Professional Documents
Culture Documents
الخلاف. المقاطعة. العولمة. (محاضرة في استراليا)
الخلاف. المقاطعة. العولمة. (محاضرة في استراليا)
الخلاف. المقاطعة. العولمة. (محاضرة في استراليا)
وكذلك هي تربية لإلنسان على أنه يقتصد في المال ويضعه في موضعه الصحيح من إطعام الجياع والفقراء ومواساة
المحتاجين وإ غاثة الملهوفين ودعم المجاهدين والمرابطين في الثغور ,اإلسالمية.
ولم يكن رمضان للمباهات والمفاخرة في صرف ,األموال في مثل هذه األشياء.
كذلك قد تجد من المسلمين من يتحول رمضان عنده من فرصة لتوحيد ,وجمع الكلمة على تقوى اهلل وطاعته ووحدانيته
وإ زالة الشحناء والبغضاء ,والكراهية من النفوس.
إنه قد يتحول رمضان إلى فرصة لسجال ال ينتهي حول قضايا ,كثيرة جدا من قضايا الخالف ،وكأننا مولعون أبدا في البحث
عن جوانب االختالف والتفرق بيننا وليس العكس.
إن اهلل سبحانه وتعالى يقول في محكم التنزيل:
(واعتصموا بحبل اهلل جميعا وال تفرقوا).
ويقول سبحانه:
(وال تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك ,لهم عذاب عظيم)
ويقول سبحانه:
(وأقيموا ,الصالة وال تكونوا ,من المشركين ،من الذين فرقوا دينهم وكانوا ,شيعا كل حزب بما لديهم فرحون).
فينعي ,اهلل سبحانه وتعالى على أهل الكتاب من قبلنا من اليهود والنصارى ,اختالفهم وتدابرهم وتطاحنهم ،بل إنك تجد أنه في
القرآن الكريم يشير اهلل سبحانه وتعالى إلى أن هذه الخاصية من خصائص اليهود وهي قوله سبحانه:
(تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى) ،ويعقب بقوله ذلك بأنهم قوم ,ال يعقلون.
وفي ,هذا إيماءة إلى أن الشرع والعقل كلها تقتضي أن يحرص المسلمون وأهل المنهج الصحيح على توحيد ,كلمتهم وتالفي
الخالفات في ما بينهم وتجاوز ,هذه النقاط إلى نقاط االتفاق وهي كثيرة وعظيمة.
فنحن جميعا متـفقون على أصول اإليمان وأركانه التي هي اإليمان باهلل ومالئكته وكتبه ورسوله واليوم ,األخر والقدر.
ونحن جميعا متفقون على أصول اإلسالم وأركانه التي هي الشهادتان والصالة والزكاة والصوم والحج.
ونحن جميعا متفقون على المبادئ العامة العظيمة في اإلسالم من جنس مثال مكانة األنبياء ومحبتهم ،مكانة أصحاب النبي
(صلى اهلل عليه وسلم) نقلة الشريعة وحملة الكتاب ورفَ َعة راية الجهاد في سبيل اهلل تعالى وقادة الفتوح في مشارق ,األرض
ومغاربها ،خالصة تربيته وثمرة جهاده ،وأن محبتهم إيمان وبغضهم ,نفاق.
ونحن متفقون على أهم المقاصد العامة للشريعة بحفظ األرواح واألديان واألموال ,واألجساد واألعراض وغيرها.
فهذه القضايا القطعية والقضايا الكلية والقضايا ,العامة هي محل حديث كبير ،ومن الممكن أن يدندن الدعاة والمتحدثون
حولها ويطيلوا النفس فيها ويؤصلونها ,ويقعدوها ويعمقوا ,أثرها في واقع حياة المسلمين.
