Professional Documents
Culture Documents
اثر استخدام بطاقة الاداء المتوازن على تقييم جودة الاداء
اثر استخدام بطاقة الاداء المتوازن على تقييم جودة الاداء
اثر استخدام بطاقة الاداء المتوازن على تقييم جودة الاداء
جاء هذا الفصل من هذه الدراسة لمناقشة المدخل النظري لبطاقة األداء المتوازن واألمور
إلى
الفصل ﻓﻰ
هذاﺗﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ﺍﻷﺩﺍﺀ :تقسيم
ﺩﺭﺍﺳﺔ حيث تم لمفاهيمي .
ﺟﻮﺩﺓ التصور ا
ﻋﻠﻰ ﺗﻘﻴﻴﻢ لبناءﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺯﻥ
وذلكﺍﻷﺩﺍﺀ
األداءﺑﻄﺎﻗﺔ ذات العالقة بتقييمﺃﺛﺮ جودة
ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ:
ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺑﻦ ﻃﻼﻝ
مبحثين رئيسيين وهما بطاقة األداء المتوازن وتقييم جودة األداء .
ﺍﻟﻤﺤﺘﺴﺐ ،ﺃﺣﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤؤﻟﻒ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ:
ﺍﻟﻌﻠﻲ ،ﻋﺒﺪﺍﻟﺴﺘﺎﺭ ﻣﺤﻤﺪ)ﻣﺸﺮﻑ( ﻣؤﻟﻔﻴﻦ ﺁﺧﺮﻳﻦ1 3 :
2015المتوازن إحدى أبرز وأهم الوسائل اإلدارية المعاصرة التي تستند إلى
ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ :تعد بطاقة األداء
رؤية واستراتيجية ﻋﻤﺎﻥ
المنظمة أيا كانت طبيعة عملها ،وقياس مستوى التقدم في األداء باتجاه تحقيق ﻣﻮﻗﻊ:
1 - 152 ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ:
األهداف من خالل محاورها االربعة لتقديم صورة واضحة عن وضع المنظمة الراهن ومستقبلها.
860860 ﺭﻗﻢ :MD
1-1-3
ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺟﺎﻣﻌﻴﺔ ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ:
التعريفات لبطاقة األداء المتوازن ( ،)BSCفعرفت على أنها" :مجموعة قُدمت العديد من
Arabic ﺍﻟﻠﻐﺔ:
المالية التي تقدم لإلدارة العليا صورة واضحة وشاملة وسريعة ألداء
وغيرﺩﻛﺘﻮﺭﺍﻩ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ:المقاييس المالية
ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ من
ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ"بطاقة تسجيل تتكون من أربعة محاور :المالي،
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وهي:
ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ.) Kaplan المنظمة " ( 1992ﺟﺎﻣﻌﺔ
& Norton, ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ:
ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ:
وأصحاب المصالح ،والعمليات الداخلية والتعلم والنمو ،تقدم صورة متوازنة عن األداء التشغيلي
ﺍﻻﺭﺩﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ:
فضال عن قيادة أداء المنظمة المستقبلي" (.) Kaplan & Norton, 1996
Dissertations ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ:
ﺍﻟﻌﺎﻟﻰ ،بأنها:
ﺟﺎﻣﻌﺔ المتوازن فذكرا لبطاقة األداء
ﻣؤﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ تعريفهماﺍﻷﺩﺍﺀ، ﺟﻮﺩﺓ) في
ﺍﻷﺩﺍﺀ ،ﺗﻘﻴﻴﻢ Kaplan & Norton,
ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺯﻥ، )1996
ﺑﻄﺎﻗﺔ ﺍﻷﺩﺍﺀ وقد توسع ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ:
ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺑﻦ ﻃﻼﻝ
"نظام يقدم مجموعة متماسكة من األفكار وخارطة مسار شمولي للمنظمات لتتبع ترجمة رؤيتها
http://search.mandumah.com/Record/860860 ﺭﺍﺑﻂ:
االستراتيجية ضمن مجموعة مترابطة من مقاييس األداء التي ال تستخدم في مجال األعمال فقط،
ولتحقيق الترابط واتصال اإلستراتيجية بباقي األعمال في المنظمة .
وعرف ( )Robinson, 2000بطاقة األداء المتوازن على أنها" :النموذج الذي يستخدم طرقا
متنوعة إلدارة المنظمة لتحقيق عوائد مرضية من خالل صناعة القرارات اإلستراتيجية التي تأخذ
بالحسبان اآلثار المنعكسة على كل من المحور المالي ومحور أصحاب المصالح ومحور العمليات
ومحور التعلم والنمو ،وأن تحليل األداء وقياسه للمحاور المذكورة يعتمد على تحليل وتشخيص
مقاييس أداء مالية وغير مالية ألهداف قصيرة وطويلة األجل".
ولغايات تحقيق اهداف هذه الدراسة فأن بطاقة األداء المتوازن أداة لقياس وتقييم أنشطة وأداء
مؤسسات التعليم العالي ممثلة في جامعة الحسين بن طالل وتوازن هذه البطاقة بين المقاييس
المالية وغير المالية من خالل محاورها األربعة والتي تشتمل على اهتمامات الجامعة ،والتي تعتبر
© 2023ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ .ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ.
موجها لتحقيق األهداف.
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ،ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ .ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ
ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ ،ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ
ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ.
39
جاء هذا الفصل من هذه الدراسة لمناقشة المدخل النظري لبطاقة األداء المتوازن واألمور
ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ:
الفصل إلى ﺍﻹﺳﺘﺸﻬﺎﺩ
تقسيم هذا ﺣﺴﺐا ﺇﺳﻠﻮﺏ
لمفاهيمي .حيث تم ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔالتصور ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ
وذلك لبناء ﺑﻨﺴﺦاألداء
ﻗﻢ جودة
ﺍﻟﺒﺤﺚبتقييم
ﺑﻬﺬﺍالعالقة
ﻟﻺﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ذات
ﺇﺳﻠﻮﺏ APAمبحثين رئيسيين وهما بطاقة األداء المتوازن وتقييم جودة األداء .
ﺍﻟﻤﺤﺘﺴﺐ ،ﺃﺣﻤﺪ ﻋﻠﻲ ،ﻭ ﺍﻟﻌﻠﻲ ،ﻋﺒﺪﺍﻟﺴﺘﺎﺭ ﻣﺤﻤﺪ.(2015) .ﺃﺛﺮ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺑﻄﺎﻗﺔ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺯﻥ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﻴﻴﻢ
ﺍﻷﺩﺍﺀ1:ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺗﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ﻓﻰ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺑﻦ ﻃﻼﻝ)ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺩﻛﺘﻮﺭﺍﻩ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺸﻮﺭﺓ( .ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡﺟﻮﺩﺓ 3
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ،ﻋﻤﺎﻥ .ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ ﻣﻦ 860860/Record/com.mandumah.search//:http
تعد بطاقة األداء المتوازن إحدى أبرز وأهم الوسائل اإلدارية المعاصرة التي تستند إلى ﺇﺳﻠﻮﺏ MLA
ﺍﻟﻤﺤﺘﺴﺐ ،ﺃﺣﻤﺪ ﻋﻠﻲ ،ﻭ ﻋﺒﺪﺍﻟﺴﺘﺎﺭ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻌﻠﻲ" .ﺃﺛﺮ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺑﻄﺎﻗﺔ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺯﻥ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﻴﻴﻢ ﺟﻮﺩﺓ
رؤية واستراتيجية المنظمة أيا كانت طبيعة عملها ،وقياس مستوى التقدم في األداء باتجاه تحقيق
ﺍﻷﺩﺍﺀ :ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺗﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ﻓﻰ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺑﻦ ﻃﻼﻝ" ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺩﻛﺘﻮﺭﺍﻩ .ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ،
860860/Record/com.mandumah.search//:http
المنظمة الراهن ومستقبلها. ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ ﻣﻦ
محاورها االربعة لتقديم صورة واضحة عن وضع .2015من خالل ﻋﻤﺎﻥ،
األهداف
1-1-3
قُدمت العديد من التعريفات لبطاقة األداء المتوازن ( ،)BSCفعرفت على أنها" :مجموعة
من المقاييس المالية وغير المالية التي تقدم لإلدارة العليا صورة واضحة وشاملة وسريعة ألداء
المنظمة " ( .) Kaplan & Norton, 1992وهي" :بطاقة تسجيل تتكون من أربعة محاور :المالي،
وأصحاب المصالح ،والعمليات الداخلية والتعلم والنمو ،تقدم صورة متوازنة عن األداء التشغيلي
فضال عن قيادة أداء المنظمة المستقبلي" (.) Kaplan & Norton, 1996
وقد توسع ) )Kaplan & Norton, 1996في تعريفهما لبطاقة األداء المتوازن فذكرا بأنها:
"نظام يقدم مجموعة متماسكة من األفكار وخارطة مسار شمولي للمنظمات لتتبع ترجمة رؤيتها
االستراتيجية ضمن مجموعة مترابطة من مقاييس األداء التي ال تستخدم في مجال األعمال فقط،
ولتحقيق الترابط واتصال اإلستراتيجية بباقي األعمال في المنظمة .
وعرف ( )Robinson, 2000بطاقة األداء المتوازن على أنها" :النموذج الذي يستخدم طرقا
متنوعة إلدارة المنظمة لتحقيق عوائد مرضية من خالل صناعة القرارات اإلستراتيجية التي تأخذ
بالحسبان اآلثار المنعكسة على كل من المحور المالي ومحور أصحاب المصالح ومحور العمليات
ومحور التعلم والنمو ،وأن تحليل األداء وقياسه للمحاور المذكورة يعتمد على تحليل وتشخيص
مقاييس أداء مالية وغير مالية ألهداف قصيرة وطويلة األجل".
ولغايات تحقيق اهداف هذه الدراسة فأن بطاقة األداء المتوازن أداة لقياس وتقييم أنشطة وأداء
مؤسسات التعليم العالي ممثلة في جامعة الحسين بن طالل وتوازن هذه البطاقة بين المقاييس
المالية وغير المالية من خالل محاورها األربعة والتي تشتمل على اهتمامات الجامعة ،والتي تعتبر
© 2023ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ .ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ.
موجها لتحقيق األهداف.
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ،ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ .ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ
ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ ،ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ
ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ.
39
جاء هذا الفصل من هذه الدراسة لمناقشة المدخل النظري لبطاقة األداء المتوازن واألمور
ذات العالقة بتقييم جودة األداء وذلك لبناء التصور المفاهيمي .حيث تم تقسيم هذا الفصل إلى
مبحثين رئيسيين وهما بطاقة األداء المتوازن وتقييم جودة األداء .
1 3
تعد بطاقة األداء المتوازن إحدى أبرز وأهم الوسائل اإلدارية المعاصرة التي تستند إلى
رؤية واستراتيجية المنظمة أيا كانت طبيعة عملها ،وقياس مستوى التقدم في األداء باتجاه تحقيق
األهداف من خالل محاورها االربعة لتقديم صورة واضحة عن وضع المنظمة الراهن ومستقبلها.
1-1-3
قُدمت العديد من التعريفات لبطاقة األداء المتوازن ( ،)BSCفعرفت على أنها" :مجموعة
من المقاييس المالية وغير المالية التي تقدم لإلدارة العليا صورة واضحة وشاملة وسريعة ألداء
المنظمة " ( .) Kaplan & Norton, 1992وهي" :بطاقة تسجيل تتكون من أربعة محاور :المالي،
وأصحاب المصالح ،والعمليات الداخلية والتعلم والنمو ،تقدم صورة متوازنة عن األداء التشغيلي
فضال عن قيادة أداء المنظمة المستقبلي" (.) Kaplan & Norton, 1996
وقد توسع ) )Kaplan & Norton, 1996في تعريفهما لبطاقة األداء المتوازن فذكرا بأنها:
"نظام يقدم مجموعة متماسكة من األفكار وخارطة مسار شمولي للمنظمات لتتبع ترجمة رؤيتها
االستراتيجية ضمن مجموعة مترابطة من مقاييس األداء التي ال تستخدم في مجال األعمال فقط،
ولتحقيق الترابط واتصال اإلستراتيجية بباقي األعمال في المنظمة .
وعرف ( )Robinson, 2000بطاقة األداء المتوازن على أنها" :النموذج الذي يستخدم طرقا
متنوعة إلدارة المنظمة لتحقيق عوائد مرضية من خالل صناعة القرارات اإلستراتيجية التي تأخذ
بالحسبان اآلثار المنعكسة على كل من المحور المالي ومحور أصحاب المصالح ومحور العمليات
ومحور التعلم والنمو ،وأن تحليل األداء وقياسه للمحاور المذكورة يعتمد على تحليل وتشخيص
مقاييس أداء مالية وغير مالية ألهداف قصيرة وطويلة األجل".
ولغايات تحقيق اهداف هذه الدراسة فأن بطاقة األداء المتوازن أداة لقياس وتقييم أنشطة وأداء
مؤسسات التعليم العالي ممثلة في جامعة الحسين بن طالل وتوازن هذه البطاقة بين المقاييس
المالية وغير المالية من خالل محاورها األربعة والتي تشتمل على اهتمامات الجامعة ،والتي تعتبر
موجها لتحقيق األهداف.
40
2-1-3
إن أهمية بطاقة األداء المتوازن تتبلور من خالل المنافع العديدة من استخدامها التي جاءت
نتيجة لتوظيفها في منظمات مختلفة ويمكن إجمال أهمها باآلتي )Kaplan & Norton, 1992( :
3-1-3
يعد مفهوم بطاقة األداء المتوازن من المفاهيم الحديثة نسبيا للمنظمات ،وان تطبيقها يحقق العديد
من الفوائد منها )Christinian & Beiman,2007( :
توفير لغة مألوفة للتفكير االستراتيجي من خالل ترجمة رؤية المنظمة وإستراتيجيتها إلى مجموعة
مترابطة من مقاييس األداء .
