Professional Documents
Culture Documents
10-Polycopié-Éthique Professionnelle - 20222023
10-Polycopié-Éthique Professionnelle - 20222023
10-Polycopié-Éthique Professionnelle - 20222023
جمزوءة
أخالقيات مهنة اإلدارة التربوية
-2مطبوع املجزوءة
- 1مقتطف من الخطاب امللكي في افتتاح الدورة األولى من الوالية التشريعية العاشرة بتاريخ 14أكتوبر.2016
أما التجلي الثاني الذي يجعل من الفعل التربوي فعال أخالقيا باملاهية فهو مدى املركزية التي تطبع البعد
األخالقي في تأسيس مفهوم وفعل التربية هو ما يعطي كامل املشروعية للتفكير في "أخالقيات ممارسة التربية
والتعليم" ،ال سيما من يتولون القيادة واتخاذ القرار على صعيد املؤسسات التعليمية ،ألن األخالقية في التربية
ُ
ليست مجرد خطب و ِعظات أو معارف يتم تلقينها ،بل هي مواقف وتفاعالت ووضعيات تنبض بالحياة.
- 1حنة أرندت ،بين املاض ي واملستقبل :ستة بحوث في الفكر السياس ي ،نقله إلى العربية ،عبد الرحمن بوشناق ،جداول للنشر والترجمة والتوزيع،
الطبعة األولى ،بيروت ،أكتوبر ،2014ص ،ص .251 ،250
ُ ّ ُ1
وظف هنا مصطلح "أخالقيات" باعتبار ما هو متعارف على املستوى الرسمي على استعماله وتداوله ولو بشكل ضمني ،غير أن ذلك ال يمنع من ن ِ
اإلشارة إلى البعد الغامض وامللتبس أو على أقل تقدير اإلشكالي ،الذي ينطبع به استعمال هذا املصطلح بدال من مصطلح "إتيقا" ،إلى جانب أن
توظيفه في هذا السياق ،ينطوي على بعدين تكوينيين له هما :البعد الديونطولوجي والبعد االتيقي التأملي أو التبصري.
2من العناوين الدالة على هذه املفارقة التي تطبع الحقبة من تطور املجتمعات املعاصرة في عالقتها باألبعاد القيمية واملعيارية ،نجد عنوان كتاب
للبوفيتسكيُ ،يظهر كيف أن ارتفاع الخطابات املتمحورة حول األخالق واالتيقا ،يعلن من جانب آخر عن " أفول الواجب":
2- Gilles Lipovetsky, Le crépuscule du devoir : l'éthique indolore des nouveaux temps démocratiques, Gallimard, paris,1992.
تكون الهوية الحديثة ،ترجمة :حيدر حاج إسماعيل ،مراجعة هيثم غالب الناهي ،املنظمة العربية للترجمة ،توزيع -3شارل تايلور ،منابع الذاتُّ :
مركز دراسات الوحدة العربية ،الطبعة األولى ،بيروت ،2014ص ،70وفي نفس الصفحة يتابع شارل تايلور قائال ...":عندما نحاول أن نفهم ما نفترض
عندما نطلق حكما على شكل معين من أشكال الحياة بأنه جدير باالهتمام ،أو نضفي القيمة على انجاز أو مرتبة معينة ،أو نعرف واجباتنا األخالقية
ً
بأسلوب معين ،فإننا ننطق ،من بين أشياء أخرى ،بما كنت ولم أزل أدعوه هنا "أطرا" .نفس الصفحة.
4- Houssaye.J.(dir), Education et philosophie, Approche contemporaines, Paris, ESF, 1999.
1في هذا السياق يمكننا أن نشير إلى أمر ينطوي على داللة عميقة في هذا االتجاه ،وهو أن كتاب فرنسوا ليوتار LYOTARD, Jean-François. La
condition postmoderneالذي كان بمثابة تعبير بليغ عن مابعد الحداثة وعن تجليها األوضح املتمثل في انهيار "السرديات الكبرى" ،كان في األصل
عبارة عن تقرير عن املعرفة في املجتمعات األكثر تطورا تم تقديمه إلى مجلس الجامعات التابع لحكومة الكيبيك ،بناء على طلب من رئيسه ،مما يدل
على أن املدرسة ،بوصفها مؤسسة حداثية ،تبقى عاكسة بكامل األمانة ،لكل التقلبات والتحوالت التي تصيب الحداثة ،ولصور التشكيك التي تطال
أسسها.
2Alain Kerlan, Philosophie pour l’éducation : Le compagnonnage philosophique en éducation et en formation, ESF éditeur,2003,
p.71.
3 Ibid.
4 Oiry E., Duguey I., Foucaud J. (2015), Éthique normative et éthique réflexiv : quel rôle dans le leadership éthique des managers
du soin ? Journal de gestion et d’économies médicales, vol. 33,(1), pp. 3-21.
5 Hottois G. (1996), Éthique de la responsabilité et éthique de la conviction, Laval théologique et philosophique, vol. 52, n° 2, pp.
489-498
1تحدد "الوثيقة اإلطار ،الخاصة بعدة تأهيل األساتذة باملراكز الجهوية ملهن التربية والتكوين ،وزارة التربية الوطنية ،الوحدة املركزية لتكوين األطر
(يوليوز ،26:)2012مفهوم ا" التبصرية" كما يلي:
Réflexivité : Une démarche de pratique reflexive suppose de porter un regard critique sur son propre fonctionnement, mais aussi
d’effectuer une analyse à la fois autant individuelle et collective de ses actions pédagogiques autant a priori, en cours d’action,
qu’a posteriori . Ce regard critique suppose des prises de conscience de ses cohérences et incohérences, de ses pensées et actions,
de ses croyances et pratiques. Une telle démarche ne peut être entreprise que si elle présume également la capacité d’être en
mesure de se représenter sa pratique comme étant en constante évolution. Cela veut donc dire que cette représentation change
et qu’elle peut être à réviser en cours de formation à l’enseignement, en cours d’exercice de sa profession, dans une démarche de
formation continue. Cela signifie savoir réfléchir sur ses pratiques, mais aussi savoir les soumettre à d’autres pour des
commentaires, rétroactions et remises en question.
-أما مفهوم " املهننة" ،فعلى الرغم من أننا ال نعثر على تحديد له ضمن معجم "املصطلحات واملفاهيم" بذات الوثيقة ،إال أننا ،نعثر على مفهوم
يبقى قريبا على مستوى تبليغ األساس ي منه ،هو مفهوم "املنهي " le professionnelوالذي ّ
تحد ُده الوثيقة بالعبارات التالية ":تحدد Altetاملنهي على
ِ
أساس أنه من يعرف تشغيل كفاياته داخل كل الوضعيات ،إنه إنسان الوضعيات القادر على التفكير والتكيف داخل الفعل ،وعلى التحكم في كل
وضعية جديدة ...إن املهنية تفض ي إلى ممارسة على قاعدة معارف عقالنية ،وتدمج ممارسات ناجحة في وضعيات ،بغرض تحقيق التكيف ،أما
الخاصية الثانية للمنهي ،فتتحدد في استجابته ،وتكيفه مع الطلب و السياق واملشاكل املركبة واملتنوعة ( ،نقال عن رينال.)RAYNEL2002
2 Parlement européen (2006). « Recommandation du Parlement européen et du Conseil du 18 décembre 2006 sur les
compétences clés pour l’éducation et la formation tout au long de la vie », Journal officiel de l’Union européenne, n° 394, p. 10-
18.
الكفاية املستهدفة
في نهاية املجزوءة ،يصبح املتدرب(ة) قادرا على تعبئة املوارد الداخلية والخارجية املتعلقة بمجاالت
املوجهة ملمارسته املهنية ،من أجل تحمل كامل وسليم ملسؤولية تدبير مؤسسة تعليمية،أخالقيات املهنة ّ
من خالل العمل بروح النصوص القانونية والتنظيمية ،وااللتزام بترسيخ ثقافة الحق والواجب ،وقيم العيش
املشترك والسلوك اإليجابي في الوسط السوسيومنهي.
