‫التجارة في سلطنة عمان‬

‫تاريخ حضارة عمان‬

‫تحت إشراف‪ :‬د‪.‬ضحى آل ثاني‬

‫الفصل‪ :‬األول ‪2022/2023‬‬
‫عمل الطلبة‪:‬‬
‫ريم ناصر الكندية ‪٢٠٢٠١١٢٥٢٧‬‬
‫زينة سالم الخنجرية ‪٢٠٢٠١١٠٤٤٠٥‬‬
‫عائشة سعيد الهنائية ‪٢٠٢٠١١٠٤٣٣٦‬‬
‫هبة سالم البوصافية ‪٢٠٢٠١١٣٣٦٢‬‬

‫‪1‬‬
 ‫الفهرس‬

‫المقدمة………………………………………………………………………‪٣‬‬

‫الطرق التجارية و البرية والبحرية………………………………………………‪٤.‬‬

‫الموانئ والسلع التجارية………………………………………………………‪٦.‬‬

‫الخاتمة……………………………………………………………………‪٨..‬‬

‫المراجع……………………………………………………………………‪٩..‬‬

‫‪2‬‬
 ‫المقدمة‬

‫امتازت سلطنة عمان بموقعها الجغرافي الفريد الواقع في أقصى الجنوب الشرقي لشبه الجزيرة‬
‫تحد ها المملكة العربية السعودية شماال ً واليمن من الجنوب‪ .‬وتطل على كل من خليج عمان‬ ‫ّ‬ ‫العربية‪ ،‬و‬
‫وبحر العرب ومضيق هرمز أيضا ً‪ .‬الذي وهبها أهمية عظمى وأفضلية كبيرة في عدة نواحي‪ ،‬منها‬
‫الجغرافية والسياسية واإلقتصادية‪ .‬تكمن أهمية موقعها في إطاللها على المضيق األهم‪ ،‬وهو مضيق هرمز‬
‫الذي يعد من أهم الموانئ البحرية عالمياً‪ ،‬وتمر من عبره أكثر من ‪ ٪٧٠‬من واردات النفط وصادرات‬
‫الغاز والتجارة حديثا ً‪.‬‬
‫كانت عمان قديما ً ملتقى للسفن والتجارة بسبب موقعها االستراتيجي ليجعلها من أنسب المناطق‬
‫للموانئ البحرية واعتبرت حلقة الوصل التجاري على مر السنين والعصور‪ .‬وأدت هذه العوامل إلى‬
‫ازدهار الحركة التجارية والبحرية والبرية‪ .‬يتناول البحث الرائد موضوع التجارة في عمان عبر العصور‬
‫ويسلط الضوء على الحركة التجارية البحرية والبرية والطرق التي سلكها و ارتادها العمانيين قديما ً‬
‫وحديثا ً ما بعد النهضة المباركة‪.‬‬

‫‪3‬‬
 ‫الطرق التجارية البرية والبحرية‪:‬‬

‫استغل العمانيون منذ القدم مميزات موقعها الجغرافي‪ ،‬وتضاريسها التي سمحت بأن تكون مرفأ آمن‬
‫للسفن من الظروف المناخية‪ ،‬وكذلك من القرصنة‪ .‬و بسبب ذكائهم في استغالل مواردهم تميز العمانيون‬
‫في المالحة والتجارة البحرية و أصبحوا روادا ً‪ .‬لدى مجان موقع جغرافي مهم جدا لطريق يعرف بطريق‬
‫الحرير الذي كان يربط أفريقيا و آسيا و أوروبا ببعضهم البعض‪ .‬وأما عن مسقط فكانت الميناء األهم لنقل‬
‫السلع مثل الحرير والمنسوجات من الصين‪ ،‬و التوابل من الهند وأفريقيا وكذلك األخشاب ‪.‬ارتبطت‬
‫عمان قديما ً ببالد الرافدين و بالد السند‪.‬و قد ذكرت تلك العالقة في المصادر المسمارية لبالد‬
‫الرافدين‪.‬كانتـ عمان تشكل عمل الوسيط لمرافئ بالد السند و الخليج العربي وغيرها من المرافئ‪.‬‬

