Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 8

‫ورقة عمل بحثية بعنوان‬

‫جودة الحياة وعالقتها باالغتراب المجتمعي دراسة مقارنة في بيئات متباينة‬

‫‪/‬مقدم إلي‬

‫أ‪.‬د‪ /‬أحمد كمال البهنساوي‬

‫‪/‬إعداد‬

‫‪Page | 1‬‬
‫أسماء مدحت حسب النبي‬

‫كلية اآلداب ‪ -‬قسم علم النفس – الفرقة الرابعة‬

‫مقرر‪ )/‬علم النفس الحضاري‬

‫م ‪2020/2021‬‬

‫جودة الحياة وعلقتها باالغتراب المجتمعي دراسة مقارنة في بيئات متباينة‬

‫الملخص‬

‫يتمثل هدف الدراسة في محاولة الكشف عن مدى وجود فروق بين أفراد عينة الدراسة من أبناء‬
‫البيئة الحضرية (العليا‪ ،‬والوسطى‪ ،‬والدنيا) في متغير جودة الحياة بأبعاده الفرعية‪ ،‬وعوامل‬
‫الشخصية الخمس الكبرى كذلك متغير االغتراب المجتمعي‪ .‬كذلك محاولة الكشف عن مدى وجود‬
‫فروق في متغيرات البحث "جودة الحياة بأبعاده الفرعية‪ ،‬وعوامل الشخصية الخمس الكبرى‬
‫واالغتراب المجتمعي"‪ .‬وللتحقق من فروض الدراسة الحالية تم استخدام المنهج الوصفي‬
‫االرتباطي المقارن الذي يقوم على وصف الظاهرة موضع البحث "جودة الحياة وعالقتها‬
‫باالغتراب المجتمعي"‪ ،‬ومحاولة إعطاء صورة شبه كاملة عن واقع الظاهرة محل الدراسة‪ ،‬من‬
‫خالل االعتماد على جمع الحقائق ووصفها وتحليلها وتتكون عينة الدراسة من (‪ )300‬مشارك من‬
‫الذكور واإلناث‪ ،‬من أبناء البيئة الحضرية (العليا‪ ،‬والوسطي‪ ،‬والدنيا)‪ ،‬بواقع (‪ ۱۰۰‬مشارك) لكل‬
‫فئة‪ ،‬من مستويات دخل‪ ،‬وتعليمية متباينة‪ .‬وتمثلت أدوات الدراسة في‪ :‬مقياس جودة الحياة‬
‫(إعداد‪ :‬الباحثة)‪ ،‬قائمة العوامل الشخصية الخمس الكبرى (إعداد‪ :‬كوستا وماكري)‪ ،‬مقياس‬
‫االغتراب المجتمعي (إعداد‪ :‬الباحثة‬

‫مشكلة الدراسة‬

‫تعد جودة الحياة هدفا أساسيا لكل شخص‪ ،‬لذا تطور اهتمام علم النفس في السنوات األخيرة في‬
‫الموضوعات التي تؤكد على ايجابية الشخصية اإلنسانية األصيلة كالمفهوم الذي في متناولنا اآلن‬
‫‪Page | 2‬‬
‫(جودة الحياة) أو ما يطلق عليه معنى الحياة فضالً عن مفاهيم الحب والمسئولية وغيرها‪ .‬ويشدد‬
‫علم النفس اإلنساني على ضرورة أن تكون الحياة الداخلية والخارجية لإلنسان أكثر عمقا وتوافقا‬
‫مما يجعله أفضل قدرة على التعامل الكفء مع اقسى ظروف الحياة المحيطة به‪.‬‬

‫وعن سمات الشخصية التي يتسم بها الفرد هي التي تجعله شعوره بجودة حياته من عدمه ومن ثم‬
‫الوقاية من خطر اإلصابة باالضطرابات النفسية‪ ،‬ولقد احتلت الشخصية االنسانية والعوامل‬
‫المؤثرة في تكوينها مكانة هامة في الدراسات النفسية واالجتماعية وذلك بقصد التعرف إلى‬
‫مكونات هذه الشخصية‪ ،‬وكيفية تكيفها وتفاعلها مع البيئة المحيطة وبما يتيح نمو الشخصية‬
‫وتطورها‪ .‬وعلى الرغم من االتفاق على وحدة هذه الشخصية وتكاملها كنتاج اجتماعي من جهة‬
‫وكمحرك التصرفات الفرد وموافقه الحياتية من جهة أخرى فقد تعددت تعريفاتها تبعا للنظر اليها‬
‫من جوانب متعددة‪.‬‬

