Professional Documents
Culture Documents
العمليات الفونولوجية و صعوبات التعلم
العمليات الفونولوجية و صعوبات التعلم
العمليات الفونولوجية و صعوبات التعلم
العمليات الفونولوجية
وصعوبــات القـراءة والكتابـة
العمليات الفونولوجية
وصعوبــات القـراءة والكتابـة
احلقوق يف حمتويات هذا الكتاب جميعها ،حمفوظة للم�ؤلفني ومركز تقومي وتعليم الطفل ،وال يجوز �إعادة طبعها
كلها �أو جزء منها� ،أو نقلها �أو االقتبا�س منها� ،أو ن�شرها ب�أي �أ�سلوب دون موافقة خطية من امل�ؤلفني.
تقديم
ي�سعد مركز تقويم وتعليم الطفل (جمعية نفع عام) �إ�ضافة هذا العمل القيم �إلى �سل�سلة
�إ�صدارته المتخ�ص�صة في �صعوبات التعلم الخا�صة ،وهو �أول عمل ير ّكز على العمليات الفونولوجية
«ال�صوتية» المرتبطة ارتباط ًا وثيق ًا بالقراءة وال�صعوبات التي يعانيها ذوو �صعوبات القراءة
والمع�سرين قرائي ًا وغيرهم ممن يعانون �صعوبات تعلم خا�صة �أخرى� .إذ يحر�ص
المركز على ن�شر التوعية ب�صعوبات التعلم الخا�صة بغية م�ساعدة الأفراد
ذوي �صعوبات التعلم وذويهم على مواجهة الآثار ال�سلبية ل�صعوبات التعلم
الخا�صة ،يرى �أن تنوع �إ�صداراته من مجالت وكتب و�إ�صدارات
واختبارات متخ�ص�صة ت�سهم جميعها في �إثراء المكتبة
العربية في هذا التخ�ص�ص المهم والحيوي لفهمنا
للقراءة والتعلم وال�صعوبات ذات ال�صلة في
اكت�سابها وكيفية التغلب على تلك ال�صعوبات.
عبد اهلل الشرهان واهلل الموفق,,,
رئي�س مجل�س الإدارة
ﱫﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﱪ
العلق }{1
العمليات الفونولوجية وصعوبات القراءة والكتابة
المحتويات
7 مقدمة
الف�صل الأول :اللغة وعالقتها بالعمليات الفونولوجية
11 بداية ظهور اللغة.
11 �أهمية اللغة.
14 تعريف اللغة.
16 التطور اللغوي عند الأطفال.
17 م�ستويات اللغة ومكوناتها.
18 نظريات اكت�ساب اللغة.
21 اللغة وعالقتها بالعمليات الفونولوجية.
الف�صل الثاني :العمليات الفونولوجية ومكوناتها
25 ن�ش�أة المهارات الفونولوجية وتطورها لدى الطفل.
26 العمليات (المكونات) الفونولوجية.
33 �أهمية العمليات الفونولوجية.
36 مفاهيم مرتبطة بالوعى الفونولوجى.
الف�صل الثالث :عالقة العمليات الفونولوجية بمهارات القراءة والكتابة و�صعوباتها.
41 ارتباط الوعي بالأ�صوات بمهارات القراءة.
45 عالقة �سرعة النفاذ للمعجم اللغوي بمهارات القراءة.
47 عالقة الذاكرة الفونولوجية بمهارات القراءة.
الف�صل الرابع :القيا�س والتقويم الفونولوجي
59 مالمح اال�ضطراب الفونولوجي وعالقته بالقراءة والكتابة.
64 �آليات القيا�س والتقويم الفونولوجي.
65 العوامل الم�ؤثرة في تقييم وقيا�س اللغة والوعي الفونولوجي.
66 تقييم العمليات الفونولوجية.
70 اختبار معالجة الأ�صوات المقنن للأطفال.
5
الف�صل الخام�س :التدريب الفونولوجي
79 �أهمية التدريب الفونولوجي.
80 ال�سياق العام لتطور العمليات الفونولوجية.
83 مفهوم التدريب الفونولوجي.
84 التدريب الفونولوجي في مرحلة ريا�ض الأطفال.
87 برامج تطوير الوعي الفونولوجي في المراحل الدرا�سية الأولى.
88 تطوير الوعي الفونولوجي لدى المع�سرين قرائياً.
95 توجيهات عامة في تطوير الوعي الفونولوجي.
المراجع
101 المراجع العربية.
103 المراجع الأجنبية.
6
العمليات الفونولوجية وصعوبات القراءة والكتابة
مـقدمــة
ي�ؤدي النظام الفونولوجي الدور الأ�سا�سي في اكت�ساب اللغة ،و�أن ال�صلة الإيجابية بين تطور
القراءة والكتابة ومهارة النظام الفونولوجي ،قد تناولها العديد من الباحثين (Bryant, MacLean,
Bradley, & Crosland, 1990; Hatcher & Hulme, 1999; Hoien, Lundberg, Stanovoch, & Bjaaalid,
،)1995كما �أن ت�أخر اللغة المبكر يحد من التقدم الدرا�سي «الأكاديمي» ( .)Snowling, 2000و�إن
ال�ضعف الحا�صل في القراءة والكتابة لدى فئة لي�ست بالقليلة في المدار�س ،قد زاد ال�ضغط على
المعلمين لإيجاد طرائق �أكثر فعالية لتعزيز تنمية التعلم وتطويره ،و�إن ه�ؤالء الأطفال يعانون �صعوبات
تعلم القراءة والكتابة مما ي�ؤثر ت�أثير ًا كبير ًا في تح�صيلهم الدرا�سي ب�شكل عام ،و�أ�صبح الو�ضع يحتاج
�إلى درا�سة العوامل التي تتداخل مع تعلم القراءة والكتابة لدى الأطفال (.)Gillon, 2004
(& Ball � َّإن الوعي الفونولوجي يعد دلي ًال للنجاح وتعلم القراءة والإمالء لدى الأطفال
Blachman, 1991; Bradley & Bryant, 1983; Lundberg, Frost, & Peterson, 1988; Stanvoich,
،)2000; Vellutino, Scanlon, Small & Tazman, 1991كما �أن تعلم النظام الفونولوجي يعد فاع ًال
في تعزيز الإمالء المبكر لدى الأطفال الذين يعانون �صعوبات تعلم في القراءة (Bryant, Maclean,
.)Bradley, & Crosland, 1990
ولهذا قررنا �أن نخ�ص�ص هذا الكتاب ليلقي ال�ضوء على العمليات الفونولوجية ويعرفها
وي�شرحها ويو�ضح العالقة بينها وبين القراءة والكتابة و�صعوباتهما وذلك لتعرف كيفية قيا�سها وكيفية
تعرف الم�شكالت المحددة المتعلقة بها وكيفية التغلب على تلك ال�صعوبات لتح�سين عملية القراءة
والكتابة والتخل�ص من ال�صعوبات الخا�صة في التعلم �آملين �أن يثري هذا العمل المكتبة العربية،
وي�ساعد الباحث العربي المتخ�ص�ص في مجال القراءة والكتابة عموماً ،وكيفية قيا�سها وتح�سينها �إلى
المتخ�ص�ص في �صعوبات القراءة والكتابة وكيفية التخل�ص منها وعالجها.
ونود �أن ن�شكر الأ�ستاذ� /سالم محمد الحطاب و�أكرم محمد الحلبي لمراجعتهم اللغوية
لمحتويات الكتاب ،وال يفوتني �أن �أ�شكر �أع�ضاء وحدة تطوير االختبارات لما قدموه للم�ؤلفين من
م�ساعدات طباعيه.
وبعد ،ف�إنها محاولة مخل�صة ،وقد ال تخلو هذه المحاولة من �أخطاء ،وح�سبنا �أننا اجتهدنا ولكل
مجتهد ن�صيب ،والكمال هلل وحده� ،إنه نعم المولى ونعم الن�صير.
الم�ؤلفون
الكويت2012 ،
7
العمليات الفونولوجية وصعوبات القراءة والكتابة
الفصل األول:
اللغة وعالقتها
بالعمليات الفونولوجية
1
9
العمليات الفونولوجية وصعوبات القراءة والكتابة
الفصل األول
اللغة وعالقتها بالعمليات الفونولوجية
بداية ظهور اللغة
منذ حوالي � 300ألف �سنة بد�أت اللغة لدينا نحن الب�شر بالتك ّون باختراع الكلمات ,وتطورت
لت�صبح كما هي عليه الآن ,ولم يبد�أ التوا�صل بين مناطق الذكاء لغوي ًا �إال منذ حولي � 150ألف �سنة,
و�أخذت المعلومات عن مختلف جوانب الحياة تمثل بكلمات يتوا�صل بها بين الأدمغة .وتطورت طريقة
ربط الأفكار ،وهذا �أدى �إلى نمو الذكاء الب�شري نمو ًا كبير ًا و�سريع ًا وغير م�سبوق .فبوا�سطة اللغة
المحكية بد�أت الق�ص�ص والروايات ومن ثم الأ�ساطير بالت�شكل والتداول بين �أفراد الجماعة ,وهذا
�سمح مع �أمور �أخرى بن�شوء وتك ّون الثقافة الخا�صة بكل جماعة ,التي �صارت تتوارث وتنمو نتيجة
الحياة والتوا�صل االجتماعي عن طريق هذه اللغة المحكية ,وفي هذه المرحلة حدثت القفزة الكبيرة
للتفكير والذكاء الب�شري التي ميزته عن باقي الكائنات الحية.
وقد كانت اللغة المحكية ت�ستلزم التوا�صل المبا�شر بين الب�شر لتناقل المعارف والأفكار وتو�صيلها,
لذلك عندما ت�شكلت اللغة المكتوبة ,وهذا كان منذ وقت قريب حوالي � 6500سنة ،وهي بداية التاريخ
المكتوب ,تمت قفزة �أخرى �سمحت بتناقل المعلومات والأفكار من دون التوا�صل المبا�شر ,وبالتالي
تراكمها نتيجة و�ضعها �أو تخزينها خارج الدماغ برموز و�إ�شارات مادية تحفظها فترات طويلة ,وبذلك
ن�ش�أ التاريخ نتيجة التوا�صل بين الب�شر الذي حدث نتيجة اللغة المكتوبة التي �سمحت بانتقال الأفكار
والمعلومات خالل الأجيال المتعاقبة.
�أهمية اللغة
تعد اللغة ن�سق ًا من الرموز المتفق عليها في المجتمعات � -أبناء الثقافة الواحدة -ويجمعهم
تاريخ ح�ضاري واحد ،و ُت�ضبط قواعد محددة بين الأفراد والجماعات لتداولها ،وبذلك تتعدد اللغات
بتعدد الح�ضارات والثقافات والعالقات االجتماعية ،وبذلك ت�شمل اللغة مجموعة رموز �سواء ملفوظة
�أم مكتوبة و�صور و�شكل الرموز يختلف من لغة �إلى �أخرى ،ووفق الوظيفة المطلوبة من تلك الرموز
التي ُتح َّدد بعلم من العلوم الذي يخت�ص بمجموعة من الم�صطلحات والرموز كعلم الهند�سة �أو النبات
والحيوان �أو االت�صاالت ،ورموز اللغة الفرعونية مث ًال تختلف عن رموز اللغة اليونانية �أو ال�صينية التي
قامت بها وعليها ح�ضارات عظام .ويعتمد �إ�صدار الأ�صوات لغوي ًا على ن�سق من الأجهزة الع�صبية
والع�ضلية والنف�سية تمر بمراحل طوال حياة الأفراد ،ويتغير وين�ضج �إ�صدار الأ�صوات ومفهومها وفق ًا
لمراحل النمو المختلفة كما هو في مراحل الطفولة المختلفة والمراهقة والر�شد وال�شيخوخة بمعنى
تغير رموز اللغة وال�صوت والنطق وفق ًا للمرحلة العمرية التي يمر بها الفرد (باظه.)37 ،2003 ،
11
الفصل األول :اللغة وعالقتها بالعمليات الفونولوجية
والأهمية الكبرى للغة �أنها كانت العامل الأ�سا�سي في تطور الذكاء الب�شري تطور ًا جعل تفكيره
ومعالجة المعلومات المدخلة لدماغه مختلفة ومميزة عن باقي الكائنات الحية ,حتى التي دماغها
�أكبر بكثير من دماغه ,فهي التي �سمحت لمراكز اال�ستقبال الح�سية كافة �سواء �أكانت �سمعية �أم
ب�صرية �أم �شمية .الخ تلك التي ت�ستطيع الترابط مع بع�ضها بوا�سطة اللغة التي ا�ستطاعت تمثيل الكثير
من ت�أثيرات المدخالت الح�سية برموز �صوتية لغوية ,وذلك عن طريق مناطق االرتباط اللغوية في
الدماغ ,وهذه المناطق التي ت�شكلت وات�سعت ات�ساع ًا كبير هي الأ�سا�س الذي حقق لنا الذكاء المتميز
عن الكائنات الحية كافة .فنحن الوحيدون من بين الكائنات الحية الذين ن�ستطيع تمثيل غالبية
الأحا�سي�س بوا�سطة رموز لغوية فكرية وهي الكلمات.
لقد تطورت كثير ًا طرائق الترميز والتمثيل لدينا نتيجة ن�شوء اللغة المحكية ,فبوا�سطة اللغة التي
هي ترميز ثان للرموز الح�سية الخام (الب�صرية ،وال�صوتية ،وغيرها) ُمثلت �أو ُر ّمزت واردات الحوا�س
المختلفة بلغة �أو رموز واحدة .فبوا�سطة اللغة المحكية (�أي ال�صوتية �أو المقروءة) ,و�أي�ضا ُمثلت
�أحا�سي�سنا وعواطفنا و�أفكارنا بتلك اللغة .وكان يحدث تدقيق وت�صحيح لتلك التمثيالت �أو الت�شبيهات
�أو النماذج التي يبنيها دماغنا كي يكون التمثيل �أدق و�أكثر مطابقة للواقع .فاختراع الكلمات و�سع
حدود العقل والوعي.
ويعد الكالم من �أهم �سبل االت�صال النف�سي بين الفرد والفرد الآخر ف�إذا تكلم �شخ�ص ف�إنه
ينقل حاالت نف�سية كاملة فيها معاني وم�شاعر وانفعاالت و�أفكار ،ولهذا ف�إن مو�ضع اللغة والنطق
والكالم من المو�ضوعات المهمة التي �شغلت القدماء والمحدثين من علماء اللغة والكالم والطب
وعلم النف�س وعلماء االجتماع والتربية وغيرهم من العلماء في مجاالت التخ�ص�صات المختلفة ،ولقد
�أكد ه�ؤالء جميع ًا على �أهمية عامل اللغة والكالم في القدرة على االت�صال وعلى التوافق وفى النمو:
العقلي ،والفكري ،واالجتماعي ،والنف�سي.
و ُتعد �إجادة الكالم من �أهم م�ستلزمات ال�شخ�صية الكاملة ،فالفرد الذي يكون لديه القدرة على
الفهم والإفهام يكون نا�ضج ًا في حياته العملية ،وذلك لأهمية وظيفة الكالم في حياة الفرد الأ�سرية
والعملية واالجتماعية ،كما �أن قوة ال�شخ�صية وقوة التعبير ي�سيران جنب ًا �إلى جنب ،فالفرد الواثق من
نف�سه يتكلم في انطالق وو�ضوح وتحديد وثبات ،فالقدرة على الكالم تعك�س في ال�شخ�ص قوة ،ومن ثم
فالكالم له �أثر في بناء ال�شخ�صية ،والإن�سان ي�ستطيع الح�صول على ما يريده بل�سانه �أكثر مما يناله
ببنانه و�أن البطولة والزعامة تحالف بالغة القول وف�صاحة الل�سان ،وغالبا ما نرى �أبطال المنابر هم
�سا�سة الأمم وقادة ال�شعوب في كل زمان ومكان.
ويعد الكالم �أكثر الأن�شطة تعقيد ًا و�أهم الأن�شطة الع�ضلية توازناً ،فب�سبب طبيعته المعقدة
ومناطقه الع�صبية ومجموعاته الع�ضلية التي ال ح�صر لها والتي تتطلب تقريب ًا تنا�سق ًا تام ًا وت�آلف ًا ف�إن
الكالم ُيعد عر�ضة للت�شوي�ش واال�ضطرابات خالل فترات التوتر االنفعالي ،وفى مثل تلك الفترات نجد
�أن �ضغوط التفاهم تكون �أكثر ت�شوي�شاً ،وا�ضطراب ًا في �أثناء التعبير اللفظي.
12
العمليات الفونولوجية وصعوبات القراءة والكتابة
حيث ت�شير باربارادومينيك (� )Dominick, 1959إلى �أن اللغة ُتعد الو�سيط الأ�سا�سي للتفاهم
فمن خاللها نعبر عن �آرائنا ،وم�شاعرنا ،واتجاهاتنا ،وردود �أفعالنا ،كما تعد و�سيلة االت�صال الأولى
للطفل ليعبر عن �آرائه ويبلغها لوالديه وللعالم الخارجي .وبينما ي�ستطيع الأطفال الآخرون �أن ينجحوا،
ف�إن الطفل الم�صاب باللجلجة (مثالً :يكون �أكثر عر�ضة للقلق ب�سبب اال�ضطراب االنفعالي).
ونجد �أن الأفراد يمار�سون الكالم في مختلف جوانب حياتهم دون �أن ي�شغلوا �أنف�سهم بتحديد
الوظائف التي ت�ؤديها ولكن علينا �أن نتخيل عجز الطفل عن التعبير عن نف�سه ف�إن ما يحول بينه وبين
تحقيق هذا الغر�ض قد يكون �إعاقة �سمعية �أو ب�سبب عوامل بيئية �أدت �إلى ت�أخر النمو اللغوي ،وفى
ظل هذين العاملين يعجز الطفل عن نقل �أفكاره ،و�إذا حاول يخونه النطق� ،أو يثقل عليه� ،أو قد يكون
كالمه غير مفهوم ،وربما عجز كلي ًا عن الكالم ،وبالتالي يعانى الطفل الوحدة؛ لأنه غير قادر على �أن
يتوا�صل مع الآخرين.
وفى هذا ال�صدد ت�ؤكد ليلى كرم على �أهمية اللغة وال �سيما خالل ال�سنوات المبكرة من عمر
الطفل ،حيث �إن الطفل يظهر رغبته في التحدث مع الآخرين و�سرعان ما يتحول من كائن متمركز
حول الذات � Egocentricإلى كائن اجتماعي Socializedيمكنه �أن يرى ويدرك وجهة نظر الآخرين
ويفرق بينها وبين وجهة نظره (كرم الدين.)21 ،1993 ،
هذا و ُتعد اللغة و�سيلة ات�صال �ضرورية تعمل على م�ساعدة الفرد على تحقيق التوافق االجتماعي
والنف�سي لأنها و�سيلة التفاهم بينه وبين من حوله من الأفراد ،فهو يتبادل معهم المعلومات والأفكار
والم�شاعر كما �أنه عن طريق اللغة يعبر عن رغباته وحاجاته ،فهي التي تجعل للإن�سان �صفته المميزة
له عن غيره من الكائنات الحية.
وبعد اال�ستقراء للعديد من العنا�صر ال�سابقة يمكن تو�ضيح �أهمية اللغة في عدد من العنا�صر ،وهي:
1اللغة :هي مجموعة رموز متعارف عليها �سواء كانت منطوقة �أم مكتوبة يطلق عليها اللغة .1
التعبيرية � Expressive Languageأم اللغة غير اللفظية �أي اال�ستقبالية .Receptive Language
2تعد اللغة �أهم �أدوات التوا�صل لما ت�شمله من رموز تتخذ �صور ًا من الأ�صوات �أو الحركات �أو .2
الإيقاعات كلغة العيون �أو الإ�شارات بالأ�صابع �أو الأيدي �أو �أع�ضاء الج�سم ،هذا بالإ�ضافة �إلى
اللغة المنطوقة والمكتوبة ،وت�صبح كل هذه الرموز متفق ًا عليها لأبناء المجتمع الواحد.
3تعد اللغة المكتوبة والمنطوقة ب�صورها كلها وبيانها واختالفها من حقبة تاريخية وثقافية .3
محددة وح�ضارة لأخرى خا�صة ببع�ض الب�شر في مراحل نموهم المتخلفة.
4تعد اللغة و�سيلة للإعالن ال�شخ�صية في �صورة كلية من حيث التعبير عن االحتياجات والنظرة .4
الم�ستقبلية والمكونات العقلية واالنتقالية واالجتماعية والدينية والخلقية .مع �سالمة الأجهزة
ال�صوتية الم�سئولة عن �إ�صدار الأ�صوات.
13
الفصل األول :اللغة وعالقتها بالعمليات الفونولوجية
5 .5يعبر ا�ضطراب اللغة عند الأفراد عن اال�ضطراب النف�سي �أو النق�ص بدرجاته ,و ُيع ُّد �أحد
المعايير للت�شخي�ص مثل :ا�ضطراب اللغة عند الطفل الأوتيزمي� ،أو المعاق ذهنياً� ،أو المكفوف،
�أو ال�صم ،وغيرها.
6 .6تعد اللغة هي و�سيلة نقل الخبرة بين الأفراد والجماعات والمجتمعات والحفاظ عليها وتنمية
المعلومات وتطويرها.
7 .7تعد اللغة عملية عقلية تقوم على معاجلة وت�شغيل المعلومات بنا ًء على ت�صور ذهني لخبرة الفرد
وتناوله للمعلومات ينتج فكرة جديدة ابتكارية بحيث ت�صبح اللغة هي مح�صلة ما هو مكت�سب مع
اال�ستعداد العقلي الراقي للفرد.
8 .8تحقق اللغة بين �أبناء الجن�س الب�شرى التوا�صل في مواقف الحياة المختلفة في ميدان التعليم
والترفيه والإعالن والإعالم والآراء وتناقلها والت�أثير على الآخرين وت�شكيل القيم واالتجاهات
والآراء والم�شاعر والإح�سا�س والم�شاركة االجتماعية والوجدانية .كما ت�ستخدم رموز لغوية في
الحرب وال�سلم وبين �أبناء التخ�ص�ص الواحد ومجال العمل التخ�ص�صي الواحد .وت�صبح هذه
الرموز �سواء مكتوبة �أم منطوقة �أ�سا�سيات التفاعل والإنتاج.
9 .9تعبر اللغة عن درجة التوافق النف�سي واالجتماعي وال�صحي للفرد ف�أي ا�ضطراب في �أحد
جوانب �شخ�صية الفرد ي�ؤثر على لغته وتوا�صله.
1010تجعل اللغة لدى �أبناء الجماعة الواحدة �شعور ًا باالنتماء لتحقيق التوا�صل الجيد بتوحد اللغة
كما هو في الدول العربية ،الجميع ينطق العربية فوحدت بينهم ،ولكن تختلف اللهجات �أو فروق
في ال�صوت رغم ت�شابه الحروف والقواعد النحوية والمعنى والداللة اللفظية.
1111يوجد لدى ذوى االحتياجات الخا�صة ،على اختالف فئاتها ،ا�ضطرابات لغوية �إما لكف ب�صري
فيعتمد على الذاكرة اللم�سية وال�سمعية ،و�إما ل�صمم �أو �إعاقة عقلية .و�سبق الإ�شارة �إلى عدم
وجود �إعاقة نقية بين ذوى االحتياجات الخا�صة ،مما ترتب عليه �شيوع ا�ضطرابات التوا�صل.
وحيث يعتمد اكت�ساب اللغة على �أ�س�س منها الع�صبي والف�سيولوجي واالجتماعي والعقلي.
1212يتميز الفرد الب�شرى بتعدد �صور لغته فيمكن للفرد التحدث ب�أكثر من لغة و�إتقان قواعدها.
وا�ستخدام الرموز والإ�شارات والإيماءات وتعبيرات الوجه والعيون وغيرها في �آن واحد.
تعريف اللغة:
يرى العلماء �أن اللغة Languageعبارة عن مجموعة من الرموز المنطوقة ت�ستخدم كو�سائل
للتعبير �أو االت�صال مع الغير ،وهي ت�شمل لغة الكتابة �أو لغة الحركات المعبرة (الإيماءات اللفظية)،
�أو هي مجموعة محددة �أو غير محددة من الجمل كل منها محدودة من حيث الطول ،وتتركب من
مجموعة من العنا�صر.
14
العمليات الفونولوجية وصعوبات القراءة والكتابة
كما يرى ديكارت �أن اللغة هي خا�صية الإن�سان حيث �إنه حيوان ناطق �أي مفكر ،وهي و�سيلة
للتوا�صل و�أداة للت�سجيل وم�ساعد �آلي للتفكير ،وعرفها ابن خلدون ب�أنها ملكة في الل�سان ،وكذلك
الخط ملكة في اليد (من�صور.)12 ،1982 ،
وتعرف اللغة ب�أنها نظام من الرموز يت�سم بالتحكم واالنتظام والتم�سك بالقواعد والهدف من
اللغة هو توا�صل الأفكار والم�شاعر بين الأفراد ويرى بانج�س � Bangsأن اللغة تتكون من �أربعة نظم
لغوية هي:
1 .1نظام دالالت الألفاظ :Semantic Systemوهو الذي يتعلق بمعاني الكلمات.
2 .2النظام التركيبي (البنائى) :Syntactic Systemويتعلق بالترتيب المنتظم للكلمات في مقاطع
�أو جمل.
3 .3النظام المورفولوجى :Morphologic Systemويتعلق بالتغيرات التي تدخل على م�صادر
الكلمات لتحديد �أ�شياء كالزمن �أو العدد �أو المو�ضع.
4 .4النظام ال�صوتي :Phonologic Systemوهو يتعلق بالأ�صوات الخا�صة باال�ستخدام ال�صوتي.
واللغة هي مواد التعبير عما يجول في ذهن الفرد ,ووظيفة اللغة هي �إ�شباع رغبات الفرد والتعبير
عن �أفكاره و�إح�سا�ساته ,فاللغة تبزغ الفكرة الكامنة لدى الفرد وتظهرها للآخرين في �شكل كلمات,
وبالتالي تتم بها عملية االت�صال االجتماعي (عطيه.)47 ،1995 ,
ويت�ضمن الكالم التن�سيق بين �أربع عمليات ،وهي كالآتي (النحا�س:)11 ،2006 ,
1 .1التنف�س :Respirationالعملية التي ت�ؤدي �إلى توفير الهواء الالزم للنطق.
�2 .2إخراج ال�صوت :Phonationوهذا يعني �إخراج ال�صوت بوا�سطة الحنجرة والأحبال ال�صوتية.
3 .3رنين ال�صوت :Resonanceوهي تعني ا�ستجابة التذبذب في �سقف الحلق المليء بالهواء،
وحركة الثبات ال�صوتية مما ي�ؤدي �إلى تغيير نوع الموجه ال�صوتية.
4 .4نطق ت�شكيل الحروف � :Articulationأي ا�ستخدام ال�شفاه والل�سان والأ�سنان و�سقف الحلق
لإخراج الأ�صوات المحددة والالزمة للكالم.
ويرى ثورنديك اللغة ب�أنها الو�سيلة االجتماعية الأكثر �أهميه من �أي و�سيله �أخرى ،كما �أنها تفوق
�أي و�سيله ماديه من حيث الت�أثير على الكائن الآدمي.
كما �أو�ضح (� )Jain, 1996, 43أن اللغة هي النظام الرمزي الم�ستخدم في االت�صال وهي عبارة
عن رموز اجتماعية ي�شترك فيها النا�س وقواعد كثيرة لتجميع هذه الرموز وهناك �أ�ساليب لأ�شكال
اللغة وهي:
15
الفصل األول :اللغة وعالقتها بالعمليات الفونولوجية
ي�ستخدم جم ًال مكونة من ثالث كلمات ،وتتطور لديه القدرة على ا�ستخدام الأفعال ،وتتطور
لديه القدرة على فهم الجمل وتراكيبها ،وي�ستخدم ( )800 - 300كلمة (Catharine,
.)1996وي�ضيف (الحمداني� )2004 ،أن الح�صيلة اللغوية في هذه المرحلة تزداد لدى � 36 - 30شهراً
الطفل زيادة ت�صاعدية ،كما �أن الفهم لديه ي�سبق الإنتاج اللغوي.
16
العمليات الفونولوجية وصعوبات القراءة والكتابة
التمكن من �صياغة الجمل جميعها وتوكيد �إيقاع الكالم بتعبير الوجه واليدين ،وي�ستوعب � 7 - 6سنوات
( )4000كلمة وي�ستخدم متو�سط كلمات ي�صل معدلها ( )2562كلمة (البتال.)2000 ،
�إجادة ال�صوت و�إظهار الأ�صوات جميعها ،وتظهر القدرة على التوا�صل الحقيقي مع
الآخرين وم�شاركة الأفكار والم�شاعر ،وي�ستخدم بين ( )2818 - 2562كلمة ،وي�صل � 9 - 7سنوات
ا�ستيعاب الكلمات لديه بين ( )8000 - 6000كلمة (البتال.)2000 ،
في هذه المرحلة يتقن المهارات اللغوية ال�سابقة ،ويتعلم المهارات الالزمة للقراءة
والكتابة والح�ساب ،كما تت�سع لدى الطفل في هذه المرحلة دائرة العالقات االجتماعية � 12 - 9سنوات
و�أ�ساليب الم�شاركة في المنا�سبات االجتماعية المختلفة (الريماوي .)1993 ،وي�صل
ا�ستيعاب الكلمات لديه بين ( )10000 - 8000كلمة (البتال.)2000 ،
القاعدة اللغوية التي تتحكم ببنية الكلمات فهم التركيب ال�صرف ا�ستخ ��دام القواعد في الم�ستوى
ال�صرفي
الكلمات. ( )Morphologyوتكوينها من المكونات الأ�سا�سية للمعنى .للكلمات.
17
الفصل األول :اللغة وعالقتها بالعمليات الفونولوجية
18
العمليات الفونولوجية وصعوبات القراءة والكتابة
ويعتمد تف�سير تلك المدر�سة على مجموعة من قوانين التعلم الجيد في تف�سيرها ومنها
اال�شتراط الو�سيلى الذي قدمه بافلوف بفكرته عن االقتران ال�شرطي بين المثير الأ�صلي والمثير
الم�صاحب له في تجاربه على التعلم عند �إجراء تجاربه على الكالم .وعلى ذلك ُتعد اللغة مكت�سبة عن
طريق التكرار والتعزيز (كما هو عند ثورنديك) .و ُيعزز �إ�صدار الطفل ال�صوت بح�صوله على الطعام
وحنان الأم وحبها ،ويلقى �أي�ض ًا الت�شجيع واالبت�سامة التي تجعله يميل �إلى تكرار الأ�صوات �أو الكالم
(باظة.)61 ،2003 ,
ويتفق بع�ض المتخ�ص�صين في المجال ال�سيكولوجي �أمثال ( ; Learner, 2000ال�شخ�ص)1997 ،
على �أن تعلم اللغة يتم من خالل الت�أثيرات البيئية ،ويرى البع�ض �أن نظرية �سكنر Skinnerمن �أ�شهر
النظريات ال�سلوكية حيث يرى �أن اللغة �سلوك ُيكت�سب عن طريق المحاكاة والتعزيز .فالطفل يتعلم
اللغة وفق ًا للنظرية ال�سلوكية بتقليد الأ�صوات التي ي�سمعها من حوله ،وتعزيز الكبار لمحاوالته الناجحة
في التقليد ،وبهذا تركز النظرية ال�سلوكية على ال�سلوك الظاهر القابل للقيا�س والمالحظة.
