الخطيب الشربيني ومنهجه في مختلف الحديث من خلال كتابه مغني المحتاج

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 32

‫الخطيب الشربيني ومنهجه في مختلف الحديث من خالل كتابه‪ :‬مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج‪.

‬‬
‫الباحث ‪:‬فاروق بن هادي علي يحيى الخوالني‬

‫الخطيب الشربيني ومنهجه في مختلف الحديث من خالل كتابه‪ :‬مغني‬


‫المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج‪.‬‬
‫الباحث ‪:‬فاروق بن هادي علي يحيى الخوالني‬
‫‪8‬‬
‫‪ -‬قسم علوم القرآن والدراسات اإلسالمية ـ كلية اآلداب ـ جامعة إب‬

‫ملخص‬
‫البحث‪:‬‬
‫يهدف هذا البحث إلى التعريف بالخطيب الشربيني ومنهجه في مختلف الحديث من خالل‬
‫كتابه (مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج‪ ,‬وكتابه مغني المحتاج يعتبر من أهم الشروح‬
‫لكتاب منهاج النووي‪ ,‬وقد استخدم الباحث المنهج االستقرائي التاريخي عند التعريف بالخطيب‬
‫الشربيني‪ ,‬كما استخدم المنهج الوصفي عند عرض منهج المؤلف‪ ,‬وأسلوبه في الكتاب‪ ,‬وكان من‬
‫أبرز النتائج التي توصل إليها الباحث‪ :‬أن الخطيب الشربيني من أبرز علماء الفقه الشافعي‪ ,‬جمع‬
‫إلى ذلك علوماً أخرى من التفسير وعلوم اللغة وأصول الفقه والدين‪ ,‬وله آثار علمية كثيرة ومفيدة‬
‫ومتنوعة‪ ,‬والراجح أن اسم والده محمد‪ ,‬وقد وهم من نقل غير ذلك‪ ,‬وقد جمع المؤلف في كتابه‬
‫إلى جانب الفقه الشافعي آراء ومذاهب أخرى‪ ,‬وكذلك ذكر فيه بعض العلوم األخرى‪ ,‬وكتب بلغة‬
‫مميزة وأسلوب علمي سهل ‪,‬ومادة غزيرة جمعها من مصادر ومراجع متنوعة ومتعددة‪ ,‬وهو ثالث‬
‫ثالثة من الشروح المعتبرة على منهاج الطالبين لإلمام النووي‪ ,‬وقد سلك الخطيب منهج العلماء في‬
‫دفع التعارض بين األدلة الواردة في السنة النبوية ‪,‬وذلك إما بالجمع بينها وإعمال كال الدليلين أو‬
‫الترجيح عند تعذر الجمع بأحد وجوه الترجيح المعتبرة عند العلماء ‪,‬أو النسخ ألحد الدليلين عند‬
‫تعذر الجمع‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬الخطيب‪ ,‬الشربيني‪ ,‬منهاج ‪ ,‬مغني المحتاج‪.‬‬

‫العدد (‪ )81‬ديسمبر ‪0208‬م‬ ‫‪942‬‬


‫‪0‬ــــ‪0282‬م‬
‫الخطيب الشربيني ومنهجه في مختلف الحديث من خالل كتابه‪ :‬مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج‪.‬‬
‫الباحث ‪:‬فاروق بن هادي علي يحيى الخوالني‬

‫مقدمة‬
‫الحمد هلل رب العالمين‪ ,‬الذي رفع بالعلم من شاء من عباده‪ ,‬وحكم بالوضع على من أعرض‬
‫عن تعلم كتابه‪ ,‬وخالف سنة نبيه صلى اهلل عليه وعلى آله وسلم‪ ,‬وجعل كالم نبيه صلى اهلل عليه‬
‫طقُ عَنْ الْهَوَى (‪ )3‬إِنْ هُوَ إِالاَ‬
‫وعلى آله وسلم وحياً أوحاه إليه فزكاه في نطقه ومقاله فقال‪( :‬وَمَا يَنْ ِ‬
‫َوحْيٌ يُوحَى (‪ [))4‬النجم‪ ,]4 ,3 :‬وشرع لنا االقتداء به‪ ,‬وال نجاة إال في اتباعه والسير على‬
‫منهاجه‪ ,‬واالرتواء من معينه‪ ,‬فصلى اهلل وسلم عليه وعلى آله وصحبه وأزواجه ومن استن بسنته إلى‬
‫يوم الدين‪ ,,‬وبعد‪:‬‬
‫فإن من أجل ما صُرِفَتْ فيه األوقات‪ ,‬وأُنفقت فيه نفائس األموال هو علم السنة النبوية‬
‫المصدر الثاني من مصادر التشريع‪ ,‬واللسان المبين والموضح لما أُجمل أو أُشكل في القرآن‬
‫العظيم‪ ,‬ولذا كانت مصدرا رئيساً بعده‪ ,‬وإليها يلتجأ المستدل ليؤيد رأيه ومستدله‪ ,‬ومن األعالم‬
‫العالمة اإلمام‪ ,‬شمس الدين‪ ,‬محمد بن أحمد الخطيب الشربيني الشافعي (المتوفى‪299 :‬هـ)‪,‬‬
‫مصنف كتاب‪" :‬مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج"‪ ,‬وقد جمع فيه جُلاَ أحاديث‬
‫األحكام عند استدالله لألقوال الفقهية التي ذكرها اإلمام النووي في كتابه "منهاج الطالبين‪ ,‬وعمدة‬
‫المفتين"‪ ,‬الذي هو المعتمد عند فقهاء الشافعية في الفقه‪ ,‬وقد أحببت أن أشارك في خدمة هذا‬
‫الكتاب المختص بشرح أهم كتب الشافعية‪ ,‬وأبين مكانة السنة النبوية عند مصنفه من حيث‬
‫االستدالل واالستشهاد‪ ,‬من خالل هذا الكتاب‪ ,‬وسميته‪:‬‬
‫« منهج الخطيب الشربيني في الحديث‪ ,‬من خالل كتابه مغني المحتاج إلى معرفة معاني‬
‫ألفاظ المنهاج»‪.‬‬
‫وقد أفردت هذا البحث من الدراسة وجعلت عنوانه‪( :‬الخطيب الشربيني (ت‪ :‬ومنهجه في‬
‫مختلف الحديث من خالل كتابه مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج)‪.‬‬
‫أسباب اختيار الموضوع‪:‬‬
‫‪ .1‬الرغبة الشخصية في معرفة منهج اإلمام الشربيني في مختلف الحديث‪ ,‬من خالل كتابه‪:‬‬
‫كتابه مغني المحتاج‪ ,‬كونه من أهم شروح المنهاج للنووي‪ ,‬ولم أجد من تناول منهجه في‬
‫مختلف الحديث بالبحث ـ حسب علمي ـ‪.‬‬
‫‪ .9‬المساهمة في خدمة تراث الفقه الشافعي وذلك من خالل التعريف بأحد كتبه المعتمدة‪.‬‬
‫‪ .3‬االطالع على تراث الخطيب الشربيني‪ ,‬وإبراز مكانته كفقيه ومحدث‪ ,‬وله جهود مشتركة‬
‫في علمي الحديث والفقه‪ ,‬وهو مشارك في جل العلوم اإلسالمية‪.‬‬

‫العدد (‪ )81‬ديسمبر ‪0208‬م‬ ‫‪952‬‬


‫‪0‬ــــ‪0282‬م‬
‫الخطيب الشربيني ومنهجه في مختلف الحديث من خالل كتابه‪ :‬مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج‪.‬‬
‫الباحث ‪:‬فاروق بن هادي علي يحيى الخوالني‬

‫أهمية الموضوع‪:‬‬
‫‪ .1‬مكانة الخطيب الشربيني وعلو مكانته في الفقه الشافعي‪.‬‬
‫‪ .9‬مكانة كتاب (مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج) كونه من أهم شروح كتاب (منهاج الطالبين‬
‫وعمدة المفتين)‪ ,‬لإلمام النووي‪ ,‬مع مكانة األصل ألنه من الكتب المعتمدة في الفقه الشافعي‪.‬‬
‫‪ .3‬حاجة الكثير ممن ينتسبون إلى المذهب الشافعي إلى معرفة منهج الخطيب الشربيني في‬
‫الحديث‪ ,‬وبيان معالم منهجه في االستدالل بالسنة النبوية‪ ,‬ومعرفة طريقته في التوجيه‬
‫والتأييد لألقوال الفقهية‪.‬‬
‫أهداف الدراسة‪:‬‬
‫‪ .1‬إبراز مكانه الخطيب الشربيني العلمية‪.‬‬
‫‪ .9‬التعريف بمنهج الخطيب في مختلف الحديث من خالل كتابه‪( :‬مغني المحتاج إلى معرفة معاني‬
‫ألفاظ المنهاج) وما يحتويه من مادة علمية قيمة‪.‬‬
‫‪ .3‬بيان اهتمام الخطيب بدفع التعارض بين األدلة من السنة النبوية بأحد وجوه الدفع المعتبرة عند‬
‫علماء الحديث والفقه‪.‬‬
‫منهج البحث‪:‬‬
‫لقد استخدمت المنهج االستقرائي الوصفي وذلك عند التعريف بالخطيب ومنهجه في مختلف‬
‫الحديث من خال كتابه المذكور‪.‬‬
‫خطة البحث‪:‬‬
‫اقتضت خطة البحث أن تتكون من مقدمة ومبحثين وخاتمة‪.‬‬
‫المقدمة‪ :‬وفيها (أسباب اختيار البحث‪ ,‬وأهميته ‪,‬وأهدافه‪ ,‬ومنهجه‪ ,‬وخطته)‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬التعريف بالخطيب الشربيني وفيه أربعة مطالب‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬اسمه ونسبه‪ ,‬ومولده‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬شيوخه وتالمذته‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬مصنفاته ومذهبه وعقيدته‪.‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬مكانته العلمية‪ ,‬وثناء العلماء عليه‪ ,‬ووفاته‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬منهج الخطيب الشربيني في مختلف الحديث من خالل كتابه‪( :‬مغني‬
‫المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج) ويحتوي على ثالثة مطالب‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الجمع بين الروايات المتعارضة‪.‬‬

‫العدد (‪ )81‬ديسمبر ‪0208‬م‬ ‫‪951‬‬


‫‪0‬ــــ‪0282‬م‬
‫الخطيب الشربيني ومنهجه في مختلف الحديث من خالل كتابه‪ :‬مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج‪.‬‬
‫الباحث ‪:‬فاروق بن هادي علي يحيى الخوالني‬

‫المطلب الثاني‪ :‬ترجيح إحدى الروايات على األخرى‪.‬‬


‫المطلب الثالث‪ :‬الحكم بالنسخ على أحد األدلة‪.‬‬
‫الخاتمة‪ ,‬وفيها أهم النتائج‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬التعريف بالخطيب الشربيني‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬اسمه ونسبه‪ ,‬ومولده‪.‬‬
‫هو‪ :‬اإلمام العالمة العالم الزاهد الصالح الهمام‪ ,‬شمس الدين محمد بن أحمد الشربيني الخطيب‬
‫الشافعي مذهباً‪ ,‬القاهري بلداً‪ ,‬األزهري علماً‪ ,‬الفقيه المفسر المتكلم النحوي الصرفي(‪.)1‬‬
‫(‪)4‬‬
‫فقد‬ ‫وهذا هو المثبت في ترجمته عند مؤلف األعالم(‪ ,)9‬ومعجم المؤلفين(‪ ,)3‬ومعجم المفسرين‬
‫ذكروا أن اسمه‪ :‬محمد بن أحمد‪.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫وأما ابن العماد فقد أثبت في كتابه أن اسم والده محمد ‪ ,‬وعليه اعتمد كثير ممن ترجم للخطيب‬
‫في مقدمات كتبه‪.‬‬
‫أما المؤلف فلم يذكر اسم والده في مقدمته حيث قال في بداية كتابه مغني المحتاج‪ " :‬فيقول فقير‬
‫رحمة ربه القريب (محمد الشربيني الخطيب) لما يسر اهلل ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪... -‬الخ"(‪.)6‬‬
‫والذي يترجح أن اسم والده (أحمد)‪ ,‬كما ذكر ذلك هو في نهاية تفسيره فقال‪" :‬وكان الفراغ من‬
‫تأليفه يوم اإلثنين المبارك‪ ,‬ثالث عشر صفر الخير‪ ,‬من شهور سنة ثمان وستين وتسعمائة من‬
‫الهجرة النبواية على صاحبها أفضل الصالة والسالم‪ ,‬على يد مؤلفه فقير رحمة ربه القريب محمد‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة‪ ,‬لنجم الدين محمد بن محمد الغزي (ت‪1261 :‬هـ)‪ ,‬تح‪ :‬خليل‬
‫المنصور‪ ,‬دار الكتب العلمية‪ ,‬بيروت – لبنان‪ ,‬ط‪1418 ,1‬هـ ‪1229 -‬م‪.99/3 :‬‬
‫(‪ )9‬األعالم‪ ,‬ل خير الدين بن محمود بن محمد بن علي بن فارس‪ ,‬الزركلي الدمشقي (ت‪1326 :‬هـ)‪ ,‬دار العلم‬
‫للماليين‪ ,‬ط‪ ,15 ,‬أيار ‪ /‬مايو ‪9229‬م‪.6/6 :‬‬
‫(‪ )3‬معجم المؤلفين‪ ,‬ل عمر بن رضا بن محمد راغب بن عبد الغني كحالة الدمشقي (ت‪1428 :‬هـ)‪ ,‬مكتبة المثنى ‪-‬‬
‫بيروت‪ ,‬دار إحياء التراث العربي بيروت‪.962/8 :‬‬
‫(‪ )4‬معجم المفسرين من صدر اإلسالم وحتى العصر الحاضر‪ ,‬لعادل نويهض‪ ,‬تقديم‪ :‬مُفتي الجمهورية اللبنانية الشاَيْخ‬
‫حسن خالد‪ ,‬مؤسسة نويهض الثقافية للتأليف والترجمة والنشر‪ ,‬بيروت – لبنان‪ ,‬ط‪1422 ,9‬هـ ‪1288 -‬م‪.485/9 :‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬شذرات الذهب في أخبار من ذهب‪ ,‬ل عبد الحي بن أحمد بن محمد ابن العماد العَكري الحنبلي‪ ,‬أبي الفالح‬
‫(ت‪1282 :‬هـ)‪ ,‬تح‪ :‬محمود األرناؤوط‪ ,‬تخريج‪ :‬عبد القادر األرناؤوط‪ ,‬دار ابن كثير‪ ,‬دمشق – بيروت‪ ,‬ط‪,1‬‬
‫‪1426‬هـ ‪1286 -‬م‪.561/12 :‬‬
‫(‪ )6‬مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج‪ ,‬ل شمس الدين‪ ,‬محمد بن أحمد الخطيب الشربيني الشافعي (ت‪:‬‬
‫‪299‬هـ)‪ ,‬دار الكتب العلمية‪ ,‬ط‪1415 ,1‬هـ ‪1224 -‬م‪.85/1 :‬‬

‫العدد (‪ )81‬ديسمبر ‪0208‬م‬ ‫‪959‬‬


‫‪0‬ــــ‪0282‬م‬
‫الخطيب الشربيني ومنهجه في مختلف الحديث من خالل كتابه‪ :‬مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج‪.‬‬
‫الباحث ‪:‬فاروق بن هادي علي يحيى الخوالني‬

‫بن أحمد الشربيني الخطيب غفر اهلل تعالى له ذنوبه‪ ,‬وستر في الدارين عيوبه والمسلمين‪ ,‬والحمد‬
‫هلل ربا العالمين"(‪.)1‬‬
‫وحاولت أن أصل إلى مخطوطة تفسيره فلم أستطع الحصول عليها‪,‬لكي تكون نتيجة الترجيح‬
‫قطعية لدي ‪ ,‬ولكن وجوده في هذه الطبعة يكفي مع ما انضم إليها من كتب التراجم التي ترجمت له‪.‬‬
‫ولقب بـ(شمس الدين)‪ ,‬واشتهر بالخطيب نسبة إلى توليه الخطابة في األزهر كما هو مشهور‪,‬‬
‫لكن بعد التتبع والبحث في خطباء األزهر لم أجد ـ حسب بحثي ـ من ذكره في خطباء األزهر‪,‬‬
‫وبعد التتبع وا الستقراء وجدت أنها نسبة إلى كونه خطيباً في بلدته (شربين) ال كونه خطيباً في‬
‫األزهر(‪.)9‬‬
‫ونسب إلى (شربين) وهي موضع والدته هناك‪ ,‬وهي حالياً من أعمال الدقهلية(‪.)3‬‬
‫وأما عن تحديد مولده فكل المصادر التي ترجمت للخطيب لم تذكر تاريخ والدته‪ ,‬ولعل أقرب‬
‫التقديرات لمولده أنه كان في مطلع القرن العاشر الهجري‪ ,‬ويؤيد هذاأن من أوائل مشايخه الذين‬
‫تتلمذ على أيديهم الشيخ‪ /‬زكريا األنصاري ( ‪296‬هـ)‪ ,‬والبد أن يسبق هذا التتلمذ فترة زمنية كافية‬
‫أقلها أن يكون قد بلغ الخطيب سن التمييز؛ ليطلق عليه أنه تتلمذ على األنصاري ـ رحمهما اهلل ـ(‪.)4‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬شيوخه وتالمذته‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬شيوخه‪ :‬تتلمذ الخطيب الشربيني على عدد من علماء عصره‪ ,‬وقد ذكر من ترجم له عدداً من‬
‫العلماء الذي درس على أيديهم وأبرزهم‪:‬‬
‫‪ .1‬شيخ اإلسالم األنصاري( ت‪299 :‬هـ‪ ,‬وقيل‪296 :‬هـ)‪ :‬أبو يحيى زكريا بن محمد بن أحمد بن‬
‫زكريا األنصاري السنيكي المصري األزهري الشافعي شيخ اإلسالم في عصره (‪.)5‬‬
‫‪ .9‬شهاب الدين‪ ,‬أحمد البرلسي الملقب بالشيخ ُعمَيرة (ت‪259 :‬هـ)‪ :‬العالم المحقق‪ ,‬أخذ العلم‬

‫(‪ )1‬السراج المنير في اإلعانة على معرفة بعض معاني كالم ربنا الحكيم الخبير‪ ,‬لشمس الدين‪ ,‬محمد بن أحمد‬
‫الخطيب الشربيني الشافعي (ت‪299 :‬هـ)‪ ,‬مطبعة بوالق (األميرية) – القاهرة‪1985 ,‬ه‪.612/4 :‬‬
‫(‪ )9‬ينظر‪ :‬مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج‪ ,‬لشمس الدين محمد الخطيب الشربيني (ت‪299 :‬هـ)‪ ,‬تح‪:‬‬
‫علي محمد معوض‪ ,‬وعادل أحمد عبد الموجود‪ ,‬تقديم‪ :‬أ‪.‬د‪ /‬محمد بكر إسماعيل‪ ,‬دار الكتب العلمية‪ ,‬بيروت ـ‬
‫لبنان‪1491 ,‬هـ ـ ‪9222‬م‪.65/1 :‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬الخطط التوفيقية‪ ,‬لعلي مبارك‪ ,‬ط‪ ,‬بوالق‪1325 ,‬هـ‪.199/19 :‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬القضايا واالتجاهات النحوية في تفسير السراج المنير للخطيب الشربيني‪ ,‬لرمضان فوزي بديني‪ ,‬رسالة‬
‫ماجستير‪ ,‬مقدمة إلى كلية العلوم في جامعة القاهرة‪ ,‬قسم النحو والصرف والعروض‪1499 ,‬هـ‪9229 ,‬م‪.3 :‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬الكواكب السائرة‪ ,128/1 :‬واألعالم‪.46/3 :‬‬

‫العدد (‪ )81‬ديسمبر ‪0208‬م‬ ‫‪953‬‬


‫‪0‬ــــ‪0282‬م‬
‫الخطيب الشربيني ومنهجه في مختلف الحديث من خالل كتابه‪ :‬مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج‪.‬‬
‫الباحث ‪:‬فاروق بن هادي علي يحيى الخوالني‬

