Professional Documents
Culture Documents
خريطة المتاهة الكبرى PDF
خريطة المتاهة الكبرى PDF
https://docs.google.com/document/d/1-fOyz5EhQ8loCXLZ3OmKxNr_qFEJP_RGEpxQGZ0knx0/
edit?usp=sharing
– 1ملكي صادق:
أنا "ملكي صادق" كبير كهنة "إيل" (هللا) في "شاليم" (أور شليم) ..وأعرف طقوس عبادته الكنعانية؛ هو الثور المقيم في غرفته الثامنة
فوق السموات السبع ،هو كه ٌل أشيب ،والد "يم" و"عناة" وزوجته "إيالت" ،وهو رئيس مجمع اآللهة ..ولديّ في "شاليم" رقوقا ً باللغة
المندائية ،تروي بعضا ً من أساطير "إيل" الثور وأساطير بقيّة اآللهة الكنعانية والرافدية وقصص التكوين والخلق وقصة "هابيل" (هاب
إيل) و "قابيل" (قاب إيل) والطوفان ..وقد أتاني "أبرام" (إبراهيم) فعلّمته عن دين إلهي رب السموات "إيل" ،فآمن به وعبده واختاره إلها ً
له وقدّم لي العشر من ماله..
– 4اسحق (اسحاق):
ً ُ
أنا "إسحاق" ابن "إبراهيم" من "سارة" (ساراي) ..عبدت "إيل" الثور إله أبي إبراهيم ..ولدت امرأتي توأما هما "عيسو" و"يعقوب"..
ُ
ظننت أنه "عيسو" البكر.. كبرت وضعف بصري فخدعني ابني الثاني "يعقوب" فحصل على بركتي وقد ُ
– 5عيسو:
ُ
ولدت قبل "يعقوب" أخي التوأم ..لكن أخي خدعني مرتين ..مرّ ة عندما قايضني وأنا جائع، أنا "عيسو" ابن "إسحاق" ..أنا البكر الحقيقيّ ..
ُ ً
فبعته بكوريتي مقابل الطعام ..والمرّ ة الثانية عندما استغ ّل غيابي للصيد فأخذ بركة أبي الضعيف البصر ،مدعيا أنه أنا ..حقدت على أخي
أنجبت العديد من األوالد وأورثتهم حقدي على أخي "يعقوب" ..وكان "قورح" أكثر أبنائي حقداً على عمه ُ "يعقوب" فهرب من وجهي..
"يعقوب" ..حين عاد "يعقوب" وطلب الصلح ّ
رق قلبي فسامحته..
– 6يعقوب:
كنت ممسكا ً بعقب "عيسو"
ُ أنا "يعقوب" ابن "إسحاق" ..االبن الذي وُ لدَ لسوء حظه بعد أخيه التوأم "عيسو" ..و ُسم ُ
ّيت بـ "يعقوب" ألنني
بقيت طوال عمري أحمل في اسمي دليل سوء حظي ..يعقوب ..يعقوب ..التالي للبكر ..التوأم الثاني ..أفال يحق لي أن ُ عند الوالدة..
قايضت أخي "عيسو" ،الجائع بعد عودته من الصيد ،على بكوريته مقابل الطعام.. ُ أستخدم عقلي ودهائي ألكسر نحسي ..فعلتها بدهائي..
ُ ً ُ
وخدعت أبي "اسحق" (إسحاق) الضعيف البصر فأخذت بركته عوضا عن "عيسو" وقد ظنني أبي أنني "عيسو" ..ثم هربت عن وجه ُ
ُ
وأرسلت أمامي فقررت العودة إلى مضارب أبي "اسحق" وأخي "عيسو".. ُ وانجبت إثنا عشر ابناً ..ثم أصابني الحنين..
ُ ُ
تزوجت أخي..
كل قطعاني هدية ألخي عسى أن يرق قلبه فيصفح عني ..ولكن ،قبل لقائي بأخي ،ظهر لي شخصٌ في الليل وصارعني حتى طلوع
حق فخذي (خصيتيّ ) ..وطلب أن أتركه ألنه قد طلع الفجر ..لكنني لم أطلقه ..أظن الفجر ..ولك ّنه لم يقدر أن يصرعني ،فضربني على ّ
طلبت منه أن يباركني حتى ُأطلقه ..ففعل وأطلق عليّ لقب "إسرا إيل" ..بعدها اجتمعت بأخي "عيسو" وصفح عني..
ُ ُ أ ّنه "إيل"..
– 8بنيامين:
ُ
التقيت ً
أنا "بنيامين" ابن "يعقوب" (إسرائيل) األصغر ..أحبُّ أوالده االثنا عشر إلى قلبه ،خصوصا بعد غياب ابنه الحبيب "يوسف"..
بأخي يوسف وقد أصبح ذا شأن في أرض مصر (مصرايم) ..فرحلنا أنا وإخوتي وأبي إلى مصر (مصرايم) وأقمنا في أرض جاسان..
أصبحت كاهنا ً لـ "إيل" الثور هناك ،وباتت الكهانة محصورة في نسلي ..وذلك بطلب من أبي "يعقوب" ،إذ أنه كان يفضلني على جميع
ُ
أخوتي ،رغم أنه كان يحب يوسف أيضاً ،ولكنّ يوسف كان قد تزوّ ج من مصرية هي "أسنات" بنت "فوطي فارع" كاهن "أون" ،فخشي
"يعقوب" أال يُحسن أبناء المصريّة طقوس عبادة "إيل" الثور وقد نشأوا وكبروا في مصر ..فباتت الكهانة من نصيبي ومن نصيب
أوالدي..
– 11يهوه:
أنا "يهوه" أو "أهيه" ابن العازار كبير كهنة "شاليم" (أور شليم) ..تجمّعت بين يديّ جميع عناصر االنتقام ..حقد موروث عبر األجيال،
معرفة بجهل أبناء "يعقوب" عن حقيقة "إيل" وظنهم بأنه يمكن أن يتجسّد كبشريّ ،منصب أبي "العازار" (إيل عازار) ككبير كهنة
"شاليم" وسلطته حتى على أحفاد "بنيامين" ابن "يعقوب" ومنهم "زكريا" كاهن "إيل" بين شعب "إسرائيل" ..وأيضا ً فوق كل ما سبق ،أنا
أقمت بين شعب "إسرائيل" ُ بدأت االنتقام بأنُ أعرف كل شيء عن الرقوق المندائية وطقوس وعبادات اآللهة ومنها "إيل" رئيس المجمع..
وأطلقت انتقامي ووجّ هته نحو "زكريا" كاهن "إيل" لدى شعب "إسرائيل" ..كانت نقطة ُ ت منعزل (المندي).. في أرض مصر ..في بي ٍ
ضعفه أنه لم ينجب نسالً بعد ..وقد تقدّم في العمر ..أما امرأته "أنشبي" فلم تكن عاقرا ..فضاجعتها على أنني "إيل" المتجسّد ..فأنجبت
ً
وأخذت المولود وأنشأته في "شاليم" تحت رعاية أبي "العازار" ،وعلّمته أنا ُ مني ابنا ً ذكراً ..أسمي ُته "يحيى" (يهيا) على اسمي "يهوه"..
وضاجعت "مريم" (مرياي) ابنة عمرام (عمران) وهي الفتاة ُ وأبي كل شيء عن الرقوق المندائية والطقوس المتبعة في "شاليم" ..كما
لت لها بأنني "جبرائيل" (جبرا إيل) رسول "إيل" ألهبها مولوداً المراهقة المنذورة لخدمة الهيكل والتي يكفلها "زكريا" ،وقد خدع ُتها بأن قُ ُ
ُ
ضاجعت "اليشابع" فأنجبت منها ابنا ً ذكراً ..أسميته "عيسى" (إشو) على اسم جدي األكبر "عيسو" حامل الحقد ..وكذلك ُ من عند "إيل"..
فأسميت الذكرين اللذين من صلبي، ُ فأنجبت منها ذكرين من صلبي ،وقد كان لها ذكرين من صلب هارون، ُ زوجة هارون أخو مريم..
وأنجبت منها ذكراً أسمي ُته "قورح" ُ ُ
وضاجعت أم "اليشابع" "العازار" على اسم أبي ،و"إيثامار" (عيسى/عيسو مار) على اسم جدي ،كما
قررت أن ُأخرج شعب "إسرائيل" من أرض مصر (مصرايم) حتى أنصّب نفسي ملكا ً ُ على اسم أحد أجدادي ..وبعد حوالي عشرين سنة
ّ ُ
فاخترت موسى أخو هارون ومريم ليقوم بالمهمة ..فخدعته كما خدعت اآلخرين ..فظن أني إله متجسّد أظهر له وأكلمه ُ وربا ً في وسطهم..
فطلبت من موسى العودة إلى أرض ُ وهو الذي كان يرعى غنم حميه "يثرون" المل ّقب بـ "رعوئيل" (رعو إيل) كاهن "إيل" في مديان..
وأردت قتل ابنه جرشوم بحجة أنه غير مختون على عهد ُ مصر (مصرايم) إلخراج شعب إسرائيل ..وفي طريقه إلى أرض مصر قابلته
ابراهيم ..ولكن طلبي لقتله كان في الحقيقة حتى ال يرث أبيه موسى في النبوة لي وحتى ال يطالب بحقه في الكهانة والسلطة بعد أبيه ..لكن
ُ
وقلت لها إن ُ
فقبلت.. "صفورة" زوجة موسى سارعت فقطعت غرلة ابنها جرشوم بصوّ انة ،ثم قايضتني على حياة ابنها بأن أضاجعها..
أخرجت شعب إسرائيل من أرض ُ أنجبت مني ذكراً فلتسميه "اليعازر" على اسم أبي ..طلقها موسى وأعادها إلى بيت أبيها "رعوئيل"..
مصر (مصرايم) بمساعدة هارون وموسى ..وأوهمتهم بأنهم عبروا بحر سوف ،وهو بحر سماوي تعبره النفس ..ووصل شعب إسرائيل
إلى قرب "شاليم" فأقاموا هناك وأنا ملك وربٌّ إل ٌه بينهم ..ثم جاء "يحيى" (يهيا) إلى مكان إقامتنا ،فهرعت إليه "أنشبي" أمه والقته..
أمل له ولـ "يحيى" بالكهانة ..فغابت الكهانة عن نسل "بنيامين" إلى فطلقها "زكريا" ،مصرّ اً أن "يحيى" ليس من صلبه ..فقطع بذلك كل ٍ
أضفت عليها ما جعلني إلها ً في وسط ُ أنزلت على موسى وهارون توراتي التي استقيتها من الرقوق المندائية في "شاليم" بعد أن ُ األبد..
علمت بأنّ شعب إسرائيل قد صنعوا ُ ُأ
كنت على جبل سيناء (طور سنين) نزل الوصايا والشرائع على موسى، ُ شعب إسرائيل ..ولكن حين
فحنقت عليهم وعاقبتهم ومنعتهم عن عبادة "إيل" الثور ..فأنا "يهوه" إلههم الوحيد ال ُ تمثاالً من الذهب على شكل ثور ليعبدوا "إيل" الثور..
أقمت في وسط شعب إسرائيل في ُ تيس تقدمة لـ "عزازيل" (عزاز إيل) باإلضافة إلى التيس المقدم لي.. سمحت بإرسال ٍ ُ شريك لي ..ولكن
وقتلت ولديه اللذين من صُلبه "ناداب" و"أبيهو" ُ أمرت بمسح أوالد هارون بالدهن ليكهنوا لي ُ خيمة مخصصة لي مع خدم لخدمتي..
وأبقيت على من هم من صلبي "العازار" و"إيثامار" ،كما ومُسح "عيسى" ابني من مريم لكونه ُنسب إلى خاله لغياب أب ظاهر له.. ُ
وشددت على تحديد اللحوم المحلل أكلها ..لكن "عيسى" عمل على تطهير البرص والمرضى وحلل ُ ّ
طردت البرص والمرضى من المحلة ُ
ما حرّ مت ..نشب الخالف بين أوالدي المقيمين بين شعب إسرائيل ..خالف على األحقيّة في الكهانة وفي خالفة ملكي ..وقف "عيسى" ُ
و"قورح" مع جماعتهم في وجه "العازار" و"إيثامار" وجماعتهم ..في حين أن "يحيى" اعتزل الخالف ..كاد الخالف أن يفضح المستور
وفرضت على الشعب أن يعطوهم ُ فاخترت الوقوف إلى جانب "العازار" و"إيثامار" ألن أبيهما الظاهريّ هو هارون.. ُ ويُسقط عرشي..
العشر من أموالهم ألنهم كهنة في وسطهم ..وتم اطهاد جماعة "قورح" و"عيسى" وأنصارهما ..فاعتزل "قورح" ..وشاع أن "عيسى" هو
ُ
قمت بها ..فبات ابن "إيل" ألن ال أب معروف له ،كما وقد شاعت أقاويل تفضح كوني أباه ،ما قد يزيد من خطورة كشف الخديعة التي
طلبت منه الغياب على وعد بأن يملك في الدهر اآلتي لكون الدهر الحالي مخصص لـ "العازار" ُ "عيسى" يش ّكل تهديداً لملكي..
و"إيثامار" ..فأخبر "عيسى" أنصاره بضرورة غيابه وصعوده وأ ّنه سيعود فيقيم ملكه في الدهر اآلتي يوم يقوم من مات منهم ويحاسب
هو من اضطهدهم ..ثم غاب "عيسى" عنهم ..تشتت بعض أنصار "عيسى" فانض ّم قسم منهم لجماعة "يحيى" مع مريم ..وبقي قسم آخر
تخلصت من هارون وسلّ ُ
مت ابني "العازار" الكهانة ..وبات بذلك انتقامي كامالً في الجيل ُ منعزلين على أمل عودته ..ولما استقرّ األمر
وحصرت الكهانة في نسلي يحكمون شعب ُ ملكت وتألّ ُ
هت ُ ُ
انتقمت لـ "عيسو" بأن الثالث والرابع من حقد "عيسو" على "يعقوب"..
إسرائيل..
– 12زكريا:
توارثت الكهانة عن آبائي بدءاً بـ "بنيامين" ابنُ أنا "زكريا" كبير كهنة "إيل" في وسط بني "إسرائيل" في أرض مصر (مصرايم)..
ّرت ولم أنجب من يخلفني في أخذت المشورة ..عم ُُ ُ
تواصلت مع "العازار" كبير كهنة "إيل" في "شاليم" (أور شاليم) ومنه يعقوب..
ُ
الكهانة ..وكفلت مريم (مرياي) ابنة أختي لتخدم في الهيكل ،فحبلت من غير زواج ..كما و حبلت زوجتي "أنشبي" قبل مريم ،رغم أنني
لم أقترب منها منذ أكثر من عشرون عاماً ..فلم أعترف بالمولود ..تمت الوالدة في "شاليم" لكي نخفي الفضيحة ،وتركناه هناك تحت
عضضت على الجرح حتى ظهر "يحيى" عن عمر اثنا وعشرون ُ رعاية أبيه الحقيقي "يهوه" الذي أسماه على اسمه "يحيى" (يهيا)..
عاماً ..حين كنا قد خرجنا وشعب إسرائيل من أرض مصر (مصرايم) وأقمنا قرب "شاليم" ..هرعت "أنشبي" للقاء ابنها فأعادت فتح
الجرح ..فطلقتها ..وحين انتقلت الكهانة إلى "العازار" ابن هارون الالويّ (من سبط الوي) ،باتت الكهانة التي من نسل "بنيامين" في طي
فأقمت آخر عمري في وسط شعب إسرائيل ذليالً مُهانا ً ممتنعا ً عن الكالم.. ُ النسيان ..وتركتني "أنشبي" و"مريم" ورحلتا مع "يحيى"..
– 13أنشبي:
أنا "أنشبي" زوجة "زكريا" كبير كهنة "إيل" في وسط شعب "إسرائيل" ..تزوجني زكريا الشيخ (أبا صابا /األب الشيخ) وأنا في ريعان
شبابي ،عسى أن ُأنجب له ذكراً يخلفه في الكهانةُّ ..
فبت المل ّقبة بالشيخة (أليصابات) وأنا اليافعة ..هجرني زوجي مرتين ..مرّ ة حين بات
متقدّما ً في العمر ضعيفا ً في الجماع ،ولم أنجب له مولوداً يخلفه في الكهانة ..فاتهمني بالعقر ..ولم يقترب مني أكثر من عشرون سنة..
