Professional Documents
Culture Documents
Maghreb Antique 2
Maghreb Antique 2
Maghreb Antique 2
محاضرة في حصتين:
و بمقتل يوغرطة لم يشأ مجلس الشيوخ إلحاق نوميديا رسميا بالممتلكات الرومانية و ذلك
راج ع لألوض اع الداخلي ة المت دهورة ال تي ك انت تعيش ها إيطالي ا آن ذاك ،و فض لوا أن تبقى
تحت الحماية الرومانية ،وقسموا نوميديا إلى قسمين :جزء منها أعطوه إلى بوخوس جزاء
تحالف ه من الروم ان ،و الج زء اآلخ ر الص غير أعط وه إلى غ ودا( )Gaudaش قيق
يوغورط ة ،و ه ذا لم ا عرف وا علي ه من ض عف في شخص يته و اس تعداده لطاع ة أوام ر
روم ا ،و لكن ه ذا األخ ير لم يعيش ط ويال حيث ت وفي ع ام (88ق.م) ،فخلف ه في ملك ه
أوالده :هيمبسال الثاني ،و ماسينيسا الثاني ،و استطاعا فيما بعد إعادة نوميديا الغربية من
المل ك بوخ وس ،ف انتهز األم ير النومي دي هيرب اص( )Hierbasالح رب األهلي ة ال تي ك انت
مش تعلة في روم ا بين الجمه وريين و الملك يين يقوده ا ك ل من م اريوس و س يال ،فوق ف
هيرب اص إلى ج انب م اريوس و اس تطاع ع ام 81ق.م أن يخل ع الس لطة من خص مه
1
األم يرين النومي ديين هيمبس ال الث اني و ماسينيس ا الث اني المؤي دين لحرك ة س يال ،فاغتص ب
الس لطة و نص ب نفس ه ملك ا على نومي ديا ،غ ير أن ه في األخ ير تمكن القائ د بوم بيوس أح د
ضباط سيال من دخول إفريقية و قتل خصمه دوميتيوس الموالي لماريوس و انتصر على
قوات هيرباص ،فوقع هذا األخير في قبضته ثم أرجع الوضع إلى ما كان عليه سابقا بأن
أع اد األم يرين المخل وعين إلى ع رش نومي ديا و أمض وا طيل ة حكمهم ا في اله دوء و
الطمأنينة.
يوبا األول:
و عندما توفي همبسال الثاني عام 67ق.م خلفه ابنه يوبا األول ،و كان النزاع الزال قائما
بين الجمهوريين و الملكيين ،فناصر يوبا األول حزب بومبيوس
وعلى أي ،فق د ع ايش يوب ا األول الح رب األهلي ة اإليطالي ة ال تي ك انت رحاه ا ت دور في
ش وارع روم ا خاص ة بين القائ دين الروم انيين الكب يرين س قيص ر ،و پوم بيوس
Pompeiusمن أج ل االس تيالء على الس لطة .فك ان الب د للمل وك األم ازيغيين في ش مال
أفريقيا أن يحددوا والءهم لقائد من هذين القائدين ،وأن يتحالفوا مع واحد ضد اآلخر ،وأن
يقدموا له كل المساعدات المادية والمعنوية والبشرية والعسكرية حتى يحافظوا على ملكهم
في نوميديا ،ويستفيدوا من الجوائز والهبات واالمتيازات واالستيالء على ممالك ج يرانهم .
زد على ذل ك ،أن ه من ال واجب أن ي دافعوا عن مم الكهم ض د الغ زاة م ادامت تمازغ ا على
وشك أن تكون في قبضة الرومان ؛ ألن القوات الالتينية متجمهرة في عدة مراكز حدودية
وعسكرية ،وقد استنفر القواد حشودها المنظمة في عدة فيالق مدربة على أحدث األسلحة
الحديدي ة ،ومنظم ة أحس ن تنظيم عس كري في الع الم في تل ك الف ترة من الت اريخ الق ديم ،
ومحص نة بطريق ة عتي دة في قالع و ثغ ور ش مال أفريقي ا ت راقب ك ل تحرك ات الممال ك
النوميدي ة والموريتاني ة بش كل دقي ق ومخط ط ،منتظ رة الفرص ة الس انحة لالنقض اض على
ملوك نوميديا للتنكيل بهم واإليقاع بهم إما ذال وأسرا وإ ما خسفا وهالكا.
