Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 21

‫رابط لكل الروابط‪:‬‬

‫‪https://docs.google.com/document/d/1-fOyz5EhQ8loCXLZ3OmKxNr_qFEJP_RGEpxQGZ0knx0/‬‬
‫‪edit?usp=sharing‬‬

‫خريطة المتاهة ال ُكبرى‪ ..‬في تصريحات تخ ّيل ّية لشخصياتها‪..‬‬


‫‪14201340172‬‬

‫رابط "المتاهة ال ُكبرى‪:"..‬‬


‫‪https://docs.google.com/document/d/1jLILQq0Qp5AA8tX55Yo-2QWtEIS7JcvlpGyygXAU‬‬
‫‪mrg/edit?usp=sharing‬‬

‫‪ – 1‬ملكي صادق‪:‬‬
‫أنا "ملكي صادق" كبير كهنة "إيل" (هللا) في "شاليم" (أور شليم)‪ ..‬وأعرف طقوس عبادته الكنعانية؛ هو الثور المقيم في غرفته الثامنة‬
‫فوق السموات السبع‪ ،‬هو كه ٌل أشيب‪ ،‬والد "يم" و"عناة" وزوجته "إيالت"‪ ،‬وهو رئيس مجمع اآللهة‪ ..‬ولديّ في "شاليم" رقوقا ً باللغة‬
‫المندائية‪ ،‬تروي بعضا ً من أساطير "إيل" الثور وأساطير بقيّة اآللهة الكنعانية والرافدية وقصص التكوين والخلق وقصة "هابيل" (هاب‬
‫إيل) و "قابيل" (قاب إيل) والطوفان‪ ..‬وقد أتاني "أبرام" (إبراهيم) فعلّمته عن دين إلهي رب السموات "إيل"‪ ،‬فآمن به وعبده واختاره إلها ً‬
‫له وقدّم لي العشر من ماله‪..‬‬

‫‪ – 2‬أبرام (إبراهيم) ‪:‬‬


‫ُ‬
‫فآمنت باإلله "إيل"‬ ‫قابلت "ملكي صادق" كبير كهنة "إيل" في "شاليم" (أور شليم)‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫أنا "أبرام" (إبراهيم) الراعي الذي كان بال نسل‪..‬‬
‫قطعت لحم غرلتي لظني بأنها سبب‬ ‫ُ‬ ‫آمنت بـ "إيل"‪ ..‬وأقسم أنني أسمع صوته يكلّمني دون أن أراه‪..‬‬‫ُ‬ ‫وعبدته‪ ،‬وقد ُ‬
‫ّمت لكهنته عُشر مالي‪..‬‬
‫وبأرض أستقرّ بها شرط أن نقطع لحم غرلتنا‪ ،‬أنا وجميع نسلي‪ ..‬فبات‬ ‫ٍ‬ ‫بنسل‬
‫ٍ‬ ‫وسمعت صوت "إيل"‪ ..‬وعدني "إيل" الثور‬‫ُ‬ ‫ُ‬
‫عدت‬ ‫عقمي‪..‬‬
‫ُ‬
‫الختان يميّز نسلي‪ ..‬رغم أنني لم أسمع من "ملكي صادق" أن "إيل" يفرض الختان على عبيده‪ ..‬أسميت ابني البكر "إسماعيل‪/‬إسمعيل"‬
‫ُّ‬
‫وبت‪ ,‬من‬ ‫ُ‬
‫وكدت أن أذبح ابني لمجرّ د أن "إيل" الثور طلب مني ذلك‪..‬‬ ‫(اسمع إيل) ألنني أسمع "إيل" وهو يسمع لي ويستجيب لدعائي‪..‬‬
‫كثرة ما شاع عن حواري وكالمي مع "إيل" الثور‪ُ ,‬أدعى بـ " ِخ ّل إيل" أي صديق "إيل" فبات لقبي "الخليل" ( ِخ ّل إيل)‪..‬‬

‫‪ – 3‬إسماعيل‪/‬إسمعيل (اسمع إيل)‪:‬‬


‫ُ‬
‫عبدت إله أبي "إيل" الثور‪ ..‬الذي كان أبي يسمع صوته ويكلمه وقد استجاب لدعائه‬ ‫أنا "إسماعيل" ابن "إبراهيم" من جاريته "هاجر"‪..‬‬
‫على ما قال‪ ..‬فسماني "إسماعيل‪/‬إسمعيل" (اسمع إيل)‪ ..‬لكنّ أبي ابراهيم‪ ،‬ورغم حبه لي‪ ،‬طردني وأمي نزوالً عند رغبة زوجته "سارة"‪،‬‬
‫ُ‬
‫فعطشت وجرت أمي كالضائعة بين الصفا والمروة تبحث لي عن ماء‪..‬‬ ‫حتى ال أزاحم ابنها "اسحاق" على ميراث أبي‪ ..‬تم طردي وأمي‪..‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫حافظت على عبادة إله أبي إبراهيم‪ ،‬وأورثت عبادة "إيل" لنسلي‪ ،‬وختنت الذكور منهم على عهد أبي‬‫ُ‬ ‫ُ‬
‫شربت من ماء زمزم‪..‬‬ ‫حتى‬
‫إبراهيم‪..‬‬

‫‪ – 4‬اسحق (اسحاق)‪:‬‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫أنا "إسحاق" ابن "إبراهيم" من "سارة" (ساراي)‪ ..‬عبدت "إيل" الثور إله أبي إبراهيم‪ ..‬ولدت امرأتي توأما هما "عيسو" و"يعقوب"‪..‬‬
‫ُ‬
‫ظننت أنه "عيسو" البكر‪..‬‬ ‫كبرت وضعف بصري فخدعني ابني الثاني "يعقوب" فحصل على بركتي وقد‬ ‫ُ‬
‫‪ – 5‬عيسو‪:‬‬
‫ُ‬
‫ولدت قبل "يعقوب" أخي التوأم‪ ..‬لكن أخي خدعني مرتين‪ ..‬مرّ ة عندما قايضني وأنا جائع‪،‬‬ ‫أنا "عيسو" ابن "إسحاق"‪ ..‬أنا البكر الحقيقيّ ‪..‬‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫فبعته بكوريتي مقابل الطعام‪ ..‬والمرّ ة الثانية عندما استغ ّل غيابي للصيد فأخذ بركة أبي الضعيف البصر‪ ،‬مدعيا أنه أنا‪ ..‬حقدت على أخي‬
‫أنجبت العديد من األوالد وأورثتهم حقدي على أخي "يعقوب"‪ ..‬وكان "قورح" أكثر أبنائي حقداً على عمه‬ ‫ُ‬ ‫"يعقوب" فهرب من وجهي‪..‬‬
‫"يعقوب"‪ ..‬حين عاد "يعقوب" وطلب الصلح ّ‬
‫رق قلبي فسامحته‪..‬‬

‫‪ – 6‬يعقوب‪:‬‬
‫كنت ممسكا ً بعقب "عيسو"‬
‫ُ‬ ‫أنا "يعقوب" ابن "إسحاق"‪ ..‬االبن الذي وُ لدَ لسوء حظه بعد أخيه التوأم "عيسو"‪ ..‬و ُسم ُ‬
‫ّيت بـ "يعقوب" ألنني‬
‫بقيت طوال عمري أحمل في اسمي دليل سوء حظي‪ ..‬يعقوب‪ ..‬يعقوب‪ ..‬التالي للبكر‪ ..‬التوأم الثاني‪ ..‬أفال يحق لي أن‬ ‫ُ‬ ‫عند الوالدة‪..‬‬
‫قايضت أخي "عيسو"‪ ،‬الجائع بعد عودته من الصيد‪ ،‬على بكوريته مقابل الطعام‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫أستخدم عقلي ودهائي ألكسر نحسي‪ ..‬فعلتها بدهائي‪..‬‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫وخدعت أبي "اسحق" (إسحاق) الضعيف البصر فأخذت بركته عوضا عن "عيسو" وقد ظنني أبي أنني "عيسو"‪ ..‬ثم هربت عن وجه‬ ‫ُ‬
‫ُ‬
‫وأرسلت أمامي‬ ‫فقررت العودة إلى مضارب أبي "اسحق" وأخي "عيسو"‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫وانجبت إثنا عشر ابناً‪ ..‬ثم أصابني الحنين‪..‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫تزوجت‬ ‫أخي‪..‬‬
‫كل قطعاني هدية ألخي عسى أن يرق قلبه فيصفح عني‪ ..‬ولكن‪ ،‬قبل لقائي بأخي‪ ،‬ظهر لي شخصٌ في الليل وصارعني حتى طلوع‬
‫حق فخذي (خصيتيّ )‪ ..‬وطلب أن أتركه ألنه قد طلع الفجر‪ ..‬لكنني لم أطلقه‪ ..‬أظن‬ ‫الفجر‪ ..‬ولك ّنه لم يقدر أن يصرعني‪ ،‬فضربني على ّ‬
‫طلبت منه أن يباركني حتى ُأطلقه‪ ..‬ففعل وأطلق عليّ لقب "إسرا إيل"‪ ..‬بعدها اجتمعت بأخي "عيسو" وصفح عني‪..‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫أ ّنه "إيل"‪..‬‬

‫‪ – 7‬قورح ابن عيسو‪:‬‬


‫أنا "قورح" ابن "عيسو"‪" ..‬عيسو" المخدوع‪ ..‬وأنا وارث الحقد‪ ..‬أقسم أن أنتقم من عمي "يعقوب"‪ ..‬حين قرر "يعقوب" العودة إلى‬
‫ُ‬
‫فانطلقت لمواجهة‬ ‫شعرت بأنّ قلب أبي بات رقيقا ً وأوشك على الغفران والصفح‪،‬‬
‫ُ‬ ‫مضاربنا‪ ،‬وأرسل أمامه كل قطعانه هدية ألبي "عيسو"‪،‬‬
‫حق فخذه (خصيتيه)‪ ..‬وحين‬ ‫عمي "يعقوب" في عتمة الليل‪ ..‬صارعته حتى طلوع الفجر‪ ..‬لكنني لم أقدر أن أصرعه‪ ،‬فضربته على ّ‬
‫قررت الهروب حتى ال يتعرّ ف على وجهي فيعرف أنني أنا "قورح" من صارعه‪ ،‬السيما أنه سيصل في اليوم التالي‬ ‫ُ‬ ‫اقترب بزوغ الفجر‬
‫ً‬
‫إلى مضاربنا‪ ..‬لكن عمي "يعقوب" لم يتركني‪ ..‬بل وطلب مني أن أباركه!!!‪ ..‬أظن بأنه قد خرف ويعتقد بأنني "إيل" متجسدا‪ ..‬لقد سلب‬
‫ُ‬
‫وشاهدت بأ ّم‬ ‫ُ‬
‫عدت إلى مضاربنا‪،‬‬ ‫"إيل" عقله‪ ..‬لم ال‪ ..‬باركته حتى يطلقني قبل طلوع الفجر‪ ..‬وأسميته "إسرا إيل" (المسلوب بإيل)‪ ..‬ثم‬
‫أنت قدّيس يا أبي "عيسو"‪ ..‬كان يجب أن ُتسمى بـ "عيسو مار"‪ ..‬ولكن‪..‬‬ ‫عيني عناق "عيسو" أبي لـ "يعقوب" عمي وقد تصالحا‪ ..‬حقا ً َ‬
‫وسأورثه البني "إيثامار" (عيسى‪/‬عيسو مار)‪ ..‬وسأعلّمه كيف ينتقم من أوالد "يعقوب" وأحفاده من جيل‬‫ّ‬ ‫تباً‪ ..‬لن يموت الحقد في قلبي‪..‬‬
‫ً‬
‫إلى جيل‪ ..‬فكما ظنّ عمي "يعقوب" أنني "إيل" متجسدا‪ ..‬فليخدعنّ أوالدي وأحفادي أوالد "يعقوب" وأحفاده‪ ،‬عسى أن يصبح أحد أحفادي‬
‫"رباً" و إلها ً ألوالد وأحفاد "يعقوب" (إسرا إيل)‪..‬‬

‫‪ – 8‬بنيامين‪:‬‬
‫ُ‬
‫التقيت‬ ‫ً‬
‫أنا "بنيامين" ابن "يعقوب" (إسرائيل) األصغر‪ ..‬أحبُّ أوالده االثنا عشر إلى قلبه‪ ،‬خصوصا بعد غياب ابنه الحبيب "يوسف"‪..‬‬
‫بأخي يوسف وقد أصبح ذا شأن في أرض مصر (مصرايم)‪ ..‬فرحلنا أنا وإخوتي وأبي إلى مصر (مصرايم) وأقمنا في أرض جاسان‪..‬‬
‫أصبحت كاهنا ً لـ "إيل" الثور هناك‪ ،‬وباتت الكهانة محصورة في نسلي‪ ..‬وذلك بطلب من أبي "يعقوب"‪ ،‬إذ أنه كان يفضلني على جميع‬
‫ُ‬
‫أخوتي‪ ،‬رغم أنه كان يحب يوسف أيضاً‪ ،‬ولكنّ يوسف كان قد تزوّ ج من مصرية هي "أسنات" بنت "فوطي فارع" كاهن "أون"‪ ،‬فخشي‬
‫"يعقوب" أال يُحسن أبناء المصريّة طقوس عبادة "إيل" الثور وقد نشأوا وكبروا في مصر‪ ..‬فباتت الكهانة من نصيبي ومن نصيب‬
‫أوالدي‪..‬‬

‫‪ – 9‬إيثامار ابن قورح‪:‬‬


‫ّ‬
‫أنا "إيثامار" ابن "قورح" ابن "عيسو"‪ ..‬أسماني أبي على اسم جدي الذي كان يُجله ويُقدّسه‪ ..‬فكان اسمي "عيسى مار" (عيسو مار)‪..‬‬
‫وحمّلني أبي حقد أبيه تجاه "يعقوب" ونسله‪ ..‬أنا أعلم من أبي "قورح" أن "يعقوب" يظنّ أن "إيل" يمكن أن يتجسّد ويصارع ويتكلّم وجها ً‬
‫ُ‬
‫فقررت الذهاب إلى "شاليم" (أور شاليم) مقرّ عبادة وكهانة "إيل"‪ ،‬لكي أعرف المزيد عن هذا اإلله "إيل" الذي عبده‬ ‫لوجه مع البشر‪..‬‬
‫ُ‬
‫وأسميت ابني "العازار" (إيل عازار)‪ ..‬الذي بدوره‬ ‫والتحقت بكهنتها‪ ..‬وتقد ُ‬
‫ّمت في الكهانة‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وصلت إلى "شاليم"‬ ‫جدي األكبر إبراهيم‪..‬‬
‫تقدّم في الكهانة‪ ..‬وأورثته حقدي على أوالد "يعقوب" كما أورثني إياها أبي عن أبيه "عيسو"‪..‬‬
‫‪ – 10‬العازار (إيل عازار) ابن إيثامار‪:‬‬
‫مت كل شيء عن "إيل" وباقي‬ ‫ّ‬
‫أصبحت كبير كهنة "شاليم" (أور شليم)‪ ..‬تعل ُ‬
‫ُ‬ ‫أنا "العازار" (إيل عازار) ابن "إيثامار" (عيسى‪/‬عيسو مار)‪..‬‬
‫اآللهة من الرقوق المندائية الموجودة في "شاليم"‪ ..‬أعرف كل الطقوس الدينيّة من الرشامة (الوضوء) إلى الصباغة (العماد)‪ ..‬كما‬
‫ُ‬
‫أنجبت في "شاليم" ابني "يهوه" وأورثته حقدي على‬ ‫وأعرف جميع أساطير اآللهة الكنعانية والرافدية وقصص التكوين والخلق والطوفان‪..‬‬
‫أبناء "يعقوب" كما أورثني إياه أبي وأجدادي‪ ..‬وقد كان "زكريا" الذي من نسل "بنيامين" ابن "يعقوب" يستشيرني في زيارته لـ "شاليم"‬
‫ُ‬
‫وساهمت بالتغطية على فعلة‬ ‫لكونه كاهن "إيل" بين شعب "إسرائيل"‪ ،‬فأعطيه المشورة ألنني كبير كهنة "إيل" في "شاليم" (أور شليم)‪..‬‬
‫ابني "يهوه" بزوجة "زكريا"‪ ..‬حين بات االنتقام من نسل "يعقوب" قيد التنفيذ‪..‬‬

‫‪ – 11‬يهوه‪:‬‬
‫أنا "يهوه" أو "أهيه" ابن العازار كبير كهنة "شاليم" (أور شليم)‪ ..‬تجمّعت بين يديّ جميع عناصر االنتقام‪ ..‬حقد موروث عبر األجيال‪،‬‬
‫معرفة بجهل أبناء "يعقوب" عن حقيقة "إيل" وظنهم بأنه يمكن أن يتجسّد كبشريّ ‪ ،‬منصب أبي "العازار" (إيل عازار) ككبير كهنة‬
‫"شاليم" وسلطته حتى على أحفاد "بنيامين" ابن "يعقوب" ومنهم "زكريا" كاهن "إيل" بين شعب "إسرائيل"‪ ..‬وأيضا ً فوق كل ما سبق‪ ،‬أنا‬
‫أقمت بين شعب "إسرائيل"‬ ‫ُ‬ ‫بدأت االنتقام بأن‬‫ُ‬ ‫أعرف كل شيء عن الرقوق المندائية وطقوس وعبادات اآللهة ومنها "إيل" رئيس المجمع‪..‬‬
‫وأطلقت انتقامي ووجّ هته نحو "زكريا" كاهن "إيل" لدى شعب "إسرائيل"‪ ..‬كانت نقطة‬ ‫ُ‬ ‫ت منعزل (المندي)‪..‬‬ ‫في أرض مصر‪ ..‬في بي ٍ‬
‫ضعفه أنه لم ينجب نسالً بعد‪ ..‬وقد تقدّم في العمر‪ ..‬أما امرأته "أنشبي" فلم تكن عاقرا‪ ..‬فضاجعتها على أنني "إيل" المتجسّد‪ ..‬فأنجبت‬
‫ً‬
‫وأخذت المولود وأنشأته في "شاليم" تحت رعاية أبي "العازار"‪ ،‬وعلّمته أنا‬ ‫ُ‬ ‫مني ابنا ً ذكراً‪ ..‬أسمي ُته "يحيى" (يهيا) على اسمي "يهوه"‪..‬‬
‫وضاجعت "مريم" (مرياي) ابنة عمرام (عمران) وهي الفتاة‬ ‫ُ‬ ‫وأبي كل شيء عن الرقوق المندائية والطقوس المتبعة في "شاليم"‪ ..‬كما‬
‫لت لها بأنني "جبرائيل" (جبرا إيل) رسول "إيل" ألهبها مولوداً‬ ‫المراهقة المنذورة لخدمة الهيكل والتي يكفلها "زكريا"‪ ،‬وقد خدع ُتها بأن قُ ُ‬
‫ُ‬
‫ضاجعت "اليشابع"‬ ‫فأنجبت منها ابنا ً ذكراً‪ ..‬أسميته "عيسى" (إشو) على اسم جدي األكبر "عيسو" حامل الحقد‪ ..‬وكذلك‬ ‫ُ‬ ‫من عند "إيل"‪..‬‬
‫فأسميت الذكرين اللذين من صلبي‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫فأنجبت منها ذكرين من صلبي‪ ،‬وقد كان لها ذكرين من صلب هارون‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫زوجة هارون أخو مريم‪..‬‬
‫وأنجبت منها ذكراً أسمي ُته "قورح"‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وضاجعت أم "اليشابع"‬ ‫"العازار" على اسم أبي‪ ،‬و"إيثامار" (عيسى‪/‬عيسو مار) على اسم جدي‪ ،‬كما‬
‫قررت أن ُأخرج شعب "إسرائيل" من أرض مصر (مصرايم) حتى أنصّب نفسي ملكا ً‬ ‫ُ‬ ‫على اسم أحد أجدادي‪ ..‬وبعد حوالي عشرين سنة‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫فاخترت موسى أخو هارون ومريم ليقوم بالمهمة‪ ..‬فخدعته كما خدعت اآلخرين‪ ..‬فظن أني إله متجسّد أظهر له وأكلمه‬ ‫ُ‬ ‫وربا ً في وسطهم‪..‬‬
‫فطلبت من موسى العودة إلى أرض‬ ‫ُ‬ ‫وهو الذي كان يرعى غنم حميه "يثرون" المل ّقب بـ "رعوئيل" (رعو إيل) كاهن "إيل" في مديان‪..‬‬
‫وأردت قتل ابنه جرشوم بحجة أنه غير مختون على عهد‬ ‫ُ‬ ‫مصر (مصرايم) إلخراج شعب إسرائيل‪ ..‬وفي طريقه إلى أرض مصر قابلته‬
‫ابراهيم‪ ..‬ولكن طلبي لقتله كان في الحقيقة حتى ال يرث أبيه موسى في النبوة لي وحتى ال يطالب بحقه في الكهانة والسلطة بعد أبيه‪ ..‬لكن‬
‫ُ‬
‫وقلت لها إن‬ ‫ُ‬
‫فقبلت‪..‬‬ ‫"صفورة" زوجة موسى سارعت فقطعت غرلة ابنها جرشوم بصوّ انة‪ ،‬ثم قايضتني على حياة ابنها بأن أضاجعها‪..‬‬
‫أخرجت شعب إسرائيل من أرض‬ ‫ُ‬ ‫أنجبت مني ذكراً فلتسميه "اليعازر" على اسم أبي‪ ..‬طلقها موسى وأعادها إلى بيت أبيها "رعوئيل"‪..‬‬
‫مصر (مصرايم) بمساعدة هارون وموسى‪ ..‬وأوهمتهم بأنهم عبروا بحر سوف‪ ،‬وهو بحر سماوي تعبره النفس‪ ..‬ووصل شعب إسرائيل‬
‫إلى قرب "شاليم" فأقاموا هناك وأنا ملك وربٌّ إل ٌه بينهم‪ ..‬ثم جاء "يحيى" (يهيا) إلى مكان إقامتنا‪ ،‬فهرعت إليه "أنشبي" أمه والقته‪..‬‬
‫أمل له ولـ "يحيى" بالكهانة‪ ..‬فغابت الكهانة عن نسل "بنيامين" إلى‬ ‫فطلقها "زكريا"‪ ،‬مصرّ اً أن "يحيى" ليس من صلبه‪ ..‬فقطع بذلك كل ٍ‬
‫أضفت عليها ما جعلني إلها ً في وسط‬ ‫ُ‬ ‫أنزلت على موسى وهارون توراتي التي استقيتها من الرقوق المندائية في "شاليم" بعد أن‬ ‫ُ‬ ‫األبد‪..‬‬
‫علمت بأنّ شعب إسرائيل قد صنعوا‬ ‫ُ‬ ‫ُأ‬
‫كنت على جبل سيناء (طور سنين) نزل الوصايا والشرائع على موسى‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫شعب إسرائيل‪ ..‬ولكن حين‬
‫فحنقت عليهم وعاقبتهم ومنعتهم عن عبادة "إيل" الثور‪ ..‬فأنا "يهوه" إلههم الوحيد ال‬ ‫ُ‬ ‫تمثاالً من الذهب على شكل ثور ليعبدوا "إيل" الثور‪..‬‬
‫أقمت في وسط شعب إسرائيل في‬ ‫ُ‬ ‫تيس تقدمة لـ "عزازيل" (عزاز إيل) باإلضافة إلى التيس المقدم لي‪..‬‬ ‫سمحت بإرسال ٍ‬ ‫ُ‬ ‫شريك لي‪ ..‬ولكن‬
‫وقتلت ولديه اللذين من صُلبه "ناداب" و"أبيهو"‬ ‫ُ‬ ‫أمرت بمسح أوالد هارون بالدهن ليكهنوا لي‬ ‫ُ‬ ‫خيمة مخصصة لي مع خدم لخدمتي‪..‬‬
‫وأبقيت على من هم من صلبي "العازار" و"إيثامار"‪ ،‬كما ومُسح "عيسى" ابني من مريم لكونه ُنسب إلى خاله لغياب أب ظاهر له‪..‬‬ ‫ُ‬
‫وشددت على تحديد اللحوم المحلل أكلها‪ ..‬لكن "عيسى" عمل على تطهير البرص والمرضى وحلل‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫طردت البرص والمرضى من المحلة‬ ‫ُ‬
‫ما حرّ مت‪ ..‬نشب الخالف بين أوالدي المقيمين بين شعب إسرائيل‪ ..‬خالف على األحقيّة في الكهانة وفي خالفة ملكي‪ ..‬وقف "عيسى"‬ ‫ُ‬
‫و"قورح" مع جماعتهم في وجه "العازار" و"إيثامار" وجماعتهم‪ ..‬في حين أن "يحيى" اعتزل الخالف‪ ..‬كاد الخالف أن يفضح المستور‬
‫وفرضت على الشعب أن يعطوهم‬ ‫ُ‬ ‫فاخترت الوقوف إلى جانب "العازار" و"إيثامار" ألن أبيهما الظاهريّ هو هارون‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫ويُسقط عرشي‪..‬‬
‫العشر من أموالهم ألنهم كهنة في وسطهم‪ ..‬وتم اطهاد جماعة "قورح" و"عيسى" وأنصارهما‪ ..‬فاعتزل "قورح"‪ ..‬وشاع أن "عيسى" هو‬
‫ُ‬
‫قمت بها‪ ..‬فبات‬ ‫ابن "إيل" ألن ال أب معروف له‪ ،‬كما وقد شاعت أقاويل تفضح كوني أباه‪ ،‬ما قد يزيد من خطورة كشف الخديعة التي‬
‫طلبت منه الغياب على وعد بأن يملك في الدهر اآلتي لكون الدهر الحالي مخصص لـ "العازار"‬ ‫ُ‬ ‫"عيسى" يش ّكل تهديداً لملكي‪..‬‬
‫و"إيثامار"‪ ..‬فأخبر "عيسى" أنصاره بضرورة غيابه وصعوده وأ ّنه سيعود فيقيم ملكه في الدهر اآلتي يوم يقوم من مات منهم ويحاسب‬
‫هو من اضطهدهم‪ ..‬ثم غاب "عيسى" عنهم‪ ..‬تشتت بعض أنصار "عيسى" فانض ّم قسم منهم لجماعة "يحيى" مع مريم‪ ..‬وبقي قسم آخر‬
‫تخلصت من هارون وسلّ ُ‬
‫مت ابني "العازار" الكهانة‪ ..‬وبات بذلك انتقامي كامالً في الجيل‬ ‫ُ‬ ‫منعزلين على أمل عودته‪ ..‬ولما استقرّ األمر‬
‫وحصرت الكهانة في نسلي يحكمون شعب‬ ‫ُ‬ ‫ملكت وتألّ ُ‬
‫هت‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫انتقمت لـ "عيسو" بأن‬ ‫الثالث والرابع من حقد "عيسو" على "يعقوب"‪..‬‬
‫إسرائيل‪..‬‬