‫هناك عوامل أدت في إزدهار المواصالت البحرية وهي قرب الجغرافي بين المواقع الحضارية‪ ،‬كما أن‬
‫اإلنتقال البحري كان سلساً‪ ،‬و احتياج المراكز التجارية لسلع بعضها‪ ،‬كذلك الرياح الموسمية التي سيرت‬
‫السفن التجارية‪ .‬و من متطلباتهاـ أنها كانت تحتاج وجود محطات ومراكز تجارية لتزويد المركبات بالمؤن‬
‫في رحالتهم ‪ .‬كانوا يمرون عند سواحل معينة في رحتلهم التي كانت تبدأ من جزيرة فيلكا‪ ،‬بعدها‬
‫جزيرة تاروت‪ ،‬مرورا ً عند دلمون‪ ،‬بعدها تقوم بتفريغ و تحميل بعض البضائع في حضارة أم النار‪ .‬وأخيرا ً‬
‫تصل إلى المستوطنات العمانية مرورا ً بسواحلهاـ وموانئها التي تبدأ من شمالها ووسطها في رأس الجنز و‬
‫نهايتها في الجنوب عند ظفار‪.‬‬

‫توجد العديد من الطرق البحرية التي كانت تصل موانئ بالد فارس‪ ،‬و بالد السند و الهند‪ .‬ومن أهمها‬
‫هي التي كانت تسير وهي تتجنب الرياح‪ .‬و كانت الوجهه تبدأ من الموانئ العمانية الى بالد السند‬
‫لتبديل و شحن سلعهم وتزويدهم بالموارد ‪ .‬في األلف األول قبل الميالد أوجد طريق بحري آخر للسفن‬
‫العمانية بداية من ميناء سمهرم لنقل اللبان إلى ميناء قنا في اليمن و بعدها تستلم الطرق البرية‬
‫البضاعة و تنقلها للجنوب وصوال ًللبحر المتوسط ثم الحضارة المصرية ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫صنفت أنواع التجارة في عمان إلى طويلة المدى مع بالد الرافدين و بالد فارس وبالد السند و الهند‪ ،‬و‬
‫قصيرة المدى مع المستوطنات في الخليج العربي‪ .‬ما يؤكد وجود التواصل الحضاري قديما ً كانت القطع‬
‫األثرية التي وجدت في الخليج العربي‪ ،‬العراق‪ ،‬الهند ‪ ،‬بالد فارس‪ ،‬اليمن‪،‬و اليونان ‪.‬أما عن الطرق‬
‫البرية فقد كانت تتحدد بسبب الطبوغرافية التي كانت تتشكل على شكل قوس من الهضاب‬
‫والمرتفعات الجبلية ‪،‬و منابع الماء‪ ،‬و ما إذا كانت المنطقة آمنة وخالية من قطاع الطرق‪ .‬كل هذه‬
‫العوامل أدت إلى توفير نطاق آمن و مريح و حلقة وصل التبادل التجاري الداخلي والساحلي بين‬
‫المستوطنات ومن أشهر الطرق البرية كان يبتدأ من وادي الجزي وطريق البريمي أما عن الوسيلة التي‬
‫كانت تحمل بها البضائع هي عن طريق الماشية مثل اإلبل و الحمير‪.‬‬

‫الشكل (‪)1‬الطرق البحرية بين عمان والمراكز التجارية المجاورة في األلف الثالث ق‪.‬م‬
‫الجرو‪،‬ـ أسمهان ‪،‬تاريخ عمان و دراسات في الحضارة االسالمية‪ ،‬سلطنة عمان‪ ،‬جامعة السلطانـ قابوس‪ ،‬الطبعة الثانية (‪2009‬م‪-‬‬
‫‪1430‬هـ)‬