2 .2النظرية الفطرية:
ي�شير كل من ( ; Tallal et al., 1997ال�سرطاوي و�أبو جودة� )2000 ،إلى �أن هذه النظرية تركز
على القدرات اللغوية الفطرية في تعلم اللغة ،وتعزى هذه النظرية �إلى ت�شوم�سكي Chomskyالذي
يعتقد �أن الأطفال يمتلكون �أ�سا�س ًا قواعد فطرية تمكنهم من بناء قاعدة تي�سر لهم ا�ستيعاب جمل
و�إنتاجها لغوياً؛ بمعنى �أن الأطفال في عملية تطورهم اللغوي م�ؤهلون فطري ًا لأن يعرفوا قواعد لإنتاج
اللغة ت�سمح لهم ب�أن ي�شكلوا �أو يفهموا �أو ي�ستعملوا جم ًال لم ي�سمعوها من قبل ،فالأطفال ال يتعلمون
�سل�سلة من الكلمات ولكن مجموعة من القواعد القابلة للتعميم �أو التحويل ،وهم ال يتعلمون مجرد
مجموعة من الجمل ،ولكنهم يمتلكون النظام اللغوي الكلي الالزم لفهم جمل جديدة (Tallal et al.,
)1997وبهذا ترى هذه النظرية �أن كل طفل يولد مزود ًا ب�أبنية لغوية ت�شكل جزء ًا من جهازه الع�صبي،
وي�شترك بها كل الأطفال في العالم ،ويعتمد عليها في ا�شتقاق القواعد من البيانات اللغوية التي ت�صل
�إليه ،لكي يطور منها نظام ًا لغوي ًا متكام ًال فيما بعد (ال�سرطاوي ،و�أبو جودة.)2000 ،
3 .3النظرية المعرفية:
يتفق كل من ( ; Mercer, 1997الزيات )1998 ،في �أن هذه النظرية ت�ستند �إلى الترابط القائم
بين اللغة والتفكير والخبرة ،وت�ؤكد �أهمية اللغة في التطور المعرفي الكلي للطفل .ومن �أوائل القائلين
بهذه النظرية الرو�سي فيجوت�سكي Vygotskyويرى (بياجيه) �أن اللغة ُتكت�سب عندما ي�أخذ الطفل
اللغة من البيئة ثم يعدلها وفق ًا لأفكاره ومعارفه .ويحدث التفاعل بين الأفكار واللغة عندما توجه
عمليات التفكير �أجزاء اللغة التي �س ُتمثل.
19
الفصل األول :اللغة وعالقتها بالعمليات الفونولوجية
20
العمليات الفونولوجية وصعوبات القراءة والكتابة
التجريبي الف�سيولوجي لتجديد وظائف المراكز المخية ون�شاطها و�أي�ضا الأع�صاب الطرفية المت�صلة
بها (باظة.)65 ،2003 ،
21
الفصل األول :اللغة وعالقتها بالعمليات الفونولوجية
ومن خالل خبرة المعلم في غرف م�صادر التعلم لطلبة �صعوبات التعلم لل�صفوف الأربعة الأولى
في المدار�س الحكومية� ،سوف يجد �أن التركيز على ت�شخي�ص الأطفال الذين يعانون �صعوبات في
القراءة ،يعتمد على الت�شخي�ص من خالل االختبارات الإدراكية والمعدلة دون االنتباه �إلى لغة الطفل
واال�ضطراب الفونولوجي وعدم التركيز على نواحي اللغة جميعها لديه.
وبناء على ما تقدم يجب �أن ن�سلط ال�ضوء على تعليم النظام الفونولوجي وفح�صه ،بالإ�ضافة �إلى
االختبارات المتوافرة ،من خالل التعاون مع اخت�صا�صي ا�ضطرابات اللغة والكالم.
22
العمليات الفونولوجية وصعوبات القراءة والكتابة
الفصل الثاني:
العمليات الفونولوجية
ومكوناتها
2
23
العمليات الفونولوجية وصعوبات القراءة والكتابة
الفصل الثاني
العمليات الفونولوجية ومكوناتها
ن�ش�أة المهارات الفونولوجية وتطورها لدى الطفل
يبد�أ الأطفال عموم ًا في �إظهار مهاراتهم الفونولوجية الأ�سا�سية عندما يظهرون وعيهم لل�سجع
وللجنا�س اال�ستهاللي ،ومع نمو الأطفال ال يتطور بال�ضرورة وعيهم الفونولوجي �إلى وعي فونيمي �أكثر
تعقيداً ،ففي الواقع تطوير الوعي الفونيمي المعقد هو عملية �صعبة لمعظم الأطفال ،و�صعب ًا للغاية
لدى بع�ضهم الآخر ( ،)Adams et al., 1998ولكن يبد�أ الوعي الفونيمي لدى دخول الطفل المدر�سة،
ويرتبط بنجاح تعلمه للقراءة (.)Adams, 1990; Stanovich, 1986
وب�شكل عام فالوعي الفونولوجي هو �أحد المتطلبات الأ�سا�سية لمعرفة الأ�صوات ،وهو مفيد لأنه
يتنب�أ فيما بعد بمدى االنجاز في مجال القراءة.
فالأطفال الذين يظهر لديهم �ضعف في الوعي الفونولوجي في نهاية العام الأول من المدر�سة
يحتمل �أن يبينوا ذلك ال�ضعف في القراءة ومهاراتها عند و�صولهم �إلى ال�صف الخام�س ،كما �أن ن�سبة
%40 - %25من الأطفال جميعهم لم يكونوا ممتلكين للوعي الفونولوجي في نهاية ال�سنة الأولى
من المدر�سة.
وذكر فيلوتينو و�سكانلون (� )Vellutino, & Scanlon, 1987أن %75من الأطفال دون الم�ستوى
المالئم لعمرهم في مهارة النظام الفونولوجي في مرحلة الرو�ضة ،كانوا متخلفين ن�صف �سنه في
القراءة بنهاية ال�صف الأول االبتدائي.
وتعزيز ًا لتطور مفهوم العمليات الفونولوجية ربط المجل�س ال�صحي لهولندا «Health Council
»of the Netherlandsفي العام 1997تعريف �صعوبات القراءة بن�ش�أة المهارات الفونولوجية ،حيث
�أ�شار �إلى �أن �صعوبات القراءة تظهر عندما ال تنمو عملية تعرف الكلمات (القراءة) و�/أو الإمالء نمو ًا
�آلياً� ،أو عندما تنمو هذه القدرة نمو ًا غير كامل �أو ب�صعوبة بالغة.
قامت جيلون و�آخرون ( )Gillon et al., 2000بالتعرف على ت�أثيرات برنامج التدخل المبكر
للإدراك الفونولوجي لتعلم دالالت الألفاظ وتطورها نحوي ًا للأطفال الأكبر �سن ًا بين عمر العا�شرة
والثانية ع�شرة ،مع معرفة �صعوبات اللغة والقراءة ،ووجدوا �أن ه�ؤالء الأطفال الذين تلقوا تدخ ًال
مبكر ًا لبرنامج الوعي الفونولوجي ودالالت الألفاظ و�ضبط القراءة ،قد اكت�سبوا مهارة �أكثر من
الأطفال الذي تلقوا تعليم الدالالت فقط.
25
الفصل الثاني :العمليات الفونولوجية ومكوناتها
وفي ال�سنوات الأخيرة تركزت البحوث على فهم تنمية المهارة الفونولوجية والآثار العالجية
فيما يتعلق ب�صغار الأطفال ،و�إن حوالي %30من الأطفال الأمريكيين يف�شلون في تعلم مهارات الوعي
الفونولوجي خالل دخولهم ال�صف الأول� ،إال �إذا تلقوا تعليم ًا على مهارات الوعي الفونولوجي من خالل
الرو�ضة (.)Geva, 2000
الوعي الفونولوجي
26
العمليات الفونولوجية وصعوبات القراءة والكتابة
وي�شير (� )Snow, Burns & Griffin, 1998إلى �أن ا�صطالح الوعي الفونولوجي �إلى التقدير العام
للأ�صوات داخل الكالم على �أنها متميزة عن معانيها ،وهذا المفهوم ي�شمل فهم الكلمات وا�ستيعابها،
�إذ يمكن تق�سيمها �إلى ت�سل�سل الفونيمات ،وهذه الح�سا�سية نطلق عليها ا�صطالح الوعي الفونيمي.
ويعرف الوعي بالأ�صوات ب�أنه مجموعة المهارات اللغوية وما فوق اللغوية تت�ضمن الإح�سا�س
الدقيق بتركيبة الأ�صوات في الكلمة المنطوقة ( ،)Muter et al., 1997; Stahl & Murray, 1994وهو
ال وا�ضح ًا مع الوحدات الفونولوجية الكلية والمقطعة (Stanovich,
يتمثل في القدرة على التعامل تعام ً
)1994. pp. 280 - 291كما تعرف �سكربرا وبرندي ( )Scarborough & Brandy, 2004الوعي
الفونولوجي ب�أنه «مجموعة وا�سعة من مهارات االنتباه �إلى الجوانب الفونولوجية للغة التخاطب
والتفكير فيها ومعالجتها معالجة واعية ،ال �سيما البناء الفونولوجي الداخلي للكلمات».
كما ُيعرف الوعي الفونولوجي ب�أنه «القدرة على المعالجة الفونولوجية ذات ال�صلة القوية لتعلم
القراءة والكتابة وت�شتمل على الوعي الفونيمي (مقاطع الأ�صوات) ،والقدرة على ا�ستخدام الأ�صوات
الفردية (الفونيمات) في الكلمات واال�ستفادة منها» ،وكذلك المهارات الفونولوجية غير المتطورة
(االبتدائية) مثل الحكم على �أن كلمتين بهما �سجع ،والأفراد الذين لديهم �صعوبة �أ�سا�سية في
ا�ستك�شاف الأ�صوات في الكلمات وا�ستخدامها �سوف يعانون في تعلم القراءة (.)Jason & David, 2005
عند هذه النقطة من المهم �أن نالحظ �أن الوعي الفونولوجي يختلف بو�ضوح عن ال�صوتيات،
لأن الوعي الفونولوجي ي�شمل اال�ستخدام ال�سمعي وال�شفهي للأ�صوات� ،أما ال�صوتيات فهي ارتباط
الحروف والأ�صوات لتعطينا �صوت ًا بالرموز المكتوبة ،وهو نظام لتعليم القراءة المبنية على �أ�سا�س
الحروف الأبجدية ،وهو نظام من المكونات الرئي�سة لتدري�س التوافقات بين الحروف �أو بين مجموعات
الحروف ونطقها ( )Adams, 1990ويتداخل كل من الوعي الفونولوجي وال�صوتيات ب�أ�سلوب مت�ضافر،
ولكنهما لي�سا �شيئ ًا واحداً.
والدار�س لمفهوم الوعي الفونولوجي ال بد �أن يتعرف الم�ستويات الفونولوجية للكلمة الذي
ي�ساعدنا في فهم ت�سل�سل فقرات االختبارات ،ومنا�سبته من حيث ال�صعوبة والمرحلة العمرية.
�أ .الم�ستويات الفونولوجية للكلمة
رغم �أن م�ستويات الوعي الفونولوجي مرتبطة بع�ضها بع�ض من منطلق �أنها جميعها لقيا�س الوعي
بكيفية تف�صيل الكلمة الم�سموعة �إلى مقاطع �صوتية �أ�صغر ،تختلف المهام لكل م�ستوى في ال�صعوبة
والتعقيد اللغوي ( .)Stahl & Murray, 1994ب�شكل عام المهام التحليلية �أو التف�صيلية (حذف
المقاطع) تكون �أكثر �صعوبة من المهام التجميعية (تجميع المقاطع) ( ،)Hulme et al., 2002فقد
طبق كل من ( )Schatschneider, Francis, Foorman, Fletcher, & Mehta, 1999بتطبيق درا�سة ل�سبعة
مهام للوعي الفونولوجي على �أطفال يتحدثون اللغة الإنكليزية ابتدا ًء من مرحلة التمهيدي �إلى ال�سنة
27
الفصل الثاني :العمليات الفونولوجية ومكوناتها
الثانية االبتدائية ،ووجدوا �أن المهام جميعها مرتبطة ببع�ضها ارتباط ًا كبير ًا ولكن هناك بع�ض المهام
�أف�ضل في قيا�س قدرات الوعي الفونولوجي في مراحل معينة من نمو الطفل ،فعلى �سبيل المثال :دمج
اال�ستهالل والقافية يعد من المهام ال�سهلة ن�سبياً ،والذي يفرق بدقة بين الأطفال الذين �أتقنوا مهارات
دمج المقاطع الفونولوجية ولكنه في الوقت نف�سه ال يعطي النتائج نف�سها في تقدير مهارات الوعي
الفونولوجي مع الأطفال في ال�سنة الثانية االبتدائية ذوي القدرات المتو�سطة .كما وجد الباحثون �أن
تف�صيل الوحدات الفونولوجية ال�صغيرة وحذفها ودمج الوحدات الفونولوجية للكلمات غير الحقيقية،
�أ�صعب من دمج اال�ستهالل والقافية ومطابقة الأ�صوات ،حيث يعد تف�صيل الأ�صوات من �أ�صعب المهام
لهذه المرحلة العمرية ( .)Anthony, & Lonigan 2004; Stahl, & Murray, 1994وعليه يجب �أن نكون
على وعي وحذر بال�شكل الكافي في الوقت الذي ن�ستخدم فيه كل مهمة بنا ًء على مرحلة التطور والنمو،
فالأطفال ال�صغار يكونون �أكثر �إح�سا�س ًا وتفاع ًال مع المقاطع اللغوية الكبيرة ،و�أقل قدرة للتعامل مع
المقاطع ال�صغيرة ،بينما يكون الأكبر �سن ًا قادرين على التعامل مع المقاطع الكبيرة وال�صغيرة.
ولكن كيف يمكن تعرف المقاطع الفونولوجية في الكلمة؟
ع ّدد المقاطع الفونولوجية والوحدات الفونولوجية لكل من الكلمات الآتية
ما عدد الوحدات الفونولوجية؟ ما عدد المقاطع الفونولوجية؟ الكلمة
�سجاد َّ
يم�شي
ال�شَّ م�س
يلعب
حديق ٌة
�سلحفاة
طـ َّيـار
ال�سجع
المقطع ال�صوتي الأول
للكلمة (الجنا�س)
عدد
الكلمات في الجملة
المقاطع
ال�صوتية في الكلمة
اال�ستهالل والقافية
الوحدة ال�صوتية
29
الفصل الثاني :العمليات الفونولوجية ومكوناتها
التي تحتوي على الأ�صوات نف�سها والنماذج وبالتالي هذه القدرة تتطلب من الطفل �أن يكون �أكثر
�إح�سا�س ًا بالمقاطع الكبيرة للكلمة (ال�سجع) ،من الوحدات ال�صغيرة (الفونيمات) .عندما يكبر
الطفل ،يتعر�ض لكلمات �أكثر تعقيداً ،وبالتالي لتعرف تلك الكلمات يجب �أن يكون قادر ًا على الإح�سا�س
بالم�ستويين في الوعي الفونولوجي ،الكبير وال�صغير .الحاجة �إلى التعامل مع الم�ستويات المختلفة
للوعي الفونولوجي في اللغات الهجائية المعقدة مثل اللغة الإنكليزية �شيء حتمي ولكن مع اللغات
الأخرى ذات القواعد الهجائية الأقل تعقيداً ،االحتياج �إلى القراءة با�ستخدام الت�شابه في ال�شكل
لي�س �ضروريا ً ،لأن قواعد ارتباط الحرف و�صوته في هذه اللغات وا�ضح فالعالقة بينهما تقريب ًا ثابتة
( .)Ziegler & Goswami, 2005ومن هنا فالطبيعة الهجائية للغة قد يغير من ت�أثير التعامل مع
الم�ستويات المختلفة ،بمعنى �آخر ،التعامل مع ال�سجع �أو مع الوحدات الفونولوجية قد يرتبط ارتباط ًا
مختلف ًا مع قدرات تعلم القراءة في اللغات الأخرى وفق ًا للموا�صفات الهجائية للغة.
ويتفق معظم الباحثين على نظرية التطور للوعي بالأ�صوات التي تعتقد �أن الوعي بالمقاطع
الفونولوجية يتكون قبل الوعي بال�سجع الذي بدوره يتكون قبل الوعي بالوحدة الفونولوجية (�أمثلة:
،)Anthony et al., 2002; Duncan & Johnston, 1999ولكن قد يختلف اتجاه هذا التطور في
اللغات الأخرى ،وهي حال تعك�س عامل خ�صائ�ص اللغة ،ففي اللغة الأ�سبانية ،على �سبيل المثال،
الوعي باال�ستهالل والقافية لي�س بال�ضرورة مرتبط ًا بتعلم القراءة� .إن القاعدة لتطابق �شكل الحرف
مع �صوته في اللغات ذات القواعد الهجائية ال�سهلة ثابت ثبات ًا كبيراً ،وهذا مخالف للحال في اللغة
الإنكليزية ذات القواعد الهجائية المعقدة ،مما ي�شير �إلى �أن االختالف في المدخالت بين �شكل
الحرف و�صوته بنا ًء على طبيعة اللغة قد ي�ؤثر على تطور الوعي عند الأطفال لكل م�ستوى من م�ستويات
الوعي الفونولوجي .مع �أن هناك عدد ًا قلي ًال من الدرا�سات جرت على لغات �أخرى غير الإنكليزية
لقيا�س تطور الوعي الفونولوجي ،ولكن نتائجها ت�ؤكد �أن ت�سل�سل التطور مماثل للغة الإنكليزية( ،انظر:
.)Cossu et al., 1988; Caravolas & Bruck, 1993; Cisero & Royer, 1995ومع هذا فقد ناق�ش كل
من ( )Mayringer & Wimmer, 2000كيف �أنه من الأ�سهل على الأطفال تعلم قراءة الكلمة في اللغات
ذات القواعد الهجائية ال�سهلة مقابل اللغات الأخرى ذات القواعد المعقدة با�ستخدام اال�ستراتيجيات
المعتمدة على الوعي الفونولوجي ،حيث ذكرا �أن هذه اللغات قد ال تتطلب الم�ستوى نف�سه من القدرة
للوعي الفونولوجي في المراحل العمرية الأولية لتعلم القراءة والإمالء كما تتطلبه اللغة الإنكليزية.
وعليه فقد يكون ت�سل�سل التطور للوعي الفونولوجي متماث ًال بين اللغات ،ولكن العالقة بين المعالجات
الفونولوجية الأخرى وبين تطور القراءة والإمالء قد يختلف بنا ًء على القواعد الهجائية وال�صوتية
للغة .على �سبيل المثال ،بينما �أكثر الدالالت لتطور مهارات القراءة في اللغة الإنكليزية هو الوعي
الفونولوجي ،نجد �أنها لي�ست القاعدة فيما يتعلق باللغة الألمانية �أو الإيطالية �أو الت�شيكية.
30
العمليات الفونولوجية وصعوبات القراءة والكتابة
31
الفصل الثاني :العمليات الفونولوجية ومكوناتها
ممكن .ب�شكل عام وجدت الدرا�سات المتعددة �أن الت�سمية ل�سل�سلة متتابعة من المثيرات التي تعر�ض في
الوقت نف�سه على الطفل قادرة على التفرقة بين القراء الجيدين وبين القراء ال�ضعاف ،بينما المهمة
الأخرى حيث يعر�ض كل مثير على حده ف�شلت في ذلك ( ،)Stanovich, 1986كما �أكدت درا�سات
�أخرى على �أن الت�سمية ل�سل�سلة متتابعة من المثيرات مرتبطة ارتباط ًا �أقوى بمح�صالت القراءة من
المثيرات المنف�صلة ،وتكون في معظم الأوقات ذات داللة �إح�صائية (;Bowers & Swanson, 1991
.)Logan, Schatschneider, & Wagner, 2009; Pennington et al., 2001
المكون الثالث:الذاكرة الفونولوجية
الذاكرة الفونولوجية هي القدرة على ترميز المعلومات الفونولوجية ترميزً ا م�ؤقتًا في الذاكرة
ق�صيرة المدى �أو الذاكرة العاملة .فعندما نريد �أن نتذكر رقم هاتف ف�إننا نخزنه في الذاكرة العاملة
ال�صو َري -للأرقام ،ففي تخزينًا م�ؤقتًا ولكن التخزين يكون عن طريق التمثيل الفونولوجي -ولي�س ٌّ
هذه الحال نحن -غالب ًا -ال نتذكر �شكل الرقم بقدر ما نتذكر التمثيل الفونولوجي له حيث خزِّ ن
�أ�ص ًال بهذه الطريقة .الجزء من الذاكرة العاملة المرتبط بتخزين المعلومات الفونولوجية ي�سمى
الدائرة الفونولوجية ،وهي تخت�ص بتخزين م�ؤقت ولفترة ق�صيرة للمعلومات ال�سمعية (Baddeley,
.)1986, 1992; Torgesen, 1996
الذاكرة
ق�صيرة المدى
معالجة
الرموز
الذاكـــرة
ال�صوتية
فى الذاكرة الذاكرة العاملة
العاملة
�شكل ( )3المعالجة الفونولوجية في �ضوء ت�صنيفات الذاكرة
وفي النموذج المقدم للذاكرة من ( ،)Baddeley, 1986الدائرة الفونولوجية تعد جزء ًا من
الذاكرة العاملة وتتكون من جز�أين يعمالن معاً ،الأول يقوم بعملية التخزين الم�ؤقت للمعلومات
الفونولوجية (تحتفظ بالمعلومات في �شكلها الفونولوجي) -ويمكن تمثيله وك�أنه �شريط ت�سجيلي
ي�سجل �أحداث ًا لمدة ثانيتين لمعلومات �سمعية مراد تخزينها � -أما الجزء الثاني فهو يعمل على
الحفاظ مع مراجعة ما يوجد من معلومات �صوتية في الجزء الأول وتدعيمه للتمكن من االحتفاظ بها
�أكثر من ثانيتين للإطالع (انظر .)Baddeley et al., 1998 :وتعد الدائرة الفونولوجية مهمة لتعلم
قراءة كلمات جديدة �أو كتابتها ،فقد قام كل من ( )Swanson & Ashbaker, 2002درا�سة للمقارنة
بين ثالث فئات� :أ�شخا�ص كبار من ذوي �صعوبات القراءة ،و�أ�شخا�ص عاديين مماثلين في العمر،
32
العمليات الفونولوجية وصعوبات القراءة والكتابة
و�أطفال تح�صيلهم م�شابه للأ�شخا�ص الكبار من ذوي �صعوبات القراءة على بطاريات للذاكرة العاملة
والذاكرة الفونولوجية� .أظهرت �إحدى النتائج �أن ك ًال من مهام الذاكرة العاملة والذاكرة الفونولوجية
�ساهمت في ح�ساب متغيرات محددة لتعرف الكلمة والفهم القرائي .تماثلت هذه النتائج مع نتائج
لدرا�سات تمت �سابقاً ،فعلى �سبيل المثال اختبر كل من Swanson & Berningerفي عام 1995الفروق
المتوقعة بين مهام الذاكرة الفونولوجية والذاكرة العاملة مع قراء كبار في ال�سن لديهم �صعوبات
في القراءة وكانت النتائج �أن الذاكرة العاملة مرتبطة بالفهم القرائي ،بينما الذاكرة الفونولوجية
ارتبطت ارتباط ًا مبا�شر ًا بتعرف الكلمات الجديدة.
33
الفصل الثاني :العمليات الفونولوجية ومكوناتها
( .)Everatt, Smythe, Ocampo & Veii, 2002وبناء على ذلك ،فقد ين�ش�أ الجدال على �أن �أدوات
الت�شخي�ص بين اللغات التي ت�ستخدم للك�شف عن �صعوبات القراءة في المراحل الأولية قد ُت�صمم �أو
ت�صلح للك�شف عن هذه الدالالت الفونولوجية العامة لتعرف الكلمة.
ولكن العديد من الدرا�سات �أ�شارت �إلى �أن العالقة بين مهارات القراءة وبين العمليات
الفونولوجية تختلف باختالف اللغة .الوعي بالعالقة بين اللغة المكتوبة واللغة الم�سموعة ،والقدرة على
تخزين المعلومة والتحكم بها ،ومعلومات عن اللغة والقدرة على ا�سترجاع تلك المعلومات والتعبير
عنها �شفهياً ،جميعها مرتبط بالعمليات الفونولوجية والدرا�سات �أكدت �أن ك ًال منها له عالقة خا�صة
مرتبطة باللغة و�صعوباتها (انظرBishop & Snowling, 2004; Gathercole & Pickering, 2001; :
.)Gillon, 2004; Goswami & Bryant, 1990; Siegel & Ryan, 1988; Snowling, 2000ولكن ارتباط
كل منها بمهارات القراءة مختلف وي�شرح ن�سبة من المتغيرات م�ستقلة عن الأخرى (انظرWagner :
،)& Torgesen, 1987و�أهميتها كدالالت لمهارات القراءة المختلفة قد يختلف بين اللغات المختلفة.
على �سبيل المثال �أكد كل من(� )Smythe, Everatt, Gyarmathy, Ho & Groeger 2003أن المقايي�س
الخا�صة بقيا�س مهارات التخزين �أو تكرار المعلومات اللفظية قد تفرق بين �أطفال من ذوي �صعوبات
القراءة وبين الأطفال العاديين في اللغة الإنكليزية في مرحلة الثالث االبتدائي ،ولكنها لم ت�ستطع
وجد �أن مقيا�س الذاكرة الب�صرية �أقوى في التفرقة التفرقة بين الفريقين في اللغة ال�صينية ،حيث ُ
بين الأطفال المتحدثين اللغة ال�صينية ،كما وجد (� )Wimmer, 1993أن اال�سترجاع ال�سريع للأرقام
من �أكثر الدالالت قوة للمتغيرات في مهارات القراءة بين الأطفال المتحدثين للغة الألمانية بد ًال من
المقايي�س المرتبطة بتحويل الأحرف �إلى �أ�صوات .وبالفعل مقايي�س اال�سترجاع ال�سريع ُتعد �أف�ضل
في التعرف على الق�صور في مهارات القراءة من مقايي�س الدقة في القراءة عندما تكون اللغة ذات
قواعد هجائية �سهلة �أي �أن هناك عالقة مبا�شرة ووا�ضحة بين الحرف و�صوته (انظرGoswami, :
.)2000ولهذا �إذا كانت العمليات الفونولوجية ت�ساعد على الك�شف عن المتغيرات لمهارات القراءة
بين اللغات ،ف�إن تلك العمليات الفونولوجية تحتاج جميعها �إلى ت�شخي�ص.
هذه الجزئية ذات �أهمية خا�صة للت�شخي�ص في اللغة العربية ،حيث �إن للغة العربية �شكلين
مختلفين في الكتابة التي يمكن �أن ت�ؤثر على عملية التنب�ؤ بالمتغيرات الدالة لمهارات القراءة ،والتي
تتمثل في العالقة بين الفونولوجي والقراءة وال �سيما مقدار �شفافية اللغة في العالقة بين الأحرف
و�أ�صواتها .وبما �أن اللغة العربية لغة ا�شتقاقية ويظهر ذلك ظهور ًا وا�ضح ًا في عدد الكلمات الم�شتقة
من الجذر الأ�سا�سي للكلمة ،فهذا يعني �أن الغر�ض الأ�سا�سي لي�س �إظهار الجانب الفونولوجي للغة.
وعليه فدرجة �شفافية اللغة تكون عالية جد ًا (المتمثلة في العالقة بين الحرف وال�صوت) وذلك عندما
تكون الكلمات في الن�ص مقدمة بكامل الت�شكيل التي ت�ستخدم مع الأطفال في مراحل التعليم الأولية،
بينما الن�ص الخالي من الت�شكيل يكون �أقل �شفافية ،والذي يقدم للأطفال في المراحل المتقدمة
34
العمليات الفونولوجية وصعوبات القراءة والكتابة
من التعليم .الن�صو�ص الم�ش َّكلة تعد �صفة مميزة ت�ساعد الأطفال في المراحل الأولية على القراءة،
بينما الن�صو�ص غير الم�ش َّكلة تكون نوع ًا ما غام�ضة وتحتوي على العديد من الكلمات المت�شابهة
في ال�شكل والمختلفة في المعنى ،والتي يمكن �أن يتعرفها القارئ فقط عن طريق المحتوى .وعليه
ف�إن العالقة بين الحرف وال�صوت �أقل �أهمية مع الن�صو�ص غير الم�ش َّكلة .وكما هو متوقع ،ا�ستخدام
الن�صو�ص المختلفة تختلف باختالف المرحلة العمرية في اكت�ساب مهارات القراءة ،في ال�سنة الثالثة
االبتدائية عندما ي�صل عادة القارئ �إلى القدرة الكاملة على قراءة الن�صو�ص الكاملة الت�شكيل التي
بدورها ت�ساعده على �إتقان قراءة الن�صو�ص الخالية من الت�شكيل ،وتزداد خبرته في التعامل مع تلك
الن�صو�ص الأقل و�ضوح ًا من حيث الإمالء.
