Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 12

‫خطة البحث‬

‫المقدمة‬

‫المبحث األول ‪ :‬التربية اإلسبرطية‬


‫المطلب األول ‪ :‬العوامل المؤثرة فى التربية اإلسبرطية‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬أهداف ومراحل التربية فى إسبرطة‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬محتوى التعليم ومناهجه‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬التربية االثينية‬

‫المطلب األول ‪ :‬العوامل المؤثرة فى التربية اإلسبرطية‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬أهداف ومراحل التربية فى إسبرطة‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬محتوى التعليم ومناهجه‬

‫الخاتمة‬

‫المراجع‬
‫المقدمة ‪:‬‬
‫اختلف تدريس التربية في أثينا واسبرطة كنموذجين متباينين عند اليونان‪ .‬ومرد ذاك التباين إلى اختالف‬
‫التوجه الفلسفي للتربية عند المجتمع األثيني واإلسبرطي‪ .‬وهو اختالف ناشئ عن الفكرالسائد لدى كل‬
‫مجتمع منهما‪ .‬فكل مدينة ‪-‬دولة كانت مقسمة إلى طبقات(األشراف والعبيد)‪ ،‬فاألشراف كانوا يعيشون في‬
‫المدن ويشاركون في الحياة االجتماعية والسياسية ويتعلمون للتهيؤ لمثل هذه الحياة‪ ،‬في حين كان األقنان‬
‫يخدمون األشراف ويقومون بأحقر األعمال واليتلقون أي شيء من التعليم والتربية‪ .‬فكان أعظم فالسفة‬
‫اليونان مثل افالطون وأرسطو وغيرهما يبررون فلسفيا مثل هذا التمايز الطبقي‪ .‬بقولهم أنه اليمكن‬
‫االستغناء عن العبيد إال إذا حدث أن تدور اآلالت بدون إنسان‪ .‬مثل هذه النظرة االسترقاقية استوى فيها‬
‫أهل أثينا مع سكان اسبرطة‪.‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬التربية اإلسبرطية‬
‫المطلب األول ‪ :‬العوامل المؤثرة فى التربية اإلسبرطية‬
‫‪-1‬الموقع الجغرافى‪:‬‬
‫تقع إسبرطة فى شبه جزيرة المورة فى منطقة سهلية تحيط بها جبال تفصلها عن بقية أجزاء بالد‬
‫اليونان اللهم إال تلك الممرات الضيقة التى توجد فى تلك الجبال والتي تصلها بأجازء أخرى فى‬
‫بالد اليونان‪ ،‬ولذلك عاشت إسبرطة عيشة منعزلة عن المؤثرات األخرى من بالد اليونان كما‬
‫عاشت منعزلة عن المؤث ارت الخارجية‪.‬‬
‫‪-‬النظم والقوانين االجتماعية فى إسبرطة‪:‬‬
‫يعتبر المؤرخون أن ليكرجس هو الذى وضع النظم والقوانين التى أتخذها اإلسبرطيون دستو ار لهم‬
‫ومن أهم هذه النظم والقوانين واللوائح ما يلى‪:‬‬
‫ُ ‪1-‬تحكم إسبرطة عن طريق دستور تكون فيه السلطة فى يد ملكين ينتميان الى أسرتين‬
‫متنافستين‪ ،‬لهما سلطة محدودة غير مطلقة‪ ،‬هذان الملكان يرأسان الهيئة القضائية ويقودان الجيش‬
‫فى الحرب‪ ،‬يعاونهم مجلس الشيوخ‪ ،‬وقد قوى سلطانهم فيما بعد‪ ،‬كما كان تعيينهم بطريق‬
‫االنتخاب‪ ،‬وهما اللذان يقومان باقتراح القوانين ووضع السياسة العامة للدولة (منشد فيصل عبد ‪،‬‬
‫‪2013:‬ص‪)67‬‬
‫‪-2‬الى جانب الملك واألرستقراطية توجد الجمعية العمومية وهى تمثل العنصر الديمق ارطى فى‬
‫حكومة إسبرطة‪ ،‬وتتكون من جميع المواطنين الذكور ممن بلغوا سن الثالثين‪ ،‬وتعرض عليهم‬
‫جميع المسائل العامة ذات األهمية الكبرى ويشتركون فى سن القوانين‪.‬‬
‫‪-3‬يعطى لكل فرد يتمتع بحقوق المواطن قطعة أرض يكفى إنتاجها لسد حاجته على أن يتبرع‬
‫بنصيب كافى منها للدولة وعلى األخص المطاعم العامة فى الدولة‪.‬‬
‫‪-4‬امر بان يكون للمواطنين جميعا قائمة طعام معينة وان ي ارعى فى الطعام البساطة والخشونة‬
‫وعدم اإلفراط فيه‪.‬‬
‫‪-5‬يختص أفراد الطبقتين الوسطى والعبيد باألعمال اليدوية والحرفية وان يحرم على العامة‬
‫المواطنين من الطبقة األولى القيام بمثل هذه األعمال حتى يتفرغوا تماًما للشئون فى الدولة‬
‫والمحافظة على كيانها‬
‫‪ -2‬النظام الطبقى‪:‬‬
‫تشكل المجتمع اإلسبرطى من ثالث طبقات هى‪:‬‬
‫(أ ) طبقة اإلسبرطيين‪.‬‬
‫(ب) الطبقة المتوسطة‪.‬‬
‫(ج) طبقة العبيد‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬أهداف ومراحل التربية فى إسبرطة‬

