شارف إيمان

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 66

‫وزارة التعميم العالي والبحث العممي‬

‫جامعة أمحمد بوقرة بودواو بومرداس‬


‫كمية الحقوق‬
‫قسم المغة العربية و آدابها‬

‫مالمح أدب الطفل في التراث العربي القديم‬

‫قصة األسد والغواص نموذجا‬

‫فنية‪-‬‬
‫‪-‬دراسة تحميمية ّ‬

‫مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر في المّغة العربية و آدابها‬


‫تخصص ‪ :‬أدب عربي قديم‬

‫إشراف الدكتور‪:‬‬ ‫إعداد الطالبتين‪:‬‬


‫بهون عمي سعيد‬ ‫* شارف إيمان‬
‫اب نجية‬
‫ڤڤ‬‫*ر‬

‫السنة الجامعية‪2019-2018:‬م‬
‫إهداء‬
‫الحم د داللذد أنادللند ارداللعمددددددد‬
‫والملرفةدود عنألندإلىد اءدهلاداللااجد‬
‫ووفقلندإلىدإأجنزدهلاداللمل‬

‫إهداءدإلىدمندالديمكندلعكعمنتد ندتلفيدحقهمن‬
‫إلىدمندالديمكندلألاق نمد ندتحصيدفضنئعهمن‬
‫إلىداللالدينداللزيزين‬
‫إلىداألسنتلةدودالزمالء‬

‫إلىد لدمندععملندحرف ند هدذدهلاداللححدالمملااضد‬


‫ااايندمندالمللىدعزدودالد نديجددالقلللدوداللجنحد‬
‫ودأنسلدا د نديجلعلدألراسندلكلد نلجدععمد‬
‫ميندينارداللنلمينددد‬
‫شكر وتقدير‪:‬‬
‫بعد سنين من الجهد والتعب والمثابرة‪،‬‬
‫كانت مسيرة دراسية مسك ختامها أجمل ما‬
‫فيها فقد تكممت في نهايتها بأجمل‬
‫المحظات‪ ،‬إال أن فراق األصدقاء اثر في‬
‫جمالها‪ ،‬فقد اختمط الفرح بالحزن إال أن‬
‫جانبها المفرح طغى عمى حزنها‪ ،‬فالشكر‬
‫هلل أوال وأخي ار‪.‬‬

‫إلى الحبيبين‪ ،‬إلى من رضاهم من رضي اهلل‬


‫ورسوله‪ ،‬إلى الوالدين الكريمين أبي وأمي‪.‬‬

‫الوفية "بوصبع إيمان" التي‬ ‫أقدم شكري وامتناني لمصديقة‬


‫كانت تساندنا وتحفزنا عمى المثابرة واالستمرار‪ ،‬نقدم لكي أجمل‬
‫عبارات الشكر واالمتنان‪ ،‬من قمب فاض باالحترام والتقدير‪.‬‬

‫كما ال يفوتني أن أتقدم بأسمى عبارات الشكر والعرفان‬


‫لألساتذة والزمالء‪ ،‬وكل من قدم لنا يد العون بنصيحة أو‬
‫كتاب‪...‬‬
‫أتقدم بالشكر الخالص إلى الدكتور "بهون عمي‬
‫سعيد" الذي وجهنا ومهد لنا الطريق النجاز هذا‬
‫البحث‪ ،‬فكانت توجيهاته بناءة‪ ،‬ونصائحه قيمة‪،‬‬
‫فالشكر لمن يستحق الشكر‪.‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫ّ‬
‫ا‌يقاس‌بو‌وعي‌المجتمع‌وتطوره‌واستشرافو‪‌،‬‬
‫ّ‬ ‫يعتبر‌االىتمام‌بالطفولة‌وأدبيا‌معيار‬
‫وقد‌أصبح‌الطفل‌مثار‌اىتمام‌مرّكز‌من‌قبل‌الدراسات‌التربوية‌واالجتماعية‌والنفسية‪‌،‬‬
‫كما‌يعد‌تيذيب‌‬
‫ّ‬ ‫وقطعت‌في‌ىذا‌الصدد‌أشواط‌معتبرة‌عمى‌الصعيد‌العالمي‌والعربي‪‌.‬‬
‫اق‌األطفال‪‌،‬وتخصيب‌خياليم‪‌،‬وتنمية‌ممكاتيم‌اإلبداعية‌من‌أىم‌ما‌يركز‌عميو‌‬
‫ّ‬ ‫أذو‬
‫أدب‌األطفال‌الحديث‪‌.‬‬
‫بي‌القديم‌اىتم‌بيذه‌الجوانب‌اىتماما‌معتبرا‪‌،‬وان‌كان‌بطريقة‌غير‌‬
‫ّ‬ ‫وأدبنا‌العر‬
‫ة‌ومقصودة‪‌،‬مما‌أثار‌انتباه‌الدارسين‌المحدثين‌إلى‌البحث‌عن‌إرىاصات‌أدب‌‬
‫ّ‬ ‫مباشر‬
‫الطفل‌في‌تراثنا‌العربي‪‌.‬‬
‫ا‌تقدم‌جاءت‌ىذه‌الدراسة‌لتكشف‌عن‌ىذه‌المالمح‪‌،‬وفق‌تساؤالت‌‬
‫انطالقا‌مم ّ‬
‫ّ‬
‫تمحورت‌حوليا‌إشكالية‌الدراسة‌وفق‌اآلتي‪‌:‬‬
‫‌تضمينيا‌فنيا؟‌ومن‌‬
‫ّ‬ ‫بي‌القديم؟‌وكيف‌تم‬
‫ّ‬ ‫ما‌ىي‌مالمح‌أدب‌الطفل‌في‌تراثنا‌العر‬
‫اعاة‌المقومات‌الفنية‌الموجية‌لألطفال؟ ‌‬
‫ّ‬ ‫‌مدى‌تمت‌مر‬
‫ّ‬ ‫اسة‪‌،‬إلى‌أي‬
‫ّ‬ ‫خالل‌عينة‌الدر‬
‫ّ‬
‫اعتمدنا‌في‌بحثنا‌ىذا‌عمى‌المنيج‌التحميمي‌الوصفي‪‌،‬لطبيعة‌الموضوع‌ولإلجابة‌‬
‫عمى‌ىذه‌اإلشكالية‌قسمنا‌ىذا‌البحث‌إلى‌فصمين‌ىما‪‌:‬الفصل‌األول‌وىو‌إرىاصات‌‬
‫ّ‬
‫أدب‌األطفال‌في‌التراث‌العربي‌القديم‪‌،‬وقد‌قُ ّسم‌إلى‌ثالثة‌مباحث‪‌:‬المبحث‌األول‌‬
‫مات‌الفنية‌ألدب‌‬
‫ّ‬ ‫بي‌القديم‪‌،‬المبحث‌الثاني‌تناول‌المقو‬
‫ّ‬ ‫تناول‌الطفولة‌في‌التراث‌العر‬
‫ا‌المبحث‌الثالث‌تطرقنا‌فيو‌إلى‌البساطة‌والتناسب‌في‌التراث‌العربي‌‬
‫ّ‬ ‫األطفال‪‌،‬أم‬
‫ّ‬
‫القديم‪‌‌.‬‬
‫ا‌الفصل‌الثاني‌فقد‌كان‌تطبيقياً‌عمى‌نموذج‌قصصي‌من‌التراث‌العربي‌القديم‌‬
‫ّ‬ ‫أم‬
‫ّ‬
‫ل‌القصة‌من‌حيث‌الشكل‌‌والمضمون‪‌،‬‬
‫ّ‬ ‫‪‌،‬عالج‌المبحث‌األو‬
‫ّ‬ ‫الغواص"‬
‫بعنوان‌"األسد‌و ّ‬

‫‌أ‬
‫‌تطرقنا‌إلييا‌في‌‬
‫ّ‬ ‫منا‌من‌خاللو‌مقومات‌أدب‌األطفال‌التي‬
‫ّ‬ ‫أما‌المبحث‌الثاني‌فقد‌حمّ‬
‫ّ‬
‫الخيال‌في‌عينة‌‬
‫ّ‬ ‫ي‌عمى‌القصة‪‌،‬وفي‌المبحث‌الثالث‌واألخير‌عالجنا‬
‫ّ‬ ‫الجانب‌النظر‬
‫الدراسة‪‌.‬‬
‫أىداف‌دراساتنا‌لمموضوع‌ىي‪‌‌:‬‬
‫از‌أىمية‌تراثنا‌العربي‌القديم‌ومدى‌اىتمامو‌بالطفولة‪‌،‬تنشئة‌وتيذيبا‪‌ .‬‬
‫ّ‬ ‫‪‌-‬إبر‬
‫‌بحق‌العصر‌الذىبي‌ألدبنا‌‬
‫اسية‪‌،‬التي‌تعد ّ‬
‫ّ‬ ‫ة‌العب‬
‫بيان‌الخصوصيات‌الفنية‌لمفتر ّ‬
‫ّ‬ ‫‪‌-‬‬
‫العربي‌القديم‪‌.‬‬
‫الكشف‌عن‌أبرز‌المالمح‌الفنية‌ألدب‌األطفال‌في‌التراث‌العربي‌القديم‪‌ .‬‬
‫ّ‬ ‫‪‌-‬‬
‫‌بحث‌عممي‌أن‌ينجز‌دون‌أن‌تواجيو‌صعوبات‪‌،‬وأبرزىا‌في‌عممنا‌‬
‫ّ‬ ‫ال‌يمكن‌ألي‬
‫ّ‬
‫ب‌األمر‌كون‌القصة‌التي‌تناولناىا‌بالتحميل‌‬
‫ّ‬ ‫اجع‪‌،‬وما‌صع‬
‫ّ‬ ‫ىذا‌ىو‌قمّة‌المصادر‌والمر‬
‫قصة‌من‌التراث‌العربي‌القديم‪‌،‬لم‌تسبق‌بدراسات‌عنيا‪‌ ‌.‬‬
‫ّ‬
‫ا‌عن‌أىم‌المصادر‌والمراجع‌الذي‌استند‌عمييا‌البحث‌فيي‌اآلتي‪‌:‬كتاب‌" في‬
‫ّ‬ ‫أم‬
‫ّ‬
‫أدب األطفال" لعمي‌الحديدي‪ "‌،‬أدب األطفال أهدافه وسماته" ‌لمحمد‌حسن‌بريغش‪‌،‬‬
‫ألحمد‌‬ ‫فن الكتابة لألطفال"‬
‫لنجيب‌الكيالني‪‌،‬و " ّ‬ ‫"أدب األطفال في ضوء اإلسالم"‬
‫نجيب‪.‬‬
‫اجتيدنا‌في‌ختام‌ىذه‌الدراسة‌عمى‌حوصمة‌أبرز‌النتائج‌المحققة‪‌،‬نأمل‌من‌‬
‫خالليا‌أن‌تفتح‌آفاق‌مستقبمية‌رحبة‪‌،‬لمزيد‌من‌التنقيب‌في‌تراثنا‌العربي‌القديم‌عن‌‬
‫ة‪‌،‬كانت‌تقدم‌لألطفال‪‌،‬تمتعيم‌وتسمّييم‪‌ .‬‬
‫ّ‬ ‫نفائس‌أدبي‬
‫ّ‬
‫ختاما‌نتقدم‌بالشكر‌والعرفان‌إلى‌األستاذ‌الفاضل‌" سعيد بن يحي بهون عمي"‪،‬‬
‫ّ‬
‫الذي‌أشرف‌عمى‌ىذا‌البحث‪‌،‬ولم‌يبخل‌عمينا‌بوقتو‌وتوجيياتو‪‌،‬ومالحظاتو‌القيمة‌من‌‬
‫ّ‬

‫‌ب‬
‫‌من‌قدم‌لنا‌يد‌العون‌من‌أساتذة‌‬
‫ّ‬ ‫أجل‌إنجاح‌ىذا‌العمل‪‌،‬والشكر‌موصول‌إلى‌ك ّل‬
‫وزمالء‪‌.‬‬

‫‌ج‬
‫الفصل األول‪:‬‬
‫إرهاصات أدب األطفال في التراث‬
‫العربي القديم‬

‫المبحث األول‪ :‬الطفولة في التراث العربي القديم‪.‬‬


‫المقومات الف ّنية ألدب األطفال‪.‬‬
‫ّ‬ ‫المبحث الثاني‪:‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬البساطة والتناسب في التراث العربي‬
‫القديم‪.‬‬
‫إرهاصات أدب األطفال في التراث العربي القديم‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ :1‬تعريف التراث‪:‬‬
‫‪ 1-1‬لغة‪:‬‬
‫اث واحد‬ ‫ثوِ‬
‫الوَر ُ‬ ‫ثوِ‬
‫اإل ْر ُ‬ ‫الوَر ُ‬ ‫جاء في لسان العرب عن ابن منظور‪ِ " :‬‬
‫رث و َ‬
‫الو ُ‬
‫اث أصمو ِم ْوَر ُ‬
‫اث‪ ،‬وانقمبت الواو ياء َك ْس ِر ما قبميا‪ ،‬والتراث أصمو فيو الواو‪.‬‬ ‫والمير ُ‬
‫والتُراث ما يخمفو الرجل لورثتو‪ ،‬والتاء فيو بدل الواو‪.‬‬
‫ووَرثَوُ بعضيم عن‬ ‫ث إِ ْرثاً و ِم َيراثاً‪ ،‬وىو‪ :‬ما ُوِر َ‬
‫ث َ‬ ‫ث َي ِر ُ‬
‫واإلرث فيا المغة مصدره‪َ :‬وَر َ‬
‫‪1‬‬
‫بعض‪".‬‬
‫متعددة‪:‬‬
‫عدة مواضع‪ ،‬بمعان ّ‬
‫والتراث في القرآن الكريم ورد في ّ‬
‫[سورة النمل اآلية‬ ‫ان ﴾‬ ‫مادي‪ ،‬في قولو تعالى‪َ ﴿ :‬وَوِر َ‬
‫ث ُسمَ ْي َم ُ‬ ‫منيا ما يخمّف من إرث ّ‬
‫مون التُراث أكالً ﴾ [ سورةالفجراآلية ‪.]19‬‬
‫﴿و تَأ ُك َ َ‬
‫‪]16‬وفي قولو تعالى أيضا‪َ " :‬‬
‫ث ِم ْن آل‬‫﴿ي ِرثُنِي َوَي ِر ُ‬
‫ومنيا ما يخمّف من إرث معنوي أخالقي‪ ،‬في قولو تعالى‪َ :‬‬
‫[سورة‬ ‫الص ِال ُحون ﴾‬ ‫ِ ِ‬
‫ض َي ِرثُيَا عَبادي َ‬ ‫وب﴾ [ سورة مريم آية ‪ .]6‬وفي قولو أيضا ﴿إِ َن األ َْر َ‬
‫َي ْعقُ ْ‬
‫األنبياء اآلية ‪.]105‬‬

‫‪ِ 2-1‬اا صطالحًا‪:‬‬


‫"التراث ىو المخزون الثقافي والمتوارث من قبل األجداد‪ ،‬والمشتمل عمى القيم الدينية‬
‫القيم‬ ‫اء كانت ىذه‬
‫والتاريخية والحضارية والشعبية‪ ،‬بما فييا من عادات وتقاليد‪ ،‬سو ً‬
‫مدونة في التراث‪ ،‬أم مبثوثة بين سطورىا‪ ،‬أو متوارثة أو مكتسبة بمرور الزمن‪ ،‬وبعبارة‬
‫إن التراث ىو روح الماضي وروح الحاضر وروح المستقبل‬
‫أكثر وضوحا‪ّ :‬‬

‫‪ -1‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬دار الصادر‪ ،‬ط‪ ،2‬مج‪،2‬بيروت لبنان‪ ،1922 ،‬ص ‪.201-199‬‬

‫‪5‬‬
‫إرهاصات أدب األطفال في التراث العربي القديم‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫اء في أقوالو أو‬


‫بالنسبة لإلنسان الذي يحيا وتموت شخصيتو وىويتو إذا ابتعد عنو سو ً‬
‫‪1‬‬
‫في أفعالو‪".‬‬

‫إن التراث ىو ما خمفو األجداد ليكون عبرة من الماضي‪ ،‬ونيجاً‬


‫وخالصة القول‪ّ :‬‬
‫يستقي منو األبناء الدروس‪ ،‬ليعبروا بيا من الحاضر إلى المستقبل ‪.‬‬
‫األمة من إرث ديني‪ ،‬وثقافي وأدبي وفمكموري‪،‬‬
‫"بمعنى آخر‪ ،‬التراث ىو ك ّل ما خمّفتو ّ‬
‫وعممي وعمراني وحضاري‪.‬‬
‫أمة إذن تراثيا‪ ،‬الذي ىو ثمرة فكرىا وعقائدىا‪ ،‬وحصيمة جيدىا العقمي‬
‫فمك ّل ّ‬
‫‪2‬‬
‫والروحي واإلبداعي‪".‬‬

‫‪ )2‬مطمح أدب الصفل في التراث العربي القديم‪:‬‬


‫‪ -1-2‬مالمحه في العصر الجاهلي‪:‬‬

‫"ليس ىناك شعب من شعوب العالم المتقدمة أو المتخمفة ‪ ،‬يخمو أدبو من التراث‬
‫‪ ،‬التي‬ ‫أىم الفنون األدبية‬
‫القصصي‪،‬يغني ويثري تاريخو وحضارتو‪ ،‬والقصص من ّ‬
‫تعبر عن روح األمم وعقميتيا وطبيعتيا‪ ،‬والعقمية العربية منحت حظاً موفو اًر من‬
‫ّ‬
‫الخيال‪ ،‬والقدرة عمى صياغة المادة المحيطة بيا قصصاً جميالً‪ ،‬كما أنيا تمتاز‬
‫كغيرىا من عقميات الشعوب السياسية بإعادة تأليف القصص القديمة ‪ ،‬التي تتوارثيا‬
‫من أقدم العصور‪3".‬حيث لجأ ال ُكتاب لمقصص كوسيمة لمتعبير عن أفكارىم‬

‫‪ -1‬سيد عمي إسماعيل‪ ،‬أثر التراث العربي في المسرح المعاصر‪ ،‬دار الينداوي س اي سي دط‪ ،‬ص ‪.39-38‬‬
‫‪ -2‬عبد العزيز بن عثمان التويجري‪ ،‬التراث واليوية‪ ،‬إيسيسكو ‪ ،‬الرباط المممكة المغربية‪ ،‬دط‪2011 ،‬م‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫‪ -3‬انظر عمي الحديدي ‪ ،‬في أدب األطفال‪ ،‬مكتبة األنجمو المصرية ‪ ،‬ط ‪ 1988 ،4‬نقالً عن فؤاد حسنيين عمي‪،‬‬
‫قصصنا الشعبي ص ‪.213‬‬
‫‪6‬‬
‫إرهاصات أدب األطفال في التراث العربي القديم‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وعقمياتيم‪ ،‬واعادة بث الروح في القصص القديمة وتبسيطيا لتستوعبيا األجيال‬


‫القادمة‪.‬‬
‫‪ ،‬وفييا داللة قوية‬ ‫القصص من فنون األدب الميمة عند العرب في جاىميتيم‬
‫عمى عقميتيم وخياالتيم ‪ ،‬وفكرتيم عن الحياة‪ ،‬وقد عرف العرب القدامى ألواناً متعددة‬
‫من ىذا الفن ‪ ،‬وشغفوا حباً بو وبروايتو ‪ ،‬وافتتنوا باألساطير وحكايتيا‪ ،‬ولم يكن أشيى‬
‫إلييم حتى يرخى الميل سدولو من أن يجتمعوا خارج مضارب الخيام لمسير ‪ ،‬يوقدون‬
‫النيران ويجمسون حوليا ‪،‬ويتوسطيم الراوي فيمقون إليو السمع ‪ ،‬وتتعمق بو األبصار‪،‬‬
‫وىو يبدأ بقولو "كان يا مكان في سالف العصر والزمان" يروي ليم حكايات من‬
‫ويقص عمييم قصص من حوليم من القياصرة‬
‫ّ‬ ‫سبقيم من األسالف واألبطال ‪،‬‬
‫والمموك‪ ،‬والشعوب‪.‬‬
‫كان يحكي ليم تاريخ القبائل واأليام التي خاضوىا والحروب التي أشعموىا‪ ،‬وما‬
‫‪1‬‬
‫فقد كان العرب قديماً‬ ‫سجمو أبطال المعارك في مواطن الشجاعة من انتصارات‪.‬‬
‫ّ‬
‫يقص عمييم القصص‪ ،‬حيث‬
‫متمسكين بعادة السير ليالً‪ ،‬مندمجين مع الراوي وىو ّ‬
‫ّ‬
‫كانت ىذه ىي الوسيمة الوحيدة لتسميتيم‪ ،‬وفي نفس الوقت مفيدة ليم‪.‬‬
‫"ويشعر الراوي بسحر القصص الذي يأخذ األلباب‪ ،‬ويرى النشوة تمأل العيون‬
‫فيفيض في الخيال‪ ،‬وينتقل من قصة إلى أخرى‪ ،‬يمتمك النواصي ويشد إليو القموب‬
‫والوجدان‪ ،‬ويحول عواطف جميوره ان أراد إلى الغضب والحقد والكراىية‪ ،‬فييرعون إلى‬
‫الحرب‪ .‬أو يحيميا عطفاً وشفقة إن رغب‪ ،‬فيسعون إلى السالم وينقميم إن شاء بقصص‬
‫‪2‬فقد كان الراوي‬ ‫من الضحك إلى العبوس‪ ،‬ومن الالمباالة إلى االنييار والتقديس‪.‬‬

