Professional Documents
Culture Documents
مذكرة دور الابداع الالكتروني في تحقيق الميزة التنافسية لمؤسسة اتصالات الجزائر
مذكرة دور الابداع الالكتروني في تحقيق الميزة التنافسية لمؤسسة اتصالات الجزائر
دفعـــــة2022-2019 :
﴿لئن شكرتم ألزيدنكم﴾
َ ُ ْ َ ُ َ َ َ َ َّ ُ َ َ َ ُ ْ َ َ ُ ُ ُ َ ْ ُ ْ ُ َ
﴿ وق ِل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله واملؤ ِمنون ﴾
نشكر هلل ونحمده حمدا بليغا يليق بجالل وجهه وعظيم سلطانه
الصفحة المحتوى
الشكر والعرفان
االهداءات
فهرس المحتويات
أ مقدمة
مدخل الى االبداع التكنولوجي الفصل االول
60 تمهيد:
60 المبحث األول :ماهية االبداع التكنولوجي
60 المطلب األول :تعريف وأصناف اإلبداع التكنولوجي
21 المطلب الثاني :اهمية االبداع التكنولوجي
21 المطلب الثالث :خصائص االبداع التكنولوجي
20 المبحث الثاني :اساسيات االبداع التكنواوجي
20 المطلب االول :دوافع وأهداف تبني المنظمة لإلبداع التكنولوجي
20 المطلب الثاني متطلبات اإلبداع التكنولوجي
16 المطلب الثالث :استراتيجيات اإلبداع التكنولوجي
11 خالصة الفصل:
تحقيق الميزة التنافسية من خالل االبداع لتكنولوجي الفصل الثاني
10 تمهيد
10 المبحث األول :ماهية الميزة التنافسية
10 المطلب األول :تعريف الميزة التنافسية
يشهد محيط المؤسسات االقتصادية بمختلف أحجامها سواء الصغيرة منها أو
المتوسطة أو الكبيرة ،تغيرات حادة وسريعة في مختلف المجاالت االقتصادية واالجتماعية
والسياسية ،وخاصة في المجال التكنولوجي ،ومن أجل البقاء والتفوق في السوق ،ومواكبة
التغيرات المتسارعة في المحيط الذي تنشط فيه ،يتوجب على المؤسسة الصناعية ،الحصول
على ميزة أو مزايا تنافسية ،وذلك من خالل حصولها على مصادر ،واتباع استراتيجيات
تساهم في تحقيق تفوقها المطلوب من أجل تقديم منتجات تلبي حاجات المستهلكين الحالية
والمستقبلية بالشكل المناسب ،فإشباع حاجات المستهلكين أصبح من األهداف األساسية التي
تسعى المؤسسات إلى تحقيقها بهدف كسب والئهم،والتوسع في الحصة السوقية وتقوية
المركز التنافسي لها في السوق .هذا وان األمر ال ينتهي بمجرد حصول المؤسسات الصغيرة
والمتوسطة على ميزة تنافسية ،وانما يتوجب عليها أيضا السعي دوما وبشكل مستمر إلى
تنميتها والحفاظ عليها.
وفي ظل البيئة التنافسية الراهنة والمتغيرات االقتصادية المعقدة التي تحكمها ،تزداد حاجة
المنظمات حاليا أكثر فأكثر لإلرتقاء بمنتجاتها واحتالل موقع تنافسي في السوق المحلية
والعالمية ،خاصة مع توسع نطاق األسواق وتغير حدودها بدخول الشركات المتعددة
الجنسيات والعابرة للقارات من جهة ،وظهور األسواق االفتراضية من جهة أخرى ،والتي
أصبح وزن خطرها يعادل خطر األسواق العادية الشديدة المنافسة ،فتضاعفت حدة المنافسة
وأخذت أشكاال متنوعة ،تتسابق من خاللها الدول والمنظمات لكسب أكثر المزايا المتاحة
والممكنة حفاظا على مكانتها وتدعيما لمركزها التنافسي.
ولتحقيق ما تصبوا إليه ،ركزت المنظمات جهودها القتناص فرص البيئة المحيطة بها
وتطويرها ،بهدف خلق وعرض من تجات جديدة ذات جودة عالية ،بفضل معارفها وخبراتها
اإلنتاجية ،وأدركت بذلك أن تحقيق الميزة التنافسية يكون بامتالكها قواعد علمية وتكنولوجية
تمكنها من وضع الحلول للمشكالت التي تواجهها دون الحاجة المستمرة للجهات الخارجية،
أ
مقدمة
فنشاط البحث والتطوير يتخصص بتحديد نوع التكنولوجيا المطلوبة ،وتقليل االعتماد على
التكنولوجيا المستوردة ،وأكثر تكنولوجيا مناسبة هي التي تخدم المجتمع والمنظمة على حد
السواء ،حيث تحقق التميز للمنتجات والخدمات المعروضة مما يدعم قدرة المنظمات على
التنافس.
وفي ظل هذه التحوالت التي يشهدها العالم االقتص ادي ،وتداعيات اقتصاد المعرفة أصبحت
المعارف والعلوم هي المصدر األهم للميزة التنافسية ،مما أوجب االهتمام البالغ بعامل
اإلبداع التكنولوجي باعتباره الرابط بين مستوى الموارد البشرية والمستوى المعرفي والعلمي
وهو بذلك يعكس مدى تقدم نشاطات البحث والتطوير ومسايرة التكنولوجيات والتقنيات
الحديثة للتأقلم مع تغيرات المحيط ،دون إهمال االستعداد للتكنولوجيات الحديثة المقبلة
والمتوقعة.
ومن خالل ما سبق نطرح سؤال االشكالية:
ما دور االبداع التكنولوجي في تحسين الميزة التنافسية ؟
ومنه نطرح التساؤالت التالية:
ما مدى اهتمام المؤسسة باالبداع التكنولوجي؟
ما مدى سعي المؤسسة الى تحقيق ميزة تنافسية من خالل موظفيها؟
ما مدى تاثير االبداع التكنولوجي في تحقيق ميزة تنافسية في مؤسسة سونلغاز؟
.2الفرضيات:
-هناك اهتمام من طرف المؤسسة على التوجه نحو االبداع التكنولوجي
-تسعى المؤسسة الى تحقيق ميزة تنافسية من خالل ما تحوزه من موظفين ذات كفاءة
-هناك تاثير لالبداع االتكنولوجي في تحقيق ميزة تنافسية في مؤسسة سونلغاز
ب
مقدمة
.3اهداف الدراسة:
نسعى من خالل هذه الدراسة الى تحقيق النقاط التالية:
-التعرف على مفاهيم الدراسة
-التعرف على مدى اهتمام المؤسسة على التوجه نحو االبداع التكنولوجي
-التحقق من سعىي المؤسسة الى تحقيق ميزة تنافسية من خالل ما تحوزه من موظفين ذات
كفاءة
-التحقق من العالقة على انه هناك تاثير لالبداع التكنولوجي في تحقيق ميزة تنافسية في
مؤسسة سونلغاز
. 4أهمية الدراسة
-تستمد الدراسة أيجيتها من خالل مكانة موضوع اإلبداع التكنولوجي في المؤسسات خاصة
في ظل البيئة التنافسية التي تنشط فيها المؤسسات من جهة ،وفي ظل البحث الدائم
والمتواصل على تنمية ميزتها التنافسية
.5أسباب اختيار الموضوع:
العديد من األسباب التي دفعتنا الختيار هذا الموضوع والبحث فيه منها:
أسباب ذاتية :
الميل لمعالجة مواضيع ضمن التخصص.
االهتمام الذاتي بالطفل خاصة في مرحلة رياض األطفال.
استثمار للمستقبل.
ا اختياري لهذا الموضوع يرجع ألهميته الكبيرة فتنشئة األبناء يعد
أسباب موضوعية :أهمها نوردها كما يلي:
االنتشار الكبير ٌلدور رياض األطفال واقبال األسر عليها.
المرة للعمل الذي يستلزم اهتمام أكثر برياض األطفال.
خروج أ
إنجاز مذكرة تخرج.
ت
مقدمة
ث
مدخل الى الابداع التكنولوجي الفصل ألاول:
تمهيد
تواجه المنظمة المعاصرة العديد من المشكالت التغيرات المتسارعة وثورة المعلومات
والتكنولوجيا ،إذ يتطلب لحل هذه المشكالت طرائق جديدة إبداعية بعيدة عن الطرق الروتينية
واإلجراءات القديمة ،وال يتم ذلك إال بمساعدة أشخاص مبدعين ووجود الوسائل المناسبة
إليجاد الطرق الجديدة
6
مدخل الى الابداع التكنولوجي الفصل ألاول:
1
محمد سعيد أوكيل ،وظائف ونشاطات المؤسسة الصناعية ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،ط ،2222 ،22:ص
ص .222 ،226
7
مدخل الى الابداع التكنولوجي الفصل ألاول:
2 – Larid W.Mealiea and Gary P.Latham : Skills for Managerial Success, Irwin, Chicago, P
452.
8
مدخل الى الابداع التكنولوجي الفصل ألاول:
يمثل إذن االختراع بفكرة جديدة ،أما اإلبداع التكنولوجي فهو االختراع الذي يعود بالنفع ،أي
هو خطوة أكثر من االختراع؛ فقد تبتكر ولكن تبقى هذه الفكرة دفينة وال يستفيد منها أحد،
ولكن بعد أن تطوره إلى ما يستفيد منه اآلخرون فأنت بذلك أصبحت مبدعاً.
أما التكنولوجيا فتتعلق بالمنتجات وأساليب اإلنتاج ،حيث يشير مفهومها إلى جملة المعارف
والخبرات والممارسات التقنية والعالقات المتبادلة بين األنظمة الفرعية للعمل ،فتطبيقها يساهم
في إشباع الحاجات اإلقتصادية واإلجتماعية ،الحقيقية والمتوقعة.
وعليه يمكن تعريف اإلبداع التكنولوجي على أنه كل ما تم استحداثه من منتجات أو طرق
وأساليب اإلنتاج ،وتكون هذه األخيرة ذات منفعة لما أنتجت من أجله ،ناهيك عن شرط
قابليته في السوق (البعد التجاري) ليتحقق مفهوم اإلبداع ،الذي يعد نشاطا حيويا لبقاء
المنظمة ،يقوم على تعبئة الذكاء المتوفر لدى هذه األخيرة أو في محيطها وهو مفهوم يمتد
إلى مجموع نشاطات المنظمة مثل :مناهج البيع والتسويق ،الصيغ الجديدة للتمويل،
1
إستراتيجية التنظيم والتسيير...الخ.