أهداف املجزوءة
✓ ت تعرف مفهوم وأهمية أخالقيات املهنة واملفاهيم املرتبطة بها واملرجعيات املؤطرة لها؛
✓ الوعي بأهمية البعد القيمي األخالقي في مجال التربية والتكوين؛
✓ تمثل أخالقيات املهنة واستحضار أهمية إعمالها داخل الوسط السوسيومنهي؛
✓ تعزيز قيم االنتماء للمؤسسة والحفاظ على سمعتها وتفعيل دورها اإلشعاعي؛
✓ إنماء مواقف وسلوكات أخالقية ايجابية تجاه الذات وتجاه اآلخرين؛
-1األخالق
ُُ ُ
األخالق لغة جمع خلق ،والخلق اسم لسجية اإلنسان وطبيعته التي خلق عليها .قال ابن منظور" :الخل ُق
بضم الالم وسكونها هو الدين والطبع والسجية ،وحقيقته أن صورة اإلنسان الباطنة وهي نفسه وأوصافها
ومعانيها املختصة بها بمنزلة الخلق لصورته الظاهرة وأوصافها ومعانيها" 2ويقول صاحب كتاب (القاموس)
ُ ُ َّ ُ َّ
ُ
والدين" 3وقال الراغب" :والخلق والخلق في األصل واحد، الس ِج َّية والط ْب ُع واملروءة وبض َّم َت ْي ِن:
"والخلق بالضم َ
كالشرب والشرب ،والصرم والصرم ،لكن خص الخلق بالهيئات واألشكال والصور املدركة بالبصر ،وخص
4
بالقوى والسجايا املدركة بالبصيرة"
1نأخذ بلفظ "أخالقيات" باعتباره مقابال للفظ الفرنس ي éthiqueواالنجليزي ،Ethicsبدال من استعمال " املفهوم" كما هو في أصله االجنبي و
االكتفاء بالتعريب الصوتي له "االتيقا" ،انسجاما مع عنوان املجزوءة أوال ،ونزوال عند مقتض ى تداولي ،وعمال ،بما درج على استخدامه الكثير من
الباحثين املغاربة ،وفي هذا السياق يمكننا االستشهاد ،بمجموعة من الباحثين املغاربة الذين ألفوا "موسوعة مفاهيم العلوم اإلنسانية والفلسفة"،
انظر :محمد سبيال -محمد الهرموزي ،موسوعة مفاهيم العلوم اإلنسانية والفلسفة ،منشورات املتوسط ،الطبعة األولى ،بغداد ،2017 ،ص27 .
2أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم (ابن منظور) ،لسان العرب2003 ،م على الرابطhttps://library.islamweb.net:
3محمد بن يعقوب الفيروز آبادي مجد الدين ،القاموس املحيط ،تحقيق محمد نعيم العرقسوس ي ،مؤسسة الرسالة ،ط ،2005 ،8ص.881
4الراغب األصفهاني ،مفردات ألفاظ القرآن الكريم ،مجمع اللغة العربية ،طبعة منقحة ،القاهرة ،1989 ،ص.297
1الجرجاني ،التعريفات الجرجاني ،دار الكتب العلمي ،بيروت لبنان الطبعة الثانية ،2013ص.101
2ابن مسكويه أحمد ،تهذيب األخالق وتطهير األعراق ،دار مكتبة الحياة ،بيروت ،بدون تاريخ ،ص.41.
3ا أبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ ،تهذيب األخالق ،دار الصحابة للتراث للنشر والتوزيع ،ط ،1989 ،1طانطا ،ص .12
4يشير محمد عابد الجابري ،هامش الصفحة 41إلى أن " كلمة "أخالق" هي جمع خلق ،بينما املقابل األجنبي مفرد ،Moraleوبالتالي فما تدل عليه
كلمة "أخالق" العربية بوصفها جمعا هو ما يعبر عنه بـ Mœursومعناها أقرب إلى العادات األخالقية ،أو طبائع الناس .وال تستعمل Moraleجمعا
إال كوصف ،فحينئذ تجمع وتذكر وتؤنت حسب املوصوف" ،انظر الدكتور محمد عابد الجابري؛ العقل األخالقي العربي :دراسة تحليلية نقدية لنظم
القيم في الثقافة العربية ،املركز الثقافي العربي ،الطبعة األولى ،الدار البيضاء ،2001 ،ص.41
5املرجع نفسه ،نفس الصفحة.
-2األخالقيات
جاء في املعجم الفلسفي ألندري كونت سبونفيل ،في تحديده للفظ إتيقا أو "أخالقيات" غالبا ما تكون
مرادفا ألخالق" ،"Moraleوبالتالي فمن املفيد أن نتحدث عن األخالق عندما ال نريد التمييز بينهما ،لكن إن نحن
أردنا التمييز بينهما ،فإن االشتقاق أو االيتيمولوجيا ال تفيدنا في ش يء على هذا املستوى ،ألن لفظ اإلغريقي
،èthosواللفظ الالتيني mosأو ،moresيدالن تقريبا على نفس الش يء (اآلداب والعوائد والطباع ،وكيفيات
العيش والتصرف) ،والقدماء كانوا يعتبرون أحدهما ترجمة لآلخر ،لكن هل عدم إقامة تمييز بينهما ،يعني أنهما
كيفيتين لقول نفس الش يء ،إحداهما إغريقية بينما األخرى التينية؟"
3
1انظر ضمن النصوص الخاصة باملجزوءة كل من نص بول ريكور ونص طه عبد الرحمن بخصوص إشكاالت التحديد املفاهيمي.
2طه عبد الرحمن ،سؤال األخالق ،مساهمة في النقد األخالقي للحداثة الغربية ،املركز الثقافي العربي ،الطبعة األولى ،الدار البيضاء ،ص.17.
André Comte-Sponville, Dictionnaire Philosophique ; 4e édition « Quadrige » :2013, Presses Universitaires de France, 3
2001,p.465.
أرسطو ومن العوامل التي عملت كذلك على تعميق التوجه نحو التمييز بين املفهومين ما فرضه تقدم العلوم،
خاصة منها تلك التي تمس مصير اإلنسان بشكل مباشر ،واضعة حياته ومستقبله على تخوم الاليقين ،ألن ما
جعل اإلتيقا ضرورية هو أن التخصصات أي العلوم والتقنيات املرتبطة بها ،تبقى بطبيعتها غير كافية لتحديد
القرارات وفضال عن ذلك ،يمكننا حتى التساؤل عما إذا لم يكن مبدأ التخصص بطبيعته متناقضا مع افتراض
حس إتيقي مشترك؟! مما يؤكد أن التقدير اإلتيقي ال يمكن إال أن يكون مهمة للحكماء العمليين ،ممن تتوفر
َّ
فيهم الفطنة والحصافة باملعنى األرسطي .وهو ما تؤ ِك ُده حتى الصفة االستشارية للجان اإلتيقا.
إن ما ينبغي التأكيد عليه في اتساق مع سؤال التربية ،هو أن كال من االتيقا واألخالق ،حتى وإن أحاال
على بعضهما البعض في األصل ،مع إحالتهما كذلك على اآلداب والعوائد ،فإن االختالف بينهما ،خاصة في
الحقبة املعاصرة ،إنما يدل على أن االنشغال واالهتمام باالتيقا ،على عكس األخالق ،نابع من الوعي بوجود
نقص يطبع اآلداب والعوائد ،ألن املعايير ال تؤدي وظيفتها بكامل التلقائية ،أو هي ما عادت تناسب أحيانا
الوضعيات الجديدة وتتالءم معها ،وعليه يكون اطمئنان جماعة من الجماعات إلى العوائد واآلداب الخاصة بها
قويا حين انطوائها على نفسها ،لكن بمجرد انفتاحها على الغير والحركة املتسارعة للتبادالت التي ما عادت
تنحصر في األسفار والتجارة فحسب ،بل تجسدت في عوملة وسائل االتصال في ارتباط بإمبراطورية التقنيات؛
مما نتج عنه ُمضاعفة حركة إضفاء الطابع النسبي على العوائد واآلداب ،وهي الحركة التي يمكن أن نجد بدرتها
األولى في الوعي بإمكانية أن تصير اآلداب والعوائد آدابا وعوائد أخرى ،كوعي يرتبط أساسا بما سبق لحنة أرندت
انبثاق الوعي باالختالف القائم بين اآلداب كما هي كائنة وبين ما يمكن أن تصيره ،وتفكير صيرورتها هذه هو ما
يعطي ظهور اإلتيقا ،باعتبارها تفترض التبصر و َّ
الروية والتأمل ،في مقابل األخالق التي تركز على األمر واإلكراه
والواجب ،وبذلك تكون األخالقيات أو االتيقا هي القدرة على التجديد التي تحول دون انغالق األخالق ،ألن ما
يميز هذه األخيرة هو أنها مضمون بينما األولى (اإلتيقا أو األخالقيات) تساؤل ،ألن األخالق حتى وإن "كانت تدل
على وثبة مبدعة ،فإنها تتجمد في أوامر ،تتساءل حولها اإلتيقا/األخالقيات وترتاب ،ويحتمل أن تقف على منأى
ّ
منها" .2وهو ما يؤك ُده نوعا ما تمييز برجسون بين " األخالق املغلقة" و"األخالق املفتوحة"
مهما يكن ،فإن ما ينبغي التركيز عليه ،هو أن اختيار االستعمال الترادفي بين اللفظين "أخالق"
و"أخالقيات" ،أو الركون إلى تدشين تمييزات فيما بينهما ،مع التباين والتنوع الذي يمكن أن تأخذه تلك
التمييزات التي يتم اقتراحها ،إنما ُّ
مرده إلى منطلقات فلسفية واختياريات فكرية ،لكنها ليست باالختيارات
املنفصلة عن دينامية التجربة اإلنسانية ،بل محكوم عليها بمحايثة ما يعتمل في واقع املمارسة اإلنسانية ،على
اختالف مجاالتها وتباين ميادينها .بما فيها امليدان األساس الذي ييهئ األرضية لغيره من امليادين ،نعني ميدان
التربية .وهي االختيارات التي ستعبر عن نفسها أكثر من خالل املدار س والتيارات التي تتوزع التفكير األخالقي.