‫‪ – 12‬زكريا‪:‬‬
‫توارثت الكهانة عن آبائي بدءاً بـ "بنيامين" ابن‬‫ُ‬ ‫أنا "زكريا" كبير كهنة "إيل" في وسط بني "إسرائيل" في أرض مصر (مصرايم)‪..‬‬
‫ّرت ولم أنجب من يخلفني في‬ ‫أخذت المشورة‪ ..‬عم ُ‬‫ُ‬ ‫ُ‬
‫تواصلت مع "العازار" كبير كهنة "إيل" في "شاليم" (أور شاليم) ومنه‬ ‫يعقوب‪..‬‬
‫ُ‬
‫الكهانة‪ ..‬وكفلت مريم (مرياي) ابنة أختي لتخدم في الهيكل‪ ،‬فحبلت من غير زواج‪ ..‬كما و حبلت زوجتي "أنشبي" قبل مريم‪ ،‬رغم أنني‬
‫لم أقترب منها منذ أكثر من عشرون عاماً‪ ..‬فلم أعترف بالمولود‪ ..‬تمت الوالدة في "شاليم" لكي نخفي الفضيحة‪ ،‬وتركناه هناك تحت‬
‫عضضت على الجرح حتى ظهر "يحيى" عن عمر اثنا وعشرون‬ ‫ُ‬ ‫رعاية أبيه الحقيقي "يهوه" الذي أسماه على اسمه "يحيى" (يهيا)‪..‬‬
‫عاماً‪ ..‬حين كنا قد خرجنا وشعب إسرائيل من أرض مصر (مصرايم) وأقمنا قرب "شاليم"‪ ..‬هرعت "أنشبي" للقاء ابنها فأعادت فتح‬
‫الجرح‪ ..‬فطلقتها‪ ..‬وحين انتقلت الكهانة إلى "العازار" ابن هارون الالويّ (من سبط الوي)‪ ،‬باتت الكهانة التي من نسل "بنيامين" في طي‬
‫فأقمت آخر عمري في وسط شعب إسرائيل ذليالً مُهانا ً ممتنعا ً عن الكالم‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫النسيان‪ ..‬وتركتني "أنشبي" و"مريم" ورحلتا مع "يحيى"‪..‬‬

‫‪ – 13‬أنشبي‪:‬‬
‫أنا "أنشبي" زوجة "زكريا" كبير كهنة "إيل" في وسط شعب "إسرائيل"‪ ..‬تزوجني زكريا الشيخ (أبا صابا‪ /‬األب الشيخ) وأنا في ريعان‬
‫شبابي‪ ،‬عسى أن ُأنجب له ذكراً يخلفه في الكهانة‪ُّ ..‬‬
‫فبت المل ّقبة بالشيخة (أليصابات) وأنا اليافعة‪ ..‬هجرني زوجي مرتين‪ ..‬مرّ ة حين بات‬
‫متقدّما ً في العمر ضعيفا ً في الجماع‪ ،‬ولم أنجب له مولوداً يخلفه في الكهانة‪ ..‬فاتهمني بالعقر‪ ..‬ولم يقترب مني أكثر من عشرون سنة‪..‬‬
‫لست بعاقر‪ ..‬لك ّنه لم يطلّقني كي يستر الفضيحة‪ ..‬بل دفعني ألن‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫فأظهرت أني‬ ‫حبلت بـ "يحيى" (يهيا) من "يهوه"‪..‬‬‫ُ‬ ‫والمرة الثانية حين‬
‫ً‬
‫أنجب ابني "يحيى" بعيدا عن شعب إسرائيل‪ ..‬فولدته في "شاليم" (أور شاليم)‪ ..‬وأسميته على اسم أبيه "يهوه"‪ ..‬وأخذه أبوه "يهوه" ليربيه‬
‫وظللت معه وخرجنا مع الخارجين من أرض مصر‪ ..‬وأقمنا قرب "شاليم"‪ ..‬إلى‬ ‫ُ‬ ‫ُدت مع زكريا إلى أرض مصر (مصرايم)‪..‬‬ ‫ويعلّمه‪ ..‬وع ُ‬
‫ُ‬
‫ورحلت‬ ‫ُ‬
‫فهجرت زكريا وشعب إسرائيل‬ ‫هرعت لمالقاة ابني "يحيى" الذي عاد لي بعد غياب دام اثنين وعشرون عاماً‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫أن طلقني حين‬
‫مع ابني "يحيى" وجماعته‪..‬‬

‫‪ – 14‬عمرام (عمران)‪:‬‬
‫أنا "عمرام" أبو األنبياء الثالثة هارون وموسى ومريم‪ ..‬لم يذلّني سوى ابنتي "مريم" (مرياي) التي كانت تخدم في الهيكل فحبلت من دون‬
‫زواج‪ ..‬وإن قالت إن ابنها هو من "جبرائيل" أو هو ابن الرب‪ ..‬فهل أصدقها؟!‪ ..‬أذللتني يا ابنتي‪ ..‬أذللتني‪ ..‬فتهمة الزنى لن تفارقك حتى‬
‫مماتك وإن رحلتي بعيداً بعد غياب "عيسى" ابنكِ ‪..‬‬

‫‪ – 15‬هارون‪:‬‬
‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫فأصبحت نبيا‪ ..‬وقد تكلم "يهوه" أيضا مع أخوتي موسى‬ ‫ُ‬ ‫أنا "هارون" (هرون) ابن "عمرام" (عمران) من سبط الوي‪ ..‬كلمني "يهوه"‬
‫ومريم‪ ..‬وحوّ ل إلهنا وعبادتنا من "إيل" إلى عبادة له‪ ..‬أخرجنا من أرض مصر (مصرايم) وأمرنا ببناء خيمة مقدّسة له في وسط شعب‬
‫ُ‬
‫فصنعت‬ ‫ظننت أنه غادرنا نهائياً‪..‬‬
‫ُ‬ ‫إسرائيل‪ ..‬وأنزل علينا شريعته ووصاياه‪ ..‬لكن حين صعد إلى الجبل مع أخي موسى وطال غيابهما‬
‫ثوراً ذهبيا ً رمزاً لـ "إيل" وعدنا لعبادته‪ ..‬عندما عاد موسى و"يهوه" من الجبل حمي غضب "يهوه" ألننا عدنا لعبادة "إيل" الثور فعاقبنا‪..‬‬
‫ولكن رغم ذلك فقد منحني وأوالدي حق الكهانة‪ ..‬فتم مسحهم بالدهن ومعهم "عيسى" ابن مريم‪ ..‬ولك ّنه قتل ابنيّ الكبيرين "ناداب"‬
‫حزنت عليهما‪ ،‬ولكن ظل "العازار" و"إيثامار" ابنيّ اآلخرين أحياء ولهم ونسلهم حق الكهانة‪" ..‬يهوه" من اختار اسميهما وهو‬‫ُ‬ ‫و"أبيهو"‪..‬‬
‫من حصر الكهانة في نسليهما‪ ..‬فتمت بذلك مشيئة "يهوه" بأن انتقلت الكهانة من نسل "بنيامين" إلى نسل "العازار" و"إيثامار" ابني من‬
‫"اليشابع" زوجتي‪ ..‬وحتى حين طالب "قورح" أخو زوجتي "اليشابع" و"عيسى" ابن مريم أختي بحقهم في الكهانة وقف "يهوه" إلى جانب‬
‫ولديّ الذين ميّزهما عن جميع بني إسرائيل بما فيهم أنا‪ ..‬وسرت أقاويل بين الناس بأن "العازار" و"إيثامار" ليسا من صُلبي وإنما هما من‬
‫كضائع بين نظرات َمن‬‫ٍ‬ ‫ُّ‬
‫وبت‬ ‫ّ‬
‫اهتز إيماني وكياني‪..‬‬ ‫صلب "يهوه"‪" ..‬العازار" (إيل عازار‪ /‬عزير) هو ابن الرب "يهوه" وليس ابني!!!‪..‬‬
‫ُ‬
‫فرضخت‪..‬‬ ‫حولي مِن الرامقين‪ ..‬فطلب مني "يهوه" وموسى أن ُأسلّم الكهانة أللعازار‪..‬‬

‫‪ – 16‬اليشابع‪:‬‬
‫أنا "اليشابع" ابنة "عميناداب" وزوجة "هارون"‪ ،‬ولي منه ولدان "ناداب" و"أبيهو"‪ ،‬ولي أيضا ً ولدان من "يهوه" اإلله الجديد لشعب‬
‫وحبلت منه‪ ..‬فولداي أيضا ً هما أبناء‬
‫ُ‬ ‫"إسرائيل"‪ ،‬هما "العازار" و"إيثامار"‪ ..‬نعم‪ ..‬وأفخر بأن اإلله الجديد لشعب إسرائيل قد ضاجعني‬
‫الرب وليس "عيسى" ابن مريم فقط هو ابن الرب‪ ..‬وإن لم يعلم بذلك زوجي هارون‪ ،‬فذلك خي ٌر له‪ ..‬وأعلم أن "يهوه" لم يضاجعني فقط‬
‫كما ضاجع مريم‪ ..‬وإنما فقد ضاجع أمي‪ ..‬فأخي "قورح" هو أيضا ً ابن الرب‪ ..‬فأيّ مج ٍد أكبر من مجدي‪ ..‬أنا أم ابنيّ الرب وأخت ابنه‬
‫أيضاً‪ ..‬هو أبوهم وهو من اختار أسمائهم‪ ..‬ولو لم يطالب أخي "قورح" بحقه في الكهانة ويتحالف مع "عيسى" ابن مريم ضد ولداي لما‬
‫خسرت ولدين من هارون قتلهما "يهوه"‬ ‫ُ‬ ‫قضّ مضجعي شيء‪ ..‬ولكن خيراً فعل "يهوه" أن أنتصر لولداي و َمن هادوهما‪ ..‬وبهذا أكون قد‬
‫حق الكهانة محصوراً‬ ‫ربحت أن جميع كهنة اليهود القادمين سيكونون قد انبثقوا من رحمي‪ ..‬بأن بات ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وخسرت أخ نافس ولداي‪ ..‬ولكنني‬
‫في ولداي "العازار" و"إيثامار" ونسلهما من بعدهما‪ ..‬فلتفخر يا بنيّ "العازار" بأ ّنك أيضا ً ابن الرب وليس "عيسى" فقط هو ابن الرب‪..‬‬
‫فأنت "العازار" (إيل عازار)‪ ..‬أستغربُ كيف أبقى "يهوه" على لفظ "إيل" في اسمك‪..‬‬ ‫َ‬ ‫واعلم أن اسمك هو من اختيار الرب "يهوه"‪..‬‬
‫أفليس هو من حرّ م عبادة "إيل" الثور‪ ..‬أظن أن اسمك يجب أن يكون "عازار" (عزير) ابن الرب "يهوه"‪..‬‬

‫‪ – 17‬موسى‪:‬‬
‫ُ‬
‫والتجأت إلى "يثرون"‪ ،‬الملقب بـ "رعوئيل"‬ ‫هربت من أرض مصر (مصرايم)‬ ‫ُ‬ ‫أنا "موسى" ابن "عمرام" (عمران) من سبط الوي‪..‬‬
‫وتزوجت ابنته "صفورة" فأنجبت ابني الوحيد الذي من صلبي وأسميته "جرشوم"‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ورعيت قطيعه‪،‬‬ ‫(رعو إيل) كاهن "إيل" في مديان‪،‬‬
‫ُأ‬
‫فأصبحت نبيا‪ ..‬وطلب مني أن خرج شعب "إسرائيل" من أرض مصر (مصرايم)‪ ..‬لكن وفي طريقي إلى مصر‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ظهر لي "يهوه" وكلمني‬
‫(مصرايم) مع زوجتي وابني "جرشوم" ظهر لنا "يهوه" وأراد قتل ابني الوحيد "جرشوم" ألنه أغلف‪ ..‬وكان يجب أن أختنه لكونه من‬
‫نسل ابراهيم‪ ..‬لكنّ حميّ "رعوئيل" كاهن "إيل" في مديان لم يكن يمارس الختان من ضمن طقوس عبادة "إيل"‪ ..‬سارعت زوجتي‬
‫ُ‬
‫وقفت مكتوف األيدي‪ ..‬إلهي‬ ‫"صفورة" فقطعت لحم غرلة "جرشوم" بصوانة‪ ،‬ثم قايضت "يهوه" بشرفها مقابل حياة ابننا "جرشوم"‪..‬‬
‫ونبوّ تي وابني وإخراجي لشعب إسرائيل من أرض مصر مقابل شرف زوجتي "صفورة"‪ ..‬فع َلت فعلتها وضاجعته وبات عريسها‪ ،‬فطلقتها‬
‫وبت نبيا ً عليهم مع أخي‬
‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫وأخرجت شعب إسرائيل‪..‬‬ ‫تابعت طريقي إلى أرض مصر (مصرايم)‬ ‫ُ‬ ‫وأرجعتها إلى بيت أبيها "رعوئيل"‪..‬‬
‫بت بال زوجة وال نسل‪ ،‬فجرشوم ظل مع أمه‪ ،‬وأما أخيه "اليعازر" الصغير ابن "يهوه" فلم‬ ‫هارون‪ ..‬ولكن لم أنل شرف الكهانة لكوني ُّ‬
‫نلت شرف النبوّ ة وتل ّقي الوصايا والشريعة والتوراة من الرب‬ ‫أعترف به ابنا ً لي‪ ..‬وباتت الكهانة محصورة في نسل هارون أخي‪ُ ..‬‬
‫دفعت مقابل ذلك شرف زوجتي "صفورة" وفقدان الكهانة من نسلي‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫"يهوه"‪ ،‬وشرف إخراج شعب إسرائيل من أرض مصر‪ ..‬ولكن‬
‫ُ‬
‫وظللت على حالي ثقيل الفم واللسان‪ ،‬مجرّ د نبيّ باالسم ودون كهانة‪ ..‬وحظي أخي هارون‪ ،‬طليق اللسان‪ ،‬بالنبوة والكهانة في نسله‪..‬‬

‫‪ – 18‬صفورة‪:‬‬
‫ُ‬
‫أنا "صفورة" ابنة "يثرون" الملقب بـ "رعوئيل" (رعو إيل) كاهن "إيل" في "مديان"‪ ..‬تعرّ فت على موسى في غربته بعد هروبه من‬
‫وأنجبت له "جرشوم"‪ ..‬وحين طلب مني موسى الذهاب معه إلى أرض مصر ليخرج شعب‬ ‫ُ‬ ‫أرض مصر (مصرايم)‪ ..‬فتزوجني‬
‫رحلت معه ومعنا ابننا "جرشوم"‪ ..‬فظهر لنا إله موسى الجديد المدعو "يهوه" ونحن في الطريق‬ ‫ُ‬ ‫"إسرائيل" من هناك‪ ،‬كما طلب منه إلهه‪،‬‬
‫إلى مصر‪ ..‬وأراد أن يقتل ابني "جرشوم" ألنه ذي غلف!!!‪ ..‬أيّ بدعة هذه التي ابتدعها أحد أجداد موسى والمدعو "إبراهيم" بأن يقطع‬
‫ونسله لحم غرلتهم!!!‪ ..‬فأبي "رعوئيل" كاهن "إيل" في مديان وال يوجد في طقوس "إيل" هكذا بدعة‪ ..‬ويدعونها الختان!!!‪ ..‬أيّ إله هذا‬
‫لت‬ ‫قاتل لألطفال!؟!‪ ..‬وقف موسى مكتوف األيدي‪ ..‬أفيقتل ابني "جرشوم"!!!‪ّ ..‬‬
‫تدخ ُ‬ ‫ٍ‬ ‫الذي اخترته يا موسى؟!‪ ..‬أفتبدّل "إيل" الثور بإل ٍه‬
‫وقايضت هذا اإلله الشرير "يهوه" بشرفي مقابل حياة ابني فوافق!!!‪ ..‬أيّ إله هذا؟!‪ ..‬وا موسى‪ ..‬أتستبدل‬ ‫ُ‬ ‫وختنت "جرشوم" بصوانة‪،‬‬‫ُ‬
‫ُ‬
‫فضاجعت إلهه الجديد "يهوه"‪..‬‬ ‫ً‬
‫"إيل" الثور بإله يضاجع زوجتك مقابل حياة ابنك؟!‪ ..‬ولكن موسى ظل صامتا ثقيل الفم واللسان كعادته‪..‬‬
‫باسم يحوي لفظ "إيل"‬‫ٍ‬ ‫ت مني بمولود ذكر فسمّه "اليعازر" (إيل عازر)‪ ..‬أيّ إله هذا الذي يسمي ابنه‬ ‫فهمس "يهوه" في أذني‪ :‬إن حبل ِ‬
‫وأنقذت ابني جرشوم من الموت على يد هذا اإلله الشرير‪ ..‬وبعد كل هذا‪ ..‬صرفني موسى وأعادني إلى أبي‬ ‫ُ‬ ‫العظيم!!!‪ ..‬ضاجعته‬
‫اجتمعت مرّ ة ثانية بموسى‪ ،‬بعد خروجه وشعب إسرائيل من أرض مصر‬ ‫ُ‬ ‫وأنجبت "أليعازر" (إيل عازر)‪ ..‬وحين‬ ‫ُ‬ ‫"رعوئيل"‪..‬‬
‫كتمت حزني في قلبي وأنا ألعن موسى وإلهه‬ ‫ُ‬ ‫بابن حرام في حضني‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫(مصرايم)‪ ،‬لم يرضى أن يعترف بـ "اليعازر" ابنا له‪ ..‬فزاد ذلي‬
‫"يهوه" الشرير‪..‬‬
‫‪ – 19‬مريم (مرياي)‪:‬‬
‫أنا "مريم" (مرياي) ابنة "عمرام" (عمران) وأخت هارون وموسى‪ ..‬نذرني أبواي لخدمة الهيكل‪ ..‬فكفلني خالي "زكريا" كبير كهنة "إيل"‬
‫وظللت حبيسة الهيكل‪ ..‬إلى أن كلّمني الرب‪ ..‬ووعدني بطفل نبيّ ‪ ..‬وطلب مني أن أذهب إلى "المندي" وهو‬ ‫ُ‬ ‫في أرض مصر (مصرايم)‪..‬‬
‫ُ‬
‫البيت المبني على طرف مكان إقامة شعب إسرائيل في أرض مصر (مصرايم)‪ ..‬ذهبت إلى هناك‪ ،‬فظهر لي رجل قال أنه "جبرائيل"‬
‫عدت إلى هيكل "إيل" الثور في أرض‬ ‫ُ‬ ‫(جبريل – جبرا إيل) رسول من الرب ليهبني مولوداً‪ ..‬فضاجعني وفضّ بكارتي‪ ..‬وحين‬
‫"جاسان" مكان إقامة إسرائيل في أرض مصر‪ ،‬رآني أبي عمرام (عمران)‪ ،‬فأ ّنبني وأهانني واتهمني بالزنى‪ ..‬ولما انتشرت فضيحتي‬
‫ُ‬
‫علمت فيما‬ ‫وأنجبت ابني "عيسى" (عيسو‪/‬إشو) الذي أسماه أبوه بهذا االسم‪..‬‬‫ُ‬ ‫هربت بعيداً عن أرض مصر (مصرايم)‬ ‫ُ‬ ‫وبان الحمل عليّ‬
‫ً‬
‫بعد أن أبا ولدي هو "يهوه" الذي أصبح إله وملك شعب إسرائيل‪ ..‬وحين أصبح ابني "عيسى" ذو اثنان وعشرون عاما خرجنا مع شعب‬
‫وبت نبيّة كما هارون وموسى أخواي‪ ..‬فـ "يهوه" يكلمنا و"يهوه" يُرشدنا‬ ‫ُّ‬ ‫إسرائيل من أرض مصر (مصرايم) وأقمنا قرب "شاليم"‪..‬‬
‫و"يهوه" يحكم بيننا‪ ..‬مُسح ابني "عيسى" مع أبناء "هارون" فبات مسيحاً‪ ..‬وكان يشفي البرص والمرضى‪ ..‬أولئك المنبوذين خارج المحلّة‬
‫بأمر من "يهوه"‪ ..‬إبني النبيّ "عيسى" المسيح هو ابن الرب "يهوه"‪ ..‬أيّ فخر لي‪ ..‬نسي الناس تهمة الزنى‪ ..‬فما أسعدني‪ ..‬ولكن حين‬
‫طالب ابني "عيسى" المسيح بح ّقه في الكهانة تغيّر كل شيء‪ ..‬انتصر "يهوه" ألبناء هارون‪ ،‬وقُتل قسم من أنصار ابني "عيسى"‪ ..‬وحين‬
‫وبت أحسب كبرصاء منبوذة بين المنبوذين خارج المحلّة‪..‬‬ ‫ُّ‬ ‫ووقفت في وجهه‪ ،‬مطالبة بحق ابننا الوحيد‪ ،‬طردني‪ ..‬بل‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫عارضت "يهوه"‬
‫قررت الغياب؟!‪ ..‬هل طلب منك أبوك "يهوه" ذلك؟‪ ..‬وا قلبي المفطور على‬ ‫َ‬ ‫طيّب ابني "عيسى" المسيح خاطري‪ ..‬وا ابني الحبيب‪ ..‬لماذا‬
‫ُ‬
‫هجرت شعب إسرائيل‬ ‫ابني الغائب‪ ..‬وها قد عاد من هاد "ألعازار" و"إيثامار" من شعب إسرائيل بتذكيري وتعييري بتهمة الزنى‪..‬‬
‫ورحلت مع "أنشبي" المطلّقة وابنها "يحيى" ومن معه وقسم ممن بقي من أنصار ابني "عيسى" المُغيّب‪ ..‬وبت ومن معي من أنصار‬
‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫ُ‬
‫وظللت أحلم أن يعود "يهوه"‬ ‫(ناصورائيي) ابني "عيسى" المسيح على أمل عودته ليحكم ويكهن ويملك في الدهر اآلتي بعد يوم القيامة‪..‬‬
‫فينصرني ومن معي من ناصورائيي "عيسى" المسيح ابن الرب‪..‬‬

