Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 81

‫وزارة التكوين والتعلمي ا ملهنيني‬

‫املعهد الوطين ا ملتخصص يف التكوين املهين للتس يري‬


‫أمحد بن الزوبري ‪ -‬األغــــــواط‬
‫‪I.N.S.F.P.G/L‬‬
‫مذكرة التخرج لنيل شهادة تقين سايم تس يري املوارد البرشية‬

‫دور الابداع التكنولوجي في تحقيق امليزة التنافسية دراسة‬


‫‪-‬‬
‫اتصاالت الجزائر باألغواط‬ ‫حالة بمؤسسة‬

‫حتت ا رشاف األس تاذ‪:‬‬ ‫من إعداد املرتبصني ‪:‬‬


‫* بن عيشة مبروك‬ ‫خنفري محمد الحبيب‬ ‫‪-‬‬
‫رشدي عبيد‬ ‫‪-‬‬
‫خيرة نوي‬ ‫‪-‬‬

‫دفعـــــة‪2022-2019 :‬‬
‫﴿لئن شكرتم ألزيدنكم﴾‬
‫َ ُ ْ َ ُ َ َ َ َ َّ ُ َ َ َ ُ ْ َ َ ُ ُ ُ َ ْ ُ ْ ُ َ‬
‫﴿ وق ِل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله واملؤ ِمنون ﴾‬
‫نشكر هلل ونحمده حمدا بليغا يليق بجالل وجهه وعظيم سلطانه‬

‫الذي امدنا بالصبر وبالثبات ووفقني إلتمام هذا العمل املتواضع‬

‫واخلص عبارات الشكر واصدق كلمات العرفان‬

‫نتوجه به الى الاستاذ املشرف الذي لم يبخل علينا بتوجيهاته القيمة‬

‫ونصائحه الثمينة الذي انار الطريق امامنا '' بن عيشة مبروك"‬

‫كما نسجل التقدير والامتنان لكل من ساهم في انجاز هذا البحث‬

‫وامدنا بيد العون جزاهم هللا خيرا‬

‫والى كل اساتذة املعهد أحمد بن الزوبير‬

‫والى كل أساتذة اللجنة املناقشة‬


‫الى التي رفع هللا مقامها وجعل الجنة تحت اقدامها‬
‫من ربتني وأنارت دربي وأعانتني بالصلوات من والدعوات‬
‫وعلمتني كلماتي ألاولى هجة الروح و بهجة الحياة‬
‫وأغلى ما في الوجود أمي الحبيبة والحنونة ‪.‬‬
‫الى من عمل بعد في سبيلي وأوصلني الى ما أنا عليه أبي الكريم رحمة‬
‫هللا عليه‬
‫الى كل عائلتي صغيرا وكبيرا‬
‫الى من أعمل لهم في قلبي أرقى وأنيل الاحساس اخوتي وأخواتي‬
‫الى جميع العائلة وألاصدقاء الذي وسعهم قلبي ولم يسعهم قلمي‬
‫إلى من لم ُ‬
‫يقصص جناحي َ‬
‫وعلمني أن أطير‪،‬‬
‫من يسعى إلى توفير كل ما أحتاجه‪ ،‬سندي‬
‫وكتفي وأماني في هذه الحياة‪ ،‬من يجهد نفسه بال ضجر‪،‬‬
‫من علمني أن أعانق حلمي وطموحاتي‬
‫ومن ال يغفو قلبه إال بعدما أن تغفو جميع القلوب‪،،،،،،،‬‬
‫إلى حبيبي والدي وأمي الغالية حفظهم هللا ورعاهم‬
‫والى من تقاسمت معهم هموم الدنيا وأفراحها الى من عشت معهم‬
‫صدق املحبة والعطاء أخواتي وكل العائلة من الصغير الى الكبير‬
‫الحمد هلل وكفى والصالة والسالم على خير عبد اصطفى‬
‫سيدنا محمد عليه افضل الصالة والتسليم أما بعد‪:‬‬
‫إن هللا سبحانه وتعالى قد أعانني في هذا العمل‬
‫لكي اهديهم ثمرة حصادي العلمي إلى من قال فيهم عز‬
‫من قائل ‪ :‬وقل رب ارحمهما كما ربياني صغي را‬
‫والداي العزيزين علماني معنى الحياة‬
‫ربياني على ألاخالق الفاضلة‬
‫حفظهما هللا ورعاهما‪.‬‬
‫الى من كبرت معهم اخوتي واخواتي‬
‫إلى رفيقات مشواري الدراس ي‬
‫وكل صديقاتي الى كل ألاهل وألاحبة‪..‬‬
‫فهرس املحتويات‬

‫الصفحة‬ ‫المحتوى‬
‫الشكر والعرفان‬
‫االهداءات‬
‫فهرس المحتويات‬
‫أ‬ ‫مقدمة‬
‫مدخل الى االبداع التكنولوجي‬ ‫الفصل االول‬
‫‪60‬‬ ‫تمهيد‪:‬‬
‫‪60‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬ماهية االبداع التكنولوجي‬
‫‪60‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬تعريف وأصناف اإلبداع التكنولوجي‬
‫‪21‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬اهمية االبداع التكنولوجي‬
‫‪21‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬خصائص االبداع التكنولوجي‬
‫‪20‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬اساسيات االبداع التكنواوجي‬
‫‪20‬‬ ‫المطلب االول ‪ :‬دوافع وأهداف تبني المنظمة لإلبداع التكنولوجي‬
‫‪20‬‬ ‫المطلب الثاني متطلبات اإلبداع التكنولوجي‬
‫‪16‬‬ ‫المطلب الثالث ‪ :‬استراتيجيات اإلبداع التكنولوجي‬
‫‪11‬‬ ‫خالصة الفصل‪:‬‬
‫تحقيق الميزة التنافسية من خالل االبداع لتكنولوجي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫‪10‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪10‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬ماهية الميزة التنافسية‬
‫‪10‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬تعريف الميزة التنافسية‬

‫‪12‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬خصائص الميزة التنافسية‬


‫‪12‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬انواع الميزة التنافسية‬
‫‪11‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬االبداع التكنولوجي كالية لتحقيق الميزة التنافسية‬
‫‪11‬‬ ‫المطلب االول‪ :‬سياسات التحكم في اإلبداع التكنولوجي لضمان الميزة التنافسية‬
‫‪13‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬عالقة اإلبداع التكنولوجي بالميزة التنافسية المستدامة‬
‫فهرس املحتويات‬

‫‪13‬‬ ‫خالصة الفصل‬


‫دراسة حالة مؤسسة اتصاالت الجزائر باألغواط‬ ‫الفصل الثالث‬
‫‪16‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪12‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬التعريف بالمؤسسة محل الدراسة‬
‫‪12‬‬ ‫المطلب االول‪ :‬نشأة مؤسسة" إتصاالت الجزائر"‬
‫‪11‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬التعريف بمؤسسة إتصاالت الجزائر األغواط‬
‫‪11‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬الهيكل التنظيمي للمؤسسة‬
‫‪12‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬اجراءات الدراسة الميدانية‬
‫‪12‬‬ ‫المطلب االول‪ :‬أدوات الدراسة ومنهجيتها‬
‫‪36‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬تحليل االستبيان‬
‫‪06‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬النتائج العامة للدراسة‬
‫‪01‬‬ ‫الخاتمة‬
‫‪00‬‬ ‫قائمة المراجع‬
‫‪02‬‬ ‫المالحق‬
‫مقدمة‬

‫يشهد محيط المؤسسات االقتصادية بمختلف أحجامها سواء الصغيرة منها أو‬
‫المتوسطة أو الكبيرة‪ ،‬تغيرات حادة وسريعة في مختلف المجاالت االقتصادية واالجتماعية‬
‫والسياسية‪ ،‬وخاصة في المجال التكنولوجي‪ ،‬ومن أجل البقاء والتفوق في السوق‪ ،‬ومواكبة‬
‫التغيرات المتسارعة في المحيط الذي تنشط فيه‪ ،‬يتوجب على المؤسسة الصناعية‪ ،‬الحصول‬
‫على ميزة أو مزايا تنافسية‪ ،‬وذلك من خالل حصولها على مصادر‪ ،‬واتباع استراتيجيات‬
‫تساهم في تحقيق تفوقها المطلوب من أجل تقديم منتجات تلبي حاجات المستهلكين الحالية‬
‫والمستقبلية بالشكل المناسب‪ ،‬فإشباع حاجات المستهلكين أصبح من األهداف األساسية التي‬
‫تسعى المؤسسات إلى تحقيقها بهدف كسب والئهم‪،‬والتوسع في الحصة السوقية وتقوية‬
‫المركز التنافسي لها في السوق ‪.‬هذا وان األمر ال ينتهي بمجرد حصول المؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة على ميزة تنافسية‪ ،‬وانما يتوجب عليها أيضا السعي دوما وبشكل مستمر إلى‬
‫تنميتها والحفاظ عليها‪.‬‬
‫وفي ظل البيئة التنافسية الراهنة والمتغيرات االقتصادية المعقدة التي تحكمها‪ ،‬تزداد حاجة‬
‫المنظمات حاليا أكثر فأكثر لإلرتقاء بمنتجاتها واحتالل موقع تنافسي في السوق المحلية‬
‫والعالمية‪ ،‬خاصة مع توسع نطاق األسواق وتغير حدودها بدخول الشركات المتعددة‬
‫الجنسيات والعابرة للقارات من جهة‪ ،‬وظهور األسواق االفتراضية من جهة أخرى‪ ،‬والتي‬
‫أصبح وزن خطرها يعادل خطر األسواق العادية الشديدة المنافسة‪ ،‬فتضاعفت حدة المنافسة‬
‫وأخذت أشكاال متنوعة‪ ،‬تتسابق من خاللها الدول والمنظمات لكسب أكثر المزايا المتاحة‬
‫والممكنة حفاظا على مكانتها وتدعيما لمركزها التنافسي‪.‬‬
‫ولتحقيق ما تصبوا إليه‪ ،‬ركزت المنظمات جهودها القتناص فرص البيئة المحيطة بها‬
‫وتطويرها‪ ،‬بهدف خلق وعرض من تجات جديدة ذات جودة عالية‪ ،‬بفضل معارفها وخبراتها‬
‫اإلنتاجية‪ ،‬وأدركت بذلك أن تحقيق الميزة التنافسية يكون بامتالكها قواعد علمية وتكنولوجية‬
‫تمكنها من وضع الحلول للمشكالت التي تواجهها دون الحاجة المستمرة للجهات الخارجية‪،‬‬

‫أ‬
‫مقدمة‬

‫فنشاط البحث والتطوير يتخصص بتحديد نوع التكنولوجيا المطلوبة‪ ،‬وتقليل االعتماد على‬
‫التكنولوجيا المستوردة‪ ،‬وأكثر تكنولوجيا مناسبة هي التي تخدم المجتمع والمنظمة على حد‬
‫السواء‪ ،‬حيث تحقق التميز للمنتجات والخدمات المعروضة مما يدعم قدرة المنظمات على‬
‫التنافس‪.‬‬
‫وفي ظل هذه التحوالت التي يشهدها العالم االقتص ادي‪ ،‬وتداعيات اقتصاد المعرفة أصبحت‬
‫المعارف والعلوم هي المصدر األهم للميزة التنافسية‪ ،‬مما أوجب االهتمام البالغ بعامل‬
‫اإلبداع التكنولوجي باعتباره الرابط بين مستوى الموارد البشرية والمستوى المعرفي والعلمي‬
‫وهو بذلك يعكس مدى تقدم نشاطات البحث والتطوير ومسايرة التكنولوجيات والتقنيات‬
‫الحديثة للتأقلم مع تغيرات المحيط‪ ،‬دون إهمال االستعداد للتكنولوجيات الحديثة المقبلة‬
‫والمتوقعة‪.‬‬
‫ومن خالل ما سبق نطرح سؤال االشكالية‪:‬‬
‫ما دور االبداع التكنولوجي في تحسين الميزة التنافسية ؟‬
‫ومنه نطرح التساؤالت التالية‪:‬‬
‫‪ ‬ما مدى اهتمام المؤسسة باالبداع التكنولوجي؟‬
‫‪ ‬ما مدى سعي المؤسسة الى تحقيق ميزة تنافسية من خالل موظفيها؟‬
‫‪ ‬ما مدى تاثير االبداع التكنولوجي في تحقيق ميزة تنافسية في مؤسسة سونلغاز؟‬
‫‪ .2‬الفرضيات‪:‬‬
‫‪ -‬هناك اهتمام من طرف المؤسسة على التوجه نحو االبداع التكنولوجي‬
‫‪ -‬تسعى المؤسسة الى تحقيق ميزة تنافسية من خالل ما تحوزه من موظفين ذات كفاءة‬
‫‪ -‬هناك تاثير لالبداع االتكنولوجي في تحقيق ميزة تنافسية في مؤسسة سونلغاز‬

‫ب‬
‫مقدمة‬

‫‪ .3‬اهداف الدراسة‪:‬‬
‫نسعى من خالل هذه الدراسة الى تحقيق النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬التعرف على مفاهيم الدراسة‬
‫‪ -‬التعرف على مدى اهتمام المؤسسة على التوجه نحو االبداع التكنولوجي‬
‫‪ -‬التحقق من سعىي المؤسسة الى تحقيق ميزة تنافسية من خالل ما تحوزه من موظفين ذات‬
‫كفاءة‬
‫‪ -‬التحقق من العالقة على انه هناك تاثير لالبداع التكنولوجي في تحقيق ميزة تنافسية في‬
‫مؤسسة سونلغاز‬
‫‪ . 4‬أهمية الدراسة‬
‫‪ -‬تستمد الدراسة أيجيتها من خالل مكانة موضوع اإلبداع التكنولوجي في المؤسسات خاصة‬
‫في ظل البيئة التنافسية التي تنشط فيها المؤسسات من جهة‪ ،‬وفي ظل البحث الدائم‬
‫والمتواصل على تنمية ميزتها التنافسية‬
‫‪ .5‬أسباب اختيار الموضوع‪:‬‬
‫العديد من األسباب التي دفعتنا الختيار هذا الموضوع والبحث فيه منها‪:‬‬
‫أسباب ذاتية ‪:‬‬
‫‪ ‬الميل لمعالجة مواضيع ضمن التخصص‪.‬‬
‫‪ ‬االهتمام الذاتي بالطفل خاصة في مرحلة رياض األطفال‪.‬‬
‫استثمار للمستقبل‪.‬‬
‫ا‬ ‫‪ ‬اختياري لهذا الموضوع يرجع ألهميته الكبيرة فتنشئة األبناء يعد‬
‫أسباب موضوعية ‪ :‬أهمها نوردها كما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬االنتشار الكبير ٌلدور رياض األطفال واقبال األسر عليها‪.‬‬
‫المرة للعمل الذي يستلزم اهتمام أكثر برياض األطفال‪.‬‬
‫‪ ‬خروج أ‬
‫‪ ‬إنجاز مذكرة تخرج‪.‬‬

‫ت‬
‫مقدمة‬

‫‪ .0‬المنهج المستخدم في البحث‪:‬‬


‫المنهج الذي اعتمدته هذه الدراسة هو المنهج الوصفي التحليلي ألن البحوث الوصفية هي‬
‫التي تحصل على حقائق دقيقة عن الظروف القائمة أو تستنبط عالقات هامة بين الظواهر‬
‫القائمة‪ ،‬وتفسر معنى البيانات وتمدد اإلداريين بمعلومات علمية ومفيدة‪ ،‬وعليه فالبحوث‬
‫الوصفية ال تتوقف عند الظاهرة كما هي موجودة في الواقع‪.‬‬
‫بل زيادة على ذلك تسعى لتحليل وتفسير هذه المعلومات واستخالص النتائج خاصة‪ ،‬وأن‬
‫هذه الدراسة تهدف الى التعرف على دور التربوي لمربية الروضة في القيم االجتماعية لطفل‬
‫كما هو في الواقع الميداني ثم محاولة تحليل هذا الواقع وتفسيره حسب االرتباطات الموجودة‬
‫بين مختلف المتغيرات‪.‬‬
‫‪ .7‬هيكل البحث‪:‬‬
‫لإلحاطة بموضوع البحث وللتعرف على متغيراته من الناحية النظرية وكذا العالقة وكيفية‬
‫التأثير بينهما تم تقسيم البحث إلى ‪:‬‬
‫‪ -‬الفصل األول‪ :‬مدخل الى االبداع التكنولوجي‬
‫‪ -‬الفصل الثاني‪ :‬تحقيق الميزة التنافسية من خالل االبداع التكنولوجي‬
‫‪ -‬الفصل الثالث‪ :‬دراسة حالة بمؤسسة اتصاالت الجزائر ‪ -‬باألغواط‬

‫ث‬
‫مدخل الى الابداع التكنولوجي‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫تمهيد‬
‫تواجه المنظمة المعاصرة العديد من المشكالت التغيرات المتسارعة وثورة المعلومات‬
‫والتكنولوجيا‪ ،‬إذ يتطلب لحل هذه المشكالت طرائق جديدة إبداعية بعيدة عن الطرق الروتينية‬
‫واإلجراءات القديمة‪ ،‬وال يتم ذلك إال بمساعدة أشخاص مبدعين ووجود الوسائل المناسبة‬
‫إليجاد الطرق الجديدة‬

‫‪6‬‬
‫مدخل الى الابداع التكنولوجي‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬ماهية االبداع التكنولوجي‬


‫المطلب األول‪ :‬تعريف وأصناف اإلبداع التكنولوجي‬
‫أوال‪ :‬تعريف اإلبداع التكنولوجي‬
‫إن مصطلح "اإلبداع" يعد من بين أكثر المصطلحات شيوع ًا في الوقت الراهن في أدبيات‬
‫اإلدارة‪ .‬وقد اجتهد الكتاب في تقديم تعريف شامل له فمنهم من استند إلى السمات الشخصية‬
‫للمبدع ومنهم من استند إلى مراحل العملية اإلبداعية والناتج اإلبداعي لها كأساس لمفهوم‬
‫"اإلبداع"‪.‬‬
‫عادة ما يتم استعمال كلمة اإلبداع للداللة على كل شيء جديد وفريد من نوعه‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى ذلك ف إنه يشمل األفكار البارعة و النيرة و الفنون الرائعة‪ .‬وما يجب اإلشارة إليه هو أن‬
‫اإلبداع ليس هبة منحت لمجموعة قليلة مختارة من األفراد‪ ،‬فكل فرد يولد وبداخله طاقة‬
‫إبداعية هائلة ‪.‬‬
‫إذن يمكن القول إذن أن اإلبداع هو" كل األعمال التي يقوم بها األفراد والمؤسسات بطريقة‬
‫مباشرة أو غير مباشرة للحصول على نتائج إيجابية في كافة الميادين ‪".1‬‬
‫لقد أخذ اإلبداع التكنولوجي في سياسات مختلف المنظمات حاليا مكانة معتبرة وبات‬
‫بمثابة موردا تسعى إلى حسن تنظيمه وادارته‪ ،‬لما ينتج عنه من أفكار بارعة ونيرة وفنون‬
‫رائعة‪ ،‬وما يجدر اإلشارة إليه هو أن اإلبداع ليس هبة منحت لمجموعة قليلة مختارة من‬
‫األفراد‪ ،‬فكل فرد يولد وبداخله طاقة إبداعية هائلة‪ ،‬ما عليه إال حسن استغاللها وتنميتها‪.‬‬
‫ويمكن تعريف اإلبداع التكنولوجي على أنه كل جديد على اإلطالق أو كل تحسين صغير‬
‫أو كبير في المنتجات وأساليب اإلنتاج الذي يحصل بمجهود فردي أو جماعي‪ ،‬والذي يثبت‬

