وزارة التعليم العالي و البحث العلم1

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 13

‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬

‫جامعة الجزائر ‪30‬‬


‫كلية العلوم االقتصادية و العلوم التجارية و علوم التسيير‬

‫تخصص مالية و محاسبة‬


‫شعبة محاسبة و مالية‬
‫المجموعة ‪30‬‬
‫الفوج ‪30‬‬

‫بحث تحت عنوان‬

‫نظم المعلومات القرارية‬

‫تحت اشراف األستاذة‬ ‫من اعداد الطلبة‬


‫عليوان محمد بالل‬
‫مالك عبد الرحمان‬
‫سعدودي غالم‬
‫أنيس كعوان‬
‫عمر مهراز‬
‫السنة الجامعية ‪2320\2322‬‬
‫المقدمة‬
‫ان التطورات العلمية الكبيرة التي ميزت كل المجاالت العلمية في منتصف القرن ‪23‬‬
‫خصوصا و التي مازالت مستمرة لحد االن ساهم في حدوث الثورة التكنولوجية في مجال‬
‫تكنولوجيا المعلومات و االتصال ‪ ،‬هذه األخيرة التي ميزها التطور السريع و المستمر من‬
‫خالل أدواتها و نظمها المختلفة التي أصبحت تستخدم في كل المجاالت العلمية و المعرفية و‬
‫هو ما أدى بالباحثين الى تسميته بعصر المعلومات ‪.‬‬
‫أصبح للمعلومات دور كبير في تطور المنظمات ‪ ،‬خصوصا مع كبر حجمها و تنوع‬
‫نشاطاتها و تعقدها في ظل المنافسة الكبيرة التي تالقيها مما نتج عنه تعدد المشاكل و تعقدها‬
‫مما جعل عملية التسيير أكثر صعوبة ‪.‬‬
‫و يتوقف نجاح المنظمة من خالل تحقيق أهدافها في قدرتها على اتخاذ قرارات مناسبة في‬
‫الوقت المناسب و مع التطور الذي تشهده الحياة االقتصادية أصبحت عملية اتخاذ القرار‬
‫أكثر صعوبة و تعقيدا ‪ .‬فلم يعد القرار مجرد عملية تتعلق بالمنظمة بل تجاوز حدودها الى‬
‫بيئتها الخارجية و لم يعد يعتمد على األدوات التقليدية بل من الضروري حتى يكون القرار‬
‫أكثر فعالية أن يستخدم األدوات و الوسائل التكنولوجية الحديثة‬

‫اإلشكالية‬
‫ان استخدام تكنولوجيا المعلومات و االتصال الحديثة يعد من مميزات المنظمات الحديثة و‬
‫المتطورة ‪ ،‬و هي تشمل على كل الوسائل الحديثة و التكنولوجية المستعملة في الحصول‬
‫على المعلومات و تخزينها و معالجتها و نقلها ‪ ،‬فهي وسائل الكترونية حديثة يكمن دورها‬
‫من خالل نظمها المختلفة في تجميع و تخزين و معالجة و تحليل البيانات و تلعب نظم‬
‫المعلومات القرارية دورا كبيرا في ذلك ‪ ،‬و هذه النظم المهتمة باتخاذ القرار تتطور من‬
‫خالل استخدامها و أهدافها للمساعدة على اتخاذ قرارت أكثر فاعلية‬
‫في ظل األهداف التي يصبو اليها هذا البحث فاننا نسعى لإلجابة على السؤال التالي‬
‫ماهي أهم نظم المعلومات القرارية المساعدة على اتخاذ القرار ?‬
‫المبحث األول ‪ :‬ماهية عملية اتخاذ القرار‬

‫ان عملية اتخاذ القرارات ارتبطت ببداية تنظيم االنسان لنفسه تماشيا مع ظروف معيشته ‪ ،‬و‬
‫تطورت أكثر بظهور الجماعات و التنظيمات و متطلبات ادارتها و حل المشاكل التي‬
‫تعترضها ‪ ،‬و مع ظهور المنظمات الصناعية و ما تبعها من دراسات علمية لإلدارة و‬
‫التسيير و تعددت و اختلفت المفاهيم التي أعطيت للقرارات و لعملية اتخاذ القرار ‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬االطار التاريخي لمفهوم اتخاذ القرار‬