‫‪ – 20‬يحيى (يهيا)‪:‬‬
‫مت في "شاليم" (أور شليم)‪..‬‬ ‫وكبرت وتعلّ ُ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ولدت‬ ‫أنا "يحيى" (يهيا) ابن اليردنا (الماء الجاري) الذي زرعني في رحم أمي "أنشبي"‪..‬‬
‫مت طقوس الرشامة (الوضوء) والصباغة (العماد)‪ ،‬وكل قصص اآللهة األثريين المذكورين في الرقوق المندائية في "شاليم"‪ ،‬منهم‬ ‫تعلّ ُ‬
‫وحفظت كل ذلك باللغة المندائية تحت رعاية "ألعازار" كبير كهنة "شاليم"‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫آلهة عبدهم الرافديون ومنهم آلهة عبدهم الكنعانيون‪ ..‬تعل ُ‬
‫مت‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫و"يهوه" الذي يُدعى "انش اثرا" (اإلنسان األثريّ ) والذي رباني وعلمني كأنه أبي‪ ..‬حين بلغت إثنان وعشرون عاما كان "يهوه" قد أخرج‬
‫ُ‬
‫والتقيت بأمي "أنشبي" ألوّ ل مرّ ة‪ ..‬لكن "زكريا"‪،‬‬ ‫ُ‬
‫فنزلت إليهم‬ ‫بني إسرائيل من أرض مصر (مصرايم)‪ ،‬فأقاموا قرب "شاليم" (أور شليم)‬
‫خرجت من قرية "شاليم" (المحلة‪ /‬مكان إقامة شعب‬ ‫ُ‬ ‫الذي كان الجميع يقولون أنه أبي‪ ،‬لم يعترف بأنني من صُلبه‪ ،‬وطلّق أمي "أنشبي"‪..‬‬
‫جار (يردن) في البريّة‪ ،‬أعمّد (أصبغ) وأشفي المرضى وكل من أراد أن يصطبغ‬ ‫نهر ٍ‬
‫وأقمت قرب ضفة ٍ‬ ‫ُ‬ ‫إسرائيل بالقرب من "شاليم")‬
‫فيطهر‪ ،‬وُأعلّم ما تعلّمته عن الرقوق المندائية في "شاليم"‪ ..‬فأتاني المسيح "عيسى" (إشو) ابن مريم (مرياي) فعمّدته وعلّمته‪ ..‬وعلمتُ‬
‫منه بأن "يهوه" الذي رباني وعلّمني قد أصبح إلها ً وملكا ً على شعب إسرائيل‪ ..‬وقد ترك عبادة "إيل" وكل اآللهة المذكورين في الرقوق‬
‫أنت لم تعد في نظري سوى أدوناي‬ ‫المندائية في "شاليم" وجعل من نفسه إلها ً وربا ً أوحد!!!‪ ..‬كيف تترك دين أجدادك يا "يهوه"؟!‪َ ..‬‬
‫ُ‬
‫لست على‬ ‫لست بعد معلمي وال أبي‪ ..‬إن نفسك النورانيّة السامية (انش اثرا) قد تركت جسدك الذي بات أدوناي (السيّد)‪..‬‬ ‫َ‬ ‫(أدون‪/‬سيّد)‪..‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫دينك بل إني صابئ به‪ ..‬وسأعود إلى دين آلهة "شاليم" بعد أن اكتشفت حقيقة خداعك وعلمت بأن أنصار "عيسى" المسيح ابن مريم‬
‫(النصارى) قد اضطهدوا في وسط شعب إسرائيل الذين باتوا يهوداً‪ ..‬اضطهد اليهود من بقي من النصارى بعد أن غاب "عيسى" المسيح‬
‫عنهم‪ ..‬فانض ّم قسم من النصارى إلى من معي من الصابئة فكانوا الناصورائيين بيننا‪ ..‬وانض ّم لجماعتي أيضا ً أمّي "أنشبي" و"مريم"‬
‫مت الناصورائيين عن الرقوق المندائيّة فباتوا ضليعين في الديانة وطقوسها‬ ‫(مرياي) أم "عيسى" (إشو)‪ ..‬فرحلنا بعيداً عن اليهود‪ ..‬علّ ُ‬
‫بلغت الرابعة والستون‬‫ُ‬ ‫وظللت‪ ،‬أنا المُقدّر والمبجّ ل بينهم‪ ،‬أصبغ (أعمّد) عند ضفاف األنهار الجارية (اليردنا) حتى‬ ‫ُ‬ ‫وآلهتها األثيريّة‪..‬‬
‫وتركت الناصورائيين من بعدي يحفظون طقوس الديانة الصابئيّة المندائيّة ورقوقها‪ ..‬يتناقلونها بتك ّتم وينتظرون عودة المسيح‬ ‫ُ‬ ‫عاماً‪..‬‬
‫"عيسى" الذي باتوا يتحدّثون عن نفسه على أنها "هيبل زيوا" (حيّ بعل‪ /‬أو بعل الحيّ ) المذكور في الرقوق المندائيّة باسم "هيبل" (حيّ‬
‫أتيت منه‪ ..‬تاركا ً النصوص المندائيّة لمن‬
‫ُ‬ ‫فقررت الغياب أيضا ً في وسط اليردنا (النهر الجاري) ألعود إليه كما‬
‫ُ‬ ‫بعل‪ /‬بعل الحيّ )‪ ..‬أما أنا‬
‫بعدي‪ ..‬تلك النصوص التي أعاد الناصورائيين تدوينها على الرقوق وأضافوا عليها قصتي وقصة نفس المسيح "عيسى" (هيبل زيوا)‪..‬‬
‫‪ – 21‬عيسى (إشو)‪:‬‬
‫كنت صغيراً‪ ،‬أني ابن‬‫ُ‬ ‫ف لي‪ ..‬رمقني الناس على أني ابن زنى‪ ..‬وقالت لي أمي‪ ،‬عندما‬ ‫ب معرو ٍ‬ ‫ُ‬
‫نشأت دون أ ٍ‬ ‫أنا "عيسى" ابن "مريم"‪..‬‬
‫نت حينا ً على سجل خالي موسى الهارب من أرض مصر‬ ‫ُسبت طوراً من بين أوالد خالي هارون ور ُ‬
‫ُبيت معهم‪ ..‬ودوّ ُ‬ ‫"إيل"‪ ..‬ح ُ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وحلمت بأن أخلق منه طيورا أنفخ فيها من روحي فتطير بعيدا عسى أن تهرب روحي من تهمة ابن الزنى‬ ‫ُ‬ ‫لعبت بالطين‪..‬‬‫ُ‬ ‫(مصرايم)‪..‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫التي تالحقني‪ ..‬نعم حلمت بخلق الحياة من الطين‪ ..‬أفلست ابن "إيل" القادر على الخلق من الطين؟!!‪ ..‬حين بلغت حوالي الثانية والعشرون‬
‫خرجت‪ ،‬مع أمي مريم وخالي هارون‬ ‫ُ‬ ‫خرجت مع الخارجين من أرض مصر (مصرايم)‪ ..‬تحت قيادة خالي موسى العائد‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫من عمري‬
‫وأوالده األربعة وكل شعب إسرائيل‪ ،‬من أرض مصر (مصرايم)‪ ..‬وأقمنا قرب جبل سيناء (طور سنين)‪ ..‬فيما أسميناه بالمحلّة (حيث‬
‫ُنصبت خيام الخارجين من مصر)‪ ..‬صعد موسى إلى الجبل ليقابل إله جديد غير "إيل" قال أن اسمه "يهوه"‪ ..‬طال غيابه‪ ..‬فصنع خالي‬
‫هارون تمثاالً من ذهب لـ "إيل" على شكل ثور ("إيل" الثور) وبدأنا بعبادته وشكره على إخراجنا من أرض مصر (مصرايم)‪ ..‬ولما عاد‬
‫خالي موسى حمي غضبه وغضب إلهه الجديد "يهوه"‪ ..‬فعاقبنا على عبادة "إيل"‪ ،‬وفرض علينا عبادة "يهوه" الذي أنزل على موسى‬
‫ُسحت بينهم‪ ..‬ولكن "يهوه" قتل ابني هارون الكبيرين وأبقى على‬ ‫ُ‬ ‫وصاياه وشريعته وتوراته‪ ..‬ومسح أبناء هارون بالدهن ليكهنوا له‪ ..‬فم‬
‫"العازار" و"إيثامار"‪ ..‬قدّم هارون وموسى لشعب إسرائيل شريعة "يهوه"‪ ،‬وهي شريعة ظالمة للمرضى والمستضعفين وأبناء الزنى‪ ..‬فتم‬
‫ُ‬
‫وعلمت منه‬ ‫جار (يردنا)‪ ،‬فعمّدني وعلّمني‪..‬‬
‫نهر ٍ‬‫التقيت بـ "يحيى" (يهيا) الذي كان مقيما ً قرب ٍ‬
‫ُ‬ ‫وكنت بينهم خارج المحلة‪ ..‬هناك‬ ‫ُ‬ ‫طردهم‪،‬‬
‫ُ‬
‫وعلمت من أمي‬ ‫كيف أشفي البرص والمرضى وأطهّرهم‪ ..‬فاجتمع حولي البرص ذوي البشرة البيضاء الذين بتنا ندعوهم بالحواريين‪..‬‬
‫فبت أعلّم وأشفي المرضى وأشرّ ع وأحلل ما حرّ م "يهوه" في شريعته التي‬ ‫مريم أن "يهوه" هو أبي وليس "إيل"‪ ..‬مما زاد من جرأتي‪ُّ ..‬‬
‫أفلست ابن اإلله والرب "يهوه"‪ ..‬له شريعة األقوياء الظالمة‪ ،‬ولي شريعة المستضعفين والمرضى‬ ‫ُ‬ ‫أنزلها على موسى‪ ..‬ولم ال؟!‪..‬‬
‫ُ‬
‫حللت أكل ما حرّ م "يهوه"‪ ،‬فالحواريين من حولي جوعى‪ ..‬حللت لهم أكل الجيف وأكل الطيور الجوارح التي تنزل من السماء‬ ‫ُ‬ ‫والجوعى‪..‬‬
‫وقفت في صفه‪ ..‬واجتمع‬ ‫ُ‬ ‫سمعت بأن "قورح" بات يُطالب بحقه في الكهانة والملك‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫على الجيف‪ ..‬فكانت مائدة لهم من السماء‪ ..‬وحين‬
‫حولي من نصرني من الحواريين فباتوا نصارى‪ ..‬وطالبنا أنا و"قورح" بحقنا في الكهانة والملك‪ ..‬فكالنا على ما يبدو أبناء "يهوه"‪ ..‬لكن‬
‫تدخلت أمي مريم لدى "يهوه" لنصرتي فنهرها وطردها‬ ‫اضطهاد أصابنا من قبل من هاد "العازار" و"إيثامار"‪ ..‬فقُتل قسم من النصارى‪ّ ..‬‬
‫إلى خارج المحلة لتقيم معي ومع جماعتي‪ ..‬ثم استدعاني "يهوه" أبي‪ ..‬وكلّمني بعقل وحكمة‪ ..‬ووعدني بأن أحكم وأملك على شعب‬
‫إسرائيل في الدهر اآلتي بعد قيامة من مات من أنصاري النصارى‪ ..‬ووعدني بأني سوف أحاسب من اضطهدني وأنصاري‪ ..‬ولكن يجب‬
‫ّقت كالمه‪ ..‬فهو رغم كل شيء يظل "أبي"‬ ‫قبل ذلك أن أغيب وأنزل إلى العالم السفلي‪ ..‬وهو سوف يُعيدني في يوم القيامة ألملك‪ ..‬صد ُ‬
‫ُأ‬
‫وأخبرت من بقي من أنصاري بأني سأغيب عنهم وأني سأعود في يوم القيامة ألحاسب من اضطهدني و قيم الموتى‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫فعدت‬ ‫الرب و اإلله‪..‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫من أنصاري وأحكم وأملك في الدهر اآلتي‪ ..‬ثم تركتهم وذهبت وغبت على أمل العودة والمُلك‪..‬‬

‫‪ – 22‬قورح‪:‬‬
‫ُأ‬
‫أنا "قورح" ابن "يهوه" حقيقة وابن "عميناداب" بالظاهر كما قالت لي أمي‪ ..‬ولكنني لم مسح كما مُسح باقي أبناء "يهوه"؛ "عيسى"‬
‫ُ‬
‫ورثت أبي "يهوه" في مُلكه على شعب إسرائيل‪ ..‬وكأنني أنا وحدي االبن المنبوذ‪ ..‬لماذا يا‬ ‫و"العازار" و"إيثامار"‪ ..‬ولم أصبح كاهناً‪ ..‬وال‬
‫ُ‬
‫وتحالفت مع أخي "عيسى"‬ ‫ُ‬
‫فجمعت َمن أيّد حقي في الكهانة‪..‬‬ ‫ألست أيضا ً ابن الرب؟!!‪ ..‬ثار غضبي‪..‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ألست من صُلبك؟!‪..‬‬ ‫أبي؟!!‪..‬‬
‫المسيح ابن مريم وأنصاره النصارى‪ ..‬لكنّ من هاد "العازار" و"إيثامار" من شعب إسرائيل اضطهدونا‪ ..‬وقتلوا أتباعي وبعض‬
‫النصارى‪ ..‬فأمسوا موتى وأصحاب األخدود (الهاوية)‪ ..‬ثم غاب "عيسى" المسيح‪ ..‬وانقسم من بقي من أنصاره‪ ..‬قسم ذهب مع "يحيى"‬
‫وباتوا ناصورائيين‪ ..‬وقسم هربوا إلى جبل سيناء أو أقاموا في أماكن أخرى‪ ..‬أما أنا‪ ..‬المكسور الوحيد بال جماعة وقد أبيدت جماعتي في‬
‫األخدود (الهاوية)‪ ..‬وباتت الكهانة محصورة في نسل "العازار" و"إيثامار" بعد أن أيدهما "يهوه"‪ ،‬وبات كل من حولي من شعب إسرائيل‬
‫يهوداً‪ ..‬أقسم أنني لن أيأس‪ ..‬سأسعى لعودة عبادة "إيل" عوضا ً عن "يهوه" أبي الظالم‪ ..‬وسأحرّ ض أوالدي وأوالد أخي "نحشون" ابن‬
‫"عميناداب" على "العازار" و"إيثامار" أوالد أختنا "اليشابع" وعلى نسلهم من الكهنة‪ ..‬عسى أن يأتي من نسلنا أنا وأخي "نحشون" من‬
‫يملك على شعب إسرائيل‪ ،‬وتصبح له مسحته الخاصة الملكيّة‪ ،‬فيطوي أبناء "العازار" و"إيثامار" تحت جناحه‪ ،‬لتنحصر بهم المسحة‬
‫الكهنوتيّة لـ "يهوه"‪ ..‬ويسيروا مع شعب إسرائيل تحت إمرته كملك ممسوح يعيد عبادة "إيل"‪..‬‬

‫‪" – 23‬العازار" (إيل عازار) (عزير)‪:‬‬


‫ُ‬ ‫ُ‬
‫أنا "العازار" ابن "يهوه" حقيقة وابن "هارون" بالظاهر كما قالت لي أمي "اليشابع"‪ ..‬تزوّ جت ابنة "فوطيئيل" (فوطي إيل) وأنجبت منها‬
‫وخرجت أنا وأخوتي الثالثة مع‬ ‫ُ‬ ‫لدت في أرض مصر (مصرايم)‪،‬‬ ‫"فينحاس" الذي ورث كهانتي ومُلكي‪ ..‬أما أوّ ل قصتي فكانت حين وُ ُ‬
‫الخارجين من شعب إسرائيل من مصر حين قادهم عمي موسى وأبي هارون‪ ..‬أقام شعب إسرائيل قرب جبل سيناء (طور سنين) وصعد‬
‫عمي موسى إلى الجبل ليجلب لنا شريعة ووصايا "يهوه"‪ ..‬وحين طال غيابه ظن أبي هارون أن عمي موسى لن يعود‪ ،‬فصنع لنا من‬
‫الذهب تمثال لـ "إيل" إله إسرائيل‪ ..‬تمثال "إيل" على هيئة ثور (عجل) ذهبيّ ‪ ..‬لكن حين عاد موسى غضب وأمر بتحطيم التمثال كما‬
‫طلب "يهوه"‪ ..‬فبات "يهوه" إلها ً وحيداً لشعب إسرائيل‪ ..‬ومع هذه الحادثة (تمثال "إيل" الثور الذهبي) بدأ أبي هارون يفقد سلطته ودعمه‬
‫من قبل "يهوه"‪ ..‬أقام "يهوه" بيننا‪ ..‬وت ّم مسحي وأخوتي و"عيسى" ابن مريم عمتي لنكهن لـ "يهوه"‪ ..‬لكنّ "عيسى" أقام خارج المحلّة مع‬
‫المرضى والبرص ولم يكهن لـ "يهوه"‪ ..‬وظل لـ "هارون" أبي صفة كهنوتيّة رغم تأنيبه بسبب تمثال "إيل" الثور‪ ..‬ولكن "يهوه" قتل‬
‫أخواي الكبيران "ناداب" و"أبيهو"‪ ..‬فانكسر قلب أبي هارون‪ ..‬هل هذا عقاب "يهوه" ألبي "هارون" ألنه صنع تمثال "إيل" الثور؟!‪ ..‬لم‬
‫أفهم لماذا يقتل "يهوه" أخواي عقابا ً ألبي‪ ..‬لكنّ أمي "اليشابع" شرحت لي السبب‪ ..‬هو ليس عقاباً‪ ..‬ولك ّنه قت ٌل ألبناء هارون الحقيقيّين‬
‫ُ‬
‫وشعرت‬ ‫ُ‬
‫وحزنت‪..‬‬ ‫وإبقاءاً على ابني "يهوه"‪ ،‬وهما أنا وأخي "إيثامار"‪ ..‬ال بل وإن "يهوه" هو الذي اختار اسمينا أنا وأخي‪ ..‬ص ُ‬
‫ُدمت‪..‬‬
‫بأنني ضائع وابن زنى‪ ..‬ولكن ماذا أفعل؟!‪ ..‬هل أثور على أبي الحقيقي "يهوه" وأنصر أبي المخدوع "هارون"؟!‪ ..‬أم أفخر بأني ابن‬
‫ٌ‬
‫أحداث‬ ‫الرب اإلله "يهوه"؟!‪ ..‬هل هو حقا ً إل ٌه ورب؟!‪ ..‬هل أعارضه فأموت كما حصل مع أخويّ الكبيرين؟!‪ ..‬وفي غمرة تساؤالتي بدأت‬
‫جديدة‪ ..‬حيث تحالف خالي "قورح" مع "عيسى" ابن مريم للمطالبة بحقهم في الكهانة والسلطة التي مُنحت ألبي هارون ولي وألخي‪..‬‬
‫سلطة الكهانة‪ ..‬وجني العشر من أمالك شعب إسرائيل‪ ..‬حدثت فتنة وقتل‪ ..‬فوقف بعض شعب إسرائيل مع حقي وحق أخي وهادونا‪..‬‬
‫ُ‬
‫وكففت عن تساؤالتي‬ ‫حزمت أمري‪..‬‬‫ُ‬ ‫وحين نصرني أبي "يهوه" وأيّد حقي وحق أخي "إيثامار" في الكهانة‪ ،‬ليظ ّل محصوراً في نسلنا‪،‬‬
‫وحق نسلي في الكهانة والحكم والملك‬ ‫ّ‬ ‫الضائعة بين أبواي‪ ..‬هو "يهوه"‪ ..‬أبي الحقيقي‪ ..‬الرب اإلله بعيون شعب إسرائيل‪ ..‬ضامن حقي‬
‫أعلنت له ذلك‪ ..‬فبادلني الطاعة بالحقيقة‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫من بعده‪ ،‬وجني العشر من أمالك شعب إسرائيل‪ ..‬هو "يهوه" َمن سأطيعه ولن أكسر له طلباً‪..‬‬
‫وصارحني بأ ّنه أسماني على اسم أبيه "العازار" (إيل عازار) رغم أ ّنه بات يُفضّل حذف اسم اإلله "إيل" من اسمي ليبقى اسمي "عازار"‬
‫(عزير) ابن الرب‪ ..‬لكن لم يشأ أن يكشف أمام شعب إسرائيل حقيقة أبوّ ته لي حتى ال تنفضح قصة كوني ابن زنى‪ ..‬فأبقينا األمر على‬
‫فكنت األمين – مع أخي – على تدوين وحفظ التوراة والوصايا وشريعة أبي‬ ‫ُ‬ ‫حاله‪ ..‬وعلّمني "يهوه" الكتابة والقراءة‪ ،‬أنا وأخي "إيثامار"‪،‬‬
‫"يهوه"‪ ..‬ولكننا قررنا إخفاء كون الكهانة كانت في نسل "بنيامين"‪ ،‬وأخفينا قصة "يحيى" ابن "زكريا" حتى ال يأتي أحد أبنائه ليطالب‬
‫بح ّقه في الكهانة‪ ..‬وقررنا إخفاء قصة "عيسى" ابن مريم وعدم تدوينها‪ ،‬خوفا ً من عودته للمطالبة بحقه في الكهانة والمُلك‪ ،‬وخوفا ً من‬
‫ب ظاهريٍّ له‪ ..‬كما وتالعبنا في تدوين نسب "قورح" وأخيه "نحشون" إبعاداً لهما عن سبط‬ ‫كشف حقيقة أنه ابن الرب "يهوه"‪ ..‬فهو بال أ ٍ‬
‫بحق الكهانة‪ ،‬كونهما من سبط "الوي"‪ ..‬فجعلناهما من سبط "يهوذا"‪ ..‬ثم حان الوقت للتخلّص من أبي‬ ‫ّ‬ ‫"الوي"‪ ،‬حتى ال يُطالبا ونسلهما‬
‫بأمر من "يهوه"‪ ..‬وتم‬ ‫ٍ‬ ‫الظاهريّ "هارون"‪ ..‬فصعدنا إلى رأس جبل هور‪ ،‬وخلع عمي موسى ثوب الكهانة عن "هارون" وألبسني إياه‬
‫بكيت عليه‪ ..‬وحزن‬ ‫ُ‬ ‫عاونت أبي الحقيقي "يهوه" على قتل أبي الظاهريّ "هارون"‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫هناك تصفية "هارون" المخدوع بعد أن نزل موسى‪..‬‬
‫أنت يا أبي؟!‪ ..‬وهل‬ ‫وبكى كل شعب إسرائيل على هارون ثالثين يوماً‪ ..‬وبت أنا كبير الكهنة‪ ..‬وسألت أبي "يهوه"‪" :‬ماذا أفعل إن مت َ‬
‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫يموت الرب "يهوه" إله شعب إسرائيل؟!"‪ ..‬فأجابني‪" :‬حين سيحدث ذلك فاكتم الخبر‪ ،‬وادف ّني في مكان مجهول‪ ..‬ال ُتعلم أحداً بذلك فتفقد‬
‫أنت وكل نسلك ونسل أخيك من بعدك‪ ..‬ولتظ ّل في نظر اليهود الذين هادوك وأخيك كاهن "يهوه" الذي يكلّمه‬ ‫سلطتك وكهانتك ومُلكك َ‬
‫وينطق بأمره‪ ..‬ولتكن قراراتك وأوامرك كأنها مني‪ ..‬أنا الرب اإلله الحيّ في نظرهم‪ ..‬واحفظ سرّ ي في نسلك‪ ..‬فسلطتكم وملككم‬
‫ُ‬
‫وحفظت السر‬ ‫ُ‬
‫وملكت‬ ‫ُ‬
‫وحكمت‬ ‫فعلت كما أمرني أبي "يهوه"‪..‬‬‫ُ‬ ‫دمت بنظر اليهود ح ّيا ً وما دام سرّ ي مكتوماً"‪..‬‬
‫ُ‬ ‫وكهنوتكم يظل ح ّيا ً ما‬
‫دفنت "يهوه" الرب اإلله الذي مات‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫مدفونا ً بعد أن‬

‫‪ – 24‬إيثامار (عيسى مار)‪:‬‬


‫ُ‬ ‫ُ‬
‫أنا "إيثامار" االبن األصغر لـ "هارون"‪ ..‬وكنت أظنّ أن اسمي يقدّس ابن عمتي مريم‪ ..‬ولكنني اكتشفت أنني أحد أبناء "يهوه"‪ ..‬وأنه هو‬
‫اسم داخل‬ ‫من اختار اسمي ليكون على اسم جدّه "إيثامار" (عيسى‪/‬عيسو مار)‪ ،‬والذي ُسمّي بدوره تقديسا ً لجدّه "عيسو"‪ ..‬فكم من ٍ‬
‫ُسحت من ضمن أوالد هارون فكه ّنا لـ "يهوه"‪ ..‬قُتل أخواي الكبيران‪ ..‬ثم نصرنا "يهوه" أنا وأخي "العازار" حين دبّ‬ ‫ُ‬ ‫اسمي!!!‪ ..‬م‬
‫فبت وأخي "العازار" خليفي أبينا "يهوه" الشرعيين‬ ‫ُ‬
‫الخالف على الكهانة بين أوالد "يهوه"‪ُ ..‬غيّب "عيسى"‪ ..‬ونبذ خالي وأخي "قورح"‪ُّ ..‬‬
‫ُ‬
‫ساهمت في تدوين وحفظ التوراة والشريعة والوصايا‪ ..‬وعلمت كم‬ ‫ُ‬ ‫والوحيدين‪ ،‬ولنا ولنسلنا الكهانة من بعد هارون الذي تم تصفيته‪..‬‬
‫أخفينا من حقائق في تدويننا للتوراة‪ ..‬وكم تالعبنا في األنساب حفاظا ً على كهانتنا الحصريّة‪ ..‬وقد كان "عيسى" ابن مريم هو أكثر َمن‬
‫ٌ‬
‫محفوظ ومُقدّسٌ في اسمي‪" ..‬إيثامار" (عيسى مار)‪ ..‬تبا ً للعبة‬ ‫جهدنا إلخفاء وجوده أثناء تدوين التوراة‪ ..‬ولكن كيف أخفي وجوده واسمه‬
‫حسبت مخاطر‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وقعت فيه يا "يهوه"!!!‪ ..‬أما‬ ‫األسماء واألنساب‪ ،‬وأسماء اآلباء واألجداد التي تكشف كل جهودنا إلخفاء الحقيقة‪ ..‬أيّ خطأ‬
‫َ‬
‫أطلقت علينا أسمائنا نحن أبنائك!؟!‪..‬‬ ‫افتضاح االسماء وأصولها حين‬
‫مرور األجيال‪..‬‬
‫ننتقل هنا إلى حقبة زمنية الحقة بعد مرور حوالي أربعة أجيال‪..‬‬