‫‪1‬‬
‫محمد سعيد أوكيل‪ ،‬وظائف ونشاطات المؤسسة الصناعية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ط‪ ،2222 ،22:‬ص‬
‫ص ‪.222 ،226‬‬

‫‪7‬‬
‫مدخل الى الابداع التكنولوجي‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫نجاحه من الناحية الفنية أو الناحية التكنولوجية‪ ،‬وكذلك فعاليته من الناحية االقتصادية‬


‫(تحسين اإلنتاجية وتخفيض التكاليف)‪.‬‬
‫ظهر مصطلح اإلبداع التكنولوجي في حدود سنوات الثالثينات من القرن الماضي على يد‬
‫االقتصادي النمساوي ‪ Joseph Schumpeter‬الذي استعمله لتفسير الدورات االقتصادية‬
‫ودراسة األزمات الكبرى؛ كما أصبح محال لالهتمام والدراسة في سنوات الثمانينات كونه‬
‫شكل أسلوبا للنمو ونموذجا للتطوير التكنولوجي‪.‬‬
‫ونالحظ أن عبارة اإلبداع التكنولوجي تتكون من مصطلحين‪ :‬اإلبداع والتكنولوجيا‪ ،‬حيث‬
‫عادة ما يستعمل مصطلح اإلبداع للداللة على الحداثة ويدور موضوعه حول المنفعة‪ ،‬أي‬
‫أنه يمثل كل األعمال التي يقوم بها األفراد والمنظمات بطريقة مباشرة أو غير مباشرة‬
‫للحصول على نتائج إيجابية في كافة الميادين‪.‬‬
‫غير أنه عادة ما تتداخل مصطلحات االبتكار‪ ،‬االختراع واإلبداع‪ ،‬فاالبتكار هو ترجمة لكلمة‬
‫‪ innovation‬والذي قد يترجمه البعض بالتجديد‪ ،‬مع التأكيد على أن التجديد يعني تجديد‬
‫المنتج الحالي‪.‬‬
‫وغالبا ما يستخدم االختراع واالبتكار في أدبيات االبتكار كمترادفين بوصفهما التوصل إلى‬
‫فكرة جديدة و من ثم إلى منتج جديد عادة ما يرتبط بالتكنولوجيا ‪.2‬‬
‫كما قدم ‪ F.M. Scherer‬تميي از اقتصاديا بين االختراع واالبتكار بنفس االتجاه مشي ار إلى‬
‫أن االختراع يعتمد على التأثيرات الفنية في توليد الفكرة الجديدة‪ ،‬حيث أن الموارد الملموسة‬
‫والمواد تكون أقل أهمية في ضمان تحقيقه وتكامله‪ ،‬أما االبتكار فإنه يحقق التأثيرات‬
‫االقتصادية و تكون هذه الموارد الملموسة أكثر أهمية في نقل الفكرة إلى المنتج الجديد‪.‬‬

‫‪2 – Larid‬‬ ‫‪W.Mealiea and Gary P.Latham : Skills for Managerial Success, Irwin, Chicago, P‬‬
‫‪452.‬‬
‫‪8‬‬
‫مدخل الى الابداع التكنولوجي‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫يمثل إذن االختراع بفكرة جديدة‪ ،‬أما اإلبداع التكنولوجي فهو االختراع الذي يعود بالنفع ‪ ،‬أي‬
‫هو خطوة أكثر من االختراع؛ فقد تبتكر ولكن تبقى هذه الفكرة دفينة وال يستفيد منها أحد‪،‬‬
‫ولكن بعد أن تطوره إلى ما يستفيد منه اآلخرون فأنت بذلك أصبحت مبدعاً‪.‬‬
‫أما التكنولوجيا فتتعلق بالمنتجات وأساليب اإلنتاج‪ ،‬حيث يشير مفهومها إلى جملة المعارف‬
‫والخبرات والممارسات التقنية والعالقات المتبادلة بين األنظمة الفرعية للعمل‪ ،‬فتطبيقها يساهم‬
‫في إشباع الحاجات اإلقتصادية واإلجتماعية‪ ،‬الحقيقية والمتوقعة‪.‬‬
‫وعليه يمكن تعريف اإلبداع التكنولوجي على أنه كل ما تم استحداثه من منتجات أو طرق‬
‫وأساليب اإلنتاج‪ ،‬وتكون هذه األخيرة ذات منفعة لما أنتجت من أجله‪ ،‬ناهيك عن شرط‬
‫قابليته في السوق (البعد التجاري) ليتحقق مفهوم اإلبداع‪ ،‬الذي يعد نشاطا حيويا لبقاء‬
‫المنظمة‪ ،‬يقوم على تعبئة الذكاء المتوفر لدى هذه األخيرة أو في محيطها وهو مفهوم يمتد‬
‫إلى مجموع نشاطات المنظمة مثل‪ :‬مناهج البيع والتسويق‪ ،‬الصيغ الجديدة للتمويل‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫إستراتيجية التنظيم والتسيير‪...‬الخ‪.‬‬
‫كما يعرف بأنه إيجاد تطوير جديد أو تعديل على مادة أو عملية إنتاجية أو خدمية للحصول‬
‫على عائد اقتصادي‪ ،‬ويتضح لنا أن اإلبداع التكنولوجي عبارة عن تطوير وتعديل مستمر‬
‫وتحسين لمخرجات االختراع واالكتشافات بهدف الوصول إلى أداء أحسن سواء كان في‬
‫العمليات أو المنتج‪.‬‬
‫‪-‬يعرف محمد قريشي اإلبداع التكنولوجي على أنه" كل جديد أو كل تحسين صغير أو كبير‬
‫في المنتجات وأساليب اإلنتاج الذي يحصل بمجهود فردي أو جماعي والذي يثبت نجاحه‬
‫من الناحية الفنية أو التكنولوجية وكذلك فعاليته من الناحية االقتصادية( تحسين اإلنتاجية‬
‫وتخفيض التكاليف‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫العتبي محمد زويد‪ ،‬الطريق إلى اإلبداع والتميز اإلداري‪ ،‬ط‪ ، 2‬دار الفجر للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ .1660 ،‬ص ‪.220‬‬

‫‪9‬‬
‫مدخل الى الابداع التكنولوجي‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫نالحظ أن هذه التعاريف تتفق على أن اإلبداع التكنولوجي يتعلق بشقين متكاملين‪ :‬إبداع‬
‫المنتج وابداع الطريقة‪ ،‬أما إبداع المنتج فيظهر في صورة منتجات (سلع أو خدمات) جديدة‬
‫أو محسنة على مستوى الخصائص األساسية‪ ،‬التقنية‪ ،‬االستعماالت المحتملة‪ ،‬تسهيل‬
‫االستخدام ومكونات أخرى غير مادية‪ ،‬وال يأخذ بعين االعتبار التحسينات الجمالية للمنتج‪.‬‬
‫وأما إبداع الطريقة فهو استحداث طريقة إنتاج جديدة أو تحسين طريقة قائمة‪ ،‬يجب أن‬
‫تكون نتائج الطريقة مهمة بالنسبة لمستوى اإلنتاج‪ ،‬الجودة‪ ،‬وتكلفة التصنيع وال يأخذ بعين‬
‫االعتبار التحسينات التي تتم على مستوى التنظيم وتسيير المؤسسة ‪.1‬‬
‫ثانيا‪ :‬أصناف اإلبداع التكنولوجي‪:‬‬
‫هناك عدة معايير يصنف بها اإلبداع التكنولوجي وفي كل معيار يأخذ عدة أنواع‪:‬‬
‫أ) اإلبداع التكنولوجي للمنتوج‪ :‬ويقصد به "إحداث تغيير في مواصفاته أو خصائصه لكي‬
‫تلبي بعض الرغبات وتشبع بعض الحاجيات بطريقة أحسن"‪.‬‬
‫ب) اإلبداع في طرق أو أساليب اإلنتاج‪ :‬وهو إجراء تغيير جديد في طرق اإلنتاج بحيث‬
‫يؤدي هذا التغيير إلى تحسين وتبسيط عملية اإلنتاج كما يؤدي إلى تخفيض في تكاليف‬
‫اإلنتاج‪ ،‬إذن فهو يؤدي إلى "تحسين أداء األسلوب الفني لإلنتاج من ناحيتين التقنية‬
‫واالقتصادية في آن واحد مما ينجر عنه نتائج إيجابية في المردودية (كمية وسرعة وجودة‬
‫المخرجات‪ ،‬كذلك انخفاض التكلفة بالنسبة للمنتجات"‪.‬‬
‫‪ -‬حسب درجة اإلبداع التكنولوجي‪ :‬فحسب هذا المعيار هناك نوعان من اإلبداع‬
‫التكنولوجي‪:‬‬
‫أ ‪ -‬اإلبداع التكنولوجي الطفيف (الصغير)‪ :‬وهو إحداث تغييرات أو تحديثات طفيفة على‬
‫المنتجات أو أساليب اإلنت اج‪ ،‬فقد تمس‪ ،‬تغيير شكل المنتوج‪ ،‬أو بعض المواد التي تدخل في‬

‫‪1‬‬
‫فريد راغب النجار‪ :‬إدارة اإلنتاج والعمليات والتكنولوجيا‪ ،‬مكتبة اإلشعاع للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪ ،2221 ،‬ص‬
‫‪.260‬‬

‫‪10‬‬
‫مدخل الى الابداع التكنولوجي‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫تركيبته أو بعض المواد التي تدخل في تركيبته وذلك بشكل جزئي‪ .‬ويعتبر هذا النوع من‬
‫اإلبداع كثير االنتشار كون أنه مهم وذو فائدة كبيرة على المؤسسة‪ ،‬وهذا راجع إلى أنه‬
‫مصدر لربحيتها باإلضافة إلى أنه يعتمد على متطلبات ومجهودات بسيطة وغير مكلفة‬
‫كثيرا‪.‬‬
‫ب) اإلبداع التكنولوجي الجذري (الجوهري) ‪ :‬وهذه اإلبداعات تكون جديدة على المؤسسة‬
‫والسوق والعمالء‪ ،‬وتطرح ألول مرة في السوق‪ ،‬وتكون نتيجة اختراعات أو اكتشافات علمية‬
‫ضخمة تؤدي إلى تطوير وتغيير جوهري في التكنولوجيا (سواء في المنتجات أو أساليب‬
‫اإلنتاج)‪ .‬كما يحدث هذا النوع من التكنولوجيا انقالبا في األسواق أو يغير جذريا شروط‬
‫المنافسة بين المؤسسات‪ ،‬وهذا النوع من اإلبداعات يتميز بالندرة‪.‬‬
‫‪-‬حسب األهداف المراد تحقيقها من طرف المؤسسة المبدعة ويوجد مايلي‪:‬‬
‫أن اإلبداع التكنولوجي الذي يهدف إلى تحسين كفاءة المنتجات الحالية‪ ،‬بغرض تجديد دورة‬
‫حياتها‪ .‬وهذه اإلبداعات هي نتاج جهود التطوير‪ ،‬وهي األكثر شيوعا‪.1‬‬
‫ب) اإلبداع التكنولوجي الذي يهدف إلى ترقية أفكار جديدة من خالل منتجات جديدة خاصة‬
‫بالمؤسسة‪ ،‬حيث يكون المنتوج منتشر سابقا في قطاع المؤسسة‪ ،‬ولهذا تسعى المؤسسة‬
‫جاهدة للوصول إليه عن طريق التراخيص أو حيازة المؤسسات أو في إطار التعاون‪.‬‬
‫ج) اإلبداع التكنولوجي الذي يهدف إلى إدخال أفكار جديدة لمنتجات جديدة بالنسبة للمؤسسة‬
‫والسوق‪ ،‬ويأتي هذا في إطار جهود البحث المتواصل الحتالل الريادة في اإلبداعات‬
‫واالختراعات‪.‬‬
‫د) اإلبداع التكنولوجي الموجه لالقتصاد في عوامل اإلنتاج وحل المشاكل الصناعية وتحسين‬
‫ظروف العمل‪" .‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد قريشي‪ ،‬اإلبداع التكنولوجي كمدخل لتعزيز تنافسية المؤسسات الوطنية‪ ،‬مجلة البحوث والدراسات‪ ،‬عدد‪ ، 6‬كلية‬
‫العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،2008 ،‬ص ‪..210‬‬

‫‪11‬‬
‫مدخل الى الابداع التكنولوجي‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫‪ 1.1‬حسب نموذج تسيير اإلبداع التكنولوجي‪ :‬ويوجد حسب هذا المعيار مايلي‪:‬‬
‫أ) إبداعات مبرمجة‪ :‬ولكي تتم هذه اإلبداعات يجب على المؤسسة أو الجهة المبدعة أن‬
‫تخطط وتبرمج وتحدد الميزانية الخاصة به‪ ،‬واتخاذ القرار فيما إذا كان اإلبداع سيتم تطويره‬
‫داخليا أو خارجيا‪ ،‬وتكون هذه اإلبداعات منظمة مما يجعل المؤسسة في اتصال دائم مع‬
‫مراكز البحث والجامعات وهذا من أجل إحداث تغييرات وتطويرات متتالية ‪.1‬‬
‫ب) إبداعات غير مبرمجة‪ :‬وتحدث هذه اإلبداعات بدون ما هو مبرمج لها أي تكون عفوية‬
‫وتلقائية‪ ،‬وذلك جراء المباد رة التي تأتي من األفراد في ساعات الراحات أو خارج النشاط‪ ،‬لكن‬
‫باالعتماد على إمكانيات المؤسسة‪.‬‬
‫‪-‬حسب إستراتيجية المؤسسة‪ :‬ويوجد نوعين‪:‬‬
‫إبداعات دفاعية ويكون هذا اإلبداع بسبب وجود تمديدات المنافسة وتقلبات المحيط‬
‫الشديدين‪ ،‬حيث تعمل المؤسسة على تطبيقه من أجل محام ة هذه المخاطر‪ ،‬كما تكون قادرة‬
‫على التكيف مع التغيرات الغير متوقعة للمنافسة‪.‬‬
‫إبداعات هجومية والتي تهدف من خاللها المؤسسة إلى أن تكون السباقة في مجال المنافسة‬
‫واكتساب مكانة مرموقة والريادة في السوق‪ ،‬لكن هذا النوع من اإلبداع تكون فيه درجة‬
‫المخاطرة عالية جدا‪ ،‬ويتطلب يقظة تكنولوجية عالية‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أهمية االبداع التكنولوجي‬
‫إن أفضل المؤسسات هي تلك التي تمتلك القدرة على اإلبداع وفقا لألسس السائدة في البيئة‬
‫التي تعمل فيها‪ ،‬كما أن إبداعية المؤسسة أصبحت اليوم واحدة من المعايير المتعددة التي‬
‫تعتمد عليها لقياس وتقييم آداء المؤسسات السيما الصناعية منها لذا يوضح ‪Galand et‬‬
‫‪ 1662 Passey‬أن اإلبداع التكنولوجي يعد من العوامل المهمة والرئيسية لضمان النجاح‬
‫الطويل األمد لجميع الشركات‪ .‬لذا سنبرز أهمية اإلبداع التكنولوجي في النقاط التالية‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد قريشي‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.212‬‬
‫‪12‬‬
‫مدخل الى الابداع التكنولوجي‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫‪ -‬تحسين الخدمات الموجهة للمستهلكين من خالل تقديم منتجات جديدة ذات جودة عالية‬
‫وبأسعار تنافسية‪.‬‬
‫‪-‬تنمية رأسمال البشري من خالل تأهيله وتدريبه على المعارف التكنولوجية والقيام بعمليات‬
‫البحث والتطوير؛‬
‫‪-‬تحسين أداء الشركات إما بزيادة الطلب على منتجاتها أو تخفيض تكاليفها‪ ،‬حيث أن‬
‫اإلبداع التكنولوجي للمنتج أو عملية اإلنتاج يمكن أن يضع المؤسسة المبدعة في موقع‬
‫متميز في السوق التي تتميز بميزة التكلفة على منافسيها‪ ،‬حيث تكون قادرة على الحصول‬
‫على هامش ربح أفضل عن السعر الموجود في السوق؛‬
‫‪ -‬يسمح اإلبداع التكنولوجي للمؤسسة من استهداف أسواق جديدة من خالل إطالق‬
‫منتجات جديدة هذا من أجل كسب حصص إضافية في هذه األسواق وزيادة أرباحها‪ ،‬كذلك‬
‫‪1‬‬
‫يزيد من قدرة المؤسسة على المنافسة في هذه األسواق‪.‬‬
‫‪-‬تحسين صورة المؤسسة سواء في الداخل أو في الخارج من خالل تنوع وجودة منتوجاتها‬
‫واألساليب المستعملة في ذلك‪ ،‬مما يضمن لها النجاح على المدى المتوسط والبعيد ( تبقى‬
‫رائدة في السوق)‪.‬‬
‫يمكن إبراز أهمية اإلبداع التكنولوجي فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تحسين خدمة المستهلكين وذلك من خالل المرونة والتكييف لحاجات المستهلكين؛‬
‫‪ -‬زيادة قدرة المنظمة على المنافسة عن طريق سرعة تقديمها للمنتجات الجديدة وتغير‬
‫العملية اإلنتاجية؛‬

‫‪1‬‬
‫فردوس محمود عباس‪ ،‬أثر اعتماد اإلبداع التقني في تحسين جودة المنتوج لتحقيق الميزة التنافسية (دراسة حالة تطبيقية‬
‫في الشركة العامة لصناعة الزيوت النباتية)‪ ،‬مجلة كلية التربية‪ ،‬الجامعة المستنصرية العراق المجلد ‪ ،62‬العدد ‪،61‬‬
‫‪ ،1626‬ص ‪.133‬‬

‫‪13‬‬
‫مدخل الى الابداع التكنولوجي‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫‪ -‬تحسين إنتاجية المؤسسة وذلك بتحقيق الكفاءة والفاعلية في األداء وانجاز األهداف من‬
‫خالل االقتصاد في الموارد والطاقة؛ مما يساهم في زيادة المبيعات واألرباح ؛‬
‫وهناك من يضيف عناصر أخرى نوجزها فيما يلي ‪:‬‬

‫‪ -‬خلق المناخ المالئم الذي يمكن المؤسسة من القدرة على تقديم وتطوير منتجات وعمليات‬
‫جديدة إلشباع حاجات ورغبات الزبائن في السوق؛‬
‫‪ -‬تحقيق أهداف إستراتيجية المؤسسة في التميز والبقاء والنمو ؛‬
‫‪ -‬تعزيز وتنشيط أداء المؤسسة بشكل عام‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬خصائص االبداع التكنولوجي‪:‬‬


‫إن لإلبداع التكنولوجي مجموعة من السمات التي تميزه‪ ،‬من خالل النقاط التالية‪:‬‬
‫عملية‬ ‫‪ -‬إن اإلبداع التكنولوجي مرتبط باإلنتاج وكذلك باألساليب والطرق التي تتم بها‬
‫اإلنتاج ‪.‬‬
‫‪ -‬إن اإلبداع التكنولوجي يمكن أن يتحقق سواء بمجهود فردي ذلك من خالل المبادرات‬
‫الشخصية الفعالة‪،‬كما يمكن أن يحصل نتيجة جهد وعمل جماعي‪ ،‬ذلك من خالل عمل‬
‫منظم يشارك فيه كل األفراد المتخصصين في مجال البحث والتطوير وفي المجال اإلداري‬
‫والمجال اإلنتاجي والتقني ‪.1‬‬
‫‪ -‬إن اإلبداع التكنولوجي موجه إلى االقتصاد في عوامل اإلنتاج‪ ،‬يهدف إلى التحكم والتقليل‬
‫في تكاليف اإلنتاج ويعمل على رفع وتحسين األداء لألساليب اإلنتاجية وذلك من الناحيتين‬
‫التقنية واالقتصادية‪ ،‬مما يترتب عليه التحسين في المردودية وكمية المخرجات وتخفيض‬
‫تكلفة إنتاج الوحدة الواحدة المنتجة‪ ،‬فاإلبداع التكنولوجي أساسا تكمن فيه ميزة المنافسة‬
‫باألسعار‪ ،‬هذا ما يضمن تعزيز القدرة التنافسية للمؤسسة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الياس غقال وآخرون‪ ،‬أه مية اإلبداع التكنولوجي كمصدر للميزة التنافسية في المؤسسات الصناعية‪ ،‬مجلة العلوم اإلدارية‬
‫والمالية‪ ،‬المجلد ‪ ،2‬العدد ‪ ،2‬امعة الشهيد حمه لخضر الوادي‪ ،‬الجزائر‪ ، 1620 ،‬ص ‪.162‬‬