‫عن أعالم عصرة أمثال شيخ اإلسالم زكريا األنصاري‪ ,‬انتهت إليه رئاسة المذهب الشافعي (‪.)1‬‬
‫‪ .3‬نور الدين المحلي (ت‪232 :‬هـ)‪ :‬فقيه شافعي‪ ,‬درس وأفتى بالمحلة الكبرى (‪.)9‬‬
‫‪ .4‬بدر الدين المشهدي (ت‪239 :‬هـ)‪ :‬الشيخ العالمة المسند‪ ,‬بدر الدين محمد بن أبي بكر‬
‫المشهدي (‪.)3‬‬
‫‪ .5‬شهاب الدين الرملي (ت‪259 :‬هـ)‪ :‬اإلمام العالمة شهاب الدين أحمد بن حمزة الرملي‪,‬‬
‫المصري األنصاري الشافعي انتهت إليه رئاسة المذهب في العلوم الشرعية بمصر (‪.)4‬‬
‫‪ .6‬ناصر الدين اللاَقاني (ت‪258 :‬هـ)‪ :‬محمد بن حسن اللقاني ناصر الدين‪ ,‬أبو عبد اهلل‪ ,‬من‬
‫أهل مصر‪ ,‬ولد سنة ‪893‬هـ‪ ,‬كان فقيها ً مالكياً وأصولياً‪ ,‬انتهت إليه رئاسة العلم بمصر (‪.)5‬‬
‫‪ .9‬ناصر الدين الطبالوي (ت‪266 :‬هـ)‪ :‬ناصر الداين محمد بن سالم الطابالوي الشافعي اإلمام‬
‫العلاامة أحد العلماء األفراد بمصر(‪.)6‬‬
‫وقد تتلمذ الخطيب الشربيني على عدة علماء غير من ذكرتهم من علماء عصره‪ ,‬حتى تبحر في‬
‫العلوم على أيديهم وأجازوه باإلفتاء والتدريس‪ ,‬فدراس في األزهر وأفتى في حياة أشياخه‪ ,‬وانتفع به‬
‫خلق ال يعد وال يحصى‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬تالميذه‪ :‬أما تالميذه الذين درسوا على يديه‪ ,‬وأصبحوا من العلماء في حياته وبعد وفاته‪:‬‬
‫‪ .1‬ابن قاسم العبادي (ت‪224 :‬هـ)‪ :‬هو شهاب الدين أحمد بن قاسم الصباغ العبادي الشافعي‬
‫األزهري (‪.)9‬‬
‫‪ .9‬علي الغزي (ت‪1221 :‬هـ)‪:‬هو الشيخ المحقق عالء الدين علي الغزي القاهري الشافعي (‪.)8‬‬
‫‪ .3‬شمس الدين الداودي (ت‪1221 :‬هـ)‪ :‬هو محمد بن داود المنعوت بشمس الدين بن صالح‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬الكواكب السائرة‪ ,192/9 :‬وشذرات الذهب في أخبار من ذهب‪ ,‬لعبد الحي بن أحمد بن محمد ابن العماد‬
‫العَكري الحنبلي‪ ,‬أبي الفالح (ت‪1282 :‬هـ)‪ ,‬تح‪ :‬محمود األرناؤوط‪ ,‬خرج أحاديثه‪ :‬عبد القادر األرناؤوط‪ ,‬دار ابن‬
‫كثير‪ ,‬دمشق – بيروت‪ ,‬ط‪1426 ,1‬هـ ‪1286 -‬م‪.454/12 :‬‬
‫(‪ )9‬طبقات الشعراني الصغرى‪ ,63 :‬والخطط التوفيقية‪.93/15 :‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬الكواكب السائرة‪.99/1 :‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬طبقات الشعراني الصغرى‪ ,69 :‬والكواكب السائرة‪.121/3 :‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬معجم المؤلفين‪.169/11 :‬‬
‫(‪ )6‬ينظر‪ :‬شذرات الذهب‪.526/12:‬‬
‫(‪ )9‬ينظر‪ :‬األعالم‪.128/1 :‬‬
‫(‪ )8‬ينظر‪ :‬خالصة األثر في أعيان القرن الحادي عشر‪ ,‬ل محمد أمين بن فضل اهلل بن محب الدين بن محمد المحبي‬
‫الحموي األصل‪ ,‬الدمشقي (ت‪1111 :‬هـ)‪ ,‬دار صادر – بيروت‪.122/3 :‬‬

‫العدد (‪ )81‬ديسمبر ‪0208‬م‬ ‫‪954‬‬


‫‪0‬ــــ‪0282‬م‬
‫الخطيب الشربيني ومنهجه في مختلف الحديث من خالل كتابه‪ :‬مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج‪.‬‬
‫الباحث ‪:‬فاروق بن هادي علي يحيى الخوالني‬

‫الدين الداودي القدسى الدمشقى الشافعى المحدث الفقيه (‪.)1‬‬


‫‪ .4‬عبد الرحمن الشربيني (ت‪1214 :‬هـ)‪ :‬هو عبد الرحمن بن محمد المنعوت بزين الدين بن‬
‫شمس الدين الخطيب الشربيني الفقيه الشافعي المصري اإلمام العمدة ابن اإلمام العمدة (‪.)9‬‬
‫‪ .5‬نعمان العلجوني (ت‪1212 :‬هـ)‪ :‬هو العالمة الفقيه العلجوني الحبراصي‪ ,‬سافر إلى مصر‪,‬‬
‫وقرأ على الخطيب الشربيني(‪.)3‬‬
‫‪ .6‬البَهُوتي (ت‪1282 :‬هـ )‪ :‬هو عبد الرحمن بن يوسف بن علي الملقب زين الدين بن القاضي‬
‫جمال الدين بن الشيخ نور الدين البهوتي الحنبلي المصري (‪.)4‬‬
‫وهناك من تتلمذ على الخطيب ولم يدون في كتب التراجم والسير وقد أشار إلى كثرتهم صاحب‬
‫الكواكب عند ترجمته له فقال‪" :‬فدراَس‪ ,‬وأفتى في حياة أشياخه‪ ,‬وانتفع به خالئق ال يحصون‪,‬‬
‫وأجمع أهل مصر صالحه ووصفوه بالعلم والعمل‪ ,‬والزهد والورع‪ ,‬وكثرة النسك والعبادة"(‪.)5‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬مصنفاته ومذهبه الفقهي وعقيدته‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬مصنفاته‪ :‬عاش الخطيب الشربيني حياة حافلة بالعلم والتعليم والتأليف والتدريس‪ ,‬وكان من‬
‫العلماء الذين تركوا تراثاً علمياً متنوعاً‪ ,‬فقد كتب وصنف في فنون شتى من العلوم‪ ,‬وهذا يدل على‬
‫نبوغه وامتالكه ما يؤهله للكتابة في هذه الفنون المتعددة‪ ,‬والمطالع لتراثه العلمي الذي تركه يزداد‬
‫قناعة بأن الخطيب كان صاحب علم وتمكن من علوم الشريعة‪ ,‬وأن مصنفاته التي وصلتنا ودرسها‬
‫العلماء من بعده تؤكد مكانته العلمية كيف ال وقد قضى عمره في العلم والتعليم‪ ,‬وقد وصف‬
‫باالنقطاع إلى العلم وأهله‪ ,‬قال عنه صاحب الكواكب‪ " :‬أجمع أهل مصر على صالحه ووصفوه‬
‫بالعلم والعمل‪ ,‬والزهد والورع‪ ,‬وكثرة النسك والعبادة"(‪.)6‬‬
‫وكان يُ َعلاِم ويُ َدراِس في كل مكان أمكنه القيام بذلك ففي رحالته إلى الحج كان يستغل طريقه بتعليم‬
‫الناس ما يهمهم من المسائل الشرعية في السفر والمناسك وغيرها‪ ,‬وقد قيل عنه‪ " :‬وكان إذا حجا‬
‫ال يركب إلاا بعد تعب شديد‪ ,‬وإذا خرج من بركة الحاج لم يزل يعلام الناس المناسك وآداب السافر‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬خالصة األثر في أعيان القرن الحادي عشر‪ ,145/4 :‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ )9‬ينظر‪ :‬خالصة األثر في أعيان القرن الحادي عشر‪.398/9 :‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬خالصة األثر في أعيان القرن الحادي عشر‪.455/4 :‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬خالصة األثر في أعيان القرن الحادي عشر‪ , .425/9 :‬ومعجم المؤلفين‪.922/5 :‬‬
‫(‪ )5‬الكواكب السائرة‪.99/3 :‬‬
‫(‪ )6‬الكواكب السائرة‪ ,99/3 :‬وشذرات الذهب‪.561/12 :‬‬

‫العدد (‪ )81‬ديسمبر ‪0208‬م‬ ‫‪955‬‬


‫‪0‬ــــ‪0282‬م‬
‫الخطيب الشربيني ومنهجه في مختلف الحديث من خالل كتابه‪ :‬مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج‪.‬‬
‫الباحث ‪:‬فاروق بن هادي علي يحيى الخوالني‬

‫ويحثاهم على الصاالة‪ ,‬ويعلامهم كيف القصر والجمع‪.)1(".‬‬


‫فحياته العلمية والعملية أثمرت تراثاً علمياً تناوله العلماء بالدارسة في حياته وبعد وفاته‪ ,‬ومصنفاته‬
‫تدل على مشاركته في علوم عدة‪ ,‬وخاصة الفقه الشافعي‪ ,‬قال في الكواكب وهو يثني على بعض ما‬
‫كتبه الخطيب‪" :‬شرح كتاب المنهاج‪ ,‬والتنبيه شرحين عظيمين جمع فيهما تحريرات أشياخه بعد‬
‫القاضي زكريا‪ ,‬وأقبل الناس على قراءتهما‪ ,‬وكتابتهما في حياته وله على الغاية شرح مطول‬
‫حافل"(‪ ,)9‬وهنا سنذكر ما وصل إلينا من إنتاجه العلمي وهي‪:‬‬
‫في التفسير وعلوم القرآن‪:‬‬
‫‪ .1‬السراج المنير في اإلعانة على معرفة بعض معاني كالم ربنا الحكيم الخبير (‪.)3‬‬
‫ك رَباُكَ فَتَرْضَى (‪[ ) )5‬الضحى‪( ]5:‬مخطوط)(‪.)4‬‬
‫‪ .9‬تفسير قوله تعالى‪( :‬وَلَسَوْفَ يُعْطِي َ‬
‫‪ .3‬فتح الرحمن الرحيم في تفسير آية ( إِناَ اللاَهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَا ِإلحْسَانِ َوإِيتَاءِ ذِي ا ْلقُرْبَى وَيَنْهَى‬
‫عَنْ ا ْل َفحْشَاءِ وَا ْلمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَ َعلاَكُمْ تَذَكاَرُونَ (‪[ ))22‬النحل‪( ]22:‬مخطوط)‪ ,‬ومنه‬
‫نسخة في جامعة اسطنبول في أربعين صفحة تأريخها ‪1928‬هـ‪.‬‬
‫‪ .4‬رسالة في البسملة والحمدله(‪ ,)5‬مطبوع‪ ,‬قام بتحقيقها الدكتورة‪ /‬منال صالح الدين عزيز‪.‬‬
‫في الفقه‪:‬‬
‫‪ .1‬مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج‪ ,‬وسيأتي الحديث عنه بتوسع في التعريف‬
‫بالكتاب كونه محل الدراسة‪.‬‬
‫‪ .9‬اإلقناع في حل ألفاظ أبي شجاع‪ ,‬وهو شرح مطول حافل على متن الغاية والتقريب في‬
‫الفقه الشافعي‪ ,‬ألحمد بن الحسين بن أحمد‪ ,‬أبي شجاع‪ ,‬شهاب الدين أبو الطيب‬
‫األصفهاني‪ :‬فقيه من علماء الشافعية (‪ 523 - 533‬هـ)‪.‬‬
‫‪ .3‬المواهب السنية في شرح البهجة الوردية‪ ,‬محفوظ في المكتبة األزهرية رقم ‪,195 ,12‬‬
‫وهو شرح لمنظومة بهجة الحاوي التي نظم بها مصنفها الحاوي الصغير في الفقه‬
‫الشافعي‪ ,‬وتقع في خمسة آالف بيت‪.‬‬

‫(‪ )1‬المرجع السابق‪.‬‬


‫(‪ )9‬الكواكب السائرة‪.99/3 :‬‬
‫(‪ )3‬المعجم الشامل للتراث العربي المطبوع‪.368/3 :‬‬
‫(‪ )4‬وينظر‪ :‬مخطوطات المكتبة الوطنية ـ مكتبة األسد ـ رقم (‪.)39952‬‬
‫(‪ )5‬خزانة التراث رقم (‪.)49994‬‬

‫العدد (‪ )81‬ديسمبر ‪0208‬م‬ ‫‪956‬‬


‫‪0‬ــــ‪0282‬م‬
‫الخطيب الشربيني ومنهجه في مختلف الحديث من خالل كتابه‪ :‬مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج‪.‬‬
‫الباحث ‪:‬فاروق بن هادي علي يحيى الخوالني‬

‫‪ .4‬شرح التنبيه‪ ,‬وهو شرح على كتاب التنبيه في فقه اإلمام الشافعي‪ ,‬مطبوع‪.‬‬
‫‪ .5‬مناسك الحج الكبير‪ ,‬طبع مع حاشية الشيخ محمد بن سليمان حسب هللا الهندي الشافعي المكي‪.‬‬
‫‪ .6‬مناسك الحج الصغير‪ ,‬طبع في مكتبة الجفان والجابي للطباعة والنشر‪ ,‬قبرص‪.‬‬
‫‪ .9‬مجموع فتاوي شهاب الدين الرملي‪ ,‬جمع فيه فتاوى شيخه الشهاب الرملي في مجلد(‪.)1‬‬
‫‪ .8‬حاشية على مغني المحتاج ـ(‪.)9‬‬
‫‪ .2‬شرح المنهج‪ ,‬مخطوط‪.‬‬
‫في النحو‪:‬‬
‫‪ .1‬نور السجية في حل ألفاظ اآلجرومية(‪.)3‬‬
‫‪ .9‬مغيث الندى شرح قطر الندى (‪.)4‬‬
‫‪ .3‬شرح شواهد قطر الندى‪ ,‬وبل الصدى‪ ,‬البن هشام األنصاري‪ ,‬طبع بمصر سنة ‪1983‬هـ‪.‬‬
‫‪ .4‬فتح الخالق المالك في حل ألفاظ ألفية ابن مالك في النحو(‪.)5‬‬
‫في البالغة‪:‬‬
‫‪ .1‬تقريرات على كتاب المطول في البالغة‪ ,‬للتفتازاني‪ ,‬طبع بمصر(‪.)6‬‬
‫في الصرف‪:‬‬
‫‪ .1‬الفتح الرباني في حل ألفاظ تصريف عز الدين الزنجاني(‪ ,)9‬طبع بتحقيق السيد شلتوت‪.‬‬

‫(‪ )1‬الكواكب السائرة‪.192/9 :‬‬


‫(‪ )9‬تحفة المحتاج في شرح المنهاج‪ ,‬ألحمد بن محمد بن علي بن حجر الهيتمي‪ ,‬وعليه حواشي الشرواني والعبادي‪,‬‬
‫روجعت وصححت‪ :‬على عدة نسخ بمعرفة لجنة من العلماء‪ ,‬المكتبة التجارية الكبرى بمصر لصاحبها مصطفى‬
‫محمد‪1359 ,‬هـ ‪1283 -‬م‪383/3 :‬ـ ‪.384‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬هدية العارفين أسماء المؤلفين وآثار المصنفين‪ ,‬إلسماعيل بن محمد أمين بن مير سليم الباباني البغدادي‬
‫(ت‪1322 :‬هـ)‪ ,‬طبع بعناية وكالة المعارف الجليلة في مطبعتها البهية استانبول ‪1251‬م‪ ,‬أعادت طبعه باألوفست‪:‬‬
‫دار إحياء التراث العربي بيروت – لبنان‪.952/9 :‬‬
‫(‪ )4‬قال في مغني المحتاج‪ " ,596/1 :‬وسيبويه لقب فارسي معناه بالعربية‪ :‬رائحة التفاح‪ ,‬وذكرت في شرحي على‬
‫القطر سبب لقبه بذلك "‪.‬‬
‫(‪ )5‬هدية العارفين‪.952/9 :‬‬
‫(‪ )6‬ينظر‪ :‬معجم المطبوعات العربية والمعربة‪ ,‬ليوسف بن إليان بن موسى سركيس (ت‪1351 :‬هـ)‪ ,‬مطبعة سركيس‬
‫بمصر ‪1346‬هـ ‪1298 -‬م‪.1122/9 :‬‬
‫(‪ )9‬ينظر‪ :‬كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون‪ ,‬ل مصطفى بن عبد اهلل كاتب جلبي القسطنطيني المشهور باسم‬
‫حاجي خليفة أو الحاج خليفة (ت‪1269 :‬هـ)‪ ,‬مكتبة المثنى – بغداد‪1241 ,‬م‪.1132/9 :‬‬

‫العدد (‪ )81‬ديسمبر ‪0208‬م‬ ‫‪959‬‬


‫‪0‬ــــ‪0282‬م‬
‫الخطيب الشربيني ومنهجه في مختلف الحديث من خالل كتابه‪ :‬مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج‪.‬‬
‫الباحث ‪:‬فاروق بن هادي علي يحيى الخوالني‬

‫في التصوف‪:‬‬
‫‪ .1‬سواطع الحِكَم(‪ ,)1‬وهو شرح على حكم ابن عطاء اهلل االسكندري‪ ,‬مخطوط في خزانة‬
‫التراث‪ ,‬فهرس المخطوطات‪ ,‬رقمه التسلسلي (‪.)49999‬‬
‫في أصول الفقه‪:‬‬
‫‪ .1‬البدرالطالع في شرح جمع الجوامع(‪.)9‬‬
‫في العقيدة‪:‬‬
‫‪ .1‬شرح منهاج الدين في شعب اإليمان‪.‬‬
‫في فضائل األعمال‪:‬‬
‫‪ .1‬رسالة في بر الوالدين وصلة الرحم(‪ ,)3‬مطبوع‪.‬‬
‫في الوعظ واإلرشاد‪:‬‬
‫‪ .1‬المواعظ الصفية على المنابر العلياة(‪ ,)4‬مطبوع‪.‬‬
‫‪ .9‬الخصال المكفرة للذنوب‪.‬‬
‫‪ .3‬فرح الميت بمن يزوره‪ ,‬منه نسخة في الظاهرية (األسد) ضمن مجموع من صفحة واحدة‬
‫(‪29‬ب)‪ ,‬مخطوط‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬مذهبه الفقهي‪ :‬ال يوجد أي شك في أن الخطيب الشربيني من كبار أئمة المذهب‬
‫الشافعي‪ ,‬بل ال يكاد يمر أحد على كتب المذهب إال ووجد كتب الخطيب من ضمن الكتب المعتمدة‬
‫في بيان المذهب‪ ,‬بل هو قد كتب وألف ودرس وأفتى بنصوص المذهب‪ ,‬وهو ذو اطالع واسع على‬
‫أقوالهم وفتاواهم‪ ,‬فهو بحق من كبار أئمة المذهب الشافعي‪ ,‬ويظهر هذا جلياً في كتابه مغني‬
‫المحتاج‪ ,‬فهو يناقش ويرجح ويعلل لما يراه مناسباً وموافقاً لقواعد وضوابط المذهب الشافعي‪,‬‬
‫والمطلع على مصنفاته الفقهية التي مر سردها يجد أنها كلها في المذهب الشافعي فقط‪.‬‬
‫وكل من ترجم للخطيب نسبه إلى الشافعي مذهباً‪ ,‬فقال صاحب الكواكب‪" :‬الخطيب شمس الدين‬

‫(‪ )1‬خزانة التراث ‪ -‬فهرس مخطوطات‪ ,‬مركز الملك فيصل رقم (‪.)49999‬‬
‫(‪ )9‬األعالم ‪.334/3 :‬‬
‫(‪ )3‬خزانة التراث رقم (‪.)49995‬‬
‫(‪ )4‬خزانة التراث رقم (‪.)49996‬‬

‫العدد (‪ )81‬ديسمبر ‪0208‬م‬ ‫‪958‬‬


‫‪0‬ــــ‪0282‬م‬
‫الخطيب الشربيني ومنهجه في مختلف الحديث من خالل كتابه‪ :‬مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج‪.‬‬
‫الباحث ‪:‬فاروق بن هادي علي يحيى الخوالني‬

