Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 4

‫ضم ودمج العقوبات‬

‫تعليق على القرار رقم ‪ 805254‬الصادر بتاريخ ‪)18/10/102012‬‬


‫صدر قرار عن الغرفة الجنائية للمحكمة العليا تحت رقم ‪ 805254‬يخ ‪0 12-10 18-‬‬
‫‪ 2‬فصل في الطعن المرفوع من النائب العام لدى مجلس تضاء سكيكدة ضد حكم محكمة‬
‫الجنايات لنفس الجهة الصادر بتاريخ ‪ 03-2011 3-‬القاضي بدمج العقوبتين المقضى بها‬
‫على لخشين صالح بموجب قرار الغرفة الجزائية ‪ 0 5‬سنوات حبسا نافذا بتاريخ ‪-04-02‬‬
‫‪ 2006‬وحكم محكمة الجنايات القاضي عليه بخمس سنوات سجنا يوم ‪2009-06-24‬‬
‫والقول أن عقوبة السجن هي تنفذ‪ ،‬غير أن المحكمة العليا بعد المداولة نقضت الحكم المطعون‬
‫فيه لقصور األسباب وأحالت القضية إلى نفس الجهة القضائية مشكلة تشكيال آخر للفصل‬
‫فيها مجددا‪.‬‬
‫‪ -‬التعليق‬
‫على خالف بعض التشريعات األجنبية التي تعاقب عن كل جريمة مرتكبة بعقوبة مستقلة‬
‫وتنفذ بمفردها ال تدمج ضمن العقوبات المقضى بها في جرائم أخرى ولو لم يفصل بين‬
‫تاريخ ارتكاب هذه أي حكم حولها‬
‫‪ .‬مجلة المحكمة العليا ‪ ،2013‬العدد‪.1‬‬
‫فإن المشرع الجزائري جاء بنظام مخالف في المواد ‪ 34 - 33‬و‪ 35‬من قانون العقوبات‬
‫قنص في المادة ‪ 34‬المذكورة على أنه في حالة تعدد جنايات او جنح محالة معا إلى محكمة‬
‫واحدة فإنه يقضى بعقوبة واحدة سالبة للحرية وال يجوز أن تجاوز مدتها الحد األقصى‬
‫للعقوبة المقررة قانونا للجريمة األشد مهما كان عدد الجرائم وخطورتها ال يمكن للقاضي إال‬
‫إصدار عقوبة واحدة ال تجاوز الحد األقصى للجريمة ذات العقوبة األشد تحت طائلة النقض‪،‬‬
‫وأن هذه القاعدة ال تطرح أي إشكال في الميدان غير أن هناك صعوبات في التطبيق عند‬
‫فصل هذه الجرائم عن بعضها وإصدار أحكام متعددة بعقوبات مختلفة قد تكون جنحية أو‬
‫جنائية أو جنحية وجنائية معا‪ ،‬األمر الذي جعل المشرع ينص في المادة ‪ 35‬من نفس القانون‬
‫على قاعدة تعيد تطبيق ما ورد بالمادة ‪ 34‬بصورة غير مباشرة وذلك بدمج العقوبات‬
‫المقضى بها وفقا للفقرة األولى من نفس المادة وأن تطبق العقوبة األشد المقضى بها وحدها‪،‬‬
‫فالدمج امتصاص العقوبة األشد المنطوق بها للعقوبة األخف لتنفذ األولى وحدها‪.‬‬
‫هـذا ويتعين التذكير بـأن مفهـوم العقوبة األشـد في الفقرة األولى من المادة ‪ 35‬من قانون‬
‫العقوبات يختلـف عمـا جـاء في الفقرة الثانية من نفس المـادة ففـي األولى يعني العقوبة األشـد‬
‫المنطوق بهـا وعادة ما تكون أطول مـدة بغض النظـر عـن طبيعـة العقوبات المـراد دمجهـا‬
‫أمـا الفقرة الثانية فتتعلق بالعقوبة األشـد المقررة قانونا فـإن كانت متساوية المـدة في حدها‬
‫األقصى تكـون التي حدهـا االدنى أعلى هي األشـد‪.‬‬
‫غ ير أن تحديد العقوبة األشد قد يثير صعوبات حين تكون هناك عقوبتان متساويتان من‬
‫حيث المدة إحداهما جنائية وأخرى جنحية كأن يقضى بخمس سنوات سجن في الجناية وخمس‬
‫سنوات حبس في الجنحة‪ ،‬ففي هذه الحالة تطبق العقوبة الجنائية باعتبارها أشد من حيث‬
‫اآلثار‪ ،‬اما إذا كانت العقوبة الجنحية أطول مدة عشر سنوات حبسا وسبع سنوات سجنا مثال‬
‫فإن الجنحية ‪ ،‬التي تطبق بغض النظر عن طبيعة العقوبات‪.‬‬
‫فإن كانت العقوبات كلهـا من طبيعـة واحـدة ومتساوية المدة تنفذ إحداهـا فقـط مـع العـلـم‬
‫أن الغرامات اليتم دمجهـا بـل تـضـم إلى بعضها وفقا للـادة ‪ 36‬مـن نفـس القانـون مـا لم‬
‫يقـرر القاضي خـالف ذلك‪.‬‬
‫ضم العقوبات ‪ :‬رغم ان المشرع الجزائري أخذ بنظام العقوبة الواحدة في حالة تعدد الجرائم‬
‫كقاعدة عامة إال أنه أجاز له رفعها استثناء في الفقرة ‪ 02‬من المادة ‪ 35‬وهي جوازية‬
‫للقاضي له أن يطبقها أو يتجاوزها ويكتفي بدمج العقوبات المقضى بها سابقا‪ ،‬يطلق على‬
‫هذا الرفع في العقوبة مصطلح الضم وهو عكس الدمج‪ ،‬فياخذ القاضي جزءا من بعض‬
‫العقوبات المقضى بها أو كلها ويضيفه إلى عقوبة الجريمة األشد دون تجاوز الحد األقصى‬
‫المقرر قانونا لها وهو شرط أول‪ ،‬الشرط الثاني أن تكون العقوبات المقضى بها من طبيعة‬
‫واحدة يعني كلها جنائية أو كلها جنحية‪ ،‬فإن كانت مختلفة الطبيعة كان ضمها غير جائز بل‬
‫تدمج األخف في األشد وضمها يعرض الحكم إلى الخطأ في تطبيق القانون‪ .‬الذي هو النقض‬

