Professional Documents
Culture Documents
التنظيم و اساسياته
التنظيم و اساسياته
تدخل العديد من النقاط ضمن إطار التنظيم السياسي و االيديولوجي والعملي .حيث أن التنظيم أساس
تطور المجتمعات االنس''انية ،و خالل تط''ور المجتمع''ات البش''رية خل''ق الن''اس تنظيم''ات سياس''ية و
اجتماعية مختلفة حسب ظروفهم وشروطهم وبهدف تلبية احتياجاتهم المختلفة.
التنظيم معناه اجتماع و توحد مجموعة بشرية حول أهداف معينة تضع لنفسها قوانين تنظيم عالقاتها
وأساليب عملها.
من هذا المنطلق ف'إن التنظيم يش''به ال'ذرة المكون'ة من أج''زاء مختلق'ة تجتم''ع مع'اً ،ومجم'وع ذرات
مختلفة يشكل جزيئات مختلفة لها خصائص واستعماالت مختلف'ة ،وبنفس اإلط'ار يمكن اس'قاط ه'ذا
المثال على البشر أيضا .فالتنظيم هو اجتماع أشخاص مختلفين معا ً لتشكيل جسم جديد له خصائص''ه
الفريدة والذي يخدم أهداف معينة مختلفة عن غيره.
التنظيم حاجة أساسية لإلنسان ال يمكن التخلي عنها ،و كانت أساس تط''وره خالل الت''اريخ اإلنس''اني
منذ تشكله ،هذه القوة التنظيمية تأتي من الحاجة ،و يجب أن تعطي الفائدة للمجموع''ة أو المجتم''ع أو
الشعب أو أي طبقة اجتماعية.
هؤالء الذين لديهم ه''دف مش''ترك و لل''دفاع عن مص''الحهم أو الوص''ول لحاج''اتهم عليهم أن يش''كلوا
تنظيم ،ألن التنظيم سالح يقويهم .كون أي مجتمع أو طبقة ال تملك أهدافا ً مش'تركة أو ق'وانين مح'ددة
بذلك ال يستطيع النجاح في شيء ،حيث أن هذه المجموعات ال''تي تش''كل ق''وة المجتم''ع يش''كلون في
نفس الوقت صورة للصراعات والتناقض''ات داخ''ل المجتمع''ات .ف''التنظيم ي''دافع عن مص''الحه ض''د
مصالح مجموعات أخرى مما يؤدي لصراع ضمن المجتمع.
عند انفصال اإلنسان عن الحيوان بميزة التنظيم اصبح كائن اجتماعي استثنائي نتيجة شكل العالق''ات
والقدرات التي امتلكها ،وكان هذا تناقضا ً مع أشكال التنظيم السابقة ضمن الطبيعة .وم''ع ب''دء ت''اريخ
اإلنس''ان الم''دني حص''لت تناقض''ات داخ''ل المجتم''ع فظه''رت تنظيم''ات متخلف''ة وأخ''رى متط''ورة
وعصرية حسب حاجة تلك المجموعات .فخالل التاريخ و لتستطيع ك'ل طبق''ة الوص'ول الى أه'دافها
خلقت تنظيماته''ا ولنجاحه''ا بتش''كيل أي تنظيم على أس''اس ق''وي ومن''افس اس''تطاعوا ال''دفاع عن
مصالحهم والوصول ألهداف تلك الطبقة ،حيث أن نضال الطبقات المختلفة تاريخيا ً هو نفسه صراع
بين تنظيماتها.
ان عمل هيكلية التنظيمات يتم تحديده على أساس المص''الح و الحاج''ة ،فك''ل تنظيم عن''دما يتمكن من
تلبية احتياجاته وتطويرها ،فإنه يتمكن من البقاء واالستمرار ،وهذا يمكن ان يحص'ل م'ع التنظيم'ات
السياسية والطبقات االجتماعية أو المجتمع عامة ،فالتنظيم هو تعبير عن احتياجاته و أساسه .وعندما
ال يتمكن التنظيم من الوصول ألهداف''ه ،وتلبي''ة احتياجات''ه فلن يتمكن من البق''اء واالس''تمرار ،ك''ون
الهدف األساسي من وجوده قد انتفى أو لم يتحقق.
كل تنظيم لم يصل لهدفه وعلى الرغم من أنه لعب دوره ،إال أنه لم يتمكن من تلبي''ة احتياجات''ه وح''ل
المشاكل في المجتمع فسينتهي .فكل تنظيم يقع على عاتقه مسؤولية الوصول لهدفه المحدد وخلق قوة
الوحدة التي سيحتاجها للمستقبل.
دور التنظيم خالل تطور المجتمعات البشرية
التنظيم في المجتمع البدائي: .1
كان التنظيم األكثر تطوراً الذي لم يحصل مثله من ذلك الوقت هو تحول اإلنسان لكائن اجتماعي.
قوة المجتمع في مرحلة المجتمع البدائي والمشاعي والتي تطورت بشكل كبير أتت من خالل قوة
التنظيم و في نفس الوقت خلق المجتمعات هو التنظيم بحد ذاته في تلك المرحلة ،فعندما كان
المجتمع في بدايته عمل البشر على اكتشاف حل للكوارث الطبيعية و خطر الحيوانات ،واستطاعوا
تنظيم أنفسهم وبالنتيجة التوحد ضد هذه الكوارث والمخاطر ،ومن خالل هذه التجربة أدركوا بأنهم
أصبحوا قوة ،أي اكتشفوا أنهم بوحدتهم أصبحوا قوة قادرة على مواجهة ما فشل كل واحد بمفرده
من القيام به سابقاً ،وقد ظهرت المجتمعات وتطورت انطالقا من هذه الخاصية.
المجتمع البدائي هو شكل بسيط للتنظيم بحاجة للتطور ،وإنه من هذه الحاجة تطور على أساس
المصائب الكبيرة ومتطلبات المجتمع ،وفي نفس الوقت كان تطور اإلنسان العقلي و الجسدي مؤثراً
في تلك الفترة ،وهذه القوة عند اإلنسان برزت من مرحلة عمله الجماعي في المجموعات البشرية
ضمن المجتمع البدائي فكان الصيد والدفاع المشترك ضد الهالك عوامل أساسية في التطور
الجسدي عند االنسان و فتح الطريق لتطور العقل من ناحية التفكير .كما أن تطور اللغة مرتبط
بشكل كبير بهذه التطورات الحاصلة ،فاللغة هي وسيلة وأداة أساسية لتجمع البشر معا ً و ليتنظموا.
فعندما كان يطلب االنسان المساعدة لم تكن اللغة إال مجرد اصوات و منها كانت اشارة ضد الخطر
و لهذا اصبحت اللغة اداة لتواصلهم فيما بينهم و اداة للتنظيم و لهذا فان تطور االنسان اصبح اسهل
و اسرع من خالل اللغة .
و في مرحلة المجتمع المشاعي كان التنظيم مثل عالقات الذرة قوية مثلما كان من الصعب الدخول
في العشيرة و القبلية و كان من الصعب انهاء عالقات القبيلة و في نفس الوقت كانت وحدة و
تشارك القبيلة مع مفهومة و مبررة لهذه الوحدة التي كانت المعيار االساسي في المحافظة على
المجتمع و الجنس االنساني و تطوره .
و كان التخلي عن هذه الوحدة بمثابة خوف و فناء (ماركس) بتخلي االنسان عن هذه الوحدة يشبه
االنسان طفل صغير مرتبط برحم امه .و في ذلك الوقت نرى التنظيم القوي ال يسمح بدخول
الغريب ألخذ مكان في القبيلة او العشيرة و عند المساس بأحد اعضاء القبيلة كان من المستحيل
لآلخرين ان يبقون حياديين و كانوا جاهزين للدفاع عن هذا الفرد و لو تطلب االمر الموت و
االنقراض لجميعهم و بهذا الخصوص عدم تطبيق هذا القانون هو انتهاء التنظيم القائم على
المشاركة في كل شيء و في المحلة المشاعية لم يصلوا البشر لمرحلة كونهم تنظيم سياسي بل كانوا
تنظيم مجموعات و عشائر .
و هذه الوحدة التي كانت تنظمهم المجتمع كانت ضعيفة جدا و حدودها قاسية اتجاه الغرباء و كان
االرتباط في هذه المجموعات قوي جدا فعند حصول الصراع بينهم مستحيل سيطرة احدهم على
االخر فإما ينهون بعضهم بشكل نهائي او يصلون لقرار معين باالنفصال ,كان مفهوم التسلط على
االخر غير موجود بداخلهم
و بخارجهم كمجموعات اخرى .فلم يكن من الممكن تكوين مفهوم حكم سياسي ضمن هذه
المجموعات .