كما أن ما يتوجب االحتفاظ به من التحديدات السابقة ،يتمثل في العناصر التالية:
محدد لألخالق واألخالقيات (اإلتيقا) هو البعد العالئقي ،بحيث ال يمكن الحديث عن ✓ أبرز ّ
ِ
األخالق في غياب عالقة بين الذات والغير ،وحتى عندما تدخل الذات في عالقة مع ذاتها ،فإن العالقة تكون
مؤطرة باألخالق ،والغير يكون حاضرا ،كبعد تكويني لهذه العالقة ،باملعنى الذي جعل لفيناس ُي َن ّ
ص ُب اإلتيقاِ
أولى مقارنة باألنطولوجيا ،ويعطي األولوية في تأسيس املسؤولية للغير على حساب األنا.
1أرسطو طاليس ،األخالق ،ترجمة اسحق بن حنين ،حققه وشرحه وقدم له عبد الرحمان بدوي ،الهيئة العامة لقصور الثقافة ،القاهرة،2007 ،
املقالة العاشرة ،ص.307.
2جاكلين روس ،الفكر األخالقي املعاصر ،ترجمة وتقديم الدكتور عادل العواد ،عويدات للطباعة والنشر ،بيروت ،2001 ،ص،12.
-3املهنة
َ َ ْ َ َ َ َ َُ َ َ
الحذق بالخدمة والعمل ونحوه ،وأنكر األصمعي جاء في لسان العرب ":امل ْهنة وا ِمل ْهنة وامل َهنة وامل ِهنة كلهِ :
ً ً ً
الكسر .وقد َم َه َن َي ْم ُه ُن َم ْهنا ِإذا عمل في صنعتهَ .م َه َن ُهم َي ْم َه ُنهم َوي ْم ُه ُنهم َم ْهنا َوم ْه َنة
َ واألنثى ماه َ ُ وم ْه َن ًة َأي خدمهم .واملاه ُ
حدكم
ِ أ على ما الحديث: وفي ة. ن ِ ، الخادم الصحاح: وفي ، العبد :ن ِ ِ
ْ َ َ َْ َ ْ َ ْ َ
وخدمته ،والرواية بفتح امليم ،وقد لو اشترى ثوبين ليوم جمعته سوى ثوبي مهنته؛ قال ابن األثير :أي ِبذلته ِ
تكسر.1"......
إن الدالالت السابقة وغيرها التي ترتبط بـ" املهنة" وأسرتها االشتقاقية في املعجم العربي ،إذا ما استثنيا
َّ ً ُّ ْ َّ
الصغر ،"...مما يشكل مثاال ُمؤ ِكدا للحذر "الحذق" ،يبقى ُجلها ذا معنى قدحي ،من قبيل" االبتذال الحقارة و
املنهجي الذي أشار إليه عالم االجتماع سيرج بوغام بقوله" :من أجل تعريف وتحديد ما هي املهنة في
السوسيولوجيا ،البد أن نتخلص في ذات الوقت ،من الداللة املتعددة للفظ في اللغة املتداولة وأن نتخلص
2
كذلك من استعماله الضيق واملحصور في العالم االنجلوساكسوني"
أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم ( ابن منظور) ،لسان العرب2003 ،م على الرابطhttps://library.islamweb.net : 1
2-Serge Paugam Les 100 mots de la sociologie : « Que sais-je ? » n° 3870, 1ere édition, ,puf, Paris, 2001, p.86.
وقد رفض إيفريت هوغز Everett Hughesاألخذ بهذه التراتبية ،منتقدا خضوع الوظيفيين لتأثير
َُ َ
"الخطابة االجتماعية" التي أنتجها أعضاء هذه املهن ،والتي تق ِّدم النشاط الذي يزالونه كما لو كان يؤدي خدمة
ضرورية ونزيهة لصالح الجماعة ،ليعمل في املقابل على إبراز املزايا والفضائل االستكشافية التي تنطوي عليها
دراسة مقارنة للمهن ،بحيث صار مرافعا ومنافحا عن "سوسيولوجيا املهن املتواضعة" في مقابل "سوسيولوجيا
ُ
دع َية واملتغطرسة" .وفقا لهذا التوجه اهتم تالميذه في جامعة شيكاغو ،بموسيقيي الجاز ،وحراس للمهن امل ِ
اإلقامات السكنية وسائقي سيارات األجرة ،تجار الفراء ،ومتعهدي الجنائز.
وإجماال يمكن القول بأن أهم الخصائص التي تحدد املهنة هي املتمثلة في:
أنها ليست جمعية (تجمع إرادي ملجموعة من األشخاص) ،وال هي بالجماعة (جماعة من ✓
األشخاص لهم نفس التصور للخير) .ألن ما يجمع بين األشخاص داخل نفس املهنة ليس ما هم عليه وما يريدون
أو يتطلعون ألن يصيروه ،بل ما هو ملقى على عاتقهم القيام به هنا واآلن بصورة جماعية.
العنصر الذي يتحكم في املهنة ويمنحها مدلولها ال يتعين البحث عنه جهة الهوية وال في جانب ✓
الغاية ،telosبل البد من البحث عنه جهة املهمة املشتركة.
في ظل املجتمع الحديث الذي تطبعه التعددية ،مركز ثقل املهنة ما عادت تمثله التشابهات، ✓
َ ُ
بل الفائدة واملنفعة العمومية لهذه املهنة هي ما ُيك ّونه .فذلك هو ما يشكل عن حق "شرف" املهنة" على حد
تعبير هيغل ،ألن "املصير الذي يجعل من مصلحة األفراد وحقوقهم عنصرا مصيره الزوال ،هو في نفس الوقت
العنصر اإليجابي في فرديتهم ،طبعا ليست فرديتهم العرضية املتغيرة ،وإنما فرديتهم املوجودة في ذاتها ولذاتها"،1
عندها تكتسب املهنة صفتها املوضوعية ،أي عندما يعترف املمارسون لها بمهمة مشتركة لها منفعة جماعية،
فيصير في إمكانهم تحقيق االتفاق بينهم ،عبر فرضهم ملجموعة من املعايير املشتركة على أنفسهم.
إن أبرز ما يمكن الخروج به من هذه الوقفة املفاهيمية عند املفاهيم الثالثة املركزية (األخالق،
األخالقيات /اإلتيقا ،واملهنة) هو املتمثل فيما يلي:
1أورده عبد الرحمن بدوي في كتابه ،فلسفة الحق والسياسة عند هيغل ،دار الشروق ،املؤسسة العربية للدراسات و النشر ،الطبعة األولى ،بيروت،
،1996ص.216
1انظر ،الدراسة السابعة من كتاب بول ريكور " الذات عينها كآخر" ،ترجمة وتقديم د .جورج زيناتي ،املنظمة العربية للترجمة ،توزيع مركز دراسات
الوحدة العربية ،الطبعة ،1نوفمبر ،2005 ،ص.456-397:
2 « Les Sciences de l'éducation - Pour l'Ère nouvelle » 2012/1 Vol. 45 | page .145.
