Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 23

‫مجلة الدراسات العليا‪ -‬جامعة النيلين (مج‪( ،)12‬ع‪2018/9/15 )2-46‬م ‪GCNU Journal ISSN: 1858-6228‬‬

‫مشروعية استخدام القوة المسلحة أثناء التدخل الدولي‬


‫(دراسة حالتي ليبيا والعراق)‬
‫‪The Legality of the Use OF Armed Force During International‬‬
‫‪Intervention‬‬
‫ﻣﺸﺮﻭﻋﻴﺔ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ‪ :‬ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺣﺎﻟﺘﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ‬ ‫ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ‪:‬‬
‫أحمد جبريل أحمد العويطي‬ ‫ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻕ‬
‫جامعة الرباط ـ محاضر بالجامعات الفلسطينية‬ ‫الجنائية ـ‬
‫ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ‬ ‫الدراسات‬
‫ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ‬ ‫ﻣﺠﻠﺔ‬‫ماجستير‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ‪:‬‬
‫‪Abumhand670@gmail.com‬‬
‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻨﻴﻠﻴﻦ ‪ -‬ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ‪:‬‬
‫ﺍﻟﻌﻮﻳﻄﻲ‪ ،‬ﺃﺣﻤﺪ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﺃﺣﻤﺪ‬ ‫ﺍﻟﻤؤﻟﻒ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ‪:‬‬
‫ﻣﺞ‪ ,12‬ﻉ‪46‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﻠﺪ‪/‬ﺍﻟﻌﺪﺩ‪:‬‬
‫المستخلص‪:‬‬
‫ﻧﻌﻢ‬ ‫ﻣﺤﻜﻤﺔ‪:‬‬
‫مشروعية استخدام القوة المسلحة أثناء التدخل الدولي‪ ،‬تمثلت مشكلة الدراسة في‬
‫‪2018‬‬
‫الدراسة مدى‬ ‫تناولت‬
‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ‪:‬‬
‫وهي ما المقصود بالقوة المسلحة اثناء التدخل الدولي ؟ ماهي انواع القوة‬ ‫اإلجابة عن بعض التساؤالت‬
‫ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺸﻬﺮ‪:‬‬
‫‪ 75‬الدولي؟ ما هو االساس القانوني الستخدام القوة المسلحة اثناء التدخل‬
‫التدخل‬
‫المسلحة المستخدمة اثناء ‪- 96‬‬
‫ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ‪:‬‬

‫‪944475‬الكشف عن الحاالت التي يجوز فيها لألمم المتحدة والمنظمات اإلقليمية‬ ‫ﺭﻗﻢ ‪:MD‬‬
‫الدولي؟ تنبع أهمية الدراسة من‬
‫ﺑﺤﻮﺙ ﻭﻣﻘﺎﻻﺕ‬ ‫ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ‪:‬‬
‫التدخل في سيادة الدول بصورة متدرجة الى مرحلة التدخل القسري أو القوة الجبرية الذي أخذه في‬
‫‪Arabic‬‬ ‫ﺍﻟﻠﻐﺔ‪:‬‬
‫تضمين استخدام القوة المسلحة بواسطة قوات الطوارئ الدولية وان مرد ذلك حاالت التدخل إلي تشهدها‬
‫‪EduSearch, EcoLink, IslamicInfo, HumanIndex‬‬ ‫ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪:‬‬
‫المسلحة‪ ،‬الوقوف‬
‫القوةﺍﻟﻌﺮﺍﻕ‬
‫استخدامﻟﻴﺒﻴﺎ‪،‬‬
‫مشروعيةﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ‪،‬‬
‫على ﺍﻟﺘﺪﺧﻼﺕ‬ ‫ﺍﻟﻘﻮﺍﺕالتعرف‬
‫ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ‪،‬‬ ‫ضرورة‬ ‫الدراسة إلى‬
‫ﺍﻟﺪﻭﻟﻰ‪،‬‬ ‫الساحة الدولية‪ ،‬تهدف ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ‬
‫ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ‪:‬‬
‫الوصفي التحليلي لعرض بيان‬ ‫ﺭﺍﺑﻂ‪:‬على نماذج حدث فيها استخدام القوة المسلحة‪ ،‬إتبعت الدراسة المنهج‬
‫‪http://search.mandumah.com/Record/944475‬‬

‫النصوص القانونية‪ ،‬وكذلك استخدام المنهج المقارن لتسليط الضوء على القواعد المنظمة للتدخل الدولي‪،‬‬
‫ولتحقيق أهداف الدراسة إختبرت الدراسة الفرضيات التالية ‪ :‬وفقا للميثاق إذا انفردت المنظمات الدولية‬
‫باستخدام القوة المسلحة سيكون له المردود اإليجابي بردع الدول التي تنتهك السلم واألمن الدوليين‪ ،‬يمكن‬
‫أن يكفل للمنظمات اإلقليمية التدخل وفقا لميثاقها تحت مظلة أو علم األمم المتحدة‪ ،‬أن استخدام الدول‬
‫العظمى للقوة المسلحة وشكل عادل يمكن من بسط السلم واألمن الدوليين‪ ،‬توصلت الدراسة إلى النتائج‬
‫التالية ‪ :‬من الصعوبة تحديد مضمون االلتزام بعدم التدخل‪ ،‬أو المجال المحجوز للدول‪ ،‬نتيجة عدم وجود‬
‫معيار دقيق‪ ،‬أن التقيد التام بمبدأ عدم التدخل بجميع أنواعه في الشئون الداخلية والخارجية للدول هو أمر‬
‫ذو أهمية عظمى للمحافظة على األمن والسلم الدوليين ولتحقيق مقاصد ومبادئ الميثاق‪ ،‬إختتمت الدراسة‬
‫بعدة توصيات أهمها ‪ :‬يجب إشتراط أن يكون هنالك التزام للتدخل العسكري لحماية مواطني الدولة في‬
‫الخارج من قبل الدولة المتدخلة بحسن نية‪ ،‬بشروط قيام حالة الضرورة‪ ،‬على منظمة األمم المتحدة ان‬
‫تطلع بشكل مسبق على األساس القانوني الذي من اجله سيتم التدخل العسكري مما وحول الدوافع الحقيقية‬
‫© ‪ 2022‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬
‫للدول للجوء إليه‪.‬‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ ﺩﺍﺭ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫مجلة الدراسات العليا‪ -‬جامعة النيلين (مج‪( ،)12‬ع‪2018/9/15 )2-46‬م ‪GCNU Journal ISSN: 1858-6228‬‬

‫مشروعية استخدام القوة المسلحة أثناء التدخل الدولي‬


‫(دراسة حالتي ليبيا والعراق)‬
‫‪The Legality of the Use OF Armed Force During International‬‬
‫‪Intervention‬‬

‫أحمد جبريل أحمد العويطي‬


‫ماجستير الدراسات الجنائية ـ جامعة الرباط ـ محاضر بالجامعات الفلسطينية‬
‫‪Abumhand670@gmail.com‬‬

‫المستخلص‪:‬‬
‫تناولت الدراسة مدى مشروعية استخدام القوة المسلحة أثناء التدخل الدولي‪ ،‬تمثلت مشكلة الدراسة في‬
‫اإلجابة عن بعض التساؤالت وهي ما المقصود بالقوة المسلحة اثناء التدخل الدولي ؟ ماهي انواع القوة‬
‫المسلحة المستخدمة اثناء التدخل الدولي؟ ما هو االساس القانوني الستخدام القوة المسلحة اثناء التدخل‬
‫الدولي؟ تنبع أهمية الدراسة من الكشف عن الحاالت التي يجوز فيها لألمم المتحدة والمنظمات اإلقليمية‬
‫التدخل في سيادة الدول بصورة متدرجة الى مرحلة التدخل القسري أو القوة الجبرية الذي أخذه في‬
‫تضمين استخدام القوة المسلحة بواسطة قوات الطوارئ الدولية وان مرد ذلك حاالت التدخل إلي تشهدها‬
‫الساحة الدولية‪ ،‬تهدف الدراسة إلى ضرورة التعرف على مشروعية استخدام القوة المسلحة‪ ،‬الوقوف‬
‫على نماذج حدث فيها استخدام القوة المسلحة‪ ،‬إتبعت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي لعرض بيان‬
‫النصوص القانونية‪ ،‬وكذلك استخدام المنهج المقارن لتسليط الضوء على القواعد المنظمة للتدخل الدولي‪،‬‬
‫ولتحقيق أهداف الدراسة إختبرت الدراسة الفرضيات التالية ‪ :‬وفقا للميثاق إذا انفردت المنظمات الدولية‬
‫باستخدام القوة المسلحة سيكون له المردود اإليجابي بردع الدول التي تنتهك السلم واألمن الدوليين‪ ،‬يمكن‬
‫أن يكفل للمنظمات اإلقليمية التدخل وفقا لميثاقها تحت مظلة أو علم األمم المتحدة‪ ،‬أن استخدام الدول‬
‫العظمى للقوة المسلحة وشكل عادل يمكن من بسط السلم واألمن الدوليين‪ ،‬توصلت الدراسة إلى النتائج‬
‫التالية ‪ :‬من الصعوبة تحديد مضمون االلتزام بعدم التدخل‪ ،‬أو المجال المحجوز للدول‪ ،‬نتيجة عدم وجود‬
‫معيار دقيق‪ ،‬أن التقيد التام بمبدأ عدم التدخل بجميع أنواعه في الشئون الداخلية والخارجية للدول هو أمر‬
‫ذو أهمية عظمى للمحافظة على األمن والسلم الدوليين ولتحقيق مقاصد ومبادئ الميثاق‪ ،‬إختتمت الدراسة‬
‫بعدة توصيات أهمها ‪ :‬يجب إشتراط أن يكون هنالك التزام للتدخل العسكري لحماية مواطني الدولة في‬
‫الخارج من قبل الدولة المتدخلة بحسن نية‪ ،‬بشروط قيام حالة الضرورة‪ ،‬على منظمة األمم المتحدة ان‬
‫تطلع بشكل مسبق على األساس القانوني الذي من اجله سيتم التدخل العسكري مما وحول الدوافع الحقيقية‬
‫للدول للجوء إليه‪.‬‬

‫‪75‬‬
GCNU Journal ISSN: 1858-6228 ‫م‬2018/9/15 )2-46‫ (ع‬،)12‫ جامعة النيلين (مج‬-‫مجلة الدراسات العليا‬

Abstract:
The study dealt with the legality of the use of armed force during international intervention.
The problem of the study represented in answering some questions: What is meant by armed
force during international intervention? What types of armed force are used during
international intervention? What is the legal basis for the use of armed force during
international intervention? The importance of the study stems from the disclosure of cases in
which the United Nations and regional organizations may gradually intervene in the
sovereignty of States to the stage of forced intervention or coercive force taken in ensuring
the use of armed force by international emergency forces, this is due to the cases of
intervention in the international arena The study aims to identify the legality of the use of
armed force and to identify models in which the use of armed force occurred. The study
followed the analytical descriptive method to present the statement of legal texts, as well as
the use of the comparative method to shed light on the rules governing international
intervention. To achieve the objectives of the study, the study tested the following
hypotheses: In accordance with the Charter, if international organizations were to use armed
force, would have the positive effect of deterring States that violated international peace and
security. Regional organizations can have the right to intervene in accordance with their
Charter under the umbrella or flag of the United Nations. The use of the armed force by the
great nations in a just manner will enable the establishment of international peace and
security. The study found the following results: It is difficult to determine the content of the
obligation not to intervene, or the reserved space of States, as a result of the lack of a precise
standard. Full compliance with the principle of non-interference in all matters in the internal
and external affairs of States is of paramount importance for maintaining international peace
and security and for the realization of the purposes and principles of the Charter. The study
concluded with several recommendations, the most important of which are: There must be a
requirement that there be a commitment to military intervention to protect the citizens of the
State abroad by the intervening State in good faith, on the conditions of necessity. The United
Nations should look ahead to the legal basis for which the military intervention will take
place and the real motives for the countries to resort to it.
: ‫المقدمة‬
‫ والجريمة‬،‫ بسبب النزاعات المسلّحة الداخلية واإلقليمية‬،‫وتعرض حياتهم للخطر‬
ّ ‫مع ازدياد معاناة األفراد‬
ّ
‫ والتي ذهب ضحيتها‬،‫ واألعمال اإلرهابية‬،‫ وانتشار األسلحة الخفيفة وأسلحة الدمار الشامل‬،‫المنظمة‬
.‫ برزت المصاعب أمام المجتمع الدولي لتلبية متطلّبات البشرية وحاجاتها الضرورية‬،‫ماليين األشخاص‬

