Professional Documents
Culture Documents
1التفاعلية الرمزية
1التفاعلية الرمزية
الفوج :السادس
التفاعلية الرمزية
دوني كوش ترجمة قاسم المقداد ،مفهوم الثقافة في العلوم االجتماعية ، ،منشورات اتحاد الكتاب العرب دمشق214. 2002، ،ص 1
عبد هللا محمد عبد الرحمان ،النظرية في علم االجتماع ،النظرية السوسيولوجية المعاصرة2006، ،دار المعرفة الجامعية ص 166 2
إذ تهت ُّم بوحدة التحليل (التفاعل) وتعتمد على الرموز والمعاني ،أي أن العالقات
االجتماعية ما بين األفراد في المجتمع هي نتاج للرموز والمعاني
المفهوم التفسيري للتفاعلية الرمزية:
تعتقد النظرية التفاعلية بأن الحياة االجتماعية وما يكتنفها من عمليات وظواهر ،وحوادث ما
هي االّ شبكة معق ّدة من نسيج التفاعالت والعالقات بين األفراد ،والجماعات التي يتكون منها
المجتمع.
فالحياة االجتماعية يمكن فهمها واستيعابها ،واستيعاب مظاهرها الحقيقية عن طريق النظر
إلى التفاعالت التي تقع بين األفراد .ومن أهم االفتراضات التي تتبنّاها النظرية حول
مح ّددات عملية التفاعل الرمزي كون المجتمع ينشأ ويتمتع ويستمر وجوده في توصيل
الرموز الدالة الرد األفراد.
-إن اإلنسان يُنشئ الرموز الدَالة التي يتعلمها في االتصال باعتبارها عامال هاما في العملية
االتصالية.
-يتم التعبير عن النظام االجتماعي من خالل نظام التسلسل الذي يصنَف األفراد إلى طبقات
اجتماعية
-إن النّظام االجتماعي يمثّل دائما حل عملية القبول أو الشك أو رفض المبادئ التي يعتقد
أنها تضمن النظام.
-إن الرموز تُؤثّر على الدوافع االجتماعية عند ما تتح ّدد األشكال).(3
المطلب الثاني :وحدات تحليل التفاعلية الرمزية
يتم التحليل عن طريق استخدام النظرية التفاعلية الرمزية من خالل وحدات وهي:
-1التفاعل:
إن التفاعلية على ال ّرغم من أخذها للفرد كقاعدة في مقاربة الوقائع ،والظواهر
اإلجتماعية ،إال أنّها ،ال تأخذه كمبدأ في التحليل ،بل أنها على مستوى التحليل تأخذ الفرد في
فعله المتبادل مع اآلخرين.
كما أن التفاعل هو حقل للتأثير المتبادل ألن االجتماعي ال يوجد كمعطى سابق عن
األفراد الفاعلين ،بل إن االجتماعي حسب "جورج زيمل "هو شكل مستمر ،أو أنه حسب
"ستروس "نظام متفاوض عليه .
والتفاعل ال يتم من خالل اللغة والخطاب فقط ،بل يتعلّق كذلك برمزية الحركات الجسدية
المرافقة للكالم أو بدونه وحسب "جوقمان" ،لو استطاع الفاعل التوقف عن الكالم فإنه ال
يستطيع أبدًا التوقف عن التواصل عبر لهجة الجسد.
-2األنا:
لقد شغل األنا التفكير السوسيولوجي األمريكي منذ البراغماتيين والتحليالت
السوسيولوجية "جورج هربرت ميد" ،ويعتبر األنا حجر الزاوية بالنسبة للسوسيولوجيين
نظرية التفاعلية ،الرمزية نظرية التفاعلية الرمزية ،اعداد طلبة جامعة الملك عبد العزيز2012، ،ص 5. 3
التفاعليين في بناء نظريتهم ،فاألنا يُبين اجتماعيا وهو نتاج التاريخ الشخصي المتّسم بكل
الوضعيات والمواقف واألدوار المختلفة التي م ر منها الفرد في حياته.