بعد هذه الوقفة التي حاولنا من خاللها الوقوف عند املفاهيم الثالث املركزية بإيجاز ،وأبرز اإلشكاالت
التي تثيرها العالقة فيما بينها ،إن على املستوى التداول اللغوي ،أو على مستوى اإلستشكال الفلسفي لألخالق
واألخالقيات ،كما حاولنا مالمسة أبرز الخطوط التي ترتسم من خالل ذلك على مستوى التفكير في أخالقيات
املهنة ،بقي علينا الوقوف عند ما يمكن أن ينجم على مستوى اختيار أسس بعينها للتمييز والتفريق بين "
األخالق" و"األخالقيات" ،أو " التقريب بينهما ،من تيارات وزاويا نظر إلشكالية األخالق بصفة عامة ،والتي ال
تردد صداها عند كل محاولة للتفكير في الفعل اإلتيقي لإلطارى اإلداري في املجال التربوي .فما هي مناص من ُّ
أبرز مدارس وتيارات الفلسفة األخالقية؟ وأيها أكثر فاعلية على مستوى إغناء التفكير األخالقي في مهنة اإلدارة
التربوية؟
إن التربية والتعليم فعل إنساني ،يتم داخل نظام مؤسساتي وفقا ملعايير ،كما أنه يجمع ضمن عالقة
متعددة األبعاد ذواتا إنسانية ،لكن ما يضفى الوحدة واملعنى على كل ذلك هو الغايات أو البعد التهديفي،
واملكونات الثالث مجتمعة هي ما يشكل موضوع األخالق بوصفها توضح "معنى الخير والشر ،وتبين ما ينبغي أن
تكون عليه معاملة الناس بعضهم بعضا ،وتشرح الغاية التي ينبغي أن يقصدها الناس في أعمالهم ،وتنير السبيل
لعمل ما ينبغي" 1مما يعني قيام تجربتنا األخالقية أوال وقبل كل ش يء على األحكام األخالقية التي تأخذ بدورها
صورتين أساسيتين هما الصورة املعيارية والصورة التقويمية ،كما تتجسدان في الحكم بالخير أو الشر ،بالعدل
أو الظلم ،وفي تفسيرهما اإلحساس بالذنب أو بالغضب تجاه أفعال بعينها .وقد اغتنت أبعاد إشكالية األخالق،
َّ َ
مثلت األخالقيات التطبيقية أبرز وازدادت تعقيدا والتباسا بفعل التطور التاريخي للواقع اإلنساني ،فكان أن
َّ
خل ُ
فه التطور والتعدد الذي طبع الوجود اإلنساني ،خاصة في مجاالت بعينها ،وما نجم عنه من تعقيد ترجمة ملا
واستشكال على مستوى التفكير األخالقي ،فقد شهدت اإليتيقا ظهورها في الستينات من القرن العشرين بعد
أن تم "امتحان أشكال جديدة من املسؤولية املوكولة إلى اإلنسان والناتجة عن التغيير النوعي في الفعل
ُ
البشري ،من جهة طبيعته العميقة وخصائصه امل َم ِّيزة" ،2ألجل تقديم إضاءة وتوضيح للموقف الذي يتعين
اتخاذه في مواجهة أسئلة ومشكالت ملموسة تنتمي إلى ميادين كبرى هي البيوإتيقا ،إتيقا البيئة ،إيتيقا األعمال،
ثم اإلتيقا املهنية وإتيقا التدريس جزء منها ،مما يجعلها بالطبيعة منتمية إلى االتيقا التطبيقية ،ألن األمر يتعلق
فيها بتوضيح اإلشكاالت األخالقية ذات العالقة بمهنة بعينها هي التعليم .فما ننتظره هنا من االتيقا التطبيقية
هو تقديم ما يجب فعله وما يجب عدم فعله واالمتناع عن اتيانه .ففيها ال نبحث عن مبدأ تكون له صالحية
عامة ،بقدرما نكون في مضمار البحث عن حلول لوضعيات ملموسة ألن واقع مجال التربية والتعليم بما ينطوي
عليه من أبعاد وعالقات ،يبقى عاكسا ألزمة االتيقا املعاصرة نفسها كما يقول ريكور بوصفها َّ
موزعة بين بعدين
َّ َّ
"اثنين من جهة نحمي مناطق حرية املبادرة ونرتبط بالجماعة ومن جهة أخرى نحتج ضد الالنظام والالعدالة
والبؤس ،وهكذا نعيش في نظامين أخالقيين :أخالق الجماعة وأخالق خاصة" ،3لكن هل التعددية التي تطبع
السياقات والتركيز على إبراز خصوصيتها ،مع ما يرافق ذلك من تعميق االهتمام بالبعد الخاص والنوعي
للممارسة املهنية ،بما فيها مهنة التعليم ،يعني تعميما للنزعة النسبية؟
يمكن التخفيف من خطورة مثل هذا املنزلق من خالل العمل على التفكير فيما هو سياقي وملموس
ُوم ِّميز ملمارسة مهنية بعينها ،باالرتكاز على االختيارات املعيارية الكبرى ،حتى تكون بمثابة منارات تهدي التأمل
1أحمد أمين ،علم األخالق ،لجنة الترجمة والتأليف النشر ،ط 7القاهرة ،1957 ،ص.9.
P. Ricoeur, Lectures1, Autour du politique, Seuil,1991,p.277.2
Histoire et vérité, Seuil, 1964, p.304. P. Ricoeur,3
إن املطلوب من أخالقيات املهنة هو أن تزودنا بتوجه عام يساعدنا على إيجاد الحلول للمواقف بل
وحتى املعضالت األخالقية التي يمكن أن تنجم عن التصادم بين الواجبات املهنية وبين املطالب العامة التي
ينادي بها مجموع املواطنين ،على ضوء هذه االعتبارات ،لم نعمد إلى تقديم وعرض التصورات األخالقية الكبرى
بشكل مفهومي وتأريخي كأن نتحدث على سبيل املثال عن النظريات األخالقية املتمحورة حول مفهوم الخير
والكمال ،والنظريات األخالقية املتمحورة حول السعادة أو ما يعرف باألوديمونية ،ثم النظريات القائمة على
مفهوم اللذة ومفهوم املنفعة ،وتلك املتمحورة حول مفهوم الواجب ،واملتمحورة حول مفهوم الفضيلة -مع
وعينا الكامل بالطابع املنهجي ملثل هذا التصنيف ،إذ ال نعدم تداخال بين الفئات املفهومية (النظريات املتمحورة
حول الخير والكمال تتداخل مع تلك املركزة على السعادة وعلى الفضيلة مثال) -أو الوقوف عند التأسيس
املاوراء أخالقي ،من قبيل التصدي ملنشأ أحكامنا املعيارية وتقويماتنا ،وهل بالفعل هناك فصل بين أحكام
الواقع وأحكام القيمة.