‫‪-1‬علي الحديدي‪ ،‬في أدب األطفال‪ ،‬ص‪.213‬‬


‫‪ -2‬المرجع نفسو‪.215 ،‬‬
‫‪7‬‬
‫إرهاصات أدب األطفال في التراث العربي القديم‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫متحكماً في عواطف جميوره‪ ،‬يتصرف فييا كما يشاء‪ ،‬يحوليا تارة إلى الغضب وتارة‬
‫أخرى إلى العطف‪.‬‬
‫"ما استنقذ من قصص األولين وحكاياتيم أو أساطيرىم قمة قميمة فقط‪ ،‬سقط أكثرىا‬
‫من يد الزمن وعمى مر الدىور معظميا‪ ،‬ومع ذلك فما بقي منيا في تراثيا العربي‬
‫بفروعو‪ ،‬األدبية والتاريخية واالجتماعية والدينية‪ ،‬ال يدع مجاالً لمشك في أن الفن‬
‫‪1‬وىذا يعني أن‬ ‫القصصي ىو فن تناول حياة العرب قبل اإلسالم في كل مظاىرىا‪".‬‬
‫الفن القصصي كان موجوداً قبل اإلسالم لكنو لم يحضى باىتمام ال ُكتاب بشكل كبير‪.‬‬
‫"الواقع أن أدب األطفال كغيره من األجناس األدبية‪ ،‬والفنون األخرى كانت لو صور‬
‫معروفة منذ القديم‪ ،‬تتالءم مع طبيعة العصر وثقافتو‪ ،‬وطبيعة المجتمعات ومعتقداتيا‬
‫وأفكارىا وعاداتيا وتقاليدىا‪ ،‬فكما أن النقد األدبي والقصة والشعر‪ ،‬والمقالة واألدب‪،‬‬
‫عامة كان قديماً‪ ،‬كذلك كان أدب األطفال قديماً‪ ،‬ولعمو أقدم من جميع األجناس األدبية‬
‫األخرى‪ ،‬ألنو يواكب ظيور المغة ذاتيا‪ ،‬وارتباطيا بصورة التعبير عن الحياة اإلنسانية‪،‬‬
‫والتعبير البسيط ىو الذي يمثل الحياة الفطرية‪ ،‬ويصور العاطفة اإلنسانية‪ ،‬عاطفة‬
‫األمومة واألبوة نحو الطفل بتعبير واضح‪ ،‬وصور مأخوذة من البيئة ذات دالالت‬
‫واشارات إلى القيم والعادات والمعتقدات‪ ،‬وىذا أمر طبيعي جداً ألن أدب األطفال‬
‫يختمف عن أدب الكبار‪ ،‬بمغتو وصوره وأساليبو‪ ،‬أدب يخص عالم الصغار عالم‬
‫البراءة‪2".‬وخالصة القول أن أدب األطفال كان حاض اًر منذ القدم‪ ،‬ويمكن اعتباره أقدم‬
‫األجناس األدبية‪ ،‬لكنو لم يمقى اىتماماً من طرف ال ُكتاب‪.‬‬

‫‪-1‬عمي الحديدي‪ ،‬في أدب األطفال‪ ،‬ص‪.217‬‬

‫‪ -2‬محمد حسن بريغش‪ ،‬أدب األطفال أىدافو وسماتو‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت ‪،‬ط ‪1996 ،2‬م‪ ،‬ص ‪.47‬‬
‫‪8‬‬
‫إرهاصات أدب األطفال في التراث العربي القديم‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫"حظي أدب الطفل بنصيب من التراث‪ ،‬فكانت وسيمتو غرس الشيامة وعزة النفس‬
‫في قموب األطفال‪ ،‬ليذا نجد أن بين أدب الطفل والتراث عالقة قوية تظير في كل‬
‫اآلداب‪ ،‬وعند جميع الشعوب واألمم‪ ،‬فالتراث العربي بكل عناصره حافل بكثير من‬
‫الظواىر القصصية‪ ،‬ومميء بكثير من الخطابات السردية ‪.‬‬
‫فقد كان التراث القصصي في الحياة العربية قبل اإلسالم‪ ،‬جانبا صغي ار من حكايات‬
‫األطفال‪ ،‬يأخذ مادتو القصصية من خياالت الكبار‪ ،‬وعمى الرغم من المحنة الكبرى‬
‫التي مرت بأطفال العرب في الجاىمية‪ ،‬حين تعرضت البنات لموأد واألوالد لمتنشئة‬
‫الخشنة‪ ،‬واالنفصال عن الوالدين‪ ،‬بإرساليم إلى الصحراء مع المرضعات من البدو منذ‬
‫اليوم الثامن في الحياة‪ ،‬إلى أن يبمغوا الثامنة أو العاشرة‪ ،‬لينيموا من حرية الصحراء‬
‫وجوىا‪ ،‬ويعودوا إلى االستقالل النفسي‪ ،‬وخشونة الحياة‪.‬‬
‫"كان ىؤالء الصغار ينشئون بالقصص عمى مآثر قوميم‪ ،‬وتشحن نفوسيم وعواطفيم‬
‫وتبث فييم المرضعات واألميات والجواري تقاليدىم‬
‫باألساطير الدينية والطقوسية‪ُ ،‬‬
‫االجتماعية‪ ،‬فيحكين ليم قصصاً عن األسالف واألمجاد‪ ،‬وبطوالت الفرسان في‬
‫ويفعمن قموبيم الغضة‬
‫الحروب واأليام والمعارك‪ ،‬التي دارت بين قبيمتيم وأعدائيا‪ُ ،‬‬
‫بنشيد اإلثارة‪ ،‬فيشبون عن الطوق‪ ،‬وطنين الثأر يسد عمييم منافذ العقل والتفكير‪،‬ولكل‬
‫صنم قصة‪ ،‬ولكل ساحر حكاية‪ ،‬ولكل كاىن حديث‪ ،‬تفتتن بيا قموب األطفال" ‪.1‬‬
‫كانت معيشة األطفال في القديم تختمف عن معيشة أطفال اليوم‪ ،‬فقد كان األطفال‬
‫يعيشون في ظروف قاسية بعيدا عن األىل‪ ،‬ورغم ىذا كانوا ينشئون بقصص أسالفيم‪،‬‬
‫ويتعممون تقاليدىم من المربيات‪.‬‬

‫‪ -1‬انظر عمي الحديدي‪ ،‬في أدب األطفال ص ‪.219‬‬


‫‪9‬‬
‫إرهاصات أدب األطفال في التراث العربي القديم‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫"كما يبير األطفال بما يسمعون من خوارق‪ ،‬وما يبدو ليم كأنو معجزات‪ ،‬فيعظمون‬
‫ويقدسون ويعبدون كما يعبد آبائيم األولون‪ ،‬وتوارثت أطفال الجاىمية حكايتيم الخاصة‬

‫بيم‪ ،‬وانتقمت إلييم من جيل إلى جيل‪ ،‬غير أن الجانب الرسمي من المجتمع لم يمقي باالً‬
‫إلى ىذا المون‪ ،‬فظل محصو اًر بين جدران الخيام والمنازل والدور‪ ،‬ال يخرج إلى المجتمع‪،‬‬
‫ليكون تعبي اًر عن مراحل التفكير والعواطف والخيال والمعتقدات لإلنسان‪ ،‬بل وتناقمتو‬
‫شفاه النساء واألطفال‪ ،‬في حدوده الضيقة المحدودة واستأثر أدب الكبار بالحفظ وترك‬
‫أدب األطفال لمذاكرة‪ ،‬يتساقط منيا عمى درب الزمن مع النسيان"‪.1‬‬
‫بعبارة أخرى لم يدون الجاىميون شيئاً من نثرىم وال شعرىم‪ ،‬وىذا ال ينفي معرفتيم‬
‫لمكتابة‪ ،‬بل عرفيا بعضيم واستخدموىا‪ ،‬وقد كان ليم أنواع من النثر منيا ِ‬
‫القصص‪،‬‬
‫التي شغفوا بيا شغفاً كبي اًر‪ ،‬حيث كان الراوي يبير السامعين بما يضيفو عمى القصة‬
‫من خيالو وفنو‪ ،‬فمرة يضحكيم و مرة يحزنيم‪ ،‬كما استمدوا مادة قصصيم من‬
‫األساطير والخرافات ومن األخبار واألحاديث التاريخية المأثورة‪ ،‬وقد وصمت إلينا بعض‬
‫ىذه القصص عن طريق الرواة والمغويين‪ ،‬في العصر العباسي الذين دونوا ما وصل‬
‫إلييم‪ ،‬وال شك أن الكثير منيا قد تغير وانحرف عن أصولو‪ ،‬لطول المسافة بين العصر‬
‫الجاىمي والعباسي‪ ،‬ولكنيا ظمت تحتفظ بسمات القصص القديم‪.‬‬
‫‪ 2-2‬مطماله في الع ر اإلسطمي‪:‬‬
‫"لقد حرص اإلسالم عمى القيام بتربية الطفل عمى أكمل وجو وأتم صورة‪ ،‬فقد وضع‬
‫األسس السميمة لالىتمام بالصحة النفسية والجسمية لممولود‪ ،‬وذلك في السنوات األولى‬
‫من عمره و مالحظتو بدقة‪ ،‬وتعويده السموك الحسن‪ ،‬والعادات النبيمة‪ ،‬والخمق‬

‫‪-1‬عمي الحديدي‪ ،‬في أدب األطفال‪ ،‬ص‪.220-219‬‬


‫‪10‬‬
‫إرهاصات أدب األطفال في التراث العربي القديم‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫فقد كان اإلسالم‬ ‫اإلسالمي الرفيع‪ ،‬ونبو إلى ضرورة القدوة الحسنة في ىذا الصدد‪.‬‬
‫ميتماً بالطفل منذ والدتو‪ ،‬وحريصاً عمى تربيتو وتيذيبو بما يتماشى مع الدين‬
‫اإلسالمي‪.‬‬
‫"جعل اإلسالم العمم فرضاً‪ ،‬وليذا أوجب عمى الوالدين تيذيب الطفل وتشويقو‪ ،‬وابراز‬
‫مواىبو‪ ،‬وتفتح عبقريتو‪ ،‬وسيرة المصطفى ‪-‬عميو السالم‪ -‬ذات أثر كبير في ىذا‬
‫‪2‬‬
‫االتجاه عمى مر األيام وتتالي العصور‪".‬‬
‫حرص اإلسالم عمى العمم‪ ،‬وجعمو ضرورة ال غنى عنيا لألطفال‪ ،‬فبالعمم يستطيع‬
‫الطفل معرفة سيرة الرسول عميو الصالة والسالم ويقتدي بيا في مسار حياتو‪.‬‬

‫"كان لمقصة في القرآن الكريم دو ار بار از في توجيو األطفال الوجية الخيرة‪ ،‬فيذه القصص‬
‫ليست لمكبار فقط‪ ،‬لكنيا كانت لمصغار كذلك‪ ،‬ولعل قصة "الذبيح" خير‬
‫شاىد عمى ذلك‪ ،‬فيي ترمز إلى الطاعة التامة ﵀ ‪-‬عز وجل‪ -‬وعمى الوالد‪ ،‬وكذلك‬
‫قصة " يوسف عميه السطم " التي تربي في األطفال أن طاعة ا﵀ ‪-‬عز وجل‪ -‬ىي‬
‫أ الحب الكهف " وغيرىا من‬ ‫سبب النجاة في المواقف الصعبة‪ ،‬وال ننسى قصة "‬
‫القصص القرآني‪ ،‬الذي كان لو دو ار واضحا في تربية األطفال تربية إسالمية‬
‫‪3‬‬
‫صحيحة"‪.‬‬
‫تعددت القصص في القرآن الكريم وكان ليا دو ار كبي ار في تثقيف األطفال‪ ،‬وتربيتيم‬
‫عمى أسس سميمة‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد عمي اليرفي‪ ،‬أدب األطفال دراسة نظرية و تطبيقية‪ ،‬مؤسسة المختار ‪،‬ط‪ 1‬القاىرة ‪2001،‬م‪ ،‬ص‪.46‬‬
‫‪-2‬المرجع نفسو ص ‪.47‬‬
‫‪-3‬المرجع السابق ص ‪.48‬‬
‫‪11‬‬
‫إرهاصات أدب األطفال في التراث العربي القديم‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫يؤدبون أبناءىم‪ ،‬ففي أحاديث‬


‫"كان الرسول ‪-‬عميو الصالة والسالم‪ -‬يعمم المسممين كيف ّ‬
‫الرسول نصوص كثيرة تتعمق بالطفولة‪ ،‬والعناية باألطفال‪ ،‬وتربيتيم وتعميميم‪ ،‬والعطف‬
‫عمييم‪ ،‬وتدريبيم عمى الصالة والصوم وفعل الخير‪ ،‬وقبل نصوص األحاديث‬
‫الصحيحة كان القرآن الكريم‪ ،‬قد اىتم بالطفولة ووضح حقوقيا وكفميا‪ ،‬وشدد عمى‬
‫االلتزام بيا‪ ،‬ونجد فيو سو اًر تدل عمى الصور الرائعة لمتربية والبناء‪ ،‬ففي سورة لقمان‬
‫ضوُ َيا ُبَني الَ تُ ْش ِرك بِا﵀ إِ َن‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫مثالً نجد قولو تعالى‪َ ﴿ :‬و إِذاَ قَا َل لُ ْقماَ ُن ِإل ْبنو َو ُى َو َيع ُ‬
‫ِ‬
‫ظيم ﴾[ اآلية ‪ 13‬سورة لقمان ]‬ ‫ِ‬
‫ك لَظُ ٌمم َع ْ‬
‫الشر ُ‬
‫السور التي ىي ألدب األطفال والكبار‪ ،‬عمى حد سواء‪،‬‬
‫مع ىذه السورة الكثير من ُ‬
‫وكل آية في كتاب ا﵀ ىي نص أدبي معجز ُمَي َسر‪ ،‬وتجمع آيات ا﵀ كميا األدب والفقو‬
‫والفكر والتربية وعمم النفس والسياسة‪ ،‬واالقتصاد جميعاً معج اًز لكل جوانب حياة‬
‫اإلنسان وتربيتو وأدبو‪ ،‬ولمنظر إلى بعض أحاديث الرسول ‪-‬عميو السالم‪ -‬الموجية‬
‫‪1‬‬
‫لألطفال"‪.‬‬
‫مثل قولو‪ :‬يا غالم إني أعممك كممات " إحفظ ا﵀ يحفظك " ‪.2‬‬
‫قول أنس رضي ا﵀ عنو عن النبي صمى ا﵀ عميو و سمم قال‪ " :‬كان النبي أرحم‬
‫الناس بالصبيان والعيال " ‪.3‬‬
‫‪ -‬كانت فاطمة بنت الرسول صمى ا﵀ عميو وسمم تُرقص الحسن والحسين رضي ا﵀‬
‫عنيما و تقول‪:‬‬
‫لَ ْي َس شبِيياً بِ َعمي‬ ‫النبِي‬
‫َوا بِأَبِي َش ْبوُ َ‬

‫‪ -1‬مدثر حميد‪ ،‬في أدب األطفال العربي و تطوره‪ ،‬مجمة القسم العربي‪ ،‬عدد الثاني و العشرون ‪2005‬م‪.‬‬
‫‪ -2‬الحديث ‪ 2453‬رواه الترميذي‪.‬‬
‫‪ -3‬الحديث ‪ 2089‬رواه األلباني‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫إرهاصات أدب األطفال في التراث العربي القديم‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -‬كان الزبير يرقص عروة و يقول‪:‬‬


‫الص ِدي ِ‬
‫ق‬ ‫َ‬ ‫ُمَبارك ِم ْن َولَ ِد‬ ‫آل أَبِي َعتِيق‬
‫ض ِم ْن ِ‬
‫ْأبَي ُ‬
‫أَلَ ُذهُ َك َما أَلَ ُذ ِريقي‬
‫‪ -‬قال أعرابي وىو يرقص ولده ‪:‬‬
‫اق الفُ ْق َر ثَُم َنالَ ْو‬
‫ان َذ َ‬
‫قَ ْد َك َ‬ ‫ب ال َش ِحيح َمالَو‬ ‫ِ‬
‫أُح ُبو ُح َ‬
‫إِ َذا ُير ُ‬
‫‪1‬‬
‫يد َب ْذلَوُ َب َدا لَوُ‪.‬‬
‫"من ىذا كمو نرى كيف اىتم اإلسالم بالطفولة‪ ،‬وكيف وضع األسس الواضحة لتنشئة‬
‫األطفال تنشئة صالحة‪ ،‬واألدب أو الكممة الطيبة‪ ،‬كانت وسيمة ميمة من أن اختار ا﵀‬
‫‪ ،‬فيل كان‬ ‫‪-‬عز وجل‪ -‬كتابو الكريم‪ ،‬ليكون معجزة رسول ا﵀ لمعالم إلى يوم الدين‬
‫األدب بعيداً عن الطفولة؟‬
‫إن ذلك من األمور التي ال يعقل أن ي ِ‬
‫يمميا المسممون‪ ،‬ألنيم كانوا يقبمون عمى قراءة‬‫ُ‬
‫كتاب ا﵀ ويحثون أطفاليم عمى سماعو‪ ،‬وتالوتو وحفظو‪ ،‬وفي ما فيو تأثير شامل في‬
‫األذواق والسموك‪ ،‬والفكر والتجارب‪ ،‬وفي أعماق النفس فيو استحثاث العقل الصغير‬
‫عمى التفكير‪ ،‬واإلبداع والتخييل‪ ،‬والفيم والتدبر‪ ،‬فيو التربية والسموك وىناك قصص‬
‫كثيرة عمى ألسنة الحيوانات‪ :‬عمى لسان الطير والنمل‪ ،‬والحديث عن النحل والحديث‬
‫عن البقرة إلخ"‪2 .‬لمقرآن الكريم أثر بالغ في النفوس‪ ،‬فقد كان اآلباء يحثون أطفاليم عمى‬
‫قراءتو‪ ،‬وفيم معانيو‪ ،‬فمنو تؤخذ العبر التي تُنمي فكر الطفل‪.‬‬

‫ط ‪ ،4‬بيروت ‪ ،‬لبنان‪ 2013 ،‬م‬ ‫‪ -1‬أحمد بن محمد بن عبد ربو األندلسي‪ ،‬العقد الفريد‪ ،‬دار الكتب العممية ‪،‬‬
‫ص‪.275-274‬‬
‫‪-2‬محمد حسن بريغش‪ ،‬أدب األطفال أىدافو و سماتو ص ‪.45-44‬‬
‫‪13‬‬
‫إرهاصات أدب األطفال في التراث العربي القديم‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫"بعد وفاة الرسول كان اآلباء واألميات والمعممون والمسممون‪ ،‬يزودون أجيال‬
‫األطفال التي لم تعاصر النبي الكريم بقصص عن حياتو وسيرتو‪ ،‬ومعجزاتو وأخالقو‪،‬‬
‫وجياده وقصص أخرى عن بطوالت المسممين األولين‪ ،‬من صحابتو الذين أسيموا معو‬
‫ومثل يترسميا األبناء‬
‫في نشر الدين‪ ،‬وبناء األمة اإلسالمية‪ ،‬قدوة يقتدي بيا الخمق‪ُ ،‬‬
‫‪1‬‬
‫والتابعون‪".‬‬
‫بعبارة أخرى ركز اإلسالم عمى الطفولة‪ ،‬وأرسى أسسيا الصحيحة بما يتناسب‬
‫وقدرات الطفل العقمية والنفسية‪ ،‬وحدد مراحل التربية حسب سن الطفل‪ ،‬والتربية في‬
‫مرحمة الطفولة تختمف عن المراىقة‪ ،‬والمراىقة تختمف عن مرحمة الشباب‪ ،‬ونجد أن‬
‫القرآن والسيرة وضعا أسس ثابتة ال تتغير بتغيير الوقت‪ ،‬واىتمام اإلسالم بالطفل كون‬
‫الطفل اليوم ىو رجل الغد‪ ،‬فطفل اليوم ىو المستقبل‪ ،‬فإن أحسنا تربيتو فسننتظر‬
‫مستقبالً مشرفاً‪.‬‬
‫‪ -3-2‬مطماله في الع ر األموي‪:‬‬
‫"مما تجدر اإلشارة إليو أن العصر األموي قد شيد تدوين التراث العربي‪ ،‬دون أن‬
‫يكون لألطفال أدب‪ ،‬وتراث يعتد بو‪ ،‬حتى جاء ىارون الرشيد فوضع أدب األطفال‬
‫ضمن المنيج التعميمي‪ ،‬وقد ساىم اإلمام الغزالي ‪-‬رحمو ا﵀‪ -‬تعالى باىتمام واسع في‬
‫بيان الطريق في رياضة األطفال‪ ،‬في أول نشؤىم ووجو تأديبيم وتحسين أخالقيم‪،‬‬
‫منبيا بذلك إلى أىمية تعميم الطفل القرآن‪ ،‬وأحاديث األخبار‪ ،‬وحكايات األبرار‪ ،‬ليغرس‬
‫في نفس األطفال حب الخير والفضيمة‪ ،‬كما أن الغزالي قد نبو إلى أىمية المعب‬
‫‪2‬‬
‫بالنسبة لألطفال‪ ،‬وأثره النفسي في تربيتيم‪".‬‬