مع �أن البحوث والدرا�سات الخا�صة ب�صعوبات القراءة في اللغة العربية محدودة ،ولكن هناك
بع�ض الدرا�سات التي ت�شير �إلى �أن ت�ضمين العمليات الفونولوجية كدليل �أ�سا�سي لمهارات القراءة
قد ينطبق على اللغة العربية ولو جزئياً .المقايي�س الخا�صة بتعرف �سل�سلة من الحروف المرتبطة
وتحويلها �إلى كلمات منطوقة غير حقيقية (اختبارات قراءة الكلمات غير الحقيقية) ،وكذلك مقايي�س
الوعي الفونولوجي (على �سبيل المثال الوعي بال�سجع� ،أو القدرة على حذف المقاطع الفونولوجية من
كلمة) ُوجدت على �أنها قادرة على التنب�ؤ بمهارات القراءة بين الأطفال المتحدثين اللغة العربية (Al
.)Mannai & Everatt, 2005; Elbeheri & Everatt, 2007هذه النتائج مماثلة لنتائج الدرا�سات التي
قارنت بين مجموعتين من الأطفال المتحدثين اللغة العربية :مجموعة من ذوي الم�ستوى القرائي
العالي ،والأخرى من ذوي الم�ستوى المنخف�ض(Abu - Rabia, Share & Mansour, 2003; Elbeheri
.)& Everatt, 2007النتائج ال�سابقة جميعها ت�ؤيد �أن العمليات الخا�صة بتعرف الأ�صوات في الكلمات
وعالقتها بالأحرف الهجائية لديها القدرة على التفرقة بين الأطفال ذوي التح�صيل المتو�سط في
القراءة وبين الأطفال الذين لديهم �صعوبات القراءة في اللغة العربية .وفي الجانب الآخر ،نتائج
�أخرى تقترح �أن تلك العلميات قد تكون غير كافية ل�شرح جميع المتغيرات في القراءة والكتابة كما هو
الحال في اللغة الإنكليزية (انظر� ،)Elbeheri et al, 2006; Smythe et al, 2008 :إلى جانب �أن مهارات
القراءة والكتابة قد تختلف تبع ًا للمرحلة العمرية وخ�صو�ص ًا مع زيادة التعر�ض للن�صو�ص غير كاملة
الت�شكيل ( .)Everatt & Elbeheri, 2008وعليه كخال�صة عامة ،بنا ًء على نتائج الدرا�سات على اللغات
المختلفة ،هناك حاجة �إلى تقييم قطاع عري�ض من المهارات المرتبطة بالعمليات الفونولوجية للت�أكد
من التنب�ؤ عن ال�ضعف في مهارات القراءة والكتابة ،ولتعرف م�سببات تلك ال�صعوبات .هذا القيا�س
والتقويم لتلك الجوانب من العمليات الفونولوجية يجب �أن ي�صاحبه تقييم جوانب �أخرى من المهارات
المرتبطة بالقراءة والكتابة ،مما ي�ؤكد على حاجة وجود �أدوات ت�شخي�صية �أخرى (انظر النقا�ش في:
.)Mahfoudhi, Elbeheri & Everatt, 2009
35
الفصل الثاني :العمليات الفونولوجية ومكوناتها
التعامل مع العديد من اللغات المختلفة �أظهر �أن �صعوبات القراءة والكتابة مرتبطة باللغة من
حيث العمليات المعرفية ،ال �سيما عمليات النموذج الفونولوجي للغة �أو تخزينه (;Goswami, 2002
Goulandris, 2003; Lundberg, 1989; Mann & Leiberman, 1984; Snowling, 2000; Stanovich,
.)1988الدرا�سات التي بحثت في �أهمية العمليات الفونولوجية في اللغة العربية تطابقت في النتائج مع
غيرها من الدرا�سات حيث �أثبتت �أن تلك العمليات تتنب�أ بقدرات القراءة بين الأطفال المتحدثين اللغة
العربية ،و�أن الأطفال ذوي الم�ستوى القرائي ال�ضعيف �أظهروا م�ستوى �ضعيف ًا في الوعي الفونولوجي
والقراءة الفونولوجية بالمقارنة مع غيرهم من ذوي الم�ستوى القرائي المتو�سط والمرتفع .نموذج
العالقة المتبادلة بين القراءة والوعي الفونولوجي ثابت بنا ًء على النتائج الم�ستخل�صة من المتحدثين
باللغة الإنكليزية ،والتي تقترح ،بدورها� ،أن هذا النموذج منا�سب للتطبيق في اللغة العربية .ولكن تعلم
القراءة في اللغة العربية يبد�أ بالتعر�ض للغة ذات قواعد هجائية �سهلة ،بحيث �إن العالقة بين الحرف
وال�صوت ثابت مقارنة باللغة الإنكليزية ذات القواعد الهجائية ال�صعبة التي تتمثل في �أن العالقة بين
الحرف و�صوته غير ثابتة �أو معقدة .بنا ًء على درا�سات تمت للمقارنة بين اللغات المختلفة التي تتفاوت
في درجة �شفافيتها من حيث القواعد الهجائية حيث �أظهرت اختالف ًا في ت�أثير خوا�ص اللغة على العالقة
بين اكت�ساب مهارات القراءة وبين الوعي الفونولوجي ( ،)Everatt et al., 2004; Goswami, 2000متوقع
�أن يكون هناك فرق كبير بين اللغة العربية والإنكليزية بنا ًء على تلك المعلومات .وبالفعل ،بناء على
عدد من الدرا�سات على اللغة العربية ،ات�ضح �أن تنب�ؤ العمليات الفونولوجية لمهارات القراءة �أقل مما
وجد في الدرا�سات على اللغة الإنكليزية ،وم�ستوى التنب�ؤ عن طريق بع�ض المقايي�س للجوانب الأخرى
للعمليات المعرفية (ربما مرتبطة بالجوانب الب�صرية �أو المفردات اللغوية) لديها ت�أثير �أكبر مما وجد
في الدرا�سات في اللغة الإنكليزية (e.g., Al - Mannai & Everatt, 2005; Elbeheri et al, 2006; Taibah
.)& Haynes 2011هذه النتائج ال تعد نتائج مفاج�أة �إذا و�ضعنا في االعتبار خ�صائ�ص نظام الكتابة
المعقدة للغة العربية وت�أكيدها على الجذور اال�شتقاقية والأوزان .وعليه ،مع �أن المقايي�س الفونولوجية
تعطي �أ�س�س ًا للتعرف والتنب�ؤ ل�صعوبات القراءة والكتابة ،ف�إن مقايي�س �أخرى كالتي تركز على خ�صائ�ص
الر�سم الكتابي والوعي اال�شتقاقي يمكن �أن تعطي م�ستويات �أعلى من التنب�ؤ ال �سيما بتعلم اللغة العربية.
ذلك الجزء من اللغة الذي ي�شمل القواعد التي تحدد �أو تحكم طريقة نطقنا للكلمات �أو
المقاطع اللفظية وفق الأنماط المتعارف عليها بين �أ�صحاب اللغة� ،أي تلك القواعد التي ت�ضبط
النظام الفونولوجي في هذه اللغة ،وتحدد نوع المعالجة الفونولوجية التي نقوم بها للأ�صوات والمقاطع
اللفظية التي تتكون منها الكلمات (ال�سرطاوي� ،أبو جودة.)2000 ،
36
العمليات الفونولوجية وصعوبات القراءة والكتابة
Phoneme الفونيم
الفونيم هو ال�صوت اللغوي ،وهو �أ�صغر وحدة �صوتية يمكن تمييزها ،وفي كل لغة يوجد عدد
محدد من الفونيمات وعدد كبير جد ًا من الكلمات ،وتتكون الكلمة الواحدة من اتحاد عدد محدد من
الفونيمات ،ويمكن �أن تكون الكلمة عبارة عن فونيم واحد كالذي نجده في بع�ض اللغات .فعلى �سبيل
المثال كلمة (باب) في اللغة العربية عبارة عن مقطع �صوتي واحد وثالث فونيمات ،وهي على التوالي:
ب � /أ /ب بينما تتكون كلمة (كتاب) من خم�سة فونيمات ،وهي :ك� /صوت المد الق�صير (الك�سرة)/
ت /ا /ب ،وكلمة Catفي اللغة الإنكليزية تتكون من ثالثة فونيمات.
Phonemic Awareness الوعي الفونيمي
وهو الوعي بمحتويات الكلمة من الأ�صوات التي تتكون منها ،وي�ساعد هذا النوع من الوعي الطفل
على �إدراك العالقة بين الحرف المكتوب وال�صوت المنطوق ،ويعد هذا الوعي �أ�سا�سي ًا �أو جوهري ًا في
عملية حل الرموز وفي هذا ال�صدد ي�شير الباحث (� )Williams, 1986إلى المهارات الأ�سا�سية في
القراءة وهي:
�- -إدراك العالقة بين الحرف المكتوب وال�صوت المنطوق واالقتران الحا�صل بينهما.
- -القدرة على الف�صل �أو التمييز ال�سماعي للفونيمات التي تتكون منها الكلمة ،وكذلك الف�صل �أو
التمييز الب�صري للحروف التي تتكون منها الكلمة.
- -القدرة على دمج Blendingالأ�صوات �أو ربطها عند قراءة الكلمات ودمج الحروف عند كتابتها
(.)Farell, 2005
ومن المهم في اللغة العربية كغيرها من اللغات الألفبائية �أو الأبجدية� ،أن يتعلم الطفل كيفية
ترتيب الأ�صوات وت�سل�سلها في الكلمة ،ويدرك كذلك التغيير الذي يطر�أ على الكلمة عند تغيير ترتيب
الأ�صوات .فيتعلم على �سبيل المثال �أن الأ�صوات:
ل -م -ح
تنتج كلمة ملح. م +ل +ح عند ترتيبها :
تنتج كلمة حلم. ح +ل +م وعند ترتيبها :
تنتج كلمة حمل. وفي حالة ترتيبها :ح +م +ل
الوعي بالمقطع ال�صوتي �أو اللفظي:
وهكذا في الأ�صوات اللغوية جميعها وعلى الطفل �أن يتعلم كذلك تعلم ًا تلقائي ًا �أو عقب تلقيه
تدريب ًا ب�سيط ًا �أن يحدد عدد المقاطع اللفظية التي تتكون منها الكلمة الواحدة ،ومن الأمثلة على ذلك:
37
الفصل الثاني :العمليات الفونولوجية ومكوناتها
38
العمليات الفونولوجية وصعوبات القراءة والكتابة
الفصل الثالث:
عالقة العمليات
الفونولوجية بمهارات
القراءة والكتابة
وصعوباتها
3
39
العمليات الفونولوجية وصعوبات القراءة والكتابة
الفصل الثالث
عالقة العمليات الفونولوجية
بمهارات القراءة والكتابة وصعوباتها
يعد النظام الفونولوجي من مكونات اللغة الرئي�سة ،ويطلق عليه �أحيان ًا (الإدراك الفونولوجي)
والذي ي�شكل مهارة �أ�سا�سية و�ضرورية لتعرف الكلمة ومعرفة عنا�صرها الفونولوجية ،المكونة لها،
و�أن معرفة م�ستوى النظام الفونولوجي لدى �أطفال �صعوبات التعلم قبل تعليمهم مهارات القراءة يعد
�ضرورياً ،مما يزيد من تحديد ال�صعوبة التي يعانيها الأطفال ،وال �سيما في ال�صفوف الأ�سا�سية الأولى
حيث تت�صف القراءة كونها ن�شاط ًا عقلي ًا تحتاج �إلى مهارة معينة مثل التمييز بين الحروف ،وتعرف
الكلمة ،وفهم معنى المفردات ،و�إن القدرة على قراءة ن�ص مكتوب يم ِّكن الفرد من التفاعل مع الكالم
المكتوب من المعنى الإيجابي �أو ال�سلبي ،وعلى هذا يمكن �أن نعرَف القراءة على �أنها «عملية تقوم على
فهم المعنى ،وفهم المقروء» ،حتى ي�صح القول �إن الطفل «ال يتعلم ليقر�أ ولكنه يقر�أ ليتعلم».
الأطفال الذين يجدون �صعوبة في القراءة والكتابة في المراحل المبكرة للتعليم ،غالب ًا ما يكون
�أدا�ؤهم �ضعيف ًا �ضمن المقايي�س الأكاديمية ،و�إن تطورهم البطيء ربما يكون مرتبط ًا مع م�شكالت
ال�سلوك ،وانخفا�ض تقدير الذات لديهم مما يقلل من اكت�سابهم تعلم القراءة والكتابة ،وحتى خالل
مرحلة الر�شد ،وحيث �إن اكت�ساب مهارة القراءة والكتابة متوقف على مالئمة اللغة اللفظية ومعرفة
النظام الفونولوجي� ،إ�ضافة �إلى توافق الرموز المكتوبة (.)Stothard, 1996
وفيما يلي �شرح للعالقة بين العمليات الفونولوجية بمهارات القراءة والكتابة:
41
الفصل الثالث :عالقة العمليات الفونولوجية بمهارات القراءة والكتابة وصعوباتها
المحوري يوحي ب�أن ه�ؤالء الأ�شخا�ص ذوي القدرة ال�ضعيفة في القراءة يختلفون عن �أولئك الذين
يمتلكون قدرات طبيعية ومهارات تتطرق �إلى هذا الخلل الفونولوجي الجوهري مثل المهام المتعلقة
بالوعي الفونولوجي ،ومع ذلك ف�إن ( )Chiaeep,Stringer, Siegel, & Stanovich, 2002قد الحظوا �أن
الإجماع حول نظرية الخلل الفونولوجي الجوهري تزيد في كمية البحوث التي تتناول �إمكان �أن يكون
هذا الخلل الفونولوجي الجوهري نف�سه هو في واقع الأمر خلل ثانوي �آخر مميز ،وال نعرف على وجه
اليقين ما الذي �سبب هذا ال�ضعف الفونولوجي؟
و�أ�شارت بع�ض البحوث �إلى �أن �ضعف الوعي الفونولوجي ي�ؤدي �إلى �صعوبات في القراءة ،و�أن
التنب�ؤ بم�ستوى الوعي الفونولوجي لدى الطفل في المرحلة المبكرة ،دليل على م�ستوى نموه القرائي
في المراحل المتقدمة ( )Maclachlan., Yale. & Wilkins, 1993; Torgesen, & Burgess, 1998كما
�أجرى جول ( )Juel, 1988درا�سة وجد من خاللها �أن الأطفال الذين يعانون �صعوبات فونولوجية في
ال�سنة الأولى من درا�ستهم يظلون في م�ستويات قراءة �ضعيفة.
لذلك يعد الوعي الفونولوجي بعنا�صره ومكوناته المختلفة قاعدة مهمة في تعلم القراءة،
واكت�ساب المهارات المرتبطة بها ،ويمكن ر�صد تلك الأهمية التربوية من خالل النقاط الآتية:
1 .1مهارات الوعي الفونولوجي التي تتمثل في �إدراك �أن اللغة مكونة من كلمات ومقاطع و�أ�صوات،
و�أن هذه المكونات يمكن ت�شكيلها بطرائق عديدة ذات ارتباط وثيق بالنجاح في القراءة في
�سنوات التعلم الأولى.
2 .2كثير من الدرا�سات �أثبتت �أن القراءة والكتابة تعتمدان اعتماد ًا كبير ًا على القدرات اللغوية
اللفظية (ال�شفوية).
3 .3العديد من م�شكالت القراءة في المراحل الأولى تظهر نتيجة ا�ضطراب في الوعي الفونولوجي.
4 .4الأطفال الذين دربوا على ن�شاطات الوعي وعنا�صره حققوا تقدمً ا عاليًا في القراءة مقارنة
بالأطفال الذين لم يدربوا.
5 .5كما �أن الخلل الفونولوجي يتميز ب�صعوبة �إخراج التتابع الحركي ب�سهولة و�سرعة.
ويرى بع�ض الباحثين �أن �سبب �صعوبات القراءة و�صعوبات الوعي الفونولوجي خلل في قدرات
معالجة النطق ( )Mcbried - Chang, 1996على �سبيل المثال وجد (� )Manis et al., 1997أن �ضعف
الوعي الفونيمي يرتبط ب�ضعف الأداء في مهام �إدراك النطق ،وهذه الدرا�سات توحي بالرابطة بين
�إدراك النطق وتطور تعلم القراءة والكتابة ،ووفق ًا لذلك �أكد كل من ()Wood & Terrell, 1998
ب�أن �إدراك النطق يتطلب تطوير المهارات التي ت�شجع الوعي التجزيئي ال�ضمني للأ�صوات (بمعنى
الكلمات داخل الحديث) ،وهي �إحدى المهارات التي ي�شير �إليها كل من (� )Wood & Terrellإلى �أنها
تعرف الكلمة المنطوقة.
42
العمليات الفونولوجية وصعوبات القراءة والكتابة
�أظهرت نتائج الدرا�سات ال�سابقة �إلى �أن ت�أثير القدرة على التعامل مع ال�سجع والوحدات
الفونولوجية مرتبط ب�أو�ضاع مختلفة للقراءة ،كقراءة الكلمات بال�شكل الكلي �أو قراءتها بالتهجي
حرف ًا فحرفاً ،بينما التعامل مع ال�سجع ي�ساعد على القراءة بال�شكل الكلي ،والتعامل مع الوحدات
الفونولوجية ي�ساعد على القراءة بالطريقة الجزئية ،وذلك من خالل مطابقة الحرف ل�صوته.
وقد قدمت بحوث التعلم المبكر للقراءة والكتابة العديد من االختبارات الوا�ضحة والمعبرة
عن الطبيعة التطورية الكت�ساب الأطفال ال�صغار الوعي الفونولوجي والفونيمي ،وربط تلك المهارات
الالزمة لإجادة القراءة (Ehri, Nunes, Willows, Schuster, Yaghoub - Zadeh, & Shanahan,
.)2001وبالإ�ضافة �إلى البرامج التي تمولها الحكومات التي ت�ستهدف تنمية المعرفة النا�شئة للقراءة
والكتابة تنمية نمطية روتينية تتطلب تحديد ًا وا�ضح ًا ب�أن الأطفال في ال�صفوف االبتدائية يظهرون
نجاح ًا في مهارات الوعي الفونولوجي ( ،)Gordinier & Foster, 2004كما ت�ستهدف هذه الأدوات
تقييم القدرات الفونولوجية والوعي الفونيمي و�أ�صبحت منت�شرة في القيا�س والتقويم التربوي،
والتقييم ،وبرامج التدخالت.
ولكن هناك بع�ض العقبات التي تهدد و�ضوح العالقة بين الوعي الفونولوجي ومهارات القراءة،
والخطر الأول هو االتجاه ال�سائد في �أدوات الوعي الفونولوجي لتقييم مجاالت وا�سعة من المهارات
النا�شئة بد ًال من القدرات المنف�صلة .والخطر الثاني هو االختالفات الفردية مع التذكير المقدم
�شفوي ًا الذي ال يمكن تجنبه من دون بروتوكول اختبار الت�سجيل الم�سبق .وبالإ�ضافة �إلى ذلك ،علينا
�أن نبرهن عن الم�صداقية الكافية والموثوق بها لطريقة بديلة لتقييم الوعي الفونولوجي نتخل�ص
فيها من هذه التهديدات .ونحن نعتقد �أن العر�ض القيا�سي للمواد الفونولوجية هو �إ�صالح ب�سيط
ومعقول يمكن �أال ي�ؤثر على بروتوكول تقييم الوعي الفونولوجي .ومن المتوقع �أن ذلك التنقيح �إلى
جانب االختبارات القائمة �سيوفر لنا مكا�سب في هذا الميدان عن طريق ال�سماح للباحثين وخبراء
القيا�س والتقويم ،والتربويين باكت�ساب ثقة �أكبر في تقييمهم للمهارات الفونولوجية لدى الأطفال
(.)Lane, Pullen, Eisele, & Jordan, 2002
وت�شير الدرا�سات االرتباطية �إلى �أهمية الوعي الفونولوجي وعالقته بمهارات القراءة في اللغة
الإنكليزية حيث �أثبتت �أن هناك عالقة ارتباطية متبادلة وعالقة تنب�ؤية بين الوعي بالأ�صوات وبين
التقدم في القراءة ،كما �أن الدرا�سات التجريبية المطبقة لإثبات النجاح للمجهودات في التدريب على
الوعي الفونولوجي للأطفال ي�ؤدي �إلى تطور حقيقي مثبت في القراءة .ولكن مع ال�صفوف الدرا�سية
العليا� ،أظهرت نتائج الدرا�سات �أن �أهمية عامل الوعي بالأ�صوات تقل تدريجياً ،وعليه فجميع نتائج
الدرا�سات ال�سابقة على اللغة العربية واللغات الأخرى ت�ؤيد �أن العمليات الخا�صة بتعرف الأ�صوات
في الكلمات وعالقتها بالأحرف الهجائية لديها القدرة على التفرقة بين الأطفال ذوي التح�صيل
المتو�سط في القراءة وبين الأطفال الذين لديهم م�ؤ�شرات على �صعوبات القراءة.
43
الفصل الثالث :عالقة العمليات الفونولوجية بمهارات القراءة والكتابة وصعوباتها
كما ت�أتي الأدلة لت�ؤكد على �أهمية الوعي الفونولوجي وعالقته بمهارات القراءة عن طريق عدد
من الم�صادر ،منها الدرا�سات االرتباطية حيث �أثبتت �أن هناك عالقة ارتباطية متبادلة وعالقة تنب�ؤية
بين الوعي بالأ�صوات وبين التقدم في القراءة (مثالًStahl & Murray, 1994; Torgesen & Burgess, :
.)1998; Juel, 1988; MacLean, Bryant, & Bradley, 1987الدرا�سات التجريبية المطبقة لإثبات
نجاح المجهودات في التدريب على الوعي الفونولوجي للأطفال ي�ؤدي �إلى تطور حقيقي مثبت في القراءة
(انظرBall & Blachman, 1991; Bradley & Bryant, 1983; Vadasy, Patricia, & Sanders Elizabeth, :
.)2008مع �أن البحوث والدرا�سات الخا�صة ب�صعوبات القراءة في اللغة العربية محدودة ،ولكن هناك
بع�ض الدرا�سات التي ت�شير �إلى �أن ت�ضمين العمليات الفونولوجية كدال �أ�سا�سي لمهارات القراءة م�ستقب ًال
قد ينطبق على اللغة العربية ولو جزئي ًا وفق ًا للمرحلة العمرية ،فقد �أظهرت نتائج لدرا�سات مع الأطفال
في مراحل ال�صفوف الدرا�سية الأولية (ال�صف الأول -الثالث) �أن مقايي�س الوعي بالأ�صوات متمثلة
في تعرف �سل�سلة من الحروف المرتبطة ،وتحويلها �إلى كلمات منطوقة غير حقيقية (اختبارات قراءة
الكلمات غير الحقيقية) ،ومقايي�س الوعي بال�سجع� ،أو القدرة على حذف المقاطع الفونولوجية من كلمة
ُوجدت على �أنها قادرة على التنب�ؤ بمهارات القراءة بين الأطفال المتحدثين اللغة العربية (Al Mannai
& Everatt, 2005; Ibrahim, Eviatar, & Aharon - Peretz, 2002; Abu - Rabia, Share, & Mansour,
.)2003هذه النتائج مماثلة لنتائج الدرا�سات التي قارنت بين مجموعتين من الأطفال المتحدثين اللغة
العربية ،مجموعة من ذوي الم�ستوى القرائي العادي ،والأخرى من ذوي الم�ستوى المنخف�ض والمع�سرين
قرائي ًا ( .)Abu - Rabia, Share & Mansour, 2003; Elbeheri & Everatt, 2007ولكن مع ال�صفوف
الدرا�سية العليا �أظهرت نتائج الدرا�سات �أن �أهمية عامل الوعي بالأ�صوات ،تقل تدريجي ًا ولكنها تبقى
دالة �إح�صائياً ،حيث �أظهرت نتائج الدرا�سات �أن هناك عوامل �أخرى مثل الر�سم الإمالئي لديها القدرة
على التنب�ؤ بمهارات القراءة �أكبر من الوعي بالأ�صوات (Elbeheri & Everatt, 2007; Abu - Rabia,
.)2007النتائج ال�سابقة جميعها ت�ؤيد �أن العمليات الخا�صة بتعرف الأ�صوات في الكلمات وعالقتها
بالأحرف الهجائية لديها القدرة على التفرقة بين الأطفال ذوي التح�صيل المتو�سط في القراءة ،وبين
الأطفال الذين لديهم دالئل ل�صعوبات القراءة في اللغة العربية.
وفي الأدبيات النظرية �سنجد عالقة وا�ضحة وربما غير مبا�شرة بين الح�سا�سية لل�ضغوط وبين
تطور القراءة وبداية ظهورها رغم �أن بع�ض الأوراق البحثية القليلة قد فح�صت هذه العالقة فح�ص ًا
مبا�شر ًا مثل ( )Wood & Terrell, 1998اللذين بحثا في �إيقاع النطق وعالقته بتطور القراءة لأنهما عدا
الح�سا�سية لإيقاع النطق ت�ساعدنا في تعرف الكلمة المنطوقة ،وت�سهل فيما بعد تطور الوعي الفونولوجي،
وقد اقترحا �أن الوعي الفونولوجي يمكن ت�سهيله من خالل الح�سا�سية لإيقاع النطق والحديث بطريقتين
على الأقل :الأولى -هي القدرة على ا�ستعمال ال�ضغوط وتطبيقها على المقاطع التي لي�س فيها �ضغط،
لأن ذلك قد ي�ساعد في تو�ضيح الوحدات الفونولوجية الغام�ضة ويقوي تحديد الفونيم الذي قد ي�سهل
44
العمليات الفونولوجية وصعوبات القراءة والكتابة
التمثيل الفونولوجي للكلمات .الثانية -ب�سبب ارتفاع المقطع المت�صل بو�ضعية الحرف المتحرك ف�إن
�إيقاع النطق قد ي�سهل تحديد الحدود الخا�صة ببداية الإيقاع ويعزز الوعي بال�سجع.
45
الفصل الثالث :عالقة العمليات الفونولوجية بمهارات القراءة والكتابة وصعوباتها
46
العمليات الفونولوجية وصعوبات القراءة والكتابة
ولهذا �أثبتت نتائج درا�سة تتبعية قام بها ( )Schatschneider et al., 2004وزمال�ؤه هذه النتيجة
حيث وجدت �أن مهارات الت�سمية ال�سريعة في المرحلة التمهيدية «ما قبل االبتدائي» مثل الت�سمية
ال�سريعة للحرف كانت من �أكثر الدالئل لمهارة الطالقة في القراءة في ال�سنة الثانية االبتدائية.
وبالإ�ضافة �إلى ذلك ف�إنه ال بد من تقييم جوانب ال�سرعة والدقة في القراءة واال�ستراتجيات
المتبعة في عملية القراءة (حل الرموز) .فعلى �سبيل المثال ف�إن قراءة الكلمة كوحدة واحدة دون
�إجراء تحليل ،ت�شير �إلى �أن الطالب ما زال في المرحلة الأولى من تطور مهارة القراءة ،وهي مرحلة
القراءة الكلية .وعند �إتباع الطالب لطريقة تحليل الكلمة �إلى الحروف المكونة لها والتي ت�سمى القراءة
التحليلية ،ف�إن هذا يعد دا ًال على �أنه في المرحلة الثانية من تطور مهارة القراءة .كما �أن االهتمام
ين�صب �أي�ض ًا على مالحظة الأخطاء ونوعها ومدى تكرارها في عملية القراءة ،وكذلك المواقف التي
تظهر فيها مثل هذه الأخطاء.
47
الفصل الثالث :عالقة العمليات الفونولوجية بمهارات القراءة والكتابة وصعوباتها
وربما من �أكثر الدرا�سات الوا�سعة وال�شاملة التي بحثت في ت�أثير الق�صور في الذاكرة الفونولوجية
وعالقتها بالقراءة لدى الأطفال من ذوي �صعوبات القراءة تلك ال�سل�سة من الدرا�سات التي قام بها كل من
( ،)Torgesen 1988, 1996و( ،)Torgesen & Houck, 1980و(Torgesen, Rashotte, & Greenstein,
)1988ومجموعها 20درا�سة ،حيث �أظهرت النتائج �أن الأطفال لم يكن لديهم ق�صور في الذاكرة
ق�صيرة المدى المرتبطة بالأ�شياء غير اللفظية� ،أو ق�صور في الذاكرة طويلة المدى� ،أو حتى ق�صور في
فهم الم�سموع ،ولكن كان الق�صور وا�ضح ًا في قراءة المقاطع الفونولوجية لكلمات غير حقيقية .وعندما
تتبعوا بعد ع�شر �سنوات تقريباً ،ن�صفهم تقريب ًا ما زال يعاني ق�صور ًا �شديد ًا في الذاكرة الفونولوجية.
وهذه النتائج جاءت م�شابهة لنتائج درا�سة تتبعية قام كل من( )Gathercole & Baddeley, 1990حيث
وجدا كذلك �أن الق�صور عند الأطفال فيما بعد كان وا�ضح ًا في مهارات الذاكرة الفونولوجية المرتبطة
باللغة� ،أما الذاكرة المرتبطة بالمهارات غير اللفظية فلم يكن بها �أي ق�صور.
ال تعد هذه النتائج مفاجئة حيث ب ّين كل من ( )Duncan, & Seymour, 2000ب�أن معرفة �صوت
(الفونيم) من الأهمية بمكان للتقدم في التعليم من خالل ثالث مراحل في اكت�ساب القراءة والكتابة:
•المرحلة الأولي :الر�سم الكتابي المطبوع.
•المرحلة الثانية :المرحلة الأبجدية.
•المرحلة الثالثة :ال�شكل الإمالئي مع معرفة �أ�صوات الحروف.
وبينوا �أن التدخل المبكر للوعي الفونولوجي يبرز على وجه الخ�صو�ص ظاهرة ال�ضعف و�أن
تدريب �أطفال الرو�ضة على الإدراك الفونولوجي ي�ؤدي �إلى ارتفاع م�ستوى �أدائهم اللغوي الالحق.
ويمكن �أن ن�ستعر�ض في هذا المقام بع�ض الدرا�سات التي تناولت العمليات الفونولوجية
وعالقتها ب�صعوبات القراءة والكتابة وهي:
درا�سة قام بها كل من ( )Taibah & Haynes, 2011على �أطفال من مرحلة التمهيدي �إلى
ال�صف الثالث االبتدائي بهدف التعرف على ارتباط الوعي الفونولوجي والت�سمية ال�سريعة والذاكرة
الفونولوجية بمهارات التهجئة والطالقة في قراءة الن�صو�ص وقراءة الكلمات غير الحقيقية في
اللغة العربية .احتوت العينة على 273طفل وطفلة وقد �أظهرت النتائج �أن الوعي بالأ�صوات كان �أكثر
المقايي�س تنبوء ًا بجميع مهارات القراءة ،في حين �أن الت�سمية ال�سريعة �أظهرت نتائج ذات داللة تنب�ؤية
ولكن �أقل من �سابقتها (الوعي بالأ�صوات) ،ومع هذا ف�إن الت�سمية ال�سريعة تزايدت في م�ؤ�شرات
التبوء بازدياد الرحلة العمرية حيث و�صلت لأعلى م�ستوياتها في ال�صف الثالث االبتدائي.