توفير سياق للحوار والتعاون والديمقراطية من خالل إشراك كافة المستويات اإلدارية في القياس
وتقييم األداء والتواصل.
التركيز على المقاييس وتقليل اإلفراط بالمعلومات إلى أدنى حد ممكن من خالل التركيز على أبعاد
األداء الرئيسة.
توفير فهم أفضل للمقاييس المالية والتشغيلية .
تعريف التفوق والتميز من خالل محاورها االربعة .
رفع أي حواجز تقف أمام تحسين أداء المنظمة .
مواءمة األهداف قصيرة األجل باستراتيجيات طويلة األجل .
41
وتهدف بطاقة األداء المتوازن إلى ترجمة رؤية المؤسسة ورسالتها إلى إجراءات تنفيذية
مرتبطة بخطتها اإلستراتيجية ،مع توضيح مسار الرؤية والرسالة لجميع العاملين في المؤسسة،
كل فيما يخصه ،حتى يبذلوا الجهود الالزمة إلنجاز المهام المنوطة بهم في سبيل تحقيق ما ورد
بتلك البطاقة .
والواقع أن استخدام هذه البطاقة ،كمدخل يطبق عمليا في قياس مدى توازن األداء ،وكأداة
إستراتيجية لإلدارة ،يمكن أن يسهم في تحقيق العديد من الوظائف بمؤسسات التعليم العالي من
بينها ( :المغربي( 2009 ،
• توضيح وترجمة رؤية وإستراتيجية المنظمة .
• توصيل وربط األهداف اإلستراتيجية والقياسات المطبقة .
• التخطيط ووضع األهداف وترتيب المبادرات اإلستراتيجية .
• تجميع المقاييس المتشابهة في فئة واحدة .
• التركيز على عدد محدد من األهداف التي تسعى المؤسسة نحو تحقيقها .
• إظهار عالقة السبب واألثر بين المحاور األربعة للبطاقة .
• التكامل من خالل توجيه اهتمام العاملين بالمؤسسة وجهودهم نحو نفس المحاور والمجاالت .
• االستقاللية اي صعوبة استنتاج المكونات المحتملة لمجال معين من خالل االطالع على المعلومات
تخصص مجال آخر.
4-1-3
تتميز بطاقة األداء المتوازن بمجموعة من الخصائص وكما يأتي ) Kaplan & Norton, 2006( :
-1العالقات السببية :ترتبط مقاييس بطاقة األداء المتوازن بسلسلة من العالقات السببية تتفاعل
وتتكامل مع بعضها البعض .
-2الصفات التعددية (متعدد األبعاد) :ينظر إلى المنظمة من خالل أربعة محاور:
() Kaplan & Norton, 2006
• كيف نبدو أمام حملة األسهم .
• كيف يرانا اصحاب المصالح.
• هل يمكن االستمرار في التحسن وخلق قيمة للمنظمة .
• كيف نحسن مستوى األداء الفني.
-3الصفة التوازنية :تعتمد البطاقة على الموازنة بين ) Kaplan & Norton, 2006( :
وقد أكد ( )Kaplan & Nortonأن هناك أربعة من األنشطة األساسية التي يجب أن تنفذ بدقة
وجدية من أجل النجاح في تنفيذ بطاقة األداء المتوازن وهي :)Kaplan & Norton,1992( :
.1
إن صياغة الرؤية هي أساس تحديد ووضع اإلستراتيجية ،فهي من األمور المهمة لتعظيم
قدرة المنظمة على المنافسة وتحديد أهدافها .وإن ذلك يساعد في وضع استراتيجية تعظم قوة
المنظمة لتحقيق األهداف .
2
يقوم كل قسم من األقسام اإلدارية في المنظمة بتحديد مقاييسه الخاصة به كجزء من عملية
التوصيل والربط ويجب أن تشارك مختلف المستويات اإلدارية في تصميم بطاقة األداء المتوازن
عن طريق توصيل إستراتيجية المنظمة لجميع أقسامها اإلدارية وربط األهداف العامة للمنظمة
وإستراتيجيتها مع إستراتيجية وأهداف تلك األقسام .
3
توفر بطاقة األداء المتوازن أساس لتوزيع الموارد المحدودة من خالل وضع األهداف
والموازنات الخاصة بأقسام المنظمة .
4
يتلقى المدراء المعلومات الراجعة حول استراتيجيات أقسامهم وإستراتيجية المنظمة من
خالل تقييم األداء وفقا لمقاييس بطاقة األداء المتوازن .إن ذلك يساعد على تركيز انتباه اإلدارة
على النتائج من خالل أربع محاور مما يساعد على التغير المستمر لإلستراتيجية حسب الظروف
المتغيرة .
5 1 3
على مدى العقود الماضية ،لجأ القائمون على مؤسسات والمنظمات إلى تكثيف جهودهم
وأنشطتهم ودراستهم الخاصة بتقييم األداء في هذه المنظمات .وحسب ( )Kaplan & Nortonفإن
43
هناك حاجة ماسـة تستدعي قياس األداء من خالل إيجاد تكامل بين أربع محاور رئيسة وهي:
محور أصحاب المصالح ،والمحور المالي ،والعمليات ،والتعلم واالبتكار والنمو – لتوفير رابط
أفضل بين العمليات التشغيلية من جهة والتخطيط االستراتيجي من جهة أخرى ،والتي يمكن
تلخصيها على النحو اآلتــي)Kaplan & Norton, 1996( :
-1المحور المالي
-2المحور أصحاب المصالح
-3محور األداء الفني (العمليات الداخليــة)
-4محور التعلم واإلبداع والنمو
وقد قامت المنظمات التي تستخدم هذا النموذج إلى تكيفيه وتعديله بحيث ينسجم مع العمليات
الخاصة بها وبيئتها وطبيعـة أنشطتها ،وبالتالي ليس هناك ضرورة تستدعي تطبيق المحاور
األربعـة الخاصـة ببطاقـة األداء المتوازن BSCكما أن بوسعهم إضافـة بُعد آخر لبطاقـة األداء
المتوازن BSCووفقا الحتياجاتها ،ويبين الشكل ( )1-3المحاور الرئيسية لبطاقة األداء المتوازن .
44
()1-3
Kaplan, R.S., and Norton, D.P., "Using the Balanced Scorecard as a Strategic
Management System", Cambridge, MA: Harvard Business Review, January-
February, 1996.
واآلن نتطرق بشيء من التفصيل عن معنى المحاور األربعة لبطاقة األداء المتوازن
الواردة في الشكل (. )1-3
1-5-1-3
تشير مقاييس األداء المالي إلى مدى نجاح اإلستراتيجية التي تنتهجها المنظمات وعملية
تنفيذها في المساهمة في تحسين أدائها بمستوى معقول على أقل تقدير.وعادة ما ترتبط األهداف
المالية بمستوى الربحية والنمو ،و العائد للمساهمين ( .)Kaplan & Norton, 1992وتلخص بطاقة
األداء المتوازن مراحل تنفيذ اإلستراتيجية ،بدءا من األهداف المالية طويلة األجل ،ومن ثم ربطها
بسلسلة من اإلجراءات التي يجب اتخاذها في العمليات المالية وخالل التعامل مع أصحاب
المصالح و أثناء تنفيذ العمليات الداخلية ،وأخيرا في التعامل مع الموظفين و تطبيق النظم التي
تساعد على تحقيق أداء اقتصادي طويل األمد .فاألهداف المالية تعكس األداء المالي المتوقع من
اإلستراتيجية و تكون أيضا بمثابة الغايات النهائية لألهداف وأدوات قياس جميع وجهات النظر
45
والمحاور األخرى الخاصة ببطاقة األداء المتوازن .وتشتمل أدوات قياس األداء المالي للمنظمات
على :زيادة في اإليرادات واألرباح ،والقيمة السوقية ،وخفض التكاليف ،وتحسين مستوى
اإلنتاجية ،وتعزيز استخدام األصول /الربح في األصول اإلجمالية ،والعمل غير المكتمل وال
يزال قيد التنفيذ ،والقيمة االقتصادية المضافة ،والموثوقية في األداء و انخفاض المخاطر
).(Kaplan & Norton, 1996; Liebowitz & Suen,2000
وقد ذكر ( )Schneiderman, 2001أن المنظمات التي تستفيد فعليا من عملية استخدام بطاقة
األداء المتوازن تغير مركز ومحور اهتمامها إلى استخدام مقاييس غير مالية لبطاقة األداء
المتوازن .ويمكننا أن ندرك أن المبالغة في التركيز على تحقيق نتائج مالية قصيرة األجل
والمحافظة على مستواها يدفع المنظمات لضخ المزيد من االستثمارات في المشاريع قصيرة األمد
وبالتالي العزوف عن االستثمار في المشاريع طويلة األمد والتي تتطلب وقتا لتحقيق الربح ،وال
سيما في األصول غير الملموسة والموارد البشرية التي قد تؤدي إلى نمو في جني المكاسب
مستقبال (.(Kaplan & Norton, 1996
ولغايات تحقيق أهداف هذه الدراسة في جامعة الحسين بن طالل فان الوضع المالي للجامعة،
من بدايات األعوام 2013 / 2011كانت الجامعة تعاني من مديونية كبيرة باإلضافة إلى متطلبات
الصيانة لكافة مرافق الجامعة والتي زادت عن ثالثة ماليين دينار أردني .وخالل السنوات المالية
األربع الماضية تحسن الوضع المالي لإليرادات الذاتية حيث قفزت عام 2010من ()975,116,7
دينار أردني إلى عام )237,308,11( 2014دينار أردني .باإلضافة إلى توقيع عدة اتفاقيات
مشاريع استثمارية لجذب تمويل يعوض النقص الحاد في التمويل الحكومي للجامعة ،وموازنات
الجامعة لألعوام األربعة بدء من 2011لغاية 2014تبين جميع البنود المالية والنفقات واإليرادات
وغيرها التي تصف الوضع المالي للجامعة .وان الجامعة تهتم وتركز على االليات والوسائل التي
تعزز وضع الجامعة المالي ،من خالل العمل على ايجاد مصادر تمويل تؤدي الى تحسين
االيرادات الجامعية .
2 1 5 3
تحدد العديد من المنظمات رسالتها الخاصة بها ،وتركز على أصحاب المصالح نظرا إلدراكها
لألهمية المتزايدة لدور أصحاب المصالح ورضاهم عن الخدمات التي يتلقونها من أي منظمة تعمل
في أي مجال كان .ومن هنا أصبح مديرو المنظمات وقطاع األعمال يمنحون أولوية قصوى ألداء
المنظمات والصورة التي يراها من خاللها أصحاب المصالح ،حيث دفع هذا المحور المنظمات
للسعي دوما إلى توفير السلع والخدمات للعمالء وفق نوعية وجودة عالية ،للفوز برضاهم بالشكل
المطلوب.)Amaratunga et al., 2000; Balanced Scorecard Organization, 2001( .
46
وقد كشفت األبحاث التي أجراها الباحثان ( )Robson & Prabhu, 2001أن القياديين في المنظمات
المختصة في مجال الخدمات يحققون نجاحا في توجيه العمالء (من حيث االستماع إلى
العمالء/الزبائن ،وتحديد قيم الجودة ،الخ) ،وتلبية متطلبات العمالء (تقديم الخدمات والجودة ،الخ)
وقياس األداء.
وقد توصل ( )Appiah-Adu & Singh, 1998إلى أن عملية توجيه العمالء لإلقبال على
خدمات منظمة ما بعينها يرتبط بشكل إيجابي مع أداء هذه المنظمة.
كما أشار ) )Kaplan & Norton 1993إلى أن المنظمات تضع نصب أعينها تحقيق عدة أهداف
منها :القيمة مقابل المال ،واألسعار التنافسية ،وبناء عالقة خالية من المتاعب مع عمالئها،
وصورة تظهر خبرتها الواسعة ومستوى أدائها الرفيع وسمعة طيبة وقدرة على التجديد واالبتكار،
من أجل أن ينظر إليها العمالء على أنها األفضل في هذا القطاع بين العمالء الحاليين والمحتمل
جذبهم في المستقبل .ومن هنا ،فإن منظور العمالء ووجهة نظرهم حول بطاقة األداء المتوازن
تمكن المنظمات من تبوء منزلة مفضلة لدى العمالء وتحقق غاياتهم من خالل تقديم المنتجات
والخدمات التي تحظى بقيمة عالية وقبول تام من قبل العمالء.
وتشتمل المقاييس أو أدوات القياس األساسية في هذا المحور على:
مستوى رضا أصحاب المصالح ،واالحتفاظ بهم.
األعمال التي يتجدد عليها الطلب باستمرار.
معدل حجم الطلب من العمالء ،واإلحساس بالوالء لمنظمة ما ،وإمكانية الوصول إلى قاعدة من
العمالء الجدد ،ومطالبات العمالء والشكاوي المقدمة منهم.
مستوى الربح الذي يحققه العميل ،والدخل السنوي لكل عميل.
معدل الطلب لفترات زمنية قصيرة ،وتقديم الخدمة في الوقت المحدد.
حصة سوقية في القطاعات المستهدفة ( Kaplan & Norton, 1996; Sommervill & Robertson,
)2002
ولغايات تحقيق أهداف هذه الدراسة في جامعة الحسين بن طالل فان محور اصحاب المصالح
يركز على تحقيق حاجات ورغبات جميع االطراف ذات الصلة بوجود ونمو الجامعة ،وذلك من
خالل اهتمامها بكل ما يرضي ويشبع حاجات الطلبة ،وكذلك االتصال والتعاون المستمر مع
مؤسسات ودوائر المجتمع المدني ،واالهتمام بحاجات ومتطلبات السوق من الخرجين وبما يدعم
ويساند التوجهات والبرامج الحكومية التي تستهدف تنمية وتطوير المجتمع المحلي .
