دورة حياة الموسسة PDF

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 13

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫جامعة قاصدي مرباح ورقلة‬


‫كلية العلوم الاقتصادية وعلوم التجارية وعلوم التسيير‬

‫الفوج ‪:‬‬ ‫املقياس‪:‬‬


‫املستوى‪ :‬سنة‬

‫دورة حياة وانماط المؤسسة‬

‫تحت اشراف االستاد‬ ‫من إعداد الطلبة‬


‫‪-‬‬

‫السنة الجامعية ‪2023/2022:‬‬


‫خطة البح ـ ـ ـ ــث‬

‫المـــــــــــــقدمة‬
‫المبحث االول ‪ :‬عموميات حول دورة حياة المؤسسة‬
‫المطلب االول ‪ :‬مفهوم دورة حياة المؤسسة‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬مراحل دورة حياة المؤسسة‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬أهمية دورة حياة المؤسسة‬


‫المبحث الثاني ‪:‬انماط نمو المؤسسة‬

‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم نمو المؤسسة االقتصادية‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬أنماط نمو المؤسسة‬


‫المطلب الثالث ‪ :‬استراتيجيات العامة نمو المؤسسة‬

‫الخاتــــــــــــــــمة‬
‫قائمة المراجــــــــــــــــــــــــــع‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقدمة‬

‫ان االهتمام بدراسة دورة حياة المنظمة قد بدأ تقريباً عام ‪ 9191‬وذلك من خالل حلقة نقاشية للباحث‬
‫(‪ )Penrose‬عندما تطَّرق فيها الى نظرية نمو المنظمة ‪ ,‬وفي نفس الوقت عبر المفكر‬
‫(‪ )Chandler,1962‬بصراحة عن دورة حياة كل منظمة من خالل تقديم نموذج يضم مراحلها ‪ ,‬ومنذ‬
‫ذلك الحين اخذ المفهوم يظهر ويتبلور ويعلو ويتطور بشكل ملفت للنظر وما ُكتب من بحوث ودراسات‬
‫عنها بلغ االالف في الدول المتقدمة ولم يبلغ في الدول النامية اال العشرات‪.‬‬

‫اإلشكالية ‪:‬‬
‫س‪ /9‬ماهي مراحل دورة حياة المؤسسة ؟‬
‫س‪ /2‬ماهي أنماط المؤسسة ؟‬
‫المبحث االول ‪ :‬عموميات حول دورة حياة المؤسسة‬
‫المطلب االول ‪ :‬مفهوم دورة حياة المؤسسة‬
‫مثل أي كائن حي المؤسسة تنشأ وتنمو وتتطور ولكن غالبا ما تزول دورة حياة المؤسسة تتميز بعدة مراحل مختلفة ‪ ,‬تتخذ‬
‫من خاللها المؤسسة أشكاال و اتجاهات مختلفة وكل مرحلة تتميز بمجموعة من األهداف المختلفة‪ ,‬أما وضعيتها في السوق‬
‫فال تتميز دائما بنفس المستوى من القوة‬
‫يشير الباحثون في الفكر التنظيمي على ان دورة حياة المنظمة (هي المراحل التي تمر بها طوال حياتها منذ نشؤها وبداية‬
‫تكوينها حتى تدهورها وفنائها من خالل اربعة مراحل هي‪ :‬الوالدة‪ -‬النمو ‪ -‬االستقرار– النضوج – التدهور – ولكل خطوة‬
‫او مرحلة هنالك خيا اًر استراتيجياً تتبعه بالشكل الذي يتناسب معها)‪.‬‬
‫اي ان المنظمة تمر في انتقاالت تحويلية غير مستمرة لظروف المنافسه والمخاطرة والالتأكد البيئي في اوقات معينة خالل‬
‫‪1‬‬
‫نشؤها وتطورها عبر الزمن ‪ ,‬ويوضح الشكل التالي يبين نموذج مبسط لتحوالت المنظمة في دورة حياتها‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬مراحل دورة حياة المؤسسة‬
‫مثل أي كائن حي المؤسسة تنشأ وتنمو وتتطور ولكن غالبا ما تزول دورة حياة المؤسسة تتميز بعدة مراحل مختلفة ‪ ,‬تتخذ‬
‫من خاللها المؤسسة أشكاال و اتجاهات مختلفة وكل مرحلة تتميز بمجموعة من األهداف المختلفة‪ ,‬و يمكن تمثيل دورة‬
‫حياة المؤسسة عبر المراحل المتتالية ‪ - :‬مرحلة الظهور‪ - .‬مرحلة النمو السريع‪- .‬مرحلة النضج‪ -‬التراجع‪ -‬الزوال‪.‬‬