-2التنظيم في مرحلة العبودية :
المجتمع البدائي الذي كان مرحلة في تاريخ البشرية و االنسانية تم المرور من خالله الى مرحلة
العبودية التي كانت تضم تقسيما ً طبقيا ً للمجتمع .
المرور لمجتمع العبودية يعني تكسير تنظيم االنسان في مرحلة المشاعية البدائية من خالل كسر
التجمعات و العالقات المجودة في المرحلة البدائية و كسر هذا التنظيم و الوحدة التي كانت موجودة
في المرحلة البدائية مما أدى الى تشكل طبقات اجتماعية مفرقة ضمن مجتمع العبودية فزعماء
العشائر أصبحوا زعماء طبقات مالكي العبيد و الذي كان يريد تشكيل نفوذه لقوة سياسية و عسكرية
و تحولت العالقات بين ابناء العشيرة الى عالقات بين الطبقات المختلفة و أصبحوا عبيد و كسروا
تنظيم العشائر االخرى و أوصلوهم الى عبيد أيضا ً .
الطبقات في العبودية كان تملك تنظيم افضل و اقوى من تنظيم العبيد و هو قائم على اساس الفرض
و االكراه و شكلوا تنظيم سياسي و فرضوا مزيد من الضغط و االستعمار ضد المجموعات و
العشائر االخرى و حرم االنسان من حقوقه الطبيعية و العائلية و تحول الحيوان للعمل و هكذا
فُرض عليهم أال يكونوا منظمين .
و طبقة مالكي العبيد كان هدفها األساسي خلق تنظيم سياسي قوي و فرض على الناس الخروج من
تنظيم العشيرة و تحويلهم لعبيد ال يوجد حياة تشاركية بينهم .
البرجوازي لم يحلق بداخله طبقة استعمارية و لكنه خلق بداخله طبقة للعمال و التي ستحفر قبرهُ
الحقا ً .البرولتياريا اسقطت البرجوازي من خالل بناء مجتمع بدون طبقات و احزاب عصرية
تطورت للمرة في المجتمع البرجوازي .تطور وسائل االنتاج دفع نحو فائض كبير في االنتاج ,و
ذلك نتيجة عدم تجانس بين طبقات المجتمع .فالبرجوازي كان اكثر تطوراً من القوى الحاكمة
االقطاعية ,و انقسمت البرجوازية الى طبقات مختلفة من االعلى لألسفل و مثلها انقسم البرجوازي
الصغير و الطبقات ال ُمستَعمرة ليست مختلفة من هذه الناحية .أما البرولتياريا متشكلة من كل
االقسام .
و سكان القرى المنقسمين الى عدة اطرف ,اما البرجوازي الذي توسع و عاش ضغوط المجتمع ,و
الوسيلة لحل هذه التناقضات هي االحزاب ,و لذلك تطورت الحزبية في المرحلة البرجوازية .اما
الحزب الموجود داخل الطبقات الحاكمة في الدولة هو االلة التي تؤثر على الدولة ,حيث يزيد
المنفعة و المصلحة و ترسيخ سلطة الدولة .
اما الطبقات ال ُمستَعمرة فلكي تخلق تطور سياسي و ايديولوجي كان عليهم ان ينظموا انفسهم و لكي
يصبحوا قوة حاكمة يجب ان يصبحوا حزب ,تقبلت الرأسمالية بدايةً البرجوازية ,و لكن الحقا ً
الحت التخريب التي احدثته الرأسمالية .
**(التنظيم القومي و الوطني في المجتمع البرجوازي)**
جلبت الثورة البرجوازية القضايا القومية التي كانت بعيدة في المجتمع االقطاعي و خلق الوحدة
القومية و انتقل المجتمع نحو تنظيم اكثر رقي قائم على الوطنية و القومية .
و في نفس الوقت اتى المجتمع البرجوازي لنفسه شكل مجتمع قومي و اذا لم يتمكن البرجوازي خلق
وحدة اللغة و السوق و الوطن ,المرحلة التي كان االقطاعي قد فرقها فأن لم يكن سيتمكن من
النجاح و التطور ,الشكل المغلق من االقتصاد االقطاعي كان عائق امام تطور السياسة االجتماعية
و البرجوازية تطور قوة االنتاج من العالقات االقتصادية الجديدة لم يكن لها ان تتطور اال من خالل
مجتمع حر و لكي تتطور البرجوازية نحو طبقة حاكمة كان ممكنا ً فقط من خالل خلق تنظيم و
عالقات معيشية جديدة ,جمع البرجوازي من خالل الثورات قوته في مركز واحد و جمع اللهجات
المتشابهة في لغة واحدة و جمع االرضي التي فرقها االقطاعيون في وطن واحد .
و من الناحية االقتصادية جمع االقاليم المقسمة و التنظيم الذي خلقه عند االمم من الناحية الثقافية و
نجح في صنع ثقافة قومية و استطاع تنظيم مجتمع برجوازي جديد ,تشكل المجتمع البرجوازي لم
يكن على اساس ديني او اجتماعي بل على اساس االمة و القومية وهي احد نقاط النضال الرئيسية
التي خلقها .
تطور المجتمع المحكوم من قبل البرجوازي مرحلة تركز السياسة في مرحلة البرجوازية حيث كان
لديه االمكانيات لجعل سلطته مركزية اكثر من باقي الطبقات الحاكمة .
**( التنظيم عند االستعمار الرأسمالي)**
بالنسبة للشعوب المظلومة في مرحلة الرأسمالية كان الوضع صعبا ً كونهم وصلوا الى مرحلة ال
يستطيعون مواجهة التعدي و الظلم االقتصادي و الوطني للرأسمالي .
البرجوازي الذي طور مجتمعه كأمة قام بتخريب المفهوم القومي للشعوب التي يحكمها و منع
تطورهم على اساس قيمه القومية .
مرحلة تطور االمم البرجوازية خلق مرحلة معاكسة بالنسبة للشعوب المحكومة من قبل البرجوازي
القومي نشر لغته و ثقافته و اقتصاده و اراد ان يصهر الشعوب االخرى ,البرجوازي الذي خلق امة
لنفسه منع االخرين من تشكيلها و كان يقوم بتخريب تنظيم الشعوب االخرى و لعب دوره في تدمير
الشعوب االخرى.
و ان التاريخ الوطني و االجتماعي لل ُمستعمرات قائم على اساس الفرض من قبل المستعمر بهذا تم
تخريب النظام القديم للمجتمع الذي كان قائم على اساس المذهب و العشيرة و القيم االجتماعية .
و كون هذا عائق لتطوره فقام بإزالته و حل مكانه شكل قائم على اساس مصلحته و ايديولوجيته و
فتح المجال و خلق الشروط لالستعمار .
و عندما بدأت الثورة البروليتارية قامت طبقة العمال و وجدت نفسها بوضع مشابه للشعوب
المستعمرة ,ان الشعوب التي تفتت و بقيت بدون تنظيم من قبل البرجوازية كان بإمكانها ان تنظم
نفسها من خالل الثورات البروليتارية و هذه الثورات كانت السبيل الوحيد للتقاسم و تطور الشعوب
المستعمرة ,هذه الشعوب التي عاشت ظلم الرأسمالية ظروفهم جاهزة في هذه المرحلة لكي
يستطيعوا ان يجمعوا قواهم و يخصلوا انفسهم و التنظيمات العصرية' التي نشأت في تلك المرحلة
كانت اغلبها مرتبطة بالثورات البروليتارية .
**(أهمية التنظيم عند الشعب السرياني االشوري الكلداني)**
يجب ان ندرس الناحية و الحلة التنظيمية للشعب السرياني االشوري الكلداني كامالً حيث انه بهذا
الشكل نستطيع ان نعرف اهمية و دور التنظيم عند شعبنا و بهذا الشكل فقط نستطيع ان نتجاوز حالة
عدم التنظيم و نبني تنظيم قوي .
نظم السومريون انفسهم في بيث نهرين 4000ق.م حيث تمكنوا من تجفيف االهوار و شق قنوات
الري و زرع االرضي المجاورة للنهر و بعد زيادة االنتاج بنوا دول و مدن صغيرة و خالل مرور
السومريون بمرحلة العبودية حوالي 3000ق.م و بناء المجموعة السامية االولى ( األكاديين ) شبه
البدو استطاعوا ان يسيطروا على المدن السومرية و ان يطوروا الحضارة السومرية 2350ق.م
نظم االكاديون دولة العبودية االولى و بعد سقوطها تحولت اشور و بابل لدولة عبودية لكن دولة
عبودية االكثر تنظيما ً كانت االمبراطورية االشورية في 800ق.م و بعد سقوط نينوى 612ق.م و
التي كانت عاصمة االشوريين فان تنظيم العبودية استمر مع دولة بابل التي سقطت بعدها على يد
الفرس عام 539ق.م و انتهت معها قوة شعبنا ,حافظت ممالك االراميين الصغيرة على تأثيرها في
المنطقة من خالل التجارة و اللغة في هذه المرحلة بدأت اآلرامية تصبح اللغة الدبلوماسية بعد ان
كانت سابقا ً االكادية و بعد استعمال االبجدية اآلرامية عوضا ً عن المسمارية .استولى اسكندر الكبير
على المنطقة عام 322ق.م و لكن مع استمرار االستعمار فقد حصل تطور في الثقافة و بعد سيطرة
روما عام 50ق.م و هنا بقيت شعوب المنطقة مشتتة .