لست بعاقر ..لك ّنه لم يطلّقني كي يستر الفضيحة ..بل دفعني ألن
ُ ُ
فأظهرت أني حبلت بـ "يحيى" (يهيا) من "يهوه"..ُ والمرة الثانية حين
ً
أنجب ابني "يحيى" بعيدا عن شعب إسرائيل ..فولدته في "شاليم" (أور شاليم) ..وأسميته على اسم أبيه "يهوه" ..وأخذه أبوه "يهوه" ليربيه
وظللت معه وخرجنا مع الخارجين من أرض مصر ..وأقمنا قرب "شاليم" ..إلى ُ ُدت مع زكريا إلى أرض مصر (مصرايم).. ويعلّمه ..وع ُ
ُ
ورحلت ُ
فهجرت زكريا وشعب إسرائيل هرعت لمالقاة ابني "يحيى" الذي عاد لي بعد غياب دام اثنين وعشرون عاماً.. ُ أن طلقني حين
مع ابني "يحيى" وجماعته..
– 14عمرام (عمران):
أنا "عمرام" أبو األنبياء الثالثة هارون وموسى ومريم ..لم يذلّني سوى ابنتي "مريم" (مرياي) التي كانت تخدم في الهيكل فحبلت من دون
زواج ..وإن قالت إن ابنها هو من "جبرائيل" أو هو ابن الرب ..فهل أصدقها؟! ..أذللتني يا ابنتي ..أذللتني ..فتهمة الزنى لن تفارقك حتى
مماتك وإن رحلتي بعيداً بعد غياب "عيسى" ابنكِ ..
– 15هارون:
ً ّ ً
فأصبحت نبيا ..وقد تكلم "يهوه" أيضا مع أخوتي موسى ُ أنا "هارون" (هرون) ابن "عمرام" (عمران) من سبط الوي ..كلمني "يهوه"
ومريم ..وحوّ ل إلهنا وعبادتنا من "إيل" إلى عبادة له ..أخرجنا من أرض مصر (مصرايم) وأمرنا ببناء خيمة مقدّسة له في وسط شعب
ُ
فصنعت ظننت أنه غادرنا نهائياً..
ُ إسرائيل ..وأنزل علينا شريعته ووصاياه ..لكن حين صعد إلى الجبل مع أخي موسى وطال غيابهما
ثوراً ذهبيا ً رمزاً لـ "إيل" وعدنا لعبادته ..عندما عاد موسى و"يهوه" من الجبل حمي غضب "يهوه" ألننا عدنا لعبادة "إيل" الثور فعاقبنا..
ولكن رغم ذلك فقد منحني وأوالدي حق الكهانة ..فتم مسحهم بالدهن ومعهم "عيسى" ابن مريم ..ولك ّنه قتل ابنيّ الكبيرين "ناداب"
حزنت عليهما ،ولكن ظل "العازار" و"إيثامار" ابنيّ اآلخرين أحياء ولهم ونسلهم حق الكهانة" ..يهوه" من اختار اسميهما وهوُ و"أبيهو"..
من حصر الكهانة في نسليهما ..فتمت بذلك مشيئة "يهوه" بأن انتقلت الكهانة من نسل "بنيامين" إلى نسل "العازار" و"إيثامار" ابني من
"اليشابع" زوجتي ..وحتى حين طالب "قورح" أخو زوجتي "اليشابع" و"عيسى" ابن مريم أختي بحقهم في الكهانة وقف "يهوه" إلى جانب
ولديّ الذين ميّزهما عن جميع بني إسرائيل بما فيهم أنا ..وسرت أقاويل بين الناس بأن "العازار" و"إيثامار" ليسا من صُلبي وإنما هما من
كضائع بين نظرات َمنٍ ُّ
وبت ّ
اهتز إيماني وكياني.. صلب "يهوه"" ..العازار" (إيل عازار /عزير) هو ابن الرب "يهوه" وليس ابني!!!..
ُ
فرضخت.. حولي مِن الرامقين ..فطلب مني "يهوه" وموسى أن ُأسلّم الكهانة أللعازار..
– 16اليشابع:
أنا "اليشابع" ابنة "عميناداب" وزوجة "هارون" ،ولي منه ولدان "ناداب" و"أبيهو" ،ولي أيضا ً ولدان من "يهوه" اإلله الجديد لشعب
وحبلت منه ..فولداي أيضا ً هما أبناء
ُ "إسرائيل" ،هما "العازار" و"إيثامار" ..نعم ..وأفخر بأن اإلله الجديد لشعب إسرائيل قد ضاجعني
الرب وليس "عيسى" ابن مريم فقط هو ابن الرب ..وإن لم يعلم بذلك زوجي هارون ،فذلك خي ٌر له ..وأعلم أن "يهوه" لم يضاجعني فقط
كما ضاجع مريم ..وإنما فقد ضاجع أمي ..فأخي "قورح" هو أيضا ً ابن الرب ..فأيّ مج ٍد أكبر من مجدي ..أنا أم ابنيّ الرب وأخت ابنه
أيضاً ..هو أبوهم وهو من اختار أسمائهم ..ولو لم يطالب أخي "قورح" بحقه في الكهانة ويتحالف مع "عيسى" ابن مريم ضد ولداي لما
خسرت ولدين من هارون قتلهما "يهوه" ُ قضّ مضجعي شيء ..ولكن خيراً فعل "يهوه" أن أنتصر لولداي و َمن هادوهما ..وبهذا أكون قد
حق الكهانة محصوراً ربحت أن جميع كهنة اليهود القادمين سيكونون قد انبثقوا من رحمي ..بأن بات ّ ُ ُ
وخسرت أخ نافس ولداي ..ولكنني
في ولداي "العازار" و"إيثامار" ونسلهما من بعدهما ..فلتفخر يا بنيّ "العازار" بأ ّنك أيضا ً ابن الرب وليس "عيسى" فقط هو ابن الرب..
فأنت "العازار" (إيل عازار) ..أستغربُ كيف أبقى "يهوه" على لفظ "إيل" في اسمك.. َ واعلم أن اسمك هو من اختيار الرب "يهوه"..
أفليس هو من حرّ م عبادة "إيل" الثور ..أظن أن اسمك يجب أن يكون "عازار" (عزير) ابن الرب "يهوه"..
– 17موسى:
ُ
والتجأت إلى "يثرون" ،الملقب بـ "رعوئيل" هربت من أرض مصر (مصرايم) ُ أنا "موسى" ابن "عمرام" (عمران) من سبط الوي..
وتزوجت ابنته "صفورة" فأنجبت ابني الوحيد الذي من صلبي وأسميته "جرشوم".. ُ ُ
ورعيت قطيعه، (رعو إيل) كاهن "إيل" في مديان،
ُأ
فأصبحت نبيا ..وطلب مني أن خرج شعب "إسرائيل" من أرض مصر (مصرايم) ..لكن وفي طريقي إلى مصر ً ُ ظهر لي "يهوه" وكلمني
(مصرايم) مع زوجتي وابني "جرشوم" ظهر لنا "يهوه" وأراد قتل ابني الوحيد "جرشوم" ألنه أغلف ..وكان يجب أن أختنه لكونه من
نسل ابراهيم ..لكنّ حميّ "رعوئيل" كاهن "إيل" في مديان لم يكن يمارس الختان من ضمن طقوس عبادة "إيل" ..سارعت زوجتي
ُ
وقفت مكتوف األيدي ..إلهي "صفورة" فقطعت لحم غرلة "جرشوم" بصوانة ،ثم قايضت "يهوه" بشرفها مقابل حياة ابننا "جرشوم"..
ونبوّ تي وابني وإخراجي لشعب إسرائيل من أرض مصر مقابل شرف زوجتي "صفورة" ..فع َلت فعلتها وضاجعته وبات عريسها ،فطلقتها
وبت نبيا ً عليهم مع أخي
ُّ ُ
وأخرجت شعب إسرائيل.. تابعت طريقي إلى أرض مصر (مصرايم) ُ وأرجعتها إلى بيت أبيها "رعوئيل"..
بت بال زوجة وال نسل ،فجرشوم ظل مع أمه ،وأما أخيه "اليعازر" الصغير ابن "يهوه" فلم هارون ..ولكن لم أنل شرف الكهانة لكوني ُّ
نلت شرف النبوّ ة وتل ّقي الوصايا والشريعة والتوراة من الرب أعترف به ابنا ً لي ..وباتت الكهانة محصورة في نسل هارون أخيُ ..
دفعت مقابل ذلك شرف زوجتي "صفورة" وفقدان الكهانة من نسلي.. ُ "يهوه" ،وشرف إخراج شعب إسرائيل من أرض مصر ..ولكن
ُ
وظللت على حالي ثقيل الفم واللسان ،مجرّ د نبيّ باالسم ودون كهانة ..وحظي أخي هارون ،طليق اللسان ،بالنبوة والكهانة في نسله..
– 18صفورة:
ُ
أنا "صفورة" ابنة "يثرون" الملقب بـ "رعوئيل" (رعو إيل) كاهن "إيل" في "مديان" ..تعرّ فت على موسى في غربته بعد هروبه من
وأنجبت له "جرشوم" ..وحين طلب مني موسى الذهاب معه إلى أرض مصر ليخرج شعب ُ أرض مصر (مصرايم) ..فتزوجني
رحلت معه ومعنا ابننا "جرشوم" ..فظهر لنا إله موسى الجديد المدعو "يهوه" ونحن في الطريق ُ "إسرائيل" من هناك ،كما طلب منه إلهه،
إلى مصر ..وأراد أن يقتل ابني "جرشوم" ألنه ذي غلف!!! ..أيّ بدعة هذه التي ابتدعها أحد أجداد موسى والمدعو "إبراهيم" بأن يقطع
ونسله لحم غرلتهم!!! ..فأبي "رعوئيل" كاهن "إيل" في مديان وال يوجد في طقوس "إيل" هكذا بدعة ..ويدعونها الختان!!! ..أيّ إله هذا
لت قاتل لألطفال!؟! ..وقف موسى مكتوف األيدي ..أفيقتل ابني "جرشوم"!!!ّ ..
تدخ ُ ٍ الذي اخترته يا موسى؟! ..أفتبدّل "إيل" الثور بإل ٍه
وقايضت هذا اإلله الشرير "يهوه" بشرفي مقابل حياة ابني فوافق!!! ..أيّ إله هذا؟! ..وا موسى ..أتستبدل ُ وختنت "جرشوم" بصوانة،ُ
ُ
فضاجعت إلهه الجديد "يهوه".. ً
"إيل" الثور بإله يضاجع زوجتك مقابل حياة ابنك؟! ..ولكن موسى ظل صامتا ثقيل الفم واللسان كعادته..
باسم يحوي لفظ "إيل"ٍ ت مني بمولود ذكر فسمّه "اليعازر" (إيل عازر) ..أيّ إله هذا الذي يسمي ابنه فهمس "يهوه" في أذني :إن حبل ِ
وأنقذت ابني جرشوم من الموت على يد هذا اإلله الشرير ..وبعد كل هذا ..صرفني موسى وأعادني إلى أبي ُ العظيم!!! ..ضاجعته
اجتمعت مرّ ة ثانية بموسى ،بعد خروجه وشعب إسرائيل من أرض مصر ُ وأنجبت "أليعازر" (إيل عازر) ..وحين ُ "رعوئيل"..
كتمت حزني في قلبي وأنا ألعن موسى وإلهه ُ بابن حرام في حضني.. ٍ ّ ً
(مصرايم) ،لم يرضى أن يعترف بـ "اليعازر" ابنا له ..فزاد ذلي
"يهوه" الشرير..
– 19مريم (مرياي):
أنا "مريم" (مرياي) ابنة "عمرام" (عمران) وأخت هارون وموسى ..نذرني أبواي لخدمة الهيكل ..فكفلني خالي "زكريا" كبير كهنة "إيل"
وظللت حبيسة الهيكل ..إلى أن كلّمني الرب ..ووعدني بطفل نبيّ ..وطلب مني أن أذهب إلى "المندي" وهو ُ في أرض مصر (مصرايم)..
ُ
البيت المبني على طرف مكان إقامة شعب إسرائيل في أرض مصر (مصرايم) ..ذهبت إلى هناك ،فظهر لي رجل قال أنه "جبرائيل"
عدت إلى هيكل "إيل" الثور في أرض ُ (جبريل – جبرا إيل) رسول من الرب ليهبني مولوداً ..فضاجعني وفضّ بكارتي ..وحين
"جاسان" مكان إقامة إسرائيل في أرض مصر ،رآني أبي عمرام (عمران) ،فأ ّنبني وأهانني واتهمني بالزنى ..ولما انتشرت فضيحتي
ُ
علمت فيما وأنجبت ابني "عيسى" (عيسو/إشو) الذي أسماه أبوه بهذا االسم..ُ هربت بعيداً عن أرض مصر (مصرايم) ُ وبان الحمل عليّ
ً
بعد أن أبا ولدي هو "يهوه" الذي أصبح إله وملك شعب إسرائيل ..وحين أصبح ابني "عيسى" ذو اثنان وعشرون عاما خرجنا مع شعب
وبت نبيّة كما هارون وموسى أخواي ..فـ "يهوه" يكلمنا و"يهوه" يُرشدنا ُّ إسرائيل من أرض مصر (مصرايم) وأقمنا قرب "شاليم"..
و"يهوه" يحكم بيننا ..مُسح ابني "عيسى" مع أبناء "هارون" فبات مسيحاً ..وكان يشفي البرص والمرضى ..أولئك المنبوذين خارج المحلّة
بأمر من "يهوه" ..إبني النبيّ "عيسى" المسيح هو ابن الرب "يهوه" ..أيّ فخر لي ..نسي الناس تهمة الزنى ..فما أسعدني ..ولكن حين
طالب ابني "عيسى" المسيح بح ّقه في الكهانة تغيّر كل شيء ..انتصر "يهوه" ألبناء هارون ،وقُتل قسم من أنصار ابني "عيسى" ..وحين
وبت أحسب كبرصاء منبوذة بين المنبوذين خارج المحلّة.. ُّ ووقفت في وجهه ،مطالبة بحق ابننا الوحيد ،طردني ..بل ُ ُ
عارضت "يهوه"
قررت الغياب؟! ..هل طلب منك أبوك "يهوه" ذلك؟ ..وا قلبي المفطور على َ طيّب ابني "عيسى" المسيح خاطري ..وا ابني الحبيب ..لماذا
ُ
هجرت شعب إسرائيل ابني الغائب ..وها قد عاد من هاد "ألعازار" و"إيثامار" من شعب إسرائيل بتذكيري وتعييري بتهمة الزنى..
ورحلت مع "أنشبي" المطلّقة وابنها "يحيى" ومن معه وقسم ممن بقي من أنصار ابني "عيسى" المُغيّب ..وبت ومن معي من أنصار
ُّ ُ
ُ
وظللت أحلم أن يعود "يهوه" (ناصورائيي) ابني "عيسى" المسيح على أمل عودته ليحكم ويكهن ويملك في الدهر اآلتي بعد يوم القيامة..
فينصرني ومن معي من ناصورائيي "عيسى" المسيح ابن الرب..
– 20يحيى (يهيا):
مت في "شاليم" (أور شليم).. وكبرت وتعلّ ُ
ُ ُ
ولدت أنا "يحيى" (يهيا) ابن اليردنا (الماء الجاري) الذي زرعني في رحم أمي "أنشبي"..
مت طقوس الرشامة (الوضوء) والصباغة (العماد) ،وكل قصص اآللهة األثريين المذكورين في الرقوق المندائية في "شاليم" ،منهم تعلّ ُ
وحفظت كل ذلك باللغة المندائية تحت رعاية "ألعازار" كبير كهنة "شاليم" ُ ّ
آلهة عبدهم الرافديون ومنهم آلهة عبدهم الكنعانيون ..تعل ُ
مت
ً ُ
و"يهوه" الذي يُدعى "انش اثرا" (اإلنسان األثريّ ) والذي رباني وعلمني كأنه أبي ..حين بلغت إثنان وعشرون عاما كان "يهوه" قد أخرج
ُ
والتقيت بأمي "أنشبي" ألوّ ل مرّ ة ..لكن "زكريا"، ُ
فنزلت إليهم بني إسرائيل من أرض مصر (مصرايم) ،فأقاموا قرب "شاليم" (أور شليم)
خرجت من قرية "شاليم" (المحلة /مكان إقامة شعب ُ الذي كان الجميع يقولون أنه أبي ،لم يعترف بأنني من صُلبه ،وطلّق أمي "أنشبي"..
جار (يردن) في البريّة ،أعمّد (أصبغ) وأشفي المرضى وكل من أراد أن يصطبغ نهر ٍ
وأقمت قرب ضفة ٍ ُ إسرائيل بالقرب من "شاليم")
فيطهر ،وُأعلّم ما تعلّمته عن الرقوق المندائية في "شاليم" ..فأتاني المسيح "عيسى" (إشو) ابن مريم (مرياي) فعمّدته وعلّمته ..وعلمتُ
منه بأن "يهوه" الذي رباني وعلّمني قد أصبح إلها ً وملكا ً على شعب إسرائيل ..وقد ترك عبادة "إيل" وكل اآللهة المذكورين في الرقوق
أنت لم تعد في نظري سوى أدوناي المندائية في "شاليم" وجعل من نفسه إلها ً وربا ً أوحد!!! ..كيف تترك دين أجدادك يا "يهوه"؟!َ ..