كما يعرف بأنه إيجاد تطوير جديد أو تعديل على مادة أو عملية إنتاجية أو خدمية للحصول
على عائد اقتصادي ،ويتضح لنا أن اإلبداع التكنولوجي عبارة عن تطوير وتعديل مستمر
وتحسين لمخرجات االختراع واالكتشافات بهدف الوصول إلى أداء أحسن سواء كان في
العمليات أو المنتج.
-يعرف محمد قريشي اإلبداع التكنولوجي على أنه" كل جديد أو كل تحسين صغير أو كبير
في المنتجات وأساليب اإلنتاج الذي يحصل بمجهود فردي أو جماعي والذي يثبت نجاحه
من الناحية الفنية أو التكنولوجية وكذلك فعاليته من الناحية االقتصادية( تحسين اإلنتاجية
وتخفيض التكاليف.
1
العتبي محمد زويد ،الطريق إلى اإلبداع والتميز اإلداري ،ط ، 2دار الفجر للنشر والتوزيع ،القاهرة .1660 ،ص .220
9
مدخل الى الابداع التكنولوجي الفصل ألاول:
نالحظ أن هذه التعاريف تتفق على أن اإلبداع التكنولوجي يتعلق بشقين متكاملين :إبداع
المنتج وابداع الطريقة ،أما إبداع المنتج فيظهر في صورة منتجات (سلع أو خدمات) جديدة
أو محسنة على مستوى الخصائص األساسية ،التقنية ،االستعماالت المحتملة ،تسهيل
االستخدام ومكونات أخرى غير مادية ،وال يأخذ بعين االعتبار التحسينات الجمالية للمنتج.
وأما إبداع الطريقة فهو استحداث طريقة إنتاج جديدة أو تحسين طريقة قائمة ،يجب أن
تكون نتائج الطريقة مهمة بالنسبة لمستوى اإلنتاج ،الجودة ،وتكلفة التصنيع وال يأخذ بعين
االعتبار التحسينات التي تتم على مستوى التنظيم وتسيير المؤسسة .1
ثانيا :أصناف اإلبداع التكنولوجي:
هناك عدة معايير يصنف بها اإلبداع التكنولوجي وفي كل معيار يأخذ عدة أنواع:
أ) اإلبداع التكنولوجي للمنتوج :ويقصد به "إحداث تغيير في مواصفاته أو خصائصه لكي
تلبي بعض الرغبات وتشبع بعض الحاجيات بطريقة أحسن".
ب) اإلبداع في طرق أو أساليب اإلنتاج :وهو إجراء تغيير جديد في طرق اإلنتاج بحيث
يؤدي هذا التغيير إلى تحسين وتبسيط عملية اإلنتاج كما يؤدي إلى تخفيض في تكاليف
اإلنتاج ،إذن فهو يؤدي إلى "تحسين أداء األسلوب الفني لإلنتاج من ناحيتين التقنية
واالقتصادية في آن واحد مما ينجر عنه نتائج إيجابية في المردودية (كمية وسرعة وجودة
المخرجات ،كذلك انخفاض التكلفة بالنسبة للمنتجات".
-حسب درجة اإلبداع التكنولوجي :فحسب هذا المعيار هناك نوعان من اإلبداع
التكنولوجي:
أ -اإلبداع التكنولوجي الطفيف (الصغير) :وهو إحداث تغييرات أو تحديثات طفيفة على
المنتجات أو أساليب اإلنت اج ،فقد تمس ،تغيير شكل المنتوج ،أو بعض المواد التي تدخل في
1
فريد راغب النجار :إدارة اإلنتاج والعمليات والتكنولوجيا ،مكتبة اإلشعاع للطباعة والنشر والتوزيع ،مصر ،2221 ،ص
.260
10
مدخل الى الابداع التكنولوجي الفصل ألاول:
تركيبته أو بعض المواد التي تدخل في تركيبته وذلك بشكل جزئي .ويعتبر هذا النوع من
اإلبداع كثير االنتشار كون أنه مهم وذو فائدة كبيرة على المؤسسة ،وهذا راجع إلى أنه
مصدر لربحيتها باإلضافة إلى أنه يعتمد على متطلبات ومجهودات بسيطة وغير مكلفة
كثيرا.
ب) اإلبداع التكنولوجي الجذري (الجوهري) :وهذه اإلبداعات تكون جديدة على المؤسسة
والسوق والعمالء ،وتطرح ألول مرة في السوق ،وتكون نتيجة اختراعات أو اكتشافات علمية
ضخمة تؤدي إلى تطوير وتغيير جوهري في التكنولوجيا (سواء في المنتجات أو أساليب
اإلنتاج) .كما يحدث هذا النوع من التكنولوجيا انقالبا في األسواق أو يغير جذريا شروط
المنافسة بين المؤسسات ،وهذا النوع من اإلبداعات يتميز بالندرة.
-حسب األهداف المراد تحقيقها من طرف المؤسسة المبدعة ويوجد مايلي:
أن اإلبداع التكنولوجي الذي يهدف إلى تحسين كفاءة المنتجات الحالية ،بغرض تجديد دورة
حياتها .وهذه اإلبداعات هي نتاج جهود التطوير ،وهي األكثر شيوعا.1
ب) اإلبداع التكنولوجي الذي يهدف إلى ترقية أفكار جديدة من خالل منتجات جديدة خاصة
بالمؤسسة ،حيث يكون المنتوج منتشر سابقا في قطاع المؤسسة ،ولهذا تسعى المؤسسة
جاهدة للوصول إليه عن طريق التراخيص أو حيازة المؤسسات أو في إطار التعاون.
ج) اإلبداع التكنولوجي الذي يهدف إلى إدخال أفكار جديدة لمنتجات جديدة بالنسبة للمؤسسة
والسوق ،ويأتي هذا في إطار جهود البحث المتواصل الحتالل الريادة في اإلبداعات
واالختراعات.
د) اإلبداع التكنولوجي الموجه لالقتصاد في عوامل اإلنتاج وحل المشاكل الصناعية وتحسين
ظروف العمل" .
1
محمد قريشي ،اإلبداع التكنولوجي كمدخل لتعزيز تنافسية المؤسسات الوطنية ،مجلة البحوث والدراسات ،عدد ، 6كلية
العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة بسكرة ،الجزائر ،2008 ،ص ..210
11
مدخل الى الابداع التكنولوجي الفصل ألاول:
1.1حسب نموذج تسيير اإلبداع التكنولوجي :ويوجد حسب هذا المعيار مايلي:
أ) إبداعات مبرمجة :ولكي تتم هذه اإلبداعات يجب على المؤسسة أو الجهة المبدعة أن
تخطط وتبرمج وتحدد الميزانية الخاصة به ،واتخاذ القرار فيما إذا كان اإلبداع سيتم تطويره
داخليا أو خارجيا ،وتكون هذه اإلبداعات منظمة مما يجعل المؤسسة في اتصال دائم مع
مراكز البحث والجامعات وهذا من أجل إحداث تغييرات وتطويرات متتالية .1
ب) إبداعات غير مبرمجة :وتحدث هذه اإلبداعات بدون ما هو مبرمج لها أي تكون عفوية
وتلقائية ،وذلك جراء المباد رة التي تأتي من األفراد في ساعات الراحات أو خارج النشاط ،لكن
باالعتماد على إمكانيات المؤسسة.
-حسب إستراتيجية المؤسسة :ويوجد نوعين:
إبداعات دفاعية ويكون هذا اإلبداع بسبب وجود تمديدات المنافسة وتقلبات المحيط
الشديدين ،حيث تعمل المؤسسة على تطبيقه من أجل محام ة هذه المخاطر ،كما تكون قادرة
على التكيف مع التغيرات الغير متوقعة للمنافسة.
إبداعات هجومية والتي تهدف من خاللها المؤسسة إلى أن تكون السباقة في مجال المنافسة
واكتساب مكانة مرموقة والريادة في السوق ،لكن هذا النوع من اإلبداع تكون فيه درجة
المخاطرة عالية جدا ،ويتطلب يقظة تكنولوجية عالية.
المطلب الثاني :أهمية االبداع التكنولوجي
إن أفضل المؤسسات هي تلك التي تمتلك القدرة على اإلبداع وفقا لألسس السائدة في البيئة
التي تعمل فيها ،كما أن إبداعية المؤسسة أصبحت اليوم واحدة من المعايير المتعددة التي
تعتمد عليها لقياس وتقييم آداء المؤسسات السيما الصناعية منها لذا يوضح Galand et
1662 Passeyأن اإلبداع التكنولوجي يعد من العوامل المهمة والرئيسية لضمان النجاح
الطويل األمد لجميع الشركات .لذا سنبرز أهمية اإلبداع التكنولوجي في النقاط التالية:
1
محمد قريشي ،مرجع سابق ،ص .212
12
مدخل الى الابداع التكنولوجي الفصل ألاول:
-تحسين الخدمات الموجهة للمستهلكين من خالل تقديم منتجات جديدة ذات جودة عالية
وبأسعار تنافسية.
-تنمية رأسمال البشري من خالل تأهيله وتدريبه على المعارف التكنولوجية والقيام بعمليات
البحث والتطوير؛
-تحسين أداء الشركات إما بزيادة الطلب على منتجاتها أو تخفيض تكاليفها ،حيث أن
اإلبداع التكنولوجي للمنتج أو عملية اإلنتاج يمكن أن يضع المؤسسة المبدعة في موقع
متميز في السوق التي تتميز بميزة التكلفة على منافسيها ،حيث تكون قادرة على الحصول
على هامش ربح أفضل عن السعر الموجود في السوق؛
-يسمح اإلبداع التكنولوجي للمؤسسة من استهداف أسواق جديدة من خالل إطالق
منتجات جديدة هذا من أجل كسب حصص إضافية في هذه األسواق وزيادة أرباحها ،كذلك
1
يزيد من قدرة المؤسسة على المنافسة في هذه األسواق.
-تحسين صورة المؤسسة سواء في الداخل أو في الخارج من خالل تنوع وجودة منتوجاتها
واألساليب المستعملة في ذلك ،مما يضمن لها النجاح على المدى المتوسط والبعيد ( تبقى
رائدة في السوق).