و حيث حروب روما و الساسانيين في بيث نهرين أدت الى تناقضات كبيرة لشعوبها و منها شعبنا .
و شعبنا االرامي االشوري الكلداني االكادي ذو االصول السامية انصهر في بوتقة واحدة مع
المسيحية وبعدها تنظم الشعب السرياني من خالل الكنيسة فقط .و لم يكن له غيرها ,و بعد
المسيحية اضطهدت دولة البيزنطيين شعبنا كثيراً ووقع االحتالل العربي عام 650م و الحقا ً استولى
االتراك و البرابرة عام 1100م و مع حكم العثمانيين عاش شعب بيث نهرين مرحلة صعبة و
مريرة .
الدولة التركية التي قامت على انقاض االمبراطورية العثمانية و من خالل المجازر و السياسات
الرفيعة التي انتهجتها بحق شعوب المنطقة فقد تمكنت من تشتيت تنظيم الشعب السرياني و
اقتالعه .
خالل هذه المرحلة يعيش شعبنا حالة عدم تنظيم من الناحية االقتصادية و الثقافية و العسكرية و
السياسية.
انعدام التنظيم يظهر اثره السلبي و يظهر بشكل واضح و عميق على المستوى الدولي و الوطني .
لكي يعيش كل مجتمع حياته الخاصة فان عناصر المجتمع التي تدمرت و خربت ادت بشعبنا
السرياني لحالة انقراض ,حافظ العدو على حالة عدم التنظيم عند شعبنا بقوة و شتته بكل النواحي و
فرض عليه عدم التنظيم من اجل مصالحه القومية و الوطنية و نتيجة هذا االمر تعمقت حالة الال
تنظيم واصبح مجتمعنا غريب عن ذاته.
و اخرجه عن هويته ووصل لمرحلة ال يفكر بها بذاته و استعمل العدو في البداية من الناحية
التنظيمية لمنفعته الخاصة و مصلحته و الحقا ً استخدم القوة و العنف و هذا أدى الى تجميد شعبنا و
هكذا كسب كثيراً نتيجة هذا االمر و نتيجة الستخدام القوة عبر التاريخ ادى بمجتمعنا الى حالة عدم
التنظيم و لمصلحته ان يعتقد شعبنا بأن هذا قدره و لكن اليوم نرى انه من الممكن خلق تنظيم قوي
ووطني على اساس الظروف و االمكانيات الموجودة .
و في هذا الوقت حالة عدم التنظيم ستؤدي الى حصول التناقضات و تخلف الشعب عن اللحاق
بموكب الحضارة و هذا يأتي نتيجة لسياسات الدول الذي تركت شعبنا يعتنق عادات و تقاليد و ثقافة
مختلفة حيث يجب ان نعرف انه يجب التخلص من حالة عدم التنظيم و عندها يجب ان نبدأ العمل
على هذا االساس .
االستعمار الذي استمر مئات السنين في بيث نهرين ادلى الى تخريب و ضياع شعبنا ايضا ً ,فقوى
االستعمار تستعمل سياسات رفيعة أدت الى خلق مجتمع فوضوي بدون اساس خارجا ً عن هويته و
حقيقته العدو يتعامل بحساسية في هذا الخصوص فلم يعد كافيا ً لالبتعاد عن المجتمع بدون تنظيم
سياسي و اقتصادي فالعمل على تخريب القيم التي كانت قد تطورت داخل المجتمع .
فع العدو بقيمنا القومية ان تبقى بدون فعالية او معنى ،واستعمل كل الوسائل لكي ال يستطيع ان
نصبح و نتشكل كأمة أو نلعب دورنا و منذ بداية ظهور التنظيم و حتى اليوم كان تطور التنظيم
متأثراً بتخريب العدو و هذا التخريب وصل للمرحلة النهائية .
اليوم تحققت تصفية االستعمار الكالسيكي في العالم لكن المستعمر التركي بسياساته الرفيعة و
الخشنة و بفرض استعمر بيث نهرين و من خاللها ادى الن يعيش المجتمع حالة ال تنظيم عميقة و
أيقن المستعمرون انهم سيستمرون باستعمارهم و يمكن تطبيقه من خالل الالتنظيم و من خالل
الحجج الدقيقة يحافظوا على الشعب بهذه الحالة من خاللها يحافظون على الشعب على هويته
االجتماعية و في وقتنا هذا يوجد ظروف موضوعية للتنظيم سياسيا ً و عسكريا ً و ايديولوجيا ً عند
ظهور القوى العصرية فإنها ستكون واضحة و عصرية و حالة عدم التنظيم ستلغى تدريجيا ً و
عندها لن تكون حالة الالتنظيم قدراً بل ستعرف اسبابها التاريخية و سنتمكن من تجاوز هذه الحالة و
لتتمكن من تجاوز المرحلة القديمة نبدأ صفحة جديدة ستكون الناحية التنظيمية االساس لهذا االمر .
التنظيم هو مفتاح الحل في كل المجاالت بشكل صحيح و ليست فقط مؤسسة لنا بل هي لكل المجتمع
فمنذ بداية المجتمع البدائي حتى اليوم هي اساس تطور بغض النظر عن شكله يجب ان نحمل داخل
روح و مفهوم المقاومة و الهدف االساسي لخلق التنظيم المقاوم هو من اجل خطوة من الخطوات
االولى ببرنامج قومي ووطني و ثوري للشعب السرياني الكلداني االشوري.
نقاط التنظيم
من خالل أعمال البحث والتحليل حول الواقع القومي والتنظيمي للشعب السرياني ،يتبين -1
لنا كم هو مهم اإلدراك النظري .بالنسبة لشعب كهذا ليشارك ف يالثورة وليعمل من اج''ل
مستقبله ،ولالهداف الديمقراطية القومية فإن خصوصية مسؤوليته والتكتيك واالستراتجية
لسياسته ،وإطار تنظيمه ،والتكتكيات لنشاطاته ليتم إدراكه''ا وتطبيقه''ا يجب تواج''د عم''ل
نظري قوي.
انعدام الوعي واألمل والالسياسة داخل الش''عب الس''رياني ،يجب ان يتم إدراكه''ا ومعرف''ة كم -
ه''و مهم أن يتم توعي''ة الش''عب ،ولكي يتم إدخ'ال وش''عبنا في النض''ال السياس''ي ن''رى كم من
المهم أن يتم تفسير التجارب الثورية في العالم بشكل صحيح وأن يتم التعلم منه''ا ،ومن أج''ل
هذا يجب تحليلها نظرياً.
من ناحي''ة اخ''رى االس''تعمار ال''تركي المتحالف''ة م''ع اإلمبريالي''ة يجب أن نعي خصوص''ياتها -
وشكلها ،االستعمار التركي الذي يستند اليوم لتجربت''ه التاريخي''ة ،من ناحي''ة أخ''رى تس''تعمل
جميع األساليب التي تم تطويرها في مواجهة الثورات ،وعلى هذا األساس فإنه''ا تس''تمر في
ص''راعها وحربه''ا ض''د الث''ورة والتح''رر في بيث نه''رين العلي''ا ،وله''ذا يوج''د حاج''ة كب''يرة
لتطوير خط وإطار نضالي ثوري ضد ه''ذه الق''وى ،وله''ذا يجب العم''ل نظري 'ا ً لفهم وإدراك
ماضي هذه القوى وإمكانياتها وظروفها الحالية بشكل صحيح.
يجب القيام بعمل نظري قوي من اجل فهم االس''تعمار ال''تركي ال''ذي ف''رق وش''تت ش''عبنا في -
ال''دول اإلمبريالي''ة ،وفهم اإلمبريالي''ة وخصوص''ياتها وتأثيره''ا على الش''عب وكي''ف يمكن
االنفصال عنها ،وكيف يمكن ربط الشعب بوطنه.
لنستطيع تطوير نضالنا بشكل ثوري يجب أن نل''بي احتياجياتن''ا النظري''ة ،فليس مقب''وال أن ال -
يك''ون ق''ادة نض''النا وك''وادره متمك''نين نظري''ا ،ويط''وروا انفس''هم من ناحي''ة التعليم بش''كل
مستمر ،وبغير ذلك لن يتمكنوا من تطوير النضال.