‫سبق القول أن المشرع الجزائري أبقى على العقوبة الواحدة حتى في حالـة الـضـم بـعـدم‬
‫تجاوز الحد األقصى لعقوبة الجريمة األشـد وأعطى مجاال للقاضي في اختيـار المـدة الـتـي‬
‫يضيفها في هـذه العقوبة فليس شرطا أن يرفعها إلى الحد األقصى وإن كان ذلك جائزا لكـن‬
‫القانـون يمنعـه من رفع العقوبة في حالة الدمج بـل يـقـضي بتنفيذ األشـد مـن العقوبات‬
‫المقضي بها فقط وهـو االختالف الجوهري بين الدمج والضم‪.‬‬
‫الشرط الثالث في مسألة الضم هو تعليل الحكم القاضي بذلك ويكون هذا التعليل حول شخصية‬
‫المحكوم عليه وخطورته أو خطورة الوقائع‪.‬‬
‫'‪‐-------------------------‬‬
‫مقارنة التشريع الجزائري بالتشريع الفرنسي مجال ضم ودمج العقوبات‪:‬‬
‫حتى ال يلتبس االمر على الباحثين في هـذا المجال نشير إلى أن المادة ‪ 5‬من قانون‬
‫العقوبات الفرنسي القديم تنص على انه في حالة إرتكاب جنح أو جنايات متعـددة تنفـذ‬
‫العقوبة االشـد وحدها حسب صياغة عـام ‪ 1958‬ثم جاءت المادة ‪ 4-132‬من قانون‬
‫العقوبات الجديد فنصت على أنه في‬
‫المنطوق بها تنفذ مع ضمها إلى بعضها في حدود الحد االقصى المقرر حالة تعـدد المتابعات‬
‫ضد شخص تمت إدانته بعـدة جرائم قرن العقوبات إذا كانـت مـن طبيعة واحدة سـواء من‬
‫طرف اخـر جهة قضائية أصدرت قانونا للجريمة ذات العقوبة األشـد ومع ذلك يجـوز دمجها‬
‫ك ليا أو جانا إحداهـا أو مـن طـرف الجهة المحددة في قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬وهو في‬
‫هذه النقطـة وال مجال للمقارنة بينهـا فالجزائري يجعل دمـج العقوبات األمر الذي يجعـل‬
‫التشريع الجزائري مختلفا كليا عـن التشريع الفرنسي أن هذا األخير إعتبر جميع العقوبات‬
‫السالبة للحرية من طبيعة واحدة في حالة الحكم بالسجن المؤبد وفقـا للـادة ‪ 5-132‬وإذا لم‬
‫ينطق بالسجن هو القاعـدة و الضـم هو االستثناء بينها العكس في التشريع الفرنسي تم المؤبـد‬
‫تـكـون العقوبة بعـد الضـم ‪ 30‬سنة كحد أقصى لذلك‪.‬‬
‫‪------------‬‬
‫الشروط المشتركة للضم والدمج ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬التعدد المادي للجرائم ‪.‬‬
‫يتعين أن يكون هناك تعـدد مـادي في ارتكاب الجرائم بمفهـوم المادة ‪ 3 3‬مـن قـانـون‬
‫العقوبات التـي تنـص عـلى أن يعتـبـر تعـددا في الجرائـم أن ترتكب في وقت واحـد أو في‬
‫أوقات متعددة عـدة جرائم ال يفصـل بينها حـكـم نهـائـي يفترض أن تحـال هـذه الجرائـم‬
