Professional Documents
Culture Documents
تكملة محاضرات نظرية الحق
تكملة محاضرات نظرية الحق
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻣﺣـــــــــــــــل اﻟﺣــــــــــــــق
إذا ﻛﺎن ﻻﺑد ﻣن وﺟود ﺷﺧص ﯾﺛﺑت ﻟﻪ اﻟﺣق ،ﻓﺈﻧﻪ ﻻﺑد أﯾﺿﺎ ﻣن ﻣﺣل ﯾﻧﺻب ﻋﻠﯾﻪ
وﻣﺣل اﻟﺣق ﯾﺧﺗﻠف ﻓﻲ اﻟﺣق اﻟﺷﺧﺻﻲ ﻋﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﺣق اﻟﻌﯾﻧﻲ ،ﻓﻣﺣل اﻟﺣق اﻟﺷﺧﺻﻲ ﻋﺑﺎرة
ﻋن ﻋﻣل أو اﻣﺗﻧﺎع ﻋن ﻋﻣل ﯾﻠﺗزم ﺑﻪ اﻟﻣدﯾن ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟداﺋن ،أﻣﺎ ﻣﺣل اﻟﺣق اﻟﻌﯾﻧﻲ ﻓﻬو
اﻟﺷﻲء اﻟذي ﺗﻧﺻب ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻟﺻﺎﺣب اﻟﺣق ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن ﻣﺣل
اﻟﺣق ﻗد ﯾﻛون ﻋﻣﻼ )ﻣطﻠب أول( ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﺑﺧﺻوص اﻟﺣق اﻟﺷﺧﺻﻲ ،ﻛﻣﺎ أن ﻣﺣل
)(1
اﻟﺣق ﻗد ﯾرد ﻋﻠﻰ ﺷﻲء ﻣﺎدي ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﺑﺧﺻوص اﻟﺣق اﻟﻌﯾﻧﻲ )ﻣطﻠب ﺛﺎﻧﻲ(.
اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد أﻧﻪ ﻻ اﻟﺗزام ﺑﻣﺳﺗﺣﯾل ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﯾﻧﺷﺄ اﻻﻟﺗزام إﻻ إذا
ﻛﺎن ﻣﺣﻠﻪ ﻣﻣﻛﻧﺎ ،ﺣﯾث ﻧص اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 93ﻣن اﻟﺗﻘﻧﯾن اﻟﻣدﻧﻲ" :إذا ﻛﺎن ﻣﺣل
اﻻﻟﺗزام ﻣﺳﺗﺣﯾﻼ ﻓﻲ ذاﺗﻪ أو ﻣﺧﺎﻟﻔﺎ ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻌﺎم أو اﻵداب اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻛﺎن ﺑﺎطﻼ ﺑطﻼﻧﺎ
ﻣطﻠﻘﺎ".
) (1ﻣﺻطﻔﻰ اﻟﺟﻣﺎل ،وﻧﺑﯾل اﺑراﻫﯾم ﺳﻌد ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .595
)(2
ﻧﺑﯾل إﺑراﻫﯾم ﺳﻌد ،اﻟﻣدﺧل إﻟﻰ اﻟﻘﺎﻧون ﻧظرﯾﺔ اﻟﺣق ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر ،ﺑﯾروت ،ﻟﺑﻧﺎن،1995 ،
ص.210
- 30 -
أرﻛﺎن اﻟﺤﻖ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
ﻧص اﻟﻣﺎدة أن اﻟﻌﻣل ﻣﺣل اﻟﺣق ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﺑﺎﺳﺗطﺎﻋﺔ اﻟﻣدﯾن اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻪ
ﯾﺗﺑﯾن ﻣن ّ
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ إذا ﻛﺎن ﻣﺣل اﻻﻟﺗزام ﻣﺳﺗﺣﯾﻼ ﻛﺎن اﻻﻟﺗزام ﺑﺎطﻼ ،ﻷﻧﻪ ﻻ اﻟﺗزام ﺑﻣﺳﺗﺣﯾل واﻟﻣﻘﺻود
ﺑﺎﻻﺳﺗﺣﺎﻟﺔ ﻫﻧﺎ اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﻻ اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ.
واﻻﺳﺗﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺟﻣﯾﻊ اﻟﻧﺎس ﻓﯾﻛون اﻻﻟﺗزام ﻣﺳﺗﺣﯾﻼ ﻓﻲ
ذاﺗﻪ وﺗﻧﻘﺳم إﻟﻰ إﺳﺗﺣﺎﻟﺔ:
أﻣﺎ اﻻﺳﺗﺣﺎﻟﺔ اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ ،ﻓﻬﻲ اﻻﺳﺗﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻌل اﻻﻟﺗزام ﻣﺳﺗﺣﯾﻼ ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﯾن وﻣﻣﻛﻧﺎ
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻐﯾرﻩ ،وﻟذﻟك ﻓﻬذﻩ اﻻﺳﺗﺣﺎﻟﺔ ﻻ ﺗﺣول دون ﻗﯾﺎم اﻻﻟﺗزام ،ﺣﯾث ﯾﻛون اﻟﻣدﯾن ﻣﺳؤوﻻ
)(1
ﻋن ﻋدم ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗزاﻣﻪ.
ﯾﺗﺣدد اﻟﺷرط اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺑﺣﺳب طﺑﯾﻌﺔ اﻷداء اﻟذي ﯾﻠﺗزم ﺑﻪ اﻟﻣدﯾن ﺣﯾث ﻧص اﻟﻣﺷرع ﻋﻠﻰ
ذﻟك ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 94ق م ﻋﻠﻰ أﻧﻪ "إذا ﻟم ﯾﻛن ﻣﺣل اﻻﻟﺗزام ﻣﻌﯾﻧﺎ ﺑذاﺗﻪ ،وﺟب أن ﯾﻛون ﻣﻌﯾﻧﺎ
ﺑﻧوﻋﻪ وﻣﻘدارﻩ ٕواﻻ ﻛﺎن اﻟﻌﻘد ﺑﺎطﻼ").(2
وﯾﻛﻔﻲ أن ﯾﻛون اﻟﻣﺣل ﻣﻌﯾﻧﺎ ﺑﻧوﻋﻪ ﻓﻘط ،إذا ﺗﺿﻣن اﻟﻌﻘد ﻣﺎ ﯾﺳﺗطﺎع ﺑﻪ ﺗﻌﯾﯾن ﻣﻘدارﻩ،
ٕواذا ﻟم ﯾﺗﻔق اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدان ﻋﻠﻰ درﺟﺔ اﻟﺷﻲء ﻣن ﺣﯾث ﺟودﺗﻪ وﻟم ﯾﻛن ذﻟك ﻣن اﻟﻌرف أو ﻣن
أي ظرف آﺧر ،اﻟﺗزام اﻟﻣدﯾن ﺑﺗﺳﻠﯾم اﻟﺷﻲء ﻣن ﺻﻧف ﻣﺗوﺳط".
)(1
ﻧﺑﯾل إﺑراﻫﯾم ﺳﻌد ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .211
) (2اﻟﻣﺎدة 94ﻣن اﻟﺗﻘﻧﯾن اﻟﻣدﻧﻲ.
- 31 -
أرﻛﺎن اﻟﺤﻖ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
وﯾﻣﻛن ﺗﻌﯾﯾن اﻟﻣﺣل ﻣن ظروف اﻟﺗﻌﺎﻗد ،ﻛﻣﺎ ﻟو ﺗﻌﻬد ﺷﺧص ﺑﺎﻟﺑﻧﺎء ﻟﺻدﯾﻘﻪ ،وﻫو
ﯾﻌرف ﻋدد اﻷﺑﻧﺎء وﻣﻘدار ﺣﺎﺟﺎﺗﻬم ﻟﻠﻐرف ،أﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻣﻌﯾﻧﺎ ﺑﺎﻟﻧوع ،ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺟب أن ﯾﻌﯾن
ﺟﻧﺳﻪ ،ﻣﻘدار ﺟودﺗﻪ ﻓﺗﻌﯾﯾن ﺗﻣر دﻗﻠﺔ ﻧور.
ﻫو ﻛل ﻣﺎ ﻟﯾس ﻟﻪ ﻛﯾﺎن ذاﺗﻲ ﻣﺳﺗﻘل وﻣﻧﻔﺻل ﻋن اﻹﻧﺳﺎن ،ﺳواء ﻛﺎن ﻫذا اﻟﻛﯾﺎن
ﻣﺎدﯾﺎ* ﯾدرك ﺑﺎﻟﺣس أو ﻣﻌﻧوﯾﺎ** ﻻ ﯾدرك إﻻ ﺑﺎﻟﺗﺻور) ،(2ﻓﻬو إذا ﯾﺧﺗﻠف ﻋن اﻟﻣﺎل ،ﻓﺎﻟﻣﺎل
ﯾﻘﺻد ﺑﻪ اﻟﺣق ذو اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ أي اﻟذي ﯾﻘدر ﺑﺎﻟﻧﻘود ،أﻣﺎ اﻟﺷﻲء ﻓﻬو ﻣﺎ ﯾﺻﻠﺢ ﻣﺣﻼ
ﻣﺑﺎﺷ ار ﻟﻠﺣﻘوق اﻟﺗﻲ ﺗﺧول اﻟﺗﺳﻠط واﻻﻗﺗﺿﺎء.
)(3
ﻧوﻋﺎن: ﻧص اﻟﻣﺎدة 682
واﻷﺷﯾﺎء اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﻌﺎﻣل ﺣﺳب ّ
- 32 -
أرﻛﺎن اﻟﺤﻖ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
-اﻷﺷﯾﺎء اﻟﺧﺎرﺟﺔ ﻋن اﻟﺗﻌﺎﻣل ﺑطﺑﯾﻌﺗﻬﺎ :ﻫو ﻛل ﺷﻲء ﻏﯾر ﺧﺎرج ﻋن اﻟﺗﻌﺎﻣل أو
ﺑﺣﻛم اﻟﻘﺎﻧون ﯾﺻﻠﺢ أن ﯾﻛون ﻣﺣﻼ ﻟﻠﺣﻘوق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،واﻷﺷﯾﺎء اﻟﺗﻲ ﺗﺧرج ﻋن اﻟﺗﻌﺎﻣل
ﺑطﺑﯾﻌﺗﻬﺎ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ أﺣد أن ﯾﺳﺗﺄﺛر ﺑﻬﺎ أو ﺑﺣﯾﺎزﺗﻬﺎ ﻣﺛﺎل :أﺷﻌﺔ اﻟﺷﻣس اﻟﻬواء.