�أما درا�سة �أبو الديار ( )2010فا�ستهدفت الك�شف عن العوامل الفونولوجية التي ت�ستمد من
نظريات الوعي الفونولوجي في الك�شف عن ا�ضطرابات القراءة والكتابة ،وتكونت عينة الدرا�سة من
200من طالب المرحلة االبتدائية بواقع ( )100من الذكور بمتو�سط �أعمار (� )3.27 ± 9.36سنة،
48
العمليات الفونولوجية وصعوبات القراءة والكتابة
( )100من الإناث بمتو�سط �أعمار (� )2.08 ± 9.01سنة .وطبق اختبار الوعي الفونولوجي واختبار
الت�سمية للأ�شكال والحروف ،واختبار الفهم القرائي واختبار الر�سم الكتابي ،و�أ�سفرت نتائج الدرا�سة
عن وجود ارتباط �سالب دال �إح�صائي ًا بين اختبار الت�سمية ال�سريعة للحروف والأ�شكال وبين الفهم
القرائي والر�سم الكتابي لدى عينة الذكور والإناث ،كما لوحظ ارتباط موجب بين (حذف المقاطع،
وتكرار الكلمات غير الحقيقية ،ودقة قراءة الكلمات غير الحقيقية) وبين الفهم القرائي والر�سم
الكتابي .وتبين فروق ذات داللة �إح�صائية بين الم�ضطربين قرائي ًا وكتابياً ،وغير الم�ضطربين
قرائي ًا وكتابياً ،من الذكور والإناث كل مجموعة على حدة في( :اختبار الت�سمية ال�سريعة للأ�شكال،
واختبار الت�سمية ال�سريعة للحروف) في اتجاه الم�ضطربين قرائي ًا وكتابياً ،كما لوحظ وجود فروق
ذات داللة �إح�صائية بين الم�ضطربين قرائي ًا وكتابياً ،وغير الم�ضطربين قرائي ًا وكتابياً ،في (اختبار
حذف المقاطع ،واختبار تكرار الكلمات غير الحقيقية ،اختبار دقة قراءة الكلمات غير الحقيقية)
في اتجاه غير الم�ضطربين قرائي ًا وكتابياً .كما بينت نتائج الدرا�سة �أن �أكثر المتغيرات الفونولوجية
تنب�ؤ ًا با�ضطرابات القراءة لدى الذكور هي( :دقة قراءة الكلمات غير الحقيقية والت�سمية ال�سريعة
للحروف) ،مما ي�ؤكد وجهة نظر نظرية الخلل المزدوج ،وجاءت نتيجة الإناث عك�س ذلك حيث بينت
نتائج االنحدار �أن اختبار دمج الأ�صوات هو االختبار الوحيد المتنبئ با�ضطرابات القراءة وهذا يتفق
مع نظرية الخلل الفونولوجي .ولوحظ �أن �أكثر المتغيرات الفونولوجية تنب�ؤ ًا با�ضطرابات الكتابة لدى
الذكور هي( :دقة قراءة الكلمات غير الحقيقية ،والت�سمية ال�سريعة للحروف) ،مما ي�ؤكد نظرية الخلل
المزدوج .وجاءت نتيجة الإناث عك�س ذلك حيث بينت نتائج االنحدار �أن( :حذف المقاطع ،ودقة
قراءة الكلمات غير الحقيقية) تتنب�أ با�ضطرابات الكتابة ،وهذا يتفق مع نظرية الخلل الفونولوجي.
كما �أجرى �أبو الديار ( )2010درا�سة �أخرى هدفت �إلى تعرف العالقة بين الوعي الفونولوجي
والطالقة في الفهم القرائي ،وتكونت عينة الدرا�سة من ( )212من طالب المرحلة االبتدائية من
ال�صفوف ( )5 - 2بواقع ( )106من الذكور بمتو�سط �أعمار (� )1.34 ± 8.88سنة ،و ( )106من
الإناث بمتو�سط �أعمار (� )1.28 ± 8.85سنة ،وطُ بق اختبار الوعي الفونولوجي ،واختبار الطالقة في
الفهم القرائي ،و�أ�شارت نتائج الدرا�سة �إلى وجود ارتباط �سالب دال �إح�صائي ًا بين اختبار الت�سمية
ال�سريعة للحروف والأ�شكال والفهم القرائي لدى عينة الذكور والإناث والعينة الكلية ،كما تبين وجود
ارتباط موجب دال �إح�صائي ًا بين مقايي�س( :حذف المقاطع ،وتكرار الكلمات غير الحقيقية ،ودقة
قراءة الكلمات غير الحقيقية) وبين الفهم القرائي لدى عينة الذكور والإناث والعينة الكلية ،كما
�أ�سفرت النتائج �أن الذكور �أكثر ا�ستغراق ًا للوقت في (اختبار الت�سمية ال�سريعة للأ�شكال ،واختبار
الت�سمية ال�سريعة للحروف ،مقارنة بالإناث ،ولوحظ �أن الذكور �أكثر �أدا ًء على اختبار تكرار الكلمات
غير الحقيقية ،كما لوحظ �أن الإناث �أكثر �أدا ًء في الفهم القرائي من الذكور .وتبين عدم وجود فروق
جوهرية بين الذكور والإناث في كل من( :اختبار حذف المقاطع ،واختبار دقة قراءة الكلمات غير
49
الفصل الثالث :عالقة العمليات الفونولوجية بمهارات القراءة والكتابة وصعوباتها
الحقيقية) ،كما لوحظ �أن ذوي �صعوبات الفهم القرائي �أكثر ا�ستغراق ًا للوقت على (اختبار الت�سمية
ال�سريعة للأ�شكال ،واختبار الت�سمية ال�سريعة للحروف) مقارنة بالعاديين (متو�سط ذوي �صعوبات
الفهم القرائي �أعلى) ،بينما لوحظ وجود فروق دالة في متو�سط درجات( :اختبار حذف المقاطع،
واختبار تكرار الكلمات غير الحقيقية ،واختبار دقة قراءة الكلمات غير الحقيقية) بين ذوي �صعوبات
القراءة والعاديين في الفهم القرائي (متو�سط العاديين �أعلى).
وهدفت درا�سة «باربو�سا و�آخرين» (Barbosa, Thais ; Miranda, Monica Carolina ; Santos,
� )Ruth F. & Bueno, Orlando Francisco A., 2009إلى تعرف دور الذاكرة العاملة الفونولوجية،
والوعي الفونولوجي ،والت�سمية ال�سريعة ،واللغة في تعلم القراءة والكتابة ،وتكونت عينة الدرا�سة من
مجموعتين الأولى تعاني من ا�ضطرابات في القراءة والكتابة ،والثانية تعاني ا�ضطرابات في القراءة
فقط ،وتراوحت �أعمارهم بين (� )8 - 7سنوات .وقد �أظهرت النتائج �أن من لديهم ا�ضطرابات
القراءة والكتابة كان �أدا�ؤهم �ضعيف ًا على اختبار المعالجة الفونولوجية والت�سمية ال�سريعة مقارنة
بالأطفال ممن يعانون ا�ضطرابات في القراءة فقط.
هدفت درا�سة «جرين و�آخرين» ()Green; Tonnessen; Tambs; Thoresen & Bjertnes, 2009
�إلى تعرف انت�شار ا�ضطرابات التعلم ومدى العالقة بينها وبين المهام الفونولوجية وقامت الدرا�سة
على فح�ص الأطفال من عمر 16 - 15من �أو�سلو في النرويج ،وطبق مقيا�س دوفان لفرز ا�ضطرابات
التعلم « ،»Duvan screeningوكان انت�شار ا�ضطرابات التعلم المبلغ عنها ذاتي ًا %8.2بينما �أُبلغ عن
%10.4من الحاالت المعتدلة والحادة ال�ضطرابات القراءة والكتابة ،كما �أن المهام الفونولوجية
للكلمات الحقيقية ودمج الأ�صوات تتنب�أ با�ضطرابات القراءة والكتابة لدى كل من الإناث والذكور.
�أما درا�سة «�سوكينا و�آخرين» ( )Sucena, Ana; Castro, saoLuis; Seymour, Philip, 2009فقد
ا�ستهدفت تعرف مهام الوعي الفونولوجي والت�سمية ال�سريعة لدى عينة من ذوي ا�ضطرابات الكتابة
والإمالء ،وتكونت عينة الدرا�سة من 30طف ًال بواقع 15طف ًال برتغالي ًا من ذوي ا�ضطرابات الكتابة
والإمالء ،ومثلهم من الأطفال العاديين تراوحت �أعمارهم بين ،11 - 9و�أ�شارت نتائج الدرا�سة �إلى �أن
الأطفال من ذوي اال�ضطرابات لديهم �ضعف فونولوجي يك�شف عنه خلل نمائي في الوعي الفونولوجي
والت�سمية ال�سريعة.
و�أجرى «�سبرنجر وزمال�ؤه» ( )Sprenger., Cole, Kipffer., Pinton., & Billard., 2008درا�سة
على �أطفال ناطقين باللغة الفرن�سية ،وهدفت تعرف مدى انت�شار الخلل الفونولوجي ل�صعوبات
القراءة والمهارات المت�صلة بها مقارنة بالم�ستوى القرائي لل�ضوابط المعروفة ( ،)RLوتكونت عينة
الدرا�سة من 30طف ًال بواقع 15من ذوي �صعوبات القراءة ومثلهم من العاديين ،و�أ�شارت نتائج
الدرا�سة �إلى �أن انت�شار الخلل الفونولوجي كان عالي ًا لدى عينة �صعوبات القراءة ،حيث كان الخلل في
50
العمليات الفونولوجية وصعوبات القراءة والكتابة
حذف الأ�صوات ودمجها الأكثر انت�شار ًا (�سبع حاالت) يليه الت�سمية ال�سريعة (حالتان) ثم الخلل في
الذاكرة الفونولوجية (حالة واحدة) ،كما لوحظ وجود فروق دالة بين ذوي ال�صعوبات و�أقرانهم من
العاديين في الوعي الفونولوجي حيث تبين �أن ذوي ال�صعوبات كانوا �أقل كفاءة على اختبارات الت�سمية
واختبارات الوعي الفونولوجي ،والذاكرة الفونولوجية.
وفي درا�سة «�أنوال وزمالئها» ( )Aunola et al., 2008ا�ستهدفت تعرف العوامل التي ت�ساعد
على اكت�ساب مهارات الطالقة في الفهم ،وتكونت عينة الدرا�سة من 158من طلبة الرو�ضة لأعمار
تراوحت بين � 6 - 5سنوات� ،أ�سفرت نتائجها عن �أن نوع الن�ص المقروء وو�ضع الكلمة داخل الن�ص
لهما عالقة موجبة بالطالقة في الفهم ،كما �إن للجن�س وم�ستوى تعليم الأم واالنتباه الب�صري للطفل
والوعي الفونولوجي لها ارتباط موجب بالطالقة في الفهم ،كما �أن الإناث �أكثر طالقة في الفهم
مقارنة بالذكور.
وا�ستهدفت درا�سة «كونر وزمالئه» ( )Connor, 2008تعرف دور تعلم القراءة المبكرة في تنمية
الوعي الفونولوجي لدى الأطفال بمرحلة الرو�ضة (� )6 - 4سنة ،وتكونت عينة الدرا�سة من 286طالب،
وك�شفت نتائج الدرا�سة عن وجود عالقة موجبة بين التبكير في تعلم القراءة والوعي الفونولوجي ،كما
�أن الطالقة في القراءة ترتبط ارتباط ًا كبير ًا بنوع الن�ص والو�سيلة الم�ساعدة على فهم الن�ص المقروء
و�أن للمعلم دور ًا كبير ًا في ذلك.
وتناول «نيل�سون» ( .)Nilsson & Nina, 2008درا�سة نقدية تحليلية مقارنة بين الدرا�سات
ال�سابقة (ثمانية) التي تناولت الفهم القرائي بين عامي ،2008 - 2004و�أكدت نتائج الدرا�سة �أن
�أغلبها ركزت على نوع المفردات التي يتناولها الن�ص القرائي دون االلتفاف �أو االهتمام بالطالقة في
الفهم والوعي الفونولوجي ،كما �أن قاعات الدر�س غير مهتمة اهتمام ًا كافي ًا بالتركيز على معالجة
الأ�صوات لدى الطالب ومراعاة عالقتها المبا�شرة بالطالقة في الفهم.
و�أجرى ( )Holliman, Wood & Sheehy, 2008درا�سة بحثت في �إمكان �أن تتنب�أ ح�سا�سية �إيقاع
النطق بالتنويع في �إنجاز القراءة بعد التحكم في العوامل الفردية المتعلقة بالعمر وبالمفردات اللغوية
والوعي الفونولوجي ،وذلك فيما يتعلق بالأطفال من �سن � 5 - 6سنوات الناطقين باللغة االنكليزية
الذين ا�ستكملوا بطارية من االختبارات والتقييم في المعالجة الفونولوجية وتقييم القراءة مع مهمة
ب�سيطة خا�صة با�ستعمال الكلمات .وقد �أظهرت النتائج �أن الأداء فيما يخ�ص بالتعامل مع ال�ضغوط
يقي�س قدر ًا متنب�أً به من المتغيرات في انجاز القراءة بعد �أن ن�أخذ في االعتبار عوامل ال�سن والمفردات
اللغوية والمعالجة الفونولوجية ،وهذه النتائج توحي ب�أن الح�سا�سية لل�ضغط هي عامل مهم نغفله لدى
الأطفال الناطقين باللغة االنكليزية وما يمثلوه من النواحي الفونولوجية التي يجب �أن تدرج في الإطار
النظري لتطوير القراءة.
51
الفصل الثالث :عالقة العمليات الفونولوجية بمهارات القراءة والكتابة وصعوباتها
و�أجرى «�أرام و�آخرون» ( )Aram, Most & Mayafit, 2006درا�سة ا�ستهدفت فح�ص �أ�سلوب
رواية الق�ص�ص ،والكتابة الم�شتركة ،كدالالت للمعرفة المبكرة للقراءة والكتابة لدى �أطفال ريا�ض
الأطفال ذوي �ضعف ال�سمع .وتكونت عينة الدرا�سة من 30طف ًال من ريا�ض الأطفال في �إ�سرائيل
لديهم �ضعف في ال�سمع مع �أمهاتهم ،وقد طبقت عليهم الأ�ساليب المبكرة لتقييم تعلم القراءة
والكتابة ومهارات الأبجدية لدى الأطفال (مثال ذلك :كتابة الكلمة ،وتعرف الكلمة ،ومعرفة الحرف)
والمهارات اللغوية (مثل :الوعي الفونولوجي ،والمعرفة العامة والمفردات اال�ستقبالية (Receptive
،)Vocabularyوكانت النتائج الرئي�سة تظهر �أن رواية الأم للق�صة ترتبط بالمهارات اللغوية ،كما
�أن تو�سط الأم في الكتابة ترتبط بالمهارات الأبجدية الأ�سا�سية وقد �أ�سفر التحليل الهرمي المكون
من �سل�سلة تت�ألف من 3خطوات �أنه بعيد عن عمر الأطفال ،ف�إن درجة �ضعف �سمع الأطفال والكتابة
الم�شتركة ورواية ق�ص�ص الكتاب تتنب�أ بالوعي الفونولوجي لدى الأطفال ( )%22والمعرفة العامة
( ،)%28والمفردات اال�ستقبالية )%18( Receptive Vocabularyفوق عمر الأطفال ،ودرجة �ضعف
ال�سمع ورواية ق�ص�ص الكتاب والكتابة الم�شتركة تتنب�أ بكتابة الكلمة ( )%15وتعرف الكلمة ()%31
ومعرفة الحرف (.)%36
درا�سة «كاتزر و�آخرين» ( )Katzir, Kim, Wolf, Kennedy, Lovett & Morris, 2006هدفت
�إلى بحث الدور الذي يقوم به تعرف التهجئة في مهارات فهم قراءة الكلمة للأطفال ذوي ا�ضطراب
القراءة وغير الم�صابين باال�ضطراب القرائي وعالقتها بالمعايير الفونولوجية ،و�سرعة الت�سمية
وقراءة الكلمة وفهم المقروء ،و�أ�سفرت نتائج الدرا�سة عن �أن �أداء الأطفال في تعرف التهجئة ترتبط
بمهارات قراءة الكلمة وفهم المقروء والت�سمية ال�سريعة.
وهدفت «درا�سة كوهين» ( )Cohen, 2006البحث عن م�ساهمة المهارات اللغوية الفونولوجية
وغير الفونولوجية بين الأطفال الناطقين بالعبرية من ذوي �صعوبات القراءة والعاديين لأعمار
تراوحت بين � 13 - 10سنة ،و�أ�سفرت النتائج �أن الوعي الفونولوجي الخا�ص بقراءة الكلمات الحقيقية
منبئ قوي ب�صعوبات القراءة .كما �أن المهارات اللغوية غير الفونولوجية لها م�ساهمة بارزة في الفروق
في الدقة ومعدل قراءة الكلمات الحقيقية ،ولكن ال توجد فروق في قراءة الكلمات غير الحقيقية.
وهدفت درا�سة كيم ( )Kim, 2006تعرف الم�ساهماتَ الن�سبي َة لكل من الت�سمية ال�سريعة والوعي
الفونولوجي في الطالقة في الفهم ،وتكونت عينة الدرا�سة من 123طفل لل�صفوف الثاني والثالث
االبتدائيين ،و�أ�سفرت نتائج الدرا�سة عن �أن للوعي الفونولوجي دور ًا كبير ًا في كل من( :ن�سبة ،ودقة،
وفهم) القراءة ،بينما للت�سمية ال�سريعة دور فعال في الطالقة في الفهم.
وفي درا�سة طولية لـ ( )Svensson & Jacobson, 2006هدفت �إلى تعرف مالمح نظرية الخلل
الفونولوجي لدى الأطفال الم�ضطربين قرائي ًا وكتابياً ،وتكونت عينة الدرا�سة من 70تلميذ ًا من طالب
52
العمليات الفونولوجية وصعوبات القراءة والكتابة
ال�صف الثاني االبتدائي ممن لديهم �صعوبات في القراءة والكتابة بواقع 40تلميذ ًا ذوي �صعوبات قراءة
وكتابة و 30تلميذ ًا من العاديين ،وقد ُتوبع الم�شاركون على مدى ع�شر �سنوات من خالل اختبارات
قراءة الكلمات واختبارات القدرة المعرفية .و�أ�سفرت نتائج الدرا�سة عن وجود ارتباط بين الخلل
الفونولوجي ودرجات الأطفال على اختبارات القراءة والكتابة.
وب�شكل مماثل ،وجدت «�صايغ حداد» (� )Saiegh Haddad, 2005أن �أهم عامل تنب�ؤ ب�سرعة
القراءة في الن�صو�ص الم�شكلة باللغة العربية هو �سرعة ت�سمية الحروف ،التي ُتنبئ بها بفعل الت�سمية
ال�سريعة للأ�شياء بالإ�ضافة �إلى عزل الأ�صوات.
درا�سة «كا�سار و�آخرين» ( )Cassar; Treiman; Moats; Pollo & Kessier, 2005وا�ستهدفت
المقارنة بين الأطفال ذوي ا�ضطرابات القراءة والعاديين في التهجئة والمهارات فونولوجية وتكونت
عينة الدرا�سة من 25طف ًال من ذوي ا�ضطرابات القراءة ومثلهم من العاديين من طالب ال�صف الثاني
االبتدائي ،وقد قُدمت المهارات الفونولوجية با�ستخدام طريقة عد «الفونيم» ،Phoneme Counting
و�أ�سفرت النتائج عن عدم وجود فروق بين الأطفال ذوي ا�ضطرابات القراءة والأطفال العاديين في
المهام الكتابية ،بينما تبين وجود فروق بينهم في المهام الفونولوجية ،كما تبين وجود ارتباط موجب
بين الوعي الفونولوجي والتهجئة.
�أجرى كل من ( )Kirby, Parrila & Pfeiffer, 2003درا�سة لبحث مقدار ارتباط كل من الوعي
الفونولوجي والت�سمية ال�سريعة في مرحلة التمهيدي مع تطور مهارات القراءة في ال�سنة الخام�سة
االبتدائية .كان ت�أثير الوعي الفونولوجي الأكبر في المرحلة التمهيدية وال�سنة الأولى االبتدائية ثم
يقل تدريجي ًا بعد ذلك ،ولكن ت�أثير الت�سمية ال�سريعة بالمقابل كان له ت�أثير �ضعيف ولكنه ذو داللة
�إح�صائية في المرحلتين التمهيدية وال�سنة الأولى االبتدائية ،وت�أثير �أقوى بكثير في المراحل الدرا�سية
المتقدمة .بينما كان ت�أثير الوعي الفونولوجي على المقايي�س التح�صيلية للقراءة جميعها متماثالً،
والت�سمية ال�سريعة كان لها ت�أثير �ضعيف على قراءة الكلمات غير الحقيقية مقارنة بالمقايي�س
التح�صيلية الأخرى (تعرف الكلمة وفهم القطعة).
وفي درا�سة «الندرل» ( ،)Landerl, 2001التي كانت على مجموعة من الأطفال الألمان ،وجد
�أن مهام الت�سمية ال�سريعة للأ�شياء قد �أنتجت عالقات �أقوى بكثير مع مقايي�س �سرعة القراءة ،بينما
ارتبطت اختبارات الوعي الفونولوجي بدقة القراءة.
و�أكدت درا�سة »كومبيون ودوفري و�أول�سون» ( )Compton, DeFries & Olson, 2001العالقة بين
الوعي الفونولوجي والت�سمية ال�سريعة للأ�شياء وبين الفهم القرائي ،وتكونت عينة الدرا�سة من 476
طفل بين �أعمار � 8إلى � 18سنة ،وتو�صلوا �إلى �أن للوعي الفونولوجي والت�سمية ال�سريعة للأ�شياء ت�أثير ًا
فعا ًال على مقايي�س القراءة والتهجئة.
53
الفصل الثالث :عالقة العمليات الفونولوجية بمهارات القراءة والكتابة وصعوباتها
54
العمليات الفونولوجية وصعوبات القراءة والكتابة
�أثبت كل من (� )Wimmer, Mayringer, & Landerl, 1998أن الأطفال المتحدثين للغة الألمانية
من ذوي ا�ضطرابات القراءة في ال�سنة الثانية االبتدائية �أظهروا قراءة عالية في الدقة للكلمات
غير الحقيقية ولكن ببطء �شديد و�ضعف في الإمالء ،حيث كانت مهارات الت�سمية ال�سريعة وال �سيما
الت�سمية ال�سريعة للأرقام كانت من �أقوى الدالالت لل�سرعة في القراءة بينهم ،ولكن �أظهر ه�ؤالء
الأطفال في المراحل الأولية من تعلم القراءة قدرات �ضعيفة في تف�صيل الفونيمات التي بدورها
اختفت في المراحل المتقدمة (� 11 - 10سنة).
في درا�سة لـ 90طف ًال (�أعمارهم من � 6إلى � 10سنوات) ،وجدت « باديان» (� )Badian, 1997أن
مجموعة المع�سرين قرائي ًا في درا�ستها قد ح�صلوا على درجات �أقل بكثير من غير المع�سرين قرائي ًا
من �ضعاف القراء ومن الأطفال العاديين الذين يعانون م�ستوى ذكاء لفظي منخف�ض ًا على معظم
الوعي الفونولوجي.
55
العمليات الفونولوجية وصعوبات القراءة والكتابة
الفصل الرابع:
القياس والتقويم
الفونولوجي
4
57
العمليات الفونولوجية وصعوبات القراءة والكتابة
الفصل الرابع
القياس والتقويم الفونولوجي
مالمح اال�ضطراب الفونولوجي وعالقته بالقراءة والكتابة
يواجه الأطفال الذين يعانون �صعوبات في �إنتاج �أ�صوات الكالم و�صعوبة في ا�ستخدام اللغة
للتوا�صل� ،أو ا�ضطرابات في الفهم واال�ستيعاب لما يقوله الآخرون ،هذه الأعرا�ض ت�شخ�ص على �أنها
ا�ضطراب فونولوجي وا�ضطرابات باللغة اال�ستقبالية والتعبيرية ،وتت�ضمن هذه اال�ضطرابات م�شكالت
في معدل �سرعة الكالم �أو بطئه ،عند الحديث لجعل �أ�صوات الحروف مختلفة وبدرجات منا�سبة من
حذف� ،أو �إبدال� ،أو ت�شويه� ،أو قلب لحروف الكلمات الخارجة ،علم ًا ب�أن هذه اال�ضطرابات �شائعة لدى
الأطفال وتظهر فيهم بن�سبة %10منهم وبعمر �أقل من ثماني �سنوات (.)Gillon, 2000
و�أ�شارت «ري�س» (� )Ress, 1974إلى �أن اخت�صا�صي اللغة والنطق يجب �أن ُيق ّيموا ويطو ّروا
ال�شروط اللغوية للقراءة لم�ساعدة الأطفال على فهم النظام الفونولوجي كونه المتطلب الأ�سا�سي
للقراءة ،حيث كانت الدرا�سات المبكرة تدل على �أن م�شكالت الإدراك الب�صري هي الدالة على
�صعوبة القراءة ،وعلى �أية حال� ،أ�شار �ستارك (� )Stark, 1975إلى �أن من 25 - 21درا�سة �أجريت
من 1975 - 1960لم ت�شر �إلى �أن الم�شكالت الب�صرية هي ال�سبب في �صعوبة القراءة ،وا�ستنتج
ب�أن م�ساهمة اخت�صا�صي النطق واللغة تحد من تفاقم �صعوبات القراءة من خالل القيا�س والتقويم
والمعالجة المبكرة وا�ستخدام �أدوات وتقنيات ت�ساهم في تطوير اللغة.
و�أ�شارت «كاند�س» (� )Candace, 1996إلى �أن وجود �صعوبة في النظام الفونولوجي مت�صلة
با�ضطرابات النطق واللغة ت�سبب �صعوبة القراءة (الدي�سلك�سيا) ،والطفل الذي يواجه ال�صعوبة
يت�صف بال�سمات الآتية �إن كانت كلها �أو بع�ضها:
�1صعوبة ت�سمية الكلمة. .1
�2صعوبة لفظ الكلمة وتهجئتها. .2
3الخلط وعدم ترتيب الكلمة. .3
4التكرار الفونولوجي للكلمة. .4
�5ضعف في ا�ستخدام الجمل. .5
6الميل �إلى تحريف الكلمات. .6
7التردد في الكالم. .7
8الحاجة �إلى تكرار الكلمة قبل البدء با�ستخدامها ا�ستخدام ًا �صحيحاً. .8
59
الفصل الرابع :القياس والتقويم الفونولوجي
و�أ�شار «كات�س» (� )Cattsإلى �أن عدم القدرة على النطق و�إنتاج الكالم للأطفال الذين لديهم
�صعوبات في القراءة ،هو عدم القدرة على نطق مقاطع و�إنتاج �أ�صوات الحروف بقلب �صوت الحرف
�شفهيا (الوقفي.)2001 ،
كما �أ�شار «كروت�س» (� )Curtis et al., 1997إلى �أن ال�سمات العامة للأ�شخا�ص الذين يعانون
ا�ضطرابات النطق �أو الفونولوجي تبدو كما ي�أتي:
�1 .1ضعف في مهارات تمييز الكالم.
2 .2تغييرات في �إنتاج ال�صوت.
�3 .3ضعف في معالجة الأ�صوات.
�4 .4أخطاء في ترتيب نبرة نطق الأ�صوات.
�5 .5أخطاء نطقية تعود �إلى موقع ال�صوت.
�6 .6إ�صدار �أ�صوات طويلة لمعنى كلمة ق�صيرة.
�7 .7ضعف في و�ضوح الكالم.
�8 .8ضعف في القدرة على الكالم ال�شفوي.
9 .9حذف لمعظم الأ�صوات.
1010تجان�س في نبرات ال�صوت في �أثناء الكالم.
وي�ضيف � Gurtisإلى �أن ت�أثير ا�ضطرابات النطق يمكن �أال تظهر ب�سرعة و�سهولة �إلى الم�ستمع،
�إال �أن معرفة ذلك اال�ضطراب ي�أتي من خالل ظهور ت�أثير ال�شخ�ص العاطفي واالجتماعي والعالقات
ال�شخ�صية ،حيث ي�شير � Gurtisإلى �أن جوهر ال�سلوك الإن�ساني هو الكالم ،بحيث يكون كالم ال�شخ�ص
مالئم ًا ل�سلوك المتكلم ،لأن كالمه عادي وان�سيابي ووا�ضح ،وبعك�س ذلك ي�صبح التعقيد في التوا�صل،
كما �أ�شار �إلى �أن بع�ض ا�ضطرابات التوا�صل المعيقة تكون ن�سبي ًا مت�ساوية لكن �إن ما ن�سبته %70من
ا�ضطرابات التوا�صل هي ا�ضطرابات في النطق والفونولوجي ،وهذا ما ي�شد االنتباه وت�صبح هذه
اال�ضطرابات لدى الأ�شخا�ص حالة من الإرباك حيث تكون ظاهرة للعيان.
�أ�شار «�ستانوفت�ش» (� )Stanovich, 2000إلى �أن عيوب النطق تبد�أ منذ الطفولة المبكرة مثل
�إبدال بع�ض الحروف �أو حذفها �أو تغيير بع�ض �أ�صوات الحروف ،مما ي�ؤدي �إلى الت�أخر في الكالم وعدم
مطابقة الأ�صوات للكلمات وه�ؤالء الأطفال �سيعانون من �صعوبات تعليمية فيما بعد.
كما �أ�شار «�سميث» (� )Smithإلى �أن لدى %80من الأطفال الم�شخ�صين ب�صعوبات تعلم �إعاقات
لغوية تعد هي الأ�سا�س لم�شكالتهم التعليمية الأكاديمية ،كما �أن الأطفال الم�شخ�صين با�ضطرابات
لغوية ما قبل المدر�سة �سيعانون �صعوبات تعلم خالل ال�سنوات المدر�سية ،لأن المهارات القرائية
ترتبط ارتباط ًا وا�ضح ًا في �إتقان العملية التعليمية (الزريقات.)2005،
60
العمليات الفونولوجية وصعوبات القراءة والكتابة
وتبرز لدى الأطفال الذين يعانون �صعوبات التعلم خ�صائ�ص ترتبط بالم�شكالت اللغوية منها،
فهم اللغة اال�ستقبالية واللغة التعبيرية ،و�صعوبة �إدراك �أ�صوات الكالم ،وفهم الكلمات ،مثل� :أ�سماء
الأ�شياء والأفعال ،وال�صفات ،والمفاهيم المجردة وتكوين الكلمات والجمل و�صعوبة العثور على
الكلمات من الذاكرة عثور ًا تلقائياً ،ويواجهون �أي�ضا �صعوبة في التمييز الب�صري عند القراءة وعدم
القدرة على التمييز بين الحروف (.)Ranter, & Harris, 1994
�1 .1إن الوعي الفونولوجي يرتبط في الأ�سا�س ب�أ�صوات الحروف التي تقترن بالقراءة المبكرة.
2 .2كما �أن الق�صور في الوعي الفونولوجي يعد دا ًال على �صعوبات التعلم الالحقة.
3 .3عدم �إدراك الأ�صوات ي�سهم في العجز الكت�ساب المعلومات.