‫‪14‬‬
‫مدخل الى الابداع التكنولوجي‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫‪ -‬اإلبداع التكنولوجي هو إحداث تجديد وتغيير إلى األحسن والى األفضل‪ ،‬مستوى أو درجة‬
‫هذا التغيير قد يكون طفيفا وقد يكون جذريا‪.1‬‬
‫‪ -‬إن اإلبداع التكنولوجي هو حصيلة تطبيق معارف تكنولوجية معترف بها‪ ،‬يعني هذا أن‬
‫كل جديد يقوم على معلومات غير دقيقة يؤدي إلى نتائج غير فعالة رغم جاذبيتها من حيث‬
‫الجمال وغير ذلك ال يمكن اعتبارها إبداعا تكنولوجيا‪.‬‬
‫‪ -‬إن اإلبداع التكنولوجي بدون انتشاره في األسواق يكون محدود الفعالية والكفاءة حسب‬
‫النظرة الشمبيترية فإن اإلبداع التكنولوجي هو عامل أساسي في المنافسة‪ ،‬بالتالي في‬
‫دينامكية السوق الحرة وحتى تتحقق التنمية االقتصادية الشاملة البد أن يكون له آثار أوسع‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد سعيد اوكيل‪ ،‬اقتصاد وتسيير اإلبداع التكنولوجي‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ، 1666 ،‬ص ‪11‬‬

‫‪15‬‬
‫مدخل الى الابداع التكنولوجي‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬اساسيات االبداع التكنواوجي‬


‫المطلب االول ‪ :‬دوافع وأهداف تبني المنظمة لإلبداع التكنولوجي‬
‫إن تعظيم الربحية وتدعيم الفرص من أجل زيادة حجم الحصة السوقية‪ ،‬يعد من بين أهم‬
‫الدوافع التي تؤدي بالمنظمة إلى تبني تكنولوجيا حديثة‪ ،‬ناهيك عن وجود جملة أخرى من‬
‫الدوافع التي تجعل من المنظمة تتبنى اإلبداعات والتغيرات التكنولوجية المستثمرة مثل‪:‬‬
‫‪ .2‬االستثمار في اإلبداعات التكنولوجية المتعلقة بأساليب اإلنتاج يمكنه أن يساهم في‬
‫تطوير وخلق منتجات جديدة ذات جودة عالية‪ ،‬لتلبية حاجات ورغبات الزبائن الدائمين‬
‫والمحتملين فتتمكن المنظمة من الحفاظ على مركزها في السوق وتعزز بذلك من قدرتها‬
‫التنافسية‪.‬‬
‫‪ .1‬الرغبة في تفادي التطورات المعاكسة التي تحدث في أسواق مدخالت الموارد التي‬
‫تستغلها المنظمة‪ ،‬فمن أسباب التوجه نحو اآللية ارتفاع تكلفة العمل البشري وتصاعد أسعار‬
‫‪1‬‬
‫المواد األولية‪.‬‬
‫‪ .1‬ال يمكن ألي منظمة أن تعيش بمعزل عن محيطها وبيئتها الخارجية في المدى الطويل‪،‬‬
‫خاصة مع تزايد سرعة التغيرات واإلبداعات التكنولوجية بشكل مستمر‪ ،‬فالمنظمة التي‬
‫تت جاهل التكيف مع تطورات اإلبداع التكنولوجي (نظام مغلق) مهددة بتدهور مركزها في‬
‫السوق وتراجع وضعها التنافسي‪ ،‬في حين تتمتع المنظمة المتجددة المواكبة والمشجعة‬
‫للتطورات واإلبداعات التكنولوجية بالمزايا التنافسية التي تمكنها من الحفاظ على حصتها‬
‫ومكانتها في السوق‪ ،‬س واء بفضل ميزة التكلفة األقل أو تقديم سلع مميزة‪.‬‬
‫يفترض دائما أن كل إبداع تكنولوجي البد أن يسفر بطريقة تلقائية عن تأثير مرغوب فيه‬
‫(عائد اقتصادي) سواء من وجهة نظر المبدع أو من وجهة نظر متبني اإلبداع أو المجتمع‬
‫ككل‪ ،‬وهذا الخط الفكري يقوم على الروابط اآلتية‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫الياس غقال وآخرون‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.123‬‬

‫‪16‬‬
‫مدخل الى الابداع التكنولوجي‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫تسفر التأثيرات المادية لجميع اإلبداعات إما عن خلق منتجات جديدة األمر الذي يعني‬
‫مزيدا من األرباح‪ ،‬وكفاءات أعلى في اإلنتاج‪ ،‬أو عمليات إنتاجية جديدة األمر الذي يؤدي‬
‫إلى ارتفاع اإلنتاجية‪ ،‬وارتفاع اإلنتاجية يعني االنخفاض في تكلفة الوحدة من الناتج‪ ،‬ويؤدي‬
‫هذا اال نخفاض إلى ارتفاع األرباح ونمو المنظمة‪ ،‬األمر الذي يشكل الدوافع الرئيسية من‬
‫أجل جهود أخرى إلنتاج المزيد من اإلبداعات ‪..1‬‬
‫في حين أن االرتفاع في اإلنتاجية يسفر عن زيادة الناتج الكلي بنفس القدر من الموارد‪،‬‬
‫األمر الذي يعني الحفاظ على الموارد في المجتمع‪ ،‬وبالتالي فالمزيد من اإلبداعات‬
‫التكنولوجية واالنتشار السريع لها يعتبر أهداف اجتماعية مرغوب فيها‪ ،‬مما يدل عن وجود‬
‫تطابق بين أهداف المنظمة وأهداف المجتمع ككل‪ ،‬وطالما أن النتائج من اإلبداعات‬
‫التكنولوجية قد تحققت بالكامل يصبح هناك تطابق بين األهداف المرجوة والنتائج الفعلية‪.‬‬
‫وتتفق معظم المؤسسات على هذه األهداف النهائية التي تسعى لتحقيقها من أجل تحسين‬
‫األداء االقتصادي لها في شكل زيادة اإليرادات أو تخفيض في التكاليف‪ ،‬ومنه خدمة‬
‫المجتمع من جهة وتعزيز مركزها وقدرتها التنافسية في السوق من جهة أخرى‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬متطلبات اإلبداع التكنولوجي‬
‫يعد اإلبداع التكنولوجي عملية بحاجة إلى أرضية خصبة من أجل تطبيق مبادئه‪ ،‬ومن‬
‫العوامل التي تساهم في تهيئة الوسط اإلبداعي نذكر منها‪:‬‬
‫أوال‪ :‬األفراد المبدعين‪ :‬يتوقف نجاح اإلبداع التكنولوجي على مدى فعالية وكفاءة الفرد‬
‫العامل‪ ،‬إذ يعد محور العملية اإلبداعية‪ ،‬بحيث يكون قادر على طرح األفكار اإلبداعية‬
‫ومواصلة الجهد‪ ،‬من اجل حل مشكالت المؤسسة الداخلية وعالقتها بالبيئة التي تعمل بها‪،‬‬
‫وخير مثال يضرب على أن العنصر البشري مورد مهم بالنسبة لعملية اإلبداع ما توصلت‬

‫‪1‬‬
‫فريد راغب النجار‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.262‬‬

‫‪17‬‬
‫مدخل الى الابداع التكنولوجي‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫إليه دول شرق وجنوب شرق آسيا رغم افتقارها للموارد الطبيعية‪ ،‬لكن لم يكن هذا عائقا‬
‫أمامها من أجل تطبيق مبادئ اإلبداع‪ .‬وهذا راجع إلى الفرد العامل وما يحمل من قيم‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬ثقافة المؤسسة‪:‬‬
‫لقد أشارت العديد من الدراسات على األهمية التي حازتها الثقافة التنظيمية على اإلبداع‬
‫داخل المؤسسة‪ ،‬حيث تمثل ثقافة المؤسسة اإلطار العام لتصرفات وسلوكيات أعضاء‬
‫المؤسسة بما يؤثر على أدائها وخلق اإلبداع فيها وتركز الثقافة اإلبداعية على احتياجات‬
‫العاملين وعلى العالقات اإلنسانية في المؤسسة والنظر إليهم كأسرة واحدة‪ ،‬بحيث يشعر الفرد‬
‫العامل داخل الجماعة بأنه جزء ال يتج أز من الكل وأن الكل جزء ال يتج أز منه‪ ،‬وفي دراسة‬
‫مسحية قامت بها مؤسسة )‪ (Bain &company‬حول أدوات واتجاهات اإلدارة لعام ‪1662‬‬
‫والتي شارك فيها ‪ 2211‬من المديرين التنفيذيين لكبرى وأهم المؤسسات عبر العالم‪ ،‬كشفت‬
‫أن الثقافة التي جاءت بالمرتبة األولى من حيث األهمية وأكد عليها ‪ 36‬بالمائة من‬
‫المشاركين في الدراسة المسحية كانت هي األداة األكثر أهمية في نجاح استراتيجيات‬
‫األعمال ‪.1‬‬
‫ثالثا‪ :‬إستراتيجية المؤسسة‬
‫تعتبر إستراتيجية المؤسسة من المتطلبات األساسية لإلبداع التكنولوجي‪ ،‬وذلك بجعل اإلبداع‬
‫المرتكز األساسي في بناء اإلستراتيجية‪ ،‬وبالتالي يصبح اإلبداع بعدا إستراتيجيا هاما‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫طارق عبد الفتاح الجحري دور اإلدارة العليا في تحقيق اإلبداع المؤسسي في المنظمات األهلية في جنوب الضفة‬
‫الغربية من وجهة نظر المديرين‪ ،‬رسالة ماجيستر‪ ،‬معهد التنمية المستدامة‪ ،‬جامعة القدس‪ ،‬فلسطين‪ ،1663 ،‬ص ‪.13‬‬

‫‪18‬‬
‫مدخل الى الابداع التكنولوجي‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫رابعا‪ :‬القيادة‪:‬‬
‫يعتمد نجاح تطوير الخدمات والمنتجات الجديدة على دور القيادة في تهيئة المناخ الذي‬
‫يسمح ببزوغ األفكار الجديدة‪ .‬ومن السمات التي تساهم في ذلك ما يلي ‪:1‬‬
‫‪ ‬القدرة على تحديد اتجاه عمل يجلب اآلخرين بدال من االكتفاء بوضع خطة عامة‬
‫للمؤسسة‪ ،‬وبشكل عملي‪ ،‬يتطلب ذلك غالبا أن تكون غامضا بعض الشيئ؛‬
‫‪ ‬تأييد األفكار من خالل استخالصها والعمل على ترويجها في كل أرجاء المؤسسة حتى‬
‫يتسنى جمع الموارد وتحضى بالقبول؛‬
‫‪ ‬ضرب مثال حي على المبدأ الذي ينص على أن الفشل يعد فرصة للتعلم ويشجع على‬
‫قبول المجازفة؛‬
‫‪ ‬تكوين فرق عمل تتمتع بمستوى عال من الثقة‪ ،‬ويشمل ذلك القدرة على تقبل االختالفات‬
‫في الرأي واالستفادة منها؛‬
‫‪ ‬توفير مساحة من الحرية لإلنتاج من خالل توفير التشجيع والموارد الفكرية والمادية ألجل‬
‫االستعانة بها في المشروعات التجارية؛‬
‫‪ ‬إتاحة الفرصة لآلخرين حتى يستشفوا المعاني المغمورة في بيئاتهم؛‬
‫‪ ‬أساليب القيادة المتنوعة التي تعتمد على التنوع في األدوار واالنتقال مابين لعب دور‬
‫المدرب أو المستشار أو صاحب الفكرة المختلفة‪ ،‬مع القدرة على االنتقال بسرعة من دور‬
‫آلخر؛‬
‫خامسا‪ :‬إدارة المعرفة ‪:‬‬
‫إن الحصول على المعلومات من مختلف مصادرها وتنظيمها وتحليلها حتى تصبح معرفة‬
‫قابلة للتطبيق لمتطلب أساسي لعملية اإلبداع‪ ،‬ألن جوهر اإلبداع يأتي على شكل تطبيق‬
‫المعرفة داخل المؤسسة من أجل تطوير سلع وخدمات وطرحها في السوق بشكل ناجح‪ ،‬إن‬

‫‪1‬‬
‫طارق عبد الفتاح الجحري ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪19‬‬
‫مدخل الى الابداع التكنولوجي‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫تطبيق المعرفة داخل المؤسسة هو األساس الذي ترتكز عليه كافة أنواع اإلبداع دون‬
‫استثناء‪ ،‬ألنه بدون وجود معرفة وتطبيقها وتوظيفها أهداف وغايات المؤسسة ال يحدث‬
‫إبداعا‪ ،‬وبالتالي ال يتم تطوير منتجات جديدة أو أي شيئ‬
‫بشكل يخدم آخر تسعى المؤسسة لتطويره بغض النظر عن طبيعته‪ ،‬ومهما سعت المؤسسة‬
‫إلى القيام بعملية اإلبداع وفي أي مجال من مجاالت عملها فإن األساس لعملية اإلبداع‬
‫وتطوير منتجات جديدة هو تطبيق المعرفة الموجودة والمتراكمة داخل المؤسسة من مختلف‬
‫وظائفها وأفرادها وأقسامها وتوظيفها بذلك الشكل الذي يسمح بحدوث اإلبداع‪ ،‬وبالتالي‬
‫تطوير منتجات جديدة بما يحقق أهداف المؤسسة‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬إستراتيجيات اإلبداع التكنولوجي‬
‫تعمل المؤسسات على مواجهة التحديات والتغيرات الخارجية لتحقيق الريادة وذلك بإنتاج‬
‫منتجات جديدة أو تطوير الموجودة منها‪ ،‬لذلك سنتطرق في هذا المطلب إلى إستراتيجيات‬
‫‪1‬‬
‫اعتماد اإلبداع التكنولوجي‪.‬‬
‫أوال‪ :‬إستراتيجيات اعتماد اإلبداع التكنولوجي‪:‬‬
‫تختلف طريقة اللجوء إلى اإلبداعات من مؤسسة إلى أخرى على أساسا مجموعة من العوامل‬
‫إمكانيات بشرية ومالية إضافة إلى األخطار التي يمكن أن تنجم من االعتماد على إحدى‬
‫هذه الطرق من تكاليف مرتفعة‪ ،‬أو طول مدة الوصول إلى تحقيق اإلبداع‪ .‬وتمثل في أربع‬
‫‪2‬‬
‫طرق وهي‪:‬‬
‫‪ -‬التطوير من الداخل تطوير اإلبداع من داخل المؤسسة‪ ،‬خاصة عن طريق وظيفة البحث‬
‫والتطوير‪ ،‬في الطريقة الكالسيكية ل العتماد على اإلبداع التكنولوجي الطريقة التي توفر وتمد‬
‫المؤسسة باالستقاللية في حالة نجاح اإلبداع‪ ،‬لكنها كذلك األكثر خطورة نظ ار ألنها طويلة‬

‫‪1‬‬
‫عبد الفتاح محمود أحمد تنمية مهارات التفكير االبتكاري واإلبداعي للمدراء المجموعة العربية للتدريب والنشر‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫مصر‪ ،1621 ،‬ص‪.11‬‬

‫‪20‬‬
‫مدخل الى الابداع التكنولوجي‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫المدى وتكلفتها عالية‪ ،‬وكذلك أخطار التقليد الذي تتعرض له الفكرة اإلبداعية من طرف‬
‫المؤسسات المنافسة‪ ،‬ويتطلب نجاح هذه الطريقة في المؤسسات توفر بعض الشروط‬
‫األساسية منها‪:‬‬
‫‪ -‬اقتراحات وابتكارات صادرة من مدير مبدع قادر على استغالل األفكار الجديدة والمعارف‬
‫العلمية وجعلها متكيفة مع المؤسسة؛‬
‫‪ -‬تعاون وتنسيق داخلي‪ :‬باإلضافة إلى توفر أرضية محفزة ومشجعة لإلبداع والتجديد ؛‬
‫‪ -‬عقود التعاون‪ :‬تعتبر التحالفات والشراكة من أهم أشكال عقود التعاون والوصول إلى‬
‫اإلبداعات في المؤسسات هذه األهمية نابعة من التكلفة المرتفعة للبحث والتطوير خاصة‪،‬‬
‫ومن األخطار الناجمة عن اإلبداعات والتي أصبحت كعائق في كثير من الميادين خاصة‬
‫الصناعية منها (اإلعالم اآللي‪ ،‬صناعة الطائرات)‪ ،‬زيادة إلى البحث عن الحجم للتجاوب‬
‫مع عولمة األسواق‪ .‬وتتلخص اإليجابيات الناتجة من اتفاقيات التعاون في‪:‬‬
‫‪ -‬تخفيض التكاليف المرتبطة بالبحث اإلبداعي؛‬
‫‪ -‬تخفيض مدة دوران اإلبداعات؛‬
‫‪ -‬رفع إنتاجية اإلبداعات الداخلية في المؤسسة؛‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬بعث نشاطات إبداعية جديدة لم تتمكن المؤسسة لوحدها من تحقيقها؛‬
‫‪ - 3‬النمو الخارجي‪ :‬اعتماد اإلبداع عن طريق النمو الخارجي يمثل تملك مؤسسة ألخرى‬
‫بطريقة جزئية وذلك بحيازة حصة من رأس مالها المخصص لإلبداع واالستفادة من النتائج‬
‫المحصل عليها‪ ،‬أو تملك كلي بشراء المؤسسة ك املة‪ .‬النمو الخارجي بواسطة التملك أو‬
‫المشاركة في رأسمال اإلبداع هو التقارب األكثر سرعة‪ ،‬لكنها مكلفة خاصة إذا كانت‬
‫المؤسسة المبدعة تقوم بالبحث اإلبداعي برأسمال كبير‬

‫‪1‬‬
‫مصطفى يوسف كافي اقتصاد المعرفة وانعكاساته في تحقيق التنافسية للبنوك‪ ،‬ألفا للوثائق‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪،1620 ،‬‬
‫ص ‪216‬‬