3 5 1 3
يتم التركيز في هذا المحور على تحديد وقياس العمليات واإلجراءات التي يجب أن تتفوق
47
ولغايات تحقيق أهداف هذه الدراسة في جامعة الحسين بن طالل فان محور العمليات يركز
على العوامل واالجراءات التشغيلية المهمة التي تمكن الجامعة من التميز وبالتالي تؤدي الى
48
تحقيق رغبات اصحاب المصالح المتوقعة منها بكفاءة وفاعلية ،وايضا الى تحقيق نتائج مالية
مرضية ،ويدخل ايضا في هذا الجانب االختراعات واالبتكارات والتي تؤدي الى ادخال خدمات
تحقق رضا العاملين والطلبة في الجامعة ،ويدعم هذا المحور ايضا على دعم االنشطة البحثية
ألعضاء هيئة التدريس والطلبة وعلى تحسين برامجها التعليمية ،وذلك من خالل تطوير انظمتها
واجراءاتها الداخلية.
4 5 1 3
يحدد محور التعلم والنمو في بطاقة األداء المتوازن BSCالبنية التحتية التي يتعين على
المنظمات تأسيسها لتحقيق نمو وتحسين طويل األجل .ويتمحور هذا المحور حول امتالك
المنظمات والمؤسسات للقدرات المطلوبة لتحسين صورتها لدى الجهات المعنية وتعزيز قيمتها
وأهميتها للمعنيين بخدماتها في المستقبل .ويركز محور االبتكار والتعلم والنمو على قدرات
الموظفين ،ونوعية نظم المعلومات ،والبنية التحتية ،والممارسات التي تدعم المؤسسة إلنجاز
األهداف المنشودة.)Amaratunga et al, 2000( .
وقد اتفق ) )Kaplan & Norton 1996على أنه يمكن تقسيم األهداف الرئيسة المشمولة في
هذا المحور إلى ما يأتي:
:تطوير الكفاءات األساسية (صقل مهارات العاملين ،والتدريب ،وتطوير
الموارد البشرية ...الخ) ،ودرجة رضا الموظفين ،واالحتفاظ بهم واإلنتاجية ،وخلق المناخ المناسب
للعمل (التوعية اإلستراتيجية ،واالنضباط في العمل وااللتزام ،والعمل الجماعي لتحقيق التآزر بين
العاملين والتمكين والتعزيز من خالل منح المكافآت ،والتفاعل مع العاملين في مجال المعرفة.
:تطوير البنية التحتية التقنية والفنية للمنظمة لتعزيز التعلم
المستمر ،وتعزيز قدراتها في إدارة أدوات المعرفة ،مثل نظم المعلومات وقواعد البيانات
واألجهزة والشبكات.
أما ) )Prusak & Cohen, 2001فقد دعما أيضا وجهات النظر المذكورة أعاله بالقول أن
االستثمار في رأس المال االجتماعي (بناء عالقات متينة بين العاملين) من خالل إجراء وسائل
االتصال والتواصل قد يؤدي في النهاية إلى زيادة معدالت األداء ،كما أوضح الباحث ( Geus,
،)1997أن تعزيز الثقة ودعم التعاون بين العاملين من شأنه أن يسهم إلى حد كبير في إنجاح
األعمال التي تقوم بها المنظمات .وذلك ألن حجم األعمال ومعدل أداء المنظمات يكون عند أفضل
مستوياته عندما تكون أواصر التعاون بين العاملين فيها قائمة على المحبة والثقة المتبادلة،
فالصفقات تتم بشكل أسرع وأكثر سالسة ،وتصبح فرق العمل قادرة على تحقيق مستويات عالية
49
من حيث اإلنتاجية ،ويتعلم العاملون بسهولة وينجزون مهامهم بسرعة أكبر وأداء أفضل وبالتالي
يحرصون على تحقيق التميز واإلبداع (.)Prusak & Cohen, 2001
وفي ما يتعلق باالبتكار ،فقد بين ) )Kim & Mauborgne, 1997أن رفع مستوى القيمة في
للمنظمات التي سجلت معدالت نمو مرتفعة (بغض النظر عن مجال عملها والخدمات التي تقدمها)
كان بسبب التركيز بشكل استراتيجي على االبتكار والتجديد ،وليس على المنافسة المقصودة أو
السعي لالحتفاظ بالعمالء .وارتكاز إستراتيجيتها أيضا على بناء القواسم المشتركة القوية والمتينة
في الميزات التي تضعها محط تقدير وإعجاب العمالء والحرص على توفير حلول متكاملة
للصعوبات التي يواجهها العمالء .وأكد الباحثان أيضا على المنظمات التي تسعى إلى التجديد
واالبتكار لتعزيز قيمتها في السوق تقدم عروضها لعمالئها بشكل غير تقليدي يتسم بالحداثة
والتجديد.
وتشمل مقاييس األداء المستخدمة على نطاق واسع في هذا المحور :
مستوى الوعي بالمعارف السائدة ،وسهولة الوصول إليها وإلى المعلومات اإلستراتيجية.
البنية التحتية المتوفرة لتسهيل عمليات إدارة المعرفة.
درجة رضا الموظفين وشعورهم باالرتياح ،ومستوى المرونة التي يتسم بها الموظفين ،ومستوى
الثقة ،ومؤشر تمكين الموظفين ،عدد االقتراحات التي قدمها الموظفون ،ومعدل تغيبهم عن العمل
وتنقلهم في فروع المنظمات.
عدد اإلنجازات التي تنم عن االبتكار والتميز (سواء التي تم إنجازها أو التي ال زالت قيد التنفيذ).
الوقت المستغرق للتكيف مع النظام الجديد والبدء باعتماده.
االستثمار في االبتكار والتعلم ،عدد المنظمات النوعية والفاعلة والقيادات العاملة في مجال البحوث.
( (Kaplan & Norton, 2000; Ahmad & Montagna, 1998
ولغايات تحقيق أهداف هذه الدراسة في جامعة الحسين بن طالل فان محور التعلم والنمو يضمن
للجامعة القدرة على التجديد والتغيير باستمرار ،وذلك من خالل تركيز وحرص ادارة الجامعة على
توفير رؤية واضحة لدى اعضاء هيئة التدريس والقائمين على البرامج الدراسية بضرورة ادخال
عناصر تكنولوجيا التعليم والتعلم الحديثة في توصيل مضمون المعرفة الى الطلبة وبناء قدراتهم
وتطوير مهاراتهم الحياتية .وكذلك ان تركز طرق التدريس ليس على التلقين والحفظ واستذكار المادة
المحفوظة في نقل المعرفة ،بل على كيفية وصول الطلبة الى مصادر المعرفة بشكل مستقل وان
يشاركوا في صناعة وتوطين المعرفة والتكنولوجيا وليس دور المتلقي فقط.
وهذا يتطلب اتباع طرق تدريس حديثة واستخدام التعليم االلكتروني وتشجيع الطلبة على البحث
وإعداد أوراق العمل بفردهم ومن ثم مناقشتها معا .ويتطلب ايضا توفر مقتنيات حديثة في المكتبة،
50
ويتطلب ايضا سهولة وصول الطلبة الى هذه المقتنيات وإلى مواقع التعلم االلكتروني والبرمجيات
وشبكات االتصاالت ذات العالقة بموضوع المادة الدراسية والبرنامج العام .ويتطلب هذا ايضا ان
يكون اعضاء هيئة التدريس ملمين ومهرة في استخدام وسائل تكنولوجيا التعليم الحديثة بما يتناسب مع
المستجدات على الساحة الدولية.
6-1-3
أشار ( )Kaplan & Norton, 2004إلى أن تحديد األهداف المرجوة وفق وجهات النظر
األربعة ووضعها في ترتيب وسياق منظم كمفتاح تحقيق القيمة ،يقود إلى اتباع إستراتيجية داخلية
ومركزية تتسم باالنسجام والتوافق .كما بين ( (Kaplan & Nortonأن إعداد أداة تسمى الخريطة
اإلستراتيجية لتصميم هيكلية تربط بين السبب والنتيجة ،هي تجسيد مرئي إلستراتيجية المنظمة
وتصف المنطق الذي تعتمد عليه هذه اإلستراتيجية من خالل توضيح أهداف العمليات الداخلية
الهامة التي تمثل القيمة والتعلم والنمو المؤسسي والتي تدعم هذه العمليات .ومن ثم يتم تحويل هذه
األهداف وترجمتها من خالل بطاقة األداء المتوازن إلى أهداف وتدابير أو إجراءات .ويشار إلى
أن العمليات الداخلية هي األكثر أهمية لخلق عروض ذات قيمة للعمالء لذلك يمكن وصفها بأنها
المحاور اإلستراتيجية.
وبين ) )AL-Ali, 2012أن الخارطـة اإلستراتيجية هي بنية منطقية تحدد اإلستراتيجية من
خالل تحديد العالقات بين المساهمين ،والعمالء ،والعمليات التجارية ،والكفايات .وتوفر الخرائط
اإلستراتيجية األساس لبناء بطاقات األداء المتوازن المرتبطة بإستراتيجية المنظمة .و ُتعد الخارطة
اإلستراتيجية لبطاقة األداء المتوازن من أكثر األدوات فائدة في مجال توضيح االستراتيجيات،
وتحديد العمليات الداخلية الرئيسة التي تستمد نجاحها من خالل مواءمتها مع االستثمارات لتحسين
األداء في الجامعات ومؤسسات التعليم العالي .إضافـة إلى ذلك توفر الخارطة اإلستراتيجية اإلطار
الخاص بربط األصول غير الملموسة مع العمليات المبتكرة الخاصة باألبعاد الماليـة ،وأصحاب
المصالح ،والعمليات الداخليـة والتعلم واإلبداع.
7-1-3
تضم بطاقة األداء المتوازن ثمانية عناصر أساسية تتبلور من خاللها آلية عمل هذه البطاقة
والمتمثلة باآلتي (:)Kaplan & Norton, 2000
والتي تبين إلى أين تتجه المنظمة وما هي الهيئة المستقبلية التي ستكون
عليها.
51
:والتي تتألف من مجمل األفعال واإلجراءات المهمة لتحقيق األهداف أو خطط
أو المكون ومن ثم العمل على تنفيذ هذه اإلستراتيجية للوصول إلى المؤشرات الواردة في المحور.
وهناك أربعة محاور أساسية في بطاقة األداء المتوازن وهي :المحور المالي ،ومحور أصحاب
المصالح ،ومحور العمليات الداخلية ،ومحور التعلم والنمو ،والمحور هو عنصر رئيسي في
اإلستراتيجية غالبا يمثل فئة حملة األسهم أو وجهة نظر المستخدمين.
إن الهدف ،بيان عرض (معنى) اإلستراتيجية وهو يبين كيفية القيام بتنفيذ اإلستراتيجية
()2-3
Strategy
Need
&Support Scope
Participants
Balanced
Scorecard
Data Resources
Niven, Paul P., "Balanced Scorecard Step By Step: Maximizing Performance and
Maintaining Results", John Wiley & Sons, Inc,.2002:43
53
:وهنا على المنظمة األعمال أن تحدد الحاجة الفعلية الكامنة وراء استخدام بطاقة األداء
والخيارات اإلستراتيجية بأهداف مقاسة ،يتطلب األمر التركيز على أن تكون هذه اإلستراتيجية
واضحة المعالم ومدروسة بعناية .وبعكس ذلك سيصبح العمل هو مجرد تجميع لمعطيات مالية
وغير مالية ال ترتبط بالقضايا اإلستراتيجية المهمة للمنظمة ،وهنا تلعب ارتباطات السبب والنتيجة
دورا أساسيا في وصف الجوانب اإلستراتيجية المهمة والنتائج المستهدفة منها.
:إن لم تكن اإلدارة العليا على قناعة تامة وتعطي دعمها لتبني بطاقة األداء
المتوازن ،فإن هذا االستخدام سيصبح غير ممكن .فاقتناع اإلدارة العليا سيعطي لبرامج العمل
معنى محدد وعمق حقيقي يساهم في نجاح االستخدام.
:إن نجاح تبني بطاقة التقييم المتوازن واعتماد معاييرها يتطلب المزيد من
المشاركة والدعم من قبل العاملين واإلدارة في مختلف المجاالت ليتشكل التزام وحشد يساهم في
تفعيل عملية صناعة القرار.
:من المفترض أن تعمل المنظمة بأنشطتها المختلفة وتداخالتها لتعزز من
وجود سالسل قيمة تساهم في االرتقاء باألداء ،هنا فإن اإلستراتيجية وتحديد العمالء وتوضيح
العمليات وأساليب العمل واإلدارة تأخذ في إطار واضح المعالم ومحدد يساهم في نجاح العمل
وينعكس ايجابيا على مؤشرات األداء .
:من الضروري أن تتوفر البيانات الكافية والدقيقة والموثوق بها من مصادر متعددة
لغرض أن تعطي معنى محدد لقياسات األداء ان البيانات يفترض أن تؤخذ في إطار قدرتها
وارتباطها لمتطلبات المعايير والمؤشرات الواردة في بطاقة األداء المتوازن.
:إن وجود نظام إداري تتوفر له الموارد الكافية شرط أساسي وضروري لنجاح العمل
واالرتقاء باألداء .إن أفضل تطبيقات لبطاقة األداء المتوازن ترتبط بوجود فرق وأفراد قادرين
على االتصال بسهولة لتعزيز الهدف المشترك وتحقيقه بصورة متميزة .