76
‫مجلة الدراسات العليا‪ -‬جامعة النيلين (مج‪( ،)12‬ع‪2018/9/15 )2-46‬م ‪GCNU Journal ISSN: 1858-6228‬‬

‫فقد اصطدمت الحاجة إلى التد ّخل الدولي ألسباب إنسانية بجميع مواثيق حقوق اإلنسان الدولية واإلقليمية‬
‫وإعالناتها وعهودها واتفاقياتها ومبادئها‪ ،‬وخصوصا مبدأي السيادة وعدم التد ّخل في شؤون الدول‬
‫الداخلية المنصوص عليها في هذه المواثيق الدولية واإلقليمية ‪ ،‬والتد ّخل الوقائي في إطار الديبلوماسية‬
‫الوقائية التي تبنّتها األمم المتحدة منذ العام‪ ، 1992‬والذي يتض ّمن التد ّخل اإلنساني العسكري لحماية‬
‫حقوق األفراد‪.‬‬
‫أهمية الدراسة‪:‬‬
‫التدخل المسلح له خطورته على الدولة المتدخل في شؤنها لما يترتب عليه من آثار داخلية وخارجية من‬
‫الناحية السياسية واالقتصادية واالجتماعية ‪ ،‬ومن هنا تتضح أهمية دراسة التدخل المسلح في شئؤن الدول‬
‫وما سيؤول اليه االمر اذا ما واصل المجتمع الدولي التدخل في شؤؤن الدول ‪.‬‬
‫أهداف الدارسة ‪:‬‬
‫يهدف الباحث من هذه الدراسة التوصل لالتي ‪:‬‬
‫• التعرف على مشروعية استخدام القوة المسلحة ‪.‬‬
‫• تسليط الضوء على القواعد التي تتحدث عن استخدام القوة المسلحة في ميثاق االمم المتحدة‬
‫• تحديد نوع مسؤوليه الدول المستخدمة للقوة المسلحة في حالة حدوث انتهاكات انسانية‪.‬‬
‫مشكلة الدراسة ‪:‬‬
‫تتمثل مشكلة الدراسة باإلجابة عن بعض التساؤالت وهي كاألتي‪:‬‬
‫• ما المقصود بالقوة المسلحة اثناء التدخل الدولي ؟‬
‫• ماهو االساس القانوني الستخدام القوة المسلحة اثناء التدخل الدولي؟‬
‫• ماهي مسؤوليه الدولة المستخدمة للقوة المسلحة عند حدوث انتهاكات للقانون الدولي العام‬
‫واالنساني؟‬
‫منهج الدراسة ‪:‬‬
‫في هذه الدراسة تم اتباع في هذه الدراسة المنهج الوصفي و التحليلي لعرض بيان النصوص القانونية‬
‫التي تحدثت عن استخدام القوة اثناء التدخل الدولي وكذلك استخدام المنهج المقارن لتسليط الضوء على‬
‫القواعد المنظمة للتدخل الدولي في ميثاق االمم المتحدة واتفاقية فينا‬
‫المبحث األول‬
‫تعريف ومفهوم وأهداف التدخل الدولي‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهوم التدخل الدولي‬
‫أوالً‪ :‬مفهوم التدخل ‪:‬‬
‫أنه من الصعب أو باألحرى محاولة وضع تعريف للتدخل مستندا إلى نفيه في محاولة لوضع تعريف‬

‫‪77‬‬
‫مجلة الدراسات العليا‪ -‬جامعة النيلين (مج‪( ،)12‬ع‪2018/9/15 )2-46‬م ‪GCNU Journal ISSN: 1858-6228‬‬

‫للحرب ولكن على الرغم من صعوبة وضع تعريف مانع وجامع البد من محاولة جادة في هذا السبيل‪.‬‬
‫وأحسن وسيلة لتحقيق ذلك هو وضع اإلطار العام لهذا التعريف ومناقشته‪ ،‬ثم محاولة وضع التعريف‬
‫المطلوب كما أن أورس شفارتز هو أول من وضع أول معالم هذا اإلطار العام هي أن الغاية من التدخل‬
‫تكون المحافظة من وجهة نظر التدخل على األقل‪ ،‬على الوضع القائم‪ ،‬سواء كان من الناحية السياسية أو‬
‫القانونية‪ ،‬وثانيا ميزان القوى بين الطرف المتدخل والطرف اآلخر بشكل واضح في صالح األول إذ ال‬
‫يعقل أن يتدخل طرف ضعيف في شؤون طرف قوي وإال واحة الحرب‪ ،‬وثالثا فإن التدخل هو عمل‬
‫(‪)1‬‬
‫محدود بالوقت وبالوسائل ويمارس ضمن سياق العالقات العامة األخرى‬
‫ثانياً‪ :‬مفهوم التدخل الدولي ‪:‬‬
‫''إن تعريف التدخل الدولى وتقدير مدى مشروعيته كان ومازال محل خالف فقهى‪ ،‬ومحال للشك من‬
‫جانب العديد من الدول خاصة في العالم الثالث‪ ،‬وهذا الخالف والشك تأثر إلى حد بعيد باألحداث‬
‫والتطورات الدولية‪ ،‬خاصة في الفترة التالية على الحرب الباردة تعريف التدخل في اللغة ‪ :‬في اللغة‬
‫العربية يعرف التدخل بأنه ‪ " :‬تدخل بمعنى دخل قليال والدخل ضد الخرج‪ ،‬والدخل أيضا العيب والريبه‬
‫ويقال هذا األمر دخل‪ ،‬أما في اللغة األنجليزية فقد ورد "‪ " Intervention‬بمعنى يتدخل لتسوية نزاع أو‬
‫التدخل بالقوة أو التهديد بالقوة في الشئون الداخلية للدول األخرى" ولقد ورد عدة تفسيرات لمدلول عبارة‬
‫تدخل"‪. "Intervention‬‬
‫" وتحديد الفرق بينها وبين عبارة "‪ "Interference‬وذلك إلى األصول الالتينية لكل من العبارتين‪،‬‬
‫فعبارة تدخل ""‪ Intervention‬تستمد أصولها من األحرف الالتينية "‪ "Interventio‬أو – ‪"Intus‬‬
‫"‪ ،venire‬وقد أشتقت منها اللغتين الفرنسية واألنجليزية كلمة مكونة من مقطعين‪، Venire : to come‬‬
‫‪ inter : between.‬وبتأصيل كلمة تدخل "‪ "Intervention‬إلى النحو السابق جاءت تفسيراتها المختلفة‬
‫كما يلى انتقاص السيادة أو التدخل ‪ ،‬ومن في الشئون الخارجية ألحدى هاتين الدولتين أو كلتيهما‪ - .‬أما‬
‫عبارة "‪ "Interference‬وفعلها ""‪ Interfere‬فتستمد أصولها من األحرف الالتينية "‪ "Interferire‬وقد‬
‫أشتقت منها اللغة األنجليزية وحدها كلمة من مقطعين‪،inter: between ، Ferire : to strike‬‬
‫‪ ،among‬بينما تستخدم في اللغة الفرنسية نفس الكلمة‪.)2( "Interference". -‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أهداف وغايات التدخل ‪:‬‬
‫غالبا ما تكون الغايات المعلنة للتدخل غايات نبيلة وأهداف عليا تتذرع بها الدولة المتدخلة‪ ،‬فقد يكون ذلك‬
‫بشكل نشر إيديولوجية معينة أو عقيدة دينية معينة أو الحفاظ على الوضع القائم ضد االضطرابات‬

‫‪ - 1‬الدكتور صالح الدين عامر‪" :‬القانون الدولي في عالم مضطرب"‪ ،‬مجلة السياسة الدولية‪ ،‬العدد ‪ 153‬يوليوز ‪،2003‬‬
‫ص ‪.85 :‬‬
‫(‪ )2‬د‪ .‬خيري احمد الكباش‪/‬الحماية الجنائية لحقوق اإلنسان دراسة مقارنة في ضوء أحكام الشريعة اإلسالمية والمبادئ‬
‫الدستورية والمواثيق الدولية‪/‬منشأة المعارف ‪/‬اإلسكندرية‪/‬سنة‪.2002‬‬

‫‪78‬‬
‫مجلة الدراسات العليا‪ -‬جامعة النيلين (مج‪( ،)12‬ع‪2018/9/15 )2-46‬م ‪GCNU Journal ISSN: 1858-6228‬‬

‫والفوضى ويمكن للباحث أن يجد أسس تلك األفكار في حلف المقدس‪ ،‬الذي عقد باالستناد على الديانة‬
‫المسيحية للتدخل ضد الحركات الثورية التي كانت تجتاح أوربا في بداية القرن التاسع عشر‪ .‬ولقد بقيت‬
‫فكرة التدخل موجودة لدى الدول األوربية حتى بعد زوال أسباب قيام الحلف المقدس واندثاره‪ ،‬فقد اعتبرت‬
‫هذه الدول نفسها عند القدم والسيما بعد سنة ‪ 1848‬ألنها الدول األكثر تحضرا وإنسانية في العالم وأن‬
‫الديانة والحضارة المسيحية يجب أ ن تسود العالم وعلى هذا فإن التدخل في سبيل نشر هذه الديانة‬
‫والحضارة والثقافة كان هدفا ساميا يجب االلتزام به مما زاد في ذلك االعتقاد ضعف وهزال الدولة‬
‫(‪.)1‬‬
‫العثمانية وطمع الدولة األوربية في استعادة المناطق األوربية‬
‫وقد كان التدخل أيضا يتم أحيانا من أجل الحفاظ على الهيبة الوطنية أو على حياة المواطنين األجانب‪ ،‬كما‬
‫حدث في الصين عام ‪ 1900‬عندما أرسلت الدول العربية قوات عسكرية للحفاظ على سفارتها هناك من‬
‫الثورة التي نشبت في الصين بعد انقسام العالم إلى معسكرين‪ ،‬فقد أصبح لكل معسكر أهدافه ومبرراته‬
‫الخاصة للتدخل‪ ،‬فالمعسكر الرأسمالي‬
‫يرى أن أهداف التدخل المشروع هو نشر الديمقراطية والحرية وحق تقرير المصير بينما يضيف‬
‫المعسكر االشتراكي لذلك نشر الشيوعية واألفكار الماركسية اللينينية وتشجيع الثورات التحررية ومكافحة‬
‫الثورات المضادة إال أن الواقع الذي نلمسه اليوم يرينا أن كال من المعسكرين يحاول تحقيق مصلحته‬
‫الذاتية وراء التستر بهذه القيم واألهداف المعلنة‪.‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫محددات استخدام القوة المسلحة في القانون الدولي‬
‫المطلب األول‪ :‬مبدأ حظر استخدام القوة العسكرية في القانون الدولي‬
‫أوال‪ :‬مبدأ حظر استخدام القوة في عهد عصبة األمم ‪:‬‬
‫كان عهد العصبة نتيجة التوفيق بين المشروع األمريكي الذي اقترحه الرئيس ويلسن واالقتراح البريطاني‬
‫الذي صاغه اللورد فيلمور‪ ،‬قد تم إقرار العهد في ‪ 28‬إبريل عام ‪1919‬م في أثناء انعقاد مؤتمر باريس‬
‫(‪)2‬‬
‫للسالم وأدمج في صدر معاهدة فرساي وأصبح جزءا ال يتجزأ منها‪.‬‬
‫وطبقا لعهد عصبة األمم تعتبر الحرب غير مشروعة في الحاالت اآلتية‪:‬‬
‫‪ .1‬تعتبر الحرب غير مشروعة إذا شنت قبل عرض النزاع على التحكيم أو التسوية القضائية أو التحقيق‬
‫بواسطة مجلس العصبة وفقا لما جاء بصدر المادة (‪ )1/12‬من العهد‪.‬‬
‫‪ .2‬تعتبر الحرب غير مشروعة إذا نشبت قبل انقضاء فترة ثالثة أشهر على صدور قرار التحكيم أو‬
‫الحكم القضائي أو تقرير المجلس وفقا لعجز الفقرة األولى من المادة الثانية عشر‪.‬‬