و�أ�ضاف «العمايرة وداي�سون» ( )Amayreh & Dyson, 1998ب�أن الأطفال الذين يعانون �صعوبات
في التعلم الأكاديمي ،يعانون �أي�ض ًا ا�ضطرابات لغوية تتعلق بعدم القدرة على فهم الحديث ومت�ضمنة
عدم القدرة على التعبير باللغة ال�شفهية �أو الكتابية .كما يف�شلون في ا�ستخدام الكلمات التي تعبر عن
�أفكار عقلية معينة ،ممتدة �إلى ق�صور في اال�ستيعاب للمفاهيم التي ت�صل عن طريق الحوا�س مبين ًا �أن
ن�سبة الذين ي�صابون بهذه اال�ضطرابات ت�صل من � %40إلى .)Lonigan, 2000( %60
ومن الأطفال الذين يعانون �صعوبات قرائية ف�إن %60كانوا قد اكت�سبوا مقدرة النطق والكالم
مت�أخرين ،و�إذا كان الطفل ما يزال يعاني خل ًال في النطق والكالم ،مهما كان ب�سيطاً� ،أو ي�ستخدم
تركيبات لغوية يعوزها الن�ضج لدى بداية التحاقه بالمدر�سة وهو في الخام�سة ف�إن ذلك تحذي ٌر للآباء
والمعلمين باحتمال مواجهة الطفل م�شكالت تت�صل بالقراءة والتهجئة ،ف�ض ًال عن النطق الخط�أ
للحروف وخلط ترتيبها (هورنزبي.)2000،
و�إذا تتبعنا ه�ؤالء الأطفال ما قبل المدر�سة ف�إن لديهم م�شكالت في �إنتاج حروف الكالم لكنها
ال تعد �صعوبة في �إنتاج �أ�صوات الحروف بيد �أنهم غير قادرين على جعل �أ�صوات الحروف منتظمة
لإعطاء معانٍ وا�ضحة ،و�أ�شارت درا�سات �إلى و�صف هذه الم�شكلة وعالقتها ب�صعوبات النطق التي
تدعى ا�ضطرابات فونولوجية (Vellutino, 1987 ; Bradley & Brant, 1983 & Snowling et al.,
.)2000وقد و�صفوا �أن �صعوبة الدي�سلك�سيا عند الأطفال تت�صل ب�صعوبة الت�سمية ،و�صعوبة في
النظام الفونولوجي ،و�صعوبة في ت�سمية �أ�صوات الحروف ،وكلها مت�صلة با�ضطراب في النطق واللغة
وا�ضطراب التوا�صل ،وتمتد هذه ال�صعوبة �إلى المعاني ،وعدم القدرة على التفكير ال�صحيح بالكلمة
المنا�سبة ال�ستخدامها مما يف�شلهم ويحبطهم في التوا�صل مع المجتمع ،كما ت�صل ال�صعوبة في
ا�ستخدام القواعد الالزمة في الجمل ،وكل هذه الأعرا�ض يمكن �أن ت�سبق الأطفال الذين يواجهون
�صعوبة القراءة كما يواجهون �صعوبة في التنظيم الذاتي عند القيام بالأعمال �أو الن�شاطات ال�صفية،
و�إذا كان تركيز الطفل على البحث عن الكلمة المنا�سبة يفقده التركيز واالنتباه لما يقوله المعلم داخل
الغرفة ال�صفية مما يقلل تعليمهم القراءة والكتابة ،وحتى انح�صار مهاراتهم الأخرى وتبين ب�أن ن�سبة
61
الفصل الرابع :القياس والتقويم الفونولوجي
%12من الأطفال لديهم ا�ضطرابات بالنطق واللغة و�إنتاج �أ�صوات الحروف كما �أن ح�صيلتهم من
المفردات تكون قليلة ،وجملهم ق�صيرة وقبل دخولهم المدر�سة.
ويمكن �أن ن�ستعر�ض في هذا المقام بع�ض الدرا�سات التي تناولت اال�ضطرابات الفونولوجية وهي:
هدفت درا�سة «دين�سين و�شين» ( )Dinnsen & Chin, 1990ال�ضطرابات النظام الفونولوجي
والبيئة الفونولوجية وكيفية ارتباط الأ�صوات مع بع�ضها على عينة مكونة من 40طف ًال بعمر بين 80 - 40
�شهر ًا مق�سمين وفق الجن�س منهم 25طف ًال و 15طفلة م�ستخدمين اختبار ديون 1981واختبار غولدمان
فر�ستو للنطق ك�أداة للدرا�سة ،حيث تو�صل الباحثان �إلى �أن اال�ضطرابات الفونولوجية تعود في �أغلبها
�إلى االكت�ساب الخط�أ لل�صوت عند المقارنة باالكت�ساب الطبيعي ،كما �أنها تقل في الأعمار الكبيرة.
وجاءت درا�سة «كفارن�ستروم واليني وجاروما» ( )Qvarnstrom, Laine & Jaroma, 1991لتحديد
ن�سبة انت�شار اال�ضطرابات النطقية في الأ�صوات المختلفة لدى عينة من طلبة ال�صف الأول الذين
انهوا عامهم الدرا�سي ،حيث �أ�شارت النتائج عند م�سح العيوب النطقية �إلى �أن �أكثر الأخطاء النطقية
كانت ت�شوه في �صوت ال�سين ،وتختلف هذه الدرا�سة كونها �أجريت على �أ�صوات الحروف ال�شائعة دون
�أن تتطرق �إلى الأخطاء الفونولوجية التي يقع فيها الأطفال في حال ا�ستمرار هذه الأخطاء بالمراحل
العمرية الالحقة.
كما �أ�شارت «درا�سة كات�س» (� )Catts, 1993إلى بيان العالقة بين ا�ضطرابات اللغة والنطق
و�صعوبات القراءة عند الأطفال في مرحلة الرو�ضة ،وقد ت�ألفت عينة الدرا�سة من مجموعتين� ،ضمت
المجموعة الأولى ( )56طف ًال اظهروا ا�ضطرابات في النطق واللغة� ،أما المجموعة الثانية فقد �ضمت
( )30طف ًال لي�س لديهم ا�ضطرابات النطق واللغة ،وقد �أجري اختبار للنطق من خالل ا�ستخدام
بطارية خا�صة لقيا�س :النطق واللغة ،والنظام الفونولوجي ،و�إعادة الت�سمية الآلية ،وقد �أ�شارت نتائج
هذه الدرا�سة �إلى وجود ارتباط وثيق بين ا�ضطرابات اللغة والكالم و�صعوبات القراءة ،و�أن القدرة
على النطق لم تعد من مهمات القراءة.
وهدفت درا�سة «�آن و�آخرين» ( )Anne et al., 2004الطولية �إلى معرفة الم�ستوي الفونولوجي
بين مجموعتين من الأطفال بعمر � 3.5سنة ،فكانت المجموعة الأولى من الأطفال العاديين،
والمجموعة الثانية من الأطفال الذين هم في العائالت التي لديها �صعوبات القراءة ،وقد ا�ستخدم
جهاز الحا�سوب بهذا االختبار لكال المجموعتين على اختبار المقطع الفونولوجي ،وم�ستوى الكلمة
وتكملة �صوت المقطع ومطابقته ،وقد �أظهرت النتائج �أن �أداء المجموعة الأولى كان �أعلى للوعي
الفونولوجي على االختبار� ،أما المجموعة الثانية فقد �أظهرت النتائج ب�أن م�ستوى الوعي الفونولوجي
لديهم كان منخف�ض ًا عن �أطفال المجموعة الأولى ،حيث �أ�شارت �إلى �أن الوعي الفونولوجي بعمر 3.5
�سنة كان متوقع ًا بعمر � 26 - 14شهر ًا ال�ستخدام اللغة من مفردات ولغة تعبيرية وا�ستقبالية.
62
العمليات الفونولوجية وصعوبات القراءة والكتابة
وهدفت «درا�سة غيلون» (� )Gillon, 2004إلى ت�سهيل �إدراك النظام الفونولوجي وتطور الأطفال
الذين تتراوح �أعمارهم بين ثالث �إلى �أربع �سنوات ويعانون ا�ضطرابات في الوعي الفونولوجي ،وقد
ت�ألفت عينة الدرا�سة من مجموعتين تجريبية ،و�ضمت ( )12طف ًال �أعمارهم ثالث �سنوات ويعانون
ا�ضطرابات حديثة �أو مزمنة في �إدراك الوعي الفونولوجي ومجموعة �ضابطة تكونت من ( )19طف ًال
ال يوجد لديهم ا�ضطرابات فونولوجية ،حيث بحثت هذه الدرا�سة التدخل المبكر في �إدراك النظام
الفونولوجي وتطور اكت�ساب مهارة القراءة والكتابة .وقد اتبع في هذه الدرا�سة منهج الدرا�سة الطويلة
لثالث �سنوات ُرقب تطور �إدراك الأ�صوات الكالمية لدى الأطفال ومقارنتها ،وقد تلقي الأطفال الذين
يعانون ا�ضطرابات فونولوجية خالل فترة المراقبة من عمر ثالث �سنوات �إلى عمر خم�س �سنوات
بمعدل 25.5جل�سة تدخل مبكر ،وقد قورن �أي�ض ًا �أداء الأطفال للوعي الفونولوجي في عمر �ستة �سنوات
للمجموعة ال�ضابطة.
كما �أجرى كل من «�ستوثرالند وغيلون» ( )Sutherland & Gillon, 2005درا�سة حول تقييم الوعي
الفونولوجي عند الأطفال الذين يعانون ا�ضطرابات في النظام الفونولوجي ،والعالقة بين الآباء على
مهام تمثيل الأ�صوات الكالمية وتطور �إدراك الوعي الفونولوجي .وقد ت�ألفت عينة هذه الدرا�سة من
مجموعتين �ضمت المجموعة الأولى ت�سعة �أطفال كانوا يعانون ا�ضطرابات نطقية متو�سطة �أو مزمنة،
حيث تتراوح �أعمارهم بين ثالث �سنوات وت�سعة �أ�شهر وخم�س �سنوات وثالثة �أ�شهر� ،أما المجموعة
الثانية فقد تكونت من �سبعة ع�شر طف ًال من العمر نف�سه حيث كان تطور اللغة و�أدا�ؤهم على تقييم
الوعي الفونولوجي ي�سير �سير ًا جيد ًا وطبيعياً .وقد �أ�شارت نتائج هذه الدرا�سة �إلى �أن الأطفال الذين
يعانون ا�ضطراب في النظام الفونولوجي يواجهون �صعوبات في �إحكام اللفظ ال�صحيح وغير ال�صحيح
في الكلمات التي تتكون من �أكثر من مقطع ،ويظهرون �أداء �ضعيفا في قدرتهم لتعلم كلمات يوجد
فيها �أحرف ال تلفظ� ،إذا ما قورنوا بالأطفال الذين يعانون ا�ضطرابات في الوعي الفونولوجي ،حيث
ارتبط �أداء هذه المهام بالقدرة على �إدراك الأ�صوات الكالمية .كما بينت هذه الدرا�سة بما يخ�ص
التطبيقات العالجية ،وربما ت�ساهم العوامل مثل الدقة و�إمكان الو�صول �إلى تمثيل �أ�صوات كالمية
رئي�سة للكلمات المنطوقة بم�شكالت في �إدراك الوعي الفونولوجي وتطور الحق في القراءة للأطفال
الذين يعانون ا�ضطرابات لغوية ،كما تثبت القيا�س والتقويم الح�سي التي تختبر تمثيالت الأ�صوات
الكالمية الرئي�سة العالقة الطبية للمعلومات حول الأطفال الذين يعانون ا�ضطرابات نطقية.
كل من «هوغان وكات�س وليتل» ( )Hogan, Catts & Little, 2005حول ا�ستخدام وبينت درا�سة ٍّ
اخت�صا�صي اللغة والكالم تقييم �إدراك الوعي الفونولوجي بطرائق مختلفة حيث تفح�ص هذه الدرا�سة
مدى فائدة هذا القيا�س والتقويم في مرحلة الرو�ضة وال�صف الثاني الأ�سا�سي .وقد ت�ألفت عينة
الدرا�سة من ( )570طفل بين (� )9 - 2سنوات �شاركوا في درا�سة طويلة عن القراءة واال�ضطراب
الفونولوجي ،وقد ا�ستخدمت في هذه الدرا�سة مقايي�س خا�صة بالوعي الفونولوجي وتمييز الأحرف
63
الفصل الرابع :القياس والتقويم الفونولوجي
في مرحلة الرو�ضة ،كما ا�ستخدمت مقايي�س خا�صة بالوعي بمعرفة الأ�صوات وفك الرموز اللغوية في
ال�صف الثاني والرابع الأ�سا�سيين ،وقد �أ�شارت نتائج هذه الدرا�سة �إلى ما ي�أتي:
�1 .1أن مقايي�س الوعي الفونولوجي وتمييز الأحرف في مرحلة الرو�ضة قدمت معلومات تفيد بالتنب�ؤ
بالقراءة في ال�صف الثاني الأ�سا�سي.
2 .2وفي ال�صف الثاني الأ�سا�سي قدمت مقايي�س الوعي الفونولوجي معلومات عن التنب�ؤ بالقدرة
على القراءة في ال�صف الرابع الأ�سا�سي.
3 .3وجدت هنالك عالقة تبادلية بين �إدراك الوعي الفونولوجي وقراءة الكلمات حيث �إن �إدراك
الوعي الفونولوجي في مرحلة الرو�ضة تنب�أ بالقدرة على قراءة ال�صف الثاني الأ�سا�سي.
4 .4وان القدرة على قراءة الكلمات في ال�صف الثاني يتنب�أ ب�إدراك الوعي الفونولوجي في ال�صف
الرابع الأ�سا�سي.
وخل�صت الدرا�سة �إلى �أن تقييم الوعي الفونولوجي يزود بمعلومات عن القراءة في مرحلة
الرو�ضة لكن يفقد هذا القيا�س والتقويم قوته في مرحلة ال�صف الثاني ،وفي تلك المرحلة ي�صبح
هناك رابط قوي بين �إدراك الوعي الفونولوجي وقراءة الكلمات �إذ �إن �إدراك الوعي الفونولوجي ال
ي�ضيف معلومات للتنب�ؤ بالمقدرة على القراءة في مرحلة ال�صف الرابع الأ�سا�سي.
هدفت درا�سة (مبارك� )2006 ،إلى تعرف مظاهر اال�ضطرابات الفونولوجية النمائية وعالقتها
ب�صعوبات التعلم في مرحلة التعليم الأ�سا�سي كما يدركها �أولياء الأمور ،و�شملت �أفراد الدرا�سة �أولياء
�أمور الأطفال الذين يعانون �صعوبات التعلم في مدار�س محافظة الزرقاء والبالغ عددهم ( )100طفل
وطفلة للعام الدرا�سي 2006/2005وقد ا�ستخدمت ا�ستبانة لتعرف مظاهر اال�ضطرابات الفونولوجية
النمائية من وجهة نظر �أولياء �أمور الأطفال .وقد �أظهرت النتائج وجود عالقة بين اال�ضطرابات
الفونولوجية النمائية و�صعوبات التعلم في مرحلة التعليم الأ�سا�سي كما �أظهرت النتائج ب�أنه ال توجد
فروق ذات داللة �إح�صائية تعزى للجن�س.
64
العمليات الفونولوجية وصعوبات القراءة والكتابة
وتن�ص الكثير من التعريفات الحديثة التي قدمت ل�صعوبة القراءة �صراحة على �أن �صعوبة القراءة تعود
في جوهرها �إلى اال�ضطراب اللغوي وال �سيما اال�ضطراب على الم�ستوى الفونولوجي في اللغة.
ففي المرحلة الأولى في القيا�س والتقويم اللغوي ُيجرى تقييم دقيق للم�ستوى الفونولوجي عند
الطفل ،وال �سيما الوعي الفونولوجي والذاكرة الفونولوجية والمعالجة الفونولوجية للكلمات والمقاطع
اللفظية وغير ذلك من الم�ستويات الفونولوجية .وكذلك تقييم الح�صيلة اللغوية من حيث الكم والنوع
والتعبير اللغوي من حيث ا�ستخدام قواعد مبنى الجملة والكلمة بمعنى قواعد النحو وال�صرف & Syntax
Morphologyوالبالغة اللغوية وقدرة الطالب على ا�ستخدام اللغة ا�ستخدام ًا �صحيح ًا وا�ستعمال قواعد
التوا�صل اللغوي .ويق َّيم كذلك الم�ستوى الداللي في اللغة (المعنى اللغوي) وقدرة الطالب على فهم اللغة
وا�ستقبالها ،ونوع ال�صعوبات التي يواجهها في هذا المجال .كما تجري �أي�ض ًا في هذا القيا�س والتقويم
اختبارات تقييم المهارات النطقية� ،أي القدرة على نطق الأ�صوات اللغوية Articulation Skillsوكذلك
قدرة الطالب على التمييز ال�سمعي بين الأ�صوات اللغوية .وفي حال مالحظة وجود ا�ضطرابات في نطق
بع�ض الأ�صوات اللغوية ف�إنه ُيت�أكد �إذا ما كانت م�شكلة النطق هذه وظيفية بمعنى �أن الطفل ال يعانى وجود
خلل تركيبي في �أحد �أع�ضاء النطق �أو �أنه ال يعاني م�شكالت ع�ضوية مثل الخلل في تركيب �أع�ضاء النطق
وحركتها كالل�سان وال�شفاه والحنك اللين والأ�سنان والحبال الفونولوجية (.)Bloom, 1978
65
الفصل الرابع :القياس والتقويم الفونولوجي
بلغة تختلف عن اللغة الم�ستخدمة في البيت �أو المدر�سة) ف�إنه ال بد من �إجراء تقييم دقيق لمالحظة
مدى ت�أثير مثل هذه الثنائية على القدرات اللغوية لدى الطفل ،وكذلك معرفة اللغة التي اكت�سبها
الطفل اكت�ساب ًا �أف�ضل من الأخرى.
وفي اللغة العربية تظهر �إ�شكالية العالقة بين اللغة الف�صحى الم�ستخدمة في التعليم والمناهج
الدرا�سية التي ُيطلب �إلى الطفل تعلمها وا�ستخدمها في القراءة والكتابة ،والعامية التي ي�ستخدمها
الطفل في حياته اليومية وفي التوا�صل ال�شفهي مع المحيطين به .ومن المعروف وجود اختالف بين
العامية والف�صحى من حيث المفردات الم�ستخدمة والقواعد اللغوية ونطق بع�ض الأ�صوات اللغوية.
وي�صل الأمر في بع�ض المفردات �إلى وجود اختالف في داللة الألفاظ بين الف�صحى والعامية .لذلك
ف�إننا نجد �أن من المهم �إجراء تقييم دقيق لقدرات الطفل اللغوية ي�أخذ بعين االعتبار �إ�شكالية العالقة
بين الف�صحى والعامية.
تحتوي المقايي�س التي ت�ستخدم في تقييم القدرات اللغوية عند الأطفال الذين يعانون ا�ضطرابات
في مهارة القراءة على فقرات عديدة ت�شتمل على الجوانب اللغوية جميعها ،ويركز في هذه المقايي�س
�أكثر على تقييم الم�ستوى الفونولوجي بغر�ض التمييز بين الأطفال الذين يعانون �صعوبات تعلم عامة
وبين الأطفال الذين يعانون ع�سر في القراءة ك�صعوبة تعلم محددة .وفي هذا ال�سياق ت�شير بع�ض
الدرا�سات (� )Catts, 1997إلى �أن الأطفال الذين يعانون ع�سر في القراءة يكون �أدا�ؤهم جيدا في
المقايي�س اللغوية عالية الم�ستوى التي تركز على تقييم المحتوى واال�ستيعاب اللغوي ال�شفهي ،بينما
يكون �أداء الأطفال ذوي �صعوبات التعلم دون المتو�سط �أو �أقل من الأطفال ذوي �صعوبات القراءة.
وبذلك يعد القيا�س والتقويم اللغوي الدقيق �أداة منا�سبة لتحديد الأطفال ذوي ع�سر القراءة تحديد ًا
�أف�ضل .وهنالك �سبب �آخر يدعو �إلى التركيز على تقييم الم�ستوى الفونولوجي ،ويكمن في مدى حاجة
الأطفال ذوي ع�سر القراءة ك�صعوبة تعلم محددة �إلى برامج تدريبية وعالجية تركز على الم�ستوى
الفونولوجي في اللغة ،وال �سيما المعالجة الفونولوجية والوعي الفونولوجي ،في حين �أن الأطفال ذوي
�صعوبات التعلم بحاجة �إلى برامج تدريبية ت�شتمل على مو�ضوعات �أخرى كتطوير القدرات اللغوية ب�شكل
عام ،واالهتمام كذلك بتطوير اال�ستيعاب اللغوي ،بالإ�ضافة �إلى التدريب على الم�ستوى الفونولوجي.
66
العمليات الفونولوجية وصعوبات القراءة والكتابة
ا�ستمع �إلى� أ�سماء هذه ال�صور وقل لي �أيها مهام غير حقيقية:
كي�س -قلم -فلو�س �أ�صوات النهاية
تختلف نهاياتها
ا�ستمع �إلى� أ�سماء هذه ال�صور وقل لي ما الكلمة مهام غير حقيقية:
دود -دا ْر � -سوقْ التي تختلف في �صوت منت�صفها؟ �أ�صوات المنت�صف
َول َْد / - - -و/ / َ/ /ل/ / َ/ /د/ نطق كل �صوت ت�سمعه في الكلمة تقطيع الفونيمات
ا�ستمع �إلى كلمة /دار /احذف منها ا�ستمع �إلى كلمة ........احذف ال�صوت الأول.. حذف الفونيمات
�صوت /د /ماذا يتبقى منها؟ ماذا يتبقى من الكلمة؟
غير ال�صوت الأول لكلمة /و َل ْد� /إلى �إذا �أنا غيرت ال�صوت الأول في كلمة دا ْر �إلى ا�ستبدال الفونيم في
/ب /ماذا �ستكون الكلمة الجديدة؟ /ج� /سنح�صل على كلمة جديدة هي /جا ْر/ �أ�صوات البداية
ِ
�/صام ْت/ غير ال�صوت الأخير في
/ناما/لأخير �إلىْ /د ، /ماذا �ستكون الكلمة
/نا�س /وغيرت ال�صوت
�إذا �أنا قلت كلمة ْ ا�ستبدال الفونيم في
ْ هي الجديدة الكلمة �إلى /م� /ستكون �أ�صوات النهاية
الجديدة؟
غير منت�صف �صوت كلمة / �إذا قلت كلمة /دار /وغيرت منت�صف الكلمة
دو ْد� /إلى �صوت �/س /ماذا �ستكون �إلى �صوت /و� /ستكون الكلمة الجديدة هي / ا�ستبدال الفونيم في
�أ�صوات المنت�صف
الكلمة الجديدة؟ دو ْر/
67
الفصل الرابع :القياس والتقويم الفونولوجي
وهناك من االختبارات التي �صممت خ�صي�ص ًا لقيا�س هذا الجانب من الم�ستوى الفونولوجي
اختبار الوعي الفونولوجي Test of Phonological Awarenessويعرف اخت�صار ًا TOPAوهو من
االختبارات الم�سحية .ي�ستخدم هذا االختبار غالب ًا في المراحل الدرا�سية الأولى بحيث يطلب �إلى
الطفل مطابقة �صور معينة اعتماد ًا على ت�شابه ال�صوت الأول �أو الأخير من الكلمة .ومن االختبارات
الأخرى اختبار �صويرز للوعي ب�أجزاء اللغة ()Sawyers Test of Awareness of Language Segments
ويعرف اخت�صار ًا .TAWSيهدف هذا االختبار في المقام الأول �إلى قيا�س ا�ستعداد �أو قدرة الطفل
على تعلم مهارة القراءة ،وي�ستخدم في هذا االختبار مربعات ملونة ب�ألوان مختلفة لتحديد �أجزاء
الكلمة �أو الجملة� .أما الأ�سا�س النظري لهذا االختبار ف�إنه يعود �إلى درا�سات الباحثة «ايزابيل لبيرمان»
Isabelle Libermanحول تطور الوعي الفونولوجي عند الأطفال .فقدرة الطفل في هذا المجال تتطور
تطور ًا تدريجي ًا وتبد�أ من القدرة على تجزئة الجملة �إلى الكلمات المكونة منها ثم االنتقال �إلى القدرة
على تقطيع الكلمات �إلى المقاطع اللفظية التي تتكون منها هذه الكلمات� .أما المرحلة الأخيرة في
تطور الوعي الفونولوجي فتتمثل في قدرة الطفل على تقطيع المقاطع اللفظية �إلى الفونيمات التي
تتكون منها .وهذا ما ي�سميه بع�ض الباحثين بالوعي الفونيمي ،بمعنى الوعي محتويات الكلمة جميعها
من الأ�صوات اللغوية �أو الفونيمات التي تتكون منها.
�أما «اختبار موري�س للتهجئة »Morris Spellingف�إنه ال يعد من االختبارات المعيارية� ،إال �أنه يوفر
معلومات جيدة حول قدرة الأطفال على تعلم مهارة القراءة ،ويطبق غالب ًا في مرحلة ريا�ض الأطفال
وفي بداية المرحلة الدرا�سية .كما �أن العديد من المخت�صين يطبقونه بالإ�ضافة �إلى اختبارات �أخرى
مثل م�سح القراءة المبكر Early Reading Screeningحيث يمكن من خاللها التعرف مبكر ًا على
الأطفال ممن يحتمل �أن تكون لديهم �صعوبة معينة في تعلم مهارة القراءة واكت�سابها.
ب .تقييم القدرة على الت�سمية ال�سريعة
يمكن تعريف القدرة على الت�سمية ال�سريعة على �أنها ال�سرعة في تذكر الرموز الفونولوجية
(الفونولوجية) للحروف والكلمات .وهناك العديد من االختبارات التي يمكن توظيفها لقيا�س
قدرة الطالب على الت�سمية ال�سريعة .من هذه االختبارات «اختبار الت�سمية ال�سريعة الآلية» Rapid
.Automatized Naming Test
ويعرف اخت�صارا RANط َّور هذا االختبار كل من الباحثين «دنكال وروديل» Denckla & Rudel
في عام .1972ويطلب �إلى الطفل في هذا االختبار ت�سمية خم�سة �ألوان موزعة توزيع ًا ع�شوائي ًا على
خم�سين فقرة ،حيث ُيالحظ الوقت الذي ي�ستغرقه الطفل في الت�سمية دون االهتمام بالدقة� ،أي �أن
االهتمام في هذا االختبار ين�صب على �سرعة تذكر الطفل للأ�سماء .ومن المهم الإ�شارة هنا �إلى
�أن البطء في الت�سمية ال يدل بال�ضرورة على �أن الطفل يعاني ع�سر ًا في القراءة ،وبناء عليه ف�إنه
68
العمليات الفونولوجية وصعوبات القراءة والكتابة
يمكن القول �أن نتائج هذا االختبار �إ�ضافة �إلى نتائج االختبارات الأخرى �ست�ساعد في تقييم الجانب
الفونولوجي عند ع�سر القراءة.
ج .تقييم الذاكرة الفونولوجية
ي�شير م�صطلح الذاكرة الفونولوجية �إلى القدرة على ترميز المعلومات الفونولوجية وحفظها،
وبذلك ُيحتفظ بالمعلومات اللفظية في الذاكرة.
وال يوجد بين الباحثين اتفاق حول طريقة قيا�س هذا النوع من الذاكرة .وتعد �إحدى فقرات
الجزء اللفظي من اختبار وك�سلر للذكاء التي يطلب بموجبها �إلى الطفل �إعادة الأرقام �إعادة ت�صاعدية
�أو تنازلية وتذكر الأرقام بعد �سماعها مثال على االختبارات التي تقيم من خاللها الذاكرة الفونولوجية
ق�صيرة المدى .ومن االختبارات الأخرى «اختبار الذاكرة ال�صماء» حيث يطلب �إلى الطفل في هذا
االختبار تذكر مجموعتين من الكلمات .تتكون المجموعة الأولى من كلمات ال يوجد رابط بينها ،بينما
توجد عالقة معينة بين المجموعة الأخرى من الكلمات.
وتجدر الإ�شارة هنا �إلى �أن نتائج هذا االختبار يمكن �أن ت�ستخدم مع مجموعة �أخرى من
االختبارات من �أجل الو�صول �إلى �صورة دقيقة حول طبيعة ال�صعوبات الفونولوجية الم�صاحبة ل�صعوبة
القراءة التي يعانيها الطفل.
ومن االختبارات التي تقي�س نواحي فونولوجية معينة عند الأطفال اختبار «رو�سويل � -شال للدمج»
(الربط) ال�سمعي ،Roswell - Chall Auditory Blending Testويعد هذا االختبار من االختبارات
الم�ستخدمة بكثرة في تقييم الم�ستوى الفونولوجي عند ذوي ع�سر القراءة ،حيث يقي�س قدرة الأطفال
على ربط الفونيمات �أو دمجها لتكوين كلمات �صحيحة ذات معنى .يعتمد هذا االختبار على ما ي�سمى
الإكمال �أو الإغالق ال�سمعي حيث يطلب �إلى الطفل تكملة كلمة ينق�صها فونيم �أو مقطع لفظي.
ومن االختبارات الأخرى التي ت�ستخدم في تقييم ع�سر القراءة اختبار Linda mood Auditory
Conceptualized Testي�ستخدم هذا االختبار مكعبات ملونة لتمييز الفونيمات وترتيبها في كلمات
ذات معنى ،والفقرة الأخيرة منه م�صممة للكلمات التي لي�س لها معنى.
�إن تقييم الم�ستوى الفونولوجي في اللغة يعتمد على اختبارات عدة ،وذلك بهدف الو�صول �إلى
�صورة �شاملة عن القدرات الفونولوجية عند الطفل .وال بد من الت�أكيد كذلك على �أن اال�ضطراب
في الوعي الفونولوجي� ،أو الذاكرة الفونولوجية �أو الت�سمية ال يعني بال�ضرورة �أن الطفل يعاني ع�سر
القراءة .فمثل هذا النوع من اال�ضطرابات يمكن مالحظته لدى �أطفال �آخرين ال يعانون �صعوبات �أو
ع�سر في القراءة .بمعنى �أن نتائج هذه االختبارات يجب �أن ت�ؤخذ بعين االعتبار مع نتائج اختبارات
�أخرى تركز على النواحي المعرفية والأكاديمية في عملية تقييم ع�سر القراءة.