ومن الممكن أن تكون سبب في توحيد ,الكلمة وإ ضعاف ,شأن الخالف وتضييق شقته بدال من أن يعتني المسلمون
والصادقون والملتزمون بسالمة المنهج وسالمة الطريق في ما بينهم فيعمقوها ويضخموها ويجعلوا ,منها مجاال للحديث
ومحال للتوافق ,أو االختالف.
http://www.khayma.com/ante99/index.htm واحات الهداية على شبكة اإلنترنت
3
واإلمام ,الشافعي رضي ,اهلل عنه أختلف أو تناقش مع رجل يقال له أبو علي الصدفي فقال:
يعني هو يصيح بالمسلمين أن يوحدوا كلمتهم وأن يجمعوا شملهم وأن يتناسوا ,خالفاتهم وهو بذلك يريد الناس أن يوافقوه في
ما هو عليه من الجمل والتفاصيل والكليات والجزئيات ،وهذا ال يمكن أن يكون.
نعم يمكن أن يكون هناك إطار عام ومنهج عام لتوحيد كلمة المسلمين أو على أقل تقدير تقليل الخالفات التي تعصف,
بالمجموعات اإلسالمية والمراكز اإلسالمية والدعاة إلى اهلل تعالى ،تقليل هذا ما أمكن ،وإ يجاد نوع من التنسيق ،نوع من
االتفاق الضمني على بعض المبادئ.
يعني ظهور ,أو صدور ,إخواننا المسلمين الذين نختلف معهم أن تصرف ألعدائنا الذين نتفق جميعا على عداوتهم.
من هو المسلم الذي ال يوافق ,على عداوة اليهود مثال ،وأنها هي أشد العداوات ؟ ،وهذا مما لم يدع اهلل سبحانه وتعالى فيه
مجاال لالجتهاد بل حسمه بقوله سبحانه:
(لتجدن أشد الناس عداوة للذين أمنوا اليهود والذين أشركوا).
فهذه القضية المشتركة التي هي محل اتفاق عند المسلمين ،خصوصا ,ونحن نرى اليهود كيف يفعلون بإخواننا ,المسلمين في
فلسطين من التشريد ,والتنكيل ونزيف الدماء الذي ال يتوقف ،واإلصرار ,على قتل الصبيان وقتل النساء وعلى التضييق
عليهم اقتصادي ,وسياسيا ,وماديا ،دعك مما هو أكثر من ذلك.
فلماذا ال تكون هذه القضية الساخنة عمال مشتركا ,في هذا اإلطار؟ يشترك ,فيه كل أهل اإليمان وأهل القبلة وأهل التوحيد
وأهل الطاعات وأهل الدعوات.
لماذا ال يكون هناك تنسيق وتوحيد بين المسلمين في دعوة غير المسلمين إلى اإلسالم ؟
وال يلزم من ذلك أن أتفق معك في كل ما عندك ،لكن من الممكن أن اشترك معك في برنامج يهدف إلى تقديم اإلسالم إلى
األمة األسترالية مثال ،أو إلى أهل أي بلد من البلدان.
تقديم اإلسالم لهم بصورته الصافية النقية البعيدة من الشوائب والبدع والخرافات وغيرها كما أنزله اهلل غضا طريا عليه
(صلى اهلل عليه وسلم) وكما قرره وأكده أهل العلم في كل زمان ومكان.
لماذا ال يكون لنا مجهود في تقديم اإلسالم لهذه الشعوب التي تعيش في الضاللة بعيدا عن الهدى ؟ ،وربما ,تتخبط في
الدياجير ,وربما يقدم لها اإلسالم بصورة سيئة سواء عبر مواقع في اإلنترنت مثال أو عبر قنوات فضائية أو عبر وسائل
دعوية مختلفة لتقديم صورة اإلسالم الصحيح إلى هؤالء الناس.
لماذا ال نقدم لهم اإلسالم من خالل أسلوبنا العملي أيضا ؟ فنكون بخلقنا وسلوكنا وتعاملنا ,في ما بيننا وتعاملنا ,مع غيرنا
أيضا صورة معبرة عن هذا اإلسالم الذي ندعو إليه ،ونحن نعرف أن اهلل تعالى خاطب رسوله (صلى اهلل عليه وسلم)
بقوله ( :وإ نك لعلى خلق عظيم).
وفي ,صحيح مسلم لما سألت عائشة رضي ,اهلل عنها عن ُخلق الرسول (صلى اهلل عليه وسلم) قالت:
(كان ُخلقَه القرآن).