يجب ان يط''ور الك''وادر الق''ادة عملهم النظ''ري من ناحي''ة ،وومن ناحي''ة أخ''رى أن يقوم''وا -
بالدعاية والنشر لعملهم هذا ،كما يوجد حاجة أن يتم تأسيس مركز للناحي''ة النظري''ة والدعاي''ة
والبروباغندا والبروشورات والمجالت والمطبوع''ات .وه''ذا كل''ه س''يكون في خدم''ة الش''عب
والكوادر والعمل النظري .وهكذا ستتحول جميع هذه االعم''ال إلى نض''ال إي''ديولوجي .يجب
أن نعلم أنه عندما تتطور األعمال النظرية واإليديولوجية ،ف''إن النض''ال سيس''ير على أس''س
ثابتة..
.1المركزية الديمقراطية :االحزاب الثورية يتم تأسيسها وقيادتها وإدارة ش''ؤونها على أس''س المركزي''ة
الديمقراطية ،فالحزب الثوري يتخذ المركزية الديمقراطية أساسا ً لنفسه ويق''وم بتطبيقه''ا ويق''دمها
ويطبقها لشعبه ووطنه.
قانون المركزية الديمقراطية لديه ناحيتين ،األولى الناحي''ة الديمقراطي''ة والثاني''ة المركزي''ة ،وكليهم''ا
مرتبط''تين والتنفص''الن ،في األح''زاب الثوري''ة ت''أتي المركزي''ة أوالً بينم''ا تتب''دل الناحي''ة
الديمقراطية حسب الظروف والشروط سواءاً يتم توس''يعها او التض''ييق عليه''ا ،المركزي''ة ل''ديها
لجنة أو هيئة قيادة مركزية ،تتبع فيها األقلي'ة لق'رار االكثري'ة ،وترتب'ط التنظيم'ات والمؤسس'ات
ب'المركز ،والتنظيم'ات ال''دنيا ترتب'ط بالعلي'ا .أم''ا من الناحي''ة الديمقراطي'ة ف'إن جمي''ع تنظيم'ات
مؤسسات الحزب يجب اختياره''ا باالنتخاب''ات ويجب ان تعق''د االجتماع''ات والم''ؤتمرات بش''كل
مفتوح .ويجب على الحزب عدم خلط هذين المفهومين ويجب عليه تطبيقهما بالشكل الصحيح.
في الدول غير الديمقراطي''ة وال''تي يحت''اج فيه''ا الح''زب للعم''ل والتنظم بش''كل غ''ير ق''انوني ،عن''دها
تتجاوز المركزية الناحية الديمقراطية في مثل هذه الحاالت ،وال يتم االلتزام باختي''ار األش''خاص
من خالل االنتخابات ،ونتيجة الضغوط التي تفرض عليه من قبل هذه الدول ،فإنه يض''ع الح''دود
أم''ام الناحي''ة الديمقراطي''ة ويص''بح مركزي''ا ب''المطلق ،حيث ال مج''ال آخ''ر امام''ه للخالص من
مالحقة العدو.
مثال :يجب تطبيق تعليمات الهيئة األعلى بدقة ،من أج''ل اس''تكمال األعم''ال والمه''ام الموكل''ة بش''كل
صحيح .ولهذا فإن مفهوم المركزية تكون مصيرية بالنسبة لهذه األعمال ،ومن المهم تطبيقه'ا في
بداي''ة التنظيم وب''دونها ف''إن ذل''ك التنظيم س''يكون عرض''ة الس''تعمال من قب''ل اآلخ''رين حس''ب
مصالحهم ،إن وحدة الحزب هي وحدة الرغبة واإلرادة ،ولهذا فإن كوادر الحزب يل''تزمون به''ذا
الق''انون والمفه''وم ال''ذي ه''و رغبتهم ،.......................... ،يتم تط''بيق الهيكلي''ة من األعلى
لألسفل ،ويتم توزيع المهام وتحديد البرامج من قبل المركز.
نقصت الناحية الديمقراطي''ة في الش''روط ال''تي يعيش ض''منها ش''عبنا ووطنن''ا ، ،ولكن ه''ذا ال يع''ني
زوال الناحية الديمقراطية من تنظيمنا ،إن الناحي''ة الديمقراطي''ة الموج''ودة ض''من التنظيم ويجب
ان تأخذ مكانها بشكل دائم ،إن أعضاء التنظيم وقبل اتخاذ القرار وبع''د تطبيق''ه أح''رار في تق''ديم
أفكارهم وآرائهم ونقدهم للمركز ،وال يوجد أي عائق أو حاجز أم''ام ه''ذا األم''ر ،وه''ذا مهم ج''داً
لكي يسير العمل والتنظيم بشكل صحيح ويتطور ،ومعها أيض'ا فهي واجب ك'ل ش'خص ث'وري،
فاألعض''اء يجب أن يعمل''وا ويتحرك''وا وف''ق ه''ذه المس''ؤولية ،من أج''ل أن يس''تطيع المرك''ز أن
يعطي تعليمات واوامر أفضل ،فكل األعضاء لديهم نفس الحقوق من القاعدة إلى القيادة.
بهذا الخصوص فعندما يق''دم األعض''اء آرائهم ونق''دهم يجب أن تق''دم في مكانه''ا المناس''ب وبأس''لوب
ص''حيح ح''تى ال ت''ؤدي إلى خل''ق تناقض''ات ومش''اكل ،المركزي''ة يجب أن ال تخطئ من ناحي''ة
التعليمات والقرارات المتخذة والمرسلة .إن االعتراض أو التهرب من تنفيذ الق''رارات وتطبيقه''ا
خطأ جسيم ويضر التنظيم كثيراً وهو مخالف للنظام الداخلي ،وعلى ه''ذا األس''اس يجب أن يبقى
النقد لما بعد تنفيذه ،ويقوموا بتنفيذ التعليمات والق''رارات' بش''كل ص''حيح ،وفي نفس اإلط''ار ف''إن
اآلراء والمقترحات والنقد المقدم من قب''ل األعض''اء يجب أن تق''دم على أس''اس خ''ط التنظيم وأن
يحسوا بالمسؤولية المرتبطة بهذا القانون الذي هو قانون ديمق''راطي للتنظيم يع''برون من خاللهم
عن رأيهم ضمن التنظيم .فبغير هذا الشكل لن يكون للديمقراطية ضمن التنظيم أي معنى ولن يتم
تفعيله.
نقطة أخرى يجب أن نفهم أنه ضمن قانون المركزية يجب على العضو تقديم معلومات كاملة للمركز
والقيادة األعلى حول أعماله ونشاطاته ،فعندما يكون للمرك''ز معلوم''ات معرف''ة كامل''ة ص''حيحة
حول األعمال والنشاطات فعندها ستكون توجيهاته وتعليماته بدقة أكثر وتبين الناحي''ة والبرن''امج
العملي بشكل صحيح .ومع ازدياد حجم التنظيم ومن أجل تفعيل المركزية تظهر الحاجة للتقري''ر
والتعليمات .فعندما تتمكن القيادة من العمل بهذا الشكل فعن''دها نس''تطيع الق''ول بأنن''ا خلقن''ا هيكالً
لتنظيمنا.
عندما يمتلك التنظيم قيادة مركزية بصالحية واسعة ،وانضباط قوي كالحديد ،ويكسب إيمان وثقة كل
أعضاءه ،عندها سيتمكن من القي''ام بواجب''ه ومهام''ه ،وعن''دما يص''ل لمرحل''ة أن يمتل''ك الس''لطة
فعندها سيستطيع القيام بما يلزم وينجح بها.
.2نظ''ام التق''ارير والتعليم''ات والمراقب''ة ':قب''ل االنتق''ال له''ذه النقط''ة يجب ان نع''رف م''ا ه''و التقري''ر
والتعليمات ،فحتى يتمكن التنظيم من العمل بنجاح ،يتوجب على المركز أو الهيئ''ة األعلى يعطي
تعليمات وأوامر للهيئات األدنى من اجل تطبيقها ،وح''تى تتمكن القي''ادة من إدارة كام''ل الحرك''ة
ويشجعها فهو يحتاج إلى إعطاء تعليمات قوية في مكانها وزمانه'ا المناس'بين ،ومن اج'ل تط'بيق
هذا األمر يحتاج إلى معرفة كاملة وبدقة وتفاصيل حول الحركة باكملها ،وهذه المعرفة ت'أتي من
خالل التقارير ،فالطريق لتقديم تعليمات قوية هو من خالل تقارير قوية .التقرير ه''و المعلوم''ات
المقدمة من الهيئات االدنى لألعلى منها بشكل دوري ومنظم ،أي ان التقرير هو التوض''يح' ال''ذي
يقدمه التنظيم أو العضو للمركز حول أعماله ،وعندها يجب أن يتم تطبيق التعليمات القادمة دون
تردد ويجب تقديم تقرير حولها مهما كانت الظروف.
