Professional Documents
Culture Documents
الوضعيات التعليمية التعلمية
الوضعيات التعليمية التعلمية
2
تقديم:
إذا كانت بيداغوجيا األهداف تجزيئية وال سياقية ،فان بيذاغوجية الكفايات
سياقية وشاملة ومندمجة ووظيفية ،وتعد الوضعيات التعليمية التعلمية من أهم
العناصر التي ترتكز عليها الكفاية ،ومن أهم محكاتها الجوهرية لتقويمها انجازا
وأداءا ومؤشرا ،واليمكن تصور الكفايات بدون الوضعيات التعليمية التعلمية،
ألنها هي التي تجعل الكفاية وظيفية السلوكا؛ من هذا المنطلق ستعالج فقرات
هذا العرض مجموعة من العناصرالرئيسية ارتاينا تناولها في األسئلة التالية:
)1الوضعية او السياق:
)2فعل التعليم والتعلم:
)3الفعل الديداكتيكي:
4
.1الوضعية او السياق:
اذا تصفحنا معاجم اللغة العربية كلسان العرب والمعجم الوسيط
فاننا ال نجد كلمة الوضعية بهذه الصيغة ،بل نجد كلمة وضع
موضعا ومواضع الدالة على االتباث في المكان,أي ان الوضعية
بمثابة اطار مكاني للذات والشيء.
لكن في اللغات االجنبية نجد حضورا لهذا المفهوم بشكل
واضح ومحدد ،ففي معجم اكسفورد االنجليزي نجد ان الوضعية
تعني :معظم الظروف واالشياء التي تقع في وقت خاص وفي
مكان خاص ,وتقتر ن الوضعية بداللة اخرى وهي السياق الذي
هو عبارة عن وضعية يقع فيها الشيء وتساعدك بالتالي على
فهمه .
5
وتعرف الو ضعية في مجال التربية والديداكتيك بأنها:
السياق العام الذي يحدث فيه التعلم ،وهي وضعية قد تكون
قصدية كما هو الشان مثال بالنسبة للتعلم المنظم في الفصل
الدراسي ،أوتلقائية كما هو الشأن بالنسبة للتعلم أثناء اللعب،
أو االنشطة األخرى المختلفة.
6
.2فعل التعليم والتعلم:
يستخدم فعل التعليم والتعلم بكثافة للداللة على التفاعالت التي تتم
داخل وضعية التعليم والتعلم ،فبقدر ما يشيرمفهوم الوضعية الى السياق
العام الذي يحدث فيه التعلم,بقدر مايبين مفهوم الفعل العمليات
واالنجازات التي تتم بين االطراف المتفاعلة في سياق الوضعية ،وقد
ذهب العديد من الباحثين الى ربط الفعل بالسلوكات التي نقوم بها :
فعل التعليم:
هو سلوك المدرس داخل القسم ويستخدم مفهوم استراتيجية التعليم
للداللة على العمليات البيذاغوجية المخططة التي يقوم بها المدرس
لجعل المتعلم قادرا على بلوغ االهذاف المنشوذة.
7
فعل التعلم:
هو سلوك التلميذ داخل القسم ويستخدم مفهوم اسراتيجية التعلم
للداللة على مجموع العمليات البيذاغوجية المخططة التي يقوم المتعلم
لبلوغ اهذاف معينة.
8
.3الفعل الديداكتيكي
يوظف الفعل الديداكتيكي مرادفا لفعل التعليم والتعلم ،فهو بهذا
القدر او ذاك وصف للسلوكات التي تتم داخل وضعية
ديداكتيكية ،التي تعتبر بدورها مرادفا لوضعية التعليم والتعلم.
9
المحور الثاني :مكونات وعناصر الوضعية التعليمية التعلمية
تصف وضعية التعليم والتعلم وضعية تتم في سياق معين,هو القسم الدراسي
غالبا ،وتتفاعل فيها أطراف مشاركة تتكون من المدرس والتالميذ .وتتكون كل
وضعية تعليمية تعلمية من عناصر اساسية هي:
.1المادة التعليمية :وهي المادة الدراسية التي تتكون من محتوى المادة المراد
نقلها للتالميذ,من أفكار وتصورات ومواقف ومهارات ،والتي نتوخى ان يتعلمها
ويكتسبها المتعلم.