‫‪.1‬اهداف التربية في اسبرطة‬


‫إذا كانت التربية فى اسبرطة جاءت انعكا سا للعوامل الجغارفية واالجتماعية والسياسية‪ ،‬فإن أهداف‬
‫التربية جاءت ترجمة حقيقية لهذه العوامل‪ ،‬ولذلك كان هدف التربية فى هذا المجتمع هو خلق‬
‫مواطنين محاربين‪ ،‬وكان كل شئ فى العملية التربوية موجها لخدمة المثل األعلى فى اسبرطة‬
‫وخلق المواطن القوى فى جسمه والالئق فى بدنه والمحارب الشجاع والمتصف بروح الشجاعة‬
‫والتقشف والصبر واالحتمال وضبط النفس والتضحية فى سبيل الوطن والمصلحة العامة والطاعة‬
‫العمياء للقانون والوالء التام للجماعة‪.‬‬
‫فأهداف التربية فى اسبرطة جاءت متسقة مع أهداف المجتمع‪ ،‬حيث جاءت تربية جافة فى‬
‫أسلوبها‪ ،‬وتؤكد على التربية البدنية والتربية العسكرية على حساب التربية العقلية والفنية واألخالقية‪،‬‬
‫وهى وأن نجحت فى الناحية العسكرية فإنها فشلت فى الناحية الثقافية والسياسية واالجتماعية‪،‬‬
‫فيلسوفا‬
‫ً‬ ‫حيث أنها لم تساعد على ازدهار الثقافة والفلسفة والفنون الجميلة‪ ،‬ولم تنتج فناًنا وال‬
‫احدا(همشري عمر أحمد‪2007: ،‬ص‪.)55‬‬
‫وً‬
‫‪ .2‬مراحل التربية فى إسبرطة‬
‫تمر التربية االسبرطية بمراحل أربع هى(همشري عمر أحمد‪2007: ،‬ص‪:)55‬‬
‫‪-1‬المرحلة األولى ‪:‬حيث تمتد هذه المرحلة من الميالد وحتى سن السابعة‪ ،‬ومع لحظة الوالدة‬
‫وتتولى الدولة مسئولياتها التربوية‪ ،‬فيتم اختيار األطفال األقوياء واألصحاء من الناحية الجسمية‬
‫والصحيةوما دون ذلك من األطفال فيترك فى الجبال ليموت‪ ،‬ويتولى المجتمع االسبرطى الطفل‬
‫القوى لتدريبه وتعليمه ورعايته وفق النظام االسبرطى الذى يهدف الى تعويد الطفل على التقشف‬
‫وقادار على تحمل المصاعب وعلى حماية البالد من‬
‫قويا ً‬
‫والقسوة وابعاده عن الترف وال ارحة ليكون ً‬
‫االضط اربات الداخلية والغزو الخارجى‪.‬‬
‫‪-2‬المرحلة الثانية ‪:‬وتبدأ هذه المرحلة من سن السابعة وحتى سن الثامنة عشر‪ ،‬وفيها يتم إرسال‬
‫األطفال الى المعسكر العام حيث يتم تدريبهم على األلعاب الرياضية تحت إش ارف الدولة‪ ،‬ويقوم‬
‫مدرب ويعاونه مساعدين بعملية التدريب‪ ،‬وعملية التدريب تكون قاسية وخشنة بهدف تعويد األطفال‬
‫على الطاعة الكاملة والشجاعة المتناهية والصبر على التعب واأللم من أجل االنتصار فى‬
‫المعارك‪ .‬وعن الفتيات فى المجتمع االسبرطى وخاصة فى هذه المرحلة‪ ،‬فلم يكن لهن استثناء من‬
‫التدريبات الشاقة التى كان يقوم بها الفتيان إال أن اإلشراف على التدريبات يتم من قبل امهاتهن‪،‬‬
‫ويكون التدريب فى الساحات العامة دون اإلقامة فى المعسكرات العامة‪ ،‬وكان الهدف من تدريبات‬
‫الفتيات هو تقوية اجسامهن إلنجاب أطفال اقوياء‪ ،‬ومن ثم فإن المرأة فى اسبرطة تميزت بالشجاعة‬
‫والقدرة على تحمل المتاعب والطاعة وحب العمل ومساندة الرجل والوقوف بجانبه فى تحقيق‬