-اﻷﺷﯾﺎء اﻟﺧﺎرﺟﺔ ﻋن اﻟﺗﻌﺎﻣل ﺑﺣﻛم :ﻫﻲ اﻷﺷﯾﺎء اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﺟوز اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻓﯾﻬﺎ ﺑﺳﺑب
ﻋدم اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻛون أﻣﺎ ﺑوﺟود ﻧص ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ﻣﺛﺎل ذﻟك اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻓﻲ اﻟﺗرﻛﺔ م -92
2أو اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ م ٕ ،689واﻣﺎ ﯾﻛون ﻋدم اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻓﻲ اﻟﺷﻲء اﻟﻣﺧﺎﻟف
ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻌﺎم واﻷداء ،وﺗﻘﺳم اﻷﺷﯾﺎء ﺗﻘﺳﯾﻣﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺳوف ﻧﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ أﻫﻣﻬﺎ:
ﻧص اﻟﻣﺎدة 683ق م ﻓﺎﻟﻌﻘﺎر ﻫو "ﻛل ﺷﻲء ﻣﺳﺗﻘر ﺑﺣﯾزﻩ وﺛﺎﺑت ﻓﯾﻪ وﻻ ﯾﻣﻛن
ﺣﺳب ّ
ﻧﻘﻠﻪ دون ﺗﻠف ﻓﻬو ﻋﻘﺎر وﻛل ﻣﺎ ﻋدا ذﻟك ﻣن ﺷﻲء ﻓﻬو ﻣﻧﻘول").(1
ﻏﯾر أن اﻟﻣﺑﺎﻧﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺎم ﻋﻠﻰ ﺳطﺢ اﻷرض دون أن ﺗﻠﺗﺻق ﺑﻬﺎ ﻛﺎﻟﺧﯾﺎم واﻷﻛﺷﺎك
اﻟﺧﺷﺑﯾﺔ ﻻ ﺗﻌﺗﺑر ﻋﻘﺎ ار ﺣﺗﻰ ٕوان أﻋدت ﻟﻛﻲ ﺗﺑﻘﻰ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟدوام ،ﻛﻣﺎ ﯾﻌﺗﺑر ﻋﻘﺎ ار ﺑطﺑﯾﻌﺗﻪ
اﻟﻧﺑﺎﺗﺎت )اﻟﻣزروﻋﺎت واﻷﺷﺟﺎر( اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺗد ﺟذورﻫﺎ إﻟﻰ اﻷرض طﺎﻟﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﺛﺎﺑﺗﺔ وﻻ ﯾﻣﻛن
ﻧﻘﻠﻬﺎ دون ﺗﻠف ،أﻣﺎ اﻟﺗﻲ ﺗوﺿﻊ ﻓﻲ اﻷوﻋﯾﺔ ﻓﻼ ﺗﻌﺗﺑر ﻋﻘﺎرات ﺑل ﻣﻧﻘوﻻت ﺣﺗﻰ وﻟو ﻛﺎﻧت
اﻷوﻋﯾﺔ ﻣدﻓوﻋﺔ ﺗﺣت اﻷرض.
- 33 -
أرﻛﺎن اﻟﺤﻖ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
ب -اﻟﻌﻘﺎرات ﺑﺎﻟﺗﺧﺻﯾص :ﻫو ﻣﺎل ﻣﻧﻘول ﺑطﺑﯾﻌﺗﻪ ﻟﻛن اﻟﻘﺎﻧون ﯾﻌﺗﺑرﻩ ﻋﻘﺎ ار إذا رﺻدﻩ
)(1
ﻣﺎﻟﻛﻪ ﻟﺧدﻣﺔ ﻋﻘﺎر ﻣﻣﻠوك ﻟﻪ أو اﺳﺗﻐﻼﻟﻪ.
)(2
إذ ﯾﺟب ﺗواﻓر ﻻﻋﺗﺑﺎر اﻟﻣﻧﻘول ﻋﻘﺎر ﺑﺎﻟﺗﺧﺻﯾص اﻟﺷروط اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-1إن ﯾوﺿﻊ ﻣﻧﻘول ﺑطﺑﯾﻌﺗﻪ ﻓﻲ ﻋﻘﺎر ﺑطﺑﯾﻌﺗﻪ )ﻻ ﯾﻌﺗﺑر ﻋﻘﺎر ﻣﺎ ﯾدﺧل ﻓﻲ ﺗﻛوﯾن
اﻟﻌﻘﺎر أو ﯾﺛﺑت ﻓﯾﻪ ﺑل ﻣن اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺟوﻫرﯾﺔ ،ﻣﺛﺎل :ﻧواﻓذ أﺟﻬزة اﻟﺗﻛﯾﯾف.
-1ﻻ ﯾﺟوز اﻟﺣﺟز ﻋﻠﯾﻪ ﻣﺳﺗﻘﻼ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻣﻧﻘوﻻ ٕواﻧﻣﺎ ﯾﺣﺟز ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻠﻌﻘﺎر اﻟﻣﻠﺣق ﺑﻪ.
-2ﯾﻌد اﻟﻣﻧﻘول اﻟﻣﻌﺗﺑر ﻋﻘﺎ ار ﺑﺎﻟﺗﺧﺻﯾص ﻣن ﺗواﺑﻊ اﻟﻣﻠﺣق ﺑﻪ ،وﻟذﻟك ﯾدﺧل ﻓﻲ ﺑﯾﻌﻪ
وﻫﺑﺗﻪ واﻟوﺻﯾﺔ ﺑﻪ ﻣن ﻏﯾر ذﻛر .ﻣﺎ ﻟم ﯾوﺟد اﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ذﻟك.
-3إذا رﻫن اﻟﻌﻘﺎر رﻫﻧﺎ رﺳﻣﯾﺎ ،ﻓﺎﻟرﻫن ﯾﺷﻣل ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﻧﻘوﻻت اﻟﻣﻠﺣﻘﺔ ﺑﻪ دون اﻟﺣﺎﺟﺔ
إﻟﻰ اﻟﻧص ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﻲ اﻟﻌﻘد اﻟرﻫن م 887ق م.
ﻟم ﯾﻌرف اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻧﻘول ٕواﻧﻣﺎ اﻛﺗﻔﻰ ﺑﻌد ﺗﻌرﯾف اﻟﻌﻘﺎر ..." :ﻛل ﻣﺎ ﻋدا ذﻟك ﻣن
)(3
،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻛﺗﺳﺎب ﺑﻌض اﻟﻌﻘﺎرات ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻻﺳﺗﺛﻧﺎء ﻣﻧﻘوﻻت ﺷﻲء ﻓﻬو ﻣﻧﻘول"
ﺣﺳب ﻣﺎ ﯾﺻﯾر إﻟﯾﻬﺎ أﻣرﻫﺎ وﺗﺳﻣﻰ ﻣﻧﻘوﻻت ﺑﺣﺳب اﻟﻣﺂل:
) (1ﻋﺻﺎم أﻧور ﺳﻠﯾم ،ﻧظرﯾﺔ اﻟﺣق ،ﻣﻧﺷﺄة ﺗوزﯾﻊ اﻟﻣﻌﺎرف ﺑﺎﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،ﻣﺻر ،2007ص .353
) (2ﯾوﺳف ﺣﺳن ﯾوﺳف ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .140
) (3اﻟﻣﺎدة 683ﻣن اﻟﺗﻘﻧﯾن اﻟﻣدﻧﻲ.
- 34 -
أرﻛﺎن اﻟﺤﻖ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
-1اﻟﻣﻧﻘوﻻت ﺑطﺑﯾﻌﺗﻬﺎ :ﻛل ﺷﻲء ﯾﻣﻛن ﻧﻘﻠﻪ وﺗﺣوﯾﻠﻪ ﻣن ﻣﻛﺎن ﻵﺧر دون ﺗﻠف
ﻛﺎﻟﺳﯾﺎرات واﻟﺑﺿﺎﺋﻊ ...اﻟﺣﯾوان.
-2اﻟﻣﻧﻘوﻻت ﺑﺣﺳب اﻟﻣﺂل :ﻫو ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻋﻘﺎر ﺑﺎﻟطﺑﯾﻌﺔ ﻟﻛن اﻟﻘﺎﻧون ﯾﻌﺗﺑرﻩ ﻣﻧﻘول
وذﻟك طﺑﻌﺎ ﻟﻣﺎ ﺳﯾؤول إﻟﯾﻪ ،ﻟذﻟك ﯾﺳﻣﻰ اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻣﻧﻘوﻻ ﺑﺣﺳب اﻟﻣﺂل ﻓﺎﻟﻣﺷرع
ﯾﻔﺗرض أن اﻟﺷﻲء ﻣﻧﻘول ﻣﻊ أﻧﻪ ﻋﻘﺎر ﺑطﺑﯾﻌﺗﻪ ﻟﻛﻲ ﯾﺗوﺻل إﻟﻰ ﺗطﺑﯾق أﺣﻛﺎم اﻟﻣﻧﻘول
)(1
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻪ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺧﻔف ﻣن ﻗﯾود اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎر.
-اﻻﺳم اﻟﺗﺟﺎري.
-ﺣﻘوق اﻟﺗﺄﻟﯾف.
إذا ﻧﺻل ﻓﻲ اﻷﺧﯾر إﻟﻰ أن ﺗﻘﺳﯾم اﻷﺷﯾﺎء إﻟﻰ ﻋﻘﺎرات وﻣﻧﻘوﻻت ﻟﻬﺎ أﻫﻣﯾﺔ ﻣن ﻋدة
ﻧواﺣﻲ:
-اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ :ﻻ ﺗﻧﺗﻘل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻌﻘﺎرات إﻻ إذا أﺷﻬر اﻟﻌﻘد م 793ق م ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻻ ﯾﺷﺗرط
ذﻟك ﻻﻧﺗﻘﺎل ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻣﻧﻘول اﻟذي ﯾﺗطﻠب ﺗطﺎﺑق اﻹﯾﺟﺎب واﻟﻘﺑول.
) (1ﻣﺻطﻔﻰ اﻟﺟﻣﺎل ،وﻧﺑﯾل اﺑراﻫﯾم ﺳﻌد ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .604
- 35 -
أرﻛﺎن اﻟﺤﻖ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
-ﺑﻌض اﻟﺣﻘوق :ﻻ ﺗرد إﻻ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎرات ﻛﺎﻟرﻫن اﻟرﺳﻣﻲ م 8882ق م ،ﺣق
اﻻرﺗﻔﺎق 867ق م ،ﺣق اﻟﺗﺧﺻﯾص 937ق م.
-اﻟﺣﯾﺎزة :إن ﺣﯾﺎزة اﻟﻌﻘﺎر ﻣﺗﻣﯾزة ﻋن ﻣﻠﻛﯾﺗﻪ ،إذ ﻟﯾس ﻣن اﻟﺿروري أن ﯾﻛون ﻣﻠﻛﺎ
ﻟﻠدار.
-اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ :إن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺎﻟﻧزاع اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻌﻘﺎر ﻫﻲ ﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣﺣل
وﺟود اﻟﻌﻘﺎر ،ﻓﻲ ﺣﯾن أن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺎﻟﻧزاع اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﻧﻘول ﻫﻲ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣدﻋﻲ
ﻋﻠﯾﻪ.
-إﺟراءات اﻟﺗﻧﻔﯾذ :إﺟراءات اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎر أﺻﻌب ﻣن إﺟراءات اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﻧﻘول.
-ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻸﺟﺎﻧب ﺗﻣﻠك اﻟﻌﻘﺎرات إﻻ ﺑﺷروط وﻗﯾود ﻣﺣددة ﻓﻲ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﯾﻧﻣﺎ
ﻻ ﯾﺟوز ذﻟك ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﻧﻘوﻻت.
-ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎر ﯾﺟوز رﻓﻊ دﻋوى اﻟﻐﺑن ﻟﺗﻛﻣﻠﺔ اﻟﺛﻣن إﻟﻰ أرﺑﻌﺔ أﺧﻣﺎس ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ زﯾﺎدة
اﻟﻐﺑن ﻋن ﺧﻣس ﺛﻣن اﻟﻣﺛل ،ﻋﻠﻰ أن ﺗﻛون اﻟدﻋوى اﻟﻣرﻓوﻋﺔ ﻓﻲ ﻏﺿون 03ﺳﻧوات ﻣن
)(1
ﻓﻲ ﺣﯾن ﻻ ﯾﺧﺿﻊ ﺑﯾن اﻟﻣﻧﻘول ﻟﻬذﻩ اﻟﻘواﻋد. اﻧﻌﻘﺎد اﻟﺑﯾﻊ،
ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 686ق م ج" :اﻷﺷﯾﺎء اﻟﻣﺛﻠﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﻌﺿﻬﺎ ﻣﻘﺎم ﺑﻌض ﻋﻧد
اﻟوﻓﺎء واﻟﺗﻲ ﺗﻘدر ﻋﺎدة ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﺑﯾن اﻟﻧﺎس ﺑﺎﻟﻌدد أو اﻟﻣﻘﯾﺎس أو اﻟﻛﯾل أو اﻟوزن ،اﻟﺷﻲء
- 36 -
أرﻛﺎن اﻟﺤﻖ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
اﻟﻣﺛﻠﻲ :ﻫو اﻟﺷﻲء اﻟذي ﻟﻪ ﻧظﯾر ﻣن ﺟﻧﺳﻪ ﺑﻼ ﺗﻔﺎوت أو ﺑﺗﻔﺎوت ﯾﺳﯾر ،ﻓﯾﻘوم ﺑﻌﺿﻪ ﻣﻘﺎم
)(1
ﺑﻌض ﻋﻧد اﻟوﻓﺎء ،ﻣﺛل :اﻟﻘﻣﺢ ،اﻟﺑﯾض ،اﻟﺻوف ،اﻟﺣرﯾر ،اﻻﺳﻣﻧت ،اﻟزﯾت ...اﻟﺦ
اﻟﺷﻲء اﻟﻘﯾﻣﻲ :ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻷﺷﯾﺎء اﻟﻣﻌﯾﻧﺔ ﺑﺎﻟذات ،أي ﺗﺗﻔﺎوت ﺗﻔﺎوﺗﺎ ﯾﻌﺗد ﺑﻪ وﻻ ﺗﻘوم ﻣﻘﺎم ﺑﻌض
ﻓﻲ اﻟوﻓﺎء ،أراﺿﻲ ﻣﻧﺎزل ،ﺣﯾواﻧﺎت ،ﺳﯾﺎرات ،ﺣﺻﺎن.
أ -إذا ﻛﺎن اﻻﻟﺗزام ﯾﻧﺻب ﻋﻠﻰ ﺷﻲء ﻗﯾﻣﻲ ﻓﻼ ﯾﺟوز ﻟﻠﻣدﯾن أن ﯾدﻓﻊ ﻟﻠداﺋن ﺷﯾﺋﺎ
آﺧر ﻏﯾر اﻟذي اﻟﺗزم ﺑﻪ إﻻ إذا واﻓق اﻟداﺋن ﻋﻠﻰ ذﻟك ،ﻓﻲ ﺣﯾن إذا ﻛﺎن ﻣوﺿوع اﻻﻟﺗزام ﺷﯾﺋﺎ
ﻣﺛﻠﯾﺎ ﻓﯾﺟوز ﻟﻠﻣدﯾن اﻟوﻓﺎء ﺑﺷﻲء ﻣﻣﺎﺛل ﻛﻣﺎ اﻟﺗزم ﺑﻪ.
ب -ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺷﻲء اﻟﻘﯾﻣﻲ ﺗﻧﻌﻘد ﺑﻣﺟرد اﻧﻌﻘﺎد اﻟﻌﻘد ،أﻣﺎ ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺷﻲء اﻟﻣﻌﯾن ﺑﺎﻟﻧوع
ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻧﺗﻘل إﻻ ﺑﺎﻧﻔراز اﻟﻣﺑﯾﻊ إﻻ إذا ﺗم اﻟﺑﯾﻊ ﺟزاﻓﺎ ﺣﯾث ﯾﻌﺗﺑر ﻓﻲ ﺣﻛم اﻟﻣﻧﻘول اﻟﻣﻌﯾن
ﺑﺎﻟذات.
ج -ﻣن ﺣﯾث اﻟوﻓﺎء :ﻓﺈن اﻷﺷﯾﺎء اﻟﻘﯾﻣﯾﺔ ﻻ ﯾﺟﺑر اﻟداﺋن ﻋﻠﻰ ﻗﺑول ﺷﻲء ﻏﯾرة وﻟو
ﻛﺎن ﻣﺳﺎوﯾﺎ ﻟﻪ أﻣﺎ اﻟﺷﻲء اﻟﻣﺛﻠﻲ اﻟﻣﺛﻠﯾﺎت ﻻ ﺗﻬﻠك ﻓﺈن اﻟﻣدﯾن ﯾﺑ أر إذا ﻗدم أي ﺷﻲء ﻣن
اﻟﻧوع ﻧﻔﺳﻪ ﺑﺎﻟﻣﻘدار اﻟﻣﺣدد ).(2
د -ﻋﺎرﯾﺔ اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل :ﺗﺟري اﻷﺷﯾﺎء اﻟﻘﯾﻣﺔ ﻹﻣﻛﺎن اﻻﻧﺗﻔﺎع ﺑﻬﺎ دون اﺳﺗﻬﻼﻛﻬﺎ اﻟﻣﺎدة
538ق م ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾرد اﻟﻘرض ﻋﻠﻰ اﻷﺷﯾﺎء اﻟﻣﺛﻠﯾﺔ م 450ق م.
ه -اﻟﻣﻘﺎﺻﺔ اﻟﺟﺑرﯾﺔ ﺗﺟري ﻓﻲ اﻷﺷﯾﺎء اﻟﻣﺛﻠﯾﺔ دون اﻟﻘﯾﻣﯾﺔ ،م 297ق م.
ﺗﻘﺳم إﻟﻰ:
- 37 -
أرﻛﺎن اﻟﺤﻖ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
ﻫﻲ اﻷﺷﯾﺎء اﻟﺗﻲ ﯾﺗم اﺳﺗﻬﻼﻛﻬﺎ ﺑﻣﺟرد أول اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻟﻬﺎ ،أي ﻻ ﺗﺻﻠﺢ ﻻﺳﺗﻌﻣﺎل
ﻣﺗﻛرر ،ﺑل ﺣﺳب ﻣﺎ أﻋدت ﻟﻪ ﺳواء ﻛﺎن ذﻟك ﻣﺎدﯾﺎ ﺑﺎﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻲء ﻛﺎﻟطﻌﺎم
)(1
واﻟﻣﺣروﻗﺎت أو ﻗﺎﻧوﻧﯾﺎ ﺑﺎﻟﺗﺻرف ﻓﻲ اﻟﺷﻲء ﻛﺎﻟﻧﻘود وطواﺑﻊ اﻟﺑرﯾد.
وﻫﻲ اﻷﺷﯾﺎء اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻼﺳﺗﻬﻼك أو اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل ﻟﯾس ﻣرة واﺣدة ﺑل ﻋدة ﻣرات،
)(2
أي أن اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻷول ﻻ ﯾؤدي إﻟﻰ ﻓﻧﺎﺋﻬﺎٕ ،واﻧﻣﺎ ﻧﻘص ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ.
واﻷﺻل أن طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺷﻲء ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺣدد ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻫذا اﻟﺷﻲء ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻼﺳﺗﻬﻼك أم ﻻ.
وﺗظﻬر أﻫﻣﯾﺔ ﺗﻘﺳﯾم اﻷﺷﯾﺎء إﻟﻰ اﺳﺗﻬﻼﻛﯾﺔ وﻏﯾر ذﻟك ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ إﻟﻰ ﻋدة
ﻧواﺣﻲ:
-اﻷﺷﯾﺎء اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻼﺳﺗﻬﻼك ﻻ ﺗﺻﻠﺢ أن ﺗﻛون ﻣﺣﻼ ﻟﺣق اﻻﻧﺗﻔﺎع )اﻹﯾﺟﺎر( وﻻ
رد اﻷﺷﯾﺎء اﻟﺗﻲ ﺗرد ﻋﻠﯾﻬﺎ
ﻣﺣﻼ ﻟﺣق اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل ،ﻷن ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺣﻘوق ﯾﻔرض إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ّ
)(3
ﺑﻌﯾﻧﻬﺎ ﺑﻌد اﻧﺗﻬﺎء اﻟﻣدة اﻟﻣﺣددة ﻋﻠﻰ ﻋﻛس اﻷﺷﯾﺎء اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن ردﻫﺎ.
-اﻟﻌﺎرﺑﺔ ﻻ ﺗﻛون ﻓﻲ اﻷﺷﯾﺎء اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﯾﺔ ،ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻔرض أن ﯾﺄﺧذ اﻟﻣﺳﺗﻌﯾر ﺷﯾﺋﺎ
ﻣﻣﻠوك ﻟﻐﯾرﻩ ﻋﻠﻰ أن ﯾﺳﺗﻌﻣﻠﻪ ﺛم ﯾردﻩ وﻫذا ﯾﺗﻧﺎﻓﻰ وطﺑﯾﻌﺔ ﺑﺎﻷﺷﯾﺎء اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﯾﺔ.
ﺗﻘﺳم اﻷﻣوال ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس وذﻟك ﻟﻛون اﻷﻣوال اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻋﺑﺎرة ﻋن أﻣوال ﻣﻣﻠوﻛﺔ
ﻣﻠﻛﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻸﻓراد أو ﻟﻸﺷﺧﺎص اﻟﺣﻛﻣﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻛﺎﻟﺷرﻛﺎت واﻟﺟﻣﻌﯾﺎت أو اﻟدوﻟﺔ ﻣﺟرد
)(1
ﺳﻠطﺎن اﻟﺳﯾﺎدة واﻟﺳﻠطﺔ.
) (1ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر اﻟﻔﺎر ،اﻟﻣدﺧل ﻟدراﺳﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ﻣﺑﺎدئ اﻟﻘﺎﻧون – اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺣق ،دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ،
ﻋﻣﺎر اﻷردن ،2006 ،ص.211
) (2أﺣﻣد ﺳﻲ ﻋﻠﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .205
) (3ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر اﻟﻔﺎر ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .212
- 38 -
أرﻛﺎن اﻟﺤﻖ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
أﻣﺎ اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻬﻲ ﺑداﯾﺔ ﻋﺑﺎرة ﻋن أﻣوال ﻣﺧﺻﺻﺔ أﺳﺎﺳﺎ ﻛﺣدﻣﺔ اﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎم
وﺗﻛون ﻣﻠﻛﯾﺗﻬﺎ ﻟﻠﺟﻣﺎﻋﺔ ﻣﻬﻣﺔ اﻟﻣﺳﻧدة ﻟﻠدوﻟﺔ ﻓﻲ ذﻟك ﻫﻲ اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ وﺻﯾﺎﻧﺗﻬﺎ ﻟﺗﺑﻘﻰ
ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟدوام ﯾﺳﺗﻔﯾد ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻛﺎﻓﺔ ،إذا ﯾﺗﺿﺢ ﻣن ﺧﻼل ﻫذا أﻧﻪ ﻻﻋﺗﺑﺎر اﻟﻣﺎل ﻋﺎم ﻻﺑد ﻣن
)(2
ﺗواﻓر ﺷروط.
-أن ﯾﻛون ﻣﺧﺻص ﻟﻠﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم ﻣﺛﺎﻟﻬﺎ :اﻟطرق ،اﻷﻧﻬﺎر ،اﻟﻣواﻧﺊ ...اﻟﺦ
-اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻗد ﺗﻛون ﻋﻘﺎرات وﻗد ﺗﻛون ﻣﻧﻘوﻻت ﻛﺎﻵﺛﺎر اﻟﻣوﺟودة ﻓﻲ اﻟﻣﺗﺎﺣف
واﻷﺛﺎث واﻷدوات اﻟﻣوﺟودة ﻓﻲ اﻹدارات.
-أن اﻷﻣوال اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺗدﺧل ﻓﻲ داﺋرة اﻟﺗﻌﺎﻣل ﺣﯾث ﯾﻣﻛن اﻟﺗﺻرف ﻓﯾﻬﺎ واﻛﺗﺳﺎﺑﻬﺎ
ﺑﺎﻟﺗﻘﺎدم ،ﻓﻲ ﺣﯾن أن اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺧرج ﻋن داﺋرة اﻟﺗﻌﺎﻣل ،ﺣﯾث ﻻ ﯾﻣﻛن ﺑذﻟك
)(3
اﻟﺗﺻرف ﻓﯾﻬﺎ أو ﺣﺟزﻫﺎ أو ﺑﯾﻌﻬﺎ أو ﺗﻣﻠﻛﻬﺎ ﺑﺎﻟﺗﻘﺎدم ﻷن ذﻟك ﯾﺗﻧﺎﻓﻰ واﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ.