لماذا نحتاج التقارير؟ يجب أن نعي أنه ولتقديم مهام ص'حيحة ،والتخ'اذ الق'رارات ح'ول النش'اطات،
ومن أجل معالجة المفاهيم الخاطئة ،ولعدم ارتكاب األخطاء داخل التنظيم ،فيجب أن يكون هناك
شفافية كبيرة وهذا يمكن أن يحص''ل من خالل نظ''ام التق''ارير ،فهي ض''رورية من أج''ل تط''وير
تعليمات وقرارات صحيحة.
التقارير ليست مجرد معلومات تلقلى جانبا ،حيث يتم القيام بتحليل اإلمكانيات والظروف على أساس
محتواها واتخاذ القرارات على أساسها ،ولهذا فإن التقارير ال''تي يتم إرس''الها ألي جه''ة يت''وجب
على تلك الجهة الرد عليها بالتعليمات المناسبة ،التعليمات يجب أن تكون بنوعي''ة وكافي''ة وتل''بي
جميع االحتياجات ،ألن المفهوم الذي ال يملك مركز وقي'ادة فلن يس''تطيع الجس'م ان يس'ير بش'كل
مناسب ،فهو مثل جهاز التحكم ال تستطيع اآللة العمل بدون توجيهاته وتعليمات''ه .فعن''دما تنقط''ع
التعليمات يحصل انقطاع في العم''ل ويح''دث تخل''ف وتراج''ع في الفاعلي''ة .ألن التعليم''ات ال يتم
تق''ديمها ط''وال ال''وقت ب''ل عن''د الحاج''ة والض''رورة وبالش''كل المناس''ب .إن ع''دم العم''ل بنظ''ام
التعليمات ضمن تنظيم ما يشبه توقف الجهاز العصبي في الجسم م'ا ي''ؤدي إلص''ابته بالش'لل .إن
إنهاء تنظيم ما من أساسه ممكن من خالل إنهاء وإيقاف نظام التعليمات .وعندها فإن ذلك التنظيم
سيخرب من تلقاء ذاته.
إن نظام التعليمات والتقارير هو وسيلة القيام بمراقبة وتحكم قوي ،وعندما ال يستطيع التنظيم االلتزام
بهذا النظام فإنه يخرب ولن يقوم بواجبه وسيصل لمرحلة الخطر.
هل يتم تطبيق الخط السياسي والتكتيك أم ال ،وكيف؟ م'ا هي نتيج''ة األعم''ال؟ م''ا هي حال''ة الك''وادر
واألعضاء؟ إن األجابة عن هذه األسئلة ممكنة فقط من خالل مراقبة قوي''ة .وفي التنظيم الث''وري
فإن هذه المراقبة ال تحصل فقط من خالل التقارير والتعليمات فق''ط ،ب''ل أيض''ا من خالل تحلي''ل
نتيج'ة األعم'ال والنش'اطات ومراقب'ة الناحي'ة العملي'ة .وخل'ق آلي'ة مراقب'ة فعال'ة ض'من التنظيم
أساس''ية ومص''يرية من الناحي''ة األمني''ة للتنظيم ،وتنظيف''ه من العناص''ر الض''ارة ،والحف''اظ على
وحدته ،والدفاع عن خطه السياسي مقابل التخ''ريب الممكن حص''وله ،ولض''مان أمني''ة الك''وادر
واألعضاء وإعطائهم مهام وواجبات ،وهي أساسية من أجل حسن سير وتطوير العمل والنش'اط.
وعندما ال يتم تطبيق هذه النقطة ضمن التنظيمات فليس من الممكن أن يتمكنوا من حماية وتأمين
وج''ودهم التنظيمي واإلي''ديولوجي ،ونتيج''ة ه''ذه األس''باب جميعه''ا يجب تقوي''ة آلي''ة التنظيم في
المراقبة وجعلها منتظمة.
النقطة األخرى المهمة هي أنه ليس''ت القي''ادة المركزي''ة فق''ط هي من تق''وم بالمراقب''ة على األعض''اء
والمؤسسات الدنيا ،بل أيضا االعضاء والمؤسسات األدنى تراقب عمل ونشاط الهيئ''ات األعلى،
مثالً :األعضاء والتنظيمات االدنى يقوموا بمتابعة ومراقبة عمل المركز ويحللوا نتيجة أعمالهم،
وعندما يروا أخطاء ومشاكل يقومون بتق''ديم نق''دهم ،وبه''ذا الش''كل فإن''ه يتم تش''كيل آلي''ة مراقب''ة
قوية.
.3العم''ل الجم''اعي : Collectivismالش''خص المنظم يع''ني أن''ه تش''اركي ،يعت''بر العم''ل الجم''اعي
بالنسبة للتنظيم مثل الظفر واللحم ،وكما هو معلوم فإن التنظيم وخاصة بين األعضاء هو اجتماع
من أجل هدف مشترك ووحدة لإلرادة والقرار .وهذا هو مع''نى العم''ل الجم''اعي التش''اركي .أي
أن''ه تط''بيق الق''رار المش''ترك ووح''دة اإلرادة .أي أن''ه عم''ل ع''دة أش''خاص مع'ا ً وتوحي''د ق''وتهم
وتحركهم معا بقرار مشترك .العمل الجماعي الذي بدأ منذ المجتم''ع المش''اعي الب''دائي من خالل
أسلوب وتعامل األفراد ضد الطبيعة والذي طوروه في المجتمع ع''بر ال''زمن ،م''ا لم يتواج''د ه''ذا
األسلوب لما تمكن البش''ر الب''دائيين من مواجه''ة ظ''روف الطبيع''ة والحيوان''ات المتوحش''ة ،وم''ا
استطاعوا االستمرار بوجودهم وحياتهم ،ولهذا فإن اإلنسان لوال هذا التطور ك''ان من الممكن ان
ينقرض .وبهذا الشكل بدأ العمل والمعيشة واستمر مع المجتمعات األخرى.
تم إلغاء خاصية العمل الجم''اعي من خص''ائص الش''عوب والمجتمع''ات ال''تي تعيش في بيث نه''رين،
وإن تفكك ارتب''اط وعالق''ات المجتم''ع ل''دينا ال''تي أدت بوق''وف الن''اس بوج''ه بعض''هم البعض لم
يعودوا قادرين على العمل معاً .وإن لم تتواج''د وح''دة ح''ال وق''رار وإرادة بين الن''اس والمجتم''ع
حتى وإن لم يكونوا ثوريين فلن يستطيعوا أن يطوروا حياتهم ،ولهذا فإن أسلوب العمل الجماعي
يجب تطبيقها من ناحية وحدة اإلرادة والقرار .ولهذا من المهم لنا كش''عب وض'من ه''ذه الش'روط
والظروف التي نعيشها أن نقوم بتط'بيق ق'انون العم'ل الجم'اعي ،فمن ال يك'ون تش'اركيا يص'بح
فريسة للعدو ،أي أنه سيدخل العشائرية وتفكك العائلة ،وآغاتية اإلقطاعي''ة ض''من التنظيم .جمي''ع
هذه الخصائص يجب أن تكون غريبة عن الشخص الثوري ،فعندما ال تخلق وح''دة ق''رار وإرادة
قوية في التنظيم ،من غير الممكن أن يصبح تنظيما ش''عبيا ويق''وم بنش''اطات قوي''ة في وطن مث''ل
بيث نهرين ومجتمع مفك''ك لماليين القط''ع واالج''زاء .إن األعض''اء عن''دما ال يس''تطيعون خل''ق
عمل جماعي قوي بين بعضهم البعض فلن يتمكنوا من تحقيق الوحدة لشعب مقسم ومتفكك مثلنا،
الذي تفككت العائلة ضمنه ،واألشخاص الموجودين ضمنها يكون''ون منقس''مين ،فكي''ف يمكن أن
يكونوا متحدي اإلرادة والقرار .يمكن الوصول لوحدة الق''رار واإلرادة من خالل تنظيم ث''وري ،
حال''ة العم''ل الجم''اعي يجب في البداي''ة أن تتطب''ق وتتط''ور بين أعض''اء التنظيم وثم نقله''ا إلى
المجتم''ع ،فعلى العض''و أن يجع''ل من ه''ذه الحال''ة خاص''ية اليمكن''ه االس''تغناء عنه''ا .إن العم''ل
الجماعي ض''من التنظيم الث'وري يظه''ر من خالل أس''لوب وآلي''ة العم''ل واإلدارة ض''من اللجن''ة.