‫األهمية‬

‫الظهور‬ ‫النمو السريع‬ ‫النضج‬ ‫التراجع‬ ‫الزوال‬


‫الزمن‬

‫‪ -‬فمرحلة الظهور‪ :‬هي مرحلة انشاء المؤسسة و صدور الق اررات الخاصة بإعالن ظهورها في السوق‪ ,‬و االشهار‬
‫عن مباشرتها العمالها التي تحقق أهدافها و غاياتها؛‬
‫‪ -‬مرحلة النمو‪ :‬في هذه المرحلة تتبلور رسالة المؤسسة في أذهان أعضاءها‪ ,‬و البدء في وضع أهداف طويلة‬
‫األجل‪ ,‬مع اكتمال المالمح األساسية المميزة للهيكل التنظيمي؛‬

‫‪ -1‬حمزة محمود الزبيدي ‪ ،‬التحليل المالي تقييم األداء والتنبؤ بالفشل‪ ،‬مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان ‪ 0222‬ص‪.072-072‬‬
‫‪ -2‬بلقاسم سالطنيية‪ ،‬اسماعيل قيرة‪ ،‬التنظيم الحديث للمؤسسة‪،‬التطور والمفهوم‪ ،‬جامعة بسكرة‪،‬دارالفجرللنشروالتوزيع‪،0222،‬ص‪02‬‬
‫‪ -‬مرحلة النضج‪ :‬تكون المؤسسة في هذه المرحلة كبيرة‪ ,‬و نظامها يميل الى التركيبة الميكانيكية‪ ,‬و يعمل في بيئة‬
‫مستقرة و قادرة على استقراء منافسيها‪ .‬و تتميز هذه المرحلة بتزايد حجم المؤسسة‪ ,‬واتساع حصتها في السوق‬
‫الذي تعمل فيه‪ ,‬و تدعيم مركزها التنافسي في الصناعة؛‬
‫‪ -‬مرحلة التدهور و التراجع‪ :‬تعبر هذه المرحلة عن الفشل الذي أصبح يهدد استقرار نشاط المؤسسة‪ ,‬و تشكل هذه‬
‫المرحلة بداية النهاية‪ ,‬و أخر مرحلة في حياة المؤسسة ونشاطها الحالي‪ .‬و يتضح ذلك من خالل االنخفاض‬
‫الكبير في رقم األعمال و الفقدان التدريجي للحصص السوقية‪ ,‬مما يدفع المسؤولين للتفكير في تصميم جديد‬
‫للمنتج‪ .‬حيث تنتهي هذه المرحلة بعمليات التنازل عن االستثمارات‪ ,‬و تسريح جزء من العمال‪.‬‬
‫أهم التقسيمات التي تتناول دورة حياة المؤسسة‪:‬‬
‫نظ ار لالهتمام الكثير من الباحثين‪ ,‬في الفكر المالي‪ ,‬بالمراحل التي تمر بها حياة المؤسسة‪ ,‬فقد نتج عن ذلك‬

‫عدة تقسيمات لمراحل حياة المؤسسة ‪ ,‬أهمها ما يلي‪:‬‬

‫‪ - 1‬تقسيم (‪:)MILLER & KIMBERLY 1980‬قسم كل من الباحثين المراحل التي تمر بها حياة المؤسسة إلى ‪3‬‬

‫مراحل‪ ,‬وهي‪:‬‬

‫‪ -‬مرحلة النشأة ‪:‬تعتبر أولى المراحل التي تمر بها المؤسسة ‪ ,‬وتتزامن مع وضع الهيكل التنظيمي واختيار التخصص في‬