‫وقد أيقن علماء نفس الشخصية بالحاجة الماسة الى نموذج وصفي أو تصنيف يشكل االبعاد‬
‫االساسية للشخصية اإلنسانية عن طريق تجميع الصفات المرتبطة معاء وتصنيفها تحت نمط او‬
‫بعد از عامل مستقل يمكن تعميمه عبر مختلف األفراد والثقافات (عبد الخالق واألنصاري‪،‬‬
‫‪)٢٠٠4:11‬‬

‫وفي ضوء ذلك يمكننا القول بأن لجوء األفراد للسلوك المنحرف إنما قد ينجم عن شعوره بضيق‬
‫الحال وعدم استقراره على كافة المستويات المادية والمعنوية‪ ،‬وأنه يستحق أكثر من وضعه‬
‫الراهن بكثير وأن المجتمع ال يقدر قدراته وإمكاناته‪ ،‬فذلك القرد يكون بمثابة فريسة سهلة‬
‫للجماعات المتطرفة التي ستسعى دون شك لمحاولة إشباع رغباته واستقطابه لالنضمام اليها‪،‬‬
‫وهنا قد يتوحد ذلك الفرد مع تلك الجماعات فيؤمن بأفكارها ومعتقداتها ويدافع عنها بل ويناهض‬
‫غيرها من الجماعات واألفكار األخربوهذا ما ال نتقبله‪ ،‬األمر الذي يشير في طياته إلى ضرورة‬
‫العمل على هؤالء األفراد كي ال يشعروا بمشاعر االغتراب المجتمعي الذي يعد من ضمن مسبباته‬
‫إحساس هؤالء األفراد بعدم التوافق على الصحي واالقتصادي واالجتماعي‪.‬‬

‫وترجع أهمية دراسة االغتراب في فهم العديد من الظواهر المرتبطة بالسلوك المضاد‬

‫للديمقراطية‪ :‬مثل‪ :‬اإلرهاب‪ ،‬والسلوك الثوري ‪ ،Revolutionary Behavior‬ولقد قدمت دراسة‬


‫كل من سنيدرمان وشانكس المصادر الشخصية لالغتراب‪ ،‬والمصادر الشخصية‪ ،‬مثل‪ :‬الدخل‬
‫الشخصي‪ ،‬والتعليم‪ ،‬والعمر‪ ،‬والجنس ترتبط بالشعور بالغربة‪.‬‬

‫حري بنا أن نشير إلى أن تحسين جودة الحياة لدى األشخاص بعد هدف اسمی سعی كل شخص‬
‫إليه في ظل الظروف المتالحقة والتغير السريع وكذلك محاولة معايشه جودة الحياة والشعور‬
‫بتحسين الحال والتوافق النفسي واالجتماعي مما يقتضي صحة نفسية ايجابية (الشعراوي‪،‬‬
‫‪.)٢٠١٤‬‬

‫وفي ضوء ذلك يسعى البحث الراهن إلى محاولة التعرف على العالقة بين جودة الحياة وعوامل‬
‫الشخصية الخمس الكبرى ومدى ارتباطها بشعور األفراد باالغتراب المجتمعي في بينات ثقافية‬
‫متباينة‪.‬‬

‫‪Page | 3‬‬
‫أهداف الدراسة‬

‫‪ -‬محاولة الكشف عن مدى وجود فروق بين أفراد عينة الدراسة من أبناء البيئة الحضرية (العليا‪،‬‬
‫والوسطى‪ ،‬والدنيا) في متغير جودة الحياة بأبعاده الفرعية‪.‬‬

‫‪ -‬محاولة الكشف عن مدى وجود فروق بين أفراد عينة الدراسة من أبناء البيئة الحضرية(العليا‪،‬‬
‫والوسطى‪ ،‬والدنيا) في متغير االغتراب المجتمعي‪.‬‬