يمكن إبراز أهمية اإلبداع التكنولوجي فيما يلي:
-تحسين خدمة المستهلكين وذلك من خالل المرونة والتكييف لحاجات المستهلكين؛
-زيادة قدرة المنظمة على المنافسة عن طريق سرعة تقديمها للمنتجات الجديدة وتغير
العملية اإلنتاجية؛
1
فردوس محمود عباس ،أثر اعتماد اإلبداع التقني في تحسين جودة المنتوج لتحقيق الميزة التنافسية (دراسة حالة تطبيقية
في الشركة العامة لصناعة الزيوت النباتية) ،مجلة كلية التربية ،الجامعة المستنصرية العراق المجلد ،62العدد ،61
،1626ص .133
13
مدخل الى الابداع التكنولوجي الفصل ألاول:
-تحسين إنتاجية المؤسسة وذلك بتحقيق الكفاءة والفاعلية في األداء وانجاز األهداف من
خالل االقتصاد في الموارد والطاقة؛ مما يساهم في زيادة المبيعات واألرباح ؛
وهناك من يضيف عناصر أخرى نوجزها فيما يلي :
-خلق المناخ المالئم الذي يمكن المؤسسة من القدرة على تقديم وتطوير منتجات وعمليات
جديدة إلشباع حاجات ورغبات الزبائن في السوق؛
-تحقيق أهداف إستراتيجية المؤسسة في التميز والبقاء والنمو ؛
-تعزيز وتنشيط أداء المؤسسة بشكل عام.
1
الياس غقال وآخرون ،أه مية اإلبداع التكنولوجي كمصدر للميزة التنافسية في المؤسسات الصناعية ،مجلة العلوم اإلدارية
والمالية ،المجلد ،2العدد ،2امعة الشهيد حمه لخضر الوادي ،الجزائر ، 1620 ،ص .162
14
مدخل الى الابداع التكنولوجي الفصل ألاول:
-اإلبداع التكنولوجي هو إحداث تجديد وتغيير إلى األحسن والى األفضل ،مستوى أو درجة
هذا التغيير قد يكون طفيفا وقد يكون جذريا.1
-إن اإلبداع التكنولوجي هو حصيلة تطبيق معارف تكنولوجية معترف بها ،يعني هذا أن
كل جديد يقوم على معلومات غير دقيقة يؤدي إلى نتائج غير فعالة رغم جاذبيتها من حيث
الجمال وغير ذلك ال يمكن اعتبارها إبداعا تكنولوجيا.
-إن اإلبداع التكنولوجي بدون انتشاره في األسواق يكون محدود الفعالية والكفاءة حسب
النظرة الشمبيترية فإن اإلبداع التكنولوجي هو عامل أساسي في المنافسة ،بالتالي في
دينامكية السوق الحرة وحتى تتحقق التنمية االقتصادية الشاملة البد أن يكون له آثار أوسع.
1
محمد سعيد اوكيل ،اقتصاد وتسيير اإلبداع التكنولوجي ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ، 1666 ،ص 11
15
مدخل الى الابداع التكنولوجي الفصل ألاول:
1
الياس غقال وآخرون ،المرجع السابق ،ص .123
16
مدخل الى الابداع التكنولوجي الفصل ألاول:
تسفر التأثيرات المادية لجميع اإلبداعات إما عن خلق منتجات جديدة األمر الذي يعني
مزيدا من األرباح ،وكفاءات أعلى في اإلنتاج ،أو عمليات إنتاجية جديدة األمر الذي يؤدي
إلى ارتفاع اإلنتاجية ،وارتفاع اإلنتاجية يعني االنخفاض في تكلفة الوحدة من الناتج ،ويؤدي
هذا اال نخفاض إلى ارتفاع األرباح ونمو المنظمة ،األمر الذي يشكل الدوافع الرئيسية من
أجل جهود أخرى إلنتاج المزيد من اإلبداعات ..1
في حين أن االرتفاع في اإلنتاجية يسفر عن زيادة الناتج الكلي بنفس القدر من الموارد،
األمر الذي يعني الحفاظ على الموارد في المجتمع ،وبالتالي فالمزيد من اإلبداعات
التكنولوجية واالنتشار السريع لها يعتبر أهداف اجتماعية مرغوب فيها ،مما يدل عن وجود
تطابق بين أهداف المنظمة وأهداف المجتمع ككل ،وطالما أن النتائج من اإلبداعات
التكنولوجية قد تحققت بالكامل يصبح هناك تطابق بين األهداف المرجوة والنتائج الفعلية.
وتتفق معظم المؤسسات على هذه األهداف النهائية التي تسعى لتحقيقها من أجل تحسين
األداء االقتصادي لها في شكل زيادة اإليرادات أو تخفيض في التكاليف ،ومنه خدمة
المجتمع من جهة وتعزيز مركزها وقدرتها التنافسية في السوق من جهة أخرى.
المطلب الثاني :متطلبات اإلبداع التكنولوجي
يعد اإلبداع التكنولوجي عملية بحاجة إلى أرضية خصبة من أجل تطبيق مبادئه ،ومن
العوامل التي تساهم في تهيئة الوسط اإلبداعي نذكر منها:
أوال :األفراد المبدعين :يتوقف نجاح اإلبداع التكنولوجي على مدى فعالية وكفاءة الفرد
العامل ،إذ يعد محور العملية اإلبداعية ،بحيث يكون قادر على طرح األفكار اإلبداعية
ومواصلة الجهد ،من اجل حل مشكالت المؤسسة الداخلية وعالقتها بالبيئة التي تعمل بها،
وخير مثال يضرب على أن العنصر البشري مورد مهم بالنسبة لعملية اإلبداع ما توصلت
1
فريد راغب النجار ،المرجع السابق ،ص .262
17
مدخل الى الابداع التكنولوجي الفصل ألاول:
إليه دول شرق وجنوب شرق آسيا رغم افتقارها للموارد الطبيعية ،لكن لم يكن هذا عائقا
أمامها من أجل تطبيق مبادئ اإلبداع .وهذا راجع إلى الفرد العامل وما يحمل من قيم.
ثانيا :ثقافة المؤسسة:
لقد أشارت العديد من الدراسات على األهمية التي حازتها الثقافة التنظيمية على اإلبداع
داخل المؤسسة ،حيث تمثل ثقافة المؤسسة اإلطار العام لتصرفات وسلوكيات أعضاء
المؤسسة بما يؤثر على أدائها وخلق اإلبداع فيها وتركز الثقافة اإلبداعية على احتياجات
العاملين وعلى العالقات اإلنسانية في المؤسسة والنظر إليهم كأسرة واحدة ،بحيث يشعر الفرد
العامل داخل الجماعة بأنه جزء ال يتج أز من الكل وأن الكل جزء ال يتج أز منه ،وفي دراسة
مسحية قامت بها مؤسسة ) (Bain &companyحول أدوات واتجاهات اإلدارة لعام 1662
والتي شارك فيها 2211من المديرين التنفيذيين لكبرى وأهم المؤسسات عبر العالم ،كشفت
أن الثقافة التي جاءت بالمرتبة األولى من حيث األهمية وأكد عليها 36بالمائة من
المشاركين في الدراسة المسحية كانت هي األداة األكثر أهمية في نجاح استراتيجيات
األعمال .1
ثالثا :إستراتيجية المؤسسة
تعتبر إستراتيجية المؤسسة من المتطلبات األساسية لإلبداع التكنولوجي ،وذلك بجعل اإلبداع
المرتكز األساسي في بناء اإلستراتيجية ،وبالتالي يصبح اإلبداع بعدا إستراتيجيا هاما.
1
طارق عبد الفتاح الجحري دور اإلدارة العليا في تحقيق اإلبداع المؤسسي في المنظمات األهلية في جنوب الضفة
الغربية من وجهة نظر المديرين ،رسالة ماجيستر ،معهد التنمية المستدامة ،جامعة القدس ،فلسطين ،1663 ،ص .13
18
مدخل الى الابداع التكنولوجي الفصل ألاول:
رابعا :القيادة:
يعتمد نجاح تطوير الخدمات والمنتجات الجديدة على دور القيادة في تهيئة المناخ الذي
يسمح ببزوغ األفكار الجديدة .ومن السمات التي تساهم في ذلك ما يلي :1
القدرة على تحديد اتجاه عمل يجلب اآلخرين بدال من االكتفاء بوضع خطة عامة
للمؤسسة ،وبشكل عملي ،يتطلب ذلك غالبا أن تكون غامضا بعض الشيئ؛
تأييد األفكار من خالل استخالصها والعمل على ترويجها في كل أرجاء المؤسسة حتى
يتسنى جمع الموارد وتحضى بالقبول؛
ضرب مثال حي على المبدأ الذي ينص على أن الفشل يعد فرصة للتعلم ويشجع على
قبول المجازفة؛
تكوين فرق عمل تتمتع بمستوى عال من الثقة ،ويشمل ذلك القدرة على تقبل االختالفات
في الرأي واالستفادة منها؛
توفير مساحة من الحرية لإلنتاج من خالل توفير التشجيع والموارد الفكرية والمادية ألجل
االستعانة بها في المشروعات التجارية؛
إتاحة الفرصة لآلخرين حتى يستشفوا المعاني المغمورة في بيئاتهم؛
أساليب القيادة المتنوعة التي تعتمد على التنوع في األدوار واالنتقال مابين لعب دور
المدرب أو المستشار أو صاحب الفكرة المختلفة ،مع القدرة على االنتقال بسرعة من دور
آلخر؛
خامسا :إدارة المعرفة :
إن الحصول على المعلومات من مختلف مصادرها وتنظيمها وتحليلها حتى تصبح معرفة
قابلة للتطبيق لمتطلب أساسي لعملية اإلبداع ،ألن جوهر اإلبداع يأتي على شكل تطبيق
المعرفة داخل المؤسسة من أجل تطوير سلع وخدمات وطرحها في السوق بشكل ناجح ،إن
1
طارق عبد الفتاح الجحري ،مرجع سابق ،ص .10
19
مدخل الى الابداع التكنولوجي الفصل ألاول:
تطبيق المعرفة داخل المؤسسة هو األساس الذي ترتكز عليه كافة أنواع اإلبداع دون
استثناء ،ألنه بدون وجود معرفة وتطبيقها وتوظيفها أهداف وغايات المؤسسة ال يحدث
إبداعا ،وبالتالي ال يتم تطوير منتجات جديدة أو أي شيئ
بشكل يخدم آخر تسعى المؤسسة لتطويره بغض النظر عن طبيعته ،ومهما سعت المؤسسة
إلى القيام بعملية اإلبداع وفي أي مجال من مجاالت عملها فإن األساس لعملية اإلبداع
وتطوير منتجات جديدة هو تطبيق المعرفة الموجودة والمتراكمة داخل المؤسسة من مختلف
وظائفها وأفرادها وأقسامها وتوظيفها بذلك الشكل الذي يسمح بحدوث اإلبداع ،وبالتالي
تطوير منتجات جديدة بما يحقق أهداف المؤسسة.