‫تطورت الممارسة اإلدارية في المؤسسات بعد الثورة الصناعية حتى أصبحت علما قائما‬
‫بحد ذاته و برزت عدة مدارس و نظريات أعطت عملية اتخاذ القرار مفاهيم و دراسات‬
‫عديدة ‪.‬‬
‫المدرسة الكالسيكية ‪:‬‬
‫ينطلق أنصار هذه المدرسة فريدريك تايلور و هنري فايول و ماكس فيبر و هم أهم رواد‬
‫الكالسيك من أنه يمكن توجيه األفراد العاملين عن طريق قواعد منظمة لسلوكهم و عالقتهم‬
‫بمرؤوسيهم معتمدين على المعرفة العلمية متأثرين بالمناخ السائد بعد الثورة الصناعية حيث‬
‫االقتصاد الرأسمالي و المنافسة ‪.‬‬
‫مبادئ هذه المدرسة فيما يتعلق باتخاذ القرار تعتبر ذات أهمية كونها كانت منطلقا لتطور‬
‫الفكر اإلداري في هذا المجال بعد ذلك ‪ ،‬حيث أنها تنادي بالرشدة و العقالنية في القرارات‬
‫من خالل افتراض الرشادة في متخذها الذي يمثل المدير على مستوى اإلدارة العليا في ظل‬
‫نظام مغلق و ما على األفراد سوى تنفيذ األوامر المتخذة ماداموا يحصلون على تحفيزات‬
‫مادية مقابل جهودهم فهم يعتبرونهم كااللة ينفذون قرارات المدراء و الرؤساء ‪.‬‬
‫انطالقا من هذا المفهوم تميزت المدرسة بالمثالية و المعيارية و يكون القرار معبرا عن‬
‫أفضل البدائل لتحقيق الحد األقصى من العالية ‪.‬‬
‫يعتبر رواد المدرسة الكالسيكية متخذ القرار رجال رشيدا اقتصاديا يهدف الى أقصى ربح‬
‫ممكن لصالح المنظمة ‪ ،‬فهو يختار من بين البدائل الممكنة البديل أو القرار األكثر ربحية و‬
‫فعالية لذا يعتبرون قراراته تتسم دائما بالرشد و يقصد بالقرار الرشيد القرار الذي يسعى‬
‫لتحقيق الحد األقصى من أهداف المنظمة‬
‫مدرسة العالقات اإلنسانية ‪:‬‬
‫ظهرت أفكار هذه المدرسة على أنقاض األفكار الرئيسية و االنتقادات التي وجهت ألفكار‬
‫المدرسة الكالسيكية حيث يعتبر التون مايو من بين أهم روادها من خالل التجارب التي‬
‫أجراها في مصنع وسترن الكتريك بمدينة هاورتورن األمريكية ‪ ،‬و قد توصل الى عدة‬
‫نتائج مناقضة ألفكار الكالسيك ‪ ،‬أهمها أن العاملين يميلون تلقائيا الى تشكيل جماعات غير‬
‫رسمية و تصرفاتهم تتأثر بتلك الجماعة كما أن ما يدفع العاملين للعمل أكثر و المساهمة في‬
‫تحقيق الفعالية للمنظمة ليس التحفيزات المادية فحسب بل للحوافو المعنوية دور كبير في‬
‫ذلك ‪.‬‬
‫لقد أضافت هذه المدرسة أمورا جديدة فيما يتعلق باتخاذ القرارات ‪ ،‬باعتبارها تتأثر‬
‫بمجموعة من الظروف و العوامل ‪ ،‬كالعوامل النفسية ة االجتماعية و ال تتميز بالرشد مطلقا‬
‫من أجل ذلك اعتبرت متخذ القرار رجال اجتماعيا لكنها لك تعطي شرح لعملية اتخاذ القرار‬
‫بل دعت لضرورة اشراك العاملين في ذلك ‪.‬‬
‫المدرسة السلوكية ‪:‬‬
‫تعتبر أفكار هذه المدرسة امتدادا للعالقات اإلنسانية اال أن روادها ركزوا في أبحاثهم على‬
‫السلوك التنظيمي كما اعتبروا التنظيم نظاما مفتوحا يؤثر و يتأثر بالبيئة هذه األخيرة تعتبر‬
‫من العوامل المهمة التي تؤثر على متخذ القرار ‪.‬‬
‫يعتبر أيضا أنصار المدرسة السلوكية أن هدف المدير متخذ القرار هو الوصول لقرارات‬
‫مرضية تحقق درجات معقولة من الرضا و القبول بأقل من الحد األقصى ألنه ال يتمتع‬
‫بالرشد المطلق كما نادى به الكالسيك اذ أنه مقارنة بالكالسيك فان السلوكيين يتحدثون عن‬
‫كيفية اتخاذ القرار حيث تصل عن طريقها الى قرار مرض‬
‫وحسب برنارد شستر فان سلطة المدير متخذ القرار تنبع من قبول المرؤوسين لسلطته‬
‫عليهم و ليس من شخصه و عليه األخذ بعين االعتبار مجموعة من العوامل عند اتخاذ‬
‫القرار ‪.‬‬
‫النظريات القرارية و النظريات الحديثة ‪:‬‬
‫تعتبر النظرية القرارية من النظريات الحديثة التي اهتمت أساسا بعملية اتخاذ القرار من‬
‫خالل رائدها سايمون ‪.‬‬
‫قام سايمون بانتقاد النموذج الكالسيكي في اتخاذ القرارات هذا األخير الذي يسعى للحصول‬
‫على الحد األقصى من المنافع عند اتخاذه القرار ‪.‬‬
‫و قد درس سايمون صفة الرشد في القرارات ‪ ،‬حيق أوضح أن القرار اإلداري ال يكون‬
‫رشيدا بالمطلق ألنه ال يمكن أن تتوافر لمتخذ القرار كل مقومات الرشد التي تتطلب معرفته‬
‫بكل الحلول الممكنة لنقص المعلومات إضافة الى تأثير البيئة على سلوك متخذ القرار ‪ ،‬لذا‬
‫فعليه االكتفاء بالحلول المرضية أو المثالية النسبية بدل المثالية المطلقة و بذلك فهو ينادي‬
‫بالرشادة المحدودة في القرارات ‪.‬‬
‫وضع سايمون بعض المعايير التي تساعد متخذ القرار على اختيار البديل المناسب من‬
‫البدائل المتاحة و هي ‪:‬‬
‫ـ من بين البدائل المتساوية التكاليف يختار البديل األكثر تحقيقا ألهداف المنظمة‬
‫ـ من بين البدائل التي تحقق نفس األهداف يختار البديل األقل تكلفة‬
‫بذلك فانه ركز على الكفاءة في عملية اتخاذ القرار مقارنة بالفعالية لدى الكالسيك كما تحدث‬
‫عن حدوث عن حدود الرشد المتمثلة في كفاءة متخذ القرار قيمته و أهدافه الشخصية ‪،‬‬
‫المعلومات المتوفرة لديه ‪.‬‬
‫وصل سايمون الى نتيجة مفادها أن اتخاذ القرار السليم يتطلب المقارنة بين البدائل في حدود‬
‫األهداف التي يحققها معناه الوصول ألقصى حل بوسائل محددة هو المعيار الموجه لمتخذ‬
‫القرار‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬مفهوم القرار و عملية اتخاذ القرار‬