‫‪ - 25‬عالي‪:‬‬
‫أنا "عالي"‪ ..‬ويعود نسبي إلى نسل "العازار" ابن "اليشابع" زوجة "هارون"‪ ..‬وأنا اآلن كبير كهنة "يهوه" بين شعب إسرائيل‪ ..‬بحكم حظ‬
‫النسب وصلت الكهانة إليّ ‪ ..‬ولكنني وبحكم حظ األقدار ودهاء "صموئيل" خسرتها من نسلي بعد أن مات ولداي الكاهنان "حفني"‬
‫و"فينحاس"‪ ..‬كيف حصل هذا؟!‪ ..‬أذكر حين كانت "حنة" تصلي في الهيكل كي يمنحها "يهوه" أو "إيل" ولداً‪ ..‬وكنا قد تناقلنا‪ ،‬نحن الكهنة‬
‫من زمن "العازار" و"إيثامار" وحتى زمني‪ ،‬أسرار حقيقة "يهوه" جدنا األكبر‪ ..‬ولكننا ساهمنا وعبر أجيال من الكهنة بالتوحيد بين "يهوه"‬
‫و"إيل" حتى بات جميع اليهود يظنوهما واحداً‪ ..‬وحين حبلت "حنة" وأنجبت مولودها أسمته "صموئيل" (صمو إيل)‪ ..‬ونذرته لخدمة‬
‫ُ‬
‫ظننت أن نبوءته‬ ‫الهيكل‪ ..‬أنشأناه في وسطنا‪ ..‬ولم نكن نظن أنه سيصبح نبيا ً لـ "إيل"‪ ..‬ال بل وسيتنبأ بخسارتي ونسلي للكهانة‪ ..‬ما‬
‫ستتحقق‪ ..‬ولكن حين حارب شعب إسرائيل الفلسطينيين (الفلشتيم) وهزمونا‪ ..‬وقُتل ولداي "حفني" و"فينحاس" وأخذ الفلسطينيين‬
‫شعرت بأنّ نبوءة "صموئيل" قد تحققت‪ ..‬هل حقا ً ضاع تابوت الرب‪ ،‬تابوت عهد جدي األكبر "يهوه"!؟‪ ..‬هل‬ ‫ُ‬ ‫(الفلشتيم) تابوت الرب‪..‬‬
‫ضاعت كل إنجازات "يهوه"!؟‪ ..‬هل ضاعت الكهانة من نسله!؟‪ ..‬ضاعت في عهدي أنا كبير الكهنة "عالي"!؟‪ ..‬وما قيمة حياتي بعد موت‬
‫ولداي؟!‪ ..‬هل هو انتقام "إيل" الثور!؟!؟!‪..‬‬

‫‪ - 26‬صموئيل (صمو إيل)‪:‬‬


‫ّ‬
‫أنا "صموئيل" (صمو إيل) ابن "القانة" (إيل قانة) من زوجته "حنة"‪ ..‬والقانة أبي يعود إلى نسبين‪ ..‬أولهما ظاهريّ على ما هو مدوّ ن‬
‫ولكن مُحرّ ف ومتالعب به من قبل الكهنة‪ ..‬حيث يقولون أنه من نسل "أفرايم" ابن "يوسف" ابن "يعقوب"‪ ..‬أما نسب أبي "القانة" الثاني‬
‫الخفيّ والذي تتناقله عائلتي‪ ،‬فيعود إلى "أسير" ابن "قورح" ابن "عميناداب" ابن "قهات" من سبط "الوي"‪ ..‬يبدو أن مطالبة جدي األكبر‬
‫"قورح" بحقه في الكهانة أيام موسى هو سبب هذا التالعب في األنساب من طرف الكهنة الالويين (من سبط "الوي")‪ ..‬حبلت بي أمي‬
‫بعد أن ظنت أنها عاقر‪ ،‬ألن ألبي القانة أبناء من زوجته األخرى‪ ..‬تضرّ عت أمي لـ "إيل" كي تحبل فحبلت‪ ..‬وأسمتني "صموئيل" (صمو‬
‫خدمت في الهيكل حين كان "عالي" الذي‬ ‫ُ‬ ‫إيل) ونذرتني لخدمة هيكل "يهوه" الذي كانت تظن – كما بعض اليهود – أنه هو نفسه "إيل"‪..‬‬
‫وعلمت بعض أسرار كهنة‬ ‫ُ‬ ‫مت التوراة مي ُ‬
‫ّزت بين "إيل" و"يهوه"‪..‬‬ ‫كبرت وتعلّ ُ‬
‫ُ‬ ‫من نسل "العازار" ابن هارون رئيسا ً لكهنة "يهوه"‪ ..‬حين‬
‫ورأيت كيف أنهم كانوا يستغلون مناصبهم الكهنوتية المحصورة في نسلهم ألغراضهم‬ ‫ُ‬ ‫"يهوه" الذين كانوا من نسل "العازار" و"إيثامار"‪..‬‬
‫الشخصية‪ ..‬فكان أوالد "عالي" يضاجعون نساء شعب إسرائيل المجتمعات في باب خيمة االجتماع‪ ،‬وكأن هذا بات شيئا ً طبيع ّيا ً وطقس ّيا ً‬
‫شعرت بالحنق‪ ..‬ومي ُ‬
‫ّزت‬ ‫ُ‬ ‫وحق لهم دون غيرهم‪ ،‬كونهم من نسل "العازار" أو "إيثامار"‪َ ..‬من أعطاهم هذا الحق؟!‪ ..‬هل هو "يهوه"!؟!‪..‬‬ ‫ّ‬
‫وبت أشعر أن "إيل" كان يكلمني ويناديني كما كان يفعل مع جدّي‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫وقررت عبادة "إيل" دون "يهوه"‪..‬‬ ‫بين شريعة "يهوه" وشريعة "إيل"‪..‬‬
‫وبت نبيا ً لـ "إيل"‪ ..‬نبيّ "رائي" كما يُطلق على كهنة "إيل"‪ ..‬ولكن ال حق لي في الكهانة ألني من نسل ظاهريّ يعود‬ ‫ُّ‬ ‫األكبر "إبراهيم"‪..‬‬
‫لـ "أفرايم" ابن "يوسف" من زوجته المصرية "أسنات" بنت "فوطي فارع" كاهن "أون"‪ ..‬والكهانة باتت محصورة بنسل "العازار"‬
‫قررت إعادة األمور إلى‬ ‫ُ‬ ‫و"إيثامار" منذ أيام "يهوه"‪ ..‬إذا ُ فألكن نبياً‪ ..‬لم ال!؟‪ ..‬أفليس للنبي الرائي سلطة أعلى من سلطة الكهنة؟‪..‬‬
‫فأشعت أن "إيل" أو "يهوه" – ال فرق عندي – يريد أن يقتصّ من أبناء "عالي" كبير الكهنة بأن يسحب منهم الكهانة وذلك‬ ‫ُ‬ ‫نصابها‪..‬‬
‫ُ‬
‫لزناهم مع نساء شعب إسرائيل‪ ..‬انتشرت نبوءتي‪ ..‬وفي قتال بين شعب إسرائيل وبين الفلسطينيين (الفلشتيم) هُزم شعب إسرائيل‪ ..‬وقتل‬
‫إبنا "عالي" كبير الكهنة‪ ..‬مات ابنا "عالي" "حفني" و"فينحاس"‪ ..‬وأخذ الفلسطينيين (الفلشتيم) التابوت‪ ..‬تابوت العهد لـ "يهوه"‪ ،‬تابوت‬
‫أشعت األثر المحبط بين شعب إسرائيل فهزموا؟!‪ ..‬ال يهم‪ ..‬المهم أن أثر كالمي وصل حتى‬ ‫ُ‬ ‫الرب‪ ..‬هل تحققت نبوءتي حقاً؟!‪ ..‬أم كان لما‬
‫إلى "عالي" حين سمع بموت ولديه فمات هو اآلخر‪ ..‬استعاد اليهود تابوت العهد (تابوت الرب)‪ ،‬لكن كهنتهم ما استعادوا بعدها كامل‬
‫قررت تنصيب ملك لشعب إسرائيل أكون أنا الملك الحقيقي من‬ ‫ُ‬ ‫فبت أنا "صموئيل" (صمو إيل) النبي الرائي أقاسمهم السلطة‪..‬‬ ‫سلطتهم‪ُ ..‬‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫خلفه‪ ..‬فينتهي بذلك ملك "يهوه" وكهنته في وسط شعب إسرائيل‪ ..‬فكرت بولداي الذين عينتهما قاضيان إلسرائيل‪ ،‬البكر "وشني" الذي‬
‫لقبته بـ "يوئيل" (يو إيل) والثاني "أبيا"‪ ،‬ولكنهما كانا سيئي السمعة‪ ،‬وما كان نسبي الظاهريّ العائد إلى سبط "أفرايم" يسمح لي بذلك فما‬
‫بالك بنسبي الثاني الخفيّ العائد لـ "قورح" ابن "عميناداب" صاحب الحق الشرعيّ بالكهانة ولكن المغضوب عليه بين اليهود وخصوصا ً‬
‫أنصار نسل "العازار" و"إيثامار"‪ ..‬كانت تلك مجازفة شديدة المخاطر ومفضوحة الغايات بالمطالبة بعودة الكهانة أو المسحة لنسل‬
‫فاخترت شابا ً من سبط "بنيامين"‪ ،‬ذلك السبط الذي ُأخذت منه كهانة "إيل" (أيام زكريا) ل ُتمنح لسبط "الوي" وأبناء "العازار"‬ ‫ُ‬ ‫"قورح"‪..‬‬
‫اخترت الملك على شعب إسرائيل‪ ،‬لم أبحث عن ذكائه أو عن حكمته أو عن بأسه وشجاعته‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫و"إيثامار" فتصبح كهانة لـ "يهوه"‪ ..‬حين‬
‫ُ‬
‫فأخترت "شاول" ابن "قيس" ابن "أبيئيل" (أبي إيل)‬ ‫بحثت عن نسبه لسبط "بنيامين" وعن خشيته وطاعته لي وعن طوله الفارع‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫بل‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫البنياميني‪ ..‬أطول الفتيان‪ ،‬حتى أنه كان يُلقب بـ "طالوت"‪ ..‬وابتدعت مسحة بالدهن كتلك المخصصة للكهنة ولكني جعلتها مسحة ملكيّة‪..‬‬
‫وأوجدت ملكا ً إلسرائيل بدل الرب "يهوه" وكهنته‪ ..‬فبات "شاول" (طالوت) البنياميني ملكا ً مسيحا ً على شعب إسرائيل‪ ..‬وكان "شاول"‬ ‫ُ‬
‫كنت أش ّد من أزره بقولي إن "إيل" معه‪ ..‬لم يرضى‬‫ُ‬ ‫رعديداً فاختبأ بين األمتعة يوم إعالني أمام شعب إسرائيل بأنه بات ملكا ً عليهم‪ ..‬لكني‬
‫كهنة "يهوه" وأبنائهم (من نسل "العازار" و"إيثامار") عن بدعتي وعن "شاول"‪ ..‬فلم يقبل كاهن "يهوه"‪ ،‬وهو "أخيّا" ابن "أخيطوب" من‬
‫بنو "بليعال"‪ ،‬بشاول ملكا ً ممسوحاً‪ ،‬وظلت كهانة "يهوه" في يد "أخيّا"‪ ..‬هم علموا أنني أقاسمهم سلطتهم بمسحتي الملكيّة تلك‪ ،‬وأنني أعيد‬
‫ُ‬
‫بحثت‬ ‫لسبط "بنيامين" ما سلب منهم‪ ..‬ولكن ال حيلة للكهنة أمام نبوّ تي‪ ..‬ملك "شاول" (طالوت) مادام يطيعني‪ ..‬ولما تو ّقف عن طاعتي‬
‫فوجدت ضالتي في أبناء عمومتي البعيدين‪ ،‬أحفاد "نحشون"‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫فكنت بحاجة لن ّد لهم‪..‬‬ ‫عن آخر‪ ..‬سبط "بنيامين" كانوا مع ملكهم "شاول"‪،‬‬
‫ُ‬
‫وقت المخاطرة‪ ..‬فبعد أن قبل شعب إسرائيل‬ ‫وجماعته التي مازالت تطالب بحق أخيه "قورح" ابن "عميناداب" في السلطة‪ ..‬لم ال‪ ..‬حان‬
‫بـ "شاول" البنيامينيّ ملكاً‪ ،‬فلم ال يقبل بملك من أقرباء "قورح"‪ ..‬ملك من نسل "نحشون" أخو "قورح"‪ ..‬أبناء عمومتنا نحن القورحيين‪..‬‬
‫وجدت منهم "يسّى" ذو الثمانية أوالد‪ ..‬لم أختر من أبناء "يسّى" الكبار مثل "أليآب" (إيل يآب) وال "أبيناداب" (عميناداب‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫النحشونيين‪..‬‬
‫اخترت أصغرهم حتى يسهل التح ّكم به‪ ..‬هو الغالم الراعي "داود" ابن "يسّى"‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫المسمى على اسم والد "نحشون" وأخيه "قورح")‪ ..‬بل‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مسحت "داود" فبات مسيحا ملكا‪ ..‬ودعمته ح ّتى يصل للملك على شعب إسرائيل‪ ..‬ما‬ ‫ُ‬ ‫وهل هناك خي ٌر من فتى غالم ألحكم من خلفه؟!‪..‬‬
‫أصبحت قط ملكاً‪ ..‬ولكنني صانع الملوك وصاحب السلطان من خلفهم‪ ..‬وأنا من أضعف سلطة كهنة "يهوه" ألصنع سلطة أقوى منها هي‬ ‫ُ‬
‫سلطة الملك الممسوح بالدهن بيدي وتحت يدي وباسم "إيل"‪..‬‬

‫‪ – 27‬شاول (طالوت)‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫أنا "شاول" ابن "قيس" ابن "أبيئيل" (أبي إيل) من سبط "بنيامين" ابن يعقوب‪ ..‬كنت أطول أترابي فلقبت بـ "طالوت"‪ ..‬اختارني النبي‬
‫كنت أعرف أن "يهوه" هو الملك في وسط شعب إسرائيل‪ ،‬فكيف سأصبح أنا‬ ‫ُ‬ ‫الرائي "صموئيل" ليمسحني ملكا ً على شعب إسرائيل‪..‬‬
‫ُأ‬ ‫ُأ‬
‫نت أعرف أن الكهانة ومسحة الدهن محصورة بنسل "العازار" و"إيثامار"‪ ،‬فكيف س مسح و صبح ملكا ً يأمر الكهنة‬ ‫الملك؟!‪ ..‬و ُك ُ‬
‫ّقت في البداية‪ ،‬ثم بدأ الشك يعتمر قلبي‪ ..‬حين أعلن‬ ‫فيُطاع؟!‪ ..‬قال لي "صموئيل" إن روح اإلله ستنزل عليّ حين يمسحني بالدهن‪ ..‬صد ُ‬
‫إختبأت بين األمتعة‪ ..‬هل حقا ً أنا الملك على شعب إسرائيل بدل الرب "يهوه"؟!‪ ..‬رفض‬ ‫ُ‬ ‫بت ملكا ً على شعب إسرائيل‪،‬‬
‫"صموئيل" أنني ُّ‬
‫ُ‬
‫أطعت أوامر "صموئيل"‪..‬‬ ‫فبت ملكاً‪..‬‬ ‫الكهنة من بنو "بليعال" مسحتي ولم يقبلوا بي ملكاً‪ ..‬لكنّ نبوّ ة "صموئيل" كانت أقوى من كهانتهم‪ُّ ..‬‬
‫دت بأن ال سلطة لي‪ ..‬فال "يهوه" وكهنته‬ ‫خفت على مصيري‪ ،‬وتأ ّك ُ‬ ‫ُ‬ ‫ولكن حين ازدادت قوتي وسلطتي وخالفته‪ ،‬قرر أن يقيم ملكا ً غيري‪..‬‬
‫أنت الملك حقا ً‬ ‫ً‬
‫أنت الملك حقا‪َ ..‬‬‫وجثوت على ركبتيّ أمامه‪َ : ..‬‬ ‫ُ‬ ‫رجوت "صموئيل" الصفح‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫معي وال "إيل" ونبيّه الرائي ظل من خلفي‪..‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫أنت اإلله‪ ..‬لك ّنه لم يغفر عدم طاعتي العمياء له‪ ..‬خوفا على عرشي وعلى نفسي استقويت بسبط "بنيامين"‪ ،‬وقلت لـ‬ ‫يا "صموئيل"‪ ..‬بل َ‬
‫"صموئيل" أنهم يقفون خلفي‪ ..‬فلم يأبه‪ ..‬بل نبهني أنهم إن فعلوا فسوف يشقون وحدة صف شعب إسرائيل‪ ..‬أيّ سلطة لديك يا‬
‫علمت أن "صموئيل" قد اختار الغالم الراعي‬ ‫ُ‬ ‫بت ملكا ً ممسوحا ً ومُلقا ً على األرض‪ ..‬جُنّ جنوني‪ ..‬وأصابني مسٌّ ‪ ..‬وحين‬ ‫"صموئيل"!!‪ُّ ..‬‬
‫فعرضت عليه ابنتي "ميكال" لتكون امرأة له‪ ..‬لكن مادام "صموئيل" خلفه‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫حاولت استمالة "داود"‪،‬‬ ‫"داود" ليمسحه‪ ،‬زاد حنقي وجنوني‪..‬‬
‫كنت ألستطيع التح ّكم به‪ ..‬تبا ً لك يا "داود"‪ ..‬تبا لـ "صموئيل"‪ ..‬تبا لكل ملك يمسك غيره بسلطته ويحكم من خلفه باسم الرب‪ ..‬تبا لي‪..‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ما‬

‫‪ – 28‬داود‪:‬‬
‫أنا "داود" أصغر أوالد "يسّى"‪ ..‬أنا ابن "يسّى" الثامن‪ ..‬وأبي من نسل "نحشون"‪ ..‬يقول كهنة "يهوه" أن "نحشون" هو من سبط "يهوذا"‪،‬‬
‫لكن أبناء "نحشون" وأحفاده يتناقلون فيما بينهم أنهم من سبط "الوي"‪ ..‬كما ويقولون أن أخو "نحشون" هو "قورح"‪ ..‬ونحن‪ ،‬كوننا أحفاد‬
‫حق في الكهانة‪ ..‬وأننا من بقي من النصارى‪ ..‬أنصار المسيح الذي ننتظر عودته‬ ‫"نحشون" و"قورح"‪ ،‬مانزال نتناقل فيما بيننا أن لنا ّ‬
‫ليملك على شعب إسرائيل‪ ..‬أقوال وأقوال يتداولها أقاربي ولكنّ الكهنة ينكرونها‪ ..‬كهنة "يهوه" ينكرونها‪ ..‬لكنّ النبيّ الرائي "صموئيل"‬
‫فأصبحت ملكا ً على شعب إسرائيل‪ ..‬هل رأى فيَّ حقا ً ملكا ً بدل "شاول" (طالوت)؟!‪ ..‬أم أراد استغالل‬
‫ُ‬ ‫اختارني ليمسحني بسلطة "إيل"‪،‬‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫األقاويل بين أقاربي بح ّقنا بالمسح والكهانة والمُلك؟!‪ ..‬كنت لم أزل غالما حين مسحني "صموئيل" مسحة ملكيّة‪ ..‬فبت الغالم الملك تحت‬
‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫ُ‬
‫وظللت أهرب‬ ‫رعاية وتوجيه "صموئيل"‪ ..‬حاول "شاول" (طالوت) استمالتي بأن عرض عليّ ابنته "ميكال" امرأة لي‪ ..‬لكننا تحاربنا‪..‬‬
‫فهربت من وجه "شاول" الذي أعطى ابنته "ميكال"‪ ،‬التي كانت امرأتي‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫فقدت سندي ومصدر سلطتي‬ ‫ُ‬ ‫من وجهه‪ ..‬وحين مات "صموئيل"‬
‫ُ‬
‫والتجأت‬ ‫ُ‬
‫فاتخذت لي امرأتين هما "أبيجايل" (أبيج إيل) و"أخينوعم" التي من "يزرعيل" (يزرع إيل)‪..‬‬ ‫لـ فلطي بن اليش فباتت امرأته‪..‬‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫إلى أرض الفلسطينيين (الفلشتيم) مع جماعتي هروبا من وجه "شاول"‪ ..‬حتى قتل "شاول" وبنيه في حرب مع الفلسطينيين (الفلشتيم)‪..‬‬
‫فعدت إلى حبرون‪ ،‬وهناك مسحني أقربائي الذين من نسل "نحشون" و"قورح" ملكا ً عليهم‪ ..‬في حين أن باقي شعب إسرائيل قد ملك عليهم‬ ‫ُ‬
‫"إيشبوشث" ابن "شاول"‪ ..‬وباتوا يقولون عن مملكتي (مملكة داود) أنها مملكة "يهوذا" لكونهم كانوا يظنون أن من اتبعني من نسل‬
‫"نحشون" و"قورح" إنما هم من سبط "يهوذا" على ما يقول كهنة "يهوه"‪ ..‬انقسمت المملكة إلى اثنتين‪ ..‬مملكة إسرائيل التي يملك عليها‬
‫ملك من سبط "بنيامين" من بيت "شاول"‪ ..‬ومملكتي التي ُدعيت بمملكة يهوذا أو مملكة داود‪ ..‬ولكن حين قُتل "إيشبوشث" ابن "شاول"‪،‬‬
‫ووحدت "إيل" و"يهوه" فاعتبرتهما‬‫ُ‬ ‫دت كل شيء‪ ..‬مركز المملكة في "صهيون"‪..‬‬ ‫أصبح المُلك كلّه لي والمملكة عادت موحّ دة‪ ..‬فوحّ ُ‬
‫ّمت الكهانة إلى اثنتين وذلك ألضعف من سلطة الكهنة‬ ‫ووحدت الجيش‪ ..‬لكنني قس ُ‬
‫ُ‬ ‫ونقلت تابوت عهد الرب "يهوه" إلى مدينتي‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫واحداً‪،‬‬
‫فجعلت كالً من "صادوق" بن "أخيطوب" من نسل "العازار"‪ ،‬و"أخيمالك" بن "أبياثار" من نسل‬ ‫ُ‬ ‫الذين من نسل "العازار" و"إيثامار"‪..‬‬
‫وجعلت عدداً من أبنائي كهنة أيضاً‪ ،‬حتى يتقاسموا السلطة مع نسل "العازار" و"إيثامار"‪ ..‬لكن‬ ‫ُ‬ ‫"إيثامار"‪ ،‬كاهنين ككبيري كهنة‪ ،‬كما‬
‫مُلكي لم يكن مستقراً‪ ..‬فأبنائي قتل أحدهم أخيه وحاول أخذ المُلك مني فقُتل‪ ..‬ونشب أيضا ً خالف بين ابنين آخرين لي حول َمن سيملك من‬
‫ُ‬
‫ووقفت أنا مع "سليمان" ألنه ابن‬ ‫بعدي‪ ..‬فناصر الكاهن "أبياثار" ابني "أدونيا" في حين أن الكاهن "صادوق" ناصر ابني "سليمان"‪..‬‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫اضجعت معها وحبلت مني وهي بعد زوجة "أوريّا" الحثي‪ ..‬ثم تخلصت من‬ ‫ُ‬ ‫زوجتي "بثشبع" الجميلة المحببة إلى قلبي‪ ،‬والتي ُك ُ‬
‫نت قد‬
‫فأعلنت أنه الملك من بعدي‪ ..‬أجل‪ ،‬سلّمته المُلك وأنا‬
‫ُ‬ ‫زوجها وأخذتها زوجة لي‪ ..‬وبات "سليمان"‪ ،‬ابني منها‪ ،‬هو أيضا ً المحبب إلى قلبي‬
‫عدت ذا قوّ ة‪ ..‬حتى أنني لم استطع مضاجعة الفتاة الجميلة "أبيشج"‬‫ُ‬ ‫بت شيخا ً متقدما ً في األيام‪ ،‬دثروني بالثياب فلم أدفأ‪ ،‬وما‬
‫بعد حيّ ‪ ..‬فقد ُّ‬
‫دفنت من‬‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ضاجعت من النساء‪ ..‬ويكفيني ما‬ ‫ُ‬
‫حييت من األيام‪ ..‬ويكفيني ما‬ ‫الشونميّة العذراء التي جلبوها لتحضنني فأدفأ‪ ..‬يكفيني ما‬
‫أنشدت من المزامير‪ ..‬فألترك الملك البني الحكيم "سليمان"‪ ..‬عسى أن يستقرّ مُلكه ويتسع ويُنجز ما لم أنجزه إلله‬ ‫ُ‬ ‫األبناء‪ ..‬ويكفيني ما‬
‫إسرائيل وشعب إسرائيل ونسل "نحشون" و"قورح"‪..‬‬