‫(‪ )1‬عبد اإلله بلقزيز‪" :‬ندوة الحرب على العراق طبيعتها "‪ ،‬مجلة نوافذ‪ ،‬الجزائر‪ ،‬عدد ‪ 21/20‬سنة ‪ ،2003‬ص ‪.20 :‬‬
‫(‪ )2‬محمد المجذوب‪" ،‬التنظيم الدولي"‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬بيروت‪ ،1998 ،‬ص ‪.362‬‬

‫‪79‬‬
‫مجلة الدراسات العليا‪ -‬جامعة النيلين (مج‪( ،)12‬ع‪2018/9/15 )2-46‬م ‪GCNU Journal ISSN: 1858-6228‬‬

‫‪ .3‬تعتبر الحرب غير مشروعة إذا أعلنت ضد دولة قبلت قرار التحكيم أو الحكم القضائي الصادر من‬
‫المحكمة الدائمة للعدل الدولي أو تقرير المجلس الصادر باإلجماع في موضوع النزاع ولو بعد مرور‬
‫(‪)1‬‬
‫فترة الثالثة أشهر وفقا المادتين (‪ )6/15 ،4/13‬من العهد‪.‬‬
‫‪ .4‬في حالة النزاع بين دولة عضو ودولة ليست عضوا في العصبة أو بين دولتين غير أعضاء في‬
‫العصبة فإن اللجوء إلى الحرب يعد أمرا غير مشروع في ظروف معينة وفقـا للمادة (‪ )3 ،1/17‬من‬
‫العهد‪.‬‬
‫‪ .5‬تعتبر حرب العدوان التي تهم أعضاء العصبة جمعيا طبقا لنص المادة (‪ )10‬من العهد غير مشروعة‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫الجهود الدولية في إطار العصبة‪:‬‬
‫ثانيا‪ :‬مبدأ حظر استخدم القوة في ميثاق األمم المتحدة‪:‬‬
‫جاء ميثاق األمم المتحدة ليكمل الخطوة النهائية في مراحل حظر الحرب واللجوء إلى استخدام القوة في‬
‫العالقات الدولية‪ ،‬فلم تكن المعاهدات والوثائق الدولية التي صدرت قبله كافية لتجنب العالم خطر حرب‬
‫عالمية أخرى‪ ،‬وهو ما حدث بالفعل‪ ،‬فوقعت الحرب العالمية الثانية التي جرت على العالم أحزانا وأهواال‬
‫يعجز عنها الوصف‪ ،‬لذلك لم تجد شعوب العالم ـ بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ـ مفرا من السعي قدما‬
‫نحو ترسيخ مفاهيم التضامن والتنظيم الدولي فتم إنشاء منظمة األمم المتحدة وقد عبرت عن هذا ديباجة‬
‫ميثاقها (‪.)3‬‬
‫ثالثا ً ‪ :‬أساس مبدأ حظر استخدام القوة في ميثاق األمم المتحدة‪:‬‬
‫إن السند القانوني الصريح لمبدأ حظر استخدام القوة في ميثاق األمم المتحدة المادة(‪()4/2‬يمتنع أعضاء‬
‫الهيئة عن التهديد باستخدام القوة أو استخدامها ضد سالمة األراضي أو االستقالل السياسي ألية دولة أو‬
‫(‪.)4‬‬
‫على أي وجه آخر ال يتفق ومقاصد األمم المتحدة‬
‫رابعا‪ :‬المقصود بالقوة المحظورة في الفقرة الرابعة من المادة الثانية (م‪:)4/2‬‬
‫نصت المادة (‪ ) 4/2‬على أن‪( :‬يمتنع أعضاء الهيئة جميعها في عالقاتهم الدولية عن التهديد باستعمال القوة‬
‫أو استخدامها ضد سالمة األراضي أو االستقالل السياسي ألية دولة أو على أي وجه آخر ال يتفق ومقاصد‬
‫األمم المتحدة)‪.‬‬
‫يمكننا أن نستخلص من نص المادة (‪ )4/2‬سالف الذكر‪ ،‬أن الدول يحظر عليها ما يلي‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ التهديد بالقوة أي مجرد التهديد بها‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ استخدام القوة الفعلية ضد‪:‬‬

‫المرجع السابق‪ ،‬ص‪ ،317.‬ص‪.437.‬‬ ‫(‪)1‬‬


‫محمد المجذوب‪" ،‬القانون الدولي العام"‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،2003 ،‬ص‪.319 – 315 .‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫ريمون حداد‪" ،‬العالقات الدوليّة"‪ ،‬دار الحقيقة‪ ،‬بيروت‪ ،2000 ،‬ص‪.586 .‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫راجع تقرير األمين العام لألمم المتحدة للعام ‪ ،1995‬األمم المتحدة‪ ،‬نيويورك‪ ،‬ص ‪54‬ـ‪.56‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫‪80‬‬
‫مجلة الدراسات العليا‪ -‬جامعة النيلين (مج‪( ،)12‬ع‪2018/9/15 )2-46‬م ‪GCNU Journal ISSN: 1858-6228‬‬

‫أ‪ .‬السالمة اإلقليمية (‪.)1‬‬


‫ب‪ .‬االستقالل السياسي لدولة عضو من أعضاء المنظمة‪.‬‬
‫ج‪ .‬استخدام القوة على نحو ال يتفق مع أهداف األمم المتحدة‪.‬‬
‫ال يشترط توافر نية عدوانية من الدولة حتى تنتهك الحظر بالمادة (م‪ )4/2/‬لصعوبة إثباتها‪.‬‬
‫• يرى الباحث أن اللجوء الى استخدام القوة المسلحة ضد العراق واحتالله قد الحق ضررا كبيرا بميثاق‬
‫االمم المتحدة‪ .‬فأي مطلع على المبادىء االولية للقانون الدولي يكتشف أن جملة من القواعد والمبادىء‬
‫القانونية قد انتهكت أو شوهت بحجج أن العراق يمتلك أسلحة الدمار الشامل وله صالت بتنظيم‬
‫القا عدة ولم يلتزم بقرارات مجلس االمن ذات الصلة وأنه كان يشكل تهديدا جديا لألمن القومي‬
‫للواليات المتحدة االمريكية وبريطانيا والعالم‪ ،‬بمعنى أن العراق كان يهدد السلم واالمن الدوليين‬
‫ويخرق القانون الدولي ‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬نطاق تطبيق الحظر الوارد في نص م‪ 4/2‬من الميثاق‪:‬‬
‫إن الحظر الوارد في نص (م‪ )4/2‬من الميثاق‪ ،‬جاء عاما وغير مفصل‪ ،‬األمر الذي يدعونا إلى التساؤل‬
‫عما إذا كان هذا الحظر الستخدام القوة أو التهديد بها قاصرا على عالقة الدول ببعضها البعض أم هذا‬
‫الحظر يشمل استخدام القوة في العالقات الداخلية كقيام ثورة داخل الدولة (‪.)2‬‬
‫• يرى الباحث ان مثل هذه المواد من القانون الدولي غير المفصلة توجد الثغرات القانونية وتعطي‬
‫الفرص النتهاك حقوق الدول مثل العراق التي استخدمت معها القوة والتهديد وليبيا التي قامت بها‬
‫ثورة ضد نظام القذافي‪.‬‬
‫سادسا ً ‪ :‬الطبيعـة القانونيـة للمـادة (‪ )4/2‬من الميثـاق‪:‬‬
‫يستند تحريم استخدام القوة في عصر التنظيم الدولي إلى نص المادة (‪ )4/2‬من الميثاق‪ ،‬ويستمد قيمته‬
‫القانونية من قيمة ميثاق األمم المتحدة ذاته‪ ،‬وميثاق األمم المتحدة يعلـو على أي التزام أو معاهدة دولية‬
‫عقدت أو ستعقد بين الدول أعضـاء األمم المتحـدة وغيرها‪ ،‬وذلك طبقـا للمادة (‪ )103‬من الميثاق التي‬
‫نصت على أنه‪( :‬إذا تعارضت االلتزامات التي ترتبط بها أعضاء األمم المتحدة‪ ،‬وفقا ألحكام هذا الميثاق‬
‫مع أي التزام دولي آخر يرتبطون به فالعـبرة بالتزاماتهم المترتبة على هذا الميثاق)‪.‬‬
‫سابعا ً ‪ :‬االستثناءات الواردة على مبدأ حظر استخدام القوة ‪:‬‬
‫اختلف الفقه الدولي حول االستثناءات الواردات على مبدأ حظر استخدام القوة في القانون الدولي العام‪،‬‬
‫فمن قائل بأن االستثناءات واردة في ميثاق األمم المتحدة بخالف عهد العصبة‪ ،‬وميثاق باريس ومن قائل‬
‫بأن هناك استثناء لم يرد في ميثاق األمم المتحدة ولكنه يظهر بالمخالفة للخطر الوارد في م‪ 4/2/‬من‬
‫(‪ )1‬تقرير ّ‬
‫منظمة العفو الدوليّة‪ ،‬جنيف‪ ،1994 ،‬ص‪.7-4 .‬‬
‫(‪ )2‬محمد حسنين‪" ،‬اإلمبراطورية األميركية واإلغارة على العراق"‪ ،‬مركز األهرام للترجمة‪ ،‬األهرام‪ ،2003 ،‬ص ‪.119‬‬

‫‪81‬‬
‫مجلة الدراسات العليا‪ -‬جامعة النيلين (مج‪( ،)12‬ع‪2018/9/15 )2-46‬م ‪GCNU Journal ISSN: 1858-6228‬‬