69
الفصل الرابع :القياس والتقويم الفونولوجي
وفي الوطن العربي لم تظهر محاوالت ملمو�سة تهدف �إلى ا�ستخدام تلك المعلومات المكت�سبة
من الدرا�سات ال�سابقة ليمدنا بعدد من المقايي�س المقننة التي ت�ساعد على تعرف �صعوبات التعلم
الخا�صة بين المتحدثين باللغة العربية .كما �أُقترح �سابقاً ،المقايي�س �سوف ُتركز على القراءة
والكتابة وهو الجانب الأ�سا�سي الذي ُيظهر الأطفال ذوو �صعوبات التعلم م�شكالت تعليمية به� .إلى
جانب �أن المهارات المرتبطة بتعلم القراءة والكتابة في اللغة العربية �سوف ُي�شخ�ص ليعطي �صورة
متكاملة للقدرات وال�صعوبات لدى الطفل .هذا �سوف يتطلب ن�سخة عربية منا�سبة لمقايي�س العمليات
الفونولوجية� ،أكثر الجوانب ارتباط ًا ل�صعوبات القراءة ،ومقايي�س لت�شخي�ص الذاكرة اللغوية �أو
اللفظية� ،أكثر المقايي�س الم�ستخدمة في �صعوبات التعلم مع العلم �أن الم�شروع الحالي �سوف يقي�س
الذاكرة اللفظية وال�صورية لما تتميز به اللغة العربية من خ�صائ�ص معقدة في النظام الكتابي� .إلى
جانب �أن اللغة العربية تعطي دور ًا كبير ًا للر�سم الكتابي واال�شتقاق في تعلم القراءة والكتابة ،و�سوف
يت�ضمن الم�شروع مقايي�س لتلك المهارات.
الناتج النهائي هو �سل�سلة من المقايي�س المقننة التي تقي�س مهارات القراءة والكتابة،
والفونولوجي ،والر�سم الكتابي واال�شتقاق ،والذاكرة للمراحل الدرا�سية .5 - 2هذه المراحل اختيرت
بنا ًء على �أنها �أكثر المراحل التي يتعرف فيها على ال�صعوبات .وا�ضح �أن �صعوبات التعلم تحتاج
للت�شخي�ص في �أي مرحلة عمرية ولكنه وجد �أن التعرف المبكر يعطي �أف�ضل النتائج في برامج العالج
والتدخل التربوي ( )Torgessen, 2002وعليه فوجود مقايي�س لتعرف ال�صعوبات في المراحل الأولية
للتعليم نحن في حاجة ما�سة �إليها .ولكن عندما تعمل المزيد من الأبحاث والدرا�سات على التطور
اللغوي مع الأطفال في مراحل ما قبل المدر�سة ،وفي ال�سنة الأولى االبتدائية؛ لكي ت�صبح عمليات
والك�شف والتدخل المبكر فعالة�( .سنة ثاني ابتدائي ال تدخل �ضمن برامج �أو الك�شف المبكر).
وفيما يلي و�صف لمحاولة مركز تقويم وتعليم الطفل في بناء بطارية اختبارات المعالجة
الفونولوجية:
70
العمليات الفونولوجية وصعوبات القراءة والكتابة
71
الفصل الرابع :القياس والتقويم الفونولوجي
اختبار دقة قراءة الكلمات غير الحقيقية :ويتطلب قراءة كلمات غير حقيقية ولي�س لها معنى
عن طريق تجميع �أ�صوات الحروف المرتبطة للفظ تلك الكلمة ،وتتطلب القدرة على تجميع تلك
الحروف �إلى القدرة على ا�سترجاع الحروف وربط ال�صوت ب�شكل الحرف ،ومن ثم �ضمها في ال�سل�سلة
ال�صوري �أو
المت�صلة لتكوين كلمة ،وبما �أن تلك الكلمات غير حقيقية فعامل تعرف الكلمة ب�شكلها ّ
عامل وجود الكلمة في القامو�س اللغوي م�ستبعد ،وت�شخّ �ص قدرة الطفل هنا على ربط �شكل الحرف
ب�صوته ومن ثم تجميعه لتهجئة الكلمة غير الحقيقية� ،إن هذا النوع من االختبارات يتطلب معرفة
الطفل بالحروف وما تمثله من �أ�صوات ،مما جعلنا ن�ضمه �إلى هذه الفئة العمرية وا�ستخدامه مع
الأطفال في المراحل العمرية من ال�صف الثاني �إلى ال�صف الخام�س االبتدائي والقادرين على
القراءة� ،أما الأطفال الأقل �سن ًا فت�ستخدم معهم اختبارات التمييز ال�سمعي للأ�صوات في الكلمة ،مثل:
دمج الأ�صوات في الكلمة ومطابقة ال�سجع ،وهي المهارات الأولية لمهارة الوعي بالأ�صوات .ويتكون
االختبار من ( )25فقرة رئي�سة عبارة عن كلمات غير حقيقية لي�س لها معنى ،يقر�ؤها المفحو�ص
بالت�شكيل ال�صحيح .تقدم تلك الكلمات على �شكل قائمة تحتوي على مجموعة من الكلمات في كل
�صفحة موزعة على خم�س �صفحات .تبد�أ بفقرات تدريبية عددها �أربع ،ويطلب �إلى المفحو�ص قراءة
تلك الكلمات ب�أح�سن ما عنده.
جدول ( )5نموذج لالختبار من كرا�سة الإجابة
الدرجة الكلمة م
()0/1
بف
َ�ص ْ 1
مَ ف ْ
ْخوط 2
بَ�شْ خْ 3
لقيا�س �سرعة النفاذ للمعجم اللغوي ،هناك اختباران :الأول الت�سمية ال�سريعة للأ�شكال،
والت�سمية ال�سريعة للحروف.
�أ .اختبار الت�سمية ال�سريعة للأ�شكال:
كان الهدف الرئي�س من تلك االختبارات هو تعرف قدرة الطفل على اال�سترجاع من الذاكرة
طويلة المدى ،وعليه يجب �أن تكون الفقرة المراد ت�سميتها معروفة لدى الطفل ،ومخزنة لديه في
الذاكرة الطويلة ،وبالتالي تقا�س قدرته على اال�سترجاع ال�سريع قيا�سً ا دقيق ًا من غير تدخل عامل
معرفة تلك الفقرة �أم ال .فالأ�شكال ب�شكل عام معروفة لدى الأطفال وال �سيما في المراحل الأولية،
ويت�ضمن هذا االختبار � 72شك ًال مق�سمة على نموذجين (�أ)( ،ب) ويقي�س ال�سرعة التي ي�ستطيع
72
العمليات الفونولوجية وصعوبات القراءة والكتابة
بها المفحو�ص ت�سمية الأ�شكال المختلفة ،ويوجد في كرا�سة البطاقات �صفحتان موزعة من خاللها
الأ�شكال على �أربعة �سطور وت�سعة عواميد لـ � 12شك ًال مرتبة ترتيبا ع�شوائيًا (وهم :وردة ،كرة� ،أرنب،
�سمكة ،يد ،بطة ،باب ،مفتاح ،بيت� ،شجرة ،كر�سي ،قلم) .تعر�ض ال�صفحة الأولى على المفحو�ص ثم
يطلب �إليه ت�سمية الأ�شكال ابتدا ًء من اليمين ب�أ�سرع ما يمكن ،ثم ينتقل �إلى النموذج الثاني ،ويح�سب
الزمن وعدد الأخطاء لكل نموذج .وقد روعي عند ت�صميم االختبار اختيار الأ�شكال الأكثر تكرار ًا
والم�ألوفة في تلك المرحلة العمرية ليكون االختبار �أكثر �صدق ًا لما يراد قيا�سه.
الجدول ( )6يو�ضح نموذج لكرا�سة البطاقات الختبار الت�سمية ال�سريعة للأ�شكال
73
الفصل الرابع :القياس والتقويم الفونولوجي
74
العمليات الفونولوجية وصعوبات القراءة والكتابة
75
الفصل الرابع :القياس والتقويم الفونولوجي
العمليات للرفع من الم�ستوى القرائي لدى الأطفال ،ومدى نجاح برامج التدخل الخا�صة بالقراءة
بتطبيق تلك االختبارات �سواء كانت اختبارات قبلية �أم بعدية �أم تتبعية لتتبع تقدم الطفل في �أثناء
برامج التدخل.
مواد االختبار:
يت�ضمن االختبار المواد الآتية:
الو�صف البند
تحتوي على:
- -فقرات اختبار حذف المقاطع (ي�سمعها المفحو�ص عبر الم�سجل ثم يدون الفاح�ص
الإجابات في كرا�سة الإجابة).
- -فقرات اختبار تكرار الكلمات غير الحقيقية (ي�سمعها المفحو�ص عبر الم�سجل ثم يدون كرا�سة
الفاح�ص الإجابات في كرا�سة الإجابة). الإجابة
- -فقرات اختبار دقة قراءة الكلمات غير الحقيقية (يقر�أ المفحو�ص الكلمات من البطاقة
ويدون الفاح�ص الإجابات في كرا�سة الإجابة).
- -تعر�ض بطاقة االختبار الرابع والخام�س (الت�سمية ال�سريعة للأ�شكال والحروف) على
المفحو�ص ،ويدون الفاح�ص الزمن الم�ستغرق وعدد الأخطاء في كرا�سة الإجابة.
يحتوي على تعليمات مف�صلة حول كيفية �إجراء كل اختبار. دليل االختبار
تحتوي على جدوال بيانية لتمثيل الدرجات بيانياً ،وجزء للتف�سير الكيفي للدرجات كرا�سة التقرير
والتو�صيات. والتو�صيات
�أ�سطوانة الت�سجيل م�سجل عليها اختبار حذف المقاطع والأ�صوات ،واختبار تكرار الكلمات الم�سجل ال�صوتي
غير الحقيقية. و�إ�سطوانة الت�سجيل
76
العمليات الفونولوجية وصعوبات القراءة والكتابة
الفصل الخامس:
التدريب الفونولوجي
5
77
العمليات الفونولوجية وصعوبات القراءة والكتابة
الفصل الخامس
التدريب الفونولوجي
�أهمية التدريب الفونولوجي
يعد الم�ستوى الفونولوجي من �أكثر الم�ستويات اللغوية ارتباط ًا بمهارة القراءة والكتابة،
وتولي معظم برامج العالج والتدريب الحديثة الموجهة �إلى الم�صابين بع�سر القراءة عناية
خا�صة بما يعرف لدى المخت�صين بتطوير الوعي الفونولوجي والمهارات الفونولوجية ب�شكل
عام ،ويفتر�ض في هذا المجال �أن تح�سين المهارات الفونولوجية لدى الم�صاب بع�سر القراءة
�سوف يمكنه من تعلم المهارات الأ�سا�سية في القراءة وعلى ر�أ�سها االقتران بين الحرف
المكتوب وال�صوت المنطوق.
وتعترف معظم النظريات ب�أن التطوير الناجح للقراءة يتميز بتطور ناجح للوعي
الفونولوجي و�صعوبات القراءة ترتبط بالخلل في الوعي الفونولوجي (مثال ذلك عند Ehri,
،)1999; Frith, 1985; Goswami, & Bryant, 1990; Snowling, 1990والدليل الذي يربط
بين �ضعف التمثيل الفونولوجي ب�صعوبات القراءة هو دليل قوي مما جعل ()Stanovich, 1986
يقترح �أن ُيعرّف الع�سر القرائي (الد�سلك�سيا) في �إطار �أنها (خلل فونولوجي) ،وهذا االختالف
الفونولوجي المتغير في نموذجه المحوري يوحي ب�أن ه�ؤالء الأ�شخا�ص ذوي القدرة ال�ضعيفة
في القراءة يختلفون عن �أولئك الذين يمتلكون قدرات طبيعية ومهارات تتطرق �إلى هذا الخلل
الفونولوجي الجوهري مثل المهام المتعلقة بالوعي الفونولوجي،ومع ذلك ف�إن (Chiaeep,
)Stringer, Siegel, & Stanovich, 2002قد الحظوا �أن الإجماع حول نظرية الخلل الفونولوجي
الجوهري تزيد في كمية البحوث التي تتناول �إمكان �أن يكون هذا الخلل الفونولوجي الجوهري
نف�سه هو في واقع الأمر خلل ثانوي �آخر مميز ،وال نعرف على وجه اليقين ما الذي �سبب هذا
ال�ضعف الفونولوجي؟.
و�إذا تحدثنا عن �أكثر �صعوبات التعلم ارتباط ًا بالوعي الفونولوجي وهي القراءة والكتابة،
فالبد �أن ن�شير كما ذكرنا �سابق ًا �إلى ارتباط بع�ض العمليات الفونولوجية وال �سيما الوعي
الفونيمي بتطور القراءة والكتابة ،لذلك ف�إنه ال بد من تدريب الأطفال على الكلمات المنطوقة،
وكيفية تعرف نطق هذه الكلمات ،وهو ما يطلق عليه ا�سم �إدراك النطق.
79
الفصل الخامس :التدريب الفونولوجي
80
العمليات الفونولوجية وصعوبات القراءة والكتابة
والإيطالية بها بناء ب�سيط ن�سبي ًا للمقاطع (مجموعات قليل من الحروف ال�ساكنة) وكذلك �أعداد
محدودة للحروف المتحركة ،وحدود وا�ضحة المعالم بين المقاطع مقارنة باللغة الفرن�سية والإنكليزية.
البروز والتعقيد للأجزاء اال�ستهاللية في اللغة المنطوقة قد ت�ؤثر على تطوير الوعي اال�ستهاللي
والوعي الفونيمي لقد وجد كل من (� )Caravolas & Bruck, 1993أن الأطفال الذين يتحدثون اللغة
الإنكليزية قبل تعلمهم للقراءة والكتابة ،كانوا �أف�ضل من الأطفال الذين يتحدثون اللغة الت�شيكية قبل
تعلم القراءة والكتابة� .أي�ضا في ا�ستهالالت منعزلة (اال�ستهالل بحرف �ساكن واحد) وهو مهارة
للوعي باال�ستهالل والوزن ال�شعري ،وبالمقارنة بين الأطفال المتحدثين باللغة الت�شيكية كانوا �أف�ضل
في عزل الفونيمات المبدئية من مجموعات اال�ستهالل (اال�ستهالل بمزيد من الحروف ال�ساكنة)،
وهي مهارة �أكثر وعي ًا متقدم ًا للفونيم .هذه النتائج تت�سق مع الخ�صائ�ص الفونولوجية للغتين :فاللغة
الت�شيكية بها 258من مجموعات اال�ستهالالت المختلفة التي تحدث حدوث ًا متكرر ًا �أكثر من عدد 31
مجموعة ا�ستهاللية في اللغة الإنكليزية .وهكذا نرى �أن تكرار التعر�ض �إلى مجموعة متنوعة ومعقدة
من اال�ستهالالت في اللغة ال�شفهية قد ير�شد الأطفال �أن يكونوا �أكثر �أو �أقل ح�سا�سية لال�ستهالالت
�أكثر من الفونيمات داخل هذه اال�ستهالالت.
2 .2االن�سجام بين الحروف ال�ساكنة والمتحركة:
يحتمل �أن يكون ت�أثير تطور الوعي بالفونيمات ،وتحقيق االن�سجام بين الحروف المتحركة والحروف
ال�ساكنة هي قواعد فونولوجية تظهر في بع�ض اللغات التي تتطلب وجود حروف �ساكنة ومتحركة داخل
الكلمة حتى تتبع طائفة بعينها من الحروف المتحركة �أو ال�ساكنة .وينتج عن هذا االن�سجام بين الحروف
المتحركة والحروف ال�ساكنة في اللغات المنطوقة والمحكمة ،حيث نجد �أ�شكاال متعددة لكل الحقة
�أو بادئة ُتختار بناء على هذا االن�سجام الفونولوجي مع جذر الكلمة ،على �سبيل المثال �أ�سماء الجمع
في اللغة التركية تتكون ب�إ�ضافة اللواحق � lerأو larاعتمادا على كيفية ت�شكيل جذر الحرف المتحرك
وكيفية نطقه من �أمام �أو من وراء الفم .وهذا الحرف ال�ساكن يراقب وي�ستخدم الفونيمات في الجذور،
واللواحق والبوادئ المطلوبة للح�صول على االن�سجام بين الحروف المتحركة والحروف ال�ساكنة ،وقد
يجبر هذا الأطفال ال�صغار ب�أن يكونوا ح�سا�سين للفونيمات� ،أما �أطفال ريا�ض الأطفال الذين يتحدثون
اللغة التركية التي تتطلب تحقيق االن�سجام في الحروف المتحركة التي تحتوى على لواحق متعددة مثبتة
مع ًا هم �أف�ضل في حذف الفونيم النهائي من الكلمات �أكثر من �أطفال ريا�ض الأطفال الذين يتحدثون
اللغة الإنكليزية التي ال تتطلب تحقيق االن�سجام في الحرف المتحرك (.)Durgunoglu, 1999
�إحدى الطرائق التي تعد دا ًال على رموز الوحدة اللغوية في لغة ما هي عدد الأ�صوات المتجاورة
والكلمات في اللغة التي تتقا�سم الوحدة الفونولوجية نف�سها والقريبة في عدد الكلمات في تلك اللغة
التي ت�شترك في الوحدات الفونولوجية نف�سها على �سبيل المثال نجد الكلمات الإنكليزيةbight - kite :
81
الفصل الخامس :التدريب الفونولوجي
- hightلها الأوزان ال�شعرية نف�سها ومتجاورة لأنها ت�شترك في الوزن ال�شعري نف�سه لل�صوت ،وهناك
تنا�سب �أكثر في الأوزان ال�شعرية في اللغة الإنكليزية في كلمات مثل cat - cap - calfالتي ت�شترك
في اال�ستهالل نف�سه الفونولوجي وفي التركيب نف�سه للحروف المتحركة التي ت�سمى ج�سم الحرف،
والأطفال الذين يتحدثون اللغات التي بها تنا�سب �أكبر بين الوحدات الفونولوجية المتجاورة �أكثر من
�أج�سام الحرف ،يتطور لديهم الوعي بالوزن ال�شعري اال�ستهاللي قبل الوعي بج�سم الحرف وتقفيلة
اللحم codaالتي تعد حرف ًا �ساكن ًا نهائيا �أو مجموعة حروف �ساكنة على �سبيل المثال �سيجد الأطفال
الذين يتحدثون اللغة الإنكليزية �أو الفرن�سية �أو الهولندية �أو الألمانية �أنهم يتعلمون تقطيع المقطع
الذي يحتوى على �ساكن -متحرك � -ساكن واال�ستهالل والوزن ال�شعري قبل �أن يتعلموا تق�سيم المقطع
�إلى �ساكن -متحرك � -ساكن في ج�سم الكلمة وفي تقفيلة اللحم Coda (Ziegler & Goswami,
،)2005وفي المقابل قد ي�ستطيع الأطفال اليابانيون تطوير الوعي بج�سم الكلمة -تقفيلة اللحم Coda
قبل الوعي بالوزن ال�شعري لال�ستهالل ( )Atka, Hatano & Inagaki, 2000وهو ما تت�ضمنه اللغة
اليابانية ويف�ضل المتحدث بها تف�ضيل ما يمكن �أن يت�صل بج�سم الكلمة فوق الأوزان ال�شعرية.
محددات التعقيد اللغوي ت�ؤثر �أي�ض ًا على الوعي الفونولوجي رغم ارتباط ذلك ببناء الكلمة وو�ضع
الفونيم داخلها ي�ضيف �صعوبة للوعي الفونيمي ،وهناك دليل على �أن هناك ت�أثير ًا لو�ضع الفونيم الذي
يتعلم فيه الأطفال تحديد الحروف ال�ساكنة المبدئية �أو ا�ستعمالها في مجموعات ا�ستهاللية (مثال
ذلك� )Crest :أو الحرف ال�ساكن النهائي في مجموعة من تقفيالت اللحم (مثال ذلك )Crest :قبل �أن
يتعرفوا �أو ي�ستخدموا الحروف ال�ساكنة الو�سطية (مثال ذلك)Crest :
ويت�أثر تطور الوعي الفونيمي �أي�ض ًا بعوامل النطق التي ت�سهم في التعقيد اللغوي للكلمة� .أما طريقة
النطق فت�شير �إلى اتجاه الهواء �أو ال�صوت الب�شري وما يفرزه من الجهاز الفونولوجي �أو درجة الت�ضييق
فيه والحروف ال�ساكنة ال�سهلة هي مثل( liquids :و�صوتها مثل )&/r/1 :وذلك في رفع الحنك الطري
ويتبع ذلك الحروف الأنفية (التي تنطق مثل ،)n/m :والتي ت�صنع ب�إغالق فتحة الأنف وال�سماح للهواء
بالمرور من خالل الأنف ثم ينزلق (مثل )w/ :والتي ت�صنع بحركة النطق و�أخيرا الحروف التي
ت�سد مجرى الهواء وهنا طريقة تتفاعل مع مو�ضع الفونيم لتحدد �صعوبة ف�صل الم�ستهالت العنقودية
وكذلك في تقفيلة اللحم ،)Coda (Treiman, 1984و�سيتبع الأطفال تطوير ح�سا�سيتهم الختالفات
مو�ضع النطق الذي يقع في الجهاز الفونولوجي عندما ي�ضيق قبل تطوير الح�سا�سية الختالفات
الفونيم الفونولوجي ( )Rodriguez, Tincoff, Tincoff, Broderich & Treiman,1998والفونيمات �إما
�أنها منطوقة �أو غير منطوقة ويعتمد ذلك على النطق واالهتزاز للطيات الفونولوجية (مثال ذلك:
االختالفات الفونولوجية بين )f / vو�أخير ًا ي�صبح من ال�سهل �أن تكون الحروف ال�ساكنة غير المنطوقة
�أكثر من الحروف ال�ساكنة المنطوقة على الأقل في تهجئة المهام التي تحتاج �إلى وعي فونيمي وغيره
من المهارات والكفاءات (.)Stage & wagner, 1992
82
العمليات الفونولوجية وصعوبات القراءة والكتابة
83
الفصل الخامس :التدريب الفونولوجي
مبا�شراً .وهذا ما نالحظه في �أ�سلوب �أورتون -غلينهام Orton Gillngham -الذي يعد من �أوائل
الأ�ساليب التي ا�ستخدمت في تعليم الأطفال الذين يواجهون �صعوبة في اكت�ساب المهارة .بينما
االهتمام بالتدريب الفونولوجي بمفهومه الوا�سع لم ي�أخذ مكانته �إال في ال�سنوات الأخيرة ،رغم �أن
العالقة بين �صعوبات القراءة و�ضعف الوعي الفونولوجي قد تحقق منها منذ �ستينيات القرن الما�ضي
من خالل العديد من الدرا�سات التي �أكدت على �أهمية الوعي الفونولوجي في عملية تعلم القراءة
ب�شكل خا�ص ،وعلى ت�أثير اال�ضطراب في الم�ستوى الفونولوجي في ظهور �صعوبة �أو ع�سر القراءة ب�شكل
عام .ويمكن ا�ستنتاج تعريف للتدريب الفونولوجي على �أنه ا�ستخدام مجموعة من الأ�ساليب والأن�شطة
الهادفة الك�ساب الطالب مهارات الوعي الفونولوجي.)Catts & Fey, 1996( .
حـ�صـا = .........ح�صان
ق ـلـ = ..........قلم
جدي ـ = ..........جديد
84
العمليات الفونولوجية وصعوبات القراءة والكتابة
وكذلك تدريبهم على تبديل فونيم واحد في الكلمة .فعلى �سبيل المثال :كلمة مال �إذا �أبدلنا فيها
�صوت الميم بقاف ماذا ت�صبح الكلمة؟ وكذلك �إ�ضافة فونيم معين �إلى الكلمة ك�إ�ضافة �صوت المد
«ي» �إلى كلمة كتاب ،فماذا ت�صبح الكلمة؟ وبعد �أربعة ع�شر �أ�سبوع ًا من التدريب الحظ الباحث تطور ًا
جيد ًا في قدرة الأطفال على هذه المهارات الفونولوجية عند مقارنة الأداء مع المجموعة الأخرى من
الأطفال الذين لم يتلقوا هذا النوع من التدريب (المجموعة ال�ضابطة).
وفيما يخ�ص الأطفال المتوقع �أن تتطور لديهم �صعوبة في تعلم القراءة Children At Riskك�أن
يكون �أحد الوالدين �أو كالهما من المع�سرين قرائي ًا �أو من الذين يعانون ا�ضطراب ًا نمائي ًا في اللغة
والكالم� ،صمم الباحث فين�سكي ( )Venezky, 1976برنامج ًا يدعى مهارات ما قبل القراءة Pre
Reading Skillsمخ�ص�ص لهذه الفئة من الأطفال يقوم على �أ�سا�س تدريبهم على تطابق الأ�صوات مع
�صور معينة ثم تدريبهم على تجميع هذه الأ�صوات لتكوين كلمات �صحيحة ذات معنى .وهذا البرنامج
ي�شبه في بع�ض جوانبه برنامج ًا �آخر �أعد خ�صي�ص ًا للأطفال المنحدرين من بيئات ثقافية واقت�صادية
متوا�ضعة ،والأطفال المحرومين ب�شكل عام ب�سبب قلة الم�ؤثرات اللغوية في المحيط الذي يعي�شون فيه
(كالأقليات العرقية والمهاجرين الجدد في الواليات المتحدة �أو الأطفال الذين ينتمون �إلى المناطق
النائية) .وقد �أظهرت العديد من الدرا�سات �أن لدى هذه الفئة من الأطفال قدرات لغوية �أقل من الأطفال
الآخرين ال �سيما في الم�ستوى الفونولوجي والبراعة في التعامل مع الأ�صوات اللغوية (الفونيمات).
بداية هذه الدرا�سات تم تطبيق اختبارات قبلية ،من ثم درب الأطفال على مالحظة ال�صوت الأول في
الكلمة الم�سموعة ،بعدها انتقل التدريب �إلى تعليم اقتران الحرف وال�صوت الدال عليه (تعلم نطق
الحروف) ،ثم دربوا على تركيب (تجميع) مجموعة من الأ�صوات لتكوين كلمات ذات معنى .وبعد �ستة
�أ�شهر من التدريب �أُجريت اختبارات بعديه حيث تبين تطور مهارات القراءة الأ�سا�سية ،وتطور الوعي
الفونولوجي عند هذه المجموعة من الأطفال وفق ما �أفادت به درا�سة «واالت�ش» ( )Wallach, 1976التي
تعد من �أوائل الدرا�سات في مجال تطوير مهارات القراءة عند الأطفال (.)Graham, 1990
وقد ُدربت «هليا روبين» ( )Rubin, 1992مجموعة من معلمات ريا�ض الأطفال على ت�ضمين مهارات
البراعة ال�صوتية (التعامل مع الأ�صوات اللغوية من خالل تجميع �أ�صوات معينة بجانب بع�ضها �أو حذف
�صوت معين من الكلمة �أو �إ�ضافة �صوت �إلى الكلمة) وتطوير الوعي الفونولوجي ب�شكل عام ،وذلك �ضمن
الأن�شطة والفعاليات التي تقام في الرو�ضة وال �سيما التركيز على تدريب الأطفال الذين يالحظ لديهم
�ضعف في تطور القدرات اللغوية .وقد يت�ضمن هذا البرنامج تدريب الأطفال على المهارات الآتية:
85
الفصل الخامس :التدريب الفونولوجي
وعقب تطبيق هذا البرنامج التدريبي على �أكثر من �أربعمائة طفل لمدة ت�سعة �أ�شهر ،تبين تطور
قدرات الأطفال في تهجئة الكلمات كتحديد الأ�صوات التي تتكون منها المفردات .وال �سيما القدرة
على تحديد �أ�صوات المد Vowelsفي و�سط الكلمة ،والأ�صوات ال�ساكنة في بداية الكلمة ونهايتها.
وكان متو�سط �أداء هذه المجموعة �أف�ضل من �أداء المجموعة ال�ضابطة� ،أي تلك المجموعة التي لم
تتلق التدريب على هذه المهارات.
ومن الدرا�سات الطولية كانت درا�سة «لندبري» ( )Lundbery, 1988التي �أجريت على 235طفل
تلقوا تدريب ًا على تطوير الوعي الفونولوجي في مرحلة ريا�ض الأطفال من خالل ا�ستخدام جمل وكلمات
ذات �إيقاع و�سجع .كما ُدربوا كذلك على تحليل المفردات �إلى الفونيمات المكونة لها .وبعد �سنة من
التدريب لوحظ تطور جيد في قدرة الأطفال على تحليل الكلمات �إلى الأ�صوات المكونة لها ،وكذلك في
القدرات الفونولوجية ب�شكل عام ،وذلك عند مقارنتهم مع مجموعة الأطفال الذين لم يتلقوا هذا النوع
من التدريب .و ُتوبعت هذه المجموعة حتى نهاية ال�صف الثاني االبتدائي �أي بعد �سنتين من انتهاء
البرنامج التدريبي ،ولوحظ �أن قدرات هذه المجموعة من الأطفال كانت �أف�ضل في القراءة وكذلك في
تهجئة الكلمات مقارنة بالأطفال الآخرين في ال�صف ،علم ًا ب�أن التدريب ال�سابق ت�ضمن التدريب على
الوعي الفونولوجي فقط ،ولم يكن هناك تدريب على مهارة القراءة تدريب ًا مبا�شراً.
�أما الدرا�سة الطولية الأخرى فقد تمت في �أ�ستراليا و�أجراها «بيرن» ( )Byrne, 1991فاهتمت
بمتابعة مجموعة من الأطفال تلقوا تدريب ًا خا�صا في مرحلة ريا�ض الأطفال على تطوير الوعي
الفونولوجي من خالل تدريبهم على مالحظة الأ�صوات الم�شتركة في الكلمات ،وكذلك التدريب على
مالحظة اقتران الحرف وال�صوت الدال عليه .وقد لوحظ مع نهاية البرنامج التدريبي تطور ًا جيد ًا
في القدرات الفونولوجية وال �سيما الوعي الفونيمي .وفي نهاية ال�صف الأول �أي بعد �سنة من التدريب
لوحظ �أن مهارات هذه المجموعة من الأطفال كانت �أف�ضل في القراءة مقارنة بالأطفال الآخرين.
وب�شكل عام فقد اكت�سب الأطفال الذين يملكون وعي ًا فونيمي ًا جيد ًا في مهارات القراءة الأ�سا�سية
اكت�ساب ًا �أف�ضل و�أ�سرع من الأطفال الآخرين الذين لم يتلقوا مثل هذا التدريب.
مما �سبق ن�ستنتج �أن النتائج ال�سابقة التي تو�صلت �إليها هذه الدرا�سات ت�شير بو�ضوح �إلى �أهمية
تطوير الوعي الفونولوجي في مرحلة ريا�ض الأطفال ،وكذلك �إلى �أهمية الوعي الفونولوجي ب�شكل عام
في مهارة القراءة.
عليك ا�ستح�ضار كلمات تنا�سب �أطفال الرو�ضة و�إكمالها بما ينق�صها من ن�شاط :
�صوت لغوي من الجدول التالي:
86
العمليات الفونولوجية وصعوبات القراءة والكتابة
....................................................................................................................... نمر..............
خر..............
.......................................................................................................................