فكأن الروس (صلى اهلل عليه وسلم) وأصحابه كانوا قرأنا يدب على وجه األرض ،هم التعبير الحي العملي ،هم المثل
التطبيقي لهذه الدعوة القرآنية.
http://www.khayma.com/ante99/index.htm واحات الهداية على شبكة اإلنترنت
5
والقرآن والسنة ،كيف ننشغل به بطريقة تضر بالهدف الكبير وتخل بالهدف الكبير وتجني ,على الهدف الكبير.
هذا يعني كما يظهر في اآلية الكريمة:
(ذلك بأنهم قوم ,ال يعقلون).
هذا مع انه يعارض اإلسالم نفسه ،فكذلك هو يتعارض مع بداهة العقل ،فالعقل يقتضي أن الوسائل لها حكم الغايات الوسيلة
يجب أن تكون تبعا للغاية ،وأن ال تتحول إلى هدف بذاته.
لذلك أقول لكم أيها األخوة بكل الوضوح من الخطأ أن نتعصب لألشخاص ولو كانوا من الصالحين تعصبا يجني على
الهدف األكبر ،هدف إقامة اإلسالم في حياتنا والدعوة إليه والصبر على ذلك.
من الخطأ أن نتعصب لمركز إسالمي هذا التعصب.
من الخطأ أن نتعصب لجماعة إسالمية هذا التعصب.
من الخطأ أن تعصب ألطروحة أيا كانت هذا التعصب.
يجب أن يكون والئنا لألمر الكبير الذي هو اإلسالم واإليمان والدعوة إليه والسعي في ما يحقق مصلحة المسلمين الكبرى
وليست المصلحة الخاصة لفئة أو مجموعة أو شخص من األشخاص ،فالمصلحة العامة مقدمة على المصالح الخاصة أيا
كانت.
ينبغي أن يكون رمضان فرصة لتحقيق توحيد كلمة المسلمين ،أو إذا لم يمكن هذا على أقل تقدير تقريب الشقة في ما بينهم،
إقامة الجسور التي تربط بعضهم ببعض ،وتخفف من العداوات ،من الكراهية ،من البغضاء ،من الشحناء ،من الخالفات
الضارية التي أصبحت سمة واضحة في المسلمين على وجه الخصوص في بالد الغرب ،هي في كل مكان ،لكن اإلنسان
يتعجب في مثل بالد الغرب التي تحتاج إلى مزيد من توحيد الكلمة ومزيد ,من التقارب أن ينشغل المسلمون بجزئيات يسيرة
يمكن أن يتفقوا عليها أو على أقل تقدير لو لم يتفقوا عليها يمكن أن يقبلوا الخالف فيها.
فادعو األخوة إلى أن يكون رمضان فرصة لتحقيق مثل هذه المعاني الشرعية وصفاء القلوب والسالمة من الهوى ،من
التعصب ،من التحزب من المعاني التي يعرف اإلنسان في قرارة نفسه أنها غير مرضية ،واهلل سبحانه وتعالى يقول:
(بل اإلنسان على نفسه بصيرة ،ولو ألقى معاذيره).
يعني ربما أكون قائما بحجتي ،قديرا ,بليغا أتحدث عن ما لدي من اآلراء واألفكار بطريقة يبدو لآلخرين أنها مقنعة وأن
موقفي ,من فالن وعالن ومن هذه المجموعة أو تلك ومن هذا المركز أو ذاك أنه موقف سليم وشرعي.
لكن لو رجعت إلى نفسي وحاورت نفسي حوارا جادا وصادقا ,وحازما الكتشفت أن ما قلته بعضه هلل وبعضه لعبد اهلل،
بعضه هلل وبعضه لنفسي.
هنا إذا اإلنسان استطاع أن يفرز ما هلل وما لغير اهلل ،لو استطعنا ,لوجدنا أن ستين أو سبعين أو ثمانين في المائة من
الخالفات التي تدور بيننا هي من النصرة للنفوس ومن التحزبات والعصبيات.