-3الرموز:
وهي مجموعة من اإلشارات المصطنعة التي يستخدمها الناس فيما بينهم لتسهيل عملية
التواصل ،وهي سمة خاصة في اإلنسان وتشمل عند "جورج ميد "اللغة ،وعند "بلومر"
المعاني وعند "جوفمان "االنطباعات والصور الذهنية.
-4الوعي الذاتي:
وهو مقدرة اإلنسان على تمثّل الدور فالتّوقعات التي تكون لدى اآلخرين عن سلوكنا في
ظروف معينة ،هي بمثابة نصوص يجب أن نعيها حتى نمثّلها على حد تعبير "جوفمان".
-5التحلّل االجتماعي:
ويعني عدم خضوع األفراد في تفاعلهم االجتماعي إلى ضوابط ،ومعايير اجتماعية
الخاصة بالمجتمع كالقيم واألعراف.
-6التنظيم االجتماعي:
بمعنى خضوع تفاعالت األفراد إلى ضوابط ومعايير المجتمع الخاصة به كالقيم
واألعراف والتنشئة االجتماعية.
-7التنشئة اإلجتماعية:
هي عملية تلقين وتعليم أفراد المجتمع الواحد منذ الصغر اللغة والعادات والنظم ،والقيم
االجتماعية المتبعة في ذلك المجتمع .وتبدأ هذه العملية منذ والدة الطفل ،وتتم وظيفة التنشئة
عندما يصبح الطفل مواطنا نافعًا في المجتمع الذي ينتمي إليه وتستمر بصورة ضعيفة بعد
4
ذلك،وتالزم اإلنسان حتى آخر أيام حياته
-8المركز والدَّور:
ال يوجد مجتمع إنساني يتساوى فيه جميع أعضائه في المركز ،فالمركز هو الموضع
االجتماعي لفرد ما بالنسبة لغيره من أفراد المجتمع ،بينما ال ّدور هو مجموعة أنماط السلوك
المتعارف عليها والمصاحبة لمركز مح ّدد ،وبما أن الفرد يحتل ع ّدة مراكز في مجتمعه ،فإنّه
يقوم بع ّدة أدوار ،ولكن على التوالي بمعنى أنّه في حالة قيامه بالدور المصاحب لمركز األب
تكون األدوار األخرى المصاحبة لمراكز الزوج والمدرس وغيرها في حالة كمون.
واألهمية الوظيفية للمراكز على اختالف أنواعها ،وأشكالها تتمثّل في تاثيرها في أسلوب،
وكمية التفاعل بين أفراد المجتمع الواحد وبالتالي تحديد كثافة واتجاهات العالقات االجتماعية
4إبراهيم العسل ،األسس النظرية واألساليب التطبيقية في علم االجتماع،الطبعة األولى 1997،المؤسسة الجامعية للدّراسات والنشر ،والتوزيع،
ص 59.
المطلب الثالث :الجذور الفكرية للتفاعلية الرمزية
إن التفاعلية الرمزية لم تظهر من فراغ بقدر ما ترجع إلى ظهور النزعات االجتماعية
السلوكية ،أو ما يعرف أيضا بالنّزعات االجتماعية النفسية التي ترجع جذورها األولى إلى
مجموعة من العلماء األمريكيين ،واألوروبيين ،والسيما ما يعرف بمدرسة شيكاغو والتي
تأسست خالل السنوات األخيرة من القرن التاسع عشر ،وتتمثل في تحليالت "أليون سمول"
و"وليام توماس" ،اللّذان جاءت إسهاماتهما مرتبطة بنوع من التحليالت السوسيو-
5
سيكولوجية
إضافة إلى أن جذور التفاعلية الرمزية ترتبط أيضا بإسهامات بعض علماء النفس
والتربية ،وأفكار أساسية بالفلسفة البراغماتية ،فاألصل أن البرغماتية هي فلسفة الفعل والتي
هي جزء من فلسفة المعرفة التي مع فلسفة الوجود وفلسفة القيم تشكل الفكر الفلسفي الشامل،
كما أن النّمط الفكري ،والمثال المعياري لهذه الفلسفة موجهة للضبط االجتماعي من خالل
الذات اإلنسانية لهذا الغرض.التنظيم االجتماعي الذي يصوغ ّ
ومن أهم األفكار التي تبناها ُمؤسسوا التفاعلية ال ّرمزية كالتركيز على التفاعل بين الفاعل
وبيئته االجتماعية والطبيعية والنّظر بأن كال الفاعل وبيئته متغيّران ،والجانب األخير هو
النظر واإلقرار بقدرة الفاعل على تأويل بيئته من حوله وهذا ينص ُّب في دائرة التفسير
االجتماعي لاليكولوجيا الذي تأثرت به التفاعلية الرمزية.