‫النصر فى المعارك الحربية وفى شتى مجاالت الحياة المختلفة‪.‬‬
‫‪-3‬المرحلة الثالثة ‪:‬وتبدأ هذه المرحلة من سن الثامنة عشر وحتى سن العشرين‪ ،‬وفيها يتدرب‬
‫الفتيان على فنون القتال واستعمال األسلحة‪ ،‬ويتم اختبارهم وخاصة قوة تحملهم وجلدهم‪ ،‬ويتم ذلك‬
‫كل اسبوعين‪ ،‬وبعد إتمام هذه التدريبات يصبح المتفوق منهم معلًما للصغار او المرحلة التى تسبق‬
‫هذه المراحل‪.‬‬
‫‪-4‬المرحلة الرابعة ‪:‬وتبدأ هذه المرحلة من سن العشرين وتمتد حتى سن الثالثين‪ ،‬وال سيما وأن‬
‫الفتى ببلوغه سن العشرين كان ينخرط فى الحياة الجندية بعد أن يجتاز امتحانات صعبة يرسل‬
‫جنديا‬
‫بعدها الى وحدات الجيش والى الحصون الحدودية ولمدة عشر سنوات‪ ،‬ومن ثم يصبح ً‬
‫نظاميا يشارك فى الحروب‪ ،‬ويصبح الشاب عند سن الثالثين مواطًنا مستوفًيا شروط المواطنة‪،‬‬
‫ً‬
‫وعندها يطلب منه أن يتزوج استكماال للمواطنة‪ ،‬ويأخذ وصعه االجتماعى وهذا ال يمنع أن يطلب‬
‫فى أى لحظة للخدمة العسكرية إذا ما دعت الضرورة لذلك حتى سن الستين‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬محتوى التعليم ومناهجه‬
‫بالنسبة للقراءة والكتابة‪ ،‬لم يكن االسبرطيون يهتمون بتعليم ابنائهم القارءة والكتابة‪ ،‬ولكن التربية من‬
‫تعليمهما‪ ،‬فقد تعلمهما بطريقته الخاصة‪ ،‬وهؤالء يمثلون نسبة قليلة‪ ،‬ذلك أن العسكرية قد طغت‬
‫على الجوانب األدبية فى التعليم‪.‬‬
‫وبالنسبة لعلوم الحساب والمنطق والنحو والبالغة وغيرها‪ ،‬فلم يوجه االسبرطيون عنايتهم لدراستها‬
‫–ومما يذكر انه كان يسمح للنشء باالستماع الى محادثات شيوخهم ومسنيهم وجدالهم‪ ،‬إما فى‬
‫اوقات تناول الطعام‪ ،‬واما أثناء السير فى الطرقات‪ ،‬وقد كان لذلك اثره فى تنمية مدارك األطفال‬
‫وتعويدهم سرعة البديهة واللباقة فى الحديث وتمرينهم على التمسك بمبادئ العدالة والشرف‪.‬‬
‫وبالنسبة للشعر واألناشيد والموسيقى‪ ،‬بالرغم من فقر الحياة العقلية لالسبرطيين أال أنهم كانوا‬
‫يوجهون عنايتهم الى الشعر‪ ،‬فكان أطفالهم وشبابهم يتعلمون أنشاد القوانين ما واغانى الحرب‪ ،‬كما‬
‫كانوا يرددون أشعار هوميروس واألناشيد الوطنية والدينية‪ ،‬الموسيقى فكانوا يستخدمونها لتدريب‬
‫المواطنين على الجندية وليس ما فيها من جمال أو فنن بل لتقوية الروح المعنوية فى الحرب‪،‬‬
‫باإلضافة الى أنها تذكرهم بماضى بالدهم وعظمة ابطالهم‪ ،‬ومع أن القسوة والعنف كانا شعار‬
‫التربية األسبرطية‪ ،‬أال أنه كانت هناك تربية خلقية فى كثير من األحيان‪ ،‬والتى من أهم اساسياتها‬
‫تقديس وطاعة الرؤساء‪ ،‬واألمانةوالصدق والتواضح والتضحية بالذات‪ ،‬والوالء التام للدولة‪،‬‬
‫(الطروانة أخليف يوسف‪:2004 ،‬ص‪)51‬‬ ‫والمعروف أن األسبرطى كان سريع البديهة الى حد كبير‬
‫المعلمون‪:‬‬