‫‪ – 29‬سليمان‪:‬‬
‫ُ‬
‫أنا "سليمان" ابن "داود" الملك‪ ..‬اختارني أبي ألصبح الملك بعد أن تقدّم به العمر‪ ..‬رغم أني أصغر من أخي "أدونيّا"‪ ..‬وحين ملكت بعد‬
‫أمرت بقتل أخي "أدونيّا" بحجة أنه أراد الجميلة "أبيشج" الشونميّة لتكون امرأة له‪ ..‬قُتل‬
‫ُ‬ ‫صراع على المُلك مع أخي‪ ..‬وبعد أن مات أبي‪..‬‬
‫ُ‬
‫وأمرت بقتل ك ّل من‬ ‫ّت كهانة "صادوق" الذي نصرني‪..‬‬ ‫وطردت "أبياثار" الكاهن الذي نصر أخي "أدونيّا" في مسعاه للمُلك‪ ..‬وثب ُ‬
‫ُ‬ ‫أخي‪..‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫وأمرت ببناء بيتا وهيكال للرب في‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫ووضعت إثنا عشر وكيال على إسرائيل‪..‬‬ ‫وقف في صف أخي‪ ..‬فاستقرّ مُلكي على جميع إسرائيل‪..‬‬
‫ً‬
‫"أور شاليم" (قرية‪/‬مدينة أورشليم)‪ ..‬وبعد أن تم بنائه ُنقل تابوت الرب من "صهيون" إلى الهيكل في "أورشليم"‪ ..‬كما وبنيت لي بيتا في‬
‫ُ‬
‫بنيت معبداً لـ "عشتورث" (عشتار)‬ ‫ُ‬ ‫"أورشليم"‪ ..‬وكان لي الكثير من النساء اإلسرائيليّات وغير اإلسرائيليّات‪ ..‬وألجل نسائي الغريبات‬
‫وكنت حكيما ً وشاعراً وراويا ً لقصص عن األشجار والبهائم والطيور والدبيب وعن السمك‪ ..‬وقصصا ً غير مباشرة‬ ‫ُ‬ ‫وغيرها من اآللهة‪..‬‬
‫عن ابن الرب الذي ما يزال أحفاد "نحشون" و"قورح" يتناقلون قصته‪ ..‬لكن في أواخر عمري بدت مالمح انقسام جديد في مملكة‬
‫إسرائيل‪ ..‬وبات من الظاهر أن َمن حُسبوا أنهم من سبط "يهوذا" سيظلون يدعمون المُلك في نسلي‪ ..‬أما باقي أسباط إسرائيل فلن يفعلوا‪..‬‬
‫يا أيتها اآللهة‪ ..‬يا "إيل" ويا "عشتورث" (عشتار) ويا "يهوه" ويا باقي اآللهة‪ ..‬هل حُكم على شعب إسرائيل أن يظ ّل يتصارع على‬
‫الكهانة وعلى المُلك؟!‪ ..‬هل هي لعنة الرب "يهوه" أن يضيع شعب إسرائيل بين الممسوحين؟!‪ ..‬متى سيعود المسيح ابن الرب الذي يتناقل‬
‫قصته أحفاد "نحشون" و"قورح" والنصارى؟!‪ ..‬متى يعود المسيح ليحكم ويملك على شعب إسرائيل الموحَّ د؟!‪..‬‬

‫مرور األجيال‪..‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ننتقل هنا إلى حقبة زمنية الحقة بعد مرور حوالي خمسة وعشرون جيال على األقل‪ ..‬وأربعون جيال على األكثر‪..‬‬

‫‪ – 30‬يوسف‪:‬‬
‫أنا "يوسف"‪ ..‬رج ٌل فقير ولكنني من نسل الملوك‪ ..‬فأنا من نسل "داود" الملك و"سليمان" الملك‪ ..‬فقدت ساللتي المُلك بعد السبي إلى‬
‫بابل‪ ..‬وبات الحكم والسلطة بين اليهود وشعب إسرائيل في أيدي الكهنة الصادوقيين الذين من نسل "صادوق" الذي من نسل "العازار" ابن‬
‫وعملت نجّ اراً‪ ..‬أما ابني األكبر "يسوع" فلم يفقد حلمه‪..‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫تناسيت هذا الحلم‬ ‫هارون‪ ..‬وظلّت ساللتي الملكيّة حبيسة حلم المُلك‪ ..‬لكنني‬
‫وكيف ينساه وأنا الذي أسمي ُته على اسم "يشوع بن نون"‪ ،‬بطل شعب إسرائيل‪" ،‬يشوع" البطل المقدام الشجاع الذي ال يهاب التحديات‪..‬‬
‫سمعت أنه جمع حوله إثنا عشر تلميذاً ليصبحوا وكالء‬‫ُ‬ ‫تركني ابني "يسوع" ليتعلّم شفاء المرضى الذي مازال النصارى يتناقلون أسراره‪..‬‬
‫على أسباط إسرائيل حين سيملك عليهم‪ ،‬وغادروا إلى مصيرهم‪..‬‬
‫‪ – 31‬يسوع‪:‬‬
‫َ‬
‫تأقلمت يا‬ ‫أنا "يسوع" ابن "يوسف" الذي من نسل "داود" الملك‪ ..‬لم أستطع التأقلم على الحياة كابن نجّ ار ونحن من نسل الملوك‪ ..‬كيف‬
‫أبي؟!‪ ..‬يا يوسف النجّ ار‪ ..‬أفتسميني "يسوع" على اسم "يشوع بن نون" المقدام و ُتريدني أن أظل نجّ اراً مثلك؟!‪ ..‬ونحن األحق بالحكم‬
‫ُ‬
‫وظننت أنه لن يتركني‬ ‫ُ‬
‫واعتمدت على إلهي "إيل" إله "إسرائيل" لينصرني‪..‬‬ ‫ُ‬
‫اتخذت قراري‪..‬‬ ‫والملك والمسح بالدهن كملوك إلسرائيل‪..‬‬
‫بحثت بين اليهود عمن بقي من النصارى‬‫ُ‬ ‫حتى أملك على شعبه "إسرائيل" كما نصر أجدادي الملوك‪ ،‬من "داود" و َمن بعده من الملوك‪..‬‬
‫ُ‬
‫مت منهم عن شفاء المرضى وعالجهم‪ ،‬فل ُ‬
‫قبت‬ ‫(أنصار حق نسل "قورح" و"نحشون" بالمُلك‪ ..‬وأنصار "المسيح" المُنتظر‪ )..‬وتعلّ ُ‬
‫وجمعت إثنا عشر تلميذاً ليصبحوا وكالئي على أسباط إسرائيل حين سأصبح ملكا ً ممسوحا ً على إسرائيل‪ ..‬حين‬ ‫ُ‬ ‫بالنصرانيّ (الناصريّ )‪..‬‬
‫ذهبت مع تالميذي بجولة على القرى والمدن اليهوديّة نشفي المرضى ونجمع أنصاراً لمُلكي‪ ..‬جمعنا الكثير من‬ ‫ُ‬ ‫بات عمري ثالثون عاما ً‬
‫ووضعت أموال تبرعاتهم في صندوق حمله تلميذي "يهوذا سمعان االسخريوطي" الذي أحببته أكثر من باقي‬ ‫ُ‬ ‫األنصار والداعمين‬
‫وتزوجت من مريم المجدليّة (من "المجدل" – ربما كان أصل اسم‬‫ُ‬ ‫ً‬
‫التالميذ‪ ..‬وتبعني أيضا أمي وأخوتي‪ :‬يعقوب‪ ،‬سمعان‪ ،‬يوسي ويهوذا‪..‬‬
‫ُ‬
‫المجدل‪ :‬المجد لـ "إيل"‪ )..‬في "قانا" التي في "الجليل" (ج ّل إيل)‪ ..‬واستغليّت تبشير بعض األنبياء‪ ،‬مثل "يوحنا"‪ ،‬بقرب مجيء المسيح‬
‫بأمر من "هيرودس أنتيباس" (رئيس ٍ‬
‫ربع‬ ‫ٍ‬ ‫المنتظر‪ ،‬عسى أن ينض ّم َمن معه لدعمي كوني المسيح الموعود‪ ..‬وحين قُطع رأس "يوحنا"‬
‫ودخلت أورشليم كملكٍ ممسوح‪ ..‬فاستقبلني الشعب بغبطة على أمل أن أخلّصهم من حكم الرومان‬ ‫ُ‬ ‫عدت‪..‬‬‫ُ‬ ‫هربت‪ ..‬ثم‬‫ُ‬ ‫على "الجليل")‬
‫وُأعيد إقامة مملكة "إسرائيل"‪ ..‬لكنّ الكهنة الصادوقيين (من نسل "صادوق" الذي من نسل "العازار" ابن هارون) خافوا أن تصبح السُلطة‬
‫ربع على "الجليل") تحت حكم‬ ‫والمُلك بين يديّ فيخسروا سلطتهم‪ ..‬فتآمروا عليّ مع السلطة القائمة بيد "هيرودس أنتيباس" (رئيس ٍ‬
‫الرومان‪ ..‬وتم تسليمي للوالي الرومانيّ "بيالطس البنطيّ "‪ ،‬ففر تالميذي وداعميّ ‪ ..‬وأمر "بيالطس" بصلبي ألني أطالب بالمُلك على‬
‫اليهود‪ ،‬وإعادة إقامة مملكة "إسرائيل"‪ ،‬والخروج عن الحكم الرومانيّ وسلطة "طيباريوس" قيصر روما‪ ..‬وكتب ورقة لتعلّق على صليبي‬
‫دوّ ن عليها "يسوع النصرانيّ (الناصريّ ) ملك اليهود"‪ ،‬حتى ال يجرؤ أي يهودي على المطالبة بالمُلك وإعادة إقامة مملكة "إسرائيل"‪..‬‬
‫هل حقا ً تركتني يا "إيل" ُألصلب!!!‪ ..‬لماذا تركتني يا إلهي "إيل" يا إله "إسرائيل"؟!‪..‬‬

‫‪ – 32‬يوحنا‪:‬‬
‫ُ‬
‫أنا "يوحنا"‪ ..‬نبيٌّ لشعب إسرائيل‪ ..‬لم ترضني حال اليهود وشعب "إسرائيل" لكونهم تحت حكم الرومان‪ ..‬وإن كان لديهم رؤساء ربع‬
‫يحكمون بعض مناطقهم‪ ..‬فسلطتهم تظل تحت سُلطة الوالي الروماني‪ ..‬أما آن األوان ألن يعود المسيح المنتظر ليُعيد إقامة مملكة‬
‫رت بعودة المسيح‪ ..‬أكان "عيسى" المسيح ابن الرب الذي سيعود يوم القيامة ويملك في الدهر اآلتي كما يقول النصارى‬ ‫ش ُ‬ ‫إسرائيل؟!‪ ..‬ب ّ‬
‫شخص يُدعى "يسوع" وهو يزعم أنه من نسل‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫سمعت عن‬ ‫والفريسيين‪ ..‬أو كان مسيحا ً ملك ّيا ً من نسل "داود" الملك ليُعيد مُلك إسرائيل‪..‬‬
‫ً‬
‫أرسلت تالميذي لسؤاله عن حقيقته‪ ..‬فأتاني جوابه غامضا‪ ..‬ربما هو المسيح الموعود‪ ..‬دعمته على أمل‬ ‫ُ‬ ‫"داود" وأنه المسيح الموعود‪..‬‬
‫ربع على "الجليل") بما يجري‪ ،‬خشي على سلطته‪ ..‬فأمر‬ ‫أن يكون هو المسيح الموعود‪ ..‬لكن حين سمع "هيرودس أنتيباس" (رئيس ٍ‬
‫بسجني‪ ..‬ويبدو أنه سيقطع رأسي‪ ..‬إلى متى سيظل شعب "إسرائيل" بال ملكٍ ومملكة‪ ..‬آمل أن ينجح "يسوع" المسيح في مسعاه للمُلك‪..‬‬

‫‪ – 33‬يهوذا االسخريوطي‪:‬‬
‫أنا "يهوذا" ابن سمعان االسخريوطي (من اسخريوط)‪ ..‬اختارني "يسوع" المسيح الملك الموعود ألكون أحد تالميذه اإلثني عشر الذين‬
‫كنت أكثر تالميذ "يسوع" محبة إلى قلبه وأكثرهم‬‫ُ‬ ‫سيصبحوا وكالئه على أسباط إسرائيل حين سيعيد إقامة مملكة إسرائيل ويصبح ملكاً‪..‬‬
‫اندفاعا ً وأمانة‪ ..‬فأتمنني على صندوق تبرعات المال‪ ..‬ما دفع بعض التالميذ للغيرة مني كوني المُقرّ ب والمحبوب والمؤتمن‪ ..‬وكان‬
‫أكثرهم غيرة مني هو "يوحنا" ابن "زبدي" الذي ادعى لنفسه لقب "الحبيب" غيرة مني أنا األحبّ إلى قلب "يسوع"‪ ..‬حين ألقى الرومان‬
‫ّلت "يسوع"‬‫القبض على "يسوع" ليحاكموه لمسعاه للخروج عن سلطة الرومان وإعادة إقامة مملكة "إسرائيل"‪ ..‬هرب أغلب التالميذ‪ ..‬قب ُ‬
‫وطلبت منه أن يسامحنا نحن التالميذ لخذالننا له وقت الشدة‪ ..‬كم كان الحُلم هشاً!‪ ..‬كم كان الهروب سهالً!!‪..‬‬
‫ُ‬ ‫مودعا ً وهو بين أيدي الجنود‬
‫صُلب "يسوع"‪ ..‬وأطلق بعض التالميذ عنان غيرتهم وحقدهم عليّ ‪ ..‬اتهموني بأني من وشى على "يسوع"!‪ ..‬وكأن دعوة "يسوع" كانت‬
‫ُ‬
‫قبضت ثمن دمه!‪ ..‬وكأني لم‬ ‫سريّة!!‪ ..‬أفلم يدخل "يسوع" وجميع من معه علنا ً إلى "أورشليم" على أنه الملك الموعود؟!‪ ..‬واتهموني بأنني‬
‫ُ‬
‫ندمت‬ ‫أكن المؤتمن على صندوق المال!!‪ ..‬أفال يحوي الصندوق الذي بين يدي أكثر مما زعموا من ثمن دم "يسوع"؟!‪ ..‬وقالوا أنني‬
‫اشتريت بما معي من مال في الصندوق حقل الفخاري‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وخنقت نفسي!‪ ..‬وكأنهم ال يعلمون أن كذبهم سيظهر!!‪ ..‬أفلم يسمعوا بأني‬ ‫ُ‬
‫ومضيت‬
‫ُ‬
‫خنقت نفسي؟!‪ ..‬أبهذه السهولة ينهار الحلم؟!‪ ..‬أبهذه السهولة تهون العشرة بين التالميذ؟!؟!‪ ..‬أبهذه‬ ‫ليُصبح مقبرة للغرباء‪ ،‬ولم أمت وال‬
‫السهولة ُتشوّ ه سمعتي أنا التلميذ الحبيب المؤتمن؟!؟!؟!‪..‬‬
‫‪ – 34‬شاول (بولس)‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫كنت يهود ّيا بنيامينيا فريسييا متقدّما على‬ ‫ُ‬ ‫أنا الذي كان اسمي "شاول" على اسم الملك "شاول" (طالوت) ملك إسرائيل األوّ ل‪ ..‬وأنا الذي‬
‫نت أضطهد جماعة "يسوع" المسيح وأنصاره لرفضي فكرة المُلك لنسل "داود"‪ ..‬كانت‬ ‫كثيرين من أترابي بالتشدد في تقاليد اآلباء‪ ..‬و ُك ُ‬
‫بت ضائعاً‪ ..‬المُلك مِن حق َمن!؟‪ ..‬نسل‬ ‫وحاولت تفسير التوراة كما يفعل الفريسيين من أترابي‪ُّ ،‬‬‫ُ‬ ‫قرأت وتبحّ ُ‬
‫رت‬ ‫ُ‬ ‫أفكاري مشوّ شة‪ ..‬فبعد ما‬
‫"داود" أم نسل "شاول" الملك!؟‪ ..‬هل مملكة داود (مملكة يهوذا) فيها خي ٌر أم مملكة إسرائيل!؟‪ ..‬هل السلطة بيد الكهنة أم بيد الملوك!؟‪..‬‬
‫َمن المُسحاء الحقيقيّون ومن الكذبة!؟‪َ ..‬من هم األكثر صدقاً!؟‪ ..‬الصادوقيون أم الفريسيون!؟‪ ..‬هل هناك قيامة أم ال!؟‪ ..‬من هو اإلله!؟‪..‬‬
‫ُ‬
‫ورأيت‬ ‫هل هو "يهوه" أم "إيل"!؟‪ ..‬في خضم صراع أفكاري وأسئلتي‪ ..‬وأنا أالحق أتباع "يسوع" الباقين بعد صلبه‪ ..‬أصابني مسّ ‪..‬‬
‫ّرت اسمي إلى "بولس"‪..‬‬ ‫وآمنت بها‪ ..‬غي ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وحاولت أن أتفهّم أفكارهم فأعجبتني‬ ‫فتوقفت عن مالحقة أتباع "يسوع" المسيح‪ ..‬بل‬ ‫ُ‬ ‫رؤية‪..‬‬
‫قررت معرفة المزيد عنهم‪ ..‬وللوقت لم أستشر لحما ً ودما ً وال‬ ‫ُ‬ ‫وأخبرني أحدهم بأنهم يُدعون بالنصارى لتعلّمهم طرق شفاء المرضى‪..‬‬
‫ُ‬
‫تتبعت‬ ‫ُ‬
‫ذهبت إلى العربيّة‪ ..‬حيث‬ ‫ذهبت إلى مركز تواجد من بقي من النصارى‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫ذهبت إلى أورشليم إلى التالميذ اإلثني عشر الباقين‪ ..‬بل‬ ‫ُ‬
‫رقوق وعدتُ‬
‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫خبر عن المسيح‪ ..‬فوصلت إلى إنجيل المسيح المكتوب باللغة العبريّة‪" :‬إنجيل العبرانيين"‪ ..‬فنسخت ما نسخت منه على‬ ‫كل ٍ‬
‫قابلت للمرة األولى "سمعان" (بطرس) الذي بقي من التالميذ اإلثني عشر وقد بات "يعقوب" أخو‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫حيث‬ ‫بها إلى دمشق ثم إلى أورشليم‪..‬‬
‫زلت ضائعا ً في أفكاري‪ ..‬من هو المسيح حقاً!؟‪ ..‬كاهنٌ أم ملك!؟‪ ..‬من نسل "داود" أم ابن‬ ‫ُ‬ ‫"يسوع" هو قائدهم وملكهم المنتظر‪ ..‬ما‬
‫ً‬
‫الرب!؟‪ ..‬هو ‪" iesou‬يسوع"‪" ،‬عيسى" (عيسو‪/‬إشو)‪ ..‬المسيح‪ ..‬هو ابن مريم التي لم تعرف رجال أم ابن يوسف!؟‪ ..‬أم كان يوسف‬
‫شر النبي "يوحنا" باقتراب عودة المسيح ليحكم!؟‪ ..‬أم أن النبي‬ ‫خطيب مريم وحبلت قبل أن يتزوجها!؟‪ُ ..‬عمّد على يد ابن "زكريا" أم ب ّ‬
‫"يوحنا" هو المعمدان!؟‪ ..‬صُلب المسيح أم رُفع!؟‪ ..‬أم صُلب وقام من الموت ورُفع!؟‪ ..‬هل اقترب يوم القيامة أم أنه حدث يوم قام "يسوع"‬
‫من الموت ليُرفع!؟‪ ..‬وهل سيعود المسيح بعد صعوده فيدين كل البشر في يوم الحساب ويملُك في الدهر اآلتي أم إن مملكته هي مملكة‬
‫سماوية!؟‪ ..‬تداخلت أفكاري‪ ..‬وبات عقلي ينسج حقيقة ما حدث كما يتوقعها وكما يجب أن تكون ليتوافق الواقع مع كل ما أعرفه من‬
‫اختلفت مع بعض تالميذ "يسوع" على نشر‬ ‫ُ‬ ‫التوراة و"إنجيل العبرانيين" وما يُفسّره الفريسيين وما قاله تالميذ "يسوع" الذين عاينوه‪..‬‬
‫كنت أراها ‪ -‬وليست فقط موجهة لشعب إسرائيل‪ ،‬وحول حقيقة ما حدث‬ ‫ُ‬ ‫الدعوة للغلف (غير المختونين) لتصبح الدعوة أممية ‪ -‬كما‬
‫وحقيقة قصة المسيح‪ ..‬ولكن َمن هم!؟‪ ..‬هم العاميين عديمي العلم‪ ..‬وأين هم مني أنا الفريسي الذي يقرأ ويكتب ويعرف تفاسير التوراة‬
‫بتدقيق رغم أني لم أعاين المسيح‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫تتبعت كل شيء من األول‬ ‫ُ‬ ‫والذي حصل على نسخة من إنجيل المسيح "إنجيل العبرانيين"!‪ ..‬أنا الذي‬
‫ً‬
‫ولكن معرفتي وعلمي ورقوقي أوصلتي لحقيقة ما حدث‪ ..‬وقوّ ة شخصيتي جعلتي قادرا على مواجهة باقي التالميذ الذين عاينوا المسيح‪..‬‬
‫تابعت مع "لوقا" بكتابة ما حدث‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫رافقني كالً من "مرقس" و"لوقا" فبدأنا معا ً بكتابة ما حدث‪ ..‬فنحن من يعرف التدوين والكتابة‪ ..‬ثم‬
‫كنت مجتهداً في‬ ‫ُ‬ ‫فكتبنا إنجيل المسيح بتدقيق لنرسله للعزيز "ثاوفيلس"‪ ..‬ثم أتبعناه بكتابة أعمال الرسل لنرسلها أيضا ً لـ "ثاوفيلس"‪..‬‬
‫وأصبحت أكثر الرُسل نشاطا ً وتبشيراً بإنجيل المسيح ابن الرب (هللا) بين‬ ‫ُ‬ ‫التبشير وإرسال الرسائل إلى كل مجموعة ممن اتبعوا دعوتنا‪..‬‬
‫األمم‪ ..‬وبتنا على أمل قرب يوم القيامة وعودة المسيح ليملك في مملكته السماويّة‪ ..‬ملكوت السموات‪..‬‬