وقد �أفادت درا�سة وليمز Williamsفي ظهور تطور جيد في قدرات الأطفال على القراءة ال
�سيما في مهارة التحليل والتركيب الفونيمي وقراءة الكلمات التي ال تحمل �أي معنى.
وي�سود االعتقاد لدى المخت�صين في الوقت الراهن ب�أن الوعي الفونولوجي يجب البدء به في
مرحلة ريا�ض الأطفال .وي�ستمر التدريب عليه �إلى �أن يتمكن الأطفال من حل الرموز الكتابية ح ًال
�صحيح ًا وللتدريب الفونولوجي قبل البدء في تعلم القراءة ت�أثير عال على �سرعة تعلم هذه المهارة
فيما بعد واكت�سابها .كما �أن التدريب على الحروف الكتابية يح�سن كثير ًا من الوعي الفونيمي.
التدريب ال�صوتي المبا�شر (الطريقة التركيبية).
ُيعنى التدريب ال�صوتي المبا�شر في المقام الأول بتدريب الطفل على االقتران بين الحرف
وال�صوت الدال عليه �أي بين الفونيم والجرافيم ،ومن ثم التدريب على ربط هذه الحروف والأ�صوات
لتكوين مقاطع لفظية وكلمات .ففي البداية ُي َّدرب الطفل على قراءة الحرف ب�شكله المفرد� ،أي
مالحظة العالقة �أو االقتران بين الحرف وال�صوت ،ومن ثم ُي َّدرب على قراءة هذا الحرف في كلمات
معينة .ويلخ�ص ال�شكل التالي مراحل هذه الطريقة:
88
العمليات الفونولوجية وصعوبات القراءة والكتابة
�أما كيفية اختيار الكلمات التي ت�ستخدم في التدريب على قراءة الحرف ف ُتختار بنا ًء على
محتواها من ناحية الحروف �أو الأ�صوات� ،أي مكوناتها من الفونيمات والجرافيمات .وقد ال تكون من
الكلمات الم�ألوفة للطفل �أو ال�شائعة في لغة الأطفال حيث ُيهتم في المقام الأول بتمثيل الحرف في
مواقع مختلفة من الكلمة .وفي بع�ض الأحيان ُتختار الكلمات اعتماد ًا على معرفة الطفل بالحروف
الأخرى� ،أي اختيار كلمات تحتوي على بع�ض الحروف المعروفة لدى الطفل من �أجل تدريبه على
قراءة الحرف الجديد.
عليك ا�ستح�ضار بع�ض الحروف والأ�صوات وربطها لتكوين مقاطع لفظية وكلمات ن�شاط :
المقاطع اللفظية والكلمات الحرف
....................................................................................................................... ..................................
....................................................................................................................... ..................................
....................................................................................................................... ..................................
....................................................................................................................... ..................................
....................................................................................................................... ..................................
89
الفصل الخامس :التدريب الفونولوجي
لكونها تفر�ض على الطفل متطلبات �صعبة تقت�ضي منه تركيب الفونيمات في مقاطع لفظية وكلمات.
ومن الجدير بالذكر ف�إن الطريقة التحليلية تتطلب من الطفل التدرب على قراءة عدد كبير من الكلمات
بغر�ض تعميم االقتران بين الفونيم والجرافيم من تلك الكلمات النموذجية التي يتدرب على قراءتها
في البداية �إلى الكلمات الجديدة الأخرى .وتعد هذه المهارة من المهارات التي ي�صعب على الأطفال
ذوي ع�سر القراءة تطبيقها ب�سبب ندرة المفردات التي ي�ستطيعون قراءتها وقلة ممار�سة القراءة ب�شكل
عام مقارنة بالأطفال الآخرين .وت�ؤكد العديد من الدرا�سات �صحة هذا الر�أي حيث �أ�شارت �إلى مدى
ال�صعوبة التي يعانيها الأطفال المع�سرون قرائي ًا في تعميم المهارات المكت�سبة من كلمة �إلى �أخرى.
وي�شير «فورمان» � Foormanإلى �أن الطريقة التركيبية تعد �أف�ضل �أو �أن�سب للأطفال الذين يعانون من
ا�ضطرابات في الم�ستوى الفونولوجي الذي يعد قا�صر ًا لدى معظم الم�صابين بع�سر القراءة .وقد
�أجرى هذا الباحث درا�سة طولية على مجموعة من الأطفال الذين يعانون �صعوبة في القراءة ،ووجد �أن
الطريقة التحليلية لم تكن ف ّعالة درجة فعالية الطريقة التركيبية نف�سها (.)Gillingham, 1970
وقد تكون هناك حاجة في اللغة الإنكليزية وغيرها من اللغات �إلى �إتباع كل من الطريقتين
التركيبية والتحليلية ب�سبب طبيعة النظام الكتابي الم�ستخدم في هذه اللغات .بينما نرى �أن الطريقة
التركيبية تعد �أكثر مالئمة في اللغة العربية ب�سبب طبيعة النظام الكتابي الم�ستخدم في هذه اللغة
الذي يت�صف بال�سمات الآتية:
1 .1التطابق بين المكتوب والمنطوق (الذي يكاد يكون كامالً).
2 .2وجود �شكل كتابي واحد لل�صوت المنطوق (جرافيم واحد للفونيم الواحد).
3 .3عدم وجود ما ي�سمى بالديجراف � Diagraphأي الحرف المزدوج الذي يعبر عنه ب�صوت
لغوي واحد.
الطريقة ال�صوتية في تعليم القراءة
هناك اتفاق بين عدد كبير من المخت�صين بتعليم القراءة على �أهمية ت�ضمين الطريقة ال�صوتية
في تعليم القراءة كجزء �أ�سا�سي من مناهج تعليم القراءة للأطفال جميعهم .وت�ساعد القدرة على
حل الرموز المكتوبة وقراءتها ب�سرعة و�سال�سة� ،أي الو�صول �إلى القراءة التلقائية .وهذا يدل على �أن
هناك مبررات تربوية كافية وراء ت�ضمين الطريقة ال�صوتية في مناهج تعليم القراءة .وعدم االكتفاء
بتعليمها اعتمادا على مبادئ اللغة الكلية �أي تعليم الكلمة كوحدة واحدة .وفي هذا ال�صدد ي�ؤكد غوف
( )Gough, 1986على �أن تعليم الكلمة كوحدة واحدة دون االهتمام بال�سمات ال�صوتية (الفونولوجية)
للأ�صوات اللغوية قد ي�ؤثر �سلب ًا على الأطفال الذين لديهم �صعوبة في تعلم القراءة .ويعود ال�سبب
في ذلك �إلى �أن هذه الفئة من الأطفال تعاني �صعوبة في تطبيق اال�ستراتيجيات الفونولوجية تطبيق ًا
تلقائي ًا من دون ترتيب خا�ص لهذه المهارة� ،أو تعميم المعرفة ال�صوتية من كلمة �إلى �أخرى.
90
العمليات الفونولوجية وصعوبات القراءة والكتابة
وفي الوقت الحالي يعد تدريب الأطفال ذوي ع�سر القراءة على المهارات الأ�سا�سية في القراءة
من خالل الطريقة ال�صوتية من الأمور الم�سلم بها لدى معظم المخت�صين بتعليم القراءة للأطفال
الذين يواجهون �صعوبة في تعلم هذه المهارة.
البرامج التدريبية التي ت�ستخدم الطريقة ال�صوتية
هي البرامج التي تعتمد الطريقة ال�صوتية في تعليم المهارات الأ�سا�سية في القراءة للم�صابين
بع�سر القراءة ،وال �سيما مهارة حل الرموز الخطية والتدرب على اقتران الفونيم والجرافيم .ومن هذه
البرامج والأ�ساليب:
�١ .١أ�سلوب اورتون -غلنهام :Orton - Gillingham Approach
بنيت هذه الطريقة اعتمادا على نظرية �أورتون Ortonحول ع�سر القراءة ،وط َّورها كل من
�ستيلمان وغلنهام .Satillman & Ann Gilligham
وتعد هذه الطريقة من البرامج العالجية متعددة الحوا�س �أي من الأ�ساليب التي ت�ستخدم حوا�س
عدة في الوقت نف�سه في تعليم مهارة القراءة والتي �س ُتتناول بالتف�صيل الحقاً .ونكتفي هنا بالإ�شارة
�إلى �أن هذا الأ�سلوب يعتمد على مبادئ الطريقة ال�صوتية التركيبية� ،أو التدريب ال�صوتي المبا�شر من
خالل التدريب على اقتران الحرف وال�صوت الدال عليه ب�شكله المجرد ثم يتم بعدها ُيدرب الطفل على
ربط هذه الحروف والأ�صوات في مقاطع لفظية وكلمات كاملة .وبناء عليه ،ف�إن هذه الطريقة تعرف
بالطريقة الهجائية ،وذلك لكونها تركز على اقتران الحرف المكتوب وال�صوت المنطوق .كما يعتمد
هذا الأ�سلوب على مبادئ اللغة الكلية Whole Languageفي تعليم مهارة القراءة للمع�سرين قرائياً.
وت�أخذ خطوات التدريب التي يعتمدها برنامج �أورتون النموذج الآتي:
•مالحظة الحرف المطبوع على البطاقة�( :سمات ب�صرية -تدريب ب�صري) ،وهذا
النوع من التدريب ُيعد نقطة البداية.
•التدريب على �صوت الحرف�( :سمات �سمعية – تدريب �سمعي).
•التدريب على الربط بين ال�سمات الب�صرية وال�سمات ال�سمعية للحرف.
•التدريب على �صوت الحرف ،حيث ينطق المدر�س �صوت الحرف ،ويطلب �إلى الطفل
�إعادة نطق الحرف نف�سه.
•التدريب الب�صري – الحركي – ال�سمعي يكتب المدر�س الحرف مع تو�ضيح �سماته
الب�صرية كاتجاه عند الكتابة وخطوات كتابة الحرف ،ونقطة البداية والنهاية عند
كتابته ،و�أيه �سمات ب�صرية �أخرى مرتبطة به ،ثم يطلب �إلى الطفل تتبع الحرف
91
الفصل الخامس :التدريب الفونولوجي
ُيدرب وفق هذه الطريقة تدريب ًا تدريجي ًا بحيث يبد�أ من الأ�سهل �إلى الأ�صعب حيث ُتتع َّلم
الحروف بمعدل حرف واحد في الجل�سة الواحدة .وعن تمكن الطفل من الحرف ،تبد�أ قراءة الكلمات،
حيث ت�ستخدم في البداية الكلمات التي تبد�أ ب�أ�صوات �ساكنة ،ثم قراءة كلمات تبد�أ ب�أ�صوات مد (هذا
النوع من الكلمات غير موجود في اللغة العربية) �أما االنتقال �إلى قراءة الجمل والن�صو�ص ُفينتقل
فقط بعد الو�صول �إلى التلقائية في قراءة الكلمات بمعنى الو�صول �إلى مرحلة حل الرموز ب�سرعة
وب�أقل جهد ممكن .وي�شترط في الن�صو�ص الم�ستخدمة في التدريب على مهارة القراءة �أن تكون من
نوع خا�ص يراعى احتوا�ؤها على كلمات �سبق للطفل تعلمها.
بالإ�ضافة �إلى ذلك ينتقل �إلى تدريب الطفل على كلمات متنوعة من حيث محتواها من الحروف
والمقاطع اللفظية.
�أما في اللغة الإنكليزيةُ ،فيركز تركيز ًا خا�ص ًا على تدريب الطفل على الحرف المزدوج الذي
ي�شار �إليه واحد مثل� ،)ph - ch - th( :أي ما يعرف بالدياغراف � Diagraphإ�ضافة �إلى ذلك .يدرب
الطفل على بع�ض القواعد اللغوية وال �سيما قواعد مبنى الكلمة :كاال�شتقاق Derivationوالتركيب
،Compoundingو�صيغ الجمع ،وا�سم الفاعل ،وا�سم المفعول ،وغير ذلك من قواعد النحو (مبنى
الجملة) وقواعد ال�صرف (مبنى الكلمة).
٢ .٢برنامج �ستيرن في التدريب على مهارة القراءة
و ُيعرف هذا البرنامج «�سل�سلة �ستيرن البنائية »The Stern Structural Seriesوقد ط َّوره كل من
�ستيرن وجولد ( )Stern & Gould, 1965يخ�ص�ص هذا البرنامج لتعليم القراءة للمبتدئين ،كما يعتمد
على الطريقة ال�صوتية التحليلية ،حيث ُيدرب الطفل في البداية على الكلمة كاملة ومالحظة فونيم
معين في الكلمة.
و ُيدرب هذا البرنامج وفق الترتيب التالي الذي يعد مخ�ص�ص ًا للمرحلة التمهيدية:
•في بداية تطبيق البرنامج ُيدرب الطفل على الوعي الفونيمي لمحتويات الكلمة،
وتمييز الفونيمات �أو الأ�صوات الموجودة في الكلمات عند �سماعها.
• ُينتقل بعدها �إلى التدريب على مالحظة االقتران بين الحرف المكتوب وال�صوت الدال
عليه .و ُيد َّرب التدريب با�ستعمال �صور ت�شير �إلى �أ�شياء تبد�أ بالحرف الذي يدرب عليه.
92
العمليات الفونولوجية وصعوبات القراءة والكتابة
فعلى �سبيل المثال (ق = �صورة قلم ،هـ = �صورة هاتف ،جـ = �صورة جمل).
•ثم التدريب على ت�سمية الحرف �أو نطقه.
•بعد ذلك ُينتقل �إلى كتابة الحرف (ر�سم �شكل الحرف)
•في نهاية هذه المرحلة من التدريب يتعلم الطفل تلك ال�سمات التي تميز الأ�صوات
ال�ساكنة عن �أ�صوات المد .Consonants/ Vowels
•وعند التحاق الطفل بال�صف الأول ُيتابع التدريب على مهارة القراءة وفق النموذج الآتي:
•التدريب على مالحظة الأ�صوات التي تتكون منها الكلمة المنطوقة ،وت�ستخدم في هذا
المجال �صور تمثل كلمة ذات مقطع لفظي واحد من نوع� :صوت �ساكن � -صوت مد -
�صوت �ساكن ( )C-V-Cمثل كلمة ( )Catالإنكليزية �أو «باب» العربية ،كما ت�ستخدم �صور
عدة تت�شابه في �أ�صوات المد� ،إال �أنها تختلف في الأ�صوات ال�ساكنة (مثل)Cat-Bat- Fat :
من اللغة الإنكليزية �أو باب ،تاب ،ناب ،هاب ،ثاب من اللغة العربية).
•يقر�أ المعلم في الخطوة التالية (نطق) الكلمة ويطلب �إلى الطفل الإ�شارة �إلى
الكلمة التي ي�سمعها.
•ثم يدرب الطفل على قراءة الكلمة بالطريقة نف�سها التي �سمعها.
مما �سبق يالحظ ب�أن هذا البرنامج ي�ؤكد على معنى المفردات الم�ستخدمة في عملية التدريب
وداللتها �سواء كان ذلك عند التدريب على قراءة المفردات �أو الجمل �أو الن�ص الكامل .وفي حال
وجود مفردات جديدة في الجملة �أو الن�ص لم ي�سبق �أن تدرب عليها الطفل ،ف�إنه ُيدرب عليها تدريب ًا
منف�صل .ويركز هذا البرنامج �أي�ض ًا على عدم تدريب الطفل على قراءة كلمات من خارج نطاق
البرنامج (المنهاج) ،ويعود ال�سبب في ذلك �إلى عدم تعويد الطفل على توظيف ما يعرف بالتعرف
الب�صري على الكلمات� ،أي القراءة الكلية قبل تعلم االقتران بين الحرف المكتوب وال�صوت المنطوق.
فبالتزامن مع التدريب على القراءة ،يتم ُيدرب الأطفال على تهجئة الكلمات وذلك ب�إتباع التدرج في
�صعوبة الكلمات ومحتواها من الحروف .كما يهتم هذا البرنامج كغيره من البرامج الأخرى بالتدريب
على قواعد النحو وال�صرف للكلمات والجمل من حيث نوع الكلمات( :ا�سم -فعل �صفة -مفعول به
-مفرد -جمع).
�أما الفئات التي يمكنها اال�ستفادة من هذا البرنامج ،فتجدر الإ�شارة �إلى �أنه قد طور في الأ�سا�س
لتعليم القراءة للأطفال في المرحلة التمهيدية ،وفي ال�صف الأول والثاني من المرحلة الدرا�سية،
وي�شير مطورو هذا البرنامج �إلى �إمكان ا�ستخدامه كبرنامج عالجي للأطفال الذين يواجهون �صعوبة
في تعلم القراءة ،وذلك بعد �إجراء تعديالت على بع�ض �أجزائه ومحتوياته.
93
الفصل الخامس :التدريب الفونولوجي
94
العمليات الفونولوجية وصعوبات القراءة والكتابة
ال�صوتي في اللغة العربية ال ي�سمح بتوالي �ساكنين من دون �صوت مد بينهما �إال في مفردات قليلة جد ًا
مثل :حاقَّة.
ومن المالحظ �أن الطرائق اللغوية التي تعتمد مبد�أ تدريب الطفل على قراءة الكلمة كوحدة
واحدة ،تفتر�ض ب�أن الطفل الذي يتعلم قراءة كلمات معينة �سوف يعمم الحق ًا بتعميم معرفته هذه
�إلى كلمات �أخرى لم يتعلمها في ال�سابق .فعلى �سبيل المثال تقتر�ض طريقة اللغة الكلية �أن الطفل
الذي يدرب على قراءة كلمة (محمد) �سوف يتمكن الحق ًا من قراءة كلمة (حمد) من دون تدريب،
�أو �أن الطفل الذي يتعلم قراءة كلمة (حمل) �سوف يتمكن الحقا من قراءة كلمة (لحم) �أو ملح وذلك
الحتوائها على الحروف نف�سها رغم اختالف ترتيبها .وهذا يعني ب�أن برامج التدريب هذه ال تهتم
بتعليم االقتران بين الحرف المجرد وال�صوت الدال عليه ،بل تهتم بتعليم حل رموز الكلمة كوحدة
واحدة .فيفتر�ض بالطفل �إجراء «مقارنة» بين الكلمات التي ي�ستطيع قراءتها وبين الكلمات الجديدة
التي لم ُيدرب عليها من حيث محتواها من الحروف .وفي الواقع ف�إن القدرة على تعميم المعرفة من
كلمات معروفة �إلى كلمات جديدة يعد من الأمور الم�ألوفة عند الأطفال الذين يتمتعون بقدرات عادية
في تعلم القراءة� .أما الم�صابون بع�سر القراءة فالحال لديهم يختلف �إلى حد كبير.
وقد �أ�شارت بع�ض الدرا�سات �إلى �أن الوعي الفونولوجي الم�سبق �أو المعرفة بمحتويات الكلمة من
الحروف والأ�صوات الدالة عليها ي�سهم �إلى حد كبير بعملية التعميم من كلمة معروفة �إلى �أخرى جديدة.
95
الفصل الخامس :التدريب الفونولوجي
�-إتباع �سرعة معقولة في التدريب على االقتران بين الحرف وال�صوت .واعتماد َا على قدرة الطفل -
يعد �إدخال حرف جديد كل ثالثة �أو �أربعة �أيام من الأمور الممكنة عند الكثير من الأطفال ،علم ًا
ب�أن هناك بع�ض الأطفال قد يحتاجون �إلى وقت �أطول من ذلك.
�-ضرورة تحديد فا�صل زمني بين التدريب على الحروف والأ�صوات المتقاربة �شك ًال و�صوتاً� ،أي -
التي ت�شترك في كثير من ال�سمات .فمن غير المنا�سب �إجراء التدريب �إجراء ًا متتابع ًا على
الحروف التي تختلف في �شكلها ب�شيء ب�سيط كموقع النقطة (ب/ن) �أو عدد النقاط (ت/ث)
�أما عند التدريب على الأ�صوات فمن غير المنا�سب �أن يدرب على الأ�صوات التي تختلف ب�سمة
�صوتية واحدة ب�شكل متتال مثل (�س�/ص) حيث يختلف هذان ال�صوتان في �صفة التفخيم �أو
(غ/خ) واللذان يختلفان في �صفة الجهر والهم�س فقط وبذلك ،فمن المنا�سب تدريب الطفل
على حروف �أو �أ�صوات �أخرى مختلفة كثير ًا من حيث ال�سمات الب�صرية وال�صوتية �أو ال�سمعية.
وبناء عليه ،ف�إنه يجدر بالمخت�ص بتعليم القراءة �أن يكون على دراية وعلم بال�سمات ال�صوتية
التي تميز الأ�صوات اللغوية عن بع�ضها البع�ض من حيث:
١ .١موقع اللفظ Place of Articulation
-درب الطفل على دمج الأ�صوات �أو تجميعها دمج ًا مبكر ًا حالما يتعلم مجموعة من ثالثة �أو �أكثر من -
الحروف والأ�صوات وتعد �صيغة�( :صوت �ساكن � -صوت مد � -صوت �ساكن )C - V - C/من �أن�سب
ال�صيغ في التدريب على ربط الحروف �أو الأ�صوات لتكوين كلمات ذات معنى .من �أمثلة هذه الكلمات:
-باب -فيل -بيت -مال -نام -قام � -صام -عود -باع -ذيل -دين -عيد -نال -عاد. -
-د ّرب الطفل على ربط مقاطع لفظية لتكوين كلمات ذات معنى .ومن �أمثلة هذه التمارين : -
لم
بر
�سل
عـ
لي
-د ّرب الطفل في البداية على �أ�صوات المد الطويل قبل �أ�صوات المد الق�صير .و�أ�صوات المد -
الطويل في اللغة العربية هي�( :أ -و -ي) �أما المد الق�صير فهي( :الفتحة ،وال�ضمة ،والك�سرة)،
وبناء عليه ف�إن التدريب على قراءة كلمة (كاتب) يتم قبل التدريب على كلمة ( َكتَبَ ).
-من المفيد تلوين الحروف مو�ضع التدريب بلون مختلف �أو �إبرازه �إبراز ًا وا�ضح ًا من الحروف -
الأخرى في الكلمة.
96
العمليات الفونولوجية وصعوبات القراءة والكتابة
- -تترك الكلمة ال�صعبة في لفظها ب�سبب تتالي �أ�صوات معينة �إلى مراحل الحقة في التدريب.
فعلى �سبيل المثال يجد الكثير من الأطفال �صعوبة في لفظ الكلمات مثلُ :م�ست�شفى ب�سبب تتالي
�أ�صوات �أمامية دون وجود �أ�صوات مد طويل �أو ق�صير بين ثالثة �أ�صوات �ساكنة� .أو كلمة م�سجد/
�سجادة تتابع �صوت ال�سين والجيم.
و�أخيراً ،وبعد �أن ا�ستعر�ضنا العديد من البرامج التي تعنى عناية خا�صة بتطوير الوعي
الفونولوجي والفونيمي في عملية تعليم القراءة .ويالحظ �أن الكثير من هذه البرامج قد �صمم �أ�صال
لتعليم القراءة للأطفال الذين يواجهون �صعوبة خا�صة في اكت�ساب هذه المهارة .وفي المقابل ف�إن
عدد ًا محدود ًا منها موجه للأطفال الذين يعانون �صعوبة في تعلم القراءة .ومن المعروف �أن الأطفال
المع�سرين قرائي ًا يختلفون فيما بينهم من حيث طبيعة الم�شكلة �أو ال�صعوبات التي يواجهونها في تعلم
هذه المهارة واكت�سابها ،ومن حيث الطرائق التي يتبعونها في عملية التعلم .وبناء عليه ،ف�إنه ي�صعب
تحديد برنامج واحد ي�صلح حاالت الأطفال المع�سرين قرائي ًا جميعهم ،حيث يمكن تطبيقه في اللغات
جميعها .وب�شكل عام ف�إنه يمكن القول �إن تطوير الوعي الفونولوجي والفونيمي وتطوير قدرة الطفل
على مالحظة االقتران بين الحرف المكتوب وال�صوت المنطوق يعد �أحد المبادئ الأ�سا�سية في تعليم
القراءة والكتابة.
ويمك ��ن �أن ن�ستعر� ��ض ف ��ي هذا المق ��ام بع� ��ض الدرا�س ��ات التي تناول ��ت تطوي ��ر المهارات
الفونولوجية وهي:
درا�سة «�سليمان» ( )2006بعنوان «دور التدريب على الوعي الفونولوجي في عالج بع�ض �صعوبات
القراءة» ،وتكونت عينة الدرا�سة من مجموعة من طالب ال�صف الثاني االبتدائي وا�ستخدمت الدرا�سة
المنهجين الو�صفي والتجريبي .ولتحقيق ذلك طبقت اختبارات قائمة �صعوبات القراءة ،واختبار
�صعوبات القراءة وبطاقة تحليل اختبار �صعوبات القراءة ،وكلها من �إعداد الباحث ،و�أهم ما �أ�سفرت
عنه النتائج وجود فروق ذات داللة �إح�صائية يبن متو�سطي �أداء تالميذ العينة القبلي والبعدي في
الأداء على اختبار �صعوبات القراءة فيما يتعلق بال�صعوبات الخا�صة بعالقة الحرف والفونيم في اتجاه
التطبيق البعدي ،كما لوحظت فروق دالة �إح�صائي ًا بين متو�سطي �أداء تالميذ العينة القبلي والبعدي
في الأداء على اختبار �صعوبات القراءة فيما يت�صل ب�صعوبات التعامل مع الكلمة في اتجاه التطبيق
البعدي .كما تبين وجود فروق دالة اح�صائي ًا بين متو�سطي �أداء طالب العينة القبلي والبعدي في
الأداء على اختبار �صعوبات القراءة فيما يت�صل ب�صعوبات تعرف الكلمة في اتجاه التطبيق البعدي.
و�أجرت «�ساندرز وزمال�ؤها» ( )Sanders, Vadasy, Patricia &,Elizabeth, 2008درا�سة حول
�أثر المعالجة الفونولوجية على الأطفال ذوي �صعوبات القراءة ،وتكونت عينة الدرا�سة من 54طف ًال في
مرحلة الرو�ضة من ذوي الخلل الفونولوجي بواقع 22طف ًال كمجموعة تجريبية 32 ،طف ًال كمجموعة
97
الفصل الخامس :التدريب الفونولوجي
�ضابطة ،وا�ستخدمت برنامج لتنمية المهارات الفونومية والرموز الأبجدية من خالل 18جل�سة،
وتو�صلت الدرا�سة �إلى وجود فروق بين المجموعتين ال�ضابطة والتجريبية في الطالقة في القراءة ،في
اتجاه المجموعة التجريبية التي طبقت عليها البرنامج.
�أما درا�سة «مطر ،والعايد» ( )2009فهدفت الدرا�سة �إلى تعرف فعالية برنامج با�ستخدام
الحا�سوب في تنمية الوعي الفونولوجي و�أثره على الذاكرة العاملة والمهارات اللغوية لدى ذوي
�صعوبات تعلم القراءة.وطبق البحث على عينة قوامها ( )32من تالميذ ال�صف الثاني االبتدائي
ذوى �صعوبات تعلم القراءة والملتحقين ببرامج �صعوبات التعلم في محافظة الطائف ،وقُ�سمت عينة
الدرا�سة ع�شوائيا �إلى مجموعتين مت�ساويتين :الأولى تجريبية وعددها ( )16منهم ثمانية ذكور،
وثماني �إناث ،والمجموعة الثانية �ضابطة ( )16منهم ثمانية ذكور وثماني �إناث ،وا�شتملت �أدوات
الدرا�سة الحالية على مقيا�س للوعي الفونولوجي ،مقيا�س للذاكرة العاملة ،مقيا�س للمهارات اللغوية:
(اال�ستقبالية -التعبيرية) ،وبرنامج تدريبي با�ستخدام الحا�سوب للوعي الفونولوجي ( 30جل�سة)
وجميعها من �إعداد الباحثين ،و�أ�شارت نتائج الدرا�سة �إلى وجود فروق دالة �إح�صائيا بين المجموعة
ال�ضابطة والمجموعة التجريبية في الوعي الفونولوجي ،والذاكرة العاملة والمهارات اللغوية في اتجاه
المجموعة التجريبية ،كما �أ�سفرت النتائج عن عدم وجود فروق بين القيا�سين البعدي والتتبعى ،مما
يدل على ا�ستمرارية �أثر البرنامج في تح�سين الوعي الفونولوجي و�أثره االيجابي على الذاكرة العاملة
والمهارات اللغوية ،و�أو�صت الدار�سة ب�ضرورة التدريب على مهارات الوعي الفونولوجي في برامج
�صعوبات التعلم لأثره الإيجابي على الذاكرة واللغة اال�ستقبالية والتعبيرية.
و�أخيراً ،وبعد �أن ا�ستعر�ضنا في هذا الف�صل العديد من البرامج التي تعنى عناية خا�صة بتطوير
الوعي الفونولوجي والفونيمي في عملية تعليم القراءة .نرى �أن الكثير من هذه البرامج قد �صمم �أ�ص ًال
لتعليم القراءة للأطفال الذين يواجهون �صعوبة خا�صة في اكت�ساب هذه المهارة .وفي المقابل .ف�إن
عدد ًا محدود ًا منها موجه للأطفال الذين يعانون �صعوبة في تعلم القراءة .ومن المعروف �أن الأطفال
الم�صابين بع�سر القراءة يختلفون فيما بينهم من حيث طبيعة الم�شكلة �أو ال�صعوبات التي يواجهونها
في تعلم هذه المهارة واكت�سابها ومن حيث الطرائق التي يتبعونها في عملية التعلم .وبناء عليه ،ف�إنه
ي�صعب تحديد برنامج واحد ي�صلح لحاالت الأطفال الم�صابين بع�سر القراءة جميعهم ،حيث يمكن
تطبيقه في اللغات جميعها .وب�شكل عام ف�إنه يمكن القول �أن تطوير الوعي الفونولوجي والفونيمي
وتطوير قدرة الطفل على مالحظة االقتران بين الحرف المكتوب وال�صوت المنطوق يعد �أحد المبادئ
الأ�سا�سية في تعليم القراءة والكتابة بغ�ض النظر عن طبيعة الم�شكلة �أو ال�صعوبة �أو اللغة.
98
العمليات الفونولوجية وصعوبات القراءة والكتابة
المراجع
العربية
و
األجنبية
99
العمليات الفونولوجية وصعوبات القراءة والكتابة
المراجع
�أوالً :المراجع العربية:
�أبونيان� ،إبراهيم بن �سعد (� )2001صعوبات التعلم ،طرق التدري�س واال�سرتاتيجيات املعرفية،
الريا�ض� ،سل�سلة �إ�صدارات �أكادميية الرتبية اخلا�صة.
�إ�سماعيل ,وحيد �شاهني ( .)1980بنية لغة الأطفال ما بني �سن الثالثة وال�ساد�سة ,ر�سالة ماج�ستري
غري من�شورة.عمان :اجلامعة الأردنية ,كلية الرتبية.