‫كان معلمو التربية البدنية والعسكرية من موظفى الحكومة (الدولة)‪ ،‬أما بقية مسئوليات التربية‬
‫فكانت تلقى على كاهل الذكور الكبار فى المجتمع‪ ،‬وربما كانهذا إحياء للعادة البدائية القبلية‪ ،‬ولو‬
‫أنه من األمور الضرورية فى أى مجتمع ديمقراطى‬
‫فى الوقت الحاضر‪ ،‬اهتمام اآلباء بتربية األطفال والشباب وتحمل مسئولية توجيههم واإلشارف‬
‫عليهم‪ ،‬إال أن التربية عند االسبرطيين ارتبطت بالهدف العسكرى الذى كانت تهدف إليه‪.‬‬
‫تعليم المرأة‪ ،‬المرأة فى نظر اإلسبرطيين تماثل الرجل وال تقل عنه فى المرتبة‪،‬‬
‫وكان أثرها فى تربية األوالد ملحوً ظا‪ ،‬فكما كان المواطن المحارب هو المثل األعلى للرجال‬
‫كانت أم المحارب هى المثل األعلى للنساء‪ ،‬وقد اهتم اإلسبرطيون بصحة األمهات حتى‬
‫يمكنهن إنجاب أطفال أقوياء أصحاء البنية‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬التربية األثينية‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬العوامل المؤثرة فى التربية األثينية‬
‫‪-1‬الموقع الجغرافى‪:‬‬
‫سببا فى اتصال األثينيين بالحضارات الشرقية والجنوبية لحوض‬
‫موقع أثينا على ساحل البحر كان ً‬
‫البحر األبيض المتوسط حيث اقتبسوا من هذه الحضارات الشئ بالكثير‪.‬‬