‫‪ -‬محاولة الكشف عن مدى وجود فروق بين أفراد عينة الدراسة من أبناء البيئة الحضرية (العليا‪،‬‬
‫والوسطي‪ ،‬والدنيا) في عوامل الشخصية الخمس الكبرى‪.‬‬

‫‪ -‬محاولة الكشف عن مدى وجود فروق في متغيرات الدراسة جودة الحياة بأبعاده الفرعية‪،‬‬
‫وعوامل الشخصية الخمس الكبرى‪ ،‬واالغتراب المجتمعي‪ ،‬يمكن أن تعزي إلى تأثير النوع‪،‬‬
‫ومستوى الدخل‪ ،‬والمستوى التعليمي‪ ،‬لدى أفراد العينة الكلية‪.‬‬

‫فروض الدراسة‬

‫‪ -‬توجد فروق بين أفراد عينة الدراسة من أبناء البيئة الحضرية (العليا‪ ،‬والوسطى‪ ،‬والدنيا) في‬
‫متغير جودة الحياة بأبعاده الفرعية‪.‬‬

‫‪ -‬توجد فروق بين أفراد عينة الدراسة من أبناء البيئة الحضرية (العليا‪ ،‬والوسطى‪ ،‬والدنيا) في‬
‫متغير االغتراب المجتمعي‪.‬‬

‫‪ -‬توجد فروق بين أفراد عينة الدراسة من أبناء البيئة الحضرية (العليا‪ ،‬والوسطى‪ ،‬والدنيا) في‬
‫متغير عوامل الشخصية الخمس الكبرى‪.‬‬

‫الدراسات السابقة‬

‫دراسة على مهدى كاظم‪ ،‬عبد الخالق نجم البهتدلي (‪ )٢٠٠٦‬بعنوان "جودة الحياه لدى طلبة‬
‫الجامعة العمانيين والليبيين – دراسة ثقافيه مقارنه"‪ .‬فقد هدفت لمعرفة مستوى جودة الحياة لدى‬
‫طلبة الجامعة في كل من سلطنة عمان والجماهيرية الليبية‪ ،‬ودور متغير البلد والنوع والتخصص‬
‫الدراسي في جودة الحياة من عمان‪.‬‬

‫وتوصلت الدراسة إلى النتائج التالية‪ :‬مستوى جودة الحياة كان مرتفعا في بعدين هما جودة الحياة‬
‫األسرية واالجتماعية‪ ،‬ومتوسطا ً في بعدين هما جودة الصحة العامة‪ ،‬وجودة شغل وقت الفراغ‪،‬‬
‫ومنخفضا ً في بعدين هما جودة الصحة النفسية وجودة الجانب العاطفي‪.‬‬

‫دراسة هانم محمد (‪ :)۲۰۰۹‬بعنوان تحسين جودة الحياة للطالب باستخدام برنامج إرشادي قائم‬
‫على نظرية االختيار لدى طالبات الثانوي بمدينة االسماعيلية‪ .‬وتكونت عينة الدراسة من (‪)٢١‬‬
‫طالب واستخدام مقياس جودة الحياة من إعداده‪.‬‬

‫‪Page | 4‬‬
‫وأسفرت نتائج الدراسة إلى فاعلية البرنامج اإلرشادي في تحسين جودة الحياة لدى طالب‬
‫المجموعة اإلرشادية (البعد الوجداني والبعد المعرفي والبعد االجتماعي) وتمثل جودة حياة الطالب‬
‫الذاتية‪ ،‬وفي أبعاد (بيئة الفصل أو المساندة االجتماعية وأدوار المعلم)‪.‬‬

‫دراسة محمد حامد إبراهيم الهنداوي (‪ :)۲۰۱۱‬بعنوان الدعم االجتماعي وعالقته بمستوى الرضا‬
‫جودة الحياة لدى المعاقين حركيا بمحافظات غزة‪ .‬وتهدف معرفة عالقة الدعم االجتماعي‬
‫بمصادره المختلفة المتمثلة في األسرة واألقارب‪ ،‬واألصدقاء‪ ،‬ومؤسسات المجتمع بمستوى الرضا‬
‫عن جودة الحياة بأبعادها المتمثلة في جودة الحياة األسرية‪ ،‬وجودة الصحة العامة‪ ،‬والجودة‬
‫النفسية‪ ،‬وجودة العالقات‪ ،‬وجودة شغل الوقت وإدارته‪ ،‬وجودة الدور االجتماعي‪ ،‬والجودة‬
‫المهنية‪ ،‬وجودة الحياة الزوجية لدى المعاقين حركيا‪.‬‬

‫وقد توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج من أهمها‪ :‬توجد عالقة ذات داللة إحصائية بين‬
‫مصادر الدعم االجتماعي‪ ،‬والرضا عن جودة الحياة لدى المعاقين حركيا من أفراد العينة‪ .‬كما توجد‬
‫عالقة ذات داللة إحصائية بين الدعم االجتماعي بأبعاده ودرجتها لكلية‪ ،‬والرضا عن جودة الحياة‬
‫لدى المعاقين حركيا من أفراد العينة‪.‬‬

‫دراسة علي رغداء نعيسة (‪ :)۲۰۱۲‬بعنوان جودة الحياة لدى طلبة جامعتي دمشق وتشرين‪.‬‬
‫مجلة جامعة دمشق‪ .‬وتهدف للتعرف على مستوى جودة الحياة لدى طلبة جامعتي دمشق وتشرين‬
‫حسب تغيرات البلد المحافظة‪" :‬دمشق والالذقية"‪ ،‬والنوع االجتماعي" ذكر‪ ،‬أنثى"‪ ،‬والتخصص‬
‫"علوم نظرية‪ ،‬علوم تطبيقية" للتعرف على جودة الحياة لدى عينة من هاتين الجامعتين‪.‬‬

‫ومن أهم النتائج‪ :‬وجود مستوى متدن من جودة الحياة الجامعية لدى طلبة كل من جامعتي دمشق‬
‫وتشرين‪ .‬وعدم وجود عالقة دالة إحصائيا بين دخل األسرة وأبعاد جودة الحياة‪.‬‬

‫دراسة إيمان مصلحي محمد موسى (‪ :)٢٠١٥‬جودة الحياة وعالقته بالعوامل الخمسة الكبرى‬
‫للشخصية والكفاءة الذاتية لدى عينة من المرأة العاملة‪ .‬رسالة ماجستير تهدف للتعرف على‬
‫العالقة بين جودة الحياة والعوامل الخمسة الكبرى للشخصية لدى المرأة العاملة‪ ،‬كذلك العالقة بين‬
‫جودة الحياة والكفاءة الذاتية لدى المرأة العاملة‪ ،‬واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي‬
‫اإلرتباطي المقارن‪ .‬وتكونت عينة الدراسة من (‪ )٢٥٠‬إمرأة‪ ،‬مقسمون إلى (‪ )١٢٥‬أمرأة عاملة (‬
‫‪ )١٢٥‬إمرأة غير عاملة‪.‬‬

‫وأظهرت النتائج وجود عالقة بين جودة الحياة والعوامل الخمسة الكبرى للشخصية لدى المرأة‬
‫العاملة‪ .‬كذلك وجود عالقة بين جودة الحياة والكفاءة الذاتية لدى المرأة العاملة‪.‬‬

‫دراسة فوزية داهم (‪ :)٢٠١٥‬بعنوان جودة الحياة وعالقته باألفكار الالعقالنية المرتبطة بقلق‬
‫االمتحان لدى تالميذ السنة الثالثة ثانوي‪ ،‬حيث تفترض الدراسة وجود عالقة بين جودة الحياة‬
‫واألفكار الالعقالنية المرتبطة بقلق االمتحان لدى أفراد عينة البحث‪ .‬كانت النتائج على النحو‬
‫التالي‪ :‬وجود مستوى متوسط لكل من جودة الحياة وقلق االمتحان لدى أفراد العينة‪ .‬ال توجد‬
‫عالقة بين جودة الحياة واألفكار الالعقالنية المرتبطة بقلق االمتحان لدى تالميذ السنة الثالثة‬
‫ثانوي ‪.‬‬

‫‪Page | 5‬‬
‫دراسة هالة عبد الرحيم يوسف جاد (‪ :)۲۰۱۷‬بعنوان الذكاء الوجداني وعالقته بتقدير الذات‬
‫وجودة الحياة لدى عينة من طالب الجامعة‪ .‬رسالة دكتوراه التعرف على العالقة بين جودة الحياة‬
‫والذكاء الوجداني بتقدير الذات لدى طالب الجامعة من الجنسين‪ .‬واعتمدت الدراسة على المنهج‬
‫الوصفي االرتباطي المقارن‪.‬‬

‫وتمثلت نتائج الدراسة في‪ :‬توجد عالقة إحصائية دالة بين الذكاء الوجداني " األبعاد والدرجة‬
‫الكلية " وجودة الحياة " األبعاد والدرجة الكلية " لدى عينة من طالب الجامعة‪ .‬توجد فروق ذات‬
‫داللة إحصائية بين متوسطي درجات الذكور واإلناث من طالب الجامعة في جودة الحياة "األبعاد‬
‫والدرجة الكلية"‪ ،‬لصالح الذكور‪.‬‬

‫دراسة زينب هدار (‪ )۲۰۱۷‬بعنوان‪ :‬سمات الشخصية لدى طلبة الجامعة وفق قائمة العوامل‬
‫الخمسة الكبرى للشخصية لكوستا وماكري دراسة مقارنة بين الطلبة ذوي التفكير اإليجابي وذوي‬
‫التفكير السلبي بجامعة غرداية‪.‬‬

‫كما أوضحت النتائج وجود فروق ذات داللة إحصائية تعزى لمتغير الجنس في السمات التالية‪:‬‬
‫(اإلنبساط‪ ،‬المقبولية‪ ،‬اليقظة واالنفتاح) لصالح اإلناث ما عدا سمة العصابية فكان الفرق دال‬
‫لصالح الذكور‪.‬‬

‫مصطلحات الدراسة‪:‬‬

‫جودة الحياة‪ :‬تعد جودة أو نوعية الحياة واحدة من مجاالت البحوث والسياسات األسرع نموا‬
‫واهتماما في العالم حاليا‪ ،‬وهو مفهوم يعد مقياسا لرفاه األفراد والمجتمعات والشعوب‪ ،‬ويتم‬
‫الترويج له بشكل متزايد كوسيلة مساعدة التخاذ القرارات السياسية والتمويل العام‪ .‬ولكن ماذا‬
‫يعني هذا المفهوم‪ ،‬وكيف يمكن تفعيله؟‬

‫ويمثل مفهوم جودة الحياة أحد المفاهيم االيجابية في علم النفس وخاصة في التوجه اإلنساني‬

‫الوجودي بعد إن حرر فرانكل ‪ .Frankl V.‬هذا المفهوم من أصوله الفكرية والفلسفية ومنحه‬
‫إمكانية التوظيف اإلجرائي موضوعا جديرا بالبحث العلمي في علم النفس بعد الحرب العالمية‬
‫الثانية وبتأثير منها (فرانكل ‪.)95 ،۱۹۸۲‬‬

‫وقد بدأ في النصف الثاني من القرن العشرين االهتمام بجودة الحياة كمفهوم مرتبط بعلم النفس‬
‫اإليجابي حيث يؤكد أصحاب هذا االتجاه أهمية تبني نظرة إيجابية عن اإلنسان فأصبح مفهوم‬
‫جودة الحياة من األهداف الصحية للعديد من المنظمات والحكومات من أجل تحسين نوعية الحياة‬

‫وتنمية التوقعات االيجابية لدى الشعوب (‪)Ring. 2007: 178‬‬

‫وتناول أنور‪ ،‬وعبد الصادق (‪ )۲۰۱۰‬جودة الحياة بأنها تقيم الفرد لمستوى الخدمات المادية‬
‫والمعنوية التي تقدم له‪ ،‬ومدى قدرتها على إشباع حاجاته الذاتية والموضوعية‪ ،‬وفي سياق‬
‫اإلطار الثقافي والقيمي الذي يعيش فيه‪ ،‬وانعكاس ذلك على حالته الصحية والنفسية وعالقاته‬
‫االجتماعية وتوافقه مع البيئة المحيطة‪.‬‬
‫‪Page | 6‬‬
‫وتعرف الباحثة جودة الحياة على أنها شعور الفرد بمشاعر الصحة النفسية والمتمثلة في تمتعه‬
‫بقدر واف من السعادة والتفاؤل مع سالمة صحته الجسدية في ظل بيئة صحية مليئة بالمعاني‬
‫اإليجابية والعالقات الجيدة مع اآلخرينبما يشير بشكل عام إلى رضاه عن حياته‪.‬‬

‫عوامل الشخصية الخمس الكبرى ‪ :‬احتلت الشخصية االنسانية والعوامل المؤثرة في تكوينها مكانة‬
‫هامة في الدراسات النفسية واالجتماعية وذلك بقصد التعرف الى مكونات هذه الشخصية‪ ،‬وكيفية‬
‫تكيفها وتفاعلها مع البيئة المحيطة وبما يتيح نمو الشخصية وتطورها ‪.‬‬

‫وعلى الرغم من االتفاق على وحدة هذه الشخصية وتكاملها كنتاج اجتماعي من جهة وكمحرك‬
‫لتصرفات الفرد ومواقفه الحياتية من جهة أخرى فقد تعددت تعريفاتها تبعا للنظر اليها من جوانب‬
‫متعددة‪ .‬فقد عرفت الشخصية على انها المصطلح الذي يشير الى الفرد والى الطريقة التي يتم‬
‫بموجبها تنظيم سماته بحيث يدل كل ذلك عليه وعلى نشاطاته كفرد متميز عن غيره وبناءا على‬
‫ذلك فان اي وصف لشخصية الفرد من الواجب أن يأخذ باالعتبار مظهره العام وطبيعة قدراته‬
‫ودوافعه ودور افعاله وطبيعة الخبرات التي سبق ان مر بها ومجموعة القيم واالتجاهات والميول‬
‫التي توجه سلوكه (عدس وثوق‪ ،)٣٢٥ :۱۹۹۸ ،‬ويعرف (مايرز‪ )٢٠٠٤ ،‬الشخصية على أنها‬
‫النمط المنسق الذي يميز االفكار والمشاعر والسلوك‪ ،‬ويعرفها (سانتروك‪ )٢٠٠٣ ،‬على أنها‬
‫االفكار والمشاعر والسلوكيات الدائمة نسبيا التي تميز الطريقة التي يتكيف بها الفرد مع البيئة‪،‬‬
‫وهكذا يمكن القول بأن النظرة الحديثة لمفهوم الشخصية تشير الى النمط الدائم نسبيا لالفكار‬
‫والمشاعر والسلوك الذي يميز الفرد عن غيره وتتضمن هذه النظرة أمرين هامين هما ‪:‬‬

‫‪ -‬ان لكل فرد نمط خاصا من التفكير والمشاعر والسلوك يميزه عن غيره‪.‬‬

‫‪ -‬ان الشخصية ثابتة نسبيا خالل الزمن (الريماوي‪.)534: ١٩٩٩ ،‬‬

‫تعريف العوامل الخمسة الكبرى للشخصية‪ :‬هناك إجماع قوي ومتزايد على أن الشخصية يمكن أن‬
‫توصف بشكل دقيق من خالل عوامل الشخصية الخمس الرئيسية أو ما يطلق عليه نموذج العوامل‬
‫الخمس‪ ،‬أو نموذج العوامل الخمس الكبرى‪ ،‬حيث ال يوجد خالف بين أنصار هذا النموذج على أنه‬
‫كاف في وضع حدود الشخصية العادية ‪.‬‬

‫االغتراب‪ :‬ويعد مفهوم االغتراب ذا خصوصية مهمة‪ ،‬فهو يعد مؤشراً موثوقا ً به لتقييم سياسات‬
‫معينة خاصة بالتنمية االقتصادية‪ ،‬واالجتماعية‪ ،‬حتى السياسية‪ ،‬ومفهوم االغتراب يعكس كمعظم‬
‫مفاهيم العلوم االجتماعية سمات عصره‪ ،‬إذ يعتبر مرأة صادقة للسياق الذي يحيط بالفرد بتداعياته‬
‫االقتصادية‪ ،‬واالجتماعية‪ ،‬والسياسية‪ ،‬ولما كانت هذه المفاهيم كلها نتاج عقل إنساني يعكس‬
‫المفكرون سمات عصورهم من خالل مفاهيم تدرس واقعهم وتوصيفه وتقيمه‪.‬‬

‫ويصعب تناول االغتراب كمفهوم بعيداً عن االغتراب كحالة يشعر بها األفراد‪ ،‬أو حتى بعيداً عن‬
‫االغتراب كظاهرة تشهدها المجتمعات (الجوهري‪)٢٦ ،٢٠٠٤ ،‬‬

‫أدوات الدراسة‬

‫‪ -‬مقياس جودة الحياة‬


‫‪Page | 7‬‬
‫‪ -‬مقياس قائمة العوامل الخمسة الكبرى للشخصية (إعداد‪ :‬كوستا وماكري)‬

‫‪ -‬مقياس االغتراب السياسي (إعداد‪ :‬الباحثه)‬

‫عينة الدراسة‬

‫تكونت عينة الدراسة من (‪ )300‬مشارك من الذكور واإلناث‪ ،‬من أبناء البيئة الحضرية (العلياء و‬
‫الوسطى‪ ،‬و الدنيا)‪ ،‬بواقع (‪ ۱۰۰‬مشارك) لكل هنة‪ ،‬من مستويات دخل‪ ،‬وتعليمية متباينة‪،‬‬
‫ويتراوح المدى العمري ألفراد العينة من ‪ ٢٦ :19‬سنة‪ ،‬بمتوسط عمر العينة الكلية (‪)۲۲٫۰۹‬‬
‫سلة‪ ،‬وانحراف معياري قدره (‪ .)۱,۸۰‬واعتمدت الباحثة على أفراد العينة الذين يسهل عليها‬
‫االتصال بهم‪ ،‬أو الذين يقعون في متناول يدها وهي ما تعرف باسم "العينة المتاحة ‪.‬‬

‫منهج الدراسة‬

‫تم استخدام المنهج الوصفي االرتباطي المقارن‪.‬‬

‫نتائج الدراسة‬

‫توصلت الدراسة إلى النتائج التالية‪ :‬وجود فروق في جودة الحياة وأبعادها الفرعية (السالمة‬
‫الجسدية‪ ،‬والصحة النفسية‪ ،‬والعالقات االجتماعية والتواصل مع اآلخرين‪ ،‬وإدارة الوقت‪،‬‬
‫واالنبساطية‪ ،‬والصفاوة)‪ ،‬في اتجاه أبناء البيئة الحضرية العليا‪ ،‬ووجود فروق في متغيرات‬
‫العصابية‪ ،‬واالغتراب المجتمعي‪ ،‬في اتجاه أبناء البيئة الحضرية الدنيا‪.‬‬

‫وجود فروق ذات داللة إحصائية في (الطيبة‪ ،‬ويقظة الضمير‪ ،‬واالغتراب المجتمعي) في اتجاه‬
‫عينة اإلناث االغتراب المجتمعي‪ ،‬عدم وجود عالقة بين االغتراب وعوامل الشخصية الخمس‬
‫الكبرى‪ ،‬في حين توجد عالقة عكسية قوية بين االغتراب المجتمعي وجميع أبعاد متغير جودة‬
‫الحياة (السالمة الجسدية‪ ،‬والصحة النفسية‪ ،‬والعالقات االجتماعية والتواصل مع اآلخرين‪ ،‬وإدارة‬
‫الوقت‪ ،‬وكذلك الدرجة الكلية لجودة الحياة)‪ .‬وهذا يشير إلى احتمالية أن تزداد معدالت الشعور‬
‫باالغتراب المجتمعي مع انخفاض جودة الحياة‪ ،‬والعكس صحيح‪.‬‬

‫‪:‬المرجع‬

‫التالوي ‪,‬إيناس ‪ ,‬العتيق‪ ,‬أحمد مصطفى ‪,‬الطيب‪ ,‬محمد عبد الظاهر(‪ )2019‬جودة‬

‫الحياة وعالقتها باالغتراب المجتمعي دراسة مقارنة في بيئات متباينة‪ ,‬مجلة العلوم‬

‫البيئية‪ ,‬معهد الدراسات والبحوث البيئية‪ ,‬جامعة عين شمس‪.‬‬

‫‪Page | 8‬‬

You might also like