫و ازرة الصيد البحري والمنتجات الصيدية‬
‫و ازرة المؤسسات الصغيرة والمؤسسات الناشئة واقتصاد المعرفة‬
‫الو ازرة المنتدبة المكلف باالحصائيات واالستشراف‬
‫الو ازرة المنتدبة المكلفة بالفالحة الصحراوية والجبلية‬
‫الو ازرة المنتدبة بالتجارة الخارجية‬
‫الو ازرة المنتدبة المكلفة بالصناعات الصيدالنية‬
‫الو ازرة المنتدبة المكلفة بالبيئة الصحراوية‬
‫الو ازرة المنتدبة المكلفة بالحاضنات‬
‫الو ازرة المنتدبة المكلفة بالمؤسسات الناشئة‬
‫و ازرة السياحة والصناعة التقليدية والعمل العائلي‬
‫و ازرة التضامن الوطني واألسرة وقضايا المرأة‬

‫‪58‬‬
‫المباشر"‪ ،‬وكذلك المادة ‪ ":143‬يحدد المجلس الشعبي الوالئي المصالح العمومية التي‬
‫يقرر استغاللها عن طريق االستغالل المباشر وفي هذه الحالة يسجل إرادات ونفقات‬
‫االستغالل المباشر في ميزانية الوالية حسب قواعد المحاسبة"‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى انه في‬
‫إطار الوالية ال يمكن اللجوء إلى طرق أخرى إال إذا تعذر االستغالل المباشر حسب نص‬
‫المادة ‪ ":149‬إذا تعذر استغالل المصالح العمومية الوالئية المذكورة في المادة ‪ 146‬عن‬
‫طريق االستغالل المباشر فيمكن للمجلس الشعبي الوالئي الترخيص باستغاللها عن طريق‬
‫االمتياز طبقا للتنظيم المعمول به"‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬البلدية‬

‫تتحدد صالحيات البلدية بالمادة ‪ 149‬من قانون البلدية ‪ 10-11‬التي تحدد عدد‬
‫وحجم المصالح حسب إمكانيات ووسائل واحتياجات كل بلدية أما فيما يتعلق بطرق تسيير‬
‫هذه المرافق فنصت المادة ‪ 150‬الفقرة ‪ 02‬من قانون البلدية‪" :‬يمكن تسيير هذه المصالح‬
‫مباشرة في شكل استغالل مباشر أو في شكل مؤسسة عمومية بلدية عن طريق االمتياز أو‬
‫التفويض"‪ ،‬ثم ذكر هذا القانون في المادة ‪ 151‬انه يمكن للبلدية أن تستغل مصالحها‬
‫العمومية عن طريق االستغالل المباشر وفي هذه الحالة تكون البلدية ملزمة بتقيد إرادات‬
‫ونفقات االستغالل المباشر للمرافق العمومي في ميزانية البلدية ويتولى تنفيذها أمين خزينة‬
‫البلدية طبقا لقواعد المحاسبة العمومية‪.‬‬

‫‪ -‬مما سبق نجد أن األصل في التسيير المحلي هو االستغالل المباشر‪.‬‬

‫‪ -‬يعتبر تقسيم التسيير إلى مركزي ومحلي هو تقسيم شكلي وال يقصد به االنفصال‬
‫الكلي‪ ،‬ألن هناك عالقة تكامل وتعاون بينهما كما أن المرافق العمومية الوطنية تقدم‬
‫اإلعانات التقنية والمالية للجماعات المحلية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬نتائج التسيير عن طريق االستغالل المباشر وسلبياته‬

‫ال يتمتع المرفق العمومي في إطار االستغالل المباشر بالشخصية المعنوية وهو ما‬
‫يترتب عليه مجموعة من النتائج والسلبيات تتمثل في ما يلي‪:‬‬

‫‪59‬‬
‫الفرع األول‪ :‬النتائج التسيير عن طريق االستغالل المباشر‬

‫• الموظفون هم موظفون تابعون للدولة (الو ازرات‪ ،‬الواليات والبلديات) المنشئة للمرفق‪،‬‬
‫حيث تكون عالقة العمل قائمة بين الجهة اإلدارية المنشئة للمرفق (بلدية‪ ،‬والية‪،‬‬
‫و ازرة) وبين الموظف بالمرفق‪ ،‬وعليه تبقى عالقة العمل قائمة حتى في حالة إلغاء‬
‫المرفق العام‪.‬‬
‫المسؤولية هي مسؤولية الهيئة التي أنشأت المرفق‪.‬‬ ‫•‬
‫المرفق المنشئ في إطار االستغالل المباشر ال يتمتع بالشخصية المعنوية‪،‬‬ ‫•‬
‫وبالتالي ال يمكنه التعاقد وليس له حق التقاضي‪ ،‬وال يتمتع بوجود قانوني متميز ومستقل‪،‬‬
‫فهو عبارة عن تنظيم داخلي تابع للهيئة المنشئة في نظامه القانوني‪ ،‬أي أنه يخضع لما‬
‫‪1‬‬
‫تخضع له الهيئة المنشئة‪.‬‬
‫يتم تقييد إرادات ونفقات المرفق في ميزانية اإلدارة المنشئة‪.‬‬ ‫•‬
‫يخضع المرفق العام في إدارته ونشاطه للقانون اإلداري وفي منازعاته للقضاء‬ ‫•‬
‫اإلداري‪.‬‬
‫أغلب المرافق العامة في التسيير المباشر غير مربحة أي إدارية بحتة‪ ،‬ألن‬ ‫•‬
‫الخواص ينفرون منه‪ ،‬باعتبار أن الموظفين فيه يخضعون للوظيف العمومي من جهة‬
‫والمرفق العام المسير يخضع للسياسة العامة التي تقررها الحكومة حسب ايديولوجياتها‬
‫وطبيعة نظامها السياسي وكل هذا يعتبر عائق في تقدم المرفق العام االقتصادي‪ .‬إال أنه‬
‫يمكن أحيانا أن تدار المرافق التجارية والصناعية عن طريق االستغالل المباشر ومثال ذلك‬
‫‪2‬‬
‫النقل بالسكك الحديدية‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬سلبيات التسيير عن طريق االستغالل المباشر‬
‫• البيروقراطية‪ ،‬خاصة في المرافق اإلدارية فعادة االستغالل المباشر يؤدي إلى‬
‫سوء الخدمة وعدم النجاعة‪.‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 50‬من القانون المدني الجزائري‪.‬‬

‫‪ 2‬ماجد راغب الحلو‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪441.‬‬

‫‪60‬‬
‫• عدم مواكبة االستغالل المباشر ألساليب التسيير الحديث السيما غياب التقييم‬
‫والتقييم الذاتي والتغذية الراجعة‪ ،‬باإلضافة إلى غياب الرقابة الدورية بصفة‬
‫عامة على نوعية الخدمة المقدمة‪.‬‬
‫• التقيد بالقوانين واللوائح والتعليمات مما يؤدي إلى قتل االبتكار‪.‬‬
‫• عدم تطابق القوانين بالواقع مما يؤدي إلى غياب النجاعة‪.‬‬
‫• عدم التحكم في النفقات وارتفاع التكلفة االقتصادية للخدمة‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أسلوب المؤسسة‬

‫تعرف المؤسسة بأنها ذلك الشخص المعنوي العمومي الخاضع للقانون العام والذي‬
‫يقوم بنشاط متخصص‪ ،‬ومكلف بتسيير المرفق العمومي ويتمتع بالشخصية المعنوية‪.‬‬
‫ويصطلح عليه بالشخص المرفقي أو المصلحي‪.‬‬

‫وعرفها سليمان الطماوي بأنها‪ ":‬مرفق عام يدار عن طريق منظمة عامة ويتمتع‬
‫‪1‬‬
‫بالشخصية المعنوية"‪.‬‬

‫ويعرفها عمار عوابدي بأنها منظمة إدارية عامة تتمتع بالشخصية القانونية‬
‫وباالستقالل المالي واإلداري‪ ،‬ترتبط بالسلطات اإلدارية المركزية المختصة بعالقة التبعية‬
‫والخضوع للرقبة اإلدارية وهي تدار باألسلوب اإلداري الالمركزي لتحقيق أهداف محددة في‬
‫‪2‬‬
‫نظامها القانوني"‬

‫ويصطلح عليها بأسلوب الهيئات العامة أيضا ويقصد به ذلك األسلوب الذي تنتهجه‬
‫‪3‬‬
‫الدولة عندما تنشئ مرفق وتمنحه الشخصية المعنوية وتعهد له صالحية إدارة نفسه بنفسه‪.‬‬

‫سليمان الطماوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪87 .‬‬ ‫‪1‬‬

‫عمار عوابدي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪307.‬‬ ‫‪2‬‬

‫محمد الشافعي أبو راس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪232.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪61‬‬
‫وبالتالي فان أسلوب المؤسسة لتسيير المرفق العمومي يعتبر أسلوب وسطي بين‬
‫التسيير المباشر وتفويض التسيير‪ ،‬حيث أن أسلوب التسيير عن طريق المؤسسة تعهد فيه‬
‫السلطات اإلدارية المركزية والالمركزية ألشخاص عمومية أخرى مهمة تسيير مرفق عمومي‪.‬‬
‫أما أسلوب التفويض فتعهد فيه السلطات اإلدارية مهمة التسيير للخواص‪.‬‬

‫ومما سبق يمكن تعريف المؤسسة العمومية بأنها تلك المنظمة أو الهيئة التي تتمتع‬
‫بالشخصية المعنوية والتي توكل لها السلطة العامة التخصص في إشباع حاجات المجتمع‬
‫في تخصص محدد قانونا وتخضع لرقابتها‪.‬‬

‫من خالل مختلف التعاريف يتضح أن المؤسسة العمومية تتمتع بمجموعة من‬
‫الخصائص(الفرع األول)‪ ،‬كما يمكن تقسيمها إلى عدة تقسيمات (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬خصائص المؤسسة العمومية‬

‫تتمتع المؤسسة العمومية بالعديد من الخصائص يمكن إيجازها فيما يلي‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الشخصية المعنوية العامة‬

‫يتمتع المرفق العمومي المدار عن طريق أسلوب المؤسسة‪ ،‬بالشخصية المعنوية والتي‬
‫يترتب عليها ما يلي‪:‬‬

‫القيام بالواجبات وتحمل االلتزامات الملقاة عليها وبعبارة أخرى تحمل مسؤولية‬ ‫•‬
‫أعمالها وتصرفاتها‪.‬‬
‫تحديد ممثل قانوني لها حيث يمثلها أمام القضاء سواء كانت مدعية أم‬ ‫•‬
‫مدعى عليها‪ ،‬كما مثلها إداريا و في مختلف نشاطاتها‪.‬‬
‫إبرام العقود وإصدار الق اررات اإلدارية‪.‬‬ ‫•‬
‫االستقاللية اإلدارية والمالية‪ ،‬أي تعتبر مستقلة في التسيير اإلداري وفي‬ ‫•‬
‫الميزانية من أجل تسيير المرفق العمومي وتبعا لذلك فهي تتمتع بالخدمة المالية المستقلة‬
‫والميزانية المستقلة عن ميزانية السلطة التي أنشأتها‪ ،‬كما أنها مستقلة في تحصيل إيراداتها‬

‫‪62‬‬
‫وفي اإلنفاق‪ ،‬وفي تلقي الهبات وغيرها‪ ،‬كما أن لها أمالك خاصة‪ .‬وتظهر استقالليتها أيضا‬
‫قرراتها وتنفيذها عن طريق هيئة التنفيذ‪ ،‬وتجدر اإلشارة أن هذه االستقاللية ليست‬
‫في اتخاذ ا‬
‫مطلقة وإنما نسبية ألنها تخضع للرقابة الوصائية اإلدارية التي ال تمارس عليها إال بالنص‬
‫القانوني‪ ،‬كما أن هذه االستقاللية مقيدة بالنشاط المتخصص الذي أنشأت ألجله‪.‬‬
‫حق التقاضي ورفع الدعوى وتحمل المسؤولية عن أفعالها الضارة‪.‬‬ ‫•‬
‫‪1‬‬
‫يعتبر موظفو المؤسسة العمومية موظفون عامون‪.‬‬ ‫•‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تحقيق المنفعة العامة‬

‫األصل أن تقوم السلطة العمومية بتسيير مصالحها بنفسها وإشباع حاجات األفراد‬
‫بنفسها لكن يمكنها في إطار الصالحيات المخولة لها قانونا‪ ،‬بتسيير المرفق و تنفيذه بأسلوب‬
‫المؤسسة‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬تقوم وظيفتها على أساس التخصص‬

‫ال تهدف المؤسسة العمومية لتحقيق هدف عام غير محدد وإنما هدف خاص أي ال‬
‫تملك أهلية التصرف خارج إطار الخدمة والمرفق الذي أنشأت من أجل إشباعه فال يمكنها‬
‫‪2‬‬
‫استخدام أموال هذا المرفق لتسيير غاية أخرى ولو كانت في إطار المصلحة العامة‪.‬‬

‫ومثال عن ذلك ما جاء في المرسوم التنفيذي ‪ 43-02‬المتعلق بإنشاء "بريد‬


‫الجزائر"‪ .3‬حيث نصت المادة األولى منه‪ ":‬تنشأ تحت تسمية "بريد الجزائر" مؤسسة عمومية‬
‫وطنية ذات طابع صناعي وتجاري‪ ،‬تدعى في صلب الموضوع "المؤسسة"‪ ،‬تتمتع بالشخصية‬
‫المعنوية واالستقالل المالي وتخضع للقوانين والتنظيمات المعمول بها وألحكام هذا المرسوم‪".‬‬

‫‪ 1‬ضريفي نادية‪ ،‬تسيير المرفق العام والتحوالت الجديدة‪ ،‬دار بلقيس‪ ،‬الجزائر‪ ،2010 ،‬ص ‪72‬‬

‫سليمان الطماوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪65‬‬ ‫‪2‬‬

‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،43-02‬المؤرخ في ‪ 14‬جانفي ‪ ،2002‬المتضمن إنشاء "بريد الجزائر"‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية‬ ‫‪3‬‬

‫الجزائرية‪ ،‬العدد‪ ،4‬ص ‪18.‬‬

‫‪63‬‬
‫وعليه فمؤسسة بريد الجزائر تعتبر مؤسسة عمومية ويترتب عليها نتائج المؤسسة من‬
‫شخصية معنوية أما نتيجة التخصص فنص عليها المشرع في المادة ‪ ":5‬تكلف المؤسسة‬
‫بضمان تنفيذ ال سياسة الوطنية لتطوير الخدمات البريدية والخدمات المالية البريدية في كامل‬
‫التراب الوطني من خالل التكفل بنشاطات تسيير األداءات وتجديد المنشآت األساسية‬
‫المتصلة بذلك وتطويرها‪".‬‬

‫وعليه فنشاط المؤسسة محصور في مجال تخصصها وال يمكنها أن تقوم بأعمال‬
‫تخرج عن ما جاء النص عليه في قانون إنشائها رغم أن مجالها وطني‪ ،‬فالعبرة بالتخصص‬
‫النوعي وليس التخصص الجغرافي‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة أن المؤسسة تخضع للرقابة الوصائية مهما كانت درجة االستقالل‬
‫المالي واإلداري الذي تتمتع به هذه المؤسسة العمومية‪ ،‬وتتمثل مظاهر الرقابة الوصائية‬
‫اإلدارية‪.‬‬

‫*الرقابة على األجهزة واألشخاص المسيرة للمؤسسة العمومية‪.‬‬

‫*الرقابة على أعمال وتصرفات المؤسسة العمومية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع المؤسسات العمومية‬

‫تختلف المؤسسات العمومية باختالف الهدف المتخصص الذي تسعى لتحقيقه ويمكن‬
‫تقسيم المؤسسة العمومية إلى ثالث أنواع هي‪:‬‬

‫* المؤسسات العمومية اإلدارية‪.‬‬

‫*المؤسسات العمومية االقتصادية ذات الطابع الصناعي والتجاري‪.‬‬

‫*المؤسسات العمومية األخرى‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫أنواع‬

‫مؤسسات عمومية نص عليها المشرع‬ ‫اقتصادية‬ ‫إدارية بحتة‬

‫الفرع األول‪ :‬المؤسسات العمومية اإلدارية‬

‫هي تلك المؤسسات التي تمارس نشاط ذو طابع إداري محض وتخضع لقواعد القانون‬
‫العام ولمبدأ التخصص‪ ،‬وهو ما أكدته المادة ‪ 43‬من القانون ‪ 01-88‬المتضمن القانون‬
‫التوجيهي للمؤسسات العمومية االقتصادية‪ 1‬بنصها‪ ":‬تخضع الهيئات العمومية اإلدارية‬
‫للقواعد المطبقة على اإلدارة ومبدأ التخصص"‪ ،‬حيث تتمتع هذه الهيئات بنفس النظام المالي‬
‫والحسابي المطبق على اإلدارة ما لم توجد قاعدة استثنائية تنص على خالف ذلك وهو ما‬
‫أكدته الفقرة الثانية من المادة ‪ 43‬من القانون ‪.01-88‬‬

‫ويعتبر القضاء اإلداري هو المختص بالفصل في منازعاتها‪ 2،‬ويطبق في ذلك القانون‬


‫العام بصفة أساسية وكافة القواعد المطبقة على الدولة والجماعات المحلية‪ ،‬ألنها تستعمل‬
‫امتيازات السلطة العمومية‪ ،‬باستخدامها للق اررات اإلدارية وأموالها العامة‪.‬‬

‫يعتبر مستخدمي المؤسسات العمومية اإلدارية موظفون عموميون‪.‬‬

‫‪ 1‬القانون رقم ‪ ،01-88‬المؤرخ في ‪ 12‬جانفي ‪ ،1988‬المتضمن القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية االقتصادية‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬عدد ‪ ،2‬ص ‪30‬‬