‫(‪)1‬‬
‫الميثاق‪ ،‬ومن قائل بأن هناك استثناء أظهرته التطورات الحديثة في العالقات الدولية‪.‬‬
‫ولحسن الدراسة والعرض‪ ،‬نتعرض بالدراسة هناك لالستثناءات التي اختلف الفقه حولها‪ ،‬سواء الواردة‬
‫في ميثاق األمم المتحدة‪ ،‬أو التي قال بها الفقه الدولي‪ ،‬وهذه االستثناءات يمكن تقسيمها إلى‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫أ ـ استثناءات واردة في ميثاق األمم المتحدة‪:‬‬
‫هناك خمس حاالت الستخدام القوة المسلحة طبقا لميثاق األمم المتحدة أربعة منها تم النص عليها صراحة‪،‬‬
‫والخامسة لم يوضح في شأنها كيفية استخدام القوة المسلحة‪ ،‬لكنها تم النص والتأكيد عليها بعد صدور‬
‫الميثاق‪ ،‬بموجب مجموعة من قرارات الجمعية العامة لألمم المتحدة‪ ،‬وهى حق الشعوب في تقرير‬
‫مصيرها‪.‬‬
‫• تدابير األمن الجماعي الدولي‬
‫• التدابير التي تتخذ ضد الدول األعداء‪ ،‬بمقتضى المادة (‪ )1/53‬أو المادة (‪)107‬‬
‫• األعمال المشتركة التي قد تلزم لحفظ السلم واألمن الدوليين التي تتخذها الدول الخمس الدائمة‬
‫العضوية في مجلس األمن بمقتضى المادة (‪ )106‬من الميثاق‬
‫• حالة الكفاح المسلح لتقرير المصير‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫• الدفاع الشرعي طبقا للمادة (‪ )51‬من الميثاق‬
‫(‪)4‬‬
‫ب ـ االستثناءات التي قال بها بعض الفقهاء الدوليين‬
‫يرى الباحث ان هذه االستثناءات يجب توضيحها من قبل فقهاء القانون الدولي اإلنساني وشرحها لكي ال‬
‫يسئ استخدامها للتدخل المسلح في شئون الدول النامية‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬التد ّخل الدولي اإلنساني وإشكالية السيادة‬
‫وتعرض حياتهم للخطر‪ ،‬بسبب النزاعات المسلّحة الداخلية واإلقليمية‪ ،‬والجريمة‬
‫ّ‬ ‫مع ازدياد معاناة األفراد‬
‫ّ‬
‫المنظمة‪ ،‬وانتشار األسلحة الخفيفة وأسلحة الدمار الشامل‪،‬واألعمال اإلرهابية‪،‬والتي ذهب ضحيتها ماليين‬
‫األشخاص‪ ،‬برزت المصاعب أمام المجتمع الدولي لتلبية متطلّبات البشرية وحاجاتها الضرورية (‪.)5‬‬
‫أوال‪ :‬اإلطار القانوني لسيادة الدول واالستثناءات‬
‫ما أهم المواثيق والقرارات والمستندات الدولية واإلقليمية‪ ،‬على صعيد القانون أو الفقه أو االجتهاد الدولي‪،‬‬
‫بحرية تامة بشؤونها الداخلية والخارجية‪،‬‬
‫بالتصرف ّ‬
‫ّ‬ ‫تقر بمبدأ السيادة المطلقة للدول من خالل حقّها‬
‫التي ّ‬
‫ّ‬
‫وتحظر كل تد ّخل في شؤون الدول؟ يتصدّر ميثاق األمم المتحدة هذه المواثيق‪ .‬لكنه ليس الوحيد في هذا‬

‫عدنان السيد حسين‪" ،‬نظرية العالقات الدولية"‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.212-210 .‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫تقرير األمين العام ‪ ،‬في الدورة ‪ ،59‬نيويورك‪ ،‬آذار‪/‬مارس ‪ ،2005‬ص ‪.82‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫عبد القادر القادري‪" :‬القانون الدولي العام"‪ ،‬دار االماني‪ ،1984‬الرباط‪ ،‬ص ‪329 :‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫سمير عبد العزيز‪" :‬النزاعات المسلحة في القانون الدولي "‪ ،‬رسالة ماجيستير في القانون‪ ،‬جامعة بغداد ‪ ،1978‬ص ‪.221-213 :‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫د‪ .‬حامد سلطان ‪" :‬القانون الدولي العام وقت السلم"‪ ،‬القاهرة‪ ،1972 ،‬ص ‪.95 :‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫‪82‬‬
‫مجلة الدراسات العليا‪ -‬جامعة النيلين (مج‪( ،)12‬ع‪2018/9/15 )2-46‬م ‪GCNU Journal ISSN: 1858-6228‬‬

‫ّ‬
‫المنظمات اإلقليمية‪ ،‬ومواقف اللجان القانونية الدولية‪ ،‬وموقف االجتهاد‬ ‫المجال‪ ،‬فهناك أيضا مواثيق‬
‫الدولي المستند إلى أحكام محكمة العدل الدولية‪ .‬ويال َحظ أن مبدأ عدم التد ّخل يلقى تأييدا واضحا في جميع‬
‫هذه المستندات والمواقف‪ ،‬بعد أن طرأت تغيّرات على مهام األمم المتحدة على صعيد حماية هذه الحقوق‬
‫التي تقود إلى نوع جديد من التد ّخل الذي يعرف باسم التد ّخل اإلنساني‪ ،‬أو التد ّخل دفاعا عن اإلنسانية‪.‬‬
‫‪ .1‬ميثاق األمم المتحدة وإعالنات الجمعية العامة لألمم المتحدة ‪:‬‬
‫أشارت الفقرة السابعة من المادة الثانية من ميثاق األمم المتحدة‪ ،‬إلى ّ‬
‫أن من مبادئ األمم المتحدة "عدم‬
‫(‪.) 1‬‬
‫التد ّخل في الشؤون التي تكون من صميم السلطان الداخلي لدولة ما"‬
‫‪ .2‬المواثيق اإلقليمية ‪:‬‬
‫تنص المادة الثامنة منه على أن "تحترم كل دولة من الدول المشتركة في‬
‫ّ‬ ‫أ‪ .‬ميثاق جامعة الدول العربية‪:‬‬
‫الجامعة نظام الحكم القائم في دول الجامعة األخرى‬
‫تنص المادة الثالثة‪ ،‬في البندين األول والثاني‪ ،‬على "المساواة في‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫منظمة االتحاد اإلفريقي‪:‬‬ ‫ب‪ .‬ميثاق‬
‫السيادة بين جميع الدول األعضاء"‪ ،‬وعلى "عدم التد ّخل في الشؤون الداخلية للدول األعضاء"‪.‬‬
‫ّ‬
‫يحق ألي دولة أو مجموعة دول أن‬ ‫تنص المادة ‪ 15‬منه على أنه " ال‬
‫ّ‬ ‫ج‪ .‬ميثاق ّ‬
‫منظمة الدول األميركية‪:‬‬
‫تتد ّخل مباشرة أو بصورة غير مباشرة‪ ،‬مهما يكن السبب‪ ،‬في الشؤون الداخلية ألي دولة"‪.‬‬
‫يرى الباحث ان المجتمع الدولي بتدخله في ليبيا وشئؤنها الداخلية انتهك المواثيق الدولية السابقة الذكر‬
‫الن المشكلة الليبية بدأت بثورة شعبية وهذا امر داخلي ال يجب على أي دولة ان تدلو بدلوها فيه‪.‬‬
‫‪ .3‬مواقف اللجان القانونية الدولية‪:‬‬
‫صلة بالحاالت التي تعدّ خرقا لمبدأ عدم التد ّخل في‬
‫وضعت هذه اللجنة دراسة مسهبة تض ّمنت قائمة مف َّ‬
‫شؤون الدول األعضاء الداخلية‪ .‬ومن هذه الحاالت‪:‬‬
‫أ‪ .‬األعمال التي تقوم بها دولة‪ ،‬مباشرة أو غير مباشرة‪ ،‬لالعتراض على تشكيل حكومة داخل دولة‬
‫أخرى‪.‬‬
‫ب‪ .‬أعمال الضغط التي تمارسها دولة لفرض إرادتها على دولة أخرى بقصد اإلبقاء على أوضاع معيّنة‬
‫فيها‪ ،‬أو فرض أمر واقع عليها‪ ،‬أو الحصول على مزايا وفوائد من أي نوع‪.‬‬
‫المبرر بحكومة معيّنة‪ ،‬خالفا لقواعد التعامل المتعارف عليها في القانون الدولي العام‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ج‪ .‬االعتراف غير‬
‫وهذه الدراسة وضعت للحدّ من صالحية الواليات المتحدة األميركية التي لم تتوقّف مونرو‪ ،‬في العام‬
‫(‪.)1‬‬
‫‪1823‬‬

‫‪ https://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2004/10/06/10844.html )1( - 1‬وجدي أنور مردان ‪" :‬انتهاك‬


‫الواليات المتحدة األمريكية وبريطانيا لميثاق األمم المتحدة والقانون الدولي‬

‫‪83‬‬
‫مجلة الدراسات العليا‪ -‬جامعة النيلين (مج‪( ،)12‬ع‪2018/9/15 )2-46‬م ‪GCNU Journal ISSN: 1858-6228‬‬

‫‪ .4‬االجتهاد الدولي ‪:‬‬


‫كان موقف االجتهاد الدولي‪ ،‬المتمثَّل بأحكام محكمة العدل الدولية‪ ،‬من مسألة التد ّخل غير المشروع‪،‬‬
‫واضحا وحاسما منذ ‪ ،1986 / 6 / 27‬أي منذ صدور الحكم المتعلّق باألنشطة العسكرية وشبه العسكرية‬
‫التي قامت بها الواليات المتحدة ضد دولة نيكاراغوا‪ .‬فقد رفضت المحكمة‪ ،‬في هذا الحكم‪ ،‬االعتراف‬
‫للواليات المتحدة بأي حق في التد ّخل في شؤون نيكاراغوا الداخلية والخارجية‪ ،‬مهما تكن األسباب‪.‬‬
‫وذكرت أن اختيار هذه الدولة لنظام ماركسي مختلف عن العقيدة السياسية األميركية ال يمنح الواليات‬
‫المتحدة حقا في التد ّخل في شؤونها‪ ،‬ألن التد ّخل في هذه الحالة ‪.‬‬
‫‪ .5‬المعيار السياسي واألمني لتبرير مبدأ التد ّخل ‪:‬‬
‫بعد أن أصبحت سيادة الدول عائقا أمام حماية حقوق اإلنسان األمنية والسياسية‪ ،‬وتأمين حاجات البشرية‬
‫تخطي حاجز مبدأ السيادة‪ .‬وقد ازداد اهتمام ّ‬
‫منظمة األمم المتحدة‬ ‫ّ‬ ‫األساسية‪ ،‬كان ال بد للمجتمع الدولي من‬
‫(‪)1‬‬
‫بالمشكالت الداخلية لوحدات النظام الدولي‪ ،‬أي للدول‪ ،‬وتجلّى ذلك في‪:‬‬
‫ّ‬
‫المنظمة بتنظيم االنتخابات العامة أو اإلشراف عليها ومراقبتها في بعض الدول‪.‬‬ ‫أ‪ .‬قيام‬
‫ب‪ .‬إعالن حمايتها بعض األقليات أو الجماعات المضطهدة‪.‬‬
‫ّ‬
‫يحظر تخزين السالح فيها أو استعماله‪.‬‬ ‫ج‪ .‬إنشاء مناطق آمنة‬

‫د‪ .‬مساهمتها‪ ،‬بعد انتهاء الحروب األهلية‪ ،‬في إعادة بناء هياكل الدولة‪ ،‬ومساعدة مؤ ّ‬
‫سساتها على‬
‫النهوض من كبوتها‪ .‬وأخيرا في إطار مكافحة األعمال اإلرهابية التي تهدّد األمن العالمي‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬االلتباس في مفهوم التد ّخل اإلنساني العسكري ‪:‬‬
‫وتطورا في سياق الديبلوماسية الوقائية التي تبنّتها األمم المتحدة منذ العام‬
‫ّ‬ ‫شهد التد ّخل الوقائي ًّ‬
‫نموا‬
‫ّ‬
‫والمنظمات الدوليّة اإلنسانية غير الحكومية‪ ،‬بهدف تحقيق أمن األفراد‪ .‬وقد‬ ‫‪ ،1992‬بمبادرة من فرنسا‬
‫بدأت مالمحه تترجم عمالنيا على أرض الواقع في حقبة األمين العام السابق لألمم المتحدة بطرس غالي‪.‬‬
‫ّ‬
‫والمنظمات العاملة في الحقل اإلنساني‬ ‫حيث تم إنشاء جهاز إنذار مبكر يض ّم مؤسسات األمم المتحدة‪،‬‬
‫والبيئي (الصليب األحمر والهالل األحمر الدولي‪ ،‬بالتعاون مع الهيئات اإلقليمية والوطنية‪ ،‬ومنظمتا أطباء‬
‫تطور‬ ‫ّ‬
‫ومنظمة السالم األخضر)‪ .‬مهمة هذا الجهاز مراقبة ّ‬ ‫بال حدود وأطباء العالم‪ ،‬من ّ‬
‫ظمة العفو الدوليّة‪،‬‬
‫األحداث والنزاعات‪ ،‬واإلفادة مسبقا عن األخطار التي قد تهدّد البيئة‪ ،‬والكوارث الطبيعية‪ ،‬التطهير‬
‫العرقي أو االثني‪ ،‬تهجير السكان الكثيف‪ ،‬الجرائم ضد اإلنسانية‪ ،‬اإلبادة الجماعية‪ ،‬انتشار األوبئة‬
‫والمجاعة‪ ،‬كما يعمل هذا الجهاز على اتخاذ التدابير الوقائية المالئمة المستعجلة كانتشار وقائي للقبّعات‬