‫‪-2‬النظام الطبقى‪:‬‬
‫تشكل المجتمع األثينى من ثالث طبقات هى‪:‬‬
‫(أ ) طبقة المواطنين األحرار‪.‬‬
‫(ب) طبقة األجانب‪.‬‬
‫(ج) طبقة العبيد‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬اهداف و مراحل التربية في أثينا‬


‫‪ .1‬أهداف التربية فى أثينا‪:‬‬
‫يجمع الكثير من التربويين والفالسفة على أن هدف التربية فى أثينا فى عصر ازدهار ديمقراطيتهم‬
‫يماثل هدفها فى المجتمعات الديمقراطية فى الوقت الحاضر إال وهو مساعدة الفرد على تحقيق‬
‫النمو المتكامل واالهتمام بالناحية الجسمية والعقلية والروحية والفنية‪ ،‬أى تربية تهتم بتنمية كافة‬
‫جوانب الشخصية اإلنسانية‪ ،‬وأن أهتمت بالجانب العقلى على حساب الجانب البدنى الى حد ما‪.‬‬
‫(الحاج أحمد علي ‪2013: ،‬ص‪)55‬‬
‫‪.2‬مراحل التربية فى أثينا‪:‬‬
‫‪،‬حزيران‪)2010.‬‬ ‫تقسم التربية األثينية الى ثالث مراحل هى‪( :‬جابر حسن‬
‫‪-1‬المرحلة األولى‪:‬‬
‫ويطلق على هذه المرحلة المدرسة األولية‪ ،‬ويلتحق بها الطفل عند بلوغه سبع سنوات يستمر بها‬
‫حتى السادسة عشر‪ ،‬ويرافق الطفل الى المدرسة خادم يسمى بيداجوج‪ ،‬ويبدا اليوم الدراسى من‬
‫طلوع الشمس وحتى غروبها‪ ،‬ويتخلل اليوم الدراسى استراحة لمدة ساعة‪ ،‬وتقسم هذه المرحلة الى‬
‫نوعين من المدارس هما‪:‬‬
‫أ‪ -‬مدرسة الباليست ار (أى مدرسة الرياضة) حيث يتعلم فى هذه المدرسة الطفل التدريبات والتمرينات‬
‫الرياضية المختلفة بهدف بناء جسمه‪ ،‬وكانت التمرينات والتدريبات الرياضية متمشية ومناسبة مع‬
‫عمر الطفل‪ ،‬فاألطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ()‪11-7‬سنة‪،‬‬
‫يمارسون رياضة القفز وتسلق الجبال والجرى‪ ،‬بينما األطفال الذين تتراوح اعمارهم ما بين‬
‫‪()16-11‬سنة‪ ،‬كانت تدريباتهم أشد وأقوى من المجموعة األولى حيث يتعلمون المصارعة‬
‫والمالكمة وغير ذلك‪.‬‬
‫ب‪ -‬مدرسة الديداسكاليون (أى مدرسة الموسيقى) حيث كان الطفل يمضى يومه الد ارسى بين‬
‫هاتين المدرستين‪ ،‬فبعد أن ينتهى من التدريبات الرياضية فى مدرسة الرياضة ينتقل الى مدرسة‬
‫الموسيقى ليتعلم الق ارءة والكتابة واألدب والموسيقى والغناء والحساب والفنون وغير ذلك‪.‬‬
‫‪-2‬المرحلة الثانية‪:‬‬
‫تبدا هذه المرحلة من سن السادسة عشر وتستمر الدراسة بها لمدة عامين‪ ،‬حيث يتدرب فى هذه‬
‫المرحلة فى مدرسة الجمباز العام (مدرسة الرياضة) على يد مدرب يلقب بـ(مروض الغلمان) حيث‬
‫يتدرب على التمرينات الرياضية المختلفة‪ ،‬وأيً ضا فى هذه المرحلة يحق له أن يخالط الراشدين‬