ُ
لست على لست بعد معلمي وال أبي ..إن نفسك النورانيّة السامية (انش اثرا) قد تركت جسدك الذي بات أدوناي (السيّد).. َ (أدون/سيّد)..
ُ ُ
دينك بل إني صابئ به ..وسأعود إلى دين آلهة "شاليم" بعد أن اكتشفت حقيقة خداعك وعلمت بأن أنصار "عيسى" المسيح ابن مريم
(النصارى) قد اضطهدوا في وسط شعب إسرائيل الذين باتوا يهوداً ..اضطهد اليهود من بقي من النصارى بعد أن غاب "عيسى" المسيح
عنهم ..فانض ّم قسم من النصارى إلى من معي من الصابئة فكانوا الناصورائيين بيننا ..وانض ّم لجماعتي أيضا ً أمّي "أنشبي" و"مريم"
مت الناصورائيين عن الرقوق المندائيّة فباتوا ضليعين في الديانة وطقوسها (مرياي) أم "عيسى" (إشو) ..فرحلنا بعيداً عن اليهود ..علّ ُ
بلغت الرابعة والستونُ وظللت ،أنا المُقدّر والمبجّ ل بينهم ،أصبغ (أعمّد) عند ضفاف األنهار الجارية (اليردنا) حتى ُ وآلهتها األثيريّة..
وتركت الناصورائيين من بعدي يحفظون طقوس الديانة الصابئيّة المندائيّة ورقوقها ..يتناقلونها بتك ّتم وينتظرون عودة المسيح ُ عاماً..
"عيسى" الذي باتوا يتحدّثون عن نفسه على أنها "هيبل زيوا" (حيّ بعل /أو بعل الحيّ ) المذكور في الرقوق المندائيّة باسم "هيبل" (حيّ
أتيت منه ..تاركا ً النصوص المندائيّة لمن
ُ فقررت الغياب أيضا ً في وسط اليردنا (النهر الجاري) ألعود إليه كما
ُ بعل /بعل الحيّ ) ..أما أنا
بعدي ..تلك النصوص التي أعاد الناصورائيين تدوينها على الرقوق وأضافوا عليها قصتي وقصة نفس المسيح "عيسى" (هيبل زيوا)..
– 21عيسى (إشو):
كنت صغيراً ،أني ابنُ ف لي ..رمقني الناس على أني ابن زنى ..وقالت لي أمي ،عندما ب معرو ٍ ُ
نشأت دون أ ٍ أنا "عيسى" ابن "مريم"..
نت حينا ً على سجل خالي موسى الهارب من أرض مصر ُسبت طوراً من بين أوالد خالي هارون ور ُ
ُبيت معهم ..ودوّ ُ "إيل" ..ح ُ
ً ً
وحلمت بأن أخلق منه طيورا أنفخ فيها من روحي فتطير بعيدا عسى أن تهرب روحي من تهمة ابن الزنى ُ لعبت بالطين..ُ (مصرايم)..
ُ ُ ُ
التي تالحقني ..نعم حلمت بخلق الحياة من الطين ..أفلست ابن "إيل" القادر على الخلق من الطين؟!! ..حين بلغت حوالي الثانية والعشرون
خرجت ،مع أمي مريم وخالي هارون ُ خرجت مع الخارجين من أرض مصر (مصرايم) ..تحت قيادة خالي موسى العائد.. ُ من عمري
وأوالده األربعة وكل شعب إسرائيل ،من أرض مصر (مصرايم) ..وأقمنا قرب جبل سيناء (طور سنين) ..فيما أسميناه بالمحلّة (حيث
ُنصبت خيام الخارجين من مصر) ..صعد موسى إلى الجبل ليقابل إله جديد غير "إيل" قال أن اسمه "يهوه" ..طال غيابه ..فصنع خالي
هارون تمثاالً من ذهب لـ "إيل" على شكل ثور ("إيل" الثور) وبدأنا بعبادته وشكره على إخراجنا من أرض مصر (مصرايم) ..ولما عاد
خالي موسى حمي غضبه وغضب إلهه الجديد "يهوه" ..فعاقبنا على عبادة "إيل" ،وفرض علينا عبادة "يهوه" الذي أنزل على موسى
ُسحت بينهم ..ولكن "يهوه" قتل ابني هارون الكبيرين وأبقى على ُ وصاياه وشريعته وتوراته ..ومسح أبناء هارون بالدهن ليكهنوا له ..فم
"العازار" و"إيثامار" ..قدّم هارون وموسى لشعب إسرائيل شريعة "يهوه" ،وهي شريعة ظالمة للمرضى والمستضعفين وأبناء الزنى ..فتم
ُ
وعلمت منه جار (يردنا) ،فعمّدني وعلّمني..
نهر ٍالتقيت بـ "يحيى" (يهيا) الذي كان مقيما ً قرب ٍ
ُ وكنت بينهم خارج المحلة ..هناك ُ طردهم،
ُ
وعلمت من أمي كيف أشفي البرص والمرضى وأطهّرهم ..فاجتمع حولي البرص ذوي البشرة البيضاء الذين بتنا ندعوهم بالحواريين..
فبت أعلّم وأشفي المرضى وأشرّ ع وأحلل ما حرّ م "يهوه" في شريعته التي مريم أن "يهوه" هو أبي وليس "إيل" ..مما زاد من جرأتيُّ ..
أفلست ابن اإلله والرب "يهوه" ..له شريعة األقوياء الظالمة ،ولي شريعة المستضعفين والمرضى ُ أنزلها على موسى ..ولم ال؟!..
ُ
حللت أكل ما حرّ م "يهوه" ،فالحواريين من حولي جوعى ..حللت لهم أكل الجيف وأكل الطيور الجوارح التي تنزل من السماء ُ والجوعى..
وقفت في صفه ..واجتمع ُ سمعت بأن "قورح" بات يُطالب بحقه في الكهانة والملك، ُ على الجيف ..فكانت مائدة لهم من السماء ..وحين
حولي من نصرني من الحواريين فباتوا نصارى ..وطالبنا أنا و"قورح" بحقنا في الكهانة والملك ..فكالنا على ما يبدو أبناء "يهوه" ..لكن
تدخلت أمي مريم لدى "يهوه" لنصرتي فنهرها وطردها اضطهاد أصابنا من قبل من هاد "العازار" و"إيثامار" ..فقُتل قسم من النصارىّ ..
إلى خارج المحلة لتقيم معي ومع جماعتي ..ثم استدعاني "يهوه" أبي ..وكلّمني بعقل وحكمة ..ووعدني بأن أحكم وأملك على شعب
إسرائيل في الدهر اآلتي بعد قيامة من مات من أنصاري النصارى ..ووعدني بأني سوف أحاسب من اضطهدني وأنصاري ..ولكن يجب
ّقت كالمه ..فهو رغم كل شيء يظل "أبي" قبل ذلك أن أغيب وأنزل إلى العالم السفلي ..وهو سوف يُعيدني في يوم القيامة ألملك ..صد ُ
ُأ
وأخبرت من بقي من أنصاري بأني سأغيب عنهم وأني سأعود في يوم القيامة ألحاسب من اضطهدني و قيم الموتى ُ ُ
فعدت الرب و اإلله..
ُ ُ
من أنصاري وأحكم وأملك في الدهر اآلتي ..ثم تركتهم وذهبت وغبت على أمل العودة والمُلك..
– 22قورح:
ُأ
أنا "قورح" ابن "يهوه" حقيقة وابن "عميناداب" بالظاهر كما قالت لي أمي ..ولكنني لم مسح كما مُسح باقي أبناء "يهوه"؛ "عيسى"
ُ
ورثت أبي "يهوه" في مُلكه على شعب إسرائيل ..وكأنني أنا وحدي االبن المنبوذ ..لماذا يا و"العازار" و"إيثامار" ..ولم أصبح كاهناً ..وال
ُ
وتحالفت مع أخي "عيسى" ُ
فجمعت َمن أيّد حقي في الكهانة.. ألست أيضا ً ابن الرب؟!! ..ثار غضبي..
ُ ُ
ألست من صُلبك؟!.. أبي؟!!..
المسيح ابن مريم وأنصاره النصارى ..لكنّ من هاد "العازار" و"إيثامار" من شعب إسرائيل اضطهدونا ..وقتلوا أتباعي وبعض
النصارى ..فأمسوا موتى وأصحاب األخدود (الهاوية) ..ثم غاب "عيسى" المسيح ..وانقسم من بقي من أنصاره ..قسم ذهب مع "يحيى"
وباتوا ناصورائيين ..وقسم هربوا إلى جبل سيناء أو أقاموا في أماكن أخرى ..أما أنا ..المكسور الوحيد بال جماعة وقد أبيدت جماعتي في
األخدود (الهاوية) ..وباتت الكهانة محصورة في نسل "العازار" و"إيثامار" بعد أن أيدهما "يهوه" ،وبات كل من حولي من شعب إسرائيل
يهوداً ..أقسم أنني لن أيأس ..سأسعى لعودة عبادة "إيل" عوضا ً عن "يهوه" أبي الظالم ..وسأحرّ ض أوالدي وأوالد أخي "نحشون" ابن
"عميناداب" على "العازار" و"إيثامار" أوالد أختنا "اليشابع" وعلى نسلهم من الكهنة ..عسى أن يأتي من نسلنا أنا وأخي "نحشون" من
يملك على شعب إسرائيل ،وتصبح له مسحته الخاصة الملكيّة ،فيطوي أبناء "العازار" و"إيثامار" تحت جناحه ،لتنحصر بهم المسحة
الكهنوتيّة لـ "يهوه" ..ويسيروا مع شعب إسرائيل تحت إمرته كملك ممسوح يعيد عبادة "إيل"..
- 25عالي:
أنا "عالي" ..ويعود نسبي إلى نسل "العازار" ابن "اليشابع" زوجة "هارون" ..وأنا اآلن كبير كهنة "يهوه" بين شعب إسرائيل ..بحكم حظ
النسب وصلت الكهانة إليّ ..ولكنني وبحكم حظ األقدار ودهاء "صموئيل" خسرتها من نسلي بعد أن مات ولداي الكاهنان "حفني"
و"فينحاس" ..كيف حصل هذا؟! ..أذكر حين كانت "حنة" تصلي في الهيكل كي يمنحها "يهوه" أو "إيل" ولداً ..وكنا قد تناقلنا ،نحن الكهنة
من زمن "العازار" و"إيثامار" وحتى زمني ،أسرار حقيقة "يهوه" جدنا األكبر ..ولكننا ساهمنا وعبر أجيال من الكهنة بالتوحيد بين "يهوه"
و"إيل" حتى بات جميع اليهود يظنوهما واحداً ..وحين حبلت "حنة" وأنجبت مولودها أسمته "صموئيل" (صمو إيل) ..ونذرته لخدمة
ُ
ظننت أن نبوءته الهيكل ..أنشأناه في وسطنا ..ولم نكن نظن أنه سيصبح نبيا ً لـ "إيل" ..ال بل وسيتنبأ بخسارتي ونسلي للكهانة ..ما
ستتحقق ..ولكن حين حارب شعب إسرائيل الفلسطينيين (الفلشتيم) وهزمونا ..وقُتل ولداي "حفني" و"فينحاس" وأخذ الفلسطينيين
شعرت بأنّ نبوءة "صموئيل" قد تحققت ..هل حقا ً ضاع تابوت الرب ،تابوت عهد جدي األكبر "يهوه"!؟ ..هل ُ (الفلشتيم) تابوت الرب..
ضاعت كل إنجازات "يهوه"!؟ ..هل ضاعت الكهانة من نسله!؟ ..ضاعت في عهدي أنا كبير الكهنة "عالي"!؟ ..وما قيمة حياتي بعد موت
ولداي؟! ..هل هو انتقام "إيل" الثور!؟!؟!..
– 27شاول (طالوت):
ُ ّ ُ ُ
أنا "شاول" ابن "قيس" ابن "أبيئيل" (أبي إيل) من سبط "بنيامين" ابن يعقوب ..كنت أطول أترابي فلقبت بـ "طالوت" ..اختارني النبي
كنت أعرف أن "يهوه" هو الملك في وسط شعب إسرائيل ،فكيف سأصبح أنا ُ الرائي "صموئيل" ليمسحني ملكا ً على شعب إسرائيل..
ُأ ُأ
نت أعرف أن الكهانة ومسحة الدهن محصورة بنسل "العازار" و"إيثامار" ،فكيف س مسح و صبح ملكا ً يأمر الكهنة الملك؟! ..و ُك ُ
ّقت في البداية ،ثم بدأ الشك يعتمر قلبي ..حين أعلن فيُطاع؟! ..قال لي "صموئيل" إن روح اإلله ستنزل عليّ حين يمسحني بالدهن ..صد ُ
إختبأت بين األمتعة ..هل حقا ً أنا الملك على شعب إسرائيل بدل الرب "يهوه"؟! ..رفض ُ بت ملكا ً على شعب إسرائيل،
"صموئيل" أنني ُّ
ُ
أطعت أوامر "صموئيل".. فبت ملكاً.. الكهنة من بنو "بليعال" مسحتي ولم يقبلوا بي ملكاً ..لكنّ نبوّ ة "صموئيل" كانت أقوى من كهانتهمُّ ..
دت بأن ال سلطة لي ..فال "يهوه" وكهنته خفت على مصيري ،وتأ ّك ُ ُ ولكن حين ازدادت قوتي وسلطتي وخالفته ،قرر أن يقيم ملكا ً غيري..
أنت الملك حقا ً ً
أنت الملك حقاَ ..وجثوت على ركبتيّ أمامهَ : .. ُ رجوت "صموئيل" الصفح.. ُ معي وال "إيل" ونبيّه الرائي ظل من خلفي..
ُ ُ ُ ً
أنت اإلله ..لك ّنه لم يغفر عدم طاعتي العمياء له ..خوفا على عرشي وعلى نفسي استقويت بسبط "بنيامين" ،وقلت لـ يا "صموئيل" ..بل َ
"صموئيل" أنهم يقفون خلفي ..فلم يأبه ..بل نبهني أنهم إن فعلوا فسوف يشقون وحدة صف شعب إسرائيل ..أيّ سلطة لديك يا
علمت أن "صموئيل" قد اختار الغالم الراعي ُ بت ملكا ً ممسوحا ً ومُلقا ً على األرض ..جُنّ جنوني ..وأصابني مسٌّ ..وحين "صموئيل"!!ُّ ..
فعرضت عليه ابنتي "ميكال" لتكون امرأة له ..لكن مادام "صموئيل" خلفه ُ ُ
حاولت استمالة "داود"، "داود" ليمسحه ،زاد حنقي وجنوني..
كنت ألستطيع التح ّكم به ..تبا ً لك يا "داود" ..تبا لـ "صموئيل" ..تبا لكل ملك يمسك غيره بسلطته ويحكم من خلفه باسم الرب ..تبا لي..
ً ً ً ُ ما
– 28داود:
أنا "داود" أصغر أوالد "يسّى" ..أنا ابن "يسّى" الثامن ..وأبي من نسل "نحشون" ..يقول كهنة "يهوه" أن "نحشون" هو من سبط "يهوذا"،
لكن أبناء "نحشون" وأحفاده يتناقلون فيما بينهم أنهم من سبط "الوي" ..كما ويقولون أن أخو "نحشون" هو "قورح" ..ونحن ،كوننا أحفاد
حق في الكهانة ..وأننا من بقي من النصارى ..أنصار المسيح الذي ننتظر عودته "نحشون" و"قورح" ،مانزال نتناقل فيما بيننا أن لنا ّ
ليملك على شعب إسرائيل ..أقوال وأقوال يتداولها أقاربي ولكنّ الكهنة ينكرونها ..كهنة "يهوه" ينكرونها ..لكنّ النبيّ الرائي "صموئيل"
فأصبحت ملكا ً على شعب إسرائيل ..هل رأى فيَّ حقا ً ملكا ً بدل "شاول" (طالوت)؟! ..أم أراد استغالل
ُ اختارني ليمسحني بسلطة "إيل"،
ً ُ
األقاويل بين أقاربي بح ّقنا بالمسح والكهانة والمُلك؟! ..كنت لم أزل غالما حين مسحني "صموئيل" مسحة ملكيّة ..فبت الغالم الملك تحت
ُّ ُ
ُ
وظللت أهرب رعاية وتوجيه "صموئيل" ..حاول "شاول" (طالوت) استمالتي بأن عرض عليّ ابنته "ميكال" امرأة لي ..لكننا تحاربنا..
