Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 14

‫تشجير القواعد الفقهية‬

‫من كتاب الممتع في القواعد الفقهية‬

‫المحتوى‪:‬‬
‫تشجير للقواعد الكبرى األربعة‬
‫وما يتف ّرع عنها من قواعد‪.‬‬

‫المستوى‪:‬‬

‫مستوى خامس كلية ر‬


‫الشيعة‬
‫‪1442‬ه‬
‫القاعدة األوىل‪ :‬األمور مبقاصدها‪.‬‬

‫املقصود من شرع‬ ‫مكانة هذه‬


‫شروط النية‬ ‫حكم النية‪:‬‬ ‫أدلة القاعدة‪:‬‬ ‫معىن القاعدة‪:‬‬
‫النية‪:‬‬ ‫القاعدة وأمهيتها‪:‬‬

‫أييت تفصيلها يف‬ ‫اختلف يف حكمها منهم من‬ ‫‪-‬قوله ﷺ‪( :‬إمنا األعمال‬ ‫هذه القاعدة تنبين عليها‬
‫‪ -1‬التمييز بني العادات‬ ‫املعىن اإلفرادي‪:‬‬
‫الصفحة التالية‪.‬‬ ‫عدها ركنًا ومنهم من عدها‬ ‫ابلنيات وإمنا لكل امرئ ما‬ ‫املعىن اإلمجايل‪:‬‬ ‫أعمال القلوب اليت يكون‬
‫والعبادات مثل‪:‬‬
‫شرطًا‪.‬‬ ‫نوى‪.)...‬‬ ‫األمور‪ :‬التصرفات الفعلية‬ ‫هبا صالح أعمال اجلوارح‬
‫االغتسال قد يكون عادة‬ ‫أن تصرفات املكلف‬
‫والقولية واالعتقادية‪.‬‬ ‫أو فسادها‪ ،‬وتستند هذه‬
‫للتنظف وقد يكون عبادة‬ ‫وللعالئي تفصيل حسن‪ :‬أن‬ ‫‪-‬وقوله تعاىل‪﴿ :‬واصرب‬ ‫سواء كانت قولية أو‬
‫كالطهارة الشرعية‪.‬‬ ‫ما كانت النية معتربة يف‬ ‫نفسك مع الذين يدعون‬ ‫فعلية أو اعتقادية‬ ‫املقاصد‪ :‬اإلرادة املتوجهة‬ ‫القاعدة حلديث (إمنا‬
‫صحته فهو ركن‪ ،‬وأما ما‬ ‫رهبم ابلغداة والعشي يريدون‬ ‫ختتلف أحكامها‬ ‫للشيء‪.‬‬ ‫األعمال ابلنيات) وقال‬
‫‪ -2‬متييز رتب العبادات‬ ‫عنه األئمة أنه ثلث العلم‬
‫يصح بدون النية ولكن‬ ‫وجهه﴾ وهذا يدل على أنه‬ ‫الشرعية ابختالف‬
‫بعضها عن بعض مثل‪:‬‬ ‫ومعىن املقاصد اخلاص‪:‬‬
‫يتوقف حصول الثواب على‬ ‫البد من مالحظة النية‬ ‫إرادته ونيته‪.‬‬ ‫ووجه ذلك أبن كسب‬ ‫ّ‬
‫متييز ركعيت حتية املسجد‬ ‫قصد الطاعة والتقرب إىل‬
‫النية فإن النية تكون شرطًا‬ ‫والقصد يف العمل وذلك‬ ‫العبد يقع بقلبه ولسانه‬
‫عن صالة الفجر‪.‬‬ ‫هللا تعاىل‪.‬‬
‫فيه‪.‬‬ ‫إبرادة وجه هللا‪.‬‬ ‫وجوارحه فالنية أحد‬
‫أقسامه الثالثة‪.‬‬
‫‪:‬‬ ‫شروط النية‬