‫‪5‬‬
 ‫الموانئ و السلع التجارية‪:‬‬
‫لعبت الموانئ العمانية دورا مهما في التجارة واالقتصاد في عمان منذ القدم‪ .‬و هي تعتبر مركز ثقل‬
‫دولي يعترف به‪ .‬ونظرا ً لقدم التاريخ العماني في التجارة البحرية ‪ ،‬سنسلط الضوء على الدور الهام الذي‬
‫لعبه التجار العمانيون في هذه المواني و النشاط التجاري البحري‪.‬‬
‫أدى الموقع الجغرافي لسلطنة عمان‪ ،‬إلى كثرة مرتاديها من البحر‪ .‬و كانت تشكل شرايين الحياة‬
‫للتجار العمانيين و التجار بشكل عام‪ ،‬حيث كانت تعتبر عمان شبه جزيرة ألن المياه تحيط بها من‬
‫ثالثة جهات‪.‬‬

‫و من أهم الموانئ العمانية منذ القدم‪:‬‬

‫‪ -١‬ميناء مسقط‬
‫أو كما سماه العالم الجغرافي اليوناني "بطليموس" الميناء الخفي‪.‬‬
‫كان هذا الميناء نقطة إلتقاء مهم للتجارة بين المحيط الهندي والبحر األبيض المتوسط وكان حلقة‬
‫الوصل بين الشرق و الغرب؛ و كان ميناء مسقط الميناء الرئيسي عمان منذ القدم‪ .‬حيث كان‬
‫التجار المتجهين الى الهند و الصين و شمال افريقيا‪ ،‬يلتقون في ميناء مسقط للتزود بالمياه و‬
‫الذي شكل النقطة الحيوية لهم‪.‬‬
‫من أهم الواردات لهذا الميناء؛ التوابل ‪ ،‬الشاي ‪ ،‬الذهب ‪ ،‬العاج‪ ،‬الحرير‪ ،‬األخشاب‪ ،‬و البضائع‬
‫األخرى من الهند و الصين‪ .‬باإلضافة إلى أنه كان الموزع الوحيد للسكر و أغلب تجارة البن‬
‫اليمني في الخليج‪.‬‬

‫‪ -٢‬ميناء سمهرم‬
‫يقع ميناء سمهرم في ظفار‪ ،‬و يعتبر هذا الميناء من أشهر الموانئ القديمة في شبه الجزيرة‬
‫العربية‪ .‬و همزة الوصل بين القارة الهندية واألفريقية األوروبية‪ ،‬مما أكسبه مكانة تاريخية‪،‬‬
‫باإلضافة إلى أنه كان المرسى للعديد من السفن الفرعونية ‪،‬والرومانية‪ .‬و الذين كانوا يتوافدون‬
‫الى ظفار‪ .‬اشتهر هذا الميناء في تصدير اللبان الى الحضارات المجاورة ‪،‬وباألخص الحضارات‬
‫المصرية إلى عهد الملك حتشبسوت‪ ،‬حيث وجدت العديد من الرسومات في أحد المعابد‬
‫الفرعونية‪ .‬و قاموا أيضا ً بتصدير العطور ‪ ،‬األعشاب الطبية ‪،‬و البخور‪.‬‬

‫‪6‬‬
 ‫‪ -٣‬ميناء ودام الساحل‬
‫يقع الميناء بوالية المصنعة‪ .‬ويعتبر أحد أهم الموانئ في التاريخ العماني‪ .‬و كان هذا الميناء‬
‫المركز األساسي لتصديدر التمور إلى سفن صور و مسقط‪.‬‬

‫‪ -٤‬ميناء صحار‬
‫إكتسب ميناء صحار أهمية كبيره قبل وبعد اإلسالم‪ .‬و كان ذلك بسبب موقعه االستراتيجي الذي‬
‫يقع على البحر‪ ،‬و تعرف "قصبة عمان"‪ .‬و كان بها عدد ال يحصى من التجار‪ .‬صدر التجار‬
‫العمانيون قديما ً النحاس ‪ ،‬الجلد ‪ ،‬الزراعة ‪ ،‬والمنسوجات من ميناء صحار‪.‬‬

‫‪ -٥‬ميناء مصيرة‬
‫ذكر هذا الميناء في الكتابات اليونانية‪ ،‬حيث ذكره المالح "اليوناني نيارخوس" ( ‪325‬م)؛ وأطلق‬
‫على جزيرة مصيرة اسم "اوجيرس"‪ .‬واشتهر ميناء مصيرة بتصدير األسماك الجافة مثل العوال ‪،‬‬
‫الصفيلح ‪ ،‬الشعري ‪ ،‬الجيذر‪،‬و غيرها العديد؛ وباإلضافة إلى مياه الشرب‪.‬‬