فهربت من وجه "شاول" الذي أعطى ابنته "ميكال" ،التي كانت امرأتي، ُ فقدت سندي ومصدر سلطتي ُ من وجهه ..وحين مات "صموئيل"
ُ
والتجأت ُ
فاتخذت لي امرأتين هما "أبيجايل" (أبيج إيل) و"أخينوعم" التي من "يزرعيل" (يزرع إيل).. لـ فلطي بن اليش فباتت امرأته..
ُ ّ ً
إلى أرض الفلسطينيين (الفلشتيم) مع جماعتي هروبا من وجه "شاول" ..حتى قتل "شاول" وبنيه في حرب مع الفلسطينيين (الفلشتيم)..
فعدت إلى حبرون ،وهناك مسحني أقربائي الذين من نسل "نحشون" و"قورح" ملكا ً عليهم ..في حين أن باقي شعب إسرائيل قد ملك عليهم ُ
"إيشبوشث" ابن "شاول" ..وباتوا يقولون عن مملكتي (مملكة داود) أنها مملكة "يهوذا" لكونهم كانوا يظنون أن من اتبعني من نسل
"نحشون" و"قورح" إنما هم من سبط "يهوذا" على ما يقول كهنة "يهوه" ..انقسمت المملكة إلى اثنتين ..مملكة إسرائيل التي يملك عليها
ملك من سبط "بنيامين" من بيت "شاول" ..ومملكتي التي ُدعيت بمملكة يهوذا أو مملكة داود ..ولكن حين قُتل "إيشبوشث" ابن "شاول"،
ووحدت "إيل" و"يهوه" فاعتبرتهماُ دت كل شيء ..مركز المملكة في "صهيون".. أصبح المُلك كلّه لي والمملكة عادت موحّ دة ..فوحّ ُ
ّمت الكهانة إلى اثنتين وذلك ألضعف من سلطة الكهنة ووحدت الجيش ..لكنني قس ُ
ُ ونقلت تابوت عهد الرب "يهوه" إلى مدينتي.. ُ واحداً،
فجعلت كالً من "صادوق" بن "أخيطوب" من نسل "العازار" ،و"أخيمالك" بن "أبياثار" من نسل ُ الذين من نسل "العازار" و"إيثامار"..
وجعلت عدداً من أبنائي كهنة أيضاً ،حتى يتقاسموا السلطة مع نسل "العازار" و"إيثامار" ..لكن ُ "إيثامار" ،كاهنين ككبيري كهنة ،كما
مُلكي لم يكن مستقراً ..فأبنائي قتل أحدهم أخيه وحاول أخذ المُلك مني فقُتل ..ونشب أيضا ً خالف بين ابنين آخرين لي حول َمن سيملك من
ُ
ووقفت أنا مع "سليمان" ألنه ابن بعدي ..فناصر الكاهن "أبياثار" ابني "أدونيا" في حين أن الكاهن "صادوق" ناصر ابني "سليمان"..
ُ ّ ّ
اضجعت معها وحبلت مني وهي بعد زوجة "أوريّا" الحثي ..ثم تخلصت من ُ زوجتي "بثشبع" الجميلة المحببة إلى قلبي ،والتي ُك ُ
نت قد
فأعلنت أنه الملك من بعدي ..أجل ،سلّمته المُلك وأنا
ُ زوجها وأخذتها زوجة لي ..وبات "سليمان" ،ابني منها ،هو أيضا ً المحبب إلى قلبي
عدت ذا قوّ ة ..حتى أنني لم استطع مضاجعة الفتاة الجميلة "أبيشج"ُ بت شيخا ً متقدما ً في األيام ،دثروني بالثياب فلم أدفأ ،وما
بعد حيّ ..فقد ُّ
دفنت منُ ُ
ضاجعت من النساء ..ويكفيني ما ُ
حييت من األيام ..ويكفيني ما الشونميّة العذراء التي جلبوها لتحضنني فأدفأ ..يكفيني ما
أنشدت من المزامير ..فألترك الملك البني الحكيم "سليمان" ..عسى أن يستقرّ مُلكه ويتسع ويُنجز ما لم أنجزه إلله ُ األبناء ..ويكفيني ما
إسرائيل وشعب إسرائيل ونسل "نحشون" و"قورح"..
– 29سليمان:
ُ
أنا "سليمان" ابن "داود" الملك ..اختارني أبي ألصبح الملك بعد أن تقدّم به العمر ..رغم أني أصغر من أخي "أدونيّا" ..وحين ملكت بعد
أمرت بقتل أخي "أدونيّا" بحجة أنه أراد الجميلة "أبيشج" الشونميّة لتكون امرأة له ..قُتل
ُ صراع على المُلك مع أخي ..وبعد أن مات أبي..
ُ
وأمرت بقتل ك ّل من ّت كهانة "صادوق" الذي نصرني.. وطردت "أبياثار" الكاهن الذي نصر أخي "أدونيّا" في مسعاه للمُلك ..وثب ُ
ُ أخي..
ً ً ُ
وأمرت ببناء بيتا وهيكال للرب في ً ُ
ووضعت إثنا عشر وكيال على إسرائيل.. وقف في صف أخي ..فاستقرّ مُلكي على جميع إسرائيل..
ً
"أور شاليم" (قرية/مدينة أورشليم) ..وبعد أن تم بنائه ُنقل تابوت الرب من "صهيون" إلى الهيكل في "أورشليم" ..كما وبنيت لي بيتا في
ُ
بنيت معبداً لـ "عشتورث" (عشتار) ُ "أورشليم" ..وكان لي الكثير من النساء اإلسرائيليّات وغير اإلسرائيليّات ..وألجل نسائي الغريبات
وكنت حكيما ً وشاعراً وراويا ً لقصص عن األشجار والبهائم والطيور والدبيب وعن السمك ..وقصصا ً غير مباشرة ُ وغيرها من اآللهة..
عن ابن الرب الذي ما يزال أحفاد "نحشون" و"قورح" يتناقلون قصته ..لكن في أواخر عمري بدت مالمح انقسام جديد في مملكة
إسرائيل ..وبات من الظاهر أن َمن حُسبوا أنهم من سبط "يهوذا" سيظلون يدعمون المُلك في نسلي ..أما باقي أسباط إسرائيل فلن يفعلوا..
يا أيتها اآللهة ..يا "إيل" ويا "عشتورث" (عشتار) ويا "يهوه" ويا باقي اآللهة ..هل حُكم على شعب إسرائيل أن يظ ّل يتصارع على
الكهانة وعلى المُلك؟! ..هل هي لعنة الرب "يهوه" أن يضيع شعب إسرائيل بين الممسوحين؟! ..متى سيعود المسيح ابن الرب الذي يتناقل
قصته أحفاد "نحشون" و"قورح" والنصارى؟! ..متى يعود المسيح ليحكم ويملك على شعب إسرائيل الموحَّ د؟!..
مرور األجيال..
ً ً
ننتقل هنا إلى حقبة زمنية الحقة بعد مرور حوالي خمسة وعشرون جيال على األقل ..وأربعون جيال على األكثر..
– 30يوسف:
أنا "يوسف" ..رج ٌل فقير ولكنني من نسل الملوك ..فأنا من نسل "داود" الملك و"سليمان" الملك ..فقدت ساللتي المُلك بعد السبي إلى
بابل ..وبات الحكم والسلطة بين اليهود وشعب إسرائيل في أيدي الكهنة الصادوقيين الذين من نسل "صادوق" الذي من نسل "العازار" ابن
وعملت نجّ اراً ..أما ابني األكبر "يسوع" فلم يفقد حلمه..
ُ ُ
تناسيت هذا الحلم هارون ..وظلّت ساللتي الملكيّة حبيسة حلم المُلك ..لكنني
وكيف ينساه وأنا الذي أسمي ُته على اسم "يشوع بن نون" ،بطل شعب إسرائيل" ،يشوع" البطل المقدام الشجاع الذي ال يهاب التحديات..
سمعت أنه جمع حوله إثنا عشر تلميذاً ليصبحوا وكالءُ تركني ابني "يسوع" ليتعلّم شفاء المرضى الذي مازال النصارى يتناقلون أسراره..
على أسباط إسرائيل حين سيملك عليهم ،وغادروا إلى مصيرهم..
– 31يسوع:
َ
تأقلمت يا أنا "يسوع" ابن "يوسف" الذي من نسل "داود" الملك ..لم أستطع التأقلم على الحياة كابن نجّ ار ونحن من نسل الملوك ..كيف
أبي؟! ..يا يوسف النجّ ار ..أفتسميني "يسوع" على اسم "يشوع بن نون" المقدام و ُتريدني أن أظل نجّ اراً مثلك؟! ..ونحن األحق بالحكم
ُ
وظننت أنه لن يتركني ُ
واعتمدت على إلهي "إيل" إله "إسرائيل" لينصرني.. ُ
اتخذت قراري.. والملك والمسح بالدهن كملوك إلسرائيل..
بحثت بين اليهود عمن بقي من النصارىُ حتى أملك على شعبه "إسرائيل" كما نصر أجدادي الملوك ،من "داود" و َمن بعده من الملوك..
ُ
مت منهم عن شفاء المرضى وعالجهم ،فل ُ
قبت (أنصار حق نسل "قورح" و"نحشون" بالمُلك ..وأنصار "المسيح" المُنتظر )..وتعلّ ُ
وجمعت إثنا عشر تلميذاً ليصبحوا وكالئي على أسباط إسرائيل حين سأصبح ملكا ً ممسوحا ً على إسرائيل ..حين ُ بالنصرانيّ (الناصريّ )..
ذهبت مع تالميذي بجولة على القرى والمدن اليهوديّة نشفي المرضى ونجمع أنصاراً لمُلكي ..جمعنا الكثير من ُ بات عمري ثالثون عاما ً
ووضعت أموال تبرعاتهم في صندوق حمله تلميذي "يهوذا سمعان االسخريوطي" الذي أحببته أكثر من باقي ُ األنصار والداعمين
وتزوجت من مريم المجدليّة (من "المجدل" – ربما كان أصل اسمُ ً
التالميذ ..وتبعني أيضا أمي وأخوتي :يعقوب ،سمعان ،يوسي ويهوذا..
ُ
المجدل :المجد لـ "إيل" )..في "قانا" التي في "الجليل" (ج ّل إيل) ..واستغليّت تبشير بعض األنبياء ،مثل "يوحنا" ،بقرب مجيء المسيح
بأمر من "هيرودس أنتيباس" (رئيس ٍ
ربع ٍ المنتظر ،عسى أن ينض ّم َمن معه لدعمي كوني المسيح الموعود ..وحين قُطع رأس "يوحنا"
ودخلت أورشليم كملكٍ ممسوح ..فاستقبلني الشعب بغبطة على أمل أن أخلّصهم من حكم الرومان ُ عدت..ُ هربت ..ثمُ على "الجليل")
وُأعيد إقامة مملكة "إسرائيل" ..لكنّ الكهنة الصادوقيين (من نسل "صادوق" الذي من نسل "العازار" ابن هارون) خافوا أن تصبح السُلطة
ربع على "الجليل") تحت حكم والمُلك بين يديّ فيخسروا سلطتهم ..فتآمروا عليّ مع السلطة القائمة بيد "هيرودس أنتيباس" (رئيس ٍ
الرومان ..وتم تسليمي للوالي الرومانيّ "بيالطس البنطيّ " ،ففر تالميذي وداعميّ ..وأمر "بيالطس" بصلبي ألني أطالب بالمُلك على
اليهود ،وإعادة إقامة مملكة "إسرائيل" ،والخروج عن الحكم الرومانيّ وسلطة "طيباريوس" قيصر روما ..وكتب ورقة لتعلّق على صليبي
دوّ ن عليها "يسوع النصرانيّ (الناصريّ ) ملك اليهود" ،حتى ال يجرؤ أي يهودي على المطالبة بالمُلك وإعادة إقامة مملكة "إسرائيل"..
هل حقا ً تركتني يا "إيل" ُألصلب!!! ..لماذا تركتني يا إلهي "إيل" يا إله "إسرائيل"؟!..
– 32يوحنا:
ُ
أنا "يوحنا" ..نبيٌّ لشعب إسرائيل ..لم ترضني حال اليهود وشعب "إسرائيل" لكونهم تحت حكم الرومان ..وإن كان لديهم رؤساء ربع
يحكمون بعض مناطقهم ..فسلطتهم تظل تحت سُلطة الوالي الروماني ..أما آن األوان ألن يعود المسيح المنتظر ليُعيد إقامة مملكة
رت بعودة المسيح ..أكان "عيسى" المسيح ابن الرب الذي سيعود يوم القيامة ويملك في الدهر اآلتي كما يقول النصارى ش ُ إسرائيل؟! ..ب ّ
شخص يُدعى "يسوع" وهو يزعم أنه من نسل ٍ ُ
سمعت عن والفريسيين ..أو كان مسيحا ً ملك ّيا ً من نسل "داود" الملك ليُعيد مُلك إسرائيل..
ً
أرسلت تالميذي لسؤاله عن حقيقته ..فأتاني جوابه غامضا ..ربما هو المسيح الموعود ..دعمته على أمل ُ "داود" وأنه المسيح الموعود..
ربع على "الجليل") بما يجري ،خشي على سلطته ..فأمر أن يكون هو المسيح الموعود ..لكن حين سمع "هيرودس أنتيباس" (رئيس ٍ
بسجني ..ويبدو أنه سيقطع رأسي ..إلى متى سيظل شعب "إسرائيل" بال ملكٍ ومملكة ..آمل أن ينجح "يسوع" المسيح في مسعاه للمُلك..
– 33يهوذا االسخريوطي:
أنا "يهوذا" ابن سمعان االسخريوطي (من اسخريوط) ..اختارني "يسوع" المسيح الملك الموعود ألكون أحد تالميذه اإلثني عشر الذين
كنت أكثر تالميذ "يسوع" محبة إلى قلبه وأكثرهمُ سيصبحوا وكالئه على أسباط إسرائيل حين سيعيد إقامة مملكة إسرائيل ويصبح ملكاً..
اندفاعا ً وأمانة ..فأتمنني على صندوق تبرعات المال ..ما دفع بعض التالميذ للغيرة مني كوني المُقرّ ب والمحبوب والمؤتمن ..وكان
أكثرهم غيرة مني هو "يوحنا" ابن "زبدي" الذي ادعى لنفسه لقب "الحبيب" غيرة مني أنا األحبّ إلى قلب "يسوع" ..حين ألقى الرومان
ّلت "يسوع"القبض على "يسوع" ليحاكموه لمسعاه للخروج عن سلطة الرومان وإعادة إقامة مملكة "إسرائيل" ..هرب أغلب التالميذ ..قب ُ
وطلبت منه أن يسامحنا نحن التالميذ لخذالننا له وقت الشدة ..كم كان الحُلم هشاً! ..كم كان الهروب سهالً!!..
ُ مودعا ً وهو بين أيدي الجنود
صُلب "يسوع" ..وأطلق بعض التالميذ عنان غيرتهم وحقدهم عليّ ..اتهموني بأني من وشى على "يسوع"! ..وكأن دعوة "يسوع" كانت
ُ
قبضت ثمن دمه! ..وكأني لم سريّة!! ..أفلم يدخل "يسوع" وجميع من معه علنا ً إلى "أورشليم" على أنه الملك الموعود؟! ..واتهموني بأنني
ُ
ندمت أكن المؤتمن على صندوق المال!! ..أفال يحوي الصندوق الذي بين يدي أكثر مما زعموا من ثمن دم "يسوع"؟! ..وقالوا أنني
اشتريت بما معي من مال في الصندوق حقل الفخاري ُ ُ
وخنقت نفسي! ..وكأنهم ال يعلمون أن كذبهم سيظهر!! ..أفلم يسمعوا بأني ُ
ومضيت
ُ
خنقت نفسي؟! ..أبهذه السهولة ينهار الحلم؟! ..أبهذه السهولة تهون العشرة بين التالميذ؟!؟! ..أبهذه ليُصبح مقبرة للغرباء ،ولم أمت وال
السهولة ُتشوّ ه سمعتي أنا التلميذ الحبيب المؤتمن؟!؟!؟!..
– 34شاول (بولس):
ً ً ً ً
كنت يهود ّيا بنيامينيا فريسييا متقدّما على ُ أنا الذي كان اسمي "شاول" على اسم الملك "شاول" (طالوت) ملك إسرائيل األوّ ل ..وأنا الذي
نت أضطهد جماعة "يسوع" المسيح وأنصاره لرفضي فكرة المُلك لنسل "داود" ..كانت كثيرين من أترابي بالتشدد في تقاليد اآلباء ..و ُك ُ
بت ضائعاً ..المُلك مِن حق َمن!؟ ..نسل وحاولت تفسير التوراة كما يفعل الفريسيين من أترابيُّ ،ُ قرأت وتبحّ ُ
رت ُ أفكاري مشوّ شة ..فبعد ما
"داود" أم نسل "شاول" الملك!؟ ..هل مملكة داود (مملكة يهوذا) فيها خي ٌر أم مملكة إسرائيل!؟ ..هل السلطة بيد الكهنة أم بيد الملوك!؟..