كما أعتمدت على مناهج الدراسة الميدانية التي طورها األنتروبولوجيون ،والتي تعترف
بمنهجية المالحظة بالمشاركة.
في هذا الصدد يرى"كريب "أن تحديث التفاعلية الرمزية والسيما اإلسهامات الحديثة
لها ترجع إلى اعتمادها سواء على علماء االجتماع التقليد من أمثال" :دوركايم"" ،باريثو
و"ماكس فيبر" ،هذا األخير الذي أكد على أن فهم العالم االجتماعي يكون من خالل فهم
اتجاهات األفراد الذين نتفاعل معهم ،وأن فهم ال ّظواهر االجتماعية يكون من خالل تحليل
الفعل االجتماعي في المجتمع ،باإلضافة إلى تحليالت "زيمل "التي ت َبنّاها من خالل تأكيده
على أهمية العالقات فيما بين األفراد في بناء الموضوع السوسيولوجي ،وتركيزه على أشكال
التفاعل بين األفراد عن وعي ،حتى أنه يتخذ أحيانًا موقفا ُمبال ًغا عن أهمية التفاعل في علم
اجتماعه فقد ساوى مثال المجتمع و التفاعل في قوله" المجتمع هو نتاج أو المحصلة النهائية
لتلك التفاعالت المحدّدة".أيضا" المجتمع مطابق لمجموع كل تلك العالقات "مثل هذه
المقوالت أخذت كتأكيد عن اهتمامه بالتفاعل.
كما ارتبطت نظرية التفاعلية الرمزية بتحليالت "بارسونز "الوظيفية .والتي ركزت
على جعل وحدة الفعل الصغرى أساس الدراسة السوسيولوجية ،كذلك ر ّكزت إسهاماته على
دور الفاعل وكيفية اختياره لألهداف والوسائل التي بها يسعى لتحقيق هذه األهداف ،أي نحو
تحقيق التفاعل والتبادل واإلشباع للحاجات األساسية والتي تتم في نسق من األدوار
عدلي أبو طابون ،النظريات االجتماعية المعاصرة ،المكتب الجامعي الحديث ،ص439. 9
من خالل اهتمامه بدراسة المؤسسات أو التنظيمات العامة ،اعتبر المستشفى العقلي،
والسجن أو المعتقل ما هي إال مؤسسات أو انساق مغلقة نسبيًّا ،يظهر فيها أنماط التفاعل
االجتماعي التي تعكس جوانب أخرى من التمثيل المسرحي ،حيث يُجبر األفراد عل العيش
في مكان واحد تحت سيطرة واحدة هذا ما يخلق وجود فئتين ،فئة تشعر بالدونية والضعف
أي المرض والنزالء وهيئة المراقبة الفئة التي تشعر بالفوقية أو صحة الموقف وهذا ما
يعكس نمط من التفاعل الرمزي ،األمر الذي جعله يتحول نحو زاوية أخرى ويهتم بالتفاعلية
واألدوار والحرية ،فيُؤكد أن الفرد دائما يسعى لمزيد من الحريّة واالستقالل خالل قيامه
بأدواره التقليدية .ولكنه يعجز في ذلك ،وهذا ما حرص" جوفمان "أن يحلله خالل التمييزيين
األدوار النمطية أو ال ّطابع المعياري لل ّدور الفردي ،وبين األداء الحقيقي (الواقعي) في دور
معين بالذات وتحديد نوعية الموقف واألداء الذي عن طريقهما يتم الفرد بأداء مثل هذه
األدوار.