‫اإلخالص‬ ‫تكون النية مقارنة ألول العمل‬ ‫أن يكون‬


‫عدم املنايف بني النية واملنوي‪:‬‬ ‫ابملنوي‪:‬‬ ‫العلم‬ ‫مميزا‪:‬‬
‫يف النية‪:‬‬ ‫إذا كان يشرتط فيه املقارنة‪:‬‬ ‫الناوي‬
‫مسلما‬
‫ما ينايف استمرار النية‪:‬‬ ‫ما ينايف انعقاد النية ابتداء‪:‬‬ ‫فال تصح النية‬
‫فهذا شرط لقبول النية‬ ‫العمل ابلنسبة إىل وقته‪:‬‬ ‫من املكلف مع‬ ‫ألن النية البد‬
‫ويستثىن من أتثري الراء‪:‬‬ ‫جهلة حبقيقة ما‬ ‫فيها من قصد‬ ‫وهذا يف‬
‫‪ -1‬أعمال يكون املكلف‬
‫التشريك ابلنية‬ ‫نواه أو حبكمه‬ ‫ومن املعلوم‬ ‫العبادات دون‬
‫‪ -1‬أن يبدأ العبادة‬ ‫خمري يف ايقاعها يف أي جزء‬ ‫قطع النية‪:‬‬ ‫القلب أو النقل‬ ‫عدم القدرة‬ ‫الرتدد ابلنية وعدم‬
‫فإن من مل يعلم‬ ‫أن غري املميز‬ ‫غريها ألن‬
‫ابالخالص ويعرض عليه‬ ‫من وقتها فهذه يشرتط أن‬ ‫للنية‪:‬‬ ‫على املنوي‬ ‫اجلزم هبا أصال‪:‬‬
‫مبا نواه ال ميكنه‬ ‫ال قصد له‪،‬‬ ‫النية عبادة‬
‫الراء يف أثنائها فاحلكم‬ ‫تكون النية مقارنة ألول‬ ‫إما عقال أو‬
‫وهذا األمر يعد منافيًا‬ ‫تشريك ال يبطل‬ ‫كمن اشرتى سيارة‬ ‫تعيينه ابلنية‬ ‫واستثىن‬
‫لألسبق‪.‬‬ ‫العمل‪.‬‬ ‫‪ -2‬أن ال يكون‬ ‫تشريك تبطل فيه‬ ‫شرعا أو‬ ‫وشرط صحة‬
‫‪ -1‬أن يكون‬ ‫الستمرار النية يف‬ ‫تشريك يبطل‬ ‫ونوى إذا أصاب ربح‬ ‫وبناءً عليه فإن‬ ‫العلماء من‬
‫مؤثرا مطل ًقا‬ ‫نية إحدى‬ ‫النية وال العبادة‬ ‫عادة‪:‬‬ ‫العبادة‬
‫‪-2‬أن يريد املكلف فعل‬ ‫‪ -2‬أعمال مضيقة فهذا‬ ‫القطع ً‬ ‫مؤثرا‬ ‫العبادات إذا كان نق ًال‬ ‫النية والعبادة‬ ‫ابعها فهذا ال زكاة‬ ‫من مل يعلم‬ ‫ذلك اتالف‬
‫وعدم التأثري يكون‬ ‫القطع ً‬ ‫العبادتني دون‬ ‫‪ -‬كأن ينوي مع‬ ‫اإلسالم‪.‬‬
‫من شيء إىل أمر‬ ‫مطلقا كأن‬ ‫أمرا‬ ‫فيه ألنه مل جيزم بنية‬
‫الطاعة وخيشى من الراء‬ ‫جيوز أن تتقدم النية فيها‬
‫يف األمور التالية‪:‬‬
‫مبجرد نيته‬
‫األخرى وذلك أبن‬ ‫العبادة ما ميكن‬ ‫كمن نوى ً‬ ‫بفريضة الصالة‬ ‫الصيب فإنه‬
‫فال ينبغي أن يرتك‬ ‫مطل ًقا‪.‬‬ ‫مسا ٍو له أو أعلى منه‬ ‫ينوي مع‬ ‫مستحيال فنيته‬
‫ً‬ ‫التجارة‪ ،‬ويستثىن من‬ ‫مل يصح فعلها‬ ‫يضمن سواء‬
‫وهذا النوع مؤثر‬ ‫ينوي مع العبادة‬ ‫أن يكون عبادة‬ ‫العبادة ما ال‬
‫الطاعة ألجل ذلك‪.‬‬ ‫‪-‬احلج والعمرة فمن‬ ‫وأقوى‪ ،‬كأن ينوي‬ ‫ال تنعقد‪.‬‬ ‫هذا الرتدد ابلنية حال‬ ‫ويستثىن من‬ ‫بقصد أو ال‪.‬‬
‫‪ -3‬أعمال ذات شبهني‬ ‫يف العبادات‬ ‫عبادة أخرى ال‬ ‫كاالغتسال للتربد‬
‫نوى قطعها فال‬ ‫قلب الفرض إىل فرض‬ ‫يكون عبادة‬ ‫االشتباه كمن جهل‬ ‫ذلك الفعل‬
‫فيكون املكلف فيها خمري يف‬ ‫القلبية كاإلميان‬ ‫ميكن تداخلها كأن‬ ‫وللغسل الشرعي‬
‫تنقطع‪.‬‬ ‫أو قلب نفل إىل‬ ‫مطل ًقا وال‬ ‫صالة يوم معني‬ ‫الذي يؤول للعلم‬
‫ايقاعها أبي وقت وليس‬ ‫ومؤثر يف‬ ‫ينوي حبجه الفرض‬
‫فرض‪.‬‬ ‫‪ -‬أو ينوي مع‬ ‫ميكن تداخلها‬ ‫وجهل عينها فيصلي‬ ‫مثل اإلحرام‬
‫خمري يف إيقاع غريها من‬ ‫‪ -‬العبادة اليت يريد‬ ‫العبادات الفعلية‬ ‫والنفل فنيته تصح‬
‫العبادة عبادة‬ ‫كالذبح هلل‬ ‫مخس صلوات‪.‬‬ ‫املبهم‪.‬‬
‫جنسها يف هذا الوقت‪.‬‬ ‫قطعها بنية االتيان‬ ‫اليت تكون أفعاهلا‬ ‫يف الفرض دون‬
‫ٍ‬ ‫أخرى كأن ينوي‬ ‫مع الذبح لغري‬
‫مبناف هلا كأن ينوي‬ ‫مرتبطة ببعضها‬ ‫النفل‪.‬‬
‫صالة ركعيت سنة‬ ‫هللا‪.‬‬
‫األكل يف رمضان مث‬ ‫ومكاًن‬
‫ً‬ ‫زمنًا‬
‫ال أيكل‪.‬‬ ‫الفجر وحتية‬
‫كالصالة‪.‬‬
‫معا‪.‬‬
‫املسجد ً‬
‫‪-‬املعامالت بني‬
‫اخللق فال يؤثر فيها‬
‫ت‬‫نية القطع مامل أي ِ‬
‫ٍ‬
‫مبناف‪.‬‬
‫ما يندرج حتت قاعدة األمور مبقاصدها‪:‬‬
‫قاعدة تتعلق‬ ‫األميان‬ ‫العقود‬
‫أبحكام اآلخرة‬
‫اليمني على نية احلالف إن‬ ‫مقاصد اللفظ على نية الالفظ إال‬ ‫األميان مبنية على األغراض‬ ‫ختصيص العام ابلنية‬ ‫النية يف اليمني ختصص اللفظ العام‬ ‫العربة يف العقود ابملقاصد‬
‫كان مظلوما وعلى نية‬ ‫يف اليمني عند القاضي‬ ‫ال على األلفاظ‬ ‫مقبول داينة ال قضاء‬ ‫وتعمم اللفظ اخلاص‬ ‫واملعاين ال ابأللفاظ واملباين‬
‫ال ثواب إال بنية‬
‫املستحلف إن كان ظاملا‬
‫املعىن اإلفرادي‪:‬‬ ‫‪ -‬هذا هو نص القاعدة عند املالكية‬
‫املعىن اإلفرادي‪:‬‬
‫مقاصد‪ :‬ما يدل عليه اللفظ من معىن‪.‬‬ ‫واحلنابلة‪ ،‬وأما عند احلنفية والشافعية‬
‫داينة‪ :‬تفويض األمر إىل ما بني املرء‬ ‫‪ -‬اجلزء األول من القاعدة متفق عليه‬ ‫املعىن اإلفرادي‪:‬‬
‫هذه القاعدة تتكون من شقني‪:‬‬ ‫فإن مبىن األميان على األلفاظ إن أمكن‬ ‫والشق اآلخر خمتلف فيه فمنعه الشافعية‬ ‫العربة‪ :‬االعتداد‬
‫الالفظ‪ :‬يقصد به املتكلم‪.‬‬ ‫وربه‪.‬‬
‫استعمال اللفظ وإال فإهنا تبىن على‬ ‫وبعض احلنفية‪.‬‬ ‫العقود‪ :‬ارتباط اإلجياب ابلقبول‬
‫معىن القاعدة‪:‬‬ ‫مظلوما فتكون‬
‫ً‬ ‫‪ -1‬كون احلالف‬ ‫قضاء‪ :‬احلكم يف حال الرتافع إىل‬
‫األغراض‪.‬‬ ‫املعىن اإلفرادي‪:‬‬
‫اليمني على نيته‪.‬‬ ‫القاضي‪ :‬هو من حيق له ً‬
‫شرعا إلزام الغري أبمر‬ ‫القضاء أو العرض عليه‪.‬‬ ‫على وجه مشروع يثبت أثره يف حمله‪.‬‬
‫حصر الثواب يف اآلخرة على‬
‫‪ -2‬كون احلالف ظاملا فتكون اليمني‬
‫الزما قبل حكمه ويطلق عليه‬ ‫مل يكن ً‬ ‫املعىن اإلفرادي‪:‬‬ ‫املعىن اإلمجايل‪:‬‬ ‫اليمني‪ :‬احللف‪ ،‬وشرعا‪ :‬عقد ّ‬
‫يقوى به‬ ‫املقاصد‪ :‬نية املتكلم وقصده‪.‬‬
‫أي عمل يعمله املكلف‬ ‫"املستحلف"‪.‬‬ ‫جانب العزم على الفعل أو الرتك‪.‬‬ ‫املعاين‪ :‬هي الصورة الذهنية اليت دل‬
‫على نية ً‬ ‫االميان‪ :‬اليمني ابهلل تعاىل‪.‬‬ ‫نية املتكلم هلا أثر فيما ينبين على‬
‫يشرتط فيه حصول نية التقرب‬ ‫املستحلف‪.‬‬
‫املعىن اإلمجايل للقاعدة‪:‬‬ ‫ألفاظه فلو تلفظ بلفظ عام وادعى أنه‬ ‫العام‪ :‬اللفظ املتناول لشيئني ف ً‬
‫صاعدا من‬ ‫عليها القول أو الفعل‪.‬‬
‫به إىل هللا ويستوي يف ذلك‬ ‫املعىن اإلمجايل للقاعدة‪:‬‬ ‫األغراض‪ :‬النية والقصد‪.‬‬ ‫غري حصر‪.‬‬ ‫األلفاظ‪ :‬هي الكالم الذي ينطق به‬
‫خاصا فإن مل يتعلق بلفظه‬ ‫يريد معىن ً‬
‫أن يكون العمل عبادة يف‬ ‫األصل ابليمني أن حتمل ألفاظها وتفسر مبا‬ ‫اخلاص‪ :‬اللفظ الدال على مسمى واحد‬ ‫املرء بقصد التعبري عما بداخله‬
‫اليمني إذا حصلت أمام من له حق‬ ‫املعىن اإلمجايل للقاعدة‪:‬‬ ‫حكم فإن دعواه تقبل ويرتك االمر ما‬
‫األصل أو غري ذلك‪.‬‬ ‫نواه احلالف‪ ،‬ويستثىن من هذا موضع واحد‬ ‫نوعا‪.‬‬
‫فردا أو ً‬
‫سواء أكان ً‬ ‫مباين‪ :‬كلمة مرادفة للفظ يقصد هبا‬
‫التحليف واختلفت ألفاظ احلالف عن‬ ‫بني املرء وربه‪ ،‬وأما إن تعلق بلفظه‬
‫الدليل على القاعدة‪:‬‬ ‫وهو‪ :‬اليمني أمام القاضي أو أمام من له حق‬ ‫اليمني ابهلل تعاىل إذا اختلف لفظها عن‬ ‫حكم اقتضى رفعه للقاضي فإن دعوى‬ ‫التخصيص‪ :‬يراد به قصر اللفظ العام على‬ ‫صورته‪.‬‬
‫مظلوما فإن اليمني حتمل‬
‫ً‬ ‫نيته فإن كان‬ ‫التحليف فإن اليمن حتمل وتفسر حبسب‬ ‫نية احلالف فإن احلكم هنا يكون مبنيًا‬ ‫نية التخصيص ال تقبل ويعامل عند‬ ‫بعض أفراده‪.‬‬ ‫معىن القاعدة اإلمجايل‪:‬‬
‫قوله ﷺ‪( :‬وإمنا لكل امرئ ما‬ ‫على ما نواه وأما إن كان ظاملا فإن‬ ‫داللة اللفظ ال حبسب نية احلالف‪.‬‬ ‫على النية إذا احتملها اللفظ‪.‬‬ ‫املعىن اإلمجايل للقاعدة‪:‬‬ ‫ألفاظ العقود إذا اختلفت ما بني‬
‫نوى) فاملراد ابحلصر هنا إمنا‬ ‫اليمني حتمل على ما دل عليهً لفظه‬ ‫القاضي مبوجب لفظه‪.‬‬
‫الدليل على القاعدة‪:‬‬ ‫الفروع املبنية على القاعدة‪:‬‬ ‫الفروع املبنية على القاعدة‪:‬‬ ‫نية املتكلم هلا أثر يف ابب األميان فلو‬ ‫ألفاظ املتكلم ونيته فإنه ال ينظر إىل‬
‫حيصل لكل امرئ ثواب‬ ‫وتفسر حبسب نية املستحلف‪.‬‬
‫لو حلف شخص ابلطالق أال يصبح‬ ‫تلفظ بيمني لفظها عام وقصد هبا شيء‬ ‫ألفاظه بل ينظر إىل نيته‪.‬‬
‫العمل الذي نواه فتكون هذه‬ ‫الفروع املبنية على القاعة‪:‬‬ ‫قوله ﷺ‪( :‬إمنا اليمني على نية املستحلف)‪.‬‬ ‫لو اغتاظ الوالد من ابنه فحلف أال‬ ‫خاص فإن النية ختصص لفظه والعكس‪.‬‬ ‫الفروع املبنية على القاعدة‪:‬‬
‫إماما فصلى منفرد وأتى شخص آخر‬
‫اجلملة بيان لرتتيب الثواب‬ ‫يشرتي له برال مث بعد ذلك اشرتى له‬ ‫الفروع املبنية على القاعدة‪:‬‬ ‫لو اشرتى شخص من بقال سلعة‬
‫لو أجرب ظامل رجل على أن يطلق امرأته‬ ‫الفروع املبنية على القاعدة‪:‬‬ ‫فصلى معه فأصبح إمام فرفعت زوجته‬
‫على النية يف اآلخرة‪.‬‬ ‫مبئة رال فعند املالكية واحلنابلة حينث‬ ‫لو حلف شخص أال يكلم أحد ونوى أال‬ ‫وقال خذ ساعيت أمانة عندك حىت‬
‫ونوى بلفظ طالقها أهنا غري مقيدة فإن‬ ‫لو حلّف القاضي منكر الدين أنه ما أخذ من‬ ‫للقاضي فذكر أنه عندما حلف قصد‬
‫ما تدخله القاعدة من‬ ‫ألنه قصد عدم نفع ابنه مطل ًقا‪ ،‬وعند‬ ‫يكلم زيد فقط فإنه ال حينث لو كلم غري‬ ‫أحضر الثمن فهذا يعد رهنًا ال أمانة‬
‫نيته تنفعه هنا وال يقع الطالق ‪.‬‬ ‫فالن شيء فحلف ونوى أنه ما أخذ هذا اليوم‬ ‫إماما ابختياره فالقاضي‬ ‫أال يكون ً‬
‫األعمال‪:‬‬ ‫احلنفية والشافعية ال حينث ألنه قال‬ ‫زيد ألن اليمن وإن كانت عامة فإن نيته‬ ‫الن العربة ابلعقود ابملقاصد واملعاين‬
‫وكان يف الواقع أخذ منه ساب ًقا فإن احلالف‬ ‫حيكم هنا حبنثه ووقوع الطالق ألن‬
‫عالقة القاعدة ابلقاعدة الكربى‪:‬‬ ‫رال واشرتى له مبئة واألميان عندهم‬ ‫خصصتها‪.‬‬ ‫ال ابأللفاظ واملباين‪.‬‬
‫هذه القاعدة تشمل مجيع‬ ‫حينث‪.‬‬ ‫ختصيص العام ابلنية ال يقبل قضاءً وإن‬
‫مبنية على األلفاظ‪.‬‬ ‫عالقة هذه القاعدة ابلقاعدة الكربى‪:‬‬ ‫عالقة القاعدة ابلقاعدة الكربى‪:‬‬
‫أحوال املسلم فتدخل يف‪:‬‬ ‫هذه القاعدة تفيد أن حكم اليمني‬ ‫قبل دانة‪.‬‬
‫املرتتب عليها خيتلف ابختالف النية‬ ‫عالقة القاعدة ابلقاعدة الكربى‪:‬‬ ‫عالقة القاعدة ابلقاعدة الكربى‪:‬‬ ‫عالقة القاعدة ابلقاعدة الكربى‪:‬‬ ‫أثرا يف ألفاظ‬
‫هذه القاعدة تفيد أن للنية ً‬ ‫هذه القاعدة تفيد أن أحكام‬
‫(العبادات ‪ ،‬الواجبات‪ ،‬ترك‬
‫أثرا يف‬ ‫اليمني من جهة أن النية ختصص اليمن‬ ‫العقود يرجع فيها إىل نية العاقد‬
‫املعاصي‪ ،‬فعل املباحات)‬ ‫املبين على اختالف حال احلالف بني‬ ‫هذه القاعدة أفادت أن ألفاظ اليمني الصادرة‬ ‫هذه القاعدة تفيد يف نصفها املعتمد أن‬ ‫هذه القاعدة تفيد أن للنية ً‬ ‫العامة ابتفاق وتعمم اليمن اخلاصة يف‬
‫مظلوما وبني أن يكون ظاملا‬ ‫أن يكون‬ ‫من املكلف ترتب علبها األحكام حيسب نيته‬ ‫األلفاظ وأن األلفاظ العامة تقبل‬ ‫وهذا ما تفيده القاعدة الكربى‪.‬‬
‫وهذا ال خيرجً عما أفادته القاعدة ً‬ ‫حكم اليمني إذا اختلف بني لفظ‬
‫التخصيص ابلنية فيما يكون بني املرء‬ ‫لفظها وهذا يتفق مع ما تفيده القاعدة‬
‫ويستثىن منها هذه القاعدة وهذا ال خيرج يف‬ ‫احلالف ونيته فإنه يبىن على النية وهذا‬
‫الكربى‪.‬‬ ‫مجلته عما أفادته القاعدة الكربى‪.‬‬ ‫وربه وهذا يتفق مع القاعدة الكربى‪.‬‬ ‫الكربى‪.‬‬
‫يتفق مع ما تفيده القاعدة الكربى‪.‬‬
‫القاعدة الثانية‪ :‬اليقني ال يزول ابلشك‬

‫مكانة هذه القاعدة‬


‫أدلة القاعدة‪:‬‬ ‫معىن القاعدة‪:‬‬
‫وأمهيتها‪:‬‬

‫‪-‬قوله تعاىل‪﴿ :‬وما يتبع أكثرهم إال ظنا وإن الظن ال يغين‬ ‫املعىن اإلفرادي‪:‬‬
‫املعىن اإلمجايل‪:‬‬ ‫هذه القاعدة قاعدة عظيمة‬
‫من احلق شيئًا﴾ دلت على أن الشك لو قابل اليقني فإنه ال‬
‫اليقني‪ :‬العلم وزوال الشك وقد‬ ‫وتظهر أمهيتها من خالل‬
‫يقوى على معارضته بل يبقى احلكم لليقني‪.‬‬ ‫وًت‬
‫إذا ثبت أمر من األمور ثب ً‬
‫أييت مبعىن الظن الراجح‪ ،‬ويف‬ ‫أمرين‪:‬‬
‫وجودا أو‬
‫اجحا ً‬ ‫جازما أو ر ً‬
‫ً‬
‫‪-‬قوله ﷺ‪( :‬ال ينصرف حىت يسمع ً‬
‫صوًت أو جيد رحيًا)‬ ‫االصطالح‪ :‬حصول اجلزم‬ ‫‪ -1‬هذه القاعدة من أوسع‬
‫عدما‪ ،‬مث طرأ بعد ذلك شك‬‫ً‬
‫وجه الداللة‪ :‬أن األشياء حيكم ببقائها على أصوهلا حىت‬ ‫بوقوع الشيء أو عدم وقوعه‪.‬‬
‫أو وهم يف زوال ذلك األمر‬ ‫القواعد الفقهية تطبي ًقا وتدخل‬
‫يتيقن خالف ذلك وال يضر الشك الطارئ عليها‪.‬‬
‫الثابت فإنه ال يلتفت إىل‬ ‫الشك‪ :‬يف اللغة‪ /‬التداخل‬ ‫يف مجيع أبواب الفقه‪.‬‬
‫‪-‬اإلمجاع‪ :‬أمجع العلماء على أصل هذه القاعدة‪.‬‬ ‫ذلك الشك والوهم بل حيكم‬ ‫اصطالحا‪ :‬الرتدد‬ ‫واالختالط‪ ،‬و‬
‫ً‬ ‫‪ -2‬أن هلذه القاعدة صلة‬
‫ببقاء األمر الثابت على ما‬ ‫بني وجود الشيء وعدمه دون‬
‫‪ -‬الدليل العقلي‪ :‬اليقني أقوى من الشك فال يصح عقالً‬ ‫أبصول الفقه‪.‬‬
‫أن يرتفع اليقني القوي ابلشك الضعيف‪.‬‬ ‫ثبت عليه‪.‬‬ ‫ترجيح ألحدمها‪.‬‬
‫ما يندرج حتت قاعدة اليقني ال يزول ابلشك‪:‬‬
‫القواعد اليت متثل مفهوم املخالفة لنص القاعدة الكربى‬ ‫قواعد متثّل منطوق القاعدة الكربى وهي ‪ 12‬قاعدة‬