‫الشربيني القاهري الشافعي"(‪.)1‬‬


‫وقال ابن العماد‪" :‬الشاربيني القاهري الشافعي"(‪.)9‬‬
‫وفي األعالم يقول الزركلي عند ترجمته له‪" :‬فقيه شافعيا‪ ,‬مفسر"(‪.)3‬‬
‫وفي معجم المؤلفين يقول‪" :‬الشربيني‪ ,‬القاهري‪ ,‬الشافعي"(‪.)4‬‬
‫فكونه من فقهاء الشافعية محل اتفاق عند كل من ترجم له‪ ,‬وكتبه التي صنفها تؤكد ذلك‪ ,‬وال يوجد‬
‫أي خالف في كونه من فقهاء الشافعية الذين يشار إليهم بالبنان‪ ,‬ولم ينسب إلى أي مذهب فقهي آخر‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬عقيدته‪ :‬كان الخطيب الشربيني على نهج أبي الحسن األشعري في العقيدة‪ ,‬وقد صرح‬
‫بذلك في بعض كتبه‪ ,‬فقال في البدر الطالع‪" :‬ونرى أن الشيخ أبا الحسن علي بن إسماعيل‬
‫األشعري نسبة إلى أبي موسى األشعري إمام في السنة ـ أي الطريقة المعتقدة ـ مقدم فيها على‬
‫غيره من أئمة أهل السنة"(‪.)5‬‬
‫وقد أورد الخطيب تأويل صفة نزول اهلل تعالى حين يبقى ثلث الليل اآلخر بأنه نزول ألمره ال لذاته‬
‫سمَاءِ الداُنْيَا حِينَ‬
‫كما ينبغي؛ فقال‪" :‬وَ ِلخَبَرِ الشاَ ْيخَيْنِ «يَنْزِ ُل رَباُنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى ـ أَيْ يَنْزِلُ أَمْرُهُ ـ إلَى َ‬
‫يَ ْبقَى ُثلُثُ اللاَيْلِ الْ َأخِيرِ فَيَقُولُ‪ :‬مَنْ يَ ْدعُونِي فَ َأسْ َتجِيبَ لَهُ‪ ,‬وَمَنْ يَسْأَلُنِي فَ ُأعْطِيَهُ وَمَنْ يَسْتَ ْغفِرُنِي‬
‫(‪)6‬‬
‫فَ َأ ْغفِرَ لَهُ»"‪.‬‬
‫حمْدُ ُيحْيِي وَ ُيمِيتُ بِيَدِهِ) أَيْ قُ ْدرَتِهِ (ا ْلخَيْرُ وَهُوَ‬
‫وقد ذكر الخطيب تأويله لليد بالقدرة فقال‪(" :‬وَلَهُ ا ْل َ‬
‫(‪)9‬‬
‫َعلَى كُلاِ شَيْءٍ) ُممْكِنٍ (قَدِيرٌ)"‪.‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬مكانته العلمية‪ ,‬وثناء العلماء عليه‪ ,‬ووفاته‬
‫أوالً‪ :‬مكانته العلمية‪ :‬تبوأ الخطيب الشربيني مكانة عالية بين علماء المذهب الشافعي‪ ,‬وذلك ألنه‬
‫عاش في عصر يزخر بالعلماء المحققين‪ ,‬ونهل من علومهم‪ ,‬واستطاع بما وهبه اهلل أن يصل إلى‬
‫صدارة المصنفين في المذهب‪ ,‬فهو كما ذكرنا تلميذ ألكابر علماء المذهب في عصره‪ ,‬فقد تتلمذ‬

‫(‪ )1‬الكواكب السائرة‪.99/3 :‬‬


‫(‪ )9‬شذرات الذهب‪.561/12 :‬‬
‫(‪ )3‬األعالم‪.6/6 :‬‬
‫(‪ )4‬معجم المؤلفين‪.962/8 :‬‬
‫(‪ )5‬البدر الطالع‪.93/9 :‬‬
‫(‪ )6‬مغني المحتاج‪.469/1 :‬‬
‫(‪ )9‬مغني المحتاج‪.959/9 :‬‬

‫العدد (‪ )81‬ديسمبر ‪0208‬م‬ ‫‪952‬‬


‫‪0‬ــــ‪0282‬م‬
‫الخطيب الشربيني ومنهجه في مختلف الحديث من خالل كتابه‪ :‬مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج‪.‬‬
‫الباحث ‪:‬فاروق بن هادي علي يحيى الخوالني‬

‫عليهم وكون شخصيته العلمية بمرأى ومسمع منهم‪ ,‬وتناقل الناس كتبه ومصنفاته‪ ,‬وأفتى ودراَس‬
‫وخطب وعلاَم في حياتهم‪.‬‬
‫وكتبه التي كتبها تنبؤ عن مكانته التي وصل إليها في الفقه الشافعي‪ ,‬فقد كتب فيه عدة كتب‬
‫أصبحت عمدة لمن جاء بعده لما فيها من التحقيق والتنقيح والجمع والتمحيص والمقارنة بين أقوال‬
‫من سبقه من أئمة المذهب‪.‬‬
‫فقد كتب في فقه المذهب كتباً عدة أهمها كتاب‪ :‬مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ‬
‫المنهاج‪ ,‬وأصبح هذا الكتاب عمدة الطالب الدارسين للفقه الشافعي وخاصة من يدرس أو يقرأ‬
‫كتاب منهاج الطالبين وعمدة المفتين‪ ,‬لإلمام النووي‪.‬‬
‫وحتى يتضح لن ا أكثر فالبد أن نعرف أن المتأخرين من فقهاء الشافعية قد اعتمدوا من شروح‬
‫المنهاج على ثالثة كتب ال يعدلون بها غيرها وهي‪ :‬تحفة المحتاج‪ ,‬البن حجر الهيتمي (ت‪294 :‬هـ)‪,‬‬
‫ونهاية المحتاج‪ ,‬لشمس الدين الرملي (ت‪1224 :‬هـ)‪ ,‬ومغني المحتاج‪ ,‬للخطيب الشربيني (ت‪:‬‬
‫‪299‬هـ)‪ ,‬وذلك ألنها جمعت ما تشتت من الشروح قبلها وحوت مذهب الشافعي حتى استقصت كل مسائله‪.‬‬
‫فالمغني اليوم يحوز على االهتمام األكبر بين شروح المنهاج‪ ,‬ويقبل عليه الطالب في شتى بقاع‬
‫العالم‪ ,‬وذلك لسهولة ألفاظه وقربه من فهم القارئ‪ ,‬وكذا ما يتناوله من البسط والتسهيل للمسائل‬
‫الفقهية‪ ,‬ويذكر األقوال واألوجه مبيناً درجة الخالف فيها‪.‬‬
‫ومما يدل على مكانة المغني في اآلونة األخيرة ما أجاب به السيد العالمة عمر البصري ـ رحمه اهلل‬
‫ـ لما سئل عن المغني‪ ,‬للخطيب‪ ,‬والتحفة‪ ,‬البن حجر‪ ,‬والنهاية‪ ,‬للرملي‪ ,‬فأجاب‪ ":‬شرح الخطيب‬
‫الشربيني مجموع من خالصة شروح المنهاج‪ ,‬مع توشيحه بفوائد من تصانيف شيخ اإلسالم زكريا‬
‫األنصاري‪ ,‬وهو متقدم على التحفة‪ ,‬وصاحبه في رتبة شيخ اإلسالم ابن حجر ـ الهيتمي ـ؛ ألنه‬
‫أقدم منه طبقة"(‪.)1‬‬
‫وإذا كانت هذه هي المكانة العلمية للخطيب بالنظر إلى شرح المنهاج؛ فمكانته العلمية بين الفقهاء‬
‫المت أخيرين تأتي بعد ابن حجر الهيتمي والرملي وشيخ اإلسالم األنصاري؛ بل ربما ذكره الكردي عن‬
‫شيخه محمد بن سعيد سنبل أنه قال‪ :‬وعندي ال تجوز الفتوى بما يخالفهما ـ ابن حجر والرملي ـ‬
‫بل بما يخالف التحفة والنهاية إال إذا لم يتعرضا له فيفتي بكالم شيخ اإلسالم ثم بكالم الخطيب‪.‬‬
‫وقال الكردي في مقدمة الحواشي الصغرى‪" :‬وأتعرض كثيراً للخالف بين المتأخرين كشيخ اإلسالم‬

‫(‪ )1‬الفوائد المدنية‪991 :‬ـ ‪.999‬‬

‫العدد (‪ )81‬ديسمبر ‪0208‬م‬ ‫‪962‬‬


‫‪0‬ــــ‪0282‬م‬
‫الخطيب الشربيني ومنهجه في مختلف الحديث من خالل كتابه‪ :‬مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج‪.‬‬
‫الباحث ‪:‬فاروق بن هادي علي يحيى الخوالني‬

‫زكريا والخطيب الشربيني والشارح الرملي إذ هؤالء قريبو التكافؤ في مذهب الشافعي"(‪.)1‬‬
‫ثانياً‪ :‬ثناء العلماء عليه‪ :‬عاش الخطيب الشربيني حياة حافلة بالعلم والعمل والعطاء والتصنيف‬
‫والتدريس‪ ,‬وكان له باع في العلوم المختلفة‪ ,‬ولذا أثنى عليه العلماء وعلى مصنفاته وتناقلوها في‬
‫حياته وبعد موته‪ ,‬قال صاحب الكواكب‪" :‬فدراَس‪ ,‬وأفتى في حياة أشياخه‪ ,‬وانتفع به خالئق ال‬
‫يحصون‪ ,‬وأجمع أهل مصرعلى صالحه ووصفوه بالعلم والعمل‪ ,‬والزهد والورع‪ ,‬وكثرة النسك‬
‫والعبادة"(‪.)9‬‬
‫ثم قال وهو يثني على مصنفاته‪" :‬شرح كتاب المنهاج والتنبيه شرحين عظيمين جمع فيهما تحريرات‬
‫أشياخه بعد القاضي زكريا‪ ,‬وأقبل الناس على قراءتهما‪ ,‬وكتابتهما في حياته وله على الغاية شرح‬
‫مطول حافل"(‪.)3‬‬
‫ثم قال بعدها يثني على عبادته ونسكه ومنهجه في التعليم والتدريس والعبادة‪ ,‬ووصف حاله مع‬
‫الناس وإقباله على شؤون نفسه فقال‪ ":‬وكان من عادته أن يعتكف من أول رمضان فال يخرج من‬
‫الجامع إال بعد صالة العيد‪ ,‬وكان إذا حج ال يركب إال بعد تعب شديد يمشي كثيراً عن الدابة‪ ,‬وكان‬
‫إذا خرج من بركة الحاج لم يزل يعلم الناس المناسك‪ ,‬وآداب السفر‪ ,‬ويحثهم على الصالة‪ ,‬ويعلمهم‬
‫كيف القصر والجمع‪ ,‬وكان يكثر من تالوة القرآن في الطريق‪ ,‬وغيره‪ ,‬وإذا كان بمكة أكثر من‬
‫الطواف ومع ذلك كان يصوم بمكة والسفر أكثر أيامه‪ ,‬ويؤثر على نفسه‪ ,‬وكان يؤثر الخمول‪ ,‬وال‬
‫يكترث بأشغال الدنيا‪ ,‬وبالجملة كان آية من آيات اهلل تعالى‪ ,‬وحجة من حججه على خلقه"(‪.)4‬‬
‫وقال كحالة‪" :‬فقيه‪ ,‬مفسر‪ ,‬متكلم نحوي‪ ,‬صرفي"(‪.)5‬‬
‫وإن شحت المصادر بالثناء على الخطيب الشربيني وشرح منهجه وحياته العلمية والعملية لكن تراثه‬
‫العلمي الذي خلفه يشهد بأنه كان من العلماء المحققين‪ ,‬والفقهاء المدققين الذين اعتنوا بعلوم‬
‫الشريعة على اختالف مشاربها‪ ,‬فهو مشارك في علوم عدة‪ ,‬وله مصنفات متنوعة في التفسير واللغة‬
‫والنحو والفقه واألصول وغيرها‪ ,‬ففيها بيان ما كان عليه من المكانة والمنزلة‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬وفاته‪ :‬بعد حياة حافلة بالعلم والعطاء والتدريس والتأليف والخطابة وغيرها انتقل الخطيب‬

‫(‪ )1‬الحواشي الصغرى‪.9/1 :‬‬


‫(‪ )9‬الكواكب السائرة‪.99/3 :‬‬
‫(‪ )3‬المصدر السابق‪ :‬الصفحة نفسها‪.‬‬
‫(‪ )4‬المصدر السابق‪99 /3 :‬ـ ‪.93‬‬
‫(‪ )5‬معم المؤلفين‪.962/8 :‬‬

‫العدد (‪ )81‬ديسمبر ‪0208‬م‬ ‫‪961‬‬


‫‪0‬ــــ‪0282‬م‬
‫الخطيب الشربيني ومنهجه في مختلف الحديث من خالل كتابه‪ :‬مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج‪.‬‬
‫الباحث ‪:‬فاروق بن هادي علي يحيى الخوالني‬

‫الشربيني إلى جوار ربه‪ ,‬وقد اختلف المؤرخون في تحديد يوم وفاته فقال صاحب الكواكب‪" :‬توفي‬
‫بعد العصر يوم الخميس ثامن شعبان سنة سبع وسبعين بتقديم السين فيهما وتسعمائة"(‪.)1‬‬
‫وأما صاحب شذرات الذهب فقال‪" :‬توفي بعد عصر يوم الخميس ثاني شعبان سنة سبع وسبعين‬
‫وتسعمائة"(‪.)9‬‬
‫وال يعدو هذا الخالف أن يكون من قبيل التصحيف‪ ,‬فربما تم نقل كلمة "ثامن" على أنها "ثاني"‪,‬‬
‫واهلل أعلم‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫وقد دفن الخطيب في القاهرة‪ ,‬وله مزارة بجوار تربة المجاورين‪ ,‬وهي القرافة الكبرى ‪ ,‬رحم اهلل‬
‫الخطيب‪ ,‬وغفر له‪ ,‬وأسكنه فسيح جناته‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬منهج الخطيب الشربيني (ت‪299 :‬هـ) في مختلف الحديث من خالل‬
‫كتابه‪( :‬مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج) وفيه تمهيد‪ ,‬وثالثة مطالب‪:‬‬
‫تمهيد‪:‬‬
‫قبل عرض منهج الخطيب في مختلف الحديث البد أن نعرف بمصطلح مختلف الحديث لغة‬
‫واصطالحا‪:‬‬
‫فمختلف الحديث لغة‪ :‬مأخوذ من االختالف والمختلِف والمختلَف بكسر الالم وفتحها‪ ,‬فعلى األول‬
‫يكون اسم فاعل‪ ,‬وعلى الثاني يكون اسم مفعول‪ ,‬وهو من اختلف األمران إذا لم يتفقا‪ ,‬وكل ما لم‬
‫يتساوى فقد تخالف واختلف‪ ,‬ومنه قول اهلل تعالى‪َ ( :‬يخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ ُمخْ َتلِفٌ أَلْوَانُهُ)[النحل‪:‬‬
‫‪ ]62‬وقوله تعالى‪( :‬وَال َناخْلَ وَال َزارْعَ ُمخْ َتلِفاً أُ ُكلُهُ) [األنعام‪]141 :‬أي ‪ :‬في حال اختالف أُ ُكلِه‪. )4(,‬والخاء‬
‫والالم والفاء تدور معانيها على ثالثة أصول‪:‬‬
‫خلَف)‪ :‬وهو أن يجئ شيء بعد شيء يقوم مقامه‪.‬‬
‫أحدها‪َ ( :‬‬
‫خلْف) وهو غير قُداَام‪.‬‬
‫والثاني‪َ ( :‬‬

‫(‪ )1‬الكواكب السائرة‪.93/3 :‬‬


‫(‪ )9‬شذرات الذهب‪ ,569/12 :‬وينظر‪ :‬معجم المؤلفين‪.962/8 :‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬تاريخ عجائب اآلثار في التراجم واألخبار‪ ,‬لعبد الرحمن بن حسن الجبرتي المؤرخ (ت‪1939 :‬هـ)‪ ,‬دار الجيل‬
‫بيروت‪.438/3 :‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬لسان العرب‪ ,21/2 :‬وتاج العروس‪.992/93 :‬‬

‫العدد (‪ )81‬ديسمبر ‪0208‬م‬ ‫‪969‬‬


‫‪0‬ــــ‪0282‬م‬
‫الخطيب الشربيني ومنهجه في مختلف الحديث من خالل كتابه‪ :‬مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج‪.‬‬
‫الباحث ‪:‬فاروق بن هادي علي يحيى الخوالني‬

‫خلَف) وهو التغير(‪.)1‬‬


‫والثالث‪َ ( :‬‬
‫مختلف الحديث اصطالحا‪:‬‬
‫قال ابن جماعة‪ :‬هُوَ أَن يُوجد حديثان متضادان فِي ا ْلمَعْنى فِي الظاَاهِر فَيجمع أَو يرجح أَحدهمَا(‪.)9‬‬
‫وقال الكافيجي‪ :‬هُوَ مَا خَالفه حَدِيث آخر مثله فِي مضمونه ِبحَيْثُ يُمكن الْجمع بَينهمَا(‪.)3‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الجمع بين الروايات المتعارضة‪:‬‬
‫البد أن يعرض للمستدل بالسنة النبوية تعارضاً بين بعض نصوصها في الظاهر أو الحقيقة‪ ,‬وعند‬
‫ذلك يحتاج إلى الجمع بينها أو الترجيح إن لم يمكن الجمع أو الحكم بنسخ أحد األدلة‪ ,‬وهي مسالك‬
‫متعددة عند العلماء عند تعارض األدلة وهنا سنبين منهج الخطيب في الجمع بين الروايات‬
‫المتعارضة‪ ,‬ولكن قبل ذلك سأذكر مسالك العلماء في هذه الحالة‪:‬‬
‫المقصود بتعارض األدلة أن يكون كل واحد من األدلة يدل على عكس ما يدل عليه اآلخر‪ ,‬وهنا قد‬
‫يقع المستدل في شيء من الشك في األدلة أو يضطر لبحث مخرج من هذا التعارض‪ ,‬ولكن البد أن‬
‫نعرف أن التعارض يكون بالنسبة إلى المجتهد ال إلى الشريعة‪ ,‬ولذا يقول الشاطبي مقررا لهذه‬
‫الحقيقة‪ " :‬التعارض إما أن يعتبر من جهة ما في نفس األمر‪ ,‬وإما من جهة نظر المجتهد‪ ,‬أما من‬
‫جهة ما في نفس األمر؛ فغير ممكن بإطالق‪ ,‬وقد مر آنفا في كتاب االجتهاد من ذلك ‪-‬في مسألة أن‬
‫الشريعة على قول واحد‪ -‬ما فيه كفاية‪ ,‬وأما من جهة نظر المجتهد؛ فممكن بال خالف‪ ,‬إال أنهم‬
‫إنما نظروا فيه بالنسبة إلى كل موضع ال يمكن فيه الجمع بين الدليلين‪ ,‬وهو صواب"(‪.)4‬‬
‫وقد أفرد العلماء في أصول الفقه باباً لهذه المسألة وذكروا فيه األسباب التي ينشأ عنها التعارض‬
‫وأطالوا الكالم عليها مع ذكر األمثلة لذلك(‪ ,)5‬ثم بينوا المسالك لدفع هذا التعارض الذي يظهر بين‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬مقاييس اللغة‪.912/9 :‬‬


‫(‪ )9‬المنهل الروي في مختصر علوم الحديث النبوي‪ ,‬ألبي عبد اهلل‪ ,‬محمد بن إبراهيم بن سعد اهلل بن جماعة الكناني‬
‫الحموي الشافعي‪ ,‬بدر الدين (ت‪933 :‬هـ)‪ ,‬تحقيق ‪ :‬د‪ .‬محيي الدين عبد الرحمن رمضان‪ ,‬دار الفكر – دمشق‪,‬‬
‫ط‪1426 ,9‬ه‪.62 :‬‬
‫(‪ )3‬المختصر في علم األثر (مطبوع ضمن كتاب‪ :‬رسالتان في المصطلح)‪ ,‬لمحمد بن سليمان بن سعد بن مسعود‬
‫الرومي الحنفي محيي الدين‪ ,‬أبي عبد اهلل الكافِيَجي (ت‪892 :‬هـ)‪ ,‬تحقيق‪ :‬علي زوين‪ ,‬مكتبة الرشد –‬
‫الرياض‪ ,‬ط‪1429 ,1‬هـ‪.138 :‬‬
‫(‪ ) 4‬الموافقات‪ ,‬إلبراهيم بن موسى بن محمد اللخمي الغرناطي الشهير بالشاطبي (ت‪922 :‬هـ)‪ ,‬تح‪ :‬أبي عبيدة مشهور‬
‫بن حسن آل سلمان‪ ,‬دار ابن عفان‪ ,‬ط‪1419 ,1‬هـ ‪1229 -‬م‪.349/5 :‬‬
‫(‪ ) 5‬ينظر‪ :‬المستصفى‪ ,‬ألبي حامد محمد بن محمد الغزالي الطوسي (ت‪525 :‬هـ)‪ ,‬تح‪ :‬محمد عبد السالم عبد‬