فعندما يكون العمل مرتبط بلجن''ة فس''يلغي المفه''وم الشخص''ي ،وس''تخلق وح''دة اإلرادة والق''رار
القوية ضمن التنظيم أيضاً .إن عم''ل اللجن''ة الجم''اعي ي''أتي من خالل دراس''ة ومناقش''ة القض''ايا
االساس''ية وح''ل المش''اكل من خالل مناقش''ات وق''رارات جماعي''ة تش''اركية .إن أعض''اء اللجن''ة
المسؤولين عن العمل يجب ان يكون لهم دور من ناحية حل المشاكل ومؤثرين في اتخاذ القرار.
عن''دما يتواج''د مس''ؤول أو مس''ؤولين ال يع''ني ذل''ك الوق''وف في وج''ه الق''رارات واألس''لوب
الجماعي .فعن''دما ال يتم تط''بيق العم''ل الجم''اعي على أرض الواق''ع فس''تظهر األناني''ة والتمل''ق
والالشخصية .ولهذا فمن المهم جداً أن يكون العضو تشاركيا ً لكي يكون ذو شخصية .االنته''ازي
هو من ال يعطي أهمية للتنظيم وال ينظم نفس''ه وفق''ط يري''د اس''تعمال ك''ل ش''يء بش''كل شخص''ي
لنفسه ،وهذه الشخصية ضارة ج'داً ب'التنظيم ،وليس ل'ه أهمي'ة وفائ'دة مهم'ا ك'ان جس'وراً وذكي'ا ً
وفع''االً ،ك''ون النج''اح بالعم''ل مرتبط''ة أساس'ا ً بوح''دة اإلرادة والق''رار وتنظيمه''ا .أي أن العم''ل
الجماعي هو المفتاح األساسي للنجاح.
يجب ان نعرف أن الفرد ال يشكل شيئا لوحده ،بل عن''دما يك''ون منظم'ا ً فيص''بح تمثي''ل للق''وة ،اي ان
الش''خص المنظم يجب أن يك''ون تش''اركيا ً وعلي''ه فأعض''اء التنظيم يجب أال يتهرب''وا من العم''ل
الجم''اعي ،وعن''دما ال يتم تطبيقه''ا فال يمكن إيج''اد تنظيم وإدارة ص''حيحة .يجب أال ننس''ى أن
االعمال والقرارات الصحيحة تأتي من خالل العمل والنشاط القائم على العمل الجماعي.
.4نظام االجتماع'ات :Meeting Systemالعم''ل الجم''اعي ال'ذي ه'و تمثي'ل وح''دة اإلرادة والق'رار
مرتبط''ة مباش''رة بنظ''ام االجتماع''ات ،حي''اة التنظيم ال تص''ح ب''دون ق''رارات ،وال يمكن اتخ''اذ
القرارات بدون االجتماعات.
عندما نتكلم عن شعبنا المفرق الذي تشتت بكل ما لديه وهي مشكلة أساس''ية نواجهه''ا واألس''اس لك''ل
المشاكل األخرى ،ومنها مشكلة االجتماعات ،وال يوج''د إمكاني''ة لح''ل ه''ذه المش''اكل ومعالجته''ا
بشكل عص''ري ،االس''تعمار ال''تركي ال''ذي ال يفتح المج''ال أم''ام ه''ذا األم''ر ،ومن أج''ل منفعته''ا
القومي''ة والوطني''ة وض''عت ق''وانين فاش''ية ض''د عق''د االجتماع''ات ونظمت مؤسس''ة للعمالء
والمخبرين إضافة إلى الجيش والشرطة للوقوف في وجهها .ومن هذه الناحية فإن شعبنا لم يعق''د
اجتماعات جدية.
االجتم''اع ه''و نش''اط يع''الج المش''اكل التنظيمي''ة األساس''ية لكي تتط''ور األعم''ال وبه''دف اتخ''اذ
قرارات أفضل ،على الرغم من تواجد العديد من األشخاص في االجتماع الذين يناقش''ون قض''ايا
مختلف''ة وه''ذا أيض''ا يعت''بر نش''اط ،فاالجتم''اع يس''اعد على س''ير األعم''ال بش''كل ص''حيح
ولتتطور.النقطة األساسية المهمة ضمن االجتماع هي عدم عق''دها بش''كل اعتب''اطي ،ويجب ع''دم
عقدها لمواضيع وقضايا يومية صغيرة بل فقط للقضايا الهامة.
يجب تحض''ير االجتم''اع بش''كل جي''د من أج''ل النج''اح وح''ل المش''اكل ،فعن''دما ال يتم تحض''ير
االجتماع بشكل جيد ال يمكن الوصول للنتيجة المرجوة منه .كيف يمكن التحضير لالجتم''اع ،م''ا
هو برنامج االجتماع ،من سيدعى لالجتماع ،اين ومتى س''يعقد ،كم س''تطول مدت''ه ،وجمي''ع ه''ذه
النقاط يجب التفكير فيها والتحضير لها مسبقاً.
النقطة األخرى المهمة هي انه ال يمكن عقد االجتماع بدون علم وموافقة الهيئ''ة األعلى من اج''ل
أن يأخذ مشروعيته ،يجب أن يكون للتنظيم علم مس''بق به''دف االجتم''اع والمش''اركين في''ه وه''و
حق أساسي له ومن أجل أن يكون رسميا ً ض'من عالق'ات التنظيم .كث''يراً م''ا ال يتم الترك'يز على
هذه النتقطة كثيراً فلذلك يجب أن نعرف أن المؤسس''ة ال''تي تعق''د اجتماعه''ا ب''دون علم التنظيم ال
يعتبر رسميا ومشروعاً.
النظام داخل االجتماع ،فكل اجتماع لديه قوانينه التي يتم عق''ده على أساس''ها ،قب''ل ك''ل ش''يء يتم
عقد االجتماع على أس''اس برنامج'ه ال''ذي تم تحدي''ده ،وم''ا ه'و خارج'ه ال يجب دراس''ته هن'اك،
االجتماع يعالج المواض''يع حس''ب أهميته''ا ،حيث ان''ه إن لم يتم عق''ده به''ذا الش''كل فإن''ه س''يؤدي
لالخطاء وتض''ييع ال''وقت .وعلي''ه فإن''ه قب''ل الب''دء باالجتم''اع يتم اختي''ار إدارت''ه وبع''دها تحدي''د
قوانين''ه ،وبه''ذا الش''كل ف''إن التنظيم واالنض''باط يتفعالن داخل''ه ،نقط''ة أخ''رى مهم''ة لرس''مية
االجتماع هي كتابة البروتوكول من اجل تحديد النقاشات والنتيجة التي خرج بها االجتماع.
داخل االجتماع كل عضو تقع مهمة على عاتقه ،وأن يرى نفسه مس''ؤول عن حس''ن س''ير االجتم''اع،
ويجب أن يستمع حقه في الكالم بشكل جيد ،ويجب ان يساهم من خالل نقده وتجربت''ه وآراءه في
القرارات المتخذة من اجل حل القضايا المطروحة ،ولكن احيان'ا نواج'ه مش'اكل بش'كل متن''اقض
مع هذا ،حيث ان االعضاء عندما ي''دعون لالجتم''اع ف''إنهم ال يش''اركون في النق''اش أو ي''دخلون
قض''ايا أخ''رى داخ''ل برن''امج االجتم''اع ،والعض''و الجي''د يجب أال يس''تعمل ه''ذا األس''لوب في
االجتماع .في النهاي''ة يجب أن نوض''ح ان ك''ل اجتم''اع يجب ان يص''ل لنتيج''ة ويتم اتخ''اذ ق''رار
بداخله وأن يصل للهدف الذي بينه .وبعد اتخاذ قرار ضمن االجتماع يجب أال يفتح المج''ال أم''ام
النقد واآلراء حول القرار بل يجب أن يكون النقاش حول آلية تفعيله وتطبيقه .جمي''ع ه''ذه النق''اط
ال''تي تكلمن''ا به''ا ح''ول االجتم''اع يجب معرفته''ا بش''كل جي''د من قب''ل األعض''اء ويجب تفعيله''ا
وتطبيقها.
.5المبادرة :initiativeالمبادرة بالمفهوم الثوري هو التدخل الذي يقوم به األعض''اء ال''ذين ل''ديهم ق''وة
وموهبة في القضايا والتطورات بش'كل شخص'ي على أس'اس ه'دف وق'رار مش'ترك .يجب على
العضو من ناحية المبادرة ومثلها مث''ل العم''ل الجم''اعي يجب أن يفهمه''ا جي''دا وان يطبقه''ا ،ألن
العضو مثلما يجب أن يقوم بالعمل بشكل جماعي فإنه من المهم أن يستعمل مبادرته أيضاً.