‫األصل يف‬ ‫األصل يف األشياء اإلابحة‬ ‫األصل إضافة احلادث إىل‬ ‫األصل يف األمور العارضة‬ ‫األصل بقاء ما كان على‬
‫األصل براءة الذمة‬
‫األبضاع التحرمي‬ ‫أقرب أوقاته‬ ‫العدم‬ ‫ما كان‬
‫‪ -‬هذه القاعدة متعلقة حبكم األشياء املسكوت‬ ‫املعىن اإلفرادي‪:‬‬
‫عنها أي اليت مل يرد بشأهنا دليل يبيحها بعينها أو‬ ‫األصل‪ :‬القاعدة املستمرة يف الشرع‪.‬‬
‫املعىن اإلفرادي‪:‬‬ ‫حيرمها ولفظ "األشياء" مقيد ابألشياء الضارة‪.‬‬ ‫‪-‬هذه القاعدة تتعلق بصفات األشياء واألمور أو‬
‫براءة‪ :‬السالمة واخللو من التكليف‪.‬‬ ‫املعىن اإلفرادي‪:‬‬
‫األبضاع‪ :‬الفرج وهو كناية عن النساء‬ ‫املعىن اإلفرادي‪:‬‬ ‫الصفات على نوعني‪:‬‬
‫املعىن اإلمجايل للقاعدة‪:‬‬
‫موجودا مث وجد‬
‫ً‬ ‫احلادث‪ :‬الشيء الذي مل يكن‬ ‫‪ -1‬األمور األصلية‪ :‬فهذا األصل فيه الوجود كاحلياة‬ ‫الذمة‪ :‬ذات اإلنسان ونفسه‪.‬‬ ‫األصل‪ :‬القاعدة املستمرة يف الشرع‪.‬‬
‫واالستمتاع هبن‪.‬‬ ‫شرعا‬
‫األصل يف الشرع أن األشياء املسكوت عنها ً‬ ‫إضافة‪ :‬نسبة احلادث إىل وقت حمدد وترتيب‬ ‫للحيوان‪.‬‬
‫وغري الضارة أهنا غري حمرمة وال ينتقل عن هذا‬ ‫احلكم على هذه النسبة‪.‬‬ ‫املعىن اإلمجايل للقاعدة‪:‬‬ ‫بقاء ما كان‪ :‬أي ثبوت األمر يف الزمان‬
‫املعىن اإلمجايل للقاعدة‪:‬‬ ‫‪ -2‬األمور العارضة‪ :‬وهي الصفات اليت ال توجد مع‬
‫احلكم إال بدليل‪.‬‬ ‫املعىن اإلمجايل‪:‬‬ ‫األصل ابتداءً فهي طارئة كاملرض وهذا النوع األصل‬ ‫أن اإلنسان ابألصل غري مكلف بشيء من احلقوق‬ ‫احلاضر‪.‬‬
‫األصل يف أمور النساء واالستمتاع هبن‬ ‫أن القاعدة املستمرة يف الشرع أنه إذا وجد أمر‬ ‫فيه العدم وهذا هو املتعلق بقاعدتنا‪.‬‬ ‫لذا فإن تكليفه حبق من احلقوق خمالف لألصل فالبد‬
‫األدلة على القاعدة‪:‬‬ ‫على ما كان‪ :‬أي على ما ثبت عليه يف‬
‫هو التحرمي فال خيرج من هذه القاعدة‬ ‫يدا‪ ،‬وال‬
‫حادث‪ ،‬وأمكن أن يكون وقته قريبًا وبع ً‬ ‫معىن القاعدة‬ ‫من أن يكون ثبوت تكليفه بدليل‪.‬‬ ‫الزمن املاضي‪.‬‬
‫إال بيقني اإلابحة‪.‬‬ ‫‪-‬قوله تعاىل‪﴿ :‬وهو الذي خلق لكم ما يف األرض‬ ‫بينة‪ ،‬فإن وقته املعترب هو الوقت القريب‪.‬‬ ‫املعىن اإلمجايل للقاعدة‪:‬‬
‫مجيعا﴾ ووجه الداللة‪ :‬أن هللا تعاىل امنت علينا يف‬ ‫الفروع املبنية على القاعدة‪:‬‬ ‫الدليل على القاعدة‪:‬‬ ‫املعىن اإلمجايل للقاعدة‪:‬‬
‫ً‬ ‫أن القاعدة املستمرة يف األمور العارضة هو العدم ‪،‬‬
‫الفروع املبنية على القاعدة‪:‬‬ ‫أبن خلق لنا مجيع ما يف األرض‪ ،‬وأبلغ وجه‬ ‫لو ضرب شخص بطن امرأة حامل‪ ،‬فانفصل‬ ‫لذلك فإن الذي يدعي وجود األمر العارض أو الصفة‬ ‫‪ -‬قوله ﷺ‪( :‬البينة على املدعي واليمني على املدعى‬ ‫أن الشيء إذا ثبت على حال فإنه حيكم‬
‫االمتنان إابحة االنتفاع ابلشيء‪ ،‬فيكون االنتفاع‬ ‫منها ولد ميت‪ ،‬فإن موت هذا اجلنني ينسب إىل‬ ‫العارضة فإنه يدعي شيئا على خالف األصل‪ ،‬فيلزمه‬ ‫عليه) وجه الداللة‪ :‬أن النيب جعل البينة اليت هي‬
‫لو اشتبهت امرأة حمرمة على رجل‬ ‫ببقائه ودوام ثبوته يف الزمان التايل حىت أييت‬
‫مباحا لنا‪.‬‬
‫جبميع ما يف األرض ً‬ ‫الضرب ألنه وقته القريب‪ ،‬واألصل إضافة‬ ‫حينئذ الدليل الذي هو البينة‪ ،‬والذي يدعي عدم األمر‬
‫بنساء قرية حمصورات ‪ ،‬وال يعرف‬ ‫الدليل على انشغال الذمة يف جانب املدعي ألنه‬ ‫شرعا فيؤخذ مبقتضاه حينئذ‪.‬‬
‫قوله ﷺ‪( :‬ما أحل هللا يف كتابه فهو حالل‪ ،‬وما‬ ‫احلادث إىل أقرب أوقاته‪ ،‬ولو أنه بعد الضرب‬ ‫العارض أو الصفة العارضة فهو متمسك ابألصل وهذا‬ ‫املغري املعترب ً‬
‫عينها‪ ،‬فإنه ال جيوز له أن جيتهد‬ ‫يدعي شيئًا على خالف الظاهر ومل يطلب من‬
‫حرم فهو حرام‪ ،‬وما سكت عنه فهو عفو‪ ،‬فاقبلوا‬ ‫انفصل منها ولد حي وبقي زماًن بال أمل مث‬ ‫تطلب منه اليمني إبقاءً لألصل الثابت‬ ‫املدعى عليه إال اليمني مما يدل على أن األصل براءة‬ ‫الفروع املبنية على القاعدة‪:‬‬
‫ويتحرى يف تعيني املرأة احملرمة عليه مث‬ ‫مات‪ ،‬فإن موته ال ينسب إىل الضرب‪ ،‬بل‬ ‫الفروع املبنية على القاعدة‪:‬‬
‫من هللا عافيته‪ ،‬فإن هللا مل يكن لينسی شيئًا)‬ ‫الذمة‪.‬‬
‫النكاح من الباقي؛ ألن حرمة هؤالء‬ ‫ينسب إىل آخر قريب؛ ألن األصل إضافة‬ ‫شخصا يريد الصوم فأكل آخر الليل‬
‫ً‬ ‫لو أن‬
‫لو أنه ثبت على اإلنسان دين ‪ ،‬مث إنه ادعى األداء ‪،‬‬
‫النسوة متيقنة؛ لكوهنا األصل‪ ،‬وقد‬ ‫الفروع املبنية على القاعدة‪:‬‬ ‫احلادث إىل أقرب أوقاته‬ ‫الفروع املبنية على القاعدة‪:‬‬ ‫وهو شاك يف طلوع الفجر فإن صومه‬
‫أو ادعى أن صاحب املال أبرأه من دينه ‪ ،‬وأنكر‬
‫حصل الشك هنا يف إابحتهن له‪.‬‬ ‫أن النبات جهلت مسيته وضرره يكون حكمه‬ ‫عالقة القاعدة ابلقاعدة الكربى‪:‬‬ ‫صاحب الدين ‪ ،‬فإنه ال يقبل قول املدين ؛ ألن األداء‬ ‫لو اتلف شخص متاع شخص آخر مث اختلف‬
‫صحيح ألن بقاء الليل هو األصل‪.‬‬
‫اإلابحة بناءً على هذه القاعدة‪.‬‬ ‫أفادت هذه القاعدة أنه عند التنازع يف وقت‬ ‫أو اإلبراء أمر عارض ‪ ،‬واألصل يف األمور العارضة‬ ‫املتلف وصاحب املتاع يف قيمة الشيء املتلَف وال بينة‬ ‫عالقة هذه القاعدة ابلقاعدة الكربى‪:‬‬
‫عالقة القاعدة ابلقاعدة الكربى‪:‬‬ ‫وقوع األمر احلادث فإن وقوع احلادث يف وقته‬ ‫العدم ‪ ،‬فيقبل قول الدائن مع ميينه ‪.‬‬
‫عالقة القاعدة ابلقاعدة الكربى‪:‬‬ ‫فإنه يقبل قول املتلِف الغارم مع ميينه ألن األصل‬
‫القريب هو األمر املتيقن‪ ،‬وأن وقوعه يف الوقت‬ ‫عالقة هذه القاعدة ابلقاعدة الكربى‪:‬‬ ‫هذه القاعدة أفادت أن بقاء الشيء على‬
‫هذه القاعدة أفادت أن حرمة األبضاع‬ ‫براءة ذمته من الزادة اليت يدعيها صاحب املتاع‪.‬‬
‫هذه القاعدة أفادت أن إابحة األشياء املسكوت‬ ‫البعيد أمر مشكوك فيه‪ ،‬فنأخذ ابملتيقن‪ ،‬وهو‬ ‫تبني من هذه القاعدة أن عدم األمور العارضة أمر‬ ‫حالته اليت ثبت عليها أمر متيقن وتغريه بعد‬
‫متيقة‪ ،‬وإابحتها مشكوك فيها‪ ،‬فنأخذ‬ ‫عالقة القاعدة ابلقاعدة الكربى‪:‬‬
‫عنها شرعا وغري الضارة أمر متيقن‪ ،‬وحرمتها أمر‬ ‫الوقت القريب‪ ،‬ونرتك املشكوك فيه‪ ،‬وهو الوقت‬ ‫متيقن ‪ ،‬وأن وجودها أمر مشكوك فيه ‪ ،‬فنأخذ‬ ‫ثبوته أمر مشكوك فيه فنأخذ ابملتيقن ونرتك‬
‫ابملتيقن وهو التحرمي‪ ،‬ونرتك املشكوك‬ ‫مشكوك فيه‪ ،‬فنأخذ ابملتيقن وهو اإلابحة‪ ،‬ونرتك‬ ‫البعيد‪ ،‬وهذا ما أفادته القاعدة الكربى‪.‬‬ ‫ابملتيقن ونرتك املشكوك فيه وهذا ما أفادته القاعدة‬ ‫هذه القاعدة تفيد أن براءة الذمة أمر متيقن وانشغاهلا‬ ‫املشكوك فيه وهذا ما تفيده القاعدة الكربى‪.‬‬
‫فيه وهو اإلابحة‪ ،‬وهذا ما أفادته‬ ‫املشكوك فيه وهو التحرمي‪ ،‬وهذا ما أفادته القاعدة‬ ‫الكربی‬ ‫أمر مشكوك فيه فنأخذ ابملتيقن وهذا ما تفيده‬
‫القاعدة الکربی‪.‬‬ ‫الكربى‪.‬‬ ‫القاعدة الكربى‪.‬‬
‫ما يندرج حتت قاعدة اليقني ال يزول ابلشك‪:‬‬
‫القواعد اليت متثل مفهوم املخالفة لنص القاعدة الكربى‬ ‫قواعد متثّل منطوق القاعدة الكربى وهي ‪ 12‬قاعدة‬