.2
المدرس :باعتباره عنصرا فاعال في التعلم.
.3المتعلم :الذي يتفاعل مع المادة والمدرس معا ،ومايرتبط به من شروط,
سواء تعلق األمر منها بالشروط التي ترتبط بذاته ،أو تلك التي ترتبط بالوضعية
التعلمية التي يوجد فيها.
.4الموارد والوسائل المساعدة :وتشمل المصادر والموارد المادية
والبشرية التي تستخدم باعتبارها مصادر للتعلم وأدوات مساعدة له.
السياق :الذي يقع فيه التفاعل (الزمان-المكان) .5
10
ويجسم الرسم التالي :مختلف العناصر التي تكون وضعية
التعليم والتعلم
المادة
المتعلم المدرس
المحيط المحيط
السياق:
الوسائل
الزمكان
11
تتجسد وضعية التعليم والتعلم في المثلث الدي يتكون من المدرس,التلميذ ,والمادة،
اذ من خالل تفاعل عناصره تتكون هذه الوضعية .ويسمى هدا المثلث بالمثلث
التعليمي ،وقد حدد الباحث أحمد شبشوب األسئلة التي تولدها عالقات عناصر هذا
المثلث والتي تثير اهتمام الباحث ،وذلك كما يلي:
أ .عالقة التلميذ بالمعرفة :تولد هذه العالقة عدة أسئلة,وهي:
-كيف يمتلك المتعلم المعرفة؟
-ما العوائق التي تحول دون تملكه للمعرفة؟
-ما التصورات التي تجعل امتالك المتعلم للمعرفة صعبا؟
ب .عالقة المدرس بالمعرفة :تولد هذه العالقة مسألة تحليل المضمون المعرفي من
قبل المدرس وما ينتج عن ذالك من نقل ديداكتيكي لها:
-كيف يعالج المدرس المعرفة؟
-كيف ينقل المعرفة من مصادرها الى نطاق التدريس؟
ج .عالقة المدرس بالتلميذ :وتطرح هذه العالقة تساؤالت بيداغوجية من قبيل:
-مسألة عالقة المدرس بالتلميذ.
-مسألة ”العقد االتعليمي“ الذي يربط بين التلميذ والمدرس.
12
إن طغيان جانب من جوانب هذه العالقات يعطينا نمطا ونوعا
معينا من الوضعيات التعليمية التعلمية:
ففي حالة طغيان العالقة بين المدرس والمادة تكون الطرق
الموظفة ذات طابع تلقيني.
وفي حالة التأكيد على عالقة التلميذ بالمادة تكون الطرق
بنائية تعتمد على نشاط المتعلم.
وفي حالة التركيز على عالقة المدرس بالتلميذ تكون عالقة
المساعدة والتعاون اساس طرق التدريس.
13
نستخلص في ضوء هذه المعطيات,ان تخطيط وتدبير
وضعية التعليم والتعلم هي نوع من التحديد لعالقة المدرس،
والتلميذ ،والمادة الدراسية .فكيف يتجسد هذا التفاعل في
عملية التحضير والتدبير؟
14
المحور الثالث :كيفية تحضير وتدبير وضعيات التعليم والتعلم
.1تخطيط وضعيات التعليم والتعلم
اذا كانت كل وضعية هي أصال بمثابة تنفيذ للدرس يعبر عن
تفاعل فعلي وحقيقي بين المدرس وتالميذه ،فان
الوضعية/الدرس هو ما يصطلح عليه في البحث الديداكتيكي
المعاصر بمفهوم (استراتيجية التعليم والتعلم) والتي يقصد بها
في المجال التربوي كل خطة منظمة ومعقلنة تصف مسار
عملية التدريس من االهذاف الى التقويم,وتصميم وسائل تحقيق
تلك االهذاف بواسطة المحتويات واالنشطة المناسبة,أي ان
بناء خطة الدرس هو اصال وضع اسراتيجية تنظم وضعية
التعليم والتعلم من خالل االنشطة التي تشير الى اساليب
اشتغال المدرس مع تالميذه.