ولن يبقى إال هذه العشرون في المائة التي هي فعال نتيجة اختالف في نقاط واضحة وسليمة واألمر ,فيها لوجه اهلل تعالى،
وهذه من الممكن جدا أن نظل مختلفين فيها وال حرج في هذا.
لو استطعنا أن نتخلص من الخالفات التي يكون سببها الهوى وحظ النفس أو العصبية أو الجهل أو سوء الفهم أو غير
http://www.khayma.com/ante99/index.htm واحات الهداية على شبكة اإلنترنت
7
فلو تراجع مثال ربحها ولو بنسبة واحد أو اثنين في المائة فإنها سوف تعقد االجتماعات وتجري ,الدراسات للتساؤل عن
سبب هذا الراجع.
ولذلك وجدنا ,أن عددا من الشركات أصبحت تعلن أن رياال من كل وجبة مثال لدعم المستشفيات الفلسطينية المخصصة
لألطفال ،وأخرى ,تعلن براءتها من دعم اليهود ،وأخرى تعلن أنها مع الفلسطينيين ،وأخرى تنادي بالرحمة والرفق,
بالمسلمين الذين يعملون ضمن دائرتها ،فهم يفهمون هذه اللغة جيدا.
ثم إن المسلم لن يخسر كثيرا ،كل ما في األمر أنه بضاعة بدال من بضاعة ،فأمامك ,مثال بضائع أسترالية بضائع يابانية
بضائع من بالد اهلل الواسعة وطبعا بالدرجة األولى البضائع اإلسالمية من البالد اإلسالمية يجب أن يكون هناك اهتمام
وعناية وأولوية لها.
والمسلم ,العادي الذي يقول أنا ليس عندي مثال مجهود ,خاص في الدعوة.
وال مجهود خاص في جمع التبرعات.
وال في إقامة المراكز اإلسالمية.
نقول أقل ما تستطيع أن تقدمه مثال أن تقدم هذا المجهود البسيط في اختيار بضاعة غير محظورة.
أقل ما تستطيع ,أن تقدمه أن تهاجم المواقع اإلسرائيلية المستهدفة عبر اإلنترنت.
أقل ما تستطيع ,أن تقدمه أن تشارك في نشاط في مهرجان أو مؤتمر ,أو مجهود ,مخصص لألخوة في فلسطين أو في
الشيشان أو غيرها.
سؤال /مما واجهه المسلمون على أرض الواقع انهم عندما بدءوا بالمقاطعة واجهوا ,مشكلة وهي أنهم يريدون البديل،
فأقترح شيخنا أنه إن كان في اإلمكان توجيه نداء لتجار المسلمين في بالد الكفر أن يفتحوا متاجر كبيرة للمسلمين خالية من
البضائع األمريكية واليهودية تكون بديال عن محالت الكفار تعاونا مع المسلمين في هذه المقاطعة؟
أيضا إذا كان في اإلمكان أن تبين لنا حكم هؤالء األخوة الذين يعملون في الشركات اليهودية واألمريكية وخاصة في بالد
الغرب ؟
جواب /أما الفكرة األولى فجليلة في الحقيقة ،واصال كون المسلمين يتحقق لديهم قدر من االكتفاء الذاتي ووجود مؤسسات,
ذاتية تخدمهم ,من متاجر من مسالخ من مدارس إلى غير ذلك ،هذه من الضرورات خصوصا بالنظر ,إلى أن عددا كبيرا من
المسلمين مقيمون بشكل دائم أو طويل في مثل هذه البالد.
فيجب أن ال تكون حياتهم مربوطة تماما بجميع المؤسسات ,واألنشطة واالقتصاديات المجاورة لهم أو المجتمع الذي
يعيشون فيه ،يجب أن يكون لهم مؤسسات مستقلة تعبر عن دينهم وعن ثقافتهم وعن دعوتهم وعن توجههم ،ومن ذلك
وجود ,متاجر إسالمية خاصة ،أما بالنسبة للبدائل فأقول ينبغي أن يكون هناك نوع من التركيز حتى تعطي المقاطعة ثمرتها.