‫المادة ‪ 800‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ":‬المحاكم اإلدارية هي جهات الوالية العامة في المنازعات اإلدارية‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫تختص بالفصل في أول درجة‪ ،‬بحكم قابل لالستئناف في جميع القضايا‪ ،‬التي تكون الدولة أو الوالية أو البلدية أو إحدى‬
‫المؤسسات العمومية ذات الصبغة اإلدارية طرفا فيها‪.‬‬

‫قانون رقم ‪ 09-08‬المؤرخ في ‪ 25‬فيفري ‪ ،2008‬المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬المؤسسات العمومية ذات طابع االقتصادي‬

‫تم إنشاء هذه المؤسسات كمؤسسات حديثة مقارنة بالمؤسسة اإلدارية الكالسيكية‬
‫القديمة وذلك عندما تطور دور الدولة من حارسة إلى متدخلة‪ .‬ويمكن تعريفها بأنها تلك‬
‫المرافق العمومية التي تسير بأسلوب المؤسسة وتهدف إلى تحقيق المنفعة العامة باإلضافة‬
‫إلى تحقيق الربح‪ ،‬حيث أن موضوعها يكون متعلقا بنشاط تجاري وصناعي يشبه النشاط‬
‫الذي يمارسه الخواص وتخضع للقانونين العام والخاص‪.‬‬

‫عرفها المشرع الجزائري في األمر ‪ 04-01‬المتعلق بتنظيم المؤسسات العمومية‬


‫واالقتصادية وتسييرها وخوصصتها‪ 1‬في المادة ‪ 02‬منه بقوله‪ ":‬المؤسسات العمومية‬
‫االقتصادية هي شركات تجارية تحوز فيها الدولة أو أي شخص معنوي أخر خاضع للقانون‬
‫العام‪ ،‬أغلبية رأس المال االجتماعي مباشرة أو غير مباشرة‪ ،‬وهي تخضع للقانون العام"‬

‫يتميز هذا النوع من المؤسسة بأنه‪:‬‬

‫هيئة عمومية خاضعة للقانون العام من حيث عالقتها باإلدارة وللقانون‬ ‫•‬
‫الخاص من حيث نشاطها وموضوعها‪ 2،‬عكس المؤسسة العامة اإلدارية التي تخضع للقانون‬
‫العام فقط‪.‬‬
‫تهدف هذه المؤسسات لتحقيق الربح ألن نشاطها تجاري وصناعي عكس‬ ‫•‬
‫المؤسسات العمومية اإلدارية التي تهدف إلى تحقيق المصلحة العامة أساسا‪.‬‬
‫ميزانية هذه المؤسسات تطبق عليها قواعد القانون تجاري ون ازعاتها لها طابع‬ ‫•‬
‫مختلط‪ ،‬عكس المؤسسة العمومية اإلدارية التي تكون ميزانيتها تابعة للدولة وتخضع لقواعد‬
‫الميزانية والمحاسبة العمومية وللقضاء اإلداري‪.‬‬

‫األمر رقم ‪ ،04-01‬المؤرخ في ‪20‬أوت ‪ ،2001‬المتعلق بتنظيم المؤسسات العمومية االقتصادية وتسييرها وخوصصتها‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،47‬ص‪9.‬‬

‫المادة ‪ 45‬من القانون رقم ‪ ":01-88‬تخضع الهيئة العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري للقواعد المطبقة على‬ ‫‪2‬‬

‫اإلدارة في عالقتها مع الدولة وتعد تاجرة في عالقتها مع الغير وتخضع لقواعد القانون التجاري‪"...‬‬

‫‪66‬‬
‫يمكن التنازل والتصرف في ممتلكات المؤسسات العمومية االقتصادية‪ 1،‬عكس‬ ‫•‬
‫‪2‬‬
‫المؤسسات العمومية اإلدارية التي ال يجوز التصرف أو التنازل أو الحجز عليها‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬المؤسسات العمومية األخرى‬

‫تناولها القانون ‪ 01-88‬وتتمثل في‪:‬‬

‫أوال‪ :‬أجهزة الضمان االجتماعي‬

‫هي عبارة عن مؤسسات عمومية لها طابعها الخاص‪ ،‬نص عليها القانون ‪01-88‬‬
‫في المادة ‪ 49‬وعرفها بأنها تلك الهيئات العمومية ذات التسيير الخاص والتي تحكمها القواعد‬
‫القانونية المطبقة في مجال الضمان االجتماعي‪ ،‬والذي يحدد عن طريق التنظيم من بين هذه‬
‫المؤسسات نذكر على سبيل المثال‪ :‬الصندوق الوطني للتأمينات االجتماعية ‪،CNAS‬‬
‫الصندوق الوطني للتقاعد ‪ ،CNR‬الصندوق الوطني للضمان االجتماعي لغير‬
‫األجراء ‪.CASNOS‬‬

‫تمتاز هذه المؤسسات العمومية بأنها تسير المخاطر االجتماعية وهي تاجرة في‬
‫‪3‬‬
‫عالقتها مع الغير بحيث تكون مواردها من االشتراكات‪.‬‬

‫المادة ‪ 4‬من األمر ‪ ": 04-01‬ممتلكات المؤسسات العمومية االقتصادية قابلة للتنازل عنها وقابلة للتصرف فيها طبقا‬ ‫‪1‬‬

‫لقواعد القانون العام وأحكام هذا األمر‪".‬‬

‫المادة ‪ 636‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ":‬فضال عن األموال التي تنص القوانين الخاصة على عدم جواز‬ ‫‪2‬‬

‫الحجز عليها‪ ،‬ال يجوز الحجز على األموال اآلتية‪:‬‬

‫‪ -1‬األموال العامة المملوكة للدولة‪ ،‬أو للجماعات اإلقليمية‪ ،‬أو للمؤسسات العمومية ذات الصبغة اإلدارية‪ ،‬ما لم ينص القانون‬
‫على خالف ذلك‪".‬‬

‫ضريفي نادية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.87‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪67‬‬
‫ثانيا‪ :‬مراكز البحث و التنمية‬

‫يمكن إنشاء هذه المراكز عن طريق التنظيم في إطار أسلوب المؤسسة حيث يتم‬
‫تمويل الجزئي والكلي بمراكز البحث والتنمية من األموال العامة على شكل مساهمات من‬
‫الدولة وال يجوز ألحد أن يتدخل في إدارة أو تسير هذه الهيئة خارج األجهزة المكونة قانونا‬
‫‪1‬‬
‫في إطار الصالحيات الخاصة بها‪.‬‬

‫لكن يجوز لهذه الهيئات استغالل براءة االختراع أو اإلجازة‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬تفويض المرفق العام‬

‫من أجل فهم المقصود بتفويض المرفق العام سيتم عرض مفهومه وصيغ إبرام‬
‫اتفاقيات التفويض‪ ،‬باإلضافة إلى أشكال تفويض المرفق العام‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم تفويض المرفق العام‬

‫يعرض هذا المطلب تعريف التفويض(الفرع األول) وشروطه (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف تفويض المرفق العام‬

‫عرف المشرع الجزائري في المرسوم التنفيذي رقم ‪ 2199-18‬تفويض المرفق العام في‬
‫المادة ‪ ": 02‬يقصد بتفويض المرفق العام في مفهوم هذا المرسوم‪ ،‬تحويل بعض المهام غير‬
‫السيادية التابعة للسلطات العمومية‪ ،‬لمدة محددة‪ ،‬إلى المفوض له المذكور في المادة ‪ 4‬أدناه‬
‫بهدف الصالح العام"‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 55‬من القانون ‪.01-88‬‬

‫‪ 2‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،199-18‬المؤرخ في ‪ 2‬أوت ‪ ،2018‬المتعلق بتفويض المرفق العام‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية‬
‫الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،48‬ص ‪04‬‬

‫‪68‬‬
‫يفهم من هذه المادة أن تفويض المرفق العمومي ال يتعلق باألعمال السيادية وإنما‬
‫بالمهام األخرى الموكلة للدولة في إطار تحقيق حاجيات األفراد‪.‬‬

‫يقصد بتفويض المرفق العمومي أن تنقل السلطات اإلدارية جزءا من صالحيتها‬


‫لهيئات أخرى‪ ،‬تقوم بتسيير هذا المرفق العمومي لفترة محددة‪.‬‬

‫حدد المشرع الجزائري األشخاص التي يمكن لها منح تسير المرفق العمومي في إطار‬
‫التفويض في مايلي‪:‬‬

‫الجماعات المحلية اإلقليمية‪،‬‬ ‫‪-‬‬


‫المؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري التابعة لها والسؤولة عن المرفق العام‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أشخاص معنوية خاضعة للقانون العام في إطار تجمع‪.1‬‬ ‫‪-‬‬

‫كما حدد المشرع الجزائري األشخاص المفوض لهم تسيير المرفق العام في نص‬
‫المادة ‪ 04‬من المرسوم تنفيذي ‪ 199-18‬في الشخص المعنوي العام أو الشخص المعنوي‬
‫الخاص ولكن اشترط أن يكون هذا الشخص خاضع للقانون الجزائري وأن تبرم معه السلطة‬
‫المفوضة اتفاقية التفويض‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬شروط تفويض المرفق العام‬

‫نص المشرع الجزائري على مجموعة من الشروط المتعلقة بتفويض المرفق العام والتي‬
‫أدرجها في نص المادة ‪ 09‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 199-18‬والتي يمكن إيجازها فيما‬
‫يلي‪:‬‬

‫يجب أن يكون المفوض شخص معنوي خاضع للقانون العام‪.‬‬ ‫‪-1‬‬


‫يجب أن يكون المفوض مسؤول عن مرفق عام‬ ‫‪-2‬‬

‫يعين األشخاص العموميون المنشئون أو المسيرون للمرفق العام المفوض ممثال عنهم ضمن التجمع‪ ،‬بموجب اتفاقية‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫حيث يحوز العضو المعين صفة السلطة المفوضة ليمثل أعضاء التجمع في تجسيد تفويض المرفق العام ‪ ،‬أنظر المادة ‪05‬‬
‫من المرسوم التنفيذي رقم ‪199-18‬‬

‫‪69‬‬
‫إعداد تقرير يتضمن الخدمات التي تقع على عاتق المفوض له‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫تحديد شكل التفويض ( إمتياز‪ ،‬إيجار‪ ،‬وكالة محفزة‪ ،‬تسيير )‬ ‫‪-4‬‬
‫تحديد المزايا التي يحققها تفويض المرفق العمومي مقارنة مع أنماط التسيير‬ ‫‪-5‬‬
‫األخرى‪.‬‬

‫كما اشترط المشرع الجزائري أال يتم التفويض على تفويض المرفق العام باعتباره‬
‫القاعدة العامة‪ ،‬حيث نص على هذا الشرط في المادة ‪ 07‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪-18‬‬
‫‪ " :199‬ال يمكن المفوض له المستفيد من تفويض المرفق العام أن يقوم بتفويضه إلى‬
‫شخص آخر"‪.‬‬

‫غير أنه أدرج استثناء على القاعدة العامة التي ال تجيز التفويض على تفويض إذ‬
‫جاء في نص الفقرة الثانية والثالثة من المادة ‪ 07‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪" :199-18‬غير‬
‫انه إذا فرضت ذلك متطلبات التسيير يمكن المفوض له اللجوء إلى مناولة‪ 1‬جزء من المرفق‬
‫العام المفوض بعد الموافقة الصريحة للسلطة المفوضة‪.‬‬

‫وال يمكن في جميع الحاالت أن يكون المرفق العام الذي خص به المفوض له‬
‫موضوع مناوله بصفة كلية"‪.‬‬

‫يفهم من هذه المادة انه ال يجوز التفويض على تفويض المرفق العام كأصل‪ ،‬غير أنه‬
‫يمكن أن يتم التفويض على تفويض المرفق العام إذا توفرت الشروط القانونية التالية‪:‬‬

‫التفويض على تفويض يكون في جزء من الصالحيات‪.‬‬ ‫‪-1‬‬


‫وجود حالة استثنائية فرضتها متطلبات التسيير‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫البد من وجود نص قانوني‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫البد من وجود الموافقة الصريحة‪.‬‬ ‫‪-4‬‬

‫يقصد بالمناولة اإلجراء الذي يعهد من خالله المفوض له لشخص آخر طبيعي أو معنوي يدعى المناول تنفيذ جزء من‬ ‫‪1‬‬

‫االتفاقية المبرمة بين السلطة المفوضة والمفوض له شريطة أن يتضمن هذا الجزء من االتفاقية إنجاز منشأة أو اقتناء‬
‫ممتلكات ضرورية إلقامة المرفق أو لسيره وذلك في حدود ‪ 40‬بالمئة‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫يجب أن يكون موضوع التفويض مناولة جزئية و مؤقتة‪.‬‬ ‫‪-5‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬صيغ إبرام اتفاقيات التفويض للمرفق العام‬

‫يمنح تفويض المرفق العام بطريقتين هما الطلب على المنافسة التي تعد القاعدة‬
‫‪1‬‬
‫العامة والتراضي الذي يمثل االستثناء‬

‫الفرع األول‪ :‬الطلب على المنافسة‬

‫يقصد بالطلب على المنافسة ذلك اإلجراء الذي يهدف إلى الحصول على أفضل‬
‫عرض ( أي يقدم أحسن الضمانات المهنية والتقنية والمالية حسب سلم التقييم المحدد في‬
‫دفتر الشروط‪ ) 2‬من خالل وضع عدة متعاملين في المنافسة‪ ،‬بغرض ضمان المساواة في‬
‫معاملتهم وكذلك بهدف الموضوعية في معايير االنتقاء والشفافية في العمليات وعدم التحيز‬
‫في الق اررات المتخذة‪ ،‬حيث يقوم الطلب على اإلعالن وتجدر اإلشارة أن المشرع الجزائري‬
‫في تعديله اشترط في طلب المنافسة أن يكون وطنيا‪.3‬‬

‫يمر طلب المنافسة بمرحلتين‪:4‬‬

‫المادة ‪ 08‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪.199-18‬‬ ‫‪1‬‬

‫يتضمن دفتر الشروط المتعلق بتفويض المرفق العام البنود التفويضية والبنود التعاقدية التي يجب أن توضح كيفيات إبرام‬ ‫‪2‬‬

‫إتفاقية تفويض المرفق العام وتنفيذها‪ ،‬حيث يشمل دفتر الشروط جزأين‪:‬‬
‫الجزء األول‪ :‬دفتر ملف الترشح والذي يتضمن البنود اإلدارية العامة المتعلقة بشروط تأهيل المترشحين والوثائق‬ ‫‪-‬‬
‫التي تتكون منها ملفات الترشح وكيفيات تقديمها‪ ،‬حيث يتضمن هذا الجزء على الخصوص مؤهالت المترشحين من قدرات‬
‫مهنية و تقنية و مالية‬
‫الجزء الثاني‪ :‬يشمل دفتر العروض و الذي يتعلق بكيفية تقديم العرض و اختيار المفوض له من خالل البنود‬ ‫‪-‬‬
‫اإلدارية التقنية و البنود المالية‪.‬‬
‫أنظر المادة ‪ 13‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪199-18‬‬

‫المادة ‪ 11‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪199-18‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ 4‬المادة ‪ 12‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪199-18‬‬

‫‪71‬‬
‫المرحلة االولى‪ :‬تتمثل في اختيار المترشحين األولي على أساس ملفات الترشح‪،‬‬
‫حيث يجب أن تظهر كل الوثائق المكونة في ملف الترشح المحددة في الجزء األول من دفتر‬
‫الشروط بعنوان دفتر ملف الترشح في لوح اإلعالن عن العروض‪.1‬‬

‫المرحلة الثانية‪ :‬تتمثل في دعوة المترشحين الذين تم انتقاءهم أثناء المرحلة األولى‬
‫إلى سحب دفاتر الشروط‪.‬‬

‫وفي حالة عدم جدوى الطلب على المنافسة‪ 2‬يمكن لإلدارة أن تعلن عن عدم جدوى‬
‫الطلب على المنافسة للمرة األولى وتعيد الطلب بنفس الشروط واإلجراءات للمرة الثانية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التراضي‬

‫‪3‬‬
‫يمكن أن يأخذ التراضي شكلين‪ :‬إما تراضي بسيط أو تراضي بعد االستشارة‪.‬‬

‫يتضمن ملف الترشح الوثائق التالية‪ :‬تصريح بالنزاهة‪ ،‬القانون األساسي للشركة أو الهيئة‪ ،‬تعريف كتابي فيما يخص‬ ‫‪1‬‬

‫المترشحين الخاضعين للقانون الجزائري أو المترشحين الذين سبق لهم العمل في الجزائر وكل وثيقة تسمح بتقييم قدرات‬
‫المترشحين والتي يجب أن تذكر في دفتر الشروط‪.‬‬
‫حاالت عدم جدوى الطلب على المنافسة‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫*إذا تبين بعد الطلب على المنافسة للمرة األولى‪:‬‬


‫‪ -‬عدم استالم أي عرض‬
‫‪-‬استالم عرض واحد‬
‫‪-‬عدم تطابق أي عرض لدفتر الشروط‬
‫* إذا تبين بعد الطلب على المنافسة للمرة الثانية‪:‬‬
‫‪-‬عدم استالم أي عرض‪،‬‬
‫‪-‬عدم مطابقة أي عرض لدفتر الشروط‪،‬‬
‫غير أنه إذا تم استالم عرض واحد في حالة الطلب على المنافسة للمرة الثانية وتبين أنه مطابق لدفتر الشروط فيتم قبوله‬
‫لمتابعة اإلجراءات‪.‬‬

‫‪ 3‬المادة ‪ 16‬من المرسوم التنفيذي رقم‪199-18‬‬

‫‪72‬‬
‫أوال‪ :‬التراضي البسيط‬

‫يمكن ان تلجأ السلطة المفوضة إلى التراضي البسيط في حاالت المحددة على سبيل‬
‫الحصر في المادتين ‪ 20‬و‪ 21‬وهي‪:‬‬