‫املمتنع عادة كاملمتنع‬ ‫ال عربة ابلظن الب ّني‬ ‫ال ينسب إىل ساكت قول‪ ،‬ولكن السكوت يف‬ ‫األصل يف الذابئح التحرمي‬
‫ال عربة ابلتوهم‬
‫حقيقة‬ ‫خطؤه‬ ‫معرض احلاجة إىل بيان بيان‬
‫املعىن اإلفرادي‪:‬‬

‫املعىن اإلفرادي‪:‬‬ ‫املعىن اإلمجايل للقاعدة‪:‬‬ ‫الذابئح‪ :‬احليوان املذبوح أو املصيد بقصد األكل أو سائر‬
‫املعىن اإلفرادي‪:‬‬ ‫االنتفاعات املشروعة‪.‬‬
‫هذه القاعدة مكونة من شقني‪:‬‬
‫املمتنع حقيقة‪ :‬هو الذي ال ميكن وقوعه‬ ‫البني خطؤه‪ :‬أي الواضح أنه ظن‬ ‫املعىن اإلفرادي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪" -1‬ال ينسب إىل ساكت قول" وهذا األصل يف‬ ‫املعىن اإلمجايل للقاعدة‪:‬‬
‫ملخالفته للعقل وحكمه ال تقبل الدعوى‬ ‫خاطئ‪.‬‬ ‫ال عربة‪ :‬ال اعتداد‪.‬‬
‫السكوت‪ ،‬ومعناه أن السكوت ال ينزل منزلة القول‬ ‫أن احلكم املستصحب يف الشرع يف احليوان املذبوح أو املصيد هو‬
‫أصال‪.‬‬
‫فيه ً‬ ‫التوهم‪ :‬إدراك االحتمال املرجوح من‬
‫املعىن اإلمجايل للقاعدة‪:‬‬ ‫من جهة ما يرتتب على القول من أحكام وآاثر‪.‬‬ ‫التحرمي فال حيل إال بعد حصول السبب املبيح له‪.‬‬
‫املمتنع عادة‪ :‬هو الذي ال يعهد وقوعه‬ ‫احتمالني أو أكثر يرتدد الذهن بينهما‪.‬‬ ‫‪" -2‬لكن السكوت يف معرض احلاجة إىل بيان بيان"‬ ‫الدليل على القاعدة‪:‬‬
‫وإن كان هنالك احتمال عقلي بعيد‪،‬‬ ‫بناء األحكام على الظن صحيح‬ ‫املعىن اإلمجايل‪:‬‬ ‫وهذا استثناء من األصل السابق ومعناه أن السكوت‬ ‫قوله تعاىل‪﴿ :‬حرمت عليكم امليتة والدم وحلم اخلنزير وما أهل لغري‬
‫حكمه‪ :‬ال تقبل الدعوى فيه‪.‬‬ ‫شرعا‪ ،‬فلو تبني بعد ذلك خطأ هذا‬
‫ً‬ ‫أن التوهم ال يصلح أن يكون مستن ًدا تبىن‬ ‫قد ينزل منزلة القول فيعطى أحكامه إذا وجدت‬ ‫هللا به واملنخنقة واملوقوذة واملرتدية والنطيحة وما أكل السبع إال ما‬
‫شرعا‬
‫ً‬ ‫به‬ ‫يعتد‬ ‫ال‬ ‫الظن‬ ‫هذا‬ ‫فإن‬ ‫الظن‬ ‫ذكيتم﴾ وجه الداللة من اآلية‪ :‬أن هللا تعالی نص على احملرمات من‬
‫الفروع املبنية على القاعدة‪:‬‬ ‫عليه األحكام الشرعية وال يصلح أن‬ ‫احلاجة للبيان‪.‬‬
‫ويلغى ما بين عليه من أحكام وآاثر‪.‬‬ ‫املطعومات من احليوان واستثىن املذكی من هذا احملرم‪ ،‬وجعل املذكی‬
‫لو ادعى شخص فقري معروف فقره أنه‬ ‫مستندا لتأخري العمل ابألحكام‬
‫ً‬ ‫يكون‬ ‫الفروع املبنية على القاعدة‪:‬‬ ‫حالال استثناء يدل على أن األصل هو التحرمي‪.‬‬
‫الفروع املبنية على القاعدة‪:‬‬ ‫شرعا‪.‬‬
‫اقرض شخص آخر أمو ًاال عظيمة ومل يعهد‬ ‫الثابتة ً‬ ‫مثال على الشق األول‪ /‬إذا استؤذنت الثيب يف‬ ‫جمال إعمال القاعدة‪:‬‬
‫عن الفقري متلكه هلذا املال بتجارة وال ارث‬ ‫لو ظن مسلم طهارة املاء فتوضأ به‬ ‫الفروع املبنية على القاعدة‪:‬‬ ‫الزواج فسكتت فال يعد بيان‪ .‬وأما املثال على الشق‬
‫فإنه ال تقبل دعواه ألنه ممتنع عادة فهو‬ ‫هذه القاعدة حتكم يف حال اجلهل حبال احليوان املذبوح أو الشك‬
‫فوضوؤه صحيح مث بعد ذلك تبني له‬ ‫لو اشتبهت القبلة على مسلم فصلى بال‬ ‫الثاين‪ /‬إذا استؤذنت البكر فسكتت فهذا بيان ألن‬ ‫بسبب االشتباه يف حال احليوان املذبوح‪ ،‬حبيث تتساوى‬
‫كاملمتنع حقيقة‪.‬‬ ‫أنه كان جنس فإن عليه إعادة الوضوء‬ ‫حت ٍر فإن صالته غري صحيحة ألنه بىن أمر‬ ‫حياؤها مينعها من الكالم‪.‬‬ ‫االحتماالت يف حقه‪ ،‬أما لو حصل ما يرجح حصول سبب احلل‬
‫عالقة القاعدة ابلقاعدة الكربى‪:‬‬ ‫ألنه بىن أمر الوضوء على ظن تبني‬ ‫عالقة هذه القاعدة ابلقاعدة الكربى‪:‬‬ ‫فإن احليوان املذبوح يكون حالال‪.‬‬
‫إثبات القبلة على جمرد التوهم ومعلوم أنه‬
‫خطؤه وال عربة ابلظن يف هذه احلالة‪.‬‬ ‫ال عربة ابلتوهم‪.‬‬ ‫العالقة هنا تنحصر يف الشق األول من القاعدة‪،‬‬ ‫الفروع املبنية على القاعدة‪:‬‬
‫هذه القاعدة تفيد أن جتويز وقوع املمتنع‬
‫عادة واألخذ به أخذ مبا يفيد الشك‪،‬‬ ‫عالقة القاعدة ابلقاعدة الكربى‪:‬‬ ‫عالقة القاعدة ابلقاعدة الكربى‪:‬‬ ‫وهي(ال بنسب إىل ساكت قول) ‪ ،‬وبياهنا‪ :‬أن عدم‬ ‫لو اشتبهت شاة مذكاة بشاة ميته فحصل الشك فيهما فإهنما‬
‫لذلك فإن اليقني هو يف عدم األخذ‬ ‫داللة السكوت على القول يف األحوال العادية أمر‬ ‫حترمان وال جيوز التحري ألن األصل يف الذابئح التحرمي‪.‬‬
‫األحكام الشرعية تبىن على اليقني أو‬ ‫أن بناء األحكام على الوهم ال يصح‬
‫ابملمتنع عادة إحلاقا له ابملمتنع حقيقة‪،‬‬ ‫متيقن‪ ،‬وداللة السكوت على القول هنا أمر مشكوك‬ ‫عالقة هذه القاعدة ابلقاعدة الكربى‪:‬‬
‫الظن الراجح وأما الظن الذي تبني‬ ‫وهذا ما أفادته القاعدة الكربى‪.‬‬
‫وعدم اعتبار الشك هنا‪ ،‬واألخذ مبا يفيد‬ ‫فيه‪ ،‬فنأخذ ابملتيقن ونرتك املشكوك فيه وهذا ما تفيده‬ ‫هذه القاعدة تفيد أن حرمة احليوان املذبوح أو املصيد متيقنة‪،‬‬
‫اليقني هو ما أفادته القاعدة الكربى‪.‬‬ ‫خطؤه فال يعتد به وهذا ما افادته‬ ‫وإابحته مشكوك فيها‪ ،‬فتأخذ ابملتيقن‪ ،‬وهو التحرمي‪ ،‬ونرتك املشكوك‬
‫القاعدة الكربى‪.‬‬
‫القاعدة الكربى‪.‬‬ ‫فيه‪ ،‬وهو اإلابحة‪ ،‬وهذا ما أفادته القاعدة الكربى‪.‬‬
‫ما يندرج حتت قاعدة اليقني ال يزول ابلشك‪:‬‬

‫القواعد اليت متثل مفهوم املخالفة لنص القاعدة الكربى وهي ‪ 3‬قواعد‬ ‫قواعد متثّل منطوق القاعدة الكربى وهي ‪ 12‬قاعدة‬

‫ال حجة مع االحتمال الناشئ عن دليل‬ ‫ال عربة للداللة يف مقابلة التصريح‬ ‫ما ثبت بيقني ال يرتفع إال بيقني‬
‫فيم تبىن عليه األحكام شرعا‪:‬‬
‫خامتة َ‬ ‫املعىن اإلفرادي‪:‬‬
‫األحكام يف الشرع تبىن يف األصل على اليقني‬ ‫معىن القاعدة‪:‬‬ ‫ال عربة‪ :‬ال اعتداد‪.‬‬ ‫معىن القاعدة‪:‬‬
‫والعلم‪ ،‬وقد تبىن على الظن للضرورة املتمثلة‬ ‫أن احلجة القائمة على أمر من األمور ال تعترب وال بعتد‬ ‫الداللة‪ :‬كل ما يفيد فائدة وهي غري لفظية‪.‬‬ ‫وجودا أو‬
‫اجحا ً‬ ‫جازما أو ر ً‬
‫ثبوًت ً‬‫أن الشيء إذا ثبت ً‬
‫يف أمرين‪:‬‬ ‫مستندا إىل‬
‫ً‬ ‫هبا إذا عارضها احتمال وكان هذا االحتمال‬ ‫يف مقابلة‪ :‬أي عند التعارض بينهما قبل العمل ابلداللة‪.‬‬ ‫عدما فإنه حيكم ببقائه وال حيكم بتغريه إال أبمر‬
‫ً‬
‫دليل‪.‬‬ ‫جازم أو راجح آخر ينفي ذلك الثبوت‪.‬‬
‫أوهلما‪ :‬أن األخذ ابليقني يتعذر يف أكثر الصور‬
‫ظهورا بينًا بطريق اللفظ أو الكتابة‪.‬‬ ‫التصريح‪ :‬ما كان ً‬
‫ظاهرا ً‬ ‫دليل على القاعدة‪:‬‬
‫الفروع املبنية على القاعدة‪:‬‬
‫املعىن اإلمجايل‪:‬‬
‫اثنيهما‪ :‬أن الغالب يف الظن اإلصابة‪ ،‬واخلطأ فيه‬ ‫لو أقر شخص يف مرض موته ألحد ورثته بدين‪ ،‬فإن‬ ‫‪ -‬قوله ﷺ‪( :‬إذا وجد أحدكم يف بطنه شيئًا‬
‫أن الداللة يعتد هبا إذا مل يعارضها تصريح خبالفها فإن‬ ‫فأشكل عليه أخرج منه شيء أم ال فال خيرجن من‬
‫ًندر‪ ،‬والغالب ال يرتك للنادر ‪.‬‬ ‫اإلقرار يعد حجة يف األصل يف ثبوت الدين‪ ،‬ولكن هذه‬ ‫عارضها فإنه ال يعتد هبا ويكون االعتداد ابلتصريح وليس‬
‫احلجة قد عارضها احتمال‪ ،‬وهو إرادة نفع بعض الورثة‬ ‫صوًت أو جيد رحيًا) وجه‬
‫املسجد حىت يسمع ً‬
‫الداللة ألن التصريح أقوى‪.‬‬ ‫الداللة‪ :‬أن الداخل يف الصالة يدخل بطهارة‬
‫وينبين على هذا األمر الثاين أن الشك ال يلتفت‬ ‫وحرمان الباقني‪ ،‬وهذا االحتمال مستند إىل دليل‪ ،‬وهو أن‬
‫اإلقرار إمنا حصل من هذا الشخص يف مرض موته‪،‬‬ ‫الفروع على القاعدة‪:‬‬ ‫متيقنة فال خيرج منها إال بيقني وهو مساع الصوت‬
‫إليه يف بناء األحكام‪ ،‬ويستثىن من هذا أنه جيوز‬ ‫لذلك يبطل هذا اإلقرار وال يعتد به‪ ،‬وذلك ألنه ال حجة‬ ‫أو وجود الريح‪.‬‬
‫معدا‬
‫لو دخل شخص دار شخص آخر إبذنه فوجد إًنء ً‬
‫البناء على الشك يف حال الضرورة واحلاجة‪،‬‬ ‫مع االحتمال الناشئ عن دليل‪ ،‬وهذا يف حال ما إذا‬ ‫للشرب‪ ،‬فتناوله ليشرب فوقع وانكسر ‪ ،‬فإنه ال يضمن؛ ألنه‬ ‫الفروع املبنية على القاعدة‪:‬‬
‫وهذه الضرورة وتلك احلاجة تظهر يف موضعني‬ ‫اعرتض ابقي الورثة على هذا اإلقرار ‪ ،‬أما إن رضوا فاحلق‬ ‫صرح‬
‫مأذون له بطريق داللة احلال يف االنتفاع‪ ،‬لكن لو ّ‬
‫هلم ‪ ،‬وهلم إسقاطه‪.‬‬ ‫صاحب الدار مبنعه من هذا اإلًنء ‪ ،‬فتناوله ليشرب فوقع‬ ‫إذا شك أحدهم يف الطواف هل طاف ستة أشواط‬
‫وانكسر ‪ ،‬فإنه يضمن؛ ألن اإلذن بطريق الداللة قد عارضه‬ ‫أم سبعة فإنه حيكم أبنه مل ِ‬
‫أيت ابلشوط السابع‬
‫‪-‬املوضع األول‪ :‬عند تعذر التحقق ‪ ،‬أي عند‬ ‫عالقة هذه القاعدة ابلقاعدة الكربى‪:‬‬ ‫تصريح خبالفه ‪ ،‬وال عربة للداللة يف مقابل التصريح‪.‬‬ ‫وعليه االتيان به ألن األشواط السبعة ثبتت ابلذمة‬
‫تعذر احلصول على اليقني ‪ ،‬أو ما قام مقامه‪،‬‬ ‫بيقني فال ترتفع إال بيقني الفعل‪.‬‬
‫هذه القاعدة متثل مفهوم املخالفة للقاعدة الكربى وذلك‬ ‫عالقة هذه القاعدة ابلقاعدة الكربى‪:‬‬
‫فإنه يبين احلكم على الشك‪.‬‬ ‫أن اليقني يزول مبا هو أقوى من الشك وهو اليقني‪ ،‬وبيانه‬
‫هذه القاعدة متثل مفهوم املخالفة للقاعدة الكربى وذلك أن‬ ‫عالقة هذه القاعدة ابلقاعدة الكربى‪:‬‬
‫يف هذه القاعدة‪ :‬أن احلجة إذا مل يعارضها احتمال مستند‬
‫‪-‬املوضع الثاين‪ :‬عند وجود املشقة املرتتبة على‬ ‫إىل دليل فهي تفيد اليقني‪ ،‬فيعمل هبا‪ ،‬أما إذا عارضها‬ ‫اليقني يزول مبا هو أقوى من الشك‪ ،‬وهو اليقني‪ ،‬وبيانه يف‬ ‫هذه القاعدة متثل مفهوم املخالفة للقاعدة الكربى‬
‫عدم البناء على الشك‪.‬‬ ‫احتمال مستند إىل دليل فإن هذا االحتمال يف هذه احلالة‬ ‫هذه القاعدة‪ :‬أن الداللة إذا مل يعارضها تصريح خبالفها فإهنا‬ ‫مبعىن أن القاعدة الكربى نصت على أن اليقني ال‬
‫يفيد اليقني أيضا‪ ،‬وهو أقوى مما تفيده احلجة‪ ،‬فيزول‬ ‫تفيد اليقني‪ ،‬فيعمل هبا‪ ،‬فأما إذا عارضها تصريح خبالفها فإن‬ ‫يزول ابلشك ومفهوم املخالفة أن اليقني يزول مبا‬
‫هذا التصريح يفيد اليقني أيضا‪ ،‬وهو أقوى مما تفيده الداللة‪،‬‬ ‫هو أقوى من الشك وهو اليقني‪.‬‬
‫ويرتفع يقني احلجة بيقني االحتمال املستند إىل دليل‪.‬‬ ‫فيزول ويرتفع يقني الداللة بيقني التصريح‪.‬‬
‫القاعدة الثالثة‪ :‬املشقة جتلب التيسري‬

‫شروط اعتبار املشقة‬ ‫ضابط املشقة اليت جتلب‬ ‫األسباب اليت جتلب التيسري‬ ‫مكانة هذه‬
‫أدلة القاعدة‪:‬‬ ‫معىن القاعدة‪:‬‬
‫اجلالبة للتيسري‬ ‫التيسري‬ ‫أو تكون سببا فيه‬ ‫القاعدة وأمهيتها‪:‬‬

‫املشاق ال ختلو من قسمني‪:‬‬


‫‪ -1‬أن تكون املشقة من‬ ‫السفر ومن أمثلته‪ :‬الفطر وقصر‬ ‫من القرآن‪﴿ :‬وإذا ضربتم‬ ‫املعىن اإلفرادي‪:‬‬
‫املعىن اإلمجايل‪:‬‬
‫املشاق اليت تنفك عنها‬ ‫القسم األول‪ :‬مشاق ورد هبا نص من‬ ‫الصالة‪.‬‬ ‫يف األرض فليس عليكم‬
‫الشارع‪ ،‬فهذه ينبغي أن يتبع فيها‬ ‫(املشقة) لغة‪ :‬اجلهد‬ ‫هذه القاعدة‬
‫العبادة غالبًا‪.‬‬
‫املرض ومن أمثلته‪ :‬جواز التيمم‬ ‫جناح أن تقصروا من‬ ‫الشدة والصعوبة‬
‫النص‪.‬‬ ‫والعناء والشدة والتعب‪،‬‬ ‫يتخرج عليها‬
‫ّ‬
‫‪ -2‬أن تكون املشقة خارجة‬ ‫إذا كان املاء يضره‪.‬‬ ‫الصالة إن خفتم أن يفتكم‬ ‫البدنية أو النفسية‬
‫عن املعتاد‪ ،‬وإن كانت‬ ‫القسم الثاين‪ :‬مشاق مل يرد هبا نص من‬ ‫واصطالحا‪ :‬الوقوع يف‬ ‫مجيع رخص‬
‫النسيان ومن أمثلته‪ :‬عدم وجوب‬ ‫الذين كفروا﴾‪.‬‬ ‫اليت جيدها املكلف‬
‫مقدورة للمكلف‪.‬‬ ‫الشارع يضبطها وهي على نوعني‪:‬‬
‫التعب والشدة عند القيام‬ ‫الشرع وختفيفاته‬
‫قضاء الصيام إذا أكل ًنسيًا‪.‬‬ ‫عند القيام‬
‫‪ -3‬أن تكون املشقة‬ ‫‪ -‬تكون تلك املشاق يف جانب‬ ‫وجه الداللة‪ :‬إابحة قصر‬ ‫ابلتكاليف الشرعية‪.‬‬ ‫وهي من أوضح‬
‫اإلكراه ومن أمثلته‪ :‬من أكره على‬ ‫ابلتكاليف الشرعية‬
‫متحققة ابلفعل ال متومهة‪.‬‬ ‫العبادات أو ال تنفك عنها العبادة‬ ‫الصالة يف حال اخلوف‬ ‫مظاهر رفع احلرج‬
‫غالبًا‪ ،‬فهذا النوع ال أثر له يف‬ ‫إتالف مال غريه فإنه ال يضمن‪.‬‬ ‫تصري سببًا شرعيًا‬ ‫(جتلب) سوق الشيء‬
‫‪ -4‬أن يكون للمشقة‬ ‫عند القتال فلهم تغيري نظام‬ ‫يف الشريعة‪.‬‬
‫التخفيف‪.‬‬ ‫اجلهل ومن أمثلته‪ :‬عدم سقوط‬ ‫صحيحا للتسهيل‬
‫ً‬ ‫واجمليء به من موضع إىل‬
‫شاهد من جنسها يف أحكام‬
‫حق الشفعة إن كان الشفيع‬ ‫الصالة‪.‬‬
‫الشرع‪.‬‬ ‫‪ -‬تكون تلك املشاق يف جانب‬ ‫والتخفيف‪.‬‬ ‫موضع‪.‬‬
‫جيهله‪.‬‬
‫العبادات وي مما تنفك عنه العبادة‬ ‫من السنة‪( :‬إن هللا جتاوز‬
‫‪ -5‬أال يكون للشارع‬ ‫غالبًا‪ ،‬وهذا ميكن ضبطه ابلنظر إىل‬ ‫(التيسري) لغة‪ :‬ضد‬
‫العسر وعموم البلوى ومنه‪ :‬عسر‬ ‫عن أميت اخلطأ والنسيان‬
‫مقاصد من وراء التكليف‬ ‫معتاد الناس وعرفهم‪ ،‬فإن كانت العادة‬
‫هبا‪.‬‬
‫االحرتاز مثل سلس البول‪ ،‬وعسر‬
‫وما استكرهوا عليه)‪.‬‬ ‫العسر‪ ،‬واصطالحا‪:‬‬
‫حتمل هذا النوع من املشاق فهذا غري‬ ‫االستغناء مثل‪ :‬مس الصبيان‬ ‫التسهيل والتخفيف‬
‫‪ -6‬أال يكون بناء التيسري‬ ‫جالب للتيسري‪ ،‬وأما إن جرت عادة‬ ‫للمصحف عند التعليم بال طهارة‪.‬‬ ‫وجه الداللة‪ :‬املؤاخذة مبا‬ ‫بعمل ال جيهد النفس وال‬
‫مؤدا إىل‬
‫على املشقة ً‬ ‫الناس بعدم احتماله فهذا النوع جالب‬
‫النقص ومنه‪ :‬النقص احلقيقي‬ ‫حيصل خطأً أو ً‬
‫نسياًن فيه‬
‫تفويت مصلحة أعظم‪.‬‬ ‫للتيسري‪ ،‬واما إذا مل يكن له عرف حمدد‬ ‫يثقل اجلسم‪.‬‬
‫كعدم تكليف الصغري‪ ،‬والنقص‬
‫فإن هذه املشقة يعمل فيها ابلتقريب‬ ‫مشقة فلذا مل يؤاخذ الشرع‬
‫احلكمي مثل الرق‪.‬‬
‫إىل املشاق املعترب يف جنسها‪.‬‬ ‫تيسريا وختفي ًفا‪.‬‬
‫هبا ً‬
‫القواعد اليت تندرج حتت قاعدة املشقة جتلب التيسري‪:‬‬

‫احلاجة تنزل منزلة الضرورة عامة كانت أو خاصة‬ ‫االضطرار ال يبطل حق الغري‬ ‫الضرورات تق ّدر بقدرها‬ ‫الضرورات تبيح احملظورات‬ ‫إذا ضاق األمر اتسع وإذا‬
‫اتسع األمر ضاق‬
‫املعىن اإلفرادي‪ :‬احلاجة‪ :‬االفتقار إىل ما يقوم به احلال ويستمر معه املعاش‪.‬‬ ‫املعىن اإلمجايل‪:‬‬ ‫املعىن اإلمجايل للقاعدة‪:‬‬
‫هذه القاعدة حيتمل تفريعها من "قاعدة املشقة جتلب‬
‫أن التصرف الذي يستباح به األمر احملرم‬ ‫أن التصرف الذي يستباح به األمر احملرم‬ ‫أيضا تفريعها من "قاعدة الضرر‬
‫عامة كانت أو خاصة‪ :‬هذا وصف للحاجة واحلاجة اليت تعطى حكم الضرورة ال ختلو من‬ ‫التيسري" وحيتمل ً‬
‫ألجل الضرورة إذا تعلق إبتالف حق‬ ‫ألجل الضرورة جيب أن يكتفى فيه مب‬ ‫يزال"‪.‬‬ ‫معىن القاعدة‪:‬‬
‫نوعني‪ -1 :‬احلاجة العامة‪ :‬وهي احلاجة الشاملة جلميع األمة فيما ميس مصاحلهم العامة‪.‬‬
‫آلدمي أو تفويته فإنه يلزم ضمان هذا‬ ‫يدفع تلك الضرورة وال جتوز الزادة‪.‬‬ ‫هذه القاعدة مكونه من ش ّقني‪" -1 :‬إذا ضاق األمر اتسع"‬
‫‪ -2‬احلاجة اخلاصة‪ :‬وهي احلاجة الشاملة لطائفة معينة من الناس كأهل بلد‪.‬‬ ‫املعىن اإلفرادي‪:‬‬
‫احلق وال يبطل هبذا االضطرار‪.‬‬ ‫الدليل على القاعدة‪:‬‬ ‫‪" -2‬إذا اتسع األمر ضاق" ومعنامها‪ :‬أنه إذا حتققت مشقة‬
‫‪ -‬قوله تعاىل‪﴿ :‬فمن اضطر غري ابغ‬ ‫الضرورات‪ :‬هي احلالة اليت يصل فيها اإلنسان إىل‬
‫احلاجة يف هذين النوعني معتربة عند إحلاقها ابلضرورة‪ ،‬أما احلاجة اخلاصة بفرد واحد أو‬ ‫الفروع املبنية على القاعدة‪:‬‬ ‫يف أمر من األمور ونتج عنها ضيق وحرج فإنه يوسع فيها‬
‫حد إذا مل يراعى جلزم أو خيف أن تضيع مصاحله‬
‫أبشخاص قليلني فغري معتربة‪.‬‬ ‫لو صال حيوان حمرتم على إنسان‪ ،‬ومل‬ ‫وال عاد فال إمث عليه إن هللا غفور‬ ‫الضرورية‪.‬‬ ‫وخيفف مبا يزيل هذه املشقة فإذا زالت عاد األمر إىل ما كان‬
‫عليه يف أصل التكليف‪.‬‬
‫املعىن اإلمجايل للقاعدة‪:‬‬ ‫ميكن له دفعه إال بقتله فقتله ‪ ،‬فقد قيل‪:‬‬ ‫رحيم﴾ وجه الداللة‪ :‬فُ ّسر "الباغي"‬ ‫تبيح‪ :‬الرتخيص يف تناول احملرم‪.‬‬
‫إنه جيب عليه ضمان هذا احليوان بقيمته‬ ‫أبنه هو الذي يبغي على احلرام مع قدرته‬ ‫الدليل على القاعدة‪:‬‬
‫احلاجة العامة تعطى حكم الضرورة من جهة كوهنا سببًا يف املشقة اليت جيوز الرتخص عندها‪.‬‬
‫احملظورات‪ :‬املمنوع أي احملرم ً‬
‫شرعا‪.‬‬
‫شروط إعمال القاعدة‪:‬‬
‫مباحا‬
‫لصاحبه؛ ألن قتله وإن كان ً‬ ‫على احلالل و"العادي" هو الذي‬ ‫قوله تعاىل يف مشروعية صالة اخلوف‪﴿ :‬فليس عليكم جناح‬
‫املعىن اإلمجايل للقاعدة‪:‬‬ ‫أن تقصروا من الصالة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا﴾‬
‫ألجل الضرورة إال أن االضطرار ال يبطل‬ ‫يتعدى القدر الذي حيتاج إليه من احملرم‪،‬‬
‫‪ -1‬أن تكون احلاجة متحققة‪ -2 .‬أن تكون احلاجة عامة‪ -3 .‬أن يكون احملرم املستباح‬ ‫حق الغري‪.‬‬ ‫الوصول إىل حد اهلالك أو مقاربته إذا مل ميكن‬ ‫وجه الداللة‪ :‬أن هللا تعالی شرع لنا قصر الصالة وتغيري‬
‫فتدل اآلية على جواز الرتخص بشرط‬
‫خاصا صرحيًا يف التحرمي‪.‬‬
‫نصا ً‬‫للحاجة من قبيل احملرم لغريه‪ -4 .‬أال يكون النهي ً‬ ‫عالقة القاعدة ابلقاعدة الكربى‪:‬‬
‫اخللوص منه إال بتناول احملرم فإنه يرخص يف تناوله‪.‬‬ ‫نظامها عند حصول الضيق واملشقة يف حال اخلوف من‬
‫الفروع املبنية على القاعدة‪:‬‬ ‫أال يبغي وال يتعدى‪.‬‬ ‫الدليل على القاعدة‪:‬‬ ‫العدو مما يدل على أن األمر إذا ضاق اتسع‪ ،‬مث بني أنه إذا‬
‫الضرورة سبب يف املشقة يشرع عندها‬ ‫الفروع املبنية على القاعدة‪:‬‬ ‫زال اخلوف وحصل االطمئنان فإنه يلزم إقامة الصالة على‬
‫أن الناس حيتاجون إىل التعامل جبملة من العقود‪ ،‬كاإلجارة‪ ،‬والقرض والوكالة وغريها؛ ولو‬ ‫‪ -‬قوله تعاىل‪﴿ :‬فمن اضطر غري ابغ وال عاد فال إمث‬ ‫هيئتها املعتادة يف أصل التكليف‪ ،‬مما يدل على أن األمر إذا‬
‫استباحة األمر احملرم‪ ،‬وقد أفادت هذه‬ ‫لو شارف شخص على اهلالك جوعا‪،‬‬ ‫عليه إن هللا غفور رحيم﴾ وجه الداللة‪ :‬أفادت هذه‬
‫قيل‪ :‬إنه ال حيق ألحد االنتفاع إال مبا هو ملکه‪ ،‬وال يتعاطى أموره إال بنفسه‪ ،‬وال يستويف‬ ‫اتسع ضاق‪.‬‬
‫القاعدة أن األمر احملرم املستباح ابلضرورة‬ ‫ومل جيد إال طعاما حمرم کامليتة فإنه جيوز‬ ‫اآلية أن التلبس حبالة الضرورة مبيح لتناول األمر احملرم‬
‫إال ممن عليه حقه‪ ،‬للحقت املشقة العظيمة ابلناس فجاء التيسري عليهم؛ تنزيال للحاجة‬
‫دفعا ملشقة اجلوع ولكن‬ ‫له األكل منها ً‬ ‫شرعا‪.‬‬
‫ً‬ ‫الفروع املبنية على القاعدة‪:‬‬
‫العامة منزلة الضرورة‪.‬‬ ‫إذا كان متعل ًقا إبتالف حق من حقوق‬
‫جيب عليه أن يقتصر يف األكل على ما‬ ‫الفروع املبنية على القاعدة‪:‬‬ ‫لو أن شخصا كان عليه دين حال فأعسر يف سداده‪ ،‬وليس‬
‫عالقة القاعدة ابلقاعدة الكربى‪:‬‬ ‫اخللق أو تفويته فإن هذا احلق ال يبطل‬ ‫جوعا؛ ألن إابحة‬
‫يدفع ضرورة اهلالك ً‬
‫جوعا ومل جيد إال طعام‬ ‫له كفيل ابملال فإنه جيب إنظاره‪ ،‬وإذا مل يستطع أداءه مجله‬
‫الضرورة سبب يف املشقة اجلالبة للتيسري ‪ ،‬وهي متثل أعلى درجات املشقة‪ ،‬وقد أفادت هذه‬ ‫بل يلزم ضمانه‪ ،‬وهذه القاعدة تعد أيضا‬ ‫األكل من الطعام احملرم کان ألجل‬ ‫لو شارف شخص على اهلالك ً‬
‫دفعا ملشقة اجلوع‪.‬‬ ‫فإنه يساعد يف أتديته مقسطًا‪ ،‬ألن األمر إذا ضاق اتسع‪،‬‬
‫القاعدة إحلاق احلاجة العامة أو اخلاصة ابلضرورة‪ ،‬فتكون احلاجة حينئذ سبيبًا يف املشقة‬ ‫الضرورة‪ ،‬والضرورة تقدر بقدرها‪.‬‬ ‫حمرم فإنه جيوز له األكل منه ً‬
‫قيدا لقاعدة (الضرورات تبيح‬ ‫فلو أن هذا املعسر قد زال إعساره بعد ذلك فإنه جيب عليه‬
‫اجلالبة للتيسري‪.‬‬ ‫عالقة هذه القاعدة ابلقاعدة الكربى‪:‬‬ ‫عالقة القاعدة ابلقاعدة الكربى‪:‬‬ ‫حاال؛ ألن األمر إذا اتسع ضاق‪.‬‬
‫الوفاء ابلدين ً‬
‫احملظورات)‪ ،‬وقد ورد أيضا هذا القيد يف‬ ‫الضرورة سبب يف املشقة يشرع عندها‬ ‫أفادت هذه القاعدة أن الضرورة اليت هي أعلى‬
‫الفرق بني احلاجة والضرورة‪:‬‬ ‫عالقة هذه القاعدة ابلقاعدة الكربى‪:‬‬
‫نص مستقل‪.‬‬ ‫استباحة األمر احملرم وقد أفادت هذه‬ ‫درجات املشقة يشرع عندها األخذ ابأليسر ولو كان‬
‫‪ -‬الضرورة غالبًا تكون اابحة حملظور ممنوع بنص شرعي خاص وصريح وهذه اإلابحة مؤقته‬ ‫القاعدة أن ما يستباح من األمر احملرم‬ ‫ذلك ابستباحة احملرم وهذا املعىن هو ما تفيده القاعدة‬ ‫هذه القاعدة تفيد يف شقها األول‪ ،‬أن حصول املشقة يف‬
‫فتنتهي بزوال االضطرار أما احلاجة فال ختالف نص شرعي صريح ولكن ختالف النصوص‬ ‫وفائدة االضطرار هنا رفع اإلمث املرتتب‬ ‫الكربى‪.‬‬
‫جيب أن يقتصر فيه على ما حيصل به‬ ‫أمر من األمور يعد سببا للتوسيع والتيسري‪ ،‬وهذا هو عني ما‬
‫العامة‪.‬‬ ‫على اتالف مال املسلم أو تفويت حق‬ ‫تنبيه‪ :‬الضرورات تبيح احملظورات بشرط عدم نقصاهنا‬ ‫تفيده القاعدة الكربى‪ ،‬كما أهنا أفادت يف شقها الثاين أن‬
‫التيسري ويدفع الضرورة‪.‬‬
‫‪ -‬الضرورة تبيح احملظور سواء أكان االضطرار حاصل لفرد أو مجاعة وأما احلاجة ال تكون‬ ‫من حقوقه‪.‬‬ ‫عنها‪.‬‬ ‫التيسري عند حصول املشقة مقيد حبال وجود املشقة‪ ،‬أما إذا‬
‫لفرد أو أفراد حمصورين‪.‬‬ ‫زالت فإن التيسري يزول معها وهذا تقييد للقاعدة الكربى ‪.‬‬
‫القاعدة الرابعة‪ :‬ال ضرر وال ضرار‬

‫عالقة القاعدة بقاعدة‬ ‫مكانة هذه‬


‫أدلة القاعدة‬ ‫جمال إعمال القاعدة‬ ‫معىن القاعدة‬ ‫صياغة القاعدة‬
‫املشقة جتلب التيسري‪:‬‬ ‫القاعدة وأمهيتها‪:‬‬

‫عرب بعض العلماء أهنما‬ ‫معىن القاعدة اإلفرادي‪:‬‬ ‫‪ -‬هذه القاعدة‬


‫هي سند ملبدأ االستصالح املتعلق جبلب‬ ‫‪-‬القاعدة تدور حول لفظي ضرر‬
‫متحدتني أو متداخلتني‪ ،‬لكن‬ ‫‪-‬أصرح دليل قوله ﷺ‪:‬‬ ‫هذه القاعدة وإن وردت مطلقة يف‬ ‫املعىن اإلمجايل‬ ‫‪-‬هذه القاعدة ارتبطت يف مبدأ‬ ‫هلا أثر واسع يف‬
‫املصاحل ودرء املفاسد فكثري من أبواب‬ ‫وضرار وقيل يف معنامها اللغوي‪:‬‬
‫عبارهتم فيها تردد‪.‬‬ ‫لفظها فهي مقيدة يف واقعها‬ ‫تطبيقها بنص نبوي وهو (ال ضرر‬ ‫أحكام الفقه‬
‫(ال ضرر وال ضرار) وجه‬ ‫فهي من قبيل العموم املخصوص‬ ‫الفقه تنبين على هذه القاعدة ومن ذلك‪:‬‬ ‫للقاعدة‪:‬‬ ‫‪/1‬اشتقتا من كلمة واحدة وهي‬
‫‪ -‬الذي يظهر أهنما ليستا‬ ‫الداللة‪ :‬ورد نفي الضرر‬ ‫وال ضرار)‪ ،‬وأول ذكر هلا هبذا‬ ‫وذُكر أن نصف‬
‫شرعا‬
‫فليس كل ضرر حمرم ً‬ ‫‪ -‬مشروعية اخليار‪ :‬لرفع الضرر الذي‬ ‫أن الضرر والضرار‬ ‫خالف النفع‪.‬‬
‫متحدتني لكن بينهما تداخل‬ ‫مطل ًقا وهذا يوجب إزالته‬ ‫لذلك خُيرج من القاعدة ‪ 3‬أنواع‬ ‫وقيل ‪ /2‬الضَّر خالف النفع والضر‬ ‫اللفظ ابعتبارها قاعدة كان يف جملة‬ ‫الفقه يندرج حتتها‬
‫من الضرر‪/‬‬
‫يلحق أحد املتعاقدين‪.‬‬ ‫حبسب ما ترجح من‬ ‫سوء احلال من فقر وشدة‪.‬‬ ‫األحكام العدلية‪ ،‬ويعد العالئي‬
‫وبيان ذلك‪:‬‬ ‫إما بدفعه قبل وقوعه أو‬ ‫فأحكام الشرع ال‬
‫بعد الوقوع‪.‬‬ ‫‪ /1‬ضرر أذن الشرع إبيقاعه وهو‬ ‫‪ -‬مشروعية احلجر على املفلس‬ ‫معنامها حمرمان يف‬ ‫‪-‬الضرر والضرار يف االصطالح قيل‪:‬‬ ‫أول من صرح بذكر هذه القاعدة‬
‫• أن كال القاعدين ميكن أن‬ ‫ما وقع بوجه حق كاحلدود‬ ‫شريعتنا‬ ‫‪ /1‬أن معنامها واحد وهو‪" :‬نقصان‬ ‫ابعتبارها قاعدة فقهية وذكرها‬ ‫ختلو من جلب‬
‫أبنواعه‪ :‬شرع لرفع الضرر عن الغرماء‪.‬‬
‫ُحي ّكم يف األمر اخلارج عن‬ ‫‪-‬قوله تعاىل‪﴿ :‬ال يضار‬ ‫والقصاص‪.‬‬ ‫يدخل على الشيء أو مفسدة تلحق‬ ‫املنافع أو دفع‬
‫لذلك حيرم إيقاع‬ ‫بلفظ "الضرر املزال" وهذا اللفظ‬
‫املعتاد يف الشدة يف تصرفات‬ ‫كاتب وال شهيد﴾ وهذا‬ ‫‪ /2‬الضرر الذي تعم به البلوى أي‬ ‫‪ -‬مشروعية الشفعة‪ :‬شرعت لرفع الضرر‬ ‫ابلشيء " وتكرارمها من ابب التأكيد‬
‫يعسر االحرتاز منه وهذا النوع يف‬ ‫الضرر ابتداء أو‬ ‫فالثانية توكيد لألوىل‪.‬‬
‫حمل نظر‪.‬‬ ‫املضار وهذه‬
‫يفرق بينهما يف‪:‬‬
‫املكلفني لكن ّ‬ ‫هني عن املضارة للكاتب‬ ‫عن الشريك أو اجلار‪.‬‬
‫غالب وقوعه يسري ميكن احتماله‬
‫مقابله على وجه غري‬ ‫‪ /2‬الذي يرتجح أن لكل منهما معىن‬ ‫األوىل استعمال نص احلديث يف‬ ‫القاعدة تقرر دفع‬
‫‪-‬أن "املشقة جتلب التيسري"‬ ‫و للشهيد أبن يكتب‬ ‫كالضرر يف بعض املعامالت بسبب‬ ‫‪ -‬مشروعية القصاص‪ :‬شرع لرفع ضرر‬
‫الكاتب غري الذي ميلى‬ ‫جائز‪ ،‬ويفهم من‬
‫اصطالحي خاص ولكن حصل‬ ‫صياغة القاعدة وذلك ألمرين‪:‬‬ ‫املضار‪.‬‬
‫حت ّكم يف تصرفات اخللق مع‬ ‫الغنب أو الغرر‪.‬‬ ‫املعتدى عليه أو لدفع ضرر متوقع‪.‬‬ ‫خالف يف حتديد معىن كل منهما‪:‬‬
‫اخلالق‪.‬‬ ‫عليه أو ميتنع من الكتابة‬ ‫‪ /3‬ما رضي به املكلف مما كان‬ ‫ذلك أن الضرر‬ ‫ق‪ /1‬أن الضرر إحلاق اإلنسان مفسدة‬ ‫‪ -1‬ذكر القاعدة بنص احلديث‬ ‫‪-‬هذه القاعدة هلا‬
‫والشهيد إما يشهد خبالف‬ ‫متعلق حبقه ال حبق هللا تعاىل مثل‪:‬‬ ‫‪ -‬مشروعية نصب األئمة والقضاة‪:‬‬ ‫بغريه وينتفع هو هبا‪.‬‬
‫الواقع هبذه الكيفية‬ ‫النبوي يعطيها قوة يف التأثري‪.‬‬ ‫صلة أبصول‬
‫‪ -‬وأن "ال ضرر وال ضرار" يف‬ ‫ما مسع أو ميتنع من‬ ‫تزويج الويل ابنته مبن هو ليس كفء‬ ‫شرع لرفع الضرر عن املظلومني‪.‬‬ ‫‪ -‬والضرار إحلاق اإلنسان مفسدة بغريه‬
‫تصرفات اخللق فيما بينهم‪.‬‬ ‫ففيه ضرر عليها فلو رضيت هي‬ ‫جيب دفعه قبل‬ ‫وال ينتفع هو بذلك اإلحلاق‬ ‫‪ -2‬ذكر القاعدة ابلنص النبوي‬ ‫الفقه‪.‬‬
‫الشهادة‪.‬‬ ‫فإن العقد يصح ومثل القذف فلو‬ ‫‪ -‬مشروعية احلدود‪ :‬شرعت لدفع‬
‫وقوعه أو رفعه ما‬ ‫ق‪ /2‬الضرر إحلاق اإلنسان مفسدة‬ ‫فيه من العموم والشمول ما ال‬
‫مثال‪ :‬قاعدة ( الضرورات تبيح‬ ‫قذف شخص هند ابلزًن وسكتت‬ ‫الضرر ورفعه عن الناس وأعراضهم‪.‬‬ ‫بغريه ابتداء‬
‫أمكن بعد الوقوع‪.‬‬ ‫يوجد يف اللفظ اآلخر‪ ،‬إضافة إىل‬
‫احملظورات) بعضهم يفرعها من‬ ‫ورضيت مل يطالب ابحلد‪.‬‬ ‫‪ -‬والضرار إحلاق اإلنسان مفسدة مبن‬
‫‪ -‬مشروعية قتال املشركني والبغاة‪:‬‬ ‫ذلك أن نص احلديث خمتصر‪.‬‬
‫املشقة جتلب التيسري والبعض‬ ‫أضر به على سبيل اجملازاة على وجه‬
‫لدفع الضرر ورفعه عن الدين واألنفس‪.‬‬ ‫غري جائز‬
‫من ال ضرر وال ضرار‪ ،‬وكال‬
‫ق‪ /3‬أن الضرر اسم والضرار مصدر‪.‬‬
‫األمرين جائز‬
‫الراجح ‪ /‬القول الثاين‬
‫القواعد اليت تندرج حتت قاعدة ال ضرر وال ضرار‪:‬‬
‫القواعد اخلاصة إبزالة الضرر حال انفراده‪:‬‬ ‫القواعد اخلاصة إبزالة الضرر يف حال التعارض‬

‫الضرر ال يكون قدميا‬ ‫القدمي يرتك على قدمه "مامل يكن‬ ‫الضرر يدفع بقدر اإلمكان‬ ‫الضرر يزال‬
‫عام"‬
‫املعىن اإلمجايل‪:‬‬ ‫املعىن اإلفرادي‪:‬‬
‫املراد بـ "ال يكون قدميًا" أي‪ :‬ال حيتج بتقادمه‪ ،‬وبناءً على هذا يكون معىن‬ ‫املعىن اإلفرادي‪:‬‬
‫القدمي‪ :‬هو ما توافر فيه وصفان‪ -1 :‬أن ال يوجد وقت‬ ‫يدفع‪ :‬إزالة الضرر قبل وقوعه وكذا بعد وقوعه‪ .‬بقدر اإلمكان‪ :‬حبسب االستطاعة‪.‬‬ ‫معىن القاعدة‪:‬‬
‫القاعدة‪ :‬أن ما يف أيدي الناس من أعيان أو منافع من الزمن القدمي إذا كانت‬
‫مشروعا يف‬
‫ً‬ ‫النزاع فيه َمن أدرك مبدأه‪ -2 .‬أن يكون‬ ‫املعىن اإلمجايل للقاعدة‪:‬‬
‫مشتملة على الضرر فإنه ال يصح االحتجاج بقدم وجودها ‪ ،‬بل جتب إزالة‬
‫أصله‪ ،‬فلو فقد أحد الشرطني أو كالمها فإنه ال يتحقق‬ ‫شرعا يف شأن الضرر إذا كان‬
‫الواجب ً‬
‫الضرر الواقع فيها ولو ترتب على ذلك إزالتها ابلكلية‬ ‫شرعا هو منع وقوع الضرر أو رفعه بعد وقوعه حبسب االستطاعة والقدرة‪.‬‬
‫الواجب ً‬ ‫اقعا أن يسعى يف إزالته ورفعه‬
‫الدليل على القاعدة‪:‬‬
‫وصف القدم‪.‬‬ ‫وً‬
‫قدمه‪ :‬حالته اليت هو عليها وقت النزاع‪.‬‬ ‫الدليل على القاعدة‪:‬‬
‫يستدل هلذه القاعدة حبديث مسرة بن جندب‪ ،‬ووجه الداللة‪ :‬أن الذي‬ ‫املعىن اإلمجايل للقاعدة‪:‬‬
‫الدليل على القاعدة‪:‬‬
‫‪ -‬قوله تعاىل‪﴿ :‬وأعدوا هلم ما استطعتم من قوة ومن رابط اخليل‪ ﴾...‬وجه الداللة‪:‬‬
‫يظهر أن حق مسرة يف دخول حائط األنصاري كان قدميا‪ ،‬ولكن ملا اشتمل‬ ‫أن ما يقع فيه النزاع مما هو يف أيدي الناس ‪ -‬وكان مما ال‬ ‫أن هللا تعاىل أمر املؤمنني إبعداد القوة لدفع ضرر األعداء وقيد هذا ابالستطاعة مما‬ ‫نفس أدلة القاعدة الكربى‪.‬‬
‫على ضرر ابألنصاري مل يعترب النيب ﷺ قدم هذا احلق‪ ،‬بل سعى إىل إزالته‪ ،‬مما‬ ‫يدرك أحد مبدأه ‪ ،‬وهو مشروع يف أصله ‪ -‬فإنه يرتك على‬ ‫يدل أبن دفع الضرر يكون حبسب اإلمكان‪.‬‬
‫يدل على أنه ال عربة ابلشيء املشتمل على ضرر ولو كان قدميًا‪.‬‬ ‫حالته اليت هو عليها بال زادة وال نقص وال تغيري‪ ،‬ويعد‬ ‫الفروع املبنية على القاعدة‪:‬‬ ‫الفروع املبنية على القاعدة‪:‬‬
‫الفروع املبنية على القاعدة‪:‬‬ ‫قدمه دليال على أنه حق قائم بطريق مشروع‪.‬‬
‫القاعدة هلا قسمان‪ -:‬دفع الضرر أو رفعه ابلكلية ‪ -‬دفع الضرر ورفعه جزئيًا فنتج‬ ‫أن أحد املتبايعني قد يقع له ضرر بعد‬
‫لو كان الشخص يف داره ميزاب أو جمرى أقذار ‪ -‬من الزمن القدمي‪ -‬يصب‬ ‫دليل القاعدة‪:‬‬ ‫لدينا أربعة أقسام‪:‬‬
‫يف الطريق العام ويؤذي املارين فإنه جتب إزالته ‪ ،‬وال يعتد بقدمه؛ ألنه ضرر‪،‬‬ ‫ميكن أن يستدل هلذه القاعدة بدليل من املعىن‪ ،‬وهو ‪ :‬أنه‬ ‫لزوم البيع أن يغنب فشرع خيار الغنب‬
‫موجودا من الزمن القدمي‬ ‫ملا كان هذا الشيء املتنازع فيه‬ ‫‪ -1‬رفع الضرر بعد وقوعه جزئيًا‪ -2 .‬رفع الضرر بعد وقوعه كليًا‪.‬‬
‫والضرر ال يكون قدميا‪ ،‬أي ال حيتج بقدمه ألنه ضرر عام‪.‬‬ ‫ً‬ ‫لرفع الضرر الواقع ألحد املتعاقدين‪.‬‬
‫عالقة القاعدة ابلقاعدة الكربى‪:‬‬ ‫على هذه احلال املشاهدة فإن األصل بقاؤه على ما كان‬ ‫‪ -3‬رفع الضرر قبل وقوعه جزئيًا‪-4 .‬رفع الضرر قبل وقوعه كليًا‪.‬‬
‫عليه‪ ،‬خاصة وأن الغالب على الظن أنه ما حدث إال بوجه‬ ‫القسم األول والثاين سبق التمثيل له ابلقاعدة الكربى‪.‬‬ ‫عالقة هذه القاعدة ابلقاعدة‬
‫قيدا للقاعدة السابقة (القدمي يرتك على قدمه)؛ وذلك أنه‬ ‫هذه القاعدة تعد ً‬ ‫شرعي‪ ،‬والشيء إذا وجد على وجه شرعي فإنه ينبغي ترکه‬
‫مثال على القسم الثالث‪ :‬أن أذى املعتدي على العرض إذا مل يندفع إال بدفع املال‬ ‫الكربى‪:‬‬
‫ضررا‪،‬‬
‫قد تقرر يف القاعدة السابقة أن القدمي يرتك على قدمه وإن ظهر أن فيه ً‬ ‫على حالته فال جتب إزالته‪.‬‬
‫إليه فإنه يشرع دفع املال إليه يف هذه احلال؛ إزالة للضرر بقدر اإلمكان عن املعتدى‬
‫وجاءت هذه القاعدة لتبني أن ما يرتك على قدمه هو ما ال ضرر فيه وأما ما‬ ‫الفروع املبنية على القاعدة‪:‬‬ ‫عليه‪ ،‬وهذا من قبيل دفع الضرر جزئيًا‪ ،‬فإن الضرر ال يندفع عن املعتدى عليه إال‬ ‫هذه القاعدة تفيد وجوب السعي يف‬
‫كان مشتمال على ضرر فإنه ال يصح االحتجاج بقدم وجوده ‪ ،‬بل جتب إزالة‬ ‫لو كان الشخص يف داره ميزاب يصب على بيت جاره من‬ ‫ابنصراف املعتدي دون أخذه لذلك املقابل املايل‪.‬‬ ‫إزالة الضرر ورفعه بعد وقوعه وهذا‬
‫الزمن القدمي‪ ،‬وأراد اجلار إزالة هذا امليزاب فإنه مينع من‬ ‫جزء مما أفادته القاعدة الكربى‪.‬‬
‫الضرر الواقع فيه‪.‬‬ ‫مثال على القسم الرابع‪ :‬أن أحد املتبايعني قد يقع له ضرر بعد لزوم عقد البيع ‪،‬‬
‫ذلك؛ ألن امليزاب قدمي ‪ ،‬والقدمي يرتك على قدمه‪.‬‬ ‫كأن يندم على البيع‪ ،‬فشرع خيار اجمللس؛ لدفع الضرر املتوقع ألحد املتعاقدين‪،‬‬
‫ضابط ما حيرتم قدمه وما ال حيرتم‪:‬‬ ‫عالقة هذه القاعدة ابلقاعدة الكربى‪:‬‬ ‫وهذا يف اجلملة فيه دفع للضرر ابلكلية‪.‬‬
‫‪-‬إذا كان الضرر القدمي عام فإنه يُزال مطل ًقا‪.‬‬ ‫أنه ملا كان بعض ما يف أيدي الناس مما هو قدمي من أعيان‬
‫عالقة القاعدة ابلقاعدة الكربى‪:‬‬
‫ضررا‪ ،‬والضرر ‪ -‬كما هو متقرر‬ ‫أو منافع قد يظهر أن فيه ً‬
‫فاحشا يُزال‪ ،‬وإذا مل يكن‬
‫‪ -‬إذا كان الضرر خاص ففيه تفصيل‪ :‬فإن كان ً‬ ‫ملا كان الواجب شرعا هو منع وقوع الضرر أو رفعه بعد وقوعه كما نصت على ذلك‬
‫‪ -‬جتب إزالته ‪ ،‬فقد جاءت هذه القاعدة لتبني أن القدمي‬
‫فاحشا فقدمه حجه إلبقائه فال يزال‪.‬‬
‫ً‬ ‫ضررا‪.‬‬ ‫القاعدة الكربى فقد أفادت هذه القاعدة أن ذلك املنع أو الرفع مقيد حبسب‬
‫يرتك على قدمه وإن ظهر أن فيه ً‬ ‫االستطاعة والقدر‪.‬‬
‫القواعد اليت تندرج حتت قاعدة ال ضرر وال ضرار‪:‬‬
‫القواعد اخلاصة إبزالة الضرر حال انفراده‪:‬‬
‫القواعد اخلاصة إبزالة الضرر يف حال التعارض‬