المطلب الثالث :إستراتيجيات اإلبداع التكنولوجي
تعمل المؤسسات على مواجهة التحديات والتغيرات الخارجية لتحقيق الريادة وذلك بإنتاج
منتجات جديدة أو تطوير الموجودة منها ،لذلك سنتطرق في هذا المطلب إلى إستراتيجيات
1
اعتماد اإلبداع التكنولوجي.
أوال :إستراتيجيات اعتماد اإلبداع التكنولوجي:
تختلف طريقة اللجوء إلى اإلبداعات من مؤسسة إلى أخرى على أساسا مجموعة من العوامل
إمكانيات بشرية ومالية إضافة إلى األخطار التي يمكن أن تنجم من االعتماد على إحدى
هذه الطرق من تكاليف مرتفعة ،أو طول مدة الوصول إلى تحقيق اإلبداع .وتمثل في أربع
2
طرق وهي:
-التطوير من الداخل تطوير اإلبداع من داخل المؤسسة ،خاصة عن طريق وظيفة البحث
والتطوير ،في الطريقة الكالسيكية ل العتماد على اإلبداع التكنولوجي الطريقة التي توفر وتمد
المؤسسة باالستقاللية في حالة نجاح اإلبداع ،لكنها كذلك األكثر خطورة نظ ار ألنها طويلة
1
عبد الفتاح محمود أحمد تنمية مهارات التفكير االبتكاري واإلبداعي للمدراء المجموعة العربية للتدريب والنشر ،القاهرة،
مصر ،1621 ،ص.11
20
مدخل الى الابداع التكنولوجي الفصل ألاول:
المدى وتكلفتها عالية ،وكذلك أخطار التقليد الذي تتعرض له الفكرة اإلبداعية من طرف
المؤسسات المنافسة ،ويتطلب نجاح هذه الطريقة في المؤسسات توفر بعض الشروط
األساسية منها:
-اقتراحات وابتكارات صادرة من مدير مبدع قادر على استغالل األفكار الجديدة والمعارف
العلمية وجعلها متكيفة مع المؤسسة؛
-تعاون وتنسيق داخلي :باإلضافة إلى توفر أرضية محفزة ومشجعة لإلبداع والتجديد ؛
-عقود التعاون :تعتبر التحالفات والشراكة من أهم أشكال عقود التعاون والوصول إلى
اإلبداعات في المؤسسات هذه األهمية نابعة من التكلفة المرتفعة للبحث والتطوير خاصة،
ومن األخطار الناجمة عن اإلبداعات والتي أصبحت كعائق في كثير من الميادين خاصة
الصناعية منها (اإلعالم اآللي ،صناعة الطائرات) ،زيادة إلى البحث عن الحجم للتجاوب
مع عولمة األسواق .وتتلخص اإليجابيات الناتجة من اتفاقيات التعاون في:
-تخفيض التكاليف المرتبطة بالبحث اإلبداعي؛
-تخفيض مدة دوران اإلبداعات؛
-رفع إنتاجية اإلبداعات الداخلية في المؤسسة؛
1
-بعث نشاطات إبداعية جديدة لم تتمكن المؤسسة لوحدها من تحقيقها؛
- 3النمو الخارجي :اعتماد اإلبداع عن طريق النمو الخارجي يمثل تملك مؤسسة ألخرى
بطريقة جزئية وذلك بحيازة حصة من رأس مالها المخصص لإلبداع واالستفادة من النتائج
المحصل عليها ،أو تملك كلي بشراء المؤسسة ك املة .النمو الخارجي بواسطة التملك أو
المشاركة في رأسمال اإلبداع هو التقارب األكثر سرعة ،لكنها مكلفة خاصة إذا كانت
المؤسسة المبدعة تقوم بالبحث اإلبداعي برأسمال كبير
1
مصطفى يوسف كافي اقتصاد المعرفة وانعكاساته في تحقيق التنافسية للبنوك ،ألفا للوثائق ،قسنطينة ،الجزائر،1620 ،
ص 216
21
مدخل الى الابداع التكنولوجي الفصل ألاول:
- 4اقتناء الرخص :يتمثل هذا النوع من إستراتيجيات اعتماد اإلبداع في اقتناء رخصة
من مؤسسة مبدعة أو فرد مبدع ،وبذلك فهي طريقة سريعة وأقل تكلفة وخطورة بالنظر إلى
نتائجها ،بشرط توفر اإلمكانيات التي تتبع تطبيقها خاصة التقنية منها ،وفي حالة تكنولوجيا
عالية المستوى يصبح التحكم فيها صعب ويتطلب طاقات مؤهلة لذلك ،إضافة إلى إمكانية
مواجهتها لعقبات تطبيق جغ ارفية ثقافية وغيرها ،زيادة إلى التبعية للمؤسسة األم ،هذا المقص
في االستقاللية جعل منها طريقة أقل استعماال خاصة في الدول المتقدمة .ثانيا:
اإلستراتيجيات العامة لإلبداع التكنولوجي :تعتبر اإلستراتيجية هي الطريق الصحيح الذي
يؤدي إلى بلوغ األهداف مع مراعاة الفرص والتهديدات والتغيرات البيئية ،وكذا الموارد
1
المتاحة ،وبذلك فإن اإلستراتيجية تعتبر الموجه العام ألنشطة ومهام المؤسسة.
- 1مفهوم إستراتيجية اإلبداع التكنولوجي
تعرف إستراتيجية اإلبداع التكنولوجي على أنها :االتجاه العام المستقبلي ألي إبداع
المنتوج أو إبداع العملية اإلنتاجية والذي يتم تحديد بما يتالءم مع ما تتمتع به المؤسسة من
إمكانيات وموارد بالشكل الذي يحقق أهدافها المتمثلة في البقاء والنمو".
- 2أنواع إستراتيجية اإلبداع التكنولوجي:
هناك عدة إستراتيجيات لإلبداع التكنولوجي ولكن حسب باسكال كوريل Pascal corel
فإن كل اإلستراتيجيات تكون ضمن نوعين أساسيين هما:
أ -إستراتيجية قائد السوق وتدعى أيضا اإلستراتيجية الهجومية أو اإلستراتيجية اإلست
باقية .وهذه اإلستراتيجية تستهدف أن تكون المؤسسة هي األولى في مجالها في إدخال
المنتجات الجديدة ،وفيما بعد األولى في تطوير الجيل الجديد من المنتج ،حيث تعمل على
التوصل إلى الفكرة الجديدة والمنتج الجديد باالعتماد على قدرتها التكنولوجية ومن تم
الوصول إلى السوق أوال ،والواقع أن هذه اإلستراتيجية تعتمد على القدرة الذاتية للمؤسسة ،أي
1
مصطفى يوسف كافي ،المرجع السابق ،ص .211
22
مدخل الى الابداع التكنولوجي الفصل ألاول:
أن ما يبتكر خارج المؤسسة ال يمكن أن يضمن للمؤسسة القيادة في السوق ،كما أن
التحالفات ال تضمن ذلك ،فكما ي قول بورتر أن التحالفات تضمن التوسط وليس القيادة في
السوق" ،وأن اإلبداع هو األفضل للتغلب على عدم المزايا المحلية في أي بلد وأفضل من
التوريد من مصدر خارجي .1
ب -إستراتيجية إتباع القائد وتدعى أيضا باإلستراتيجية الدفاعية ،فألن اإلستراتيجية األولى
خطرة ومكلفة ،فإن المؤسسات تفضل تبني وضعية دفاعية تمكنها من تجنب المخاطر
الناجمة من أن تكون األولى في السوق حيث اإلبداع يحمل عدم التأكد فنيا واقتصاديا .لهذا
فإن المؤسسات تتبنى اإلستراتيجية الدفاعية عندما تكون لديها القدرة على التطوير واللحاق
بسرعة بالمؤسسة القائدة األولى في السوق .وبهذه الطريقة فإن المؤسسة التي تتبنى هذه
اإلستراتيجية عندما يكون اإلبداع خاس ار ،لن تخسر شيئا ،واذا كان رابحا لدى المؤسسة
القائدة فإنها تسعى إلى اللحاق باألولى حيث تظل دائما هناك غنائم.
أن هذه اإلستراتيجية عكس األولى تتطلب قدرة ضئيلة في مجال البحث األساسي إال أنها
تستلزم قدرة تطويرية وهندسية كبيرة تمكنها من االستجابة الفنية السريعة للمنتج المطور من
قبل قادة السوق.
1
المرجع نفسه
23
مدخل الى الابداع التكنولوجي الفصل ألاول:
خالصة الفصل
ومنه نستخلص أن اإلبداع التكنولوجي هو الركيزة األساسية التي تعتمد عليها المؤسسات
االقتصادية لمواجهة تحديات العصر ،فجميع المؤسسات الصناعية في الوقت الحالي معنية
كثي ار باإلبداع التكنولوجي ،خاصة مع التطورات المذهلة لالكتشافات العلمية وانتشار
المعرفة ،وكذلك اشتداد المنافسة في المجال الصناعي ،كما ال ننسى التعقيد والتوجهات
الحديثة التي تتميز بها المجتمعات ،حيث أصبح من الضروري إنتاج سلع حديثة ومتطورة أو
طرق جديدة للتصنيع تلبي حاجات ورغبات المستهلكين التي تتطلع إلى األحسن وكذلك تزيد
من إنتاجية المؤسسة ،وذلك باالهتمام بعمليات البحث والتطوير بشكل كبير.
24
الفصل الثاني :تحقيق امليزة التنافسية من خالل الابداع التكنولوجي
تمهيد:
إن حصول المؤسسة على ميزة تنافسية ،يجعل المنافسين يعملون من أجل الحصول عليها
أو محاكاتها ،وبالتالي فالمؤسسة مطالبة بالعمل على تنميتها وتطويرها ،من خالل إيجاد
طرق مناسبة ولذلك وباألخص إلى كيفية ودور اإلبداع التكنولوجي في تحقيق الميزة التنافسية
للمؤسسة(المقاولة) وتنميتها وتطويرها وتعزيزها وباألخص التكوين وفرص ومناخ األعمال.