‫‪ -‬حالة الخدمات التي ال يمكن أن تكون محل تفويض إال لمترشح واحد يحتل‬
‫وضعية احتكارية‪.‬‬

‫‪ -‬الحاالت االستعجالية وتكون في الحاالت التالية‪:‬‬

‫• عندما يكون تفويض مرفق عمومي سار به المفعول موضوع فسخ‪.‬‬


‫• استحالة ضمان استم اررية المرفق العام من طرف المفوض له‪.‬‬
‫• رفض المفوض له إمضاء الملحق الذي يكون موضوعه تمديد اآلجال‪.‬‬

‫ويجب على السلطة المفوضة أن تلجأ في جميع الحاالت اتخاذ اإلجراءات الالزمة‬
‫لضمان تطبيق مبدأ استم اررية المرفق العام‬

‫ثانيا‪ :‬التراضي بعد االستشارة‬

‫يقصد به ذلك اإلجراء الذي تقوم به السلطة المفوضة من خالل اختيار ثالث‬
‫مترشحين مؤهلين على األقل من اجل التعاقد معها حيث تلجا السلطة المفوضة لهذا‬
‫األسلوب في الحاالت التي نصت عليها المادة ‪ 19‬وهي كالتالي‪:‬‬

‫• حالة عدم الجدوى على طلب المنافسة للمرة الثانية وفي هذه الحالة يتم اختيار المفوض‬
‫له من بين المترشحين المؤهلين الذين شاركوا في الطلب على المنافسة‪.‬‬
‫• عند تفويض بعض المرافق العمومية التي ال تستدعي إجراء طلب على المنافسة والتي‬
‫يتم تحديدها بموجب قرار مشترك بين وزير المالية والوزير المكلف بالجماعات اإلقليمية‪،‬‬
‫وفي هذه الحالة يتم اختيار المفوض له ضمن قائمة تعدها مسبقا السلطة المفوضة بعد‬
‫التأكد من قدراتهم المالية والمهنية والتقنية التي تسمح لهم بتسيير المرفق العام المعني‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬أشكال تفويض المرفق العام‬

‫توجد عدة تقسيمات ألشكال تفويض المرفق العام حيث تقسم حسب الزوايا التي ينظر‬
‫منها إلى هذا التقسيم‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬حسب مستوى الخطر‬

‫تقسم أشكال التفويض حسب مستوى الخطر الذي يتحمله المفوض إليه إلى ثالث‬
‫مستويات نصت عليها المادة ‪ 50‬من المرسوم التنفيذي ‪ 199-18‬إلى‪:‬‬

‫المستوى االولى‪ :‬يقصد به شكل الحالة التي ال يتحمل المفوض له أي خطر‪.‬‬

‫المستوى الثاني‪ :‬يقصد به الحالة التي يت حمل فيها المفوض له جزء من الخطر‪ ،‬كما‬
‫تتحمل اإلدارة جزء من الخطر أيضا‪.‬‬

‫المستوى الثالث‪ :‬يقصد بها الحالة التي يتحمل فيها المفوض له كل الخطر‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬حسب مستوى الرقابة‬

‫تقسم أشكال تفويضات المرفق العام حسب درجة الرقابة على التسيير والخدمات ويتم‬
‫تحديدها حسب مجموع الخدمات التي يتوالها المفوض له بهدف الحفاظ على مبادئ تسير‬
‫المرفق العام المذكورة في المادة ‪ 03‬من المرسوم ‪ 199-18‬المتمثلة في مبادئ المساواة‪،‬‬
‫االستم اررية‪ ،‬التكيف باإلضافة إلى ضمان معايير الجودة والنجاعة في أداء الخدمة‬
‫العمومية‪.‬‬

‫يتم تقسيم مستويات الرقابة إلى قسمين حسب المادة ‪ 51‬من المرسوم ‪199-18‬‬
‫وهي‪:‬‬

‫المستوى األول‪ :‬وهي الحالة التي تمارس فيها السلطة المفوضة الرقابة الكلية على‬
‫المفوض له‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫المستوى الثاني‪ :‬وهي الحالة التي تمارس فيها السلطة المفوضة رقابة جزئية على‬
‫المرفق العام وذلك عندما يتولى المفوض له اإلدارة و التسيير‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬حسب طبيعة العقد‬

‫قسم المشرع الجزائري تفويضات المرفق العام حسب طبيعة العقد إلى أربعة أشكال‬
‫حسب المادة ‪ 52‬من المرسوم ‪ 199-18‬وهي عقد االمتياز‪ ،‬عقد اإليجار‪ ،‬عقد الوكالة‬
‫المحفزة‪ ،‬عقد التسيير‪.‬‬

‫أوال‪ :‬عقد االمتياز‬

‫عرفت المادة ‪ 53‬عقد االمتياز بأنه الشكل الذي تعهد من خالله السلطة المفوضة‬
‫للمفوض له إما‪:‬‬

‫‪ -‬انجاز المنشآت‪.‬‬
‫‪ -‬اقتناء ممتلكات ضرورية إلقامة المرفق العام و استغالله‪.‬‬
‫‪ -‬استغالل المرفق العام‪.‬‬

‫حيث يستغل المفوض له المرفق العام في إطار عقد االمتياز باسمه وعلى مسؤوليته أي انه‬
‫يتحمل المستوى الثالث من الخطر‪.‬‬

‫أما فيما يتعلق بشكل الرقابة في عقد االمتياز فإن المفوض له يخضع لرقابة جزئية‬
‫أي (المستوى الثاني من الرقابة) من طرف السلطة المفوضة‪ ،‬في حين يمول المفوض له‬
‫المرفق العمومي بنفسه فيما يتعلق بإنجاز واقتناء الممتلكات واستغالل المرفق العمومي على‬
‫أن يتحصل بالمقابل على أتاوى من مستعملي المرفق العمومي‪.‬‬

‫أما من حيث مدة عقد االمتياز فتعتبر األطول مقارنة بالعقود األخرى‪ ،‬حيث حددها‬
‫المشرع بمدة يجب أن ال تتجاوز ‪ 30‬سنة مع إمكانية تمديدها بشروط نص عليها في الفقرة‬
‫األخيرة من المادة ‪ 52‬وهي‪:‬‬

‫‪75‬‬
‫‪ -‬أال تزيد مدة التمديد عن ‪ 4‬سنوات كحد أقصى‪.‬‬
‫‪ -‬التمديد يكون بموجب ملحق وذلك مرة واحدة فقط‪.‬‬
‫‪ -‬ال يمكن أن يتم التمديد إال بطلب من السلطة المفوضة‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن يكون سبب التمديد انجاز استثمارات مادية غير منصوص عليها في االتفاقية‪،‬‬
‫وعلى هذا األساس تعد السلطة المفوضة تقرير معلل بأسباب التمديد‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬عقد اإليجار‬

‫عرفه المشرع الجزائري في المادة ‪ 54‬من المرسوم ‪ 199-18‬بأنه الشكل الذي تعهد‬
‫من خالله السلطة المفوضة للمفوض له بتسيير وصيانة المرفق العام مقابل إتاوة سنوية‬
‫يدفعها لها‪ ،‬على أن تقوم السلطة المفوضة بتمويل إقامة المرفق العام‪.‬‬

‫أما من حيث المخاطر فيتحمل المفوض له كل المسؤولية الخطر‪ ،‬وعليه فالمسؤولية‬


‫من المستوى الثالث‪ ،‬فيما يتعلق بالمخاطر التجارية المتعلقة بإيرادات االستغالل وكذا‬
‫المخاطر الصناعية المتعلقة بأعباء االستغالل والنفقات المرتبطة بتسيير المرفق العام‪.‬‬

‫أما من حيث مدة اتفاقية عقد اإليجار فحددها المشرع الجزائري بخمسة عشر سنة‬
‫كحد أقصى مع إمكانية تمديدها إذا توفرت الشروط التالية‪:‬‬

‫‪ -‬أال تزيد مدة التمديد عن ‪ 3‬سنوات كحد أقصى‪.‬‬


‫‪- -‬التمديد يكون بموجب ملحق وذلك مرة واحدة فقط‪.‬‬
‫‪ -‬التمديد يكون بطلب من السلطة المفوضة‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن يكون سبب التمديد انجاز استثمارات مادية غير منصوص عليها في االتفاقية‪،‬‬
‫وعلى هذا األساس تعد السلطة المفوضة تقرير معلل بأسباب التمديد‪.‬‬

‫أما بالنسبة لنوع الرقابة ففي عقد اإليجار تكون الرقابة جزئية أي المستوى الثاني‬
‫من الرقابة وبالتالي فعقد اإليجار يشبه عقد االمتياز في مستوى الخطر ومستوى الرقابة بينما‬
‫يختلف عنه في التمويل والمدة‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫ثالثا‪ :‬عقد الوكالة المحفزة‬

‫عرفها المشرع في المادة ‪ 55‬من المرسوم التنفيذي ‪ 199-18‬بأنها الشكل الذي تعهد‬
‫فيه السلطة المفوضة للمفوض له تسيير المرفق العام أو تسييره وصيانتها معا‪ ،‬حيث يستغل‬
‫المفوض له المرفق العام ويدفع أجر مباشرة من السلطة المفوضة في شكل منحة تحدد بنسبة‬
‫مئوية من رقم األعمال وتضاف إليها منحة اإلنتاجية وعند االقتضاء حصة من األرباح‪ ،‬كما‬
‫تحدد السلطة المفوضة باالشتراك مع المفوض له قيمة التعريفات التي يدفعها مستخدمو‬
‫المرفق‪ ،‬والتي يحصلها لصالح السلطة المفوضة المعنية‪.‬‬

‫من حيث الخطر يستغل المفوض له المرفق العام لحساب السلطة المفوضة الذي قد‬
‫تتعرضه مخاطر تجارية تتعلق بإيرادات االستغالل أو مخاطر صناعية تتعلق باالستغالل‬
‫والنفقات المرتبطة بتسيير المرفق العام ففي هذه الحالة تتحمل السلطة المفوضة وحدها‬
‫مستوى الخطر أي المستوى األول‪.‬‬

‫أما من حيث مدة اتفاقية عقد الوكالة المحفزة فحددها المشرع الجزائري بعشر سنوات‬
‫كحد أقصى مع إمكانية تمديدها إذا توفرت الشروط التالية‪:‬‬

‫‪ -‬أال تزيد مدة التمديد عن سنتين كحد أقصى‪.‬‬


‫‪- -‬التمديد يكون بموجب ملحق وذلك مرة واحدة فقط‪.‬‬
‫‪ -‬التمديد يكون بطلب من السلطة المفوضة‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن يكون سبب التمديد انجاز استثمارات مادية غير منصوص عليها في االتفاقية‪،‬‬
‫وعلى هذا األساس تعد السلطة المفوضة تقرير معلل بأسباب التمديد‪.‬‬

‫فيما يتعلق بالرقابة فان السلطة المفوضة تمارس الرقابة الكلية أي المستوى الثاني‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫رابعا‪ :‬عقد التسيير‬

‫نص عليه المشرع الجزائري في المادة ‪ 56‬من المرسوم ‪ 199-18‬بأنه الشكل الذي‬
‫تعهد فيه السلطة المفوضة من خالله للمفوض له تسيير المرفق العام أو تسييره وصيانته‬
‫معا‪.‬‬

‫يالحظ من تعريف عقد التسيير تطابقه مع عقد الوكالة المحفزة من حيث الموضوع‪،‬‬
‫لكنه يختلف عنه في مستوى الخطر ونوع الرقابة والمدة وكذلك التمويل‪.‬‬

‫من حيث الخطر ال يتحمل المفوض أي خطر في عقد التسيير أي المستوى األول‪.‬‬

‫أما من حيث الرقابة فانه يخضع للرقابة الكلية أي المستوى الثاني‪.‬‬

‫وفيما يتعلق بالتمويل تمول السلطة المفوضة المرفق العام بنفسها مع االحتفاظ‬
‫بإدارته‪.‬‬

‫تدفع السلطة المفوضة للمفوض له أجر مباشر في شكل منحة تحدد بنسبة مئوية من‬
‫رقم األعمال تضاف إليها منحة اإلنتاجية‪ ،‬كما يتم تحديد التعريفات التي يدفعها المستنفعون‬
‫من المرفق العام مسبقا في دفتر الشروط من طرف السلطة المفوضة التي تحتفظ باألرباح‪،‬‬
‫وفي حالة العجز تعوض السلطة المفوضة المسير بأجر جزافي‪ ،‬ويحصل المفوض له‬
‫التعريفات لحساب السلطة المفوضة المعنية‪.‬‬

‫أما من حيث مدة اتفاقية عقد التسيير فحددها المشرع الجزائري بخمسة سنوات‪.‬‬

‫مالحظة‬

‫أضاف المشرع الجزائري في المادة ‪ 57‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 199-18‬إمكانية‬


‫تمديد مدة اتفاقية تفويض المرفق لعام لسنة واحدة فقط باإلضافة إلى التمديدات المتعلقة بعقد‬
‫االمتياز الوكالة المحفزة وعقد التسيير وعقد اإليجار والتي تكون بموجب ملحق وبطلب من‬
‫السلطة المفوضة على أساس تقرير معلل بهدف استم اررية المرفق العام‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫الفصل السادس‪ :‬الرقابة على المرافق العمومية‬

‫يقصد بالرقابة إخضاع جميع تصرفات المرفق العمومي لمبدأ المشروعية والسير‬
‫الحسن للمرفق العام بغرض تحقيق المصلحة العامة وعدم التعسف في استخدام امتيازات‬
‫السلطة العمومية‪ ،‬سواء كان يسير باألسلوب المباشر أو أسلوب المؤسسة أو أسلوب‬
‫التفويض‪ ،‬وعليه فإن الرقابة تقوم على مبدأ المشروعية والذي يقصد به خضوع المرفق‬
‫العمومي عند مباشرته لمختلف النشاطات المكلف بها بحكم القانون للتقيد بحدود االمتيازات‬
‫الممنوحة له‪ ،‬وهو ما يطلق عليه سيادة القانون أي خضوع األفراد والهيئات العمومية للقانون‬
‫بهدف حماية حقوق األفراد و حرياتهم‪.‬‬

‫توجد عدة أنواع للرقابة على المرافق العمومية والتي تختلف باختالف الزوايا التي‬
‫ينظر إليها للتقسيم‪ ،‬فيمكن أن تقسم أنواع الرقابة على المرفق العام حسب المدى الزمني‬
‫للتنفيذ إلى‪ :‬رقابة سابقة ورقابة آنية ورقابة الحقة‪ ،‬كما يمكن تقسيمها حسب الهدف إلى‪:‬‬
‫رقابة سلبية ورقابة ايجابية‪ ،‬أما حسب نوع التخصص فإلى‪ :‬رقابة مالية و رقابة إدارية‪،‬‬
‫وحسب المراقب إلى‪ :‬رقابة رئاسية ورقابة وصائية‪ ،‬وبحسب مصادرها فتقسم إلى‪ :‬رقابة‬
‫قضائية و رقابة سياسية ورقابة مالية‪.‬‬

‫سيتم عرض الرقابة اإلدارية بنوعيها الرئاسية والوصائية‪ ،‬ثم الرقابة المالية والرقابة‬
‫القضائية‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬الرقابة اإلدارية‬

‫تتمثل الرقابة اإلدارية أو كما يطلق عليها برقابة التسيير على المرافق العمومية في‬
‫نوعين من الرقابة هي الرقابة الوصائية والرقابة الرئاسية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الرقابة الرئاسية‬

‫تهدف الرقابة الرئاسية إلى حماية حقوق األفراد وحرياتهم وتحقيق أحسن خدمة‬
‫للمواطن بأقل تكلفة وفي أقصر وقت من جهة ومن جهة أخرى التقليل من سلبيات اإلدارة‬

‫‪79‬‬
‫وقد تكون هذه الرقابة مباشرة من خالل عالقة الرئيس بالمرؤوس المباشر أو قد تكون غير‬
‫مباشرة وتسمى رقابة متعدية من خالل التقارير اإلدارية الدورية‪.1‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف الرقابة الرئاسية‬

‫يمكن تعريف الرقابة الرئاسية بأنها تلك الرقابة التسلسلية التي تقوم على حصر‬
‫الوظيفة اإلدارية في يد الرئيس اإلداري األعلى‪ ،‬الذي يملك سلطة توجيه المرفق العمومي‬
‫ورسم سياسته واإلشراف على تنفيذه‪ ،‬والذي يمكنه من إصدار األوامر وإلغاء وتعديل أعمال‬
‫المرؤوسين‪ .‬تمتاز هذه الرقابة اإلدارية بثالث خصائص رئيسة وهي‪:‬‬

‫‪ −‬رقابة إدارية ألنها تصدر عن رئيس إداري‪.‬‬


‫‪ −‬رقابة مفترضة ألنها تمارس بقوة القانون‪.‬‬
‫‪ −‬رقابة داخلية ألنها تكون داخل الجهاز اإلداري ( السلم اإلداري او التدرج‬
‫الهرمي)‪.‬‬
‫‪ −‬رقابة شاملة ألنها تمتاز بالديمومة واالستم اررية مما يجعلها رقابة شاملة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬وسائل الرقابة الرئاسية‬

‫تنقسم وسائل الرقابة الرئاسية تسلسليا إلى رقابة على األشخاص المرؤوسين ورقابة‬
‫على األعمال‪.‬‬

‫التقارير اإلدارية الدورية‪ :‬ويقصد بها كل عرض كتابي للبيانات من خالل تحديد نقاط القوة ونقاط الضعف وكذلك‬ ‫‪1‬‬