‫دفعـة واحـدة عـلى المحكمة كي تفصـل فيها بحكـم واحد وعقوبة واحدة‪ ،‬لكـن يحـدث أن يتم‬
‫فصل الملفات حولهـا إمـا بسبب اكتشاف جريمـة الحقا كانت قد وقعت قبل الفصل في الجرائم‬
‫األخرى أو بسبب صدور أحكام عن جهـات قضائية مختلفة حول هذه الجرائـم أو ألي سبب‬
‫آخر ‪.‬‬
‫يتعين التذكير أن وقـوع جريمـة بعـد صدور حكـم فـاصـل في جريمة أخـرى لم يستنفد‬
‫طـرق الطعـن يخلـق حـالـة التعـدد في ارتكاب الجرائـم ويجوز دمج أو ضـم العقوبتين‬
‫الصادرتـيـن عـن ذلـك وهـذا بمفهـوم المخالفة لنص المادة ‪ 3 3‬ق ‪ .‬ع التي تعرف حالة‬
‫التعدد في ارتكاب الجرائم ومن شروطهـا أال يكـون قـد صـدر حـكـم نهائي يفصـل بين هـذه‬
‫الجرائم‪.‬‬
‫فمادام هذا الحكم غير نهائي أي لم يستنفد طـرق الطعن فـإن الجرائم التي تقع بعـد صـدوره‬
‫تدخـل ضمـن التعدد مع المفصـول فيها‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬البيانات الجوهرية التي يتعين ذكرها في الحكم أو القرار القاضي بالدمج أو الضم ‪.‬‬
‫حتى تتمكن المحكمة العليـا مـن بسـط رقابتهـا عـلى تطبيق القانون تطبيقـا سـلـيـا يجـب أن‬
‫يتضمـن الحـكـم أو القـرار القـاضي بدمج أو ضـم العقوبات البيانات التالية‪:‬‬
‫‪ - 1‬تاريخ ارتكاب الجرائم لمراقبة وجود حالة التعدد وهو شرط أساسي‪.‬‬
‫‪ - 2‬تاريخ صدور األحكام والقرارات القاضية بالعقوبات المطلوب دمجها أو ضمهـا‬
‫واستنفادها طـرق الطعـن فيها‪ ،‬فإن كان بعضهـا ال يزال قابال للطعـن سـواء باالستئناف أو‬
‫النقض كان ذلك سببا لنقـض الحكم أو القرار الفاصـل في الدمـج أو الضم‪.‬‬
‫‪ - 3‬ذكـر طبيعة العقوبة المقـضى بها في كل حـكـم أو قـرار هـل هـي جنائية أم جنحيـة‪،‬‬
‫عـلـا بأنهـا تصبـح جنحيـة عنـد نزولهـا إلى أقـل مـن ‪ 5‬سنوات حبسا نتيجـة الظـروف‬
‫المخففة حتى لو كانت الجريمـة بوصف جناية‪ ،‬فالفقـرة ‪ 2‬مـن المـادة ‪ 3 5‬تنـص عـلى‬
‫طبيعة العقوبة ال عـلى طبيعة الجريمـة بـدلـيـل أنـه يجـوز وقـف تنفيـذ المقضى بهـا أقـل‬
‫من ‪ 5‬سنوات‪ .‬و بالرجوع إلى الحكـم المنقـوض بالقرار محـل التعليق يتبين بأنه أغفل ذكـر‬
‫هـذه البيانات األمـر الـذي أدى إلى نقضـه كـون ذلـك يحجـب عـن المحكمـة العليـا مراقبتهـا‬
‫تطبيق القانون تطبيقا سـليما‪.‬‬
‫‪ - 4‬تعليـل الحـكـم او القـرار القاضي بالضـم وذكـر االسباب التـي جعلت المحكمة او‬
‫المجلس يقضي بذلـك ‪.‬‬

You might also like