َمن المُسحاء الحقيقيّون ومن الكذبة!؟َ ..من هم األكثر صدقاً!؟ ..الصادوقيون أم الفريسيون!؟ ..هل هناك قيامة أم ال!؟ ..من هو اإلله!؟..
ُ
ورأيت هل هو "يهوه" أم "إيل"!؟ ..في خضم صراع أفكاري وأسئلتي ..وأنا أالحق أتباع "يسوع" الباقين بعد صلبه ..أصابني مسّ ..
ّرت اسمي إلى "بولس".. وآمنت بها ..غي ُ ُ ُ
وحاولت أن أتفهّم أفكارهم فأعجبتني فتوقفت عن مالحقة أتباع "يسوع" المسيح ..بل ُ رؤية..
قررت معرفة المزيد عنهم ..وللوقت لم أستشر لحما ً ودما ً وال ُ وأخبرني أحدهم بأنهم يُدعون بالنصارى لتعلّمهم طرق شفاء المرضى..
ُ
تتبعت ُ
ذهبت إلى العربيّة ..حيث ذهبت إلى مركز تواجد من بقي من النصارى.. ُ ذهبت إلى أورشليم إلى التالميذ اإلثني عشر الباقين ..بل ُ
رقوق وعدتُ
ٍ ُ ُ ُ
خبر عن المسيح ..فوصلت إلى إنجيل المسيح المكتوب باللغة العبريّة" :إنجيل العبرانيين" ..فنسخت ما نسخت منه على كل ٍ
قابلت للمرة األولى "سمعان" (بطرس) الذي بقي من التالميذ اإلثني عشر وقد بات "يعقوب" أخو ُ ُ
حيث بها إلى دمشق ثم إلى أورشليم..
زلت ضائعا ً في أفكاري ..من هو المسيح حقاً!؟ ..كاهنٌ أم ملك!؟ ..من نسل "داود" أم ابن ُ "يسوع" هو قائدهم وملكهم المنتظر ..ما
ً
الرب!؟ ..هو " iesouيسوع"" ،عيسى" (عيسو/إشو) ..المسيح ..هو ابن مريم التي لم تعرف رجال أم ابن يوسف!؟ ..أم كان يوسف
شر النبي "يوحنا" باقتراب عودة المسيح ليحكم!؟ ..أم أن النبي خطيب مريم وحبلت قبل أن يتزوجها!؟ُ ..عمّد على يد ابن "زكريا" أم ب ّ
"يوحنا" هو المعمدان!؟ ..صُلب المسيح أم رُفع!؟ ..أم صُلب وقام من الموت ورُفع!؟ ..هل اقترب يوم القيامة أم أنه حدث يوم قام "يسوع"
من الموت ليُرفع!؟ ..وهل سيعود المسيح بعد صعوده فيدين كل البشر في يوم الحساب ويملُك في الدهر اآلتي أم إن مملكته هي مملكة
سماوية!؟ ..تداخلت أفكاري ..وبات عقلي ينسج حقيقة ما حدث كما يتوقعها وكما يجب أن تكون ليتوافق الواقع مع كل ما أعرفه من
اختلفت مع بعض تالميذ "يسوع" على نشر ُ التوراة و"إنجيل العبرانيين" وما يُفسّره الفريسيين وما قاله تالميذ "يسوع" الذين عاينوه..
كنت أراها -وليست فقط موجهة لشعب إسرائيل ،وحول حقيقة ما حدث ُ الدعوة للغلف (غير المختونين) لتصبح الدعوة أممية -كما
وحقيقة قصة المسيح ..ولكن َمن هم!؟ ..هم العاميين عديمي العلم ..وأين هم مني أنا الفريسي الذي يقرأ ويكتب ويعرف تفاسير التوراة
بتدقيق رغم أني لم أعاين المسيح.. ٍ تتبعت كل شيء من األول ُ والذي حصل على نسخة من إنجيل المسيح "إنجيل العبرانيين"! ..أنا الذي
ً
ولكن معرفتي وعلمي ورقوقي أوصلتي لحقيقة ما حدث ..وقوّ ة شخصيتي جعلتي قادرا على مواجهة باقي التالميذ الذين عاينوا المسيح..
تابعت مع "لوقا" بكتابة ما حدث.. ُ رافقني كالً من "مرقس" و"لوقا" فبدأنا معا ً بكتابة ما حدث ..فنحن من يعرف التدوين والكتابة ..ثم
كنت مجتهداً في ُ فكتبنا إنجيل المسيح بتدقيق لنرسله للعزيز "ثاوفيلس" ..ثم أتبعناه بكتابة أعمال الرسل لنرسلها أيضا ً لـ "ثاوفيلس"..
وأصبحت أكثر الرُسل نشاطا ً وتبشيراً بإنجيل المسيح ابن الرب (هللا) بين ُ التبشير وإرسال الرسائل إلى كل مجموعة ممن اتبعوا دعوتنا..
األمم ..وبتنا على أمل قرب يوم القيامة وعودة المسيح ليملك في مملكته السماويّة ..ملكوت السموات..
– 35سمعان (بطرس):
أنا "سمعان" ابن "يونا" ..أنا وأخي "أندراوس" تركنا كل حياتنا السابقة – من عائلة ومهنة صيد السمك – وتبعنا آمالنا في الثراء ،فبتنا
ُ
تعلمت مثل باقي من التالميذ االثني عشر الذين اختارهم "يسوع" ابن "يوسف" ليصبحوا وكالئه على أسباط إسرائيل حين سيملك..
التالميذ كيفيّة شفاء المرضى ،علّمنا "يسوع" (الناصريّ ) ما تعلّمه من النصارى ..وكنا أنا و"يوحنا" ابن "زبدي" من أكثر التالميذ تقربا ً
كنت شديد البأس والصالبة دفاعا ً عن ُ من "يسوع" ..لم يفقنا تقربا ً سوى "يهوذا سمعان االسخريوطي" المؤتمن على صندوق المال..
"يسوع" ودعما ً له ..حتى أن "يسوع" لقبني بـ "صفا" أو "بطرس" التي تعني الصخرة ..ولكن حين تم القبض على "يسوع" لمحاكمته،
أصابني الخوف ،وهرب باقي التالميذ ..حتى أن "يوحنا" ابن "زبدي" حين أمسك الجنود بإزاره ،خلعه وهرب عرياناً ..ووصل بي
بت أنا "بطرس"!!!.. شمة ُّ بت بعد القبض على "يسوع"!!! ..أيّ صخرة مه ّأنكرت معرفتي بـ "يسوع" ..أيّ صخرة ُّ ُ الخوف إلى أنني
فقررت دعم أخيه "يعقوب" ابن "يوسف" في مطالبته بحقه بالمُلك بعد أن صُلب "يسوع" البكر ..ولكن أيّ ُ ُ
ندمت على خذالني لـ "يسوع"
ف أصاب التالميذ وأيّ تشتت ..فبعد صلب "يسوع" َمن بات يجرؤ أن يُظهر دعمه ألخيه "يعقوب"! ..ظلت الدعوة لملك "يعقوب" ضع ٍ
ً ً
سريّة ..حتى أتانا "شاول" الذي بات نصيرا لنا بعد أن كان مُطهدا لدعوتنا" ..شاول" هذا قد غيّر اسمه فبات "بولس" ،وغيّر إيمانه
اليهوديّ الفرّ يسي ليصبح ناصر ّيا ً (نصران ّياً) وداعيا ً لحق المسيح بالمُلك في الدهر اآلتي ،وغيّر باندفاعه ومعلوماته ،التي استقاها من
إنجيل المسيح كما قال ،كل توجّ ه دعوتنا ..قال بإن المسيح لم يمت! ..بل قام من الموت ورُفع!! ..وقال بأن يسوع مولود من أم عذراء
اسمها مريم! ..وانه ابن الرب!! ..هو المسيح الموعود ..الذي سيعود يوم القيامة ..وتحدّث عن تحليل المسيح للطعام الذي حرّ مه موسى!..
وعن إنزاله لمائدة من السماء!! ..عن أيّ مسيح تتحدث يا "بولس" (شاول)؟! ..نعم هو شفى المرضى ..نعم هو طالب بحقه بملك
إسرائيل ..ولكن ..نحن ال نعلم قصة والدته من العذراء مريم ..ربما كانت صحيحة ..فنحن ال نعلم عن حياته قبل أن يصبح في الثالثين
من عمره ..ربما ..ال أدري ..لكنّ اندفاع "بولس" (شاول) ودعمه لنا كان كالخشبة التي ُتنقذ الغريق ..توافقنا على االستفادة من دعمه..
فاقترح التبشير بالدعوة بين جميع األمم (الذين ليسوا من شعب إسرائيل)! ..بين الغلف (غير المختونين)!! ..وافق "يعقوب" أخو "يسوع"
دعم ،لدعوتنا التي تخبو ،كان مفيداً ..وحين قُتل "يعقوب" أخوعلى فكرة "شاول" (بولس) فأتمنه على التبشير بين األمم ..ولم ال ..كل ٍ
"يسوع" هو اآلخر ،باتت دعوة "بولس" (شاول) هي الدعوة السائدة ..فتمسكنا بها نحن الباقين ..عسى أن يكون كالم "بولس" (شاول)
صحيحاً ..تعلقنا بأمل قرب عودة المسيح -الذي رُفع -في يوم القيامة ليدين ويحاسب ويملك في الدهر اآلتي على مملكته السماوية..
المسيح الذي بات في نظرنا – بتأثير من "بولس" – هو ابن الرب (هللا) من مريم العذراء ..وماذا لدينا نحن اليائسون من تحقيق حلمنا
فلقنت "مرقس" تلميذ "شاول" (بولس) ما أعرفه عن حياة ُ بالمُلك على إسرائيل غير السعي وراء ملكوت السموات ..لم أتعلّم الكتابة
لست متيقنا ً من رواية "شاول" (بولس) ..لكن يبدو أن أفكار "بولس" ظلّت ُ "يسوع" ..ونصحته بتج ّنب الكتابة عن ميالد "يسوع" ألنني
تؤثر على ما كتبنا ..هل حقا ً ضعنا نحن التالميذ الذين عاينوا "يسوع" وغرقنا وتهنا في آمال وأفكار "بولس" الرسول؟!..
– 36م ّتى:
فبت من تالميذه تبعت "يسوع" الذي يسعى للمُلك على إسرائيل ُّ ُ شار (جامع الضرائب ..العشر).. أنا "م ّتى" الالويّ (من سبط الوي) الع ّ
وضعت كل أموالي في صندوق المال الذي كان بين يدي "يهوذا ُ ُ
كنت الخاسر األكبر ..أنا الذي اإلثني عشر ..تبع ُته طمعاً ..وحين صُلب..
االسخريوطي" ..وضاعت كل أموالي وأحالمي بأن أصبح أحد وكالء "يسوع" على أسباط إسرائيل حين سيملك عليهم ..تخيلوا حلمي بأن
أصبح وكيالً للملك على سبط الوي ..أفال أقامر بكل أموالي لتحقيق هذا الحلم ..ضاع الحلم ..وضاعت أموالي ..اشترى "يهوذا
دفنت حلمي في مقبرتك يا "يهوذا" ..أفال أتبنى َ االسخريوطي" بأموال الصندوق – وأموالي بينها – حقل الفخاري ليصبح مقبرة الغرباء..
الشائعة التي أطلقها "يوحنا" ابن "زبدي" عن كون "يهوذا" قد ندم على خيانته لـ "يسوع" فمضى وخنق نفسه؟! ..آه لو أستطيع أن أحقق
قت باألفكار الغريبة التي نشرها "شاول" (بولس) بعد مجيئه من "العربيّة" ..هو حل ٌم ضعت مع الضائعين ..وتعلّ ُُ هذه الشائعة بيديّ ..
استقيت مما كتب "مرقس" ومما ُ فتبعت ذلك الحلم الجديد ..أنا الالويّ (من سبط الوي) الذي يُجيد القراءة والكتابة ُ بملكوت السموات..
فت من القصص أن أثبت أن كتبت وألّ ُ
ُ ُ
وحاولت فيما أشاع "شاول" (بولس) ومما ورد في "التوراة" ألكتب قصة حياة "يسوع" المسيح..
ً ّ
كل النبوءات المكتوبة في "التوراة" قد تحققت في شخص "يسوع" المسيح ..عسى أن يكون ما كتبته وألفته وأثب ُّته حول النبوآت صحيحا..
ويكون حلمي الجديد في ملكوت السموات ممكناً ..فال أكون أكبر الخاسرين مجدداً..
– 37يوحنا (اإلنجيلي):
أنا "يوحنا" ابن "زبدي" ..أنا وأخي "يعقوب" تركنا كل حياتنا السابقة وتبعنا آمالنا في الثراء وفي البحث عن الحق ،فبتنا من التالميذ
بحق "يسوع" بالملك على ّ ُ
آمنت االثني عشر الذين اختارهم "يسوع" ابن "يوسف" ليصبحوا وكالئه على أسباط إسرائيل حين سيملك..
تعلمت مثل باقي التالميذ كيفيّة شفاء المرضى ،علّمنا "يسوع" (الناصريّ ) ما تعلّمه من النصارى ..وكنا أنا و"سمعان" ُ شعب إسرائيل..
ابن "يونا" – الملقب بـ "بطرس" -من أكثر التالميذ تقربا ً من "يسوع" ..لم يفقنا تقربا ً سوى "يهوذا سمعان االسخريوطي" المؤتمن على
صندوق المال والمُلقب بالتلميذ الحبيب ألن "يسوع" كان يُحبه أكثر من الجميع ..أكلتني الغيرة من األسخريوطيّ هذا ..التلميذ الحبيب..
وتنافست دوما ً مع "سمعان" (بطرس) على التقرّ ب من "يسوع" ..أطلق "يسوع" عليّ وعلى أخي "يعقوب" لقب "بوانرجس" أي إبني ُ كما
كنت أغار من مريم المجدليّة التي أصبحت ُ الرعد ..ألننا – وخصوصا ً أنا – كنا ننتفض كالرعد غيرة من باقي التالميذ ..وحتى أني
حق بالتميّز ..ولكن حينوكنت دوما ً أشارع بالحق وأطالب "يسوع" بحقي في التميّز من بين تالميذه ..الحق الحق ..ولي ٌّ ُ زوجة "يسوع"..
فقدت كل إيماني بالحق وبإمكانيّة إحقاقه ..ال حق بعد اآلن ..ما هو الحق؟!.. ُ ً
تم القبض على "يسوع" وهربنا جميعا نحن التالميذ..
السلطة ..القوّ ة ..الكلمة ..إذاً فآلخذ حقي بيدي ..وألقول ما شئت من الكالم عما حدث ..سواء كان حق أم لم يكن ..أنا التلميذ الحبيب
ٌّ ُ
و"يهوذا االسخريوطي" هو التلميذ الخائن الذي قبض ثمن دم "يسوع" ثم ندم ومضى وخنق نفسه ..ال لم يشتري االسخريوطي بمال
الصندوق الذي معه حقل الفخاري وجعله مقبرة للغرباء ..االسخريوطي السارق ..مريم المجدليّة ليست بشيء وال تزوجها "يسوع" في
"قانا" التي في "الجليل" ..أنا الشجاع الذي ظل مع "يسوع" حين ألقوا القبض عليه ..ال لم أهرب عريانا ً حين أمسكوا بإزاري ..وأنا
دخلت إلى دار الوالية حين تحاور ُ الشجاع الذي دخل إلى داخل دار رئيس الكهنة أثناء محاكمة "يسوع" ..ال لم أهرب ..وحتى أ ّني
"يسوع" مع الوالي الروماني "بيالطس البنطي" وحدهما ..نعم وحدهما ..كان طيفي هناك ..حين تناقشا عن الحق ..وحين حُكم عليه
بالصلب ..ال لم أختبئ ..وقفت تحت الصليب مع النساء بعد أن هرب باقي التالميذ ..ال لم أهرب ..أنا التلميذ الحبيب الذي أوكله "يسوع"
لالعتناء بأمه ..وأنا من اعتنى بأم "يسوع" وليس باقي أبنائها يعقوب ،سمعان ،يوسي ويهوذا ..أنا التلميذ الحبيب ..أنا التلميذ الحبيب..