‫النشاط االقتصادي‪.‬‬

‫‪ -‬مرحلة التحول ‪:‬تعد هذه المرحلة مرحلة نصف العمر يتم العمل فيها على تحسين أداء المؤسسة ‪ ,‬والبحث عن الموارد‬

‫الالزمة لتمويل أنشطتها االستثمارية‪.‬‬

‫‪ -‬مرحلة التدهور ‪:‬تعبر هذه المرحلة عن الركود‪ ,‬والفشل الذي قد يصيب المؤسسة‪ ,‬ويمكن القول أن نهاية وتصفية‬

‫المؤسسة ليس مؤش ار كفشلها دائما‪ ,‬فقد يكون بسبب تحقيق األهداف التي أنشئت من أجلها‪.‬‬

‫‪ - 2‬تقسيم (‪:)FULD & HOUSE 1995‬قسم هذان الباحثان مراحل حياة المؤسسة إلى خمسة مراحل وهي‪:‬‬

‫‪ -‬مرحلة النشأة ‪:‬تعتبر هذه المرحلة بداية حياة المؤسسة ويتم فيها تسطير إستراتيجيتها واتخاذ أهم الق اررات المرتبطة‬

‫بالتخصص في النشاط‪.‬‬

‫‪ -‬مرحلة الشباب ‪:‬تعكس هذه المرحلة بداية تطبيق المفاهيم والق اررات المرتبطة بالتخصص ووضع السياسات الموجهة‬

‫للعمل ولنشاط المؤسسة‪.‬‬

‫‪ -‬مرحلة منتصف العمر ‪:‬تعكس هذه المرحلة درجة التوسع‪ ,‬والتوجه البيروقراطي في عملياتها الداخلية واألساليب المتبعة‬

‫في تنسيق العمل ‪ ,‬وتفويض السلطة‪.‬‬


‫‪ -‬مرحلة النضج ‪:‬يتم العمل في هذه المرحلة على تحقيق األهداف المسطرة‪ ,‬بناء على فرق العمل المستخدمة‪.‬‬

‫‪ -‬مرحلة الفناء والتدهور والفناء ‪ :‬تعبر هذه المرحلة عن الوضع الذي وصلت إليه المؤسسة من عدم القدرة على التوسع‬

‫و النمو وتحقيق االستقرار‪ ,‬مما يعني توجه المؤسسة تدريجيا إلى التدهور والفناء‪.‬‬

‫‪ -3‬تقسيم (‪:)GUP‬‬

‫يعتبر من التقسيمات األكثر شيوعا‪ ,‬حيث عمد (‪ )GUP‬إلى تقسم حياة المؤسسة إلى أربعة مراحل وهي‪:‬‬

‫‪ -‬مرحلة النشأة و االنطالق ‪:‬وهي مرحلة دخول السوق‪ ,‬وتتمثل في السنوات األولى من تأسيس المؤسسة وتتميز هذه‬

‫المرحلة بالخصائص التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬وجود رأس مال كاف لتأسيس المؤسسة‪.‬‬

‫‪ -‬وجود السيولة‪.‬‬

‫‪ -‬ارتفاع في تكاليف اإلنتاج و البحث العلمي‪.‬‬

‫‪ -‬القدرة على تحمل الخسائر المبدئية‪ ,‬والمتاجرة بالملكية‪.‬‬

‫‪ -‬القدرة على الحصول على مصادر تمويل طويلة األجل‪.‬‬

‫‪ -‬المرونة في تغيير نوع المنتجات والخدمات‪.‬‬

‫‪ -‬مرحلة النمو والتوسع ‪ :‬تعبر هذه المرحلة عن مدى االنتعاش ‪ ,‬والتوسع الذي حققته المؤسسة ‪ ,‬وأهم مميزات هذه‬

‫المرحلة ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬وجود عالمات تجارية ‪.‬‬