‫‪ -1‬عمي الحديدي‪ ،‬في أدب األطفال ص ‪.226‬‬


‫‪ -2‬محمد عمي اليرفي‪ ،‬أدب األطفال دراسة نظرية و تطبيقية‪ ،‬ص ‪.48‬‬
‫‪14‬‬
‫إرهاصات أدب األطفال في التراث العربي القديم‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫يعود الفضل لإلمام الغزالي في االىتمام باألطفال‪ ،‬فقد حث عمى تعميميم القرآن وغيره من‬
‫األمور الدينية‪ ،‬التي تغرس فييم الخير من جية‪ ،‬ومن جية أخرى نبو عمى أىمية‬
‫المعب ودوره في تسمية األطفال‪.‬‬
‫"كانت القصص في العيد األموي دينية‪ ،‬وتاريخية‪ ،‬وسياسية‪ ،‬ونشاط القصص الديني‬
‫والسياسي والتاريخي لمكبار‪ ،‬في ذلك العصر البد أن يترك آثاره عمى األطفال‪ ،‬فكان‬
‫قصصا وحكايات‪ ،‬في كل ىذه االتجاىات الدينية بأسموب‬
‫ً‬ ‫يروُون لألطفال‬
‫الكبار ُ‬
‫يالئم سنيم‪ ،‬وبأفكار تناسب عقوليم‪ ،‬وتندرج مع ثقافتيم‪ ،‬لتثبت من عقائدىم وتدعم في‬
‫‪1‬تعددت‬ ‫أذىانيم المذاىب الدينية‪ ،‬التي يعتنقيا ذووىم فتتمكن من قموبيم وعواطفيم"‪.‬‬
‫القصص في العصر األموي‪ ،‬حيث قام الكبار بتبسيط ىذه القصص لألطفال بما‬
‫يتناسب مع مدركاتيم العقمية‪.‬‬
‫دونوا التراث العربي في أواخر العصر األموي‪ ،‬وجيوا كل جودىم إلى أدب‬
‫"والذين ّ‬
‫الكبار‪ ،‬ولم ييتموا بتدوين أدب األطفال‪ ،‬مما كان يروى ويحكى ليم من قصص‬
‫وحكايات‪ ،‬وتركوا المتأخرين من الباحثين يتخبطون في ظممات الظّن‪ ،‬واالستنتاج‬
‫والتخمين‪ ،‬ولم يتسرع انتباه المدونين من أدب األطفال إلى األغنيات‪ ،‬التي كان الكبار‬
‫يرقصون بيا الصغار‪ ،‬وكان لمعرب نصيب موفور من ىذه المقطوعات الشعرية‪،‬‬
‫اشتيرت في أخبارىم‪ ،‬وأثرت عمييم في مجالسيم ومنتدياتيم ومنازليم‪ ،‬وكانوا يتخذون‬
‫ىذا الترقيص بالغناء‪ ،‬وسيمة ترفيو وتسمية لمطفل‪ ،‬وبجانب ذلك كانوا يبتغون بو غرس‬
‫جميل الخصال‪ ،‬وحميد الفعال‪ ،‬في ذىنو قبل أن يشتد عوده ويكبر‪ ،‬وقد تمكنت منو‬
‫‪2‬‬
‫األخالق‪ ،‬ونقشت في مخيمتو الصفات‪ ،‬وانطبعت في قمبو القدوة‪".‬‬

‫‪ -1‬عمي الحديدي‪ ،‬في ادب األطفال ص ‪.228‬‬


‫‪ -2‬المرجع السابق نقال عن أحمد عيسى‪ ،‬الغناء لألطفال عند العرب ص ‪.288‬‬
‫‪15‬‬
‫إرهاصات أدب األطفال في التراث العربي القديم‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫لم ييتم المدونون األوائل بأدب األطفال‪ ،‬وىذا ما جعل المدونين المتأخرين في حيرة من‬
‫أمرىم‪ ،‬فانتيى بيم األمر إلى تدوين مقطوعات شعرية‪ ،‬مرفقة بالغناء لتسمية الطفل‪.‬‬
‫‪" -‬من أغنيات الترقيص شيماء بنت حميمة السعدية وأخت الرسول الكريم (من‬
‫الرضاع)‪ ،‬وحاضنتو مع أميا‪ ،‬حيث كانت ترقصو بقوليا‪:‬‬
‫وليس من نسل أبي وعمي‬ ‫ىذا أخ لي لم تمده أمي‬
‫فأنمو الميم فيمن تنمي‬ ‫فديتو من ُمخول ُمعم‬
‫ومما كانت ترقصو بو أيضا‪:‬‬
‫يافعا وأمردا‬
‫حتى نراه ً‬ ‫ياربنا أبق لنا محمداً‬
‫معا والحسدا‬
‫وأكبت أعاديو ً‬ ‫مسوداً‬
‫ثم نراه سيداً ّ‬
‫‪1‬‬
‫وأعطو ع اًز يدوم أبداً "‬

‫في األخير يمكننا القول أنو قبل ىارون الرشيد لم يكن لألطفال نصيب من األدب‬
‫والتراث‪ ،‬تم تدوينو في ذلك العصر‪ ،‬فجاء ىارون الرشيد فاعتنى بأدب الطفل‪،‬‬
‫بمساعدة اإلمام الغزالي‪-‬رحمو ا﵀‪ -‬في تطوير ىذا األدب لترسيخ مكارم األخالق‬
‫فييم‪ ،‬فتعددت مجاالت القصص من الدين إلى التاريخ إلى السياسة‪ ،‬ومع ذلك لم‬
‫صعب األمر عمى المدونين‬
‫ييتموا بتدوين القصص التي كانت تروى لألطفال‪ ،‬مما ّ‬
‫من بعدىم‪ ،‬لكنيم ومع ذلك ركزوا عمى المقطوعات الشعرية‪ ،‬التي توارثتيا األجيال‬
‫فاىتموا بيا ودونوىا‪.‬‬

‫‪ -1‬الشيخ يوسف بن إسماعيل النبياني‪ ،‬حجة ا﵀ عمى العالمين في معجزات سيد المرسمين‪ ،‬دار الكتب العممية‪،‬‬
‫ط‪ ،1‬بيروت‪ ،‬لبنان‪1996 ،‬ص ‪.194‬‬
‫‪16‬‬
‫إرهاصات أدب األطفال في التراث العربي القديم‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -4-2‬مطماله في الع ر العبحسي‪:‬‬


‫"أدى االختالط باألعاجم في العصر العباسي‪ ،‬إلى امتزاج الثقافة اإلسالمية بثقافات‬
‫الفرس والروم واليونان وغيرىم‪ ،‬ممن وصل الفتح اإلسالمي إلى بالدىم‪ ،‬كذلك امتألت‬
‫البيوت في ىذا العصر بالجواري‪ ،‬المواتي كن يحكين القصص لألطفال‪ ،‬وىنا بدأت‬
‫تراجم "كميمة ودمنة" و"ألف ليمة وليمة" وكان من أىم القصص التي ظيرت قصة "الي‬
‫بن يقظحن" البن طفيل‪ ،‬وقصة "سيف بن ذي يزن" وقصة "عنترة بن شداد"‪.1‬‬
‫"إضافة إلى ىذه القصص نجد أمثاالً أخرى عن أدب األطفال‪ ،‬وىذه األمثال في كتب‬
‫التراث التي كتبيا عمماء المسممين‪ ،‬وفقياءىم وأدباءىم‪ ،‬في ميدان أدب األطفال‪ ،‬من‬
‫قصص وشعر وحكايات وفكاىة وطرائف‪ ،‬بعيداً عن األساطير الخرافية التي تصطدم‬
‫" آداب المعممين " لإلمام التنوفي‬ ‫مع سالمة العقيدة‪ ،‬منيا عمى سبيل المثال‪ :‬رسالة‬
‫القيرواني‪ ،‬ومحمد بن يعقوب المعروف بمسكويو في رسالتو "و ية الالمقة" وابن سينا‬
‫في كتابو "السيحسة" وابن خمدون في كتابو "مقدمةابن خمدون"‪ ،‬واإلمام محمد بن أحمد‬
‫الغزالي في رسالتو "أيهح الولد"‪ ،‬و"مقحمحت الالريري" لبديع الزمان اليمذاني وغيرىا‪.‬‬
‫قد خمص البعض إلى أن أدب األطفال العربي قديم‪ ،‬وبعضو مشمول في أدب‬
‫ونصوا في المقدمة عمى ذلك‪ ،‬وان‬
‫الكبار‪ ،‬وان بعض القدماء وضعوا كتباً لألطفال ّ‬
‫‪750‬ه‪ -‬كان ممما بأدب‬ ‫عبارة "أدب األطفال" عبارة قديمة‪ ،‬واألزرعي ‪-‬المولود‬
‫األطفال‪ ،‬يقول محمد حسن بريغش بأن ىناك كتاب آخر باسم " ألف بحء" الذي وضعو‬
‫المؤلف الشيخ أبو الحجاج يوسف بن محمد البموي باألندلس‪ ،‬سنة ‪529‬ه‪ ،‬وكان ىذا‬
‫‪2‬‬
‫الكتاب محاولة مبكرة في مجال أدب الطفولة‪".‬‬

‫‪ -1‬محمود حسن إسماعيل‪ ،‬المرجع في أدب األطفال ‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬ط ‪ ، 3‬القاىرة ‪ 2011 ،‬م‪ ،‬ص ‪.42‬‬
‫‪ -2‬مدثر حميد‪ ،‬قرة العين طاىره‪ ،‬أدب األطفال العربي وتطوره‪ ،‬ص ‪.155-154‬‬
‫‪17‬‬
‫إرهاصات أدب األطفال في التراث العربي القديم‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫تعددت اآلراء بين الكتاب حول أقدمية أدب الطفل‪ ،‬فمنيم من يرى أنو قديم‪ ،‬ومنيم من‬
‫ّ‬
‫يرى أنو مشمول في أدب الكبار‪ ،‬حيث تحدث بعض الكتاب عن ىذا األدب وأكدوا‬
‫عمى قدمو‪.‬‬
‫أن معظم ىذه الكتب لم تسطر أساسا لألطفال‪ ،‬إال أنيا كانت مصد اًر غنياً بشتى‬
‫"رغم ّ‬
‫ألوان القصص واألشعار‪ ،‬يستميميا المربون والجدات واألميات واآلباء‪ ،‬ويخرجون منيا‬
‫ما يناسب عمر الطفل‪ ،‬وأخالقو‪ ،‬وعقيدتو‪ ،‬ويقدمونيا إليو في ثوب جذاب‪ ،‬ففي "ألف‬
‫ليمة وليمة" الكثير من الخرافات والخزعبالت والتصوير الجنسي الفاضح‪ ،‬وىذا ما دعا‬
‫عدد كبير من الكتاب المحدثين إلى تنقيتيا من الشوائب‪ ،‬وتقديم بعض قصصيا في‬
‫مبسطة ممتعة ومفيدة‪ ،‬كذلك نرى أن‬
‫كتب أو تمثيالت‪ ،‬في المذياع والتمفاز‪ ،‬بطريقة ّ‬
‫كتاب " كميمة و دمنة" يحتوي عمى عدد كبير من قصص الطير والحيوان‪ ،‬لكنيا تنحو‬
‫منحى فمسفي واإلغراق الرمزي‪ ،‬مما يعيق عمى فيم الطفل‪ ،‬وليذا حاول الذين يكتبون‬
‫صص ىادف ُمبسط ذي منحى‬
‫لألطفال‪ ،‬في أوروبا والعالم اإلسالمي‪ ،‬تحويميا إلى قَ َ‬
‫‪1‬‬
‫أخالقي"‪.‬‬
‫ىناك العديد من القصص التي لم تكتب أساسا لألطفال‪ ،‬وىذا ما جعل ال ُكتاب‬
‫مبسطة ومفيدة‪ ،‬ومن ىذه‬
‫يجتيدون في تغييرىا بما يتناسب مع الطفل‪ ،‬بطريقة ّ‬
‫القصص ألف ليمة وليمة‪.‬‬
‫"ويتوقف "عمي الحديدي" عند الحديث عن كتاب "ألف ليمة و ليمة" فيرى رأياً آخر حيث‬
‫يقول‪ :‬أما سيد مصنفات التسمية "ألف ليمة وليمة" وعشرات المجموعات التي ألفت غمى‬
‫شاكمتو‪ ،‬وحكاياتيا عن الجن واألساطير‪ ،‬والمغامرات وأسفار البحار‪ ،‬وما فييا من‬
‫النوادر التي أمتعت العالم وأسعدتو‪ ،‬فال يصمح منيا لمصغار إال النادر القميل كقصة‬

‫‪-1‬نجيب الكيالني‪ ،‬أدب األطفال في ضوء اإلسالم‪ ،‬دار مؤسسة الرسالة‪ ،‬ط ‪ 1996 ، 4‬ص ‪.12‬‬
‫‪18‬‬
‫إرهاصات أدب األطفال في التراث العربي القديم‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫"عطء الدين و الم بحح"‪ ،‬وقصة "عمي بحبح واألربعون الراميحًا"‪ ،‬وبعض مغامرات‬
‫‪1‬‬
‫"السندبحد"‪.‬‬
‫خالصة القول إنو قد غمب عمى أدب الطفل في العصر العباسي االختالط‪،‬‬
‫فامتزجت الثقافة اإلسالمية بثقافة األعاجم‪ ،‬نتيجة الفتوحات اإلسالمية‪ ،‬فامتألت بيوت‬
‫قصصا من ثقافتيم‪ ،‬التي كانت‬
‫ً‬ ‫المسممين بالجواري‪ ،‬وكن يقصصن عمى األطفال‬
‫ترتكز عمى الخرافات والخزعبالت‪ ،‬وفي المقابل كان ىناك مجموعة من األدباء‬
‫والفقياء المسممين‪ ،‬حاولوا الحفاظ عمى أسس التربية اإلسالمية الصحيحة‪.‬‬

‫‪ )3‬المقومحت الفنية في أدب األصفحل‪:‬‬


‫تحبو نفوس األطفال‪ ،‬وفيو متعة وفائدة‬
‫قصة األطفال شكل من أشكال األدب‪ ،‬الذي ّ‬
‫وجماالً ليم‪ ،‬وليذه القصص عناصر ومقومات أساسية تقوم عمييا ومنيا‪:‬‬
‫‪ -1-3‬الفكرة في ق ص األصفحل‪:‬‬
‫األىم الذي تبدأ منو أي قصة‪ ،‬ويستمر فييا من أوليا إلى آخرىا‪ ،‬فيي‬
‫ّ‬ ‫"ىي الجزء‬
‫الشكل الفني أو الوعاء‪ ،‬فالفكرة ىي الشيء الذي يحتويو ىذا الوعاء‪ ،‬حيث أن أحداث‬
‫القصة تمضي وتتفاعل‪ ،‬والشخصيات تتحرك وتتكمم‪ ،‬وكأنيم يمارسون حياة حقيقية‬
‫لكن الحدث ال ينطمق عشوائياً‪ ،‬والشخصيات ال تتصرف ارتجاالً أو اعتباطاً‪ ،‬إن وراء‬
‫كل حركة وسكنة في القصة ىدفاً أو تعبي اًر عن معنى‪ ،‬عن فكرة‪ ،‬عن موضوع‪،‬‬
‫والتوازن الفني بين الشكل والموضوع (الفكرة) ىو المعاممة الدقيقة الحساسة لكاتب‬
‫القصة‪ ،‬فالبعض تغريو الفكرة بروعتيا‪ ،‬فيييم بيا‪ ،‬ويتغافل عن الشكل الفني‪ ،‬أو يسخر‬
‫ذلك الشكل بطريقة تعسفية لخدمة الفكرة‪ ،‬والبعض اآلخر يعتنق الشكل الفني وال ُيولي‬

‫‪ -1‬محمد حسن بريغش‪ ،‬أدب األطفال‪ ،‬أىدافو‪ ،‬سماتو ص ‪.58‬‬


‫‪19‬‬
‫إرهاصات أدب األطفال في التراث العربي القديم‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفكرة ما تحتاجو من اىتمام‪ ،‬وكال الفريقين عمى طرفي نقيض‪ ،‬لكنيما ال يستطيعان‬
‫‪1‬‬
‫بموغ المثل األعمى الذي ننشده في فن األدب‪".‬‬
‫"في قصص األطفال بالذات‪ ،‬فالفكرة ىي األساس الذي يقوم عميو البناء الفني‬
‫لمقصة‪ ،‬كما أن الفكرة تشكل مصد اًر من مصادر اإلعجاب‪ ،‬ونحن نق أر القصة‪ ،‬وال‬
‫تستطيع أية قصة أن تتحد مالمحيا‪ ،‬وكيانيا المميز المؤثر إال باستكمال عنصر‬
‫الفكرة‪.‬‬
‫ومن شروط الفكرة في الكتابة القصصية لألطفال‪:‬‬
‫‪ -‬أن تكون ذات قيمة مفيدة‪.‬‬
‫‪ -‬أن تكون مناسبة لمدارك األطفال‪ ،‬مرتبطة بحياتيم وعواطفيم‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫تسبب صدمة لمطفل‪".‬‬
‫‪ -‬أن تخمو من المثالية الشديدة‪ ،‬حتى ال ّ‬

‫‪ -2-3‬الالدث و صرق بنحئه في ق ص األصفحل‪:‬‬


‫"إذا كانت القصة نسيجاً ِحيكت خيوطو بدقة‪ ،‬فإن الحوادث والوقائع ىي بعض تمك‬
‫الخيوط‪ ،‬ومع أن لطبيعة الحوادث أىمية في القصة إال أن القص السميم لمحوادث ذو‬
‫أثر ال يقل أىمية‪ ،‬ألن الحوادث‪ ،‬من أجل أن تكون مؤثرة وفاعمة البد أن تتسمسل‬
‫بتناسق‪ ،‬بحيث تبدو منسابة انسياباً سمساً دون افتعال أو حشو أو استطراد‪ ،‬ومعالجة‬
‫الحوادث ىي بعد فني يضفي عمى بعدىا الفكري المتمثل بالموضوع عمقاً جديداً‪ ،‬حيث‬
‫ىناك قصص تتوارد الحوادث والمواقف فييا بشكل مترابط‪ ،‬حتى تتكامل الحوادث كميا‬
‫وتتأزم‪ ،‬لتش ّكل عقدة يجد األطفال أنفسيم إزاءىا في شوق شديد‪ ،‬لموقوف عمى الح ّل‪،‬‬

‫‪ -1‬محمد سيد حالوة‪ ،‬األدب القصصي لألطفال (مضمون اجتماعي نفسي) ‪ ،‬مؤسسة جورس الدولية اإلسكندرية‪،‬‬
‫دط ‪ ،‬سنة ‪ ،2000‬ص ‪.37‬‬

‫‪ -2‬المرجع السابق ص ‪.38‬‬


‫‪20‬‬
‫إرهاصات أدب األطفال في التراث العربي القديم‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وىناك قصص تبدو الحوادث والوقائع منفصمة أو غير متسمسمة‪ ،‬ولكنيا تحافظ عمى‬
‫بناءىا القصصي من خالل عناصر أخرى‪ ،‬غير الحوادث كالشخصيات أو الفكرة‬
‫‪1‬‬
‫العامة أو ما إلى ذلك‪".‬‬
‫أي أن الحدث ىو مجموعة األفعال‪ ،‬التي تكون مرتبة ترتيب متسمسل أو غير‬
‫متسمسل‪ ،‬كما تصور الشخصية وتكشف عن أبعادىا‪ ،‬ودورىا في القصة‪ ،‬وصراعيا مع‬
‫الشخصيات األخرى‪.‬‬
‫"ال ُيشترط في الحوادث أن تكون كبيرة‪ ،‬فقد تكون كثير من الحوادث االعتيادية التي‬
‫يصادفيا الطفل كل يوم‪ ،‬مصد اًر وافر من قصصيم بل تستطيع مثل ىذه القصص‬
‫التي تتناول حوادث اعتيادية يقوم ببطولتيا أشخاص اعتياديون لتفسير كثيرمن جوانب‬
‫‪2‬‬
‫الحياة تفسي ار صادقا سميما رغم أنيا ال تفسر ليم كل شيء‪".‬‬
‫أما عن طرق بناء الحدث القصصي فيناك نوعان ىما‪:‬‬
‫ّ‬