باإلضافة إلى سعي" جوفمان "لتوضيح وجهة نظره حول نظرية التفاعلية الرمزية في
إسهامات أخرى جاءت تحت عنوان "الوصمة" ،و" التفاعل اإلستراتيجي)(".10
المطلب الثاني :تقييم التفاعلية الرمزية
لقد أ ّكدت التفاعلية الرمزية على التفاعل الرمزي وصححت المنظورات األخرى
كالوظيفة والصراع .كما أن مفهومات نظرية التفاعلية أكثر شموال من األنماط المحددة
للتفاعل التي تهتم بها منظورات اخرى .كما يمكن استخدام مفهومات التفاعل ال َرمزي
لتشمل مدى واسع من العالقات اإلنسانية مثل ال ّصراع التعاون ،الخضوع .ومن حيث المبدأ
فإن التفاعلية الرمزية تجعل صياغة نظريات متباينة تدرس كل نمط من العالقات اإلنسانية
أمرا ال ضرورة منه.
ومن خالل النظرية يمكن أن نفهم نموذج اإلنسان عبر ال ّدور الذي يحتلّه ،والسلوك الذي
يقوم به نحو اآلخر الذي كون عالقة معه خالل مدة زمنية مح ّددة ،والتفاعل ال يمكن أن يتم
دون أدوار التي يحتلّها األفراد ،كذلك يحمل الفرد صورا رمزية عن الكائنات غير الحية
كاألنهار ،والجبال ،والبيوت ،والشوارع...الخ وهذه ال ّصور تبقى عالقة في ذهنه ،فهي
تظهر متى شاهد الشيء أو الشخص ،أو الجماعة ،فالمشاهدة تثير الرمز الصوري أو
اإلدراكي ،أو الذهني عند الفرد ،ولقد سعت التفاعلية الرمزية لتغيّر طبيعة القضايا
والمشكالت التي تعالجها النظرية السوسيولوجية وذلك عن طريق نقطتين أساسيتين
*أوال:
التركيز على عدد من المشكالت والقضايا ودراستها بصورة م ّركزة مثل الجماعة،
والذات ،والتفاعل والتبادل ،وهذا ما نتج عنه ما يسمى بمدخل الوحدات التحليلية الصغرى.
*ثانيا:
توجيه اهتمام الباحثين والمهتمين بعلم االجتماع لضرورة تحديث مناهج البحث
السوسيولوجي ممثلة في استخدام المناهج الكيفية التي يعتمد عليها علماء النفس مثل
النقد
ظهور تحليالت و تصورات غامصة اخفاق في تحليل الكثير من التصورات اهمال الرمزية لدراسة البناءات
جدا و المفاهيم الكبرى
قائمة المراجع:
-1إبراهيم العسل ،األسس النظرية واألساليب التطبيقية في علم االجتماع ،المؤسسة
الجامعية لل ّدراسات والنشر والتوزيع ،الطبعة األولى1997. ،
-2أيان كريب ترجمة محمد حسين غلوم ،النظرية االجتماعية من بارسو نزالي هابرماس،
عالم المعرفة1990. ،
-3دراسة لطالب جامعة الملك عبد العزيز ،نظرية التفاعلية الرمزية.2012 ،
-4دوني كوش ترجمة قاسم المقداد ،مفهوم الثقافة في العلوم االجتماعية ،منشورات اتحاد
الكتاب العرب ،دمشق 2002.
-5عبد هللا محمد عبد الرحمان ،النظرية في علم االجتماع النظرية السوسيولوجية
المعاصرة ،دار المعرفة الجامعية2006. ،
-6عدلي أبو طابون ،النظريات االجتماعية المعاصرة ،المكتب الجامعي الحديث