‫‪ -‬الدعاية‪ ,‬اإلعالن‪ ,‬والترويج‪.‬‬

‫‪ -‬زيادة الطلب على منتجات المؤسسة‪.‬‬

‫‪ -‬ارتفاع المبيعات وهذا بتحقيقها لمستويات عالية‪.‬‬

‫‪ -‬القدرة على التحكم في التكاليف‪.‬‬

‫‪ -‬البحث عن الكفاءة‪ ,‬وجلبها‪.‬‬

‫‪ -‬العمل من أجل الحصول على مصادر تمويل قصير الجل‪.‬‬

‫‪ -‬مرحلة النضج و االستقرار ‪ :‬ما يميز هذه المرحلة عن باقي المراحل ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬القدرة على المنافسة والتحكم في األسعار‪.‬‬

‫‪ -‬البحث عن أسواق جديدة‪ ,‬لتسويق منتوجاتها‪.‬‬

‫‪ -‬العمل على تطوير اإلنتاج‪.‬‬

‫‪ -‬السمعة الجيدة التي حققتها المؤسسة‪.‬‬

‫‪ -‬حسن العالقة مع العمالء‪.‬‬

‫‪ -‬القدرة على معالجة االنحرافات‪ ,‬والتراجع إن وجد‪.‬‬

‫‪ -‬والء العمالء للعالمة التجارية‪.‬‬

‫‪ -‬مرحلة التدهور و التراجع ‪ :‬تعبر هذه المرحلة عن الفشل الذي أصبح يهدد استقرار نشاطها وتتميز بما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬البحث عن تخفيض عن عدد العمال والتكاليف ‪.‬‬

‫‪ -‬التخلص من بعض األنشطة المكلفة‪.‬‬

‫‪ -‬التنازل عن بعض األصول غير الضرورية‪ ,‬وهذا لتوفير السيولة‪.‬‬

‫‪ -‬التراجع في مستويات المبيعات‪ ,‬مقارنة بالمراحل السابقة‪.‬‬

‫‪ -‬مطالبة الدائنين بمستحقاتهم‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬أهمية دورة حياة المؤسسة‬

‫بما ان المنظمة هي ليست كيان ثابت ومستق اًر وانها لقطعة صورية جامدة ‪ ,‬فعلى االدارة تحديد اهمية دراسة دورة حياة‬
‫المنظمة بما يأتي‪:‬‬
‫طريقة مهمة ومفيدة للتفكير حول نمو المنظمة وكيفية جعلها قوية وقادرة على السير من مرحلة الخرى‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وسيلة مهمة للتمييز في معالجة المشاكل االدارية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تمنح اصحاب المصالح (المالكين ‪ ,‬الموردين ‪ ,‬الزبائن ‪ ,‬الممولين ‪ ,‬الحكومة ‪ ,‬العاملين) التصور الواضح عن‬ ‫‪‬‬
‫سير اعمال المنظمة وقياس اداء المدراء ومدى قدراتهم القيادية واالشرافية التي تناسب كل مرحلة‪.‬‬
‫اداة فاعلة في اثراء عملية التحليل االستراتيجي من خالل تحديد نقاط القوة والضعف وتشخيص الفرص‬ ‫‪‬‬
‫والتهديدات في البيئة الخارجية اضافة لمساعدة االدارة في تحديد احتياجاتها من المعلومات في الوقت المناسب‬
‫‪3‬‬ ‫لغرض االستخدام في اتخاذ القرار‪.‬‬

‫‪ -3‬حمزة محمود الزبيدي ‪ ،‬التحليل المالي تقييم األداء والتنبؤ بالفشل‪ ،‬مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان ‪ 0222‬ص‪.072-072‬‬
‫المبحث الثاني ‪:‬انماط نمو المؤسسة‬

‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم نمو المؤسسة االقتصادية‬


‫تعددت تعاريف النمو بتطور الزمن‪ ,‬الظروف االقتصادية وبحسب رأي المفكرين‪ ,‬ونحاول فيما يلي تقديم ما نعتقده مهم‪.‬‬
‫يعتقد‪ Bienaymé1973‬أن ميول المؤسسة الحقيقي هو النمو والتوسع باعتباره أهم ظاهرة يمكن أن تغير من حياة‬
‫المؤسسة ‪ ,‬وتمكنها من البروز في محيطها التنافسي ‪.‬‬
‫وقد عرف النمو على أنه ظاهرة متعددة األبعاد تؤثر في حجم المؤسسة ويترتب عنها تعدد معايير قياس الحجم‬
‫فيمكن تعريف النمو على انه ارتفاع في حجم المؤسسة خالل فترة زمنية معينة‪ ,‬هذه الفترة يمكن أن تكون طويلة إذا كان‬
‫النمو مرتكز على اإلنتاج‪ ,‬أو قصيرة ثمرة توسع وقتي متعلق بتسارع دوران رأس المال على االرتفاع في نمو قدرة اإلنتاج‪,‬‬
‫كما أن النمو ظاهرة نسبية تقاس بمعدل ارتفاع الحجم خالل فترة معينة ومقارنة هذا المعدل مع المؤسسات المنافسة‬
‫بينما يرى‪ Leurquin‬بأن النمو يشير للوضعية الجيدة للمؤسسة سواء كان هذا النمو نتيجة لتلبية حاجاتها أو النتهاز‬
‫فرص بالمحيط فهو ليس بالشيء المرغوب فيه فقط بل هو مسلك الزم وحيث يظهر نمو المؤسسة في جانبين نمو كمي‪,‬‬
‫وتطور نوعي ‪.‬‬
‫وللنمو الكمي ثالثة معالم حيث‪:‬‬
‫‪ -‬ترتفع حجم عوامل اإلنتاج المستخدمة(اليد العاملة‪ ,‬االستهالكات الوسيطية)‪...‬‬
‫يزداد حجم المنتجات (المبيعات ‪,‬الحصة السوقية ‪)...‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬تتحسن النتائج المحققة ( األرباح ‪,‬قدرة التمويل الذاتي ‪)...‬‬
‫أما التطور النوعي فانه يشير إلى التغيرات الهامة في خصائص المؤسسة خالل مراحل نموها والتي يصعب محاولة‬
‫إدراكها‪ ,‬وال يمكن للمؤسسة أن تنمو دون إحداث تغييرات مهمة في هيكلها وفي أنشطتها وتنظيمها الداخلي وكذا التكنولوجيا‬
‫المستخدمة وضرورة إدماج اإلبداع واالبتكار في ثقافتها‪.‬‬
‫من خالل ما سبق يمكننا القول أن نمو المؤسسة هو تعبير ديناميكي لظاهرة اقتصادية تعكس مدى نجاح المؤسسة في‬
‫‪4‬‬
‫إنماء طاقاتها الكلية لهدف االستمرار والبقاء‪ ,‬هذه الظاهرة تتضمن تغييرات في نتائج المؤسسة وفي خصائصها التنظيمية‬
‫‪5‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬أنماط نمو المؤسسة‬
‫يعد النمو من أهم األهداف التي تهتم لها مختلف المؤسسات وينقسم الى أنماط وأشكال مختلفة هي ‪:‬‬
‫أ‪ -‬النمو المتوازن ‪:‬هو الحالة المثلى للنمو حيث تكون الميزانية في حالة توازن تتوافر فيها سيولة نقدية‬
‫تكفي بتغطية اإلنفاق المتزايد للمؤسسة كما يتناسب حجم الديون مع قيود الهيكل المالي ومستوى الربحية‬
‫وحجم االستثمارات الضرورية الستم اررية نمو النشاط‪.‬‬
‫ب‪ -‬النمو المتسارع‪ :‬ويعود ذلك التسارع الى الطلب الكبير والمتزايد على منتجات المؤسسة وهذا ما يعكسه‬
‫االرتفاع السريع لرقم أعمالها مما يضع المؤسسة في تحدي لمجراة التسارع في نموها وذلك استجابة‬
‫للتغيرات الناجمة عن ارتفاع رقم األعمال بسرعة‪.‬‬