‫(‪http://addustour.com/articles/430616 )1‬حيدر محمد حسين محاسنة ‪" :‬تحريم االستيالء على أراضي الغير‬
‫بالقوة ‪"2007/12/10‬‬

‫‪84‬‬
‫مجلة الدراسات العليا‪ -‬جامعة النيلين (مج‪( ،)12‬ع‪2018/9/15 )2-46‬م ‪GCNU Journal ISSN: 1858-6228‬‬

‫(‪.)1‬‬
‫الزرق‬
‫المطلب الثالث‪ :‬حق استعمال القوة في العالقات الدولية‬
‫فمن الناحية النظرية يمكن القول أن مشكلة القوة تدخل في جميع العالقات الدولية سواء كانت الحروب‬
‫والمنافسات بحيث نجد أن القوة هنا تتدخل بمعناها العسكري وفي التعاون يدخل التهديد بالقوة لقمع أحد‬
‫(‪)2‬‬
‫األطراف كما أن القوة في السياسة الدولية أوضح بكثير وكثيرا ما تسمى السياسة الدولية بسياسية القوة‪.‬‬
‫استعمال القوة في العالقات الدولية ‪:‬‬
‫إن القوة هي إحدى الوسائل واألدوات التي تستخدمها الدولة لتحقيق أهدافها فمفهوم القوة شامل يستند إلى‬
‫مجموعة من العوامل ومنها العوامل االقتصادية وسياسية وعسكرية وبشرية تؤثر في بعضها البعض‬
‫وتعد عامال لتحقيق سياسة الدولة في العالقات الدولية والمجتمع الدول وهناك جملة من المظاهر المنظمة‬
‫الستخدام سياسة القوة في العالقات الدولية وأهمها ‪ :‬التدخل المباشر كالحرب العسكرية واستخدام القوة‬
‫بشكل مباشر وغير مباشر عبر المؤامرات وحرب العصابات والتحالفات الجماعية وتحالفات سياسية‬
‫وعسكرية كالحلف األطلسي وتحالفات سياسية واقتصادية كاالتحاد األوروبي (‪.)3‬‬
‫اوال ‪ :‬اللجوء إلى القوة في العالقات الدولية ‪:‬‬
‫من المعلوم أن الحرب وسيلة من وسائل العنف تلجأ إليها الدول لفض المنازعات وخالفاتها أو سعيا وراء‬
‫تحقيق غاية أو مطمع سياسي أو إقليمي‪ ،‬ولما كانت هذه الظاهرة قديمة قدم التاريخ اإلنساني والقواعد‬
‫القانونية التي تحكمها وتنظم سير عملياتها كانت محل اهتمام القانون الدولي وموضوعا التفاقاته وقد‬
‫تأصل قانون الحرب بعد أن أعلنت الدول (‪.)4‬‬
‫استعدادها للحد من اللجوء إلى القوة عن طريق إخضاع األعمال العسكرية لبعض قواعد األطراف‬
‫وفرض االلتزامات بإصدار تصريح سابق عن نشوبها‪.‬‬
‫قد توجت هذه الصيرورة بعد اإلعالن عن حظر القوة في العالقات الدولية وإن كان هذا الحظر غير‬
‫مطلق زد على ذلك أن الدول ال تتقيد به بشكل تام (‪.)5‬‬
‫ثانيا ‪ :‬مظاهر استخدام القوة في العالقات الدولية‬
‫في العالقات الدولية تتوزع مجموعة من الممارسات سواء كانت مشروعة أم غير مشروعة‪ ،‬ومن خاللها‬
‫يمكن تحديد مظاهر هذا االستخدام ولكن هذه المظاهر تختلف وتتنوع حسب ما تقتضيه األحداث الدولية‬

‫(‪ )1‬محمد خليل الموسى ‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.114-113-112-111 :‬‬


‫(‪ )2‬كمال أبو المجد ‪" :‬اإلرهاب واإلسالم ومستقبل النظام الدولي"‪ ،‬مجلة الكتب ‪ ،‬العدد ‪ 34‬نوفمبر ‪ ،2001‬ص ‪.25 :‬‬
‫(‪ www.al-ayyam.ps/ar_page.php?id=159a794y22652820Y159a794 )3‬سميح فرسون ‪" :‬جذور الحملة‬
‫األمريكية على اإلرهاب"‪ ،‬مجلة مجلس المستقبل العربي‪ ،2003, 292 ،‬ص ‪.78 :‬‬
‫(‪https://www.hespress.com/interviews/20570.html )4‬محمد األمين الركالة ‪ " :‬محاولة لفهم ما يجري"‪،‬‬
‫مجلة وجهة نظر‪ ،‬العدد ‪ ،2001-13/12‬ص ‪.23 :‬‬
‫(‪ )5‬محمد محفوظ ولد العبادي ‪" :‬العالقة بين القانون والواقع في الحرب على العراق"‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا‬
‫المعمقة‪ ،‬أكدال‪ ،‬الرباط‪ ،2004-2003 ،‬ص ‪.109-108 :‬‬

‫‪85‬‬
‫مجلة الدراسات العليا‪ -‬جامعة النيلين (مج‪( ،)12‬ع‪2018/9/15 )2-46‬م ‪GCNU Journal ISSN: 1858-6228‬‬

‫ومن المفيد بين هذه المظاهر وسوف نتطرق إلى التدخل في الفقرة األولى والعدوان في الفقرة الثانية‪.‬‬
‫ثالثا ً ‪ :‬اإلطار العام لتحريم استخدام القوة في العالقات الدولية ‪:‬‬
‫يبدو أن واضعي ميثاق األمم المتحدة لم يجدوا ضرورة للنص على تحريم الحروب وإيجاد تعريف قانوني‬
‫لها وذلك نتيجة لما استقر عليه العرف والقانون الدولي وعدم شرعية الحروب في حينه وكما جاء في‬
‫ميثاق برايند‪-‬كيلوج بل إنهم ذهبوا أبعد من هذا حيث حرموا استخدام القوة أو التهديد بها في العالقات‬
‫الدولية‪ ،‬وعارضوا كل إجراء من شأنه تهديد السلم أو اإلخالل به‪ ،‬واعتبروا تحريم استخدام القوة الوارد‬
‫في الميثاق شامال للحرب بمفهومها القانوني (‪.)1‬‬
‫‪ .1‬تحريم استخدام القوة ‪:‬‬
‫تنص المادة الثانية الفقرة الرابعة من ميثاق األمم المتحدة على أنه‪" :‬يمتنع أعضاء الهيئة جميعا في‬
‫عالقاتهم الدولية عن التهديد باستعمال القوة أوب استخدامها ضد سالمة األراضي أو االستقالل السياسي‬
‫ألية دولة أم على وجه آخر ال يتفق ومقاصد األمم المتحدة" (‪.)2‬‬
‫‪ .2‬تحريم الحرب وعدم استخدام القوة في العالقات الدولية ‪:‬‬
‫يكمن روح الميثاق لذلك ينبغي تفسيره وفقا لبنود الميثاق وأهدافه وقد عبرت الديباجة في فقرتها األولى‬
‫عن تصميم الدول األعضاء على إنقاذ األجيال المقبلة من ويالت الحرب التي في خالل جيل واحد جلبت‬
‫على اإلنسانية مرتين أحزانا يعجز عنها الوصف ولقد عبرت الفقرة الرابعة عن عزم الدول األعضاء أال‬
‫تستخدم القوة وروح الميثاق أهدافه هو إنقاذ البشرية من ويالت الحروب ‪.‬‬
‫‪ .3‬االستيالء على أراضي الغير بالقوة ‪:‬‬
‫لقد أصدرت منظمة األمم المتحدة العديد من القرارات الدولية التي أدانت العدوان وحرمت االستيالء على‬
‫أراضي الغير وصفها بالقوة وكذلك بالنص صراحة على مبدأ تحريم االستيالء على أراضي الغير بالقوة‬
‫في من اسبات عديدة منها ما ورد في المادة الثامنة من مشروع وحقوق وواجبات الدول التي تقدمت بها إلى‬
‫الجمعية العامة عام ‪.)3( 1947‬‬
‫‪ .4‬مفهوم القوة الوارد في الميثاق ‪:‬‬
‫لم تحدد الفقرة ‪ 4‬من المادة ‪ 2‬ما إذا كانت القوة التي تشير إليها هي القوة المسلحة أو أي نوع آخر من‬
‫القوة المسلحة أو أي نوع آخر من القوة‪.‬‬

‫(‪ )1‬ميشيل راتز وجيني غرين ‪" ،‬ضد الحرب في العراق"‪ ،‬ترجمة ابراهيم ‪ ،‬دار الفكر ‪ ،2003‬ص ‪.22 :‬‬
‫(‪ )2‬أحمد سيد أحمد‪" :‬األزمة العراقية مجلس األمن في حفظ السلم "‪ ،‬مجلة السياسة ‪ ،‬العدد ‪ ،2003 ،153‬ص ‪.124 :‬‬
‫(‪ )3‬حسنين المحمدي بوادي‪" :‬غزو العراق بين القانون الدولي والسياسة الدولية"‪ ،‬منشأة المعارف ‪ ،2005 ،‬ص ‪.99 :‬‬

‫‪86‬‬
‫مجلة الدراسات العليا‪ -‬جامعة النيلين (مج‪( ،)12‬ع‪2018/9/15 )2-46‬م ‪GCNU Journal ISSN: 1858-6228‬‬