‫العدد (‪ )81‬ديسمبر ‪0208‬م‬ ‫‪963‬‬


‫‪0‬ــــ‪0282‬م‬
‫الخطيب الشربيني ومنهجه في مختلف الحديث من خالل كتابه‪ :‬مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج‪.‬‬
‫الباحث ‪:‬فاروق بن هادي علي يحيى الخوالني‬

‫األدلة ولكنهم اختلفوا في ترتيبها‪ ,‬وهذه المسالك هي‪ :‬إما الجمع بين الدليلين‪ ,‬ثم نسخ أحد‬
‫الدليلين باآلخر‪ ,‬ثم الترجيح‪ ,‬ثم التوقف‪.‬‬
‫وقد جمع الخطيب بين الروايات المختلفة بوجوه الجمع المعتبرة عند العلماء‪ ,‬وسأقسمها على‬
‫مسالك الجمع السابقة‪:‬‬
‫فمن أمثلة الجمع بين الروايات المتعارضة‪:‬‬
‫االستدالل على ماهية النوم الذي ينقض الوضوء؛ فقد ذكر الخطيب عند نواقض الوضوء قوله‪(" :‬إال‬
‫نوم ممكن مقعده) أي إليتيه من مقره من أرض أو غيرها فال ينقض وضوؤه‪ ,‬ولو مستندا إلى ما لو‬
‫زال لسقط ألمن خروج شيء حينئذ من دبره‪ ,‬وال عبرة باحتمال خروج ريح من قبله؛ ألنه نادر كما‬
‫مر‪ ,‬ومثل ذلك ما لو نام متمكنا بالمنفتح الناقض كما يؤخذ من كالم التنبيه‪ ,‬ولقول أنس ‪ -‬رضي‬
‫اهلل تعالى عنه ‪« :-‬كان أصحاب رسول اهلل ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪ -‬ينامون ثم يصلون وال‬
‫يتوضؤون‪ ,‬رواه مسلم»(‪ ,)1‬وفي رواية ألبي داود‪« :‬ينامون حتى تخفق رؤوسهم األرض »(‪ ,)9‬وحمل‬
‫على نوم الممكن جمعاً بين الحديثين"(‪.)3‬‬
‫وهذا الذي جمع به الخطيب بين الحديثين هو للخروج من خالف األدلة مع من يرى أن النوم ينقض‬
‫الوضوء على أي صفة وهيئة كانت‪ ,‬وما ذكره الخطيب قد قال به العلماء قبله في جمعهم بين هذه‬
‫األدلة التي ظاهرها التعارض؛ فيقول الخطابي في جمعه بينها‪" :‬في هذا الحديث من الفقه أن عين‬
‫النوم ليس بحدث‪ ,‬ولوكان حدثاً لكان على أي حال وجد ناقضاً للطهارة كسائر األحداث التي قليلها‬
‫وكثيرها وعمدها وخطؤها سواء في نقض الطهارة‪ ,‬وإنما هو مظنة للحدث موهم لوقوعه من النائم‬

‫=الشافي‪ ,‬دار الكتب العلمية‪ ,‬ط‪1413 ,1‬هـ ‪1223 -‬م‪ ,395 :‬واإلحكام في أصول األحكام‪ ,‬ألبي الحسن سيد‬
‫الدين علي بن أبي علي بن محمد بن سالم الثعلبي اآلمدي (ت‪631 :‬هـ)‪ ,‬تح‪ :‬عبد الرزاق عفيفي‪ ,‬المكتب‬
‫اإلسالمي‪ ,‬بيروت‪ -‬دمشق‪ -‬لبنان‪ , 949/4 :‬وجزء من شرح تنقيح الفصول في علم األصول‪ ,‬ألبي العباس شهاب‬
‫الدين أحمد بن إدريس بن عبد الرحمن المالكي الشهير بالقرافي (ت‪684 :‬هـ)‪ ,‬تح‪ :‬ناصر بن علي بن ناصر‬
‫الغامدي‪ ,‬إشراف ‪ :‬فضيلة الشيخ األستاذ الدكتور‪ /‬حمزة بن حسين الفعر‪ ,‬رسالة علمية‪ ,‬كلية الشريعة ‪ -‬جامعة أم‬
‫القرى‪1491 ,‬هـ ‪9222 -‬م‪ ,429/9 :‬والموافقات‪ ,341/5 :‬وغيرها من كتب األصول‪.‬‬
‫(‪ ) 1‬صحيح مسلم‪ ,‬كتاب‪ :‬الحيض‪ ,‬باب‪ :‬الدليل على أن نوم الجالس ال ينقض الوضوء‪ ,984/1 :‬رقم (‪.)396‬‬
‫(‪ )9‬لم أجد هذا اللفظ عند أبي داود والذي عنده هو‪ « :‬كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ الاَلهِ صَلاَى اهللُ عَلَيْ ِه وَسَلاَ َم َي ْنتَظِرُو َن الْعِشَاءَ‬
‫حتاَى تَخْفِقَ رُؤوسُ ُهمْ‪ُ ,‬ثماَ يُصَلاُونَ وَلَا َيتَوَضاَوُونَ»‪ .‬سنن أبي داود‪ ,‬ألبي داود سليمان بن األشعث بن إسحاق بن‬ ‫الْآخِرَةَ َ‬
‫سجِسْتاني (ت‪995 :‬هـ)‪ ,‬تح‪ :‬محمد محيي الدين عبد الحميد‪ ,‬المكتبة‬ ‫بشير بن شداد بن عمرو األزدي ال اِ‬
‫العصرية‪ ,‬صيدا – بيروت‪ ,51/1 :‬رقم (‪ ,)922‬كتاب‪ :‬الطهارة‪ ,‬باب‪ :‬في الوضوء من النوم‪ ,‬وصححه األلباني‪.‬‬
‫(‪ )3‬مغني المحتاج‪.143/1 :‬‬

‫العدد (‪ )81‬ديسمبر ‪0208‬م‬ ‫‪964‬‬


‫‪0‬ــــ‪0282‬م‬
‫الخطيب الشربيني ومنهجه في مختلف الحديث من خالل كتابه‪ :‬مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج‪.‬‬
‫الباحث ‪:‬فاروق بن هادي علي يحيى الخوالني‬

‫غالباً؛ فإذا كان بحال من التماسك واالستواء في القعود المانع من خروج الحدث منه كان محكوماً له‬
‫بالسالمة‪ ,‬وبقاء الطهارة المتقدمة؛ فإذا زال عن مستوى القعود بأن يكون مضطجعاً أو راكعاً أو‬
‫ساجداً أو قائماً أو مائالً إلى أحد شقيه أو على حال يسهل معها خروج الحدث من حيث ال يشعر‬
‫بذلك كان أمره محموالً على أنه قد أحدث؛ ألنه قد يكون منه الحدث في تلك الحالة غالباً‪ ,‬ولوكان‬
‫نوم القاعد ناقضاً للطهارة لم يجز على عامة أصحاب رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم وهو بين‬
‫أظهرهم والوحي ينزل عليه أن يصلوا محدثين بحضرته فدل على أن النوم إذا كان بهذه الصفة غير‬
‫ناقض للطهور"(‪.)1‬‬
‫ومن أمثلة ذلك جمعه بين الروايات المختلفة في أجر صالة الجماعة فقد قال‪" :‬خبر الصحيحين‬
‫(‪)9‬‬
‫وفي رواية «بخمس وعشرين‬ ‫«صالة الجماعة أفضل من صالة الفذ بسبع وعشرين درجة»‬
‫قال في المجموع(‪ :)4‬وال منافاة ألن القليل ال ينفي الكثير‪ ,‬أو أنه أخبر أوال بالقليل ثم‬ ‫(‪)3‬‬
‫درجة»‬
‫أعلمه اهلل تعالى بزيادة الفضل فأخبر بها‪ ,‬أو أن ذلك يختلف باختالف أحوال المصلين"(‪.)5‬‬
‫وقد ذكر هذا الجمع العلماء في كتبهم(‪ ,)6‬وبعضهم علل ذلك باختالف أحوال المصلين فقط(‪.)9‬‬
‫ومن أمثلة الجمع بين الروايات في حكم تارك الصالة فقال‪(" :‬أو) تركها (كسال) أو تركها تهاونا‬
‫(قتل) بالسيف (حدا) ال كفرا‪ ,‬لخبر الصحيحين «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن ال إله إال‬

‫(‪ )1‬معالم السنن‪ ,‬وهو شرح سنن أب ي داود‪ ,‬ألبي سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم بن الخطاب البستي المعروف‬
‫بالخطابي (ت‪388 :‬هـ)‪ ,‬المطبعة العلمية – حلب‪ ,‬ط‪1351 ,1‬هـ ‪1239 -‬م‪.91/1 :‬‬
‫(‪ )9‬صحيح البخاري‪ ,‬كتاب‪ :‬األذان‪ ,‬باب‪ :‬فضل صالة الجماعة‪ ,131/1 :‬رقم (‪ ,)645‬وصحيح مسلم‪ ,‬كتاب‪ :‬المساجد‬
‫ومواضع الصالة‪ ,‬باب‪ :‬فضل صالة الجماعة وبيان التشديد في التخلف عنها‪ ,452/1 :‬رقم (‪.)652‬‬
‫(‪ ) 3‬صحيح البخاري‪ ,‬كتاب‪ :‬الصالة‪ ,‬باب‪ :‬الصالة في مسجد السوق‪ ,123/1 :‬رقم (‪ ,)499‬وصحيح مسلم‪ ,‬كتاب‪:‬‬
‫المساجد ومواضع الصالة‪ ,‬باب‪ :‬فضل صالة الجماعة وبيان التشديد في التخلف عنها‪ ,442/1 :‬رقم (‪.)642‬‬
‫(‪ ) 4‬ينظر‪ :‬المجموع شرح المهذب (مع تكملة السبكي والمطيعي)‪ ,‬ألبي زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (ت‪:‬‬
‫‪696‬هـ)‪ ,‬دار الفكر‪.183/4 :‬‬
‫(‪ )5‬مغني المحتاج‪.465/1 :‬‬
‫(‪ ) 6‬ينظر‪ :‬رياض األفهام في شرح عمدة األحكام‪ ,‬ألبي حفص عمر بن علي بن سالم بن صدقة اللخمي اإلسكندري‬
‫المالكي‪ ,‬تاج الدين الفاكهاني (ت‪934 :‬هـ)‪ ,‬تحقيق ودراسة‪ :‬نور الدين طالب‪ ,‬دار النوادر‪ ,‬سوريا‪ ,‬ط‪1431 ,1‬هـ‬
‫‪9212 -‬م‪ , 611/1 :‬وفتح الباري شرح صحيح البخاري‪ ,‬ألحمد بن علي بن حجر أبي الفضل العسقالني الشافعي‬
‫(ت‪859 :‬هـ)‪ ,‬دار المعرفة ‪ -‬بيروت‪1392 ,‬هـ‪ ,‬رقم كتبه وأبوابه وأحاديثه‪ :‬محمد فؤاد عبد الباقي‪ ,‬قام بإخراجه‬
‫وصححه وأشرف على طبعه‪ :‬محب الدين الخطيب‪ ,‬عليه تعليقات العالمة‪ :‬عبد العزيز بن عبد اهلل بن باز‪.139/9 :‬‬
‫(‪ ) 9‬كشف المشكل من حديث الصحيحين‪ ,‬لجمال الدين أبي الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (ت‪:‬‬
‫‪529‬هـ)‪ ,‬تح‪ :‬علي حسين البواب‪ ,‬دار الوطن – الرياض‪542/9 :‬‬

‫العدد (‪ )81‬ديسمبر ‪0208‬م‬ ‫‪965‬‬


‫‪0‬ــــ‪0282‬م‬
‫الخطيب الشربيني ومنهجه في مختلف الحديث من خالل كتابه‪ :‬مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج‪.‬‬
‫الباحث ‪:‬فاروق بن هادي علي يحيى الخوالني‬

‫اهلل وأن محمدا رسول اهلل ويقيموا الصالة ويؤتوا الزكاة‪ ,‬فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم‬
‫وأموالهم إال بحق اإلسالم وحسابهم على اهلل»(‪ ,)1‬وخبر أبي داود وغيره «خمس صلوات كتبهن اهلل‬
‫على العباد فمن جاء بهن كان له عند اهلل عهد أن يدخله الجنة‪ ,‬ومن لم يأت بهن فليس له عند اهلل‬
‫عهد إن شاء عفا عنه وإن شاء عذبه»(‪)9‬؛ فلو كفر لم يدخل تحت المشيئة‪ ,‬وأما خبر مسلم «بين‬
‫العبد وبين الكفر ترك الصالة»(‪)3‬؛ فمحمول على تركها جحودا‪ ,‬أو على التغليظ‪ ,‬أو المراد ما‬
‫يوجبه الكفر من وجوب القتل جمعاً بين األدلة"(‪.)4‬‬
‫ويتبين لنا مما سبق نقله أن الخطيب جمع بين األدلة التي تبدو متعارضة في حكم تارك‬
‫الصالة‪ ,‬وأنه حتى وإن قتل فإنما يقتل حداً ال أنه أصبح كافراً‪ ,‬وقد حملت األدلة المعارضة على‬
‫أحد ثالثة أمور‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬أنها خاصة بمن ترك الصالة جحوداً لها‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬أنها من باب التغليظ والزجر عن تركها تهاوناً وكسالً‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬أن تركها يوجب على تاركها ما يوجب على الكافر األصل من القتل‪.‬‬
‫وبهذا الجمع بين األدلة الواردة في هذه المسألة جمع العلماء وزادوا عليه‪ ,‬قال اإلمام النووي‪:‬‬
‫"وتأولوا قوله صلى اهلل عليه وسلم‪« :‬بين العبد وبين الكفر ترك الصالة» على معنى أنه يستحق‬
‫بترك الصالة عقوبة الكافر وهي القتل‪ ,‬أو أنه محمول على المستحل‪ ,‬أو على أنه قد يؤول به إلى‬
‫(‪)5‬‬
‫الكفر‪ ,‬أو أن فعله فعل الكفار‪ ,‬واهلل أعلم‪.‬‬

‫سبِيلَ ُهمْ}‪ ,14/1 :‬رقم (‪ ,)95‬وصحيح‬ ‫صالَ َة وَآتَوُا ال اَزكَاةَ َفخَلاُوا َ‬


‫(‪ )1‬صحيح البخاري‪ ,‬كتاب‪ :‬اإليمان‪ ,‬باب‪{ :‬فَإِ ْن تَابُوا َوَأقَامُوا ال اَ‬
‫مسلم‪ ,‬كتاب‪ :‬اإليمان‪ ,‬باب‪ :‬األمر بقتال الناس حتى يقولوا‪ :‬ال إله إال اهلل محمد رسول اهلل‪ ,53/1 :‬رقم (‪.)99‬‬
‫(‪ )9‬سنن أبي داود‪ ,‬كتاب‪ :‬الصالة‪ ,‬باب‪ :‬فيمن لم يوتر‪ ,69/9 :‬رقم (‪ ,)1492‬وصححه األلباني‪.‬‬
‫(‪ ) 3‬صحيح مسلم‪ ,‬كتاب‪ :‬اإليمان‪ ,‬باب‪ :‬بيان إطالق اسم الكفر على من ترك الصالة‪ ,88/1 :‬رقم (‪ ,)89‬وقد ذكره‬
‫ك‬
‫الخطيب بمعناه ال بلفظه عند اإلمام مسلم‪ ,‬حيث هو عنده بلفظين هما‪« :‬إِ اَن بَيْنَ الراَجُلِ وَبَيْنَ الشاِرْكِ وَالْكُفْرِ تَ ْر َ‬
‫ك الصاَلَاةِ»‪ ,‬وأما اللفظ الذي ذكره فينظر‪ :‬سنن ابن ماجه‪ ,‬ألبي‬ ‫الصاَلَاةِ»‪ ,‬و «بَيْنَ الراَجُلِ وَبَيْنَ الشاِرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْ ُ‬
‫عبد اهلل محمد بن يزيد القزويني‪ ,‬وماجه اسم أبيه يزيد (ت‪993 :‬هـ)‪ ,‬تح‪ :‬محمد فؤاد عبد الباقي‪ ,‬دار إحياء‬
‫الكتب العربية ‪ -‬فيصل عيسى البابي الحلبي‪ ,‬كتاب‪ :‬إقامة الصالة والسنة فيها‪ ,‬باب‪ :‬ما جاء فيمن ترك الصالة‪:‬‬
‫‪ ,349/1‬رقم (‪ ,)1298‬وصححه األلباني‪.‬‬
‫(‪ )4‬مغني المحتاج‪.619/1 :‬‬
‫(‪ )5‬المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج‪ ,‬ألبي زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (ت‪696 :‬هـ)‪ ,‬دار إحياء‬
‫التراث العربي – بيروت‪ ,‬ط‪1329 ,9‬هـ‪ , 91/9 :‬وينظر‪ :‬طرح التثريب في شرح التقريب (المقصود بالتقريب‪:‬‬
‫تقريب األسانيد وترتيب المسانيد)‪ ,‬ألبي الفضل زين الدين عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن‬

‫العدد (‪ )81‬ديسمبر ‪0208‬م‬ ‫‪966‬‬


‫‪0‬ــــ‪0282‬م‬
‫الخطيب الشربيني ومنهجه في مختلف الحديث من خالل كتابه‪ :‬مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج‪.‬‬
‫الباحث ‪:‬فاروق بن هادي علي يحيى الخوالني‬

‫ولو تتبعنا المواضع التي سلك فيها الخطيب هذا المسلك للجمع بين األدلة المتعارضة لطال المقام‬
‫ولكن يكتفى باألمثلة السابقة وعند الرجوع إلى الكتاب سيجد القارئ أمثلة كثيرة لهذا المسلك الذي‬
‫(‪)1‬‬
‫سار عليه العلماء لتوجيه التعارض بين األدلة‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬ترجيح إحدى الروايات على األخرى‪:‬‬
‫عندما يتعذر الجمع بين األدلة التي ظاهرها التعارض فإن المستدل ينتقل إلى المسلك الثاني إلزالة‬
‫اإلشكال الظاهر بينها وهو ترجيح بعض األدلة على بعض بإحدى وجوه الترجيح المعتبرة عند العلماء‪.‬‬
‫ووجوه الترجيح عند العلماء كثيرة ومتعددة‪ ,‬فمنها‪:‬‬
‫الترجيح باعتبار اإلسناد‪ ,‬وفيها أكثر من أربعين وجها من وجوه الترجيح‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الترجيح باعتبار المتن‪ ,‬وفيه قرابة ثالثين وجها من وجوه الترجيح‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الترجيح باعتبار المدلول‪ ,‬وفيه تسعة أوجه للترجيح بين المتعارضات‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الترجيح باعتبار األمور الخارجة عما سبق‪ ,‬وفيه عشرة أوجه للترجيح‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الترجيح بين األقيسة‪ ,‬وهذا فيه أنواع متعددة بحسب أنواع العلل وشروطها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الترجيح بين الحدود السمعية‪ ,‬وفيه خمسة عشر مرجحاً‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫فهذه ستة أنواع للترجيح بين األدلة المتعارضة‪ ,‬وتحت كل نوع منها أنواع عدة مرجحات حسب كل‬
‫دليل ومدلوله‪ ,‬فباعتبار السند ثم المتن ثم المدلول ثم األمور الخارجة ثم األقيسة ثم الحدود السمعية(‪.)9‬‬
‫وقد سلك الخطيب بعض هذه الوجوه للترجيح بين األدلة التي ظاهره التعارض في كتابه فمن أمثلة ذلك‪:‬‬
‫ترجيح الخطيب بين الروايات الواردة في تعيين الغسلة التي بالتراب في تطهير اإلناء الذي ولغ فيه‬
‫سلُوهُ‬
‫سلاَمَ ‪ :-‬إذَا وَلَغَ الْ َكلْبُ فِي الْإِنَاءِ فَاغْ ِ‬
‫صلاَى اللاَهُ َعلَيْهِ َو َ‬
‫الكلب فقال‪" :‬وَالْأَصْلُ فِي ذَلِكَ «قَوْلُهُ ‪َ -‬‬