9-1-3مراحل وخطوات بناء بطاقة األداء المتوازن :
إن بناء بطاقة األداء المتوازن يختلف من منظمة ألخرى حسب طبيعة عملها وفلسفتها
وتفكيرها االستراتيجي .فبعض المنظمات تحصر مهمة بناء نموذج بطاقة األداء المتوازن األولي
بأشخاص محدودين لهم إطالع كافي على موقف المنظمة االستراتيجي الحالي ،في حين أن
54
منظمات أخرى تحاول بناء نموذج بطاقة األداء المتوازن من خالل مشاركة أوسع وعلى مختلف
مستويات التنظيم.
1-9-1-3
حدد كل من ( ،)Norton & Kaplanما يمكن أن يعتبر أسلوبا معياريا لبناء بطاقة األداء
المتوازن في ضوء خطوات محددة ،علما بأن هذه الخطوات اعتمدت من قبل كثير من الباحثين
كأساس للتطبيق في منظمات األعمال المختلفة وكما يلي (: )Kaplan & Norton, 1993
-1
في المنظمات المتكونة من أكثر من وحدة أعمال إستراتيجية يصار إلى بناء بطاقة األداء
المتوازن لكل وحدة في ضوء األهداف المتوخاة للوحدة من استخدام البطاقة ،بحيث يكون للوحدة
المشار إليها عمالئها الذين يمكن تحديدهم بوضوح ،وكذلك لها قنواتها التوزيعية ومرافقها
اإلنتاجية فضال عن معاييرها التي تعتمدها في تقييم أدائها المالي.
-2
يتم إمداد المديرين التنفيذيين في وحدة األعمال بخلفية عن مفاهيم بطاقة األداء المتوازن،
وكذلك وثائق داخلية توضح رؤية المنظمة Visionورسالتها Missionوإستراتيجيتها . Strategy
وتجدر اإلشارة إلى أنه البد من وجود منسق لهذه العملية فقد يكون من خارج المنظمة (مستشار
من إحدى المنظمات المتخصصة باالستشارات أو بيوت الخبرة) أو قد يكون من داخل المنظمة
نفسه ،ا يتحدد دوره بتنظيم الجهود وإدارة المقابالت المؤدية إلى الحصول على تصور واضح عن
أهداف المنظمة ،وتقديم اقتراحات تتعلق بالمقاييس التي يمكن تضمينها ببطاقة األداء المتوازن
المراد بناؤها.
-3
يتمثل النشاط األساسي في هذه المرحلة في بداية الربط بين المقاييس واإلستراتيجية الذي
يقوم به المنسق مع الفريق الذي يمثل اإلدارة العليا .وتتم مناقشة محتوى إستراتيجية المنظمة
ومهمتها ثم االنتقال إلى البحث في النتائج المحتملة المترتبة على نجاح المنظمة في إستراتيجيتها
ورسالتها ورؤيتها لكل محور من محاور بطاقة األداء المتوازن .وهنا يستعين فريق العمل المكلف
بالمقابالت التي سبق وأن أجريت مع حملة األسهم وممثلي أصحاب المصالح إلثراء المناقشات في
هذا الموضوع .حيث أن هذه المناقشات ستقود إلى تشخيص عوامل النجاح الحرجة ألداء المنظمة
األمر الذي يساعد في بناء النموذج األولي لبطاقة األداء المتوازن .
55
-4
تهدف المقابالت في هذه الجولة إلى استطالع رأي كل من المديرين التنفيذيين في المنظمة
حول النموذج األولي التجريبي الذي تم تطويره في الخطوة السابقة ،وذلك اعتمادا على مراجعة
وتوثيق نتائج ورشة العمل التنفيذية األولى .ويقوم المنسق في هذه المقابالت بطلب اقتراحات من
المديرين التنفيذيين حول المساعدة في عملية تنفيذ النظام.
-5
يشارك في هذه الورشة كل من أفراد فريق العمل من اإلدارة العليا ومرؤوسيهم المباشرين.
إضافة إلى أكبر عدد ممكن من أعضاء اإلدارة الوسطى لمناقشة رسالة المنظمة ورؤيتها ومحتوى
إستراتيجيتها والنموذج التجريبي أو المقترح لبطاقة التقييم المتوازن .ثم تشكل مجاميع عمل
صغيرة لغرض مناقشة اآلتي:
المقاييس المقترحة.
طريقة ربط برامج العمل الجارية مع المقاييس.
البدء بتطوير خطة عمل لتنفيذ النظام.
وكخالصة لعمل هذه الورشة فإنه يتوقع أن تقدم عند انتهائها صياغة واضحة ودقيقة
لألهداف لكل مقياس مقترح بما في ذلك المعدالت المستخدمة للتحسين في األداء.
-6
إن هذه الورشة تضع اللمسات األخيرة على النموذج قبل البدء بالتنفيذ المباشر ،حيث أنها
تقوم باألمور اآلتية :
إجماع نهائي على الرؤية لمنظمة األعمال و أهدافها والمقاييس التي طورت في ورشتي العمل
السابقتين.
تحديد دقيق للمعدالت المستهدفة لكل مقياس تم اختياره في بطاقة األداء المتوازن.
تشخيص برامج العمل التي ستمكن المنظمة من الوصول إلى المعدالت المستهدفة لألداء في
مختلف األنشطة.
االتفاق النهائي على برنامج التنفيذ والذي يشتمل على خطة االتصاالت مع جميع العاملين
وإبالغهم بفلسفة وأهداف بطاقة األداء المتوازن.
تطوير نظام معلومات مساعدة لبطاقة األداء المتوازن.
56
-7
إن عملية التنفيذ تتطلب تشكيل فريق عمل جديد يتولى مهمة التنفيذ بما فيها ربط المقاييس
بقواعد بيانات ونظام المعلومات ،وكذلك تعميم البطاقة على مختلف مستويات المنظمة وتشجيع
وتسهيل مهمة تطوير مقاييس للوحدات الفرعية أو التي تتمتع بنوع من الالمركزية .وبهذا سيكون
هناك نظام متكامل للمعلومات يسند المدراء التنفيذيين في اتخاذهم قراراتهم .
-8
إن المراجعة ومتابعة عمل البطاقة تجري شهريا أو فصليا عن طريق تخصيص سجالت
خاصة للمتابعة يتم تحضيرها لإلدارة العليا بهدف مراجعتها ومناقشتها مع مديري الوحدات
الفرعية في المنظمة وأقسامها وشعبها المختلفة .أما المعدالت المستهدفة فيجري مراجعتها سنويا
كجزء من أجزاء الخطة اإلستراتيجية وتحديد األهداف وتخصيص الموارد.
2-9-1-3
وضعت 2GCخطوات لتصميم بطاقة التقييم المتوازن للرقابة اإلستراتيجية متمثلة باألتي.
)(2GC-Active Management, 2001
:ينبغي أن تبدأ منظمة األعمال بوضع وتحديد بيان الرؤية المستقبلية ،والبيان هو
وصف مفصل نسبيا للمكان الذي يتوقع أن تكون فيه المنظمة أو وحدة األعمال أو القسم بعد سنتين
أو خمس سنوات فيما بعد على شرط أن يتم وبنجاح تطبيق الخطوة الحالية .
:وضع وربط األهداف اإلستراتيجية وهنا تحتاج المنظمة إلى مجموعة من
األهداف اإلستراتيجية التي تصف العناصر األساسية لخطط الفريق اإلداري التي من شانها تحقيق
الرؤية ،ومن المفترض التركيز على عدد محدود من األهداف واألخذ بنظر االعتبار الجانب
السببي ما بين األهداف .فالتفكير باألهداف والجانب السببي يساعد فريق اإلدارة في التركيز على
األنشطة القابلة للقياس والمطلوبة إليصال رؤيتهم المستقبلية .
:وصف األهداف اإلستراتيجية ،وهنا يقوم فريق التصميم بكتابة بيانات واضحة
بسرعة وبصورة سهلة على المعلومات ،بالنسبة لكل هدف ،ومن الضروري أن يتم تحديد مقياس
أو مقياسين لتعقب النجاح التنظيمي نحو الهدف.
57
:تطوير خطط تنفيذية ،وهنا من المفترض معرفة كيف أن المنظمة ستتحرك
الختيار األهداف والنشاطات التي تتضمن االتصاالت ،وتخصيص الموارد ووضع األولويات في
المشروع .
:المراجعة على أسس منتظمة ،إن استخدام بطاقة األداء المتوازن يبني نقطة
مراجعة بالنسبة لمناقشات اإلدارة التي يمكن أن تكون أكثر موضوعية وتحليال ومرتكزة على رأي
مشترك حول أي الحاجات التي ينبغي أداؤها ومعلومات فعلية حول ما يحدث ،وتمكين فريق
اإلدارة ألن يصبح أكثر كفاءة وفاعلية في تنفيذ اإلستراتيجية .ويبين الشكل ( )3-3خطوات تصميم
بطاقة األداء المتوازن للرقابة اإلستراتيجية.
()3-3
Source: 2GC-Active Management –News Letter.(2001). "What Are The Main Benefits
Of The Balanced Scorecard? How Do I Create A Balanced Scorecard For
Management Control & Strategic Control?".
58
كما أورد ( )Robert & Arajan,1998أربع خطوات لتنفيذ بطاقة األداء المتوازن وهي :
حيث أن بطاقة األداء المتوازن تبني االرتباط بين اإلستراتيجية -1
وعمليات المنظمة ،وبالتالي فال بد من أن يتم البدء بعملية تعريف بطاقة األداء المتوازن من خالل
تحديد إستراتيجية المنظمة ،وفي هذه المرحلة فإنه من المهم أن تكون غايات وأهداف المنظمة
واضحة.
وهنا يتم تطوير مقاييس لدعم وضوح اإلستراتيجية، -2
وهذا ما يتعلق بتركيز المنظمة على مقاييس أساسية قليلة مرتبطة مع المقاييس األخرى بطريقة
السبب والنتيجة.
وهنا من المفترض أن تتكامل بطاقة األداء المتوازن مع -3
هيكل المنظمة الرسمي ،والثقافة ،وتطبيقات الموارد البشرية ،وهكذا فإن بطاقة األداء المتوازن
ستعطى بعض المعاني للمقاييس المتوازنة.
من الضروري أن تفحص بطاقة األداء -4
المتوازن بتماسك من خالل إدارة السيناريو ،وعلى منظمات األعمال أن تنظر إلى األتي:
كيف تبين مقاييس المحصالت عمل المنظمة؟
كيف تبين مقاييس المواجهات عمل المنظمة؟
كيف تغيرت إستراتيجية المنظمة منذ آخر مراجعة؟
كيف تتغير مقاييس بطاقة األداء المتوازن؟
10-1-3
بطاقة األداء المتوازن تعد أكثر وسيلة قياس أداء وتقويمه ،فالمنظمات المبدعة تستخدمها
كنظام إداري استراتيجي إلدارة إستراتيجيتها على المدى البعيد ،فتستخدم للتركيز على العمليات
اإلدارية المهمة ،نذكرها على النحو التالي )Kaplan & Norton, 1996) :
العمل وفق بطاقة األداء المتوازن BSCضمن هذا المنظور يبدأ من اإلدارة التنفيذية كفريق واحد
لتحويل استراتيجيات الوحدات اإلدارية إلى هدف استراتيجي عام .أي أن كل وحدة إدارية لها
هدفها وإستراتيجيتها.
:تسهل بطاقة األداء المتوازن BSCاالتصال
في المنظمة من خالل وسائل االتصال التي تعمل على تفعيلها مثل :الرسائل التنظيمية.
59
يتم نشرها بجميع أنحاء المنظمة لتقود عملية التغيير ،وتسهم بتحقيق التعلم والنمو وإعادة هندسة
العمليات لتتالءم مع اإلستراتيجية وإستراتيجية تحقيق األهداف وعملية الموازنة السنوية.
:تتضمن العمليات اإلدارية عملية األداء المتوازن
ضمن إطار التعلم االستراتيجي ،وهذه من العمليات المهمة في بطاقة األداء المتوازن ،BSCحيث
أنها تزود المنظمة بالقدرة على التعلم التنظيمي في مستويات اإلدارة العليا.
1 10 1 3
يتم استخدام بطاقة األداء المتوازن BSCفي المنظمات الربحية وغير الربحية ،حيث أشار
الباحثان( )Kaplan & Norton, 200lإلى أن أدوات القياس المالية وحدها ال تعكس الرسالة
المؤسسية للمنظمات غير الربحية .ولكن يمكن أن يساعد هذا أيضا على الحفاظ على تحديد
الرسالة التي تسعى المنظمات إلى تحقيقها على المدى البعيد ،والوضوح بالنسبة للعمالء
المستفيدين من خدماتها .وبالتالي ،فإن الفرق الكبير بين المنظمات الربحية والمنظمات غير
الربحية يكمن في الرسالة التي تسعى كل منها إلى تحقيقها.
لذلك ،يجب استخدام وجهة النظر المالية ومحور أصحاب المصالح على حد سواء لتعزيز
وجهة النظر الخاصة بمحور العمليات الداخلية ومحور التعلم والنمو في المنظمات .وعلى الرغم
من أن األداء المالي ليس هو الهدف الرئيس لمعظم المنظمات الحكومية وغير الربحية ،فيمكن
إعادة الترتيب األصلي لسلسة المحاور الخاصة ببطاقة األداء المتوازن بوضع محور أصحاب
المصالح في أعلى قمة الهرم)Kaplan & Norton, 2004( .