‫التحديات والفرص الموجودة في المرفق والظروف القائمة فيها ثم استخالص النتائج‪ ،‬ويمكن تقسيم التقارير اإلدارية إلى‬
‫تقارير الفحص‪ ،‬تقارير سير األعمال اإلدارية‪ ،‬تقارير قياس كفاءة الموظفين‪ ،‬التقارير الخاصة‪ ،‬المذكرات‪ ،‬تقارير التوصية‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫أوال‪ :‬الرقابة على األشخاص‬

‫ويقصد بها رقابة الرئيس على المركز القانوني للمرؤوس من خالل سلطة التعيين‪،‬‬
‫العزل‪ ،‬الترقية‪ ،‬النقل‪ ،‬التأديب وغيرها‪ ،‬كما تشمل أيضا سلطة اإلشراف والمالحظة‪ 1‬والتي‬
‫تكون متعلقة بالمركز القانوني‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الرقابة على األعمال‬

‫تقسم هذه الرقابة إلى رقابة سابقة و رقابة الحقة‪.‬‬

‫الرقابة السابقة‪ :‬وتسمى رقابة التوجيه واإلشراف أو رقابة األوامر والتعليمات‬ ‫‪-1‬‬
‫والتي تهدف إلى تنظيم العمل ووضع الخطط واالست ارتيجيات قبل القيام المرؤوس بعمله‪،‬‬
‫فهي توجهه حول كيفية قيامه بأعماله من خالل التعليمات المناشير وغيرها‪.‬‬

‫يجب التمييز بين نوعين من األوامر والتوجيهات الصادرة من طرف الرئيس في‬
‫مواجهة المرؤوس‪ ،‬فقد تكون توجيهات وأوامر الرئيس مشروعة وهنا ال يثار أي إشكال‬
‫قانوني ألنه يكون موافقا لواجب طاعة‪ ،‬وقد تكون غير مشروعة وهو ما يؤدي إلى تصادم‬
‫بين مبدأين أساسيين هما واجب الطاعة ومبدأ المشروعية فأيهما يتم تطبيقه‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫في هذه الحالة ظهرت العديد من النظريات واآلراء لكبار الفقهاء أهمها‪:‬‬

‫الرأي األول‪ :‬أرى الفقيه "‪ "L.Duguit‬بأنه ال يجب على المرؤوس تنفيذ األوامر الغير‬
‫المشروعة وبالتالي فانه يغلب مبدأ المشروعية ويستثنى من ذلك فقط حالة الجنود في‬
‫الحرب‪.‬‬

‫يقصد بسلطة اإلشراف والمالحظة ذلك األسلوب الذي يعتمد على اإلشراف والمالحظة مختلف المستويات من خالل‬ ‫‪1‬‬

‫اختيار المشرفين أو تدريبهم على تنمية قدراتهم ومهاراتهم من خالل مالحظتهم أثناء العمل و تقسيمهم ثم التخطيط لجودتهم‬
‫وزيادة خبراتهم‪.‬‬

‫‪ 2‬عمار عوابدي‪ ،‬الرجع السابق‪ ،‬ص ص (‪)215-210‬‬

‫‪81‬‬
‫الرأي الثاني‪ :‬رأي "موريس هوريو" يغلب هذا الفقيه مبدأ واجب الطاعة على االلتزام‬
‫بمبدأ المشروعية‪ ،‬ألن عدم تطبيق أوامر الرئيس يؤدي إلى انتشار الفوضى في المرافق‬
‫العمومية وعدم تطبيقها لمبدأ المشروعية ‪.‬‬

‫الراي الثالث‪ :‬فهو موقف الفقيه األلماني "ال بند" الذي أعطى حال توفيقيا يقضي‬
‫بفرض التزامات على المرؤوس في مواجهة الرئيس وهي‪:‬‬

‫‪ -‬التأكد من اختصاص الجهة المصدرة للقرار‪.‬‬


‫‪ -‬التأكد من اختصاص هذه األوامر والتوجيهات الصادرة من طرف الرئيس تدخل في‬
‫اختصاصات المرؤوس‪.‬‬
‫‪ -‬التأكد من استيفاء األوامر غير المشروعة الصادرة إليه للشروط الشكلية التي يجب‬
‫أن يصدر فيها‪.‬‬

‫وفي ماعدا هذه االلتزامات فإن الموظف ال يحق له االعتراض على رئيسه ومناقشة‬
‫وفحص مشروعية أوامره‪.‬‬

‫أما عن موقف القضاء اإلداري الفرنسي فقد أكد على إلزام الموظف بمبدأ الطاعة‪ ،‬ما‬
‫عدا األوامر التي تتضمن مخالفات واضحة لمبدأ المشروعية‪ ،‬فيتعين على المرؤوس أن ينبه‬
‫رئيسه بالخطأ في محتوى ق ارره ففي هذه الحالة تقوم مسؤولية المرفق تترتب عنه مسؤولية‬
‫إدارية‪ .‬أما إذا طبق المرؤوس أوامر رئيسه المخالفة للقانون دون اتخاذ اإلجراءات القانونية‬
‫الالزمة فيتحمل المسؤولية المدنية‪.‬‬

‫أما المشرع الجزائري فقد نص في المادة ‪ 129‬من القانون المدني أن الموظف‬


‫المرؤوس عليه أن ينبه رئيسه في حالة األمر غير المشروع‪ ،‬كما يجب عليه أن يطبق واجب‬
‫طاعة دون أن تقوم مسؤولية التنبيه حيث تعود المسؤولية في هذه الحالة إلى الرئيس‪.‬‬

‫الرقابة الالحقة‪ :‬وهي تلك الرقابة التي تلحق العمل اإلداري‪ ،‬حيث يتمتع‬ ‫‪-2‬‬
‫الرئيس بصالحيات واسعة فيما يتعلق بأعمال المرؤوسين و المتمثلة في‪:‬‬

‫‪82‬‬
‫‪ −‬اإلشراف‪ :‬ويقصد به متابعة أعمال المرؤوسين وتوجيه العمل وإدارة كل خطواته من‬
‫الناحية الشكلية والموضوعية التي قد تكون إما من خالل إعداد تقارير عن كفاءة‬
‫المرؤوسين أو عن أعمالهم‪.‬‬
‫‪ −‬التصديق‪ :‬قد يكون إما صريحا أو ضمنيا‪.‬‬
‫‪ −‬اإللغاء‪ :‬يقصد به إنهاء األثر القانوني للعمل الصادر عن المرؤوس ويكون بأثر‬
‫فوري ويشمل األعمال المشروعة واألعمال غير المشروعة أيضا‪ ،‬كما أنه غير‬
‫محدد بمدة ‪.‬‬
‫‪ −‬السحب‪ :‬يقصد به إنهاء األثر القانوني للعمل المرؤوس بأثر رجعي ويكون فقط في‬
‫األعمال غير المشروعة ويكون محدد بمدة زمنية عادة شهرين حيث يكتسب القرار‬
‫اإلداري الصادر عن المرؤوس الحصانة من السحب إذا انتهت المدة المحددة‪،‬‬
‫والتي عادة تكون شهرين وهذا حفاظا على مبدأ الحقوق المكتسبة‪.‬‬
‫‪ −‬الحلول‪ :‬يقصد به أن يحل الرئيس محل المرؤوس نتيجة تقاعسه عن القيام بعمله‬
‫وقد ظهر اختالف في الحلول حيث يرى الرأي األول‪ :‬إن الرئيس اإلداري هو‬
‫صاحب االختصاص األصيل ويستطيع أن يقوم مباشرة بأعمال مرؤوسيه‪ .‬بما أنه‬
‫يملك حق تعديلها وإلغائها و المصادقة عليها‪.‬‬

‫أما الرأي الثاني‪ :‬فيرى عدم جواز الحلول ألنه يتعارض مع التدرج الهرمي و قواعد‬
‫االختصاص التي تعتبر من النظام العام و ال يجوز االتفاق على مخالفتها‪.‬‬

‫أما الرأي الثالث‪ :‬وهو االتجاه التوافقي واالتجاه الوسطي حيث يرى إمكانية قيام الرئيس‬
‫بالحلول ولكن بضوابط معينة وفي شروط مقيدة تتمثل في رفض المرؤوس صراحة أو‬
‫ضمنيا القيام بعمل إداري يدرج في اختصاصاته‪ ،‬على أن يكون العمل الموكل له‬
‫مشروعا و محددا للمدة‪ .‬فإذا توفرت هذه الشروط يحق للرئيس أن يحل محل المرؤوس‬
‫للقيام بعمله لضمان استم اررية المرفق العمومي‪.‬‬

‫التعديل‪ :‬ويكون بإضافة أو حذف لجزء من أعمال المرؤوس‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الرقابة الوصائية‬

‫تعرف الرقابة الوصائية‪ 1‬بأنها الرقابة التي تمارسها الهيئات المركزية على الهيئات‬
‫الالمركزية والمحددة بموجب القوانين لمراقبة التصرفات اإلدارية للسلطات العمومية المحلية‬
‫عادة‪ .‬فال رقابة وصائية دون نص قانوني‪.‬‬

‫وسائل الرقابة الوصائية‪ :‬تمارس الرقابة اإلدارية من خالل الرقابة على األشخاص‬
‫وعلى األعمال و على الهيئة ككل‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الرقابة على أشخاص المرفق العمومي‬

‫تتمثل الرقابة على األشخاص في كون السلطة المركزية تملك حق اختيار األشخاص‬
‫الممثلين للمرافق العمومية في الوحدات المحلية والمرفقية كالمرافق التي تدار بأسلوب‬
‫المؤسسة السيما اإلدارية منها‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الرقابة على األعمال‬

‫تملك السلطة المركزية حق الرقابة على أعمال المسيرين للمرافق العمومية والتي قد‬
‫تكون في حاالت الرقابة الكلية وفي حاالت أخرى كالرقابة الجزئية حتى ولو كانت هذه‬
‫المرافق تتمتع باالستقاللية‪ ،‬إال أن استقالليتها نسبية وفي هذا نميز بين المرافق العمومية‬
‫التي تتمتع بالشخصية المعنوية والمرافق العمومية التي ال تتمتع بالشخصية المعنوية‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الرقابة على المرفق العمومي‬

‫من المرافق ما ينشأ بموجب القانون ومنها ما ينشأ من طرف هيئات اإلدارة المركزية‬
‫أو المحلية وعليه فرقابة الهيئات المنشئة تتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫ال يجوز من الناحية القانونية إطالق كلمة الرقابة الوصائية ألن الوصاية تكون على شخص ناقص األهلية‪ ،‬لكن الرقابة‬ ‫‪1‬‬

‫الوصائية (إدارية) فيقصد بها رقابة الهيئات المركزية على الهيئات المحلية المستقلة و التي غالبا تتمتع بالشخصية المعنوية‬
‫فاألصح إذن أن نقول الرقابة اإلدارية و ليس الرقابة الوصائية‪ .‬لكنه مصطلح شائع تم االعتياد عليه‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫اإليقاف‪ :‬يمكن للسلطة المركزية الوصية طبقا للشروط واإلجراءات المحددة‬ ‫أ‪-‬‬
‫بالنصوص القانونية أن تقوم بتوقيف نشاط مرفق معين إذا كان غير متماشيا مع مبدأ‬
‫المالئمة‪.‬‬
‫الحل‪ :‬يمكن أن تلجا السلطة اإلدارية المركزية إذا خول لها القانون ذلك‬ ‫ب‪-‬‬
‫بالنص القانوني أن تقوم بعملية حل المرفق العمومي‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الرقابة المالية‬

‫يقصد بالرقابة المالية تلك الرقابة التي ترد على أعمال المرفق العمومي من الجانب‬
‫المالي‪ ،‬من خالل صرف أو تحصيل األموال حيث تهدف هذه الرقابة للتأكد من أن العمليات‬
‫المالية تمت وفقا ألحكام القانون من أنظمة ولوائح وتعليمات‪ ،‬من خالل الرقابة على الدفاتر‬
‫والسجالت والمستندات القانونية وأسلوب عمل النظام المحاسبي ومن بين أهم األجهزة التي‬
‫تمارس الرقابة المالية ديوان المحاسبة الذي اصطلح عليه حاليا مجلس المحاسبة‪ ،‬الهيئة‬
‫الوطنية لمكافحة الفساد وو ازرة المالية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مجلس المحاسبة‬

‫أنشأ مجلس المحاسبة بموجب المادة ‪ 190‬من دستور ‪ 1976‬ونصت عليه المادة‬
‫‪ 160‬من دستور ‪ 1989‬والمادة ‪ 170‬من دستور ‪ 1996‬أما دستور ‪ 2016‬فقد نص عليه‬
‫في المادة ‪.192‬‬
‫تضمنت المادة ‪ 192‬في فقرتها األولى‪ ":‬يتمتع مجلس المحاسبة باالستقاللية ويكلف‬
‫بالرقابة البعدية ألموال الدولة والجماعات اإلقليمية والمرافق العمومية‪ ،‬وكذلك رؤوس األموال‬
‫التجارية التابعة للدولة‪".‬‬
‫يتضح من نص المادة أن المهمة األساسية لمجلس المحاسبة تتمثل في مجال الرقابة‬
‫على األموال العمومية وقد خص المشرع الجزائري المرافق العمومية بذلك صراحة‪ ،‬لذا تم‬
‫التطرق لهذا المجلس لمعرفة طبيعة الرقابة التي يمارسها على المرافق العمومية ومن ثم‬
‫معرفة اإلجراءات القانونية التي يتبعها في ذلك‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫الفرع األول‪ :‬طبيعة مجلس المحاسبة‬

‫تم تنصيب مجلس المحاسبة فعليا سنة ‪ 1980‬بموجب القانون ‪ 05-80‬المؤرخ في‬
‫‪01‬مارس‪ ،11980‬والذي منح صالحيات إدارية وقضائية‪ 2‬للمجلس في إطار ممارسة‬
‫الرقابة الشاملة على الجماعات والمؤسسات والهيئات مهما كانت وضعيتها القانونية التي‬
‫تسير بها أو تستفيد فيها من األموال العمومية‪ ،‬والتي تندرج من ضمنها المرافق العمومية‪.‬‬

‫ثم وضع بعد ذلك القانون ‪ 32-90‬المؤرخ في ‪ 1990-12-04‬الذي ألغى‬


‫الصالحيات القضائية‪ 3،‬كما ألغى من صالحياته اإلدارية الرقابة على المؤسسات االقتصادية‬
‫العمومية‪ ،‬والمؤسسات ذات الطابع الصناعي والتجاري وذلك بموجب المادة ‪ 4‬منه التي جاء‬
‫فيها‪ ":‬ال تخضع الختصاصات مجلس المحاسبة العمليات الخاصة باألموال التي تتداولها‬
‫طبقا للقانون المدني والقانون التجاري‪ ،‬المؤسسات العمومية االقتصادية"‪ .‬وعليه انحصرت‬
‫مهام مجلس المحاسبة في الرقابة على المرافق العمومية وكل هيئة تخضع لقواعد القانون‬
‫‪4‬‬
‫اإلداري وقواعد المحاسبة‪.‬‬

‫القانون رقم ‪ ،05-80‬المؤرخ في ‪ 1‬مارس ‪ ،1980‬المتعلق بممارسة وظيفة المراقبة من طرف مجلس المحاسبة‪ ،‬الجريدة‬ ‫‪1‬‬

‫الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬عدد ‪ ،10‬ص‪338 .‬‬

‫‪ 2‬تتضح الصالحية القضائية خاصة من خالل نص المادة ‪ 39‬من القانون رقم ‪ ": 03-80‬يصدر مجلس المحاسبة‪ ،‬عند‬
‫ممارسته لالختص اصات القضائية ق اررات مسببة‪ ،"...‬أما الصالحية اإلدارية فقد نصت عليها العديد من المواد أهمها المادة‬
‫‪ 37‬من نفس القانون‪ ":‬في إطار عمله لتتبع نشاط المراقبة المنوطة بالمؤسسات والمصالح المالية للدولة يتمتع المجلس بكل‬
‫حقوق االطالع على الوثائق وصالحيات التحري التي يقرها القانون لهذه المؤسسات تجاه االعتباريين التابعيين للقانون العام‬
‫واألشخاص الطبيعيين أو االعتباريين التابعين للقانون الخاص"‬

‫‪ 3‬القانون رقم ‪ ،32-90‬المؤرخ في ‪ 4‬ديسمبر‪ ،1990‬المتعلق بمجلس المحاسبة وسيره‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية‬
‫الجزائرية‪ ،‬العدد‪ ،53‬ص‪ ،1690‬المادة ‪ 71‬من ‪ ":‬إن أعضاء مجلس المحاسبة‪ ،‬الذين يتمتعون بصفة قضاة في النظام‬
‫القضائي في تاريخ إصدار هذا القانون يمكنهم أن يختاروا خالل الثالثة أشهر الموالية‪ ،‬بين إعادة إدماجهم بحكم القانون‪،‬‬
‫في سلكهم األصلي أو ممارسة صفة عضو مجلس المحاسبة‪".‬‬

‫المادة ‪ 3‬من القانون رقم ‪ ": 32-90‬تنحصر المهمة العامة لمجلس المحاسبة في القيام بالرقابة الالحقة لمالية الدولة‬ ‫‪4‬‬

‫والجماعات اإلقليمية والمرافق العمومية وكل هيئة تخضع لقواعد القانون اإلداري والمحاسبة العمومية‪".‬‬

‫‪86‬‬
‫ليتم وضع األمر ‪ 20-95‬المؤرخ في ‪ 1995-06-17‬ساري المفعول حاليا‬
‫والمعدل والمتمم باألمر رقم ‪ 02-10‬المؤرخ في ‪ 26‬اوت‪ 12010‬الذي أعاد الصالحيات‬
‫اإلدارية والقضائية للمجلس وهو ما أكدته المادة ‪ 3‬منه‪ ":‬مجلس المحاسبة مؤسسة تتمتع‬
‫باختصاص إداري وقضائي في ممارسة المهمة الموكلة إليه‪".‬‬