‫ويأخذ عنهم بعض المعلومات واألفكار ويتعلم منهم ما هو مفيد ونافع‪.‬‬
‫‪-3‬المرحلة الثالثة‪:‬‬
‫وتبدأ هذه المرحلة بعد سن الثامنة عشر وحتى سن العشرين‪ ،‬ويقضى الشاب السنة األولى فى‬
‫ثكنات عامة أو فى معسكرات قريبة من المدينة‪ ،‬وكان يخضع للتدريب العسكرى الحازم ويتمرن‬
‫على فنون القتال والحرب واستخدام األسلحة الثقيلة والتدريب على إدارة شئون الدولة‪ ،‬أما فى العام‬
‫الثانى فكان الشاب يعيش على نمط حياة الجنود النظامين بهدف تربيته على معرفة الطرق والحدود‬
‫واكسابه واجبات الجندى‪ ،‬وبنهاية هذه المرحلة يصبح المتعلم مواطًنا عاًما يتمتع بكل حقوق‬
‫المواطنين وعليه جميع واجباتهم‪،‬‬
‫ويقسم أمام مجلس من الكبار وامام جمع من المواطنين على أن يكون مخلصا للقوانين وللعرف‬
‫وفنيا‪ ،‬وبعد ذلك يحق له العمل‬
‫أدبيا ً‬
‫فكريا و ً‬
‫والعادات والتقاليد وان يدافع عن أثينا وأن ينمى نفسه ً‬
‫طنا كامل األهلية للمجتمع األثينى‪.‬‬
‫فى احدى وحدات الجيش ويصبح موا ً‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬محتوى التعليم ومناهجه‬
‫اهتمت أثينا بتزويد الشباب بأسس عقلية وجمالية وبدنية وعسكرية إلعدادهم للمواطنة‪ ،‬ولم تكن‬
‫تهتم بواحد من هذه األسس أكثر من بقيتها‪ ،‬بل كان االهتمام بها جميعها ليتم التوازن الكامل‬
‫هدفا‬
‫الصحيح لشخصية المواطن األثينى‪ ،‬وهذا هدف يستحق التقدير‪ ،‬ولكنه مع ذلك لم يكن ً‬
‫كامالً‪ ،‬إذ لم يعط مجاالً للتربية المهنية أو الحرفية‪ ،‬وهى األمر األساسى فى أية ثقافة ديمقراطية‪،‬‬
‫على أن األثينيين لم يستمروا فى عنايتهم بتنمية الجوانب المختلفة للشخصية‪ ،‬بل قل اهتمامهم‬
‫بالنمو البدنى وبالنمو الجمالى للفرد‪ ،‬وبقيت عنايتهم بالنمو العقلى‪.‬‬
‫أما المناهج التعليمية فقد شملت (منشد فيصل عبد ‪2013: ،‬ص‪: )49‬‬
‫‪-1‬الرياضة البدنية‪.‬‬
‫‪-2‬الموسيقى‪ ،‬واألشعار الهوميرية‪ ،‬والشعر الثنائى واألغانى الدينية‪.‬‬
‫‪-3‬القراءة والكتاب‪.‬‬
‫‪-4‬بعض المواد الدراسية‪ ،‬مثل‪ :‬الحساب والرسم‪ ،‬وبعض المعلومات الجغرافية المستنتجة من دراسة‬
‫اإللياذة لهوميروس‬
‫المعلمون‪:‬‬
‫‪-‬كانت هناك ثالثة أنواع من المعلمين‪ :‬نعلم اللغة‪ ،‬معلم الموسيقى‪ ،‬ومعلم األلعاب الرياضية‪.‬‬
‫‪-‬وكان معلم اللغة‪ ،‬يركز اهتمامه حول ما يمكن أن نسميه بالنمو العقلى للتلميذ‪ ،‬فيتعلم ألوالد‬
‫القراءة والكتابة والعد (الحساب‪).‬‬