26
الفصل الثاني :تحقيق امليزة التنافسية من خالل الابداع التكنولوجي
1
فريد النجار ،المنافسة والترويج التطبيقي( ،آليات الشركات لتحسين المراكز التنافسية) ،مؤسسة شباب الجامعة للنشر،
االسكندرية ،1666 ،ص.26
27
الفصل الثاني :تحقيق امليزة التنافسية من خالل الابداع التكنولوجي
1
مصطفى محمود ،أبو بكر ،المـوارد البشريـة مـدخل لتحقيق الميزة التنافسية ،ـدار الجامعية ،مصر 1660 ،ص .21
28
الفصل الثاني :تحقيق امليزة التنافسية من خالل الابداع التكنولوجي
يعرف : M Porter.الميزة التنافسية بأنها تنشأ بمجرد توصل المؤسسة إلى اكتشاف طرق
جديدة أكثر فعالية من تلك المستعملة من قبل المنافسين ،حيث يكون بمقدورها تجسيد هذا
االكتشاف ميدانيا ،بمعنى أخر بمجرد إحداث عملية إبداع بمفهومه الواسع
تعرف الميزة التنافسية على أنها « ميزة أو عنصر تفوق للمؤسسة يتم تحقيقه في حالة إتباعها
إلستراتيجية معينة للتنافس ».
ولقد عرفها بورتر على أنها « تنشأ أساسا من القيمة التي تستطيع مؤسسة | أن تخلقها
لزبائنها بحيث أن تأخذ شكل أسعار أقل بالنسبة ألسعار المنافسين بمنافع مساوية ،أو بتقديم
منافع متفردة في المنتج تعوض بشكل واسع الزيادة السعرية المفروضة».
كما تعرف أيضا بأنها «هي قدرة المؤسسة على صياغة وتطبيق االستراتيجيات التي تجعلها
في مركز أفضل بالنسبة للمؤسسات األخرى العاملة في نفس النشاط» .1
يرى فليب كوتلر أنها تلك القدرة على أداء األعمال بأسلوب معين أو مجموعة من األساليب
التي تجعل األخرى عاجزة عن مجاراتها في األمد القريب أو في المستقبل ».
ومن هنا يمكن القول بأن الميزة التنافسية هي تلك الخاصية التي تحوزها المؤسسة والتي
تمكنها من خلق القيمة ومنه الحصول على مكانة معينة في ظل بيئتها التنافسية وهذا يكون
عن طريق إتباعها لمجموعة من اإلجراءات والسياسات وهذا لتحقيق النجاح باعتبارها عنص ار
جوهريا وأساسيا في اقتصاد بلد ما.
1
سلوى محمد اشرفا ،دور إدارة المعرفة و تك نولوجيا المعلومات في تحقيق المزايا التنافسية في المصارف العاملة في قطاع
،غزة رسالة ماجستير ،تخصص إدارة األعمال كلية التجارة ،اƅجامعة الالسامية – - ،غزة ،1663/1660ص06
29
الفصل الثاني :تحقيق امليزة التنافسية من خالل الابداع التكنولوجي
أن تكون مستمرة ومستدامة بمعنى أن تحقق المؤسسة السبق على المدى الطويل وليس
على المدى القصير فقط.
إن الميزات التنافسية تتسم بالنسبية مقارنة بالمنافسين أو مقارنتها في فترات زمنية مختلفة
وهذه الصفة تجعل فهم الميزات في إطار مطلق صعب التحقيق .1
أن تكون متجددة وفق معطيات البيئة الخارجية من جهة وقدرات وموارد المؤسسة الداخلية
من جهة أخرى.
أن تكون مرنة بمعنى يمكن إحالل ميزات تنافسية بأخرى بسهولة ويسر وفق اعتبارات
التغيرات الحاصلة في البيئة الخارجية أو تطور موارد وقدرات وجدارات المؤسسة من جهة
أخرى.
أن يتناسب إستخدام هذه الميزات التنافسية مع األهداف والنتائج التي تريد المؤسسة
تحقيقها في المديين القصير والبعيد.
نظ اًر لحساسية الميزة التنافسية ضمن استراتيجية المؤسسة وأثرها الواضح في تحقيق النجاح
المرغوب فإن تحقيق الفائدة المرجوة من امتالكها توفر عدد من الخصائص .
ومن هذه الخصائص التي يجب أن تتميز بها التنافسية للمؤسسة نجد ما يلي:
-تبني على أساس االختالف وليس على أساس التشابه.
-تؤسس على المدى الطويل باعتبارها تختص باغتنام الفرص في المستقبل.
-تكون الميزة التنافسية غالباً مركزة جغرافياً.
1
سلوى محمد اشرفا مرجع سابق06 ،
30
الفصل الثاني :تحقيق امليزة التنافسية من خالل الابداع التكنولوجي
وكما يرى محمد خوجلي 1623أن الميزة التنافسية تتمتع بالخصائص اآلتية:
-تشتق من رغبات وحاجات العميل
-تقدم المساهمة األهم في نجاح األعمال.
-تقدم المالئمة بين موارد المنظمة والفرص في البيئة.
-طويلة األمد وصعبة التقليد مثل المنافسين.
-تقدم قاعدة للتحسينات الالحقة.
-تقدم التوجيه والتحفيز لكل المنظمة.
ويرى (مهدي عثمان ( )1661أن هناك بعض الصفات للميزة التنافسية تتمثل في:
-أن الميزة التنافسية نسبية أي تحقق بالمقاربة وليست مطلقة.
-تنعكس الميزة التنافسية في كفاءة أداء المنظمة ألنشطتها أو في ما تقدمة للمشترين أو
كالهما.
-يجب أن تؤدي الميزة التنافسية للتأثير على المشتريين وادراكهم لألفضلية فيما تقدم
المنظمة وتحفزهم للشراء منها.
-تتحقق الميزة التنافسية لفترة طويلة وال تزول بسرعة عندما يتم تطورها وتجديدها .1
المطلب الثالث :انواع الميزة التنافسية
نميز بين نوعين من الميزة التنافسية:
- 1ميزة التكلفة األقل:
يمكن لمؤسسة ما أن تحوز ميزة التكلفة األقل إذا كانت تكاليفها المتراكمة باألنشطة المنتجة
للقيمة أقل من نظيرتها لدى المنافسين ،وللحيازة عليها يتم االستناد إلى مراقبة عوامل تطور
التكاليف ،حيث أن التحكم الجيد في هذه العوامل مقارنة بالمنافسين يكسب المؤسسة ميزة
1
عمار بوشناف" ،الميزة التنافسية في المؤسسة االقتصادية :مصادرها ،تنميتها و تطويرها" ،جامعة العلوم االقتصادية
وعلوم التسيير ،1666 ،ص.02
31
الفصل الثاني :تحقيق امليزة التنافسية من خالل الابداع التكنولوجي
التكلفة األقل ،ومن بين هذه العوامل مراقبة التعلم :بحيث أن التعلم هو نتيجة للجهود
المتواصلة والمبذولة من قبل اإلطارات والمستخدمين على حد السواء ،لذلك يجب أال يتم
التركيز على تكاليف اليد العاملة فحسب ،بل يجب أن يتعداه إلى تكاليف النفايات واألنشطة
األخرى المنتجة للقيمة ،فالمسيرون مطالبون بتحسين التعلم وتحديد أهدافه ،وليتم ذلك يستند
إلى مقارنة درجة التعلم بين التجهيزات والمناطق ثم مقابلتها بالمعايير المعمول بها في
القطاع.
- 2ميزة التميز:
تتميز المؤسسة عن منافسيها عندما يكون بمقدوره ا الحيازة على خصائص فريدة تجعل
الزبون يتعلق بها ،1وحتى يتم الحيازة على هذه الميزة يستند إلى عوامل تدعى بعوامل التفرد،
والتي نميز من بينها التعلم وآثار بثه :بحيث قد تنجم خاصية التفرد لنشاط معين ،عندما
يمارس التعلم بصفة جيدة ،فالجودة الثابتة في العملية اإلنت اجية يمكن تعلمها ،ومن ثم فإن
التعلم الذي يتم امتالكه بشكل شامل كفيل بأن يؤدي إلى تميز متواصل.
1
عمار بوشناف ،مرجع سابق ،ص01
32
الفصل الثاني :تحقيق امليزة التنافسية من خالل الابداع التكنولوجي
أن تبطق استراتيجية اليقضة والتي تعتبر من بين الوسائل التي تستخدمها المؤسسة
لإلطالع على بيئتها بجلب المعلومات عنها ،وخاصة اليقضة التكنولوجية.
استخدام تكنولوجيا المعلومات واالتصال والتي تعتمد عليها المؤسسات وخاصة في إدارة
أعمالها ،وذلك في الحصول على المعلومة ،نقلها وحفظها مع توفير الوقت والجهد والمال.
تصميم وتطبيق نظام للمعلومات يكون قادر على توفير المعلومات الالزمة لدعم اإلبداع
التكنولوجي.
1
بن بريكة ،ع.و ،مساهمة االبداع التكنولوجي في تدعيم المركز التنافسي ،الج ا زئر :مداخلة ضمن الملتقى الدولي حول
االبداع والتغيير التنظيمي بجامعة محمد خيضر ببسكرة ،1626 ،ص20
33
الفصل الثاني :تحقيق امليزة التنافسية من خالل الابداع التكنولوجي
- 2إدارة وانتاج المعرفة في المؤسسة :إن اإلبداع في المؤسسة وعمليات حدوثه وتطوير
منتجات جديدة ،يحتاج إلى وجود قاعدة معرفة في المؤسسة تشمل كافة وظائفها وأنشطتها
والخبرات المتراكمة لدى أفرادها عبر السنوات ،وتبرز أهمية إدارة المعرفة في المؤسسة من
حيث قدرتها على ت وظيف المعرفة والمهارات والخبرات الموجودة في وظائفها مثل التسويق
والبحوث والتطوير والهندسة والتصميم واإلنتاج وصقل هذه العناصر بشكل يساعد على
حدوث اإلبداع وبالتالي قدرتها على تطوير وطرح منتجات جديدة بشكل ناجح ،لذلك فإن
دور استراتيجيا هاما في تحسين قدرتها على تطوير
إدارة قاعدة المعرفة في المؤسسة تلعب ا
منتجات جديدة وخاصة فيما يتعلق بمراحل عملية التطوير نفسها.