يجب أن يكون هناك نوع من التركيز ألنه ال نشك أن المجهود ,اإلسالمي مهما كبر يظل محدودا خصوصا في مثل بلد
الغرب ،فإذا تشتت بين شركات كثيرة ومؤسسات كثيرة ودول كثيرة ضعف أثره جداً.
http://www.khayma.com/ante99/index.htm واحات الهداية على شبكة اإلنترنت
10
ولذلك أنصح األخوة أن يكون هناك تركيز شديد على مقاطعة كل ما هو يهودي ,في الدرجة األولى متاجر أشخاص
مؤسسات ,مدارس أو أي شيء آخر ،مقاطعتها بشكل كبير وصارم ,وواضح وقاطع.
بالدرجة الثانية مقاطعة الشركات األمريكية المتعاطفة مع اليهود وهذه ينبغي أن يكون هناك قوائم ,وأن تكون القوائم
مدروسة جيدا ألنه أحيانا قد يكون هناك نشرات ليست دقيقة أو قديمة أو ال تعتمد على معلومات صحيحة ،بينما هناك كتب
وهناك نشرات دقيقة وحديثة تحدد الشركات المتعاطفة مع اليهود أو المتعاونة مع اليهود بحيث يكون للمسلمين وعي بمثل
هذه الشركات لمقاطعتها.
إذا اضطر المسلم مثال إلى بضاعة ،في نضري أن البضاعة األوروبي,ة في الجملة مهما كانت على األقل في هذه المرحلة
أفضل من البضائع األمريكية.
والبضائع ,األمريكية من شركات واضح أنها ال تتعاطف مع اليهود ألنه قد يوجد حتى شركات أمريكية تعادي اليهود أحيانا،
فهذه تختلف عن تلك الشركات التي معروف والئها لليهود ودعمها لهم.
والمقصود ,على كل حال أن يكون هناك رسالة واضحة تنتـقل إلى الشعب األمريكي ومن خالله قد تنتقل إلى اإلدارة
األمريكية أن انحيازهم مع اليهود وتعاطفهم ,مع اليهود ودعمهم أال محدود لهم ال يذهب بدون حساب ،وأنهم يخسرون من
جرا مثل هذا العمل وهذه الرسالة اعتقد أنهم يفهمونها جيدا.
سؤال /مما تتعرض له األمة اإلسالمية اليوم مخطط العولمة الذي يستهدف ,سلخها عن دينها ،والسؤال ,ما هي وسائل
مواجهة هذا المخطط وتنبيه المسلمين إلى مخاطره ؟
جواب /طبعا هذا موضوع مهم للغاية ،وأنا عندي –إن شاء اهلل -نية أن أكتب فيه كتابة أكثر تفصيال ألن العولمة هي أكبر
حدث ربما في العصر الحاضر.
وإ ذا كان لنا أن نتحدث عن مراحل التاريخ من انتقال اإلنسان مثال من اكتشاف الزراعة إلى عصر التصنيع ،فإن العولمة
وآليتها ولغة المعلومات وغيرها أصبحت هي أكبر حدث وأكبر إنجاز في هذا العصر.
وهي تمتد أذرعها إلى كل مجاالت الحياة ،فهناك عولمة في االقتصاد ،وقد يفهمها الكثيرون أن العولمة محصورة
ومخصوصة بها.
هناك عولمة الثقافة.
هناك عولمة اإلعالم.
هناك عولمة حتى األديان ،هناك محاولة تذويب أو تقريب أو القضاء على خصوصيات ,األديان ،واإلسالم طبعا الشك أنه
الدين األساسي ,المستهدف بمثل هذا ،وهذا يتطلب وعيا كبيرا من المسلمين لمواجهة هذا الطوفان الكبير.