‫‪ 1-2-3‬البنحء‪:‬‬
‫"ىو الطريقة التي تسير عمييا القصة لبموغ ىدفيا‪ ،‬ويكون البناء فنياً إذا اعتمد‬
‫طرائق التشويق‪ ،‬وكان متالحم األجزاء بحيث يتكون منو ما نسميو (الوحدة الفنية) وقد‬
‫تقوم وحدة السرد عمى شخصية البطل‪ ،‬كما في قصص المغامرات‪ ،‬أو تقوم عمى‬
‫تالحم الوقائع‪ ،‬بحيث تتبع تصميماً معيناً وتسير متساندة غير متزاحمة‪ ،‬وبحيث يقع‬
‫كل حادث في محمو مطو اًر ما قبمو‪ ،‬مطمقاً ما بعده‪ ،‬وذلك في تساوق معقول وفي تناغم‬
‫بين الموضوع والواقع يوفران المتعة األدبية‪ ،‬وما ال شك فيو أن البناء يختمف باختالف‬

‫‪-1‬ىادي نعمان الييتي‪ ،‬أدب األطفال فمسفتو‪ ،‬فنونو‪ ،‬وسائطو‪ ،‬دار الييئة المصرية العامة لمكتاب‪،‬دط‪ ،‬القاىرة‪،‬‬
‫دت‪ ،‬ص ‪.140‬‬
‫‪ -2‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.141‬‬
‫‪21‬‬
‫إرهاصات أدب األطفال في التراث العربي القديم‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫بناء عاماً بسيطاً مرجعو إلى مقدمة‪ ،‬تنطوي عمى‬


‫أنواع القصص‪ ،‬إال أن ىنالك ً‬
‫التعريف بما البد من معرفتو لفيم السياق‪ ،‬والى عقدة تبدأ معيا عممية البناء‪ ،‬ثم تط أر‬
‫عمييا المفاجآت‪ ،‬التي يعقدىا وتخمق القمق في نفس القارئ‪ ،‬ثم ينمو فييا الصراع مع‬
‫نمو الحركة ‪ ،‬بحيث تتأزم وتشير إلى حل تزول فيو العراقيل شيئاً فشيئاً‪ ،‬وتنجمي بعده‬
‫‪1‬‬
‫النياية‪ ،‬وترتاح معو النفس إلى معرفة اليدف الرئيسي ‪".‬‬

‫‪-2-2‬الالبكة الفنية‪:‬‬
‫"الحبكة ىي إحكام بناء القصة بطريقة منطقية مقنعة‪ ،‬ألنيا ىي القصة في وجييا‬
‫المنطقي‪ ،‬ومفيوميا أن تكون الحوادث والشخصيات مرتبطة ارتباطاً منطقياً‪ ،‬يجعل من‬
‫مجموعيا وحدة متماسكة األجزاء‪ ،‬ذات داللة محددة وىي تتطمب نوعاً من الغموض‬
‫‪2‬‬
‫الذي تتضح أس ارره في وقتيا المناسب‪".‬‬
‫مكونة من ثالث عناصر أساسية ىي‪ :‬االستيالل‪ ،‬العقدة‪ ،‬النياية‪:‬‬
‫وىي ّ‬
‫أ‪ -‬االستهطل‪:‬‬
‫"يعد االستيالل من أىم عتبات النص الموازي‪ ،‬التي تحيط بالنص األدبي خارجياً‪،‬‬
‫وىو إيحاء بمنطوق الحكاية‪ ،‬يثير الخيال‪ ،‬فضالً عن أنو عنصر من أىم عناصر‬
‫‪3‬‬
‫البناء الفني الحكائي‪ ،‬ألنو بمنزلة المدخل الرئيس لولوج عالم القصة‪".‬‬
‫ب‪-‬العقدة‪ ( :‬لالظة التأزم )‬
‫"يقصد بيا الذروة التي تبمغيا األحداث في القصة‪ ،‬من حيث تعقيدىا ثم تدرجيا في‬
‫الحل‪ ،‬وىناك بعض القصص التي يحكييا األطفال تخمو من العقدة‪ ،‬وبعضيا تتعقد‬

‫‪1www1.amahmet.k12.il>arabic>Doclib4‬‬
‫‪ -2‬أحمد نجيب‪ ،‬أدب األطفال‪ ،‬عمم و فن‪ ،‬دار الفكر العربي دط‪ ،‬القاىرة‪1991 ،‬م‪ ،‬ص ‪.77‬‬
‫‪ -3‬بيون عمي سعيد‪ ،‬أدب األطفال دراسة في المقومات والفنون والموضوعات‪ ،‬الجزائر‪2018 ،‬م ص ‪.102‬‬
‫‪22‬‬
‫إرهاصات أدب األطفال في التراث العربي القديم‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫فيو األحداث ثم تنفرج أكثر من مرة‪ ،‬وىاتان الحالتان تبعدان ما يحكيو الطفل عن‬
‫مفيوم القصة بمعناىا الحديث‪ ،‬عمى اعتبار أن العقدة تعد مكوناً أساسياً في القصة‪،‬‬
‫فيي التي تنتيي إلييا األحداث في تجمعيا وتشابكيا‪ ،‬وىي التي يبدأ انفراج األحداث‬
‫عنيا ليحس الطفل بالخط الدرامي المأساوي‪ ،‬أو الخط الكوميدي‪ ،‬وكالىما يشعره بالمذة‬
‫‪1‬‬
‫ويساعده عمى االندماج مع األحداث ومعايشتيا‪".‬‬

‫ج‪ -‬النهحية‪ ( :‬لالظة االنفراج )‬


‫"بعد ذروة التأزم التي تتمثل في نشوب العقدة‪ ،‬تنحدر القصة بشكل أسرع نحو‬
‫النياية أو الحل المقنع‪ ،‬الذي قد يوافق توقعات المتمقي وقد يفاجئو‪ ،‬دون الخروج عن‬
‫السياق الطبيعي لتطور األحداث‪ ،‬يقنع المتمقي و يجد لو تفسي اًر منطقياً‪.‬‬
‫يسمي النقاد نياية القصة بمحظة التنوير‪ ،‬ألن الكاتب يحشد فييا كل قوتو وكل فنو‬
‫وكل خبرتو‪ ،‬ليحقق اليدف الذي من أجمو كتب قصتو‪.‬‬
‫ويمجأ بعض الكتاب إلى ما يسمى بالنياية المفتوحة‪ ،‬حيث يترك المجال لممتمقي في‬
‫‪2‬‬
‫وضع نياية مناسبة لألحداث‪".‬‬

‫‪ -3-3‬الشخ يحت في ق ص األصفحل‪:‬‬


‫"يقدم المؤلف في قصتو مجموعة من الشخصيات‪ ،‬بعد أن يختارىا بدقة و يرسم‬
‫معالميا في مخيمتو بعناية‪ ،‬لتدور مع ما رسمو من الوقائع والحوادث في فمك واحد‪،‬‬
‫يتحرك كمو في الطريق المرسوم‪ ،‬عبر مراحل القصة من بدايتيا حتى الخاتمة‪.‬‬

‫‪ -1‬حسن شحاتة‪ ،‬أدب األطفال العربي‪ ،‬دراسات و بحوث‪ ،‬الدار المصرية المبنانية‪ ،‬ط‪1991 ،1‬م‪ ،‬ط‪1994 ،2‬م‬
‫ص ‪.170-169‬‬
‫البوابة‪2WWW.ALBAWABA.COM2019-2000‬‬
‫‪23‬‬
‫إرهاصات أدب األطفال في التراث العربي القديم‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫لرسم الشخصيات أىمية معينة‪ ،‬والقارئ بحاجة إلى أن يرى الشخصية أمامو حية‬
‫مجسمة‪ ،‬وأن يسمعيا تتكمم بصدق وح اررة واخالص‪ ،‬فيرى فييا صدق الحقيقة‪ ،‬وح اررة‬
‫الحياة‪ ،‬واذا تم لو التعرف عمييا وفيميا واالقتناع بيا‪ ،‬كان ىذا ىو المدخل األول نحو‬
‫تحقيق نوع من التعاطف بينو وبينيا‪ ،‬وتحقيق التعاطف بين القارئ وبعض شخصيات‬
‫القصة‪ ،‬يخمق جواً انفعالياً مساعداً‪ ،‬يخطو بالقصة خطوات واسعة في طريق النجاح‪.‬‬
‫يجب أن تتميز شخصيات قصص األطفال بخصائص تجعميا مناسبة ليم وفق‬
‫مراحل النمو التي يكونون فييا‪ ،‬ومن أىم ما يجب أن يراعى في ىذا الشأن الوضوح‬
‫والتمييز والتشويق‪.‬‬

‫‪ 1-3-3‬الوضوح‪:‬‬
‫يستدعي رسم الشخصيات بعناية مع التركيز عمى الجوانب المحسوسة‪ ،‬الممموسة‬
‫المرئية بما يتفق مع أسموب الطفل في التفكير الحي بحيث تبدو الشخصية مجسمة‬
‫بشكميا ولونيا وسائر خصائصيا المادية في مخيمة الطفل وكأنيا أمامو نابضة بالحياة‬
‫‪1‬‬
‫والحركة‪".‬‬

‫‪ 2-3-3‬التمييز‪:‬‬
‫"يحتم التمييز أن ال تتقارب الشخصيات في أسمائيا أو في صفاتيا‪ ،‬أو في بعض‬
‫خصائصيا‪ ،‬مما يؤدي إلى أن تتداخل في مخيمة الطفل‪ ،‬فيخمط بينيما‪ ،‬والوضوح‬
‫والتمييز معاً يقتضيان أال يزيد عدد الشخصيات عن مستوى قدرة الطفل‪ ،‬عمى التذكر‬
‫واالستيعاب‪.‬‬

‫‪-1‬احمد نجيب‪ ،‬فن الكتابة لالطفال‪ ،‬دار اقرا‪ ،‬ط ‪،3‬بيروت لبنان‪1986،‬م ‪،‬ص‪.78‬‬
‫‪24‬‬
‫إرهاصات أدب األطفال في التراث العربي القديم‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ 3-3-3‬التشويق‪:‬‬
‫يدعو إلى اختيار شخصيات تستيوي الطفل‪ ،‬سواء أكانت ىذه الشخصيات من‬
‫‪1‬‬
‫الحيوان‪ ،‬أو من أبطال األساطير‪ ،‬أو من الشخصيات المحببة في عالم األطفال‪".‬‬

‫‪ 4-3‬المغة و األسموب في ق ص األصفحل‪:‬‬


‫"ىو الطريقة التي يمتزميا الكاتب لعرض حوادث القصة‪ ،‬تظير بو خبراتو الشخصية‬
‫ومقدرتو عمى اختيار األلفاظ‪ ،‬وحسن االنتقال من حدث إلى آخر‪ ،‬وتوفير جو معين‬
‫عن الموضوع والفكرة‪.‬‬
‫األسموب ىو تعبير بصورة واضحة وقوية وجميمة عن الفكرة‪ ،‬بحيث تبدو عميقة‬
‫وصادقة ومؤثرة‪ ،‬ويمكن القول أن العناصر األساسية التي تميز أسموب قصص‬
‫مقدور‬ ‫األطفال ىي الوضوح‪ ،‬القوة والجمال‪ ،‬ووضوح األسموب يعني أن يكون في‬
‫األطفال استيعاب األلفاظ والتراكيب وفيم الفكرة ‪ ،‬وىذا ال يتيسر ما لم يكنالنسيج المفظي‬
‫بسيطاً وشفافاً‪ ،‬وخالياً من الزخرفات والتنميقات‪ ،‬ومن األساليب المحببة لألطفال‪،‬‬
‫وصفية‪ ،‬أو خالصات تتميز بالوعظ واإلرشاد‪،‬‬
‫معالجة الموضوع دون مقدمات طويمة ْ‬
‫فمن األفضل أن تعرض القيم بشكل غير ظاىر‪ ،‬يدفع األطفال إلى استخالصيا‬
‫‪2‬‬
‫بأنفسيم من خالل أحداث القصة‪".‬‬
‫"أسموب الكاتب ىو طريقتو في التفكير‪ ،‬والشعور والرؤية‪ ،‬وكما أن لكل إنسان‬
‫طريقتو الخاصة في التفكير والشعور والرؤية‪ ،‬فإن لكل كاتب أسموبو الخاص المتميز‪،‬‬
‫ولكل كاتب أطفال يجب أن يوفق بين طريقتو الخاصة في التفكير والشعور والرؤية‪،‬‬

‫‪ -1‬احمد نجيب‪ ،‬فن الكتابة لألطفال‪ ،‬ص ‪.80‬‬


‫‪ -2‬محمود حسن إسماعيل‪ ،‬المرجع في أدب األطفال‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬ط‪،1‬القاىرة‪ ،2004 ،‬ص‪.134-131‬‬
‫‪25‬‬
‫إرهاصات أدب األطفال في التراث العربي القديم‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وبين طريقة األطفال في ىذا وفق لمرحمة النمو التي يكونون فييا‪ ،‬حتى يكون أسموبو‬

‫أقرب إلى نفوسيم‪ ،‬كما يجب أن يمم بدقائق لغة الكتابة لألطفال‪ ،‬وأن يحيط عمماً‬
‫‪1‬‬
‫بقاموسيم المغوي المتميز‪ ،‬حتى يكتب ليم ما يناسبيم من ألفاظ وتراكيب‪".‬‬

‫يندرج ضمن المغة واألسموب عنصران أساسيان ىما‪:‬‬


‫‪ 1-4-3‬الالوار‪:‬‬
‫"ىو األحاديث المختمفة التي تتبادليا شخصيات القصة‪ ،‬وسواءً أكانت ىذه‬
‫اء أكان الحديث واقعياً أول افتراضياً‪ ،‬وىو عامل ميم‬
‫الشخصيات إنساناً أو حيواناً‪ ،‬وسو ً‬
‫في نجاح القصة‪ ،‬ألنو عنصر رئيسي من عناصر البناء الفني في القصة‪ ،‬وىو يساعد‬
‫في تحقيق المشاركة الوجدانية بين القاص والمستمع‪ ،‬كما أنو يساعد في تحقيق‬
‫اإلحساس بالمتعة‪ ،‬ولذلك وجب أن نخفف من عنصر السرد‪ ،‬ونترك لمحوادث فرصة‬
‫‪2‬‬
‫واسعة عند حكاية القصص لألطفال"‪.‬‬
‫‪ 2-4-3‬الو ف‪:‬‬
‫"ىو نقل صورة العالم الخارجي أو العالم الداخمي‪ ،‬من خالل األلفاظ والعبارات‬
‫والتشابيو‪ ،‬واالستعارات التي تقوم لدى األديب مقام األلوان لدى الرسام‪ ،‬والنغم لدى‬
‫الموسيقي‪.‬‬
‫إن الوصف ىو تعبير عفوي عن المشاعر التي يحس بيا األديب‪ ،‬أمام األحداث‬
‫والمشاىد المحيطة بو‪ ،‬أو العوامل الفاعمة في وعيو‪ ،‬وفي ال وعيو‪ ،‬ويغمب الوصف‬
‫النقمي في المرحمة الفطرية من ظيور األدب وانتشار الثقافة‪ ،‬ثم يأخذ األديب بالتحرر‬

‫‪ -1‬أحمد نجيب‪ ،‬فن الكتابة لألطفال‪ ،‬ص ‪.78-77‬‬


‫‪ -2‬نجالء محمد عمي أحمد‪ ،‬أدب األطفال‪ ،‬جامعة اإلسكندرية‪ ،‬دط‪ ،‬دت‪ ،‬ص ‪.76‬‬
‫‪26‬‬
‫إرهاصات أدب األطفال في التراث العربي القديم‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫شيئاً فشيئاً من الواقعية والمادية‪ ،‬ليعبر عن المحسوسات واالنفعاالت‪ ،‬تعبي اًر موحياً‬
‫بخمق أجواء خاصة بو‪ ،‬تَْبتعث في قارئو أو سامعو ما يشاء من االنطباعات‪ ،‬وينتيي‬
‫ويفرض فيمن‬
‫إلى ما يسمى بالوصف الوجداني‪ ،‬وىو يمثل مرحمة متطورة من الفنية‪ُ ،‬‬
‫‪1‬‬
‫يمجأ إليو رىافة حسية‪ ،‬وتقنية فذة‪".‬‬
‫‪ 3-4-3‬السرد‪:‬‬
‫"نقصد بالسرد كتابة القصة أو روايتيا لمطفل‪ ،‬وىي طريقة استخدام القاموس المغوي‬
‫في عرض الحدث أو الوقائع‪ ،‬وىنا نؤكد مرة أخرى عمى أىمية اختيار األلفاظ‬
‫المناسبة‪ ،‬لسن الطفل الذي نكتب لو‪ ،‬فالمغة ذات األلفاظ الصعبة أو الغريبة ال يفيميا‬
‫الطفل‪ ،‬فيي تعيق عممية التمقي والفيم والعيش في قمب الحدث‪ ،‬كما تعطل‬
‫انسيابيةالتمثُل والتخيل‪ ،‬كذلك فإن األلفاظ ذات الدالالت المعنوية أو التجريبية‪ ،‬تربك‬
‫الطفل‪ ،‬وتورثو الحيمة وتوقعو في الغموض‪ ،‬وليذا فإن الكممات ذات الدالالت المجسدة‬
‫والتي ترمز إلى أشياء يعرفيا الطفل‪ ،‬في بيئتو الخاصة أو العامة ىي التي تناسبو‪ ،‬وال‬
‫يستطيع الطفل أن يفيم التجريدات إال في سن متأخرة‪ ،‬بعد أن تنمو مداركو و تتكثف‬
‫خبراتو‪2".‬وىنا يجب مراعاة األلفاظ المناسبة لسن الطفل‪ ،‬التي تتناسب مع مدركاتو‬
‫العقمية ودرجة استيعابو ليا‪.‬‬
‫"المفظة في السرد ال تمقى ىكذا جامدة‪ ،‬دفعة كقالب من طوب‪ ،‬ولكن البد أن‬
‫تواكبيا لفظة مساعدة‪ ،‬أو جمل موحية تشحن سياق المغة أو تعبيرىا بالحركة وتثرييا‬
‫بالتخييل والتجسيد‪ ،‬فإذا قمنا (حضر أحمد) فإن مجرد الحضور ىكذا ال يوحي إال بفعل‬

‫‪ -1‬جبور عبد النور‪ ،‬المعجم األدبي‪ ،‬دار العمم لمماليين‪ ،‬ط‪ 1‬بيروت‪ ،1979 ،‬ط‪ ،1984 ،2‬ص ‪.293-292‬‬
‫‪ -2‬نجيب الكيالني‪ ،‬أدب األطفال في ضوء اإلسالم‪ ،‬ص ‪.28‬‬
‫‪27‬‬
‫إرهاصات أدب األطفال في التراث العربي القديم‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫بسيط‪ ،‬ال يمفت النظر عادة‪ ،‬بينما إذا قمنا (حضر أحمد وىو يبكي‪..‬أو وىو يرتجف‬
‫ويرتعش‪ )...‬فإننا بذلك قد أضفنا حركة وحيوية‪.‬‬
‫من الخير تجنب األلفاظ البذيئة التي تخدش الحياء‪ ،‬وتدفع الطفل إلى سموكات غير‬
‫أخالقية‪ ،‬فيكفي الطفل ما يسمعو في الشارع من كالم فاحش‪ ،‬وممارسات ضارة تبعث‬
‫‪1‬‬
‫األسى في النفوس‪".‬‬

‫ية في ق ص األصفحل‪:‬‬ ‫‪ 5-3‬البيئة الق‬


‫"ىذا عنصر يتصل بتركيب القصة وبنائيا‪ ،‬فزمان القصة قد يكون في الماضي أو‬
‫الحاضر أو المستقبل‪ ،‬وقد تقع أحداثيا محمياً أو في مكان آخر‪ ،‬والقصة تعمد إلى‬
‫بناء‬
‫الغموض في المكان‪ ،‬فال تعنيو وقد يأتي ذكر المكان ضمناً‪ ،‬حين يذكر الكاتب ً‬
‫معروفاً أو حديقة مشيورة‪ ،‬وقد تكشف القصة عن المكان العام بواسطة ليجة محمية‪،‬‬
‫أو مصطمحات عامية‪ ،‬لسكان ذلك المكان‪ ،‬زمان القصة ومكانيا يؤثران في األحداث‬
‫وفي الشخصيات وفي الموضوع‪ ،‬ألن األحداث مرتبطة بالظروف والعادات والمبادئ‬
‫الخاصة بالزمان والمكان‪ ،‬المذين وقعت فييما‪ ،‬واالرتباط يعتبر ضروري لحيوية القصة‪.‬‬
‫القصة التي يرد فييا زمان معين أو مكان محدد‪ ،‬يجب أن تكون صادقة وحقيقية‪،‬‬
‫وجوىا العام يجب أن يكونا صحيحين وسميمين زماناً ومكاناً‪ ،‬وعمى‬ ‫وخمفية القصة ُ‬
‫‪2‬‬
‫القصة أن تعطي جو البيئة المكانية واإلحساس بيا‪".‬‬

‫‪ -1‬نجيب الكيالني‪ ،‬أدب األطفال في ضوء االسالم‪ ،‬ص ‪.28‬‬


‫‪ -2‬عبد الفتاح أبو معال‪ ،‬أدب األطفال دراسة و تطبيق‪ ،‬دار الشروق لنشر و التوزيع‪ ،‬ط‪ 2‬عمان األردن ‪1988‬م‪،‬‬
‫ص ‪.40-39‬‬