‫‪21‬‬
‫مدخل الى الابداع التكنولوجي‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫‪ - 4‬اقتناء الرخص‪ :‬يتمثل هذا النوع من إستراتيجيات اعتماد اإلبداع في اقتناء رخصة‬
‫من مؤسسة مبدعة أو فرد مبدع‪ ،‬وبذلك فهي طريقة سريعة وأقل تكلفة وخطورة بالنظر إلى‬
‫نتائجها‪ ،‬بشرط توفر اإلمكانيات التي تتبع تطبيقها خاصة التقنية منها‪ ،‬وفي حالة تكنولوجيا‬
‫عالية المستوى يصبح التحكم فيها صعب ويتطلب طاقات مؤهلة لذلك‪ ،‬إضافة إلى إمكانية‬
‫مواجهتها لعقبات تطبيق جغ ارفية ثقافية وغيرها‪ ،‬زيادة إلى التبعية للمؤسسة األم‪ ،‬هذا المقص‬
‫في االستقاللية جعل منها طريقة أقل استعماال خاصة في الدول المتقدمة‪ .‬ثانيا‪:‬‬
‫اإلستراتيجيات العامة لإلبداع التكنولوجي‪ :‬تعتبر اإلستراتيجية هي الطريق الصحيح الذي‬
‫يؤدي إلى بلوغ األهداف مع مراعاة الفرص والتهديدات والتغيرات البيئية‪ ،‬وكذا الموارد‬
‫‪1‬‬
‫المتاحة‪ ،‬وبذلك فإن اإلستراتيجية تعتبر الموجه العام ألنشطة ومهام المؤسسة‪.‬‬
‫‪ - 1‬مفهوم إستراتيجية اإلبداع التكنولوجي‬
‫تعرف إستراتيجية اإلبداع التكنولوجي على أنها ‪ :‬االتجاه العام المستقبلي ألي إبداع‬
‫المنتوج أو إبداع العملية اإلنتاجية والذي يتم تحديد بما يتالءم مع ما تتمتع به المؤسسة من‬
‫إمكانيات وموارد بالشكل الذي يحقق أهدافها المتمثلة في البقاء والنمو"‪.‬‬
‫‪ - 2‬أنواع إستراتيجية اإلبداع التكنولوجي‪:‬‬
‫هناك عدة إستراتيجيات لإلبداع التكنولوجي ولكن حسب باسكال كوريل ‪Pascal corel‬‬
‫فإن كل اإلستراتيجيات تكون ضمن نوعين أساسيين هما‪:‬‬
‫أ ‪ -‬إستراتيجية قائد السوق وتدعى أيضا اإلستراتيجية الهجومية أو اإلستراتيجية اإلست‬
‫باقية‪ .‬وهذه اإلستراتيجية تستهدف أن تكون المؤسسة هي األولى في مجالها في إدخال‬
‫المنتجات الجديدة‪ ،‬وفيما بعد األولى في تطوير الجيل الجديد من المنتج‪ ،‬حيث تعمل على‬
‫التوصل إلى الفكرة الجديدة والمنتج الجديد باالعتماد على قدرتها التكنولوجية ومن تم‬
‫الوصول إلى السوق أوال‪ ،‬والواقع أن هذه اإلستراتيجية تعتمد على القدرة الذاتية للمؤسسة‪ ،‬أي‬

‫‪1‬‬
‫مصطفى يوسف كافي ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.211‬‬

‫‪22‬‬
‫مدخل الى الابداع التكنولوجي‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫أن ما يبتكر خارج المؤسسة ال يمكن أن يضمن للمؤسسة القيادة في السوق‪ ،‬كما أن‬
‫التحالفات ال تضمن ذلك‪ ،‬فكما ي قول بورتر أن التحالفات تضمن التوسط وليس القيادة في‬
‫السوق"‪ ،‬وأن اإلبداع هو األفضل للتغلب على عدم المزايا المحلية في أي بلد وأفضل من‬
‫التوريد من مصدر خارجي ‪.1‬‬
‫ب ‪ -‬إستراتيجية إتباع القائد وتدعى أيضا باإلستراتيجية الدفاعية‪ ،‬فألن اإلستراتيجية األولى‬
‫خطرة ومكلفة‪ ،‬فإن المؤسسات تفضل تبني وضعية دفاعية تمكنها من تجنب المخاطر‬
‫الناجمة من أن تكون األولى في السوق حيث اإلبداع يحمل عدم التأكد فنيا واقتصاديا‪ .‬لهذا‬
‫فإن المؤسسات تتبنى اإلستراتيجية الدفاعية عندما تكون لديها القدرة على التطوير واللحاق‬
‫بسرعة بالمؤسسة القائدة األولى في السوق‪ .‬وبهذه الطريقة فإن المؤسسة التي تتبنى هذه‬
‫اإلستراتيجية عندما يكون اإلبداع خاس ار ‪ ،‬لن تخسر شيئا‪ ،‬واذا كان رابحا لدى المؤسسة‬
‫القائدة فإنها تسعى إلى اللحاق باألولى حيث تظل دائما هناك غنائم‪.‬‬
‫أن هذه اإلستراتيجية عكس األولى تتطلب قدرة ضئيلة في مجال البحث األساسي إال أنها‬
‫تستلزم قدرة تطويرية وهندسية كبيرة تمكنها من االستجابة الفنية السريعة للمنتج المطور من‬
‫قبل قادة السوق‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المرجع نفسه‬
‫‪23‬‬
‫مدخل الى الابداع التكنولوجي‬ ‫الفصل ألاول‪:‬‬

‫خالصة الفصل‬
‫ومنه نستخلص أن اإلبداع التكنولوجي هو الركيزة األساسية التي تعتمد عليها المؤسسات‬
‫االقتصادية لمواجهة تحديات العصر‪ ،‬فجميع المؤسسات الصناعية في الوقت الحالي معنية‬
‫كثي ار باإلبداع التكنولوجي‪ ،‬خاصة مع التطورات المذهلة لالكتشافات العلمية وانتشار‬
‫المعرفة‪ ،‬وكذلك اشتداد المنافسة في المجال الصناعي‪ ،‬كما ال ننسى التعقيد والتوجهات‬
‫الحديثة التي تتميز بها المجتمعات‪ ،‬حيث أصبح من الضروري إنتاج سلع حديثة ومتطورة أو‬
‫طرق جديدة للتصنيع تلبي حاجات ورغبات المستهلكين التي تتطلع إلى األحسن وكذلك تزيد‬
‫من إنتاجية المؤسسة‪ ،‬وذلك باالهتمام بعمليات البحث والتطوير بشكل كبير‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تحقيق امليزة التنافسية من خالل الابداع التكنولوجي‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫إن حصول المؤسسة على ميزة تنافسية‪ ،‬يجعل المنافسين يعملون من أجل الحصول عليها‬
‫أو محاكاتها‪ ،‬وبالتالي فالمؤسسة مطالبة بالعمل على تنميتها وتطويرها‪ ،‬من خالل إيجاد‬
‫طرق مناسبة ولذلك وباألخص إلى كيفية ودور اإلبداع التكنولوجي في تحقيق الميزة التنافسية‬
‫للمؤسسة(المقاولة) وتنميتها وتطويرها وتعزيزها وباألخص التكوين وفرص ومناخ األعمال‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تحقيق امليزة التنافسية من خالل الابداع التكنولوجي‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية الميزة التنافسية‬


‫المطلب األول‪ :‬تعريف الميزة التنافسية‬
‫يعتبر مفهوم الميزة التنافسية ثورة حقيقية في عالم إدارة األعمال على المستوى األكاديمي‬
‫والعملي‪ .‬فأكاديمي ًا لم يعد ينظر لإلدارة كهم (داخلي) أو كمواجهة وقتية مع مشاكل ليست‬
‫ذات بعد استراتيجي‪ ،‬ولكن أصبح ينظر لإلدارة كعملية ديناميكية ومستمرة تستهدف معالجة‬
‫الكثير من الهموم الداخلية والخارجية لتحقيق التفوق المستمر للمؤسسة على اآلخرين أي‬
‫على المنافسين والموردين والمشترين وغيرهم من األطراف الذين تتعامل معهم‪ ،‬وبطبيعة‬
‫الحال لن يكون تحقيق الت فوق هذا عمالً وقتياً أو قصير المدى ولكنه محاوالت دائمة لحفظ‬
‫توازن المؤسسة تجاه األطراف األخرى في السوق‪.‬‬
‫وعملي ًا يحرص المديرون حسب المفهوم الجديد على العمل الدءوب والمستمر وتحليل‬
‫واكتشاف والمحافظة على االستثمار في الميزة التنافسية للمؤسسة‪ ،‬ولنا أن نتخيل كيف أن‬
‫ال كهذا يحتاج إلى الكثير من البحث والتحري والتقدير السليم والبصيرة الثاقبة والذكاء‬
‫عم ً‬
‫واإلبداع واالبتكار‪ ،‬وهناك فرق واضح بين النجاح والتفوق فالنجاح نتيجة يسعى الجميع‬
‫لتحقيقها وقد يتحقق مرة أو مرتين أما التفوق فهي خاصية في المؤسسة تمنحها استم اررية‬
‫النجا ح واستم اررية البقاء على القمة في سوق ال يعترف إال بالمتفوقين ‪.1‬‬
‫من حيث المعنى تشير الميزة التنافسية إلى الخاصية التي تميز المؤسسة عن غيرها من‬
‫المؤسسات المنافسة‪ ،‬وتحقق لهذه المؤسسة موقفاً قوياً تجاه األطراف المختلفة ويمكن ألي‬
‫مؤسسة أن تحقق الميزة التنافسية بطرق عديدة ولكن أهم هذه الطرق على اإلطالق هي أن‬
‫تكون المؤسسة ذات تكاليف منخفضة ( تـنتج بتكاليف تـنافسية وتـبيع بسعر منخفض ) أو أن‬

‫‪1‬‬
‫فريد النجار‪ ،‬المنافسة والترويج التطبيقي‪( ،‬آليات الشركات لتحسين المراكز التنافسية)‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة للنشر‪،‬‬
‫االسكندرية‪ ،1666 ،‬ص‪.26‬‬
‫‪27‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تحقيق امليزة التنافسية من خالل الابداع التكنولوجي‬

‫تتمكن المؤسسة من تمييز منتجاته ا فيزيائيا (اإلبداع في المنتجات) أو انطباعيا (اإلعالن‬


‫واالسم والشهرة‪.‬‬
‫للميزة التنافسية بعدان رئيسيان البعد الداخلي والبعد الخارجي فداخلياً تبنى الميزة التنافسية‬
‫ألية مؤسسة على عدد من القدرات المميزة ويجب على القائمين على هذه المؤسسة التعرف‬
‫جيداً على هذه القدرات واإلمكانات والموارد واالستثمار فيها بشكل يحقق الميزة التنافسية‪.‬‬
‫فعلى سبيل المثال تنجح المؤسسة التي تستغل قدراتها الداخلية مثل اآلالت أو مهارات‬
‫العاملين أو قدرات رجال البيع‪ ...‬الخ‪ ،‬مقارنة مع المؤسسة الذي ال تعترف بهذه القدرات وال‬
‫تثمنها التثمين المطلوب‪ ،‬والبعد الخارجي للميزة التنافسية يتمحور حول حقيقية أنه ال توجد‬
‫ميزة تنافسية بدون القدرة على لجم األطراف الخارجية والتعامل معها على أسس راسخة من‬
‫القوة والسيطرة والثبات‪.‬‬
‫ومن أجل ذلك جاءت كلمة "التنافسية" مرتبطة بالميزة كإشارة ألهمية كون هذه الميزة ذات‬
‫عالقة تضاد وتصادم مع األطراف الخارجية سواء المنافسين أو الموردين أو المشترين‬
‫وغيرهم‪ .‬وكمثال على ذلك نالحظ أن الميزة التنافسية الجيدة هي الميزة التي تجعل المؤسسة‬
‫تملك موقفاً أقوى من المشترين عندما يحين موعد التفاوض حول األسعار أو الكميات أو‬
‫الخصومات أو جودة المنتجات‪ ،‬وينطبق الكالم نفسه على الميزة التي تجعل المؤسسة تتفوق‬
‫في السوق على المصانع األخرى المنافسة ‪.1‬‬
‫وتزداد أهمية هذا المفهوم في عالم اليوم مع ازدياد حدة المنافسة وزيادة الصراع التجاري‬
‫العالمي مما يحتم على المؤسسات المختلفة تمييز نفسها واكتساب أرضية جديدة في السوق‬
‫العالمي الكبير‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مصطفى محمود‪ ،‬أبو بكر‪ ،‬المـوارد البشريـة مـدخل لتحقيق الميزة التنافسية‪ ،‬ـدار الجامعية‪ ،‬مصر‪ 1660 ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪28‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تحقيق امليزة التنافسية من خالل الابداع التكنولوجي‬

‫يعرف‪ : M Porter.‬الميزة التنافسية بأنها تنشأ بمجرد توصل المؤسسة إلى اكتشاف طرق‬
‫جديدة أكثر فعالية من تلك المستعملة من قبل المنافسين‪ ،‬حيث يكون بمقدورها تجسيد هذا‬
‫االكتشاف ميدانيا‪ ،‬بمعنى أخر بمجرد إحداث عملية إبداع بمفهومه الواسع‬
‫تعرف الميزة التنافسية على أنها « ميزة أو عنصر تفوق للمؤسسة يتم تحقيقه في حالة إتباعها‬
‫إلستراتيجية معينة للتنافس »‪.‬‬
‫ولقد عرفها بورتر على أنها « تنشأ أساسا من القيمة التي تستطيع مؤسسة | أن تخلقها‬
‫لزبائنها بحيث أن تأخذ شكل أسعار أقل بالنسبة ألسعار المنافسين بمنافع مساوية ‪ ،‬أو بتقديم‬
‫منافع متفردة في المنتج تعوض بشكل واسع الزيادة السعرية المفروضة»‪.‬‬
‫كما تعرف أيضا بأنها «هي قدرة المؤسسة على صياغة وتطبيق االستراتيجيات التي تجعلها‬
‫في مركز أفضل بالنسبة للمؤسسات األخرى العاملة في نفس النشاط» ‪.1‬‬
‫يرى فليب كوتلر أنها تلك القدرة على أداء األعمال بأسلوب معين أو مجموعة من األساليب‬
‫التي تجعل األخرى عاجزة عن مجاراتها في األمد القريب أو في المستقبل »‪.‬‬
‫ومن هنا يمكن القول بأن الميزة التنافسية هي تلك الخاصية التي تحوزها المؤسسة والتي‬
‫تمكنها من خلق القيمة ومنه الحصول على مكانة معينة في ظل بيئتها التنافسية وهذا يكون‬
‫عن طريق إتباعها لمجموعة من اإلجراءات والسياسات وهذا لتحقيق النجاح باعتبارها عنص ار‬
‫جوهريا وأساسيا في اقتصاد بلد ما‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫سلوى محمد اشرفا ‪ ،‬دور إدارة المعرفة و تك نولوجيا المعلومات في تحقيق المزايا التنافسية في المصارف العاملة في قطاع‬
‫‪ ،‬غزة رسالة ماجستير ‪ ،‬تخصص إدارة األعمال كلية التجارة ‪،‬ا‪ƅ‬جامعة الالسامية – ‪ - ،‬غزة ‪ ،1663/1660‬ص‪06‬‬
‫‪29‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تحقيق امليزة التنافسية من خالل الابداع التكنولوجي‬

‫المطلب الثاني‪ :‬خصائص الميزة التنافسية‬


‫من أهم خصائص الميزة التنافسية ما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬أن تكون مستمرة ومستدامة بمعنى أن تحقق المؤسسة السبق على المدى الطويل وليس‬
‫على المدى القصير فقط‪.‬‬
‫‪ ‬إن الميزات التنافسية تتسم بالنسبية مقارنة بالمنافسين أو مقارنتها في فترات زمنية مختلفة‬
‫وهذه الصفة تجعل فهم الميزات في إطار مطلق صعب التحقيق ‪.1‬‬
‫‪ ‬أن تكون متجددة وفق معطيات البيئة الخارجية من جهة وقدرات وموارد المؤسسة الداخلية‬
‫من جهة أخرى‪.‬‬
‫‪ ‬أن تكون مرنة بمعنى يمكن إحالل ميزات تنافسية بأخرى بسهولة ويسر وفق اعتبارات‬
‫التغيرات الحاصلة في البيئة الخارجية أو تطور موارد وقدرات وجدارات المؤسسة من جهة‬

‫أخرى‪.‬‬

‫‪ ‬أن يتناسب إستخدام هذه الميزات التنافسية مع األهداف والنتائج التي تريد المؤسسة‬
‫تحقيقها في المديين القصير والبعيد‪.‬‬

‫نظ اًر لحساسية الميزة التنافسية ضمن استراتيجية المؤسسة وأثرها الواضح في تحقيق النجاح‬
‫المرغوب فإن تحقيق الفائدة المرجوة من امتالكها توفر عدد من الخصائص ‪.‬‬
‫ومن هذه الخصائص التي يجب أن تتميز بها التنافسية للمؤسسة نجد ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تبني على أساس االختالف وليس على أساس التشابه‪.‬‬
‫‪ -‬تؤسس على المدى الطويل باعتبارها تختص باغتنام الفرص في المستقبل‪.‬‬
‫‪ -‬تكون الميزة التنافسية غالباً مركزة جغرافياً‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫سلوى محمد اشرفا مرجع سابق‪06 ،‬‬
‫‪30‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تحقيق امليزة التنافسية من خالل الابداع التكنولوجي‬

‫وكما يرى محمد خوجلي ‪ 1623‬أن الميزة التنافسية تتمتع بالخصائص اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬تشتق من رغبات وحاجات العميل‬
‫‪ -‬تقدم المساهمة األهم في نجاح األعمال‪.‬‬
‫‪ -‬تقدم المالئمة بين موارد المنظمة والفرص في البيئة‪.‬‬
‫‪-‬طويلة األمد وصعبة التقليد مثل المنافسين‪.‬‬
‫‪ -‬تقدم قاعدة للتحسينات الالحقة‪.‬‬
‫‪-‬تقدم التوجيه والتحفيز لكل المنظمة‪.‬‬
‫ويرى (مهدي عثمان (‪ )1661‬أن هناك بعض الصفات للميزة التنافسية تتمثل في‪:‬‬
‫‪ -‬أن الميزة التنافسية نسبية أي تحقق بالمقاربة وليست مطلقة‪.‬‬
‫‪ -‬تنعكس الميزة التنافسية في كفاءة أداء المنظمة ألنشطتها أو في ما تقدمة للمشترين أو‬
‫كالهما‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن تؤدي الميزة التنافسية للتأثير على المشتريين وادراكهم لألفضلية فيما تقدم‬
‫المنظمة وتحفزهم للشراء منها‪.‬‬
‫‪ -‬تتحقق الميزة التنافسية لفترة طويلة وال تزول بسرعة عندما يتم تطورها وتجديدها ‪.1‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬انواع الميزة التنافسية‬
‫نميز بين نوعين من الميزة التنافسية‪:‬‬
‫‪ - 1‬ميزة التكلفة األقل‪:‬‬
‫يمكن لمؤسسة ما أن تحوز ميزة التكلفة األقل إذا كانت تكاليفها المتراكمة باألنشطة المنتجة‬
‫للقيمة أقل من نظيرتها لدى المنافسين‪ ،‬وللحيازة عليها يتم االستناد إلى مراقبة عوامل تطور‬
‫التكاليف‪ ،‬حيث أن التحكم الجيد في هذه العوامل مقارنة بالمنافسين يكسب المؤسسة ميزة‬

‫‪1‬‬
‫عمار بوشناف‪" ،‬الميزة التنافسية في المؤسسة االقتصادية‪ :‬مصادرها‪ ،‬تنميتها و تطويرها"‪ ،‬جامعة العلوم االقتصادية‬
‫وعلوم التسيير‪ ،1666 ،‬ص‪.02‬‬
‫‪31‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تحقيق امليزة التنافسية من خالل الابداع التكنولوجي‬