‫المبحث الثالث‬
‫نمازج للتدخل الدولي المسلح في بعض الدول العربية‬
‫المطلب األول التدخل الدولي في ليبيا ‪:‬‬
‫تعرضت ليبيا شأن العديد من البلدان العربية لتسونامي التغيير الذي أحدث تحوال كبيرا في تاريخ ليبيا‬
‫السياسي ‪ ،‬والتي كانت خاضعة لحكم العقيد معمر القذافي وأفراد أسرته لما يقارب ثالثون عاما تمنع من‬
‫المشاركة ‪ ،‬وسيطرة القبلية على مفاصل الدولة‪ ،‬مما حرم أغلب فئات صنع القرار وقد كانت هناك‬
‫مجموعة من التراكمات والدوافع االجتماعية واالقتصادية داخل تمع الليبي دفعت الشعب إلى إعالن‬
‫انتفاضته والمتمثلة بالكبت السياسي والتمايز المنطقي ‪ ،‬ولعل هذا ما يفسر الحرمان االقتصادي الذي زاد‬
‫من حدة الصراع بين مناطق شرق ليبيا وغربها و انطالق األحداث في المناطق الشرقية من البالد ‪.‬ومن‬
‫خالل تحليل األحداث التي شهدتها ليبيا منذ تولي العقيد القذافي سدة الحكم نستدل على قوة النظام ‪ ،‬فنرى‬
‫أن الشعب لم يستطع قيادة عملية التغيير بنفسه‪ ،‬نتيجة للسياسة الصارمة لنظام القذافي‪ ،‬والذي جعل لنفسه‬
‫أسسه الفكرية ‪ ،‬و أوجد لنفسه األدوات واآلليات التي تضمن استمراريته ومنها تشكيل اللجان الثورية‪ ،‬إلى‬
‫جانب اعتماده على السياسة القبلية‪ ،‬كعنصر أساسي في نظام حكمه لذا نجد أن حركة االحتجاجات التي‬
‫حدثت في ليبيا قد طال مداها وتطورت لتصبح نزاع مسلحا بين المعارضة والمجتمع الدولي والنظام‬
‫الحاكم ‪ ،‬وتعدى هذا النزاع نطاق التحكم والسيطرة ‪ ،‬بالشكل الذي دفع التدخل من خالل قوات حلف‬
‫الناتو‪ ،‬فالدول الغربية لها أجندة ‪ ،‬لكن األجندة لم تكن سابقة للثورة الليبية ‪ ،‬ولكنها أجندة بدأوا رسمها‬
‫للتعامل مع النتائج ‪ ،‬بل وكيفية توجيه النتائج‪ ،‬وسنقوم بدراسة حالة التدخل العسكري لحماية حقوق‬
‫واالنطالق نحو الوجهة التي يريدها االنسان في ليبيا من خالل البحث في خلفيات اندالع األزمة ومسارها‬
‫والدوافع واألسباب المحركة للسلوك اإلقليمي و الدولي تجاه التدخل اإلنساني واألسس القانونية للتدخل‪،‬‬
‫ومن تم تقييم مستقبل التدخل العسكري لحماية حقوق االنسان في ليبيا (‪.)1‬‬
‫خلفيات ومسار األزمة الليبية ‪:‬‬
‫لقد ظهرت األزمة في ليبيا على شكل مواجهات بين المتظاهرين وقوى المعارضة الليبية من جهة وقوات‬
‫وكتائب معمر القذافي من جهة أخرى‪ ،‬وقد تطورت األزمة إلى نزاع مسلح‪ ،‬تقوده حركات سياسية‬
‫وميليشيات مسلحة تطالب بإسقاط النظام الليبي القائم بزعامة معمر القذافي‪.‬‬
‫جذور األزمة في ليبيا والعوامل المغذية لها ‪:‬‬
‫من المسلم به أن األوضاع السياسية تتأثر إلى حد ما وتتشكل وفقا للظروف التاريخية‪ ،‬وكذلك فان‬
‫الكراهية المتراكمة والمرارات وفقدان الثقة بين األنظمة السائدة في المنطقة والنظام القائم والظروف‬
‫السياسية واالقتصادية من أقوى الدوافع في تأجيج األزمة والمظالم المرفوعة ضد السلطة السياسية‬

‫(‪ )1‬حرب علي حديث النهايات ‪:‬فتوحات العولمة ومأزق الهوية‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪ ،‬الدار البيضاء‪2000،‬‬

‫‪87‬‬
‫مجلة الدراسات العليا‪ -‬جامعة النيلين (مج‪( ،)12‬ع‪2018/9/15 )2-46‬م ‪GCNU Journal ISSN: 1858-6228‬‬

‫وكذلك عملية التوريث في السياسة ألبناء القذافي بحيث يتحكمون في الملفات الرئيسية السياسية واالمنية‬
‫واالقتصادية كما أن للموقع الجغرافي الذي تختص به ليبيا أهمية استراتيجية كبيرة إذ تشغل جزء مهما‬
‫من دول المغرب العربي وشمال إفريقيا‪ ،‬فبذلك تأتي أهميتها (‪.)1‬‬
‫أهم العوامل الداخلية المباشرة والغير مباشرة التي دفعت إلى األزمة الليبية‪.‬‬
‫‪ /2‬العوامل التاريخية والسياسية ‪:‬‬
‫التقلبات السياسة الخارجية الليبية بين السعي للوحدة العربية تارة‪ ،‬والوحدة اإلفريقية تارة أخرى‪ ،‬وما بين‬
‫مشاريع وحدوية ثنائية حينا‪ ،‬ومشروعات اتحادية جماعية حينا آخر‪ ،‬ومغامرات النظام في دعم ومساندة‬
‫العديد من منظمات وحركات التمرد في أركان المعمورة المختلفة‪ ،‬رسخت شعورا بالمرارة لدى قطاعات‬
‫(‪.)2‬‬
‫كبيرة من المواطنين الليبيين‬
‫حيث أن القذافي وصل إلى السلطة بانقالب عسكري في ‪ 2‬سبتمبر ‪ 2007‬على الملك إدريس السنوسي‪،‬‬
‫وفي سبيل أن يضع له شرعية سياسية قام بتأسيس حزب سماه االتحاد االشتراكي العربي ‪ ،‬محاكاة لما‬
‫فعله جمال عبد الناصر في مصر‪ ،‬لكن األمر لم يدم طويال فقد ُحل االتحاد االشتراكي العربي ‪.‬وكان حله‬
‫لهذا التنظيم السياسي ‪.‬‬
‫وربما الصراع بين مكونات القبائل كان سبب في إطالة حكمه اطول مدة ممكنة ‪ ،‬إن هذه الطريقة التي‬
‫لعب فيها القذافي الورقة القبلية من االستبعاد إلى شراء الوالءات أدت إلى منافسات بين القبائل في محاولة‬
‫كل منها الحصول على ‪.‬المنافع واالمتيازات مستفيدا من توزيع الريع النفطي عليها بشكل واسع تنامت‬
‫(‪)3‬‬
‫المعارضة الليبية منذ سبعينات القرن الماضي ‪ ،‬وأدت االنشقاقات واالنقالبات‪.‬‬
‫‪ /3‬العوامل االقتصادية ‪:‬‬
‫تعد ليبيا واحدة من الدول العربية المهمة المصدرة للنفط والغاز وتشكل الموجودات واالحتياطات النفطية‬
‫هدفا أساسي للشركات النفطية الغربية األمريكية واألوروبية ‪ ،‬إذ تقدر‬
‫االحتياطات الليبية من النفط بثالثين مليار برميل أي أكثر من احتياطي نفط بحر الشمال‪.‬‬
‫‪ /4‬تدهور أوضاع حقوق اإلنسان والحريات العامة ‪:‬‬
‫من الحوادث التي توضح طبيعة حكم القذافي مجزرة سجن أبو سليم في شهر يونيو‪، 1975‬حيث قامت‬
‫قوات األمن الليبي بإطالق النار على السجناء ‪ ،‬وهو ما أسفر عن مقتل نحو ‪1142‬سجين ولم تخضع هذه‬
‫الحادثة ألي تحقيق فعال و وجهت لجنة حقوق اإلنسان التابعة لألمم المتحدة ومنظمة العفو الدولية‬
‫انتقادات شديدة للممارسات القمعية للنظام الليبي‪ ،‬فقد أعربت األولى عن قلقها إزاء العدد الكبير المزعوم‬

‫(‪ )1‬حسان حسام حسن ‪:‬التدخل اإلنساني في القانون الدولي المعاصر‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪2004،‬‬
‫(‪ )2‬حمدي صالح الدين احمد ‪ :‬دراسات في القانون الدولي‪ ،‬منشورات ايلجا ‪ ،‬مالطا‪2002،‬‬
‫(‪ )3‬خريسان باسم علي ‪:‬العولمة والتحدي الثقافي‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬بيروت‪2001،‬‬

‫‪88‬‬
‫مجلة الدراسات العليا‪ -‬جامعة النيلين (مج‪( ،)12‬ع‪2018/9/15 )2-46‬م ‪GCNU Journal ISSN: 1858-6228‬‬

‫لحاالت االختفاء القسري وحاالت اإلعدام خارج القضاء وجاء في تقرير منظمة العفو الدولية لعام ‪2010‬‬
‫م أنه" ظلت حرية التعبير وحرية التجمع وتكوين الجمعيات تخضع لقيود مشددة ‪ ،‬ولم تظهر السلطات قد‬
‫عوقب بعض منتقدي سجل الحكومة في مجال حقوق اإلنسان وجاء في‬
‫يُذكر من التسامح المعارضة و ُ‬
‫تقرير منظمة العفو الدولية لعام ‪ 2001‬م (‪.)1‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬األسس القانونية للتدخل العسكري لحماية حقوق االنسان في ليبيا ‪:‬‬
‫أدى استخدام القوة المفرطة والقصف الجوي لقمع المتظاهرين أثناء الثورة الليبية إلى مقتل العديد من‬
‫المدنيين جراء العمليات العسكرية ‪ ،‬والى ظهور مأساة إنسانية وارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق اإلنسان‪،‬‬
‫كما اضطر الكثير لمغادرة ليبيا إلى دول أخرى كالجئين خاصة إلى تونس ومصر ‪ ،‬وازداد الوضع تأزم‬
‫وعبر مجلس األمن الدولي مضطرا النقاذ المدنيين واتخاذ اإلجراءات الالزمة لحماية الليبيين من ويالت‬
‫النزاع المسلح في ليبيا ‪.‬‬
‫‪ /1‬إعمال مسئولية الحماية على ضوء قراري مجلس األمن‪:‬‬
‫مفهوم مسئولية الحماية ما هو إال إعادة إنتاج محسن لمفهوم التدخل اإلنساني سيئ السمعة من حاالت‬
‫التدخل اإلنساني باالستناد لفظا الذي ارتكز عليه ‪ ،‬وتنفرد الحالة الليبية عن دونها وظهرت قناعات لدى‬
‫المجتمع الدولي في حق التدخل من جانب أي دولة بل هي مسؤولية الحماية التي تقع على عاتق كل دولة‬
‫عندما يتصل األمر بمعاناة السكان من كارثة يمكن تفاديها ‪ ،‬كالقتل الجماعي والتطهير العرقي والجرائم‬
‫ضد اإلنسانية ‪ ،‬لذلك وجدت األمم المتحدة من خالل مجلس األمن أهمية اتخاذ االجراءات الالزمة تجاه‬
‫الحالة الليبية واعمال مبدأ مسؤولية الحماية في ليبيا من أجل التدخل الدولي اإلنساني في ليبيا في إطار‬
‫الشرعية الدولية ‪ ،‬السيما و أنه حدث في دولة ذات سيادة ودون موافقة مجلس األمن ‪ ،‬فلقد ساهمت هذه‬
‫الحالة في ظهور مفهوم " مسؤولية الحماية "وذلك جاءت في وقت كانت توجد فيه توقعات كبيرة باتخاذ‬
‫تدابير جماعية فعالة عقب انتهاء الحرب الباردة ‪ ،‬وهذا ما رأته اللجنة الدولية المعنية بالتدخل وسيادة‬
‫الدول أثناء إعداد تقريرها‪" 2001‬انه ال توجد هيئة أفضل وال أنسب من مجلس األمن الدولي للتعامل مع‬
‫قضايا التدخل الدولي اإلنساني‪ ،‬باعتباره الجهاز التنفيذي للمنظمة األمم المتحدة‪ ،‬وتقع على عاتقه‬
‫المسؤولية الرئيسية في حفظ األمن والسلم الدوليين بموجب المادة ‪ 14‬من الميثاق‪.)2( 2‬‬
‫‪ /2‬االنعكاسات اإلنسانية و ذات الصلة بحقوق اإلنسان بين المنشود والواقع ‪:‬‬
‫الحقيقة أن القرارين ‪ 1970‬و ‪ 1973‬بالرغم من استنادهما على مسؤولية الحماية يتميزان بالغموض‬
‫وعدم الدقة في فحواهما كما أشرنا إليه آنفا‪ ،‬إال أن التدابير المقررة‪ ،‬األمر الذي فتح الباب أمام تفسير‬

‫(‪ )1‬الخطيب نعمان احمد ‪ :‬الوسيط في النظم السياسية والقانون الدستوري‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان‪ ،‬ط‪، 2‬‬
‫‪2004‬‬
‫(‪ )2‬صالح عبد الرحمن الحديثي‪ ،‬سالفة طارق الشعالن ‪ ،‬حقوق اإلنسان بين االمتثال و اإلكراه في منظمة األمم المتحدة ‪،‬‬
‫دار المطبوعات الجامعية اإلسكندرية ‪2009،‬‬