- 39 -
أرﻛﺎن اﻟﺤﻖ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
- 40 -
اﻟﻔﺼــﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
ﻣﺼــﺎدر اﻟﺤـــﻖ
واﻧﻘﻀﺎؤه
ﻣﺻﺎدر اﻟﺣق واﻧﻘﺿﺎؤﻩ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث
ﯾواﺟﻪ اﻟﻘﺎﻧون ﻓروﺿﺎ ﻋﺎﻣﺔ ﻣﻛوﻧﺔ ﻣن أرﻛﺎن وﺷروط ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺑﺗﺣﻘق ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﯾﻧﺷﺄ
ﻣﯾﻼد ﺣق.
إذا ﯾﺗﺿﺢ أن اﻟﺣق ﻟﻪ ﻣﺻدران أﺳﺎﺳﯾﺎن ،ﻣﺻدر ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷر وﻫو اﻟﻘﺎﻧون وﻣﺻدر
ﻣﺑﺎﺷر وﻫو اﻟﺣدث اﻟذي ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻘﺎﻧون ﻣﯾﻼد ﺣق.
ﻓﺎﻟﻘﺎﻧون ﻫو اﻟﻣﺻدر ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷر أو اﻟﺑﻌﯾد ﻟﻛل اﻟﺣﻘوق ،أﻣﺎ اﻟوﻗﺎﺋﻊ أو اﻷﺣداث أو
اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﯾرﺗب اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﻘﻬﺎ وﺟود اﻟﺣق ﻓﺗﻌﺗﺑر ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻣﺻﺎدر ﻣﺑﺎﺷرة أو ﻗرﯾﺑﺔ
)(1
ﻟﻠﺣق.
ﻏﯾر أن اﻟﻣﺻﺎدر اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻟﻠﺣق ﻻ ﺗﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ إﻧﺷﺎء اﻟﺣق ﻓﻘطٕ ،واﻧﻣﺎ ﺗﻣﺗد إﻟﻰ ﻧﻘﻠﻪ
ﺗﻐﯾﯾرﻩ ،اﻧﻘﺿﺎﺋﻪ ،ﻓﺎﻟﻘﺎﻧون إذا ﯾرﺗب ﻋﻠﻰ اﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﺗﻌﯾﯾﻧﻬﺎ آﺛﺎر ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﯾن أن
اﻷﺛر اﻟذي ﯾرﺗﺑﻪ اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ ﺣدوث اﻟواﻗﻌﺔ ﻗد ﯾﻛون ﻧﺷوء ﺣق ﺟدﯾد أو اﻧﻘﺿﺎء ﺣق ﻗﺎﺋم.
) (1ﻣﺣﻣد ﺣﺳﯾن وﻣﺣﻣد ﺣﺳن ﻗﺎﺳم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .219
- 69 -
ﻣﺻﺎدر اﻟﺣق واﻧﻘﺿﺎؤﻩ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول
إن ﺗﻘرﯾر اﻟﺣق ﻣﻌﯾن ﯾﺳﺗﻧد إﻟﻰ وﻗﺎﺋﻊ ﻗد ﺗﻛون ﻣن ﻋﻣل اﻟطﺑﯾﻌﺔ وﻗد ﺗﻛون ﻣن ﻋﻣل
ّ
اﻹﻧﺳﺎن ،وﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﻗد ﺗﻛون ﻣﺎدﯾﺔ ﺗﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻬﺎ آﺛﺎر ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ وﻟو ﻟم ﺗﺗﺟﻪ اﻹرادة إﻟﻰ
إﺣداﺛﻬﺎ ،وﻗد ﯾرﺗب اﻟﻘﺎﻧون اﻵﺛﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺟرد اﺗﺟﺎﻩ اﻹرادة إﻟﻰ إﺣداﺛﻬﺎ.
وﻟﻛن أﺻطﻠﺢ ﻋﻠﻰ ﺗﺳﻣﯾﺔ اﻟوﻗﺎﺋﻊ واﻷﺣداث اﻟﺗﻲ ﻣن ﻋﻣل اﻟطﺑﯾﻌﺔ ،واﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣﺎدﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﻣن ﻋﻣل اﻹﻧﺳﺎن )ﺑﺎﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ أﻣﺎ اﻷﻋﻣﺎل اﻹرادﯾﺔ أو اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻹرادﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ اﻹﻧﺳﺎن ﻓﺗﺳﻣﻰ )اﻷﻋﻣﺎل أو اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟذﻟك ﻓﻣﺻﺎدر اﻟﺣق ﺳواء ﻛﺎن ﺣﻘﺎ
ﺷﺧﺻﯾﺎ أو ﺣﻘﺎ ﻋﯾﻧﯾﺎ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻣﺻدرﯾن اﻟواﻗﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﺗﺻرف اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ )ﻣطﻠب أول(
واﻟﻠذان ﯾﻌﺗﺑران طرﯾﻘﺎ ﻹﺛﺑﺎت اﻟﺣق )ﻣطﻠب ﺛﺎﻧﻲ(.
ﺗﻧﺣﺻر ﻣﺻﺎدر اﻟﺣق ﻓﻲ طﺎﺋﻔﺗﯾن رﺋﯾﺳﯾﺗﯾن ،ﺗﺧﺗﻠف اﻟﻘواﻋد اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ
ﻣﻌﯾﻧﺎ ﺑﺻرف اﻟﻧظر
ﻓﺎﻟواﻗﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻫﻲ ﻓﻌل أو أﺛر ﯾرﺗب اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ ﻣﺟرد وﻗوﻋﻪ أﺛ ار ّ
ﻋن وﺟود اﻹرادة ﻣن ﻋدﻣﻪ )اﻟﻔرع اﻷول( ،أﻣﺎ اﻟﺗﺻرف اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻓﯾﻘوم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻹرادة
ﺛﻣﺔ ﯾﻧﻔرد ﺑﺑﻌض اﻟﻘواﻋد )اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ(.
وﻣن ّ
اﻟﻔرع اﻷول :اﻟواﻗﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
ﻫﻲ ﻛل واﻗﻌﺔ ﻣﺎدﯾﺔ ﻣن ﻓﻌل اﻟطﺑﯾﻌﺔ أو ﻣن ﻓﻌل اﻹﻧﺳﺎن وﯾرﺗب ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون أﺛ ار
)(1
ﻣﻌﯾﻧﺎ ،ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ إﻧﺷﺎء ﺣق أو ﻧﻘﻠﻪ أو ﺗﻐﯾﯾرﻩ أو زواﻟﻪ.
) (1ﻣﺻطﻔﻰ اﻟﺟﻣﺎل ،وﻧﺑﯾل اﺑراﻫﯾم ﺳﻌد ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .615
- 70 -
ﻣﺻﺎدر اﻟﺣق واﻧﻘﺿﺎؤﻩ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث
ﻫﻲ اﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻟﺗﻲ ﺗﺣدث ﺑﻔﻌل اﻟطﺑﯾﻌﺔ دون أن ﯾﻛون ﻟﻺﻧﺳﺎن أي دﺧل ﻓﻲ ﺣدوﺛﻬﺎ
وﺗﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻬﺎ آﺛﺎر ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺗﺟﻌﻠﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺣﯾﺎن ﺳﺑﺑﺎ ﻓﻲ اﻛﺗﺳﺎب اﻟﺣﻘوق أو
اﻧﻘﺿﺎﺋﻬﺎ ،وﻣن أﻣﺛﻠﺗﻬﺎ :واﻗﻌﺔ اﻟﻣﯾﻼد – اﻟوﻓﺎة – اﻟﺗﻘﺎدم ،اﻟزﻟزال ،اﻟﻔﯾﺿﺎن ،اﻧﻔﺟﺎر ﺑرﻛﺎن
اﻟذي ﻗد ﯾﻛون ﻗوة ﻗﺎﻫرة ﯾﻧﻘﺿﻲ ﺑﻬﺎ اﻻﻟﺗزام ...اﻟﺦ).(1
ﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﺗﺻدر ﻋن اﻹﻧﺳﺎن ﺳواء اﺗﺟﻬت إرادﺗﻪ أو ﺑﻧﯾﺗﻪ إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق
ﺗﻠك اﻵﺛﺎر أو ﻟم ﺗﺗﺟﻪ وﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون آﺛﺎر ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ.
ﻓﺎﻟﻘﺎﻧون ﻻ ﯾﻌﺗد ﺑﺎﻹرادة ٕواﻧﻣﺎ ﺑﺎﻟﻔﻌل اﻟﻣﺎدي وﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ اﻷﺛر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ وﻟو ﻟم ﺗﻘﺻد
اﻹرادة ﻓﻌﻼ ﻫذا اﻷﺛر وﻣﺛﺎل ذﻟك اﻟﻔﻌل اﻟﻧﺎﻓﻊ واﻟﺿﺎر.
أ -اﻟﻔﻌل اﻟﺿﺎر )اﻟﻌﻣل ﻏﯾر اﻟﻣﺷروع( :ﻫو اﻟﻔﻌل اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﻪ اﻹﻧﺳﺎن وﯾﻠﺣق
أﺿ ار ار ﺑﻐﯾرﻩ ﻣﺎدﯾﺎ ﻛﺈﺗﻼف ﻣزروﻋﺎت ،أو أدﺑﯾﺎ ﻛﺎﻟﺗﺷﻬﯾر ﺑﺎﻟﺳﻣﻌﺔ ،ﻧﺷﺄ ﻟﻠﻣﺿرور ﻓﻲ
ﻣواﺟﻬﺔ ﻫذا اﻟﺷﺧص ﺣﻘﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟﺿرر اﻟذي أﺻﺎﺑﻪ م 124ق م "ﻛل ﻋﻣل ّأﯾﺎ
ﻛﺎن ﯾرﺗﻛﺑﻪ اﻟﻣرء وﯾﺳﺑب ﺿر ار ﻟﻠﻐﯾر ﯾﻠزم ﻣن ﻛﺎن ﺳﺑﺑﺎ ﻓﻲ ﺣدوﺛﻪ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض".
وﯾﻌﺗﺑر اﻟﻔﻌل اﻟﺿﺎر ﻗوام اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻘﺻﯾرﯾﺔ ،أي أﻧﻪ إذا ﺗواﻓرت ﻓﻲ اﻟﻔﻌل اﻟﺿﺎر
ﺷروطﺎ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﯾﻧﺷﺄ اﻟﺗزاﻣﺎ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض واﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻘﺻﯾرﯾﺔ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ أرﻛﺎن :اﻟﺧطﺄ –
اﻟﺿرر – ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺧطﺄ أو اﻟﺿرر.
ب -اﻟﻔﻌل اﻟﻧﺎﻓﻊ :ﻫو ﻛل ﻋﻣل ﯾؤدي إﻟﻰ إﺛراء اﻟﺷﺧص ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب ﺷﺧص آﺧر
دون ﺳﺑب ﻟذﻟك ﯾﻘرر اﻟﻘﺎﻧون ﺗطﺑﯾق ﻗواﻋد اﻹﺛراء ﺑﻼ ﺳﺑب ،ﺣﯾث ﺗﻧص م 141ق م "ﻛل
- 71 -
ﻣﺻﺎدر اﻟﺣق واﻧﻘﺿﺎؤﻩ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث
ﻣن ﻧﺎل ﻋن ﺣﺳن ﻧﯾﺔ ﻣن ﻋﻣل اﻟﻐﯾر أو ﻣن اﻟﺷﻲء ﻟﻪ ﻣﻧﻔﻌﺔ ﻟﯾس ﻟﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﺑررﻫﺎ ﯾﻠزم
ﺑﺗﻌوﯾض ﻣن وﻗﻊ اﻹﺛراء ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎﺑﻪ ﺑﻘدر ﻣﺎ اﺳﺗﻔﺎد ﻣن اﻟﻌﻣل أو اﻟﺷﻲء "ﻣﺛﺎل اﻟﻣؤﺟر.