المبادرة يظهر قوة التدخل الشخصي في التطورات والقضايا ،ولكن هناك فرق بين مبادرة وأخ''رى،
هناك مبادرة ال تنفع العمل وبالنتيجة فإنه يضر العمل ويصبح عائق'ا ً في وج''ه التط''ور .وب''الطبع
على العضو ان يكون له مبادرة إيجابية ،فالمبادرة الثورية التي تتعام'ل م''ع القض''ايا بش'كل جي''د
على أساس ق'وانين وق'رارات الح'زب وال يض'ر ب'القوة الجماعي'ة ولوح'دة التنظيم ،ويجب على
العضو أن يكون له ت''دخل ومب''ادرة شخص''ية في التنظيم .ومن ه''ذا المنطل''ق نس''تطيع الق''ول ان
المبادرة عندما تكون قائمة على أساس إرادة العمل الجماعي والتنظيم فسيكون ل''ه ت''أثير إيج''ابي
ومفيد .المبادرة التي تكمل التشاركية والعمل الجماعية ويهدف إلى تطبيقه بشكل عملي ،وه''اتين
النقطتين مترابطتين ويقويان بعضهما البعض .والعضو الذي لديه روح العمل الجماعي يجب أن
يظهر قوة مبادرته ،وإلى جانب ذل''ك فعن''د تط''ويره لق''وة مبادرت''ه يجب أن يطب''ق ق''انون العم''ل
الجماعي معه.
إن المبادرة في مجتمعنا تعيش تناقضات ومشاكل عميقة مثلها مثل العمل الجماعي ،والمجتمع وصل
لمرحلة ال يبادر فيها ألي شيء ،فاألفراد لم يستطيعوا ان يخلقوا وحدة اإلرادة والق''رار من أج''ل
مصلحتهم ومثله لم يستطيعوا ان يط''وروا المب''ادرة لمص''لحتهم المش''تركة .فإم''ا أنهم يخض''عون
لمبادرة العدو المستعمر ،أو مبادرة رؤوساء العشائر واإلقطاعيين المتعاملين مع الع''دو ،وعلي''ه
لم يس''تطيعوا تفعي''ل مب''ادرتهم بنفس''هم ،وعلي''ه ليس من المس''تغرب أن يتمكن المس''تعمر من ان
يجعل شعبنا يدافع عن مص''الحه وال''ذي قب''ل ب''ه المجتم''ع بأكمل''ه ،وه''ذا يظه''ر كم أن ش''عبنا لم
يستطع أن يبادر من اجل مصلحته المشتركة.
العضو الثوري يجب أن يطبق مفهوم المبادرة بذاته بشكل قوي ،وإذا لم يكن يريد أن يظ''ل مقي''داً في
مواجهة القضايا التي تعترضه يجب ان يمتلك موهبة للتدخل والمساهمة والمبادرة في التطورات
الحاصلة.
وكما ناقش'نا س'ابقا فإنن'ا ال نس'تطيع أن نفص'ل المب'ادرة عن العم'ل الجم'اعي ،فال العم'ل الجم'اعي
سيقف في وجه المبادرة وال تلغي المبادرة العمل الجماعي أيض'اً ،ب''ل إن كال ه''اتين الخاص'يتين
تكمالن بعضهما البعض .عندما يتم قياس وتحليل المشاكل وبعد اتخاذ ق''رار جم''اعي بحقه''ا فمن
المهم تطبيقه ،ومن هذه الناحية ولكي يأخذ القرار معناه بإرادة مش''تركة في التنظيم ف''إن مب''ادرة
األعضاء يجب أن يتم تفعيلها .النه بعد اتخاذ القرار فإن عمل األعضاء ه''و تبي''ان آلي''ة تطبيق''ه،
أي أن المبادرة قوة للخلق ،ويجب على العضو تطبيق القرارات بهذه العزيم''ة ،وله''ذا ف''إن علي''ه
توحي''د خصوص''ية ه''اتين النقط''تين في ذات''ه ،ويجب ان يعلم كي''ف وأين يجب أن يطب''ق العم''ل
الجماعي وأين ومتى يجب أن يطور المبادرة.
عض''و التنظيم ولكي يق''وي النض''ال الث''وري ،يجب أن يعلم ويع''رف أين وم''تى يجب أن يس''تعمل
المبادرة الشخصية أو العمل الجماعي ،وأن يأخذ قرارا مشتركا ً ويح''ترم الق''رارات ،وأن يب''ادر
إلى تطبيق هذه القرارات.
من أجل أن ت''درس القض''ايا والتناقض''ات داخ''ل الح'زب ،ومن أج''ل تط'بيق الق''وانين ومعرف'ة م'دى
صحتها وتطبيقها فإن النقد مهم من اجل هذا الموضوع ،ولكننا ال نعني أن الش''خص يس''تطيع ان
ينقد كل شيء (مثال :تقديم النقد لشخص ليس مرتبط بالواجب معي أو ال أعرف''ه جي''داً) .اللج''ان
والمجموعات واألشخاص الذين يخطئون داخل التنظيم يجب نقدهم عندما يخطئون حتى ينتبه''وا
ويتيقظوا ،ولكن هناك فرق بين نقد وآخر ،فهناك نق''د يط''ور ويفي''د التنظيم ،ونق''د يجلب الض''رر
لمفهوم التنظيم ،النقد البناء يحتاج''ه التنظيم لعمل''ه ،ولكن النق''د الس''لبي يجلب الض''رر والتهلك''ة،
ولهذا فيجب أن يكون النق''د على أس''اس الق''وانين والنظ''ام ال''داخلي للتنظيم ،وعلى أس''اس وبني''ة
تقوية وتطوير التنظيم.
النقطة األخرى المهمة من ناحية النقد ،هي معرفة ال''وقت المناس''ب للنق''د ،وأين يق''دم وب''أي طريق''ة،
وإال فإن النقد في المكان والزمان غير المناسبين سيجلب الض''رر أك''ثر من الفائ''دة ،وله''ذا يجب
التنب''ه والتيق''ظ لع''دم الض''غط على التنظيم ،وان ال يتمكن الع''دو من اس''تعمال ه''ذا الس''الح ض''د
التنظيم .وهذا ال يعني االبتعاد أو رفض النقد بل اختيار الوقت والش'روط المناس'بة لتقديم'ه .ف'إذا
كانت الشروط غير مالئمة يجب انتظار الوقت المناسب( ،مثال :عند وجود أشخاص غرباء عن
التنظيم او أعضاء ليس لهم عالقة بالعمل الحالي فمن الخطأ تق''ديم النق''د أم''امهم .).ويجب أال يتم
تقديم النقد بهدف النقد فقط .ويجب أال ننسى أن هدف النقد هو تقوي''ة التنظيم وليس إض''عافه ،فال
يجب أن يؤدي لخلق تناقض ضمن التنظيم .فالنق''د ه''و أس''لوب الث''وري ال''ذي يس''تعمله من اج''ل
التغيير.
النقد الذاتي هو تقديم الشخص النقد للمف''اهيم القديم''ة الموج''ودة عن''ده به''دف االنتق''ال لحي''اة ومف''اهيم
جديدة ،وضمن التنظيم الثوري فسالح النقد الذاتي أساسي ومهم للمعيشة كامل''ة وي''دفع الش''خص
نحو التطور ،جدية العضو نراها من خالل الموق''ف ال''ذي يض''عه أم''ام خط''أه ،ف''إذا ك''ان يحس
بالمسؤولية تجاه الشعب والث''ورة والتنظيم فإن''ه س''يحاول من ك''ل قلب''ه أن يلغي أخطائ''ه ويواج''ه
مسبباتها ،ال يجب على العضو ال'ذي يق'ر بخط'أه ويطلب إعط'اءه فرص'ة أخ'رى أن يع'ود م'رة
أخرى الرتكاب نفس الخطأ ،ولكن الشخص الثوري هو من يع''رف ويق''ر بخط''أه ويتخ''ذ الق''رار
بحقها من أجل تغييرها ،ولكن يظهر أشخاص ال يستطيعون من كثرة أخطائهم أن يعملوا عليه''ا
وبعد ان يقدموا نق'دهم ال'ذاتي يع'ودون م'رة أخ'رى الرتكابه'ا ،وه'ذا م'رض ج'دي للعض'و وال
يس''تطيع لوح''ده معالجت''ه ،وهك''ذا فغن العض''و ال''ذي يعيش مث''ل ه''ذا األم''ر يص''بح ض''عيفا في
مواجهة أخطائه ونواقصه.
ال يمكن أن يظهر إنسان ال يخطئ ،فمن يقوم بالعم'ل ،س'يخطئ حتم'اً ،وكم'ا يق'ول لي'نين" :اإلنس'ان
العاقل ليس من ال يخطئ ،فلم ولن يحدث مثل هذا أبداً ،فاإلنسان العاق''ل لن يق''وم بأخط''اء كب''يرة
جداً ،وعندما يخطئ فإنه يعالجها بسرعة . ".والنقد الذاتي يأخذ معناه من هذا المفهوم أي معالجة
اإلنسان ألخطائه ،فعندما ال تتم معالجة وتصحيح األخطاء فإن النقد الذاتي سيصبح بدون مع''نى،
والعضو الثوري من أجل أن يرفع مستواه ويزي''د قوت''ه ويق''وم بواجب''ه الث''وري يجب أن يكش''ف
أخطائه للتنظيم ويعمل عليها بجدية ليتجاوزها.