‫كما أكد مجلس المحاسبة على االختصاص الشامل للرقابة على كل األموال العمومية‬
‫التابعة لمصالح الدولة والجماعات المحلية والمرافق العمومية باختالف أنواعها التي تسري‬
‫‪2‬‬
‫عليها قواعد المحاسبة العمومية وهذا وفقا للمادة ‪ 7‬والمادة ‪ 8‬من قانون مجلس المحاسبة‪.‬‬

‫وعليه فطبيعة مجلس المحاسبة هي إدارية قضائية شاملة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬صالحيات مجلس المحاسبة‬

‫تهدف الرقابة التي يمارسها المجلس إلى تشجيع االستعمال الفعال والصارم للموارد‬
‫والوسائل المادية واألموال العمومية‪ ،‬باإلضافة إلى الترقية اإلجبارية من خالل تقديم‬
‫الحسابات وتطوير شفافية تسيير المالية العمومية‪.‬‬

‫يتمتع مجلس المحاسبة باالستقاللية في التسيير‪ 3،‬ويديره الرئيس ويخضع لقواعد‬


‫المحاسبة العمومية ويساعده في ذلك نائب الرئيس الذي يتولى دور النيابة العامة لدى مجلس‬

‫األمر رقم ‪ ،02-10‬المؤرخ في ‪ 26‬أوت ‪ ،2010‬المعدل والمتمم لألمر رقم ‪ ،20-95‬المؤرخ في ‪ 17‬جويلية ‪1995‬‬ ‫‪1‬‬

‫والمتعلق بمجلس المحاسبة‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،50‬ص‪4.‬‬

‫المادة ‪ 7‬من األمر رقم ‪ 20-95‬المعدل والمتمم ‪":‬تخضع لرقابة مجلس المحاسبة ضمن الشروط المنصوص عليها في‬ ‫‪2‬‬

‫هذا األمر‪ ،‬مصالح الدولة والجماعات اإلقليمية‪ ،‬والمؤسسات والمرافق والهيئات العمومية باختالف أنواعها‪ ،‬التي تسري‬
‫عليها قواعد المحاسبة العمومية‪".‬‬

‫المادة ‪ 8‬من األمر رقم ‪ 20-95‬المعدل والمتمم على‪ ":‬تخضع أيضا لرقابة مجلس المحاسبة‪ ،‬وفق الشروط المنصوص‬
‫عليها في هذا األمر‪ ،‬المرافق العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري والمؤسسات والهيئات العمومية التي تمارس نشاطا‬
‫صناعيا أو تجاريا أو ماليا‪ ،‬والتي تكون أموالها أو مواردها أو رؤوس أموالها‪ ،‬كلها ذات طبيعة عمومية‪".‬‬

‫المادة ‪ 28‬من األمر رقم ‪ 20-95‬المعدل والمتمم‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪87‬‬
‫المحاسبة‪ 1.‬يتكون المجلس من ثماني غرف ذات اختصاص وطني وتسع غرف ذات‬
‫‪2‬‬
‫اختصاص إقليمي وغرفه االنضباط في مجال تسيير الميزانية والمالية‪.‬‬

‫تنقسم صالحيات المجلس إلى صالحيات إدارية وأخرى قضائية‬

‫أوال‪ :‬الصالحيات القضائية‬

‫يمكن مجلس المحاسبة أن يطلب من السلطات السلمية ألجهزة الرقابة الخارجية‬


‫المؤهلة لرقابة الهيئات الخاضعة لرقابته‪ ،‬مهما يكن وضعها القانوني‪ ،‬اإلطالع على كل‬
‫المعلومات أو الوثائق أو التقارير التي تمتلكها أو تعدها عن حسابات هذه الهيئات‬
‫وتسييرها"‪.‬‬

‫يكلف مجلس المحاسبة على المستوى القضائي بالتأكد من مدى احترام األحكام‬
‫التشريعية والتنظيمية السارية المفعول في ما يخص تقديم الحسابات وتصفية حسابات‬
‫المحاسبين العموميين ومراقبة االنضباط في مجال تسيير الميزانية والمالية‪ 3.‬وتترتب عن‬
‫معاينات المجلس الجزاءات القضائية في الحاالت المنصوص عليها في األمر ‪20-95‬‬
‫المعدل والمتمم‪ .‬حيث يختص المجلس برقابة التسيير المالي لمصالح الدولة والجماعات‬
‫اإلقليمية والمرافق العمومية وكذلك المرافق العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري التي‬
‫تكون أموالها أو مواردها بنسبة كلية ذات طبيعة عمومية وكذلك يختص بتسيير األسهم‬
‫العمومية في المؤسس ات والهيئات التي تملك فيها الدولة أو الجماعات المحلية جزءا من رأس‬

‫المادتين‪ 42-41‬من األمر رقم ‪ 20-95‬المعدل والمتمم‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫المواد ‪ 12 ،10،11‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،377-95‬المؤرخ في ‪ 20‬نوفمبر ‪ ،1995‬المحـدد للنظام الداخلي‬ ‫‪2‬‬

‫لمجلـس المحاسبـة‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،72‬ص‪5.‬‬

‫المادة‪ 57‬من األمر رقم ‪ 20-95‬المعدل والمتمم‪ ":‬ترسل إلى مجلس المحاسبة النصوص ذات الطابع التنظيمي الصادرة‬ ‫‪3‬‬

‫عن إدارات الدولة والمتعلقة بالتنظيم المالي والمحاسبي وباإلجراءات المطبقة على تسيير الوسائل واألموال العمومية‪.‬‬
‫أنظر أيضا المواد المادة ‪ 87‬و‪ 88‬من األمر ‪ 20-95‬المعدل والمتمم‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫مالها‪ 1،‬باإلضافة إلى األشخاص المعنويين سواء من القانون العام أو الخاص والذين‬
‫استفادوا من إعانات مالية أو مواد مجمعة من تبرعات والمخصصة لهدف خاص‪.‬‬

‫ويساهم المجلس في إطار اختصاصاته وصالحياته القضائية في تعزيز الوقاية من‬


‫مختلف أشكال الغش والممارسات غير القانونية أو غير الشرعية التي تشكل خرقا‬
‫لألخالقيات والنزاهة أو تلحق ضر ار باألمالك واألموال العمومية‪ ،‬السيما المرافق العمومية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الصالحيات اإلدارية‬

‫يكلف مجلس المحاسبة على المستوى اإلداري بمراقبة حسن استعمال الموارد واألموال‬
‫والقيم والوسائل المادية من قبل الهيئات التي تدخل ضمن اختصاصه السيما المرافق‬
‫العمومية‪،‬وكذا التأكد من مطابقة عملياتها المالية والمحاسبية للقوانين واألنظمة السارية‬
‫المفعول‪ ،‬كما يقوم بتقييم نوعية تسييرها من حيث الفعالية والكفاءة واالقتصاد‪.‬‬

‫يتأكد المجلس أثناء القيام بتحرياته من وجود ومالئمة وفعالية وفعلية آليات وإجراءات‬
‫الرقابة والتدقيق الداخليين‪ ،‬كما يوصي في نهاية تحرياته وتحقيقاته بكل اإلجراءات التي يراها‬
‫‪2‬‬
‫مالئمة لتدعيم آليات الوقاية والحماية والتسيير األمثل للمال العام والممتلكات العمومية‪.‬‬

‫كما يسعى المجلس إلى تعزيز الوقاية من مختلف أشكال الغش والممارسات غير‬
‫القانونية أوغير الشرعية التي تشكل خرقا لألخالقيات والنزاهة أو تلحق ضر ار باألمالك‬
‫واألموال العمومية‪.‬‬

‫تكون إجراءات رقابة مجلس المحاسبة كتابية وحضورية‪ ،‬كما تبلغ مالحظات المجلس‬
‫إلى السلطة السلمية للمرفق أو المؤسسة أو الهيئة الخاضعة للرقابة بواسطة طرق مختلفة‪،‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 56‬من األمر رقم ‪ 20-95‬المعدل والمتمم‪ ":‬لقضاة مجلس المحاسبة‪ ،‬في إطار المهمة المسندة إليهم‪ ،‬حق الدخول‬
‫إلى كل المحالت التي تشملها أمالك جماعة عمومية أو هيئة خاضعة لرقابة مجلس المحاسبة عندما تتطلب التحريات‬
‫ذلك"‪.‬‬

‫المادة ‪ 69‬من األمر ‪ 20-95‬المعدل والمتمم‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪89‬‬
‫إما عن طريق رسالة إلى مسؤول المصلحة أو عن طريق التقرير المفصل أو اإلجراء‬
‫المستعجل أو المذكرة المبدئية وغيرها‪.‬‬

‫ينظر مجلس المحاسبة بعديا في مدى صحة اإلرادات والنفقات وفي حسن تسيير‬
‫األموال العمومية‪ ،‬والتي تكون على الوثائق مع اتخاذ كل اإلجراءات الضرورية لضمان سرية‬
‫تحرياته وتحقيقاته سواء بصفة مباشرة أو بصفة فجائية‪ ،‬وتسلم له عند طلبه إجبا ار كل وثيقة‬
‫أو معلومة يراها ضرورية لرقابته على العمليات المالية أو لتقييم تسيير الوسائل واألموال‬
‫‪1‬‬
‫العمومية‪.‬‬

‫ترسل تقارير مجلس المحاسبة إلى رئيس الجمهورية في كل سنة كما ترسل منها‬
‫نسخة إلى الهيئة التشريعية‪ ،‬حيث يتضمن هذا التقرير السنوي كل المالحظات والتقييمات‬
‫‪2‬‬
‫الناجمة عن تحريات المجلس‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الهيئة الوطنية للوقاية من الفساد و مكافحته‬

‫نص عليه المرسوم ‪ 01-06‬المؤرخ في ‪ 20‬فيفري ‪ 2006‬المتعلق بالوقاية من‬


‫الفساد ومكافحته ليصدر المرسوم الرئاسي ‪ 413-06‬تطبيقا للمواد ‪ 18 ،17‬و‪ 19‬لقانون‬
‫مكافحة الفساد حيث يتضمن هذا المرسوم األخير تشكيلة الهيئة الوطنية للوقاية من الفساد‬
‫ومكافحته وتنظيمها وكيفيات تسييرها‪ ،‬بعد إنشاء الهيئة تم تعين الرئيس واألعضاء بموجب‬
‫مرسوم رئاسي مؤرخ في ‪ ،2010-06-07‬وتعتبر هذه الهيئة هيئة إدارية مستقلة بحيث تقدم‬
‫كل ما تراه مناسبا من توصيات وأراء وتقارير ودراسات بخصوص الوقاية من الفساد‬
‫ومكافحته السيما ما يتعلق بالمرافق العمومية‪ .‬ولقد حددت المادة ‪ 20‬من القانون ‪01- 06‬‬
‫مهام الهيئة المتمثلة في‪:‬‬

‫• اقتراح سياسة شاملة للوقاية من الفساد‪.‬‬


‫• تقديم توجيهات تخص الوقاية من الفساد‪.‬‬

‫المادة ‪ 14‬من األمر ‪ 20-95‬المعدل والمتمم‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫المادة ‪ 16‬من األمر ‪.20-95‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪90‬‬
‫• وضع برامج تسمح بالتوعية و تحسيس المواطنين‪.‬‬
‫• جمع واستغالل كل معلومة من شانها المساعدة على الكشف والوقاية من الفساد‪.‬‬
‫• التقييم الدوري لآلليات القانونية واإلجراءات اإلدارية‪.‬‬
‫• تلقي التصريحات بالممتلكات الخاصة بالمنتخبين المحلين وكذا األعوان العموميين الذين‬
‫يشغلون مناصب حساسة في الدولة‪.‬‬
‫• االستعانة بالنيابة العامة بهدف جمع األدلة ومباشرة التحريات حول الفساد‪.‬‬
‫• التنسيق ومتابعة النشاطات واألعمال الميدانية ‪.‬‬
‫• السهر على تعزيز التنسيق بين القطاعات‪.‬‬
‫• الحث على كل النشاطات الخاصة بالبحوث و تقسيم األعمال المنجزة‪.‬‬
‫• إعداد تقرير سنوي يرفع إلى رئيس الجمهورية ‪.‬‬
‫• تلقي التصريحات المتعلقة بالتوظيف بالتزامن مع المستخدمين السابقين طبقا للشروط‬
‫المحددة في أمر ‪.01-07‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬الرقابة القضائية‬

‫يقصد بها تلك الرقابة التي يمارسها القضاء على المرافق العمومية‪ ،‬بحيث تبدأ‬
‫بالدعوى اإلدارية من طرف صاحب المصلحة والتي تهدف إلى تقويم عمل المرافق العمومية‬
‫وإجبارها على احترام القانون‪ ،‬باإلضافة إلى حماية حقوق األفراد وحرياتهم‪.‬‬

‫تجدر اإلشارة أن الرقابة القضائية أكثر فعالية من الرقابة اإلدارية‪ ،‬ألن اإلدارة قد ال‬
‫تكون محايدة في الرقابة اإلدارية عكس الرقابة القضائية‪ ،‬إذ يمكن أن تنحاز اإلدارة في‬
‫الرقابة اإلدارية إلى ق ارراتها الضارة بالغير الصادرة عن مرفق عمومي‪ .‬كما قد تبقى اإلدارة‬
‫عامة متمسكة بق ارراتها وفي كل مرة تقدم حججا أكثر فعالية للتمسك بنفس القرار‪ ،‬وهذا ما‬
‫يؤدي إلى عزوف المواطنين عن تقديم تظلماتهم‪ .‬في حين أن الدعاوى التي يرفعها‬
‫المواطنين أما القضاء تعزز بشكل كبير الرقابة على المرافق العمومية‪.‬‬

‫بالرجوع إلى نص المادة ‪ 800‬التي تنص على‪" :‬المحاكم اإلدارية هي جهات الوالية‬
‫العامة في المنازعات اإلدارية‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫تختص بالفصل في أول درجة بحكم قابل لالستئناف في جميع القضايا التي تكون‬
‫الدولة أو الوالية أو البلدية أو إحدى المؤسسات العمومية ذات الصبغة اإلدارية طرفا فيها"‪.‬‬

‫استنادا لهذه المادة وبالنظر إلى أن المرافق العامة قد تسير باالستغالل المباشر‬
‫وبالتالي تستغل مباشرة من طرف الدولة‪ ،‬الوالية‪ ،‬البلدية وفي هذه الحالة تخضع للقانون‬
‫اإلداري‪ ،‬وعليه يرجع االختصاص فيها للقضاء اإلداري‪ .‬أما في حالة التسيير بأسلوب‬
‫المؤسسة فهنا يجب التمييز بين نوعين من المؤسسات ‪:‬‬

‫المؤسسات ذات الطابع اإلداري‪ :‬وهي الحالة المنصوص عليها في المادة ‪800‬‬
‫وبالتالي تخضع للقانون اإلداري ويختص بها القضاء اإلداري‪.‬‬

‫المؤسسات ذات الطابع الصناعي والتجاري‪ :‬بمفهوم المخالفة لنص المادة ‪ 800‬يفهم‬
‫أن غير المؤسسات العمومية اإلدارية ال يختص بها القضاء اإلداري أي أن المؤسسات‬
‫العمومية االقتصادية ال يختص بها القضاء اإلداري‪.‬‬

‫وعليه وبالرجوع إلى القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية االقتصادية رقم ‪01-88‬‬
‫توضح المواد اآلتي ذكرها الجهة القضائية المختصة‪.‬‬

‫المادة ‪ " :45‬تخضع الهيئة العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري للقواعد المطبقة‬
‫على اإلدارة في عالقتها مع الدولة وتعد تاجرة في عالقتها مع الغير وتخضع لقواعد القانون‬
‫التجاري‪ ،‬ويكون لها في حياتها ذمة متميزة وموازنة خاصة طبقا لألحكام القانونية والتنظيمية‬
‫المطبقة في هذا الشأن"‪.‬‬

‫وأضافت المادة ‪ ":55‬عندما تكون المؤسسة العمومية االقتصادية مؤهلة قانونا لتسيير‬
‫مباني عامة أو جزء من األمالك العامة االصطناعية وذلك في إطار المهمة المتوسطة بها‪،‬‬
‫يضمن تسيير األمالك العامة طبقا للتشريع الذي يحكم األمالك العامة‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬يتم التسيير طبقا لعقد إداري لالمتياز ودفتر الشروط العامة من‬
‫طبيعة إدارية"‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫وأكدت المادة ‪ 56‬من نفس القانون‪ ":‬عندما تكون المؤسسة العمومية االقتصادية‬
‫مؤهلة قانونا لممارسة صالحيات السلطة العامة وتسلم بموجب ذلك وباسم الدولة ولحسابها‬
‫ترخيصات وإجازات وعقود إدارية أخرى‪ ،‬فإن كيفيات وشروط ممارسة هذه الصالحيات وكذا‬
‫تلك المتعلقة بالمراقبة الخاصة بها تكون مسبقا موضوع نظام مصلحة يعد طبقا للتشريع‬
‫والتنظيم المعمول بهما‪.‬‬

‫تخضع المنازعة المتعلقة بهذا المجال للقواعد المطبقة على اإلدارة"‪.‬‬

‫ومما سبق يتضح أن المؤسسة العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري تخضع‬
‫لقواعد القانون التجاري وتعد تاجرة في عالقتها مع الغير وبالتالي فالقضاء المختص هو‬
‫القضاء العادي غير انه يستثني من هذه القاعدة عالقة المؤسسة العمومية االقتصادية مع‬
‫الدولة حيث تخضع في هذه الحالة إلى رقابة القضاء اإلداري خاصة إذا تعلق األمر بقواعد‬
‫حماية المال العام باعتباره ملك الدولة‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫الفصل السابع‪ :‬عصرنة المرفق العمومي‬