-1دﻓﻊ ﻏﯾر اﻟﻣﺳﺗﺣق) :اﯾﻔﺎء ﻣﺎ ﻻ ﯾﺟب( م 143ق م ج "ﻛل ﻣن ﺗﺳﻠم ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل
اﻟوﻓﺎء ﻣﺎ ﻟﯾس ﻣﺳﺗﺣﻘﺎ ﻟﻪ وﺟب ﻋﻠﯾﻪ ردﻩ" ﻣﺛﺎل وﻓﺎء دﯾن ﻏﯾر ﻣﺳﺗﺣق.
ﺣﯾث ﯾﺳﻣﻰ اﻟﺷﺧص اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﺎﻟﻌﻣل )اﻟﻔﺿوﻟﻲ( وﯾﺳﻣﻰ ﻣن ﺗم اﻟﻌﻣل ﻟﺣﺳﺎﺑﻪ )رب
اﻟﻌﻣل( ﻣﺛﺎل :ﻗﯾﺎم اﻟﺟﺎر ﺑﺗرﻣﯾم ﺟدار ﺟﺎرﻩ اﻟﻐﺎﺋب ﺑﻌد أن أﺻﺑﺢ آﯾﻼ ﻟﻠﺳﻘوط ،ﻗﯾﺎم ﺷﺧص
ﺑﺟﻧﻲ ﻣﺣﺻول اﻟﻐﯾر ﺧﺷﯾﺔ ﺗﻠﻔﻪ.
ﻓﻔﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﻛون ﻟﻠﻔﺿوﻟﻲ ﺣق ﻟﺗﻌوﯾض ﻋﻣﺎ ﺧﺳرﻩ ﻣن أﺟل اﻟﻘﯾﺎم ﺑذﻟك اﻟﻌﻣل.
ﻫو اﺗﺟﺎﻩ اﻹرادة إﻟﻰ إﺣداث أﺛر ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻣﻌﯾن ،ﻛﺈﻧﺷﺎء ﺣق ،ﻧﻘﻠﻪ ،ﺗﻌدﯾﻠﻪ أو
إﻧﻬﺎﺋﻪ)(1وﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﻟﺗﺻرف اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﺗواﻓر اﻟﻧﯾﺔ ﻛﺄن ﺗﺗﺟﻪ إرادة اﻟﺑﺎﺋﻊ إﻟﻰ اﻻﻟﺗزام ﺑﻧﻘل
ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻣﺑﯾﻊ إﻟﻰ اﻟﻣﺷﺗري وﻛﺳب اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺛﻣن وﺗﺗﺟﻪ إرادة اﻟﻣﺷﺗري إﻟﻰ اﻻﻟﺗزام ﺑدﻓﻊ
اﻟﺛﻣن وﻛﺳب ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻣﺑﯾﻊ ،ﻓﺎﻟﺗﺻرف اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﯾﺧﺗﻠف ﻋن اﻟواﻗﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻷن اﻹرادة
اﺗﺟﻬت إﻟﯾﻪ ﻓﻲ ﺣﯾن اﻷﺛر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻓﻲ اﻟواﻗﻌﺔ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﻣﺟرد وﺟود اﻟﻔﻌل ﺳواء اﺗﺟﻬت
اﻹرادة إﻟﻰ اﺣداﺛﻪ أم ﻻ.
اﻟﺗﺻرف اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ إﻣﺎ أن ﯾﻛون ﻣن ﺟﺎﻧب واﺣد أي اﺗﺟﺎﻩ إرادة واﺣدة ﻣﻧﻔردة ﻹﺣداث
أﺛر ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻣﺛﺎل اﻟوﺻﯾﺔ ،اﻟوﻋد ﺑﺟﺎﺋرة.
- 72 -
ﻣﺻﺎدر اﻟﺣق واﻧﻘﺿﺎؤﻩ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث
وﻗد ﯾﻛون ﺑﺎﺗﺟﺎﻩ إرادﺗﯾن وﺗواﻓﻘﻬﻣﺎ ﻋﻠﻰ إﺣداث أﺛر ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻣﺛﺎل :ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ ،ﻋﻘد
اﻹﯾﺟﺎر.
ﻓﺎﻹرادة ﻫﻲ ﻗوام اﻟﺗﺻرف اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ وﻟﻬﺎ ﺳﻠطﺎت واﺳﻌﺔ ﻓﻲ إﻧﺷﺎء اﻟﺣﻘوق وﻧﻘﻠﻬﺎ
وﺗﻌدﯾﻠﻬﺎ ٕواﻧﻬﺎﺋﻬﺎ وﻫو ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﻣﺑدأ ﺳﻠطﺎن اﻹرادة ،ﻏﯾر أن ﻫذﻩ اﻟﺳﻠطﺎت ﻓرﺿت ﻋﻠﯾﻬﺎ
ﺑﻬدف ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎم ﻗﯾود ،ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ:
-1اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻵﻣرة :ﺣﯾث أن ﻫذﻩ اﻟﻘواﻋد ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻸﻓراد اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ
ﻣﺧﺎﻟﻔﺗﻬﺎ وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈرادة اﻷﻓراد ﻻ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﺄي ﺳﻠطﺎت ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺄﺣﻛﺎﻣﻬﺎ.
-2اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ :ﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ اﻟﺷﻛل اﻟذي ﯾﺳﺗﻠزﻣﻪ اﻟﻘﺎﻧون ﻟﻘﯾﺎم اﻟﺗﺻرف اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﺣﯾث أن
اﻟﻘﺎﻧون ﻻ ﯾﻛﺗﻔﻲ ﺑﺎﻹرادة ﻻﻧﻌﻘﺎد اﻟﻌﻘد ﺑل ﯾﺷﺗرط إﻓراغ ﻫذﻩ اﻹرادة ﻓﻲ ﺷﻛل ﻣﻌﯾن ،واﻟﺷﻛل
اﻟذي ﯾﺗطﻠﺑﻪ اﻟﻘﺎﻧون ﻓﻲ اﻟﺗﺻرف ﻗد ﯾﻘﺻد ﺑﻪ اﻟﺗﺳﺟﯾل ﻛﻣﺎ ﻫو ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎر ،ﺣﯾث
ﯾﺷﺗرط اﻟﻘﺎﻧون ﺗوﺛﯾﻘﻪ وﺷﻬرﻩ ﻟدى ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺷﻬر اﻟﻌﻘﺎري ،وﻗد ﯾﻘﺻد ﺑﻪ اﻟﺗﺳﻠﯾم ﻛﻬﺑﺔ
اﻟﻣﻧﻘول ،ﺣﯾث ﯾﺳﺗﻠزم ﺗﺳﻠﯾم اﻟﺷﻲء اﻟﻣوﻫوب إﻟﻰ اﻟﻣوﻫوب ﻟﻪ ،وﻗد ﺗﺄﺧذ اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ ﺻور
أﺧرى ،ﻓﻌﻘد اﻟزواج ﻣﺛﻼ ﻻ ﯾﻧﻌﻘد إﻻ ﺑﺣﺿور ﺷﺎﻫدﯾن.
وﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﻹرادة اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﺎﻟﺗﺻرف اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﺷروط اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-1أن ﯾﺗم اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﺻراﺣﺔ أو ﺿﻣﻧﺎ.
-2أن ﺗﺻدر ﻋن ﺷﺧص ﻛﺎﻣل اﻷﻫﻠﯾﺔ – ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻷﻫﻠﯾﺔ أداء –
-3أن ﺗﻛون اﻹرادة ﺧﺎﻟﯾﺔ ﻣن اﻟﻌﯾوب ،ﻛﺎﻟﻐﻠط اﻟﺗدﻟﯾس ،اﻹﻛراﻩ ،اﻹﺳﺗﻐﻼل.
-4أن ﯾﻛون اﻟﺑﺎﻋث ﻟﻺرادة ﻣﺷروﻋﺎ ،وان ﺗرد ﻋﻠﻰ ﻣﺣل ﻣﺷروع ﻛذﻟك.
- 73 -
ﻣﺻﺎدر اﻟﺣق واﻧﻘﺿﺎؤﻩ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث
واﻹﺛﺑﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻻ ﯾﻧﺻب ﻋﻠﻰ اﻟﺣق اﻟﻣﺗﻧﺎزع ﻓﯾﻪٕ ،واﻧﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟواﻗﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
ﻣﺻدر ﻫذا اﻟﺣق ،واﻟواﻗﻌﺔ ﻗد ﺗﻛون ﺗﺻرف ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻛﻌﻘد اﻟﺑﯾﻊ أو اﻹﯾﺟﺎر ،وﻗد ﺗﻛون ﻣﺎدﯾﺔ
)(1
ﻛﻌﻣل ﻏﯾر ﻣﺷروع ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ إﻟزام ﻓﺎﻋﻠﻪ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض.
واﻹﺛﺑﺎت ﺿروري ﻟﺻﺣﺔ اﻻدﻋﺎء وﯾﻛون ﻣﻛرس ﺑﻣوﺟب ﺣﻛم ﻗﺿﺎﺋﻲ ﯾﻧﻔذﻩ ﺑواﺳطﺔ
اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ.
ﯾﻘﻊ ﻋبء اﻹﺛﺑﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﻋﻲ ،وﻟﻛن اﻟﻣﻘﺻود ﻫﻧﺎ ﻟﯾس ﻣن ﯾرﻓﻊ اﻟدﻋوى ﻓﺣﺳب ﺑل
ﻗد ﯾﻛون ﻣن رﻓﻌت اﻟدﻋوى ﻋﻠﯾﻪ وﯾﺧﺗﻠف ﻓﻲ اﻟﻣدﻧﻲ ﻋن اﻟﺟزاﺋﻲ.
أ-ﻋبء اﻹﺛﺑﺎت ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ :ﻓﻌﻧد ادﻋﺎء ﺷﺧص ﺑﻛوﻧﻪ داﺋن ﻟﺷﺧص آﺧر
ﻣﺛﻼ ﻣن اﻟﻣﺎل ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻠزم ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺑﺗﻘدﯾم ﺳﻧد اﻟدﯾن ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻛون ﻗد أﺛﺑت ﺣﻘﻪ
ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻣدﻋﯾﺎ أﺻﻠﯾﺎ ﻓﻲ اﻟدﻋوى ،وﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل ﯾﻠزم اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ إﺛﺑﺎت ﺑراءة
)(2
دﻣﺗّﻪ ﻣن اﻟدﯾن ،وﯾﻛون ﻋﻧدﻫﺎ ﻣدﻋﯾﺎ ﺑﺎﻟوﻓﺎء ﺑﺎﻟدﯾن ،ﻓﻌﻠﯾﻪ إﺛﺑﺎت ذﻟك اﻟوﻓﺎء.