‫‪ -4‬عمر صخري‪ ،‬اقتصاد المؤسسة‪،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الساحة المركزية بن عكنون الجزائر‪ ، 0222 ،‬ص‪02‬‬
‫‪PIERRE CONSO, Gestion Financière de l’entreprise, P71-72 -5‬‬
‫ت‪ -‬النمو المتناوب ‪:‬هو احد المظاهر لبعض األنشطة وهذا يتأثر نشاط المؤسسة بالتذبذب بسبب اختالف‬
‫مستوى الطلب من فترة ألخرى‪.‬‬
‫ث‪ -‬أنماط أخرى للنمو‪ :‬إذا كانت أنماط النمو السابقة الذكر مقبولة بالنسبة للمؤسسات االقتصادية‪ ,‬إال أن‬
‫هناك أنماط أخرى لنمو المؤسسات قد تكون غير مرغوب فيها‪ ,‬نذكر منها على سبيل المثال النمو‬
‫المتباطئ الذي له مظاهر سلبية بالنسبة للمؤسسة لكونه يعني القضاء على إيراداتها المستقبلية‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬استراتيجيات العامة نمو المؤسسة‬


‫من وجهة نظر تحليلية يبدو أن مصطلح النمو له عدة صفات ‪:‬اقتصادي‪ ,‬تجاري‪ ,‬فني‪ ,‬مالي واداري لكن من‬
‫المهم أن يدرس النمو استراتيجيا‪ ,‬فيجب إظهار نمو المؤسسة كظاهرة إستراتيجية‪ ,‬حية مختلفة تماما عن أي ظاهرة أخرى‬
‫ستاتيكي‬
‫لكي تضمن المؤسسة ديمومتها في بيئتها التنافسية يجب أن تحقق ميزة تنافسية‪ ,‬ويضع المنظر االستراتيجي‬
‫للمؤسسة أمام حلين لتطوير امتيا از تنافسيا‬
‫‪-‬إما أن تتخذ المؤسسة امتيا از مؤسسا على تدنئة التكاليف باقتراح عرض بسعر اقل مما يعرض به المنافسون؛‬
‫‪-‬أن تكون المؤسسة قادرة على تقديم عرض له خصائص مميزة يحس بها الزبائن‪ ,‬ويستعدون لدفع أكثر مقابل ذلك‪.‬‬
‫ويمكن أن تمارس االستراتيجيات أعاله على مجمل قطاع النشاط أو على فرع معين منه‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ ‬إستراتيجية الهيمنة الشاملة بالتكاليف ‪:‬‬
‫تهدف هذه اإلستراتيجية للسيطرة على السوق بتقديم عرض منخفض التكلفة‪ ,‬لتحقيق هذه اإلستراتيجية على المؤسسة‬
‫اللعب على حجم اإلنتاج النجاز أرباح مرتبطة بأثر الخبرة لذلك فان لهذه اإلستراتيجية القدرة على تمكين المؤسسة من‬
‫الحصول على حصة سوقية مهمة ‪ ,‬وبذلك تعتبر من أهم استراتيجيات النمو‪ .‬ومن أهم الطرق التي تتبعها المؤسسة‬
‫لتخفيض التكلفة‪:‬‬
‫تنمية قيم تنظيمية تركز أساسا على االهتمام الواعي للعاملين بشان التكلفة‪ ,‬إذ يهدف العاملون‬ ‫‪-‬‬
‫أساسا إلى تخفيض التكاليف إلى أدنى حد ممكن؛‬ ‫‪-‬‬
‫تقديم منتج أساسي دون أي نوع من الكماليات اإلضافية التي تؤدي إلى زيادة تكلفة إنتاجه؛‬ ‫‪-‬‬
‫تعديل األنشطة والعمليات ذات التكلفة العالية‪ ,‬كاستبدال العمليات اليدوية بأخرى رخيصة؛‬ ‫‪-‬‬
‫استخدام مواد أولية رخيصة دون المساس بجودة المنتج؛‬ ‫‪-‬‬
‫تخفيض تكاليف البحوث والتطوير واإلعالن‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إن تمتع المؤسسة بوضع ريادي في التكلفة يوفر لها خطا دفاعيا ضد المنافسين اآلخرين فالتكلفة المنخفضة للمنتجات‬
‫تسمح للمؤسسة بمواصلة تحقيق األرباح أثناء اشتداد حدة المنافسة‪ ,‬كما أن الحصة السوقية الكبيرة للمؤسسة في ظل هذه‬
‫اإلستراتيجية تعني أن لها قوة تساومية عالية مع الموردين ألنها تستطيع الشراء بكميات كبيرة منهم‪ ,‬كما أن البيع بأسعار‬
‫منخفضة يشكل حاجز أمام دخول اآلخرين إلى الصناعة وذلك بسبب قلة عدد المؤسسات التي يمكن أن تتحمل المخاطر‬
‫في منافستها والدخول في الصناعة وذلك على أساس التكلفة األقل‪ ,‬وبذلك يكون لهذه اإلستراتيجية أثرين أثر النمو في‬
‫الحجم وأثر التنافس ‪.‬‬