‫إبراهيم العراقي (ت‪ 826 :‬هـ)‪ ,‬أكمله ابنه‪ :‬أحمد بن عبد الرحيم بن الحسين الكردي الرازياني ثم المصري‪ ,‬أبو‬
‫زرعة ولي الدين‪ ,‬ابن العراقي (ت‪896 :‬هـ)‪ ,‬الطبعة المصرية القديمة ‪ -‬وصورتها دور عدة منها (دار إحياء التراث‬
‫العربي‪ ,‬ومؤسسة التاريخ العربي‪ ,‬ودار الفكر العربي)‪ ,149/9 :‬وشرح سنن أبي داود‪ ,‬لشهاب الدين أبي العباس‬
‫أحمد بن حسين بن علي بن رسالن المقدسي الرملي الشافعي (ت‪ 844 :‬هـ)‪ ,‬تح‪ :‬عدد من الباحثين بدار الفالح‬
‫بإشراف خالد الرباط‪ ,‬دار الفالح للبحث العلمي وتحقيق التراث‪ ,‬الفيوم ‪ -‬جمهورية مصر العربية‪ ,‬ط‪1439 ,1‬هـ‬
‫‪9216 -‬م‪.925/18 :‬‬
‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬مغني المحتاج‪.521 ,182/9 ,353 ,326 ,188/1 :‬‬
‫(‪ ) 9‬ينظر‪ :‬إرشاد الفحول إلي تحقيق الحق من علم األصول‪ ,‬لمحمد بن علي بن محمد بن عبد اهلل الشوكاني اليمني‬
‫(ت‪1952 :‬هـ)‪ ,‬تح‪ :‬الشيخ أحمد عزو عناية‪ ,‬دمشق ‪ -‬كفر بطنا‪ ,‬قدم له‪ :‬الشيخ خليل الميس والدكتور ولي الدين‬
‫صالح فرفور‪ ,‬دار الكتاب العربي‪ ,‬ط‪1412 ,1‬هـ ‪1222 -‬م‪964/9 :‬ـ ‪ ,989‬وقد فصل فيها في عشرين صفحة من‬
‫الكتاب المذكور‪.‬‬

‫العدد (‪ )81‬ديسمبر ‪0208‬م‬ ‫‪969‬‬


‫‪0‬ــــ‪0282‬م‬
‫الخطيب الشربيني ومنهجه في مختلف الحديث من خالل كتابه‪ :‬مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج‪.‬‬
‫الباحث ‪:‬فاروق بن هادي علي يحيى الخوالني‬

‫سلِمٌ(‪ ,)1‬وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ‪« :‬وَعَفاِرُوهُ الثاَامِنَةَ بِالتاُرَابِ»(‪ :)9‬أَيْ بِأَنْ‬


‫سَبْعَ مَراَاتٍ أُولَاهُناَ بِالتاُرَابِ» رَوَاهُ مُ ْ‬
‫حلاِهِ‪,‬‬
‫سلِمٍ تَعَارُضٌ فِي َمحَلاِ التاُرَابِ فَيَتَسَاقَطَا ِن فِي تَعْيِينِ َم َ‬
‫يُصَاحِبَ الساَابِعَةَ ‪ ...‬وَبَيْنَ رِوَايَتَيْ مُ ْ‬
‫(‪)4‬‬
‫طحَاءِ »(‪.")3‬‬
‫وَيُكْ َتفَى بِ ُوجُودِهِ فِي وَاحِدَةٍ مِنْ الساَبْعِ َكمَا فِي رِوَايَةِ الداَارَقُطْنِيا «إحْدَاهُناَ بِالْبَ ْ‬
‫وبهذا يتبين أن الخطيب رجح بين الروايات خاصة التي وردت عند اإلمام مسلم‪ ,‬وأيد ترجيحه الذي‬
‫هو ارتفاع حكم الروايتين لتعارضهما تعارضا ينافي الجمع بينهما‪ ,‬ولكن غيره من العلماء ذهب إلى‬
‫الترجيح بالراوي فقد قال اإلمام البيهقي في سننه بعد أن أورد رواية عبد اهلل بن مغفل‪" :‬أخرجه‬
‫(‪)5‬‬
‫مسلم في الصحيح من أوجه‪ ,‬عن شعبة‪ ,‬وأبو هريرة أحفظ من روى الحديث في دهره فروايته أولى"‬
‫ولكن ترجيح البيهقي قد رد عليه العلماء وبينوا أن رواية عبد اهلل بن مغفل زيادة ثقة وهي مقبولة‪,‬‬
‫(‪)6‬‬
‫وأنها منقولة بسند مجمع على صحته‪.‬‬
‫وأما اإلمام النووي فقد ذهب إلى الجمع بين الروايتين المتعارضة بأن المراد به سبعاً إحداهن‬
‫بالتراب فقال‪" :‬فمذهبنا ومذهب الجماهير أن المراد اغسلوه سبعا واحدة منهن بالتراب مع الماء‬
‫(‪)9‬‬
‫فكأن التراب قائم مقام غسلة فسميت ثامنة لهذا واهلل أعلم"‪.‬‬
‫إذا فدعوى ارتفاع حكم الروايتين واالستدالل على الحكم برواية أخرى غير مسلمة للخطيب‪ ,‬بل‬
‫الخالف فيها وارد‪ ,‬والتوجيه والترجيح لها سبق ذكره‪.‬‬
‫ومن أمثلة ذلك ما ذكره الخطيب في حكم اإلبراد بصالة الجمعة عند شدة الحر‪ ,‬فقد قال‪َ " :‬وخَرَجَ‬
‫جمُعَةِ َفلِفَقْدِ‬
‫جمُعَةً َفلَا يُسَناُ فِيهَا الْإِبْرَادُ‪ .‬أَماَا غَيْرُ ا ْل ُ‬
‫صالَوَاتِ وَلَوْ ُ‬
‫صالَاةِ الْ َأذَانُ‪ ,‬وَبِالظاُهْرِ غَيْرُهَا مِنْ ال َ‬
‫بِال َ‬

‫(‪ )1‬صحيح مسلم‪ ,‬كتاب الطهارة‪ ,‬باب‪ :‬حكم ولوغ الكلب‪ ,934/1 :‬رقم (‪.)992‬‬
‫(‪ )9‬صحيح مسلم‪ ,‬كتاب الطهارة‪ ,‬باب‪ :‬حكم ولوغ الكلب‪ ,935/1 :‬رقم (‪.)982‬‬
‫(‪)3‬سنن ال دارقطني‪ ,‬ألبي الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي بن مسعود بن النعمان بن دينار البغدادي الدارقطني‬
‫(ت‪ 385 :‬هـ)‪ ,‬حققه وضبط نصه وعلق عليه‪ :‬شعيب االرنؤوط‪ ,‬حسن عبد المنعم شلبي‪ ,‬عبد اللطيف حرز اهلل‪,‬‬
‫أحمد برهوم‪ ,‬مؤسسة الرسالة‪ ,‬بيروت – لبنان‪ ,‬ط‪1494 ,1‬هـ ‪9224 -‬م‪ ,‬كتاب‪ :‬الطهارة‪ ,‬باب‪ :‬ولوغ الكلب في‬
‫اإلناء‪ ,129/1 :‬رقم (‪.)129‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬مغني المحتاج‪.932/1 :‬‬
‫(‪ ) 5‬السنن الكبرى‪ ,‬ألحمد بن الحسين بن علي بن موسى الخُسْ َروْجِردي الخراساني‪ ,‬أبي بكر البيهقي (ت‪458 :‬هـ)‪,‬‬
‫تح‪ :‬محمد عبد القادر عطا‪ ,‬دار الكتب العلمية‪ ,‬بيروت – لبنات‪ ,‬ط‪1494 ,3‬هـ ‪9223 -‬م‪ ,‬كتاب الطهارة‪ ,‬باب‪:‬‬
‫إدخال التراب في إحدى غسالته‪ ,369/1 :‬رقم (‪.)1142‬‬
‫(‪ ) 6‬ينظر‪ :‬نيل األوطار‪ ,‬لمحمد بن علي بن محمد بن عبد اهلل الشوكاني اليمني (ت‪1952 :‬هـ)‪ ,‬تح‪ :‬عصام الدين‬
‫الصبابطي‪ ,‬دار الحديث‪ ,‬مصر‪ ,‬ط‪1413 ,1‬هـ ‪1223 -‬م‪.55/1 :‬‬
‫(‪ )9‬شرح النووي‪.185/3 :‬‬

‫العدد (‪ )81‬ديسمبر ‪0208‬م‬ ‫‪968‬‬


‫‪0‬ــــ‪0282‬م‬
‫الخطيب الشربيني ومنهجه في مختلف الحديث من خالل كتابه‪ :‬مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج‪.‬‬
‫الباحث ‪:‬فاروق بن هادي علي يحيى الخوالني‬

‫صلاَى اللاَ ُه َعلَيْهِ‬


‫سَلمَةَ «كُناَا نَجْمَعُ مَ َع َرسُولِ اللاَهِ ‪َ -‬‬
‫صاحِيحَيْ ِن عَنْ َ‬
‫جمُعَةُ َفِلخَبَرِ ال َ‬
‫الْ ِعلاَةِ ا ْلمَذْكُورَةِ‪ ,‬وَأَماَا ا ْل ُ‬
‫شامْسُ»(‪ ,)1‬وَلِشِداَةِ ا ْلخَطَرِ فِي فَوَاتِهَا ا ْل ُم َؤداِي إلَيْهِ تَ ْأخِيرُهَا بِال َتاكَاسُلِ‪ ,‬وَلِأَناَ الناَاسَ‬
‫سلاَمَ ‪ -‬إذَا زَالَتْ ال َ‬
‫َو َ‬
‫مَأْمُورُونَ بِالتاَبْكِيرِ إلَيْهَا َفلَا يَتَ َأذاَوْنَ بِا ْلحَراِ‪.‬‬
‫سلاَمَ ‪ -‬كَانَ يُبْ ِردُ بِهَا»(‪. . )9‬‬
‫صلاَى اللاَ ُه َعلَيْهِ َو َ‬
‫صاحِيحَيْنِ «أَناَهُ ‪َ -‬‬
‫فَإِنْ قِيلَ‪َ :‬و َردَ فِي ال َ‬
‫صحِيحِهِ فِي الظاُهْرِ‬
‫سمَاعِيلِياُ فِي َ‬
‫ُأجِيبَ بِأَناَهُ فَ َعلَهُ بَيَانًا ِللْجَوَازِ جَمْعًا بَيْنَ الْ َأدِلاَةِ مَعَ أَناَ ا ْلخَبَرَ رَوَاهُ الْ ِإ ْ‬
‫(‪)3‬‬
‫سَلمَةَ لِعَدَمِ الْمُعَارِضِ"‪.‬‬
‫فَتَعَارَضَتْ الراِوَايَتَانِ‪ ,‬فَيُ ْعمَلُ ِبخَبَرِ َ‬
‫ويتضح من نص الخطيب السابق أنه تعارض عنده روايتان في اإلبراد بصالة الجمعة عند اشتداد‬
‫الحر‪ ,‬إحداها تدل على أن اإلبراد يشمل الجمعة والظهر‪ ,‬واألخرى تخص الظهر دون الجمعة‪,‬‬
‫فجمع بينهما الخطيب بشيئين وهما‪:‬‬
‫‪ .1‬أن فعل الرسول صلى اهلل عليه وسلم لذلك إنما هو لبيان الجواز‪.‬‬
‫‪ .9‬ترجيح أن الدليل خاص بالظهر دون الجمعة وأيد ذلك بما أخرجه اإلسماعيلي في‬
‫المستخرج‪.‬‬
‫وما ذهب إليه الخطيب هو ما جمع به العلماء بين الروايات المتعارضة في هذه المسألة رجحوا أن‬
‫اإلبراد خاص بصالة الظهر دون الجمعة‪ ,‬قال العيني بعد ذكر الروايات المختلفة في ذلك‪" :‬ويحصل‬
‫االئتالف بين هذه الروايات بأن نقول‪ :‬األصل في الظهر التبكير عند اشتداد البرد واإلبراد عند‬
‫اشتداد الحر‪ ,‬كما دلت عليه األحاديث الصحيحة‪ ,‬واألصل في الجمعة‪ ,‬التبكير ألن يوم الجمعة يوم‬
‫اجتماع الناس وازدحامهم‪ ,‬فإذا أخرت يشق عليهم‪ .‬وقال ابن قدامة(‪ :)4‬ولذلك كان النبي صلى اهلل‬
‫عليه وسلم يصليها إذا زالت الشمس صيفا وشتاء على ميقات واحد‪ ,‬ثم إن أنسا‪ ,‬رضي اهلل تعالى‬
‫عنه‪ ,‬قاس الجمعة على الظهر عند اشتداد الحر ال بالنص‪ ,‬ألن أكثر األحاديث تدل على التفرقة في‬

‫(‪ ) 1‬أخرجه مسلم‪ ,‬كتاب‪ :‬صالة المسافرين وقصرها‪ ,‬باب‪ :‬صالة الجمعة حين تزول الشمس‪ ,582/9 :‬رقم (‪ ,)862‬ولم‬
‫يخرجه البخاري بهذا اللفظ‪ ,‬وال عن سلمة‪ ,‬وبهذا يتبين أن نسبة الخطيب إلى الصحيحين ليست دقيقة‪ ,‬خاصة‬
‫وقد قيده بالرواي وهو سلمة بن األكوع رضي اهلل عنه‪.‬‬
‫(‪ ) 9‬أخرجه البخاري‪ ,‬كتاب‪ :‬الجمعة‪ ,‬باب‪ :‬إذا اشتد الحر يوم الجمعة‪ ,9/9 :‬رقم (‪ ,)226‬لم يخرجه مسلم بهذا‬
‫اللفظ‪ ,‬وإنما أخرج معناه‪ ,‬وهو الحديث السابق‪.‬‬
‫(‪ )3‬مغني المحتاج‪.326/1 :‬‬
‫(‪ ) 4‬المغني‪ ,‬ألبي محمد موفق الدين عبد اهلل بن أحمد بن محمد بن قدامة الجماعيلي المقدسي ثم الدمشقي‬
‫الحنبلي‪ ,‬الشهير بابن قدامة المقدسي (ت‪692 :‬هـ)‪ ,‬مكتبة القاهرة‪1388 ,‬هـ ‪1268 -‬م‪.912/9 :‬‬

‫العدد (‪ )81‬ديسمبر ‪0208‬م‬ ‫‪962‬‬


‫‪0‬ــــ‪0282‬م‬
‫الخطيب الشربيني ومنهجه في مختلف الحديث من خالل كتابه‪ :‬مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج‪.‬‬
‫الباحث ‪:‬فاروق بن هادي علي يحيى الخوالني‬

‫(‪)1‬‬
‫الظهر وعلى التبكير في الجمعة"‪.‬‬
‫وقال القاري‪" :‬وظاهر الحديث أنه يسن اإلبراد بالجمعة في شدة الحر كالظهر‪ ,‬وقد خالفه‬
‫(‪)9‬‬
‫الشافعية‪ ,‬وحملوه على بيان الجواز"‪.‬‬
‫وأما تأييد ترجيح عدم اإلبراد بما أخرجه اإلسماعيلي في مستخرجه وهو غير موجود لكن قد نقل‬
‫عنه ابن رجب في شرحه للبخاري ونصه‪" :‬خراج اإلسماعيلي في صحيحه – وهو‪ :‬المستخرج على‬
‫صحيح البخاري ‪ -‬من طريق هارون بن عبد اهلل‪ ,‬عن حرمي بن عمارة‪ :‬حدثني أبو خلدة‪ ,‬قالَ ‪:‬‬
‫سمعت أنس بن مالكٍ ‪ -‬وناداه يزيد الضبي‪ :‬يا أبا حمزة‪ ,‬قد شهدت الصاَالة مع رسول اهلل صلى اهلل‬
‫عليه وسلم‪ ,‬وشهدت الصاَالة معنا‪ ,‬فكيف كان رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يصلي الجمعة؟ ‪-‬‬
‫فقال‪ :‬كان إذا أشتد البرد بكر بالصالة‪ ,‬وإذا أشتد الحر أبرد بالصالة‪.‬‬
‫وخراجه ‪ -‬أيضاً ‪ -‬من رواية محمد بن المثنى‪ ,‬عن حرمي‪ ,‬ولم يذكر في حديثه‪ :‬الجمعة‪.‬‬
‫وخراج ‪ -‬أيضاً ‪ -‬رواية يونس بن بكير التي علقها البخاري‪ ,‬ولفظ حديثه‪ :‬كان النبي صلى اهلل عليه‬
‫وسلم إذا كان الحر أبرد بالصالة‪ ,‬وإذا كان البرد بكر بها ‪ -‬يعني‪ :‬الظهر‪.‬‬
‫وخراج ‪ -‬أيضاً ‪ -‬حديث بشر بن ثابت الذي علقه البخاري ‪ -‬أيضاً ‪ ,-‬ولفظ حديثه‪ :‬كان رسول اهلل‬
‫صلى اهلل عليه وسلم إذا كان الشتاء يبكر بالظهر‪ ,‬وإذا كان الصيف أبرد بها‪ ,‬ولكن يصلي العصر‬
‫(‪)3‬‬
‫والشمس بيضاء"‪.‬‬
‫وما استدل به الخطيب في الترجيح بمستخرج اإلسماعيلي قد علقه البخاري في صحيحه فقال‪:‬‬
‫"قال يونس بن بكير‪ :‬أخبرنا أبو خلدة‪ ,‬فقال‪ :‬بالصالة ولم يذكر الجمعة"‪)4(.‬وقد وصل هذا التعليق‬
‫البخاري في كتاب األدب المفرد(‪,)5‬‬

‫(‪ ) 1‬عمدة القاري شرح صحيح البخاري‪ ,‬ألبي محمد محمود بن أحمد بن موسى بن أحمد بن حسين الغيتابى الحنفى‬
‫بدر الدين العيني (ت‪855 :‬هـ)‪ ,‬دار إحياء التراث العربي – بيروت‪.929/6 :‬‬
‫(‪ ) 9‬مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح‪ ,‬لعلي بن (سلطان) محمد‪ ,‬أبي الحسن نور الدين المال الهروي القاري (ت‪:‬‬
‫‪1214‬هـ)‪ ,‬دار الفكر‪ ,‬بيروت – لبنان‪ ,‬ط‪1499 ,1‬هـ ‪9229 -‬م‪.1241/3 :‬‬
‫(‪ ) 3‬فتح الباري في شرح صحيح البخاري‪ ,‬لزين الدين عبد الرحمن بن أحمد بن رجب بن الحسن‪ ,‬السَالمي‪,‬‬
‫البغدادي‪ ,‬ثم الدمشقي‪ ,‬الحنبلي (ت‪ 925 :‬هـ)‪ ,‬تح‪ :‬أبو معاذ طارق بن عوض اهلل بن محمد‪ ,‬دار ابن الجوزي ‪-‬‬
‫السعودية ‪ /‬الدمام‪ ,‬ط‪1499 ,9‬هـ‪ 499/5 :‬ـ ‪.493‬‬
‫(‪ )4‬صحيح البخاري‪ ,‬كتاب‪ :‬الجمعة‪ ,‬باب‪ :‬إذا اشتد الحر يوم الجمعة‪ ,9/9 :‬رقم (‪.)226‬‬
‫(‪ )5‬األدب المفرد‪ ,‬لمح مد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري‪ ,‬أبي عبد اهلل (ت‪956 :‬هـ)‪ ,‬تح‪ :‬عصام موسى‬
‫هادي‪ ,‬دار الصديق ‪ -‬الجبيل ‪ -‬المملكة العربية السعودية‪ ,‬ط‪1434 ,1‬هـ ‪9213 -‬م‪ ,412 :‬رقم (‪ ,)1169‬وحسنه‬
‫األلباني في صحيح األدب المفرد رقم (‪.)882‬‬

‫العدد (‪ )81‬ديسمبر ‪0208‬م‬ ‫‪992‬‬


‫‪0‬ــــ‪0282‬م‬
‫الخطيب الشربيني ومنهجه في مختلف الحديث من خالل كتابه‪ :‬مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج‪.‬‬
‫الباحث ‪:‬فاروق بن هادي علي يحيى الخوالني‬

