Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 2

‫ا ورالثا ي‪ :‬الرغبة و اﻹرادة‬

‫ش ك مع با ا يوانات اﻻعتماد ع‬ ‫يب ن التفك الفلسفي مف وم اﻹ سان‪ ،‬أن ذا اﻷخ‬


‫ذه‬ ‫س( لضمان البقاء‪ ،‬لكنه يمتاز ع ا بتحول‬ ‫إشباع ا اجات البيولوجية )اﻷ ل‪ ،‬النوم‪ ،‬ا‬
‫ا اجات اﻷساسية إ رغبات‪ .‬والرغبة تحيل ع مجال اﻻنفعاﻻت النفسية واﻷ واء لدى اﻹ سان‪.‬‬
‫فقط )الرغبة(‪ ،‬بل مما و فكري وعق‬ ‫ومعلوم أن الذات اﻹ سانية ذات مركبة ﻻ تتألف مما و نف‬
‫‪ ،‬و اﻹرادة ع البعد العق ‪ ،‬فإن ذا القول‬ ‫أيضا )اﻹرادة(‪ .‬فإذا انت الرغبة تحيل ع ا انب النف‬
‫تتولد عنه اﻹش الية التالية‪ :‬ما الذي ش ل ما ية اﻹ سان؟ وما الفرق ب ن الش وة و الرغبة؟ وما ﻃبيعة‬
‫العﻼقة ب ن الرغبة باﻹرادة؟ و ل يمكن تحقيق الو ب ل رغباتنا؟ و ل لﻺ سان سلطة ع رغباته؟‬

‫عا قضية العﻼقة ب ن الرغبة و اﻹرادة‪ .‬و قدم‬ ‫إن النص اﳌاثل أمامنا‪ ،‬واحد من النصوص ال‬
‫ش ل ما ية لﻺ سان‪ ،‬و خاصية‬ ‫ال‬ ‫صاحبه )اسب نوزا ‪ (1677 _1632‬أﻃروحة مفاد ا أن الرغبة‬
‫و ة بالو ‪ ،‬وذلك ما يب ن ارتباط‬ ‫الش وة اﳌ‬ ‫إ سانية لكو ا مرتبطة عنصر الو لديه‪ ،‬فالرغبة‬
‫رغباته بكو ا س وج د مستمر من أجل البقاء‪ ،‬لكنه يج ل أسبا ا وعلل ا‬ ‫الرغبة باﻹرادة‪ .‬فاﻹ سان‬
‫ا قيقية‪.‬‬

‫للدفاع عن أﻃروحته وتوضيح ا‪ ،‬استعان صاحب النص بمجموعة من اﻷف ار و اﻷساليب اللغو ة‪،‬‬
‫اج النص‪ .‬فقد اس ل نصه بالتأكيد ع أن النفس ال شر ة تحتوي ع‬ ‫يمكن اعتبار ا بمثابة‬
‫ضمان اﻻستمرار ا ياة و ضمان وجود‬ ‫مجموعة من اﻷف ار وتبذل ج دا كب ا من أجل غاية واحدة‪،‬‬
‫ة التعر ف واﳌقارنة‪،‬‬ ‫الذات‪ .‬ولف م أعمق ل ذه الفكرة اﻷساسية‪ ،‬قام صاحب النص باﻻعتماد ع‬
‫حيث ب ن لنا الفرق اﳌوجود ب ن اﳌفا يم الرئ سة)الرغبة و اﻹرادة و الش وة( ال ينطوي عل ا نصنا قيد‬
‫عرف مف وم الش وة بكو ا ذلك ا د الذي تبذله النفس وا سم معا من أجل القيام بأمور‬ ‫الدراسة‪ ،‬إذ ﱠ‬
‫ضرور ة وحتمية بال سبة لبقاء اﻻ سان ووجوده‪ .‬ب نما مف وم اﻹرادة ُينظر إل ا كمج ود تبذله النفس‬
‫وة‬ ‫ح ن يتخذ مف وم الرغبة التعر ف التا "الش وة اﳌ‬ ‫فقط من أجل ا افظة ع وجود ا‪.‬‬
‫و ن بالو ‪ ،‬عكس‬ ‫بالو " ‪ .‬بمع أن الرغبة س دف دوما غاية محددة‪ ،‬كما أ ا نزوع و ميل م‬
‫لتتخذ ﻃا عا غر ز ا حيوانيا فقط‪ .‬فالرغبة إذن تتعلق نا‬ ‫و ة بالو‬ ‫الش وة ال ﻻ تكون م‬
‫باﻹ سان فقط كذات واعية‪ ،‬ﻷن ا يوان عوزه الو و يبقى حب س الش وة و الغر زة‪.‬‬