2
وفي خضم هذه الحرب األهلية التي نشبت بين هذين القائدين الكبيرين ،ارتضى يوبا األول
أن يتحالف مع القائد بومپيوس ؛ ألنه كان يعرف مسبقا نوايا س قيصر وأطماعه الخفية
والمعلن ة في ش مال أفريقي ا ،وطريقت ه المس تبدة في إدارت ه لمنطق ة ش مال إفريقي ا واس تعماله
للشدة والقسوة في تسييره لممالك هذه المنطقة .لذلك رفض يوبا األول التحالف مع قيصر
الروم ال من قريب وال من بعيد ،بينما الملكان الموريتانيان بوگود الثاني وبوگوس الثاني
اختارا التحالف مع س قيصر طمعا في االمتيازات وخوفا من بطش س القيصر المتجبر .
وك ان النص ر في األخ ير للقيص ريين على حس اب القائ د پوم پيوس المنه زم أم ام الق وات
القيصرية المتحالفة مع القوات األمازيغية العاتية.
وقبل ذلك ،لقد ارتضت القوات الرومانية القيصرية النزول السريع بتونس في رأس بون
س نة 47ق.م بفض ل مس اعدة بخ وس الث اني مل ك موريطاني ا و اإليط الي س يتيوس( )Sitius
رئيس المرتزقة الذي كان الجئا بموريطانيا ،فحاصرت مدينة أوتيكا التي لم تحرر إال من
قبل الملك يوبا األول ،وقد نال هذا العمل الرائع إعجاب القائد الروماني بومپيوس ورضاه
الكب ير ،فش جعه على مواص لة القت ال ح تى النفس األخ ير .بي د أن الق وات القيص رية س تحط
ركابه ا وت نزل عتاده ا م رة أخ رى في ش واطئ أفريقي ة ب القرب من مدين ة حض رموت و
عسكر بها ،و هناك حاصرته قوات بومبيوس و لم يستطيع النجاة إال عندما وصله المدد
بحرا حيث أصبح عدد جنده ،33000حينئذ فكر القيصر في الهجوم مرارا لكن الحظ لم
يسعفه و هذا بعد أربعة أشهر على نزوله و في 6أفريل 47ق.م بادر بالهجوم و استطاع
قيص ر ه زم جيش ش يبيون الم والي لبوم بيوس في معرك ة تابس وس( )Thapsusبمس اعدة
س يتيوس فاس تولى على مدين ة س يرتا و أب اد الجيش النومي دي ال ذي ك ان يحميه ا ثم اقتحم
معسكر يوبا األول الموجود في الجنوب وبالتالي ،حاصر فيالق القيصر قوات يوبا األول
مدعم ة ب القوات الموري ة الغربي ة ال تي ك ان يقوده ا ك ل من بوگ ود الث اني
من ك ل الجه ات ّ
وبوخوس الثاني .فاضطر يوبا األول للتراجع نحو عاصمته زاما ،ولكنه لم يرض بالفرار
3
والتراجع ،فاختار ميتة شريفة عن طريق المبارزة مع العدو في ساحة القتال والشرف ب دال
من أن يؤخ ذ أس يرا ذليال إلى روم ا .وبالتحدي د في س نة 46ق.م خالل معرك ة تابس وس
(رأس ال ديماس) ؛ ال تي دارت بين س قيص ر روم ا والمل ك النومي دي يوب ا األول؛ ال ذي
تحالف مع خصم سيزار اللدود بومپيي ( پمپايوس) .
ألغى القيص ر المملك ة النوميدي ة و ض مها إلى المس تعمرات الروماني ة و س ماها إفريقي ة
الجديدة( )Africa Novaتمييزا لها عن والية إفريقية القديمة (قرطاج)
إن مقاومة النوميديين لالحتالل الروماني ظاهرة تاريخية ال يمكن تجاهلها ،فلم تهدأ
ثورات التحرير منذ وطأت أقدام الغزاة الرومان فيها ،ولقد اتخذت تلك المقاومة أشكاال
متعددة ،وبرزت في صور مختلفة باختالف الظروف والمعطيات ،فاتخذت طابع المواجهة
العسكرية على يد يوغرطة Jugurthaضد روما ،كما تقمصت شكل المناورات السياسية
والمساومات العسكرية ،مثلما حدث مع العاهل يوبا األول ،Juba Iثم برزت أخيرا في
صورة المواجهة الشعبية التي اكتست طابع الثورة الجزئية أو الشاملة ضد تغلغل
االستعمار الروماني ،كما هو الشأن التي قادها أرابيون ،Arabionأو التي اشتهرت
بشخصية تاكفاريناس ،Tacfarinasوغيرها من الثورات التي قامت ضد التواجد
الروماني بالمنطقة.