بأفكار عن المسيح على أنهٍ وسمعت بأن "شاول" (بولس) بات يب ّ
شر ُ حق الحق..أفرغت كل رعود غيرتي وضعفي بكالمي ..ولكن حين ّ ُ
ابن الرب (هللا) وأنه سيعود يوم القيامة ..أعجبتني الفكرة ..ال لم أسرقها منه وأتبناها وأسرد ما أسرد حولها وحول الحق ..وألسرد ح ّتى
ب لي هو نبوءة أو رؤية ..ولكن أحالمي عما سمعت من قصص ونبوءات عن نهاية العالم ويوم القيامة ..وسأتنبّأ أيضاً ..كل ٍ
حلم عجي ٍ
ّحت لذلك مراراً
دعوني أكون صادقا ً معكم ولو مرّ ة ..أنا أعرف حقا ً أن اسم أم "يسوع" لم يكن "مريم" كما أشاع "شاول" (بولس) ..ولم ُ
دون أن أوضّح ..ال أجرؤ على مواجهته ومواجهة تلك الشائعة ..إذاً فُأللمّح ..لعل تلميحي هذا يكون الحقيقة الح ّقة الوحيدة التي أنطقها
وأضفت بأن اسم أختها هو "مريم" زوجة "كلوبا"..ُ رويت عن حياة "يسوع" المسيح ..لم أكتب قط اسم أم "يسوع" بل ُ ومن ثم أكتبها فيما
ّحت ..واليوم ُأصرّ ح ..الحق الحق أقول لكم ..أم "يسوع" ليست "مريم" ..هذا هو الحق..لم ُ
مرور األجيال..
ننتقل هنا إلى حقبة زمنية الحقة ..في عام 333م
– 38قسطنطين:
أنا "قسطنطين" ابن "كونستانتيو" (قسطنطين كلوروس) من "هيالنة" (هيلينا) الجميلة خادمة إحدى الحانات في "بيثينيا" والتي
أصبحت المحظيّة (الشرعيّة) لـ "كونستانتيو" ..اعتنقت أمي "هيالنة" الديانة المسيحيّة بعد أن تخلى عنها أبي "كونستانتيو"..
فعرفت من أمي أن اضطهاد المسيحيين هو ظلم بحقهم ..أبي ظلمها ..فالتجأت هي إلى دين المظلومين الذين يحلمون بالقيامة بعد ُ
الموت والحياة بال ظلم في الدهر اآلتي!!! ..وقالت أنها ولدت من جديد بعد أن اعتنقته وتم تعميدها!!! ..ما هذا الدين الذي ينتشر
دين عجيب ..كتبه متنوّعة ومتناقضة أحياناً ..يسمونها أناجيل ..ما
بسرعة في القسم الشرقي من اإلمبراطورية الرومانيّة؟!ٌ ..
معنى هذه الكلمة "إنجيل"؟! ..هل هي حقا ً كما يقولون "بشرى الخالص" ،خالص المستضعفين والمظلومين؟! ..أم هي مرتبطة
بإله من اآللهة" ..إيل" (إنج إيل)؟! ..ويمارسون طقوس العماد للوالدة من جديد في دينهم الجديد! ..فهل الماء الذي نستحم به في
حماماتنا الرومانيّة هو وسيلة للوالدة الجديدة في دين جديد!!! ..ويأملون بالحياة في الدهر اآلتي بعد أن يموتوا ويقوموا من
الموت! ..فهل يقوم الموتى!!! ..ال يهم ..ال يهم إن كان iesouأو iesousأو Jesusهذا الذي يبشرون به هو ابن "إيل" أم
غيره ..فأغلب آلهاتنا الوثنيّة هم أبناء آلهة ..ولكن ما يهم هو سرعة انتشار هذا الدين الجديد في شرقي االمبراطوريّة وبين المظلومين
خصوصاً ..فهل أستفيد من دعمهم عند الحاجة؟ ..بعد موت أبي ..كان الصراع محتدما ً من أجل تحديد الحاكم على اإلمبراطورية
الرومانيّة ..ستة أشخاص نودي بهم قياصرة (قيصراً) أو أغاطسة (أغسطساً) وأنا أحدهم ..وبعد صراع طويل وتحالفات مع المتنافسين..
تواجهت وجيشي مع جيش "مكسنتيوس" قرب روما ..وحين رأيت أن "مكسنتيوس" يرفع لواء "إله الشمس" ،وهو لواء الشمس ُ
ُ
وادعيت بأنه ظهر لي في الحلم أو في رؤية ليكون قررت ابتداع شعاراً جديداً أخوض معركتي تحت لوائه.. ُ التي ال تقهر..
ُ
شعار نصري ..هو شعار يمزج بين رمز الشمس التي ال تقهر ورمز الصليب و حروف اسم المسيح ..هي ضربة حظ أو دهاء..
فهل أكسب بهذا اللواء عقل وقوّة المسيحيين من جنودي وجنود عدوّي؟! ..هؤالء الجنود المسيحيين الذين ال يهابون الموت أمالً
أنتصرت ..هو حظّ
ُ خضت المعركة خلف لواء "عرف من ذلك الوقت باسم اللبارم" .. Labarumوحقاً.. ُ بالحياة بعد الموت..
أم دهاء! ..من ثم ،ومع منافسي األخير"فالفيوس ليسنيوس" ،الذي بات حليفا ً مؤقتاً ،أصدرنا مرسوم ميالنو للتسامح الديني..
ُ
تخلصت والذي ُأعلن فيه إلغاء العقوبات المفروضة على من يعتنق المسيحيّة ،فانتهت بذلك فترة اضطهاد المسيحيين ..وبعد أن
ُ
ونقلت وبت اإلمبراطور األوحد ..وبعد أن استقرّت أوضاع اإلمبراطوريّة تحت حكمي.. ُّ من منافسي األخير "ليسنيوس"..
قررت أنه كما أن اإلمبراطورية هي واحدة واإلمبراطور هو واحد (أنا) ..فكذلك ُ مركز حكمي إلى "بيزنطة" (القسطنطينيّة)..
دعوت لعقد المجمع المسكوني األول في مدينة "نيقية" ..وألزمت المجتمعين من رجاالت الدين ُ يجب أن يكون الدين واحداً..
المسيحي في المجمع بتحديد أناجيلهم الصحيحة وتوحيد أفكارهم وطقوسهم ومراسيمهم ..ودمجها مع ما هو متداول من طقوس
دين خليطٌ موحّد ..تم تحديد األناجيل المعتمدة وتقرر إتالف جميع األناجيل األخرى حرقاً ..كما ومراسيم عبادة إله الشمس ..هو ٌ
وتقرر أيضا ً اعتبار يوم العطلة المسيحي يوم األحد (يوم الشمس ،)Sun dayواعتبار يوم مولد إله الشمس (وهو يوم الخامس
والعشرين من كانون األول -ديسمبر) يوم ميالد المسيح ،واستعارة الصليب ،وهو رمز إله الشمس ،رمزاً للمسيحية ..ومع أن
تمثال المسيح حل محل صنم إله الشمس ،قرر المجتمعون دمج جميع المراسم التي كانت تجري في احتفاالت عيد ميالد إله
إنجاز هذاٌ ..
دين واحد ..امبراطوريّة ٍ يالشمس ،واتخاذها احتفاالت ومراسم وطقوسا ً للمسيحية ..فبات المسيح نور العالم ..أ ّ
أعلنت "بيزنطة" (القسطنطينيّة) عاصمة لالمبراطوريّة بدل روما ..كل هذا أنجزته بقوّة ُ واحدة ..امبراطور واحد ..بعدها
ً ُ
سلطاني وسلطتي وحكمتي السياسيّة وتحكمي باألفكار الدينيّة التي تسيّر العوام ..رغم أني لم أصبح مسيحيّا ولم أتع ّمد بحسب
ُ
ساهمت بصنعه وبتأليفه ..أفال أعتنقه في آواخر الطقوس المسيحيّة حتى اآلن ..ربما أفعل في آخر حياتي ..وما الضير ..هو ٌ
دين
وعشت في الدهر اآلتي كما يحلمون ..فلم ال أصبح هناك ُ قمت من الموت في يوم القيامة الذي يؤمنون به.. ُ عمري!!! ..وإن حقا ً
امبراطوراً من جديد!!! ..أو قديسا ً مع القديسين!!! ..لم ال..
مرور األجيال..
ننتقل هنا إلى حقبة زمنية الحقة ..بدايات ظهور اإلسالم..
– 39ورقة بن نوفل:
ّ
أنا "ورقة" ابن "نوفل" ابن "أسد" ابن "عبد العزى" ابن "قص ّي" ..أنا راعي النصارى في مكة ..حيث ماتزال األفكار والكتب
فكر آخر -حتى وبعض المخطوطات الدينيّة ناجية من اضطهاد الكنيسة الرسوليّة التي تنادي بوحدة العقيدة المسيحيّة وتحرّم كل ٍ
لو كان صحيحا ً -بحجة الهرطقة ..لم ينجو من اضطهاد هؤالء ذوي الفكر البيزنطي ال اآلريوسيّة وال النسطوريّة وال اليعقوبيّة
وال الغنوصيّة وال الكسائيّة إال ما ندر ..ولكن ..لحسن حظنا نحن المقيمين عند أطراف اإلمبراطوريّة البيزنطيّة نجونا حتى
اآلن ..نحن النصارى األبيونيون وغيرنا ..كان معلمي "قس ابن ساعدة ابن حذافة اإلياديّ" يقول" :هو هللا الواحد المعبود ،ليس
بوالد وال مولود" ..فهل كان ليظل حيا ً لو جاهر بقوله هذا في القسطنطينيّة أو انطاكية أو االسكندرية أو روما؟! ..نحن هنا في
"مكة" مازلنا نحظى بنعمة تعدد اآلراء واألفكار ..وحتّى تعدد اآللهة ..فها هو "هبل" (هـ بعل) وها هي "الالت" (إيالت)
وغيرهم من اآللهة ما تزال تُعبد وأفكار أتباعهم الدينيّة ما تزال متداولة ..هناك في "القسطنطينيّة" كل ما هو مخالف للعقيدة
ي هرطقة أعظم من إيمانهم أن المسيحيّة التي يعتبرونها صحيحة هو هرطقة!!! ..فمات الفكر والنقاش وساد القسر والتسليم ..وأ ّ
"مريم" هي أم هللا!؟ ..كل علم أو فلسفة أو شرح هناك – في القسطنطينيّة – ال يوافق عقيدتهم ،هو هرطقة ..ومصيره اإلتالف
والحرق ..فمات العلم وُأتلفت الكتب والمخطوطات وع ّم الجهل حتى بالقراءة والكتابة ..وبات رجاالت الدين المسيحي هم
ي علم!!! ..أما هنا في "مكة" فلكل مل ٍة أفكارها ..ولكل جماعة كتبها ..ولكل قبيلة شاعرها ..اللغة المتعلمون الوحيدون ..وأ ّ
مازالت مقروءة ومكتوبة وتُعلّق الدواوين على جدران الكعبة ..وهاك سوق عكاظ ..وتلك األديان تتآلف وتتنافس ..ولكن ..ما
بحثت ُمط ّوالً في شبابي ..وكان "زيد بن عمرو بن نفيل" ُ الدين الصحيح؟ ..ما اإلله الحق؟ ..ما الكتاب الذي لم يُحرّف؟..
صاحبي في البحث ..وما أكثر ما قرأنا وسمعنا في مختلف المخطوطات والكتب وبمختلف اللغات ..بعدها تبيّن لي أن المسيح
عرفت هذا؟! ..من إحدى المخطوطات الناجية من اإلتالف ..هو ُ "عيسى" هو ليس "يسوع" ..فـ "عيسى" لم يُصلب ..كيف
"إنجيل العبرانيين" ..كتاب النصارى األبيونيّين (الفقراء)" ..إنجيل عيسى ابن مريم" ..إنجي ٌل كتبه أتباعه من النصارى الفقراء
(األبيونيّين) الذين سلّموا أمرهم هلل بعد أن رُفع "عيسى" ..فباتوا ُمسلمين لمشيئة هللا كما إبراهيم ..موحّدين ،يرفضون األصنام..
وهم كما أوصاهم "عيسى" قبل رفعه ..يداومون على االغتسال بالماء للوضوء والتطهير ،ويشددون على أعمال البر واالهتمام
باليتامى ،يُطعمون الجوعى ويشفقون على المساكين وإن كانوا هم أنفسهم فقراء ،ويصومون طوال شهر رمضان ،ويتحنثون
(يعتزلون) في البراري ..هم أسلموا أمرهم هلل حقاً ..فباتوا مسلمين يحيون على أمل يوم القيامة ..وممن اتبع ملتهم مثلي – إن
ي وعبيد هللا بن جحش وزيد بن عمرو بن نفيل وعبدهللا ابن جدعان وأسعد جهاراً أو في الخفاء – كالً من قس بن ساعدة اإلياد ّ
بن كريب الحميري وأبي أمية ابن المغيرة وعبد المطلب بن هاشم وأبو طالب بن عبد المطلب وأبي قبيس بن صرمة وأبي بكر
ابن أبي قحافة وقثم ابن عبدهللا ورباب البراء وأبو ذؤيب وميسرة وغيرهم كثيرين في الخفاء ..لماذا الخفاء؟! ..الخفاء بعد ما
فعله ابن عمي عثمان ابن الحويرث ..فقد كان من ملتنا (النصرانيّة) ولكنّه ذهب إلى أرض الروم وأصبح تحت سلطة المسيحيّة
الرسوليّة البيزنطيّة المؤمنة بالتثليث ..وحسُنت منزلته عند القيصر فعيّنه بطريركا ً وملكا ً على مكة ..وبات يقال له البطريق..
ولكن رفضه نصارى مكة ومات بالشام مسموماً ..نحن النصارى في مكة ونحن من يختار قساوستنا وأساقفتنا ..ولكننا علمنا
اآلن – بعد موت البطريرك عثمان ابن الحويرث – أن عين اإلمبراطوريّة البيزنطيّة باتت مفتوحة علينا ..فهل نتركهم يحكموننا
ويتح ّكمون بنا وبأفكارنا؟! ..وينشرون عقيدتهم ويهرطقون عقائدنا! ..بتنا في خطر ..وباتت كتبنا ومخطوطاتنا مهددة باإلتالف..
أما عن قس بن ساعدة فاختارني ألصبح قس أو أسقف النصارى في مكة حين سيموت ..ولكن نصحني أن أظ ّل ق ّسا ً أو اسقفا ً
ولكن في الخفاء خوفا ً عل ّي من تهمة الهرطقة ..وأما عن النصارى في مكة فباتوا نصارى في الخفاء ..يتحنّثون ويجتمعون ولكن
في الخفاء في غار حراء ..وأما عن كتابنا وهو "إنجيل العبرانيين" (اإلنجيل العبراني) ..وبين يدي نسخة منه أحرص عليها كل
فقررت ترجمتها للغة ُ الحرص خوفا ً من تلفها أو إتالفها وضياعها ..وهي باللغة العبريّة (اآلراميّة) األعجميّة بالنسبة للعرب..
العربيّة خوفا ً من ضياعها أو تلفها أو إتالفها ..سأجعل ترجمتها العربيّة أقرب للشعر أو للنثر ليتناقلها العرب تالوة ..ويحفظونها
كما تُحفظ روائع القصائد ..ترجمتها مع المحافظة على األسماء كما تنطق باللغة األصليّة ..فهل سأترجم "إسرائيل" (إسرا إيل)
ب من "إيل" وكلمة أخرى إلى "اسرا هللا"! ..وهل سأترجم "جبريل" (جبرا إيل) إلى "جبر هللا"!! ..وهل سأترجم كل اسم مر ّك ٍ
إلى اسم يحوي اسم هللا!!! ..هي ترجمة أمينة ميسّرة ومبسّطة إلى العربيّة ولكن بلغة شعريّة تضاهي أدب وبالغة ال ُمعلقات..
وأضفت على ترجمتي هذه كل ما أعرفه من قصص األولين ..وبعض ما سمعته أو قرأته من التوراة السبعونيّة المكتوبة باللغة ُ
ُ
أضعت جمعت من قصص وعلوم وأساطير األولين ..هو كتابي الذي ُ اليونانيّة وهي أيضا ً أعجميّة بالنسبة للعرب ..وغيرها مما
عليه عمري وبصري ..وأنا "العليم الخبير" الذي قام بالترجمة (التعريب) والتفصيل والتفسير ..كتابٌ يُقرأ باللغة العربيّة
سأخرجه من لدني أنا العليم الخبير" ..قرآن عرب ّي" ..قرآن عرب ّي تيسيراً للذكر وتصديقا ً على ما قبله من الكتب األعجميّة
ُ
قررت تعليم اللغة ..فهل أحتفظ به لنفسي؟! ..وما فائدة القرآن إن لم يُقرأ ويُتلى ويُحفظ ويُتداول بين الحفظة فال يَتلف أو يُتلف..