15
كيفية اإلنتقال من وضعية تعليمية تعلمية إلى آخر ى
16
لفهم هذه المعطيات النظرية السابقة البد من اإلنطالق من أمثلة ملموسة تبرز
بجالء كيفية االنتقال من وضعية آلخرى:
الوضعية االولى :التلميذ ال يعرف كيف يقرأ خريطة (الحاجة).
الوضعية الثانية :يكون الثلميذ قادرا على استخدام المفتاح لقراءة مكونات خريطة
جغرافية (الهدف)
وضعية التعليم والتعلم :الجل نقل المتعلم حالة الى اخرى يقوم المدرس مع ثالميذه
بما يلي:
-يقدم لهم مفهوم المفتاح ويشرح مكوناته.
-يقترح عليهم خريطة ،ويدعوهم لمالحظة عناصرها.
-يدعوهم الى الربط بين المفتاح وبين خصائص الخريطة.
18
مشكالت اخرى:
باالضافة الى مشكلة البحث واالنتقاء ومشكلة التنظيم ،تعترض المدرس مشكالت
ومعيقات اخرى تجعل التفكير في الوضعيات التعليمية التعلمية محددا ومقيدا،
وهي تتعلق بمتغيرات عديدة ،مثل الزمن المحدد النجاز الدرس,وعدد
الثالميذ,والوسائل المتاحة وغيرها.
19
.3مراحل تدبير وضعيات التعليم والتعلم
التوجد وصفات جاهزة تضمن نجاح وضعيات تعليمية تستجيب لمفهوم التعلم الرامي
الى جعل التالميذ قادرين على بناء معارفهم بانفسهم،لكن ادراج مجموعة من المعايير
من شانه دعم هذا التصور في اطار مشروع تعيلمي .فتدبير وضعية ديداكتيكية يتم
بالضرورة عبر عدة مراحل،ومعرفة هذه المراحل من االولويات في كل بناء وتدبير
لهذه الوضعيات:
20
المرحلة الثالثة :التوضيح والصياغة:
هي مرحلة يتم فيها توضيح ومناقشة تصورات وافكار الثالميذ من
خالل انتاجاتهم خالل المرحلة السابقة وذلك للخروج بصياغات مبررة
تمثل اداة جديدة وصريحة قابلة لالستعمال واالستئناس.
21
المرحلة السادسة :االستئناس واعادة االستثمار:
يقوم التالميذ خالل هذه المرحلة بحل مسائل وتمارين متنوعة مستعملين في ذلك
المفاهيم التي تمت مأسستها ويعملون على تطوير السلوكات ومعارف الفعل
وإدماجها ،ووضعها رهن االختبار في وضعيات معقدة تسمح لهم بتطوير مستوى
التحكم في المكتسبات الجديدة.
خاللها يقترح االستاذ على الثالميذ مسالة معقدة يتخد فيها موضوع الدراسة
مكان معرفة قديمة في سلك جديد.
22
خاتمة:
كخالصة نستنتج انه لتحقيق وضعية من وضعيات التعليم
والتعلم يتطلب االمر بالضرورة تفاعل دائم ومستمر بين
عناصر المثلث التعليمي :المدرس ،والثلميذ ،والمادة
الدراسية ،وكذا السياق الذي تتم فيه تلك العمليات والوسائل
المساعدة على ادائها.وبتحقيق ونجاح الوضعية التعليمية
التعلمية يكون المدرس قد حقق مجموعة من االهداف ،بحيث
يشكل كل عنصر من عناصر هذه الوضعية وسيلة لتنفيذ
وتحقيق تلك االهداف.
23