4
– Iثورة أرابيون:
لقد حاول يوليوس قيصر J. Césarبعد ضمه لنوميديا خالل سنة 46ق.م أن يشدد
قبضته على كامل شمال إفريقيا ،إالّ أنه قتل قبل تجسيد مخططه على أرض الواقع من قبل
التحالف الثالثي العسكري.
ووقع نزاع بين الواليتين اإلفريقيتين الجديدة و القديمة بسبب انضمام سيكتيوس حاكم
إفريقيا الجديدة إلى الحكم الثالثي المناهض لمجلس الشيوخ ،فخلعه هذا األخير من واليته،
و دفاعا عن منصبه طلب سيكتيوس( )Sextiusالمخلوع يد المساعدة من النوميدي أرابيون
( )Arabionللقضاء على منافسه كورنيفيسيوس( )Cornificiusحاكم إفريقيا القديمة الموالي
لمجلس الشيوخ و الذي أصبح بقرار هذا األخير حاكما للواليتين ،فاستغل أرابيون هذا
النزاع بين الرزمانيين لخدمة قضايا نوميديا في التحرر و انضم رفقة جنوده النوميديين
إلى جانب الحاكم القديم ألفريقيا الجديدة سيكتيوس ،و انتصر اإلثنان على كورنيفيسيوس
الذي قتل في المعركة ،كما تمكن النوميدي أرابيون من القضاء على على سيتيوس رئيس
المرتزقة و أخرج أنصاره من مدينة سيرتا ،و توصل إلى طرد جيش بوخوس عن الجزء
الغربي من نوميديا و الذي منحه له سابقا القيصر.
وهنا نشير أن أرابيون Arabionقد أفلح في مهمته على المستوي الداخلي حيث أنه تمكن
من اس تقطاب عناص ر الث وار ،وتوحي د كلم ة األم راء وش يوخ القبائ ل ،فجن د الرج ال وأع د
الجيش ،وتمكن من ه زم أعدائ ه في مع ارك خاطف ة ،ويب دو أن ه اس تطاع أن يوق ظ ال وازع
الوطني في نفوس سكان المدن واألرياف على السواء ،حيث تحمس سكان المدن للمقاومة،
فامتنعت بعض منها مثل زاما ريجيا عن اإلصغاء للرومان ،الذين لم يتمكنوا من اقتحامها
ة. ا عن المقاوم ز أهله ل أعج ار طوي د حص إال بع
وعلى المستوي الخارجي وفق أرابيون من فرض مكانته بالمنطقة بين الحزبين المتنافسين
5
على الس لطة الروماني ة في بالد المغ رب ،ذل ك أن الخالف بين مجلس الس ناتوا (مجلس
الش يوخ) ،والحكوم ة الثالثي ة ال تي ش كلها (أكت افيوس ،لبي دوس أنطوني وس ،ه ذا م ا أدى
بانتقال الخالف إلى حكام المقاطعتين ،ونشب النزاع بينهما فاستغل أرابيون Arabionتلك
الفرص ة ودخ ل اللعب ة السياس ية الروماني ة ،وك ان هدف ه ع زل أع داءه و تمكن من اس تعادة
مدينة نوميدية تقع على حدود المقاطعة الرومانية المذكورة ،فأحي أرابيون Arabionلهذه
ديا. ان نومي ارات كي االنتص
غير أن حاكم الرومان سيكتيوس قد اتضح له أن أرابيون أصبح قوة ال يستهان بها ،وأن
وطنيته قد تدفع به إلى االنقالب ضده بعد أن يمتن أركان مملكته التي أحياها وتأكد له ذل ك
من نواياه المناهضة للوجود الروماني ككل ،لذلك قرر سيكتيوس أن يضع حدا لنشاط هذا
األم ير النومي دي قب ل أن يستعص ى أم ره ف أوعز باغتيال ه م دعيا أن ه اش تبه في أم ره ،وأن ه
انجون.Fangon دة ف ا الجدي اكم إفريقي دوه ح عع هم د من تعامل تأك
بمقت ل أرابي ون Arabionس نة 40ق.م س قطت شخص ية نوميدي ة أخ رى ض حية فش ل
المن اورات السياس ية ال تي خاض ها مل وك نومي ديا في س بيل الخالص من الع دو عن دما
يعجزون عن مقاومته ،وتضح أن عميلة اغتيال أرابيون Arabionلم تكن بسبب شخصيته
المشتبه فيها وإ نما كانت اغتياال للحركة الوطنية التي حمل لواءها ذلك النوميدي الجريء.