قرآني لألقدر من تالميذي عساه يكون رسوالً عربيّا ً لما بين يدي ..أو نبيّا ً للعرب األميين بالكتب األعجميّة ..وهل "صموئيل"
بخير مني؟! ..وأما عن تالميذي الذين سأختار منهم الرسول النبي ..وهم ٍ ماسح وصانع الملوك – شاول (طالوت) وداود –
القالئل" ..قثم" و"أبو بكر" وغيرهما ..فال يهمني فيهم النسب ..فنسب أغلب األعراب يعود إلى "إسماعيل" ابن "إبراهيم" كما
يزعمون ..وأنا ممن يزعمون بنسبي لـ "إسماعيل" رغم أنني لم أستطع التأكد من عودة نسبي إلسماعيل ابن إبراهيم ..في
الحقيقة لم أصل بالعودة في نسبي إلى ما قبل "معد" ..لم أتجاوز "معد"! ..وإن كان جدي الثالث هو "قص ّي" ُمؤسس وزعيم
"قريش" (سدنة الكعبة وسكان مكة وأصحاب دار الندوة)" ..قص ّي" باني الكعبة (بعد بناء تبّع اليمني) في مكة" ..قص ّي" منظم
شؤون م ّكة و ُمظهر الحجر األسود بعد دفنه ..نحن أحفاد "قص ّي" سادة العرب وقادتهم ..فهل رفعني نسبي؟! ..لم يرفعني سوى
لرسول أو
ٍ ب
فبت قس ثم أسقف مكة – في الخفاء – وقائد النصارى الحنفاء ..فهل أبحث عن نس ٍ إيماني وتديّني وعملي وعلميُّ ..
ب مشرّفة كنسبي؟ ..وال يهمني في تالميذي جاهٌ أو ثراء ..فذاك نبي للعرب وتالميذي المتحنثين معي في غار حراء من أنسا ٍ ٍّ
يأتي ويذهب ..ال بل ويمكن صناعته بالسلطة والدهاء ..ما يهمني فيهم رجاحة العقل وبالغة اإللقاء ..وحُسن التدبّر بين العقالء..
ق فيهم فهو فتوّة الشباب والعزم واإلقدام ..كان أمامي وهذا كلّه عندي ويمكنني تقويمه فيهم ..أما ما ينقصني وأبحث عنه بح ّ
فاخترت األوّل ..وهو اليتيم الفقير كما "عيسى" وكما بتنا نحن األبيونيّون ُ خيارين اثنين ..صبيين فتيّين" ..قثم" و"أبو بكر"..
(الفقراء) بعد رفع "عيسى" ..وإن كان قد ولد بعد وفاة عبدهللا ابن عبد المطلب بأكثر من ثالث سنوات! ..أفليس "عيسى" ولد
شأن في م ّكة ..أفليس ذلك خيراً لسريّة ما نفعل؟! ..ال أعين تراقب وال ألسنة تتناقل أحاديث حول بال أب؟! ..وإن كان غير ذي ٍ
أن مربيته ش ولـ "قص ّي" ..زد على ذلك ّ تعليمي له في غار حراء ..كل شيء يتم في الخفاء ..وفوق هذا كله هو يُنسب لقري ٍ
"بركة" الحبشيّة المكناة بـ "أم أيمن" هي نصرانيّة ..فتشرّب منها أفكار وأخالق النصارى ..هو ..هو ..هو الرسول المنشود ..آ ٍه
أرسلت الستشارة من أعرف ُ ُ
استفدت منك يا "صموئيل" ومما فعلتَ مع داود ..هذا الفتى الغالم "قثم" هو النب ّي المحمود.. كم
من الرهبان النصارى المهددين بتهمة الهرطقة قبالً ومجدداً ..وطالبتهم بالدعم لخطتي وتدبيري بإظهار بشائر النبوّة في "قثم"
ولكن بالي لم يهدأ.. ّ الذي أصبح محمداً ..فأتاني ر ّد الراهب "بحيرى" باإليجاب بعد أن عاينه ..هو ..هو ..هو الرسول المنشود..
ماذا عن الراهب "عيصا" (عيسى) ..وماذا عن باقي الطوائف والشيع المهددة بتهمة الهرطقة؟! ..هل سيدعمون خطتي وتدبيري
ويعتصمون بحبل هللا الذي أم ّده لهم؟! ..ماذا عن الرهبان النساطرة (النسطوريّة) المهددين بتهمة الهرطقة؟! ..هل سيدعمون
خطتي وتدبيري؟! ..ماذا عن الراهب "نسطور"؟! ..هو أيضا ً ق ّدم دعمه بأن قال ..هو ..هو ..هو الرسول المنشود ..وماذا عن
الراهب "ع ّداس النينوي"؟! ..هو أيضا ً ساهم ..ال بل وحتّى "سلمان الفارس ّي" ساهم بالدعم ..ولكن ماذا لو افتضح أمرنا؟!..
ُ
حاولت أن قرآني هذا يُعارض أفكارهم؟! ..وهو حقا ً يعارضها ..مهما استشف أو علم المسيحيين ذوي العقيدة الرسوليّة ّ ّ وماذا لو
حاولت اللعب على األلفاظ إلظهار حقيقة ُ بت تبيان حقيقة كون "عيسى" ليس "يسوع" ..ومهما التلميح ال التصريح ..ومهما تجنّ ُ
أكذب أو أحوّر ما أنقل عن "إنجيل العبرانيين" ..وهل سأق ّر بأنه صُلب!؟ ..وهل سأقر قصة "عيسى" المسيح ..فلن أستطيع أن ّ
بأنه ابن هللا؟!؟! ..هل سأشرك وأصبح من أتباع عقيدة التثليث؟!؟!؟! ..استغفرك يا هللا ..يا إيل غفرانك ..لن أفعل ..وهم –
استبطنت ..فإن افتضح أمرنا ..فهل سأخاطر بحياة ُ المسيحيين أتباع عقيدة التثليث – سيعرفون ،سيستشفون وسيظهر لهم ما
ً
تلميذي ورسولي محمد؟! ..وهل سأعرّضه لخطر تهمة الهرطقة؟! ..وهل سيضيع كل تدبيري ومجهودي هباءا منثورا؟! ..ال بد
من حل ..هي إذاً األحرف السريّة (نظام الترقيم على حساب الجمل) ..تلك الرموز التي كان يستعملها المسيحيون القدماء أيام
اضطهادهم من قبل الوثنيين ..هي رموز مازالوا يعرفونها ويتداولونها سراً ..إذاً فلتكن لي ولمحمد غطاءاً يحمينا من تهمة
الهرطقة ..هي حروف مثل ا ل م ر والتي تعني "المسيح صلب" ..ال بأس فهذا المسيح هو "يسوع" وليس "عيسى" ..ك هـ ي
ع ص والتي تعني "المسيح إلهي" ..أستغفرك يا هللا ..حـم عسق والتي تعني "المسيح هو بن هللا" ..يا إيل غفرانك ..أنا ومحمد
ال نؤمن بها ..ولن أكتب جهاراً حقيقة معناها في قرآني فأصبح من الكافرين ..ولكنّه المكر ..فألستخدم أحرف المسيحيين
لخداعهم ..فننجوا من هرطقتهم لنا ..هم مكروا وأنا أمكر ..وأنت يا هللا خير الماكرين ..فهل ستغفر لي يا هللا استخدامي لهذه
األحرف؟! ..وأنت العالم بنيّتي ..وإنما األعمال بالنيّات ..وأنت الحافظ لكتابك (إنجيل العبرانيين) ..أفليس بمكرك يا هللا حُفظ
كتابك من التلف واإلتالف؟! ..وأنا وسيلتك يا هللا وأداتك يا إيل لحفظ كتابك وترجمته إلى قرآنك العربي ..فهل ستغفر لي مكري
باستخدامي هذه األحرف وأنت خير الماكرين؟! ..غفرانك يا إيل غفرانك ..وعسى أن ينجح تدبيري مع محمد ..وعسى أن تزول
غ ّمة الهرطقة ..وها نحن صابرين ..ونعلم أنك يا هللا معنا ..وأنك ستجعلنا فوق الذين كفروا وستحكم بيننا فيما اختلفنا ..طال
ت يكفيه عوز السؤال؟!.. مال وال قو ٍ
رسول بال ٍ
ٍ يإن محمداً قد بات ُمهيّئا ً ليكون رسوالً ..ولكن ..أ ّالصبر ..وطالت الغ ّمة ..وها ّ
وإن بدأ دعوته اآلن ..فهل سيستطيع الوقوف في وجه من يعارضها من أثرياء م ّكة ووجهائها؟! ..هو اإلعداد ..وسأع ّده بما
استطعت ..أما بالمكر فتم ..وأما بعلم الكتاب فتم ..وأما بحسن ال ُخلق والسيرة فتم ..وأما بالدعم من الرهبان مع األنصار فتم..
وأما بالمال فما لم يأتي بال َحسب وبالدم فبصلة الرحم ..وإليك "خديجة" بنت العم ..وإن كانت أكبر بسنين ..ال ضير ..وإن كانت
أرملة الثنين ..ال ضير ..وإن كانت ذات بنات وذات بنين ..ال ضير ..تردد "محمد" ..نحن له بدافعين ..عارض عمي "خويلد"..
ّجت خديجة بنت خويلد من نحن له بمقنعين ..تساءلت "قريش" وم ّكة ..هو أمر هللا وأمر الرغبة وأمر الدين ..فزوجتهما ..زو ُ
محمد بن عبدهللا وجمعتهما ..زوجتهما برضاهما ..زوجتهما أمام الشهود من معشر قريش وأقربائهما وأنسبائهما ..زوجتهما
ك حتى موت أحدهما ..ودعوني ال أنكر هنا دور "أبو طالب" في تدبير هذا الزواج وما قبله وما يليه ..أبو طالب برابط ال ينف ّ
ٍ
كفيل محمد وحاميه ..من بعد وصول الموت ألبيه وأبي أبيه ..أبو طالب الذي شاركني جزءاً من تدبيري ،ما ظهر منه وما
خطير البن
ٍ وشأن
ٍ عظيم
ٍ بمستقبل
ٍ نخفيه ..فاستبشر بعد زواج محمد بقرب زوال كرب االضطهاد وغ ّم هذا التيه ..واستبشر
أخيه ..ولو أنه كان يشتهي مجداً مرتقبا ً ألحد بنيه ..أفلم يكن خيراً لو نزل الوحي على "عل ّي" البليغ ذو الفيه؟! ..ما تم قد تم..
فلكل دوره المهم ..أم هل أخطأنا الخيار وأنزلنا الوحي على محمد وليس على آخر من ٍ علي أم أبا بكر أم قثم ..ال يهم..ٌّ
الفريق؟! ..ال يهم ،هم كأفراس رهان ،واحد يسبق واآلخرين يتبعون على الطريق ..وأما خياري الثاني "أبو بكر" فبات دوره
التصديق ..الرسول يقول واآلخر يُص ّدق ما قال الصديق ..ولتكن لك حصّة يا أبا بكر الص ّديق ..وبعد أن تم توزيع األدوار..
ُ
واتخذت واقترب أفول نجمي مع بزوغ األنوار ..وبعد الطواف حول الكعبة وبعد الدوار ..بات اإلعالن والدعم أمام المأل واجبي
القرار ..هو ..هو ..هو الرسول ال ُمختار ..فليجتمع حوله األنصار ..ولتروى عنه األحاديث واألخبار ..ولتُتلى اآليات واألشعار..
ّلت يافوخَه والدمع من ُمقلت ّي انهمار ..يا هللا ..يا أدنيت رأسه منّي وقب ُ
ُ ولن تظل الدعوة بعد اآلن في الخفاء ولتغدو في الجهار ..ثم
أفنيت في سبيلك وفي سبيل كتابك األبصار ..فهال منحتني في ُ إيل ..يا جبّار ..يا خالق السموات السبع واألرض والليل والنهار..
الحياة اآلخرة نعمة اإلقامة في بطنان جنّة -أو جنتين -تجري من تحتها األنهار..
– 40قثم (محمد):
أنا "قثم" الملقب بـ محمد ..أنا ابن أبيه ..يقولون أن أبي هو "عبدهللا" ابن "عبد المطلب" ابن "هاشم" ابن "عبد مناف" ابن "قصيّ "..
ويقولون أن أبي "عبدهللا" توفي قبل والدتي بأكثر من ثالث سنوات ..فكفلني جدي عبد المطلب وأنشأني أنا وعمي حمزة ..وكان جدي
عبد المطلب يرفض عبادة األصنام ..وكان موحداً ويتح ّنث بغار حراء مع النصارى ومنهم ورقة بن نوفل ..فكان نصران ّيا ً في الخفاء..
نصرانيا ً أبيون ّياً ..يشفق على المساكين ويُطعم الفقراء وحتى طيور السماء ،فكان يُقال له" :مُطعم الطير" و "الفيّاض" ..وقد كان يجتمع مع
كنت في السابعة من عمري أصابني رمد شديد فأخذني ُ األحبار والرهبان والقساوسة وحتى أنه اجتمع بأسقف نصرانيّ ..واذكر أنني حين
جدي ناحية عكاظ إلى راهب يعالج األعين ،فعالجني بطرق الطب التي ما يزال النصارى يتداولونها ..أما عن مربيتي "بركة" الحبشيّة
والمكناة "أم أيمن" فكانت أيضا ً نصرانيّة ..وهي التي دربتني على الحياة والهداية ..وحين توفي جدي عبد المطلب وأنا بعمر ثمان سنوات
كفلني عمي "أبو طالب" الذي كان على ملّة أبيه عبد المطلب ..هو أيضا ً نصرانيّ في الخفاء ..يهتم بالفقراء والمساكين ويطعمهم ..وإن
كان هو نفسه فقيراً كثير العيال قليل المال ..أما عن الفقر فكان دائي األولّ ..أنا اليتيم الفقير ..أسرتني جملة" :طوبى للفقراء
(األبيونيين)" ..قالها مرة معلمي ورقة بن نوفل عن أقوال المسيح "عيسى" ابن مريم ..معلمي "ورقة" القس ثم األسقف في الخفاء..
فبت تلميذ "ورقة" ..وكان من تعرفت على معلمي "ورقة" عن طريق جدي عبد المطلب حين كانا يتحنثان معا ً في الخفاء في غار حراءُّ .. ُ
ً
بين تالميذ "ورقة" الكثير من الفقراء وأيضا بعض الميسورين أو األثرياء ..وكان من بين التالميذ صديقي أبا بكر ابن أبي قحافة ..وأما
فرأيت نفسي على حافة الفقر المدقع ..هنا في مكة ..حيث الجوع واليتامى ُ أنا اليتيم الفقير الذي يكفلني عمي كثير العيال قليل المال..
والمساكين الغارقين في ديونهم المكبّلة بالربا ..ما يوصل بعضهم لعوز السؤال المذل طلبا ً للكأل أو يوصلهم للوأد أو لدفع نسائهم أو بناتهم
للبغاء" ..األذلّة" ،األذالء ..الذين كانوا أحيانا ً يُفضلون "االعتفاد" (إغالق الباب على النفس حتى الموت جوعاً) ..بعد اليأس وانقطاع األمل
ت من البرد حين أنام ..فبات عمي وبت ممسوسا ً بنوبا ٍ ُّ والرجاء ..هل سأصبح مثلهم؟! ..وأنا راعي األغنام ..أصابتني الهالوس واألوهام..
أبا طالب يخاف عليّ ..ويقربني منه في نومي مستبدالً بي ابنه "عليّ " ..ولم يكن يطيق االبتعاد عني حين يلبي نداء الرحيل على ظهور
بأمر من ورقة بن نوفل ..هل هو الخوف أم التحسّب من أيّ شيء ٍ القوافل ..وأخذني معه -رغم العناء الطويل -على طريق الشام
مرتقب أم بوحيٍ من ابن نوفل؟! ..وفي الطريق نزلنا عند صومعة الراهب بحيرى ..فتفحصني واستنطقني وأوصى عمي وفي عينيّ
حيرة ..بعدها زاد اهتمام عمي وحرصه عليّ ..وازداد تعليم "ورقة" توجيها ً إليّ ..ح ّفظني ..وهيأني ..وعلّمني ..كي ال أظل بالكتاب
وقت البالء ..وحُسن التدبّر بين العقالء.. ُ أميّ ..كل شيء في الخفاء ..نتح ّنث في غار حراء ..علمني الفصاحة واإللقاء ..والصبر
لكن فقري ظ ّل هو الداء ..فأتاني الحظ بذاك الدواء ..أم هو تدبي ٌر أو دهاء؟! ..هل هي المشورة بين وكيف أرعى المساكين والفقراءّ ..