‫‪28‬‬
‫إرهاصات أدب األطفال في التراث العربي القديم‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫"إن مراعاة ظروف الزمان والمكان أمر حيوي وجوىري‪ ،‬فحوادث القصة ووقائعيا‬
‫حدثت في زمان معين ومكان خاص‪ ،‬وىذا يفرض عمييا أن تراعي خصائص كل‬
‫منيما من حيث البيئة المكانية وما فييا‪ ،‬وعادات الناس وتقاليدىم وأساليبيم‪ ،‬في‬
‫‪1‬‬
‫التعامل و ما إلى ذلك‪".‬‬

‫‪ )4‬البسحصة و التنحسب في التراث العربي القديم‪:‬‬


‫اقتباسا أو‬
‫ً‬ ‫تعددت نماذج أدب األطفال التي مصدرىا التراث العربي‪ ،‬فأخذوا منيا إما‬
‫تمخيصا أو تبسيطًا‪ ،‬حيث اعتمد ُكتاب الطفولة عمى عنصرين ميمين ىما‪ :‬البساطة‬
‫ً‬
‫والتناسب لمراعاة ىذه المرحمة الميمة في حياة الفرد‪ ،‬ولتوضيح ىذين العنصرين‬
‫سنتطرق لتعريفيما ونرى كيف تم توظيفيما في المادة التراثية بما يتناسب مع مرحمة‬
‫الطفولة‪.‬‬
‫‪ 1-4‬مفهوم البسحصة‪:‬‬
‫"يذكر ىادي نعمان الييتي أن توفيق الحكيم‪ ،‬يعتبر تحري البساطة من أصعب ما‬
‫‪1977‬م‬ ‫لما َى َّم بتسجيل حكايات لألطفال عام‬
‫يواجو كاتب األطفال‪ ،‬أقّر بيذا األمر َّ‬
‫فقال‪ « :‬إن البساطة أصعب من التعمق‪ ،‬وأنو لمن السيل أن أكتب وأتكمم كالماً‬
‫عميقاً‪ ،‬ولكن من الصعب أن أنتقي وأتخير األسموب السيل‪ ،‬الذي يشعر السامع بأنني‬
‫‪2‬‬
‫جميس معو‪ ،‬ولست معمما لو‪ ،‬ومنو ىي مشكمتي مع أدب األطفال »"‬
‫‪ 2-4‬التنحسب‪:‬‬
‫ىو مراعاة جميع جوانب شخصية الطفل‪ ،‬وينقسم إلى ثالث جوانب ىي‪:‬‬

‫‪ -1‬أحمد نجيب‪ ،‬فن الكتابة لألطفال ص ‪.81‬‬


‫‪ -2‬ينظر بيون عمي سعيد‪ ،‬أدب األطفال دراسة في الموضوعات و الفنون و المقومات‪ ،‬ص ‪ 13‬نقالً عن ىادي‬
‫نعمان الييتي‪ ،‬ثقافة األطفال‪.‬‬
‫‪29‬‬
‫إرهاصات أدب األطفال في التراث العربي القديم‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ 1-2-4‬التنحسب العقمي‪:‬‬
‫معنى ىذا أن يتناسب ىذا األدب مع األطفال‪ ،‬حسب مستوياتيم العقمية وقدراتيم‬
‫خصوصا وأن جميور األطفال‬
‫ً‬ ‫عمى الفيم والتذوق‪ ،‬أي مراعاة السن التي نكتب ليا‪،‬‬
‫غير متجانس‪ ،‬فيم يختمفون في أطوار نموىم الجسمي‪ ،‬والعوامل الفعالة في ىذه‬
‫األطوار‪ ،‬من بيئة وثقافة وخصائص ذاتية وغيرىا‪.‬‬
‫‪ 2-2-4‬التنحسب التربوي‪:‬‬
‫معنى ىذا تناسب ىذا األدب مع المفاىيم التربوية واألخالقية‪ ،‬التي نسعى إلى‬
‫غرسيا فيناك بعض الموضوعات التي يجب أن نقي األطفال منيا‪ ،‬وأن نحافظ عمييم‬
‫ضدىا كبعض آراء البالغين في الحياة‪ ،‬مثل توظيف الجنس في القصة وصور الرعب‬
‫رفضا مطمقاً وانما المقصود‬
‫والعنف والجريمة‪ ،‬وىذا ال يعني رفضنا ىذه الموضوعات ً‬
‫خصوصا في المراحل األولى‬
‫ً‬ ‫مراعاة المقدار الذي يسمح بو‪ ،‬والكيفية التي يصاغ بيا‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫لمطفولة‪ ،‬إذ أن ىذه الموضوعات تتطمب مستوى قرائي يتجاوز مستوى األطفال‪.‬‬
‫‪ 3-2-4‬التنحسب الفني‪:‬‬
‫"يقصد بو القواعد األساسية في فن الكتابة‪ ،‬سواء أكان اإلنتاج قصة أم مسرحية‬
‫أم شع اًر‪ ،‬يشغل فييا وسائل كالصورة والصوت والمون والرسم‪ ،‬لتحقيق الغاية الفنية وىي‬
‫تنمية الحس الجمالي والتذوق الفني‪ ،‬فالطفل بحكم مستواه العمري والعقمي أكثر احتياجا‬
‫لموسائل الفنية‪ ،‬التي تطيء لو القضايا‪ ،‬وتقرب لو المفيومات‪ ،‬فاألديب ال يكتب لمطفل‬
‫ليرشده ويمقنو العموم فقط‪ ،‬وانما ليضيف ليذا الطفل بعداً جمالياً‪ ،‬يعمل عمى تربية‬
‫‪2‬‬
‫الذوق فينشط الخيال وييذبو‪".‬‬

‫‪ -1‬العيد جمولي‪ ،‬النص األدبي لألطفال في الجزائر‪ ،‬دار ىومة‪ ،‬دط‪ ،‬دت‪ ،‬ص‪.10-9‬‬
‫‪ -2‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.16-15‬‬
‫‪30‬‬
‫إرهاصات أدب األطفال في التراث العربي القديم‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫بعد تعريفنا لمعنصرين سنرى كيف تم توظيفيما في المادة التراثية‪ ،‬بما يناسب مع‬
‫مرحمة الطفولة‪ ،‬ومن بين ىذه العناصر التراثية‪:‬‬
‫‪ 3-4‬البسحصة و التنحسب في ألف ليمة وليمة‪:‬‬
‫"تعد ألف ليمة وليمة من أىم المصادر التراثية‪ ،‬التي أثرت في أدب األطفال في كثير‬
‫من بمدان العالم‪ ،‬فمن الكتاب الذين اقتبسوا منيا قصصا لألطفال‪" :‬نوري بشاري" فقد‬
‫استميم منيا قصة لألطفال ىي "عالء الدين والمصباح السحري" وقصة "مغامرات‬
‫السندباد"‪ ،‬ففي ىذه األخيرة يقوم السندباد بمغامرات مختمفة‪ ،‬ويالحظ قارئ القصة أن‬
‫صاحبيا حافظ عمى حوادثيا كما ىي في مصدرىا‪ ،‬ولم يتصرف فييا إال في التبسيط‬
‫والتيذيب‪ ،‬مما يجعميا مناسبة لممتمقي الصغير‪.‬‬
‫من بين الكتاب أيضا الذين استميموا من ىذا التراث األدبي قصصا لألطفال‪:‬‬
‫الكاتب "محمد المبارك حجازي" ولو في ىذا المجال "سمسمة من وحي مغامرات السندباد‬
‫البحري"‪ ،‬وتضم ىذه السمسمة مجموعة من القصص‪ ،‬وقد َّ‬
‫عدل الكاتب في قصصو‪،‬‬
‫وجعميا مغايرة لمقصة األصمية‪ ،‬كما وردت في مصدرىا‪ ،‬وىذا لتتناسب ومستوى‬
‫الطفل‪ ،‬وجد الكاتب في شخصية السندباد بطالً مغام اًر متغمباً عمى كل ما يعترضو من‬

‫أخطار‪ ،‬منتص اًر لمحق والخير‪ ،‬ويعود بعد مغامرات كثيرة إلى مسقط رأسو‪ ،‬محمالً‬
‫بالكنوز‪ ،‬وقد اختمفت مستويات توظيف ىذه الشخصية‪ ،‬فمن الكتاب من حافظ عمى‬
‫مالمحيا كما وردت في مصدرىا ومنيم من أضاف إلييا إضافات ال تفسد ىذه‬
‫‪1‬‬
‫غير و َّ‬
‫بدل ألن فنيات التمخيص تستدعي ذلك‪".‬‬ ‫المالمح‪ ،‬ومنيم من حذف و َّ‬

‫‪ -1‬ينظر‪ ،‬العيد جمولي‪ ،‬مجمة األدب و المغات‪ ،‬مجمة األثر‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح ورقمة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ماي ‪2010‬م‪،‬‬
‫ص ‪.123-121‬‬
‫‪31‬‬
‫إرهاصات أدب األطفال في التراث العربي القديم‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫"من خالل مل سبق نالحظ أن الكاتب في استميامو قصص ألف ليمة وليمة يعمد‬
‫إلى تاطيرىا بإطار زماني ومكاني‪ ،‬ليوحي لمطفل بواقعيتيا رغم غرابتيا الشديدة‪،‬‬
‫فتعددت األمكنة من بغداد إلى البصرة إلى بالد اليند وفارس وافريقيا‪ ،‬تختمف األزمنة‬
‫فمن قديم الزمان وسالف العصر واألوان إلى عيد ىارون الرشيد‪ ،‬كما حرص عمى‬
‫صبغ الحادثة بطابع واقعي‪ ،‬من أجل خمق انسجام بين العناصر الخيالية والواقعية‪،‬‬
‫فأبطال ىذه الحكايات "السندباد"‪" ،‬عالء الدين"‪" ،‬عمي بابا" ىم بشر في سموكيم‬
‫وتصرفاتيم‪ ،‬يقومون بأفعال وأعمال إنسانية‪ ،‬فيم يجسدون في قصصيم صراع الخير‬
‫والشر‪ ،‬ومعاناة اإلنسان في سعيو وراء لقمة العيش‪ ،‬وكل ىذا من شأنو أن يقنع المتمقي‬
‫‪1‬‬
‫الصغير بواقعية الحكاية‪".‬‬

‫‪ 4-4‬البسحصة و التنحسب في كميمة و دمنة‪:‬‬


‫"تطرق وصفي آل وصفي إلى تحميل حكايات كميمة ودمنة‪ ،‬بعد تخمصيا من‬
‫ارتباطاتيا بغيرىا‪ ،‬ثم يصوغيا مجردة من األمثال المتصمة بيا‪ ،‬محققا ليا وحدة‬
‫الحدث‪ ،‬وىو بذلك يغض ما بين قصص كل باب في النسخة األصمية‪ ،‬من تشابك‬
‫واتصال غير فني‪ ،‬حتى يتمكن األطفال من استيعاب القصة المختارة‪ ،‬وتبدو في شكل‬
‫فني مالئم‪ ،‬فقد حافظ عمى البداية التساؤلية اإلستدعائية‪ ،‬التي تتم بين"دبشميم" الممك‬
‫و"بيدبا" الفيمسوف‪ ،‬عندما يطمب األول من الثاني أن يضرب لو مثال يوضح َم ْسمَكاً ما‪،‬‬
‫أو مبدأ أخالقيا‪ ،‬فإن وصفي آل وصفي قد تدخل في ىذه البداية بتجريدىا من التفمسف‬
‫والكممات الصعبة‪ ،‬كما زاوج بين السرد والحوار‪ ،‬لمكشف عن أبعاد الحدث‪ ،‬وجالء‬
‫بعض صفات الشخصيات‪ ،‬واعتمد كثي اًر عمى الجمل القصيرة التي يسيل متابعتيا‪،‬‬

‫‪-1‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.123‬‬


‫‪32‬‬
‫إرهاصات أدب األطفال في التراث العربي القديم‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ولقد تميز أسموبيا بشيء من الرقي الفني‪ ،‬المتمثل في سيولة عباراتيا‪ ،‬وفصاحة‬
‫‪1‬‬
‫كمماتيا‪ ،‬وبعض الصور الفنية التي تحقق الجمال الفني لكنيا في مستوى األطفال‪".‬‬

‫خط ة‪:‬‬
‫نستنتج مما تقدم أن أدب الطفل كان وال يزال حاض اًر في األدب العربي قديما‬
‫وحديثاً‪ ،‬حيث اعتنى العرب بقصص األطفال‪ ،‬باعتبارىا وسيمة من وسائل التربية‪،‬‬
‫وغرس القيم الفاضمة في نفوس األطفال‪ ،‬وقد ظير ذلك من خالل التراث الذي وصمنا‬
‫من العصر الجاىمي مرو اًر بالعصور اإلسالمية‪ ،‬كما اىتم الكتاب بالمقومات الفنية‪،‬‬
‫بحيث طبقوىا عمى القصص ليسيل استيعابيا لدى األطفال‪.‬‬

‫‪،1‬‬ ‫‪ -1‬ينظر سعد أبو رضا‪ ،‬النص األدبي لألطفال أىدافو ومصادره وسماتو‪ ،‬رؤية إسالمية‪ ،‬مكتبة العبيكان‪ ،‬ط‬
‫الرياض‪2005 ،‬م‪ ،‬ص ‪.77-76‬‬
‫‪33‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫معايير أدب األطفال في قصة‬
‫الغواص‬
‫األسد و ّ‬

‫المبحث األول‪ :‬توصيف مدونة الدراسة‪.‬‬


‫المبحث الثاني‪ :‬مقومات أدب األطفال في مدونة الدراسة‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬الخيال في مدونة الدراسة‪.‬‬
‫الغواص‬
‫معايير أدب األطفال في قصة األسد و ّ‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫عينة الدراسة‪:‬‬
‫‪ -1‬توصيف ّ‬
‫‪ 1-1‬من حيث الشكل‪:‬‬
‫مدونة الدراسة‪،‬‬
‫اعتمد مصدر اإلصدار ابن األزرق لدراسات التراث السياسي في ّ‬
‫موحداً لسمسمة نصوص التراث السياسي‪ ،‬أساسو المّونين‪ ،‬األزرق بدرجاتو‬
‫شكالً ّ‬
‫واألبيض‪ ،‬وقد لجأت دار النشر لمجموعة من الرموز في كتبيا عامة‪ ،‬فكل رمز يدل‬
‫عمى فترة زمنية معينة‪ ،‬فالرمز الذي في غالف كتابنا يد ّل عمى العصر العباسي‪ ،‬وىذا‬
‫ما َن ْمحظو في مجموعة الكتب التي حققيا ىذا المركز في نفس العصر‪.‬‬
‫يخص حجم الكتاب فمقاييسو ‪ ،21x29.5‬ونالحظ عمى غالف الكتاب في‬
‫ّ‬ ‫أما فيما‬
‫ّ‬
‫الجانب األيمن العموي عنوان السمسمة‪ ،‬الذي كتب بالمّون األبيض داخل إطار برتقالي‪،‬‬
‫وىو عنوان ينتمي إلى سمسمة نصوص التراث السياسي‪ ،‬ويقابمو في الجانب األيسر‬
‫رمز مركز ابن األزرق لدراسات التراث السياسي‪ ،‬وىو مكتوب داخل معين بالمونين‬
‫األبيض و األزرق‪ ،‬كما يتوسط الغالف رمز يدل عمى العصر العباسي‪ ،‬الذي اعتمدتو‬
‫دار النشر‪ ،‬وأسفل العنوان نجد نوع القصة‪ ،‬وىي حكاية رمزية عربية من القرن‬
‫الخامس ىجري‪ ،‬بتحقيق رضوان السيد‪ ،‬الذي قسم الكتاب إلى أربعة مواضيع (مرايا‬
‫‪235‬‬ ‫األمراء‪ ،‬فكر سياسي‪ ،‬آداب السياسة‪ ،‬نصائح المموك)‪ ،‬يتكون ىذا الكتاب من‬
‫صفحة‪ ،‬مقسمة عمى تسعة عشر باباً‪ ،‬مكتوب عنوانيا بخط بارز‪ ،‬أما خط المتن‬
‫‪ 17‬إلى ‪ 19‬سط اًر‪،‬‬ ‫حجمو متساوي في كل الصفحات‪ ،‬ومعدل سطوره يتراوح ما بين‬
‫وىوكتاب من الطبعة الثالثة‪ ،‬بتاريخ ‪1432‬ه‪2012-‬م بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬أما فيما يخص‬
‫الصور‪ ،‬فيذه القصة ال تحتوي عمى صور بحكم كونيا تاريخية وتراثية‪.‬‬
‫القصة ثالث مخطوطات معروفة اليوم‪ّ ،‬أوليا في المكتبة البمدية باإلسكندرية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫"ليذه‬
‫ويرجع تاريخ انتساخيا إلى سنة ‪950‬ه‪ ،‬ولم يذكر ناسخيا األصل الذي نقل عنو وال‬
‫ذكر تاريخو‪ ،‬وتحتفظ دار الكتب المصرية بالمخطوطة الثانية لمحكاية‪،‬ويعود تاريخ‬
‫‪35‬‬
‫الغواص‬
‫معايير أدب األطفال في قصة األسد و ّ‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫انتساخيا إلى سنة ‪1329‬ه‪ ،‬وىي منسوخة بخط حديث عن مخطوطة اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪1131‬ه‪،‬‬ ‫وتوجد النسخة الثالثة في بانكيبور باليند‪ ،‬ويرجع تاريخ انتساخيا إلى عام‬
‫‪1‬‬
‫وتبقى ىذه النسخة ميمة رغم تأخر تاريخ انتساخيا"‪.‬‬
‫في األخير نجد مجموعة من المصادر والمراجع أبرزىا‪" :‬البصائر والذخائر" ألبي‬
‫حيان التوحيدي‪ ،‬تحقيق إبراىيم الكيالني‪" ،‬البيان والتبيين" لمجاحظ‪ ،‬تحقيق عبد السالم‬
‫ىارون و"تاريخ األمم والمموك"‪ ،‬لمطبري تحقيق دي غويو إلخ‪.‬‬
‫في آخر الكتاب نجد الفيرس ‪ ،‬وىو الوصف الفني لمواد الكتاب ‪ ،‬لتكون في متناول‬
‫القارئ بأيسر الطرق‪ ،‬و في أقل وقت ممكن‪.‬‬

‫‪ 2-1‬من حيث المضمون‪:‬‬


‫قصة األسد والغواص كما ىو واضح من عنوانيا‪ ،‬ىي قصة رمزية عربية‪ ،‬عمى‬
‫منوال كميمة ودمنة‪ ،‬لكاتب مجيول‪ ،‬تتناول ىذه القصة فترة زمنية من الحكم اإلسالمي‪،‬‬
‫وقد رجح بعض الباحثين أنيا تتناول فترة العيد العباسي‪ ،‬وبالتحديد الوزير المشيور‬
‫"نظام الممك" ورمز لو في القصة "بالغواص"‪ ،‬وذلك لما كان يتمتع بو من دىاء سياسي‬
‫وحنكة‪ ،‬فالكاتب أراد أن يخمد ىذه الشخصية التاريخية‪ ،‬لكن خوفاً من حكم السالجقة‬
‫كتبيا عمى منوال كميمة ودمنة‪.‬‬
‫جاءت حكاية األسد والغواص‪ ،‬لتستخمص نتائج تجربة نظام الممك‪ ،‬فتعيد التأكيد‬
‫عمى االنفصال العممي‪ ،‬واستقاللية الفقيو‪ ،‬ألن مؤلف القصة فقيو‪ ،‬وليس كاتب‬
‫ديواني‪ ،‬والرؤية التي تتضمنيا ىذه القصة لمسمطة والدولة والسمطان‪ ،‬تعني أنيا دولة‬

‫الغواص‪،‬مجيول المؤلف‪ ،‬مركز ابن األزرق لدراسات التراث السياسي‪ ،‬ط‪،3‬‬


‫‪ -1‬اعتناء رضوان السيد‪ ،‬األسد و ّ‬
‫بيروت لبنان‪2012 ،‬م‪ ،‬ص‪.15‬‬

‫‪36‬‬
‫الغواص‬
‫معايير أدب األطفال في قصة األسد و ّ‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫"األمة" وليست دولة "مرايا األمراء"‪ ،‬أي أن الرعايا والسمطان متساوون في المسؤولية‬
‫اتجاه الدولة‪ ،‬أما في مرايا األمراء‪ ،‬فيجب عمى المجتمع الخضوع لمسمطة‪.‬‬
‫وتطورىا‪ ،‬ونسج خيوطيا والسير‬
‫ّ‬ ‫أدت الشخصيات دو اًر ميماً في تحريك األحداث‬
‫ّ‬
‫بيا إلى النياية‪ ،‬عن طريق أفعاليا وأقواليا وتحركاتيا‪ ،‬فشخصيات ىذه القصة من‬
‫الحيوانات‪ ،‬وىم يمثمون الطبقة الحاكمة‪ ،‬وىي بذلك تنتمي إلى عالم مجيول من‬
‫اإلنسان‪ ،‬ولكنو مشوق عمى الدوام واالستمرار‪ ،‬يثير خيال القارئ‪،‬ويستشير عقمو‪ ،‬حيث‬
‫يجد القارئ نفسو مطالب بإرجاع كل شخصية من الحيوانات إلى ما يشابييا في عالم‬
‫البشر‪.‬‬
‫يخص المغة‪ ،‬فتتخمّميا بعض التعقيدات‪ ،‬لكن السمة الغالبة عمييا الوضوح ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫أما فيما‬
‫ّ‬
‫إن ىذا الكتاب يمجد الفضائل األساسية كالوفاء والشجاعة والوعظ‪ ،‬وغير ذلك‪،‬‬
‫ّ‬
‫ويدين الرذائل والشرور في شتى مظاىرىا‪.‬‬