اس ترجع من بع د بوخ وس الث اني ممتلكات ه و تمكن من توس يعها على حس اب األراض ي
النوميدي ة ،و عن دما ت وفي ه ذا األخ ير لم يب ق خل ف ل ه فحكم مكان ه الروم اني أوكت افيوس(
)Octavius
يوبا الثاني(:)JubaII
6
انتقمت روما انتقاما مريرا من "يوبا األول" ،آخر ملوك نوميديا الذين قاوموها .وهو انتقام
لم يكن ِليخطر على بال أحد.
فبعد هزيمة يوبا األول على يد الجيش الروماني شرق مدينة بونة (عنابة اليوم بالجزائر)،
األول ،يوب ا الث اني ،ال ذي لم
ومقتل ه هناك ،أم ر القيصر الروم اني يولي وس بجلب ابن يوبا ّ
يكن يتجاز من العمر 5سنوات إلى روما ،وهناك بدأت حكاية االنتقام المرير.
تربيته/:
ولد الملك يوبا الثاني حوالي سنة 52قبل الميالد ،وتوفي في السنة 23ميالدية ،وهو نجل
األول.
يوبا ّ
بعد هزيمة يوبا األول أمام القوات الرومانيةُ ،أسر يوبا الثاني وطلب اإلمبراطور الروماني
يوليوس قيصر بنقله إلى روما ،وهناك احتضنه في القصر ،فتربى تربية رومانية كاملة،
وبع د وف اة يولي وس قيص ر احتض نه خليفت ه اإلم براطور أغس طس ،فعلم ه الفن ون واآلداب
والعلوم وشؤون الحكم في مدارس روما وأثينا ومعاهدهما.
ج رت عملي ة فص ل يوب ا الث اني عن أص وله النوميدي ة األمازيغي ة على م ّر الس نين ،فتش ّبع
بثقاف ة روماني ة ،وص ار معروف ا ب العلم واآلداب وإ تقان ه ع دة لغ ات ،فض ال عن التبح ر في
الفلسفة والهندسة ومختلف العلوم.
ونفس المصير القىت ه كليوب اترا س يليني فبع د أن قض ى يولي وس قيص ر على كليوب اترا في
مصر أيضا ،أخذ ابنتها الصغيرة ،وربتها أخت ه أوكتافي ا في القص ر اإلم براطوري ،لق د نش أ
يوبا الثاني وسيليني ابنة كليوباترا معا في قصور روما.
اشتد عود يوبا الثاني وبات صاحب معرفة بإدارة شؤون الحكم ،ونظرا للتربية الرومانية
ّ
عينه القيصر أوكتافيوس حاكما لموريتانيا
التي تلقّاها ،والتي كان أساسها اإلخالص لروماّ ،
القيص رية ،في س نة 25ق.م نص ب اإلم براطور الروم اني أغس طس النومي دي يوب ا الث اني
7
ملك ا على الش مال اإلف ريقي ،و ه ذا نظ را لالس تعداد ال ذي وج ده لدي ه في التع اون مع ه.
ودامت فترة حكم يوبا الثاني خمسين سنة كانت كلها في ظل الحماية الرومانية.
زوجهما الرومان من بعض ،ثم تربى يوبا الثاني وابنة كليوباترا تربية التينية ،ولما كبرا ّ
اقتطع اإلمبراطور أوكتافيوس أغسطس جزءا من المملكة الموريتانية ،ووض ع على رأس ها
يوبا الثاني وزوجته كليوباترا ِسيليني ،وسمى هذه المقاطعة موريتانيا القيصرية ،نسبة إلى
قيصر ،وعاصمتها شرشال (وسط الجزائر)
و ك ان يوب ا الث اني شخص ية مثقف ة ،تلقى في ص غره العل وم بمدين ة روم ا يحس ن اللغ ات
الالتينية و اليونانية ،و كان يملك بعاصمته مكتبة غنية بالمؤلفات ألف العديد من الكتب في
ت اريخ الروم ان و جغرافي ة إفريقي ة و جزي رة الع رب ،و الموس يقى ،و من بينهم كت اب
"ليبيكا"( )Libycaو هو يشتمل على معلومات هامة تتعلق بالتاريخ و الجغرافيا و الثروة
الحيوانية و النباتية التي كانت متوفرة حينذاك.