ّ
النصارى الحنفاء؟! ..عمي "أبو طالب" يتدخل ألقود تجارة سيدتي فاستوضعني على خير مسار ..و"ميسرة" غال ٌم ينقل ما ينقل بين
الرهبان ،ولسيدته نقل األخبار ..و"خديجة" تصغي البن العم وما أرشد فإليّ أشار ..وها هي ذي بعثت بـ "نفيسة" إليّ دسيسة لالستفسار..
فاتخذت القرار ..إن كان زواجي من "خديجة" دواءاً ُ وابتهجت ثم تف ّك ُ
رت ُ ُ
فرحت بت مُسلّما ً مستسلما ً لما دبّر "ورقة" مع األقدار..
فإذا بي ُّ
لفقري القهّار ،فنِعم القيد ونِعم السوار ..وتزوجنا ..واألسقف "ورقة" زوّ جنا أو باركنا ..ونصارى مكة شهود لنا ..فجمّعنا وبإسم هللا برباطٍ
فنت هنا ..أما عن "الفقر" دائي األوّ ل فباء ..وأما عن "النكاح" ت ألحدنا ..وبعمر الخامسة والعشرين ُد ُ ك إال بوفا ٍ
ب ال ينح ّل وال ينف ّصُل ٍ
دائي الثاني فابتدأ بال دماء ..فال سروا ٌل على الباب يُعلّق وال هي بعذراء ..وال ملك اليمين وال جواري وال سراري وال إماء ..وهي
تكبرني عمراً وتجارب ،وما هي مِن فتيّات النساء ..ولها با ٌع في تربيتي ،وكما أمي ،فلها أبناء ..فهل قدري أن أستبدل داءاً بالداء!؟..
شرني أم ُتنذرني أم هلوسة من فرط مُصابي أم هي من نوبات تمسسني بالبرد وتتركني مثل الصُرعاء ..نوباتي تشتد بنومي لتب ّ ٌ عادت
ٌ ً
أحوالي هذاء؟! ..أخشى من وهمي على نفسي فأرى روحي منطلقة هاربة بخالء ..برد ورجافٌ بفؤادي هاتوا لي غطاء ..هاتوا رقية
عين أو جنّ وإليّ بماء ..فلسوف ُأجن ..قالوا إثبت ..قالوا إصبر ..فلربما خي ٌر للفقراء عليك نزل ومن ٍ هاتوا حرزاً هاتوا حُجبا ً ر ّقوني من
أحكمت نطاقي أم َ ُأ
العالي وبعون هللا سيأتي ال َمن ..وأنا س جن ..هل ذا جبري ٌل ما أسمع أم إبليسٌ أم َم َلكٌ ،أم "ورقة" من ِجن؟! ..يا "ورقة"
هي أخالقي وأحالمي أو ما هو منها باقي؟! ..ال أعرف َمن ربط وثاقي ..لكن ما أعرف أن الطوق يش ّد خناقيَ ..من يخنقني َمن يحرقني
َمن ساهم في إغراقي؟! ..عمي أم "ورقة" أم زوجي أم هي أحوالي وثرائي من بعد شفير الفقر وإمالقي؟! ..أم خوفي من الفقر القهّار
يحاصرني أم حدبي على األيتام على الفقراء وإشفاقي!؟ ..والطوق ثقيل ..وأنا المنقاد ..أنا المقهور أنا المنقاد أنا المدفوع بوجه القهر أنا
الباقي ..وبوجهي ليس شياطينٌ ..بل سيف المال مع العادات مع األحالف مع خطر قتالي وشقاقي ..يدعمني عمي و َمن خلفه ..يعضدني
"ورقة" كما علمه ..ونصارى مكة وكل فقير مع أمله ..وأنا الواقف في أوّ ل صف أتل ّقى الريح ..فهل أخذل كل البنيان؟ أم هل أستريح!..
ت بفمي ُتنطق ..ولئن أعلن "ورقة" أني رسوالً هلل، ت أو آيا ٍأطلقها "ورقة" بقبلته على يافوخي ..ولكن لم يعلم ما أطلق ..ليست بمجرّ د كلما ٍ
معدوم أن يحيى ٍ فقير
ٍ حلم هي ُحرق.. يفل أو ُتلىي قرآنٌ ليست ولئن دبّر ،ولئن حضّر ،لم يقف مكاني بشالوخي ..ولم يعلم ماذا أطلق ..هي
بيسر أو يُرزق ..أمل المقهور بأن يأتيه العون فال يُسحق ..أو أن يُعتق ..حل ٌم بالجنة على السندس أو إستبرق ..وع ٌد بخالص المظلومين، ٍ
ك بات يغيّرني ال جاهٌ وإن كان الوعد مُعلّق ..واألخطر أنّ بوجه الحلم كما األوهام مع اآلمال كل العادات كما األحالف مع األموال ..ال مُل ٌ
ظلم فإلى ال شمسٌ بيميني ال ذهبٌ ال قم ٌر أشرق ..فهل أخذل َمن ضحّ ى بعمره كي ينصرني عسى حلمه أن يتحقق! ..أمّا َمن ناء لكثرة ٍ
الحبشة عدالً يرجو ..علّه ينجو ..فأفادهم ما قد دبّر "ورقة" بالسرّ ،بأحرفه لغ ٌز مُغلق ..فهم الملك الحامي مكنون القول وقد دقق ..يا
استحدثت فمن نبعك مائي رقرق ..يا "ورقة" ُ ُ
زدت أو أعجزت بعلمك ك ّل الشعراء وك ّل الكتب وما يلحق ..إعذرني يا "ورقة" إن َ "ورقة"
أفترت الوحي َ طرق.. ُأ ُبرقَ .. ّ
أنت العامود األوّ ل واآلخر والطيف الواقف مِن خلفي كي ال ِ يا خير معلم ،تلميذك ضاع وما َمن يهدي أو ي ِ
َّ
سرق! ..ما عاد بفقدانك ،يا جبريلي يا َم َلكي النازل من علياء هللا ،يا من وثق ..أفبعد الصمم وبعد ضياع البصر بحكم العمر ،موت َي ِ
ُ
هرق ..وأنا مُر َهق ..وأتاني بعدها عام الحزن ،من ُأ ُأ
بمقدوري الخذالن وال اإلنكار لما طلِق ..رغم الفاقات ورغم النبذ ورغم الجور وما ِ
ُأ
وفقدت ثالثة أعمدة كانت تدعم صُلب البنيان فهل سحق؟! ..عامو ٌد قبل وهذا الثاني فلمن أشكي ولمن أرثي ولمن ُ حزني قلبي يتشقق..
ً ً ً
أشجاني تتفتق ..يا زوجا يا أما أخرى ،طفلكِ مفطو ٌم في الخمسين وها يعشق ..تبا لقيودك يا "ورقة" ،تبا لقيودي وما َتخنق ..تبا لزواجي ً ً
شق ..مثنا ً ُغرق ..أ ٍه مِن دائي الثاني ..ومِن حرماني ..عذراً يا زوجي سأتزوّ ج وأفرّ غ من بعدك عُقداً وسأتع ّ تم ِ قهر من كب ٍ وما حقق ..من ٍ
وثالثا ً ال أقلق ..حتى العذراء الطفلة فأللعق ..أهوائي في عقلي تنعق ..إنكح عذراءاً وتذوّ ق ..إنكح عذراء بعمر الزهر وال ُتشفق ..إنكح
ت حقداً قد يفضح أسرار الوحي الربّاني ..وأما في عام الحزن فعاموديني كسراني ..زو ٌج قبل وعمّي عذراء ومهما جرى ،وإن حم َل ْ
الحاني ..يا عما ً يا جدّي الثاني ،يا من آواني وربّاني ،يا من قدّمني وحماني ،سند األيام ..يا نسرا ظلل أشجاني ..هل تتركني أذوي وحدي
ً
من دون سالم! ..وكيف أنام؟! ..من بعدكم يا عِ مداني َمن لي في مكة غير الحلم الزائف ..فإذاً للطائف ..وذهبنا اثنين على أملي بإيجاد
ناديت حجيجك ..عاما ً والتالي ..ال أحد ُ النصرة ..فإذا بالقوم كما الصخرة ..قذفوني جرحوني بحجرة ..فالعودة إذاً إلى أ ّم قرى ..يا مكة
يبالي ..حجاج البيت الحجريّ ال تحفل برسول العالي ..وي ٌل لضجيجك ..الح ّج ضجيج والطوف عجيج وأنا واقف ال رأفة بحالي ..تبا ً
ُ
أرسلت الكل.. لكالمك يا "ورقة" ،أفهذا مآلي! ..في اآلخر وافتني البُشرى ..أوسٌ خزرج عرضوا النصرة ..فإلى يثرب أرض الهجرة..
ً
غادرت ومعي بو بكر ..وتركنا سراجا في ُ وبقينا ثالثة مختبئين هنا في الظل ..قد يغدر بي من شاء الغدر ..فإذاً للمكر ..في الليل الحالك
وآلثار لخفاف ٍ يمض إلى غايتنا، بليل ،فعلى ظهر النوق مضينا ..وأخذنا دربا ً ال ِ باق بفراشي بغطائي َقر ..وأما نحن المحميين ٍ بيتي وعليٌّ ٍ
النوق خفينا ..وبجوف الغور تخ ّفينا ..حتى تأكدنا بئال أحد يالحقنا وال من يتتبع آثاراً أو يقفينا ..ثم على ظهر النوق تابعنا رحيالً لمدينة..
في الدرب مع الصدّيق أبا زوجي جاءتني الفكرة ..القول بأن هللا حمانا بقدرة ..أن تبعونا ..وعلى باب الغور أتونا ..فإذ بحمامة قد قبعت
مغزول لعناكب ربضوا يحمونا ..كي يعلموا أ ّنا منصورين بعون هللا ،أفليس بهذا ُنثبت أال حزن لنا ..ألنّ هللا هنا ٍ ت تخفي بيضا ً وبأوهن بي ٍ
فقلت له" :يا صدّيقي ُ معنا ..قال الصدّيق" :وماذا عن النوق! ..إن سأل القوم عن الناقة من تحتك أو تحتي وكيف اختفتا! ألم يجدوها؟"..
وخلفي ومسند ظهري في ياسر أوقاتي وفي ضيقي ،وافقني وصدّق ،وإن سألوا آتي باآلية فأتلوها ..أفيعجز ربي على ناقة من وحموّ ي َ
غض هو باريها هو يفنيها أو طفل ٍ
ٍ ً
صخر ص ٍُم يُخرجها أو يُخفيها! ..وهللا بواسع رحمته يخلق ويبيد عادا وثمود بمن فيها ..من ٍ
نوق من ٍ
ّ ٌ
أنت الصدّيق لمن أسرى من مكة بإحدى لياليها ..أفال تفعلها ثانية! ما َمن يشهد غيرك فيها" ..أطرق صدّيق إذ فكر في األمر ..ال يطويهاَ ..
ف َيش ُك ُر ويُحمِّد ..والناقة من تحتي باتت ذات البركات بأمور أكبر ..أفال يفعل في ما َيص ُغر! ..في يثرب ال َقونا بهتا ٍٍ شيء يضر ..صدّقني
بكالم يتردَّد ..أن ٍ للقوم مكانا ً للمس ِجد ..وتصالحت األقوام بفضلي وطوائف تحتكم ألمري والكل هنا هلل سيعبد ..وإذا ِ فإذا ناخت قد إختارت
تصعد ..فقوافل مكة فيها المال ومنها غنيمة لمن َ لقتال باتت
ٍ ُ
سُرقت م ّنا أمالكٌ ،أن نهبت دو ٌر ومتاجر في أرض المولِد ..أصوات ندا ٍء
ً
هُجّ ر وعليها الرد ..ماذا أفعل ماذا آمر ماذا سأرد؟! ..يا "ورقة" هل أكسر قيدا آخر في تسليمك أو إسالمك؟! ..وهل أنهي آخر أحالمك!..
بسالم الدعوة والتبشير وما أسمعتني بكالمك ..ال رفع سالح ..ال زهق مزيداً من أرواح ..ال سيفٌ ال قت ٌل ال دم ..هل أكسر قيداً آخر يا
بت قيودك ،آذتني ..نحنُ عربٌ ،ودمائه ُم قد نادتني ..قد واتتني ..ها داحس والغبراء ..ها حرب بسوس وسيل "ورقة"؟ أفلن أندم؟! ..جرّ ُ
ّ ً ً ً
دماء ..ها أوسٌ خزرج بقتال ذوي القربة قد باتوا خبراء ..و َمن يبغي صونا للفقراء ..فإليه سالحا وعليه رجاء ..وها قيدا آخر قد حطمت..
كنت ..قتالً ،غزواً ،أسراً في الشهر الحُرم أنا حللت ..ولجيش ُ أمسيت ناهبا ً لقوافل مِن بعد أن مِن حُماتها
ُ ول َمن قوتلوا بالقتل أذنت ..ولقد
أعددت وسرت ..وعُريشي جاهز لهروبي إن بي من طرف هللا ُخذلت ..هل ح ّقا ً ربي ينصرني أم يتركني وعصابته فال ُ بدر
الغزو إلى ٍ
ت ..الجنة لمن أمسكه الموت والغنيمة لمن لثأر إن النار لألهلون أ َك َل ْ اشتعلت ..و َمن ذا سيُخمد ثأراً ٍ
ْ يُعبد بعد ألني قُتلت! ..نيران الحرب قد
ث في مياه بدر طافت ..وما بعد الحرب غير الحرب ..وما بعد القتل غيل القتل ..وبعد النصر أفلت ..وها أنا قد غرقت بدما ٍء وبين جث ٍ ْ
ُ ُ
الهزيمة جاءت ..و َمن المهزوم غير أوالد العموم ..وكم مِن مجازر هنا وهناك والدماء تعوم ..حان وقت الصُلح ..فأخذت البيعة والنصح..
بسم هللا الرحمن الرحيم أم بسمك اللهم ..ما الفرق يا قوم ..هو نفس هللا وذات الظلم ..فهل هو رحمانٌ رحيم ألنه إله الفقراء الضعفاء..
برحيم وال رحمان عند األقوياء األغنياء ..وهم األقوى اليوم ..إذاً بسمك اللهم (إيلوهيم) ..هي هدنة لعشر سنين ،خيرٌ ،وما ٍ وهو ليس
الهم ..نشحذ فيها الهمم ..وندعو فيها األمم ..وها هو "خالد" قد أسلم ..سيفٌ كان علينا فإلينا انضم ..زال القهر وزال الغم ..وازداد العدد
قطاع طرق َأمَ ،أم؟!َ ..أم َمن يعلم؟! ..ال فرق وال أحفل فالحادث تم ..منا وكثر اللم ..إذاً فلنقض الصلح بأيّة فعلة وال نهتم ..هم قتلوا َأم ّ
القتلى وعلى األعداء سنلقي اللوم ..مهما فعلوا ومهما عرضوا فأنا حك ٌم وإليك الحُكم ..القوّ ة بنا والعدد هنا وسيفٌ مسلو ٌل هلل قد بات لنا
وعليكم دم ..أأبا سفيان ماذا لكم؟! ..وسندخل م ّكة ..س َنرجع م ّكة ..وسنحكم َمن هي للقرى ُأم ..وعقدنا العزم ..وحشدنا القوم ..وزحفنا إلى
أرض المولد لنحقق حلم ..وأقمنا نراقب ظِ ّل الوجم ..فعاد أبو سفيان وأسلم ..وإلينا م ّكة قد سلّم ..لكن يبقى في عينيه ما يشبه سُم ..فهل حقا ً
أسلم قلبه َأم لم! ..وهل أظهر حقا ً وجه ندم!! ..أم أنه مكراً لم يعدم!!! ..هل يُبطن مكراً ودهاءاً في روحه َأم في ولده َأم في نسله َأم!!!!..
َمن ذا يعلم!!!!! ..ودخلنا م ّكة من دون دم ..وإلى الكعبة لتحطيم صنم ..ومسحنا كل المرسومات على الجدران بميا ٍه جُلبت من زمزم ..إال
صدر مولودها تمسك وتضم ..وا "ورقة" قيدك ال يرحم ..ف ّت َ
قت جراحي ،لو تعلم ..حبي لكالمك ولدينك ولذاك العلم.. ٍ مريم ..عذراء إلى
بوقار يجلس يحكم ..يأمر بشريعة تنير األرض تزيل الظلم ..وعيوني تدمع أو كادت ٍ عذرا ٌء َتجلس في سُكنى تحضن تهتم ..والطف ُل يتي ٌم
وخرجت من الكعبة كي أشهد أن الدنيا غدت نوراً ال عتم ..في مكة أرفل وأدور ولرائحة األرض المبروكة ها أشتم ..اليوم ُ لحنيني ألم..
ُ
أكملت لكم دينكم ..وها قد تم.. اليوم ..اليوم