‫التكلفة األقل‪ ،‬ومن بين هذه العوامل مراقبة التعلم‪ :‬بحيث أن التعلم هو نتيجة للجهود‬
‫المتواصلة والمبذولة من قبل اإلطارات والمستخدمين على حد السواء‪ ،‬لذلك يجب أال يتم‬
‫التركيز على تكاليف اليد العاملة فحسب‪ ،‬بل يجب أن يتعداه إلى تكاليف النفايات واألنشطة‬
‫األخرى المنتجة للقيمة‪ ،‬فالمسيرون مطالبون بتحسين التعلم وتحديد أهدافه‪ ،‬وليتم ذلك يستند‬
‫إلى مقارنة درجة التعلم بين التجهيزات والمناطق ثم مقابلتها بالمعايير المعمول بها في‬
‫القطاع‪.‬‬
‫‪ - 2‬ميزة التميز‪:‬‬
‫تتميز المؤسسة عن منافسيها عندما يكون بمقدوره ا الحيازة على خصائص فريدة تجعل‬
‫الزبون يتعلق بها ‪ ،1‬وحتى يتم الحيازة على هذه الميزة يستند إلى عوامل تدعى بعوامل التفرد‪،‬‬
‫والتي نميز من بينها التعلم وآثار بثه‪ :‬بحيث قد تنجم خاصية التفرد لنشاط معين‪ ،‬عندما‬
‫يمارس التعلم بصفة جيدة‪ ،‬فالجودة الثابتة في العملية اإلنت اجية يمكن تعلمها‪ ،‬ومن ثم فإن‬
‫التعلم الذي يتم امتالكه بشكل شامل كفيل بأن يؤدي إلى تميز متواصل‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عمار بوشناف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪01‬‬
‫‪32‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تحقيق امليزة التنافسية من خالل الابداع التكنولوجي‬

‫المبحث الثاني‪ :‬االبداع التكنولوجي كالية لتحقيق الميزة التنافسية‬


‫المطلب االول‪ :‬سياسات التحكم في اإلبداع التكنولوجي لضمان الميزة التنافسية‬
‫يحتاج اإلبداع التكنولوجي إلى أدوات ووسائل خاصة تحيط بها وتدعمها من أجل القيام بها‬
‫على أكمل وجه أو بصور جد مقبولة‪ ،‬وكذلك يرتبط اإلنتاج الفعال لإلبداعات التكنولوجية‬
‫بتوفر شروط وأجواء معينة قد تختلف من مؤسسة إلى أخرى أو من بلد إلى أخر‪.1‬‬
‫‪ - 1‬التحكم في المعلومات‪ :‬في الوقت الحاضر لم يعد هناك أدنى شك في مدى األهمية‬
‫المعطاة للمعلومة من جانب المعنيين بصنع أو اتخاذ القرار في المؤسسات‪ ،‬وذلك لما‬
‫للمعلومات من أثر مباشر في وجود المؤسسة وأمنها واستقرارها واستم ارريتها‪ ،‬هذا ألنه ال‬
‫يمكن ألي قائد أو مسؤول – في عالمنا المعاصر الذي يعج بالمتغيرات وباألحداث المتشابكة‬
‫والسريعة والغير متوقعة – أن تتخذ ق ار ار سليما أو ناجحا ما لم يكن مثل هذا القرار معتمدا‬
‫على معرفة شاملة لمحيط المؤسسة‪ ،‬ويتطلب الوصول إلى هذه المعرفة وجود همزة وصل‬
‫بين متخذ القرار ومحيطه والتي تتمثل في المعلومات‪ ،‬ولتتحكم المؤسسة في المعلومات البد‬
‫أن تعمل على مايلي‪:‬‬

‫‪ ‬أن تبطق استراتيجية اليقضة والتي تعتبر من بين الوسائل التي تستخدمها المؤسسة‬
‫لإلطالع على بيئتها بجلب المعلومات عنها‪ ،‬وخاصة اليقضة التكنولوجية‪.‬‬
‫‪ ‬استخدام تكنولوجيا المعلومات واالتصال والتي تعتمد عليها المؤسسات وخاصة في إدارة‬
‫أعمالها‪ ،‬وذلك في الحصول على المعلومة‪ ،‬نقلها وحفظها مع توفير الوقت والجهد والمال‪.‬‬
‫‪ ‬تصميم وتطبيق نظام للمعلومات يكون قادر على توفير المعلومات الالزمة لدعم اإلبداع‬
‫التكنولوجي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫بن بريكة‪ ،‬ع‪.‬و‪ ،‬مساهمة االبداع التكنولوجي في تدعيم المركز التنافسي‪ ،‬الج ا زئر ‪:‬مداخلة ضمن الملتقى الدولي حول‬
‫االبداع والتغيير التنظيمي بجامعة محمد خيضر ببسكرة‪ ،1626 ،‬ص‪20‬‬
‫‪33‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تحقيق امليزة التنافسية من خالل الابداع التكنولوجي‬

‫‪ - 2‬إدارة وانتاج المعرفة في المؤسسة‪ :‬إن اإلبداع في المؤسسة وعمليات حدوثه وتطوير‬
‫منتجات جديدة‪ ،‬يحتاج إلى وجود قاعدة معرفة في المؤسسة تشمل كافة وظائفها وأنشطتها‬
‫والخبرات المتراكمة لدى أفرادها عبر السنوات‪ ،‬وتبرز أهمية إدارة المعرفة في المؤسسة من‬
‫حيث قدرتها على ت وظيف المعرفة والمهارات والخبرات الموجودة في وظائفها مثل التسويق‬
‫والبحوث والتطوير والهندسة والتصميم واإلنتاج وصقل هذه العناصر بشكل يساعد على‬
‫حدوث اإلبداع وبالتالي قدرتها على تطوير وطرح منتجات جديدة بشكل ناجح‪ ،‬لذلك فإن‬
‫دور استراتيجيا هاما في تحسين قدرتها على تطوير‬
‫إدارة قاعدة المعرفة في المؤسسة تلعب ا‬
‫منتجات جديدة وخاصة فيما يتعلق بمراحل عملية التطوير نفسها‪.‬‬
‫الحماية القانونية لإلبداعات التكنولوجية‪ :‬لكي تدعم المؤسسة تحكمها في إبداعاتها‬
‫التكنولوجية وانتاجاتها المعرفية‪ ،‬بات من الضروري عليها التحكم فيها وحمايتها من الناحية‬
‫القانونية‪ ،‬ذلك أن بذل الجهود الكبيرة بتجنيد طاقات وموارد بشرية واستغالل أموال معتبرة‬
‫للقيام بنشاطات البحث والتطوير للحصول على منتجات وأساليب إنتاج جديدة أو محسنة‪،‬‬
‫كل هذا ويأتي المقلدون بسهولة ويستغلون هذا االبتكار لصالحهم‪ ،‬فاستنساخ وتقليد اإلبداع‬
‫ال يتطلب ذات التكاليف التي يستوجبها إنتاجه ألول مرة ‪.1‬‬
‫فكان البد من وجود آلية قانونية تحمي اإلبداع التكنولوجي وتحافظ على سرية المعلومات‬
‫كبراء ة االختراع‪ ،‬العالمات التجارية والصناعية‪ ،‬حماية المعلومات السرية الرسوم والنماذج‬
‫الصناعية‪ .‬وهناك العديد من االستراتيجيات التي يجب على المؤسسة إتباعها من أجل دعم‬
‫عملية اإلبداع التكنولوجي فإذا أرادت مؤسسة ما أن تزيد من إنتاجها اإلبداعي الذي يقوم به‬
‫أفرادها‪ ،‬ف هناك العديد من اإلستراتيجيات التي يمكن انتهاجها والعمل بها من أجل تحقيق‬
‫ذلك‪ .‬ويتوافر للمؤسسات مدى واسع من االستراتيجيات واألساليب التي يمكن استخدامها‬

‫‪1‬‬
‫يحياوي‪.‬ر‪ ،‬االبداع كمدخل الكتساب ميزة تنافسية مستدامة في منظمات األعمال د ا رسة حالة مؤسسة ملبنة الحضنة‬
‫بالمسيلة‪ ،‬الج ا زئر ‪:‬رسالة ماجستير بجامعة المسيلة )غير منشورة‪ ،1621 ،(.‬ص‪211‬‬
‫‪34‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تحقيق امليزة التنافسية من خالل الابداع التكنولوجي‬

‫لدعم القدرات اإلبداعية للعاملين فيها‪ ،‬وال يمكن أن نقرر بشكل حاسم أن أحد المناهج أفضل‬
‫من غيره‪ ،‬فما ينبغي عل ى المدراء إال أن يقرروا أيا من هذه المناهج يناسب احتياجات وموارد‬
‫المؤسسة التي ينتمون إليها‪ .‬وفيما يلي سنتناول أهم خمسة استراتيجيات والتي تتمثل في ‪:1‬‬
‫األولى‪ :‬أن تقوم باستخدام عمليات اختيار وتقييم عند توظيف أفراد مبدعين‪ ،‬وأن تقوم بتوزيع‬
‫هؤالء األفراد على الوظ ائف المالئمة لمستوى اإلبداع الذي يتمتعون به‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أن تقدم إجراءات وأساليب تشجع على توليد األفكار الجديدة‪ ،‬مثل األسلوب‬
‫المعروف باسم العصف الذهني‪ ،‬باإلضافة إلى التدريب على اإلبداع‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬أن تقوم بتغيير خصائصها مثل الهيكل‪ ،‬ومناخ العمل‪ ،‬والثقافة المهيمنة بطرق‬
‫تؤدي إلى تيسير عمليات اإلبداع‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬أن تقوم المؤسسة بعقد ارتباطات وتبادالت وتكامل مع مؤسسات أخرى لدعم وتنمية‬
‫اإلبداع التكنولوجي‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬توفير وتقديم الحوافز بجميع أنواعها لضمان مواصلة عملية اإلبداع‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬عالقة اإلبداع التكنولوجي بالميزة التنافسية المستدامة‬
‫إن استدامة الميزة التنافسية ترتكز على عدد من األبعاد تتعلق بتطوير قد ارتها الجوهرية من‬
‫خالل مجاالت الخبرة والمهارة لألف ارد العاملين وتنمية وترسيخ اإلبداع مرو ار باالستخدام‬
‫والتوظيف الجيد لتكنولوجيا المعلومات‪.‬‬
‫ومع تصاعد المنافسة وت ازيد الداخلين الجدد بأساليبهم ومنتجاتهم الجديدة فإنه ال توجد‬
‫ضمانات الستم ارر الميزة التنافسية لوقت طويل ما لم يتم تطويرها باستم ارر‪ ،‬أي لم تكن‬
‫الشركة قادرة على ابداعات مستمرة الستدامة ميزتها التنافسية‪ ،‬ويمكن تحقيق ذلك حسب‬
‫يحياوي ومن خالل مايلي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫يحياوي‪.‬ر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪213‬‬
‫‪35‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تحقيق امليزة التنافسية من خالل الابداع التكنولوجي‬

‫يسمح االبداع التكنولوجي بالحفاظ على معدل النمو في السوق لفترة طويلة‪ ،‬من خالل‬
‫التحسينات على المنتج أو على طرق االنتاج مما يدعم المبيعات ويسمح بتخفيض تكاليف‬
‫اإلنتاج وبالتالي مضاعفة األرباح واستدامتها‪ .‬يؤدي االبداع إلى بعث نشاط كان مستق ار أو‬
‫متجها نحو الزوال بشكل مفاجئ من خالل تجديده واستدامته تكنولوجيا‪.‬‬
‫يساهم اإلبداع في وضع حواجز دخول على الداخلين المحتملين من خالل التكنولوجيا‬
‫الجديدة‪ ،‬ومعرفة كيفية العمل أو الحيازة على براءة اختراع‪ .‬ففي هذه الحالة تحمي الشركات‬
‫نفسها من المنافسين المحتملين من خالل انفرادها في التحكم بطرق االنتاج والتمتع بمزايا‬
‫تنافسية لفترة طويلة‪ .‬يؤدي اإلبداع إلى توسيع الفجوة التنافسية فيتضاءل بذلك عدد المنافسين‬
‫مما يؤدي بدوره إلى تناقص حدة المنافسة والحصول على مزايا مستدامة ‪.1‬‬
‫‪ -‬يؤثر اإلبداع بقوة على مردودية طرق الصنع‪ ،‬فاإلبداع يؤدي عموما إلى تقليص تكلفة‬
‫الوحدة الواحدة بشكل واضح مما يعني التأثير اإليجابي على الربحية والمحافظة على الميزة‬
‫التنافسية لفترة طويلة‪ .‬وفي ذات السياق يؤكد الباحثون على أهمية أنشطة البحث والتطوير ؛‬
‫ففي دراسة أجريت على ‪ 2666‬مشروع صناعي حسب ما أوردته أن االختالف في مستوى‬
‫اإلنتاجية والربحية ترتبط باالختالف في كثافة البحث األساسي داخل المؤسسات والبحث‬
‫األساسي له مساهمة أكبر في زيادة اإلنتاجية والربحية كما أن قصر دورة حياة المنتج في‬
‫السوق فإنه على المنظمات التفكير في تحقيق البرامج المثلى للبحث والتطوير وااللزامية‬
‫والعمل على تقسيم التوجيه الذي قد يؤدي إلى استخدام غير فعال للموارد بسبب تكرار الجهد‬
‫في نفس العمل أو بسبب إضافة فرص هامة خاصة في ظل مخاطر مرتفعة وحاالت عدم‬
‫التعيين والتي تتعلق بتكنولوجيا السوق والتموين ‪ .. .‬ويمكن التوصل إلى هذه العوائق من‬
‫خالل الحواجز والقيود المعلوماتية التي تضعها المنظمات الناجحة فال يتمكن المنافسون من‬
‫معرفة المنظمة الناجحة من بين المجموعة‬

‫‪1‬‬
‫سيد محمد جاد الرب‪ ،‬إدارة اإلبداع والتميز التنافسي‪ ،‬دار وفاء الدنيا للطباعة والنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2013 ،‬ص‪22‬‬
‫‪36‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تحقيق امليزة التنافسية من خالل الابداع التكنولوجي‬

‫المتميزة‪ ،‬وان توصلوا إلى ذلك فعملية تحديد أسباب وعوامل هذا النجاح ليست سهلة‪ ،‬كما‬
‫يمكن االعتماد على ميزة المبادرة؛ ألن النجاح الذي تحظى به المنظمات المبادرة ال يمكن‬
‫تك ارره من غيرها كما أن المبادرة تمنح المنظمات الخبرة والقدرة على وضع معايير النشاط‬
‫أو المجال الذي تتعامل فيه داخل قطاعها‪ ،‬كما أن االعتماد على الموارد المتاحة غير القابلة‬
‫لالنتقال يمكن أن يشكل حاج از لتقليد ميزة المنظمة ومحاكاتها‪ ،‬إضافة لميزة الندرة في هذه‬
‫الموارد أو تناولها من طرف عدد محدود من المنافسين يعد مصد ار للتميز؛ ألن هذه الموارد‬
‫صعبة التقليد وتعد لغ از غامضا لدى المنافسين‪.1‬‬
‫ويتبين مما تقدم أن استدامة الميزة التنافسية تتم بم ارعاة امكانات المنظمات من جهة‬
‫وحاجات األسواق من جهة أخرى وقد تصل المنظمة إلى أن تكون سباقة في خلق حاجات‬
‫جديدة لم تكن موجودة من قبل وقيادة األسواق فيها بفعل االبداع وقد ارتها الجوهرية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫سيد علي بلحمدي‪ ،‬دور اإلبداع التكنولوجي في تعزيز تنافسية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في ظل العولمة‪:‬دراسة‬
‫حالة الجزائر‪ ،‬أطروحة دكتوراه ‪:‬تخصص ‪:‬إدارة األعمال‪ ،‬جامعة البليدة ‪ ، 02‬الجزائر‪ ، 2014/2013، ،‬ص‪131‬‬
‫‪37‬‬
‫الفصل الثالث دراسة حالة بمؤسسة اتصاالت الجزائر باألغواط‬

‫تمهيد ‪:‬‬
‫بعض دراستنا للفصلين األول والثاني ولتوضيحنا بعض المفاهيم وعرض بعض الشروحات‬
‫حول دور االبداع التكنولوجي في تحقيق الميزة التنافسية سيتم في هذا الفصل الذي يعد‬
‫بمثابة الربط بين الجانب النظري والجانب الميداني والذي أجري على مستوى اتصاالت‬
‫الجزائر حيث تم تقسيم الفصل إلى مبحثين‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬التعريف بالمؤسسة محل الدراسة‬
‫المبحث الثاني‪ :‬اجراءات الدراسة الميدانية‬

‫‪39‬‬
‫الفصل الثالث دراسة حالة بمؤسسة اتصاالت الجزائر باألغواط‬

‫المبحث األول‪ :‬التعريف بالمؤسسة محل الدراسة‬


‫المطلب االول‪ :‬نشأة مؤسسة" إتصاالت الجزائر"‬
‫تعتبر اتصاالت الجزائر المتعامل التاريخي لقطاع االتصاالت في الجزائر‪ ،‬وهي مؤسسة‬
‫ذات أسهم ملك للدولة بنسبة ‪ ،%266‬تنشط في سوق الهاتف الثابت‪ ،‬والحلول الشبكية‬
‫لتحويل المعطيات والصوت بالنسبة للشركات والخواص‪ ،‬ووعيا منها بالتحديات التي يفرضها‬
‫التطور المذهل الحاصل في تكنولوجيا اإلعالم واالتصال باشرت الدولة الجزائرية سنة‬
‫‪ 2222‬بإصالحات عميقة في قطاع البريد والمواصالت‪ ،‬وقد تجسدت هذه اإلصالحات في‬
‫سن قانون جديد لقطاع في الخامس من شهر أوت ‪ 1666‬و المتعلق بإعادة هيكلة قطاع‬
‫البريد والمواصالت سابقا‪ ،‬جاء هذا القانون إلنهاء احتكار الدولة على نشاطات البريد‬
‫والمواصالت والفصل بين نشاطي التنظيم واستغالل وتسيير الشبكات‪ ،‬وتطبيقا لهذا المبدأ تم‬
‫إنشاء سلط ة ضبط مستقلة إداريا وماليا ومتعاملين‪ :‬أحدهما يتكفل بالنشاطات البريدية‬
‫والخدمات المالية متمثلة في "بريد الجزائر" والثاني ممثلة في "اتصاالت الجزائر"‪.‬‬
‫وفي إطار فتح سوق االتصاالت للمنافسة تم في شهر جوان ‪ 1662‬بيع رخصة إلقامة‬
‫واستغالل شبكة للهاتف النقال‪ ،‬واستمر تنفيذ فتح السوق للمنافسة ليشمل فروع أخرى‪ ،‬حيث‬
‫تم بيع رخصة تتعلق بشبكة الربط المحلي في المناطق الريفية‪.‬‬
‫قانون ‪ 61/1666‬وميالد اتصاالت الجزائر‪ :‬نص القرار ‪ 61/1666‬المؤرخ في ‪ 63‬أوت‬
‫‪ 1666‬عن استقاللية قطاع البريد والمواصالت حيث تم بموجب هذا إنشاء مؤسسة بريد‬
‫الج ازئر والتي تكفلت بتسيير قطاع البريد وكذلك مؤسسة اتصاالت الجزائر التي حملت على‬
‫عاتقها مسؤولية تطوير شبكة االتصاالت في الجزائر‪ ،‬بعد أزيد من عامين وبعد دراسات‬
‫قامت بها و ازرة البريد وتكنولوجيا اإلعالم واالتصال تبعت القرار ‪ ،1666/61‬أضحت‬
‫اتصاالت الجزائر حقيقة جسدت سنة ‪1661‬‬