‫درء املفاسد أوىل من جلب املصاحل‬ ‫يتحمل الضرر اخلاص لدفع ضرر‬ ‫الضرر األشد يزال ابلضرر األخف‬ ‫الضرر ال يزال مبثله‬
‫عام‬
‫املعىن اإلفرادي‪:‬‬
‫‪ -‬درء‪ :‬دفع‪– .‬مفاسد‪ :‬ضد املصاحل وتفيد معىن الضرر‪.‬‬ ‫املعىن اإلمجايل للقاعدة‪:‬‬ ‫املعىن اإلمجايل للقاعدة‪:‬‬ ‫معىن القاعدة‪:‬‬
‫‪-‬أوىل‪ :‬أرجح وأحق ابلتقدمي‪ – .‬جلب‪ :‬حتصيل‪-.‬املصاحل‪ :‬املنفعة‬ ‫عاما واآلخر خاص‬ ‫أنه إذا تقابل ضرران وكان أحدمها ً‬ ‫إذا تقابل ضرران وكان ال بد من ارتكاب احدمها فإنه يرتكب الضرر األخف إلزالة‬
‫شرعا عدم إزالة الضرر بضرر مثله‬
‫فإنه يرتكب الضرر اخلاص إلزالة الضرر العام‪.‬‬ ‫األشد‪.‬‬ ‫الواجب ً‬
‫املعىن اإلمجايل‪:‬‬ ‫وال بضرر أشد منه وهذا يعين أن الضرر‬
‫أنه إذا اجتمع يف أمر من األمور مفسدة ومصلحة فإنه جيب تقدمي‬ ‫دليل القاعدة‪:‬‬ ‫الدليل على القاعدة‪:‬‬
‫ميكن أن يستدل هلذه القاعدة بقصة انتقال أيب ذر‬ ‫جيب أن يزال بدون ضرر إن أمكن أو بضرر‬
‫دفع املفسدة على جلب املصلحة‪.‬‬ ‫‪ -‬ما رواه أنس بن مالك رضي هللا عنه قال ‪ :‬بينما حنن يف املسجد مع رسول هللا ﷺ‬
‫شروط إعمال القاعدة‪:‬‬ ‫للربذة ووجه الداللة‪ :‬أن انتقال أيب ذر إىل الربذة‬ ‫أقل منه‪.‬‬
‫ضرر خاص به؛ ملا يرتتب عليه من حرمانه من املكث‬ ‫إذ جاء أعرايب فقام يبول يف املسجد‪ ،‬فقال أصحاب رسول هللا له‪ :‬مه مه‪ ،‬فقال‬
‫‪ -1‬عدم إمكان اجلمع بني دفع املفسدة وجلب املصلحة يف‬ ‫الفروع املبنية على القاعدة‪:‬‬
‫تصرف واحد‪ ،‬فإن أمكن فإنه ال يعمل ابلقاعدة‪.‬‬ ‫يف املكان الذي يرغبه‪ ،‬ويف بقائه يف الشام أو املدينة‬ ‫رسول هللا ﷺ‪( :‬ال تزرموه‪ ،‬دعوه)‪ ،‬فرتكوه حىت ابل‪ ،‬مث إن رسول هللا ﷺ دعاه فقال‬
‫‪ -2‬غلبة املفسدة على املصلحة‪ ،‬فلو غلبت املصلحة على‬ ‫ضرر عام؛ ملا يرتتب عليه من حدوث املنازعة لإلمام‪،‬‬ ‫له‪ ( :‬إن هذه املساجد ال تصلح لشيء من هذا البول وال القذر ‪ ،‬إمنا هي لذكر هللا‬ ‫لو أكره شخص عن طريق التهديد ابلقتل‬
‫املفسدة أو تساوًت فإنه ال يعمل ابلقاعدة‪.‬‬ ‫فرجح عثمان رفع الضرر العام على جانب دفع الضرر‬ ‫ّ‬ ‫والصالة وقراءة القرآن) قال فأمر رجال من القوم فجاء بدلو من ماء فشنّه عليه‪.‬‬ ‫على قتل معصوم فإنه ال جيوز له قتله ألن‬
‫الدليل على القاعدة‪:‬‬ ‫اخلاص‪ ،‬واحتمل أبو ذر ذلك أيضا‪.‬‬ ‫أيضا‬
‫التهديد ابلقتل ضرر وقتل معصوم ضرر ً‬
‫‪ -‬قوله تعاىل‪﴿ :‬يسألونك عن اخلمر وامليسر قل فيهما أمث كبري‬ ‫الفروع املبنية على القاعدة‪:‬‬ ‫وجه الداللة‪ :‬تقابل يف حق األعرايب ضرران أحدمها ‪ :‬تركه حىت يكمل بوله‪ ،‬ويف هذا‬
‫والضرر ال يزال مبثله‪.‬‬
‫ومنافع للناس وإمثهما أكرب من نفعهما﴾ وجه الداللة‪ :‬بني هللا‬ ‫جدارا قد مال على الطريق العام‬
‫لو أن لشخص ً‬ ‫زادة تنجيس للمسجد‪ ،‬واثنيهما‪ :‬قطع بوله عليه‪ ،‬وفيه ضرر تنجيس بدنه وثيابه‬
‫سبحانه أن يف اخلمر وامليسر مفسدة ومصلحة واملفسدة أكرب من‬ ‫وخيشی سقوطه على املارين فإنه يشرع إجباره على‬ ‫ومواضع أخرى من املسجد ‪ ،‬واحتباس بقية البول عليه وحنو ذلك‪ ،‬والظاهر أن الضرر‬ ‫عالقة هذه القاعدة ابلقاعدة الكربى‪:‬‬
‫املصلحة فلذا ٌحّرمت ألجل دفع املفسدة الغالبة‪.‬‬ ‫هدم هذا اجلدار‪ ،‬ألنه وإن كان فيه ضرر يف هدمه‪،‬‬ ‫دفعا للضرر‬
‫إال أن ضرره خاص‪ ،‬وما يقع ابملارين ضرر عام‪،‬‬ ‫الثاين أشد من األول‪ ،‬لذا هنى الرسول ﷺ الصحابة عن زجر األعرايب ً‬ ‫قيدا لقاعدة "الضرر يزال"‬
‫هذه القاعدة تعد ً‬
‫الفروع املبنية على القاعدة‪:‬‬
‫ويتحمل الضرر اخلاص لدفع ضرر عام‪.‬‬ ‫األشد ابلضرر األخف ‪.‬‬ ‫فإنه ال جيوز إزالة الضرر مبثله أو أبشد منه‪.‬‬
‫لو وجب على مرأة ُغسل ومل جتد سرتة من الرجال فإنه يشرع هلا‬
‫أتخري الغسل ألنه وإن كان يف الغسل مصلحة إال أن تكشفها عند‬ ‫عالقة هذه القاعدة ابلقاعدة الكربى‪:‬‬ ‫الفروع املبنية على القاعدة‪:‬‬ ‫عالقة هذه القاعدة بقاعدة "الضرر ال‬
‫الرجال فيه مفسدة عظيمة ودرء املفاسد أوىل من جلب املصاحل‪.‬‬ ‫هذه القاعدة متثل إحدى صور مفهوم املخالفة لقاعدة‬
‫(الضرر ال يزال مبثله) وهي قيد لقاعدة (الضرر يزال)؛‬ ‫لو وجد شخصان بينهما قرابة أحدمها موسر واآلخر فقري‪ ،‬فإن النفقة جتب للفقري‬ ‫يزال ابلضرر"‬
‫عالقة القاعدة ابلقاعدة الكربى‪:‬‬ ‫على املوسر وإن كان يف ذلك ضرر على املوسر؛ ألن ضرر الفقري بعدم النفقة أشد من‬
‫هذه القاعدة تفيد أنه جيب أن يُسعى يف إزالة الضرر حىت وإن قابله‬ ‫وذلك أنه إذا كان الضرر ال يزال مبثله فإن مفهوم‬ ‫ضرر فرض النفقة على املوسر‪ ،‬والضرر األشد يزال ابلضرر األخف‪.‬‬ ‫"الضرر ال يزال ابلضرر" أعم من "الضرر ال‬
‫املخالفة أنه يزال مبا هو أقل منه ومن صور ذلك كون‬ ‫عالقة القاعدة ابلقاعدة الكربى‪:‬‬ ‫يزال مبثله"‪.‬‬
‫مصلحة ما دام أن مفسدة هذا العمل أعظم وأشد‪ ،‬وهذا يتفق مع‬ ‫خاصا فينبغي احتماله لكي يزال الضرر‬ ‫أحد الضررين ً‬ ‫هلذه القاعدة متثل إحدى صور مفهوم املخالفة لقاعدة (الضرر ال يزال مبثله) اليت هي‬
‫مضمون القاعدة الكربى حيث أفادت وجوب إزالة الضرر قبل‬ ‫العام‪.‬‬
‫قيد لقاعدة (الضرر يزال)؛ وذلك أنه إذا كان الضرر ال يزال مبثله فإن مفهوم املخالفة‬
‫وقوعه أو بعده‪.‬‬ ‫أنه يزال مبا هو أقل منه‪ ،‬ومن صور ذلك كون أحد الضررين أخف من اآلخر‪.‬‬
‫ت ــم بـحـمـد هللا‬

‫ما كان من صواب فمن هللا وما كان فيه من خطأ فمني ومن الشيطان‪.‬‬
‫إذا كان هنالك مالحظات يرجى التواصل على‪murajaea30@gmail.com :‬‬

You might also like