‫‪89‬‬
‫مجلة الدراسات العليا‪ -‬جامعة النيلين (مج‪( ،)12‬ع‪2018/9/15 )2-46‬م ‪GCNU Journal ISSN: 1858-6228‬‬

‫اعتمدته بعض الدول لتطبيقهما بالطريقة التي تراها على أرض الواقع‪ ،‬وهي مسألة ذات أهمية كبرى‬
‫(‪.)1‬‬
‫بالنسبة ألثار أية عمليات تدخل مستقبلية يجيزها مجلس األمن‬
‫ثالثاً‪ :‬الدوافع المحركة للسلوك اإلقليمي والدولي تجاه التدخل العسكري لحماية حقوق االنسان في ليبيا‬
‫إن أغلب التغيرات السياسية في المنطقة العربية سيما في بداية القرن الواحد العشرين ‪ ،‬لم يكن دافعها‬
‫الوحيد البيئة الداخلية ‪ ،‬بل كانت للبيئة اإلقليمية و الخارجية ي أثر كبير في إحداث التغيرات ‪ ،‬مع عدم‬
‫إهمال البيئة الداخلية أو االنتقاص من عدم قدرة الشعوب‪.‬‬
‫البيئة الداخلية لم تتمكن بشكل فاعل من خلق أو تكوين القدرة المطلوبة على التغيير‪ ،‬وربما يعود السبب‬
‫بعدم رغبة القوى الخارجية في إنضاج الظروف المناسبة للتغيير إال وفق استراتيجيتها المرسومة ‪،‬‬
‫وسنحاول البحث في العوامل المحركة للتدخل الدولي اإلنساني على المستوى اإلقليمي والدولي من خالل‬
‫دراسة دوافع ومصالح القوى المتدخلة والتي تحركها نحو المنطقة المستهدفة بالتدخل وسنلقي الضوء على‬
‫الدوافع على المستوى اإلقليمي‪.‬‬
‫‪ /1‬الدوافع المحركة للسلوك اإلقليمي‬
‫لعبت البيئة اإلقليمية المحيطة بليبيا دورا كبيرا في تطور األحداث الليبية ‪ ،‬فقد وقفت جامعة الدول العربية‬
‫ومجلس التعاون الخليجي موقفا مساندا للتدخل الدولي اإلنساني في ليبيا ‪،‬وأما االتحاد اإلفريقي فقد كان‬
‫موقفه متحفظا من التدخل الدولي الغربي‪ ،‬وسنتطرق لدوافع ومواقف هذه األطراف اإلقليمية من التدخل‬
‫اإلنساني في ليبيا ‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬التدخل الدولي في العراق ‪:‬‬
‫لقد أكدت أغلب مواثيق المنظمات الدولية على أن كافة الدول يحظر عليها التدخل في شؤون غيرها من‬
‫الدول األخرى سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة‪ ،‬وقد أكد الفقه الدولي على أن حظر التدخل يشكل‬
‫قاعدة آمرة من قواعد القانون الدولي ولذلك يجب االلتزام به وال يجوز مخالفته وكل اتفاق يخالف قاعدة‬
‫حظر التدخل يكون باطال وغير مشروع‪ ،‬ولكن في الواقع العملي وخاصة بعد انتهاء الحرب الباردة عام‬
‫(‪ ) 1990‬نجد تعدد الوقائع التي تقوم بها الدول بصورة منفردة أو مجتمعة بالتدخل وانتهاك سيادة الدول‬
‫األخرى بدون موافقة األمم المتحدة مما يشكل هذا األمر مخالفة صريحة لمبادئ القانون الدولي العام‬
‫وخصوصا مبدأي عدم التدخل وحظر استخدام القوة‪ ،‬وبما أن العراق كان احد الدول التي تعرضت لتدخل‬
‫عسكري غير مشروع من قبل دول التحالف الدولي وأهمها(الواليات المتحدة وبريطانيا)عام (‪)2003‬‬
‫كونها لم تحصل على موافقة من قبل األمم المتحدة وتحديدا من(مجلس األمن)‪ ،‬مما شكل هذا التدخل‬
‫انتهاكا صارخا لكل قواعد القانون الدولي‪ ،‬وقد حاولت هذ ِه الدول طرح عدة مبررات لتبرير تدخلها‬
‫العسكري ونتيجة لذلك فقد اختلف التكييف القانوني لهذا النوع من التدخل الذي يعتبر األول من نوعه ألنهُ‬

‫(‪ )1‬أبو العال أحمد عبد هللا ‪ :‬تطور دور مجلس األمن والسلم الدوليين‪ ،‬دار الكتب القانونية‪ ،‬مصر‪،‬المحلة الكبرى‪2015،‬‬

‫‪90‬‬
‫مجلة الدراسات العليا‪ -‬جامعة النيلين (مج‪( ،)12‬ع‪2018/9/15 )2-46‬م ‪GCNU Journal ISSN: 1858-6228‬‬

‫لم يدان من قبل مجلس األمن الدولي على الرغم من أن هذا التدخل شكل تهديدا مباشرا للسلم واألمن‬
‫الدوليين والمجلس هو الجهاز المسؤول عن حفظهما‪ ،‬وليس هذا فقط بل عمل المجلس على إعطاء‬
‫مشروعية لقوات هذ ِه الدول المحتلة عندما اصدر القرار رقم (‪ )1511‬والذي حول قوات االحتالل إلى‬
‫(‪.)1‬‬
‫قوات متعددة الجنسيات‬
‫أوالً‪ :‬مبررات دول التحالف للتدخل في العراق ‪:‬‬
‫في يوم (‪ )2003/3/20‬قامت قوات التحالف الدولي بالتدخل العسكري في العراق وأطلقت على عملية‬
‫التدخل (حرب تحرير العراق) واستمرت هذه العملية لغاية (‪ )2003/4/9‬حيث تم إسقاط النظام والسيطرة‬
‫على بغداد بالكامل‪ ،‬وقد اختلفت المبررات التي ساقتها دول التحالف الدولي وأبرزها (الواليات المتحدة‬
‫وبريطانيا) لغرض إضفاء المشروعية على تدخلها‪ ،‬ابتدءا من حيازة العراق ألسلحة الدمار الشامل التي‬
‫تهدد السلم واألمن الدوليين مرورا بعالقة النظام السابق بتنظيم القاعدة اإلرهابي المسؤول عن أحداث‬
‫(‪ )2001/9/11‬في الواليات المتحدة‪ ،‬وبعدما ثبت كذب هذان المبرران طرحت مبررا آخر وهو ضرورة‬
‫تغيير النظام السابق وإحالل نظام ديمقراطي يحترم حقوق اإلنسان لكون هذا النظام دكتاتوري وقمعي‬
‫وكان السبب في المآسي التي يعاني منها الشعب العراقي عبر عقود من الزمن‪ ،‬ويمكن القول بأن هناك‬
‫مبررين رئيسيين دفعا قوات التحالف إلى التدخل العسكري وهما حيازة العراق ألسلحة الدمار الشامل أوال‬
‫(‪)2‬‬
‫وضرورة تغيير نظام الحكم في العراق‪:‬‬
‫ثانياً‪ :‬حيازة العراق ألسلحة الدمار الشامل‬
‫أن السبب الرئيسي لقيام قوات التحالف الدولي بالتدخل العسكري في العراق كما تدعي الواليات المتحدة‬
‫هو حيازت ِه ألسلحة الدمار الشامل وتشمل (األسلحة النووية والكيميائية والبيولوجية) والتي تهدد األمن‬
‫القومي للواليات المتحدة وبريطانيا عموما‪ ،‬وأمن إسرائيل خصوصا باإلضافة إلى تهديدها للسلم واألمن‬
‫الدوليين‪ ،‬وقد ظهرت مسألة أسلحة الدمار العراقية بعد االحتالل العراقي للكويت في (‪)1990/8/2‬‬
‫واصدر مجلس األمن عدة قرارات لمواجهة هذا االحتالل‪ ،‬من أهمها القرار رقم (‪ )687‬بتاريخ‬
‫(‪ )1991/4/3‬والذي ألزم العراق بإزالة وتدمير أسلحة الدمار الشامل التي يمتلكهاوبموجب هذا القرار‬
‫دخلت لجنة التفتيش عن أسلحة الدمار الشامل ‪.‬‬
‫(اونسكوم‪ )unscom -‬إلى العراق منذُ عام (‪ )1991‬لغاية عام (‪ )1998‬والذي خرج فيه المفتشين‬
‫الدوليين بعد رفض العراق استئناف التفتيش‪ ،‬وبقى األمر على ذلك حتى أحداث (‪ )2001/9/11‬حيث‬
‫تغيرت نظرة الواليات المتحدة إلى العراق وهذا ما تجسد في خطاب الرئيس األمريكي (جورج بوش‬

‫(‪ )1‬احمد الرشيدي‪ ،‬العراق والشرعية الدولية‪ :‬قراءة في دالالت وسياق القرار‪ ،1441‬مجلة السياسة الدولية‪ ،‬المجلد (‪،)38‬‬
‫العدد (‪ ،)151‬السنة (‪ ،)39‬مؤسسة األهرام‪ ،‬القاهرة‪.2003 ،‬‬
‫(‪)2‬د‪.‬محمد خليل الموسى‪ ،‬استخدام القوة في القانون الدولي المعاصر‪،‬دار وائل للنشر‪ ،‬عمان‪.2004 ،‬‬

‫‪91‬‬
‫مجلة الدراسات العليا‪ -‬جامعة النيلين (مج‪( ،)12‬ع‪2018/9/15 )2-46‬م ‪GCNU Journal ISSN: 1858-6228‬‬

‫االبن) عن حالة االتحاد والذي ألقاه في (‪ )2002/1/29‬حيث وصف العراق بأنه من دول محور الشر‬
‫باإلضافة إلى إيران وكوريا الشمالية وتوعدهما بضربات استباقية‪ ،‬بعد ذلك جرت عدة محاوالت بين‬
‫الوكالة الدولية للطاقة الذرية والعراق لعودة المفتشين الدوليين ولكن الواليات المتحدة رفضت‬
‫ذلك(‪)1‬وأصرت على عدم جواز استئناف التفتيش إال بناء على قرار جديد من مجلس األمن يعزز سلطات‬
‫لجان التفتيش وهذا ما تجسد في الخطاب الذي ألقاه الرئيس األمريكي أمام الجمعية العامة لألمم المتحدة‬
‫في (‪ )2002/9/12‬حيث أصر بقول ِه أن على دول العالم أن تتخذ موقف أكثر حزما وقوة اتجاه أسلحة‬
‫الدمار الشامل العراقية‪ ،‬ورأى أن القيام بعملية عسكرية ضد العراق سيكون أمرا ال يمكن تجنبهُ ما لم‬
‫تتخذ األمم المتحدة قرارا جديدا وتجبر العراق على التخلي عن األسلحة التي يمتلكها‪ ،‬حتى وان نُفذت‬
‫العملية بصورة فردية وبدون مساعدة األمم المتحدة‪ ،‬وتميز الخطاب بتهديد شديد لألمم المتحدة والعراق‪.‬‬
‫وفي (‪ )2002/9/17‬خاطب وزير الخارجية العراقي األمين العام لألمم المتحدة بموافقة العراق على‬
‫عودة المفتشين الدول يين بدون قيد أو شرط‪ ،‬ولكن كما قلنا فأن الواليات المتحدة رفضت ذلك وأصرت‬
‫على إصدار قرار جديد من مجلس األمن يقوي سلطات لجان التفتيش‪ ،‬وكانت تهدف من ‪:‬‬
‫أ‪ -‬أكراه العراق وإجباره على االعتراف بارتكاب انتهاكات جوهرية اللتزاماته بموجب قرارات مجلس‬
‫األمن سيما القرار رقم (‪.)687‬‬
‫ب‪ -‬يمنح العراق فرصة أخيره ليفي بالتزامه المتعلق بنزع السالح‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫ت‪ -‬المجلس حذر العراق مرارا بأنه سوف يواجه عواقب وخيمة إذا لم ينفذ إلتزاماته‬
‫وطلب القرار من العراق أن يقدم تقرير عن جميع برامجه الرامية إلى تطوير أسلحت ِه خالل (‪ )30‬يوم من‬
‫صدور القرار‪ ،‬وبالفعل قام العراق في(‪ )2002/12/7‬بتقديم تقرير كامل إلى مجلس األمن تضمن وثائق‬
‫عن برامج تطوير األسلحة مكون من(‪ )12‬ألف صفحة‪ ،‬وبقى المفتشين الدوليين يمارسون عملهم في‬
‫العراق‪ ،‬وفي (‪ )2003/1/9‬أعلن (هانز بليكس‪ )Hans Blix -‬رئيس فريق المفتشين الدوليين أمام‬
‫مجلس األمن بأن (ال أدلة تدين العراق وان المفتشين الدوليين يحصلون على حق الدخول السريع بدون‬
‫إعالن مسبق لكل المرافق في العراق‪ ،‬وان النتيجة انه ال أثر ألسلحة الدمار الشامل)‪.‬‬
‫كما وأعلن (محمد البرادعي) المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية أمام المجلس في (‪)2003/1/27‬‬
‫أن مفتشي الوكالة لم يعثروا في العراق على أي أنشطة محظورة‪ ،‬وأعاد تأكيده على ذلك في‬
‫(‪ )2003/1/30‬مشيرا إلى أن العراق لم ينتهك القرار رقم (‪ )1441‬المتعلق بنزع األسلحة العراقية‬
‫المحظورة‪ .‬وبعد هذه اإلعالنات أمام المجلس من قبل (هانز بليكس) و(محمد البرادعي) اجتمع مجلس‬
‫األمن على مستوى وزراء الخارجية في (‪ )2003/2/5‬وحدثت مناقشات داخل المجلس وأعلن وزير‬