‫ـ مفهوم القرار ‪:‬‬
‫حسب تاننباوم فان القرار هو االختيار الدقيق ألحد البدائل من بين اثنين أو أكثر من‬
‫مجموعة من البدائل‬
‫و يعرفه نيجرو بأنه االختبار المدرك و الواعي بين البدائل المتاحة في موقف معين‬
‫و عرفه سايمون بأنه اختيار بديل من عدة بدائل لحل مشكلة ما‬
‫نخلص من هذه التعاريف أن القرار هو محاولة المفاضلة بين مجموعة من البدائل المتاحة‬
‫لدى متخذ القرار ‪ ،‬اال أن هذه المفاضلة متوقفة على حجم المشكلة أو الموقف و تكلفته‬
‫الختيار أنسب بديل لتحقيق األهداف‬
‫ـ عملية اتخاذ القرار ‪:‬‬
‫يعتبر القرار الذي يمثل البديل المناسب أو الحل األفضل للمشكلة ‪ ،‬جزءا من عملية تنطوي‬
‫على مجموعة من المراحل و الخطوات تسمى عملية اتخاذ القرار عرفها بعض الباحثين‬
‫كما يلي ‪:‬‬
‫حسب سايمون فان عملية اتخاذ تمثل قلب العملية اإلدارية و تتعلق بعملية اختيار أفضل و‬
‫أمثل بديل من البدائل المختلفة المتاحة‬
‫و عرفها دافيد هولت بأنها عملية تحديد المشاكل و تقديم الحلول و اختيار الحلول البديلة و‬
‫اختيار بديل واحد و تنفيذه‬
‫من هذا نعرف عملية اتخاذ القرار بأنها عملية اختيار بديل من بين مجموعة من البدائل‬
‫لتحقيق هدف معين خالل فترة زمنية محددة في ظل العوامل المؤثرة و العمل على تنفيذه و‬
‫تنفيذه ‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬أنواع القرارات و مراحل عملية اتخاذ القرار‬