‫كما ذكره الحافظ ابن حجر في تغليق التعليق(‪.)1‬‬


‫وبهذا يتضح لنا منهج الخطيب في ترجيح بعض الروايات المتعارضة على بعضها بأحد وجوه‬
‫الترجيح وهو االستدالل برواية أخرى تؤيد ما رجحه‪.‬‬
‫ومن أمثلة ذلك الترجيح بين الروايات المذكورة في سراية العتق في العبد المشترك بين شخصين‪,‬‬
‫وهل يلزم المعتق أن يشتري بقية العبد إلعتاقه؟ أم أنه يسعى له في فكاكه‪ ,‬فقد قال الخطيب‪:‬‬
‫شرْكًا لَهُ فِي عَبْ ٍد وَكَانَ لَهُ مَالٌ يَ ْبلُغُ َثمَنَ الْعَبْدِ قُواِمَ‬
‫صاحِيحَيْنِ «مَنْ أَ ْع َتقَ ِ‬
‫"وَالْأَصْلُ فِي ذَلِكَ خَبَرُ ال َ‬
‫الْعَبْدُ َعلَيْهِ قِيمَةَ عَدْلٍ وَ َأعْطَى شُرَكَاءَهُ حِصَصَهُمْ وَ َأعْ َتقَ َعلَيْهِ الْعَبْدُ‪َ ,‬وإِلاَا َفقَدْ عَ َتقَ َعلَيْهِ مِنْهُ مَا‬
‫عَتَ َق»(‪ ,)9‬وَفِي رِوَايَةٍ «إذَا كَانَ الْعَبْدُ بَيْنَ اثْنَيْنِ فَ َأعْ َتقَ َأحَدُ ُهمَا نَصِيبَهُ‪ ,‬وَكَا َن لَهُ مَالٌ َفقَدْ عَتَقَ‬
‫ُكلاُهُ»(‪ ,)3‬وَأَماَا رِوَايَةُ «فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ قُواِمَ الْعَبْدُ َعلَيْهِ قِيمَةَ عَدْلٍ‪ ,‬ثُماَ يُسْتَسْعَى لِصَاحِبِهِ فِي قِيمَتِهِ‬
‫(‪)4‬‬
‫حمُولَةٌ َعلَى أَ َناهُ يُسْتَسْعَى لِشَرِيكِ‬
‫حفاَاظُ‪ ,‬أَوْ َم ْ‬
‫َفمُ ْد َرجَةٌ فِي ا ْلخَبَرِ َكمَا قَالَهُ ا ْل ُ‬ ‫شقُوقٍ َعلَيْهِ»‬
‫غَيْرَ مَ ْ‬
‫(‪)5‬‬
‫ا ْلمُعْ ِتقِ أَيْ َيخْدُمُهُ ِبقَ ْدرِ نَصِيبِهِ لِ َئلاَا يَظُناَ أَناَهُ َيحْرُ ُم َعلَيْهِ اسْتِخْدَامُهُ"‪.‬‬
‫ومن خالل هذا النقل نجد أن الخطيب يذهب إلى أن الموسر إذا أعتق نصيبه من عبده الذي بينه‬
‫وبين شريك آخر فهو بالخيار بين أن يعتق بقية العبد أو أن يدعه لشريكه‪ ,‬وقد رجح األحاديث الدالة‬
‫على هذا المعنى‪ ,‬وبين أن رواية أنه يجب عليه أن يسعى لعتق بقية العبد مدرجة في الحديث‪ ,‬أو‬
‫محمولة على أن العبد يصبح مبعضاً‪ ,‬وليس عليه من الخدمة إال بقدر ما فيه من العبودية‪.‬‬

‫(‪ )1‬تغليق التعليق على صحيح البخاري ‪ ,‬ألبي الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقالني (ت‪:‬‬
‫‪859‬هـ)‪ ,‬تح‪ :‬سعيد عبد الرحمن موسى القزقي‪ ,‬المكتب اإلسالمي ‪ ,‬دار عمار ‪ -‬بيروت ‪ ,‬عمان – األردن‪,‬‬
‫ط‪1425 ,1‬هـ‪358 /9 :‬ـ ‪.352‬‬
‫(‪ ) 9‬أخرجه البخاري‪ ,‬كتاب‪ :‬العتق‪ ,‬باب‪ :‬إذا أعتق عبداً بين اثنين أو أمة بين الشركاء‪ ,144/3 :‬رقم (‪ ,)9599‬وأخرجه‬
‫مسلم‪ ,‬كتاب‪ :‬العتق‪ ,1132/9 :‬رقم (‪.)1521‬‬
‫(‪ ) 3‬هذه الرواية غير موجودة بلفظها في كتب الحديث‪ ,‬وقد نقلها الخطيب من كتاب‪ :‬أسنى المطالب في شرح روض‬
‫الطالب‪ ,‬لألنصاري‪ , 438/4 :‬وقد ورد بمعناها أحاديث صحيحة منها ما أخرجه البخاري في صحيحه عن عَنِ ابْنِ‬
‫عُمَرَ رَضِيَ الَلاهُ عَنْهُمَا‪ ,‬عَنِ الناَبِياِ صَلاَى اهللُ عَلَ ْيهِ وَسََلامَ قَالَ‪« :‬مَنْ أَعْ َتقَ شِرْكًا َلهُ فِي مَمْلُوكٍ‪ ,‬وَجَبَ عَلَ ْيهِ أَنْ يُ ْعتِ َق‬
‫صاتَ ُهمْ‪َ ,‬و ُيخَلاَى سَبِيلُ المُ ْعتَقِ» صحيح البخاري‪,‬‬ ‫كَُلاهُ‪ ,‬إِنْ كَانَ َلهُ مَالٌ قَدْرَ ثَمَ ِنهِ‪ ,‬يُقَامُ قِيمَةَ عَ ْدلٍ‪َ ,‬ويُعْطَى شُ َركَا ُؤهُ حِ َ‬
‫كتاب العتق‪ ,‬باب الشركة في الرقيق‪ ,141/3 :‬رقم (‪.)9523‬‬
‫(‪ ) 4‬أخرجه البخاري‪ ,‬كتاب‪ :‬الشركة‪ ,‬باب‪ :‬تقويم األشياء بين الشركاء بقيمة عدل‪ ,132/3 :‬رقم (‪ ,)9429‬وأخرجه‬
‫مسلم‪ ,‬كتاب‪ :‬العتق‪ ,‬باب‪ :‬من أعتق شركا له في عبد‪ ,1989/3 :‬رقم (‪.)1523‬‬
‫(‪ )5‬مغني المحتاج‪.459/6 :‬‬

‫العدد (‪ )81‬ديسمبر ‪0208‬م‬ ‫‪991‬‬


‫‪0‬ــــ‪0282‬م‬
‫الخطيب الشربيني ومنهجه في مختلف الحديث من خالل كتابه‪ :‬مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج‪.‬‬
‫الباحث ‪:‬فاروق بن هادي علي يحيى الخوالني‬

‫فأما الحكم على الرواية باإلدراج فقد نقله الخطيب عن األنصاري في أسنى المطالب(‪ ,)1‬وقد ناقش‬
‫هذه المسألة الحافظ ابن حجر في الفتح وخالصة ذلك‪ :‬أما حديث أبي هريرة فقد نقل عن جماعة‬
‫أن االستسعاء مدرج ثم قال وأبى ذلك آخرون منهم صاحبا الصحيح فصححا كون الجميع مرفوعًا‬
‫وهو الذي رجحه ابن دقيق العيد وجماعة ألن سعيد بن أبي عروبة أعرف بحديث قتادة لكثرة‬
‫مالزمته له وكثرة أخذه عنه من همام وغيره‪ ,‬وهشام وشعبة وإن كانا أحفظ من سعيد لكنهما لم‬
‫ينافيا ما رواه‪ ,‬وإنما اقتصرا من الحديث على بعضه‪ ,‬وليس المجلس متحداً حتى يتوقف في زيادة‬
‫سعيد؛ فإن مالزمة سعيد لقتادة كانت أكثر منهما فسمع منه ما لم يسمعه غيره‪ ,‬وهذا كله لو انفرد‬
‫وسعيد لم ينفرد ‪ ...‬ثم قال‪ :‬والذي يظهر أن الحديثين صحيحان مرفوعان وفاقاً لعمل صاحبي‬
‫الصحيح‪ ,‬وقال‪ :‬قال ابن المواق واإلنصاف أال نوهم الجماعة بقول واحد مع احتمال أن يكون سمع‬
‫قتادة يفتي به‪ ,‬فليس بين تحديثه مرة وفتياه به أخرى منافاة‪ ,‬ويؤيد ذلك أن البيهقي أخرج من‬
‫طريق األوزاعي عن قتادة إنه أفتى بذلك‪ ,‬والجمع بين حديث ابن عمر وأبي هريرة ممكن بخالف ما‬
‫جزم به اإلسماعيلي‪ ,‬قال ابن دقيق العيد حسبك بما اتفق عليه الشيخان فإنه أعلى درجات‬
‫الصحيح‪ ,‬والذين لم يقولوا باالستسعاء تعللوا في تضعيفه بتعليالت ال يمكنهم الوفاء بمثلها في‬
‫المواضع التي يحتاجون إلى االستدالل فيها بأحاديث يرد عليها مثل تلك التعليالت‪ ,‬وكأن البخاري‬
‫خشي من الطعن في رواية سعيد بن أبي عروبة؛ فأشار إلى ثبوتها بإشارات خفية كعادته؛ فإنه‬
‫أخرجه من رواية يزيد بن زريع عنه‪ ,‬وهو من أثبت الناس فيه‪ ,‬وسمع منه قبل االختالط‪ ,‬ثم‬
‫استظهر برواية جرير بن حازم بمتابعته؛ لينفي عنه التفرد‪ ,‬ثم أشار إلى أن غيرهما تابعهما‪ ,‬ثم قال‬
‫اختصره شعبة‪ ,‬وكأنه جواب عن سؤال مقدر وهو أن شعبة أحفظ الناس لحديث قتادة فكيف لم‬
‫يذكر االستسعاء؛ فأجاب بأن هذا ال يؤثر فيه ضعفاً ألنه أورده مختصرًا‪ ,‬وغيره ساقه بتمامه‪,‬‬
‫(‪)9‬‬
‫والعدد الكثير أولى بالحفظ من الواحد واهلل أعلم‪.‬‬
‫إذا فالقول باإلدراج غير متفق عليه عند المحدثين بل الراجح وصلها كما بينه البخاري‪ ,‬وعلله ابن حجر في‬
‫النقل السابق‪ ,‬وبهذا يتبين لنا أن ترجيح الخطيب لرواية عدم االستسعاء على الرواية التي ذكرت االستسعاء‬
‫غير صواب‪ ,‬وإن كان قد ذهب إلى ذلك جماعة من العلماء(‪ ,)3‬بل الراجح خالف ذلك كما نقلنا‪.‬‬

‫(‪ ) 1‬أسنى المطالب في شرح روض الطالب‪ ,‬لزكريا بن محمد بن زكريا األنصاري‪ ,‬زين الدين أبي يحيى السنيكي (ت‪:‬‬
‫‪296‬هـ)‪.438/4 :‬‬
‫(‪ )9‬ينظر‪ :‬فتح الباري‪.158 ,159/5 :‬‬
‫(‪ ) 3‬ينظر‪ :‬معالم السنن‪ ,‬وهو شرح سنن أبي داود‪ ,‬ألبي سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم بن الخطاب البستي‬

‫العدد (‪ )81‬ديسمبر ‪0208‬م‬ ‫‪999‬‬


‫‪0‬ــــ‪0282‬م‬
‫الخطيب الشربيني ومنهجه في مختلف الحديث من خالل كتابه‪ :‬مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج‪.‬‬
‫الباحث ‪:‬فاروق بن هادي علي يحيى الخوالني‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الحكم بالنسخ على أحد األدلة‪:‬‬


‫يلجأ المستدل إلى الحكم بالنسخ على بعض األدلة عند وجود تعارض بينها وال يمكن الجمع أو‬
‫الترجيح بينها‪ ,‬وهذا المسلك قد سلكه الخطيب عند استدالله بالسنة النبوية على األحكام الفقهية‪,‬‬
‫وقد قال الخطيب عند ذكره الشروط التي يجب توفرها في القاضي فقال‪" :‬وَيَعْرِفُ ا ْلمُتَشَابِهَ‬
‫وَا ْل ُمحْكَمَ (وَمُتَوَاتِرَ الساُناَةِ َوغَيْرَهُ) أَيْ الْآحَادِ؛ لِأَناَ لَهُ أَنْ َي َتمَكاَنَ مِنْ التاَ ْرجِي ِح عِنْد تَعَارُضِ الْ َأدِلاَةِ‪ ,‬فَ ُيقَداِمَ‬
‫جمَلِ‪ ,‬وَالناَاسِخَ َعلَى ا ْلمَنْسُوخِ‪ ,‬وَا ْلمُتَوَاتِرَ‬
‫طَلقِ وَا ْلمُبَياَنَ َعلَى ا ْل ُم ْ‬
‫ا ْلخَاصاُ َعلَى الْعَاماِ‪ ,‬وَا ْل ُمقَياَدَ َعلَى ا ْلمُ ْ‬
‫َعلَى الْآحَادِ"‪ )1(.‬ومن أمثلة ذلك‪:‬‬
‫سا قُبُلِ الْآدَمِياِ) ذَكَرًا‬
‫هل مس الفرج ينقض الوضوء أم ال‪ ,‬فقد قال الخطيب في ذلك‪(" :‬الراَابِعُ َم ُ‬
‫صلًا (بِبَطْنِ الْكَفاِ) ِمنْ غَيْرِ حَائِلٍ ِلخَبَ ِر «مَنْ َمساَ فَ ْرجَهُ‬
‫صلًا أَوْ مُ ْنفَ ِ‬
‫كَانَ أَوْ أُنْثَى ِمنْ َنفْسِهِ أَوْ غَ ْيرِهِ مُ اَت ِ‬
‫صحاَحَهُ(‪ ,)9‬وَ ِلخَبَرِ ابْنِ حِباَانَ «إذَا أَفْضَى َأحَدُكُمْ بِيَ ِدهِ إلَى فَ ْرجِهِ وَلَ ْيسَ‬
‫َفلْيَتَوَضاَأْ» رَوَاهُ التاِرْمِذِياُ وَ َ‬
‫حجَابٌ َفلْيَتَوَضاَأْ»(‪ )3‬وَالْإِفْضَاءُ لُغَةً ا ْل َمساُ بِبَطْنِ‪ ,‬الْكَفاِ فَثَبَتَ ال َناقْضُ فِي فَرْجِ نَفْسِهِ‬
‫بَيْنَ ُهمَا سِتْرٌ وَلَا ِ‬
‫حشُ لِهَتْكِ حُرْمَةِ غَيْرِهِ وَلِهَذَا لَا يَتَعَداَى ال َناقْضُ إلَيْهِ‪ ,‬وَقِيلَ‪:‬‬
‫بِالناَصاِ فَيَكُونُ فِي فَرْجِ غَيْرِهِ أَوْلَى؛ لِأَناَهُ أَ ْف َ‬
‫(‪)4‬‬
‫َفقَالَ ابْنُ حِباَانَ‬ ‫خلَافُ ا ْل َم ْلمُوسِ‪ ,‬وَ َتقَداَمَ الْفَرْقُ بَيْنَ ُهمَا‪ ,‬وَأَماَا خَبَرُ عَدَمِ الناَقْضِ ِب َمساِ ا ْلفَرْ ِج‬
‫فِيهِ ِ‬

‫المعروف بالخطابي (ت‪388 :‬هـ)‪ ,‬المطبعة العلمية – حلب‪ ,‬ط‪1351 ,1‬هـ ‪1239 -‬م‪ ,92 ,62/4 :‬وتفسير‬
‫الموطأ‪ ,‬لعبد الرحمن بن مروان بن عبد الرحمن األنصاري‪ ,‬أبي المطرف القَنَازِعي (ت‪ 413 :‬هـ)‪ ,‬حققه وقدم له‬
‫وخرج نصوصه‪ :‬األستاذ الدكتور عامر حسن صبري‪ ,‬دار النوادر ‪ -‬بتمويل وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية‪ ,‬قطر‪,‬‬
‫ط‪1492 ,1‬هـ ‪9228 -‬م‪ , 323/1 :‬واالستذكار‪ ,‬ألبي عمر يوسف بن عبد اهلل بن محمد بن عبد البر بن عاصم‬
‫النمري القرطبي (ت‪463 :‬هـ)‪ ,‬تح‪ :‬سالم محمد عطا‪ ,‬محمد علي معوض‪ ,‬دار الكتب العلمية – بيروت‪ ,‬ط‪,1‬‬
‫‪1491‬هـ ‪9222 -‬م‪ ,319/9 :‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ )1‬مغني المحتاج‪.964/6 :‬‬
‫(‪ ) 9‬سنن الترمذي‪ ,‬لمحمد بن عيسى بن سَوْرة بن موسى بن الضحاك‪ ,‬الترمذي‪ ,‬أبي عيسى (ت‪992 :‬هـ)‪ ,‬تحقيق‬
‫وتعليق‪ :‬أحمد محمد شاكر (جـ ‪ ,)9 ,1‬ومحمد فؤاد عبد الباقي (جـ ‪ ,)3‬وإبراهيم عطوة عوض المدرس في‬
‫األزهر الشريف (جـ ‪ ,)5 ,4‬شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي – مصر‪ ,‬ط‪1325 ,9‬هـ ‪1295 -‬م‪,‬‬
‫كتاب‪ :‬أبواب الطهارة‪ ,‬باب‪ :‬الوضوء من مس الذكر‪ ,196/1 :‬رقم (‪ ,)89‬وقال هذا حديث حسن صحيح‪.‬‬
‫(‪ )3‬اإلحسان في تقريب صحيح ا بن حبان‪ ,‬لمحمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن مَعْبدَ‪ ,‬التميمي‪ ,‬أبي حاتم‪,‬‬
‫الدارمي‪ ,‬البُستي (ت‪354 :‬هـ)‪ ,‬ترتيب‪ :‬األمير عالء الدين علي بن بلبان الفارسي (ت‪ 932 :‬هـ)‪ ,‬حققه وخرج‬
‫أحاديثه وعلق عليه‪ :‬شعيب األرنؤوط‪ ,‬مؤسسة الرسالة‪ ,‬بيروت‪ ,‬ط‪1428 ,1‬هـ ‪1288 -‬م‪ ,‬كتاب‪ :‬الطهارة‪ ,‬باب‪:‬‬
‫نواقض الوضوء‪ ,421/3 :‬رقم (‪ ,)1118‬وإسناده حسن‪.‬‬
‫(‪ ) 4‬والحديث الذي أشار إليه هو عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ‪ ,‬عَنْ أَبِيهِ‪ ,‬قَالَ‪ :‬قَدِمْنَا عَلَى نَبِياِ الَلاهِ صَلاَى اهللُ عَلَيْهِ وَسََلامَ فَجَاءَ رَجُ ٌل‬
‫كَ َأ َناهُ بَدَ ِوياٌ‪ ,‬فَقَالَ‪ :‬يَا نَبِياَ الَلاهِ‪ ,‬مَا تَرَى فِي مَساِ الراَجُلِ ذَكَ َرهُ بَعْدَ مَا َيتَوَضاَأُ؟ َفقَالَ‪« :‬هَلْ هُوَ إِلاَا مُضْغَةٌ ِمنْ ُه» ‪َ ,‬أوْ‬

‫العدد (‪ )81‬ديسمبر ‪0208‬م‬ ‫‪993‬‬


‫‪0‬ــــ‪0282‬م‬
‫الخطيب الشربيني ومنهجه في مختلف الحديث من خالل كتابه‪ :‬مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج‪.‬‬
‫الباحث ‪:‬فاروق بن هادي علي يحيى الخوالني‬