ب-ﻋبء اﻹ ﺛﺑﺎت ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ :ﻋﻧد ادﻋﺎء اﻟﺷﺧص ﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻋﻘﺎر وﻗﻊ ﻓﻲ
ﺣﯾﺎزة اﻟﻐﯾر ،وأن ﻟﻪ ﺣق ﻣﻌﯾن ﻋﻠﯾﻪ ﻛﺣق اﻻﻧﺗﻔﺎع أو اﻟرﻫن ﻓﻌﻠﯾﻪ أن ﯾﻘﯾم اﻟدﻟﯾل ﻋﻠﻰ ﻣﺎ
ﯾدﻋﯾﻪ وﻋﻠﻰ اﻟﻌﻛس ﻣن ذﻟك أن اﻟﺷﺧص إذا اﻛﺗﺳب ﻣﻠﻛﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﺗﻘﺎدم ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻠزم
ﺑﺈﺛﺑﺎت ﺣﯾﺎزﺗﻪ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،أي أـن ﻋبء اﻻﺛﺑﺎت ﯾﻧﺗﻘل ﻣن اﻟﻣدﻋﻲ إﻟﻰ اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﻪ وﻣﺗﻰ ﻗدم
أﺣدﻫﻣﺎ اﻟدﻟﯾل ﻛﺳب اﻟدﻋوى.
) (1ﺳﻠﯾﻣﺎن اﻟﻧﺎﺻري ،اﻟﻣدﺧل ﻟدراﺳﺔ اﻟﻘﺎﻧون ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،دار واﺋل ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر ،ﻋﻣﺎن ،اﻷردن ،1999 ،ص .205
) (2أﺣﻣد ﺳﻲ ﻋﻠﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .264
- 74 -
ﻣﺻﺎدر اﻟﺣق واﻧﻘﺿﺎؤﻩ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث
ﯾﻘﻊ اﻹﺛﺑﺎت ﻓﻲ اﻟﻣواد اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺎﺋب اﻟﻌﺎم أو ﻣﻣﺛﻠﯾﻪ ﻣن ﻣﺳﺎﻋدﯾﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى
اﻟﻣﺟﻠس اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ووﻛﻼء اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﺣﺎﻛم ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫم اﻟﻣدﻋﯾن ﺑﺎﻟﺣق اﻟﻌﺎم
ﻓﻲ اﻟدﻋﺎوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﯾطﺎﻟﺑون اﻟﻘﺿﺎء اﻟﺟزاﺋﻲ ﺑﺗوﻗﯾﻊ اﻟﺟ ازءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻣﻘررة ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﻋﻠﻰ
ﻣرﺗﻛﺑﻲ اﻟﺟراﺋم ﻧﯾﺎﺑﺔ ﻋن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﺑﺎﻋﺗﺑﺎر اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻣﺛﻠﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ وﻣدﻋﯾﺔ ﻟﻠﺣق اﻟﻌﺎم
ﻓﻼ ﺑد ﻟﻬﺎ ﻣن إﺛﺑﺎت ﻋﻧﺎﺻر اﻻﺗﻬﺎم أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣوﺟﻬﺔ ﻟﻠﻣﺣﺎﻟﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ،وﻛذا
)(2
ﺣﯾث أﻧﻪ ﻏﯾر ﻣﻘﯾد إﺛﺑﺎت اﻟﺟراﺋم ﺑﻛﺎﻓﺔ طرق اﻹﺛﺑﺎت ،وﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ،
ﺑﺎﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻣﺛﺑﺗﺔ ﻓﻲ ﻣﺣﺎﺿر اﻟﺿﺑطﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ م 215ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ.
وﯾﻛون ﻟﻠﺿﺣﯾﺔ اﻟﺣق ﻓﻲ إﻗﺎﻣﺔ ﻣﺎ ﯾﺛﺑت ادﻋﺎء اﻟﺿرر اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻋن اﻟﻔﻌل اﻟﻌﻣدي ﻏﯾر
اﻟﻣﺷروع ﻟطﻠب اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻷﺿرار اﻟﻼﺣﻘﺔ ﺑﻪ ،ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟذي ﯾﻘﻊ ﻓﯾﻪ ﻧﻔﻲ اﻟﺗﻬﻣﺔ ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﺗﻬم.
)(3
وﯾظل ﻋﻧدﻫﺎ اﻟﺷﺧص اﻟﻣدان أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء ﺣﺗﻰ ﯾﻘدم دﻓﺎﻋﻪ وﺣﺟﺞ إﺛﺑﺎت ﺑراءﺗﻪ.
)(1
أﺣﻣد ﺳﻲ ﻋﻠﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .265
)(2
اﻟﻣﺎدة 212ﻣن )ﺗﻘﻧﯾن اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ( ،اﻷﻣر رﻗم 155-66اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 08ﺟوان .1966اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون
اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،ج ر ﻋدد ،48اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 10ﺟوان ،1966ﻣﻌدل وﻣﺗﻣم ﺑﺎﻷﻣر رﻗم 02-15اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 23ﺟوﯾﻠﯾﺔ
،2015ج ر ﻋدد ،40ﻣؤرخ ﻓﻲ 23ﺟوﯾﻠﯾﺔ .2015
) (3اﻟﻣﺎدة 304ﻣن اﻟﺗﻘﻧﯾن ﻧﻔﺳﻪ.
- 75 -
ﻣﺻﺎدر اﻟﺣق واﻧﻘﺿﺎؤﻩ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث
ﻫﻧﺎك ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟطرق أو اﻷدﻟﺔ ﻟﻺﺛﺑﺎت ﯾﺗم ﺗﻘدﯾﻣﻬﺎ ﻟﻠﻘﺿﺎء ،وذﻟك ﺣﺳب ﻛل
ﺣﺎﻟﺔ ،ﻧﺣﺎول ذﻛر أﻫﻣﻬﺎ ﻓﻘط.
أوﻻ :اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ
ﺗﺣﺗل اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﻣرﺗﺑﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣن ﺑﯾن أدﻟﺔ اﻹﺛﺑﺎت وﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ اﻟﻣﺣرر اﻟﺗوﺛﯾﻘﻲ اﻟذي
ﯾدوﻧﻪ ﻣوظف رﺳﻣﻲ ﻣﺧﺗص.
وأﻋﺗﺑر اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري اﻟﻣوﺛق ﺿﺎﺑطﺎ ﻋﻣوﻣﯾﺎ ﻣﻔوض ﻣن ﻗﺑل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
ﯾﺗوﻟﻰ ﺗﺣرﯾر اﻟﻌﻘود اﻟﺗﻲ ﯾﺷﺗرط ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺻﺑﻐﺔ اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﺣﺗﻰ ﯾﺛﺑﺗﻬﺎ ﺑﺈرادة
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن) ،(1وﻣن اﻟﻌﻘود اﻟﺗﻲ ﺗﺗطﻠب اﻟﺻﺑﻐﺔ اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﺗﻠك اﻟﺗﻲ
ﻧص اﻟﻣﺎدة 333
ﯾﻛون ﻣﺣﻠﻬﺎ ﺗﺻرﻓﺎ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺎ ﯾﺗﺟﺎوز ﻣﺑﻠﻎ 100أﻟف دﯾﻧﺎر ﺟزاﺋري ﺣﺳب ّ
ﻣن اﻟﺗﻘﻧﯾن اﻟﻣدﻧﻲ.
ﻫﻲ اﻷﻗوال اﻟﺗﻲ ﯾدﻟﻲ ﺑﻬﺎ اﻷﺷﺧﺎص أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء ﻗﺻد إﺛﺑﺎت أو ﻧﻔﻲ واﻗﻌﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ
وذﻟك ﻋن طرﯾق ﺣﻠف اﻟﯾﻣﯾن(2).وﻟﻠﺷﻬﺎدة ﻣﻛﺎﻧﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟدﯾن اﻹﺳﻼﻣﻲ.
ﺛﺎﻟﺛﺎ :اﻟﻘراﺋن
ﻫﻲ ﺗﻠك اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﻲ ﯾﺗم اﺳﺗﺧﻼﺻﻬﺎ ﻣن اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻣن أﺟل واﻗﻌﺔ ﻣﻌﻠوﻣﺔ ﻟﻣﻌرﻓﺔ واﻗﻌﺔ
ﻣﺟﻬوﻟﺔ ،واﻟﻘرﯾﻧﺔ ﻗد ﯾﻛون ﻣﻧﺻوﺻﺎ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ﻓﺗﻛون ﻗرﯾﻧﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ* ،وﻗد ﯾﺳﺗﻧﺑطﻬﺎ
اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻣن ظروف اﻟﻘﺿﯾﺔ ﻓﺗﻛون ﻗرﻧﯾﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ.
) (1اﻟﻣﺎدة 03ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 02-06اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 20ﻓﺑراﯾر ،2006اﻟﻣﺗﺿﻣن ﺗﻧظﯾم ﻣﻬﻧﺔ اﻟﻣوﺛق ﻋﻠﻰ أن :اﻟﻣوﺛق ﺿﺎﺑط
ﻋﻣوﻣﻲ ﻣﻔوض ﻣن ﻗﺑل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﯾﺗوﻟﻰ ﺗﺣرﯾر اﻟﻌﻘود اﻟﺗﻲ ﯾﺷﺗرط ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺻﺑﻐﺔ اﻟرﺳﻣﯾﺔ وﻛذا اﻟﻌﻘود اﻟﺗﻲ
ﯾرﻏب اﻷﺷﺧﺎص إﻋطﺎءﻫﺎ ﻫذﻩ اﻟﺻﺑﻐﺔ.
) (2إﺳﺣﺎق اﺑراﻫﯾم ﻣﻧﺻور ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .343
*ﻣﺛل ﻗرﯾﻧﺔ اﻟوﻓﺎء ﺑﺎﻷﻗﺳﺎط اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋﻧد ﺛﺑوت اﻟوﻓﺎء ﺑﻘﺳط اﻷﺟرة اﻟﻠﺣق.
- 76 -
ﻣﺻﺎدر اﻟﺣق واﻧﻘﺿﺎؤﻩ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث
راﺑﻌﺎ :اﻹﻗرار
ﻫو اﻋﺗراف اﻟﺧﺻم ﺑواﻗﻌﺔ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺗﻘرﯾر ﺣق ﻟﺷﺧص آﺧر وﯾﻌﺗﺑر ﺳﯾد اﻷدﻟﺔ
)(1
أﻣﺎم اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ.
ﺧﺎﻣﺳﺎ :اﻟﯾﻣﯾن
ﻫو أن ﯾﺷﻬد اﻟﺷﺧص اﷲ ﻋﻠﻰ ﺻﺣﺔ ﻣﺎ ﯾدﻋﯾﻪ أو ﻋدم ﻣﺎ ﯾدﻋﯾﻪ اﻟﺧﺻم اﻵﺧر وذﻟك
ﺗﻘرﻫﺎ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ.
ﺑﺎﻟﺣﻠف ﺑﺎﻟﺻﺑﻐﺔ اﻟﺗﻲ ّ
ﺳﺎدﺳﺎ :اﻟﻣﻌﺎﯾﻧﺔ واﻟﺧﺑرة
ﺗﺗﺻل ﻛل ﻣﻧﻬﺎ اﺗﺻﺎﻻ ﻣﺎدﯾﺎ ﺑﺎﻟواﻗﻌﺔ اﻟﻣراد إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ وﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ ﻋﻧدﺋذ ﺳواء ﻣن ﺗﻠﻘﺎء
ﻧﻔﺳﻬﺎ أو ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ طﻠب أﺣد اﻟﺧﺻوم أن ﺗﻘر اﻻﻧﺗﻘﺎل ﻟﻣﻌﺎﯾﻧﺔ اﻟﺷﻲء اﻟﻣﺗﻧﺎزع ﻋﻠﯾﻪ أو
ﺗﻧدب أﺣد ﻗﺿﺎﺗﻬﺎ ﻟذﻟك ،ﻣﻊ ﺗﺣرﯾر ﻣﺣﺿر ﺑذﻟك ﻣﻊ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑذوي اﻟﺧﺑرة إن أراد اﻟﻘﺎﺿﻲ
)(2
ذﻟك ﻣن أطﺑﺎء ﻣﻬﻧدﺳﯾن ...اﻟﺦ.