‫المطلب األول ‪ :‬أنواع القرارات‬


‫اختلفت وجهات نظر الباحثين فيما يخص تصنيف القرارات ‪ ،‬كون أنها تحكمها مجموعة‬
‫من المتغيرات و لكل باحث منطلقاته و تفسيراته في التصنيف ‪ ،‬اال أننا سنقتصر على‬
‫تصنيف سايمون صاحب النظرية القرارية و كذلك تصنيف أنسوف ‪.‬‬
‫أـ تصنيف سايمون للقرارات حسب إمكانية برمجتها ‪:‬‬
‫قرارات مبرمجة ‪:‬‬
‫تتصف بأنها قرارات مجدولة و بأنها روتينية تكرارية ‪ ،‬يتم اتخاذها لمواجهة مواقف‬
‫متكررة ‪ ،‬و هي قرارات مخططة مسبقا حيث غالبا ما يقوم متخذ القرار باعداد مسبق‬
‫لإلجراءات و األساليب و الطرق االزمة لحل المشكلة محل اتخاذ القرار ‪ ،‬وهذا ما جعلها‬
‫قرارات مبرمجة تقل فيها درجة المخاطرة و عدم التأكد ‪ ،‬و عادة ما تكون مثل هذه‬
‫القرارات في المستوى األدنى بالنسبة للمنظمة ‪.‬‬
‫قرارات غير مبرمجة ‪:‬‬
‫تتصف بأنها قرارات غير مجدولة و غير روتينية ‪ ،‬كما أن مشكالتها معقدة ذات طبيعة‬
‫غير متكررة و غير مألوفة ‪ ،‬و ال توجد إجراءات مسبقة لحلها فهي تتميز بالمخاطرة و عدم‬
‫التأكد ‪ ،‬و عادة ما تكون في المستوى األعلى للمنظمة ‪.‬‬
‫فهي قرارات ابداع و ابتكار كونها تتطلب جهدا فكريا و وقتا كافيا لجمع المعلومات عن‬
‫المشكلة و تحديد البدائل و اختيار البديل المناسب ‪.‬‬
‫ب ـ تصنيف أنسوف للقرارات حسب المستويات اإلدارية‪:‬‬
‫قرارات استراتيجية ‪:‬‬
‫تتصف بأنها قرارات مستقبلية من خالل تخطيط األهداف طويلة المدى ‪ ،‬و تتميز بدرجة‬
‫تعقيدها و تمتعها بدرجة عالية من المخاطرة لذلك فهي من اختصاص اإلدارة العليا للمنظمة‬
‫قرارات تكتيكية ‪:‬‬
‫تتصف بأنها قرارات إدارية أو تنظيمية و تهدف الى إقرار الوسائل الالزمة لتحقيق‬
‫األهداف التي تم تسطيرها في اطار القرارات االستراتيجية ‪ ،‬فهي قرارات أقل تعقيدا من‬
‫سابقها و أقل مخاطرة ‪ ،‬تهتم بتحديد نوع و بنية التنظيم داخل المنظمة ‪ ،‬العالقات بين‬
‫العاملين ‪ ......‬لذلك فهي من اختصاص اإلدارة الوسطى ‪.‬‬
‫قرارات تشغيلية ‪:‬‬
‫تتصف بأنها قرارات عملية أو تنفيذية ‪ ،‬تهتم باألعمال اليومية الروتينية و ال تحتاج الى‬
‫بحث و جهد كبيرين التخاذها ‪ ،‬و تتخذ بصفة فورية و تقل فيها المخاطرة بدرجة كبيرة و‬
‫تتمتع بنسبة كبيرة من التأكد لتكرارها ‪ ،‬لذلك فهي من اختصاص اإلدارة الدنيا في المنظمة‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬مراحل عملية اتخاذ القرار‬