2-10-1-3
تكمن الرسالة األساسية لمؤسسات التعليم العالي ووحداتها األكاديمية وبرامجها في النهوض
بالمعرفة لتحسين جودة مخرجات التعليم العالي ،ويحتاج تحقيق هذه الرسالة إلى كوادر وهيئات
تدريسية متميزة على قدر كبير من الكفاءة والمهنية ،وأنشطة بحثية عالية المستوى ،وعمليات
تعل يمية جذابة وإبداعيـة ،ومرافق وتسهيالت تكنولوجية داعمـة ذات جودة عالية ،وطلبة يتمتعون
بالقدرات ،وأعضاء هيئة التدريس وموظفين مؤهلين ،والدعم التشريعي العام .كما يتطلب تحقيق
هذه الرسالة التميز في االتصال والتفوق ،والبيئة االجتماعية التي تشجع على الصداقـة ،والدعم
واالحترام المتبادل ،والتوقعات بالنجاح ،والتكاملية ،والنظم والخدمات الفعالة التي يسهل الوصول
إليها واإلحساس المجتمعي واالنتماء له)Kaplan and Norton, 1992( .
60
بينما تستمد جامعة الحسين بن طالل رسالتها العلمية من رسالة االردن القومية النهضوية
المتمثلة بمبادئ الثورة العربية الكبرى ملتزمة ومستنيرة بقانون التعليم العالي ،وقانونها الخاص
في رسم معالم مسيرتها وتحقيق اهدافها التي تمثلت بوضوح بالرسالة الملكية السامية التي وجهها
المغفور له جاللة الملك الحسين بن طالل طيب هللا ثراه في شهر شباط \ 1996لرئيس مجلس
الوزراء آنذاك ال نشاء فرع جامعة مؤتة في معان ،والتي من أبرزها ":توفير تخصصات اكاديمية
لتلبية احتياجات المؤسسات التعليمية في محافظتي معان والعقبة ،وتوفير تخصصات تستجيب
للبيئة المحيطة بالجامعة ،وتوفير فرص عمل ال بناء المنطقة".
ويساعد استخدام مُدخل بطاقـة األداء المتوازن BSCالقائمين على الجامعات من االستفادة
من األصول غير الملموسة التي يحتاجونها للنمو ومواكبة التحديات المستقبلية .ويجب إعادة النظر
في استخدام مُدخل بطاقـة األداء المتوازن بكونها ُتشكل عنصرا مكمال وليس بديال عن إجراءات
التقييم المالي التقليدية .إضافـة إلى قدرة مُدخل بطاقـة األداء المتوازن على مساعدة القائمين على
إدارة مؤسسات التعليم العالي العامة في ربط التخطيط االستراتيجي طويل األجل من جهة مع
العمليات قصيرة األجل والتكتيكية من جهة أخرى .إضافـة إلى ذلك يعمل تطبيق مُدخل بطاقـة
األداء المتوازن على توفير رابط على درجة كبيرة من األهمية بين اإلجراءات المالية من جهة
والتشغيلية من جهة أخرى ،وهذا ما يفسر للجميع ما تسعى المنظمات كافـة إلى تحقيقه.
كما يوفر استخدام مُدخل بطاقـة األداء المتوازن إجابات محددة ألربعـة أسئلة على جانب كبير من
األهمية وهي على النحو اآلتـــي)Kaplan and Norton, 1992( :
-1كيف ينظر إلينا عامة الناس؟ على سبيل المثال كيف يكون رد فعل المعنيون تجاه الجامعات؟
-2ما هي المجاالت التي يجب علينا أن نبرع فيها؟ من وجهة نظر محور العمليات – واالستخدام
األمثل لوسائل األعالم؟ استغالل التكنولوجيا المتطورة؟ فهم قيم الثقافـة الدوليــة؟
-3كيف يمكننا تحسين القيمة وإيجادها؟ استخدام التكنولوجيا المبتكرة والمشاركة في نقل المعرفـة؟
-4كيف يبدو وضعنا من الناحيـة الماليــة؟ هل نعمل على تحسين النفقات؟ هل يجب علينا إعادة
تخصيص النفقات؟
61
11-1-3
بذلت الجامعات ومؤسسات التعليم العالي في السنوات األخيرة جهودا ملحوظة لتقديم
خدمات عالية الجودة بغية الوصول إلى أعلى الرتب والمراكز على المستويين الوطني والعالمي.
ولتحقيق هذه الرسالة ،فإنها تحتاج إلى إتباع منهجية خاصة لتقييم أدائها وتحسينه .لذلك تم اعتماد
بطاقة األداء المتوازن BSCكأداة قياس وتقييم فاعلة في الجامعات ومؤسسات التعليم العالي،
()Ruben, 1999
وتستخدم مؤسسات التعليم العالي المقاييس األكاديمية باإلضافة إلى أدوات القياس المالية.
وقد كان التركيز في القياس في هذه المؤسسات بشكل عام على تلك المتغيرات األكاديمية حيث
أنها األكثر قابلية وسهولة للقياس عن طريق عناصر تتعلق بالمساءلة الخارجية وقابليتها للمقارنة.
وهناك الكثير من األمثلة المألوفة على تلك المتغيرات وهي:
الطالب والتركيبة السكانية أو الديموغرافية في الكليات ،ومعدل االلتحاق ،ومعدل التراكمي
للطلبة والعالمات التي حصلوا عليها في االختبارات الموحدة ،والسنة الدراسية ،ومعدالت القبول،
ومعدالت االحتفاظ بالطلبة ،ونسبة أعضاء هيئة التدريس إلى أعداد الطلبة ،ومعدالت التخرج،
والعبء التدريسي ألعضاء هيئة التدريس ،وحجم المطبوعات التي نشرت في الكليات وعدد
المنح ،واإلحصاءات المتوفرة عن الموارد المادية والمكتبة .وبالتالي ،فإن المبادئ األساسية
للخريطة اإلستراتيجية لبطاقة األداء المتوازن هي)Ruben, 1999( :
-1اإلستراتيجية التي تحقق التوازن بين القوى المتناقضة.
-2اإلستراتيجية القائمة على قيم متباينة للجهات المعنية.
-3تعزيز القيمة من خالل العمليات الداخلية لألعمال:
التميز التربوي في العملية التعليمية.
التميز في البحث العلمي.
نوعية/جودة الكليات.
الموارد البشرية والمادية.
كفاءة وفعالية الخدمات.
-4المواءمة اإلستراتيجية تحدد قيمة األصول غير الملموسة:
رأس المال البشري.
رأس المال الخاص بالمعلومات.
رأس مال المؤسسة.
62
2 3
يتوقف نجاح أو فشل المنظمة على مدى قدرتها على تحقيق رسالتها وغاياتها وأهدافها ،وهذا
يتطلب وضع إستراتيجية معينة والسعي لتنفيذها في ظل التغيرات المختلفة المحيطة بالمنظمة ،وتعد
عملية تقييم األداء المرحلة األخيرة والمهمة من مراحل العملية اإلدارية خالل الفترة محل القياس،
وهي تعبر عن الحكم والنتيجة النهائية للنشاط خالل فترة معينة ،حيث يتم قياس األداء الفعلي
لألنشطة والعمليات المختلفة التي تم القيام بها أو التي ما زالت تتم أثناء مرحلة تنفيذ اإلستراتيجية،
ثم مقارنة نتائج األداء الفعلي باألهداف اإلستراتيجية المحددة من قبل ،وذلك للتحقق من مدى
مطابقة األداء الفعلي باألداء المخطط والكشف عن أي انحرافات في التنفيذ ،وبعد ذلك يتم اتخاذ
اإلجراءات التصحيحية الالزمة لعالج هذه االنحرافات (. )Pintea,2010
1-2-3
تتعدد التعريفات لألداء وتختلف من جهة ألخرى ،إذ استخدم مصطلح األداء في بداية القرن
العشرين ليدل على مؤشرات رقمية تميز إمكانيات آلة معينة ويتم التعبير عن أداء هذه اآللة بمدى
تحقيقها ألهدافها المقترحة ،وتدريجيا بدأ مفهوم األداء يستخدم على نطاق أوسع ،وخاصة في مجال
اإلدارة واالقتصاد ،ليشير بشكل عام إلى مدى تحقيق المنظمة أهدافها المرسومة (.)Pintea,2010
وقد عرف ( )Arrington et.al,1995األداء على أنه "تحقيق األعمال بكفاءة وفعالية وتحقيق
لرضا الزبائن والقيمة المضافة من المجموع الكلي لما تنجزه المنظمات من خالل عملياتها
وخدماتها ومنتجاتها" ،أما ( )Wheelen & Hunger, 2000فقد عرفا األداء على أنه "النتائج النهائية
لألعمال التي تقوم بها المنظمة والتي يتم تحديد المعايير عندها ومقارنتها بالنتائج المتحققة".
وعلى مدى العقود الثالثة الماضية كانت هناك عدة محاوالت لتحديد األداء بشكل عام،
وتطبيق مفهوم األداء في االقتصاد على أنواع مختلفة من المنظمات .وقد أجمعت معظم الدراسات
المتعلقة باألداء التنظيمي على مجموعة من النقاط ،من أهمها.)Pintea,2010( :
أن األداء في جميع المنظمات يرتبط بأهداف المنظمة.
يعكس األداء اإلنجازات فيما يتعلق بالموارد التي تستخدمها المنظمة.
تؤخذ في االعتبار عند قياس األداء البيئة التي تعمل فيها المنظمة.
تعكس النقطة األولى مهمة المنظمة ،بينما تعكس النقطة الثانية كيف تدير المنظمة مواردها،
أما النقطة الثالثة فتشير إلى قدرة المنظمة على التكيف مع العوامل الخارجية المحيطة بها.
ويعبر عن األداء من خالل مجموعة متوازنة من المعالم التي تصف النتائج والعمليات التي
تمر بها لتحقيق هذه النتائج .ويتحقق بناء األداء عن طريق تحقيق التوازن والترابط بما ال يقل عن
أربعة عناصر (:)Kaplan, Norton, 2001
63
رضا العمالء.
قدرة النمو والتنمية -مهارات الموظفين (التدريب ،ورضا) ،ودرجة االبتكار واستغالل الفرص.
ولما لهذا الموضوع من أهمية ،ولغايات هذه الدراسة فقد تم تعريف األداء على انة مدى تحقيق
جامعة الحسين بن طالل للنتائج واألهداف والمعايير في المجاالت الرئيسية الثالثة (مجال التعليم،
مجال البحث العلمي ،مجال خدمة المجتمع ) كما هي محددة لهم من قبل وزارة التعليم العالي
وكيفية تحقيقها .
2-2-3
إن تقييم األداء عملية مهمة حيث تشمل تقييم أداء الفرد ،المنظمة واالقتصاد ككل وترتكز
فكرة التقييم على مدى تطابق األداء الفعلي مع األداء المخطط.
لقد بين ( )García, 2008أن تقييم األداء هو" :عنصر أساسي من دائرة ايجابية من التحسين
المستمر ،والذي يسمح للمديرين بترجمة رؤية المنظمة إلى عمل والعمل إلى نتائج قابلة للقياس في
عملية التغذية الراجعة .حيث تقوم المنظمة بالتخطيط والعمل مرة أخرى ضمن بيئة تعدل بناء على
المعلومات الجديدة المكتسبة من خالل عملية التقييم".
وعرف ( )Hanna, 1988مفهوم تقييم األداء المؤسسي بأنه عبارة عن "مدى تحقيق المنظمة
لألهداف المحددة لها " ،أما ( )Devirse, 1981فقد عرف مفهوم األداء المؤسسي بأنه عملية تحليل
وقياس األعمال المنجزة خالل فترة زمنية محددة " ،بينما عرف ( )Stastry, 1988تقييم األداء على
أنه التعرف على مدى تحقيق المؤسسة أو عدم تحقيقها لألهداف المتوقعة" .
وتختلف عملية تقييم األداء عن إدارة األداء ،فإدارة األداء هي المدخل النظامي لتحسين
الفعالية العامة للمنظمة. وتطوير أدارة وكفاءة األفراد والفرق من أجل زيادة
( ،) Armstrong & Baron, 1998وقد يبين ( )De Waal, 2001أن إدارة األداء تعنى كثيرا
بالعالقات المتبادلة ما بين المدراء واألفراد ،وما بين المدراء وفرق العمل ،وما بين أعضائها ،وما
بين األفراد والمجاميع والمتعاملين اآلخرين .وهذه العالقة تكون ذات طابع تبادلي ،ويشير إلى أن
أهمية إدارة األداء تتمثل بهدف تحسين نوعية هذه العالقات .
أما قياس األداء فقد عرفه تقرير وزارة الصحة والخدمات البشرية األمريكي
( )U. S. Department of Health and Human Services, 2011بأنه العملية التي من خاللها تقوم
المنظمة بمراقبة جوانب مهمة من البرامج والنظم .يتم فيها جمع البيانات لتعكس مدى نجاح
عملياتها ،وتستخدم هذه البيانات التخاذ قرارات منظمة على مر الزمن .عادة ،يتم قياس األداء
64
ومقارنته باألهداف والغايات التنظيمية .ونتائج قياس األداء توفر معلومات حول كيفية عمل
البرامج الحالية للمنظمة وكيف يمكن تخصيص مواردها لتحسين كفاءة البرامج وفعاليتها.
ويعرف ( (Robert & Vijay, 1998قياس األداء بأنه عملية قياس وتقييم األنشطة التي تؤثر
على ربحية المنظمة ،وذلك من خالل مجموعة من المؤشرات التي ترتبط بأداء المنظمة في
الماضي والمستقبل .
وفي تعريف آخر عرف قياس األداء على أنه "المراقبة المستمرة إلنجازات برامج المنظمة
وتوثيقها ،وال سيما مراقبة وتوثيق جوانب سير التقدم نحو تحقيق غايات موضوعة مسبقا ،وعادة
ما تكون الجهة التي تقوم بإجراء عملية قياس األداء هي اإلدارة المسؤولة عن مفردات عناصر
برامج المنظمة)U.S.General Accounting Office ,1998) .