على الرغم من وعينا بأهمية كل ذلك ،فإن ما شكل بؤرة اهتمامنا هو باألحرى التداخل الذي يمكن أن
يفيد املمارس وهو في موقف يطرح عليه معضلة أو إحراجا أخالقيا يبحث له عن حل ،أو عن كيفية لتعقله،
وما يمكن أن يفرضه مثل هذا املوقف من تعارض ،وعندها ُيطرح اإلشكال ذاته آخذا الشكل التساؤلي التالي:
هل أعمد إلى التطبيق واإلعمال املبدئي للقواعد الواجبة ،أم على العكس من ذلك يتعين على أن آخذ خصوصية
السياق بعين االعتبار؟ هل يكون محور اهتمامي الوحيد هو املبدأ واملعايير األمرية ،أم يتعين علي النظر إلى
غاية الفعل وما يمكن أن ينجم عنه من تبعات ونتائج؟
مثل هذه األسئلة وأخرى غيرها تترجم نفس األفق اإلشكالي ،الذي يقتض ي التفكير فيه استحضار ،إن
صراحة أو ضمنا ،كل املفاهيم السابقة ،غير أنها تنتظم في صورة قطبين ،هما القطب الديونطولوجي
[الواجباتي] املركز على القواعد اآلمرة وعلى كونيتها من جهة والقطب اإلتيقي املركز على الفعل وتبعاته وتعددية
سياقه وخصوصيته من جهة أخرى .فأي القطبين يكون أكثر مالءمة لخصوصية فعل التربية والتعليم؟ أال
َّ
يمكن أن تكون أخالقية مهنة التربية والتعليم األكثر تمتعا بالصالحية هي تلك التي تنهل من الجمع الخالق فيما
1 Sandra Laugier, « Pourquoi des théories morales ? L'ordinaire contre la norme », Cités 2001/1 (n° 5), p. 93-112.
لتيسير االقتراب من اإلجابة على هذه األسئلة ليكن توقفنا أوال عند أبرز التصورات املعيارية
1.1النظريات الديونطولوجية
إن األخالق الكانطية هي الصرح أو البناء األكثر اكتماال ألخالق تبذل جهدا كي تكون ديونطولوجية أو
قائمة على الواجب بشكل خالص ،بمعنى ال تعمل على إدخال أي باعث أو دافع آخر غير صيغة "يجب عليك"
التي ترجع إلى القانون األخالقي .فكانط ال يكتفي باستبعاد امكانية أال تكون اإلرادة خيرة إن هي كانت َّ
محد َدة
بدوافع أوبواعث خارجية مثل املصلحة والفائدة واللذة أو السعادة ،وبشكل أعم امليول واالغراءات الحسية.
فمن البين بذاته أن اإلرادة لن تكون في هذه الحالة خيرة بذاتها ،بل إن كانط يذهب أبعد من ذلك عندما يؤكد
على أنه سيكون من الخطير جدا ترك بواعث أخرى تتعاون مع القانون األخالقي ،ألن األفضل هو أن ُي ّ
حد َد
ِ
القانون اإلرادة على حساب امليول .ما دامت الخاصية املميزة للكائنات العاقلة ،أي الكائنات الحرة ،هي القدرة
على الفعل والتصرف بفضل تمثل القانون وحده ،دون إعارة االهتمام ألي غاية خارجية أخرى .ذلك أن اإلرادة
الحرة هي تلك التي ال ترتكز على نظام طبيعي سابق الوجود( ،كما هو الحال بالنسبة لكل الكائنات الحية التي
تبحث عن تحقيق متناغم ومنسجم لطبيعتها) ،بل تستند بشكل كلي على تمثل قواعدها باعتبارها قوانين
عملية كونية ،وهو ما يعني عمليا "أن أي واجب ال يكون أخالقيا إال إذا كان من املمكن اعتباره مبدأ يمكن
تطبيقه على الجميع دون أن يؤدي ذلك إلى تناقض في الفكر أو في اإلرادة".1
الواجبات التامة (مثل واجب عدم الكذب وواجب الوفاء بالوعد) والواجبات غير التامة من •
قبيل واجب اإلحسان وما يجعله كذلك هو أنه من املستحيل احترامه بالنسبة لجميع الناس وفي كل الظروف،
لكن عدم احترامه إطالقا سيكون أمرا سيئا.
واجبات نحو ذواتنا (املحافظة على أنفسنا العمل على تحسينها وتطويرها) ،ثم واجبات نحو •
الغير (احترام الغير ،عدم معاملته كوسيلة وحبه والعمل على تقاسم أهدافه )...وهي بدورها واجبات تنقسم إلى
واجبات تامة وأخرى ناقصة.
p.46. PUF, 3e édition ,2014, Que sais-je, Ruwen Ogien, la philosophie morale, Monique Canto- sperber,1
وتتمثل وظيفتها الثانية في كونها تحدد هوية مهنة من املهن ،فهي تحاول دائما اإلجابة بأكثر ما يمكن من دقة
عن سؤال "معنى وماهية فعل منهي بعينه" من قبيل :ما الذي يعنيه البناء بالنسبة ملهندس معماري؟ ما الذي
يعنيه اإلخبار بالنسبة للصحفي؟ ما الذي يعنيه تقديم العالجات بالنسبة للطبيب؟ ولذلك فإن التفكير في
الديونطولوجيا الخاصة بمهنة التعليم ،معناه إجماال التفكير في ما يعنيه فعل التعليم .وإلى الديونطولوجيا
يرجع كذلك أمر التمييز بين املمارسات الجيدة واملمارسات السيئة .كما أنها تحدد وتعرف املمارسات املشبوهة،
وامللتبسة وغير املشروعة على الصعيد السوسيو-أخالقي حتى ال تحتفظ إال بتلك التي تستحق أن يتم االحتفاظ
بها.
بهذا املعنى تكون الديونطولوجيا ضربا من الحكمة الجماعية يؤدي إليها مسار ُّ
تكون املهنة واملناقشات
التي تمت عبر تاريخها .فبماذا يمكن للمنظور الديونطولوجي أن يغني مهنة التعليم؟ وما الذي يجعل هذه املهنة
أقرب بحكم طبيعتها لالستفادة والنهل من هذا املنظور؟
يدافع أصحاب اعتماد االختيار الديونطولوجي على مستوى أخالقيات املهنة عن هذا التوجه باعتباره
األنسب مادام يعمل على وضع القيود املعيارية من أجل املحافظة على حقوق األفراد وصيانة كرامتهم ،وفي
ّ
مجال التعليم حقوق التالميذ وكرامتهم ،بيد أن ما ُي َم ِثل مشكال في مثل هذا االختيار هو صورته املطلقة ،بمعنى
تلك التي تؤكد على ضرورة االحترام الالمشروط للواجب بغض النظر عن كل النتائج املمكنة ،فهل باإلمكان أن
نتجاهل كل ما يمكن أن تسفر عنه أفعالنا من نتائج في كل الظروف؟ في مواجهة هذه النزعة اإلطالقية ظهرت
حد ُد أخالقية األفعال انطالقا مما ينجم عنها من نتائج.في حقل الفلسفة األخالقية نظرية ُت ّ
ِ
.2.1النزعة القائمة على اعتبار النتائج
فما تطلبه منا هذه النظرية األخالقية هو العمل على الرفع من كل ما من شأنه تحقيق أفضل
حالة ممكنة لألشياء ،ولفظ "أفضل" هذا ليس بالنسبة للشخص ،بل "األفضل" من وجهة نظر محايدة وغير
شخصية ،وهذا الطابع غير الشخص ي أو املجرد هو أول ما ينصب عليه النقد املوجه لهذه النظرية .وحتى يتبين
الفرق الذي يفصلها عن النظرية أو التصور الديونطولوجي ،ال بأس من الوقوف عند املثال الذي قدمه كانط
صديقه الهارب من قتلة يالحقونه ،وسألوه: ُ لكي يستدل على املنع املطلق للكذب ،فإذا لجأ عند شخص
صديقك هل هو عندك؟" ،فلو تصرف هذا الشخص تبعا للقاعدة التي تأمر بوجوب قول الحقيقة" ،فمن
اكتفينا بتقديم هاتين النظريتين ،على الرغم من أن الحقل الفلسفي املكرس لدراسة األخالق يعج
بالكثير من التصنيفات ،اعتبارا لكونه التصنيف الذي يبقى أكثر مالءمة ملوضوعنا ،وبالنظر إلى أن جل
الدارسين يجمعون على أن التقليدين البارزين في الفلسفة األخالقية ،هما التقليد التليولوجي (الغائي) الذي
يعد أرسطو ممثله األبرز من جهة والتقليد الديونطولوجي (القائم على الواجب) الذي يعتبر كانط أبلغ من
أفصح عنه وأرس ى أسسه من جهة ثانية .فهل من إمكانية تسير في اتجاه التوفيق بين االتجاهين؟ وبأي معنى
تكون هذه اإلمكانية هي األكثر تناسبا مع أخالقيات مهنة التعليم ،بحكم طبيعة هذه املهنة ذاتها؟
Emmanuel kant, D’un prétendu droit de mentir par l’humanité, G. Flammarion, Paris 1994, pp.99-103.1
ترجمة عز الدين الخطابي ،ضمن كتاب :في الترجمة والفلسفة والسياسة و األخالقية ،منشورات علوم التربية ،الطبعة األولى ،مطبعة النجاح
الجديدة ،الدار البيضاء ،2004ص.141.