‫‪-‬أما معلم الموسيقى‪ ،‬فكانت مهمته تنمية حاسة اإليقاع وتذوق األنغام لدى التالميذ‪،‬‬
‫جنبا الى جنب‬
‫ونالحظ أنه فى العصور األولى للتربية األثينية كان تدريس القراءة والكتابة يسير ً‬
‫مع تدريس الموسيقى‪ ،‬بمعنى قيام معلم واحد بتدريسها كلها‪ ،‬او يقوممعلمان بتدريسها فى مدرسة‬
‫واحدة‪ ،‬وكان يطلق على هذه المدرسة وقتئذ (مدرسة الموسيقى‪ )،‬ولكن تدريس القراءة والكتابة –فيما‬
‫بعد‪ -‬أنفصل عن تدريس الموسيقى‪ ،‬وذلك عندما بدأ يقل االهتمام بالموسيقى والنواحى الجمالية‪،‬‬
‫عما كان عليه من قبل‪.‬‬
‫‪-‬وأما تنمية القدرة البدنية‪ ،‬فكان يعهد بها الى معلم األلعاب الرياضية‪.‬‬
‫تعليم المرأة‪:‬‬
‫نظرت التربية األثينية الى المرأة باعتبارها ناقصة فى قدرتها إذ لم يكن لها سلطان على حياتها‪،‬‬
‫فهى قبل الزواج ملك لوالدها وبعده ملك لزوجها‪ ،‬وقد اعتبرت المرأة أصل الشر‪ ،‬وهى حسب اعتقاد‬
‫اإلغريق هدية من اآللهة زيوس الى البشر فى ساعة من ساعات غضبه‪ ،‬ولذلك حرمت المرأة من‬
‫التعليم كما حرم العبيد (جرادات عزت وآخرون‪،1986،‬ص‪.) 30‬‬
‫الخاتمة ‪:‬‬
‫من أهم العوامل التي ساعدت على تقدم المجتمع اليوناني ورقيه في المجاالت الحياتي كافة والمجال‬
‫التربوي بشكل خاص هو ما امتازت به بالد اليونان من جو لطيف قليل التغير يبعث النشاط في اإلنسان‬
‫ويساعده على التفكير واإلبداع والتصور ‪ ,‬فقد حضت اليونان بنظام تربوي متميز اتخذت فيه شكالً منظما ً‬
‫كان أساسا ً لما سارت عليه التربية في العصور الالحقة وامتازت هذه التربية بكونها تربية ارستقراطية‬
‫محصورة بفئة قليلة من المجتمع‬
‫المراجع ‪:‬‬
‫‪ -‬جابر حسن (حزيران ‪:)2010‬التربية بين التقليد والتجديد (دراسة نقدية مقارنة)‪ ،‬مجلة‬
‫رسالة النجف‪ ،‬جامعة النجف األشرف للعلوم الدينية‪ ،‬حاريص‪-‬لبنان‪ ،‬السنة السادسة ‪17.،‬‬
‫جرادات عزت وآخرون ( ‪1986):‬مدخل إلى التربية‪ ،‬ط ‪3،‬المكتبة التربوية المعاصرة‪ ،‬عمان‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -‬الحاج أحمد علي‪( :)2013‬أصول التربية‪ ،‬دار المناهج للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‬
‫‪ -‬الطروانة أخليف يوسف ( ‪2004):‬أساسيات في التربية‪ ،‬دار الشروق للنشر والتوزيع‪ ،‬رام للا‬
‫‪ -‬منشد فيصل عبد‪( :)2013‬أسس ومبادئ التربية‪ ،‬الرضوان للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.‬‬
‫‪ -‬همشري عمر أحمد ( ‪2007):‬مدخل إلى التربية‪ ،‬ط ‪2،‬دار صفاء ‪،‬عمان‬

You might also like