وهناك عدد من األسباب التي تشجع المنظمة على قياس أدائها ،إذ يوفر قياس األداء عملية
يمكن االعتماد عليها لتحديد ما إذا كان النظام الحالي للمنظمة يعمل بشكل جيد ،كما أنه في اقتصاد
اليوم ،هناك طلب متزايد على الشفافية والتدقيق لممارسات المنظمة .هذه األسباب تشجع المنظمة
على استخدام نتائج القياس إلثبات أدائها .وباإلضافة لما سبق ،فإن هناك ظروفا نموذجية أخرى
تدفع بالمنظمة الختيار قياس أدائها ،ومنها:
() U. S. Department of Health and Human Services, 2011
التمييز بين ما يبدو أنه يحدث من حقيقة ما يحدث.
اتخاذ قرارات تستند إلى أدلة قوية وواقعية.
إثبات أن التغيرات تؤدي إلى تحسينات.
السماح بمقارنة األداء عبر المواقع.
مراقبة عمليات التغيير الحاصلة ،لضمان التحسن مع مرور الوقت.
التعرف على تحسين األداء.
ولغايات هذه األطروحة البد من اإلشارة إلى إن قياس األداء تعد من الخطوات والمكونات
الرئيسية لعملية استخدام بطاقة األداء المتوازن في تقييم جودة األداء في جامعة الحسين بن طالل،
فبدون قياس األداء ال يمكن معرفة مستوى األداء الفعلي ،وبالتالي ال يمكن تقييمه وال إدارته.
3-2-3
تنطوي عملية تقييم األداء على مجموعة من الخطوات المتسلسلة ،ذكرها ( Shahraji, et al,
)2012في اآلتي:
-1
65
تحدد هذه المؤشرات المسار الذي تسير عليه المنظمة لتحقيق أهدافها ،من خالل التركيز
على مهمتها ورؤيتها ورسالتها ،ويجب أن تتصف المؤشرات بمجموعة من الصفات من أهمها:
()Shahraji, et al, 2012
،أي أن تكون المؤشرات شاملة واضحة وبسيطة ،معبرة وصريحة .بحيث تصل
في هذه المرحلة يتم فحص أنشطة وإنجازات العاملين فيما يتعلق بكل مؤشر .باإلضافة إلى
أنه لكل مؤشر يتم تحديد األداء الفعلي ،ويقارن مع معايير األداء ،وتتم كذلك الدراسة الالزمة
لتحقيق أهداف المؤشرات .في هذه المرحلة تحدد نقاط القوة والضعف ،ويتم تحديد الفرص
والتهديدات من أجل تحقيق األهداف التنظيمية.
-6
66
في نهاية التقييم من الضروري الخروج بنتائج تبين مدى فعالية األداء ومدى الحاجة إلى
تحسين هذا األداء ،وفي نتائج األداء يتضح فيما إذا كان األداء مرغوب فيه أي حسب ما هو متوقع
ومخطط له ،أم غير ذلك.
4-2-3
يعد تقييم األداء أداة فعالة جدا في التطوير المهني ويستخدم ألغراض مختلفة ،والمعلومات
التي يتم الحصول عليها من قياس وتقييم األداء يمكن أن تستخدم في تحسين األداء واتخاذ
القرارات اإلدارية المناسبة ،وتحليل االحتياجات التدريبية ،باإلضافة إلى تطوير العمل ومتابعة
سيره بطريقة فعالة ،وتطوير الموظفين ،وتحسين البحث وبرنامج التقييم (.)Shahraji, et al, 2012
5-2-3
تعتبر مؤشرات قياس األداء الوسائل المستخدمة في قياس األداء وقياس مدى التقدم نحو تحقيق
األهداف في المنظمة ،وتكون مؤشرات قياس األداء فعالة حينما ترتبط هذه المؤشرات بإستراتيجية
واضحة ومفهومة ،عندها تساعد هذه المؤشرات المنظمة أو أي وحدة تنظيمية ،على فهم األهداف
التي تسعى المنظمة لتحققها والية تحقيقها.
أما عن طبيعة مؤشرات األداء ،فهي العنصر المناسب الذي يستخدم لقياس وتقييم األداء
الكلي أو الجزئي ،سواء أكان هذا األداء في األمد القصير أم الطويل ()Lockamy & James, 1994
وقد صنف ) (Artley & Sroh, 2001مؤشرات األداء إلى ستة مجموعات أساسية ،تكمل بعضها
البعض لتعطي تصور واضح عن األداء العام للمنظمة ،والمبينة في الجدول ( )1-3وهي على النحو
التالي:
: Effectivenessهي خاصية من خصائص العمليات والتي تشير إلى درجة مطابقة -1
المخرجات لمتطلبات المنظمة.
: Efficiencyهي خاصية من خصائص العمليات والتي تشير إلى درجة خروج عمليات -2
المنظمة بالنتائج المطلوب بأدنى كلفة من الموارد.
: Qualityهي مستوى تلبية المنتج أو الخدمة لمتطلبات وتوقعات العمالء. -3
: Timelinesهذه الخاصية تقيس مدى إنجاز العمل بشكل صحيح وفي الوقت المحدد له .إذ -4
البد من وضع معايير خاصة لضبط توقيتات األعمال ،وعادة ما تستند مثل هذه المعايير على
متطلبات العمالء .
67
: Productivityوهي قياس كمية الموارد المستخدمة إلنتاج وحدة عمل مقسومة على -5
قيمة العمل ورأس المال وجميع المستلزمات المستخدمة .
: Safetyهذه الخاصية تقيس جانب اللياقة العامة الكلية للمنظمة وبيئة العمل للعاملين. -6
ويوضح الجدول ( )1-3مؤشرات قياس األداء.
1 3
خروج عمليات المنظمة بالنتائج المطلوبة بأدنى يقيس قدرة المنظمة غلى قياس أدائها
الكفاءة
كلفة من الموارد..
يقيس قدرة المنظمة على التخطط المخرجات الفعلية مقسومة على المخرجات
الفاعلية
المخطط لها. للحصول على نتائج من خالل عملياتها.
يقيس مدى قيام المنظمة بالعمل بشكل عدد الوحدات المنتجة بشكل صحيح مقسوما
الجودة
على العدد الكلي للوحدات المنتجة صحيح.
يقيس مدى انجاز وحدة العمل ألعمالها في عدد الوحدات المنتجة في الوقت المحدد مقسوم
الزمن
على العدد الكلي للوحدات المنتجة الوقت المحدد
يقيس كمية الموارد المستخدمة إلنتاج المخرجات مقسومة على المدخالت
اإلنتاجية
وحدة العمل.
Source: Artley, W and Stroh, S. (2001). The performance based management handbook:
establishing an integrated performance measurement system. performance based
management special interest group (PBM SIG). p 37.
أما عن اختيار مؤشرات األداء فيضيف ( )Anderson, et al,. 1995أن المؤشر الجيد يجب
أن يتصف بالخصائص التالية :
يعكس متطلبات العمالء الداخليين والخارجيين.
ولغايات هذه الدراسة فقد تم اعتماد ثالثة مجاالت رئيسية لعمل جامعة الحسين بن طالل،
(مجال التعليم ،مجال البحث العلمي ،مجال خدمة المجتمع ) لتقييم جودة األداء فيها ،وجميعها
تخضع للخصائص السابقة من حيث الوضوح والدقة والتطبيق الواسع واالقتصادية.
6-2-3
نشأ مفهوم جودة األداء في العصر الحديث في القطاع الصناعي لكل من اليابان والواليات
المتحدة األمريكية )Lagrosen, et al, 2004( ،إذ شهدت الكثير من التغيرات والتطورات العلمية
والتقنية ،فبرز العديد من العلماء والمفكرين الذين طوروا هذا المفهوم ،ليصبح من أكثر المفاهيم
انتشارا في مجال تطوير العمل ،كما ظهرت اجتهادات كثيرة لوضع تعريف شامل لهذا المفهوم،
فعرفها ( )Rhodes, 1992على أنها" :عملية إدارية ترتكز على مجموعة من القيم ،وتستمد طاقة
حركتها من المعلومات التي توظف مواهب العاملين ،وتستثمر قدراتهم الفكرية في مختلف
مستويات التنظيم على نحو إبداعي لضمان تحقيق التحسين المستمر للمنظمة".
وعرفها ( )Crosby, 1979أن الجودة هي مطابقة المنتج للمواصفات ،وأن تكاليف الجودة
هي تلك التي تتكبدها المنظمة من جراء إنتاج منتج معيب و ليس منتجا عالي الجودة.
ومن الرواد االوائل في حقل الجودة سواء في مجال الصناعة أو الخدمات "جوزيف
جـوران ،إدوارد ديمنـج ،فليب كروســبي ،ولترشوهارت ،تاكوشي " .ووضعت جوائز للجودة
أسهمت بكونها دليال لتطبيق الجودة في المؤسسات ومنها جائزة "ديمنج للجودة ،وجائزة مالكولم
بالدريدج".
وقد وضع ( )Crosby, 1979برنامجا لتحسين الجودة ،يتكون من أربعة عشرة نقطة ،وهي
كاآلتي:
-1التزام اإلدارة بجمع المعلومات الخاصة بمتطلبات الجودة وتوثيق سياستها وإعالنها لكل فرد
بالمنظمة.
-2تشكيل فرق الجودة تضم أفرادا يعملون بأقسام المنظمة كلها.
-3صياغة مقياس للجودة يتالءم مع نشاطات المنظمة كافة لتحديد المجاالت التي تحتاج إلى تحسين.
-4تحديد كلف الجودة للتعرف على المجاالت التي يمكن تحسينها لزيادة الربحية.
-5زيادة الوعي للعاملين جميعهم في المنظمة حول أهمية الجودة والنتائج المترتبة على رداءتها.
-7إنشاء برنامج المعيب الصفري وااللتزام بتنفيذه بما يتالءم مع إمكانيات المنظمة وثقافتها.
-9تحديد العيوب الصفرية في المنظمة يكافئ فيه العاملون الذين حققوا أعلى مستويات الجودة.
69
-11تشجيع العاملين على إيصال المعلومات إلى اإلدارة لضمان تحقيق أهداف الجودة.
-13تأسيس مجالس للجودة من رؤساء الفرق وخبراء الجودة لتعزيز االتصاالت المستمرة.
1 6 2 3
لقد اس ُتخدِم نظام الجودة في بداياته في مجال الصناعة من أجل تحسين عملية اإلنتاج
وتحسين جودة المنتج لسد رغبات المستفيدين وزيادة األرباح بسبب تشجيع إقبال الفرد والمجتمع
على المنتج ذي الجودة العالية ،ولقد نجح هذا النظام في زيادة القوة اإلنتاجية للمنظمات التي
استخدمت مبادئه ورفعت من إيراداتها ،ونتيجة لنجاح هذا النظام بصورة كبيرة في مجال الصناعة
ومن ثم المنظمات التجارية ،عمدت كثير من الدول المتقدمة ومن بعدها الدول النامية إلى تبني
نظام الجودة في قطاع التعليم العالي من أجل تحسين جودة الخدمات التعليمية ،وتلبية متطلبات
الدارسين والمستفيدين وذوي العالقة في المجتمعات.
في وقتنا الحالي الذي يشهد المزيد من التنافس على المستوى العالمي ،يعتبر تقديم خدمات
عالية الجودة من أهم مفاتيح النجاح ،ويتفق العديد من الخبراء على أن محور التنافس المحتدم حاليا
والذي يشكل السياسات المتعلقة بالتسويق استراتيجيات األعمال هو تقديم الخدمات التي تتسم
بالجودة ،كما أشار الباحث ( )Abdullah, 2011ولذلك تولي مؤسسات التعليم العالي اهتماما كبيرا
إلتباع وسائل وسبل تقديم تعليم عالي الجودة للمعلمين والتربويين العاملين لديها من أجل رفع
مستوى أدائها واالرتقاء به نحو األفضل.
وتواجه مؤسسات التعليم العالي تحديات من أجل تحسين جودة التعليم الذي تقدمه للطلبة،
وهناك المزيد من الضغوطات الهادفة إلعادة هيكلة التعليم العالي وإصالحه بغية توفير تعليم جيد
وتخريج أفواج من الخريجين كي يصبحوا أعضاء فاعلين في مجتمعاتهم .وبالتالي تسعى هذه
المؤسسات حثيثا إلى التعرف على أبعاد توفير تعليم عالي الجودة باإلضافة إلى تحديد
االستراتيجيات الالزم تطبيقها لتحقيق المعايير واألهداف المنشودة.
وتوجد ثالثة مجاالت لتقييم جودة األداء لمؤسسات التعليم العالي ،أولها :تقويم الجودة وفق
معدالت األداء في كل وظيفة من وظيفتي التدريس والبحث العلمي ،حيث يتم تقييم جودة التدريس
والبحث العلمي كل منهما على حدة ،وثانيها :تقييم جودة التدريس والبحث العلمي وخدمة المجتمع
المباشرة بصورة كمية أو شاملة ،ويتوقف اختيار أحد هذين المجالين على الظروف السائدة داخل
70
الجامعة ،وثالثها :لتقويم الجودة ،وهو إخضاع المؤسسة وبرامجها لعملية فحص رسمية خارجية،
على أن تمنح بموجبها شهادة اعتماد. )Clayton, et al,2001( .
ولغايات هذه الدراسة فقد تم اعتماد المجال الثاني من مداخل تقييم جودة األداء في
مؤسسات التعليم العالي وهو مدخل تقييم جودة التدريس والبحث العلمي وخدمة المجتمع ،وتطبيقه
في جامعة الحسين بن طالل ،من خالل بطاقة األداء المتوازن .