‫‪40‬‬
‫الفصل الثالث دراسة حالة بمؤسسة اتصاالت الجزائر باألغواط‬

‫‪ 62‬جانفي ‪ 1661‬االنطالقة الرسمية لمجمع إتصاالت الجزائر‪ :‬كان على اتصاالت الجزائر‬
‫واطاراتها االنتظار حتى الفاتح من جانفي ‪ 1661‬لكي تبدأ الشركة في إتمام مشوارها الذي‬
‫بدأته منذ االستقالل لكن برؤى مغايرة تماما لما كانت عليه قبل هذا التاريخ‪ ،‬حيث أصبحت‬
‫ال مؤسسة مستقلة في تسييرها على و ازرة البريد‪ ،‬ومجبرة على إثبات وجودها في عالم‬
‫اإلتصال‪ ،‬فيه المنافسة الشرسة‪ ،‬البقاء فيه لألقوى واألجدر خاصة مع فتح سوق االتصاالت‬
‫على المنافسة وتحت شعار ‪ :‬مردودية ‪ – rentabilité‬فعالية ‪ – efficacité‬جودة الخدمة‬
‫‪ qualité de service‬بدأت نشاطها الفعلي‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬التعريف بمؤسسة إتصاالت الجزائر األغواط‬
‫التعريف بالمؤسسة‪ :‬هي أحد المصالح ذات إختصاص جهوي تتولى عملية اإلشراف على‬
‫ثالث ‪ 61‬واليات من حيث التسيير اإلداري‪ ،‬والتجاري‪ ،‬والتقني والواليات هي األغواط‪،‬‬
‫الجلفة و البيض‪ ،‬هذا باإلضافة إلى تسييرها المباشر لما يسمى بالمراكز الجهوية لالتصاالت‬
‫كل حسب تخصصه في مجاالت االتصاالت‪ ،‬مثال ‪:‬‬
‫‪ -‬المركز الجهوي لصيانة أجهزة التراسالت؛‬
‫‪ -‬المركز الجهوي لصيانة الراديو الريفي‪،‬‬
‫‪ -‬المركز الجهوي لصيانة الشبكات‪.‬‬
‫المهام األساسية للمؤسسة ‪:‬‬
‫‪ ‬السهر على تحقيق األهداف والبرامج المسطرة للمؤسسة؛‬
‫‪ ‬التنسيق بين مختلف المديريات العملية؛‬
‫‪ ‬مراقبة سير الوحدات العملية في كل الميادين؛‬
‫‪ ‬مراقبة وتوجيه الوكاالت التجارية؛‬
‫‪ ‬اإلشراف والسهر على متابعة مختلف المشاريع واإلنجازات المتعلقة بالمؤسسة؛‬

‫‪41‬‬
‫الفصل الثالث دراسة حالة بمؤسسة اتصاالت الجزائر باألغواط‬

‫‪ ‬تنظيم وتقييم مختلف الوحدات العملية والوكاالت التجارية والمراكز الهاتفية من خالل‬
‫نشاطاتها التجارية والمالية وكذا التقنية‪ ،‬من خالل التقييم الفصلي السنوي لحصيلة نشاطاتها‬
‫وتقديم التوجيهات الالزمة من خالل تحديد نقاط القوة والضعف؛‬
‫‪ ‬اإلشراف على مختلف اإلعالنات واإلشعارات والترقيات التجارية التي تطلقها المؤسسة؛‬
‫‪ ‬دعم وتموين مختلف المديريات العملية والوكاالت التجارية ومختلف المراكز التابعة‬
‫للمؤسسة بالوسائل الالزمة لضمان السير الحسن لمختلف المصالح؛‬
‫‪ ‬السهر على تدريب الموظفين و تأطيرهم في مختلف المصالح؛‬
‫‪ ‬العمل على تقديم أفضل الخدمات لمختلف الزبائن؛‬
‫‪ ‬اإلشراف على متابعة المشاريع الكبرى للمؤسسة مثل توسيع شبكات االتصال‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫الفصل الثالث دراسة حالة بمؤسسة اتصاالت الجزائر باألغواط‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الهيكل التنظيمي للمؤسسة ‪:‬‬

‫‪43‬‬
‫الفصل الثالث دراسة حالة بمؤسسة اتصاالت الجزائر باألغواط‬

‫شرح الهيكل التنظيمي‬


‫مدير الوحدة ‪ :‬و توكل اليه المهام األساسية ‪:‬‬
‫التوجيه و اإلشراف ‪ ،‬إصدار الق اررات التنظيمية و اإلدارية ‪ ،‬متابعة تنفيذ المخططات‬
‫السنوية اإلنجاز ‪ ،‬متابعة عن قرب تحقيق أهداف اإلدارة العليا الموضوعة سنويا و المقسمة‬
‫على شكل مخططات كل شهرين (‪ ..... )des objectifs bimestrielles‬الخ‪,‬‬
‫دائرة الثروات والوسائل ‪ :‬من بين مهامها ‪:‬‬
‫‪ ‬تنفيذ مشاريع المؤسسة المسطرة في إطار ميزانية التجهيز‬
‫‪ ‬اإلعالن عن الصفقات الخاصة بالمديرية‬
‫‪ ‬متابعة المشاريع من بدايتها إلى غاية التسليم النهائي‬
‫‪ ‬اقتناء الوسائل ( أثاث مكتبي ‪ ،‬ورق ‪ ،‬خزائن )‬
‫‪ ‬الجرد السنوي للوسائل المكتبية و المعدات ‪ .....‬الخ‬
‫دائرة المالية ‪ :‬و تتكفل بما يلي ‪:‬‬
‫‪ ‬تحضير مشروع ميزانية الوحدة على أساس إقتراحات رؤساء الدوائر و مدير الوحدة‪،‬‬
‫‪ ‬متابعة تنفيذ ميزانية الوحدة‪،‬‬
‫‪ ‬متابعة تمويل المشاريع التي في طور اإلنجاز و تسديد نفقاتها الخاصة‬
‫‪ ‬مراقبة التسيير و الصفقات و إنجاز الميزانية و الوضعيات المالية و التسجيالت‬
‫المحاسبية‪ ،‬و كذلك العمليات خارج الميزانية‪،‬‬
‫‪ ‬مراقبة جم يع العمليات بالوحدة من إعتمادات مالية و فواتير و اإلستهالكات و مطابقتها‬
‫للقوانين‪ ،‬و حسن التسيير ‪ ....‬الخ‬
‫الدائرة التقنية‪ :‬وتتكفل بما يلي ‪:‬‬
‫‪ ‬متابعة صيانة الشبكات‪,‬‬
‫‪ ‬حل جميع المشاكل التقنية المرتبطة بالشبكة‪,‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل الثالث دراسة حالة بمؤسسة اتصاالت الجزائر باألغواط‬

‫‪ ‬ضمان اإلستغالل الجيد للشبكة‪,‬‬


‫‪ ‬نشر وتوسيع الشبكة عبر كامل تراب الوالية‪,‬‬
‫‪ ‬تطوير الشبكة بإدخال التكنولوجيات الجديدة وآخر التجهيزات في عالم المعلوماتية‬
‫واإلتصال وغير ذلك‪.‬‬
‫الدائرة التجارية ‪ :‬وتتكفل بما يلي ‪:‬‬
‫‪ ‬متابعة األهداف المسطرة من طرف اإلدارة العليا وبالخصوص من ناحية عدد الزبائن‬
‫الجدد‪ ،‬تحصيل الديون ‪ ...‬الخ‬
‫‪ ‬تلبية الطلب المتزايد على اإلشتراك في خدمة الهاتف الثابت واإلنترنيت‪،‬‬
‫‪ ‬متابعة جميع العمليات التي تبرمها المؤسسة مع الزبائن سواءا األفراد أم المؤسسات‪،‬‬
‫‪ ‬تهتم بالزبائن المتمثلين في األفراد و المؤسسات‪ ,‬بإعالمهم وتوطيد صلتها بهم وكسب‬
‫ثقتهم ووالئهم ومتابعة قضاياهم والعمل على معالجة مشاكلهم التي قد تنجم عن تعاملهم مع‬
‫الشركة‪،‬‬
‫‪ ‬ضمان وصول مختلف المنتجات إلى نقاط البيع ومتابعتها عملهم بشكل مستمر‪,‬‬
‫‪ ‬تهتم بإجراء البحوث التسويقية وتعمل على تطوير سوق المؤسسة‪.‬‬
‫‪ ‬دائرة الموارد البشرية ‪ :‬ومن مهامها ‪:‬‬
‫‪ ‬متابعة المسار المهني للعمال من التوظيف الى التقاعد‪ ,‬وكذا اعداد برامج التدريب‬
‫بالتنسيق مع اإلدارة العليا‪,‬‬
‫‪ ‬اعداد الدراسات ومتابعة مؤشرات التسيير واألداء‪,‬‬
‫‪ ‬مساعدة مختلف الدوائر على تحقيق األهداف المسطرة‪ ,‬كما أنها تساعد في عملية اتخاذ‬
‫بعض الق اررات التي تتعلق بعمل الدوائر‪,‬‬
‫‪ ‬دراسة مختلف المش اكل التي تواجه جانب العمل والعمال في المنظمة‪ ،‬والعمل على إيجاد‬
‫الحلول الناجحة لهذه المشاكل‪,‬‬

‫‪45‬‬
‫الفصل الثالث دراسة حالة بمؤسسة اتصاالت الجزائر باألغواط‬

‫‪ ‬تنمية مختلفة القدرات والمهارات لكافة العاملين وكل حسب طبيعة عمله‪ ،‬وبعدل ومساواة‬
‫دون محاباة ألحدهم على حساب اآلخرين‪,‬‬
‫‪ ‬استقطاب الكفاءات من خارج المؤسسة‪ ،‬واإلشراف على عملية التعيين بالتعاون مع باقي‬
‫اطارات المديرية‪.‬‬
‫‪ ‬إعداد التقارير المتعلقة بأداء العاملين‪ ،‬ومحاولة تصحيح مسار العاملين الذين ظهرت‬
‫أخطاؤهم‪.‬‬
‫دائرة الشركات ‪ :‬وتعمل من خالل مصالحها على ‪:‬‬
‫‪ -‬متابعة جميع العمليات التي تبرمها المؤسسة مع باقي المؤسسات التي تعتبر زبائن عندها‬
‫وتطوير هذا القطاع من السوق وكذا توطيد العالقة مع متعامليها من المؤسسات‪.‬‬
‫‪ -‬ضمان خدمات مابعد البيع لهاته الفئة من الزبائن ووضع الحلول التقنية الممكنة بالتنسيق‬
‫مع الدائرة التقنية‪.‬‬
‫أهداف المؤسسة ‪ :‬الجودة‪ ،‬الفعالية ونوعية الخدمات‪ ،‬ثالث أهداف أساسية يعتمد عليها‬
‫مجمع اتصاالت الجزائر‪:‬‬
‫سطرت إدارة مجمع اتصاالت الجزائر في برنامجها منذ البداية ثالث أهداف أساسية تقوم‬
‫عليها الشركة وهم‪ :‬الجودة‪ ،‬الفعالية‪ ،‬نوعية الخدمات‪ ،‬وقد سمحت هذه األهداف الثالثة التي‬
‫الريادة وجعلها المتعامل رقم واحد في سوق االتصاالت‬
‫سطرتها اتصاالت الجزائر ببقائها في ّ‬
‫الجزائر‪.‬‬
‫نشاطات المؤسسة ‪ :‬تتمحور نشاطات المجمع حول ‪:‬‬
‫‪ )2‬تمويل مصالح االتصاالت بما يسمح بنقل الصورة والصوت والرسائل المكتوبة والمعطيات‬
‫الرقمية؛‬
‫‪ )1‬تطوير واستمرار وتسيير شبكات االتصاالت العامة والخاصة؛‬
‫‪ )1‬إنشاء واستثمار وتسيير االتصاالت الداخلية مع كل متعاملي شبكة االتصاالت‪،‬‬

‫‪46‬‬
‫الفصل الثالث دراسة حالة بمؤسسة اتصاالت الجزائر باألغواط‬

‫‪ )1‬ضمان الحق في االتصال للجميع من خالل العروض الهاتفية وتسهيل عملية الحصول‬
‫علة على مختلف خدمات اإلتصال وألكبر عدد ممكن من الزبائن وخاصة في المناطق‬
‫المعزولة‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫الفصل الثالث دراسة حالة بمؤسسة اتصاالت الجزائر باألغواط‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬اجراءات الدراسة الميدانية‬


‫المطلب االول‪ :‬أدوات الدراسة ومنهجيتها‬
‫‪- 1‬عينة الدراسة‪:‬‬
‫تتكون عينة دراستنا من ‪16‬‬
‫‪ - 2‬مجاالت الدراسة‪:‬‬
‫المجال المكاني‪ :‬بمؤسسة اتصاالت الجزائر االغواط‬
‫المجال الزماني‪ :‬موسم ‪1611-‬‬
‫المجال البشري‪ :‬موظفي اتصاالت الجزائر االغواط‬
‫‪- 3‬أدوات الدراسة‪:‬‬
‫يسعى كل باحث لجمع المعلومات والبيانات الضرورية لدراسة موضوع بحثه‪ ،‬وهذا باالعتماد‬
‫على مجموعة من الوسائل والتي تتمثل في بحثنا هذا في‪:‬‬
‫استبيان من اعداد المتربصين وتكون من المحاور التي تمثلت في‪:‬‬
‫‪ -‬المحور االول‪ :‬البيانات الشخصية‬
‫‪ -‬المحور الثاني‪ :‬االبداع التكنولوجي‬
‫‪ -‬المحور الثالث ‪ :‬االبداع التكنولوجي في تحقيق الميزة التنافسية‬

‫‪48‬‬
‫الفصل الثالث دراسة حالة بمؤسسة اتصاالت الجزائر باألغواط‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تحليل االستبيان‬


‫الجدول األول‪ :‬يمثل متغير الجنس ألفراد العينة‬
‫النسبة‬ ‫التكرار‬ ‫الجنس‬
‫‪36‬‬ ‫‪11‬‬ ‫ذكر‬
‫‪16‬‬ ‫‪63‬‬ ‫أنثى‬
‫‪266‬‬ ‫‪16‬‬ ‫المجموع‬
‫من خالل الجدول اعاله نالحظ ان اكبر نسبة هي ‪ %36‬من اجمالي افراد العينة كانت من‬
‫فئة الذكور بينما نسبة ‪ %16‬من اجمالي افراد العينة كانت ذكور وهذا يفسر ان العدد الكبير‬
‫نسبيا للذكور مقارنة باإلناث فيرجع لكون نسبيا للذكور في العمل عالوة على ان طبيعة‬
‫المؤسسة عتاديه وتعتمد بالمجمل على فئة الذكور الذين هو اكثر تحمل للعمل وابجدياته‬
‫وهذا ما يفسر ان معظم عمال مؤسسة اتصاالت الجزائر باألغواط من فئة الذكور‪.‬‬
‫ومنه نستنتج ان مؤسسة اتصاالت الجزائر باألغواط تعتمد اكثر على فئة الذكور‪.‬‬
‫الجدول رقم ‪ : 22‬يمثل متغير السن ألفراد العينة‬
‫النسبة المئوية‬ ‫التكرار‬ ‫السن‬
‫‪13‬‬ ‫‪26‬‬ ‫اقل من ‪ 16‬سنة‬
‫‪11.3‬‬ ‫‪20‬‬ ‫من ‪ 16‬الى ‪ 16‬سنة‬
‫‪11.3‬‬ ‫‪62‬‬ ‫من ‪ 12‬سنة الى ‪ 36‬سنة‬
‫‪26‬‬ ‫‪61‬‬ ‫من ‪ 32‬الى ‪ 06‬سنة‬
‫‪266‬‬ ‫‪16‬‬ ‫المجموع‬
‫من خالل الجدول اعاله نالحظ ان اكبر نسبة هي ‪ %11.3‬تتراوح اعمارهم ما بين ‪16‬‬
‫و‪ 16‬سنة‪ ،‬اما نسبة ‪ %13‬من اجمالي افراد العينة تقل أعمارهم على ‪ 16‬سنة‪ ،‬وتليها نسبة‬

‫‪49‬‬
‫الفصل الثالث دراسة حالة بمؤسسة اتصاالت الجزائر باألغواط‬

‫‪ %11.3‬من اجمالي افراد العينة تتراوح اعمارهم ما بين ‪ 12‬و‪ 36‬سنة‪ ،‬وتليها نسبة ‪%26‬‬
‫من اجمالي افراد العينة تتراوح اعمارهم ما بين ‪ 32‬و‪ 06‬سنة‪،‬‬
‫ومنه نستنتج ان مؤسسة اتصاالت الجزائر باألغواط تعتمد على عمال تتراوح اعماهم من‬
‫اقل من ‪ 16‬سنة الى ‪ 36‬سنة في اداء اعمالها اليومية حيث ان نسبتهم في المؤسسة حوالي‬
‫‪ %26‬وذلك للمزج بين قوة الشباب وخبرة الكهول‪ ،‬ويفسر ذلك كون ان المؤسسة قديمة‬
‫النشأ نجدها مازالت تعتمد على مجموعة من عمالها القدامى التي يتميزون بخبرة اكتسبوها‬
‫من سنوات العمل في المؤسسة‪.‬‬
‫الجدول‪ :23‬يمثل متغير المستوى التعليمي ألفراد العينة‬
‫النسبة المئوية‬ ‫التكرار‬ ‫المستوى التعليمي‬
‫‪26‬‬ ‫‪61‬‬ ‫متوسط‬
‫‪13‬‬ ‫‪26‬‬ ‫ثانوي‬

‫‪03‬‬ ‫‪10‬‬ ‫جامعي‬


‫‪266‬‬ ‫‪16‬‬ ‫المجموع‬
‫من خالل الجدول اعاله نالحظ ان اكبر نسبة هي ‪ %03‬من اجمالي افراد العينة ذو مستوى‬
‫جامعي وتليها نسبة ‪ %13‬من اجمالي افراد العينة ذو مستوى ثانوي‪ ،‬وتليها نسبة ‪ %26‬من‬
‫اجمالي افراد العينة ذو مستوى متوسط ومنه نستنتج ان يوجد اختالف في المستوى الدراسي‬
‫او يفسر هذا وجود اختالف المهام والعمل اال ان مؤسسة اتصاالت الجزائر باألغواط تعتمد‬
‫على نسبة ‪ %03‬من خريجي الجامعات النهم اكثر خبرة ولهم معلومات في المجال حيث ان‬
‫دراساتهم وتخصصاتهم الجامعية تتماشى مع مهامه في المؤسسة ‪.‬‬
‫ومنه نستنتج ان معظم عمال المؤسسات االقتصادية ذو مستوى تعليمي عالي وبتخصصات‬
‫تتماشى مع العمل المطلوب والمهام الموكلة لهم ‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫الفصل الثالث دراسة حالة بمؤسسة اتصاالت الجزائر باألغواط‬