الحماية القانونية لإلبداعات التكنولوجية :لكي تدعم المؤسسة تحكمها في إبداعاتها
التكنولوجية وانتاجاتها المعرفية ،بات من الضروري عليها التحكم فيها وحمايتها من الناحية
القانونية ،ذلك أن بذل الجهود الكبيرة بتجنيد طاقات وموارد بشرية واستغالل أموال معتبرة
للقيام بنشاطات البحث والتطوير للحصول على منتجات وأساليب إنتاج جديدة أو محسنة،
كل هذا ويأتي المقلدون بسهولة ويستغلون هذا االبتكار لصالحهم ،فاستنساخ وتقليد اإلبداع
ال يتطلب ذات التكاليف التي يستوجبها إنتاجه ألول مرة .1
فكان البد من وجود آلية قانونية تحمي اإلبداع التكنولوجي وتحافظ على سرية المعلومات
كبراء ة االختراع ،العالمات التجارية والصناعية ،حماية المعلومات السرية الرسوم والنماذج
الصناعية .وهناك العديد من االستراتيجيات التي يجب على المؤسسة إتباعها من أجل دعم
عملية اإلبداع التكنولوجي فإذا أرادت مؤسسة ما أن تزيد من إنتاجها اإلبداعي الذي يقوم به
أفرادها ،ف هناك العديد من اإلستراتيجيات التي يمكن انتهاجها والعمل بها من أجل تحقيق
ذلك .ويتوافر للمؤسسات مدى واسع من االستراتيجيات واألساليب التي يمكن استخدامها
1
يحياوي.ر ،االبداع كمدخل الكتساب ميزة تنافسية مستدامة في منظمات األعمال د ا رسة حالة مؤسسة ملبنة الحضنة
بالمسيلة ،الج ا زئر :رسالة ماجستير بجامعة المسيلة )غير منشورة ،1621 ،(.ص211
34
الفصل الثاني :تحقيق امليزة التنافسية من خالل الابداع التكنولوجي
لدعم القدرات اإلبداعية للعاملين فيها ،وال يمكن أن نقرر بشكل حاسم أن أحد المناهج أفضل
من غيره ،فما ينبغي عل ى المدراء إال أن يقرروا أيا من هذه المناهج يناسب احتياجات وموارد
المؤسسة التي ينتمون إليها .وفيما يلي سنتناول أهم خمسة استراتيجيات والتي تتمثل في :1
األولى :أن تقوم باستخدام عمليات اختيار وتقييم عند توظيف أفراد مبدعين ،وأن تقوم بتوزيع
هؤالء األفراد على الوظ ائف المالئمة لمستوى اإلبداع الذي يتمتعون به.
الثانية :أن تقدم إجراءات وأساليب تشجع على توليد األفكار الجديدة ،مثل األسلوب
المعروف باسم العصف الذهني ،باإلضافة إلى التدريب على اإلبداع.
الثالثة :أن تقوم بتغيير خصائصها مثل الهيكل ،ومناخ العمل ،والثقافة المهيمنة بطرق
تؤدي إلى تيسير عمليات اإلبداع.
الرابعة :أن تقوم المؤسسة بعقد ارتباطات وتبادالت وتكامل مع مؤسسات أخرى لدعم وتنمية
اإلبداع التكنولوجي.
الخامسة :توفير وتقديم الحوافز بجميع أنواعها لضمان مواصلة عملية اإلبداع.
المطلب الثاني :عالقة اإلبداع التكنولوجي بالميزة التنافسية المستدامة
إن استدامة الميزة التنافسية ترتكز على عدد من األبعاد تتعلق بتطوير قد ارتها الجوهرية من
خالل مجاالت الخبرة والمهارة لألف ارد العاملين وتنمية وترسيخ اإلبداع مرو ار باالستخدام
والتوظيف الجيد لتكنولوجيا المعلومات.
ومع تصاعد المنافسة وت ازيد الداخلين الجدد بأساليبهم ومنتجاتهم الجديدة فإنه ال توجد
ضمانات الستم ارر الميزة التنافسية لوقت طويل ما لم يتم تطويرها باستم ارر ،أي لم تكن
الشركة قادرة على ابداعات مستمرة الستدامة ميزتها التنافسية ،ويمكن تحقيق ذلك حسب
يحياوي ومن خالل مايلي:
1
يحياوي.ر ،مرجع سابق ،ص213
35
الفصل الثاني :تحقيق امليزة التنافسية من خالل الابداع التكنولوجي
يسمح االبداع التكنولوجي بالحفاظ على معدل النمو في السوق لفترة طويلة ،من خالل
التحسينات على المنتج أو على طرق االنتاج مما يدعم المبيعات ويسمح بتخفيض تكاليف
اإلنتاج وبالتالي مضاعفة األرباح واستدامتها .يؤدي االبداع إلى بعث نشاط كان مستق ار أو
متجها نحو الزوال بشكل مفاجئ من خالل تجديده واستدامته تكنولوجيا.
يساهم اإلبداع في وضع حواجز دخول على الداخلين المحتملين من خالل التكنولوجيا
الجديدة ،ومعرفة كيفية العمل أو الحيازة على براءة اختراع .ففي هذه الحالة تحمي الشركات
نفسها من المنافسين المحتملين من خالل انفرادها في التحكم بطرق االنتاج والتمتع بمزايا
تنافسية لفترة طويلة .يؤدي اإلبداع إلى توسيع الفجوة التنافسية فيتضاءل بذلك عدد المنافسين
مما يؤدي بدوره إلى تناقص حدة المنافسة والحصول على مزايا مستدامة .1
-يؤثر اإلبداع بقوة على مردودية طرق الصنع ،فاإلبداع يؤدي عموما إلى تقليص تكلفة
الوحدة الواحدة بشكل واضح مما يعني التأثير اإليجابي على الربحية والمحافظة على الميزة
التنافسية لفترة طويلة .وفي ذات السياق يؤكد الباحثون على أهمية أنشطة البحث والتطوير ؛
ففي دراسة أجريت على 2666مشروع صناعي حسب ما أوردته أن االختالف في مستوى
اإلنتاجية والربحية ترتبط باالختالف في كثافة البحث األساسي داخل المؤسسات والبحث
األساسي له مساهمة أكبر في زيادة اإلنتاجية والربحية كما أن قصر دورة حياة المنتج في
السوق فإنه على المنظمات التفكير في تحقيق البرامج المثلى للبحث والتطوير وااللزامية
والعمل على تقسيم التوجيه الذي قد يؤدي إلى استخدام غير فعال للموارد بسبب تكرار الجهد
في نفس العمل أو بسبب إضافة فرص هامة خاصة في ظل مخاطر مرتفعة وحاالت عدم
التعيين والتي تتعلق بتكنولوجيا السوق والتموين .. .ويمكن التوصل إلى هذه العوائق من
خالل الحواجز والقيود المعلوماتية التي تضعها المنظمات الناجحة فال يتمكن المنافسون من
معرفة المنظمة الناجحة من بين المجموعة
1
سيد محمد جاد الرب ،إدارة اإلبداع والتميز التنافسي ،دار وفاء الدنيا للطباعة والنشر ،اإلسكندرية ،2013 ،ص22
36
الفصل الثاني :تحقيق امليزة التنافسية من خالل الابداع التكنولوجي
المتميزة ،وان توصلوا إلى ذلك فعملية تحديد أسباب وعوامل هذا النجاح ليست سهلة ،كما
يمكن االعتماد على ميزة المبادرة؛ ألن النجاح الذي تحظى به المنظمات المبادرة ال يمكن
تك ارره من غيرها كما أن المبادرة تمنح المنظمات الخبرة والقدرة على وضع معايير النشاط
أو المجال الذي تتعامل فيه داخل قطاعها ،كما أن االعتماد على الموارد المتاحة غير القابلة
لالنتقال يمكن أن يشكل حاج از لتقليد ميزة المنظمة ومحاكاتها ،إضافة لميزة الندرة في هذه
الموارد أو تناولها من طرف عدد محدود من المنافسين يعد مصد ار للتميز؛ ألن هذه الموارد
صعبة التقليد وتعد لغ از غامضا لدى المنافسين.1
ويتبين مما تقدم أن استدامة الميزة التنافسية تتم بم ارعاة امكانات المنظمات من جهة
وحاجات األسواق من جهة أخرى وقد تصل المنظمة إلى أن تكون سباقة في خلق حاجات
جديدة لم تكن موجودة من قبل وقيادة األسواق فيها بفعل االبداع وقد ارتها الجوهرية.
1
سيد علي بلحمدي ،دور اإلبداع التكنولوجي في تعزيز تنافسية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في ظل العولمة:دراسة
حالة الجزائر ،أطروحة دكتوراه :تخصص :إدارة األعمال ،جامعة البليدة ، 02الجزائر ، 2014/2013، ،ص131
37
الفصل الثالث دراسة حالة بمؤسسة اتصاالت الجزائر باألغواط
تمهيد :
بعض دراستنا للفصلين األول والثاني ولتوضيحنا بعض المفاهيم وعرض بعض الشروحات
حول دور االبداع التكنولوجي في تحقيق الميزة التنافسية سيتم في هذا الفصل الذي يعد
بمثابة الربط بين الجانب النظري والجانب الميداني والذي أجري على مستوى اتصاالت
الجزائر حيث تم تقسيم الفصل إلى مبحثين:
المبحث األول :التعريف بالمؤسسة محل الدراسة
المبحث الثاني :اجراءات الدراسة الميدانية
39
الفصل الثالث دراسة حالة بمؤسسة اتصاالت الجزائر باألغواط
40
الفصل الثالث دراسة حالة بمؤسسة اتصاالت الجزائر باألغواط
62جانفي 1661االنطالقة الرسمية لمجمع إتصاالت الجزائر :كان على اتصاالت الجزائر
واطاراتها االنتظار حتى الفاتح من جانفي 1661لكي تبدأ الشركة في إتمام مشوارها الذي
بدأته منذ االستقالل لكن برؤى مغايرة تماما لما كانت عليه قبل هذا التاريخ ،حيث أصبحت
ال مؤسسة مستقلة في تسييرها على و ازرة البريد ،ومجبرة على إثبات وجودها في عالم
اإلتصال ،فيه المنافسة الشرسة ،البقاء فيه لألقوى واألجدر خاصة مع فتح سوق االتصاالت
على المنافسة وتحت شعار :مردودية – rentabilitéفعالية – efficacitéجودة الخدمة
qualité de serviceبدأت نشاطها الفعلي.
المطلب الثاني :التعريف بمؤسسة إتصاالت الجزائر األغواط
التعريف بالمؤسسة :هي أحد المصالح ذات إختصاص جهوي تتولى عملية اإلشراف على
ثالث 61واليات من حيث التسيير اإلداري ،والتجاري ،والتقني والواليات هي األغواط،
الجلفة و البيض ،هذا باإلضافة إلى تسييرها المباشر لما يسمى بالمراكز الجهوية لالتصاالت
كل حسب تخصصه في مجاالت االتصاالت ،مثال :
-المركز الجهوي لصيانة أجهزة التراسالت؛
-المركز الجهوي لصيانة الراديو الريفي،
-المركز الجهوي لصيانة الشبكات.