‫‪ – 35‬سمعان (بطرس)‪:‬‬
‫أنا "سمعان" ابن "يونا"‪ ..‬أنا وأخي "أندراوس" تركنا كل حياتنا السابقة – من عائلة ومهنة صيد السمك – وتبعنا آمالنا في الثراء‪ ،‬فبتنا‬
‫ُ‬
‫تعلمت مثل باقي‬ ‫من التالميذ االثني عشر الذين اختارهم "يسوع" ابن "يوسف" ليصبحوا وكالئه على أسباط إسرائيل حين سيملك‪..‬‬
‫التالميذ كيفيّة شفاء المرضى‪ ،‬علّمنا "يسوع" (الناصريّ ) ما تعلّمه من النصارى‪ ..‬وكنا أنا و"يوحنا" ابن "زبدي" من أكثر التالميذ تقربا ً‬
‫كنت شديد البأس والصالبة دفاعا ً عن‬ ‫ُ‬ ‫من "يسوع"‪ ..‬لم يفقنا تقربا ً سوى "يهوذا سمعان االسخريوطي" المؤتمن على صندوق المال‪..‬‬
‫"يسوع" ودعما ً له‪ ..‬حتى أن "يسوع" لقبني بـ "صفا" أو "بطرس" التي تعني الصخرة‪ ..‬ولكن حين تم القبض على "يسوع" لمحاكمته‪،‬‬
‫أصابني الخوف‪ ،‬وهرب باقي التالميذ‪ ..‬حتى أن "يوحنا" ابن "زبدي" حين أمسك الجنود بإزاره‪ ،‬خلعه وهرب عرياناً‪ ..‬ووصل بي‬
‫بت أنا "بطرس"!!!‪..‬‬ ‫شمة ُّ‬ ‫بت بعد القبض على "يسوع"!!!‪ ..‬أيّ صخرة مه ّ‬‫أنكرت معرفتي بـ "يسوع"‪ ..‬أيّ صخرة ُّ‬ ‫ُ‬ ‫الخوف إلى أنني‬
‫فقررت دعم أخيه "يعقوب" ابن "يوسف" في مطالبته بحقه بالمُلك بعد أن صُلب "يسوع" البكر‪ ..‬ولكن أيّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ندمت على خذالني لـ "يسوع"‬
‫ف أصاب التالميذ وأيّ تشتت‪ ..‬فبعد صلب "يسوع" َمن بات يجرؤ أن يُظهر دعمه ألخيه "يعقوب"!‪ ..‬ظلت الدعوة لملك "يعقوب"‬ ‫ضع ٍ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫سريّة‪ ..‬حتى أتانا "شاول" الذي بات نصيرا لنا بعد أن كان مُطهدا لدعوتنا‪" ..‬شاول" هذا قد غيّر اسمه فبات "بولس"‪ ،‬وغيّر إيمانه‬
‫اليهوديّ الفرّ يسي ليصبح ناصر ّيا ً (نصران ّياً) وداعيا ً لحق المسيح بالمُلك في الدهر اآلتي‪ ،‬وغيّر باندفاعه ومعلوماته‪ ،‬التي استقاها من‬
‫إنجيل المسيح كما قال‪ ،‬كل توجّ ه دعوتنا‪ ..‬قال بإن المسيح لم يمت!‪ ..‬بل قام من الموت ورُفع!!‪ ..‬وقال بأن يسوع مولود من أم عذراء‬
‫اسمها مريم!‪ ..‬وانه ابن الرب!!‪ ..‬هو المسيح الموعود‪ ..‬الذي سيعود يوم القيامة‪ ..‬وتحدّث عن تحليل المسيح للطعام الذي حرّ مه موسى!‪..‬‬
‫وعن إنزاله لمائدة من السماء!!‪ ..‬عن أيّ مسيح تتحدث يا "بولس" (شاول)؟!‪ ..‬نعم هو شفى المرضى‪ ..‬نعم هو طالب بحقه بملك‬
‫إسرائيل‪ ..‬ولكن‪ ..‬نحن ال نعلم قصة والدته من العذراء مريم‪ ..‬ربما كانت صحيحة‪ ..‬فنحن ال نعلم عن حياته قبل أن يصبح في الثالثين‬
‫من عمره‪ ..‬ربما‪ ..‬ال أدري‪ ..‬لكنّ اندفاع "بولس" (شاول) ودعمه لنا كان كالخشبة التي ُتنقذ الغريق‪ ..‬توافقنا على االستفادة من دعمه‪..‬‬
‫فاقترح التبشير بالدعوة بين جميع األمم (الذين ليسوا من شعب إسرائيل)!‪ ..‬بين الغلف (غير المختونين)!!‪ ..‬وافق "يعقوب" أخو "يسوع"‬
‫دعم‪ ،‬لدعوتنا التي تخبو‪ ،‬كان مفيداً‪ ..‬وحين قُتل "يعقوب" أخو‬‫على فكرة "شاول" (بولس) فأتمنه على التبشير بين األمم‪ ..‬ولم ال‪ ..‬كل ٍ‬
‫"يسوع" هو اآلخر‪ ،‬باتت دعوة "بولس" (شاول) هي الدعوة السائدة‪ ..‬فتمسكنا بها نحن الباقين‪ ..‬عسى أن يكون كالم "بولس" (شاول)‬
‫صحيحاً‪ ..‬تعلقنا بأمل قرب عودة المسيح ‪ -‬الذي رُفع ‪ -‬في يوم القيامة ليدين ويحاسب ويملك في الدهر اآلتي على مملكته السماوية‪..‬‬
‫المسيح الذي بات في نظرنا – بتأثير من "بولس" – هو ابن الرب (هللا) من مريم العذراء‪ ..‬وماذا لدينا نحن اليائسون من تحقيق حلمنا‬
‫فلقنت "مرقس" تلميذ "شاول" (بولس) ما أعرفه عن حياة‬ ‫ُ‬ ‫بالمُلك على إسرائيل غير السعي وراء ملكوت السموات‪ ..‬لم أتعلّم الكتابة‬
‫لست متيقنا ً من رواية "شاول" (بولس)‪ ..‬لكن يبدو أن أفكار "بولس" ظلّت‬ ‫ُ‬ ‫"يسوع"‪ ..‬ونصحته بتج ّنب الكتابة عن ميالد "يسوع" ألنني‬
‫تؤثر على ما كتبنا‪ ..‬هل حقا ً ضعنا نحن التالميذ الذين عاينوا "يسوع" وغرقنا وتهنا في آمال وأفكار "بولس" الرسول؟!‪..‬‬

‫‪ – 36‬م ّتى‪:‬‬
‫فبت من تالميذه‬ ‫تبعت "يسوع" الذي يسعى للمُلك على إسرائيل ُّ‬ ‫ُ‬ ‫شار (جامع الضرائب‪ ..‬العشر)‪..‬‬ ‫أنا "م ّتى" الالويّ (من سبط الوي) الع ّ‬
‫وضعت كل أموالي في صندوق المال الذي كان بين يدي "يهوذا‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫كنت الخاسر األكبر‪ ..‬أنا الذي‬ ‫اإلثني عشر‪ ..‬تبع ُته طمعاً‪ ..‬وحين صُلب‪..‬‬
‫االسخريوطي"‪ ..‬وضاعت كل أموالي وأحالمي بأن أصبح أحد وكالء "يسوع" على أسباط إسرائيل حين سيملك عليهم‪ ..‬تخيلوا حلمي بأن‬
‫أصبح وكيالً للملك على سبط الوي‪ ..‬أفال أقامر بكل أموالي لتحقيق هذا الحلم‪ ..‬ضاع الحلم‪ ..‬وضاعت أموالي‪ ..‬اشترى "يهوذا‬
‫دفنت حلمي في مقبرتك يا "يهوذا"‪ ..‬أفال أتبنى‬ ‫َ‬ ‫االسخريوطي" بأموال الصندوق – وأموالي بينها – حقل الفخاري ليصبح مقبرة الغرباء‪..‬‬
‫الشائعة التي أطلقها "يوحنا" ابن "زبدي" عن كون "يهوذا" قد ندم على خيانته لـ "يسوع" فمضى وخنق نفسه؟!‪ ..‬آه لو أستطيع أن أحقق‬
‫قت باألفكار الغريبة التي نشرها "شاول" (بولس) بعد مجيئه من "العربيّة"‪ ..‬هو حل ٌم‬ ‫ضعت مع الضائعين‪ ..‬وتعلّ ُ‬‫ُ‬ ‫هذه الشائعة بيديّ ‪..‬‬
‫استقيت مما كتب "مرقس" ومما‬ ‫ُ‬ ‫فتبعت ذلك الحلم الجديد‪ ..‬أنا الالويّ (من سبط الوي) الذي يُجيد القراءة والكتابة‬ ‫ُ‬ ‫بملكوت السموات‪..‬‬
‫فت من القصص أن أثبت أن‬ ‫كتبت وألّ ُ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وحاولت فيما‬ ‫أشاع "شاول" (بولس) ومما ورد في "التوراة" ألكتب قصة حياة "يسوع" المسيح‪..‬‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫كل النبوءات المكتوبة في "التوراة" قد تحققت في شخص "يسوع" المسيح‪ ..‬عسى أن يكون ما كتبته وألفته وأثب ُّته حول النبوآت صحيحا‪..‬‬
‫ويكون حلمي الجديد في ملكوت السموات ممكناً‪ ..‬فال أكون أكبر الخاسرين مجدداً‪..‬‬

‫‪ – 37‬يوحنا (اإلنجيلي)‪:‬‬
‫أنا "يوحنا" ابن "زبدي"‪ ..‬أنا وأخي "يعقوب" تركنا كل حياتنا السابقة وتبعنا آمالنا في الثراء وفي البحث عن الحق‪ ،‬فبتنا من التالميذ‬
‫بحق "يسوع" بالملك على‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫آمنت‬ ‫االثني عشر الذين اختارهم "يسوع" ابن "يوسف" ليصبحوا وكالئه على أسباط إسرائيل حين سيملك‪..‬‬
‫تعلمت مثل باقي التالميذ كيفيّة شفاء المرضى‪ ،‬علّمنا "يسوع" (الناصريّ ) ما تعلّمه من النصارى‪ ..‬وكنا أنا و"سمعان"‬ ‫ُ‬ ‫شعب إسرائيل‪..‬‬
‫ابن "يونا" – الملقب بـ "بطرس" ‪ -‬من أكثر التالميذ تقربا ً من "يسوع"‪ ..‬لم يفقنا تقربا ً سوى "يهوذا سمعان االسخريوطي" المؤتمن على‬
‫صندوق المال والمُلقب بالتلميذ الحبيب ألن "يسوع" كان يُحبه أكثر من الجميع‪ ..‬أكلتني الغيرة من األسخريوطيّ هذا‪ ..‬التلميذ الحبيب‪..‬‬
‫وتنافست دوما ً مع "سمعان" (بطرس) على التقرّ ب من "يسوع"‪ ..‬أطلق "يسوع" عليّ وعلى أخي "يعقوب" لقب "بوانرجس" أي إبني‬ ‫ُ‬ ‫كما‬
‫كنت أغار من مريم المجدليّة التي أصبحت‬ ‫ُ‬ ‫الرعد‪ ..‬ألننا – وخصوصا ً أنا – كنا ننتفض كالرعد غيرة من باقي التالميذ‪ ..‬وحتى أني‬
‫حق بالتميّز‪ ..‬ولكن حين‬‫وكنت دوما ً أشارع بالحق وأطالب "يسوع" بحقي في التميّز من بين تالميذه‪ ..‬الحق الحق‪ ..‬ولي ٌّ‬ ‫ُ‬ ‫زوجة "يسوع"‪..‬‬
‫فقدت كل إيماني بالحق وبإمكانيّة إحقاقه‪ ..‬ال حق بعد اآلن‪ ..‬ما هو الحق؟!‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫تم القبض على "يسوع" وهربنا جميعا نحن التالميذ‪..‬‬
‫السلطة‪ ..‬القوّ ة‪ ..‬الكلمة‪ ..‬إذاً فآلخذ حقي بيدي‪ ..‬وألقول ما شئت من الكالم عما حدث‪ ..‬سواء كان حق أم لم يكن‪ ..‬أنا التلميذ الحبيب‬
‫ٌّ‬ ‫ُ‬
‫و"يهوذا االسخريوطي" هو التلميذ الخائن الذي قبض ثمن دم "يسوع" ثم ندم ومضى وخنق نفسه‪ ..‬ال لم يشتري االسخريوطي بمال‬
‫الصندوق الذي معه حقل الفخاري وجعله مقبرة للغرباء‪ ..‬االسخريوطي السارق‪ ..‬مريم المجدليّة ليست بشيء وال تزوجها "يسوع" في‬
‫"قانا" التي في "الجليل"‪ ..‬أنا الشجاع الذي ظل مع "يسوع" حين ألقوا القبض عليه‪ ..‬ال لم أهرب عريانا ً حين أمسكوا بإزاري‪ ..‬وأنا‬
‫دخلت إلى دار الوالية حين تحاور‬ ‫ُ‬ ‫الشجاع الذي دخل إلى داخل دار رئيس الكهنة أثناء محاكمة "يسوع"‪ ..‬ال لم أهرب‪ ..‬وحتى أ ّني‬
‫"يسوع" مع الوالي الروماني "بيالطس البنطي" وحدهما‪ ..‬نعم وحدهما‪ ..‬كان طيفي هناك‪ ..‬حين تناقشا عن الحق‪ ..‬وحين حُكم عليه‬
‫بالصلب‪ ..‬ال لم أختبئ‪ ..‬وقفت تحت الصليب مع النساء بعد أن هرب باقي التالميذ‪ ..‬ال لم أهرب‪ ..‬أنا التلميذ الحبيب الذي أوكله "يسوع"‬
‫لالعتناء بأمه‪ ..‬وأنا من اعتنى بأم "يسوع" وليس باقي أبنائها يعقوب‪ ،‬سمعان‪ ،‬يوسي ويهوذا‪ ..‬أنا التلميذ الحبيب‪ ..‬أنا التلميذ الحبيب‪..‬‬
‫بأفكار عن المسيح على أنه‬‫ٍ‬ ‫وسمعت بأن "شاول" (بولس) بات يب ّ‬
‫شر‬ ‫ُ‬ ‫حق الحق‪..‬‬‫أفرغت كل رعود غيرتي وضعفي بكالمي‪ ..‬ولكن حين ّ‬ ‫ُ‬
‫ابن الرب (هللا) وأنه سيعود يوم القيامة‪ ..‬أعجبتني الفكرة‪ ..‬ال لم أسرقها منه وأتبناها وأسرد ما أسرد حولها وحول الحق‪ ..‬وألسرد ح ّتى‬
‫ب لي هو نبوءة أو رؤية‪ ..‬ولكن‬ ‫أحالمي عما سمعت من قصص ونبوءات عن نهاية العالم ويوم القيامة‪ ..‬وسأتنبّأ أيضاً‪ ..‬كل ٍ‬
‫حلم عجي ٍ‬
‫ّحت لذلك مراراً‬
‫دعوني أكون صادقا ً معكم ولو مرّ ة‪ ..‬أنا أعرف حقا ً أن اسم أم "يسوع" لم يكن "مريم" كما أشاع "شاول" (بولس)‪ ..‬ولم ُ‬
‫دون أن أوضّح‪ ..‬ال أجرؤ على مواجهته ومواجهة تلك الشائعة‪ ..‬إذاً فُأللمّح‪ ..‬لعل تلميحي هذا يكون الحقيقة الح ّقة الوحيدة التي أنطقها‬
‫وأضفت بأن اسم أختها هو "مريم" زوجة "كلوبا"‪..‬‬‫ُ‬ ‫رويت عن حياة "يسوع" المسيح‪ ..‬لم أكتب قط اسم أم "يسوع" بل‬ ‫ُ‬ ‫ومن ثم أكتبها فيما‬
‫ّحت‪ ..‬واليوم ُأصرّ ح‪ ..‬الحق الحق أقول لكم‪ ..‬أم "يسوع" ليست "مريم"‪ ..‬هذا هو الحق‪..‬‬‫لم ُ‬

‫مرور األجيال‪..‬‬
‫ننتقل هنا إلى حقبة زمنية الحقة‪ ..‬في عام ‪ 333‬م‬

‫‪ – 38‬قسطنطين‪:‬‬
‫أنا "قسطنطين" ابن "كونستانتيو" (قسطنطين كلوروس) من "هيالنة" (هيلينا) الجميلة خادمة إحدى الحانات في "بيثينيا" والتي‬
‫أصبحت المحظيّة (الشرعيّة) لـ "كونستانتيو"‪ ..‬اعتنقت أمي "هيالنة" الديانة المسيحيّة بعد أن تخلى عنها أبي "كونستانتيو"‪..‬‬
‫فعرفت من أمي أن اضطهاد المسيحيين هو ظلم بحقهم‪ ..‬أبي ظلمها‪ ..‬فالتجأت هي إلى دين المظلومين الذين يحلمون بالقيامة بعد‬ ‫ُ‬
‫الموت والحياة بال ظلم في الدهر اآلتي!!!‪ ..‬وقالت أنها ولدت من جديد بعد أن اعتنقته وتم تعميدها!!!‪ ..‬ما هذا الدين الذي ينتشر‬
‫دين عجيب‪ ..‬كتبه متنوّعة ومتناقضة أحياناً‪ ..‬يسمونها أناجيل‪ ..‬ما‬
‫بسرعة في القسم الشرقي من اإلمبراطورية الرومانيّة؟!‪ٌ ..‬‬
‫معنى هذه الكلمة "إنجيل"؟!‪ ..‬هل هي حقا ً كما يقولون "بشرى الخالص"‪ ،‬خالص المستضعفين والمظلومين؟!‪ ..‬أم هي مرتبطة‬
‫بإله من اآللهة‪" ..‬إيل" (إنج إيل)؟!‪ ..‬ويمارسون طقوس العماد للوالدة من جديد في دينهم الجديد!‪ ..‬فهل الماء الذي نستحم به في‬
‫حماماتنا الرومانيّة هو وسيلة للوالدة الجديدة في دين جديد!!!‪ ..‬ويأملون بالحياة في الدهر اآلتي بعد أن يموتوا ويقوموا من‬
‫الموت!‪ ..‬فهل يقوم الموتى!!!‪ ..‬ال يهم‪ ..‬ال يهم إن كان ‪ iesou‬أو ‪ iesous‬أو ‪ Jesus‬هذا الذي يبشرون به هو ابن "إيل" أم‬
‫غيره‪ ..‬فأغلب آلهاتنا الوثنيّة هم أبناء آلهة‪ ..‬ولكن ما يهم هو سرعة انتشار هذا الدين الجديد في شرقي االمبراطوريّة وبين المظلومين‬
‫خصوصاً‪ ..‬فهل أستفيد من دعمهم عند الحاجة؟‪ ..‬بعد موت أبي‪ ..‬كان الصراع محتدما ً من أجل تحديد الحاكم على اإلمبراطورية‬
‫الرومانيّة‪ ..‬ستة أشخاص نودي بهم قياصرة (قيصراً) أو أغاطسة (أغسطساً) وأنا أحدهم‪ ..‬وبعد صراع طويل وتحالفات مع المتنافسين‪..‬‬
‫تواجهت وجيشي مع جيش "مكسنتيوس" قرب روما‪ ..‬وحين رأيت أن "مكسنتيوس" يرفع لواء "إله الشمس"‪ ،‬وهو لواء الشمس‬ ‫ُ‬
‫ُ‬
‫وادعيت بأنه ظهر لي في الحلم أو في رؤية ليكون‬ ‫قررت ابتداع شعاراً جديداً أخوض معركتي تحت لوائه‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫التي ال تقهر‪..‬‬
‫ُ‬
‫شعار نصري‪ ..‬هو شعار يمزج بين رمز الشمس التي ال تقهر ورمز الصليب و حروف اسم المسيح‪ ..‬هي ضربة حظ أو دهاء‪..‬‬
‫فهل أكسب بهذا اللواء عقل وقوّة المسيحيين من جنودي وجنود عدوّي؟!‪ ..‬هؤالء الجنود المسيحيين الذين ال يهابون الموت أمالً‬
‫أنتصرت‪ ..‬هو حظّ‬
‫ُ‬ ‫خضت المعركة خلف لواء "عرف من ذلك الوقت باسم اللبارم" ‪ .. Labarum‬وحقاً‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫بالحياة بعد الموت‪..‬‬
‫أم دهاء!‪ ..‬من ثم‪ ،‬ومع منافسي األخير"فالفيوس ليسنيوس"‪ ،‬الذي بات حليفا ً مؤقتاً‪ ،‬أصدرنا مرسوم ميالنو للتسامح الديني‪..‬‬
‫ُ‬
‫تخلصت‬ ‫والذي ُأعلن فيه إلغاء العقوبات المفروضة على من يعتنق المسيحيّة‪ ،‬فانتهت بذلك فترة اضطهاد المسيحيين‪ ..‬وبعد أن‬
‫ُ‬
‫ونقلت‬ ‫وبت اإلمبراطور األوحد‪ ..‬وبعد أن استقرّت أوضاع اإلمبراطوريّة تحت حكمي‪..‬‬ ‫ُّ‬ ‫من منافسي األخير "ليسنيوس"‪..‬‬
‫قررت أنه كما أن اإلمبراطورية هي واحدة واإلمبراطور هو واحد (أنا)‪ ..‬فكذلك‬ ‫ُ‬ ‫مركز حكمي إلى "بيزنطة" (القسطنطينيّة)‪..‬‬
‫دعوت لعقد المجمع المسكوني األول في مدينة "نيقية"‪ ..‬وألزمت المجتمعين من رجاالت الدين‬ ‫ُ‬ ‫يجب أن يكون الدين واحداً‪..‬‬
‫المسيحي في المجمع بتحديد أناجيلهم الصحيحة وتوحيد أفكارهم وطقوسهم ومراسيمهم‪ ..‬ودمجها مع ما هو متداول من طقوس‬
‫دين خليطٌ موحّد‪ ..‬تم تحديد األناجيل المعتمدة وتقرر إتالف جميع األناجيل األخرى حرقاً‪ ..‬كما‬ ‫ومراسيم عبادة إله الشمس‪ ..‬هو ٌ‬
‫وتقرر أيضا ً اعتبار يوم العطلة المسيحي يوم األحد (يوم الشمس ‪ ،)Sun day‬واعتبار يوم مولد إله الشمس (وهو يوم الخامس‬
‫والعشرين من كانون األول ‪ -‬ديسمبر) يوم ميالد المسيح‪ ،‬واستعارة الصليب‪ ،‬وهو رمز إله الشمس‪ ،‬رمزاً للمسيحية‪ ..‬ومع أن‬
‫تمثال المسيح حل محل صنم إله الشمس‪ ،‬قرر المجتمعون دمج جميع المراسم التي كانت تجري في احتفاالت عيد ميالد إله‬
‫إنجاز هذا‪ٌ ..‬‬
‫دين واحد‪ ..‬امبراطوريّة‬ ‫ٍ‬ ‫ي‬‫الشمس‪ ،‬واتخاذها احتفاالت ومراسم وطقوسا ً للمسيحية‪ ..‬فبات المسيح نور العالم‪ ..‬أ ّ‬
‫أعلنت "بيزنطة" (القسطنطينيّة) عاصمة لالمبراطوريّة بدل روما‪ ..‬كل هذا أنجزته بقوّة‬ ‫ُ‬ ‫واحدة‪ ..‬امبراطور واحد‪ ..‬بعدها‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫سلطاني وسلطتي وحكمتي السياسيّة وتحكمي باألفكار الدينيّة التي تسيّر العوام‪ ..‬رغم أني لم أصبح مسيحيّا ولم أتع ّمد بحسب‬
‫ُ‬
‫ساهمت بصنعه وبتأليفه‪ ..‬أفال أعتنقه في آواخر‬ ‫الطقوس المسيحيّة حتى اآلن‪ ..‬ربما أفعل في آخر حياتي‪ ..‬وما الضير‪ ..‬هو ٌ‬
‫دين‬
‫وعشت في الدهر اآلتي كما يحلمون‪ ..‬فلم ال أصبح هناك‬ ‫ُ‬ ‫قمت من الموت في يوم القيامة الذي يؤمنون به‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫عمري!!!‪ ..‬وإن حقا ً‬
‫امبراطوراً من جديد!!!‪ ..‬أو قديسا ً مع القديسين!!!‪ ..‬لم ال‪..‬‬

‫مرور األجيال‪..‬‬
‫ننتقل هنا إلى حقبة زمنية الحقة‪ ..‬بدايات ظهور اإلسالم‪..‬‬

‫‪ – 39‬ورقة بن نوفل‪:‬‬
‫ّ‬
‫أنا "ورقة" ابن "نوفل" ابن "أسد" ابن "عبد العزى" ابن "قص ّي"‪ ..‬أنا راعي النصارى في مكة‪ ..‬حيث ماتزال األفكار والكتب‬
‫فكر آخر ‪ -‬حتى‬ ‫وبعض المخطوطات الدينيّة ناجية من اضطهاد الكنيسة الرسوليّة التي تنادي بوحدة العقيدة المسيحيّة وتحرّم كل ٍ‬
‫لو كان صحيحا ً ‪ -‬بحجة الهرطقة‪ ..‬لم ينجو من اضطهاد هؤالء ذوي الفكر البيزنطي ال اآلريوسيّة وال النسطوريّة وال اليعقوبيّة‬
‫وال الغنوصيّة وال الكسائيّة إال ما ندر‪ ..‬ولكن‪ ..‬لحسن حظنا نحن المقيمين عند أطراف اإلمبراطوريّة البيزنطيّة نجونا حتى‬
‫اآلن‪ ..‬نحن النصارى األبيونيون وغيرنا‪ ..‬كان معلمي "قس ابن ساعدة ابن حذافة اإلياديّ" يقول‪" :‬هو هللا الواحد المعبود‪ ،‬ليس‬
‫بوالد وال مولود"‪ ..‬فهل كان ليظل حيا ً لو جاهر بقوله هذا في القسطنطينيّة أو انطاكية أو االسكندرية أو روما؟!‪ ..‬نحن هنا في‬
‫"مكة" مازلنا نحظى بنعمة تعدد اآلراء واألفكار‪ ..‬وحتّى تعدد اآللهة‪ ..‬فها هو "هبل" (هـ بعل) وها هي "الالت" (إيالت)‬
‫وغيرهم من اآللهة ما تزال تُعبد وأفكار أتباعهم الدينيّة ما تزال متداولة‪ ..‬هناك في "القسطنطينيّة" كل ما هو مخالف للعقيدة‬
‫ي هرطقة أعظم من إيمانهم أن‬ ‫المسيحيّة التي يعتبرونها صحيحة هو هرطقة!!!‪ ..‬فمات الفكر والنقاش وساد القسر والتسليم‪ ..‬وأ ّ‬
‫"مريم" هي أم هللا!؟‪ ..‬كل علم أو فلسفة أو شرح هناك – في القسطنطينيّة – ال يوافق عقيدتهم‪ ،‬هو هرطقة‪ ..‬ومصيره اإلتالف‬
‫والحرق‪ ..‬فمات العلم وُأتلفت الكتب والمخطوطات وع ّم الجهل حتى بالقراءة والكتابة‪ ..‬وبات رجاالت الدين المسيحي هم‬
‫ي علم!!!‪ ..‬أما هنا في "مكة" فلكل مل ٍة أفكارها‪ ..‬ولكل جماعة كتبها‪ ..‬ولكل قبيلة شاعرها‪ ..‬اللغة‬ ‫المتعلمون الوحيدون‪ ..‬وأ ّ‬
‫مازالت مقروءة ومكتوبة وتُعلّق الدواوين على جدران الكعبة‪ ..‬وهاك سوق عكاظ‪ ..‬وتلك األديان تتآلف وتتنافس‪ ..‬ولكن‪ ..‬ما‬
‫بحثت ُمط ّوالً في شبابي‪ ..‬وكان "زيد بن عمرو بن نفيل"‬ ‫ُ‬ ‫الدين الصحيح؟‪ ..‬ما اإلله الحق؟‪ ..‬ما الكتاب الذي لم يُحرّف؟‪..‬‬
‫صاحبي في البحث‪ ..‬وما أكثر ما قرأنا وسمعنا في مختلف المخطوطات والكتب وبمختلف اللغات‪ ..‬بعدها تبيّن لي أن المسيح‬
‫عرفت هذا؟!‪ ..‬من إحدى المخطوطات الناجية من اإلتالف‪ ..‬هو‬ ‫ُ‬ ‫"عيسى" هو ليس "يسوع"‪ ..‬فـ "عيسى" لم يُصلب‪ ..‬كيف‬
‫"إنجيل العبرانيين"‪ ..‬كتاب النصارى األبيونيّين (الفقراء)‪" ..‬إنجيل عيسى ابن مريم"‪ ..‬إنجي ٌل كتبه أتباعه من النصارى الفقراء‬
‫(األبيونيّين) الذين سلّموا أمرهم هلل بعد أن رُفع "عيسى"‪ ..‬فباتوا ُمسلمين لمشيئة هللا كما إبراهيم‪ ..‬موحّدين‪ ،‬يرفضون األصنام‪..‬‬
‫وهم كما أوصاهم "عيسى" قبل رفعه‪ ..‬يداومون على االغتسال بالماء للوضوء والتطهير‪ ،‬ويشددون على أعمال البر واالهتمام‬
‫باليتامى‪ ،‬يُطعمون الجوعى ويشفقون على المساكين وإن كانوا هم أنفسهم فقراء‪ ،‬ويصومون طوال شهر رمضان‪ ،‬ويتحنثون‬
‫(يعتزلون) في البراري‪ ..‬هم أسلموا أمرهم هلل حقاً‪ ..‬فباتوا مسلمين يحيون على أمل يوم القيامة‪ ..‬وممن اتبع ملتهم مثلي – إن‬
‫ي وعبيد هللا بن جحش وزيد بن عمرو بن نفيل وعبدهللا ابن جدعان وأسعد‬ ‫جهاراً أو في الخفاء – كالً من قس بن ساعدة اإلياد ّ‬
‫بن كريب الحميري وأبي أمية ابن المغيرة وعبد المطلب بن هاشم وأبو طالب بن عبد المطلب وأبي قبيس بن صرمة وأبي بكر‬
‫ابن أبي قحافة وقثم ابن عبدهللا ورباب البراء وأبو ذؤيب وميسرة وغيرهم كثيرين في الخفاء‪ ..‬لماذا الخفاء؟!‪ ..‬الخفاء بعد ما‬
‫فعله ابن عمي عثمان ابن الحويرث‪ ..‬فقد كان من ملتنا (النصرانيّة) ولكنّه ذهب إلى أرض الروم وأصبح تحت سلطة المسيحيّة‬
‫الرسوليّة البيزنطيّة المؤمنة بالتثليث‪ ..‬وحسُنت منزلته عند القيصر فعيّنه بطريركا ً وملكا ً على مكة‪ ..‬وبات يقال له البطريق‪..‬‬
‫ولكن رفضه نصارى مكة ومات بالشام مسموماً‪ ..‬نحن النصارى في مكة ونحن من يختار قساوستنا وأساقفتنا‪ ..‬ولكننا علمنا‬
‫اآلن – بعد موت البطريرك عثمان ابن الحويرث – أن عين اإلمبراطوريّة البيزنطيّة باتت مفتوحة علينا‪ ..‬فهل نتركهم يحكموننا‬
‫ويتح ّكمون بنا وبأفكارنا؟!‪ ..‬وينشرون عقيدتهم ويهرطقون عقائدنا!‪ ..‬بتنا في خطر‪ ..‬وباتت كتبنا ومخطوطاتنا مهددة باإلتالف‪..‬‬
‫أما عن قس بن ساعدة فاختارني ألصبح قس أو أسقف النصارى في مكة حين سيموت‪ ..‬ولكن نصحني أن أظ ّل ق ّسا ً أو اسقفا ً‬
‫ولكن في الخفاء خوفا ً عل ّي من تهمة الهرطقة‪ ..‬وأما عن النصارى في مكة فباتوا نصارى في الخفاء‪ ..‬يتحنّثون ويجتمعون ولكن‬
‫في الخفاء في غار حراء‪ ..‬وأما عن كتابنا وهو "إنجيل العبرانيين" (اإلنجيل العبراني)‪ ..‬وبين يدي نسخة منه أحرص عليها كل‬
‫فقررت ترجمتها للغة‬ ‫ُ‬ ‫الحرص خوفا ً من تلفها أو إتالفها وضياعها‪ ..‬وهي باللغة العبريّة (اآلراميّة) األعجميّة بالنسبة للعرب‪..‬‬
‫العربيّة خوفا ً من ضياعها أو تلفها أو إتالفها‪ ..‬سأجعل ترجمتها العربيّة أقرب للشعر أو للنثر ليتناقلها العرب تالوة‪ ..‬ويحفظونها‬
‫كما تُحفظ روائع القصائد‪ ..‬ترجمتها مع المحافظة على األسماء كما تنطق باللغة األصليّة‪ ..‬فهل سأترجم "إسرائيل" (إسرا إيل)‬
‫ب من "إيل" وكلمة أخرى‬ ‫إلى "اسرا هللا"!‪ ..‬وهل سأترجم "جبريل" (جبرا إيل) إلى "جبر هللا"!!‪ ..‬وهل سأترجم كل اسم مر ّك ٍ‬
‫إلى اسم يحوي اسم هللا!!!‪ ..‬هي ترجمة أمينة ميسّرة ومبسّطة إلى العربيّة ولكن بلغة شعريّة تضاهي أدب وبالغة ال ُمعلقات‪..‬‬
‫وأضفت على ترجمتي هذه كل ما أعرفه من قصص األولين‪ ..‬وبعض ما سمعته أو قرأته من التوراة السبعونيّة المكتوبة باللغة‬ ‫ُ‬
‫ُ‬
‫أضعت‬ ‫جمعت من قصص وعلوم وأساطير األولين‪ ..‬هو كتابي الذي‬ ‫ُ‬ ‫اليونانيّة وهي أيضا ً أعجميّة بالنسبة للعرب‪ ..‬وغيرها مما‬
‫عليه عمري وبصري‪ ..‬وأنا "العليم الخبير" الذي قام بالترجمة (التعريب) والتفصيل والتفسير‪ ..‬كتابٌ يُقرأ باللغة العربيّة‬
‫سأخرجه من لدني أنا العليم الخبير‪" ..‬قرآن عرب ّي"‪ ..‬قرآن عرب ّي تيسيراً للذكر وتصديقا ً على ما قبله من الكتب األعجميّة‬
‫ُ‬
‫قررت تعليم‬ ‫اللغة‪ ..‬فهل أحتفظ به لنفسي؟!‪ ..‬وما فائدة القرآن إن لم يُقرأ ويُتلى ويُحفظ ويُتداول بين الحفظة فال يَتلف أو يُتلف‪..‬‬
‫قرآني لألقدر من تالميذي عساه يكون رسوالً عربيّا ً لما بين يدي‪ ..‬أو نبيّا ً للعرب األميين بالكتب األعجميّة‪ ..‬وهل "صموئيل"‬
‫بخير مني؟!‪ ..‬وأما عن تالميذي الذين سأختار منهم الرسول النبي‪ ..‬وهم‬ ‫ٍ‬ ‫ماسح وصانع الملوك – شاول (طالوت) وداود –‬
‫القالئل‪" ..‬قثم" و"أبو بكر" وغيرهما‪ ..‬فال يهمني فيهم النسب‪ ..‬فنسب أغلب األعراب يعود إلى "إسماعيل" ابن "إبراهيم" كما‬
‫يزعمون‪ ..‬وأنا ممن يزعمون بنسبي لـ "إسماعيل" رغم أنني لم أستطع التأكد من عودة نسبي إلسماعيل ابن إبراهيم‪ ..‬في‬
‫الحقيقة لم أصل بالعودة في نسبي إلى ما قبل "معد"‪ ..‬لم أتجاوز "معد"!‪ ..‬وإن كان جدي الثالث هو "قص ّي" ُمؤسس وزعيم‬
‫"قريش" (سدنة الكعبة وسكان مكة وأصحاب دار الندوة)‪" ..‬قص ّي" باني الكعبة (بعد بناء تبّع اليمني) في مكة‪" ..‬قص ّي" منظم‬
‫شؤون م ّكة و ُمظهر الحجر األسود بعد دفنه‪ ..‬نحن أحفاد "قص ّي" سادة العرب وقادتهم‪ ..‬فهل رفعني نسبي؟!‪ ..‬لم يرفعني سوى‬
‫لرسول أو‬
‫ٍ‬ ‫ب‬
‫فبت قس ثم أسقف مكة – في الخفاء – وقائد النصارى الحنفاء‪ ..‬فهل أبحث عن نس ٍ‬ ‫إيماني وتديّني وعملي وعلمي‪ُّ ..‬‬
‫ب مشرّفة كنسبي؟‪ ..‬وال يهمني في تالميذي جاهٌ أو ثراء‪ ..‬فذاك‬ ‫نبي للعرب وتالميذي المتحنثين معي في غار حراء من أنسا ٍ‬ ‫ٍّ‬
‫يأتي ويذهب‪ ..‬ال بل ويمكن صناعته بالسلطة والدهاء‪ ..‬ما يهمني فيهم رجاحة العقل وبالغة اإللقاء‪ ..‬وحُسن التدبّر بين العقالء‪..‬‬
‫ق فيهم فهو فتوّة الشباب والعزم واإلقدام‪ ..‬كان أمامي‬ ‫وهذا كلّه عندي ويمكنني تقويمه فيهم‪ ..‬أما ما ينقصني وأبحث عنه بح ّ‬
‫فاخترت األوّل‪ ..‬وهو اليتيم الفقير كما "عيسى" وكما بتنا نحن األبيونيّون‬ ‫ُ‬ ‫خيارين اثنين‪ ..‬صبيين فتيّين‪" ..‬قثم" و"أبو بكر"‪..‬‬
‫(الفقراء) بعد رفع "عيسى"‪ ..‬وإن كان قد ولد بعد وفاة عبدهللا ابن عبد المطلب بأكثر من ثالث سنوات!‪ ..‬أفليس "عيسى" ولد‬
‫شأن في م ّكة‪ ..‬أفليس ذلك خيراً لسريّة ما نفعل؟!‪ ..‬ال أعين تراقب وال ألسنة تتناقل أحاديث حول‬ ‫بال أب؟!‪ ..‬وإن كان غير ذي ٍ‬
‫أن مربيته‬ ‫ش ولـ "قص ّي"‪ ..‬زد على ذلك ّ‬ ‫تعليمي له في غار حراء‪ ..‬كل شيء يتم في الخفاء‪ ..‬وفوق هذا كله هو يُنسب لقري ٍ‬
‫"بركة" الحبشيّة المكناة بـ "أم أيمن" هي نصرانيّة‪ ..‬فتشرّب منها أفكار وأخالق النصارى‪ ..‬هو‪ ..‬هو‪ ..‬هو الرسول المنشود‪ ..‬آ ٍه‬
‫أرسلت الستشارة من أعرف‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫استفدت منك يا "صموئيل" ومما فعلتَ مع داود‪ ..‬هذا الفتى الغالم "قثم" هو النب ّي المحمود‪..‬‬ ‫كم‬
‫من الرهبان النصارى المهددين بتهمة الهرطقة قبالً ومجدداً‪ ..‬وطالبتهم بالدعم لخطتي وتدبيري بإظهار بشائر النبوّة في "قثم"‬
‫ولكن بالي لم يهدأ‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫الذي أصبح محمداً‪ ..‬فأتاني ر ّد الراهب "بحيرى" باإليجاب بعد أن عاينه‪ ..‬هو‪ ..‬هو‪ ..‬هو الرسول المنشود‪..‬‬
‫ماذا عن الراهب "عيصا" (عيسى)‪ ..‬وماذا عن باقي الطوائف والشيع المهددة بتهمة الهرطقة؟!‪ ..‬هل سيدعمون خطتي وتدبيري‬
‫ويعتصمون بحبل هللا الذي أم ّده لهم؟!‪ ..‬ماذا عن الرهبان النساطرة (النسطوريّة) المهددين بتهمة الهرطقة؟!‪ ..‬هل سيدعمون‬
‫خطتي وتدبيري؟!‪ ..‬ماذا عن الراهب "نسطور"؟!‪ ..‬هو أيضا ً ق ّدم دعمه بأن قال‪ ..‬هو‪ ..‬هو‪ ..‬هو الرسول المنشود‪ ..‬وماذا عن‬
‫الراهب "ع ّداس النينوي"؟!‪ ..‬هو أيضا ً ساهم‪ ..‬ال بل وحتّى "سلمان الفارس ّي" ساهم بالدعم‪ ..‬ولكن ماذا لو افتضح أمرنا؟!‪..‬‬
‫ُ‬
‫حاولت‬ ‫أن قرآني هذا يُعارض أفكارهم؟!‪ ..‬وهو حقا ً يعارضها‪ ..‬مهما‬ ‫استشف أو علم المسيحيين ذوي العقيدة الرسوليّة ّ‬ ‫ّ‬ ‫وماذا لو‬
‫حاولت اللعب على األلفاظ إلظهار حقيقة‬ ‫ُ‬ ‫بت تبيان حقيقة كون "عيسى" ليس "يسوع"‪ ..‬ومهما‬ ‫التلميح ال التصريح‪ ..‬ومهما تجنّ ُ‬
‫أكذب أو أحوّر ما أنقل عن "إنجيل العبرانيين"‪ ..‬وهل سأق ّر بأنه صُلب!؟‪ ..‬وهل سأقر‬ ‫قصة "عيسى" المسيح‪ ..‬فلن أستطيع أن ّ‬
‫بأنه ابن هللا؟!؟!‪ ..‬هل سأشرك وأصبح من أتباع عقيدة التثليث؟!؟!؟!‪ ..‬استغفرك يا هللا‪ ..‬يا إيل غفرانك‪ ..‬لن أفعل‪ ..‬وهم –‬
‫استبطنت‪ ..‬فإن افتضح أمرنا‪ ..‬فهل سأخاطر بحياة‬ ‫ُ‬ ‫المسيحيين أتباع عقيدة التثليث – سيعرفون‪ ،‬سيستشفون وسيظهر لهم ما‬
‫ً‬
‫تلميذي ورسولي محمد؟!‪ ..‬وهل سأعرّضه لخطر تهمة الهرطقة؟!‪ ..‬وهل سيضيع كل تدبيري ومجهودي هباءا منثورا؟!‪ ..‬ال بد‬
‫من حل‪ ..‬هي إذاً األحرف السريّة (نظام الترقيم على حساب الجمل)‪ ..‬تلك الرموز التي كان يستعملها المسيحيون القدماء أيام‬
‫اضطهادهم من قبل الوثنيين‪ ..‬هي رموز مازالوا يعرفونها ويتداولونها سراً‪ ..‬إذاً فلتكن لي ولمحمد غطاءاً يحمينا من تهمة‬
‫الهرطقة‪ ..‬هي حروف مثل ا ل م ر والتي تعني "المسيح صلب"‪ ..‬ال بأس فهذا المسيح هو "يسوع" وليس "عيسى"‪ ..‬ك هـ ي‬
‫ع ص والتي تعني "المسيح إلهي"‪ ..‬أستغفرك يا هللا‪ ..‬حـم عسق والتي تعني "المسيح هو بن هللا"‪ ..‬يا إيل غفرانك‪ ..‬أنا ومحمد‬
‫ال نؤمن بها‪ ..‬ولن أكتب جهاراً حقيقة معناها في قرآني فأصبح من الكافرين‪ ..‬ولكنّه المكر‪ ..‬فألستخدم أحرف المسيحيين‬
‫لخداعهم‪ ..‬فننجوا من هرطقتهم لنا‪ ..‬هم مكروا وأنا أمكر‪ ..‬وأنت يا هللا خير الماكرين‪ ..‬فهل ستغفر لي يا هللا استخدامي لهذه‬
‫األحرف؟!‪ ..‬وأنت العالم بنيّتي‪ ..‬وإنما األعمال بالنيّات‪ ..‬وأنت الحافظ لكتابك (إنجيل العبرانيين)‪ ..‬أفليس بمكرك يا هللا حُفظ‬
‫كتابك من التلف واإلتالف؟!‪ ..‬وأنا وسيلتك يا هللا وأداتك يا إيل لحفظ كتابك وترجمته إلى قرآنك العربي‪ ..‬فهل ستغفر لي مكري‬
‫باستخدامي هذه األحرف وأنت خير الماكرين؟!‪ ..‬غفرانك يا إيل غفرانك‪ ..‬وعسى أن ينجح تدبيري مع محمد‪ ..‬وعسى أن تزول‬
‫غ ّمة الهرطقة‪ ..‬وها نحن صابرين‪ ..‬ونعلم أنك يا هللا معنا‪ ..‬وأنك ستجعلنا فوق الذين كفروا وستحكم بيننا فيما اختلفنا‪ ..‬طال‬
‫ت يكفيه عوز السؤال؟!‪..‬‬ ‫مال وال قو ٍ‬
‫رسول بال ٍ‬
‫ٍ‬ ‫ي‬‫إن محمداً قد بات ُمهيّئا ً ليكون رسوالً‪ ..‬ولكن‪ ..‬أ ّ‬‫الصبر‪ ..‬وطالت الغ ّمة‪ ..‬وها ّ‬
‫وإن بدأ دعوته اآلن‪ ..‬فهل سيستطيع الوقوف في وجه من يعارضها من أثرياء م ّكة ووجهائها؟!‪ ..‬هو اإلعداد‪ ..‬وسأع ّده بما‬
‫استطعت‪ ..‬أما بالمكر فتم‪ ..‬وأما بعلم الكتاب فتم‪ ..‬وأما بحسن ال ُخلق والسيرة فتم‪ ..‬وأما بالدعم من الرهبان مع األنصار فتم‪..‬‬
‫وأما بالمال فما لم يأتي بال َحسب وبالدم فبصلة الرحم‪ ..‬وإليك "خديجة" بنت العم‪ ..‬وإن كانت أكبر بسنين‪ ..‬ال ضير‪ ..‬وإن كانت‬
‫أرملة الثنين‪ ..‬ال ضير‪ ..‬وإن كانت ذات بنات وذات بنين‪ ..‬ال ضير‪ ..‬تردد "محمد"‪ ..‬نحن له بدافعين‪ ..‬عارض عمي "خويلد"‪..‬‬
‫ّجت خديجة بنت خويلد من‬ ‫نحن له بمقنعين‪ ..‬تساءلت "قريش" وم ّكة‪ ..‬هو أمر هللا وأمر الرغبة وأمر الدين‪ ..‬فزوجتهما‪ ..‬زو ُ‬
‫محمد بن عبدهللا وجمعتهما‪ ..‬زوجتهما برضاهما‪ ..‬زوجتهما أمام الشهود من معشر قريش وأقربائهما وأنسبائهما‪ ..‬زوجتهما‬
‫ك حتى موت أحدهما‪ ..‬ودعوني ال أنكر هنا دور "أبو طالب" في تدبير هذا الزواج وما قبله وما يليه‪ ..‬أبو طالب‬ ‫برابط ال ينف ّ‬
‫ٍ‬
‫كفيل محمد وحاميه‪ ..‬من بعد وصول الموت ألبيه وأبي أبيه‪ ..‬أبو طالب الذي شاركني جزءاً من تدبيري‪ ،‬ما ظهر منه وما‬
‫خطير البن‬
‫ٍ‬ ‫وشأن‬
‫ٍ‬ ‫عظيم‬
‫ٍ‬ ‫بمستقبل‬
‫ٍ‬ ‫نخفيه‪ ..‬فاستبشر بعد زواج محمد بقرب زوال كرب االضطهاد وغ ّم هذا التيه‪ ..‬واستبشر‬
‫أخيه‪ ..‬ولو أنه كان يشتهي مجداً مرتقبا ً ألحد بنيه‪ ..‬أفلم يكن خيراً لو نزل الوحي على "عل ّي" البليغ ذو الفيه؟!‪ ..‬ما تم قد تم‪..‬‬
‫فلكل دوره المهم‪ ..‬أم هل أخطأنا الخيار وأنزلنا الوحي على محمد وليس على آخر من‬ ‫ٍ‬ ‫علي أم أبا بكر أم قثم‪ ..‬ال يهم‪..‬‬‫ٌّ‬
‫الفريق؟!‪ ..‬ال يهم‪ ،‬هم كأفراس رهان‪ ،‬واحد يسبق واآلخرين يتبعون على الطريق‪ ..‬وأما خياري الثاني "أبو بكر" فبات دوره‬
‫التصديق‪ ..‬الرسول يقول واآلخر يُص ّدق ما قال الصديق‪ ..‬ولتكن لك حصّة يا أبا بكر الص ّديق‪ ..‬وبعد أن تم توزيع األدوار‪..‬‬
‫ُ‬
‫واتخذت‬ ‫واقترب أفول نجمي مع بزوغ األنوار‪ ..‬وبعد الطواف حول الكعبة وبعد الدوار‪ ..‬بات اإلعالن والدعم أمام المأل واجبي‬
‫القرار‪ ..‬هو‪ ..‬هو‪ ..‬هو الرسول ال ُمختار‪ ..‬فليجتمع حوله األنصار‪ ..‬ولتروى عنه األحاديث واألخبار‪ ..‬ولتُتلى اآليات واألشعار‪..‬‬
‫ّلت يافوخَه والدمع من ُمقلت ّي انهمار‪ ..‬يا هللا‪ ..‬يا‬ ‫أدنيت رأسه منّي وقب ُ‬
‫ُ‬ ‫ولن تظل الدعوة بعد اآلن في الخفاء ولتغدو في الجهار‪ ..‬ثم‬
‫أفنيت في سبيلك وفي سبيل كتابك األبصار‪ ..‬فهال منحتني في‬ ‫ُ‬ ‫إيل‪ ..‬يا جبّار‪ ..‬يا خالق السموات السبع واألرض والليل والنهار‪..‬‬
‫الحياة اآلخرة نعمة اإلقامة في بطنان جنّة ‪ -‬أو جنتين ‪ -‬تجري من تحتها األنهار‪..‬‬