‫أدت التطورات العلمية والتكنولوجية وتطور وسائل االتصال واإلعالم إلى ازدياد‬
‫متطلبات األفراد في كم وتوعية الخدمات المقدمة مقارنة بالخدمات التقليدية‪ ،‬وهو ما دفع‬
‫مختلف اإلدارات إلى السعي نحو عصرنة المرافق العمومية من أجل مواكبة حاجيات‬
‫ومتطلبات األفراد‪ .‬وقد تم السعي لعصرنة المرافق العمومية من خالل استخدام العديد من‬
‫الوسائل واألساليب لذلك‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬عصرنة وسائل المرفق العمومي‬

‫يعانى المرفق العمومي التقليدي من التضخم واإلفالس وزيادة نفقاته ورداءة الخدمات‬
‫المقدمة‪ ،‬فقد أصبح من الصعب االستمرار بنفس وسائل اإلدارة القديمة‪ ،‬والبد من إتباع‬
‫وسائل حديثة من أجل عصرنة المرفق العمومي ويظهر ذلك من خالل استخدام التكنولوجيا‬
‫الحديثة‪ ،‬إدارة أداء الموظفين‪ ،‬بطاقة األداء التوازن وغيرها‪.‬‬

‫تعتبر وسيلة استخدام التكنولوجيا الحديثة كاإلدارة اإللكترونية األكثر تطيبقا من طرف‬
‫الدول المتقدمة والنامية لما تملكه من عناصر قوة تغيير‪ ،‬لرفع الكفاءات وتقديم أحسن خدمة‬
‫دون أخطاء في أقصر وقت وأقل تكلفة‪ ،‬جهد ومال‪.‬‬

‫اختارت الدولة الجزائرية الولوج إلى عصرنة الوسائل من خالل مشروع الجزائر‬
‫االلكترونية ‪ 2013-2008‬ثم من ‪ 2013‬إلى ‪ .2020‬ولمعرفة مدى عصرنة المرفق‬
‫العمومي الجزائري وفق المرفق العام االلكتروني سيتم عرض مفهوم المرفق العام االلكتروني‪،‬‬
‫ثم عرض واقع عصرنة المرفق العام االلكتروني في الجزائر‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم المرفق العام االلكتروني‬

‫يقصد بالمرفق العمومي االلكتروني كل مشروع تديره الدولة بنفسها أو تحت إشرافها‬
‫مستخدمة وسائل تكنولوجيا اإلعالم واالتصال من أجل تقريب اإلدارة من المواطن ومن أجل‬
‫تعزيز مبادئ المساواة‪ ،‬الشفافية والتكيف بهدف تحقيق حاجيات المواطنين‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫وعليه سيتم عرض مبادئ المرفق العام االلكتروني ثم متطلبات المرفق العام‬
‫االلكتروني‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مبادئ المرفق العام اإللكتروني‬

‫يعزز المرفق العام االلكتروني مبادئ المرفق التقليدي السيما مبدأ المساواة‪ ،‬الشفافية‪،‬‬
‫التكيف واالستم اررية‪ ،‬التشاركية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مبدأ المساواة‬

‫يظهر مبدأ المساواة بين المواطنين في انتفاعهم بالخدمة وفي اتصالهم بالمرفق الذي‬
‫يستخدم وسائل تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‪ ،‬حيث ال يكون فيها تفضيل مواطن على آخر‬
‫وال محسوبية فالكل متساوي في حصوله على الخدمة التي يقدم طلبه فيها عادة إلكترونيا‬
‫ويحصل عليها آنيا أو بعديا وفق مدة محددة قانونا ومبرمجة تكنولوجيا‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مبدأ الشفافية‬

‫يظهر مبدأ الشفافية خاصة من خالل اإلعالنات االلكترونية باالنتفاع بالخدمات‬


‫كالصفقات العمومية‪ ،‬طلبات العروض في المرافق العمومية‪ ،‬التوظيف الذي أصبح إلكترونيا‬
‫في العديد من الدول‪ ،‬كما يظهر من خالل التدريبات االلكترونية وفرص تحسين المستوى‬
‫التي يعلن عنها إلكترونيا‪.‬‬

‫كما يظهر في المسابقات وفي التسجيالت كتسجيالت حاملي شهادة البكالوريا‬


‫المستجدين وتسجيالت الحج وغيرها‬

‫ثالثا‪ :‬مبدأ التكيف‬

‫يتحقق مبدأ التكيف من خالل تكيف المرفق العمومي بالظروف المستجدة‪ ،‬ويعتبر‬
‫ظرف جائحة كورونا مثال جيد إذ تأقلمت جل المرافق االلكترونية في الدول المتطورة خاصة‬
‫ولم توقف نشاطها السيما اليابان والصين‪ .‬حيت استمر نشاط المرافق العمومية للموظفين في‬

‫‪95‬‬
‫منازلهم من خالل تقديمهم لخدمات للمواطنين واالستجابة لمتطلباتهم والرد على استفساراتهم‪.‬‬
‫السيما مرفق القضاء في الجزائر الذي استجاب في األخير بعد العديد من التأجيالت إلى‬
‫تطبيق المرافعات عن بعد باستخدام التكنولوجيا الحديثة من انترنت وبرمجيات ومختلف‬
‫الوسائل‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬مبدأ االستمرارية‬

‫يحقق المرفق العام االلكتروني مبدأ االستم اررية ألنه ال يشترط ال الزمان وال المكان‪،‬‬
‫بل يستلزم وسائل تكنولوجية تتمثل في جهاز مربوط باالنترنت كالحاسوب أو حتى الهاتف‬
‫المحمول أو أي جهاز المتصل باالنترنت من أجل االنتفاع بالخدمة ومن أجل تقديم الخدمة‬
‫كذلك‪ ،‬إذا ال يشترط المرفق العام االلكتروني وجود الموظف و ارء المكتب فيمكن أن يكون‬
‫الموظف في منزله‪ ،‬ويزاول نشاطه المبني على قاعدة بيانات مخزنة ومتصلة إما باالنترنت‬
‫أو االنترانت‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬مبدأ التشاركية‬

‫يعتبر من أهم المبادئ التي يقوم عليها المرفق العام االلكتروني وذلك ألن المواطن‬
‫يشارك بآرائه وشكاواه التي يسجلها إلكترونيا في كل زمان وأي مكان‪ .‬إذ يهدف المرفق‬
‫العمومي االلكتروني إلى تقديم الخدمات للمواطن الزبون ‪ 24/24‬ساعة في اليوم وطيلة أيام‬
‫األسبوع‪ ،‬مع تطبيق التغذية الراجعة السليمة التي يتحصل عليها مباشرة من خالل تطبيقه‬
‫للرقابة اآلنية ومن خالل تحصله على آراء وشكاوى المستفيدين من الخدمة آنيا وباستمرار‪،‬‬
‫كما يظهر هذا المبدأ أيضا من خالل إلغاء عامل العالقة الجسدية بين المواطن والمرفق‬
‫العمومي‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬متطلبات المرفق العام االلكتروني‬

‫يتطلب وجود مرفق عام إلكتروني مجموعة من العناصر والشروط تم إيجازها فيما‬
‫يلي‪:‬‬

‫‪96‬‬
‫أوال‪ :‬بنية تحتية إلكترونية‬

‫يتطلب المرفق العام االلكتروني شبكة حديثة لالتصاالت وقاعدة بيانات رقمية‪ ،‬وبنية‬
‫تحتية لالتصاالت السلكية والالسلكية من انترنت وانترانت واكسترانت عالية التدفق ومتاحة‬
‫‪24‬سا‪ 24/‬ساعة من جهة‪ ،‬وتوفير أجهزة كمبيوتر والبرمجيات الحديثة وربطها بالشبكات‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬إرادة سياسية‬

‫تظهر من خالل إصدار تشريعات وقوانين متعلقة بالمرفق االلكتروني‪ ،‬لضمان‬


‫األمن االلكتروني وسرية المعلومات الشخصية‪ ،‬وحماية األرشيف االلكتروني ومن خالل‬
‫التمويل بالمعدات واألجهزة والصيانة الدورية وغيرها‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬تدريب الموظفين وتأهيلهم باإلضافة إلى استقطاب الكفاءات التكنولوجية‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬زرع ثقافة المرفق االلكتروني من خالل التعاون مع المجتمع المدني خاصة‬
‫من أجل توعية المواطنين بأهمية وكيفية استخدامه وتسهيل تطبيقه‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬عصرنة المرفق العام االلكتروني في الجزائر‬

‫سعت الدولة الجزائرية لتطبيق المرفق العام االلكتروني بدءا بوضع استغالل خدمة‬
‫االنترنت من خالل المرسوم التنفيذي ‪ ،1257-98‬ورغم إدخال االنترنت في المرافق‬
‫العمومية إال أنها بقت محصورة في بعض المرافق العمومية كمراكز البحث والمؤسسات‬
‫الجامعية خاصة‪ ،‬ولم يتم وضع مخطط وإستراتيجية لتطبيق المرفق العام االلكتروني إال سنة‬
‫‪ 2008‬بموجب مشروع الجزائر االلكترونية مما يعني أنها تأخرت لمدة ‪ 10‬سنوات من أجل‬
‫التفكير في المشروع ‪ ،‬إال أن العديد من الو ازرات سعت لتطبيق العصرنة في مرافقها السيما‬
‫و ازرة العدل وو ازرة الداخلية‪.‬‬

‫‪ 1‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،257-98‬المؤرخ في ‪ 25‬أوت ‪ ،1998‬المتعلق بضبط شروط وكيفيات إقامة خدمات االنترنت‬
‫واستغاللها‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ‪ ،‬العدد ‪ ،63‬الصادر في ‪ 26‬أوت ‪ ،1998‬ص ‪ 5.‬المعدل والمتمم‬
‫بالمرسوم التنفيذي رقم ‪ ،306/2000‬المؤرخ في ‪ 12‬أكتوبر ‪ ،2000‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ‪،‬العدد ‪60‬‬
‫الصادر في ‪ 15‬أكتوبر‪ ،2000‬ص‪15.‬‬

‫‪97‬‬
‫أوال‪ :‬وزارة الداخلية‬

‫تنفيذا لمخطط عمل الحكومة الهادف إلى تجسيد المرافق العمومية االلكترونية‪ ،‬قامت‬
‫و ازرة الداخلية والجماعات المحلية بتجسيد عدة مشاريع هامة في مجال عصرنة المرفق العام‬
‫باستعمال الوسائل التكنولوجية الحديثة‪ .‬ومن بين أهم اإلنجازات في هذا المجال‪:1‬‬

‫• رقمنة جميع سجالت الحالة المدنية على مستوى الوطني وإحداث السجل الوطني‬
‫اآللي للحالة المدنية وربط كل البلديات وملحقاتها اإلدارية وكذا البعثات الديبلوماسية‬
‫والدوائر القنصلية به‪ .‬و لقد مكن هذا اإلنجاز من‪:‬‬
‫• تمكين المواطن من استخراج كل وثائق الحالة المدنية بصفة آنية من أي بلدية أو‬
‫ملحقة إدارية عبر الوطن‪.‬‬
‫• تمكين الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج بتقديم طلب الحصول على عقد الميالد‬
‫الخاص ‪12‬خ مباشرة عبر خدمة األنترنيت والحصول عليه من الممثلية الديبلوماسية‬
‫أو القنصلية المسجل فيها‪.‬‬
‫• كما تم إنشاء السجل الوطني اآللي لترقيم المركبات الذي مكن المواطنين من‬
‫الحصول على بطاقات الترقيم لمركباتهم بصفة آنية ودون التنقل إلى والية التسجيل‪.‬‬
‫• باإلضافة إلى خدمة جديدة عبر اإلنترنت تمكن طالبي جواز السفر البيومتري من‬
‫متابعة مراحل معالجة ملفاتهم‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ثانيا‪ :‬وزارة العدل‬

‫قطع مرفق العدالة أشواط معتبرة‪ ،‬في مجال استخدام تكنولوجيات اإلعالم واالتصال‪،‬‬
‫إذ تم تجسيد العديد من المشاريع أهمها‪:‬‬

‫*وضع بنية تحتية وقاعدة مادية‪ :‬من أجل استغالل مختلف األنظمة المعلوماتية المطورة‬
‫من طرف كفاءات القطاع والذي تجسد بإنجاز وتطوير شبكة اتصال داخلي خاصة بقطاع‬

‫‪ 1‬موقع وزارة الداخلية ‪https://www.interieur.gov.dz/index.php/ar :‬‬


‫‪ 2‬أنظر الموقع‪https://www.mjustice.dz/ar/modernisation-2-2-2/ :‬‬

‫‪98‬‬
‫العدالة‪ ،‬يربط اإلدارة المركزية بكافة المرافق القضائية والمؤسسات العقابية وكذا الهيئات تحت‬
‫الوصاية بواسطة األلياف البصـرية‪.‬‬

‫* استحداث مركز شـخصنة الشـريحة لإلمضاء اإللكتروني وإنشاء سلطة التصديق‬


‫اإللكتروني‪ ،‬والذي كان تجسيدا العتـمـاد التصديق والتوقيع اإللكترونيين في المجال القضائي‬
‫وهو ما مكن كل وظائف ومهن المرفق من اعتماد التقنية في نشاط القطاع‪ ،‬من إمهار‬
‫الوثائق اإلدارية والمحررات القضائية بتوقيع إلكتروني موثوق‪ ،‬بهدف إتـاحة الخدمات‬
‫القضائية عن بعد السيما‪:‬‬

‫• تمكين المواطن من استخراج القسيـمة رقم ‪ 03‬لصـحيفة السوابق القضائية وشهادة‬


‫الجنسية ممضاتين إلكترونيـا ‪ ،‬عبر اإلنترنت‪ ،‬وعبر الممثليات الدبلوماسية والقنصلية‬
‫بالخارج‪.‬‬
‫• رقمنة الملف القضائي في جميع مراحله‪ ،‬بما في ذلك التبادل االلكتروني للعرائض خارج‬
‫الجلسات‪ ،‬وإمكانية تتبع مآل القضايا‪ ،‬واالطالع على منطوق الحكم عبر البوابة‬
‫اإللكترونية لو ازرة العدل‪.‬‬
‫• سحب النسخة العادية من األحكام والق اررات القضائية الموقعة إلكترونيا‪ ،‬عبر اإلنترنت‬
‫من طرف المحامين سـحب النسخة العادية للق اررات الصادرة عن المحكمة العليا ومجلس‬
‫الدولة موقعة إلكترونيا انطالقا من المجالس القضائية‪ ،‬دون الحاجة إلى التنقل إلى مقر‬
‫الجهة القضائية المصدرة لها‪.‬‬
‫• توفير خدمة التصحيح اإللكتروني لألخطاء الواردة بسجالت الحالـة المدنية‪.‬‬

‫إنشاء مركز للنداء بعنوان قطاع العدالة‪ ،‬قصد التكفل بانشغاالت المواطنين والمتقاضين‬
‫والرد عن استفساراتهم ذات الصلة بالمجالين القضائي والقانوني‪ ،‬من خالل الرقم‬
‫األخضـر‪.‬‬

‫اعتـمـاد تقنية المحادثة المرئية في تنظيم المحاكمـات عن بعد‪ ،‬على الصعيدين الوطني‬
‫والدولي‪ ،‬ساهمت بشكل كبير في تسهيل اإلجراءات القضائية والتسـريع من وتيرة الفصل‬

‫‪99‬‬
‫في القضايا‪ ،‬من خالل سـمـاع الشهود واألطراف والخبراء عن بعد واجتناب تحويل‬
‫المحبوسين‪.‬‬

‫اعتماد نظام التسيير اإللكتروني للوثائق اإلدارية والقضائية وكذا سجالت الحالة المدنية‬
‫الممسوكة على مستوى المجالس القضائية‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬عصرنة أساليب الم ارفق العمومية‬

‫تعاني المرافق العمومية من سوء التسيير وزيادة اإلنفاق‪ ،‬وطول مدة تقديم الخدمة‬
‫باإلضافة إلى نقص في نوعية وكم الخدمة المقدمة‪ ،‬لذا ظهرت عدة أساليب من أجل‬
‫عصرنة اإلدارات والمرافق العمومية منها أسلوب الجودة‪ ،‬أسلوب التكامل‪ ،‬أسلوب‬
‫الخصخصة وأسلوب إدارة المعرفة وغيرها‪.‬‬

‫سيتم عرض الجودة كمثال عن عصرنة أسايب المرافق العمومية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم جودة المرافق العمومية كأسلوب للعصرنة‬

‫توجد عدة تعاريف لمصطلح الجودة فالكثير يعتقد أن مصطلح الجودة متعلق بالكيف‬
‫أي عكس الكم وهو النوعية الجيدة‪ ،‬لكن المفهوم السليم للجودة يقصد به رضى الزبون أي‬
‫المواطن ويقصد به أيضا تلبية حاجات وتوقعات المستفيد من خدمة المرفق العمومي‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف إدارة جودة المرفق العمومي‬

‫تعتبر مصطلحات الجودة‪ ،‬إدارة الجودة وإدارة الجودة الشاملة مصطلحات ذات أصل‬
‫اقتصادي‪ ،‬الرتباط نشأتها بالمؤسسات والشركات االقتصادية‪ .‬ومن أجل معرفة مساهمة‬
‫الجودة في عصرنة المرفق العمومي يجب عرض تعريف الجودة وإدارتها ثم خصائصها‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف إدارة الجودة الشاملة في المرافق العمومية‬

‫تعرف الجودة اصطالحا أنها االلتزام بمتطلبات وتوقعات المستفيد من الخدمة بصفة‬
‫دائمة ومستمرة حيث تقاس الجودة بمدى رضا المستفيدين من الخدمة من المواطنين كما‬
‫‪100‬‬
‫تعرف الجودة أيضا حسب معيار األيزو ‪ )1986-8402( ISO‬بأنها مجموع الصفات‬
‫والخصائص لسلعة او الخدمة التي تؤدي إلى قدرتها على تحقيق رغبات معلنة أو مفترضة‪،‬‬
‫ويقصد بها أيضا القيام باألمور الصحيحة من خالل األسلوب الصحيح من أول مرة‬
‫للوصول إلى رضى المستفيد من الخدمة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تعريف إدارة الجودة الشاملة‬