‫و اﻷخ ‪ ،‬ست تج صاحب النص أن اﻹ سان عت ل ء مرغوب فيه ﻃيبا و خ ِّ ا‪ ،‬بمع أن ما‬
‫ش يه و نر ده و نرغب فيه ننظر إليه ع أنه ﻃيب وخ ‪ ،‬و ل س اﻷشياء الطيبة ال نرغب ف ا‪ .‬و ذا‬
‫السنة اﻷولى بكالوريا‬ ‫من إنجاز ذ عبدالرحيم زيكوك‬ ‫المحور الثاني الرغبة و اﻹرادة‬ ‫‪Page 1‬‬
‫له يب ن أن لﻺ سان رغبة‪ ،‬لكن اسب نوزا عت أن الذات تج ل اﻷسباب و العلل ا قيقة ال تقف وراء‬
‫ه من خﻼل تقديمه للمثال التا ‪ " :‬بناء اﳌ ل"‪ ،‬فﻼ يمكن القول نظره أن‬ ‫الرغبة نفس ا‪ ،‬وذلك ما يو‬
‫مزايا ا ياة اﳌ لية‪.‬‬ ‫بناء اﳌ ل و السكن ذاته‪ ،‬بل الرغبة‬ ‫الس ب ا قيقي و ال ا ي وراء الرغبة‬
‫وتبعا لذلك فان الرغبات ﻻ تكون الغالب إرادية وما يجعل اﻻ سان يتو م انه يتحكم ف ا و كونه‬
‫ا غ انه يج ل قدر ا ع التحكم ف ا‪.‬‬

‫إذا ان صاحب النص عت الرغبة جو ر اﻹ سان‪ ،‬وﻻ تنفصل عن ما يته‪ ،‬كما ﻻ تنفصل عن‬
‫جاك ﻻ ان يختلف معه التصور‪ ،‬و قر باﳌقابل ع أن‬ ‫اﻹرادة و الو ‪ ،‬فإن ا لل النفسا ي الفر‬
‫عﻼقة تضاد وتباعد و انفصال‪ ،‬و ق ن وجود ا بالﻼشعور‪ ،‬و الﻼشعور‬ ‫العﻼقة ب ن الرغبة واﻹرادة‬
‫لغة تنفلت ليا من سلطة ورقابة الذات ووع ا و إراد ا‪ .‬فإذا انت دف الذات من إشباع الرغبة و‬
‫اﻻستمتاع وتحقيق اللذة‪ ،‬فإن ذلك يتحقق بكيفية إست امية ) تخيﻼت ﻻ شعور ة( ترتد إ التوترات و‬
‫اﻷشياء اﳌكبوتة خﻼل مرحلة الطفولة اﳌبكرة‪.‬‬

‫إذن للرغبة حسب جاك ﻻ ان و ا انب الﻼو ‪ /‬الﻼشعور‪.‬‬ ‫ا دد الرئ‬

‫ب ن تصوري‬ ‫انطﻼقا من تحليلنا و مناقش نا ﳌوضوع النص‪ ،‬ست تج أن ناك اختﻼف وا‬
‫صاحب النص )اسب نوزا( و ا لل النفسا ي )ﻻ ان(‪ ،‬حول إش الية الرغبة و اﻹرادة‪ .‬حيث يرى اسب نوزا‬
‫أن الرغبة و اﻹرادة يت امﻼن‪ ،‬مما ستلزم ضرورة حضور الو ﻹدراك العلل ا قيقة ال تقف وراء‬
‫الرغبة‪ .‬ب نما جاك ﻻ ان يقيم عﻼقة تباعد و تضاد ب ن الرغبة و اﻹرادة معت ا أ ا تندرج ضمن منطقة‬
‫التأكيد‬ ‫الﻼشعور‪ .‬لكن م ما يكن من اختﻼف ب ن التصورات حول العﻼقة ب ن الرغبة و اﻹرادة‪ ،‬في ب‬
‫الدائم وراء إشباع ا قصد‬ ‫تحقيق إ سانية اﻹ سان‪ ،‬عن ﻃر ق العمل ع الس‬ ‫ع أ مية الرغبة‬
‫غاية قصوى ا ياة‪.‬‬ ‫بلوغ السعادة ال‬

‫السنة اﻷولى بكالوريا‬ ‫من إنجاز ذ عبدالرحيم زيكوك‬ ‫المحور الثاني الرغبة و اﻹرادة‬ ‫‪Page 2‬‬

You might also like