‫عملية صنع القرار تنطوي على عدة مراحل حتى يصل متخذ القرار الى اختيار البديل‬
‫األنسب ‪ ،‬و لقد اختلف الباحثون في الخطوات التي تتكون منها العملية ‪ ،‬كل حسب نظرته و‬
‫تحليله لكيفية صنع القرارات ‪ .‬سنعرض نموذج سايمون للقرارات حيث أنه يعتب مرجعا‬
‫بالنسبة للكتاب و الباحثين الذين اهتموا بهذا الحال‬
‫ـ نموذج سايمون في اتخاذ القرارات ‪:‬‬
‫يرى سايمون صاحب نظرية القرارات ‪ ،‬أن عملية اتخاذ القرار على أي مستوى اداري‬
‫تتكون منم ثالث مراحل ‪:‬‬
‫أ ـ مرحلة االستخبار (الذكاء) ‪:‬‬
‫و هي المرحلة األولى ‪ ،‬يتم فيها البحث و االستطالع عن مواقف مناسبة التخاذ القرارات و‬
‫يقوم متخذ القرار بالحصول على البيانات و المعلومات ‪ ،‬تشغيلها و فحصها للوصول الى‬
‫بيانات تدل على طبيعة المشكلة و الفرص المتاحة ‪.‬‬
‫ب ـ مرحلة التصميم )النمذجة) ‪:‬‬
‫و هي مرحلة البحث عن البدائل المختلفة أو المحتملة ‪ ،‬عن طريق فهم طبيعة المشكلة و‬
‫وضع الحلول المالئمة لها و اختبارها وتقييمها ‪.‬‬

‫ج ـ مرحلة االختيار ‪:‬‬


‫و تشمل عملية اختيار البديل األنسب من البدائل الممكنة لتحقيق األهداف ‪ ،‬و القيام بتنفيذه ثم‬
‫مراقبة عملية التنفيذ ‪.‬‬
‫و على العموم فان مراحل عملية اتخاذ القرار حسب أغلب الباحثين ‪ ،‬يمكن تلخيصها كما‬
‫يلي ‪:‬‬
‫أ ـ تحديد المشكلة )الهدف) ‪:‬‬
‫تعتبر المشكلة أو الهدف المراد تحقيقه أول مرحلة ينبغي على متخذ القرار تحديدها و ظبط‬
‫كل جوانبها ‪ ،‬و الهدف هو الوصول الى الفهم الواضح و الدقيق للمشكلة حتى يكمن تحليلها‬
‫و التعرف على أسبابها عن طريق جمع المعلومات من المصادر المختلفة و تصنيفها و‬
‫تحليلها و إيجاد العالقات السببية بيم أجزائها و هذا يساعد على تحقيق البدائل ‪.‬‬
‫ب ـ تحديد البدائل الممكنة و تقييمها ‪:‬‬
‫نقصد بالبديل الممكن الحل أو القرار المبدئي المقترح ‪ ،‬و يقوم متخذ القرار بطرح مجموعة‬
‫من البدائل التي تتماشى مع التحليل الدقيق للمشكلة و توقف تحديد البدائل على وضع‬
‫المنظمة و فلسفتها و امكانياتها و الوقت المتح المتخذ لقرار ‪.‬‬
‫و بعد تحديد البدائل يقوم متخذ القرار باجراء تحليل و تقييم شامل للبدائل من أجل اختيار‬
‫الحل األنسب ‪ ،‬و تعتمد عملية التقييم على مجموعة من المتغيرات و المعايير ‪.‬‬
‫ج ـ اختيار البديل المناسب ‪:‬‬
‫يقوم متخذ القرار في هذه المرحلة باالختيار من بين البدائل التي قام بتحديدها و تقييمها و‬
‫اختيار الحل األنسب لحل المشكلة و تحقيق الهدف باالعتماد على الخبرة و التجربة و‬
‫التحليل حيث أن هناك مجموعة من الطرق و األساليب الكمية التي يتم استخدامها كأدوات‬
‫بحثية مساعدة على اختيار القرار األنسب ‪.‬‬
‫د ـ تنفيذ و متابعة و تقييم الحل األنسب ‪:‬‬
‫و هي اخر مرحلة في صنع القرارات ‪ ،‬حيث أن هذه العملية ال تنتهي عند االختيار بل من‬
‫أجل تحري الفعالية من طرف متخذ القرار الذي يجب عليه وضع القرار المتخذ قيد التنفيذ‬
‫من أجل اختبار صحة هذا االختيار ‪ ،‬و كذا متابعة تنفيذه من قبل المعنيين و تقييم مدى‬
‫فعالية البديل المختار عن طريق اجراء مقارنة بين النتائج التي تم تحقيقها من طرف هذا‬
‫البديل بعد تطبيقه ‪.‬‬
‫من خالل هذا العرض لمراحل صنع القرار نخلص بأن هذه العملية عبارة عن نظام له‬
‫مدخالت و عمليات تحويلية و مخرجات ‪.‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬ماهية نظم المعلومات‬

‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم نظم المعلومات‬


‫تمهيد ‪:‬‬
‫يعرف النظام بأنه تفاعل مجموعة من العناصر مع بعضها البعض و مع بيئتها من أجل أداء‬
‫مهمة معينة ‪ .‬وهو كذلك مجموعة من األجزاء المترابطة التي تتفاعل مع بعضها البعض‬
‫لتحقيق هدف معين ‪ ،‬عن طريق قبول مدخالت و انتاج مخرجات من خالل اجراء تحويلي‬
‫منظم كم أن هذه األجزاء تكون في حالة تفاعل مع بيئتها ‪.‬‬
‫و تعتبر المعلومات مجموعة بيانات تمت معالجتها و وضعها بصورة ذات فائدة و معنى‬
‫لألفراد الذين هم بحاجة اليها و هم صانعوا القرار‪.‬‬
‫‪1‬ـ‪ 1‬تعريف نظم المعلومات ‪:‬‬
‫لقد تعددت و اختلفت المفاهيم التي أعطيت لنظم المعلومات ‪ ،‬و يمكن ادراج بعض‬
‫التعاريف فيما يلي ‪:‬‬
‫ـ هي مجموعة من المكونات )إجراءات ‪ ،‬أفراد ‪ ،‬أجهزة( تهدف الى انتاج معلومات محددة‬
‫و ال يعد هذا النظام نظاما للمعلومات اال اذا استهدف خدمة جانب واحد على األقل من‬
‫جوانب العملية اإلدارية و خاصة عميلة اتخاذ القرارات ‪.‬‬
‫ـ نظام المعلومات مجموعة من األفراد و األجهزة التي تتولى عمليات جمع البيانات و‬
‫معالجتها و خزنها و استرجاعها من أجل تلبية حاجات المدراء من المعلومات ‪.‬‬
‫ـ هي نظم محسوبة تستخدم محسوبة تستخدم للمستويات اإلدارية للمنظمة بوظائفها من‬
‫تخطيط و تنظيم و توجيه و رقابة بواسطة تزويدها بالتقارير ‪.‬‬
‫و يمكننا أن نلخص بأن نظم المعلومات هي مجموعة من النظم )أجهزة ‪ ،‬أفراد إجراءات (‬
‫تعمل على جمع البيانات من مصادر داخلية و خارجية و تحويلها الى معلومات لصالح‬
‫المنظمة الستغاللها في وظائفها المختلفة و خاصة في صنع القرارات ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬مكونات )موارد( نظم المعلومات‬