النصوص القانونية :ويقصد بها دستور الدولة وجميع القوانين املنبثقة عن السلطة ✓
التشريعية والسلطة التنفيذية بمختلف أنواعها ،والتي تتضمن مقتضيات تحث على التحلي بمجموعة من
السلوكيات واألخالقيات منها :االنضباط واحترام الوقت والتقيد به ،االبتعاد عن املحسوبية ،تقديم املصلحة
العامة على املصلحة الخاصة ،عدم إفشاء أسرار العمل ،عدم قبول الرشوة ،احترام التسلسل اإلداري،
التعامل بنزاهة ،التعاون مع الجميع...
القيم السائدة في املجتمع :تعتبر قيم املجتمع الذي يعيش فيه الفرد ويتعامل داخله في إطار ✓
عالقات متفاعلة مرجعا مهما من املرجعيات التي تؤثر في أخالقيات املهنة .واإلطار التربوي ،كواحد من أبناء
املجتمع ،يؤثر ويتأثر باملنظومة القيمية املتضمنة للقيم الدينية التي تحث على الصدق والتعاون والتسامح
1بول ريكور ،الذات عينها كآخر ،ترجمة وتقديم وتعليق د .جورج زيناتي ،املنظمة العربية للترجمة ،مركز دراسات الوحدة العربية ،الطبعة االولى،
بيروت( ،نوفمبر ،)2005ص.456.
أدبيات صادرة عن النقابات والتنظيمات املهنية ومكونات املجتمع املدني في مجال ✓
أخالقيات املهنة :وهي أدبيات تحدد مجموعة من القواعد املتعلقة بممارسات املهنيين والتزاماتهم تجاه
اآلخرين.
القيم الخاصة بالفرد ،وهي القيم التي يتشبع بها الفرد خالل أطوار نمو شخصيته ومراحل ✓
تنشئته االجتماعية ،سواء تعلق األمر بمستوى قيمه األولية املتميزة بالدوام أو بمستوى قيمه الثانوية املتصفة
بالتغير حسب السياقات والوضعيات.
– 2القيم اإلنسانية:
ّ
اإلنسانية على أنها القواعد املؤسسة للمنظومة األخالقية املتكاملة ،والتي تعارفت عليها عرف القيم ُت َّ
وتم تأكيدها من الديانات ،واألفكار اإلصالحية ،واألعمال الفنية، اإلنسانية السليمة ،والتي ُر ِ ّسختَّ ،
ّ الفطر
تضم ّ
اإلنسانية على أرض الواقع ،من خالل التعامالت اليومية بين الناس ،وهي ُّ واألدبية العظمى .تظهر القيم
ً ً
طيفا واسعا من القيم واألخالق الحميدة؛ كالصدق ،واألمانة ،والتسامح ،واإلنفتاح ،واإلنصاف ،والتعاون على
وتفقد الضعفاء،الخير ،وحب اآلخرين ،ومساعدة املحتاجين ،واملودة ،واالهتمام بالناسُّ ،
مكن ألي إنسان عاقل أن ينكر إحدى هذه القيم ،وإال ُ
وإرساء العدالة ،وما إلى ذلك .ومن هنا فإنه ال ي ِ
ّ ً
اإلنسانية. أثبت وبما ال يدع مجاال للشك أنه أبعد ما يكون عن
– 3القيم األخالقية:
وهي مجموعة اإللتزامات األخالقية التي تنتقل من جيل إلى آخر عبر التقاليد املتوارثة ،فهي قواعد وقيم
متعارف عليها دون أن ٌتضمن في كتب التشريع واألنظمة ،وتعتبر ذات تأثير قوي على البشر ليبقوا على الطريق
الصحيح دون اللجوء إلى فرض السلطة وتطبيق القانون ،فكل شخص يرغب في أن يكون موضع احترام وتقدير
من قبل املجتمع.
ّ وتعرف القيم األخالقية أيضا ب ّأنها مجموعة من املبادئ األساسية التي ّ
تكون شخصية اإلنسان وتنظم
سلوكه ،كما تحدد عالقات األفراد مع بعضهم البعض من أجل تحقيق الغاية من خلق اإلنسان ،إذ ّأن التمسك
بالقيم األخالقية هو أساس صالح املجتمع
الشفافية :مصطلح يدعو إلى نمط جديد من التفاعل يقوم على إرساءمجموعة من القيم تأتي على
رأسها قيم النزاهة واملساءلة واإلفصاح ومحاربة الفساد.
النزاهة :هي اإلستقامة والقيم األخالقية التي يتحلى بها الفرد ،مثل :الصدق ،األمانة والشفافية
والشرف .. .وهي أيضا كرم في األخالق التي البد منها ،وأن يتصف بها اإلنسان أيا كان سنه ،وهي مكافحة الفساد
ومن األمثلة أيضا العدل واملساواة...
االحترام االنضباط
التعاون صفات
أخالقيات املهنة املوظف
االتصال
فريق العمل
املظهر
تعتبر القيادة التربوية سلوكا يقوم به املدير -القائد لتوجيه نشاط املجالس واألساتذة والطلبة
والشركاء ،لتحقيق رسالة املؤسسة.
والقيادة وظيفة لها دور أساس ي في نجاح التدبير ،وهي كفاية يتفاعل فيها الفن بالعلم لتمكين القائد
من كسب ثقة واحترام الجميع ،ومن القدرة على التأثير في سلوكهم ومواقفهم ،وتحفيزهم على االنخراط الفعال
في تحقيق أهداف مشروع املؤسسة.
والقيادة الناجحة هي التي تستطيع أن تتكيف مع البيئة وتستجيب لجملة من االعتبارات واملسؤوليات
االجتماعية.
وتبقى القيادة ،إستراتيجية منظمة تقوم على أساس اعتبار املؤسسة التربوية نظاما له أهداف يمكن
تحديدها بوضوح ،ويمكن متابعة تحقيق هذه األهداف خالل فترة زمنية معينة عن طريق التنسيق وإيجاد
الحوافز لدى العناصر املختلفة التي يتكون منها النظام.
مبدأ النظام الكلي :يقرر أن املؤسسة التربوية مجموعة من األجزاء أو العناصر يتم التنسيق •
بينها لتحقيق أهداف املؤسسة ،وكل عنصر يسهم في تحقيق األهداف املنشودة.
مبدأ األهداف :تحديدها مرتبط بالتخطيط وترتكز على إستراتيجية زمنية ،وتكون محددة •
بوضوح بحيث يمكن قياسها ،وتتصف بالشمولية كي تغطي جميع مراكز املسئولية وجوانبها بصورة جدية.
بحيث يتمسك القائد بتحقيق األهداف أثناء التنفيذ
مبدأ املشاركة وااللتزام :بحيث يتحمل كل شخص جزءا من املسؤولية •
مبدأ املراقبة وتقويم األداء :عن طريق مقارنة اإلنجازات الفعلية مع اإلنجازات املستهدفة •
االلتزام بالنصوص القانونية والتنظيمية املنظمة للعمل داخل املؤسسة التعليمية وخارجها:
يتوجب على اإلطار اإلداري أن يلتزم باملقررات الرسمية التي تنظم للعمل داخل املؤسسة التعليمية
وخارجها ،سواء القوانين املنظمة للموظف العمومي ،1أو القوانين املنظمة للعاملين في قطاع التربية الوطنية،2
أو القوانين املنظمة ملؤسسات التعليم العمومي ،3أو القوانين املنظمة ألطر األكاديمية ،4إلى جانب القوانين
الداخلية للمؤسسة التعليمية التي يعمل في إطارها ،وأن تكون عالقته باملوظفين الساهرين على تدبيرها
موسومة باالحترام .كما عليه أن يكون دوما قادرا على تحمل مسؤوليته األخالقية واملهنية في كل ما يصدر عنه
من أقوال أو أفعال .وعليه على اإلطار اإلداري:
-أن يستوعب النصوص التشريعية والتنظيمية ويقدر أهميتها في تدبير الشؤون اإلدارية والتربوية
للمؤسسة.
-اإلملام الواسع لجميع املستجدات القانونية في قطاع التربية والتكوين وتوظيفها بعقالنية.
-استعمال النصوص التشريعية والتنظيمية استعماال وظيفيا يرتكز على مبدأ املساواة أمام القانون
واتخاذ القرار املالئم حسب طبيعة كل موقف ،باعتباره القيادة التربوية واإلدارية للمؤسسة التي توجه نشاط
املجالس واألساتذة والتالميذ.