‫‪ -6‬العربي دخموش‪ ،‬محاضرات اقتصاد المؤسسة‪ ،‬مطبوعات منتوري قسنطينة‪ ،88/82،‬ص‪3‬‬


‫كما أن المؤسسات التي تتبع هذه اإلستراتيجية يحتمل وقوعها في عدة مخاطر ذات طبيعة اقتصادية وتكنولوجية من‬
‫أهمها ما يلي ‪:‬‬
‫‪-‬التغير التكنولوجي يؤثر على أثر الخبرة‪ ,‬فالتغير التكنولوجي يمكن أن يضع المؤسسة في وضعية متأخرة مقارنة‬
‫بالمنافسين‪ ,‬لذلك فمن الضروري لكل المؤسسات التي تلعب على هذه اإلستراتيجية أن تمتلك نظام متميز للذكاء التكنولوجي‬
‫ألجل أن ال تفقد قدرتها على تصنيع المنتوج المطلوب؛‬
‫‪-‬االبتكارات جد المتقدمة للمنافسين يمثل الخطر الحقيقي حيث يقدم المنافسين منتج جذاب أكثر و يعطيها إمكانية‬
‫تخفيض التكاليف الحقا؛‬
‫‪-‬إن ارتفاع التكاليف الوسيطية يفقد المؤسسة ميزتها في القدرة على تخفيض التكاليف مما يؤدي إلى انخفاض مستوى‬
‫األرباح والتأثير على نموها‬