‫(‪)9‬‬
‫َوغَيْرُهُ‪ :‬إناَهُ مَنْسُوخٌ(‪.")1‬‬
‫ومن هذا يتبين لنا أن الخطيب قرر أن حديث عدم نقض الوضوء بمس الفرج منسوخ‪ ,‬وأن المس‬
‫ناقض من النواقض سواء كان لفرجه أو لفرج غيره بل في غيره آكد وأفحش‪.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫وأما الحنابلة فلهم ثالث روايات قال في‬ ‫والذي قرره الخطيب هو مذهب المالكية‪ )3(,‬والشافعية‬
‫الكافي‪" :‬لمس الذكر فيه ثالث روايات‪:‬‬
‫سلاَمَ ‪,-‬‬
‫صلاَى اللاَهُ َعلَيْهِ َو َ‬
‫إحداهن‪ :‬ال ينقض الوضوء‪ ,‬لما روى قيس بن طلق عن أبيه «أن النبي ‪َ -‬‬
‫سئل عن الرجل يمس ذكره‪ ,‬وهو في الصالة‪ .‬قال‪ " :‬هل هو إال بضعة منك» رواه أبو داود‪ ,‬وألنه‬
‫جزء من جسده‪ ,‬أشبه يده‪.‬‬
‫سلاَمَ ‪ -‬قال‪« :‬من‬
‫صلاَى اللاَهُ َعلَيْهِ َو َ‬
‫والثانية‪ :‬ينقض وهي أصح‪ ,‬لما روت بسرة بنت صفوان أن النبي ‪َ -‬‬
‫مس ذكره فليتوضأ» ‪ .‬قال أحمد ‪ -‬رَضِيَ اللاَ ُه عَنْهُ ‪ :-‬هو حديث صحيح‪ .‬وروى أبو هريرة نحوه‪ ,‬وهو‬
‫متأخر عن حديث طلق‪ ,‬ألن في حديث طلق أنه قدم‪ ,‬وهم يؤسسون المسجد‪ ,‬وأبو هريرة قدم حين‬
‫فتحت خيبر فيكون ناسخا له‪.‬‬
‫والثالثة‪ :‬إن قصد إلي مسه نقض‪ ,‬وال ينقض من غير قصد‪ ,‬ألنه لمس فلم ينقض بغير قصد‬

‫قَالَ‪« :‬بَضْعَةٌ ِم ْنهُ»‪ ,‬أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي‪ ,‬ينظر‪ :‬سنن أبي داود‪ ,‬ألبي داود سليمان بن األشعث بن‬
‫إسحاق بن بشير بن شداد بن عمرو األزدي الساِجِسْتاني (ت‪995 :‬هـ)‪ ,‬تح‪ :‬محمد محيي الدين عبد الحميد‪,‬‬
‫المكتبة العصرية‪ ,‬صيدا – بيروت‪ ,‬كتاب‪ :‬الطهارة‪ ,‬باب‪ :‬الرخصة في ذلك‪ ,46/1 :‬رقم (‪ ,)189‬وسنن الترمذي‪,‬‬
‫كتاب‪ :‬أبواب الطهارة‪ ,‬باب‪ :‬ترك الوضوء من مس الذكر‪ ,131/1 :‬رقم (‪ ,)85‬والمجتبى من السنن = السنن‬
‫الصغرى للنسائي‪ ,‬ألبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي الخراساني‪ ,‬النسائي (ت‪323 :‬هـ)‪ ,‬تح‪ :‬عبد الفتاح‬
‫أبو غدة‪ ,‬مكتب المطبوعات اإلسالمية – حلب‪ ,‬ط‪1426 ,9‬هـ ‪1286 -‬م‪ ,‬كتاب الطهارة‪ ,‬باب ترك الوضوء من‬
‫ذلك‪ ,121/1 :‬رقم (‪.)165‬‬
‫(‪ )1‬قال ابن حبان‪" :‬خبر طلق بن علي الذي ذكرناه خبر منسوخ‪ ,‬ألن طلق بن علي كان قدومه على النبي‪ ,‬صلى اهلل‬
‫عليه وسلم‪ ,‬أول سنة من سني الهجرة‪ ,‬حيث كان المسلمون يبنون مسجد رسول اهلل‪ ,‬صلى اهلل عليه وسلم‪,‬‬
‫بالمدينة‪ .‬وقد روى أبو هريرة إيجاب الوضوء من مس الذكر‪ ,‬على حسب ما ذكرناه قبل‪ ,‬وأبو هريرة أسلم سنة سبع‬
‫من الهجرة‪ ,‬فدل ذلك على أن خبر أبي هريرة كان بعد خبر طلق بن علي بسبع سنين‪ .‬اإلحسان في تقريب صحيح‬
‫ابن حبان‪.425/3 :‬‬
‫(‪ )9‬مغني المحتاج‪.149 ,146/1 :‬‬
‫(‪ ) 3‬ينظر‪ :‬المدونة‪ ,‬لمالك بن أنس بن مالك بن عامر األصبحي المدني (ت‪192 :‬هـ)‪ ,‬دار الكتب العلمية‪ ,‬ط‪,1‬‬
‫‪1415‬هـ ‪1224 -‬م‪.118/1 :‬‬
‫(‪ ) 4‬ينظر‪ :‬األم‪ ,‬ألبي عبد اهلل محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن عبد المطلب بن عبد مناف المطلبي‬
‫الشافعي القرشي المكي (ت‪924 :‬هـ)‪ ,‬دار المعرفة – بيروت‪1412 ,‬هـ‪1222/‬م‪.34/1 :‬‬

‫العدد (‪ )81‬ديسمبر ‪0208‬م‬ ‫‪994‬‬


‫‪0‬ــــ‪0282‬م‬
‫الخطيب الشربيني ومنهجه في مختلف الحديث من خالل كتابه‪ :‬مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج‪.‬‬
‫الباحث ‪:‬فاروق بن هادي علي يحيى الخوالني‬

‫(‪) 1‬‬
‫كلمس النساء" ‪.‬‬
‫وأما الحنفية فذهبوا إلى أن مس الفرج ال ينقض الوضوء‪ ,‬ورجحوا حديث طلق على حديث بسرة(‪,)9‬‬
‫(‪)3‬‬
‫وبعضهم تأول حديث بسرة بأن المراد به غسل اليد ال الوضوء للصالة‪.‬‬
‫والراجح هو ما قرره الخطيب في كتابه‪ ,‬وذلك لصحة حديث بسرة‪ ,‬وثبوت تأخره عن حديث طلق‬
‫(‪)4‬‬
‫بن علي‪ .‬واهلل أعلم‪.‬‬
‫ومن أمثلة تقرير النسخ عند الخطيب ما قرره في وجوب الغسل من مس الختانين‪ ,‬وأن األحاديث‬
‫سلاَمَ ‪« -‬إذَا‬
‫صلاَى اللاَهُ َعلَيْهِ َو َ‬
‫التي توجبه في اإلنزال منسوخة فقد قال‪" :‬أَماَا فِي فَرْجِ ا ْلمَرْأَةِ َفِلقَوْلِهِ ‪َ -‬‬
‫سلِمٌ(‪ .)5‬وَأَماَا الْ َأخْبَارُ الداَالاَةُ َعلَى اعْتِبَارِ الْإِنْزَالِ‬
‫الْ َتقَى ا ْلخِتَانَانِ َفقَدْ َوجَبَ الْغُسْلُ َوإِنْ لَمْ يُنْزِلْ» رَوَاهُ مُ ْ‬
‫(‪)9‬‬
‫َكخَبَرِ «إ َنامَا ا ْلمَاءُ مِنْ ا ْلمَاءِ»(‪َ )6‬فمَنْسُوخَةٌ"‪.‬‬
‫وبهذا يتبين أن الخطيب يذهب إلى أن أخبار عدم الغسل من الجماع بدون إنزال منسوخة‪ ,‬وذلك‬
‫لمعارضتها لألحاديث الموجبة للغسل من مس الختان للختان‪.‬‬

‫(‪ )1‬الكافي في فقه اإلمام أحمد‪ ,‬ألبي محمد موفق الدين عبد اهلل بن أحمد بن محمد بن قدامة الجماعيلي المقدسي ثم‬
‫الدمشقي الحنبلي‪ ,‬الشهير بابن قدامة المقدسي (ت‪692 :‬هـ)‪ ,‬دار الكتب العلمية‪ ,‬ط‪1414 ,1‬هـ ‪1224 -‬م‪.89/1 :‬‬
‫(‪ ) 9‬ينظر‪ :‬المبسوط‪ ,‬لمحمد بن أحمد بن أبي سهل شمس األئمة السرخسي (ت‪483 :‬هـ)‪ ,‬دار المعرفة – بيروت‪,‬‬
‫‪1414‬هـ‪1223-‬م‪.66/1 :‬‬
‫(‪ ) 3‬ينظر‪ :‬بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع‪ ,‬لعالء الدين‪ ,‬أبي بكر بن مسعود بن أحمد الكاساني الحنفي (ت‪:‬‬
‫‪589‬هـ)‪ ,‬دار الكتب العلمية‪ ,‬ط‪1426 ,9‬هـ ‪1286 -‬م‪ ,32/1 :‬وقال فيه‪" :‬ولو ثبت فهو محمول على غسل اليدين‪,‬‬
‫ألن الصحابة كانوا يستنجون باألحجار دون الماء فإذا مسوه بأيديهم كانت تتلوث خصوصا في أيام الصيف فأمر‬
‫بالغسل لهذا‪ ,‬واهلل أعلم"‪.‬‬
‫(‪ ) 4‬قال الصنعاني‪" :‬أخرجه الخمسة وصححه الترمذي وابن حبان‪ ,‬وقال البخاري‪ :‬هو أصح شيء في هذا الباب‬
‫وأخرجه أيضا الشافعي‪ ,‬وأحمد وا بن خزيمة؛ والحاكم‪ ,‬وابن الجارود‪ ,‬وقال الدارقطني‪ :‬صحيح ثابت‪ ,‬وصححه‬
‫يحيى بن معين‪ ,‬والبيهقي والحازمي والقدح فيه بأنه رواه عروة " عن مروان " أو عن رجل مجهول‪ ,‬غير صحيح‪,‬‬
‫فقد ثبت أن عروة " سمعه من بسرة " من غير واسطة‪ ,‬كما جزم به ابن خزيمة وغيره من أئمة الحديث‪,‬‬
‫وك ذلكالقدح فيه بأن هشام بن عروة " الراوي له عن أبيه‪ ,‬غير صحيح‪ ,‬فقد ثبت أنه سمعه من أبيه‪ ,‬فاندفع القدح‬
‫وصح الحديث‪ ,‬وبه استدل من سمعت من الصحابة‪ ,‬والتابعين‪ ,‬وأحمد‪ ,‬والشافعي‪ ,‬على نقض مس الذكر‬
‫للوضوء"‪ .‬سبل السالم‪ ,‬لمحمد بن إسماعيل بن صالح بن محمد الحسني‪ ,‬الكحالني ثم الصنعاني‪ ,‬أبي إبراهيم‪,‬‬
‫عز الدين‪ ,‬المعروف كأسالفه باألمير (ت‪1189 :‬هـ)‪ ,‬دار الحديث‪.29 ,26/1 :‬‬
‫ختَانَ فَقَدْ‬ ‫ختَانُ الْ ِ‬ ‫(‪ ) 5‬لم أجد هذا اللفظ في صحيح مسلم‪ ,‬ولكنه أخرجه بلفظ‪ِ « :‬إذَا جَلَسَ بَيْنَ شُعَبِهَا الْأَرْبَعِ وَمَساَ الْ ِ‬
‫ختَانَيْنِ‪:‬‬
‫ب الْغُسْلِ بِا ْلتِقَاءِ الْ ِ‬
‫وَجَبَ الْغُسْلُ»‪ ,‬صحيح مس لم‪ ,‬كتاب‪ :‬الحيض‪ ,‬باب‪ :‬بَابُ نَسْخِ الْمَا ُء مِنَ ا ْلمَاءِ َووُجُو ِ‬
‫‪ ,991/1‬رقم (‪.)342‬‬
‫(‪ )6‬أخرجه مسلم‪ ,‬كتاب‪ :‬الحيض‪ ,‬باب‪ :‬إنما الماء من الماء‪ ,962/1 :‬رقم (‪.)343‬‬
‫(‪ )9‬مغني المحتاج‪.913/1 :‬‬

‫العدد (‪ )81‬ديسمبر ‪0208‬م‬ ‫‪995‬‬


‫‪0‬ــــ‪0282‬م‬
‫الخطيب الشربيني ومنهجه في مختلف الحديث من خالل كتابه‪ :‬مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج‪.‬‬
‫الباحث ‪:‬فاروق بن هادي علي يحيى الخوالني‬

‫قال اإلمام النووي‪" :‬وأما حديث (الماء من الماء)؛ فالجمهور من الصحابة ومن بعدهم قالوا إنه‬
‫منسوخ‪ ,‬ويعنون بالنسخ أن الغسل من الجماع بغير إنزال كان ساقطاً ثم صار واجباً‪ ,‬وذهب ابن‬
‫عباس رضي اهلل عنه وغيره إلى أنه ليس منسوخاً؛ بل المراد به نفي وجوب الغسل بالرؤية في النوم‬
‫(‪)1‬‬
‫إذا لم ينزل‪ ,‬وهذا الحكم باق بال شك"‪.‬‬
‫ومن خالل م ا سبق يتبين لنا أن الخطيب كان يسلك عند تعارض األدلة النبوية المسالك التي قررها‬
‫الجمهور لدفع التعارض‪ ,‬فإذا أمكن الجمع بينها صار إليه ألن إعمال الدليلين أولى من إهمال‬
‫أحدهما‪ ,‬فإن لم يمكن الجمع رجح أحدهما بأحد وجوه الترجيح كما مر‪ ,‬فإن لم يمكن الترجيح‬
‫صار إلى تقرير أن أحدهما ناسخا واآلخر منسوخاً‪ ,‬وهناك من العلماء من يتوقف إن لم يتبين له‬
‫النسخ‪ ,‬ولكن لم نقف على مسألة توقف فيها الخطيب عند تعارض األدلة‪.‬‬
‫الخاتمة‪ ,‬وفيها أهم النتائج‪:‬‬
‫خلص هذا البحث بعد عرضه لما سبق من حياة ومنهج الخطيب الشربيني في مختلف الحديث إلى ما يأتي‪:‬‬
‫‪ .1‬الخطيب الشربيني من أبرز علماء الفقه الشافعي‪ ,‬وهو قد جمع إلى ذلك علوماً أخرى من‬
‫التفسير وعلوم اللغة وأصول الفقه والدين‪ ,‬وله آثار علمية كثيرة ومفيدة ومتنوعة‪.‬‬
‫‪ .9‬الراجح أن اسم والد الخطيب الشربيني محمد كما تم عرض ذلك في البحث‪ ,‬وقد وهم من نقل غير ذلك‪.‬‬
‫‪ .3‬صحة عنوان الكتاب‪ ,‬وصحة نسبته إلى الخطيب باتفاق كتب التراجم والتاريخ‪.‬‬
‫‪ .4‬جمع المؤلف في كتابه إلى جانب الفقه الشافعي آراء ومذاهب أخرى‪ ,‬وكذلك ذكر فيه بعض‬
‫العلوم األخرى المتعلقة به أو التي يرد لها في كتابه ما يناسب ذلك‪.‬‬
‫‪ .5‬مغني المحتاج كُتِبَ بلغة مميزة‪ ,‬وأسلوب علمي سهل‪ ,‬ومادة غزيرة جمعها من مصادر ومراجع‬
‫متنوعة ومتعددة‪ ,‬وهو ثالث ثالثة من الشروح المعتبرة على منهاج الطالبين لإلمام النووي‪.‬‬
‫‪ .6‬سلك الخطيب في مختلف الحديث منهج العلماء قبله حيث كان يجمع بين األدلة عند إمكان‬
‫الجمع‪ ,‬فإن تعذر فيرجح أحدها بأحد المرجحات المعتبرة‪ ,‬وإال حكم على أحدها بالنسخ‪.‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬
‫القرآن الكريم‪.‬‬
‫‪ .1‬اإلحسان في تقريب صحيح ابن حبان‪ ,‬لمحمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن مَعْبدَ‪,‬‬
‫التميمي‪ ,‬أبي حاتم‪ ,‬الدارمي‪ ,‬البُستي (ت‪354 :‬هـ)‪ ,‬ترتيب‪ :‬األمير عالء الدين علي بن بلبان‬
‫الفارسي (ت‪ 932 :‬هـ)‪ ,‬حققه وخرج أحاديثه وعلق عليه‪ :‬شعيب األرنؤوط‪ ,‬مؤسسة الرسالة‪,‬‬
‫بيروت‪ ,‬ط‪1428 ,1‬هـ ‪1288 -‬م‪.‬‬
‫‪ .9‬اإلحكام في أصول األحكام‪ ,‬ألبي الحسن سيد الدين علي بن أبي علي بن محمد بن سالم الثعلبي‬
‫اآلمدي (ت‪631 :‬هـ)‪ ,‬تح‪ :‬عبد الرزاق عفيفي‪ ,‬المكتب اإلسالمي‪ ,‬بيروت‪ -‬دمشق‪ -‬لبنان‪.‬‬

‫(‪ )1‬شرح مسلم‪.36/4 :‬‬

‫العدد (‪ )81‬ديسمبر ‪0208‬م‬ ‫‪996‬‬


‫‪0‬ــــ‪0282‬م‬
‫الخطيب الشربيني ومنهجه في مختلف الحديث من خالل كتابه‪ :‬مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج‪.‬‬
‫الباحث ‪:‬فاروق بن هادي علي يحيى الخوالني‬

‫‪ .3‬األدب المفرد‪ ,‬لمحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري‪ ,‬أبي عبد اهلل (ت‪956 :‬هـ)‪ ,‬تح‪:‬‬
‫عصام موسى هادي‪ ,‬دار الصديق ‪ -‬الجبيل ‪ -‬المملكة العربية السعودية‪ ,‬ط‪1434 ,1‬هـ ‪9213 -‬م‪.‬‬
‫‪ .4‬إرشاد الفحول إلي تحقيق الحق من علم األصول‪ ,‬لمحمد بن علي بن محمد بن عبد اهلل‬
‫الشوكاني اليمني (ت‪1952 :‬هـ)‪ ,‬تح‪ :‬الشيخ أحمد عزو عناية‪ ,‬دمشق ‪ -‬كفر بطنا‪ ,‬قدم له‪:‬‬
‫الشيخ خليل الميس والدكتور ولي الدين صالح فرفور‪ ,‬دار الكتاب العربي‪ ,‬ط‪1412 ,1‬هـ ‪1222 -‬م‪.‬‬
‫‪ .5‬االستذكار‪ ,‬ألبي عمر يوسف بن عبد اهلل بن محمد بن عبد البر بن عاصم النمري القرطبي (ت‪:‬‬
‫‪463‬هـ)‪ ,‬تح‪ :‬سالم محمد عطا‪ ,‬محمد علي معوض‪ ,‬دار الكتب العلمية – بيروت‪ ,‬ط‪,1‬‬
‫‪1491‬هـ ‪9222 -‬م‪.‬‬
‫‪ .6‬أسنى المطالب في شرح روض الطالب‪ ,‬لزكريا بن محمد بن زكريا األنصاري‪ ,‬زين الدين أبي‬
‫يحيى السنيكي (ت‪296 :‬هـ)‪.‬‬
‫‪ .9‬األعالم‪ ,‬لخير الدين بن محمود بن محمد بن علي بن فارس‪ ,‬الزركلي الدمشقي (ت‪:‬‬
‫‪1326‬هـ)‪ ,‬دار العلم للماليين‪ ,‬ط‪ ,15 ,‬أيار ‪ /‬مايو ‪9229‬م‪.‬‬
‫‪ .8‬األم‪ ,‬ألبي عبد اهلل محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن عبد المطلب بن عبد‬
‫مناف المطلبي الشافعي القرشي المكي (ت‪924 :‬هـ)‪ ,‬دار المعرفة – بيروت‪,‬‬
‫‪1412‬هـ‪1222/‬م‪.‬‬
‫‪ .2‬بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع‪ ,‬لعالء الدين‪ ,‬أبي بكر بن مسعود بن أحمد الكاساني الحنفي‬
‫(ت‪589 :‬هـ)‪ ,‬دار الكتب العلمية‪ ,‬ط‪1426 ,9‬هـ ‪1286 -‬م‪.‬‬
‫‪ .12‬تاريخ عجائب اآلثار في التراجم واألخبار‪ ,‬لعبد الرحمن بن حسن الجبرتي المؤرخ (ت‪:‬‬
‫‪1939‬هـ)‪ ,‬دار الجيل بيروت‪.‬‬
‫‪ 11.‬تحفة المحتاج في شرح المنهاج‪ ,‬ألحمد بن محمد بن علي بن حجر الهيتمي‪ ,‬وعليه حواشي‬
‫الشرواني والعبادي‪ ,‬روجعت وصححت‪ :‬على عدة نسخ بمعرفة لجنة من العلماء‪ ,‬المكتبة‬
‫التجارية الكبرى بمصر لصاحبها مصطفى محمد‪1359 ,‬هـ ‪1283 -‬م‪.‬‬
‫‪ .19‬تغليق التعليق على صحيح البخاري‪ ,‬ألبي الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر‬
‫العسقالني (ت‪859 :‬هـ)‪ ,‬تح‪ :‬سعيد عبد الرحمن موسى القزقي‪ ,‬المكتب اإلسالمي ‪ ,‬دار‬
‫عمار ‪ -‬بيروت ‪ ,‬عمان – األردن‪ ,‬ط‪1425 ,1‬هـ‪.‬‬
‫‪ .13‬تفسير الموطأ‪ ,‬لعبد الرحمن بن مروان بن عبد الرحمن األنصاري‪ ,‬أبي المطرف القَنَازِعي (ت‪:‬‬
‫‪ 413‬هـ)‪ ,‬حققه وقدم له وخرج نصوصه‪ :‬األستاذ الدكتور عامر حسن صبري‪ ,‬دار النوادر ‪-‬‬
‫بتمويل وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية‪ ,‬قطر‪ ,‬ط‪1492 ,1‬هـ ‪9228 -‬م‪.‬‬
‫‪ .14‬جزء من شرح تنقيح الفصول في علم األصول‪ ,‬ألبي العباس شهاب الدين أحمد بن إدريس بن‬
‫عبد الرحمن المالكي الشهير بالقرافي (ت‪684 :‬هـ)‪ ,‬تح‪ :‬ناصر بن علي بن ناصر الغامدي‪,‬‬
‫إشراف‪ :‬فضيلة الشيخ األستاذ الدكتور‪ /‬حمزة بن حسين الفعر‪ ,‬رسالة علمية‪ ,‬كلية الشريعة ‪-‬‬
‫جامعة أم القرى‪1491 ,‬هـ ‪9222 -‬م‪.‬‬
‫‪ .15‬الخطط التوفيقية‪ ,‬لعلي مبارك‪ ,‬ط‪ ,‬بوالق‪1325 ,‬هـ‪.‬‬
‫‪ .16‬خالصة األثر في أعيان القرن الحادي عشر‪ ,‬لمحمد أمين بن فضل اهلل بن محب الدين بن‬

