Professional Documents
Culture Documents
HH
HH
عا قضية العﻼقة ب ن الرغبة و اﻹرادة .و قدم إن النص اﳌاثل أمامنا ،واحد من النصوص ال
ش ل ما ية لﻺ سان ،و خاصية ال صاحبه )اسب نوزا (1677 _1632أﻃروحة مفاد ا أن الرغبة
و ة بالو ،وذلك ما يب ن ارتباط الش وة اﳌ إ سانية لكو ا مرتبطة عنصر الو لديه ،فالرغبة
رغباته بكو ا س وج د مستمر من أجل البقاء ،لكنه يج ل أسبا ا وعلل ا الرغبة باﻹرادة .فاﻹ سان
ا قيقية.
للدفاع عن أﻃروحته وتوضيح ا ،استعان صاحب النص بمجموعة من اﻷف ار و اﻷساليب اللغو ة،
اج النص .فقد اس ل نصه بالتأكيد ع أن النفس ال شر ة تحتوي ع يمكن اعتبار ا بمثابة
ضمان اﻻستمرار ا ياة و ضمان وجود مجموعة من اﻷف ار وتبذل ج دا كب ا من أجل غاية واحدة،
ة التعر ف واﳌقارنة، الذات .ولف م أعمق ل ذه الفكرة اﻷساسية ،قام صاحب النص باﻻعتماد ع
حيث ب ن لنا الفرق اﳌوجود ب ن اﳌفا يم الرئ سة)الرغبة و اﻹرادة و الش وة( ال ينطوي عل ا نصنا قيد
عرف مف وم الش وة بكو ا ذلك ا د الذي تبذله النفس وا سم معا من أجل القيام بأمور الدراسة ،إذ ﱠ
ضرور ة وحتمية بال سبة لبقاء اﻻ سان ووجوده .ب نما مف وم اﻹرادة ُينظر إل ا كمج ود تبذله النفس
وة ح ن يتخذ مف وم الرغبة التعر ف التا "الش وة اﳌ فقط من أجل ا افظة ع وجود ا.
و ن بالو ،عكس بالو " .بمع أن الرغبة س دف دوما غاية محددة ،كما أ ا نزوع و ميل م
لتتخذ ﻃا عا غر ز ا حيوانيا فقط .فالرغبة إذن تتعلق نا و ة بالو الش وة ال ﻻ تكون م
باﻹ سان فقط كذات واعية ،ﻷن ا يوان عوزه الو و يبقى حب س الش وة و الغر زة.
و اﻷخ ،ست تج صاحب النص أن اﻹ سان عت ل ء مرغوب فيه ﻃيبا و خ ِّ ا ،بمع أن ما
ش يه و نر ده و نرغب فيه ننظر إليه ع أنه ﻃيب وخ ،و ل س اﻷشياء الطيبة ال نرغب ف ا .و ذا
السنة اﻷولى بكالوريا من إنجاز ذ عبدالرحيم زيكوك المحور الثاني الرغبة و اﻹرادة Page 1
له يب ن أن لﻺ سان رغبة ،لكن اسب نوزا عت أن الذات تج ل اﻷسباب و العلل ا قيقة ال تقف وراء
ه من خﻼل تقديمه للمثال التا " :بناء اﳌ ل" ،فﻼ يمكن القول نظره أن الرغبة نفس ا ،وذلك ما يو
مزايا ا ياة اﳌ لية. بناء اﳌ ل و السكن ذاته ،بل الرغبة الس ب ا قيقي و ال ا ي وراء الرغبة
وتبعا لذلك فان الرغبات ﻻ تكون الغالب إرادية وما يجعل اﻻ سان يتو م انه يتحكم ف ا و كونه
ا غ انه يج ل قدر ا ع التحكم ف ا.
إذا ان صاحب النص عت الرغبة جو ر اﻹ سان ،وﻻ تنفصل عن ما يته ،كما ﻻ تنفصل عن
جاك ﻻ ان يختلف معه التصور ،و قر باﳌقابل ع أن اﻹرادة و الو ،فإن ا لل النفسا ي الفر
عﻼقة تضاد وتباعد و انفصال ،و ق ن وجود ا بالﻼشعور ،و الﻼشعور العﻼقة ب ن الرغبة واﻹرادة
لغة تنفلت ليا من سلطة ورقابة الذات ووع ا و إراد ا .فإذا انت دف الذات من إشباع الرغبة و
اﻻستمتاع وتحقيق اللذة ،فإن ذلك يتحقق بكيفية إست امية ) تخيﻼت ﻻ شعور ة( ترتد إ التوترات و
اﻷشياء اﳌكبوتة خﻼل مرحلة الطفولة اﳌبكرة.
ب ن تصوري انطﻼقا من تحليلنا و مناقش نا ﳌوضوع النص ،ست تج أن ناك اختﻼف وا
صاحب النص )اسب نوزا( و ا لل النفسا ي )ﻻ ان( ،حول إش الية الرغبة و اﻹرادة .حيث يرى اسب نوزا
أن الرغبة و اﻹرادة يت امﻼن ،مما ستلزم ضرورة حضور الو ﻹدراك العلل ا قيقة ال تقف وراء
الرغبة .ب نما جاك ﻻ ان يقيم عﻼقة تباعد و تضاد ب ن الرغبة و اﻹرادة معت ا أ ا تندرج ضمن منطقة
التأكيد الﻼشعور .لكن م ما يكن من اختﻼف ب ن التصورات حول العﻼقة ب ن الرغبة و اﻹرادة ،في ب
الدائم وراء إشباع ا قصد تحقيق إ سانية اﻹ سان ،عن ﻃر ق العمل ع الس ع أ مية الرغبة
غاية قصوى ا ياة. بلوغ السعادة ال
السنة اﻷولى بكالوريا من إنجاز ذ عبدالرحيم زيكوك المحور الثاني الرغبة و اﻹرادة Page 2