إن النقد الذاتي ليس فقط لألشخاص والتنظيمات ،يجب أن يفع''ل ض''من المجتم''ع أيض''ا في مواجه''ة
األخطاء والنواقص الموجودة ،ولهذا يمكن من خالل النقد والنقد الذاتي مواجهة ما فرضه الع''دو
على شعبنا من تخلف وإنكار للهوية وكل السلبيات األخرى .فعندما يحصل مثل ه''ذا التط''ور في
المجتمع من ناحية النقد والنقد الذاتي فإنه سيؤدي لتطور األشخاص أيضا ،وعلي''ه يجب أن نتفهم
النقد الذاتي بشكل واسع.
إن بقيت الشخصية تحت تأثيرات سلبية ،وكان تطورها فوضويا فإن الشخص يجب أن ي''راقب نفس''ه
بشكل مس''تمر ويكش''ف أخطائ''ه ويعالجه''ا ،أي يجب أن يفع''ل حال''ة النق''د والنق''د ال''ذاتي بش''كل
مستمر .فعندما يتم اكتشاف األخطاء والس''لبيات بس''رعة يمكن حله''ا بس''هولة ،مثال ف''إن العض''و
الذي يستعمل أسلوب خاطئ مع الشعب يمكن كشفه بسهولة ويتم العمل على معالجته.
إن قانون النقد ال''ذاتي مهم للث''ورة فل''ذلك يجب احتض''انه ،ويس''تعمل بش''كل ص''حيح كس''الح أساس''ي
وجوهري للثورة ،ولكنه حتى اآلن تم استعماله ضد الخارج ،وهي وسيلة من أجل التغطية على
األخطاء الشخصية .ولكن عندما نقول بأن النقد الذاتي سالح فمن المهم أن يتم استعماله ليتخلص
الشخص من أخطائه وسلبياته.
ال يجب استعمال النقد والنقد الذاتي في اوقات ومراح''ل معين''ة فق''ط من عم''ل النض''ال ،ب''ل يجب أن
نكون جاهزين الستعماله بشكل دائم ،ويجب ان نستعمله في النضال من أجل خلق شخصية قوية
قادرة على تحمل مسؤوليتها التاريخية ،وهو شرط أساسي لكل ش''خص ي''دخل في التنظيم ،ولكي
نتخلص من التخلف الكب''ير ال'ذي نعيش''ه كمجتم''ع يجب أن نس''تعمل س'الح النق''د والنق''د ال''ذاتي،
وليس لنا غ''يره به''ذا اإلط''ار ،وعلي''ه ف''إن ه''ذا الس''الح يجب ان نس''تخدمه بش''كل بن''اء وبه''دف
التطوير ،وال يتم استعماله في مكان واحد فقط بل في مج''االت مختلف'ة ،وعلى العض''و أن يتمكن
ويتعلم هذا الس'الح من كاف'ة نواحي'ه لكي يس'تطيع ان يص'ل إلى هدف'ه من خالل'ه .فكلم'ا أص'بح
خبيرا ومتمكنا ً منه كلما تمكن من معالجة األم''راض واألخط'اء ،وعلي''ه ف'إن أهمي'ة س''الح النق''د
والنق''د االتي وتفعيل''ه يجب فهمه''ا به''ذا اإلط''ار ويجب على األعض''اء اتخ''اذه خاص''ية أساس''ية
النفسهم.
.7االنضباط:
هو العمل وفق القوانين ،ليس بالكالم وبشكل سطحي ،بل بالعمل بعم''ق على أس''اس الق''وانين وروح
التنظيم على أسس الخط السياسي والنظري .وهو إجادة العمل بما يلي''ق لحقيق''ة التنظيم ،فمن ال
يكون منضبطا لن يستطيع إظهار وتبيان حقيقة تنظيمه ،ولهذا فإن الش''خص ال''ذي ال يرتك''ز إلى
االنضباط لن يتمكن من أن يصبح شخصية مقبولة بين الشعب والتنظيم.
االنضباط يجمع كاف''ة الخص''ائص ال''تي تكلمن''ا عنه''ا ح''تى اآلن ،ف''إن لم يتواج''د االنض''باط ال يمكن
للمركزية الديمقراطية والعمل الجماعي والنقد والنقد الذاتي ان يتفعلوا بشكل ص''حيح ولن يك''ون
لهم مع'نى ،وبنفس اإلط'ار ف'إن عض'و التنظيم إن لم يس'تطع االل'تزام ب'أوامر وتعليم'ات التنظيم
وتطبيقها ،وتنظيم برنامجه فيكمل عمل الشهر خالل سنة ،وال يعقد اجتماعاته ويؤخرها ،فعن''دما
يعيش مثل هذا التشتت فإما المشكلة في التنظيم أو أن ذلك العضو ال يلي''ق بمرك''زه ومس''ؤوليته،
وهو غير قادر على أداء واجبه .العضو الجي''د ه''و المنض''بط ،فق''د انتهى ولم يتط''ور االنض''باط
ضمن الشعب السرياني اآلشوري ،ولهذا فإن األشخاص قانعون بما يقولون ويفكرون ويعمل''ون
على أساسها ،وعليه فمن المهم االلتزام وتطبيق االنضباط بمثل هذه الحال''ة ،حيث ال يمكن تنطيم
مثل هذه الفوضى إال من خالل القوانين واالنضباط.
عن''دما نق''ول انض''باط تنظيمي فليس انض''باطا دوغمائي''ا مقولب''اً ،ب''ل على أس''اس ق''وانين التنظيم
وج''وهره ،حيث يجب أن يرتب''ط بوح''دة الرغب''ة ،وله''ذا لم يف''رض على الش''خص على دخ''ول
التنظيم وطلب منه تطبيق قوانينه ،بل التزم وانتمى للتنظيم بإرادته وعليه االلتزام بقوانينه.
ال يعني االنضباط االلتزام بالقرارات التي تتوافق مع رغبة الشخص وأهوائ''ه ،ب''ل أساس''ه ق''ائم على
االلتزام بتطبيق الق''رارات والق'وانين جميع'اً ،ح'تى ال''تي تتع''ارض م'ع أفك''اره ،حيث يمكنن'ا أن
نعرف مدى التزام الشخص باالنضباط من خالل تطبيقه وتفعيل''ه لق''رارات التنظيم .فاالنض''باط
يعني ارتباط إرادة الشخص بالمؤسسة المرتبطة بالقيادة .وله''ذا ف''إن األش''خاص والمؤسس''ات ال
تستطيع ان تفصل نفسها عن التنظيم وتتحرك بشكل منفرد ،وللمحافظة على صحة التنظيم هناك
أشكال مختلفة للقوانين يتم إدراجها في النظام ال''داخلي ،وعلى أساس''ها يق''وم األش''خاص بعملهم،
وفقط من خالل انضباط الشخص سيتمكن من القيام بواجبه ومسؤوليته.
الجيش التركي يحافظ على نفسه من خالل انضباط العبودي''ة ،وعلى ال''رغم من وج''ود الظلم والش''دة
في أساسه ،ولكنه يحافظ من خالل هذا االنضباط يقوم بعمله ويحافظ على وجوده ،أما بالنسبة لنا
فانضباطنا ليس قائما على الفرض ،بل نحتاج إلى انضباط يدفع األشخاص للحركة بقرار واحد،
فإن اس''تمر وج''ود جيش ق''ائم على الف''رض فإنن''ا بانض''باط ث''وري ق''ائم على المعرف''ة والرغب''ة
والتضحية سنتمكن من القيام بالكثير من األمور .فإذا كان تنظيمنا من خالل عدده الص''غير ق''ادر
على إدخ''ال أش''خاص ك''ثر في الحرك''ة والعم''ل فإن''ه س''يتمكن الحق''ا وفي المس''تقبل من إدخ''ال
اآلالف في العم''ل .ف''إذا ك''ان التنظيم غ''ير ق''ادر على إدخ''ال وإش''راك ع''دد ص''غير في الحرك''ة
ويبطق االنضباط عليهم ففي المستقبل لن يتمكن من تنظيم أعداد كب''يرة من الش''عب .التنظيم ه''و
انضباط بحد ذاته ،ولكي يتمكن من السير وإدخال أعضائه في النشاطات فهو بحاجة إلى قوانين،
وعندما ال يتواجد هذا األمر فال يمكن خلق وحدة تنظيمية ووحدة لألعضاء ،فالتنظيم يعني وحدة
النشاط ،واالنضباط هو إحدى األساسيات التي تدعم وتقوي هذه الوحدة.