‫لنظم المعلومات مجموعة من المكونات ‪ ،‬التي تمثل موارد يتم استخدامها لمعالجة البيانات‬
‫و تحويلها الى منتجات معلوماتية يمكن تلخيصها فيما يلي ‪:‬‬
‫أ ـ موارد بشرية ‪:‬‬
‫تتمثل في أفراد يقومون بمعالجة البيانات و صيانة نظام المعلومات و متابعة سير عمله ‪،‬‬
‫إضافة الى المستخدمين لهذه النظم المعلوماتية ‪.‬‬
‫ب ـ موارد مادية ‪:‬‬
‫و تتمثل في المعدات و األجهزة المستخدمة في ادخال و معالجة و تخزين و اخراج‬
‫المعلومات ‪ ،‬و أهمها الحاسب االلي و الشبكات االتصالية ‪.‬‬
‫ج ـ موارد البرمجيات ‪:‬‬
‫و هي جميع البرامج الالزمة لتشغيل الحاسب و تنظيم عمل وحداته ‪.‬‬
‫د ـ موارد البيانات ‪:‬‬
‫و هي البيانات التي يتم جمعها و االحتفاظ بها داخل قواعد البيانات ‪ ،‬و تتكون من مجموعة‬
‫من الملفات و السجالت ‪.‬‬
‫و ـ موارد الشبكات ‪:‬‬
‫تمثل مجموعة من شبكات االتصال الحديثة المستخدمة كثيرا في التجارة و األعمال‬
‫االلكترونية حاليا ‪ ،‬و التي أصبحت تستخدم نظم المعلومات ‪.‬‬
‫و يمكن إضافة مورد هام كذلك يتمثل في المورد اإلداري ‪ ،‬و هو الدعم اإلداري من طرف‬
‫اإلدارة العليا للمنظمة لنظام المعلومات ‪ ،‬بتوفير كل المستلزمات و الوسائل لعمله و تشجيع‬
‫االعتماد عليه كوسيلة حديثة في الحصول على معلومات دقيقة تساعد في نشاطات المنظمة‬
‫و خاصة في اتخاذ القرارات ‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬وظائف نظم المعلومات‬


‫يقوم نظام المعلومات في اطار عمله بمجموعة من الوظائف و المهام نلخصها في االتي ‪:‬‬

‫أ ـ تجميع البيانات ‪:‬‬


‫و تعتبر مدخالت النظام من أجل تهيئتها للمعالجة في مرحلة الحقة ‪ ،‬و يتم التجميع من‬
‫مصادر داخلية للمنظمة أو من البيئة ــ مصدر خارجي ــ ثم إدخالها الى الحاسب االلي أو‬
‫الى نظام المعلومات و ذلك بعد التأكد من صحتها ‪.‬‬
‫ب ـ تشغيل و معالجة البيانات ‪:‬‬
‫يتم في هذه المرحلة اجراء المعالجات المختلفة على البيانات لتحويلها الى معلومات ‪ ،‬و‬
‫تشمل عمليات المعالجة التصنيف و التبويب و اجراء العمليات الحسابية ‪ ،‬و المقارنة و‬
‫التخزين و االسترجاع و تمثل هذه األعمال العمليات التحويلية للنظام ‪.‬‬
‫ج ـ انتاج المعلومات ‪:‬‬
‫و هي عبارة عن مخرجات نظام المعلومات و تتنج من عملية المعالجة للبيانات ‪ ،‬وقد تكون‬
‫هذه المخرجات محتوية على معلومات على شكل تقارير أو رسوم بيانية أو أشكال تمثيلية ‪.‬‬
‫د ـ إدارة البيانات ‪ :‬و تشمل ‪ 0‬خطوات ‪:‬‬
‫ـ تخزين البيانات ‪ :‬أي حفظها في قواعد البيانات و تزويدها بتاريخ األحداث ‪ ،‬و تخزن في‬
‫ملفات ‪.‬‬
‫ـ تحديث البيانات ‪ :‬أي تحديث البيانات المخزنة لتعكس األحداث الجديدة و الحالية ‪.‬‬
‫ـ استرجاع البيانات ‪ :‬يكون عن طريق الدخول الى البيانات المخزنة و األخذ منها أجل‬
‫التشغيل اإلضافي للبيان أو التحويل الى معلومات لفائدة المستخدم ‪.‬‬