‫الجدول رقم ‪ : 24‬يمثل متغير الحالة العائلية ال فراد العينة‬


‫النسبة المئوية‬ ‫التكرار‬ ‫الحالة العائلية‬
‫‪16‬‬ ‫‪21‬‬ ‫أعزب‬
‫‪00.13‬‬ ‫‪20‬‬ ‫متزوج‬
‫‪1.03‬‬ ‫‪61‬‬ ‫ارمل‬
‫‪% 266‬‬ ‫‪16‬‬ ‫المجموع‬
‫من خالل الجدول اعاله نالحظ ان اكبر نسبة هي ‪ %00.13‬من اجمالي افراد العينة‬
‫‪022‬حالتهم العائلية متزوجون ‪ ،‬وتليها نسبة ‪ %16‬من اجمالي افراد العينة حالتهم العائلية‬
‫عزاب ومن يمكننا القول ان نسبة ‪ %00.13‬من عمال مؤسسة اتصاالت الجزائر باألغواط‬
‫متزوجون‪.‬‬
‫الجول رقم‪ : 25‬يمثل سنوات الخبرة ألفراد العينة‬
‫النسبة ‪%‬‬ ‫التكرار‬ ‫سنوات الخبرة ألفراد العينة‬
‫‪26‬‬ ‫‪1‬‬ ‫أقل من ‪ 5‬سنوات‬
‫‪01.3‬‬ ‫‪12‬‬ ‫من ‪ 12 - 5‬سنوات‬
‫‪21.3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪ 12‬سنوات فأكثر‬
‫‪266‬‬ ‫‪16‬‬ ‫المجموع‬
‫من خالل جدول اعاله نالحظ ان ‪ 12‬فردا من افراد العينة بنسبه ‪ % 01.3‬تتراوح خبرتهم‬
‫من خمس سنوات الى ‪ 26‬سنوات في حين ان ‪ 3‬افراد من افراد العينة بنسبه ‪ % 21.3‬لهم‬
‫خبره تفوق ‪ 26‬سنوات في حين ان ‪ 61‬افراد من افراد العينة بنسبه ‪ % 26‬تقل خبرتهم عن‬
‫الخمس سنوات ‪.‬‬
‫ومنه نستنتج ان عمال مؤسسة يملكون خبره في مجال عملهم تتراوح ما بين ‪ 3‬الى ‪26‬‬
‫سنوات ‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫الفصل الثالث دراسة حالة بمؤسسة اتصاالت الجزائر باألغواط‬

‫المحور الثاني‪ :‬االبداع التكنولوجي‬


‫يمثل عمل المؤسسة على تطوير تكنولوجيا المستعملة‬ ‫الجدول رقم ‪06‬‬
‫النسبة المئوية‬ ‫التكرار‬
‫‪%266‬‬ ‫‪16‬‬ ‫نعم‬
‫‪%66‬‬ ‫‪66‬‬ ‫ال‬
‫‪%266‬‬ ‫‪16‬‬ ‫المجموع‬
‫من خالل الجدول اعاله نالحظ ان نسبة ‪ 40‬كانت اجابتهم بنعم انه المؤسسة تعمل على‬
‫تطوير تكنولوجيا المستعملة بنسبة ‪. 100‬‬
‫ومنه نستخلص أن المؤسسة تعمل على تطوير تكنولوجيا المستعملة ف قد ساهم في إعادة‬
‫تعريف العديد من المهام واإلجراءات ‪ ،‬حيث عملت على تحسين جودة العمل عن طريق‬
‫استخدام أساليب جديدة تتسم بالكفاءة والفعالية والسرعة‪ ،‬حيث مكنت بدورها من اختصار‬
‫الوقت والجهد والتكلفة كما ألغت حدود الزمان والمكان‪.‬‬
‫الجدول رقم ‪ :27‬يمثل عمل المؤسسة على تقديم خدمات جديدة ومميزة‬
‫النسبة المئوية‬ ‫التكرار‬ ‫الفئات‬
‫‪%266‬‬ ‫‪16‬‬ ‫نعم‬
‫‪%66‬‬ ‫‪66‬‬ ‫ال‬
‫‪%266‬‬ ‫‪16‬‬ ‫المجموع‬
‫من خالل الجدول اعاله نالحظ ان افراد العينة بنسبة ‪ %266‬كانت اجابتهم بنعم اي أن‬
‫المؤسسة تعمل على تقديم خدمات جديدة ومميزة ‪.‬‬
‫ومنه نستخلص أن المؤسسة تعمل على تقديم خدمات جديدة ومميزة حيث أصبحت المؤسسة‬
‫توليه عناية خاصة السيما الكفاءات منها‪ ،‬لما لها من أهمية في تحقيق التميز واإلبداع‬
‫والميزة التنافسية وأصبحت تبحث عن مختلف الطرق واألساليب في كيفية االحتفاظ بها‬

‫‪52‬‬
‫الفصل الثالث دراسة حالة بمؤسسة اتصاالت الجزائر باألغواط‬

‫واالستفادة من قدراتها المميزة وأفكارها اإلبداعية‪ ،‬فهذه الفئة تكتسي أهمية بالغة لقدرتها على‬
‫تحقيق التطور واالستمرار ألي مؤسسة في ظل احتدام المنافسة التي فرضتها العولمة‪.‬‬
‫الجدول رقم ‪ : 20‬يمثل عمل المؤسسة االبداع في خدماتها‬
‫النسبة المئوية‬ ‫التكرار‬ ‫الفئات‬
‫‪% 87.5‬‬ ‫‪13‬‬ ‫نعم‬
‫‪%12.5‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ال‬
‫‪%100‬‬ ‫‪16‬‬ ‫المجموع‬
‫من خالل الجدول اعاله نالحظ ان افراد العينة بنسبة ‪ %13‬كانت اجابتهم بنعم أن المؤسسة‬
‫تعمل على االبداع في خدماتها وذلك بنسبة ‪ % 87.5‬أما أفراد العينة ‪ 3‬فكانت اجابتهم ب‬
‫ال أي أن المؤسسة ال تعمل على االبداع في خدماتها وذلك بنسبة ‪.%12.5‬‬
‫ومنه نستخلص أن المؤسسة تعمل في االبداع في خدماتها حيث أصبحت العملية اإلبداعية‬
‫على مستوى المؤسسة‪ ،‬تتشكل من خالل عملية البحث والتطوير عن األفكار اإلبداعية‪ ،‬بغية‬
‫زيادة األرباح وعوائد االستثمار عبر تقديم منتجات وخدمات ناجحة وخدمات مبتكرة ‪.‬‬
‫الجدول رقم ‪ :20‬يمثل عمل المؤسسة على تطوير البحث في مجال االبداع التكنولوجي‬
‫النسبة المئوية‬ ‫التكرار‬ ‫الفئات‬
‫‪%01.3‬‬ ‫‪12‬‬ ‫نعم‬
‫‪%10.3‬‬ ‫‪22‬‬ ‫ال‬
‫‪%100‬‬ ‫‪16‬‬ ‫المجموع‬
‫من خالل الجدول اعاله نالحظ ان افراد العينة ‪ 12‬كانت اجابتهم بنعم أي أن المؤسسة‬
‫تعمل على تطوير البحث في مجال االبداع التكنولوجي وذلك بنسبة‪ %01.3‬أما أفراد العينة‬
‫‪ 22‬فكانت اجابتهم ب ال أي أن المؤسسة ال تعمل على تطوير البحث في مجال االبداع‬
‫التكنولوجي وذلك بنسبة ‪.%10.3‬‬

‫‪53‬‬
‫الفصل الثالث دراسة حالة بمؤسسة اتصاالت الجزائر باألغواط‬

‫ومنه نستخلص أن المؤسسة تعمل على تطوير البحث في مجال االبداع التكنولوجي حيث‬
‫أصبحت قدرات البحث (قدرات عمال البحث والتطوير‪ ،‬قدرات االنفاق على البحث وقدرات‬
‫تنفيذ مشاريع البحث ) وقدرات االبداع التكنولوجي (بما فيها قدرات البحث والتطوير‪ ،‬القدرات‬
‫االستيعابية‪ ،‬التصنيعية‪ ،‬التسويقية‪ ،‬التنظيمية واالرتباطية) على األداء اإلبداعي للمؤسسة‪.‬‬
‫الجدول رقم‪ :20‬يمثل الخدمات التي تقدمها المؤسسة واعتمدها على التكنولوجيات‬
‫الحديثة واإلنترنت‬
‫النسبة المئوية‬ ‫التكرار‬ ‫الفئات‬
‫‪%03‬‬ ‫‪10‬‬ ‫نعم‬
‫‪%13‬‬ ‫‪21‬‬ ‫ال‬
‫‪%100‬‬ ‫‪16‬‬ ‫المجموع‬
‫من خالل الجدول اعاله نالحظ ان افراد العينة ‪ 10‬كانت اجابتهم بنعم أي أن المؤسسة‬
‫تعمل على تقديم الخدمات واعتمدها على التكنولوجيات الحديثة واالنترنت وذلك بنسبة‪%03‬‬
‫أما أفراد العينة ‪ 21‬فكانت اجابتهم ب ال أي أن المؤسسة ال تعمل على تقديم خدمات وال‬
‫تعتمد على التكنولوجيات الحديثة واالنترنت وذلك بنسبة ‪.%13‬‬
‫ومنه نستخلص أن المؤسسة تعمل على تقديم خدماتها واعتمدها على التكنولوجيات الحديثة‬
‫واالنترنت حيث انعكست التطورات الحاصلة في مجال تكنولوجيا المعلومات الحديثة بشكل‬
‫مباشرة وعميق على النشاط االقتصادي وأحدثت تغيرات جوهرية على طبيعة المؤسسة ‪،‬‬
‫واألمر الذي دفع بالمؤسسة الخدمية نحو التوجه المتسارع لالستثمار في قدرات ووسائل هذه‬
‫التكنولوجيا السيما شبكة االنترنت لتقودها إلى االبداع والتميز تصميم خدماتها المتعددة‬
‫وعرضها وتقديمها بجودة عالية لتعزيز المكانة المؤسسة‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫الفصل الثالث دراسة حالة بمؤسسة اتصاالت الجزائر باألغواط‬

‫المحور الثاني‪ :‬االبداع التكنولوجي في تحقيق الميزة التنافسية‬


‫الجدول رقم ‪ :12‬يمثل معرفة المؤسسة منافسة حقيقة في السوق‬
‫النسبة المئوية‬ ‫التكرار‬ ‫الفئات‬
‫‪%23‬‬ ‫‪13‬‬ ‫نعم‬
‫‪%3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ال‬
‫‪%100‬‬ ‫‪16‬‬ ‫المجموع‬
‫من خالل الجدول اعاله نالحظ ان افراد العينة ‪ 13‬كانت اجابتهم بنعم أي أن المؤسسة‬
‫تعمل على منافسة حقيقة في السوق وذلك بنسبة‪ % 23‬أما أفراد العينة ‪ 1‬فكانت اجابتهم‬
‫ب ال أي أن المؤسسة ال تعمل على منافسة حقيقة في السوق وذلك بنسبة ‪.%3‬‬
‫ومنه نستخلص أن المؤسسة منافسة حقيقة في السوق من حقائق ممارسة المؤسسة اتصاالت‬
‫الجزائر باألغواط ترى المنافسة في شكل السعر والجودة والتصميم والمبيعات والموقع‪ ،‬وتقريبا‬
‫كل عملية تجارية‪ ،‬وأي مؤسسـة احـتالل مكانـة تصـبح بموجبهـا قـادرة علـى المنافسـة علـى‬
‫المـدى القريـب أو البعيد‪ ،‬فإنه من الضروري لها أن تبني إستراتيجية تنافسية مناسبة لتحقيق‬
‫أحسن أداء‪.‬‬
‫الجدول رقم ‪ :11‬يمثل أن المؤسسة بخدماتها المقدمة ال تتطلب وجود منافسين‬
‫النسبة المئوية‬ ‫التكرار‬ ‫الفئات‬
‫‪%266‬‬ ‫‪16‬‬ ‫نعم‬
‫‪%66‬‬ ‫‪66‬‬ ‫ال‬
‫‪%100‬‬ ‫‪16‬‬ ‫المجموع‬
‫من خالل الجدول اعاله نالحظ ان افراد العينة ‪ 16‬كانت اجابتهم بنعم أي أن المؤسسة‬
‫بخدماتها المقدمة ال تتطلب وجود منافسين وذلك بنسبة ‪. %266‬‬

‫‪55‬‬
‫الفصل الثالث دراسة حالة بمؤسسة اتصاالت الجزائر باألغواط‬

‫ومنه نستخلص أن المؤسسة بخدماتها المقدمة تتطلب وجود منافسين وذلك نالحظ أن الميزة‬
‫التـنافسية الجيدة هي الميزة التي تجعل المؤسسة تملك موقفا أقوى من المشترين عندما يحين‬
‫موعد التـفاوض حول األسعار أو الكميات أو الخصومات أو جودة المنتجات ‪ ،‬وينطبق‬
‫الكالم نفسه على الميزة التي تجعل المؤسسة تـتفوق في السوق على المصانع األخرى‬
‫المنافسة‪.‬‬
‫الجدول ‪ :12‬يمثل التزام المؤسسة بأدائها التقني حافظا على ميزتها‬
‫النسبة المئوية‬ ‫التكرار‬ ‫الفئات‬
‫‪%20.3‬‬ ‫‪12‬‬ ‫نعم‬
‫‪%1.3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ال‬
‫‪%100‬‬ ‫‪16‬‬ ‫المجموع‬
‫من خالل الجدول اعاله نالحظ ان افراد العينة ‪ 12‬كانت اجابتهم بنعم أي أن المؤسسة‬
‫تلتزم بأدائها التقني حافظا على ميزاتها وذلك بنسبة ‪ %20.3‬أما أفراد العينة ‪ 2‬فكانت‬
‫اجابتهم ب ال أي أن المؤسسة ال تلتزم بأدائها التقني حافظا على ميزاتها وذلك بنسبة ‪.%3‬‬
‫ومنه نستخلص أن المؤسسة تلتزم بأدائها التقني حافظا على ميزاتها حيث تحاول مؤسسة‬
‫اتصاالت الجزائر من خالل الخدمات التي تقدمها للموطن العمل على تقديم أفضلها على‬
‫المستوى المحلي والوطني وبالتالي اكتساب ميزة تنافسية عبر الصورة الذهنية التي يكون‬
‫لها تأثير مباشر على الزبون‪..‬‬

‫‪56‬‬
‫الفصل الثالث دراسة حالة بمؤسسة اتصاالت الجزائر باألغواط‬

‫الجدول ‪ :13‬يمثل عمل المؤسسة على تقديم خدمات طلب الزبون‬


‫النسبة المئوية‬ ‫التكرار‬ ‫الفئات‬
‫‪%31.3‬‬ ‫‪11‬‬ ‫نعم‬
‫‪%20.3‬‬ ‫‪0‬‬ ‫ال‬
‫‪%100‬‬ ‫‪16‬‬ ‫المجموع‬
‫من خالل الجدول اعاله نالحظ ان افراد العينة ‪ 11‬كانت اجابتهم بنعم أي أن المؤسسة‬
‫تعمل على تقديم خدمات طلب الزبون وذلك بنسبة ‪ %31.3‬أما أفراد العينة ‪ 0‬فكانت‬
‫اجابتهم ب ال أي أن المؤسسة ال تقدم خدمات طلب الزبون وذلك بنسبة ‪.%20.3‬‬
‫ومنه نستخلص أن المؤسسة تعمل على تقديم خدمات طلب الزبون حيث أن تقديم الخدمات‬
‫طلب الزبون جميعها لديها دور فعال في استمالة سلوك العميل من أجل شراء الخدمة‪ ،‬ومن‬
‫أجل تحسين نوعية وجودة خدمات مؤسسة تليكوم الجزائر باألغواط تسعى إلى تصميم نموذج‬
‫جيد من أجل تقديم خدمة ممتازة للعميل بما يتوافق مع حاجاته ورغباته وذلك باالعتماد على‬
‫مجموعة من اإلستراتيجيات التسويقية والتي تتمثل في تقديم مزيج تسويقي خدمي أمثل‬
‫للمستهلكين ومن بين العناصر المهمة التي تعتبر عنصر فعال لجذب العميل‪.‬‬
‫الجدول رقم ‪ :14‬يمثل اعتماد االبداع التكنولوجي في المؤسسة في تحسن تقديم الخدمات‬
‫النسبة المئوية‬ ‫التكرار‬ ‫الفئات‬
‫‪%03‬‬ ‫‪16‬‬ ‫نعم‬
‫‪%13‬‬ ‫‪26‬‬ ‫ال‬
‫‪%100‬‬ ‫‪16‬‬ ‫المجموع‬
‫من خالل الجدول اعاله نالحظ ان افراد العينة ‪ 16‬كانت اجابتهم بنعم أي أن المؤسسة‬
‫تعمل على تقديم خدمات طلب الزبون وذلك بنسبة ‪ %03‬أما أفراد العينة ‪ 26‬فكانت اجابتهم‬
‫ب ال أي أن المؤسسة ال تقدم خدمات طلب الزبون وذلك بنس‪.%13‬‬

‫‪57‬‬
‫الفصل الثالث دراسة حالة بمؤسسة اتصاالت الجزائر باألغواط‬

‫ومنه نستخلص أن المؤسسة تعمل على تقديم خدمات طلب الزبون أن المؤسسة الرائدة في‬
‫تقديم الخدمات لمتلقيها تتطلع دائما إلى اإلبداع‪ ،‬حيث نجد أن اإلبداع هو قاعدة أساسية‬
‫للتوصل إلى خدمات ذات جودة عالية‪ .‬من خالل مبدأ التحسين المستمر في الخدمات‬
‫بمشاركة جميع العاملين‪ .‬ويكون ذلك اضاف ات صغيرة وتعديالت جزئية لالستجابة األفضل‬
‫لحاجات السوق والزبائن‪ ،‬مما يساهم في تحسين الميزة التنافسية للمؤسسة‪.‬‬
‫الجدول رقم ‪ :15‬يمثل االبداع في خدمات المؤسسة تغني الموظف عن التفكير في غيرها‬
‫النسبة المئوية‬ ‫التكرار‬ ‫الفئات‬
‫‪%30.3‬‬ ‫‪13‬‬ ‫نعم‬
‫‪%21.3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ال‬
‫‪%100‬‬ ‫‪16‬‬ ‫المجموع‬
‫من خالل الجدول اعاله نالحظ ان افراد العينة ‪ 13‬كانت اجابتهم بنعم أي أن االبداع في‬
‫خدمات المؤسسة تغني الموظف عن التفكير في غيرها وذلك بنسبة ‪ %30.3‬أما أفراد العينة‬
‫‪ 3‬فكانت اجابتهم ب ال أي أن االبداع في خدمات المؤسسة ال يغني الموظف عن التفكير‬
‫في غيرها وذلك بنس‪.%21.3‬‬
‫ومنه نستخلص أن االبداع في خدمات المؤسسة تغني الموظف عن التفكير في غيرها حيث‬
‫أن الدور الذي يلعبه اإلبداع في إعطاء المؤسسة ميزة للحصول على رضا الزبون وضمان‬
‫والئه لها‪ ،‬ولبلوغ المؤسسة غايتها يتطلب ذلك منها التعامل بفكر جديد وأساليب مختلفة‬
‫لتحرير الطاقات اإلبداعية من وثم تنمية القدرة على اإلبداع االبتكار لدى فرق العمل واألفراد‬
‫وتوفير البيئة المشجعة والمالئمة من أجل توفير المنتجات والخدمات أو الحلول التي تخدم‬
‫العمالء وتلبي احتياجاتهم‪ ،‬وبذلك تضمن المؤسسة والء العميل‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫الفصل الثالث دراسة حالة بمؤسسة اتصاالت الجزائر باألغواط‬