المهام األساسية للمؤسسة :
السهر على تحقيق األهداف والبرامج المسطرة للمؤسسة؛
التنسيق بين مختلف المديريات العملية؛
مراقبة سير الوحدات العملية في كل الميادين؛
مراقبة وتوجيه الوكاالت التجارية؛
اإلشراف والسهر على متابعة مختلف المشاريع واإلنجازات المتعلقة بالمؤسسة؛
41
الفصل الثالث دراسة حالة بمؤسسة اتصاالت الجزائر باألغواط
تنظيم وتقييم مختلف الوحدات العملية والوكاالت التجارية والمراكز الهاتفية من خالل
نشاطاتها التجارية والمالية وكذا التقنية ،من خالل التقييم الفصلي السنوي لحصيلة نشاطاتها
وتقديم التوجيهات الالزمة من خالل تحديد نقاط القوة والضعف؛
اإلشراف على مختلف اإلعالنات واإلشعارات والترقيات التجارية التي تطلقها المؤسسة؛
دعم وتموين مختلف المديريات العملية والوكاالت التجارية ومختلف المراكز التابعة
للمؤسسة بالوسائل الالزمة لضمان السير الحسن لمختلف المصالح؛
السهر على تدريب الموظفين و تأطيرهم في مختلف المصالح؛
العمل على تقديم أفضل الخدمات لمختلف الزبائن؛
اإلشراف على متابعة المشاريع الكبرى للمؤسسة مثل توسيع شبكات االتصال.
42
الفصل الثالث دراسة حالة بمؤسسة اتصاالت الجزائر باألغواط
43
الفصل الثالث دراسة حالة بمؤسسة اتصاالت الجزائر باألغواط
44
الفصل الثالث دراسة حالة بمؤسسة اتصاالت الجزائر باألغواط
45
الفصل الثالث دراسة حالة بمؤسسة اتصاالت الجزائر باألغواط
تنمية مختلفة القدرات والمهارات لكافة العاملين وكل حسب طبيعة عمله ،وبعدل ومساواة
دون محاباة ألحدهم على حساب اآلخرين,
استقطاب الكفاءات من خارج المؤسسة ،واإلشراف على عملية التعيين بالتعاون مع باقي
اطارات المديرية.
إعداد التقارير المتعلقة بأداء العاملين ،ومحاولة تصحيح مسار العاملين الذين ظهرت
أخطاؤهم.
دائرة الشركات :وتعمل من خالل مصالحها على :
-متابعة جميع العمليات التي تبرمها المؤسسة مع باقي المؤسسات التي تعتبر زبائن عندها
وتطوير هذا القطاع من السوق وكذا توطيد العالقة مع متعامليها من المؤسسات.
-ضمان خدمات مابعد البيع لهاته الفئة من الزبائن ووضع الحلول التقنية الممكنة بالتنسيق
مع الدائرة التقنية.
أهداف المؤسسة :الجودة ،الفعالية ونوعية الخدمات ،ثالث أهداف أساسية يعتمد عليها
مجمع اتصاالت الجزائر:
سطرت إدارة مجمع اتصاالت الجزائر في برنامجها منذ البداية ثالث أهداف أساسية تقوم
عليها الشركة وهم :الجودة ،الفعالية ،نوعية الخدمات ،وقد سمحت هذه األهداف الثالثة التي
الريادة وجعلها المتعامل رقم واحد في سوق االتصاالت
سطرتها اتصاالت الجزائر ببقائها في ّ
الجزائر.
نشاطات المؤسسة :تتمحور نشاطات المجمع حول :
)2تمويل مصالح االتصاالت بما يسمح بنقل الصورة والصوت والرسائل المكتوبة والمعطيات
الرقمية؛
)1تطوير واستمرار وتسيير شبكات االتصاالت العامة والخاصة؛
)1إنشاء واستثمار وتسيير االتصاالت الداخلية مع كل متعاملي شبكة االتصاالت،
46
الفصل الثالث دراسة حالة بمؤسسة اتصاالت الجزائر باألغواط
)1ضمان الحق في االتصال للجميع من خالل العروض الهاتفية وتسهيل عملية الحصول
علة على مختلف خدمات اإلتصال وألكبر عدد ممكن من الزبائن وخاصة في المناطق
المعزولة.
47
الفصل الثالث دراسة حالة بمؤسسة اتصاالت الجزائر باألغواط
48
الفصل الثالث دراسة حالة بمؤسسة اتصاالت الجزائر باألغواط
49
الفصل الثالث دراسة حالة بمؤسسة اتصاالت الجزائر باألغواط
%11.3من اجمالي افراد العينة تتراوح اعمارهم ما بين 12و 36سنة ،وتليها نسبة %26
من اجمالي افراد العينة تتراوح اعمارهم ما بين 32و 06سنة،
ومنه نستنتج ان مؤسسة اتصاالت الجزائر باألغواط تعتمد على عمال تتراوح اعماهم من
اقل من 16سنة الى 36سنة في اداء اعمالها اليومية حيث ان نسبتهم في المؤسسة حوالي
%26وذلك للمزج بين قوة الشباب وخبرة الكهول ،ويفسر ذلك كون ان المؤسسة قديمة
النشأ نجدها مازالت تعتمد على مجموعة من عمالها القدامى التي يتميزون بخبرة اكتسبوها
من سنوات العمل في المؤسسة.
الجدول :23يمثل متغير المستوى التعليمي ألفراد العينة
النسبة المئوية التكرار المستوى التعليمي
26 61 متوسط
13 26 ثانوي
50
الفصل الثالث دراسة حالة بمؤسسة اتصاالت الجزائر باألغواط
51
الفصل الثالث دراسة حالة بمؤسسة اتصاالت الجزائر باألغواط
52
الفصل الثالث دراسة حالة بمؤسسة اتصاالت الجزائر باألغواط
واالستفادة من قدراتها المميزة وأفكارها اإلبداعية ،فهذه الفئة تكتسي أهمية بالغة لقدرتها على
تحقيق التطور واالستمرار ألي مؤسسة في ظل احتدام المنافسة التي فرضتها العولمة.
الجدول رقم : 20يمثل عمل المؤسسة االبداع في خدماتها
النسبة المئوية التكرار الفئات
% 87.5 13 نعم
%12.5 3 ال
%100 16 المجموع
من خالل الجدول اعاله نالحظ ان افراد العينة بنسبة %13كانت اجابتهم بنعم أن المؤسسة
تعمل على االبداع في خدماتها وذلك بنسبة % 87.5أما أفراد العينة 3فكانت اجابتهم ب
ال أي أن المؤسسة ال تعمل على االبداع في خدماتها وذلك بنسبة .%12.5
ومنه نستخلص أن المؤسسة تعمل في االبداع في خدماتها حيث أصبحت العملية اإلبداعية
على مستوى المؤسسة ،تتشكل من خالل عملية البحث والتطوير عن األفكار اإلبداعية ،بغية
زيادة األرباح وعوائد االستثمار عبر تقديم منتجات وخدمات ناجحة وخدمات مبتكرة .
الجدول رقم :20يمثل عمل المؤسسة على تطوير البحث في مجال االبداع التكنولوجي
النسبة المئوية التكرار الفئات
%01.3 12 نعم
%10.3 22 ال
%100 16 المجموع
من خالل الجدول اعاله نالحظ ان افراد العينة 12كانت اجابتهم بنعم أي أن المؤسسة
تعمل على تطوير البحث في مجال االبداع التكنولوجي وذلك بنسبة %01.3أما أفراد العينة
22فكانت اجابتهم ب ال أي أن المؤسسة ال تعمل على تطوير البحث في مجال االبداع
التكنولوجي وذلك بنسبة .%10.3
53
الفصل الثالث دراسة حالة بمؤسسة اتصاالت الجزائر باألغواط
ومنه نستخلص أن المؤسسة تعمل على تطوير البحث في مجال االبداع التكنولوجي حيث
أصبحت قدرات البحث (قدرات عمال البحث والتطوير ،قدرات االنفاق على البحث وقدرات
تنفيذ مشاريع البحث ) وقدرات االبداع التكنولوجي (بما فيها قدرات البحث والتطوير ،القدرات
االستيعابية ،التصنيعية ،التسويقية ،التنظيمية واالرتباطية) على األداء اإلبداعي للمؤسسة.
الجدول رقم :20يمثل الخدمات التي تقدمها المؤسسة واعتمدها على التكنولوجيات
الحديثة واإلنترنت
النسبة المئوية التكرار الفئات
%03 10 نعم
%13 21 ال
%100 16 المجموع
من خالل الجدول اعاله نالحظ ان افراد العينة 10كانت اجابتهم بنعم أي أن المؤسسة
تعمل على تقديم الخدمات واعتمدها على التكنولوجيات الحديثة واالنترنت وذلك بنسبة%03
أما أفراد العينة 21فكانت اجابتهم ب ال أي أن المؤسسة ال تعمل على تقديم خدمات وال
تعتمد على التكنولوجيات الحديثة واالنترنت وذلك بنسبة .%13
ومنه نستخلص أن المؤسسة تعمل على تقديم خدماتها واعتمدها على التكنولوجيات الحديثة
واالنترنت حيث انعكست التطورات الحاصلة في مجال تكنولوجيا المعلومات الحديثة بشكل
مباشرة وعميق على النشاط االقتصادي وأحدثت تغيرات جوهرية على طبيعة المؤسسة ،
واألمر الذي دفع بالمؤسسة الخدمية نحو التوجه المتسارع لالستثمار في قدرات ووسائل هذه
التكنولوجيا السيما شبكة االنترنت لتقودها إلى االبداع والتميز تصميم خدماتها المتعددة
وعرضها وتقديمها بجودة عالية لتعزيز المكانة المؤسسة.
54
الفصل الثالث دراسة حالة بمؤسسة اتصاالت الجزائر باألغواط
55
الفصل الثالث دراسة حالة بمؤسسة اتصاالت الجزائر باألغواط
ومنه نستخلص أن المؤسسة بخدماتها المقدمة تتطلب وجود منافسين وذلك نالحظ أن الميزة
التـنافسية الجيدة هي الميزة التي تجعل المؤسسة تملك موقفا أقوى من المشترين عندما يحين
موعد التـفاوض حول األسعار أو الكميات أو الخصومات أو جودة المنتجات ،وينطبق
الكالم نفسه على الميزة التي تجعل المؤسسة تـتفوق في السوق على المصانع األخرى
المنافسة.