2 6 2 3
تعتبر الجودة في التعليم العالي مفهوما معقدا ومتعدد الجوانب ،ونتيجة لذلك ،لم يتم إلى
اآلن التوصل إلى نوع من التوافق في اآلراء بشأن "أفضل طريقة لتحديد جودة الخدمة وقياسها "
( ، )Clewes, 2003فلكل طرف من الجهات المعنية في التعليم العالي (على سبيل المثال ،الطلبة،
والحكومة ،والهيئات والمؤسسات المهنية) لديه وجهة نظر خاصة تتعلق بالجودة وتعتمد إلى حد
كبير على احتياجاتها الخاصة بها.
وقد عرف الباحثان ( )O'Neill & Palmer 2004جودة الخدمة في التعليم العالي على أنها
"الفرق بين مستوى الخدمة الذي يتوقع الطالب/الطالبة الحصول عليها والتصور العالق في
ذهنه /ذهنها عن مستوى الخدمة الفعلية التي يتلقاها" .ويعتقد الباحث ) )Guolla, 1999أن الصورة
السابقة العالقة في ذهن الطلبة عن الخدمة وجودتها تختلف عن مستوى رضاهم عنها.
وقد تؤدي التصورات اإليجابية عن جودة الخدمة إلى رضا الطلبة عنها وبالتالي يصبح هذا
الرضا أداة جذب للطلبة الجدد من خالل حديث الطلبة القدامى عن تلك الخدمة وربما يكون هذا
أيضا دافعا للطلبة الخريجين الذين أعربوا عن رضاهم عن الخدمات المقدمة في الجامعات للعودة
الباحثون أشار كما فيها، الدورات من المزيد لدراسة مجددا الجامعة إلى
)(Marzo-navarro, et al., 2005
ويؤكد ( )Zeithaml, et al., 1993إلى ضرورة التمييز بين ثالثة أنماط للخدمات المتوقعة
وجودتها :الخدمة المطلوبة أو المثالية ،والخدمة الكافية أو المناسبة ،والخدمة المتوقعة .فالعمالء
يرغبون في تلقي مستوى للخدمة التي يأملون في الحصول عليها وذلك وفق تصورهم عن مستوى
األداء المتوقع والمستوى المفترض تقديمه من هذه الخدمة .وهناك بعض العمالء الذين يتقبلون
المستوى األدنى من الخدمة ألنهم يدركون أن الخدمة ال تكون دائما بالمستوى المطلوب ،وهذا ما
نطلق عليه المستوى الكافي من الخدمة .وما بين هذين المستويين هناك مستوى وسط يبدو أنه
األكثر قبوال لدى العمالء وهم على استعداد لتقبله كما هو .وأخيرا ،هناك المستوى الذي يتوقعه
العمالء من الخدمة والذي يعتمد على اعتقادهم بمستوى الخدمة الذي تقدمه المنظمات المعنية
بتزويد الخدمات.
71
7-2-3
أجرى المجلس التربوي دراسة عن المقاييس ومؤشرات األداء المستخدمة لتقييم األداء في
ست واليات من الواليات المتحدة األمريكية )Ewell, 1994( ،وكانت النتيجة تحديد أهم المؤشرات
المستخدمة وهي:
معدالت القيد (االلتحاق) /التخرج حسب الجنس والعرق وبرنامج الدراسة.
عدد السنوات التي أمضاها الطالب للحصول على الدرجة العلمية وسنة التخرج من الجامعة.
معدالت الثبات والبقاء في الدراسة حسب الجنس والعرق وبرنامج الدراسة.
األنشطة والبرامج العالجية ومؤشرات فعاليتها.
معدالت االنتقال من وإلى مؤسسات التعليم العالي على مدى سنتين أو أربع سنوات من
الدراسة.
نسب النجاح في االمتحانات المهنية.
البيانات الخاصة بالخريجين الملتحقين في سوق العمل ودرجة رضا العاملين منهم عن الوظائف
التي حصلوا عليها.
ساعات العمل واإلنتاجية في الكليات على شكل نسبة الطالب أو الطالبة /نصاب أعضاء هيئة
التدريس وساعات العمل.
وقد بين التقرير السنوي الذي يصدره معهد اليونسكو لإلحصاء لعام 2013
( ،)Global Education Digest, 2013العديد من مؤشرات الجودة في التعليم العالي ،من أهمها:
-1
ويعبر هذا المؤشر عن نسبة الطلبة الملتحقين في مؤسسات التعليم العالي إلى إجمالي عدد
السكان من الفئة العمرية ( .)24-18وتشير نسبة االلتحاق في التعليم بشكل عام إلى مدى توفر
الفرص التعليمية للسكان ،وإقبالهم عليه.
-2
ويعبر هذا المؤشر عن نسبة التحاق اإلناث إلى الذكور في مؤسسات التعليم العالي ،ويقيس
مؤشر التكافؤ بين الجنسين التقدم نحو تكافؤ الجنسين في المشاركة و/أو فرص التعلم المتاحة
لإلناث بالمقارنة مع فرص التعلم المتاحة للذكور ،وهو يعكس كذلك مستوى تعزيز وضع النساء
في المجتمع.
-3
72
يقيس هذا المؤشر نسبة أعداد الطلبة الذين التحقوا في الجامعات والمعاهد خالل السنة
الدراسية من عدد السكان ضمن العمر المقابل لكل مستوى ،ويهدف إلى التعرف على مدى إقبال
السكان من األعمار المقابلة لمختلف مستويات الدراسة على التسجيل في التعليم العالي.
-4
يقيس هذا المؤشر نسبة أعداد الخريجين في الجامعات والمعاهد خالل السنة الدراسية من
عدد السكان ضمن العمر المقابل لكل مستوى ،ويهدف إلى التعرف على نسبة خريجي مؤسسات
التعليم العالي من السكان ضمن األعمار المقابلة لمختلف مستويات الدراسة ،ومدى استيعاب سوق
العمل للخرجين من المستويات المختلفة.
-5
يقيس هذا المؤشر متوسط عدد الطالب لكل مدرس في التعليم العالي في عام دراسي معين،
ويهدف إلى التعرف على مدى كفاءة التعليم العالي ،وقياس مستوى مدخالت الموارد البشرية من
حيث عدد أعضاء الهيئة التدريسية بالمقارنة مع نمو أعداد الطالب.
-6
ويقيس هذا المؤشر إجمالي عدد األبحاث التي نشرت وتم اعتمادها من قبل الهيئات العلمية
المحكمة أو من قبل قواعد البيانات العالمية .
-7
يقيس هذا المؤشر قيم اإلنفاق على البحث خالل فترة زمنية معينة ،ويهدف إلى الداللة على
حجم الجهود المبذولة ،والموارد المخصصة للبحث العلمي.
8 2 3
ولغايات هذه الدراسة فقد تم اعتماد ثالثة مجاالت لتقييم جودة األداء في جامعة الحسين بن
طالل .وهي مجال التعليم والمتضمن (عضو هيئة التدريس ،والطالب ،والتجهيزات المادية
والبرامج) ومجال البحث العلمي (النتاج العلمي ،اإلنفاق على البحث العلمي) ومجال خدمة
المجتمع (التواصل مع أصحاب المصالح الخارجيين والداخليين ،والتواصل مع مؤسسات المجتمع
المدني) .
1 8 2 3
من سمات التعليم الجامعي المعاصر التوسع في األهداف والوظائف والبرامج التعليمية
والبحثية واإلدارية واالجتماعية ،ومواكبة التطور في العلم والثقافة واإلسهام فيها .ولقد انعكس هذا
73
تطوير محتوى التعليم الجامعي ،وأوجد الحاجة إلى قيام مؤسسات التعليم العالي بتحديث برامجها
التعليمية وتطوير أداء أعضاء الهيئة التدريسية فيها.
ويتحمل أعضاء الهيئة التدريسية في الجامعات المسؤوليات المباشرة في تنفيذ وظائف
الجامعة باعتبارهم ركائز الجامعات العلمية والتربوية ،فهم يؤدون أدوارا ووظائف تنبثق من
وظائف جامعاتهم كالتدريس والبحث العلمي ،والتأليف ،والترجمة وبناء شخصيات الطلبة علميا
وتربويا ،وتقديم االستشارات في مجاالت تخصصاتهم ،فضال عن ذلك العمل في اللجان داخل
الجامعة وخارجها ).(Young & Shaw, 1999
وأشارت المنظمة األوروبية لضمان الجودة في التعليم العالي إلى أهمية عملية التدريس
والتقويم التي يقوم بها أعضاء هيئة التدريس ،إذ عدتهما من أهم عناصر التعليم العالي ،وأكثرهما
تأثيرا في إعداد الطالب وفي مستقبله المهني ،لذلك أكدت على ضرورة إلمام من يقوم بالتدريس
بالمعرفة الوافية بالمادة التي يقوم بتدريسها ،وأن يكون لديه المهارات الضرورية والخبرة الكافية
لنقل معارفه وخبراته للطالب مستخدما طرقا واستراتيجيات تدريسية مختلفة وأساليب تقويم
متنوعة ،وترى المنظمة "أن أعضاء هيئة التدريس يجب أن يُعطوا الفرصة لتطوير قدراتهم
التدريسية وتنميتها وتشجيعهم على تطوير مهاراتهم ،كما يجب أن تتوافر الفرص لتنمية ومساعدة
األساتذة األقل كفاءة ،لرفع قدراتهم ومهاراتهم إلى الحد المقبول ،وأن يكون لدى المنظمة أيضا
األساليب المناسبة الستبعادهم من القيام بواجباتهم التدريسية ،إذا اتضح استمرارهم في تقديم
مستوى غير مرض ( European Association for Quality Assurance in Higher Edecation,
.)2005
وقد عد التقرير الصادر عن اليونسكو ( )GED, 2013أن من مؤشرات الجودة في التعليم،
مؤشر (طالب/مدرس) ،والذي يقيس متوسط عدد الطالب في القاعة التدريسية التي يقوم عضو
هيئة التدريس بتدريسهم ،وأشار التقرير أنه كلما انخفضت هذه النسبة ،عد ذلك مؤشرا ايجابيا ،إذ
أن انخفاض عدد الطالب لكل مدرس سيؤدي إلى زيادة تفاعل عضو هيئة تدريس مع طالبه بشكل
أكبر وإيصال المعلومات والخبرات التي يمتلكها لطالبه بشكل أكثر فاعلية.
كما يرتبط مجال التعليم بمدى فعالية العمليات التربوية الداخلية ،وبخاصة عمليتي التعليم
والتعلم في حجرة الدراسة ،وترتبط الجودة في هذا المجال غالبا في الجهود التي يتم بذلها لتحسين
البيئة الداخلية للجامعة ،وبعض العمليات بما يضمن تحقيق فعالية التدريس والتعلم لألهداف التي تم
تحديدها من قبل ،ويساعد هيكل الفعالية في التدريس والتعلم في توفير بعض اآلراء واألفكار حول
كيفية استخدام االستراتيجيات والمبادرات في تحسين عملية التعلم بشكل فعال ،وبما يضمن الجودة
في التعليم العالي (.)Cheng, 2001
74
وباإلضافة لما سبق ،فإن جودة التعليم تشير إلى إشباع وتلبية حاجات الطالب بالخدمات
التعليمية التي تتضمن العملية التعليمية ومخرجاتها ،واإلشارة إلى أن الجهود التي تبذلها مؤسسات
التعليم العالي تلبي حاجات العمالء المختلفين)Stella & Gnann, 2004( .
ولغايات تحقيق أهداف هذه الدراسة في مجال التعليم في جامعة الحسين بن طالل المتضمن
ثالث ركائز اساسية وهي عضو هيئة التدريس والطالب والبرامج والتجهيزات.
1
دأبت الجامعة على اختيار الكفاءات المعززة بالمؤهالت العلمية ذات العالقة مع التركيز
على الحد األدنى من التقدير في كل مرحلة من مراحل الدرجات العلمية .ولسد النقص في بعض
التخصصات ،فقد أعدت الجامعة خطة استراتيجية لالبتعاث لتغطية هذا النقص ،ولقد قدمت
الجامعة بعثات علمية لعدد كبير من ابناء المجتمع المحلي للحصول على درجتي الماجستير
والدكتوراة في مختلف التخصصات التي تحتاجها الجامعة .وتم إيفاد هؤالء الموفدين الى
الجامعات االوروبية واالمريكية والكندية واالسترالية وعاد معظمهم بعد ان انهوا دراستهم ،وهم
يعملون حاليا أعضاء هيئة تدريس في الجامعة .والتزال عملية االيفاد مستمرة لسد النقص في
التخصصات المستحدثة والقديمة .مع االدراك بأن موقع الجامعة في منطقة الجنوب ال يستقطب
الكفاءات العلمية من السوق المحلي ،مما يضطر الجامعة في بعض االحيان الستقدام اعضاء هيئة
تدريس من الدول العربية المجاورة.
وهنالك مركزا متخصصا في تأهيل اعضاء هيئة التدريس واعطاؤهم الدورات التدريبية
التي يحتاجونها لبناء قدراتهم في االدارة الصفية وتقييم الطلبة واالرشاد االكاديمي وتكنولوجيا
المعلومات في مجال البرمجيات المتخصصة.
2
عال يحقق المعايير األكاديمية
تعليم ٍ
ٍ تعترف جامعة الحسين بن طالل بحق الطلبة في تلقي
المعتمدة ويعكس التوقعات الوطنية في جو من العدالة والمساواة في جميع المجاالت أثناء فترة
دراستهم الجامعية .وتقدر و ُتعلي جامعة الحسين بن طالل من شأن مشاركة الطلبة في جميع
االنشطة العلمية المنهجية والالمنهجية التي تساهم في اكسابهم المعارف والمهارات المطلوبة وبناء
شخصياتهم المستقلة .ولتحقيق ذلك فقد نصت رؤية ورسالة وأهداف الجامعة على إعداد مؤشرات
لقياس وتقييم الطلبة ومخرجات التعلم والخدمات المقدمة لهم وكفاءة نظام اإلشراف والتوجيه
واإلرشاد األكاديمي وتأهيل وتدريب الطلبة على إتقان المهارات األساسية إلجراء األبحاث
العلمية ،ووضع الترتيبات التي تضمن حسن سير التدريب الميداني لهم وحل مشكالتهم الدراسية.