‫شاع استخدام هذا المصطلح كبديل لمصطلح الجودة والذي يوحي بزيادة نشاط‬
‫الجودة في الربح وزيادة رضى المستفيد والذي ال يتحقق إال باإلدارة الجيدة لهذا النشاط‬
‫وكذلك يفهم من كلمة شاملة أن المسؤولية هي مسؤولية الجميع‪.‬‬

‫وقد عرفت إدارة الجودة الشاملة أيضا أنها شكل تعاوني إلدارة األعمال يعتمد على‬
‫القدرات المشتركة لكل من اإلدارة والعمال والموظفين وأيضا المستفيدين من الخدمة‪ ،‬بهدف‬
‫تحسين الجودة وزيادة اإلنتاجية بصفة مستمرة ويمكن تعريفها أيضا بأنها تلك اإلستراتيجية‬
‫التنظيمية التي يتم تطبيقها على جميع المستويات بشكل مستمر‪.‬‬

‫و في األخير نصل إلى تعريف إدارة الجودة الشاملة للمرفق العمومي بأنها " أسلوب‬
‫حديث إلدارة المرفق يلتزم بتقديم خدمة لكل المنتفعين من أجل إيجاد بيئة يتم فيها‬
‫التحسين والتطوير المستمر لمهارات األفراد ولنظم العمل ولكل جانب من جوانب المرفق‬
‫من أجل السعي إلى إرضاء المواطن ودعم العمل الجماعي واستخدام الوسائل اإلحصائية‬
‫لتقييم تسيير العمل وضبط الفرص والتهديدات من أجل وضع التخطيط على المستوى‬
‫القريب المتوسط والبعيد المدى‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬عناصر إدارة الجودة الشاملة في المرافق العمومية‬

‫تقوم عليها إدارة الجودة الشاملة للمرفق العمومي على العناصر التالية‪:‬‬

‫• تحسين المستمر للعمليات التي يقوم بها المرفق العمومي‬

‫‪101‬‬
‫• الشمولية أي إشراك جميع األفراد من مسيرين‪ ،‬عمال وموظفين‪ ،‬مستفيدين من‬
‫الخدمة في إدارة الجودة الشاملة‪.‬‬
‫• استخدام اإلحصائيات والبيانات والحقائق لقياس الجودة أوال ثم باتخاذ الق اررات ثانيا‪.‬‬
‫• تلبية حاجات المستفيدين من الخدمة‪.‬‬
‫• التغذية الراجعة‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مزايا إدارة الجودة في المرافق العمومية‬

‫سيتم عرض اإليجابيات ثم السلبيات‬

‫الفرع األول‪ :‬إيجابيات تطبيق إدارة الجودة الشاملة في المرافق العمومية‬

‫تتمثل مزايا الجودة في‪:‬‬

‫رفع مستوى الموظفين وزيادة صلتهم وانتمائهم بالمرافق‪.‬‬ ‫•‬


‫تنمية مهارات العمال والموظفين من خالل إشراكهم في تطوير أساليب العمل‬ ‫•‬
‫في المرفق‪.‬‬
‫التركيز على احتياجات المواطنين وتلبيتها بالتقليل من الشكاوى المقدمة من‬ ‫•‬
‫طرف المواطنين‪.‬‬
‫تقليل التكاليف‪.‬‬ ‫•‬
‫التركيز على زيادة الكفاءة وتقليل األخطاء‪.‬‬ ‫•‬
‫الخدمات المقدمة للموطنين باستمرار‪.‬‬ ‫•‬

‫الفرع الثاني‪ :‬صعوبات تطبيق إدارة الجودة الشاملة في المرافق العمومية‬

‫رغم أهمية إدارة الجودة في المرفق العمومي إال أنها تواجه العديد من المعيقات تتمثل‬
‫في‪:‬‬

‫• غياب معايير قياس الجودة المبنية على الرؤية والرسالة واألهداف‪.‬‬


‫• حداثة موضوع الجودة في الدول النامية خاصة‪.‬‬
‫‪102‬‬
‫• عدم وجود منافسة حقيقية بين المرافق العمومية السيما اإلدارية منها‪.‬‬
‫• مقاومة بعض الموظفين في القطاع العام للتغيير‪.‬‬
‫• عدم توفر اإلمكانيات المادية لتطبيق إدارة الجودة الشاملة على المرافق العمومية‬
‫• التخطيط الخاطئ‪ ،‬وأحيانا عدم القيام بالتخطيط واالعتماد على استيراد نموذج‬
‫مرافق وإدارات دول أخرى‪ .‬بدل وضع استراتيجيات مبنية على الفرص والتهديدات‬
‫و نقاط القوة ونقاط الضعف لكل مرفق على حدا من أجل وضع إستراتيجية تتالءم‬
‫مع متطلبات المواطن الزبون‪.‬‬
‫• تأثير العوامل السياسية على اتخاذ الق اررات‪ ،‬خاصة إذا لم توجد إرادة سياسية عليا‬
‫من أجل تجسيد إدارة الجودة الشاملة‪.‬‬
‫• نظام الترقية يقوم على األقدمية وليس األداء‪.‬‬

‫اعتمدت الدولة الجزائرية نظام الجودة في العديد من المرافق االقتصادية منها واإلدارية‬
‫بهدف تحسين الخدمة للمواطن ومن بين المرافق التي طبقت عليها إدارة الجودة‪ :‬المؤسسات‬
‫الجامعية‪ ،‬مرافق القطاع الصحي وغيرها‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫أوال‪ :‬المصادر‬

‫‪ -1‬التشريع األساسي‬

‫‪ −‬دستور الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية لسنة ‪.1963‬‬


‫‪ −‬دستور الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية لسنة ‪.1976‬‬
‫‪ −‬دستور الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية لسنة ‪.1988‬‬
‫‪ −‬التعديل الدستوري للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية لسنة ‪.1996‬‬

‫‪-2‬التشريع العادي‬

‫‪ −‬القانون العضوي رقم ‪ ،01-98‬المؤرخ في ‪ 30‬ماي ‪ ،1998‬المتعلق باختصاصات‬


‫مجلس الدولة وتنظيمه وعمله‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،37‬ص‬
‫‪03‬‬
‫‪ −‬القانون رقم ‪ ،218-63‬المؤرخ في ‪ 18‬جوان ‪ ،1963‬المتضمن إحداث المجلس‬
‫األعلى والذي حدد صالحياته وتنظيمه وسيره‪.‬‬
‫‪ −‬القانون رقم ‪ ،12-78‬المؤرخ في ‪ 5‬أوت ‪ ،1978‬المتضمن القانون األساسي العام‬
‫للعامل‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد‪ ،32‬ص ‪.724‬‬
‫‪ −‬القانون رقم ‪ ،05-80‬المؤرخ في ‪ 1‬مارس ‪ ،1980‬المتعلق بممارسة وظيفة المراقبة‬
‫من طرف مجلس المحاسبة‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬عدد ‪ ،10‬ص‬
‫‪.338‬‬
‫‪ −‬القانون رقم ‪ ،01-88‬المؤرخ في ‪ 12‬جانفي ‪ ،1988‬المتضمن القانون التوجيهي‬
‫للمؤسسات العمومية االقتصادية‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬عدد ‪ ،2‬ص‬
‫‪.30‬‬

‫‪104‬‬
‫‪ −‬القانون رقم ‪ ،02-90‬المؤرخ في ‪ 06‬فبراير ‪ ،1990‬المتعلق بالوقاية من النزاعات‬
‫الجماعية في العمل وتسويتها وممارسة حق اإلضراب‪ ،‬المعدل والمتمم بالقانون رقم‬
‫‪ 27-91‬مؤرخ في ‪ 21‬ديسمبر ‪.1991‬‬
‫‪ −‬القانون رقم ‪ ،30-90‬المؤرخ في ‪ 1‬ديسمبر ‪ ،1990‬المتضمن قانون األمالك‬
‫الوطنية‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،52‬ص ‪.1661‬‬
‫‪ −‬القانون رقم ‪ ،32-90‬المؤرخ في ‪ 4‬ديسمبر ‪ ،1990‬المتضمن بمجلس المحاسبة‬
‫وسيره‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد‪ ،53‬ص ‪.1690‬‬
‫‪ −‬القانون رقم ‪ ،01-06‬المؤرخ في ‪ 20‬فيفري ‪ ،2006‬المتعلق بالوقاية من الفساد‬
‫ومكافحته‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬عدد ‪ ،14‬ص ‪.4‬‬
‫‪ −‬قانون رقم ‪ ،09-08‬المؤرخ في ‪ 25‬فيفري ‪ ،2008‬المتضمن قانون اإلجراءات‬
‫المدنية واإلدارية‪.‬‬
‫‪ −‬القانون رقم ‪ ،14-08‬المؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪ ،2008‬المعدل والمتمم بالقانون رقم‬
‫‪ ،30-90‬المؤرخ في ‪ 1‬ديسمبر ‪ ،1990‬المتضمن قانون األمالك الوطنية‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،44‬ص ‪.10‬‬
‫‪ −‬القانون رقم ‪ ،10-11‬المؤرخ في ‪ 22‬يونيو ‪ ،2011‬المتضمن قانون البلدية‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،37‬ص ‪.04‬‬
‫‪ −‬القانون رقم ‪ ،07-12‬المؤرخ فـي ‪ 21‬فبراير ‪ ،2012‬المتضمن قانون الوالية‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،12‬ص ‪.05‬‬
‫‪ −‬القانون رقم ‪ ،01-16‬المؤرخ في ‪ 06‬مارس ‪ ،2016‬المتعلق بالوقاية من الفساد‬
‫ومكافحته ‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،14‬ص ‪. 4‬‬
‫‪ −‬القانون رقم ‪ ،04-18‬المؤرخ في ‪ 10‬ماي ‪ ،2018‬المتضمن القواعد العامة المتعلقة‬
‫بالبريد واالتصاالت االلكترونية‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد‪،27‬‬
‫ص‪.3‬‬
‫‪ −‬األمر رقم ‪ ،320-65‬المؤرخ في ‪ 31‬ديسمبر ‪ ،1965‬المتعلق بقانون المالية لسنة‬
‫‪ ،1966‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،108‬ص ‪.1521‬‬

‫‪105‬‬
‫‪ −‬األمر رقم ‪ ،156-66‬المؤرخ في ‪ 8‬جوان ‪ ،1966‬المتضمن قانون العقوبات‪،‬‬
‫المعدل والمتمم بالقانون رقم ‪ ،09-01‬المؤرخ في ‪ 26‬جوان ‪ ،2001‬الجريدة الرسمية‬
‫للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،34‬ص ‪.18‬‬
‫‪ −‬األمر رقم ‪ ،86-70‬المؤرخ في ‪ 15‬ديسمبر ‪ ،1970‬المتضمن قانون الجنسية‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد‪ ،105‬ص ‪.1570‬‬
‫‪ −‬األمر رقم ‪ ،74-71‬المؤرخ في ‪ 16‬نوفمبر ‪ ،1971‬يتعلق بالتسيير االشتراكي‬
‫للمؤسسات‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،101‬ص ‪.1736‬‬
‫‪ −‬األمر رقم ‪ ،58-75‬المؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر‪ ،1975‬المتضمن القانون المدني‪،‬‬
‫المعدل والمتمم‪.‬‬
‫‪ −‬األمر رقم ‪ ،04-01‬المؤرخ في ‪ 20‬أوت ‪ ،2001‬المتعلق بتنظيم المؤسسات‬
‫العمومية االقتصادية وتسييرها وخوصصتها‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪،‬‬
‫العدد ‪ ،47‬ص ‪.9‬‬
‫‪ −‬األمر رقم ‪ ،01-05‬المؤرخ في ‪ 27‬فيفري ‪ ،2005‬المتعلق بتعديل قانون الجنسية ‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد‪ ،15‬ص ‪.15‬‬
‫‪ −‬األمر رقم ‪ ،03-06‬المؤرخ في ‪ 1‬جويلية ‪ ،2006‬المتضمن القانون األساسي‬
‫للوظيفة العمومية‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ‪ ،‬العدد ‪ ،46‬ص ‪.3‬‬
‫‪ −‬األمر رقم ‪ ،02-10‬المؤرخ في ‪ 26‬أوت ‪ ،2010‬المعدل والمتمم لألمر رقم ‪-95‬‬
‫‪ ،20‬المؤرخ في ‪ 17‬جويلية ‪ ،1995‬المتعلق بمجلس المحاسبة‪ ،‬الجريدة الرسمية‬
‫للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،50‬ص ‪.4‬‬
‫‪ −‬مرسوم رقم ‪ ،350-64‬المؤرخ في ‪ 10‬ديسمبر ‪ ،1964‬المتضمن إحداث لجنة‬
‫وطنية تتكفل بإعداد المهرجان العالمي التاسع للشبيبة‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية‬
‫الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،60‬ص ‪.862‬‬
‫‪ −‬المرسوم رقم ‪ ،59-85‬المؤرخ في ‪ 23‬مارس ‪ ،1985‬المتضمن القانون األساسي‬
‫النموذجي للعمال والمؤسسات واإلدارات العمومية‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية‬
‫الجزائرية‪ ،‬العدد‪ ،13‬ص ‪.333‬‬

‫‪106‬‬
‫‪ −‬المرسوم رقم ‪ ،131-88‬المؤرخ في ‪ 4‬جويلية ‪ ،1988‬المتعلق بتنظيم العالقات بين‬
‫اإلدارة والمواطن‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،27‬ص ‪.1013‬‬
‫‪ −‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،19-89‬المؤرخ في ‪ 28‬فيفري ‪ ،1989‬المتعلق بنص تعديل‬
‫الدستور الموافق عليه في استفتاء ‪ 23‬فيفري ‪ ،1989‬الجريدة الرسمية للجمهورية‬
‫الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،9‬ص ‪.234‬‬
‫‪ −‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،377-95‬المؤرخ في ‪ 20‬نوفمبر ‪ ،1995‬المحـدد للنظام‬
‫الداخلي لمجلـس المحاسبـة‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،72‬ص‬
‫‪.5‬‬
‫‪ −‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،247-15‬المؤرخ في ‪ 16‬سبتمبر ‪ ،2015‬المتضمن الصفقات‬
‫العمومية وتفويضات المرفق العام‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد‪،50‬‬
‫ص ‪.2‬‬
‫‪ −‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،455-91‬المؤرخ في ‪ 23‬نوفمبر ‪ ، 1991‬المتعلق بجرد‬
‫األمالك الوطنية‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،60‬ص ‪.2343‬‬
‫‪ −‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،257-98‬المؤرخ في ‪ 25‬أوت ‪ ،1998‬المتعلق بضبط‬
‫شروط وكيفيات إقامة خدمات االنترنت واستغاللها‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية‬
‫الجزائرية ‪ ،‬العدد ‪ ،63‬ص ‪ ،5‬المعدل والمتمم بالمرسوم التنفيذي رقم ‪،306/2000‬‬
‫المؤرخ في ‪ 12‬أكتوبر ‪ ،2000‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،60‬ص‬
‫‪.15‬‬
‫‪ −‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،43-02‬المؤرخ في ‪ 14‬جانفي ‪ ،2002‬المتضمن إنشاء بريد‬
‫الجزائر‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد‪ ،4‬ص ‪.18‬‬
‫‪ −‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،190-16‬المؤرخ في ‪ 30‬جويلية ‪ ،2016‬المحدد لكيفيات‬
‫اإلطالع على مستخرجات مداوالت المجلس الشعبي البلدي والق اررات البلدية‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد‪ ،41‬ص ‪.8‬‬
‫‪ −‬القرار المؤرخ في ‪ 17‬ماي ‪ ،1965‬المتعلق بإنشاء مدرسة شبه طبية بالبليدة‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،47‬المؤرخة في ‪ 4‬جوان ‪ ،1965‬ص‬
‫‪.623‬‬

‫‪107‬‬
‫ثانيا‪ :‬المراجع باللغة العربية‬

‫‪ -1‬بعلي محمد الصغير‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬عنابة‪،‬‬
‫الجزائر‪.2002 ،‬‬
‫‪ -2‬بن اعراب محمد‪ ،‬محاضرات في مقياس األمالك الوطنية‪ ،‬ملقاة على طلبة السنة‬
‫الثالثة ‪ ،‬قسم القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة محمد لمين‬
‫دباغين‪ ،‬سطيف‪ ،2‬الجزائرـ العام الجامعي (‪ ،)2015-2014‬ص ص(‪)12 -2‬‬
‫‪ -3‬بن منصور عبد الكريم‪" ،‬نظرة مفاهيمية للمرفق العام في الجزائر"‪ ،‬المجلة الجزائرية‬
‫للدراسات التاريخية والقانونية‪ ،‬العدد‪ ،12‬جوان ‪ ،2016‬ص‪.‬ص(‪.)203-169‬‬
‫‪ -4‬بوكثير عبد الرحمان‪ ،‬محاضرات في نظرية المرفق العام‪ ،‬جامعة محمد بوضياف‬
‫المسيلة‪ ،‬ألقيت على طلبة الماستر‪ ،‬السنة األولى‪ ،‬تخصص قانون إداري‪-2015 ،‬‬
‫‪.2016‬‬
‫‪ -5‬بوضياف عمار‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬جسور للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫الجزائر‪.2013 ،‬‬
‫‪ -6‬ثروت بدوي‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.2006 ،‬‬
‫‪ -7‬حسن محمد البنان‪ ،‬قواعد المرافق العامة للتغيير والتطوير‪ ،‬المركز القومي‬
‫لإلصدارات القانونية‪.2014 ،‬‬
‫‪ -8‬عبد العزيز بن علي السديس‪" ،‬تطور النظم االقتصادية‪ :‬تحول أوروبا من نظام‬
‫باستخدام "نظرية" كوفالييف"‪ ،‬مقال منشور على‬ ‫اإلقطاع إلى النظام الرأسمالي‬
‫تاريخ‬ ‫الموقع‪https://fac.ksu.edu.sa/aasudais/publication/33087:‬‬
‫اإلطالع ‪.2018/12/18‬‬
‫‪ -9‬محمد الشافعي أبو راس‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬القاهرة‪.1990 ،‬‬
‫محمد عبد المومن‪ ،‬المفهوم التطوري للدولة بين المضامين االقتصادية‬ ‫‪-10‬‬
‫والمضا مين االجتماعية‪ ،‬مجلة االقتصاد والتنمية والتنمية البشرية‪ ،‬مجلد ‪ ،08‬العدد‬
‫األول‪ ،‬ص ص ( ‪.) 320-306‬‬