‫‪ -٦‬ميناء صور‬
‫و الذي يعتبر من أشهر و أقدم الموانئ العمانية وأكثرها ازدهارا ً‪ .‬حيث كان يلعب دورا ً حيويا ً في‬
‫التجارة و كان يصل بين الموانئ الصينية ‪ ،‬العراق ‪ ،‬بالد فارس ‪ ،‬الهند ‪ ،‬الخليج العربي ‪ ،‬و شرقي‬
‫افريقيا‪ .‬باإلضافة إلى أن هذا الميناء يعتبر راحة للسفن و التجار‪ .‬تميز ربابنة و نواخذة هذا الميناء‬
‫بالبراعة في الكثير من علوم البحار ‪ ،‬الفلك ‪ ،‬معرفة مسالك البلدان ‪ ،‬و مختلف الموانئ عبر‬
‫القارتين الهندية واإلفريقية‪ .‬عرفت صور منذ القدم وحتى اآلن بامتالكها أساطيل من السفن‬
‫التجارية و التي صنعت بأيدي أهل العفية الذين كانوا يبرعون في صناعتها و قيادتها‪ ،‬و كانوا‬
‫يصدرون هذه السفن إلى مختلف البلدان‪ .‬و ساهمت صناعة السفن إلى ازدهار التجارة في عمان‬
‫بشكل واسع‪ ،‬بحيث أنها أكسبتهم خبرات و مهارات أكثر في البحار و السفن‪ .‬و صنعوا هذه‬
‫السفن باستخدام أنواع خاصة من األخشاب و التي تم استيرادها من الهند؛ وأهم هذه األخشاب و‬
‫أكثرها كفاءة و قوة لصناعة السفن ؛ الساج‪.‬‬

‫‪7‬‬
 ‫الخاتمة و اآلراء‪:‬‬

‫و في ختام موضوعنا المتعلق بالتجارة في عمان نجد أن عمان منذ القدم كانت وال زالت من رواد‬
‫البحار بسبب ازدهارها في مجال التجارة سواء كانت بحرية أو برية و العوامل التي أدت إلى ازدهارها و‬
‫موانئها المتعددة التي كانت تستورد وتنقل العديد من السلع القيمة كما ذكرنا في التقرير سابقا ‪ .‬في‬
‫منظورنا‪ ،‬نرى أن عمان استغلت موقعها الجغرافي بشكل صحيح و بسبب ذلك ترتبت نتائج إيجابية‬
‫لعمان حيث أن الحضارات القديمة وثقت بها و وطدت عالقاتها بها مما جعلها تخلف جاليات من بقاع‬
‫األرض فيها‪.‬و أيضا السلع التي كانت تصدر كانت اكيدا ذات جودة عالية مما جعلت الحضارات األخرى‬
‫ترتاد عمان و تتبادل سلعها معها و مثاال على ذلك هي الكتابات الفرعونية و المسمارية ‪.‬‬

‫‪8‬‬
 ‫المراجع‪:‬‬
‫خليل‪ ،‬فخري ‪ ،‬تاريخ الحضارة العربية اإلسالمية‪ ،‬سلطنة عمان ‪ ،‬دار الصفاء‪ ،‬طبعة ثانية‪،‬‬ ‫●‬
‫‪ 1434-2013‬هجرية‪.‬‬
‫وزارة النقل واالتصاالت‪ ،‬المديرية العامة للموانئ العمانية‪ ،‬الموانئ في سلطنة عمان‪،‬‬ ‫●‬
‫مسقط – سلطنة عمان‪.‬‬
‫الجرو‪ ،‬أسمهان ‪،‬تاريخ عمان و دراسات في الحضارة االسالمية‪ ،‬سلطنة عمان‪ ،‬جامعة‬ ‫●‬
‫السلطان قابوس‪ ،‬الطبعة الثانية (‪2009‬م‪1430 -‬هـ)‬

‫‪9‬‬