الجدول :12يمثل التزام المؤسسة بأدائها التقني حافظا على ميزتها
النسبة المئوية التكرار الفئات
%20.3 12 نعم
%1.3 2 ال
%100 16 المجموع
من خالل الجدول اعاله نالحظ ان افراد العينة 12كانت اجابتهم بنعم أي أن المؤسسة
تلتزم بأدائها التقني حافظا على ميزاتها وذلك بنسبة %20.3أما أفراد العينة 2فكانت
اجابتهم ب ال أي أن المؤسسة ال تلتزم بأدائها التقني حافظا على ميزاتها وذلك بنسبة .%3
ومنه نستخلص أن المؤسسة تلتزم بأدائها التقني حافظا على ميزاتها حيث تحاول مؤسسة
اتصاالت الجزائر من خالل الخدمات التي تقدمها للموطن العمل على تقديم أفضلها على
المستوى المحلي والوطني وبالتالي اكتساب ميزة تنافسية عبر الصورة الذهنية التي يكون
لها تأثير مباشر على الزبون..
56
الفصل الثالث دراسة حالة بمؤسسة اتصاالت الجزائر باألغواط
57
الفصل الثالث دراسة حالة بمؤسسة اتصاالت الجزائر باألغواط
ومنه نستخلص أن المؤسسة تعمل على تقديم خدمات طلب الزبون أن المؤسسة الرائدة في
تقديم الخدمات لمتلقيها تتطلع دائما إلى اإلبداع ،حيث نجد أن اإلبداع هو قاعدة أساسية
للتوصل إلى خدمات ذات جودة عالية .من خالل مبدأ التحسين المستمر في الخدمات
بمشاركة جميع العاملين .ويكون ذلك اضاف ات صغيرة وتعديالت جزئية لالستجابة األفضل
لحاجات السوق والزبائن ،مما يساهم في تحسين الميزة التنافسية للمؤسسة.
الجدول رقم :15يمثل االبداع في خدمات المؤسسة تغني الموظف عن التفكير في غيرها
النسبة المئوية التكرار الفئات
%30.3 13 نعم
%21.3 3 ال
%100 16 المجموع
من خالل الجدول اعاله نالحظ ان افراد العينة 13كانت اجابتهم بنعم أي أن االبداع في
خدمات المؤسسة تغني الموظف عن التفكير في غيرها وذلك بنسبة %30.3أما أفراد العينة
3فكانت اجابتهم ب ال أي أن االبداع في خدمات المؤسسة ال يغني الموظف عن التفكير
في غيرها وذلك بنس.%21.3
ومنه نستخلص أن االبداع في خدمات المؤسسة تغني الموظف عن التفكير في غيرها حيث
أن الدور الذي يلعبه اإلبداع في إعطاء المؤسسة ميزة للحصول على رضا الزبون وضمان
والئه لها ،ولبلوغ المؤسسة غايتها يتطلب ذلك منها التعامل بفكر جديد وأساليب مختلفة
لتحرير الطاقات اإلبداعية من وثم تنمية القدرة على اإلبداع االبتكار لدى فرق العمل واألفراد
وتوفير البيئة المشجعة والمالئمة من أجل توفير المنتجات والخدمات أو الحلول التي تخدم
العمالء وتلبي احتياجاتهم ،وبذلك تضمن المؤسسة والء العميل.
58
الفصل الثالث دراسة حالة بمؤسسة اتصاالت الجزائر باألغواط
59
الفصل الثالث دراسة حالة بمؤسسة اتصاالت الجزائر باألغواط
شبكة االنترنت لتقودها إلى االبداع والتميز تصميم خدماتها المتعددة وعرضها وتقديمها
بجودة عالية لتعزيز المكانة المؤسسة.
المؤسسة منافسة حقيقة في السوق من حقائق ممارسة المؤسسة اتصاالت الجزائر
باألغواط ترى المنافسة في شكل السعر والجودة والتصميم والمبيعات والموقع ،وتقريبا كل
عملية تجارية ،وأي مؤسسـة احـتالل مكانـة تصـبح بموجبهـا قـادرة علـى المنافسـة علـى المـدى
القريـب أو البعيد ،فإنه من الضروري لها أن تبني إستراتيجية تنافسية مناسبة لتحقيق أحسن
أداء.
المؤسسة بخدماتها المقدمة تتطلب وجود منافسين وذلك نالحظ أن الميزة التـنافسية الجيدة
هي الميزة التي تجعل المؤسسة تملك موقفا أقوى من المشترين عندما يحين موعد التـفاوض
حول األسعار أو الكميات أو الخصومات أو جودة المنتجات ،وينطبق الكالم نفسه على
الميزة التي تجعل المؤسسة تـتفوق في السوق على المصانع األخرى المنافسة.
المؤسسة تلتزم بأدائها التقني حافظا على ميزاتها حيث تحاول مؤسسة اتصاالت الجزائر
من خالل الخدمات التي تقدمها للموطن العمل على تقديم أفضلها على المستوى المحلي
والوطني وبالتالي اكتساب ميزة تنافسية عبر الصورة الذهنية التي يكون لها تأثير مباشر
على الزبون.
المؤسسة تعمل على تقديم خدمات طلب الزبون حيث أن تقديم الخدمات طلب الزبون
جميعها لديها دور فعال في استمالة سلوك العميل من أجل شراء الخدمة ،ومن أجل تحسين
نوعية وجودة خدمات مؤسسة تليكوم الجزائر باألغواط تسعى إلى تصميم نموذج جيد من
أجل تقديم خدمة ممتازة للعميل بما يتوافق مع حاجاته ورغباته وذلك باالعتماد على مجموعة
من اإلستراتيجيات التسويقية والتي تتمثل في تقديم مزيج تسويقي خدمي أمثل للمستهلكين
ومن بين العناصر المهمة التي تعتبر عنصر فعال لجذب العميل.
60
الفصل الثالث دراسة حالة بمؤسسة اتصاالت الجزائر باألغواط
المؤسسة تعمل على تقديم خدمات طلب الزبون أن المؤسسة الرائدة في تقديم الخدمات
لمتلقيها تتطلع دائما إلى اإلبداع ،حيث نجد أن اإلبداع هو قاعدة أساسية للتوصل إلى
خدمات ذات جودة عالية .من خالل مبدأ التحسين المستمر في الخدمات بمشاركة جميع
العاملين .ويكون ذلك ا ضافات صغيرة وتعديالت جزئية لالستجابة األفضل لحاجات السوق
والزبائن ،مما يساهم في تحسين الميزة التنافسية للمؤسسة.
االبداع في خدمات المؤسسة تغني الموظف عن التفكير في غيرها حيث أن الدور الذي
يلعبه اإلبداع في إعطاء المؤسسة ميزة للحصول على رضا الزبون وضمان والئه لها ،ولبلوغ
المؤسسة غايتها يتطلب ذلك منها التعامل بفكر جديد وأساليب مختلفة لتحرير الطاقات
اإلبداعية من و ثم تنمية القدرة على اإلبداع االبتكار لدى فرق العمل واألفراد و توفير البيئة
المشجعة و المالئمة من أجل توفير المنتجات والخدمات أو الحلول التي تخدم العمالء و
تلبي احتياجاتهم ،و بذلك تضمن المؤسسة والء العميل.
61
خاتمة
من خالل ما تقدم يتضح لنا أنه وفي ظل الظروف االقتصادية العالمية الحالية ،وفي ظل
التغيرات الحديثة والصعوبات المتنامية للمحيط االقتصادي الدولي ،يستوجب على المنظمات
على اختالف حجمها وطبيعة نشاطها االعتماد أكثر على استراتيجيات واضحة وفعالة
لتأهيل أوضاعها االقتص ادية ،وتعزيز تنافسيتها من أجل مواجهة تحديات االنفتاح
االقتصادي والعولمة ،ويعد دعمها لعمليات اإلبداع والتطوير التكنولوجي للنشاطات
اإلنتاجية ،وكذا تشجيع ودعم القدرات والكفاءات اإلبداعية في مجال تكنولوجيا اإلنتاج وأنماط
التسيير والتسويق والتمويل ...الخ ،من أه م هذه اإلستراتيجيات مقارنة مع تسارع وتيرة التطور
التقني والتكنولوجيا على المستوى العالمي ،وسيطرة الشركات الكبرى متعددة الجنسيات
واحتكارها للتكنولوجيا عالية الجودة ،والتي باتت أساس وأهم عامل للتنافس ،الشيء الذي
يقلص من فرص الربحية ألغلب المنظمات االقتصادية للدول النامية ،وبالتالي يهدد مركزها
ومكانتها في األسواق العالمية وحتى المحلية ،في حالة دخولها ضمن اتفاقيات تحرير
التجارة ،كما سيهدد ذلك من المصالح التجارية في أسواقها المحلية والخارجية للدول التي ال
تسعى إلى تدعيم مثل هذه العمليات اإلبداعية ،حيث ستصبح بمثابة أنظمة مغلقة ال ينالها
في نهاية المطاف سوى الوقوع تحت دائرة التخلف والسيطرة واالستعمار.
ولكي تتمكن المنظمة من الحفاظ على بقاءها واستم ارريتها ضمن سوق شديد التنافس،
عليها أن تعمل جاهدة من أجل زيادة وتعظيم قدر المستطاع حصتها في األسواق التي يمكن
أن تنشط في ها ،بزيادة حجم مبيعاتها وأرباحها ،ولن يتاتي لها ذلك إال من خالل تحقيق رضا
المستهلكين من المنتجات الجديدة وكسب في نفس الوقت وفائهم ووالءهم لها ،سواء كانوا
زبائن دائمين أو محتملين ،كل ذلك يمكن أن تتحصل عليه المنظمة من خالل:
تعزيز القدرات المعرفية والعلمية من خالل تراكم المعارف والخبرات الناتجة عن عمليات
اإلبداع والتطوير التكنولوجي والتقني.
وضع وتنفيذ إستراتيجية شاملة حديثة ومدروسة للتأهيل في كل الجوانب (االبتكارية،
االستثمارية ،التسويقية ،اإلدارية...الخ).
63
خاتمة
64
قائمة املصادر واملراجع
66
قائمة املصادر واملراجع
67
قائمة املصادر واملراجع
.3يحياوي.ر ،االبداع كمدخل الكتساب ميزة تنافسية مستدامة في منظمات األعمال د ارسة
حالة مؤسسة ملبنة الحضنة بالمسيلة ،الج ازئر :رسالة ماجستير بجامعة المسيلة )غير
منشورة.1621 ،(.
ثالثا :الكتب باللغة األجنبية
–Larid W.Mealiea and Gary P.Latham : Skills for Managerial
Success, Irwin, Chicago.
68
املالحق
70
املالحق
ال نعم - 26هل اعتماد االبداع التكنولوجي في المؤسسة تحسن تقديم الخدمات؟
ال - 22هل االبداع في خدمات المؤسسة تغنيك عن التفكير في غيرها؟ نعم
71