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻧﻘـــــــﺿﺎء اﻟﺣــــــــــﻘـــوق
اﻷﺻل ﻓﻲ اﻧﻘﺿﺎء اﻟﺣق ﻫو زواﻟﻪ ﻣن ﻋﺎﻟم اﻟوﺟود اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ،ﺣﯾث ﺗﻧﺗﻬﻲ آﺛﺎرﻩ
ﺑﺣﺻول ﺻﺎﺣﺑﻪ ﻋﻠﯾﻪ ،أي ﺑﺎﻧﻘﺿﺎﺋﻪ ﻣن اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻠﺗزم ﺑﻪ.
) (1ﻣﺣﻣد ﺣﺳﯾن ﻣﻧﺻور ،ﻣﺣﻣد ﺣﺳﯾن ﻗﺎﺳم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .249
)(2
اﻟﻣﺎدة 126ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 09-08اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 25ﻓﺑراﯾر ﺳﻧﺔ 2008اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ
ﻋﻠﻰ أﻧﻪ "ﯾﺟوز ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﻣن ﺗﻠﻘﺎء ﻧﻔﺳﻪ أو ﺑطﻠب أﺣد اﻟﺧﺻوم ﺗﻌﯾﯾن ﺧﺑﯾر أو ﻋدة ﺧﺑراء ﻣن ﻧﻔس اﻟﺗﺧﺻص أو ﻣن
ﺗﺧﺻﺻﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ".
- 77 -
ﻣﺻﺎدر اﻟﺣق واﻧﻘﺿﺎؤﻩ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث
ﺗﻌﺗﺑر اﻟﺣﻘوق اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﺣﻘوﻗﺎ ﻣؤﻗﺗﺔ ﺑطﺑﯾﻌﺗﻬﺎ ،ذﻟك ّأﻧﻬﺎ ﺗﻧﺷﺊ ﻋﻼﻗﺎت ﺑﯾن اﻷﻓراد
أﺑدﯾﺎٕ ،واﻻ
وﺗﺟﻌل ﺑﻌﺿﻬم ﻣﻠﺗزﻣﺎ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﺑﻌض اﻵﺧر ،ﺣﯾث ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون ﻫذا ّ
ﺣرﯾﺗﻪ ،ﻟذﻟك ﻓﻬﻲ ﺗﻧﻘﺿﻲ إﻣﺎ ﺑﺎﻟوﻓﺎء )اﻟﻔرع اﻷول( أو ﻣﺎ ﯾﻘوم ﻣﻘﺎم اﻟوﻓﺎء
أﻋﺗﺑر ﻗﯾدا ﻋﻠﻰ ّ
)اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ( أو ﺑﺎﻧﻘﺿﺎء اﻟﺣق دون اﻟوﻓﺎء )اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث(.
وﻫو ﻗﯾﺎم اﻟﻣدﯾن ﺑﺗﻧﻔﯾذ ﻣﺎ اﻟﺗزم ﺑﻪ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟداﺋن )وﻫو ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﯾﻧﻲ
ﻟﻼﻟﺗزام( ﺳواء ﻗﺎم ذﻟك ﺑﺄداء ﻣﺑﻠﻎ ﻣﻌﯾن ﻣن اﻟﻧﻘود أو اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣل ﻣﻌﯾن أو اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن
ﻋﻣل ﻣﻌﯾن.
وﻗﯾﺎم اﻟﻣدﯾن ﺑﺎﻟوﻓﺎء ﺑﺎﻟدﯾن ﻋﻠﻰ اﻟوﺟﻪ اﻟﻣﺗﻘدم ﯾؤدي إﻟﻰ اﻧﻘﺿﺎء ﺣق اﻟداﺋن.
وﯾﻛون ﻋن طرﯾق:
واﻟذي ﯾﺗﺣﻘق ﻋﻧد ﻗﺑول اﻟداﺋن ﻣن ﻣدﯾﻧﻪ ﻣﻘﺎﺑﻼ آﺧر ﻏﯾـر ﻣﺎ اﺗﻔـق ﻋﻠﯾﻪ ﻣﺳﺑﻘﺎ ﻓﯾﻧﻘﺿﻲ
اﻟدﯾن ﺑﻬذا اﻟﻣﻘﺎﺑل ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻛون اﻟﻣدﯾن ﻗد أوﻓﻰ ﺑدﯾﻧﻪ ﺑطرﯾق اﻹﻋﺗﯾﺎض ﺣﯾث أﻧﻪ "إذا ﻗﺑل
اﻟداﺋن ﻓﻲ اﺳﺗﯾﻔﺎء ﺣﻘﻪ ﻣﻘﺎﺑﻼ اﺳﺗﻌﺎض ﺑﻪ ﻋن اﻟﺷﻲء اﻟﻣﺳﺗﺣق ﻗﺎم ﻫذا ﻣﻘﺎم اﻟوﻓﺎء").(1
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟﺗﺟدﯾد
ﻫو اﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ اﻧﻘﺿﺎء اﻻﻟﺗزام اﻟﻘدﯾم ﺑﺈﻧﺷﺎء اﻟﺗزام ﺟدﯾد ﯾﺣل ﻣﺣﻠﻪ وﯾﺧﺗﻠف ﻋﻧﻪ إﻣﺎ
ﻓﻲ ﻣﺣﻠﻪ أو ﻣﺻدرﻩ ،أو ﻓﻲ طرﻓﯾﻪ )اﻟداﺋن أو اﻟﻣدﯾن(.
- 78 -
ﻣﺻﺎدر اﻟﺣق واﻧﻘﺿﺎؤﻩ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث
أ -ﺗﺟدﯾد اﻟﺣق ﺑﺗﻐﯾﯾر ﻣﺣﻠﻪ :ﻛﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﺗﻔﺎق اﻟﺑﺎﺋﻊ واﻟﻣﺷﺗري ﻋﻠﻰ ﺷﻲء ﻣﻌﯾن
)ﺳﯾﺎرة ﻣن ﻧوع (Fordﻓﻘﺑل اﻟﻣﺷﺗري ﻫذﻩ اﻟﺳﯾﺎرة ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻬﻲ ﺗﺣل ﻣﺣل اﻷوﻟﻰ.
ب -ﺗﺟدﯾد اﻟﻣﺣل ﺑﺗﻐﯾﯾر اﻟﻣدﻧﻲ :ﻛﻣﺎ ﻟو اﺗﻔق اﻟداﺋن ﻣﻊ اﻟﻐﯾر ﻋﻠﻰ أن ﯾﻛون ﻫذا
اﻷﺧﯾر ﻣدﯾﻧﺎ ﻣﻛﺎن اﻟﻣدﯾن اﻷﺻﻠﻲ ،ﻋﻠﻰ أن ﺗﺑ أر ذﻣﺔ اﻟﻣدﯾن اﻷﺻﻠﻲ دون ﺣﺎﺟﺔ
)(1
ﻹرﺿﺎﺋﻪ.
ج-ﺗﺟدﯾد اﻟﺣق ﺑﺗﻐﯾﯾر اﻟداﺋن :وﯾﻛون ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﺗﻔﺎق اﻟداﺋن واﻟﻣدﯾن واﻟﻐﯾر ﻋﻠﻰ أن
ﯾﻛون ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻫو اﻟداﺋن اﻟﺟدﯾد ﺣﺳب ﻧص اﻟﻣﺎدة 3/287ق م ج.
ﺛﺎﻟﺛﺎ :اﻹﻧﺎﺑﺔ
اﻹﻧﺎﺑﺔ ﻫﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻋﻣل ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﯾﺗم ﺑﻣوﺟﺑﻪ اﻟﺗزام ﺷﺧص أﺟﻧﺑﻲ ﻋن اﻟدﯾن ﺑوﻓﺎء
دﯾن اﻟﻣدﯾن ﻟداﺋﻧﻪ ،وذﻟك ﺑﺎﺗﻔﺎق ﺛﻼﺛﺗﻬم – اﻟﻣدﯾن )اﻟﻣﻧﯾب( واﻷﺟﻧﺑﻲ )اﻟﻣﻧﺎب( واﻟداﺋن
)اﻟﻣﻧﺎب ﻟدﯾﻪ(.
وﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺎﺑﺔ اﻧﻘﺿﺎء اﻻﻟﺗزام ،إذا ﻛﺎن ﻣﺿﻣون اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﯾﻬﺎ أن ﺗﺑ أر ذﻣﺔ
)(2
اﻟﻣدﯾن ،ﻟﺗﺣﻣل اﻟدﯾن ﻋﻧﻪ وﻫو ﯾﻌرف ﺑﺎﻹﻧﺎﺑﺔ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ* ،وﻓﻘﺎ ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة 294ق م.
راﺑﻌﺎ :اﻟﻣﻘﺎﺻﺔ
)(3
وذﻟك ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺻﺑﺢ ﻫﻲ ﺗﺻﻔﯾﺔ ﺣﺳﺎﺑﯾﺔ ﻟﻠﺣﻘوق واﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ ﺑﯾن ﺷﺧﺻﯾن
اﻟﻣدﯾن داﺋﻧﺎ ﻟداﺋﻧﻪ ﻓﯾﻧﻘﺿﻲ اﻟدﯾﻧﯾن ﺑﻘدر اﻷﻗل ﻣﻧﻬﻣﺎ ،وﻋﻠﻰ اﻟﻣدﯾن ﺑﺎﻟﺟزء اﻟﺑﺎﻗﻲ أن ﯾﻔﻲ ﺑﻪ
ﺑﺎﻟطرﯾق اﻟﻌﺎدي.
- 79 -
ﻣﺻﺎدر اﻟﺣق واﻧﻘﺿﺎؤﻩ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث
ﻣﺛﺎل) :أ( داﺋن ﻟ ـ )ب( ﺑﻣﺑﻠﻎ 1000دج ﺛم ﯾﺻﺑﺢ )ب( داﺋﻧﺎ ﻟـ)أ( ﺑﻣﺑﻠﻎ 800دج
ﻓﯾﻧﻘﺿﻲ اﻟدﯾﻧﯾن ﺑﻘدر اﻷﻗل ﻣﻧﻬﻣﺎ ،أو ﻓﻲ ﺣدود 800وﻻ ﯾﺑﻘﻰ ﻋﻠﻰ )ب( ﻟـ )أ( ﺳوى
200دج.
واﻟﻣﻘﺎﺻﺔ إﻣﺎ ﺗﻛون ﺟﺑرﯾﺔ ﺑﻘوة اﻟﻘﺎﻧون أو اﺧﺗﯾﺎرﯾﺔ ﺗﺣﺻل ﺑﺗراﺿﻲ اﻟطرﻓﯾن وﺗﺷﺗرط
اﻟﻣﺎدة 297ق م ج ﻟﺣﺻول اﻟﻣﻘﺎﺻﺔ اﻟﺟﺑرﯾﺔ أن ﺗﻛون ﻓﻲ ﻣوﺿوع ﻣن اﻟﻧﻘود أو ﻣﺛﻠﯾﺎت
ﻣﺗﻌددة اﻟﻧوع واﻟﺟودة ،وأن ﯾﻛون اﻟدﯾﻧﺎن ﺧﺎﻟﯾﺎن ﻣن اﻟﻧزاع وﻣﺳﺗﺣﻘﺎ اﻷداء وﺻﺎﻟﺣﺎن
ﻟﻠﻣطﺎﻟﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ.
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﻘﺎﺻﺔ اﻻﺧﺗﯾﺎرﯾﺔ ﻓﻼ ﯾﺷﺗرط ذﻟك ،ﺣﯾث ﺗﺟوز اﻟﻣﻘﺎﺻﺔ اﻻﺧﺗﯾﺎرﯾﺔ وﻟو
ﻛﺎن اﻟدﯾﻧﺎن ﻣن ﺟﻧﺳﯾن ﻣﺧﺗﻠﻔﯾن أو ﻣﺗﻔﺎوﺗﯾن ﻓﻲ اﻟوﺻف أو ﻣؤﺟﻠﯾن أو أﺣدﻫﻣﺎ ﺣﺎﻻ
واﻵﺧر ﻣؤﺟﻼ.