‫القصة في الجدول اآلتي‪:‬‬


‫ّ‬ ‫ويمكن حوصمة مضامين ىذه‬
‫الفكرة الرئيسية‬ ‫الباب‬

‫‪ -‬الحكم بين المين والحزم‪.‬‬ ‫‪ -1‬باب وصف الممك الحازم‬

‫‪ -‬نصيحة الرعية لمممك واجبة فصالح‬ ‫‪ -2‬باب ما يجب عمى الرعية من‬
‫الممك من صالح حال الرعية‪.‬‬ ‫نصيحة الممك‪ ،‬و َّ‬
‫أن ذلك ينفع الناصح‬
‫كنفعو لممنصوح و َّ‬
‫أن أمر الممك والرعية‬
‫أن‬
‫متعمق بعضو ببعض وفيو داللة عمى ّ‬
‫نصحو لمممك نصحو لنفسو‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫الغواص‬
‫معايير أدب األطفال في قصة األسد و ّ‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬إصرار الغواص عمى التقرب من‬ ‫‪ -3‬باب فيما يحتاج إليو ذو الفضل‬
‫الممك لنصيحتو‪ ،‬وتحذير صديق الغواص‬ ‫من المداراة ألصحاب المموك‪.‬‬
‫لألخير من حاشية الممك وخطورتيا‪.‬‬
‫‪-‬تفكير الغواص بطريقة لنصح الممك‬ ‫‪ -4‬باب مضرة التبرع بالنصائح و‬
‫كيف يتمطف المرء في إيرادىا مع السالمة دون تبعات وتقبل الممك لنصيحة الغواص‬
‫وضمو لحاشيتو‪.‬‬ ‫من التبعة فييا‪.‬‬
‫‪ -‬الرأي ال يصمح إالَّ باالشتراك فعمى‬ ‫‪ -5‬باب انتفاع الممك بذي الرأي‪ ،‬و‬
‫الممك االنتفاع بالحكماء ومشورتيم‪.‬‬ ‫فيو بيان عن أمر العالم الذي يعمم وال‬
‫يعمل بعممو‪.‬‬

‫‪-‬اختيار الغواص أحسن العبارات‬ ‫‪ -6‬باب التمطف في عرض النصائح‬


‫وأفضل وقت لنصيحة الممك‪ ،‬وذلك‬ ‫عمى المموك من وجو يأمن فيو من سوء‬
‫بالتمطف ولين القول‪.‬‬ ‫التأول عميو والخطأ الواقع فيو‪.‬‬
‫ُّ‬
‫‪ -‬نصح الغواص لمممك بالحيمة‬ ‫‪ -7‬باب انتفاع المموك بالحيمة والمكايد‬
‫لإلطاحة بالجاموس فعرف مصدر أموره‬ ‫والتمطف في عرضيا عمييم وىو داع‬
‫ومواردىا‪.‬‬ ‫لممموك أن ال يطرحوىا وبيان لوجو النفع‬
‫بيا‪.‬‬
‫‪ -‬طمب الممك لرأي صديقو الصدوق‬ ‫‪ -8‬مشاورة الصديق لصديقو وما في‬
‫ضر ونفع‪ ،‬وفيو أيضا دليل في أمور نفسو‪.‬‬
‫ذلك عميو من ُ‬
‫‪-‬استعمال الحيمة والمكيدة مباح عند‬ ‫عمى أن الحيمة والمكيدة غير محظورة إذا‬
‫الضرورة ِقصص الحب والحرب‪.‬‬ ‫أدت إلى صالح الجممة‪.‬‬
‫ّ‬

‫‪38‬‬
‫الغواص‬
‫معايير أدب األطفال في قصة األسد و ّ‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬عمى اإلنسان أن يصمي صالة‬ ‫‪ -9‬باب ما يجب عمى المرء في كل‬


‫االستخارة في كل عمل ُمقبِل عميو‪.‬‬ ‫عمل يعممو‪.‬‬

‫‪ -‬االنتفاع بعمم النجوم إلى جانب‬ ‫‪ -10‬باب االنتفاع بعمم النجوم مع‬
‫التوكل وكيف يجب استعماليا من حيث ال التوكل والحزم إذا كان استعمال ىذا العمم‬
‫يضر بالدين‪.‬‬
‫تضر بالدين وال تنقص من الحزم وىو داع ال ُ‬
‫لمعاقل أن ال َي ِ‬
‫طرح الحزم مع التوكل وال‬
‫يدع التوكل مع األخذ بالحزم و َّ‬
‫أن ىذا‬
‫محتاج إلى ىذا‪ ،‬وىذا محتاج إلى ىذا‪.‬‬
‫‪ -‬حذف الغواص وقدرتو عمى دقة‬ ‫‪ -11‬باب تمام الحيمة‪.‬‬
‫التصرف فأحال الو ِاقعة عن ظاىرىا ابتغاء‬
‫النيل من الجاموس‪.‬‬
‫‪ -‬استفسار الممك عن طريقة الغواص‬ ‫‪ -12‬باب كيف يكون تمام الرأي‪.‬‬
‫لموصول إلى المعرفة‪.‬‬
‫‪ُ -‬حسن تعيين الممك الكفاءات في‬ ‫‪ -13‬باب استعمال الممك ُك َّل واحد من‬
‫المناصب الالَّئِقة بيم‪.‬‬ ‫أصحابو في المكان الالّئق بو‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة التاريخ و أخبار المموك ِ‬
‫وسَير‬ ‫‪ -14‬باب منفعة ِ‬
‫العمم واألخبار لممموك‬
‫الفضالء منيم ضروري كي يأخذ من‬ ‫داع لممموك إلى التفتيش عن‬
‫وىذا الباب ِ‬
‫خبرتيم فاألمور أشباه بعضيا ببعض‪.‬‬ ‫ِسَير الفضالء منيم‪ ،‬وأن يتخذوا من ُيَن ِقب‬
‫عن محاسن ذلك ليم وي ِ‬
‫عرضو عمييم‪.‬‬ ‫َ‬

‫‪39‬‬
‫الغواص‬
‫معايير أدب األطفال في قصة األسد و ّ‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬إيقاع حاشية الممك بالغواص وطرده‬ ‫‪ -15‬باب حيل أصحاب المموك‬


‫فعاد الغواص إلى معتزلو نادماً لعدم أخذه‬ ‫بعضيم عمى بعض‪.‬‬
‫بنصيحة صديقو‪.‬‬

‫‪ -‬ظيور براءة الغواص ونجاتو من‬ ‫‪ -16‬باب حاجة أصحاب الممك إلى‬
‫الموت‪.‬‬ ‫بعض المقاربة والمطف فيإيراد النصيحة‪.‬‬

‫لخموتو لعبادة اهلل‪.‬‬


‫‪ -‬عودة الغواص ُ‬ ‫‪ -17‬باب في االستدال بالعقول عمى‬
‫المجازاة في المعاد‪.‬‬

‫ورفض‬
‫‪ -‬دعوة الممك الغواص لمعودة‪َ ،‬‬ ‫‪ -18‬باب في مضرة سوء العادة بالنفس‬
‫الغواص ِخشيةً عمى نفسو من سوء‬ ‫وانطباعو فييا‪.‬‬
‫الطباع‪.‬‬
‫‪ -‬بعد أن يئس الممك من صحبة‬ ‫‪ -19‬باب في أقسام السياسة‪.‬‬
‫الغواص معو طمب منو نصائحو لتسيير‬
‫الحكم والرعية‪.‬‬
‫ُ‬

‫عينة الد ارسة‬


‫يبين مضامين ّ‬
‫جدول ّ‬

‫* دراسة الجدول‪ :‬نالحظ من خالل ىذا الجدول‪ ،‬أن كل باب مختمف في أفكاره‬
‫عن اآلخر‪ ،‬لِما يحممو من فكرة أو نصيحة يستفيد منيا القارئ‪ ،‬فقد تعددت األفكار‪،‬‬
‫واختمفت األحداث في كل باب‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫الغواص‬
‫معايير أدب األطفال في قصة األسد و ّ‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫رغم تباين األحداث‪ ،‬يوجد انسجام في الموضوعات وىدفيا‪ ،‬ففي نياية كل باب‬
‫وكل قصة نخمص بحكمة في جانب من جوانب الحياة‪.‬‬
‫أما في حجم كل باب وجدنا اختالفا حسب ما تقتضيو أىمية القصة‪ ،‬ويظير ذلك‬
‫مثالً في الباب السابع "باب انتفاع المموك بالحيمة والمكائد والتمطف في عرضيا عمييم‪،‬‬
‫وىو داع لممموك‪ ،‬ال يطرحوىا‪ ،‬وبيان لوجو النفع بيا"‪ ،‬وقد كان ىذا الباب في ثالث‬
‫عشرة صفحة‪ ،‬ومن ىنا يظير التباين في حجم القصص بين جنبات ىذا الكتاب‪.‬‬
‫كما تباينت القصص حجماً تباينت في النيايات‪ ،‬فيناك النيايات السعيدة والحزينة‪،‬‬
‫ورغم اختالفيا فالنياية دائماً ما تكون حكمة لجانب من جوانب الحياة‪ ،‬وجاءت أغمبيا‬
‫عمى لسان الحيوان‪ ،‬ومع ذلك نالحظ وجود بعض الشخصيات اإلنسانية‪ ،‬فمثال يوجد‬
‫الغواص والتاجر‪.‬‬
‫الموام صديق ّ‬
‫ّ‬
‫نستنتج من كل ما سبق أن ىناك انسجام في مواضع واختالف في مواضع اخرى‪،‬‬
‫ىذا كمو كان سببا في بالغة وجمال ىذه القصة‪.‬‬

‫مدونة البحث‪:‬‬
‫مقومات أدب األطفال في ّ‬
‫‪ّ )2‬‬
‫‪ 1-2‬الفكرة‪:‬‬
‫"الفكرة ىي األساس الذي يقوم عميو البناء الفني لمقصة‪ ،‬والموضوع الذي تبنى عميو‬
‫‪1‬‬
‫القصة‪".‬‬
‫فالفكرة ىنا واحدة ومحددة وغير متناقضة‪ ،‬ذات ىدف واضح‪ ،‬مراعية ألغمب‬
‫مقومات القصة‪.‬‬

‫‪ -1‬عز الدين إسماعيل‪ ،‬األدب وفنونو دراسة ونقد‪ ،‬دار الفكر العربي دط‪ ،‬القاىرة‪2013 ،‬م‪ ،‬ص‪.109‬‬
‫‪41‬‬
‫الغواص‬
‫معايير أدب األطفال في قصة األسد و ّ‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫قد تناولت ىذه القصة عدة مواضيع‪ ،‬حيث سعت لتنمية معارف الطفل‪ ،‬في مختمف‬
‫جوانب الحياة‪ ،‬فنجدىا قد اىتمت بجوانب تربوية‪ ،‬التي تيدف إلى زرع الفضيمة والوفاء‬
‫واألخالق‪ ،‬وسعى ىذا الكتاب إلى تثبيت قيم ومبادئ‪ ،‬يجب أن ترسخ في ذىن الطفل‬
‫ليعمل بيا في المستقبل‪ ،‬فالقصة التي تناولناىا بالدراسة‪ ،‬مقسمة إلى تسعة عشر باباً‪،‬‬
‫متعددة القيم والمبادئ‪ ،‬مثل العدل والصدق والوفاء والسياسة واألخالق‪ ،‬وفي بعض‬
‫األحيان حيل بطابع فكاىي‪ ،‬فمثالً في باب "أقسام السياسة" وظفت الفكرة بطريقة‬
‫صريحة‪،‬تتمثل في مجموعة من النصائح قدميا الغواص لمممك قبل مفارقتو‪ ،‬أما في‬
‫باب "حيل أصحاب المموك بعضيم عمى بعض"‪ ،‬فقد وظفت الفكرة بطريقة ضمنية‪،‬‬
‫تتمثل في كيد خصوم الغواص واإلطاحة بو‪ ،‬وذلك بطريقة غير مباشرة‪ ،‬تتمثل في‬
‫نصائح قدمت لو‪.‬‬
‫‪ 2-2‬الحدث‪:‬‬
‫"ىو المحور األساسي الذي ترتبط بو باقي عناصر القصة‪ ،‬ارتباطاً وثيقاً‪ ،‬كارتباط‬
‫‪1‬‬
‫الخيوط معاً في نسج بشكل قطعة قماش‪".‬‬
‫فبالنظر الى مدونة الدراسة‪ ،‬يكمن دور الحدث في كونو العنصر االساسي لتسمسل‬
‫ووضوح الفكرة‪ ،‬فبِتتالي األحداث تتضح الفكرة اكثر فاكثر‪.‬‬
‫القصة‪ ،‬وقد ساىم في إبراز مالمح الشخصيات من‬
‫ّ‬ ‫أىم عنصر في‬
‫يعد الحدث ّ‬
‫ّ‬
‫خالل األدوار المسندة إلييا‪ ،‬فمن بين األحداث في قصتنا‪ :‬الحيمة التي نصبيا الغواص‬
‫لمجاموس من أجل قتمو‪ ،‬حيث "ذىب الغواص إلى الجاموس وأقنعو بأن ىناك قوم‬
‫ِّ‬
‫فصدق الجاموس الغواص فيجم عمييم لكنو انفمت منيم‪ ،‬فدخل في بركة‬ ‫يريدون قتمو‪،‬‬
‫ماء فييا وحل‪ ،‬وسقط دون حركة‪ ،‬وعندما بردت جراحو لم يستطع النيوض‪ ،‬فمضى‬

‫‪ -1‬عبد القادر أبو شريفة‪ ،‬حسين الفي قزق‪ ،‬مدخل إلى تحميل النص األدبي‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬ط ‪ ،4‬عمان ‪2008‬م‪،‬‬
‫ص‪.124‬‬
‫‪42‬‬
‫الغواص‬
‫معايير أدب األطفال في قصة األسد و ّ‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫بالغواص إلى األسد وقال لو‪ :‬قد أدركت بغيتك‪ ،‬وقتمت عدوك‪ ،‬إن أردت تعال لتأخذه‬
‫أو ابعث من يأتيك بو‪ ،‬فبعث الممك جنوداً مع الغواص فقطعوا الجاموس‪ ،‬وجروه إلى‬
‫‪1‬‬
‫األسد فأكل منو وفرق عمى أصحابو"‪.‬‬
‫في خالصة القول يعتبر ىذا الحدث من بين أىم األحداث في القصة‪.‬‬
‫‪ 1-2-2‬الحبكة‪:‬‬
‫"الحبكة ىي المجرى الذي تندفع فيو الشخصيات والحوادث‪ ،‬حتى تبمغ القصة‬
‫‪2‬‬
‫نيايتيا‪ ،‬وتكوين الفكرة وتسمسميا تسمسالً طبيعياً ومنطقياً‪".‬‬
‫أ) االستهالل‪:‬‬
‫ىو تمييد قصير لألحداث‪ ،‬ومدخل يشترط فيو جذب انتباه القارئ‪ ،‬وعدم اإلسراف‬
‫فيو‪ ،‬ويتمثل االستيالل في قصتنا "األسد و الغواص" أن ىناك ممك كان أسداً حسن‬
‫الطريقة في مممكتو‪ ،‬محموداً في رعيتو‪ ،‬يحبيم محبة الوالد ويعاقبيم كما يضرب الوالد‬
‫ولده‪،‬إذا رأى في ذلك مصمحتو‪ ،‬وكان لديو مستشار اسمو الغواص‪ ،‬وىو ثعمب زاىد‬
‫حكيم‪ ،‬واليد اليمنى لمممك ومساعده في كل أمور الدولة‪ ،‬وكان األسد يثق فيو ثقة‬
‫عمياء ويستشيره في كل شيء‪.‬‬

‫ب) العقدة (لحظة التأزم)‪:‬‬


‫"ىي مشكمة تبرز في مجرى القصة‪ ،‬وتحتاج إلى حل‪ ،‬وبحسن سبكيا يثير القاص‬
‫‪3‬‬
‫رغبة القراء في تتبعيا‪ ،‬والتفكير في حمول مناسبة ليا‪".‬‬

‫الغواص‪ ،‬مجيول المؤلف‪ ،‬ص ‪.107‬‬


‫‪ -1‬اعتناء رضوان السيد‪ ،‬األسد و ّ‬
‫‪ -2‬عبد الحميد جودة السحار‪ ،‬القصة من خالل تجاربي الذاتية‪ ،‬دار مصر لمطباعة‪ ،‬دط‪ ،‬مصر‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬ص‪.35‬‬
‫‪ ، 86‬ج ‪،2‬‬ ‫‪ -3‬أحمد صوان‪ ،‬التراث الحكائي في قصص األطفال المعاصرة‪ ،‬مجمة مجمع المغة العربية‪ ،‬مجمد‬
‫ص‪.511‬‬
‫‪43‬‬
‫الغواص‬
‫معايير أدب األطفال في قصة األسد و ّ‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫فيي تعتبر أكثر عنصر مشوق في القصة‪ ،‬التي تثير فضول القارئ‪ ،‬مما يدفعو إلى‬
‫إكمال األحداث إلى النياية‪.‬‬
‫بدأت العقدة عندما "دخل الشك في نفس الممك‪ ،‬بخصوص الغواص‪ ،‬وذلك بسبب‬
‫المكيدة التي ُنصبت لمغواص‪ ،‬فصار ال يخبره بأس ارره‪ ،‬أحس الغواص بتغيير الممك‬
‫واعتبر ذلك من شدة ثقتو بو‪ ،‬ولما رأى خصوم الغواص‪ ،‬شك الممك‪ ،‬زادت قوتيم‬
‫وثقتيم في أنفسيم‪ ،‬وازدادوا كيداً عميو‪ ،‬حتى زاد شك الممك في الغواص‪ ،‬لكن الممك‬
‫احتار ماذا يفعل ألنو يعرف أخالق الغواص وذكاءه ودينو‪ ،‬فاحتار في أمرين إما يقتمو‬
‫فيكون قد قابل اإلحسان باإلساءة‪ ،‬أو يعفو عنو فيأتي غيره بكبيرة أكثر منيا‪.‬‬
‫قرر الممك سجنو‪ ،‬ثم جاء خصوم الغواص إلى الممك‪ ،‬وأخبروه عن الغواص وعن‬
‫أخطاءه‪ ،‬وكل ىميم أن يثق الممك بكالميم‪ ،‬فقالوا لو أن لمغواص ماالً ُمخبأ عند‬
‫التاجر‪ ،‬فقبض الممك التاجر وأجبره عمى االعتراف‪ ،‬لكن التاجر انكر حتى ضربو‬
‫الممك فاعترف لو بالمال المدفون في الدكان‪ ،‬وعميو اسم الغواص‪ ،‬عمماً أن المال‬
‫سوء‪،‬ويتدرج التأزم حتى‬
‫المدفون وضعو خصوم الغواص ليكيدوا عميو‪ ،‬ثم تزداد األمور ً‬
‫ال يشعر القارئ بالممل‪ ،‬ومن شدة صدمة الممك امتنع عن األكل والشرب‪ ،‬لكنو لم‬
‫يتسرع في الحكم عمى الغواص‪ ،‬حتى يحيط باألمور من كل جوانبيا‪ ،‬فسجن الممك مع‬
‫‪1‬‬
‫الغواص سجينين لكي يعرف الحقيقة"‪.‬‬
‫العقدة وفيت حقيا الفني‪ ،‬حيث عقدت شيئاً فشيئاً حتى وصمت ذروتيا‪.‬‬

‫الغواص‪ ،‬مجيول المؤلف‪ ،‬ص ‪.146-129‬‬


‫‪ -1‬اعتناء رضوان السيد‪ ،‬األسد و ّ‬
‫‪44‬‬
‫الغواص‬
‫معايير أدب األطفال في قصة األسد و ّ‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ج) النهاية (لحظة االنفراج)‪:‬‬


‫ىي لحظة االنفراج‪ ،‬وفييا تُفتح العقد ويأتي الحل‪ ،‬فإما أن تكون النياية سارة‬
‫فتنجمي كل العراقيل‪ ،‬إما أن تكون مأساوية‪ ،‬حيث تتمثل النياية في "إخراج‬
‫المساجين‪،‬وسأليم الممك عن الحديث الذي دار بينيم وبين الغواص‪ ،‬فسأل كل واحد‬
‫عمى حدا وكانت إجابتيما متشابية‪ ،‬أحس الممك بصدقيما‪ ،‬وصرفيما بعد ذلك‪ ،‬أخذ‬
‫ويفتش إذا كان ما فعمو الغواص صحيحاً‪ ،‬أو مجرد‬
‫األسد يفكر بالكالم الذي قيل لو ُ‬
‫مكيدة عميو‪ ،‬حتى جاء التاجر لمممك واعترف لو بأنيا مكيدة‪ ،‬نصبيا أصحاب الغواص‬