‫(‪ )1‬د‪.‬علي جميل حررب‪ ،‬نظرام الجرزاء الردولي العقوبرات الدوليرة ضرد الردول واإلفرراد‪ ،‬ط‪ ،1‬منشرورات الحلبري الحقوقيرة‪،‬‬
‫بيروت‪.2010 ،‬‬

‫‪92‬‬
‫مجلة الدراسات العليا‪ -‬جامعة النيلين (مج‪( ،)12‬ع‪2018/9/15 )2-46‬م ‪GCNU Journal ISSN: 1858-6228‬‬

‫الخارجية األمريكي (كولن باول‪ )Colin Powell -‬بأن العراق لم يلتزم بالقرار رقم (‪ )1441‬وأكد بأن‬
‫نظام التفتيش غير فعال للتخلص من أسلحة الدمار الشامل العراقية‪ ،‬وأصر على أن العراق يمتلك هذه‬
‫األسلحة وقام باستعراض خرائط وصور الماكن األسلحة التي يدعي بوجودها‪ ،‬ولذلك رأى انه البد من‬
‫صدور قرار من المجلس يرخص للواليات المتحدة نزع السالح المحظور‪ ،‬ولكن فرنسا وروسيا وألمانيا‬
‫رفضت ذلك وأكدت على ضرورة أعطاء الوقت الكافي للمفتشين الدوليين إلكمال عملهم‪.‬‬
‫بتاريخ (‪ )2003/2/25‬قامت كل من الواليات المتحدة وبريطانيا واسبانيا بتقديم مشروع قرار مضمونهُ‬
‫اتهام العراق بالفشل في استثمار الفرصة األخيرة التي أعطيت له بموجب القرار رقم (‪ )1441‬لكي يثبت‬
‫من خاللها عدم امتالكه أسلحة الدمار الشامل‪ ،‬ولذلك على المجلس أن يقر بفشل العراق في إلتزامه بنزع‬
‫السالح ولم يعد أمامه سوى مواجهة العواقب الوخيمة التي أشار إليها القرار (‪.)1‬‬
‫بتاريخ (‪ )2003/3/17‬عقد الرئيس األمريكي في جزر (االزور) باسبانيا اجتماعا ضم رئيسي وزراء كل‬
‫من بريطانيا واسبانيا وفي نهاية االجتماع وجهت الدول الثالث إنذارا إلى األمم المتحدة طالبوا فيه‬
‫بضرورة إصدار قرار يجيز لهم استخدام القوة للتدخل في العراق وبعكس ذلك سوف يجبرون على‬
‫التدخل العسكري حتى وان كان ذلك بدون تفويض منها‪ ،‬وفي مساء نفس اليوم وجه الرئيس األمريكي‬
‫إنذارا نهائيا إلى الرئيس العراقي السابق يتضمن الطلب من األخير بمغادرة العراق مع نجليه خالل (‪)48‬‬
‫ساعة وإال سوف يحصل التدخل العسكري بعد انقضائها وهذا ما حصال فعال‪.‬‬
‫لقد تعددت المبررات التي أطلقتها الواليات المتحدة وبريطانيا لتبرير تدخلها في العراق‪ ،‬ونتيجة لتعدد‬
‫المبررات‪ ،‬فقد اختلف التكييف القانوني لهذا التدخل‪ ،‬فابتدءا طرحت الواليات المتحدة نظرية الدفاع عن‬
‫النفس الوقائي ضد العراق المتالكهُ أسلحة الدمار الشامل التي تهدد الواليات المتحدة في أمنها القومي‬
‫باإلضافة إلى التهديد الذي تشكلهُ هذه األسلحة على السلم واألمن الدوليين‪ ،‬بعد ذلك طرحت الواليات‬
‫المتحدة نظرية التفويض الضمني والتي بمقتضاها ترى الواليات المتحدة أن قرارات مجلس األمن بما‬
‫فيها القرار رقم (‪ )1441‬تعطيها تفويضا ضمنيا بالتدخل في العراق إلجباره على االلتزام بقرارات‬
‫المجلس المتعلقة بالتخلص من األسلحة المحظورة التي يمتلكها‪ ،‬ويرى الباحث انه لم يكن هناك تكييف‬
‫قانوني للتدخل ‪ ،‬وان التدخل كان يستند الى توقع دون معلومات حقيقية عن امتالك العراق ألسلحة دمار‬
‫شامل وهذا ما تم التأكد منه بعد إنتهاء الحرب بسنوات من خالل التقارير الواضحة والصريحه‬
‫وإعتزارهم عن التدخل العسكري في العراق التي أعترفت بها الواليات المتحده االمريكية وبريطانيا أنه‬
‫لم يكن في العراق أسلة دمار شامل‪.‬‬

‫(‪)1‬د‪.‬علي إبراهيم‪ ،‬المنظمات الدولية (النظرية العامة – األمم المتحدة)‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪2001 ،‬‬

‫‪93‬‬
‫مجلة الدراسات العليا‪ -‬جامعة النيلين (مج‪( ،)12‬ع‪2018/9/15 )2-46‬م ‪GCNU Journal ISSN: 1858-6228‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬
‫يعتبر استخدام القوة في العالقات الدولية والقوة المسلحة عموما من بين األساليب التي كانت تستخدمها الدولة‬
‫لحماية وجودها ضد األخطار الخارجية ‪ ،‬والدول العربية التي حصل فيها التدخل كانت انظمتها السياسية‬
‫تستخدم شتى أساليب الضغوطات على شعبها فثارث الشعوب و بالتالي وجد المجتمع الدولي سانحة التدخل‬
‫في شئؤن هذه الدول لتحقيق مطامعه ‪.‬‬
‫ومن هذه الدراسة يتضح جليا لنا ان تدخل الدول العظمى في شئؤن الدول األخرى ليس له مبرر قانوني مثل‬
‫حماية المدنيين او وجود أسلحة دمار شامل ‪ ،‬وانما كان لمجرد المصلحة الشخصية ‪.‬‬
‫أوالً ‪ :‬أهم النتائج ‪:‬‬
‫توصلت الدراسة إلى عدة نتائج أهمها األتي ‪:‬‬
‫‪ .1‬عدم مشروعية التدخل في كل من ليبيا والعراق‪.‬‬
‫‪ .2‬انتهاك المجتمع الدولي لقوانين و مواثيق األمم المتحدة بتدخله في ليبيا والعراق‪.‬‬
‫‪ .3‬المبدأ األساسي للميثاق القائل بأن من واجب جميع الدول أال تهدد باستعمال القوة أو تستعملها ضد سيادة‬
‫الدول األخرى أو استقاللها السياسي أو سالمتها اإلقليمية‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬التوصيات ‪:‬‬
‫من خالل النتائج السابقة توصي الدراسة بذلك ‪:‬‬
‫‪ .1‬إشتراط أن يكون هنالك قانون يحكم التدخل العسكري لحماية مواطني الدولة في الخارج من قبل الدولة‬
‫المتدخلة بحسن نية‪ ،‬بشروط قيام حالة الضرورة‪ ،‬من خالل وجود خطر يهدد سالمة مواطنيها وممتلكاتهم في‬
‫الدولة التي يقيمون فيها ‪.‬‬
‫‪ .2‬على منظمة األمم المتحدة ان تطلع بشكل مسبق على األساس القانوني الذي من اجله سيتم التدخل العسكري‬
‫وحول الدوافع الحقيقية للدول للجوء إليه‪.‬‬
‫‪ .3‬أن االنتهاكات لحقوق اإلنسان في دوله معينة إذا لم يترتب عليها تهديدا للسلم واألمن الدولي فال يحق لألمم‬
‫المتحدة سواء من دول منفردة أو مجتمعة التدخل العسكري بحجة حماية حقوق اإلنسان ‪.‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‪:‬‬
‫القرآن الكريم‬
‫‪ -1‬الدكتور صالح الدين عامر‪" :‬القانون الدولي في عالم مضطرب"‪ ،‬مجلة السياسة الدولية‪ ،‬العدد ‪153‬‬
‫يوليوز ‪2003‬‬
‫‪ -2‬د‪ .‬خيري احمد الكباش‪/‬الحماية الجناية لحقوق اإلنسان دراسة مقارنة في ضوء أحكام الشريعة‬
‫اإلسالمية والمبادئ الدستورية والمواثيق الدولية‪ /‬منشأة المعارف ‪/‬اإلسكندرية‪/‬سنة‪2002‬‬
‫‪ -3‬عبد اإلله بلقزيز‪" :‬ندوة الحرب على العراق طبيعتها "‪ ،‬مجلة نوافذ‪ ،‬الجزائر‪،‬عدد ‪ 21/20‬سنة ‪2003‬‬

‫‪94‬‬
‫مجلة الدراسات العليا‪ -‬جامعة النيلين (مج‪( ،)12‬ع‪2018/9/15 )2-46‬م ‪GCNU Journal ISSN: 1858-6228‬‬

‫‪ -4‬محمد المجذوب‪" ،‬التنظيم الدولي"‪ ،‬بيروت ‪ :‬الدار الجامعية‪1998 ، ،‬‬


‫‪ -5‬محمد المجذوب‪" ،‬القانون الدولي العام"‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪.،2003 ،‬‬
‫‪ -6‬ريمون حداد‪" ،‬العالقات الدوليّة"‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الحقيقة‪.2000 ،‬‬
‫‪ -7‬راجع تقرير األمين العام لألمم المتحدة للعام ‪ ،1995‬األمم المتحدة‪ ،‬نيويورك‬
‫‪ -8‬تقرير ّ‬
‫منظمة العفو الدوليّة‪ ،‬جنيف‪1994 ،‬‬
‫‪ -9‬محمد حسنين‪" ،‬اإلمبراطورية األميركية واإلغارة على العراق"‪ ،‬مركز األهرام للترجمة‪ ،‬األهرام‪2003 ،‬‬
‫‪ -10‬تقرير األمين العام ‪ ،‬في الدورة ