ص بالتعليق واإللغاء ما ...من قبل َه ْب واألمر هب قد ألزماو ُخ َّ تعلم ولغير الماض من ...سواهما اجعل كل ما له زكن كذا َّ "وخص بالتعليق" ،وهو إبطال العمل لفظا ال محال ". واإللغاء" هو إبطاله لفظا ومحال. "ما" ذكر "من قبل هب" من أفعال القلوب ،وهو أحد عشر فعال ،وذلك ألن هذه األفعال ال تؤثر فيما دخلت عليه تأثير الفعل في المفعول؛ ألن متناولها في الحقيقة ليس هو األشخاص وإنما متناولها األحداث التي تدل عليها أسامي الفاعلين والمفعولين ،فهي ضعيفة العمل؛ بخالف أفعال التصيير. امتناع التعليق واإللغاء وإنما لم يدخل التعليق واإللغاء "هب" و"تعلم" -وإن كان قلبيين -لضعف شبههما بأفعال القلوب ،من حيث لزوم صيغة األمر.كما أشار إليه بقوله" :واألمر هب قد ألزما ،كذا تعلم" "ولغير الماض" وهو :المضارع ،واألمر ،واسم الفاعل ،واسم المفعول ،والمصدر "من سواهما"؛ أي :سوى "هب" و"تعلم" ،من أفعال الباب "اجعل كل ماله" ،أي: للماضي "زكن" ،أي :علم ،من األحكام ،من نصب مفعولين هما في األصل مبتدأ وخبر نحو" :أظن زيدا قائما" ،ويا هذا ظن زيدا قائما ،و"أنا ظان زيدا قائما" ،و"مررت برجل مظنون أبوه قائما" ،و"أعجبني ظنك زيدا قائما" شروط اإللغاء في باب ظن وأخواتها ويقول ابن مالك: وجوز اإللغاء ال في االبتدا ...وانو ضمير الشأن أو الم ابتدا في موهم إلغاء ما تقدما ...والتزم التعليق قبل نفي "ما" و"إن" و"ال" الم ابتداء أو قسم ...كذا واالستفهام ذا له انحتم "وجوز اإللغاء ال في" حال "االبتدا" بالفعل ،بل في حال توسطه أو تأخره ،وصدق ذلك بثالث صور: األولى :أن يتوسط الفعل بين المفعولين ،واإللغاء واإلعمال حينئذ سواء ،كقوله: أظن ُ ربع الظاعنين " ...فلم تعبأ بعذل العاذلينا" شجاك ُ يروى برفع "ربع" على أنه فاعل "شجاك" :أي أحزنك ،و"أظن" :لغو ،وينصبه على أنه مفعول أول لـ"أظن"، و"شجاك" :المفعول الثاني مقدم. الثانية :أن يتأخر عنهما ،واإللغاء حينئذ أرجح ،كقوله: آت الموت تعلمون فال ير ...هبكم من لظى الحروب اضطرام زيدا قائماً". الثالثة :أن يتقدم عليهما وال يبتدأ به ،بل يتقدم عليه شيء ،نحو" :متى ظننت ً واإلعمال حينئذ أرجح ،وقيل :واجب. آراء العلماء حول حكم اإللغاء للفعل المتقدم في باب ظن وال يجوز إلغاء المتقدم ،خالفا للكوفيين واألخفش؛ "وانو ضمير الشأن"؛ ليكون هو المفعول األول ،والجزآن جملة في موضع المفعول الثاني "أو" انو "الم ابتدا" لتكون المسألة من باب التعليق "في موهم إلغاء ما تقدما" كقوله: تنويل ُ إخال لدينا منك وآمل أن تدنو َّ مود ُتها ...وما ُ ُ أرجو وقوله: األدب الشيمة مالك أيت ر ي كذاك أُدبت حتى صار من خلقي ِّ ... أن ُ ُ فعلى األول التقدير :إخاله ،ورأيته :أي الشان ،وعلى الثاني لمالك ،وللدينا ،فالفعل عامل على التقديرين. نعم يجوز أن يكون ما في البيتين من باب اإللغاء؛ لتقدم "ما" في األول و"إني" في الثاني على الفعل ،لكن األرجح خالفه ،كما عرفت ،فالحمل على ما سبق أولى. شروط التزام التعليق في باب ظن "والتزم التعليق" عن العمل في اللفظ -1إذا وقع الفعل قبل شيء له الصدر ،كما إذا وقع "قبل نفي ما" النافية ،نحوَ{:لَق ْد ع ِّلم َت ما ه ُؤ ِّ الء َ ْ َ َ َيْن ِّطُقو َن} -2وقبل "إن ،وال" النافيتين في جواب قسم ملفوظ أو مقدر ،نحو":علمت وهللا إن زيد قائم ،و"علمت إن زيد قائم" ،و"علمت وهللا ال زيد في الدار وال عمرو" ،و"علمت ال زيد في الدار وال عمرو" اه} ،وكقوله: ر تَ اش ْ نِّ ملَ ا و مل -3وقبل "والم ابتداء أو" الم جواب "قسم كذا" ،نحو{:وَلَق ْد ع ِّ َُ َ ُ َ َ إن المنايا ال تطيش سهامها لتأتين منيتي َّ ... َّ علمت ُ ولقد ِّ " -4واالستفهام ذا" الحكم "له انحتم" سواء كان بالحرف ،نحوَ { :وِّإ ْن أَ ْد ِّري أَ َق ِّريب أَ ْم َبعيد َما ُت َ وع ُدو َن} -أم باالسم ،سواء كان االسم مبتدأ نحوِّ {:لَن ْعَل َم أَي اْل ِّح ْزَبْي ِّن أَ ْح َصى}َ { ،وَل َت ْعَل ُم َّن أَيَنا أَ َشد َع َذ ًابا} -أم خبرا ،نحو" :علمت متى السفر" -أم مضافا إليه المبتدأ ،نحو" :علمت أبو من زيد" ظَل ُموا أَ َّي ُمْنَقَلب َيْنَقِّلُبو َن} فـ"أي" :نصب على المصدر بما بعده ،أي: ين َ -أم فضلة ،نحو{ :وسيعَلم َّال ِّ ذ َ ينقلبون منقلبا؛ أيُ ْ َ َ َ: انقالب ،وليس منصوبا بما قبله ً -ألن االستفهام له الصدر؛ فال يعمل فيه ما قبله. تنبيهات تتعلق بالتعليق واإللغاء في باب ظن األول :إذا كان الواقع بين المعلق والمعلق غير مضاف ،نحو":علمت زيدا من هو" ،جاز نصبه ،وهو األجود؛ ولكونه غير مستفهم به وال مضاف إلى مستفهم به أيضا رفعه؛ ألنه المستفهم عنه في المعنى ،وهذا شبيه بقولهم" :إن أحدا ال يقول وجاز ً ذلك" ،فـ"أحد" هذا ال يستعمل إال بعد نفي وهنا قد وقع قبل النفي؛ ألنه والضمير في "ال يقول" شيء واحد في المعنى. أيضا "لعل" ،نحوَ {:وِّإ ْن أَ ْد ِّري َل َعَّل ُه ِّف ْتَنة} .ذكر ذلك أبو علي في التذكرة الثاني :من المعلقات ً و"لو" الشرطية؛ كقوله "من الطويل": حاتما ...أراد ثراء المال كان له وفر وقد علم األقوام لو أن ً و"إن" التي في خبرها الالم ،نحو":علمت إن زيدا لقائم" ،ذكر ذلك جماعة من المغاربة. والظاهر أن المعلق إنما هو الالم ال "إن" إال أن ابن الخباز حكى في بعض كتبه أنه يجوز" :علمت إن زيدا قائم" ،بالكسر مع عدم الالم ،وأن ذلك مذهب سيبويه ،فعلى هذا المعلق "إن". الثالث :قد عرفت أن اإللغاء سبيله عند وجود سببه الجواز ،والتعليق سبيله . الوجوب ،وأن الملغى ال عمل له البتة ،والمعلق عامل في المحل ،حتى يجوز العطف بالنصب على المحل ،كقوله: وما كنت أدري قبل عزة ما البكا ...وال موجعات القلب حتى تولت يروى بنصب "موجعات" بالكسرة عطفا على محل قوله "ما البكا". ووجه تسميته تعليقا أن العامل ملغى في اللفظ عامل في المحل؛ فهو عامل ال عامل ،فسمي معلقا أخ ًذا من المرأة المعلقة التي ال مزوجة وال مطلقة. ولهذا قال ابن الخشاب :لقد أجاد أهل هذه الصناعة في هذا اللقب لهذا المعنى. ظْر أَي َها أَ ْزَكى الرابع :قد ألحق بأفعال القلوب في التعليق أفعال غيرها ،نحوَ { :فْلَيْن ُ احِّب ِّه ْم ِّم ْن طعاما}َ { ،فس ُتب ِّصر ويب ِّصرو َنِّ ،بأ َِّي ُكم اْلم ْف ُتو ُن}{ ،أَوَلم ي َت َف َّكروا ما ِّبص ِّ َ ْ َ ُ َ َ ُ َِّ ُ ْ ُ َ ُ ْ َ ً َ َ ين}َ { ،وَي ْس َتْنبُئوَن َك أَ َحق ُه َو} ِّجَّنة}{ ،يسأَلو َن أََّيان يوم ِّ الد ِّ َ َْ ُ َْ ومنه ما حكاه سيبويه من قولهم :أما ترى أي برق ههنا. تنبيه ابن مالك على ظن وعلم يقول ابن مالك: وظن ُتهمه ...تعدية لواحد ُملتزمه" فان َّرع"ِّلعِّلم ِّ ََ ْ ُ إذا كانت (علم) مبعىن (عرف) تعدت إىل مفعول واحد ،كقولك :علمت زيدا؛ أي :عرفته. للاه أَ ْخ َر َج هك ُْم ِم ُْن بهطه ُِ ون أ َّهم َه ُاتِ هك ُْم ال تَ ْعلَ همو َُن َش ْيئاُ} ؛ أي :ال تعرفون. ومنه قوله تعاىلَ { :و ُ وكذلك إذا كانت (ظن) مبعىن (اهتم) تعدت إىل مفعول واحد .كقولك :ظننت ُزيدا؛ أي: اهتمته. وتقول" :سرق مالي" و"ظننت زيدا" :أي اتهمته ،واسم المفعول منه "مظنون" و"ظنين" ،قال هللا تعالىَ { :و َما ُه َو َعَلى اْل َغْي ِّب ِّب َض ِّنين} :أي بمتهم. وإنما خص هو "علم" و"ظن" بالتنبيه ألنهما األصل؛ إذ غيرهما ال ينصب المفعولين إال إذا كان بمعناهما ،وأيضا فغيرهما عند عدم نصب المفعولين يخرج عن القلبية غالبا ،بخالفهما.