‫المطلب الثالث‪ :‬النتائج العامة للدراسة‬


‫ومن هنا نستنتج أن‪:‬‬
‫‪ ‬المؤسسة تعمل على تطوير تكنولوجيا المستعملة ف قد ساهم في إعادة تعريف العديد من‬
‫المهام واإلجراءات ‪ ،‬حيث عملت على تحسين جودة العمل عن طريق استخدام أساليب‬
‫جديدة تتسم بالكفاءة والفعالية والسرعة‪ ،‬حيث مكنت بدورها من اختصار الوقت والجهد‬
‫والتكلفة كما ألغت حدود الزمان والمكان‪.‬‬
‫‪ ‬المؤسسة تعمل على تقديم خدمات جديدة ومميزة حيث أصبحت المؤسسة توليه عناية‬
‫خاصة السيما الكفاءات منها‪ ،‬لما لها من أهمية في تحقيق التميز واإلبداع والميزة التنافسية‬
‫وأصبحت تبحث عن مختلف الطرق واألساليب في كيفية االحتفاظ بها واالستفادة من قدراتها‬
‫المميزة وأفكارها اإلبداعية‪ ،‬فهذه الفئة تكتسي أهمية بالغة لقدرتها على تحقيق التطور‬
‫واالستمرار ألي مؤسسة في ظل احتدام المنافسة التي فرضتها العولمة‪.‬‬
‫‪ ‬المؤسسة تعمل في االبداع في خدماتها حيث أصبحت العملية اإلبداعية على مستوى‬
‫المؤسسة‪ ،‬تتشكل من خالل عملية البحث والتطوير عن األفكار اإلبداعية‪ ،‬بغية زيادة‬
‫األرباح وعوائد االستثمار عبر تقديم منتجات وخدمات ناجحة وخدمات مبتكرة ‪.‬‬
‫‪ ‬المؤسسة تعمل على تطوير البحث في مجال االبداع التكنولوجي حيث أصبحت قدرات‬
‫البحث (قدرات عمال البحث والتطوير‪ ،‬قدرات االنفاق على البحث وقدرات تنفيذ مشاريع‬
‫البحث ) وقدرات االبداع التكنولوجي (بما فيها قدرات البحث والتطوير‪ ،‬القدرات االستيعابية‪،‬‬
‫التصنيعية‪ ،‬التسويقية‪ ،‬التنظيمية واالرتباطية) على األداء اإلبداعي للمؤسسة‪.‬‬
‫‪ ‬المؤسسة تعمل على تقديم خدماتها واعتمدها على التكنولوجيات الحديثة واالنترنت حيث‬
‫انعكست التطورات الحاصلة في مجال تكنولوجيا المعلومات الحديثة بشكل مباشرة وعميق‬
‫على النشاط االقتصادي وأحدثت تغيرات جوهرية على طبيعة المؤسسة ‪ ،‬واألمر الذي دفع‬
‫بالمؤسسة الخدمية نحو التوجه المتسارع لالستثمار في قدرات ووسائل هذه التكنولوجيا السيما‬

‫‪59‬‬
‫الفصل الثالث دراسة حالة بمؤسسة اتصاالت الجزائر باألغواط‬

‫شبكة االنترنت لتقودها إلى االبداع والتميز تصميم خدماتها المتعددة وعرضها وتقديمها‬
‫بجودة عالية لتعزيز المكانة المؤسسة‪.‬‬
‫‪ ‬المؤسسة منافسة حقيقة في السوق من حقائق ممارسة المؤسسة اتصاالت الجزائر‬
‫باألغواط ترى المنافسة في شكل السعر والجودة والتصميم والمبيعات والموقع‪ ،‬وتقريبا كل‬
‫عملية تجارية‪ ،‬وأي مؤسسـة احـتالل مكانـة تصـبح بموجبهـا قـادرة علـى المنافسـة علـى المـدى‬
‫القريـب أو البعيد‪ ،‬فإنه من الضروري لها أن تبني إستراتيجية تنافسية مناسبة لتحقيق أحسن‬
‫أداء‪.‬‬
‫‪ ‬المؤسسة بخدماتها المقدمة تتطلب وجود منافسين وذلك نالحظ أن الميزة التـنافسية الجيدة‬
‫هي الميزة التي تجعل المؤسسة تملك موقفا أقوى من المشترين عندما يحين موعد التـفاوض‬
‫حول األسعار أو الكميات أو الخصومات أو جودة المنتجات ‪ ،‬وينطبق الكالم نفسه على‬
‫الميزة التي تجعل المؤسسة تـتفوق في السوق على المصانع األخرى المنافسة‪.‬‬
‫‪ ‬المؤسسة تلتزم بأدائها التقني حافظا على ميزاتها حيث تحاول مؤسسة اتصاالت الجزائر‬
‫من خالل الخدمات التي تقدمها للموطن العمل على تقديم أفضلها على المستوى المحلي‬
‫والوطني وبالتالي اكتساب ميزة تنافسية عبر الصورة الذهنية التي يكون لها تأثير مباشر‬
‫على الزبون‪.‬‬
‫‪ ‬المؤسسة تعمل على تقديم خدمات طلب الزبون حيث أن تقديم الخدمات طلب الزبون‬
‫جميعها لديها دور فعال في استمالة سلوك العميل من أجل شراء الخدمة‪ ،‬ومن أجل تحسين‬
‫نوعية وجودة خدمات مؤسسة تليكوم الجزائر باألغواط تسعى إلى تصميم نموذج جيد من‬
‫أجل تقديم خدمة ممتازة للعميل بما يتوافق مع حاجاته ورغباته وذلك باالعتماد على مجموعة‬
‫من اإلستراتيجيات التسويقية والتي تتمثل في تقديم مزيج تسويقي خدمي أمثل للمستهلكين‬
‫ومن بين العناصر المهمة التي تعتبر عنصر فعال لجذب العميل‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫الفصل الثالث دراسة حالة بمؤسسة اتصاالت الجزائر باألغواط‬

‫‪ ‬المؤسسة تعمل على تقديم خدمات طلب الزبون أن المؤسسة الرائدة في تقديم الخدمات‬
‫لمتلقيها تتطلع دائما إلى اإلبداع‪ ،‬حيث نجد أن اإلبداع هو قاعدة أساسية للتوصل إلى‬
‫خدمات ذات جودة عالية‪ .‬من خالل مبدأ التحسين المستمر في الخدمات بمشاركة جميع‬
‫العاملين‪ .‬ويكون ذلك ا ضافات صغيرة وتعديالت جزئية لالستجابة األفضل لحاجات السوق‬
‫والزبائن ‪ ،‬مما يساهم في تحسين الميزة التنافسية للمؤسسة‪.‬‬
‫‪ ‬االبداع في خدمات المؤسسة تغني الموظف عن التفكير في غيرها حيث أن الدور الذي‬
‫يلعبه اإلبداع في إعطاء المؤسسة ميزة للحصول على رضا الزبون وضمان والئه لها‪ ،‬ولبلوغ‬
‫المؤسسة غايتها يتطلب ذلك منها التعامل بفكر جديد وأساليب مختلفة لتحرير الطاقات‬
‫اإلبداعية من و ثم تنمية القدرة على اإلبداع االبتكار لدى فرق العمل واألفراد و توفير البيئة‬
‫المشجعة و المالئمة من أجل توفير المنتجات والخدمات أو الحلول التي تخدم العمالء و‬
‫تلبي احتياجاتهم ‪،‬و بذلك تضمن المؤسسة والء العميل‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫خاتمة‬

‫من خالل ما تقدم يتضح لنا أنه وفي ظل الظروف االقتصادية العالمية الحالية‪ ،‬وفي ظل‬
‫التغيرات الحديثة والصعوبات المتنامية للمحيط االقتصادي الدولي‪ ،‬يستوجب على المنظمات‬
‫على اختالف حجمها وطبيعة نشاطها االعتماد أكثر على استراتيجيات واضحة وفعالة‬
‫لتأهيل أوضاعها االقتص ادية‪ ،‬وتعزيز تنافسيتها من أجل مواجهة تحديات االنفتاح‬
‫االقتصادي والعولمة‪ ،‬ويعد دعمها لعمليات اإلبداع والتطوير التكنولوجي للنشاطات‬
‫اإلنتاجية‪ ،‬وكذا تشجيع ودعم القدرات والكفاءات اإلبداعية في مجال تكنولوجيا اإلنتاج وأنماط‬
‫التسيير والتسويق والتمويل ‪...‬الخ‪ ،‬من أه م هذه اإلستراتيجيات مقارنة مع تسارع وتيرة التطور‬
‫التقني والتكنولوجيا على المستوى العالمي‪ ،‬وسيطرة الشركات الكبرى متعددة الجنسيات‬
‫واحتكارها للتكنولوجيا عالية الجودة‪ ،‬والتي باتت أساس وأهم عامل للتنافس‪ ،‬الشيء الذي‬
‫يقلص من فرص الربحية ألغلب المنظمات االقتصادية للدول النامية‪ ،‬وبالتالي يهدد مركزها‬
‫ومكانتها في األسواق العالمية وحتى المحلية‪ ،‬في حالة دخولها ضمن اتفاقيات تحرير‬
‫التجارة‪ ،‬كما سيهدد ذلك من المصالح التجارية في أسواقها المحلية والخارجية للدول التي ال‬
‫تسعى إلى تدعيم مثل هذه العمليات اإلبداعية‪ ،‬حيث ستصبح بمثابة أنظمة مغلقة ال ينالها‬
‫في نهاية المطاف سوى الوقوع تحت دائرة التخلف والسيطرة واالستعمار‪.‬‬
‫ولكي تتمكن المنظمة من الحفاظ على بقاءها واستم ارريتها ضمن سوق شديد التنافس‪،‬‬
‫عليها أن تعمل جاهدة من أجل زيادة وتعظيم قدر المستطاع حصتها في األسواق التي يمكن‬
‫أن تنشط في ها‪ ،‬بزيادة حجم مبيعاتها وأرباحها‪ ،‬ولن يتاتي لها ذلك إال من خالل تحقيق رضا‬
‫المستهلكين من المنتجات الجديدة وكسب في نفس الوقت وفائهم ووالءهم لها‪ ،‬سواء كانوا‬
‫زبائن دائمين أو محتملين‪ ،‬كل ذلك يمكن أن تتحصل عليه المنظمة من خالل‪:‬‬
‫‪ ‬تعزيز القدرات المعرفية والعلمية من خالل تراكم المعارف والخبرات الناتجة عن عمليات‬
‫اإلبداع والتطوير التكنولوجي والتقني‪.‬‬
‫‪ ‬وضع وتنفيذ إستراتيجية شاملة حديثة ومدروسة للتأهيل في كل الجوانب (االبتكارية‪،‬‬
‫االستثمارية‪ ،‬التسويقية‪ ،‬اإلدارية‪...‬الخ)‪.‬‬
‫‪63‬‬
‫خاتمة‬

‫‪ ‬إدارة ودعم نشاط االبتكار والتطوير التكنولوجي‪ ،‬لمواجهة حدة المنافسة‪.‬‬


‫‪ ‬زيادة معدل العائد على االستثمار عن طريق االستفادة من تجارب المؤسسات األجنبية‬
‫األخرى في هذا المجال‬
‫‪ ‬توفير الطاقات واإلمكانيات المالية والتسييرية والخبرات تكنولوجية الضرورية لتعزيز‬
‫المركز التنافسي‪.‬‬
‫‪ ‬امتالك معارف ومعلومات كافية عن السوق ومختلف خصائص شرائحه ومتطلبات‬
‫قطاعات المتنوعة‪.‬‬
‫‪ ‬التحكم أكثر في مجال اإلبداع التكنولوجي من خالل التحسين المستمر والتطوير‬
‫والدراسة والمتابعة‪ ،‬لتمكين المنظمة من الحصول على مزايا تنافسية تدعم حصتها السوقية‬
‫أو على األقل المحافظة عليها في اإلطار الدولي‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫قائمة املصادر واملراجع‬

‫أوال‪ :‬الكتب باللغة العربية‬


‫‪ .2‬سيد محمد جاد الرب‪ ،‬إدارة اإلبداع والتميز التنافسي‪ ،‬دار وفاء الدنيا للطباعة والنشر‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪.2013 ،‬‬
‫‪ .1‬عبد الفتاح محمود أحمد تنمية مهارات التفكير االبتكاري واإلبداعي للمدراء المجموعة‬
‫العربية للتدريب والنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.1621 ،‬‬
‫‪ .1‬العتبي محمد زويد‪ ،‬الطريق إلى اإلبداع والتميز اإلداري‪ ،‬ط‪ ، 2‬دار الفجر للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫القاهرة‪.1660 ،‬‬
‫‪ .1‬عمار بوشناف‪" ،‬الميزة التنافسية في المؤسسة االقتصادية‪ :‬مصادرها‪ ،‬تنميتها و تطويرها"‪،‬‬
‫جامعة العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪.1666 ،‬‬
‫‪ .3‬فريد النجار‪ ،‬المنافسة والترويج التطبيقي‪( ،‬آليات الشركات لتحسين المراكز التنافسية)‪،‬‬
‫مؤسسة شباب الجامعة للنشر‪ ،‬االسكندرية‪.1666 ،‬‬
‫‪ .0‬فريد راغب النجار‪ :‬إدارة اإلنتاج والعمليات والتكنولوجيا‪ ،‬مكتبة اإلشعاع للطباعة والنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬مصر‪.2221 ،‬‬
‫‪ .0‬محمد سعيد اوكيل‪ ،‬اقتصاد وتسيير اإلبداع التكنولوجي‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫الجزائر‪. 1666 ،‬‬
‫‪ .3‬محمد سعيد أوكيل‪ ،‬وظائف ونشاطات المؤسسة الصناعية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬ط‪.2222 ،22:‬‬
‫‪ .2‬مصطفى محمود‪ ،‬أبو بكر‪ ،‬المـوارد البشريـة مـدخل لتحقيق الميزة التنافسية‪ ،‬ـدار الجامعية‪،‬‬
‫مصر‪. 1660 ،‬‬
‫‪ .26‬مصطفى يوسف كافي اقتصاد المعرفة وانعكاساته في تحقيق التنافسية للبنوك‪ ،‬ألفا‬
‫للوثائق‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪.1620 ،‬‬

‫‪66‬‬
‫قائمة املصادر واملراجع‬

‫ثانيا‪ :‬المجالت والرسائل‬


‫‪ .2‬بن بريكة‪ ،‬ع‪.‬و‪ ،‬مساهمة االبداع التكنولوجي في تدعيم المركز التنافسي‪ ،‬الج ازئر ‪:‬مداخلة‬
‫ضمن الملتقى الدولي حول االبداع والتغيير التنظيمي بجامعة محمد خيضر ببسكرة‪،‬‬
‫‪.1626‬‬
‫‪ .1‬سلوى محمد اشرفا ‪ ،‬دور إدارة المعرفة و تكنولوجيا المعلومات في تحقيق المزايا التنافسية‬
‫في المصارف العاملة في قطاع ‪ ،‬غزة رسالة ماجستير ‪ ،‬تخصص إدارة األعمال كلية‬
‫التجارة ‪،‬ا‪ƅ‬جامعة الالسامية – ‪ - ،‬غزة ‪.1663/1660‬‬
‫‪ .1‬سيد علي بلحمدي‪ ،‬دور اإلبداع التكنولوجي في تعزيز تنافسية المؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة في ظل العولمة‪:‬دراسة حالة الجزائر‪ ،‬أطروحة دكتوراه ‪:‬تخصص ‪:‬إدارة األعمال‪،‬‬
‫جامعة البليدة ‪ ، 02‬الجزائر‪. 2014/2013، ،‬‬
‫‪ .1‬طارق عبد الفتاح الجحري دور اإلدارة العليا في تحقيق اإلبداع المؤسسي في المنظمات‬
‫األهلية في جنوب الضفة الغربية من وجهة نظر المديرين‪ ،‬رسالة ماجيستر‪ ،‬معهد التنمية‬
‫المستدامة‪ ،‬جامعة القدس‪ ،‬فلسطين‪.1663 ،‬‬
‫‪ .3‬فردوس محمود عباس‪ ،‬أثر اعتماد اإلبداع التقني في تحسين جودة المنتوج لتحقيق الميزة‬
‫ا لتنافسية (دراسة حالة تطبيقية في الشركة العامة لصناعة الزيوت النباتية)‪ ،‬مجلة كلية‬
‫التربية‪ ،‬الجامعة المستنصرية العراق المجلد ‪ ،62‬العدد ‪.1626 ،61‬‬
‫‪ .0‬محمد قريشي‪ ،‬اإلبداع التكنولوجي كمدخل لتعزيز تنافسية المؤسسات الوطنية‪ ،‬مجلة‬
‫البحوث والدراسات‪ ،‬عدد‪ ، 6‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة بسكرة‪،‬‬
‫الجزائر‪.2008 ،‬‬
‫‪ .0‬الياس غقال وآخرون‪ ،‬أهمية اإلبداع التكنولوجي كمصدر للميزة التنافسية في المؤسسات‬
‫الصناعية‪ ،‬مجلة العلوم اإلدارية والمالية‪ ،‬المجلد ‪ ،2‬العدد ‪ ، 2‬امعة الشهيد حمه لخضر‬
‫الوادي‪ ،‬الجزائر‪.1620 ،‬‬

‫‪67‬‬
‫قائمة املصادر واملراجع‬

‫‪ .3‬يحياوي‪.‬ر‪ ،‬االبداع كمدخل الكتساب ميزة تنافسية مستدامة في منظمات األعمال د ارسة‬
‫حالة مؤسسة ملبنة الحضنة بالمسيلة‪ ،‬الج ازئر‪ :‬رسالة ماجستير بجامعة المسيلة )غير‬
‫منشورة‪.1621 ،(.‬‬
‫ثالثا‪ :‬الكتب باللغة األجنبية‬
‫‪–Larid W.Mealiea and Gary P.Latham : Skills for Managerial‬‬
‫‪Success, Irwin, Chicago.‬‬

‫‪68‬‬
‫املالحق‬

‫المحور األول‪ :‬البيانات الشخصية‪:‬‬


‫أنثى‬ ‫ذكر‬ ‫الجنس ‪:‬‬
‫من ‪ 12‬سنة الى‬ ‫من ‪ 16‬الى ‪ 16‬سنة‬ ‫الفئات العمرية‪ :‬اقل من ‪ 16‬سنة‬
‫من ‪ 32‬الى ‪ 06‬سنة‬ ‫‪ 36‬سنة‬
‫أرمل‬ ‫مطلق‬ ‫متزوج‬ ‫أعزب‬ ‫الحالة العائلية ‪:‬‬
‫جامعي‬ ‫ثانوي‬ ‫المستوى التعليمي‪ :‬متوسط‬
‫من ‪ 63‬الى ‪ 26‬سنوات‬ ‫عدد سنوات العمل في المؤسسة‪ :‬اقل من ‪ 63‬سنوات‬
‫اكثر من ‪ 16‬سنة‬ ‫من ‪ 20‬الى ‪ 16‬سنة‬ ‫من ‪ 22‬الى ‪ 23‬سنة‬
‫المحور الثاني‪ :‬االبداع التكنولوجي‬
‫ال‬ ‫‪- 2‬هل تعمل على المؤسسة على تطوير تكنولوجيا المستعملة؟ نعم‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪- 1‬هل تعمل المؤسسة على تقديم خدمات جديدة ومميزة؟‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪- 1‬هل تعمل المؤسسة االبداع في خدماتها؟‬
‫‪- 1‬هل تعمل المؤسسة على تطوير البحث في مجال االبداع التكنولوجي؟‬
‫ال‬ ‫نعم‬
‫‪- 3‬هل الخدمات التي تقدمها المؤسسة تعتمد على التكنولوجيات الحديثة واإلنترنت؟‬
‫ال‬ ‫نعم‬
‫‪ - 0‬هل تعرف المؤسسة منافسة حقيقة في السوق؟‬
‫ال‬ ‫نعم‬
‫‪ - 0‬هل ترى أن المؤسسة بخدماتها المقدمة ال تتطلب وجود منافسين؟‬
‫ال‬ ‫نعم‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪ - 3‬هل التزام المؤسسة بأدائها التقني حافظا على ميزتها؟‬
‫ال‬ ‫‪ - 2‬هل تعمل المؤسسة على تقديم خدمات طلب الزبون؟ نعم‬

‫‪70‬‬
‫املالحق‬

‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪ - 26‬هل اعتماد االبداع التكنولوجي في المؤسسة تحسن تقديم الخدمات؟‬
‫ال‬ ‫‪- 22‬هل االبداع في خدمات المؤسسة تغنيك عن التفكير في غيرها؟ نعم‬

‫‪71‬‬

You might also like