ويقول عنه المؤرخ الفرنسي ،شارل أندري جوليان ،في موسوعته "تاريخ شمال أفريقيا"،
إن يوبا الثاني" كان يحسن اليونانية والالتينية والبونيقية ،وكان آخذا من كل شيء بطرف،
فلم يبق علم واحد غريبا عنه ،وكان بإمكانه أن يكتب في كل موضوع بفضل مكتبه الثرية
من الذين ال يعرفون التعب".
وفاته:
بعد وفاته تم دفنه في المدفن الملكي الموريطاني مع زوجته كليوباترا سليني والواقع حاليا
بمدين ة تيب ازة 60كلم غ رب الجزائ ر العاص مة) ويس مى "ق بر الرومي ة" وش كله ه رمي
مستدير ويعد من معالم التراث العالمي.
8
ردة فع//////ل الش// / /عب من تنص// / /يب /يوب//////ا الث// / /اني ملك// / /ا على مروريطاني// / /ا القيص// / /رية/:
بعد اغتيال أرابيون تفطن المغاربة حيث تمرد الجيتو اندفعوا لمقاومة ولم يقبلوا بالخضوع
للملك الموريطاني يوبا الثاني Juba IIألنه غير متحمس لفكرة التحرر التي كانت تتأجج
في قل وب الكث ير من المغارب ة القدماءحين ذاك في المنطق ة وع اثوا في المنطق ة فس ادا وقت ل
المتم ردون ع ددا كب يرا من الروم ان ،وق د اتس ع نط اق الث ورة جغرافي ا فش ملت جمي ع بالد
المغ رب الق ديم حيث انض مت إليه ا قبائ ل الم وزوالمي األم ر ال ذي أرغم اإلم براطور على
إص دار ق رار بالت دخل في الوض ع للفرق ة الروماني ة المتواج دة في المقاطع ة اإلفريقي ة من
أج ل وق ف زح ف الث وار وذل ك ع امي 21-22ق.م .وك ان ت دخل الجيش الروم اني ش ديد
األث ر على الس كان ،لكن ش مولية الث ورة مكنت من زرع ب ذور المقاوم ة في جه ات مختلف ة
من بالد المغ رب الق ديم ،وتعميم ال وعي بض رورة مواجه ة التواج د الروم اني ح تى عن د
القبائ ل الص حراوية ،وك انت قبائ ل الجيت ول أك ثر المجموع ات البش رية مض ايقة للروم ان،
وأمتنه ا ع ودا ،وق د اش تدت ث ورة الجيتول يين وغ يرهم ض د الروم ان في عه د اإلم براطور
تي بريوسTiberius 14م خاص ة وأن ه ذا األخ ير ك ان ق د توغ ل بالح دود الروماني ة جنوب ا
فض مت أج زاء من أراض ي الجيت ول ومنه ا معظم أراض ي الم وزوالمي األوراس ية.
ويتجلى أن الح رب ك انت ش ديدة بين الق وات الروماني ة ،وقبائ ل الجيت ول إلى درج ة أن
9
إحراز انتصار على هذه القبائل كان يبوء صاحبه مجدا كبيرا ،ويجعله أهال للقب الشرفي،
ومن ذل ك أن البروقنص ل كرنيلي وس النتل وس ك ان يلقب ب الجيتولي تكريم ا ل ه بانتص اره
عليهم عام والواقع أن تلك الحمالت التي كانت تشنها روما ضد المقاومة الشعبية لم تكن
ق ادرة على تحقي ق أه دافها النهائي ة ،ألنه ا ك انت متواص لة ب الرغم من االنتص ارات ال تي
كانت تحققها روما ضدها ذلك أن حرب العصابات اليومية بقيت إحدى أساليب المقاومة
الش عبية ،خاص ة في المن اطق ال تي ك ان األمن متع ذرا فيه ا مث ل المن اطق الداخلي ة وع بر
الك. رق والمس الط
10