‫الذين يكرىونو‪ ،‬وىذه النياية لم تستغرق مساحة طويمة في القصة‪ ،‬وقد أعقبت أحداثاً‬
‫سابقة‪ ،‬فما كان يشد المتمقي بات معروفاً‪ ،‬وليس من الطبيعي أن ُيطيل في‬
‫التفصيالت‪ ،‬خصوصاً بعدما صار التوتر خفيفاً واليدف واضحاً‪.‬‬
‫في األخير فطن الممك وأمر بقتميم‪ ،‬واعتذر من الغواص بكل حياء وخجل‪ ،‬فطمب منو‬
‫أن يعود لمعمل معو‪ ،‬ووعده أن ال يشك فيو مرة أخرى‪ ،‬فرفض الغواص ذلك‪ ،‬ألنو‬
‫اتيمو تيمة باطمة‪ ،‬ولما يئس األسد من صحبة الغواص قال لو انصحني‪ :‬فنصحو‬
‫الغواص بأمور لصالح الدولة‪ ،‬وبعدىا تفرد الغواص بنفسو لعبادة اهلل‪ ،‬وانقطع إلى بيت‬
‫من بيوت اهلل في بعض الجبال‪ ،‬وكان الممك يزوره من وقت إلى آخر حتى فرق الدىر‬
‫‪1‬‬
‫بينيما"‪.‬‬

‫الغواص‪ ،‬مجيول المؤلف‪ ،‬ص ‪.205-182‬‬


‫‪ -1‬اعتناء رضوان السيد‪ ،‬األسد و ّ‬
‫‪45‬‬
‫الغواص‬
‫معايير أدب األطفال في قصة األسد و ّ‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ 3-2‬الشخصيات‪:‬‬

‫"المقصود بالشخصية ال يقتصر عمى البشر فقط‪ ،‬و إنما يتعداه ليشمل كل ما يؤدي‬
‫‪1‬‬
‫فعالً‪ ،‬أو يمارس تأثي اًر‪ ،‬أو يتمتع بحضور قوى تتجاوز أصداؤه حدود حجمو‪".‬‬

‫ال يخمو أي عمل سردي من عنصر الشخصية ‪ ،‬التي تعد ركيزة ىامة ال نستطيع‬
‫تجاوزىا واالستغناء عنيا ‪ ،‬ولطالما أولى ال ُكتاب والقصاصون بيذا العنصر اىتماما‬
‫وعناية كبيرين ‪،‬فالشخصية البطمة في قصة الطفل ‪ ،‬عنصر رئيسي ‪ ،‬ألنيا تمثل قدوتو‬
‫وتجسد طموحاتو‪.‬‬
‫تعددت الشخصيات في ىذه القصة‪،‬وىي شخصيات عمى لسان الحيوان‪ ،‬وقد وظفت‬
‫ىذه الشخصيات توظيفاً واضحاً ومقنعاً‪ ،‬إذ ال خالف بين صفاتيا في القصة وما ىو‬
‫معروف عنيا في الواقع‪ ،‬وفي خبرة الطفل‪ ،‬وقسمت ىذه الشخصيات إلى قسمين‪:‬‬
‫تميز بالعدل‬
‫أما األسد فيو الممك‪ّ ،‬‬
‫شخصيتان رئيسيتان؛ وىما األسد والثعمب‪ّ ،‬‬
‫التصرف‪ ،‬وىذا ما جعمو محبوباً عند رعيتو‪ ،‬والشخصية الثانية وىي الثعمب‬
‫ّ‬ ‫وحسن‬
‫أىم صفاتو الوفاء واإلخالص‬
‫بالغواص‪ ،‬وىو مستشار الممك‪ ،‬ومن ّ‬
‫كنى ّ‬ ‫الم ّ‬
‫(ابن آوى) ُ‬
‫ىمو الوحيد مصمحة المممكة‪.‬‬ ‫في عممو‪ّ ،‬‬
‫أما الشخصيات الثانوية فيي‪ :‬المَّوام وىو صديق الغواص‪ ،‬الذي كان برفقتو أثناء‬
‫ّ‬
‫دخولو لمسجن‪ ،‬والذي نصحو بعدم التعاون مع السمطة‪ ،‬ونجد أيضاً التاجر وخصوم‬
‫الغواص الذي نصبو مكيدة لو‪.‬‬

‫‪ -1‬فؤاد قنديل‪ ،‬فن كتابة القصة‪ ،‬الييئة العامة لقصور الثقافة‪ ،‬دط‪ ،‬يونيو ‪2002‬م‪ ،‬ص ‪.205-204‬‬
‫‪46‬‬
‫الغواص‬
‫معايير أدب األطفال في قصة األسد و ّ‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫قُدمت الشخصيات في سياق الحدث‪ ،‬ولم يط أر عمييا أي تغيير في مواقفيا‪ ،‬فبقيت‬


‫عمى طابع واحد‪ ،‬في سموكيا وتأثيرىا فيما حوليا‪ ،‬و كانت غير متناقضة في تصرفاتيا‬
‫وأقواليا‪ ،‬وىذا يجعميا واضحة غير معقدة‪ ،‬ولذلك لن يجد الطفل مشقة في فيميا‪.‬‬

‫‪ 4-2‬المّغة واألسموب‪:‬‬
‫"المقصود بالمغة في القصة األلفاظ التي يستخدميا الكاتب‪ ،‬وىي أحد األركان‬
‫األساسية في القصة‪ ،‬وبما أن المغة وسيمة لعمميات عقمية مختمفة‪ ،‬كالتفكير والتخييل‬
‫والتذكر‪ ،‬لذلك فإن المغة التي تكتب بيا القصة تساعد األطفال‪ ،‬عمى تنمية قدراتيم‬
‫العقمية‪ ،‬إلى جانب إنماء ثروتيم المغوية‪.‬‬
‫اء‬
‫ثم إن أسموب كتابة القصة لو شأن في إيصال ما يريده الكاتب إلى الطفل‪ ،‬سو ً‬
‫أكان ذلك فكرة‪ ،‬أم قيمة‪ ،‬أم حتى حقيقة عممية ومعرفية عمى أن يتناسب ىذا األسموب‬
‫‪1‬‬
‫ومستوى الطفل المغوي من جية‪ ،‬وطبيعة الموضوع المطروح من جية أخرى"‪.‬‬
‫يمكن لمطفل أن يفيم لغة أعمى من لغتو‪ ،‬وأسموباً أرقى من أسموبو بقميل‪ ،‬ولعمو من‬
‫ويقوى أسموبو‪،‬‬
‫األفضل إضافة ألفاظ جديدة في كل قصة يقرأىا‪ ،‬وبيذا تتطور لغتو‪َ ،‬‬
‫فالقصة التي تناوليا بالدراسة‪ ،‬الحظنا فييا بعض التعقيدات‪ ،‬ألنيا تحتوي عمى مفردات‬
‫صعبة مثل‪" :‬قد ساساىم"‪ُ " ،‬ج ِم َع الحزم"‪" ،‬تغرب في َغ ْيضة"‪ ،‬ىذه المفردات تحتاج إلى‬
‫شرح وتوضيح‪ ،‬إلزالة الغموض والغرابة عنيا‪ ،‬وذلك بذكر معناىا بين قوسين بعد‬
‫ُورودىا مباشرة‪.‬‬
‫عمى العموم فالسمة الغالبة عمى القصة الوضوح‪ ،‬فقد استخدم الكاتب فييا لغة‬
‫مشوقة تكاد تخمو من الممل‪ ،‬نتيجة استخدامو أسموب الحوار‪ ،‬حيث ال تمل إذا قرأت‬
‫ّ‬

‫‪ -1‬أمل حمدي دكاك‪ ،‬القصة في مجاالت األطفال و دورىا في تنشئة األطفال اجتماعياً‪ ،‬منشورات الييئة العامة‬
‫السورية لمكتاب‪ ،‬دط‪ ،‬دمشق ‪2012،‬م ص ‪.58-57‬‬
‫‪47‬‬
‫الغواص‬
‫معايير أدب األطفال في قصة األسد و ّ‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫القصة من البداية إلى النياية‪ ،‬باإلضافة إلى َّ‬


‫أن تراكيب القصة سميمة وواضحة ال‬
‫تعسر عمى الطفل‪ ،‬وىذا ما يثير حواس الطفل المتمقي‪ ،‬ويندمج مع القصة‪.‬‬

‫‪ 1-4-2‬الحوار‪:‬‬
‫"الحوار جزء ىام من األسموب التعبيري في القصة‪ ،‬فكثي ار ما يكون الحوار السمس‬
‫المتقن مصد اًر من أىم مصادر المتعة في القصة‪ ،‬وبواسطتو تتصل شخصيات القصة‬
‫‪1‬‬
‫بعضيا بالبعض اآلخر اتصاالً صريحاً مباش اًر‪".‬‬
‫ردات‬
‫الحوار يسمح لمقارئ أن يسبح بخيالو‪ ،‬فيتخيل الشخصيات وأصواتيا‪ ،‬و ّ‬
‫فعميا وحتى تعابير وجييا‪ ،‬فالحوار يجعل الشخصيات قريبة ومتفاعمة مع القارئ‪.‬‬
‫الغواص‪ ،‬استخدم الكاتب أسموب الحوار بشكل كبير‪ ،‬لكي ال‬
‫ففي قصة األسد و ّ‬
‫الغواص‬
‫يحس القارئ بالممل أثناء قراءتو لمقصة‪ ،‬ومثال ذلك‪ :‬جرى حوار بين الممك و ّ‬
‫حيث سألو‪:‬‬
‫"قال‪َ :‬فمِ َم‬
‫ُس َميت غواصاُ ؟‬
‫قال‪ :‬لِغوصي عمى المعاني الدقيقة‪ ،‬واستخراج أسرار العموم الخفية‪.‬‬
‫قال لو األسد‪ :‬فاألسماء كميا تجري في ىذا المجرى؟‬
‫قال‪ :‬ال !أييا الممك ! َّ‬
‫إن األسماء وان كانت تُراد لمتعريف والتمييز‪ ،‬فإنيا تقال عمى‬
‫‪2‬‬
‫وجيين‪ ،‬اسم يدل عمى معنى في المسمى‪ ،‬واآلخر اسم ال يدل عمى معنى فيو‪".‬‬
‫فالكاتب لم يستغني عن الحوار في القصة‪ ،‬وذلك ليترك لمشخصيات تمثيل الحوادث‬
‫بحرية وطالقة‪ ،‬ويترك الشخصية تتكمم وثبت عواطفيا وأحاسيسيا‪ ،‬بطريقة عفوية دون‬
‫صنعة وتكمف‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد يوسف نجم‪ ،‬فن القصة‪ ،‬دار بيروت لمطباعة و النشر‪ ،‬دط‪ ،‬بيروت ‪ ،1955‬ص ‪.112‬‬
‫‪ -2‬إعتناء رضوان السيد‪ ،‬األسد والغواص‪ ،‬مجيول المؤلف‪ ،‬ص‪.77‬‬
‫‪48‬‬
‫الغواص‬
‫معايير أدب األطفال في قصة األسد و ّ‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ 2-4-2‬الوصف‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫ىو أسموب إنشائي‪ ،‬يتناول ذكر األشياء في مظيرىا الحسي‪ ،‬ويقدميا لمعين‪.‬‬
‫تتمثل وظيفة الوصف في تصوير األشياء المراد التعبير عنيا‪ ،‬لتقريب حالة وشكل‬
‫الموصوف بالنسبة لمقارئ وتقيميو‪ ،‬حيث أن وصف حالة معينة ُيسيل عميك تقديم‬
‫صورة دقيقة لممتمقي‪ ،‬بطريقة أسيل من أن تعطي لو معمومة‪ ،‬ففي ىذه القصة وظف‬
‫الكاتب الوصف بشكل واضح‪ ،‬حيث وصف لنا الشخصيات الرئيسية وصفاً دقيقاً وىما‪:‬‬
‫الغواص‪ ،‬حيث وصف األسد بأنو ممك الوحوش‪ ،‬كان حسن الطريقة في‬
‫الممك و ّ‬
‫مممكتو‪ ،‬محبوباً عند رعيتو‪،‬ىمو الوحيد مصمحتيم وراحتيم‪ ،‬كان يتعامل معيم مثل‬
‫تعامل الوالد مع ولده‪ ،‬كما وصف الغواص بأنو زاىد حكيم‪ ،‬ومستشار الممك‪ ،‬ولو‬
‫تميزه‪ ،‬مثل الوفاء وحسن التعامل‪ ،‬ومنو يمكننا القول أن لموصف أىمية‬
‫صفات أخالقية ّ‬
‫في القصة‪ ،‬ال يمكن االستغناء عنو أو التقميل من أىميتو‪ ،‬فمن دونو تبقى األحداث‬
‫والشخصيات وغيرىا غامضة ومبيمة‪ ،‬لذلك البد منو في القصة‪ ،‬ألنو يشغل مساحة‬
‫ميمة جداً فييا‪.‬‬
‫‪ 5-2‬البيئة القصصية‪:‬‬
‫"يعد عنصر البيئة ركناً أساساً في القصة‪ ،‬فيو الحيز الطبيعي الذي يقع الحدث‬
‫فيو‪ ،‬وتتحرك الشخصيات في مجالو‪ ،‬ولذلك فإن صفاتو تختمف من نوع قصصي‬
‫‪2‬‬
‫آلخر‪ ،‬من حيث االتساع والضيق‪ ،‬وذلك بحسب طاقة كل جنس وقدراتو الفنية‪".‬‬
‫ويعتبر الزمان والمكان عنصرين ي ِ‬
‫أطران بيئة القصة‪ ،‬ويساعدان عمى سيرورة‬ ‫ُ‬
‫األحداث فييا‪ ،‬فمكل قصة زمان ومكان تتجسد فييما األحداث‪ ،‬فالمكان ىو الساحة‬

‫‪ -1‬سي از قاسم‪ ،‬بناء الرواية‪ ،‬ميرجان القراءة لمجميع ‪ ،‬مكتبة األسرة‪ ،‬دط‪2004،‬م‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪ -2‬بيون عمي سعيد‪ ،‬مجالت األطفال ودورىا في التنشئة الثقافية‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬إشراف أحمد منور‪ ،‬جامعة‬
‫تمت مناقشتيا في ‪ 05‬أكتوبر ‪2015‬م‪ ،‬ص‪.248‬‬
‫الجزائر ‪ّ ،2‬‬
‫‪49‬‬
‫الغواص‬
‫معايير أدب األطفال في قصة األسد و ّ‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫التي تجرى فييا األحداث‪ ،‬أما الزمان فيو وقت حدوثيا‪ ،‬فقد جرت أطوار القصة في‬
‫الغابة‪ ،‬إضافة إلى أماكن أخرى مثل السجن‪ ،‬الدكان‪ ،‬والبِركة التي وقع فييا الجاموس‪،‬‬
‫أما الزمان فكانت اإلشارة إليو قميمة كقولو‪ :‬ذات يوم‪ ،‬ساعتو‪ ،‬كل يوم‪ ،‬في الميل‪،‬‬
‫وعموماً قد راعى الكاتب سرد ىذه األحداث في وقتيا‪.‬‬
‫خالصة القول أنو كمما كانت القصة ذات بيئة محددة‪ ،‬وكمما اتضح فييا الزمان‬
‫والمكان كمما كانت ُمقنعة لألطفال‪.‬‬
‫‪ )3‬الخيال في قصة األسد والغواص‪:‬‬
‫‪ 1-3‬تعريف الخيال‪:‬‬
‫"ىو عممية عقمية‪ ،‬تستعين بالتذكر في استرجاع الصور العقمية المختمفة‪ ،‬ثم تمضي‬
‫بعد ذلك لتؤلف منيا تنظيمات جديدة‪ ،‬تربط الفرد بماضيو‪ ،‬وتمتد بو إلى حاضره‬
‫ومستقبمو‪ ،‬فتبني من ذلك كمو دعائم قوية لإلبداع الفني‪ ،‬واالبتكار العقمي‪ ،‬والتكييف‬
‫السوي لمبيئة‪ ،‬وكل مشروع وكل مظير من مظاىر حياتنا القائمة‪ ،‬كان فكرة وخياال في‬
‫‪1‬‬
‫أذىان الناس قبل أن يصبح حقيقة واقعة‪".‬‬
‫لمخيال أىمية كبيرة في تنمية إبداعات الطفل‪ ،‬وقدراتو العقمية‪ ،‬وىو الذي يقف وراء‬
‫إبداعاتو الذاتية في أي عمل أو فن‪ ،‬يريد أن يظيره بصورة أحسن‪.‬‬
‫‪ 2-3‬الخيال في أدب األطفال‪:‬‬
‫ِّ‬
‫ومجددا لمنشاط العقمي والفكري‪ ،‬ومحققاً‬ ‫إذا كان الخيال روح الفنون والعموم واآلداب‪،‬‬
‫لمتوازن النفسي في شخصية اإلنسان‪ ،‬كاتباً وأديباً ومفك اًر‪ ،‬فيو عند الطفل‪ ،‬انطالقة في‬
‫رحاب األجواء الحرة‪ ،‬تبعث االرتياح واألمل‪ ،‬وتثير المتعة والسعادة في النفس‪ ،‬فتربية‬

‫‪ -1‬فؤاد البيي السيد‪ ،‬األسس النفسية لمنمو‪،‬دار الفكر العربي‪ ،‬ط‪ ،1956 ،1‬ص ‪.142‬‬
‫‪50‬‬
‫الغواص‬
‫معايير أدب األطفال في قصة األسد و ّ‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الخيال عند األطفال تَُن ِمي مياراتيم الفنية والعممية‪ ،‬وتجعميم ذوي إبداع ذاتي‪ ،‬وتفكير‬
‫خالَّق‪.‬‬
‫يقول الباحثون إن العباقرة والمخترعين‪ ،‬كانوا في طفولتيم ذوي خياالت خصبة‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫وتصور ّبناء‪،‬ساعدتيم عمى ارتياد أوسع العوالم‪ ،‬وىم مازالوا صغا اًر‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫وتَفَتُح ذىني‪،‬‬

‫‪ 3-3‬الخيال وعالقته بأدب األطفال‪:‬‬


‫"الخيال مكون أساسي من مكونات اإلبداع‪ ،‬وىو أمر ميم لمطفل‪ ،‬والسعي الجاد‬
‫نحو تنمية خيالو‪ ،‬ويعد ضرورة ممحة نظ اًر لما لو من دور في إحداث التقدم و التطور‪،‬‬
‫الذي تنشده المجتمعات‪.‬‬
‫لقد رافق الخيال اإلنسان منذ أن وجد عمى سطح األرض‪ ،‬فيو رياضة ذىنية فطرية‪،‬‬
‫غرسيا المولى عز وجل في نفس كل طفل‪ ،‬ليستطيع من خالليا أن يتكيف مع العالم‬
‫‪2‬‬
‫من حولو"‪.‬‬
‫فالقصة التي تناولناىا بالدراسة ىي قصة خيالية‪ ،‬ألنيا قصة عمى لسان الحيوان‪،‬‬
‫باعتبار أن قصص الحيوان يكون فييا الحيوان ىو الشخصية الرئيسية‪ ،‬مثل القصة‬
‫التي حممناىا الشخصية الرئيسية فييا تتمثل في األسد‪ ،‬وىو مالك الغابة‪ ،‬وقد جبل‬
‫األطفال عمى حب الحيوانات‪ ،‬واندىاشيم بيا‪ ،‬ورغبتيم في التعرف عمى عالميا‪ ،‬وىذا‬
‫ما يسيل استثمار ىذه الغريزة بصياغة قصص عمى لسان الحيوانات المختمفة‪ ،‬التي‬
‫تشبع رغباتيم‪ ،‬وتُنمي القيم اإليجابية في نفوسيم‪.‬‬

‫‪.76‬‬ ‫‪ -1‬يوسف مارون‪ ،‬أدب األطفال بين النظرية والتطبيق‪ ،‬المؤسسة الحديثة لمكتاب‪ ،‬ط‪2011 ،1‬م‪ ،‬لبنان‪ ،‬ص‬
‫‪ -2‬انظر سمير عبد الوىاب أحمد أدب األطفال قراءات نظرية ونماذج تطبيقية‪ ،‬دار المسيرة‪ ،‬ط ‪2006 ،1‬م‪-‬ط‪،2‬‬
‫‪2009‬م‪ ،‬عمان األردن‪ ،‬ص ‪.302‬‬

‫‪51‬‬
‫الغواص‬
‫معايير أدب األطفال في قصة األسد و ّ‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫لمحيوانات خصائص خاصة‪ ،‬ولغات مشتركة‪ ،‬لكن في الواقع شخصية األسد‬