ﯾﻘﺻد ﺑذﻟك أن ﺗﺟﺗﻣﻌﺎ ﻓﻲ اﻟﺷﺧص اﻟواﺣد ﺻﻔﺗﺎ اﻟداﺋن واﻟﻣدﯾ ـ ـ ـ ـن ﻓـﻲ وﻗت واﺣـ ـد
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ واﺣد ﺑﻧﻔس اﻟﻘدر ،ﺣﺳب ﻧص اﻟﻣﺎدة 304ق م ج "إذا اﺟﺗﻣﻌﺎ ﻓﻲ ﺷﺧص واﺣد
ﺻﻔﺗﺎ اﻟداﺋن واﻟﻣدﯾن ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﻰ دﯾن واﺣد اﻧﻘﺿﻰ ﻫذا اﻟدﯾن ﺑﺎﻟﻘدر اﻟذي اﺗﺣدت ﻓﻲ اﻟذﻣﺔ.
ٕواذا زال اﻟﺳﺑب اﻟذي أدى ﻻﺗﺣﺎد اﻟذﻣﺔ وﻛﺎن ﻟزواﻟﻪ أﺛر ﺟﻣﻌﻲ ﻋﺎد اﻟدﯾن إﻟﻰ اﻟوﺟود
ﺑﻣﻠﺣﻘﺎﺗﻪ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﻌﻧﯾﯾن ﺑﺎﻷﻣر وﯾﻌﺗﺑر اﺗﺣﺎد اﻟذﻣﺔ ﻛﺄن ﻟم ﯾﻛن".
أوﻻ :اﻹﺑراء
وﻫو ﺗﻧﺎزل ﺻﺎﺣب اﻟﺣق )اﻟداﺋن( ﻋن ﺣﻘﻪ ﻗﺑل اﻟﻣدﯾن ﺑدون ﻣﻘﺎﺑل وﻫو ﯾؤدي إﻟﻰ
ﺳﻘوط اﻟدﯾن وﯾﺗم اﻹﺑراء اﻟداﺋن اﻟﻣﻧﻔردة ﻣﺗﻰ وﺻﻠت إﻟﻰ ﻋﻠم اﻟﻣدﯾن دون ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺻدور
- 80 -
ﻣﺻﺎدر اﻟﺣق واﻧﻘﺿﺎؤﻩ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث
ﻗﺑول ﻣﻧﻪ ،وﻟﻛن ﯾﺷﺗرط أن ﯾﻛون اﻟداﺋن أﻫﻼ ﻟﻠﺗﺑرع أي ﻣﺗﻣﺗﻌﺎ ﺑﺎﻷﻫﻠﯾﺔ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ ﻷن اﻹﺑراء
ﺗﺻرف ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﺻﺎر ﺿر ار ﻣﺣﺿﺎ ﺑﻣن ﯾﺻدر ﻋﻧﻪ م 305ق م.
ﯾﻘﺻد ﺑذﻟك أن ﯾﺻﺑﺢ ﺗﻧﻔﯾذ اﻻﻟﺗزام ﻣﺳﺗﺣﯾﻼ ﺑﺳﺑب أﺟﻧﺑﻲ ﻻﺑد ﻟﻠﻣدﯾن ﻓﯾﻪ.
ﻛﻣﺎ ﻟو ﻫﻠك اﻟﺷﻲء ﻣﺣل اﻻﻟﺗزام وﻛﺎن ﻋﯾﻧﺎ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺑذاﺗﻬﺎ )ﻣﺛﻠﻲ( ﻓﺈن اﻻﻟﺗزام ﯾﻧﻘﺿﻲ
ﻷﻧﻪ ﻻ اﻟﺗزام ﺑﻣﺳﺗﺣﯾل ،أو ﺗﻌﻬد ﺷﺧص ﺑﻧﻘل ﺑﺿﺎﻋﺔ وﺗورﯾدﻫﺎ إﻟﻰ ﺷﺧص آﺧر ﺛم ﻫﻠﻛت
ﻫذﻩ اﻟﺑﺿﺎﻋﺔ ﻓﻲ اﻟطرﯾق ﺑﺳﺑب أﺟﻧﺑﻲ )ﻓﯾﺿﺎن( ﻣﻊ اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن اﻻﺳﺗﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗؤدي
إﻟﻰ اﻧﻘﺿﺎء اﻟﺣق اﻟﺷﺧﺻﻲ ﻫﻲ اﻻﺳﺗﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ )م 307ق م().(1
ﯾﺣﺗل اﻟﺗﻘﺎدم ﻣﻛﺎﻧﺔ ﻛﺑﯾرة ﺗظﻬر ﻣن ﺧﻼل ﺗﻘﺎدم اﻟﺣق اﻟذي ﯾﻛون ﺑﻌدم اﺳﺗﻌﻣﺎل
)(2
وﻣﻌﻧﻰ ﻫذا ،أﻧﻪ إذا اﻧﻘﺿت ﻫذﻩ اﻟﻣدة وﺳﻛت ﺻﺎﺣﺑﻪ ﻟﻪ ﻟﻣدة ﺧﻣﺳﺔ ﻋﺷر ) (15ﺳﻧﺔ
اﻟداﺋن ﻋن ﻣطﺎﻟﺑﺔ اﻟﻣدﯾن ﺑﺣﻘﻪ ،ﻓﺈن ﺣق اﻟداﺋن ﯾﻧﻘﺿﻲ وﻻ ﯾﻌود ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﻪ إﺟﺑﺎر اﻟﻣدﯾن ﻋﻠﻰ
اﻟوﻓﺎء.
-اﻟﺗﻘﺎدم ﺑﺧﻣس ﺳﻧوات ﻟﻠﺣﻘوق اﻟدورﯾﺔ ﻛﺄﺟرة اﻟﻣﺳﺎﻛن واﻟﻣﺣﻼت اﻟﻣﺎدة 309ق م.
) (1اﻟﻣﺎدة 307ق م ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أﻧﻪ "ﯾﻧﻘﺿﻲ اﻻﻟﺗزام إذا أﺛﺑت اﻟﻣدﯾن أو اﻟوﻓﺎء ﺑﻪ أﺻﺑﺢ ﻣﺳﺗﺣﯾﻼ ﻋﻠﯾﻪ ﺳﺑب أﺟﻧﺑﻲ ﻋن
إرادﺗﻪ".
) (2اﻟﻣﺎدة 308ق م.
- 81 -
ﻣﺻﺎدر اﻟﺣق واﻧﻘﺿﺎؤﻩ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث
- 82 -
ﻣﺻﺎدر اﻟﺣق واﻧﻘﺿﺎؤﻩ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث
إذا ﺗﻧﺎزل ﺻﺎﺣب اﻟﺣق ﻋن ﺣﻘﻪ ﻓﺈن ﻫذا اﻟﺣق ﯾﻧﻘﺿﻲ ،ﻓﺈذا ﺗﻧﺎزل اﻟﻣﻧﺗﻔﻊ أو اﻟداﺋن
اﻟﻣرﺗﻬن ﻋن ﺣﻘﻪ ﻓﻲ اﻟرﻫن اﻟرﺳﻣﻲ أو اﻟﺣﯾﺎزي ﻓﺈن ﻫذا اﻟﺗﻧﺎزل ﯾؤدي إﻟﻰ اﻧﻘﺿﺎء ﺣق
اﻟﻣﻧﺗﻔﻊ وﺣق اﻟداﺋن اﻟﻣرﺗﻬن وﯾﻼﺣظ ﻋن اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ ﺗﻧﻘﺿﻲ إذا اﻧﻘﺿت اﻟدﯾون
اﻟﺗﻲ وﺟدت ﻷﺟل ﺿﻣﺎﻧﻬﺎ ،ﻷن اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ ﺗوﺟد ﻟﺿﻣﺎن اﻟوﻓﺎء ﺑﻬﺎ ،ﻓﺈذا
اﻧﻘﺿت ﻫذﻩ اﻟدﯾون اﻧﻘﺿت اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ.
ﻣﺛﺎل) :أ( ﻗدم إﻟﻰ )ب( ﻋﻘﺎ ار ﻟﺿﻣﺎن اﻟوﻓﺎء ﺑﻘرض أﺧذﻩ ﻣن )أ( ﻗدرﻩ 1000دج.
إن اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻣن اﻟﺣﻘوق اﻟذﻫﻧﯾﺔ أو اﻟﻔﻛرﯾﺔ ﻫو ﺣق ﻣؤﻗت ،ﻓﻬو ﯾﻧﻘﺿﻲ ﺑﺎﻧﻘﺿﺎء
ﻣدة ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺑﺣﯾث ﯾﺻﺑﺢ ﺑﻌدﻫﺎ ﻫذا اﻟﺣق ﺟزءا ﻣن اﻟﺛروة اﻟﻔﻛرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﯾﺗﻣﻠﻛﻪ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﻻ
ﺗﻌود ﻟﻪ ﺻﻔﺔ اﻟﺣق اﻟﺧﺎص ،ﺑﻧص اﻟﻣﺎدة 54ﻣن اﻷﻣر رﻗم 05/03اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺣق اﻟﻣؤﻟف
واﻟﺣﻘوق اﻟﻣﺟﺎورة.
ﺣﯾث ﺗﻧص ﻋﻠﻰ "أن ﺗﺣظﻰ اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﺑﺎﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣؤﻟف طوال ﺣﯾﺎﺗﻪ وﻟﻔﺎﺋدة
ذوي ﺣﻘوﻗﻪ ﻣدة ﺧﻣﺳﯾن ) (50ﺳﻧﺔ اﺑﺗداء ﻣن ﻣطﻠﻊ اﻟﺳﻧﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻠﻲ وﻓﺎﺗﻪ".
ﻛﻣﺎ ﺳﺗرى اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻫذﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺻﻧف اﻟﻣﺷﺗرك اﺑﺗداء ﻣن ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ
)(1
اﻟﻣﺻﻧف.
ّ ﯾﺗوﻓﻰ ﻓﯾﻬﺎ آﺧر اﻟﺑﺎﻗﯾن ﻋﻠﻰ ﻗﯾد اﻟﺣﯾﺎة ﻣن اﻟﻣﺷﺎرﻛﯾن ﻓﻲ
) (1اﻟﻣﺎدة 55ﻣن اﻷﻣر رﻗم ،05/03اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺣﻘوق اﻟﻣؤﻟف واﻟﺣﻘوق اﻟﻣﺟﺎورة اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق اﻟذﻛر.
- 83 -
ﻣﺻﺎدر اﻟﺣق واﻧﻘﺿﺎؤﻩ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث
إذا ﻓﺎﻟﻣﺷرع ﺣدد ﻫذﻩ اﻟﻣدة ﺑـ 50ﺳﻧﺔ ﻣن وﻓﺎة اﻟﻣؤﻟف ،وﻫو اﻷﺟل اﻟذي ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ
اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺟوﻧﯾف 1952ﻓﻠﺻﺎﺣب اﻟﺣق أن ﯾﺳﺗﻐل ﺛﻣرة ﻓﻛرﻩ ﻣﺎﻟﯾﺎ طوال ﺣﯾﺎﺗﻪ وﺗؤول ﻣن ﺑﻌدﻩ
إﻟﻰ ورﺛﺗﻪ ﻣوﻗوﺗﺔ ،وﺑﻌد ﻫذﻩ اﻟﻣدة ﯾﺳﻘط اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﺣﻘوق اﻟذﻫﻧﯾﺔ.
- 84 -
ﻓﻬرس اﻟﻣﺣﺗوﯾﺎت
- 91 -