-مراعاة معايير االنضباط املدرس ي في التطبيق.
1الظهيرالشريف رقم 008-58-1بتاريخ 4شعبان 24( 1377فبراير )1958يحتوي على القانون األساس ي العام للوظيفة العمومية.
2املرسوم رقم 2-02-854صادرفي 8ذي الحجة 10 ( 1423فبراير )2003بشأن النظام األساس ي الخاص بموظفي وزارة التربية الوطنية.
3املرسوم رقم 2.02.376الصادر في 6جمادى األولى (17 1423يوليو )2002بمثابة النظام األساس ي الخاص بمؤسسات التربية والتعليم
العمومي،
4أنظراألنظمة األساسية الخاصة بأطراألكاديمية ،الباب الثالث
يجب أن تكون العالقة بين اإلطار اإلداري وباقي األطر اإلدارية العاملة باملؤسسة التعليمية مبنية على
الثقة املتبادلة وعلى التعاون واعتماد املقاربة التشاركية في العمل ،وأن تقوم على االحترام املتبادل والتواصل
الفعال ،وتبادل األفكار والخبرات ،والتعاون والتشارك .وذلك من خالل:
-اشراك األطر اإلدارية والتربوي العاملة باملؤسسة في تدبير شؤون املؤسسة عن طريق تفعيل
2
مجالس املؤسسة
-يساهم في تنمية العادات الحميدة لدى األطر التربوية.
-التعامل بحزم مع األمور التي تستدعي التعامل بجد معهم.
-عزو اإلنجازات القيمة والنوعية ألصحابها بكل أمانة وشفافية عند رفعها للمسؤولين.
تقييم األطر التربوية وفق معايير شفافة وواضحة وخالية من أي التباس. ّ -
-تحفيزهم على تطوير أنفسهم بالبحث والدراسة.
-العمل على تنمية املساءلة الذاتية لديهم.
-الحرص على مطابقة أفعاله مع أقواله فيما يخص التعامل معهم.
-التعامل بعدل مع الجميع بالعدل ودون تمييز.
-يقوم بتقديم النصح واإلرشاد لألطر بكل تواضع.
-ينمي روح العمل الجماعي عندهم.
ً
شخصيا. -االبتعاد عن تشكيل جماعات موالية له
-الحرص على توفير فرص متكافئة للجميع أثناء العمل.
-معالجة مشاكل األطر بطرق موضوعية .القيام باشراك األطر في إعداد رسالة املدرسة ورؤيتها.
ً
معنويا وفق االنجازات التي يحققونها. -يقوم بدعم وتعزيزهم
-يتقبل النقد البناء من دون تعصب لرأيه أو انفعال.
1وذلك في إطار احترام لضوابط الحكامة والشفافية واحترام تام ملبادئ حقوق االنسان
2املرسوم رقم 2.02.376الصادر في 6جمادى األولى 17( 1423يوليوز )2002بمثابة النظام األساس ي الخاص بمؤسسات التربية والتعليم
العمومي ،الفرع الثاني :مجالس املؤسسة
يستند هذا االلتزامات على مجموعة من املواد الواردة في النظام األساس ي الخاص بمؤسسات التعليم
العمومي ،1وعدد من املواثيق الخاصة بحقوق االنسان الوطنية والدولية ،2ويظهر الطابع العالئقي لإلطار
اإلداري التربوي في عالقته باملتعلمات واملتعلمين ،من خالل قيامها على أسس تربوية توجه ممارسته املهنية
ومسؤولياته القانونية واإلدارية والتربوية ،ويتجلى ذلك من خالل ما يلي:
ضمان االستفادة من مختلف الخدمات املقدمة في املؤسسة التعليمية وفق الشروط املحددة •
لها ،في اتجاه تحقيق مبدئي االنصاف وتكافؤ الفرص ،مع تخويل تمييز إيجابي لفائدة االوساط القروية وشبه
الحضرية واملناطق ذات الخصاص.
ّ
العمل على ضمان الحصول على تعليم عصري ميسر الولوج وذي جودة ،يمكن من اكتساب •
املعارف واملهارات الضرورية لالندماج والتفتح وبناء املشروع الدراس ي واملنهي ،وذلك من خالل اعتماد التعليم
الحضوري والتعليم عن بعد ،كلما اقتضت الضرورة ذلك
تمكين املتعلمات واملتعلمين من الولوج إلى الفضاءات املالئمة للتمدرس واملتوفرة على •
التجهيزات واملرافق الضرورية ،بما فيها الولوجيات والفضاءات الخضراء؛
توفير شروط النجاح للتلميذات والتالميذ في وضعية إعاقة من خالل تكييف االختبارات •
والتصحيح حسب خصوصيات كل صنف من أصناف اإلعاقة؛
تمكين الجميع من االستفادة من التتبع الفردي والدعم والتأطير التربوي؛ •
ضمان استفادة الجميع من كل الحصص املقررة شريطة احترامه(ها) التوقيت مع الحرص •
على االلتزام بالحضور وعدم التغيب عنها؛
التوجيه واملساعدة في إعداد املشروع الشخص ي الدراس ي واملنهي واالستفادة من برامج وعمليات •
وحمالت إعادة التوجيه؛
الحماية القانونية من كل أشكال االستغالل واالمتهان واإلهمال الجسماني والروحي واملعاملة •
السيئة والعنف املادي واملعنوي؛
1املرسوم رقم 2.02.376الصادر في 6جمادى األولى 17( 1423يوليوز )2002بمثابة النظام األساس ي الخاص بمؤسسات التربية والتعليم
العمومي ،الفرع األول :اإلدارة التربوية
2انظرالفصل املتعلق بمرجعيات أخالقيات املهنة
االلتزامات املهنية تجاه أباء وأمهات التالميذ وأولياء أمورهم وباقي الشركاء:
تأتي االلتزامات املهنية بأخالقيات مهنية اتجاه أمهات وآباء وأولياء املتعلمات واملتعلمين ومختلف شركاء
املؤسسة في إطار انفتاح املؤسسة على محيطها عبر آلية إشراك مختلف مكوناته في تفعيل الحياة املدرسية،
هذه االلتزامات تؤطرها نصوص ومرجعيات تشريعية وحقوقية وقانونية وتربوية.1
يظهر الطابع العالئقي ملهنة اإلطار اإلداري من خالل أشكال العالقة التي تربطه بعدد من الشركاء
اللذين لهم دور أساس ي في تطوير منظومة التربية والتعليم كجمعية آباء وأولياء أمور التالميذ واملجتمع املحلي
من جماعات ترابية 2واملجتمع املدني إلى جانب مختلف الفاعلين االقتصاديين واالجتماعيين 3باملنطقة التي
تتواجد في نفوذها الترابي املؤسسة التي يشتغل فيها اإلطار اإلداري..
وعلى هذا األساس يتعين على اإلطار اإلداري في عالقته مع كل الشركاء أن تتسم بما يلي:
تقدير أهمية الدور الذي يقوم به جميع شركاء املؤسسة التعليمية. •
الحرص على أن تكون املدرسة قدوة خاصة املتعلقة باحترام التقاليد للمجتمع املحلي. •
التشاور مع أولياء أمور املتعلمين في أمور تخص أبناءهم. •
التحلي بالشفافية في إعطاء الصورة الواقعية للمدرسة في اللقاءات التي تنعقد بين املدرسة •
واملجتمع املحلي.
تنفيذ ما يتم اقراره مع أولياء األمور في االجتماعات الرسمية. •
مشاركة املجتمع املحلي في املناسبات واألنشطة. •
االستفادة من خبرات املجتمع املحلي ومواقعهم الوظيفية واالجتماعية لحل املشكالت املتعلقة •
باملتعلمين.
في إطار هذه العالقات يتعين:
اعتماد املقاربة التشاركية في العمل عن طريق: ➢
ارساء أسس الحكامة التربوية وسياسة القرب. •
توظيف فعلي للمقاربة التشاركية والتدبير بالنتائج. •
املرسوم رقم 2.02.376الصادر في 6جمادى األولى 17( 1423يوليوز )2002بمثابة النظام األساس ي الخاص بمؤسسات التربية والتعليم العمومي
1املرسوم رقم 2.02.376الصادر في 6جمادى األولى 17( 1423يوليوز )2002بمثابة النظام األساس ي الخاص بمؤسسات التربية والتعليم العمومي،
الفرع الثاني :مجالس املؤسسة – املادة 19
2ظهير شريف معتبر بمثابة قانون رقم 1.84.165صادر في 6محرم 2( 1405أكتوبر ،)1984يغير ويتمم بموجبه الظهير الشريف
رقم 1.76.583بتاريخ 5شوال 30(1396سبتمبر )1976املعتبربمثابة قانون يتعلق بالتنظيم الجماعي
3الرؤية االستراتيجية ،2030-2015الصادرة عن املجلس األعلى للتعليم
على العموم فإن مختلف التزامات اإلطار اإلداري سواء في إطار عالقاته مع مختلف الفاعلين أو الشركاء
يجب من جهة أن تقوم على:
الفصل 162الوسيط مؤسسة وطنية مستقلة ومتخصصة ،مهمتها الدفاع عن الحقوق في نطاق
العالقات بين اإلدارة واملرتفقين ،واإلسهام في ترسيخ سيادة القانون ،وإشاعة مبادئ العدل واإلنصاف ،وقيم
التخليق والشفافية في تدبير اإلدارات واملؤسسات العمومية والجماعات الترابية والهيئات التي تمارس
صالحيات السلطة العمومية.
الفصل 167تتولى الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها ،املحدثة بموجب الفصل ،36
على الخصوص ،مهام املبادرة والتنسيق واإلشراف وضمان تتبع تنفيذ سياسات محاربة الفساد ،وتلقي ونشر
املعلومات في هذا املجال ،واملساهمة في تخليق الحياة العامة ،وترسيخ مبادئ الحكامة الجيدة ،وثقافة املرفق
العام ،وقيم املواطنة املسؤولة.
- 1رندا العكاشة" ،وسائل ترسيخ أخالقيات املهنة في العمل واملؤسسات املهنية" ،موقعhttps://e3arabi.com :
الفصل 482
إذا تسبب أحد األبوين في إلحاق ضرر بالغ بأطفاله أو بواحد أو أكثر منهم ،وذلك نتيجة سوء املعاملة
أو إعطاء القدوة السيئة في السكر أو سوء السلوك أو عدم العناية أو التقصير في اإلشراف الضروري من ناحية
الصحة أو األمن أو األخالق ،يعاقب بالحبس من شهر واحد إلى سنة وغرامة من مائتين إلى خمسمائة درهم،
سواء حكم عليه بالحرمان من السلطة األبوية أم ال.
الفصل 467-2
يعاقب بالحبس من سنة إلى ثالث سنوات وبغرامة من خمسة آالف إلى عشرين ألف درهم ما لم يكن
الفعل جريمة أشد ،كل من استغل طفال دون الخامسة عشرة سنة ملمارسة عمل قسري أو توسط أو حرض
على ذلك.
يقصد بالعمل القسري بمفهوم الفقرة السابقة إجبار الطفل على ممارسة عمل ال يسمح به القانون
أو القيام بعمل مضر بصحته ،أو سالمته ،أو أخالقه ،أو تكوينه.
حيث ينص قانون املسطرة املدنية (صيغة محينة بتاريخ 26أغسطس )2019في الفصل 43على ما
يلي:
لرئيس الجلسة سلطة حفظ النظام بها ويمكنه أن يأمر بأن تكون املناقشة في جلسة سرية إذا
استوجب ذلك النظام العام أو األخالق الحميدة.
الفصل 248
يعد مرتكبا لجريمة الرشوة ويعاقب بالحبس من سنتين إلى خمس سنوات وبغرامة من خمسة آالف
درهم إلى مائة ألف درهم من طلب أو قبل عرضا أو وعدا أو طلب أو تسلم هبة أو هدية أو أية فائدة أخرى من
أجل:
- 2إصدار قرار أو إبداء رأي ملصلحة شخص أو ضده ،وذلك بصفته حكما أو خبيرا عينته السلطة
اإلدارية أو القضائية أو اختاره األطراف.
- 3االنحياز لصالح أحد األطراف أو ضده ،وذلك بصفته أحد رجال القضاء أو املحلفين أو أحد أعضاء
هيئة املحكمة.
- 4إعطاء شهادة كاذبة بوجود ،أو عدم وجود مرض ،أو عاهة أو حالة حمل أو تقديم بيانات كاذبة عن
أصل مرض أو عاهة أو عن سبب وفاة وذلك بصفته طبيبا أو جراحا أو طبيب أسنان أو مولدة.
إذا كانت قيمة الرشوة تفوق مائة ألف درهم تكون العقوبة السجن من خمس سنوات إلى عشر سنوات
والغرامة من مائة ألف درهم إلى مليون درهم ،دون أن تقل قيمتها عن قيمة الرشوة املقدمة أو املعروضة.
تكون الجلسات علنية ،إال أنه يجوز للمحكمة أن تأمر بعقدها سرية إذا كانت علنيتها خطيرة بالنسبة
للنظام العام أو لألخالق الحميدة.
يحدد هذا القانون املبادئ والقواعد التي تنظم املساطر واإلجراءات اإلدارية املتعلقة بالقرارات اإلدارية
التي يطلبها املرتفقون من اإلدارات العمومية والجماعات الترابية ومجموعاتها وهيئاتها واملؤسسات العمومية
وكل شخص اعتباري آخر خاضع للقانون العام والهيئات املكلفة بمهام املرفق العام.
املادة الثانية:
بقطع النظر عن القواعد املقررة في القانون الجنائي فيما يخص السر املنهي ،فإن كل موظف يكون
ملزما بكتم سر املهنة في كل ما يخص األعمال واألخبار التي يعلمها أثناء تأدية مهامه أو بمناسبة مزاولتها.
ويمنع كذلك منعا كليا اختالس أوراق املصلحة ومستنداتها أو تبليغها للغير بصفة مخالفة للنظام .وفيما عدا
األحوال املنصوص عليها في القواعد الجاري بها العمل ،فان سلطة الوزير الذي ينتمي إليه املوظف يمكنها وحدها
أن تحرر هذا املوظف من لزوم كتمان السر أو ترفع عنه املنع املقرر أعاله.
وطنية :دالئل حقوق اإلنسان بقطاع التربية الوطنية والنوادي التربوية مثل نادي املواطنة ✓
وحقوق اإلنسان
املذكرة رقم 88 :الصادرة عن وزارة التربية الوطنية بتاريخ 8جمادى األولى 1427ه املو افق -
5يونيو 2006املوجهة ملديري األكاديميات وباقي الفاعلين في الهيئات اإلدارية والتربوية :وتتضمن فحوى هذه
املذكرة تنص على إرساء مرصد القيم ،وتمكين مختلف الفاعلين في مجال التربية والتكوين على توعية النشء
املغربي باألبعاد العميقة التي تكتسيها التربية على القيم ،إلحدى اللبنات األساسية بناء مجتمع حداثي متطور
ومتمدن ،وانسجاما مع روح القيم التي ينص عليها امليثاق الوطني للتربية والتكوين ،وسعيا إلى ترسيخ القيم
الرفيعة باالنسجام التام مع سيرورة اإلصالح النوعي الذي تشهده املنظومة التربوية ،ومن أجل إدماج فعلي
.2015
رضوان ،بواب ،األداء الوظيفي واالجتماعي لألستاذ الجامعي في نظام األملدي) ، (LMDمجلة العلوم •
حنة أرندت ،بين املاض ي واملستقبل :ستة بحوث في الفكر السياس ي ،نقله إلى العربية ،عبد الرحمن •
بوشناق ،جداول للنشر والترجمة والتوزيع ،الطبعة األولى ،بيروت ،أكتوبر 2014
أحمد أمين ،علم األخالق ،لجنة الترجمة والتأليف النشر ،ط 7القاهرة .1957، •
شارل تايلور ،منابع الذاتُّ :
تكون الهوية الحديثة ،ترجمة :حيدر حاج إسماعيل ،مراجعة هيثم غالب •
الناهي ،املنظمة العربية للترجمة ،توزيع مركز دراسات الوحدة العربية ،الطبعة األولى ،بيروت2014
طه عبد الرحمن ،سؤال األخالق ،مساهمة في النقد األخالقي للحداثة الغربية ،املركز الثقافي العربي، •