‫والغواص شخصيات حيوانية ال يمكنيا الكالم‪ ،‬وىنا يكمن دور الخيال في قصتنا كونو‬
‫جعميا تتحدث بمغة البشر‪ ،‬وفي وصف بعض األحداث التفصيمية في قصتنا‪ ،‬تعددت‬
‫األحداث بشكل كبير حيث جعمت الطفل‪ ،‬يمجأ إلى الخيال ليرسم تفاصيل ونياية ليذه‬
‫األحداث‪ ،‬وعمى سبيل المثال الحادثة التي جرت لمجاموس‪ ،‬أثناء تعرضو لميجوم‬
‫وطريقة سقوطو في البركة‪ ،‬كل ىذه األحداث تدفع الطفل إلى تخيل شكل الجاموس‪،‬‬
‫وشكل البركة التي سقط فييا وكيف كانت نيايتو‪.‬‬
‫نستخمص من ذلك أن تنمية خيال الطفل‪ ،‬ىو أمر من األمور الميمة والضرورية‬
‫لتنمية اإلبداع لديو‪ ،‬ومن ثم فإن القصص بما تؤديو من وظائف مختمفة‪ ،‬يمكن أن‬
‫تؤدي إلى نمو خيال الطفل‪ ،‬الذي يعد الدرجة األولى عمى سمم اإلبداع‪.‬‬

‫الخالصة‪:‬‬
‫الغواص رغم قدميا‪ ،‬إال أنيا حوت مالمح فنية‬
‫نخمص مما سبق‪ ،‬أن قصة األسد و ّ‬
‫لمنص الموجو لألطفال خصوصا ما تعمق بالتبسيط والتناسب‪ ،‬مما يمكن أن نعتبرىا‬
‫من بوادر تشكل الفن القصصي الطفولي‪ ،‬في األدب العربي القديم‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫خاتمة‪:‬‬

‫في ختام دراستنا لمالمح أدب األطفال في التراث العربي القديم‪ ،‬ومن خالل تحميمنا‬
‫عينة لمدراسة‪ ،‬أمكننا استخالص النتائج والمالحظات اآلتية‪:‬‬
‫الغواص" ّ‬
‫لقصة "األسد و ّ‬

‫بي القديم‪ ،‬من خالل ما حوتو‬


‫‪ -‬ألدب األطفال مالمح واضحة وعميقة في تراثنا العر ّ‬
‫فنية تتناسب ومراحل الطفولة‬‫مقومات ّ‬
‫بعض النصوص األدبية القديمة من ّ‬
‫وخصائصيا‪ ،‬من فكرة مناسبة‪ ،‬وحدث بسيط‪ ،‬وشخصيات يتفاعل معيا األطفال‪ ،‬ولغة‬
‫وأسموب واضحين‪ ،‬اشتمال عمى تنويع بين حوار‪ ،‬وسرد‪.‬‬

‫النص‬
‫ّ‬ ‫مقومات‬
‫تبين لنا ّأنيا استوفت أبرز ّ‬
‫الغواص ّ‬
‫لقصة األسد و ّ‬
‫‪ -‬من خالل تحميمنا ّ‬
‫الموجو لألطفال و ىي ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫األدبي‬

‫‪-‬الفكرة‪ :‬من الفكرة تبدأ القصة ‪،‬وقد تعددت األفكار في ىذه القصة‪ ،‬حيث شممت‬
‫جوانب عدة من الحياة لتوسيع مدارك الطفل‪ ،‬وزرع مختمف القيم فيو‪.‬‬

‫‪-‬الحدث‪ :‬بعد الفكرة يكون الحدث‪ ،‬فالقصة عبارة عن مجموعة احداث تتعقد ثم تنفرج ‪،‬‬
‫الغواص‪ ،‬ففي نياية كل قصة نخرج بحكمة‪.‬‬
‫وىذا ما ظير مع مغامرات األسد و ّ‬

‫‪-‬الشخصيات ‪ :‬لجأ إلييا المؤلف باعتبارىا داللة رمزية ‪ ،‬تيدف إلى رسم نماذج يمكن‬
‫االحتذاء بيا‪ ،‬وتقميد أفعاليا‪ ،‬ونقل قيميا ومبادئيا السميمة لمطفل ‪.‬‬

‫‪-‬المغة واألسموب‪ :‬تم االىتمام بالمغة واألسموب في ىذه القصة اىتماما خاصا‪ ،‬فيي‬
‫التي تحقق التواصل بين المبدع والقارئ الصغير‪ ،‬فاألسموب سمس وممتع ويصل‬
‫بسيولة لمطفل‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫وقوتو وجمالو‪.‬‬
‫‪ -‬تكمن خصائص أدب األطفال في وضوح األسموب ّ‬

‫الفنية‪.‬‬
‫‪ -‬توفّر الخفّة في أسموب أدب األطفال‪ ،‬وىذا كمّو بفضل وجود المقومات ّ‬

‫‪-‬الزمان والمكان ‪ :‬المكان ال يخرج عن نطاق الطبيعة ‪،‬و ىذا تماشيا مع شخصيات‬
‫القصة‪ ،‬بينما الزمان يكاد يكون منعدما و غير محدد ‪،‬ألن الفئة التي وجيت ليا القصة‬
‫تكون لم تستوعب معنى لزمن بعد ‪.‬‬

‫‪ -‬أدب األطفال ىو نوع من أنواع األدب‪ ،‬يعتبر وسيطاً تربوياً يتيح الفرصة أمام‬
‫وتقبل‬
‫األطفال لمعرفة اإلجابات عن أسئمتيم‪ ،‬ومحاوالت االكتشاف واستخدام الخيال ّ‬
‫الخبرات الجديدة‪.‬‬

‫ألن الخيال سمة إنسانية‪ ،‬كما أنو نتاج‬


‫‪ -‬إن ظيور الخيال متزامن مع طيور اإلنسان‪ّ ،‬‬
‫الواقع المؤثر في نفس اإلنسان‪.‬‬

‫‪ -‬الخيال بنية ىامة في أدب األطفال‪ ،‬حيث أسيم في إحداث تطور من خالل حركتو‬
‫داخل النصوص‪.‬‬

‫في األخير أممنا أن تفتح ىذه الدراسة آفاقا مستقبمية لمزيد التنقيب عن مالمح أدب‬
‫األطفال في تراثنا العربي القديم‪ ،‬كونو يزخر بنفائس فنية مشوقة‪ ،‬كثي ار ما أثارت وجدان‬
‫الطفولة قديما وحديثا‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‪:‬‬
‫‪ -1‬القرآن الكريم رواية ورش‬

‫‪ -2‬الحديث النبوي الشريف‬

‫أوال‪ :‬قائمةالمصادر‬

‫الغواص‪ ،‬مركز ابن األزرق‬


‫‪ -1‬مجيول المؤلف‪ ،‬اعتناء رضوان السيد‪ ،‬األسد و ّ‬
‫لدراسات التراث السياسي‪ ،‬ط‪ ،3‬بيروت‪ ،‬لبنان ‪2012‬م‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬قائمةالمراجع‬

‫ط ‪،4‬‬ ‫‪ -1‬أحمد بن محمد بن عبد ربو األندلسي‪ ،‬العقد الفريد‪ ،‬دار الكتب العممية‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬لبنان ‪2013 ،‬م‪.‬‬

‫سنة‬ ‫‪ -2‬أحمد نجيب‪ ،‬أدب األطفال‪ ،‬عمم وفن‪ ،‬دار الفكر العربي دط‪ ،‬القاىرة‪،‬‬
‫‪1991‬م‪.‬‬

‫‪-3‬أحمد نجيب‪ ،‬فن الكتابة لألطفال‪ ،‬دار اق أر‪ ،‬ط‪ ،3‬بيروت لبنان‪1986 ،‬م‪.‬‬

‫‪-4‬أمل حمدي دكاك‪ ،‬القصة في مجاالت األطفال ودورىا في تنشئة األطفال‬


‫اجتماعياً‪ ،‬منشورات الييئة العامة السورية لمكتاب‪ ،‬دط‪ ،‬دمشق‪2012 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -5‬ابن منظور‪،‬لسان العرب‪،‬دار الصادر‪،‬ط‪،2‬مج‪،2‬بيروت لبنان‪.1922،‬‬

‫‪55‬‬
‫‪-6‬بيون عمي سعيد‪ ،‬أدب األطفال ‪ :‬دراسة في المقومات والفنون و الموضوعات‪ ،‬دار‬
‫جسور‪ ،‬الجزائر‪2018 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -7‬جبور عبد النور‪ ،‬المعجم األدبي‪ ،‬دار العمم لمماليين‪ ،‬ط ‪ 1‬بيروت‪ ،1979 ،‬ط ‪،2‬‬
‫‪1984‬م‬

‫‪ -8‬سعد أبو رضا‪ ،‬النص األدبي لألطفال أىدافو ومصادره وسماتو‪ ،‬رؤية إسالمية‪،‬‬
‫مكتبة العبيكان‪ ،‬ط ‪ ،1‬الرياض‪2005 ،‬م‪.‬‬

‫‪-9‬سمير عبد الوىاب أحمد أدب األطفال قراءات نظرية ونماذج تطبيقية‪ ،‬دار المسيرة‪،‬‬
‫األردن‪.‬‬ ‫ط‪2006 ،1‬م‪-‬ط‪2009 ،2‬م‪ ،‬عمان‬

‫‪ -10‬سيد عمي إسماعيل‪ ،‬أثر التراث العربي في المسرح المعاصر‪ ،‬دار الينداوي س‬
‫اي سي دط‪.‬‬
‫‪-11‬سي از قاسم‪ ،‬بناء الرواية‪ ،‬ميرجان القراءة لمجميع ‪ ،‬مكتبة األسرة‪ ،‬دط‪2004 ،‬م‪.‬‬

‫‪-‬الشيخ يوسف بن إسماعيل النبياني‪ ،‬حجة اهلل عمى العالمين في معجزات سيد‬
‫المرسمين‪ ،‬دار الكتب العممية‪ ،‬ط‪ ،1‬بيروت‪ ،‬لبنان‪1996 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -12‬عبد الحميد جودة السحار‪ ،‬القصة من خالل تجاربي الذاتية‪ ،‬دار مصر‬
‫لمطباعة‪ ،‬دط‪ ،‬مصر‪ ،‬دت‪.‬‬
‫‪-13‬عبد العزيزبن عثمان التويجري‪ ،‬التراث واليوية‪ ،‬إيسيسكو‪ ،‬الرباط المممكة‬
‫المغربية‪ ،‬دط‪2011 ،‬م‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫‪-14‬عبد الفتاح أبو معال‪ ،‬أدب األطفال دراسة وتطبيق‪ ،‬دار الشروق لمنشر والتوزيع‪،‬‬
‫ط‪ ،2‬عمان‪ ،‬األردن ‪1988‬م‪.‬‬

‫‪-15‬عبد القادر أبو شريفة‪ ،‬حسين الفي قزق‪ ،‬مدخل إلى تحميل النص األدبي‪ ،‬دار‬
‫الفكر‪ ،‬ط‪ ،4‬عمان‪2008،‬م‪.‬‬

‫‪-16‬عز الدين إسماعيل‪ ،‬األدب وفنونو دراسة ونقد‪ ،‬دارالفكرالعربي دط‪،‬‬


‫القاىرة‪2013،‬م‪.‬‬

‫ط ‪ 1988 ،4‬نقالً‬ ‫‪-17‬عمي الحديدي‪ ،‬في أدب األطفال‪ ،‬مكتبة األنجمو المصرية ‪،‬‬
‫عن فؤاد حسنيين عمي ‪ ،‬قصصنا الشعبي‪.‬‬

‫العيد جمولي‪ ،‬النص األدبي لألطفال في الجزائر‪ ،‬دار ىومة‪ ،‬دط‪ ،‬دت ‪.‬‬

‫‪ -18‬فؤاد البيي السيد‪ ،‬األسس النفسية لمنمو‪،‬دار الفكر العربي‪ ،‬ط ‪1956 ،1‬م‪.‬‬
‫‪-19‬فؤاد قنديل‪ ،‬فن كتابة القصة‪ ،‬الهيئة العامة لقصور الثقافة‪ ،‬دط‪ ،‬يونيو ‪2002‬م‪.‬‬

‫‪ -20‬محمد حسن بريغش‪ ،‬أدب األطفال أىدافو وسماتو‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت ‪،‬ط‪،2‬‬
‫‪1996‬م‪.‬‬

‫اجتماعي نفسي) ‪،‬‬ ‫‪ -21‬محمد سيد حالوة‪ ،‬األدب القصصي لألطفال (مضمون‬
‫مؤسسة جورس الدولية اإلسكندرية‪ ،‬دط ‪ ،‬سنة ‪2000‬م‪.‬‬

‫‪ -22‬محمد عمي اليرفي‪ ،‬أدب األطفال دراسة نظرية وتطبيقية‪ ،‬مؤسسة المختار ‪،‬ط ‪1‬‬
‫القاىرة ‪2001 ،‬م‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫‪-23‬محمد يوسف نجم‪ ،‬فن القصة‪ ،‬دار بيروت لمطباعة والنشر‪ ،‬دط‪ ،‬بيروت‬
‫‪1955‬م‪.‬‬

‫‪،3‬‬ ‫‪ -24‬محمود حسن إسماعيل‪ ،‬المرجع في أدب األطفال‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬ط‬
‫م‪.‬‬ ‫القاىرة‪2011 ،‬‬

‫‪ -25‬نجالء محمد عمي أحمد‪ ،‬أدب األطفال‪ ،‬جامعة اإلسكندرية‪ ،‬دط‪ ،‬دت ‪.‬‬
‫‪،4‬‬ ‫‪ -26‬نجيب الكيالني‪ ،‬أدب األطفال في ضوء اإلسالم‪ ،‬دار مؤسسة الرسالة‪ ،‬ط‬
‫‪1996‬م‪.‬‬

‫‪-27‬ىادي نعمان الييتي‪ ،‬أدب األطفال فمسفتو‪ ،‬فنونو‪ ،‬وسائطو‪ ،‬دار الييئة المصرية‬
‫العامة لمكتاب‪،‬دط‪ ،‬القاىرة‪ ،‬دت‪.‬‬

‫‪ -28‬يوسف مارون‪ ،‬أدب األطفال بين النظرية والتطبيق‪ ،‬المؤسسة الحديثة لمكتاب‪،‬‬
‫ط‪2011 ،1‬م‪ ،‬لبنان‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬المجالت‬

‫صوان‪( ،‬التراث الحكائي وقصص األطفال المعاصرة) مجمة مجمع المغة‬


‫‪ -1‬أحمد ّ‬
‫العربية‪ ،‬مجمد ‪ 86‬الجزء ‪.2‬‬

‫‪-2‬العيد جمولي‪ :‬مجمة األدب لمغات ( مجمة األثر) جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقمة‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬ماي ‪2010‬م‪.‬‬
‫عدد الثاني‬ ‫‪-3‬مدثر حميد‪ ،‬في أدب األطفال العربي وتطوره‪ ،‬مجمة القسم العربي‪،‬‬
‫والعشرون ‪ 2005‬م‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫رابعا‪ :‬الرسائل‬
‫‪ -1‬بيون عمي سعيد‪ ،‬مجالت األطفال ودورىا في التنشئة الثقافية‪ ،‬رسالة دكتوراه‪،‬‬
‫تمت مناقشتيا في ‪ 05‬أكتوبر ‪2015‬م‪.‬‬
‫إشراف أحمد منور‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ّ ،2‬‬

‫خامسا‪ :‬المواقع اإللكترونية‬

‫‪1. www1.amahmet.k12.il>arabic>Doclib4‬‬
‫‪www.albawaba.com‬البوابة ©‪2. 2019-2000‬‬

‫‪59‬‬
‫فهرس الموضوعات‪:‬‬

‫الصفحة‬ ‫المحتوى‬
‫بسم اهلل الرحمان الرحيم‬
‫اإلهداء‬
‫الشكر والتقدير‬
‫مقدمة‪ ............................................................‬أ‪-‬ب‪-‬ج‬
‫‪33-5‬‬ ‫الفصل األول‪:‬إرهاصاتأدب الطفل في التراث العربي القديم‪........‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪)1‬تعريف التراث‪................................................‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪-1-1‬لغة‪......................................................‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪-2-1‬اصطالحا‪................................................‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪ )2‬مالمح أدب الطفل في التراث العربي القديم‪...................‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪ -1-2‬مالمحو في العصر الجاىمي‪...........................‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪ -2-2‬مالمحو في العصر اإلسالمي‪..........................‬‬
‫‪14‬‬ ‫‪ -3-2‬مالمحو في العصر األموي‪............................‬‬
‫‪17‬‬ ‫‪ -4-2‬مالمحو في العصر العباسي‪...........................‬‬
‫‪19‬‬ ‫‪ )3‬المقومات الفنية في أدباألطفال‪.............................‬‬
‫‪19‬‬ ‫‪ -1-3‬الفكرةفي قصص األطفال‪..............................‬‬
‫‪20‬‬ ‫‪ -2-3‬الحدث وطرق بناءه في قصص األطفال‪.................‬‬
‫‪21‬‬ ‫‪ -1-2-3‬البناء‪..........................................‬‬
‫‪22‬‬ ‫‪ -2-2-3‬الحبكة الفنية‪...................................‬‬

‫‪60‬‬
‫‪22‬‬ ‫أ‪ -‬االستيالل‪...........................................‬‬
‫‪23‬‬ ‫ب‪ -‬العقدة(لحظة التأزم)‪................................‬‬
‫‪23‬‬ ‫ج‪ -‬النياية(لحظة االنفراج)‪.............................‬‬
‫‪24‬‬ ‫‪ -3-3‬الشخصيات في قصص األطفال‪...........................‬‬
‫‪24‬‬ ‫‪ -1-3-3‬الوضوح‪...........................................‬‬
‫‪25‬‬ ‫‪ -2-3-3‬التمييز‪............................................‬‬
‫‪25‬‬ ‫‪ -3-3-3‬التشويق‪..........................................‬‬
‫‪25‬‬ ‫‪ -4-3‬المغة واألسموب في قصص األطفال‪.......................‬‬
‫‪26‬‬ ‫‪ -1-4-3‬الحوار‪.............................................‬‬
‫‪27‬‬ ‫‪ -2-4-3‬الوصف‪...........................................‬‬
‫‪27‬‬ ‫‪ -3-4-3‬السرد‪.............................................‬‬
‫‪28‬‬ ‫‪ -5-3‬البيئة القصصية في قصص األطفال‪......................‬‬
‫‪29‬‬ ‫‪ )4‬البساطة والتناسب في التراث العربي القديم‪...................‬‬
‫‪29‬‬ ‫‪ -1-4‬مفيوم البساطة‪.......................................‬‬
‫‪30‬‬ ‫‪ -2-4‬مفيوم التناسب‪.......................................‬‬
‫‪30‬‬ ‫‪ -1-2-4‬التناسب العقمي‪.................................‬‬
‫‪30‬‬ ‫‪ -2-2-4‬التناسب التربوي‪................................‬‬
‫‪30‬‬ ‫‪ -3-2-4‬التناسب الفني‪..................................‬‬
‫‪31‬‬ ‫‪ -3-4‬البساطة والتناسب في ألف ليمة وليمة‪....................‬‬
‫‪32‬‬ ‫‪ -4-4‬البساطة والتناسب في كميمة ودمنة‪.......................‬‬
‫‪52-35‬‬ ‫الغواص‪.......................‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تحميل قصة األسدو ّ‬
‫‪35‬‬ ‫‪ )1‬توصيف عينة الدراسة‪.......................................‬‬
‫‪35‬‬ ‫‪ -1-1‬من حيث الشكل‪.......................................‬‬

‫‪61‬‬
‫‪36‬‬ ‫‪ -2-1‬من حيث المضمون‪...................................‬‬
‫‪41‬‬ ‫‪ )2‬مقومات أدباألطفال في مدونة البحث‪........................‬‬
‫‪41‬‬ ‫‪ -1-2‬الفكرة‪.................................................‬‬
‫‪42‬‬ ‫‪ -2-2‬الحدث‪................................................‬‬
‫‪43‬‬ ‫‪ -1-2-2‬الحبكة‪.........................................‬‬
‫‪43‬‬ ‫أ‪ -‬االستيالل‪...........................................‬‬
‫‪43‬‬ ‫ب‪ -‬العقدة‪..............................................‬‬
‫‪45‬‬ ‫ج‪ -‬النياية‪.............................................‬‬
‫‪46‬‬ ‫‪ -3-2‬الشخصيات‪..............................................‬‬
‫‪47‬‬ ‫‪ -4-2‬المغة واألسموب‪..........................................‬‬
‫‪48‬‬ ‫‪ -1-4-2‬الحوار‪.............................................‬‬
‫‪49‬‬ ‫‪ -2-4-2‬الوصف‪...........................................‬‬
‫‪49‬‬ ‫‪ -5-2‬البيئة القصصية‪.........................................‬‬
‫‪50‬‬ ‫‪ )3‬الخيال في مدونة البحث‪......................................‬‬
‫‪50‬‬ ‫‪ -1-3‬تعريف الخيال‪.........................................‬‬
‫‪50‬‬ ‫‪ -2-3‬الخيال في أدب األطفال‪...............................‬‬
‫‪51‬‬ ‫‪ -3-3‬عالقة الخيال بأدب األطفال‪............................‬‬
‫‪53‬‬ ‫خاتمة‪...........................................................‬‬
‫‪55‬‬ ‫قائمة المصادر والمراجع‪.........................................‬‬
‫‪60‬‬ ‫فهرس الموضوعات‪.............................................‬‬

‫‪62‬‬

You might also like