‫‪ – 40‬قثم (محمد)‪:‬‬
‫أنا "قثم" الملقب بـ محمد‪ ..‬أنا ابن أبيه‪ ..‬يقولون أن أبي هو "عبدهللا" ابن "عبد المطلب" ابن "هاشم" ابن "عبد مناف" ابن "قصيّ "‪..‬‬
‫ويقولون أن أبي "عبدهللا" توفي قبل والدتي بأكثر من ثالث سنوات‪ ..‬فكفلني جدي عبد المطلب وأنشأني أنا وعمي حمزة‪ ..‬وكان جدي‬
‫عبد المطلب يرفض عبادة األصنام‪ ..‬وكان موحداً ويتح ّنث بغار حراء مع النصارى ومنهم ورقة بن نوفل‪ ..‬فكان نصران ّيا ً في الخفاء‪..‬‬
‫نصرانيا ً أبيون ّياً‪ ..‬يشفق على المساكين ويُطعم الفقراء وحتى طيور السماء‪ ،‬فكان يُقال له‪" :‬مُطعم الطير" و "الفيّاض"‪ ..‬وقد كان يجتمع مع‬
‫كنت في السابعة من عمري أصابني رمد شديد فأخذني‬ ‫ُ‬ ‫األحبار والرهبان والقساوسة وحتى أنه اجتمع بأسقف نصرانيّ ‪ ..‬واذكر أنني حين‬
‫جدي ناحية عكاظ إلى راهب يعالج األعين‪ ،‬فعالجني بطرق الطب التي ما يزال النصارى يتداولونها‪ ..‬أما عن مربيتي "بركة" الحبشيّة‬
‫والمكناة "أم أيمن" فكانت أيضا ً نصرانيّة‪ ..‬وهي التي دربتني على الحياة والهداية‪ ..‬وحين توفي جدي عبد المطلب وأنا بعمر ثمان سنوات‬
‫كفلني عمي "أبو طالب" الذي كان على ملّة أبيه عبد المطلب‪ ..‬هو أيضا ً نصرانيّ في الخفاء‪ ..‬يهتم بالفقراء والمساكين ويطعمهم‪ ..‬وإن‬
‫كان هو نفسه فقيراً كثير العيال قليل المال‪ ..‬أما عن الفقر فكان دائي األولّ‪ ..‬أنا اليتيم الفقير‪ ..‬أسرتني جملة‪" :‬طوبى للفقراء‬
‫(األبيونيين)"‪ ..‬قالها مرة معلمي ورقة بن نوفل عن أقوال المسيح "عيسى" ابن مريم‪ ..‬معلمي "ورقة" القس ثم األسقف في الخفاء‪..‬‬
‫فبت تلميذ "ورقة"‪ ..‬وكان من‬ ‫تعرفت على معلمي "ورقة" عن طريق جدي عبد المطلب حين كانا يتحنثان معا ً في الخفاء في غار حراء‪ُّ ..‬‬ ‫ُ‬
‫ً‬
‫بين تالميذ "ورقة" الكثير من الفقراء وأيضا بعض الميسورين أو األثرياء‪ ..‬وكان من بين التالميذ صديقي أبا بكر ابن أبي قحافة‪ ..‬وأما‬
‫فرأيت نفسي على حافة الفقر المدقع‪ ..‬هنا في مكة‪ ..‬حيث الجوع واليتامى‬ ‫ُ‬ ‫أنا اليتيم الفقير الذي يكفلني عمي كثير العيال قليل المال‪..‬‬
‫والمساكين الغارقين في ديونهم المكبّلة بالربا‪ ..‬ما يوصل بعضهم لعوز السؤال المذل طلبا ً للكأل أو يوصلهم للوأد أو لدفع نسائهم أو بناتهم‬
‫للبغاء‪" ..‬األذلّة"‪ ،‬األذالء‪ ..‬الذين كانوا أحيانا ً يُفضلون "االعتفاد" (إغالق الباب على النفس حتى الموت جوعاً)‪ ..‬بعد اليأس وانقطاع األمل‬
‫ت من البرد حين أنام‪ ..‬فبات عمي‬ ‫وبت ممسوسا ً بنوبا ٍ‬ ‫ُّ‬ ‫والرجاء‪ ..‬هل سأصبح مثلهم؟!‪ ..‬وأنا راعي األغنام‪ ..‬أصابتني الهالوس واألوهام‪..‬‬
‫أبا طالب يخاف عليّ ‪ ..‬ويقربني منه في نومي مستبدالً بي ابنه "عليّ "‪ ..‬ولم يكن يطيق االبتعاد عني حين يلبي نداء الرحيل على ظهور‬
‫بأمر من ورقة بن نوفل‪ ..‬هل هو الخوف أم التحسّب من أيّ شيء‬ ‫ٍ‬ ‫القوافل‪ ..‬وأخذني معه ‪ -‬رغم العناء الطويل ‪ -‬على طريق الشام‬
‫مرتقب أم بوحيٍ من ابن نوفل؟!‪ ..‬وفي الطريق نزلنا عند صومعة الراهب بحيرى‪ ..‬فتفحصني واستنطقني وأوصى عمي وفي عينيّ‬
‫حيرة‪ ..‬بعدها زاد اهتمام عمي وحرصه عليّ ‪ ..‬وازداد تعليم "ورقة" توجيها ً إليّ ‪ ..‬ح ّفظني‪ ..‬وهيأني‪ ..‬وعلّمني‪ ..‬كي ال أظل بالكتاب‬
‫وقت البالء‪ ..‬وحُسن التدبّر بين العقالء‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫أميّ ‪ ..‬كل شيء في الخفاء‪ ..‬نتح ّنث في غار حراء‪ ..‬علمني الفصاحة واإللقاء‪ ..‬والصبر‬
‫لكن فقري ظ ّل هو الداء‪ ..‬فأتاني الحظ بذاك الدواء‪ ..‬أم هو تدبي ٌر أو دهاء؟!‪ ..‬هل هي المشورة بين‬ ‫وكيف أرعى المساكين والفقراء‪ّ ..‬‬
‫ّ‬
‫النصارى الحنفاء؟!‪ ..‬عمي "أبو طالب" يتدخل ألقود تجارة سيدتي فاستوضعني على خير مسار‪ ..‬و"ميسرة" غال ٌم ينقل ما ينقل بين‬
‫الرهبان‪ ،‬ولسيدته نقل األخبار‪ ..‬و"خديجة" تصغي البن العم وما أرشد فإليّ أشار‪ ..‬وها هي ذي بعثت بـ "نفيسة" إليّ دسيسة لالستفسار‪..‬‬
‫فاتخذت القرار‪ ..‬إن كان زواجي من "خديجة" دواءاً‬ ‫ُ‬ ‫وابتهجت ثم تف ّك ُ‬
‫رت‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫فرحت‬ ‫بت مُسلّما ً مستسلما ً لما دبّر "ورقة" مع األقدار‪..‬‬
‫فإذا بي ُّ‬
‫لفقري القهّار‪ ،‬فنِعم القيد ونِعم السوار‪ ..‬وتزوجنا‪ ..‬واألسقف "ورقة" زوّ جنا أو باركنا‪ ..‬ونصارى مكة شهود لنا‪ ..‬فجمّعنا وبإسم هللا برباطٍ‬
‫فنت هنا‪ ..‬أما عن "الفقر" دائي األوّ ل فباء‪ ..‬وأما عن "النكاح"‬ ‫ت ألحدنا‪ ..‬وبعمر الخامسة والعشرين ُد ُ‬ ‫ك إال بوفا ٍ‬
‫ب ال ينح ّل وال ينف ّ‬‫صُل ٍ‬
‫دائي الثاني فابتدأ بال دماء‪ ..‬فال سروا ٌل على الباب يُعلّق وال هي بعذراء‪ ..‬وال ملك اليمين وال جواري وال سراري وال إماء‪ ..‬وهي‬
‫تكبرني عمراً وتجارب‪ ،‬وما هي مِن فتيّات النساء‪ ..‬ولها با ٌع في تربيتي‪ ،‬وكما أمي‪ ،‬فلها أبناء‪ ..‬فهل قدري أن أستبدل داءاً بالداء!؟‪..‬‬
‫شرني أم ُتنذرني أم هلوسة من فرط مُصابي أم هي من‬ ‫نوبات تمسسني بالبرد وتتركني مثل الصُرعاء‪ ..‬نوباتي تشتد بنومي لتب ّ‬ ‫ٌ‬ ‫عادت‬
‫ٌ‬ ‫ً‬
‫أحوالي هذاء؟!‪ ..‬أخشى من وهمي على نفسي فأرى روحي منطلقة هاربة بخالء‪ ..‬برد ورجافٌ بفؤادي هاتوا لي غطاء‪ ..‬هاتوا رقية‬
‫عين أو جنّ وإليّ بماء‪ ..‬فلسوف ُأجن‪ ..‬قالوا إثبت‪ ..‬قالوا إصبر‪ ..‬فلربما خي ٌر للفقراء عليك نزل ومن‬ ‫ٍ‬ ‫هاتوا حرزاً هاتوا حُجبا ً ر ّقوني من‬
‫أحكمت نطاقي أم‬ ‫َ‬ ‫ُأ‬
‫العالي وبعون هللا سيأتي ال َمن‪ ..‬وأنا س جن‪ ..‬هل ذا جبري ٌل ما أسمع أم إبليسٌ أم َم َلكٌ‪ ،‬أم "ورقة" من ِجن؟!‪ ..‬يا "ورقة"‬
‫هي أخالقي وأحالمي أو ما هو منها باقي؟!‪ ..‬ال أعرف َمن ربط وثاقي‪ ..‬لكن ما أعرف أن الطوق يش ّد خناقي‪َ ..‬من يخنقني َمن يحرقني‬
‫َمن ساهم في إغراقي؟!‪ ..‬عمي أم "ورقة" أم زوجي أم هي أحوالي وثرائي من بعد شفير الفقر وإمالقي؟!‪ ..‬أم خوفي من الفقر القهّار‬
‫يحاصرني أم حدبي على األيتام على الفقراء وإشفاقي!؟‪ ..‬والطوق ثقيل‪ ..‬وأنا المنقاد‪ ..‬أنا المقهور أنا المنقاد أنا المدفوع بوجه القهر أنا‬
‫الباقي‪ ..‬وبوجهي ليس شياطينٌ ‪ ..‬بل سيف المال مع العادات مع األحالف مع خطر قتالي وشقاقي‪ ..‬يدعمني عمي و َمن خلفه‪ ..‬يعضدني‬
‫"ورقة" كما علمه‪ ..‬ونصارى مكة وكل فقير مع أمله‪ ..‬وأنا الواقف في أوّ ل صف أتل ّقى الريح‪ ..‬فهل أخذل كل البنيان؟ أم هل أستريح!‪..‬‬
‫ت بفمي ُتنطق‪ ..‬ولئن أعلن "ورقة" أني رسوالً هلل‪،‬‬ ‫ت أو آيا ٍ‬‫أطلقها "ورقة" بقبلته على يافوخي‪ ..‬ولكن لم يعلم ما أطلق‪ ..‬ليست بمجرّ د كلما ٍ‬
‫معدوم أن يحيى‬ ‫ٍ‬ ‫فقير‬
‫ٍ‬ ‫حلم‬ ‫هي‬ ‫ُحرق‪..‬‬ ‫ي‬‫فل‬ ‫أو‬ ‫ُتلى‬‫ي‬ ‫قرآنٌ‬ ‫ليست‬ ‫ولئن دبّر‪ ،‬ولئن حضّر‪ ،‬لم يقف مكاني بشالوخي‪ ..‬ولم يعلم ماذا أطلق‪ ..‬هي‬
‫بيسر أو يُرزق‪ ..‬أمل المقهور بأن يأتيه العون فال يُسحق‪ ..‬أو أن يُعتق‪ ..‬حل ٌم بالجنة على السندس أو إستبرق‪ ..‬وع ٌد بخالص المظلومين‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫ك بات يغيّرني ال جاهٌ‬ ‫وإن كان الوعد مُعلّق‪ ..‬واألخطر أنّ بوجه الحلم كما األوهام مع اآلمال كل العادات كما األحالف مع األموال‪ ..‬ال مُل ٌ‬
‫ظلم فإلى‬ ‫ال شمسٌ بيميني ال ذهبٌ ال قم ٌر أشرق‪ ..‬فهل أخذل َمن ضحّ ى بعمره كي ينصرني عسى حلمه أن يتحقق!‪ ..‬أمّا َمن ناء لكثرة ٍ‬
‫الحبشة عدالً يرجو‪ ..‬علّه ينجو‪ ..‬فأفادهم ما قد دبّر "ورقة" بالسرّ ‪ ،‬بأحرفه لغ ٌز مُغلق‪ ..‬فهم الملك الحامي مكنون القول وقد دقق‪ ..‬يا‬
‫استحدثت فمن نبعك مائي رقرق‪ ..‬يا "ورقة"‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫زدت أو‬ ‫أعجزت بعلمك ك ّل الشعراء وك ّل الكتب وما يلحق‪ ..‬إعذرني يا "ورقة" إن‬ ‫َ‬ ‫"ورقة"‬
‫أفترت الوحي‬ ‫َ‬ ‫طرق‪..‬‬ ‫ُأ‬ ‫ُبرق‪َ ..‬‬ ‫ّ‬
‫أنت العامود األوّ ل واآلخر والطيف الواقف مِن خلفي كي ال ِ‬ ‫يا خير معلم‪ ،‬تلميذك ضاع وما َمن يهدي أو ي ِ‬
‫َّ‬
‫سرق!‪ ..‬ما عاد‬ ‫بفقدانك‪ ،‬يا جبريلي يا َم َلكي النازل من علياء هللا‪ ،‬يا من وثق‪ ..‬أفبعد الصمم وبعد ضياع البصر بحكم العمر‪ ،‬موت َي ِ‬
‫ُ‬
‫هرق‪ ..‬وأنا مُر َهق‪ ..‬وأتاني بعدها عام الحزن‪ ،‬من‬ ‫ُأ‬ ‫ُأ‬
‫بمقدوري الخذالن وال اإلنكار لما طلِق‪ ..‬رغم الفاقات ورغم النبذ ورغم الجور وما ِ‬
‫ُأ‬
‫وفقدت ثالثة أعمدة كانت تدعم صُلب البنيان فهل سحق؟!‪ ..‬عامو ٌد قبل وهذا الثاني فلمن أشكي ولمن أرثي ولمن‬ ‫ُ‬ ‫حزني قلبي يتشقق‪..‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫أشجاني تتفتق‪ ..‬يا زوجا يا أما أخرى‪ ،‬طفلكِ مفطو ٌم في الخمسين وها يعشق‪ ..‬تبا لقيودك يا "ورقة"‪ ،‬تبا لقيودي وما َتخنق‪ ..‬تبا لزواجي‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫شق‪ ..‬مثنا ً‬ ‫ُغرق‪ ..‬أ ٍه مِن دائي الثاني‪ ..‬ومِن حرماني‪ ..‬عذراً يا زوجي سأتزوّ ج وأفرّ غ من بعدك عُقداً وسأتع ّ‬ ‫تم ِ‬ ‫قهر من كب ٍ‬ ‫وما حقق‪ ..‬من ٍ‬
‫وثالثا ً ال أقلق‪ ..‬حتى العذراء الطفلة فأللعق‪ ..‬أهوائي في عقلي تنعق‪ ..‬إنكح عذراءاً وتذوّ ق‪ ..‬إنكح عذراء بعمر الزهر وال ُتشفق‪ ..‬إنكح‬
‫ت حقداً قد يفضح أسرار الوحي الربّاني‪ ..‬وأما في عام الحزن فعاموديني كسراني‪ ..‬زو ٌج قبل وعمّي‬ ‫عذراء ومهما جرى‪ ،‬وإن حم َل ْ‬
‫الحاني‪ ..‬يا عما ً يا جدّي الثاني‪ ،‬يا من آواني وربّاني‪ ،‬يا من قدّمني وحماني‪ ،‬سند األيام‪ ..‬يا نسرا ظلل أشجاني‪ ..‬هل تتركني أذوي وحدي‬
‫ً‬
‫من دون سالم!‪ ..‬وكيف أنام؟!‪ ..‬من بعدكم يا عِ مداني َمن لي في مكة غير الحلم الزائف‪ ..‬فإذاً للطائف‪ ..‬وذهبنا اثنين على أملي بإيجاد‬
‫ناديت حجيجك‪ ..‬عاما ً والتالي‪ ..‬ال أحد‬ ‫ُ‬ ‫النصرة‪ ..‬فإذا بالقوم كما الصخرة‪ ..‬قذفوني جرحوني بحجرة‪ ..‬فالعودة إذاً إلى أ ّم قرى‪ ..‬يا مكة‬
‫يبالي‪ ..‬حجاج البيت الحجريّ ال تحفل برسول العالي‪ ..‬وي ٌل لضجيجك‪ ..‬الح ّج ضجيج والطوف عجيج وأنا واقف ال رأفة بحالي‪ ..‬تبا ً‬
‫ُ‬
‫أرسلت الكل‪..‬‬ ‫لكالمك يا "ورقة"‪ ،‬أفهذا مآلي!‪ ..‬في اآلخر وافتني البُشرى‪ ..‬أوسٌ خزرج عرضوا النصرة‪ ..‬فإلى يثرب أرض الهجرة‪..‬‬
‫ً‬
‫غادرت ومعي بو بكر‪ ..‬وتركنا سراجا في‬ ‫ُ‬ ‫وبقينا ثالثة مختبئين هنا في الظل‪ ..‬قد يغدر بي من شاء الغدر‪ ..‬فإذاً للمكر‪ ..‬في الليل الحالك‬
‫وآلثار لخفاف‬ ‫ٍ‬ ‫يمض إلى غايتنا‪،‬‬ ‫بليل‪ ،‬فعلى ظهر النوق مضينا‪ ..‬وأخذنا دربا ً ال ِ‬ ‫باق بفراشي بغطائي َقر‪ ..‬وأما نحن المحميين ٍ‬ ‫بيتي وعليٌّ ٍ‬
‫النوق خفينا‪ ..‬وبجوف الغور تخ ّفينا‪ ..‬حتى تأكدنا بئال أحد يالحقنا وال من يتتبع آثاراً أو يقفينا‪ ..‬ثم على ظهر النوق تابعنا رحيالً لمدينة‪..‬‬
‫في الدرب مع الصدّيق أبا زوجي جاءتني الفكرة‪ ..‬القول بأن هللا حمانا بقدرة‪ ..‬أن تبعونا‪ ..‬وعلى باب الغور أتونا‪ ..‬فإذ بحمامة قد قبعت‬
‫مغزول لعناكب ربضوا يحمونا‪ ..‬كي يعلموا أ ّنا منصورين بعون هللا‪ ،‬أفليس بهذا ُنثبت أال حزن لنا‪ ..‬ألنّ هللا هنا‬ ‫ٍ‬ ‫ت‬ ‫تخفي بيضا ً وبأوهن بي ٍ‬
‫فقلت له‪" :‬يا صدّيقي‬ ‫ُ‬ ‫معنا‪ ..‬قال الصدّيق‪" :‬وماذا عن النوق!‪ ..‬إن سأل القوم عن الناقة من تحتك أو تحتي وكيف اختفتا! ألم يجدوها؟"‪..‬‬
‫وخلفي ومسند ظهري في ياسر أوقاتي وفي ضيقي‪ ،‬وافقني وصدّق‪ ،‬وإن سألوا آتي باآلية فأتلوها‪ ..‬أفيعجز ربي على ناقة من‬ ‫وحموّ ي َ‬
‫غض هو باريها هو يفنيها أو‬ ‫طفل ٍ‬
‫ٍ‬ ‫ً‬
‫صخر ص ٍُم يُخرجها أو يُخفيها!‪ ..‬وهللا بواسع رحمته يخلق ويبيد عادا وثمود بمن فيها‪ ..‬من ٍ‬
‫نوق من‬ ‫ٍ‬
‫ّ‬ ‫ٌ‬
‫أنت الصدّيق لمن أسرى من مكة بإحدى لياليها‪ ..‬أفال تفعلها ثانية! ما َمن يشهد غيرك فيها"‪ ..‬أطرق صدّيق إذ فكر في األمر‪ ..‬ال‬ ‫يطويها‪َ ..‬‬
‫ف َيش ُك ُر ويُحمِّد‪ ..‬والناقة من تحتي باتت ذات البركات‬ ‫بأمور أكبر‪ ..‬أفال يفعل في ما َيص ُغر!‪ ..‬في يثرب ال َقونا بهتا ٍ‬‫ٍ‬ ‫شيء يضر‪ ..‬صدّقني‬
‫بكالم يتردَّد‪ ..‬أن‬ ‫ٍ‬ ‫للقوم مكانا ً للمس ِجد‪ ..‬وتصالحت األقوام بفضلي وطوائف تحتكم ألمري والكل هنا هلل سيعبد‪ ..‬وإذا‬ ‫ِ‬ ‫فإذا ناخت قد إختارت‬
‫تصعد‪ ..‬فقوافل مكة فيها المال ومنها غنيمة لمن‬ ‫َ‬ ‫لقتال باتت‬
‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫سُرقت م ّنا أمالكٌ‪ ،‬أن نهبت دو ٌر ومتاجر في أرض المولِد‪ ..‬أصوات ندا ٍء‬
‫ً‬
‫هُجّ ر وعليها الرد‪ ..‬ماذا أفعل ماذا آمر ماذا سأرد؟!‪ ..‬يا "ورقة" هل أكسر قيدا آخر في تسليمك أو إسالمك؟!‪ ..‬وهل أنهي آخر أحالمك!‪..‬‬
‫بسالم الدعوة والتبشير وما أسمعتني بكالمك‪ ..‬ال رفع سالح‪ ..‬ال زهق مزيداً من أرواح‪ ..‬ال سيفٌ ال قت ٌل ال دم‪ ..‬هل أكسر قيداً آخر يا‬
‫بت قيودك‪ ،‬آذتني‪ ..‬نحنُ عربٌ ‪ ،‬ودمائه ُم قد نادتني‪ ..‬قد واتتني‪ ..‬ها داحس والغبراء‪ ..‬ها حرب بسوس وسيل‬ ‫"ورقة"؟ أفلن أندم؟!‪ ..‬جرّ ُ‬
‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫دماء‪ ..‬ها أوسٌ خزرج بقتال ذوي القربة قد باتوا خبراء‪ ..‬و َمن يبغي صونا للفقراء‪ ..‬فإليه سالحا وعليه رجاء‪ ..‬وها قيدا آخر قد حطمت‪..‬‬
‫كنت‪ ..‬قتالً‪ ،‬غزواً‪ ،‬أسراً في الشهر الحُرم أنا حللت‪ ..‬ولجيش‬ ‫ُ‬ ‫أمسيت ناهبا ً لقوافل مِن بعد أن مِن حُماتها‬
‫ُ‬ ‫ول َمن قوتلوا بالقتل أذنت‪ ..‬ولقد‬
‫أعددت وسرت‪ ..‬وعُريشي جاهز لهروبي إن بي من طرف هللا ُخذلت‪ ..‬هل ح ّقا ً ربي ينصرني أم يتركني وعصابته فال‬ ‫ُ‬ ‫بدر‬
‫الغزو إلى ٍ‬
‫ت‪ ..‬الجنة لمن أمسكه الموت والغنيمة لمن‬ ‫لثأر إن النار لألهلون أ َك َل ْ‬ ‫اشتعلت‪ ..‬و َمن ذا سيُخمد ثأراً ٍ‬
‫ْ‬ ‫يُعبد بعد ألني قُتلت!‪ ..‬نيران الحرب قد‬
‫ث في مياه بدر طافت‪ ..‬وما بعد الحرب غير الحرب‪ ..‬وما بعد القتل غيل القتل‪ ..‬وبعد النصر‬ ‫أفلت‪ ..‬وها أنا قد غرقت بدما ٍء وبين جث ٍ‬ ‫ْ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الهزيمة جاءت‪ ..‬و َمن المهزوم غير أوالد العموم‪ ..‬وكم مِن مجازر هنا وهناك والدماء تعوم‪ ..‬حان وقت الصُلح‪ ..‬فأخذت البيعة والنصح‪..‬‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم أم بسمك اللهم‪ ..‬ما الفرق يا قوم‪ ..‬هو نفس هللا وذات الظلم‪ ..‬فهل هو رحمانٌ رحيم ألنه إله الفقراء الضعفاء‪..‬‬
‫برحيم وال رحمان عند األقوياء األغنياء‪ ..‬وهم األقوى اليوم‪ ..‬إذاً بسمك اللهم (إيلوهيم)‪ ..‬هي هدنة لعشر سنين‪ ،‬خيرٌ‪ ،‬وما‬ ‫ٍ‬ ‫وهو ليس‬
‫الهم‪ ..‬نشحذ فيها الهمم‪ ..‬وندعو فيها األمم‪ ..‬وها هو "خالد" قد أسلم‪ ..‬سيفٌ كان علينا فإلينا انضم‪ ..‬زال القهر وزال الغم‪ ..‬وازداد العدد‬
‫قطاع طرق َأم‪َ ،‬أم؟!‪َ ..‬أم َمن يعلم؟!‪ ..‬ال فرق وال أحفل فالحادث تم‪ ..‬منا‬ ‫وكثر اللم‪ ..‬إذاً فلنقض الصلح بأيّة فعلة وال نهتم‪ ..‬هم قتلوا َأم ّ‬
‫القتلى وعلى األعداء سنلقي اللوم‪ ..‬مهما فعلوا ومهما عرضوا فأنا حك ٌم وإليك الحُكم‪ ..‬القوّ ة بنا والعدد هنا وسيفٌ مسلو ٌل هلل قد بات لنا‬
‫وعليكم دم‪ ..‬أأبا سفيان ماذا لكم؟!‪ ..‬وسندخل م ّكة‪ ..‬س َنرجع م ّكة‪ ..‬وسنحكم َمن هي للقرى ُأم‪ ..‬وعقدنا العزم‪ ..‬وحشدنا القوم‪ ..‬وزحفنا إلى‬
‫أرض المولد لنحقق حلم‪ ..‬وأقمنا نراقب ظِ ّل الوجم‪ ..‬فعاد أبو سفيان وأسلم‪ ..‬وإلينا م ّكة قد سلّم‪ ..‬لكن يبقى في عينيه ما يشبه سُم‪ ..‬فهل حقا ً‬
‫أسلم قلبه َأم لم!‪ ..‬وهل أظهر حقا ً وجه ندم!!‪ ..‬أم أنه مكراً لم يعدم!!!‪ ..‬هل يُبطن مكراً ودهاءاً في روحه َأم في ولده َأم في نسله َأم!!!!‪..‬‬
‫َمن ذا يعلم!!!!!‪ ..‬ودخلنا م ّكة من دون دم‪ ..‬وإلى الكعبة لتحطيم صنم‪ ..‬ومسحنا كل المرسومات على الجدران بميا ٍه جُلبت من زمزم‪ ..‬إال‬
‫صدر مولودها تمسك وتضم‪ ..‬وا "ورقة" قيدك ال يرحم‪ ..‬ف ّت َ‬
‫قت جراحي‪ ،‬لو تعلم‪ ..‬حبي لكالمك ولدينك ولذاك العلم‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫مريم‪ ..‬عذراء إلى‬
‫بوقار يجلس يحكم‪ ..‬يأمر بشريعة تنير األرض تزيل الظلم‪ ..‬وعيوني تدمع أو كادت‬ ‫ٍ‬ ‫عذرا ٌء َتجلس في سُكنى تحضن تهتم‪ ..‬والطف ُل يتي ٌم‬
‫وخرجت من الكعبة كي أشهد أن الدنيا غدت نوراً ال عتم‪ ..‬في مكة أرفل وأدور ولرائحة األرض المبروكة ها أشتم‪ ..‬اليوم‬ ‫ُ‬ ‫لحنيني ألم‪..‬‬
‫ُ‬
‫أكملت لكم دينكم‪ ..‬وها قد تم‪..‬‬ ‫اليوم‪ ..‬اليوم‬

‫رابط لكل الروابط‪:‬‬


‫‪https://docs.google.com/document/d/1-fOyz5EhQ8loCXLZ3OmKxNr_qFEJP_RGEpxQGZ0knx0/‬‬
‫‪edit?usp=sharing‬‬

You might also like