أما سبل المواجهة فربما يكون من أهم ما يمكن أن يقال في هذا المجال الكلمة التي أشرت إليها قبل قليل في موضوع,
تقارب المسلمين وتوحيد كلمتهم.
http://www.khayma.com/ante99/index.htm واحات الهداية على شبكة اإلنترنت
11
إذا كنا نواجه العولمة ،يعني العالم كله ينطوي تحت ما يسمى منظمة الجات واتفاقية التجارة الدولية ،فكيف يتصور
المسلمون أو شرائح من المسلمين أنهم سوف ,يواجهون هذا الطوفان الهادر الضخم بجهود ,فردية وجهود بسيطة وجهود
مشتتة؟ فضال على أن المسلمين في كثير من األحيان تضيع جهودهم ,في مواجهة بعضهم ,بعض.
فال يمكن أن يتصور وفق ,قانون األسباب ،هذا ال يمكن أن يحدث ،هذا من جانب.
الجانب الثاني أن العولمة نفسها لها آليات ووسائل ممكن أن تستثمر ،فبقدر ما فيها من السلبيات الضخمة إال أن هناك
إيجابيات ممكن أن يستفيد منها األقوياء.
مثال التواصل اإلعالمي االنفجار المعلوماتي,.
اإلنترنت.
القنوات الفضائية.
إمكانية مخاطبة الشعوب الغربية كلها والتأثير ,فيها وتقديم الصورة المثلى لإلسالم.
أيضا من األشياء التي يمكن أن نستفيد منها كثيرا التركيز ,على خصوصياتنا.
يعني في وقت من األوقات لم يكن كثير من المسلمين يدركون أهمية اإلعالم اإلسالمي مثال ،أو االقتصاد ,اإلسالمي أو القيم
االجتماعية اإلسالمية.
اآلن أصبح هناك فرصة كبيرة لنا أن نقدم هذا الشيء الذي نتميز به.
أنت مثال إذا أقمت بنكا ربويا ,فإنك ال تعدو أن تكون كأي بنك أمريكي أو بريطاني ،لكن إذا استطعت أن تقيم أعمدة اقتصاد,
إسالمي ومصارف إسالمية ومعامالت إسالمية قدمت للناس شيئا متميزا يأتونه ألنهم يريدون الشيء الحالل ،يريدون
الشيء المباح الذي يضمن لهم نسبة معقولة من الربح وأن تكون حالال.
كذلك الشأن مثال في موضوع اإلعالم ،أنت إذا قدمت مثال إعالما يحاكي إعالم الغرب ،ويحاكي ,منتجات هوليود ,أو غيرها
فإنك لم تأتي بجديد ،وال يمكن ولو بذلت قصارى جهدك أن تنافسهم ,أو تقترب منهم حتى في التقنية في التقدم في الدقة في
الخبرة في رؤوس األموال إلى آخره.
لكن إذا قدمت إعالما إسالميا فأنت حين إذا تقدم إعالما متميزا سوف ,يعشقه حتى كثير من الغربيين ألنهم سمعوا فيه صوتا
جديدا ونبر ,ة جديدة وطرحا جديدا وأسلوبا ,جديدا ،وهذا كله سيكون له تأثير كبير بدون شك في العالم اإلسالمي وفي غيره.
فهناك آليات وهناك وسائل وهناك إمكانيات وما أنزل اهلل من داء إال وأنزل له دواء ،لكن هذا كله يعتمد على وجود اإلرادة
الصادقة عند المسلمين وعلى الوعي الذي يجعلهم يستطيعون أن يقدموا األهم فـ األهم.
……………………..
المقدم /جزاكم اهلل خيرا شيخنا على هذا الوقت الذي أعطيتموه إلخوانكم في استراليا ،رغم كثرة مشاغلكم بالدعوة إلى اهلل
عز وجل ،ونرجو ,أن ال تحرمونا مستقبال من توجيهاتكم ,ونصائحكم ,وجزاكم اهلل خيرا.
الشيخ /بارك اهلل فيكم وأثابكم وجزاكم ,خيرا وأن يجمعنا وإ ياكم على طاعته ومحبته ،وأشكر لكم أيضا جهدكم المبارك
بارك اهلل فيكم.
المقدم /وأنتم كذلك وبارك اهلل فيكم وجزاكم اهلل خيرا والسالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته.
http://www.khayma.com/ante99/index.htm واحات الهداية على شبكة اإلنترنت
12