75
ووضعت إجراءات تضمن حق الطلبة في االعتراض على تقدير العالمات ومتابعة هذه القضية
من قبل اإلدارات األكاديمية لتحقيق العدالة والمساواة بين الطلبة.
وأعدت الجامعة مصفوفة من األنشطة المنهجية والالمنهجية المرافقة للمنهاج لتهئية بيئة
جامعية تجذب الطلبة وتسهم في انتمائهم إلى الجامعة ،وفتح قنوات االتصال معهم من قبل أعضاء
هيئة التدريس والعمداء وإدارة الجامعة .وهيأت الجامعة الصاالت الرياضية والمالعب لممارسة
األلعاب المختلفة والمشاركة في البطوالت المحلية والعربية واالنفتاح على المجتمعات المحلية
وعدم بناء أسوار عالية بين الجامعة ومحيطها.
ولقد استقطبت الجامعة عدد كبير من الطلبة الوافدين إضافة إلى استقطاب مجموعات كبيرة
من كل محافظات المملكة للدارسة في الجامعة.
ولقد قامت الجامعة بإعداد استبانة لقياس مدى رضا الطلبة عن البرامج الدراسية واألنشطة
المنهجية والالمنهجية والتخصصات التي يدرسونها وعمليات تسجيل المواد واإلرشاد األكاديمي.
وبعد تحليل نتائج الدراسة تبين أن مدى رضا الطلبة كان عاليا.
3
تؤمن الجامعة بمواكبة التطورات العلمية والمستجدات التكنولوجية و متطلبات العصر وسوق
العمل وذلك من خالل استحداث تخصصات وبرامج تواكب هذا التطور ،خاصة ان التوجه لدى
ادارة الجامعة والمسؤولين فيها هي ان تصبح جامعة تكنولوجية وتطبيقية وطبية لتلبية احتياجات
المجتمعات المحيطة بالجامعة والمجتمع الوطني .
وتتتفاعل الجامعة مع متطلبات التنمية ومحاربة الفقر والبطالة بحيث توفر مخرجات تعلم ال
تساعد في زيادة اعداد العاطلين عن العمل وتعمق الفجوات بين فئات المجتمع ،وذلك من خالل
وقف او تجميد التخصصات /البرامج الراكدة وغير المطلوبة في سوق العمل المحلي او االقليمي
والعمل على استحداث تخصصات جديدة تسد النقص في عدد المؤهلين وتعمل على تطوير
مهارات الطلبة لتتالئم مع متطلبات سوق العمل المحلي واالقليمي .ولقد عملت الجامعة على
استحداث تسع تخصصات منذ عام ،2011وقدمت للجهات المختصة طلبات الستحداث عشرة
تخصصات/برامج.
2 8 2 3
يعرف البحث العلمي على أنه" :الطريقة التي يتم الحصول من خاللها على إجابات ألسئلة
مصممة بغرض الوصول إلى أهداف معينة ،وهو طريقة ممنهجة ضمن إطار من النظريات
تستخدم فيها أساليب معينة لجمع المعلومة وتكون قائمة على مصداقية المعلومة وموثوقيتها"
(.)Kumar, 2005
76
ويُعد البحث العلمي إحدى الوظائف األساسية للجامعات ،و هو الركيزة المهمة والطريقة
المقننة والمنظمة لتطوير واكتشاف وتوليد المعارف في شتى أنواع العلوم .ويهدف البحث العلمي
في الجامعات إلى تشجيع الباحثين من أعضاء هيئة التدريس والطالب على إجراء البحوث
المبتكرة ونشرها في الدوريات العلمية والمتعلقة بالمشكالت الحيوية للمجتمع خصوصا في
الجامعات التي تحتوي بين جنابتها أعدادا من أعضاء هيئة التدريس والباحثين والمراجع والمعامل
والبنية التحتية و تقنية المعلومات.
وقد لخص ( )Gersten et al., 2000مجموعة من المعاير لتقييم جودة البحث العلمي في
مؤسسات التعليم العالي ،في اآلتي:
طرح تساؤالت مهمة ،والتي يمكن التحقق منها تجريبا ،وتسهم في قاعدة المعرفة
ارتباط أسئلة االختبار بالنظريات ذات الصلة.
تطبيق أفضل المناهج والطرق المناسبة لقياس ومناقشة تساؤالت البحث.
االستناد على سلسة من القواعد الواضحة في التفكير االستداللي لدعم وتبرير النتائج.
تغطية واسعة للدراسات واألدبيات السابقة ذات الصلة بموضوع البحث العلمي.
توفير المعلومات الضرورية إلعادة إنتاج أو تكرار الدراسة.
التأكد من تصميم الدراسة ،بأساليب وإجراءات شفافة بما فيه الكفاية لضمان وجود نهج مستقل
ومتوازن ،وموضوعيا للبحث.
تقديم وصف كاف للعينة ،والمجتمع ،وأي مجموعة المقارنة.
استخدام المفاهيم وقياس المتغيرات المناسبة وذات الموثوقية.
ويعتبر البحث العلمي الجامعي لكل من الطالب والمحاضر من أهم مرتكزات التطوير
الجامعي والمجتمعي معا .فالبحث في القضايا التعليمية واألكاديمية الجامعية ،وكذلك المشكالت
المجتمعية تقدم تصورات تطويرية جديدة لكل من الحياة الجامعية والبيئة المحيطة .وتمثل تلك
ذروة العالقة التعاقدية المتبادلة بين المجتمع والمستوى الجامعي في أي مجتمع من المجتمعات.
ومن أهم متطلبات تفعيل العملية البحثية الجامعية ما يلي)Shavelson &Towne, 2002 ( :
إيجابي وفاعل في إطار التنمية المستدامة التي تتأثر مباشرة بنتائج تلك األبحاث إذا ما أحسن
إجراؤها ،تخطيطا وتنفيذا وتقويما ،ومن ثم إجراء التعديالت التطويرية عليه.
ولغايات تحقيق أهداف هذه الدراسة في مجال البحث العلمي في جامعة الحسين بن طالل
فلقد خصصت جامعة الحسين بن طالل مبالغ كبيرة من موازنتها السنوية لدعم البحث العلمي
وتحسين مخرجاته االكاديمية .ولقد طورت عمادة البحث العلمي والدراسات العليا خطة استراتيجية
للسنة الدراسية 2015 – 2014لتعزيز جودة انتاجية البحوث العلمية .وهنالك عدة حوافز للبحوث
المشتركة والتي تساهم بفعالية في معالجة قضايا المجتمع المحلي واصالح برامج التعليم العالي
وتحسين مخرجاته.
وتؤكد الجامعة بقوة على الحاجة الفكرية والمادية وكذلك تطبيق نشاطات البحوث العلمية
لتطوير الجوانب االجتماعية والثقافية واالقتصادية .واعدت الجامعة مجموعة من االجراءات التي
من شأنها التوكيد على تطوير ومراقبه جودة البحوث العلمية والتعليم والتعلم ،الن البحوث العلمية
تشكل جزء مهما من رؤية واهداف الجامعة.
واعدت الجامعة مجموعة من الترتيبات لدعم وتطوير عمليات ووظائف البحث العلمي بحيث
يؤدي ذلك الى تعزيز جودة البحوث العلمية وتوفير المصادر وبيان دور وطبيعة البحوث العلمية
التي ستنفذ في الجامعة لتحقيق الغايات االستراتيجية من هذه البحوث في خدمة المجتمع وتحقيق
رؤية ورسالة واهداف الجامعة .ومن هذه الترتيبات ايضا بناء قدرات الباحثين الجدد وتوفير
الحوافز المشجعة على البحث العلمي وتشجيع كذلك ابحاث الطلبة .كل هذه الترتيبات اسهمت في
حصول الجامعة على عدد من الجوائز العلمية والتشجيعية ألعضاء هيئة التدريس والطلبة.
3 8 2 3
عرفت خدمة المجتمع في الجامعات على أنها األنشطة التجارية وغير التجارية التي يقدمه
أعضاء هيئة التدريس في الجامعة والعاملين فيها ،والتي تنطوي على التفاعل مع األفراد
والجماعات والمؤسسات في البيئة الخارجية المحيطة بالجامعة على كافة المستويات المحلية
واإلقليمية (.)Czuba, 2005
وبالتالي تتخذ خدمة المجتمع العديد من األشكال الخدمات الفكرية والتربوية والثقافية
والعلمية والدينية وغيرها .وتساهم خدمة المجتمع في التقدم االجتماعي والنمو االقتصادي والتنمية
الثقافية لألفراد والجماعات والمؤسسات أو المجتمع ككل .ويعتمد ذلك على المصلحة الفردية
78
واحتياجات المجتمع ،والتي تتغير باستمرار وبالتالي ،فإنه من الضروري أن تكون عملية خدمة
المجتمع عملية مرنة تتوائم وهذه التغيرات .
وطالما كانت الجامعات ضمن المجتمعات ،فإنها ستؤثر في هذه المجتمعات وتتأثر بها إيجابا
أو سلبا ،فإذا كان التأثير إيجابا ساعد ذلك في تطور المجتمع وتنميته ،ولذلك فقد بذلت الكثير من
الجهود الهادفة لخلق تفاعالت بناءة ،ومنفعة متبادلة ودائمة من خالل شراكات رسمية بين
المجتمعات المحلية والجامعات .ونظرا لطبيعة الظروف االقتصادية والثقافية واالجتماعية
والسياسية التي تطورت إلى نقطة أصبحت الحاجة للتعلم والعمل معا ملحة جدا ،ولم يعد من
الممكن تجاهله أو إنكاره (.)Holland, 1999
وتتكون خدمة المجتمع عموما من مجموعة من األنشطة ،تتلخص في اآلتي:
()Czuba, 2005
القيام بعملية االتصال مع األفراد والجماعات والمنظمات الخارجية للجامعة ،وتمكينهم من
المشاركة في منافع الجامعة من خبرة أو استخدام مرافقها العلمية.
المساهمة في النمو والتقدم االجتماعي واالقتصادي والثقافي ،وتطوير األفراد والجماعات
والمنظمات والمجتمع بشكل عام.
وتقدم الخدمات التعليمية من خالل وظيفة التدريس ،والبحث العلمي ،وتبادل الخبرات ،وتوفير
إمكانية الوصول إلى مرافق الجامعة ومصادرها التعليمة من خالل برامج وخدمات مجتمعية
خاصة.
ربط الخدمات المجتمعية مع ميثاق الجامعة ورؤيتها وبيان مهمتها وأهدافها.
تقديم الخدمات المجتمعية من خالل العديد من الوظائف ،منها :وظيفة التدريس ،والبحث ،وتبادل
الخبرات ،وتقديم دورات خاصة ،باإلضافة إلى تنظيم الندوات وورش العمل والمؤتمرات.
إن الشراكة المجتمعية بين مؤسسات التعليم العالي (الجامعات) والمجتمع بشكل خاص تؤدي إلى
مجموعة من النتائج اإليجابية منها على سبيل المثال)Holland, 1999( :
تطوير وتنمية المجتمع من خالل األبحاث العلمية التي تقوم بها الجامعة وتستهدف حل مشكلة
معينة في المجتمع المحيط.
المساهمة في تعلم المجتمع من خالل ما تقوم به الجامعات من عقد دورات تدريبية أو ورش عمل
ذات أهمية وتعود بالنفع على الحياة المجتمعية.
ولغايات تحقيق أهداف هذه الدراسة في مجال خدمة المجتمع في جامعة الحسين بن طالل فلقد
ساهمت جامعة الحسين بن طالل في بناء قاعدة متينة من اإلنجازات العلمية والمجتمعية التي
79
جعلت منها عنوانا بارزا في التأطير العلمي والمجتمعي للتنمية المحلية في محافظة معان بشكل
خاص وفي جنوب األردن بشكل عام.
لقد حاولت الجامعة تجسيد رسالتها في المسؤولية االجتماعية برؤية جديدة تعتمد التخطيط العلمي،
ومبادئ االستدامة ،والرشد ،وجودة المدخالت والعمليات والمخرجات ،واالستفادة من التطبيقات
المعاصرة في التحديث ،وإدارة التغيير االجتماعي والثقافي واالقتصادي ،ما جعل الجامعة تنال ثقة
المجتمعات المحلية وهذه الثقة هي رأس المال االجتماعي الحقيقي ،من خالل مركز الدراسات
واالستشارات وتنمية المجتمع.
وقد استطاعت الجامعة خالل هذه الفترة انجاز أكثر من 10مسوحات علمية تتعلق بالمجتمعات
المحلية في محافظة معان ،وإنجاز أكثر من 35دراسة علمية متخصصة تهتم بالمجتمعات
المحلية ،وفي مجال التدريب استطاعت الجامعة توفير أكثر من ثالثة أالف فرصة تدريب للعاملين
في الجامعة والمجتمع المحلي ،وعقد مجموعة من المحاضرات وورش العمل والندوات بالتعاون
مع المؤسسات الدولية والمحلية .ومن خالل إذاعة صوت الجنوب (أول إذاعة مجتمعية في األردن
خارج العاصمة عمان) والتي تبث من حرم جامعة الحسين بن طالل ،استطاعت الجامعة التواصل
مع أبناء المجتمعات المحلية في المحافظة وقد حرصت اإلذاعة على تطوير وتفعيل دور جامعة
الحسين بن طالل التنموي تحديدا في مجاالت التوعية والمعرفة .