‫‪ ‬إستراتيجية التميز‪:‬‬
‫ترتكز إستراتيجية التميز على تقديم عرض للمستهلك يحتوي خصائص مميزة وفريدة تظهر للمستهلك ويدركها ‪,‬‬
‫وهذا التعريف يشترط مجموعة صفات في هذا العرض ‪:‬‬
‫‪-‬عرض فريد ‪:‬يجب على المؤسسة مواجهة المنافسين بعرض يحتوي خصائص مختلفة؛‬
‫‪-‬عرض مقيم ‪:‬ال يكفي أن يكون العرض مختلف مقارنة مع ما يعرضه المنافسين فيجب أن يخلق العرض قيمة إضافية‬
‫للعمالء‪ ,‬والتي ال يستطيع المنافسين خلقها أو تقليدها‪ ,‬وينتج عن هذه القيمة اإلضافية ارتفاع في سعر العرض بالضرورة؛‬
‫القيمة مدركة ومعروفة ‪:‬هذه القيمة المضافة المنشأة من المؤسسة يجب أن يدركها العمالء و ينجذبون لها؛‬
‫‪-‬العرض موجه لكل القطاع ‪:‬يجب أن يوجه العرض لكل العمالء المحتملين في القطاع‪ ,‬فال يعقل أن يخلق عرض مميز‬
‫بتكاليف عالية لمجموعة محدودة جدا‪.‬‬
‫وينبغي للمؤسسة عندما تأخذ بإستراتيجية التميز أن تكون على حذر من الوقوع في بعض المخاطر لهذه اإلستراتيجية عند‬
‫التطبيق‪ ,‬ومن أهم هذه المخاطر ما يلي ‪:‬‬
‫‪-‬محاولة المؤسسة التركيز على أحد مالمح المنتج لخلق التمايز بينما المستهلك ال يرى هذا الجانب من المنتج يحمل‬
‫المؤسسة تكاليف كبيرة دون مقابل مما يؤدي إلى فشل اإلستراتيجية؛‬
‫‪-‬التمادي في خلق التمايز والذي يترتب عليه االرتفاع الشديد في تكاليف اإلنتاج مع وجود خصائص في المنتج قد ال‬
‫يحتاج لها المستهلك أو قد يستغني عن وجودها مقابل سعر أدنى؛‬
‫‪-‬عدم قدرة المؤسسة على خلق التمايز الذي ال يمكن تقليده بسهولة يمكن أن يعرض جهود المؤسسة‪.‬‬
‫‪-‬يمكن للمؤسسة أن تصرف الشيء الكثير لخلق التمايز لعدد محدود جدا من المستهلكين لكنها ال يمكنها تغطية هذه‬
‫النفقات‪.‬‬
‫‪-‬محاولة المؤسسة فرض سعر عالي جدا مقابل ما يتمتع به المنتج من تمايز‪.‬‬
‫‪ ‬إستراتيجية التركيز‪:‬‬
‫هذه اإلستراتيجية التنافسية موجهة إلى قطاع محدود من السوق المستهدف أو إلى مجموعة معينة من المشترين دون‬
‫غيرهم وتسعى المؤسسة التي تتبع هذه اإلستراتيجية إلى االستفادة من ميزة تنافسية في قطاع السوق المستهدف من خالل‬
‫تقديم منتجات بأسعار أقل من المنافسين بالتركيز على خفض التكلفة أو من خالل تقديم منتجات متميزة من حيث الجودة‬
‫أو المواصفات أو خدمة العمالء بالتركيز على التميز ‪.‬‬
‫تتميز هذه اإلستراتيجية بكونها تجعل المؤسسة قادرة على تلبية احتياجات جزء معين من السوق بفعالية أعلى من تلك‬
‫‪7‬‬
‫المؤسسات التي تخدم كافة السوق‪ ,‬وتميل المؤسسات الصغيرة لهذه اإلستراتيجية كونها تناسب إمكانياتها‬

‫‪ -7‬المرجع سابق ذكره‬


‫الخات ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــمة‬

‫تتميز‬
‫وفي االخير يمكن القول ان دورة حياة المؤسسة هي إحدى مظاهر النمو في بعض األنشطة التي ّ‬
‫منتجاتها بفصلية االستهالك و ذلك إما بسبب طبيعتها و مواعيد إنتاجها و تسويقها‪ ,‬و هنا يتأثر نشاط‬
‫المؤسسة بالتذبذب بسبب اختالف مستوى الطلب من فترة ألخرى‪ ,‬و على هذا األساس يأخذ رقم األعمال‬
‫مستوى تناوبياً خالل الدورة فيكون مرتفعاً أو متوسطاً في بعض الفترات و م ِ‬
‫نخفضاً‬ ‫ُ‬
‫قـائمة المراجع‬

‫‪ - 9‬حمزة محمود الزبيدي ‪ ,‬التحليل المالي تقييم األداء والتنبؤ بالفشل‪ ,‬مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع‪,‬‬
‫عمان ‪2222‬‬
‫‪22PIERRE CONSO, Gestion Financière de l’entreprise, P71-‬‬
‫‪ -3‬العربي دخموش‪ ,‬محاضرات اقتصاد المؤسسة‪ ,‬مطبوعات منتوري قسنطينة‪ ,11/19,‬ص‪.3‬‬
‫‪ -4‬عمر صخري‪ ,‬اقتصاد المؤسسة‪,‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ,‬الساحة المركزية بن عكنون الجزائر‪,‬‬
‫‪ , 2222‬ص‪.29‬‬
‫‪ -9‬بلقاسم سالطنيية‪ ,‬اسماعيل قيرة‪ ,‬التنظيم الحديث للمؤسسة‪,‬التطور والمفهوم‪ ,‬جامعة‬
‫بسكرة‪,‬دارالفجرللنشروالتوزيع‪,2229,‬ص‪. 24‬‬

You might also like