‫المبحث الرابع ‪ :‬نظم المعلومات القرارية‬


‫المطلب األول ‪ :‬النظم التحاورية المساعدة على اتخاذ القرار‬
‫)‪:)DSS)\)SIAD‬‬
‫كان لظهور هذه النظم اثر كبير في ميالد نظم المعلومات التي رافقت ظهور المنظمات‬
‫الحاسوبية الكبيرة ‪ ،‬و اقتصر دورها في البداية على تزويد المديرين بتقارير المعلومات‬
‫الدورية و المبرمجة في المجاالت المالية و المحاسبية ‪ ،‬ثم تطورت لترتبط أكثر مع عمليات‬
‫اتخاذ القرار ‪.‬‬
‫و هي مجموعة من األدوات المساعدة على اتخاذ القرار بشكل فردي أو جماعي ‪ ،‬و هي‬
‫تعبر عن العالقة أو التعامل بين المستخدم البشري و الحاسب االلي ‪.‬‬
‫ـ النظام الفرعي الدارة البيانات ‪:‬‬
‫حيث يتكون من قواعد البيانات المستخدمة بداخل نظام الدعم ‪ ،‬إضافة الى نظام إدارة قواعد‬
‫البيانات التي تقوم بتخزين و استرجاع البيانات ‪.‬‬
‫ـ نظم تدعيم المديرين )‪: )SID‬‬
‫هي نظم معلومات قرارية تهتم بمساعدة المديرين في اإلدارة العليا باتخاذ القرارات غير‬
‫المهيكلة و تحتوي على مستوى عال من عدم التأكد ‪ ،‬و تشمل القرارات االستراتيجية و‬
‫التخطيط طويل األجل ‪.‬‬
‫ـ نظم المعلومات اإلدارية )‪: )MIS) /SIM‬‬
‫و تسمى كذلك نظم المعلومات بغرض التسيير‪ ،‬وهي التي تختص بالقرارات على المستوى‬
‫العملي بصفة كبيرة أي القرارات الوظيفية للمؤسسة ‪ .‬و قد تم تطويره هذه النظم حديثا الى‬
‫نظم تخطيط موارد المؤسسة بكل أدواته الحديثة ‪.‬‬
‫نظم الذكاء االصطناعي و األنظمة الخبيرة ‪:‬‬
‫ذكرنا سابقا أن أنظمة ‪ SIAD‬تظهر في شكل حوار بين المستخدم و الحاسب االلي لمساعدة‬
‫متخذي القرارات شبه الهيكلية ‪ .‬و لزيادة فهم متخذ القرار لمخرجات ‪ SIAD‬ظهرت أنظمة‬
‫دعم حديثة تعتمد القرارات تعتمد على الذكاء االصطناعي ‪ ،‬من خالل دمج األنظمة الخبيرة‬
‫مع أنظمة ‪.SIAD‬‬
‫و يعرف الذكاء االصطناعي بأنه علم حديث من علوم الحاسوب ‪ ،‬يقوك بمحاكاة عمليات‬
‫الذكاء التي تتم داخل العقل البشري بحيث يصبح لدى الحاسوب القدرة على حل المشكالت‬
‫و اتخاذ القرارات بأسلوب منطقي و مرتب و بنفس طريقة تفكير العقل البشري ‪.‬‬
‫خاتمة ‪:‬‬
‫ل قد زاد اهتمام المنظمات بصفة عامة حاليا بتطوير نظم المعلومات المختلفة لتسهيل مهمتها‬
‫و مجاالت عملها ‪ ،‬و خاصة فيما يتعلق باتخاذ القرارات الالزمة لتحقيق أهدافها و مواجهة‬
‫المنافسة الكبيرة في السوق ‪.‬‬
‫هذه النظم المختلفة التي أصبحت تستعين بأدوات تكنولوجيا المعلومات و تطورها بشكل‬
‫مستمر ألداء مهمتها‪ ،‬و لقد تعددت و اختلفت نظم المعلومات التي يتم استخدامها في‬
‫المساعدة على اتخاذ القرار و تحسينه فتم التطرق في هذا البحث الى أهمها ‪.‬‬

You might also like