‫‪108‬‬
‫ تثمين خدمات الدولة في إطار ما يقدمه المرفق العام‬، ‫مصطفى السيد دبوس‬ -11
.2019 ،‫ القاهرة‬،‫ المركز العربي للنشر والتوزيع‬،"‫ "دراسة تحليلية‬:‫من خدمات‬
‫ دار‬،‫ الكتاب الثاني‬،‫ دراسة مقارنة‬،‫ مبادئ القانون اإلداري‬،‫سليمان الطماوي‬ -12
.1979 ،‫ القاهرة‬،‫ الطبعة العاشرة‬،‫الفكر العربي‬
،‫ مصر‬،‫ القاهرة‬،‫ دار النهضة العربية‬،‫ القانون اإلداري‬،‫سعاد الشرقاوي‬ -13
.2009
،‫ مصر‬،‫ دار المطبوعات الجامعية‬،‫ القانون اإلداري‬،‫ماجد راغب الحلو‬ -14
.1996
،‫ الجزائر‬،‫ دار بلقيس‬،‫ تسيير المرفق العام والتحوالت الجديدة‬، ‫ضريفي نادية‬ -15
.2010
‫ دار‬،‫ الجزء الثامن‬،‫ الطبعة الرابعة‬،‫ الفقه اإلسالمي وأدلته‬، ‫وهبة الزحيلي‬ -16
)6376 -6313(‫ص‬.‫ ص‬،1997 ،‫ سورية‬،‫ دمشق‬،‫الفكر‬

‫ المراجع باللغة الفرنسية‬:‫ثالثا‬

1- Antoine SIFFERT, LIBÉRALISME ET SERVICE PUBLIC,


Thèse pour l'obtention du grade de docteur en droit de
l'Université du Havre, droit public, faculté des affaires
internationales, École doctorale droit- Normandie, Soutenue le
18 novembre 2015.
2- Bac d'Eloka en Cote d'ivoire, Objet de l'arrêt du Tribunal des
conflits du 22 janvier 1921 « Société commerciale de l’Ouest
africain »,Base de jurisprudence, Tribunal des conflits, Décision
n° 00706
3- Bernard Stirn, « Service(s) public(s) en Méditerranée », Le
service public dans la jurisprudence du Conseil d’État français,
Colloque organisé par le Laboratoire Méditerranéen de Droit
Public, Athènes - 19 et 20 octobre 2017, disponible sur le site
web: https://www.conseil-etat.fr/actualites/discours-et-
interventions/le-service-public-dans-la-jurisprudence-du-conseil-
d-etat-francais

109
4- Claire Lemercier, La construction d'un modèle français de
service public avant 1914, Regards croisés sur l'économie,
2007/2 (n° 2), PP (47 -54).
5- Conseil D’état , Tribunal des conflits, 8 février 1873, Blanco.
Disponible sur le site web : https://www.conseil-etat.fr/.
6- Conseil d'Etat, 4 / 1 SSR, du 27 janvier 1988, 64076, publié
au recueil Lebon
7- Conseil d'Etat, 30 mars 1916, n° 59928 Compagnie générale
d'éclairage de Bordeaux.
8- Conseil d'État, 7 juillet 1950, Dehaene, disponible sur le site
web : https://www.conseil-etat.fr/ressources/decisions-
contentieuses/les-grandes-decisions-du-conseil-d-etat/conseil-d-
etat-7-juillet-1950-dehaene
9- Conseil d'Etat, 4 / 1 SSR, du 13 juin 1980, 17995, publié au
recueil Lebon, disponible sur le site web :
www.legifrance.gouv.fr
10- Conseil d'État, 28 juin 1918, Heyriès
11- Fiche d'arrêt du Conseil d'Etat du 4 mars 1910 relatif à la
compétence du juge administratif pour un contrat de service
public , disponible sur le site web : https://www.doc-du-
juriste.com/droit-public-et-international/droit-
administratif/cours-de-professeur/arret-1910-juge-administratif-
service-public-475724.
12- Jean ROMIEU. « Conclusions Romieu sur l’arrêt Terrier »,
Conclusions sur CE, 6 février 1903, Terrier, n° 07496,
rec. Revue générale du droit on line, 2018, numéro 29383.
Disponible sur le site web :www.revuegeneraledudroit.eu/
13- Hugues DUMONT et al, Historique et transformation de la
notion de service public à la lumière du droit européen”, in
(éd.), Pierre-Olivier de Broux, « Une brève histoire de la notion
belge de « service public » : de la France à l’Europe , Bruxelles,
2009 (Bibliothèque de droit administratif), n°10,PP. 613-629.
14- Gilles J. GUGLIELMI, Une introduction au droit du
service public, l'université Panthéon-Assas (Paris II), France,
1994

110
15- Maurice HAURIOU, PRECIS de Droit administratif et de
droit public, huitiéme edition, 1914.
16- Tribunal des conflits, 29 février 1908, Feutry, requête
numéro 00624, disponible sur le site web:
https://www.revuegeneraledudroit.eu/blog/decisions/tribunal-
des-conflits-29-fevrier-1908-feutry-requete-numero-00624-
publie-au-recueil/

‫ مواقع االنترنت‬:‫رابعا‬

https://www.interieur.gov.dz/index.php/ar : ‫ موقع وزارة الداخلية‬−


https://www.mjustice.dz/ar/modernisation-2-2- : ‫ موقع وزارة العدل‬−
2/

111
‫الفهرس‬

‫‪01‬‬ ‫تمهيد‬

‫‪03‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬مفهوم المرفق العمومي‬

‫‪03‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬التطور التاريخي لفكرة المرفق العام‬

‫‪03‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬فكرة المرفق العام في الدولة اإلسالمية‬

‫‪04‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬فكرة المرفق العام قبل الثورة الفرنسية‬

‫‪06‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬فكرة المرفق العام بعد الثورة الفرنسية‬

‫‪07‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬فكرة المرفق العام في الدولة الحارسة‬

‫‪08‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬فكرة المرفق العام في إطار الدولة المتدخلة‬

‫‪08‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬فكرة المرفق العام في إطار الدولة الحديثة‬

‫‪09‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬دور االجتهادات القضائية في إرساء مفهوم نظرية المرفق العام‬

‫‪09‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬المفهوم التقليدي للمرفق العام‬

‫‪09‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬قضية بالنكو‬

‫‪10‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬قضية تيري‬

‫‪10‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬قضية فوتري‬

‫‪11‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬المفهوم الحديث للمرفق العمومي‬

‫‪12‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬تعريف المرفق العمومي‬

‫‪13‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬التعريف الوظيفي الموضوعي للمرفق العمومي (نشاط)‬

‫‪13‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬المعنى العضوي ( الشكلي) األجهزة‬

‫‪14‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬عناصر المرفق العمومي‬

‫‪14‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬المرفق العام مشروع‬

‫‪112‬‬
‫‪14‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬العنصر العضوي‬

‫‪14‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬العنصر الوظيفي أي الهدف‬

‫‪15‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬العنصر المادي‬

‫‪17‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬أنواع المرفق العمومي‬

‫‪17‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬تقسيم المرافق من حيث طبيعة النشاط‬

‫‪17‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬المرافق اإلدارية والمرافق االقتصادية‬

‫‪17‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬المرافق اإلدارية‬

‫‪18‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬المرافق االقتصادية‬

‫‪18‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬التميز بين المرافق االقتصادية واإلدارية‬

‫‪18‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬معيار الهدف‬

‫‪19‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬معيار القانون المطبق‬

‫‪19‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬معيار طبيعة النشاط‬

‫‪19‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬المعيار الشكلي‬

‫‪20‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬المرافق االجتماعية والمرافق المهنية‬

‫‪20‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬المرافق االجتماعية‬

‫‪20‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬المرافق المهنية‬

‫‪21‬‬ ‫المطلب الرابع‪ :‬الفرق بين المرافق المهنية والمرافق الصناعية والتجارية‬

‫‪22‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬تقسيم المرافق من حيث النطاق اإلقليمي‬

‫‪22‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬المرافق العامة الوطنية‬

‫‪22‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬المرافق العامة المحلية‬

‫‪24‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬إنشاء المرافق العمومية وإلغاؤها‬

‫‪113‬‬
‫‪24‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬إنشاء المرافق العمومية في فرنسا‬

‫‪25‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬إنشاء المرافق العمومية في الجزائر‬

‫‪25‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬إنشاء المرافق العامة الوطنية‬

‫‪26‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬منذ االستقالل إلى غاية ‪1965‬‬

‫‪26‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬من ‪ 1965‬إلى غاية ‪1971‬‬

‫‪27‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬منذ ‪ 1971‬إلى اليوم‬

‫‪28‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬إنشاء المرافق العامة المحلية‬

‫‪28‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬إنشاء المرافق العامة البلدية‬

‫‪29‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬إنشاء المرافق العامة الوالئية‬

‫‪30‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬المبادئ التي تحكم المرفق العمومي‬

‫‪30‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬مبدأ االستم اررية‬

‫‪30‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬تعريف مبدأ االستم اررية‬

‫‪32‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬نتائج االعتراف بمبدأ االستم اررية‬

‫‪32‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬نظرية فعل األمير‬

‫‪33‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬اإلضراب‬

‫‪33‬‬ ‫أوال‪ :‬تعريف الحق في اإلضراب‬

‫‪35‬‬ ‫ثانيا‪ :‬شروط الحق في اإلضراب‬

‫‪37‬‬ ‫ثالثا‪ :‬استثناءات الحق في اإلضراب‬

‫‪41‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬االستقالة‬

‫‪42‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬عدم جواز الحجز على أمالك الدولة‬

‫‪43‬‬ ‫أوال‪ :‬الحماية الوقائية‬

‫‪114‬‬
‫‪44‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الحماية المدنية‬

‫‪46‬‬ ‫ثالثا‪ :‬الحماية الجزائية‬

‫‪47‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬مبدأ المساواة والحياد‬

‫‪48‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬المساواة أمام المرافق العمومية في تقلد الوظائف‬

‫‪49‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬المساواة أمام المرافق العمومية في االنتفاع من الخدمة‬

‫المطلب الثالث‪ :‬المساواة أمام المرافق العمومية في تحمل االلتزامات من ضرائب وغيرها ‪49‬‬

‫‪50‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬مبدأ التكيف للمرفق العام‬

‫‪50‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬تعريف مبدأ التكيف‬

‫‪51‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬أثار مبدأ التكيف‬

‫‪52‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬في مواجهة العاملين بالمرفق والمتعاقدين معه‬

‫‪52‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬في مواجهة المنتفعين بالمرفق العام‬

‫‪52‬‬ ‫المبحث الرابع‪ :‬مبادئ أخرى‬

‫‪52‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬مبدأ المجانية‬

‫‪53‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬مبدأ الشفافية‬

‫‪55‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬مبدأ التشاركية‬

‫‪56‬‬ ‫الفصل الخامس‪ :‬أساليب إدارة الدولة للمرفق العام‬

‫‪56‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬أسلوب االستغالل المباشر‬

‫‪57‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬طرق االستغالل المباشر‬

‫‪57‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تسيير االستغالل المباشر المركزي‬

‫‪58‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬تسيير االستغالل المباشر من طرف الجماعات المحلية‬

‫‪58‬‬ ‫أوال‪ :‬الوالية‬

‫‪115‬‬
‫‪59‬‬ ‫ثانيا‪ :‬البلدية‬

‫‪59‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬نتائج التسيير عن طريق االستغالل المباشر وسلبياته‬

‫‪60‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬النتائج التسيير عن طريق االستغالل المباشر‬

‫‪60‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬سلبيات التسيير عن طريق االستغالل المباشر‬

‫‪61‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬أسلوب المؤسسة‬

‫‪62‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬خصائص المؤسسة العمومية‬

‫‪62‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬الشخصية المعنوية العامة‬

‫‪63‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬تحقيق المنفعة العامة‬

‫‪63‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬تقوم وظيفتها على أساس التخصص‬

‫‪64‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع المؤسسات العمومية‬

‫‪65‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬المؤسسات العمومية اإلدارية‬

‫‪66‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬المؤسسات العمومية ذات طابع االقتصادي‬

‫‪67‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬المؤسسات العمومية األخرى‬

‫‪67‬‬ ‫أوال‪ :‬أجهزة الضمان االجتماعي‬

‫‪68‬‬ ‫ثانيا‪ :‬مراكز البحث و التنمية‬

‫‪68‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬تفويض المرفق العام‬

‫‪68‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬مفهوم تفويض المرفق العام‬

‫‪68‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف تفويض المرفق العام‬

‫‪69‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬شروط تفويض المرفق العام‬

‫‪71‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬صيغ إبرام اتفاقيات التفويض للمرفق العام‬

‫‪71‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬الطلب على المنافسة‬

‫‪116‬‬
‫‪72‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬التراضي‬

‫‪73‬‬ ‫أوال‪ :‬التراضي البسيط‬

‫‪73‬‬ ‫ثانيا‪ :‬التراضي بعد االستشارة‬

‫‪74‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬أشكال تفويض المرفق العام‬

‫‪74‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬حسب مستوى الخطر‬

‫‪74‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬حسب مستوى الرقابة‬

‫‪75‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬حسب طبيعة العقد‬

‫‪75‬‬ ‫أوال‪ :‬عقد االمتياز‬

‫‪76‬‬ ‫ثانيا‪ :‬عقد اإليجار‬

‫‪77‬‬ ‫ثالثا‪ :‬عقد الوكالة المحفزة‬

‫‪78‬‬ ‫رابعا‪ :‬عقد التسيير‬

‫‪79‬‬ ‫الفصل السادس‪ :‬الرقابة على المرافق العمومية‬

‫‪79‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬الرقابة اإلدارية‬

‫‪79‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬الرقابة الرئاسية‬

‫‪80‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف الرقابة الرئاسية‬

‫‪80‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬وسائل الرقابة الرئاسية‬

‫‪81‬‬ ‫أوال‪ :‬الرقابة على األشخاص‬

‫‪81‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الرقابة على األعمال‬

‫‪84‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬الرقابة الوصائية‬

‫‪84‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬الرقابة على أشخاص المرفق العمومي‬

‫‪84‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الرقابة على األعمال‬

‫‪117‬‬
‫‪84‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬الرقابة على المرفق العمومي‬

‫‪85‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬الرقابة المالية‬

‫‪85‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬مجلس المحاسبة‬

‫‪86‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬طبيعة مجلس المحاسبة‬

‫‪87‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬صالحيات مجلس المحاسبة‬

‫‪88‬‬ ‫أوال‪ :‬الصالحيات القضائية‬

‫‪89‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الصالحيات اإلدارية‬

‫‪90‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬الهيئة الوطنية للوقاية من الفساد ومكافحته‬

‫‪91‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬الرقابة القضائية‬

‫‪94‬‬ ‫الفصل السابع‪ :‬عصرنة المرفق العمومي‬

‫‪94‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬عصرنة وسائل المرفق العمومي‬

‫‪94‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬مفهوم المرفق العام االلكتروني‬

‫‪95‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مبادئ المرفق العام اإللكتروني‬

‫‪95‬‬ ‫أوال‪ :‬مبدأ المساواة‬

‫‪95‬‬ ‫ثانيا‪ :‬مبدأ الشفافية‬

‫‪95‬‬ ‫ثالثا‪ :‬مبدأ التكيف‬

‫‪96‬‬ ‫رابعا‪ :‬مبدأ االستم اررية‬

‫‪96‬‬ ‫خامسا‪ :‬مبدأ التشاركية‬

‫‪96‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬متطلبات المرفق العام االلكتروني‬

‫‪97‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬عصرنة المرفق العام االلكتروني في الجزائر‬

‫‪98‬‬ ‫أوال‪ :‬و ازرة الداخلية‬

‫‪118‬‬
‫‪98‬‬ ‫ثانيا‪ :‬و ازرة العدل‬

‫‪100‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬عصرنة أساليب المرافق العمومية‬

‫‪100‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬مفهوم جودة المرافق العمومية كأسلوب للعصرنة‬

‫‪100‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف إدارة جودة المرفق العمومي‬

‫‪100‬‬ ‫أوال‪ :‬تعريف إدارة الجودة الشاملة في المرافق العمومية‬

‫‪101‬‬ ‫ثانيا‪ :‬تعريف إدارة الجودة الشاملة‬

‫‪101‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬عناصر إدارة الجودة الشاملة في المرافق العمومية‬

‫‪102‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬مزايا إدارة الجودة في المرافق العمومية‬

‫‪102‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬إيجابيات تطبيق إدارة الجودة الشاملة في المرافق العمومية‬

‫‪102‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬صعوبات تطبيق إدارة الجودة الشاملة في المرافق العمومية‬

‫‪104‬‬ ‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪112‬‬ ‫الفهرس‬

‫‪119‬‬

You might also like