باظة� ،آمال ( ،)2003ا�ضطرابات التوا�صل وعالجها ،القاهرة :االجنلو امل�صرية.
البتال ،زيد ( )2000دليل التعرف على الطالب الذين لديهم �صعوبات تعلم .الريا�ض� :أكادميية
الرتبية اخلا�صة.
البتال ،زيد بن حممد ( .)2002دليل التعرف على الطالب الذين لديهم �صعوبات تعلم -مرتجم،
الريا�ض� ،سل�سلة �إ�صدارات �أكادميية الرتبية اخلا�صة.
احلمداين ،موفق .)2004( ،علم نف�س اللغة من منظور معريف .عمان :دار امل�سرية للن�شر والتوزيع
والطباعة.
دي �سو �سور ,فردينان.)1988( .علم اللغة العام ,تعريب يوئيل يو�سف عزيز مراجعة الن�ص مالك
�أملطلبي .العراق :بيت املو�صل للن�شر والتوزيع.
الرو�سان ،فاروق (� .)2001سيكولوجية الأطفال غري العاديني :مقدمة يف الرتبية اخلا�صة .عمان :دار
الفكر للطباعة والن�شر.
الرمياوي ،حممد ( .)1993يف علم نف�س الطفل .عمان :زهران للن�شر والتوزيع.
الرمياوي ،حممد .)2004( ،علم نف�س النمو واملراهقة .عمان :دار امل�سرية للن�شر والتوزيع والطباعة.
الزريقات� ,إبراهيم ,والإمام ,حممد �صالح .)2005( .م�شكالت املعاقني �سمعي ًا .جملة كلية الرتبية،
القاهرة :جامعة املن�صورة ,عدد - 54املجلد الثاين.
الزيات ،فتحي (� .)1998صعوبات التعلم الأ�س�س النظرية والت�شخي�صية والعالجية ،القاهرة :دار
الن�شر للجامعات.
�سامل ،حممود عو�ض اهلل؛ وال�شحات ،جمدي حممد؛ وعا�شور� ،أحمد ح�سن (� )2003صعوبات التعلم
الت�شخي�ص والعالج ،الأردن :دار الفكر.
ال�سرطاوي ,عبد العزيز و �أبو جودة ,وائل مو�سي .)2000( .ا�ضطرابات اللغة والكالم ,ط ,1الريا�ض:
�أكادميية الرتبية اخلا�صة.
101
المراجع
ال�سرطاوي ،زيدان وال�سرطاوي عبد العزيز (� .)1988صعوبات التعلم الأكادميية والنمائية (مرتجم)،
الريا�ض -اململكة العربية ال�سعودية :مكتبة ال�صفحات الذهبية.
ال�سرطاوي ،زيدان وال�سرطاوي ،عبد العزيز (� )1990صعوبات التعلم الأكادميية والنمائية (مرتجم)،
الريا�ض -اململكة العربية ال�سعودية :مكتبة ال�صفحات الذهبية.
ال�سرطاوي ،عبد العزيز� ،أبو جودة وائل ( )2000ا�ضطرابات اللغة والكالم ،اخلا�صة ،اململكة العربية
ال�سعودية� :سل�سلة �إ�صدارات �أكادميية الرتبية.
�سليمان ،حممود ( .)2006دور التدريب على الوعي الفونولوجي يف عالج بع�ض �صعوبات القراءة ،اجلمعية
امل�صرية للقراءة واملعرفة ،امل�ؤمتر العلمي ال�ساد�س من 13 - 12يوليو ،جامعة عني �شم�س.
ال�شخ�ص ،عبد العزيز ال�سيد .)1997( ،ا�ضطرابات النطق والكالم( .ط .)1الريا�ض� :شركة ال�صفحات
الذهبية املحدودة.
�شقري ،زينب ( .)2000ا�ضطرابات اللغة والتوا�صل ،القاهرة :دار النه�ضة امل�صرية.
فارغ� ,شحدة ,العمايرة ,مو�سي ,حمدان ,جهاد ,العناين ,حممد )2000( .مقدمة يف اللغويات املعا�صرة.
عمان :دار وائل للن�شر.
عطية ،عبدالرحيم ،و قمي�صه� ،سمري .)1995( .دليل الأهل واملربني ،لتنمية النطق واللغة لدى
الطفل العادي والطفل املعوق ،عمان :جمعية عمال املطابع.
كرم الدين ،ليلى .)1993( .اللغة عند الطفل تطورها والعوامل املرتبطة بها وم�شكالتها ،القاهرة:
مكتبة �أوالد عثمان.
مبارك ،حيدر ( )2006مظاهر اال�ضطرابات الفونولوجية النمائية وعالقتها ب�صعوبات التعلم يف مرحلة
التعليم الأ�سا�سي كما يدركها �أولياء الأمور ،ر�سالة ماج�ستري غري من�شورة ،كلية الدرا�سات
الرتبوية العليا ،جامعة عمان العربية ،الأردن.
حمفوظ ,عبد الر�ؤوف� ,إ�سماعيل (� .)2005أثر ا�ستخدام برنامج لغوي تدريبي يف تنمية املهارات اللغوية
التعبريية لدي الأطفال ذوي اال�ضطرابات اللغوية التعبريية ,ر�سالة دكتوراه غري من�شورة,
جامعة عمان العربية.
مطر ،عبد الفتاح والعايد ،وا�صف ( .)2009فعالية برنامج با�ستخدام احلا�سوب يف تنمية الوعي
الفونولوجي و�أثره على الذاكرة العاملة واملهارات اللغوية لدى ذوي �صعوبات تعلم القراءة،
امل�ؤمتر الدويل الثالث للإعاقة والت�أهيل البحث العلمي يف جمال الإعاقة (مركز الأمري �سلمان
لأبحاث الإعاقة ،الريا�ض ،من الفرتة 26 - 22مار�س.
من�صور ،عبد املجيد �سيد �أحمد ( ،)1982علم اللغة النف�سي ،جامعة امللك �سعود ،الريا�ض ،ال�سعودية.
102
العمليات الفونولوجية وصعوبات القراءة والكتابة
دار الأجنلو: القاهرة، برامج عالجية ال�ضطرابات اللغة عند الأطفال.)2006( حممد،النحا�س
.امل�صرية
اجلمعية، الأردن. ترجمة نعم خالد الها�شمي. التغلب على الدي�سلك�سيا.)2000( , بيفي،هورنزبي
.العلمية الها�شمية
. كلية الأمرية ثروت: عمان. ال�صعوبات التعليمية يف اللغة العربية.)2002( . را�ضي,الوقفي
. من�شورات كلية الأمرية ثروت: عمان. �صعوبات التعلم النظري والتطبيق.)2003( را�ضي،الوقفي
. عامل املعرفة الكويتية: الكويت. �سيكولوجية اللغة واملر�ض العقلي.)1990( . جمعة,يو�سف
: المراجع الأجنبية:ًثانيا
Abbott, r., & Berninger, V. (1999). It's never too late to remediate: Teaching word recognition
to students with reading disabilities in grades 4 - 6. Annals of dyslexia, 49, 225 - 249.
Adams, M. J., Foorman, B. R., Lundberg, I., & Beeler, T. (1998). Phonemic awareness in young
children. Baltimore: Brookes.
Adams, M. J. (1990). Beginning to Read: Thinking & Learning about Print Cambridge. MA:
MIT Press.
Adlard, A., & Hazan, V. (1998). Speech perception in children with specific reading difficulties
(dyslexia). Quarterly Journal of Experimental Psychology, 51 A, 153 - 177.
Alberta education, Special Education Branch. (1996). Teaching Students With Learning
Disabilities. Alberta: Canada
Amayreh & Dyson. (1998). The acquisition of Arabic consonants, Journal of Speech Language,
& Hearing Research, 41: 642 - 653.
Anderson, P, L & Mier H. (2001). Early case reports of dyslexia, in the United states & Europe,
Journal of Learning Disabilities 21 - 34.
Andrew J. Holliman, Clare Wood & Kieron Sheehy (2008). Sensitivity to speech rhythm explains
individual differences in reading ability independently of phonological awareness,
British Journal of Developmental Psychology, 26, 357 - 367
Anthony, J. L., & Lonigan, C. J. (2004). Nature of phonological sensitivity: Converging evidence
from four studies of preschool & early grade - school children. Journal of Educational
Psychology, 96, 43 - 55.
Anthony, J. L., Lonigan, C. J., Burgess, S. R., Driscoll Bacon, K., Phillips, B. M., & Cantor, B. G.
(2002). Structure of preschool phonological sensitivity: Overlapping sensitivity to rhyme,
words, syllables, & phonemes. Journal of Experimental Child Psychology, 82, 65 - 92.
103
المراجع
Anthony, J. L., Lonigan, C. J., Driscoll, K., Phillips, B. M., & Burgess, S. R. (2003). Phonological
Sensitivity: A quasi - parallel progression of word structure units & cognitive operations.
Reading Research Quarterly, 38, 470 - 487.
Ball, E., & Blachman, B. (1991). Does phoneme awareness training in Kindergarten Make a
difference in early word recognition & development spelling. Reading Research
Quarterly, 26, 49 - 66.
Bloom, Lois & Lahey (1978). "Language Development & Language Disorders", New York: John
Wiley.
Bowers, P., & Swanson. B. (1991). Naming speed deficits in reading disability: Multiple measures
of a singular process. Journal of Experimental Child Psychology, 51, 195–219.
Bracken, B. A., & McCallum, R. S. (1998). The universal nonverbal intelligence test. Itasca,
IL: Riverside Publishing.
Bradley, L., & Bryant, P. (1983). Categorizing sounds & learning to Read: causal connection:
Nature, 30. 419 - 421
Bryant, P. (1998). Sensitivity to onset & rhyme does predict young children’s reading: A
comment on Muter, Hulme, Snowling, & Taylor (1997). Journal of Experimental
Child Psychology, 71, 29 - 37.
Bryant, P. E., MacLean, M., Bradley, L. L., & Crossland, J. (1990). Rhyme & Alliteration,
phoneme detection & learning tread. Development Psychology, 26, 429 - 438.
Caldwell, J. S. (2002). Reading assessment: A primer for teachers & tutors. New York:
Guilford.
Candace. Goldsworthy. (1996). Developmental Reading Disabilities, San Diego. London. Journal
of Speech Hearing Research. 36 - 4.
Caravolas, M., & Bruck, M. (1993). Effect of Oral & written language input on children’s
phonological awareness. Journal of Experimental Child Psychology, 55, 1 - 30.
Cassady, J. C., & Smith, L. L. (2003). Development of phonological awareness: The trouble with
middle sounds. National Reading Conference Yearbook, 52, 139 - 149.
Cassady, J. C., & Smith, L. L. (2004 a). Acquisition of blending skills: Comparisons among body
- coda, onset - rime, & phoneme blending tasks. Reading Psychology, 25 (4), 261 - 272.
Cassady, J. C., & Smith, L. L. (2004 b). The impact of a reading - focused integrated learning
system on phonological awareness in kindergarten. Journal of Literacy Research 35,
947 - 964.
Cassady, J. C., Smith, L. L., Bauserman, K., Jordan, F., Walker, C. A., & Popplewell, S. R. (2002).
Developmental Models of Phonological & Phonemic Awareness: A Comparison
& Reformulation. Paper presented at the National Reading Conference 2002 Annual
Meeting, Miami, FL
104
العمليات الفونولوجية وصعوبات القراءة والكتابة
Catherine, M. (1996). Behavioral Intervention for young children with Autism. U. S. A. http://
www.epinions.com/content _45569183364
Catts, H. W. (1993). The relationship between speech - language impairments & reading
disabilities. Journal of Speech & Hearing Research, 36, 948 - 958.
Catts, H. W. (1997). The early identification of language - based reading disabilities. Language,
Speech, & Hearing Services in Schools, 28, 86 - 89..
Catts, H. W., Fey, M. E., Zhang, x., & Tomblin, J. B. (2001). Estimating the risk of future
reading difficulties in kindergarten children: A research - based model & its clinical
implementation. Language, Speech, & Hearing Service in Schools, 32 - 38 - 50.
Cheung, Him; Chung, Kevin K. H.; Wong, Simpson W. L.; McBride - Chang, Catherine; Penney,
Trevor B.; Ho, Connie S. H, (2009) Perception of Tone & Aspiration Contrasts in
Chinese Children with Dyslexia, Journal of Child Psychology & Psychiatry, v50 n6
p. 726 - 733.
Cisero, C., & Royer, J. (1995). The development and cross - language transfer of phonological
awareness. Contemporary Educational Psychology, 20, 275 - 303.
Cossu, G., Shankweiler, D., Liberman, I. Y., Katz, L., & Tola, G. (1988). Awareness of
phonological segments & reading ability in Italian children. Applied Psycholinguistics,
9, 1 - 16.
Cook, R. Tessier, A. & Klein, M. (1996). Adaptive Early Childhood curriculum, for children
in Inclusive Setting. New York: macmillan.
Cutler, A., & Carter, D. M. (1987). The predominance of strong initial syllables in the English
vocabulary. Computer Speech & Language, 2 (3 - 4), 133 - 142.
Cutler, A., & Norris, D. (1988). The role of strong syllables in segmentation for lexical access.
Journal of Experimental Psychology: Human Perception & Performance, 14 (1),
113 - 121.
105
المراجع
Demont, E., & Gombert, J. E. (1996). Phonological awareness as a predictor of recoding skills
& syntactic awareness as a predictor of comprehension skills. British Journal of
Educational Psychology, 66, 315 - 332.
Dinnsens, D., A., & Chins, B. (1990). constraints on functionally Disordered phonologies: phonetic
inventories & Phonotactics, Journal of Speech Hearing Research. 33., I, p. 28 - 37
Duncan, L,. G., & Seymour, P. H. K. (2000). Socio - economic differences In foundation Level
literacy. British Journal of Psychology, 91, 145 - 166.
Dunn, L. M., Dunn, L. M., Whetton, C., & Burley, J. (1997). British pictures vocabulary scales
II. Windsor: NFER - Nelson. 366 Andrew J. Holliman et al.
Durgunoglu, A., &Oney, B. (1999). Cross - linguistic comparison of phonological awareness &
word recognition. Reading & Writing, 11, 281 - 299.
Dykman, R. A. & Ackerman, P. T. (1992) Diagnosing: I Q Regression plus cut points, Journal of
learning Disabilities: 574 - 6.
Ehri, L, C., Nunes, S. R., Willows, D. M., Schuster, B. V., Yaghoub - Zadeh, Z., & Shanahan, T.
(2001). Phonemic awareness instruction help Children learn to read: Evide from the
National Reading Pamel’ s. meta - analysis Reading Research Quarterly.
Ehri, L. C. (1999). Phases of development in learning to read words. In J. Oakhill & R. Beard (Eds.),
Reading development & the teaching of reading (pp. 79 - 108). Oxford, UK: Blackwell.
Ehri, L., Nunes, S., Willows, D. Schuster, B. B., Yaghoub - Zadeh, Z. & Shanahan, T. (2001).
Phonemic awareness instruction helps children learn to read: Evidence from the National
Reading Panel’s meta - analysis. Reading Research Quarterly, 36, 250 - 87.
Elliot, C. D., Smith, P., & McUlloch, K. (1996). British ability scales II. Windsor: NFER - Nelson.
Frederickson, N., Frith, U., & Reason, R. (1997). Phonological assessment battery.
Windsor: NFER.
Farrell, M. (2005) The Effective Teacher’s Guide to Dyslexia & other Specific Learning
Difficulties, Routledge, London & New York.
Farrell, M. (2005) The Effective Teacher’s Guide to Dyslexia & other Specific Learning
Difficulties: Practical Strategies, Routledge, London.
Franck Ramus & Gayaneh Szenkovits. (2008). What Phonological deficit?, The quarterly journal
of experimental psychology, 61 (1), 129 - 141
Geva, E., (2000). Issues in the assessment of reading disabilities in children - Beliefs & research
evidence, Dyslexia. 6, 13 - 28.
106
العمليات الفونولوجية وصعوبات القراءة والكتابة
Gibbs, S. (2003). Do pictures make a difference? A test of the hypothesis that performance in tests
of phonological awareness is eased by the presence of pictures. Educational Psychology
in Practice, 19, 219 - 228.
Gillingham, A. & Stillman, B. (1970). Remedial Training for Children with Specific Disability
in Reading, Spelling & Penmanship.
Gillon, G. (2000). The efficacy of phonological awareness intervention For children With spoken
language impairment Language, Speech & Hearing Service in Schools, 31, 126 - 141.
Gillon, G. (2004). Phonological awareness - From Research to Practice. New York - Guilford Press.
Good, R. H., & Kaminski, R. A. (Eds.) (2002). Dynamic indicators of basic early literacy skills
(6th Ed.). Eugene, OR: Institute for the Development of Education Achievement.
Available http://dibels.uoregon.edu/.Accessed February6,2005.
Gordinier, C. L., & Foster, K. (2004). What stick is driving the Reading First hoop? Childhood
Education, 81, 940.
Goswami, U., & Bryant, P. E. (1990). Phonological skills & learning to read. Hove: Erlbaum.
Goswami, U., Thomson, J., Richardson, U., Stainthorp, R., Hughes, D., Rosen, S., & Scott, S.
K. (2002). Amplitude envelope onsets & developmental dyslexia: A new hypothesis.
Proceedings of the National Academy of Sciences, 99 (16), 10911 - 10916.
Graham, S & Voth, V (1990). Spelling Instruction:making Modifications for Students with
Learning Disabilities. Academic Therapy Hagtvet, B, E. (1997). Phonological &
Linguistic - cognitive precursors of reading abilities, Dyslexia 3:3
Hatcher, P. J., & Hulme, C. (1999). Phoneme rhymes, anintelligence as predict Of children’s
responsiveness to remedial reading instruction - Evidence From a longitudinal
intervention study. Journal of Experimental Child Psychology, 72, 130 - 153
Hoien, T., Lundberg, I., Stanovich, K. E., & Bjaaliad, I. (1995). Components of phonological
awareness Reading & Witting, 7, 171 - 188.
Hulme, C., Hatcher, P., Nation, K., Brown, A., Adams, J., & Stuart, G. (2002). Phoneme awareness
is a better predictor of early reading skills than onset - rime awareness. Journal of
Experimental Child Psychology, 82, 2 - 28.
Inagaki, K., Hatano, G., & Otake, T. (2000). Effect of kana literacy acquisition on the speech
segmentation used by Japanese young children. Journal of Experimental child
Psychology, 75, 70 - 91.
107
المراجع
Juel, C. (1988). Learning to read & write - A longitudinal study of 54 children First through fourth
grades. Journal of Educational Psychology, 80, 437 - 447.
Jusczyk, P. W., Cutler, A., & Redanz, N. J. (1993). Infants’ preference for the predominant stress
patterns of English words. Child Development, 64 (3), 675 - 687.
Kaminski, R. A., & Good, R. H. III. (1996). Toward a technology for assessing basic early literacy
skills. School Psychology Review, 25, 215 - 227.
Kuhn, M. R., & Stahl, S. A. (2003). Fluency: A review of developmental & remedial practices.
Journal of Educational Psychology, 95, 3 - 21.
Lane, H. B., Pullen, P. C., Eisele, M. R., & Jordan, L. (2002). Preventing reading failure:
Phonological awareness assessment & instruction. Preventing School Failure, 46, 101
- 106.
Lerner, J. (2000). Learning Disabilites, theories, Diagnosi, & Teaching Strategies, (8th ed.)
New Yourk: Houchton Mifflin.
Lieberman, I., Shank weiler, D., Fischer, F., & Carter, B. (1974). Explicit syllable & phoneme
segmentation in the young child. Journal of Experiments Psychology, 18, 201 - 212.
Logan, J., Schatschneider, C., & Wagner, R. (2009). Rapid serial naming and reading ability:
The role of lexical access. Reading and Writing, In Springer Science & Business
Media (DOI 10.1007/s11145 - 009 - 9199 - 1).
Lonigan, C. J., Burgess, S. R., &Anthony, J. L. (2000). Development of emergent literacy & early
reading skills in preschool children: Evidence from a latent variable longitudinal study.
Developmental Psychology, 36, 596 - 613.
Lundberg, I., Frost, J., & Peterson, O. (1988). Effects of an extensive program for Stimulating
phonological awareness in preschool children. Reading Research Quarterly, 23, 263
- 284.
Lyon, G. R., Shaywitz, S. E., & Shywitz, B. A. (2003). Adefinition of Dyslexia. Annals of
Dyslexia 53, 1 - 14.
Manis, F. R., McBride - Chang, C., Seidenberg, M. S., Keating, P., Doi, L. M., Munson, B., et al.
(1997). Are speech perception deficits associated with developmental dyslexia? Journal
of Experimental Child Psychology, 66, 211 - 235.
Mayringer, H., & Wimmer, H. (2000). Pseudoname learning by German - speaking children with
dyslexia: Evidence for a phonological learning deficits. Journal of Experimental Child
Psychology, 75, 116 - 135.
Mercer, C. (1997). Student with learning disabilities. (5th Ed), USA: Merrill & Imprint of
prentice Hall
McBride - Chang, C. (1996). Models of speech perception & phonological processing in reading.
Child Development, 67 (4), 1836 - 1856.
108
العمليات الفونولوجية وصعوبات القراءة والكتابة
Mody, M., Studdert - Kennedy, M., & Brady, S. (1997). Speech perception deficits in poor
readers: Auditory processing or phonological coding? Journal of Experimental Child
Psychology, 64, 199 - 231.
Morais, J. (2003). Levels of phonological representation in skilled reading & in learning to read.
Reading & Writing, 16 (1), 123 - 151.
Morton, J., & Frith, U. (1995). Causal modeling: A structural approach to developmental
psychopathology. In D. Cicchetti & D. J. Cohen (Eds), Developmental psychopathology:
Vol. 1. Theory & methods (pp. 357 - 390). New York: Wiley.
Murray, B. A., Brabham, E. G., Villaume, S. K., & Veal, M. (2002, December). The effect of three
segmentation options on ease of blending for prealphabetic & partial alphabetic
readers. Paper presented at the 2002 National Reading Conference, Miami, FL.
Muter, V., Hulme, C., Snowling, M., & Taylor, S (1997). Segmentation, not rhyming, predicts
early progress in learning to read. Journal of Experimental Child Psychology, 65,
370 - 396.
Nathlie A. Badian (1997). Dyslexia & the double deficit hypothesis, Annals of Dyslexia, 47,
(1), 69 - 87
Pennington, B., Cardoso - Martins, C., Green, P., & Lefly, D. (2001). Comparing the phonological
and double deficit hypotheses for developmental dyslexia. Reading and Writing, 14,
707 - 755.
Perfetti, C. A., Beck, I., Bell, L. C., & Hughes, C. (1987). Phonemic knowledge & learning to read
are reciprocal. Merrill - Palmer Quarterly, 33, 283 - 319.
Protopapas, A., Gerakaki, S., & Alexandri, S. (2006). Lexical & default stress assignment in
reading Greek. Journal of Research in Reading, 29, 418 - 432.
Puolakanaho, A., Poikkeus, A., Ahonen, T., Tolvanen, A., & Lyytinen, H. (2003). Assessment of
three - & - a - half - year - old children’s emerging phonological awareness in a computer
animation context. Journal of Learning Disabilities, 36, 416 - 423.
Ranter, V. & Harris l. (1994). Understanding language disorders: The impact on learning.
Eau Claire, Wisconsin Thinking Publications.
Rees, N. (1974). The speech pathologist & the reading process. Asha, 16, 255 - 258.
109
المراجع
Roth, Forma P., Worthington, Colleen K. (1996) Treatment Resource Manual for Speech -
Language Pathology singular Publishing Group, Inc.
Salvia, Yyseldyke, j. E (1998). Assessment (7th ed). Boston: Houghton Mifflin Company.
Schatschneider, C., Francis, D. J., Foorman, B. R., Fletcher, J. M., &Mehta, P., (1999).
Dimensionality of phonological awareness. Journal of Educational Psychology, 91,
439 - 449.
Serniclaes, W., Van Heghe, S., Mousty, P., Carre´, R., & Sprenger - Charolles, L. (2004).
Allophonic mode of speech perception in dyslexia. Journal of Experimental Child
Psychology, 87, 336 - 361.
Smith, C. R (1994). Learning Disabilities: the interaction of learner, task & setting (3rd ed.).
Boston: Allyn & Bacon.
Snow, C. E., Burns, M. S., & Griffin, P. (1998). Preventing reading difficulties in young
children. Washington, D. C.: National Academy Press.
Snowling, M., Bishop, v. M., Stothard, S. E. (2000). Is preschool language impairment a risk
factor for dyslexia in adolescence, Journal of Child Psychology & Psychiatry & Allied
Discipline, 41 (5), 587 - 600.
Sodoro, J., Allinder, R. M., & Rankin - Erickson, J. L. (2002). Assessment of phonological
awareness: Review of methods & tools. Educational Psychology Review, 14, 223 - 260.
Stahl, S., & Murray, B. (1994). Defining phonological awareness and its relationship to early
reading. Journal of Educational Psychology, 86, 221 - 234.
Stage, S. A., & Wagner, R. K. (1992). Development of young children’s phonological &
orthographic knowledge as revealed by their spellings. Developmental Psychology, 28,
287 - 296.
110
العمليات الفونولوجية وصعوبات القراءة والكتابة
Stanovich, K. E., Cunningham, A. E., & Cramer, B. B. (1984). Assessing phonological awareness
in kindergarten children: Issues of task comparability. Journal of Experimental Child
Psychology, 38, 175 - 190.
Stanvich, K. E. (2000). Romance & reality. The Reading Teacher 47, 280 - 290.
Svensson, Idor; Jacobson, Christer (2006) How Persistent Are Phonological Difficulties? A
Longitudinal study of reading Retarded Children, Dyslexia, v12 n1 p3 - 20
Szenkovits, G., & Ramus, F. (2005). Exploring dyslexics’ phonological deficit I: Lexical vs. sub
- lexical & input vs. output processes. Dyslexia, 11, 253 - 268.
Tallal, P. Allard, L. Millers, S. & carbiss, S. (1997). Academic outcomes of language Impaired
Children. London: whurt, British Dyslexia Association.
The National Reading Panel (2006). Teaching children to read: Findings & determinations
of the National Reading Panel by topic areas. Report of the National Reading Panel.
Retrieved from http://www.nationalreadingpanel.org
Thomas - Tate, S., Washington, J., & Edwards, J. (2004). Standardized assessment of phonological
awareness skills in low - income African - American first graders. American Journal of
Speech - Language Pathology, 13, 182 - 190.
Treiman, R. (1984). On the status of final consonant clusters in English. Journal of Verbal
Learning & Verbal Behavior, 23, 343 - 356.
Treiman, R. (1985). Onsets & rimes as units of spoken syllables: Evidence from children. Journal
of Experimental Child Psychology, 39, 161 - 181.
Treiman, R., & Zukowski, A. (1996). Children’s sensitivity to onses, rimes, & phonemes. Journal
of Experimental Child Psychology, 61, 193 - 215.
Treiman, R., Broderick, V., Tincoff, R., & Rodriguez, K. (1998). Children’s phonological
awareness: Confusions between phonemes that differ only in voicing. Journal of
Experimental Child Psychology, 68, 3 - 21.
Vellutino, F., & Scanlon, D. (1987). Phonological coding, phonological awareness & reading
ability - Evidence from a longitudinal an experimental Study. Merrill - Palmer
Quarterly, 33, 321 - 363.
111
المراجع
Vellutino, F., Scanlon, D., Small, D., & Tazman, M. (1991). Bridging the gap between Cognitive
& neuropsychological conceptualization of Reading Disability. Learning & Individual
Differences, 3, 181 203.
Wade - Woolley, L., & Wood, C. (Eds). (2006). Prosody & reading development [special issue].
Journal of Research in Reading, 29 (3).
Wagner, R. K., & Torgesen, J. K. (1987). The nature of phonological processing & its causal role
in the acquisition of reading skills. Psychological Bulletin, 101, 192 - 212.
Wagner, R., Torgesen, J., & Rashotte, C. (1994). Development of reading - related phonological
processing abilities: New evidence of bidirectional causality from latent variable
longitudinal study. Developmental Psychology, 30, 73 - 87.
Wagner, R., Torgesen, J., Laughon, P., Simmons, K., & Rashotte, C. (1993). Development of
young readers’ phonological processing abilities. Journal of Educational Psychology,
85, 83 - 103.
Walley, A. C. (1993). The role of vocabulary development in children’s spoken word recognition
& segmentation ability. Developmental Review, 13 (3), 286 - 350.
White, S., Frith, U., Milne, E., Rosen, S., Swettenham, J., & Ramus, F. (2006). A double
dissociation between sensorimotor impairments & reading disability: A comparison of
autistic & dyslexic children. Cognitive Neuropsychology, 23 (5), 748 - 761
White, S., Milne, E., Rosen, S., Hansen, P. C., Swettenham, J., Frith, U., et al. (2006). The role
of sensorimotor impairments in dyslexia: A multiple case study of dyslexic children.
Developmental Science, 9, 237 - 255.
Wolf, M. (1991). Naming speed and reading: The contribution of the cognitive neurosciences.
Reading Research Quarterly, 26, 123 - 141.
Wood, C. (1999). The contribution of analogical problem solving & phonemic awareness
to children’s ability to make orthographic analogies when reading. Educational
Psychology, 19 (3), 277 - 286.
Wood, C. (2004). Do levels of pre - school alphabetic tuition affect the development of phonological
awareness & early literacy? Educational Psychology, 24 (1), 3 - 11.
Wood, C. (2006). Sensitivity to speech rhythm & the development of reading. In F. Columbus
(Ed.), Trends in cognitive psychology research (pp. 171 - 181). New York: Nova
Science.
Yopp, H. K. & Yopp, R. H. (2000). Supporting phonemic awareness development in the classroom.
The Reading Teacher, 54, 130 - 143.
Ziegler, J. C., & Goswami, U. C. (2005). Reading acquisition, developmental dyslexia & skilled
reading across languages. Psychological Bulletin, 131, 3 - 29.
112
سلسلة إصدارات المركز
ثانيـاً :االختبــارات
• االختبارات الت�شخي�صية يف • اختبار بندر التطوري.
اللغة العربية (حمكية املرجع) • اختبار املدى الرقمي ال�سمعي.
لل�صف الأول -التا�سع. • اختبار ر�سم الرجل.
• الربنامج الإلكرتوين لفرز ع�سر القراءة • مقيا�س القدرات الأكادميية.
وت�شخي�صها /الد�سلك�سيا للأطفال.
• اختبار املفردات امل�صورة.
• الربنامج الوطني لفرز �صعوبات التعلم
• اختبار معاجلة الأ�صوات املقنن للأطفال( .الكرتوين).
• اختبار معاجلة الر�سم الكتابي والوعي
املورفولوجي (ال�صريف) للأطفال.