‫العدد (‪ )81‬ديسمبر ‪0208‬م‬ ‫‪999‬‬


‫‪0‬ــــ‪0282‬م‬
‫الخطيب الشربيني ومنهجه في مختلف الحديث من خالل كتابه‪ :‬مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج‪.‬‬
‫الباحث ‪:‬فاروق بن هادي علي يحيى الخوالني‬

‫محمد المحبي الحموي األصل‪ ,‬الدمشقي (ت‪1111 :‬هـ)‪ ,‬دار صادر – بيروت‪.‬‬
‫‪ .19‬رياض األفهام في شرح عمدة األحكام‪ ,‬ألبي حفص عمر بن علي بن سالم بن صدقة اللخمي‬
‫اإلسكندري المالكي‪ ,‬تاج الدين الفاكهاني (ت‪934 :‬هـ)‪ ,‬تحقيق ودراسة‪ :‬نور الدين طالب‪ ,‬دار‬
‫النوادر‪ ,‬سوريا‪ ,‬ط‪1431 ,1‬هـ ‪9212 -‬م‪.‬‬
‫‪ .18‬سبل السالم‪ ,‬لمحمد بن إسماعيل بن صالح بن محمد الحسني‪ ,‬الكحالني ثم الصنعاني‪ ,‬أبي‬
‫إبراهيم‪ ,‬عز الدين‪ ,‬المعروف كأسالفه باألمير (ت‪1189 :‬هـ)‪ ,‬دار الحديث‪.‬‬
‫‪ .12‬السر اج المنير في اإلعانة على معرفة بعض معاني كالم ربنا الحكيم الخبير‪ ,‬لشمس الدين‪,‬‬
‫محمد بن أحمد الخطيب الشربيني الشافعي (ت‪299 :‬هـ)‪ ,‬مطبعة بوالق (األميرية) –‬
‫القاهرة‪1985 ,‬هـ‪.‬‬
‫‪ .92‬سنن ابن ماجه‪ ,‬ألبي عبد اهلل محمد بن يزيد القزويني‪ ,‬وماجه اسم أبيه يزيد (ت‪993 :‬هـ)‪,‬‬
‫تح‪ :‬محمد فؤاد عبد الباقي‪ ,‬دار إحياء الكتب العربية ‪ -‬فيصل عيسى البابي الحلبي‪.‬‬
‫‪ .91‬سنن أبي داود‪ ,‬ألبي داود سليمان بن األشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد بن عمرو األزدي‬
‫الساِجِسْتاني (ت‪995 :‬هـ)‪ ,‬تح‪ :‬محمد محيي الدين عبد الحميد‪ ,‬المكتبة العصرية‪ ,‬صيدا ‪ -‬بيروت‪.‬‬
‫‪ .99‬سنن الترمذي‪ ,‬لمحمد بن عيسى بن سَوْرة بن موسى بن الضحاك‪ ,‬الترمذي‪ ,‬أبي عيسى (ت‪:‬‬
‫‪992‬هـ)‪ ,‬تحقيق وتعليق‪ :‬أحمد محمد شاكر (جـ ‪ ,)9 ,1‬ومحمد فؤاد عبد الباقي (جـ ‪,)3‬‬
‫وإبراهيم عطوة عوض المدرس في األزهر الشريف (جـ ‪ ,)5 ,4‬شركة مكتبة ومطبعة مصطفى‬
‫البابي الحلبي – مصر‪ ,‬ط‪1325 ,9‬هـ ‪1295 -‬م‪.‬‬
‫‪.93‬سنن الدارقطني‪ ,‬ألبي الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي بن مسعود بن النعمان بن دينار البغدادي‬
‫الدارقطني (ت‪385 :‬هـ)‪ ,‬حققه وضبط نصه وعلق عليه‪ :‬شعيب االرنؤوط‪ ,‬حسن عبد المنعم شلبي‪,‬‬
‫عبد اللطيف حرز اهلل‪ ,‬أحمد برهوم‪ ,‬مؤسسة الرسالة‪ ,‬بيروت – لبنان‪ ,‬ط‪1494 ,1‬هـ ‪9224 -‬م‪.‬‬
‫‪ .94‬السنن الكبرى‪ ,‬ألحمد بن الحسين بن علي بن موسى الخُسْرَ ْوجِردي الخراساني‪ ,‬أبي بكر‬
‫البيهقي (ت‪458 :‬هـ)‪ ,‬تح‪ :‬محمد عبد القادر عطا‪ ,‬دار الكتب العلمية‪ ,‬بيروت – لبنات‪,‬‬
‫ط‪1494 ,3‬هـ ‪9223 -‬م‪.‬‬
‫‪ .95‬شذرات الذهب في أخبار من ذهب‪ ,‬لعبد الحي بن أحمد بن محمد ابن العماد العَكري الحنبلي‪,‬‬
‫أبي الفالح (ت‪1282 :‬هـ)‪ ,‬تح‪ :‬محمود األرناؤوط‪ ,‬تخريج‪ :‬عبد القادر األرناؤوط‪ ,‬دار ابن‬
‫كثير‪ ,‬دمشق – بيروت‪ ,‬ط‪1426 ,1‬هـ ‪1286 -‬م‪.‬‬
‫‪ .96‬شرح سنن أبي داود‪ ,‬لشهاب الدين أبي العباس أحمد بن حسين بن علي بن رسالن المقدسي‬
‫الرملي الشافعي (ت‪ 844 :‬هـ)‪ ,‬تح‪ :‬عدد من الباحثين بدار الفالح بإشراف خالد الرباط‪ ,‬دار‬
‫الفالح للبحث العلمي وتحقيق التراث‪ ,‬الفيوم ‪ -‬جمهورية مصر العربية‪ ,‬ط‪1439 ,1‬هـ ‪9216 -‬م‪.‬‬
‫‪ .99‬طرح التثريب في شرح التقريب (المقصود بالتقريب‪ :‬تقريب األسانيد وترتيب المسانيد)‪ ,‬ألبي‬
‫الفضل زين الدين عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن إبراهيم العراقي (ت‪:‬‬
‫‪826‬هـ)‪ ,‬أكمله ابنه‪ :‬أحمد بن عبد الرحيم بن الحسين الكردي الرازياني ثم المصري‪ ,‬أبو زرعة‬
‫ولي الدين‪ ,‬ابن العراقي (ت‪896 :‬هـ)‪ ,‬الطبعة المصرية القديمة ‪ -‬وصورتها دور عدة منها (دار‬
‫إحياء التراث العربي‪ ,‬ومؤسسة التاريخ العربي‪ ,‬ودار الفكر العربي)‪.‬‬

‫العدد (‪ )81‬ديسمبر ‪0208‬م‬ ‫‪998‬‬


‫‪0‬ــــ‪0282‬م‬
‫الخطيب الشربيني ومنهجه في مختلف الحديث من خالل كتابه‪ :‬مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج‪.‬‬
‫الباحث ‪:‬فاروق بن هادي علي يحيى الخوالني‬

‫‪ .98‬عمدة القاري شرح صحيح البخاري‪ ,‬ألبي محمد محمود بن أحمد بن موسى بن أحمد بن حسين‬
‫الغيتابى الحنفى بدر الدين العيني (ت‪855 :‬هـ)‪ ,‬دار إحياء التراث العربي – بيروت‪.‬‬
‫‪ .92‬فتح الباري شرح صحيح البخاري‪ ,‬ألحمد بن علي بن حجر أبي الفضل العسقالني الشافعي (ت‪:‬‬
‫‪859‬هـ)‪ ,‬دار المعرفة ‪ -‬بيروت‪1392 ,‬هـ‪ ,‬رقم كتبه وأبوابه وأحاديثه‪ :‬محمد فؤاد عبد الباقي‪,‬‬
‫قام بإخراجه وصححه وأشرف على طبعه‪ :‬محب الدين الخطيب‪ ,‬عليه تعليقات العالمة‪ :‬عبد‬
‫العزيز بن عبد اهلل بن باز‪.‬‬
‫‪ .32‬فتح الباري في شرح صحيح البخاري‪ ,‬لزين الدين عبد الرحمن بن أحمد بن رجب بن الحسن‪,‬‬
‫السَالمي‪ ,‬البغدادي‪ ,‬ثم الدمشقي‪ ,‬الحنبلي (ت‪925 :‬هـ)‪ ,‬تح‪ :‬أبو معاذ طارق بن عوض اهلل‬
‫بن محمد‪ ,‬دار ابن الجوزي ‪ -‬السعودية ‪ /‬الدمام‪ ,‬ط‪1499 ,9‬هـ‪.‬‬
‫‪ .31‬القضايا واالتجاهات النحوية في تفسير السراج المنير للخطيب الشربيني‪ ,‬لرمضان فوزي‬
‫بديني‪ ,‬رسالة ماجستير‪ ,‬مقدمة إلى كلية العلوم في جامعة القاهرة‪ ,‬قسم النحو والصرف‬
‫والعروض‪1499 ,‬هـ‪9229 ,‬م‪.‬‬
‫‪ .39‬الكافي في فقه اإلمام أحمد‪ ,‬ألبي محمد موفق الدين عبد اهلل بن أحمد بن محمد بن قدامة‬
‫الجماعيلي المقدسي ثم الدمشقي الحنبلي‪ ,‬الشهير بابن قدامة المقدسي (ت‪692 :‬هـ)‪ ,‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ ,‬ط‪1414 ,1‬هـ ‪1224 -‬م‪.‬‬
‫‪ .33‬كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون‪ ,‬لمصطفى بن عبد اهلل كاتب جلبي القسطنطيني‬
‫المشهور باسم حاجي خليفة أو الحاج خليفة (ت‪1269 :‬هـ)‪ ,‬مكتبة المثنى – بغداد‪1241 ,‬م‪.‬‬
‫‪ .34‬كشف المشكل من حديث الصحيحين‪ ,‬لجمال الدين أبي الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد‬
‫الجوزي (ت‪529 :‬هـ)‪ ,‬تح‪ :‬علي حسين البواب‪ ,‬دار الوطن – الرياض‪.‬‬
‫‪ .35‬الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة‪ ,‬لنجم الدين محمد بن محمد الغزي (ت‪1261 :‬هـ)‪ ,‬تح‪:‬‬
‫خليل المنصور‪ ,‬دار الكتب العلمية‪ ,‬بيروت – لبنان‪ ,‬ط‪1418 ,1‬هـ ‪1229 -‬م‪.‬‬
‫‪ .36‬المبسوط‪ ,‬لمحمد بن أحمد بن أبي سهل شمس األئمة السرخسي (ت‪483 :‬هـ)‪ ,‬دار المعرفة‬
‫– بيروت‪1414 ,‬هـ‪1223-‬م‪.‬‬
‫‪ .39‬المجتبى من السنن = السنن الصغرى للنسائي‪ ,‬ألبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي‬
‫الخراساني‪ ,‬النسائي (ت‪323 :‬هـ)‪ ,‬تح‪ :‬عبد الفتاح أبو غدة‪ ,‬مكتب المطبوعات اإلسالمية –‬
‫حلب‪ ,‬ط‪1426 ,9‬هـ ‪1286 -‬م‪.‬‬
‫‪ .38‬المجموع شرح المهذب (مع تكملة السبكي والمطيعي)‪ ,‬ألبي زكريا محيي الدين يحيى بن شرف‬
‫النووي (ت‪696 :‬هـ)‪ ,‬دار الفكر‪.‬‬
‫‪ .32‬المختصر في علم األثر (مطبوع ضمن كتاب‪ :‬رسالتان في المصطلح)‪ ,‬لمحمد بن سليمان بن‬
‫سعد بن مسعود الرومي الحنفي محيي الدين‪ ,‬أبي عبد اهلل الكافِيَجي (ت‪892 :‬هـ)‪ ,‬تحقيق‪:‬‬
‫علي زوين‪ ,‬مكتبة الرشد – الرياض‪ ,‬ط‪1429 ,1‬هـ‪.‬‬
‫‪ .42‬المدونة‪ ,‬لمالك بن أنس بن مالك بن عامر األصبحي المدني (ت‪192 :‬هـ)‪ ,‬دار الكتب العلمية‪,‬‬
‫ط‪1415 ,1‬هـ ‪1224 -‬م‪.‬‬
‫‪ .41‬مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح‪ ,‬لعلي بن (سلطان) محمد‪ ,‬أبي الحسن نور الدين المال‬

‫العدد (‪ )81‬ديسمبر ‪0208‬م‬ ‫‪992‬‬


‫‪0‬ــــ‪0282‬م‬
‫الخطيب الشربيني ومنهجه في مختلف الحديث من خالل كتابه‪ :‬مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج‪.‬‬
‫الباحث ‪:‬فاروق بن هادي علي يحيى الخوالني‬

‫الهروي القاري (ت‪1214 :‬هـ)‪ ,‬دار الفكر‪ ,‬بيروت – لبنان‪ ,‬ط‪1499 ,1‬هـ ‪9229 -‬م‪.‬‬
‫‪ .49‬المستصفى‪ ,‬ألبي حامد محمد بن محمد الغزالي الطوسي (ت‪525 :‬هـ)‪ ,‬تح‪ :‬محمد عبد‬
‫السالم عبد الشافي‪ ,‬دار الكتب العلمية‪ ,‬ط‪1413 ,1‬هـ ‪1223 -‬م‪.‬‬
‫‪ .43‬معالم السنن‪ ,‬وهو شرح سنن أبي داود‪ ,‬ألبي سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم بن الخطاب‬
‫البستي المعروف بالخطابي (ت‪388 :‬هـ)‪ ,‬المطبعة العلمية – حلب‪ ,‬ط‪1351 ,1‬هـ ‪1239 -‬م‪.‬‬
‫‪ .44‬معالم السنن‪ ,‬وهو شرح سنن أبي داود‪ ,‬ألبي سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم بن الخطاب‬
‫البستي المعروف بالخطابي (ت‪388 :‬هـ)‪ ,‬المطبعة العلمية – حلب‪ ,‬ط‪1351 ,1‬هـ ‪1239 -‬م‪.‬‬
‫‪ .45‬معجم المطبوعات العربية والمعربة‪ ,‬ليوسف بن إليان بن موسى سركيس (ت‪1351 :‬هـ)‪ ,‬مطبعة‬
‫سركيس بمصر ‪1346‬هـ ‪1298 -‬م‪.‬‬
‫‪ .46‬معجم المفسرين من صدر اإلسالم وحتى العصر الحاضر‪ ,‬لعادل نويهض‪ ,‬تقديم‪ :‬مُفتي‬
‫الجمهورية اللبنانية الشاَيْخ حسن خالد‪ ,‬مؤسسة نويهض الثقافية للتأليف والترجمة والنشر‪,‬‬
‫بيروت – لبنان‪ ,‬ط‪1422 ,9‬هـ ‪1288 -‬م‪.‬‬
‫‪ .49‬معجم المؤلفين‪ ,‬لعمر بن رضا بن محمد راغب بن عبد الغني كحالة الدمشقي (ت‪1428 :‬هـ)‪,‬‬
‫مكتبة المثنى ‪ -‬بيروت‪ ,‬دار إحياء التراث العربي بيروت‪.‬‬
‫‪ .48‬مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج‪ ,‬لشمس الدين محمد الخطيب الشربيني (ت‪:‬‬
‫‪ 299‬هـ)‪ ,‬تح‪ :‬علي محمد معوض‪ ,‬وعادل أحمد عبد الموجود‪ ,‬تقديم‪ :‬أ‪.‬د‪ /‬محمد بكر‬
‫إسماعيل‪ ,‬دار الكتب العلمية‪ ,‬بيروت ـ لبنان‪1491 ,‬هـ ـ ‪9222‬م‪.‬‬
‫‪ .42‬مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج‪ ,‬لشمس الدين‪ ,‬محمد بن أحمد الخطيب‬
‫الشربيني الشافعي (ت‪299 :‬هـ)‪ ,‬دار الكتب العلمية‪ ,‬ط‪1415 ,1‬هـ ‪1224 -‬م‪.‬‬
‫‪ .52‬المغني‪ ,‬ألبي محمد موفق الدين عبد اهلل بن أحمد بن محمد بن قدامة الجماعيلي المقدسي ثم‬
‫الدمشقي الحنبلي‪ ,‬الشهير بابن قدامة المقدسي (ت‪692 :‬هـ)‪ ,‬مكتبة القاهرة‪1388 ,‬هـ ‪1268 -‬م‪.‬‬
‫‪ .51‬المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج‪ ,‬ألبي زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (ت‪:‬‬
‫‪696‬هـ)‪ ,‬دار إحياء التراث العربي – بيروت‪ ,‬ط‪1329 ,9‬هـ‪.‬‬
‫‪ .59‬المنهل الروي في مختصر علوم الحديث النبوي‪ ,‬ألبي عبد اهلل‪ ,‬محمد بن إبراهيم بن سعد اهلل‬
‫بن جماعة الكناني الحموي الشافعي‪ ,‬بدر الدين (ت‪933 :‬هـ)‪ ,‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬محيي الدين عبد‬
‫الرحمن رمضان‪ ,‬دار الفكر – دمشق‪ ,‬ط‪1426 ,9‬هـ‪.‬‬
‫‪ .53‬الموافقات‪ ,‬إلبراهيم بن موسى بن محمد اللخمي الغرناطي الشهير بالشاطبي (ت‪922 :‬هـ)‪,‬‬
‫تح‪ :‬أبي عبيدة مشهور بن حسن آل سلمان‪ ,‬دار ابن عفان‪ ,‬ط‪1419 ,1‬هـ ‪1229 -‬م‪.‬‬
‫‪ 54.‬نيل األوطار‪ ,‬لمحمد بن علي بن محمد بن عبد اهلل الشوكاني اليمني (ت‪1952 :‬هـ)‪ ,‬تح‪:‬‬
‫عصام الدين الصبابطي‪ ,‬دار الحديث‪ ,‬مصر‪ ,‬ط‪1413 ,1‬هـ ‪1223 -‬م‪.‬‬
‫هدية العارفين أسماء المؤلفين وآثار المصنفين‪ ,‬إلسماعيل بن محمد أمين بن مير سليم الباباني‬
‫البغدادي (ت‪1322 :‬هـ)‪ ,‬طبع بعناية وكالة المعارف الجليلة في مطبعتها البهية استانبول‬
‫‪1251‬م‪ ,‬أعادت طبعه باألوفست‪ :‬دار إحياء التراث العربي بيروت – لبنان‪.‬‬

‫العدد (‪ )81‬ديسمبر ‪0208‬م‬ ‫‪982‬‬


‫‪0‬ــــ‪0282‬م‬

You might also like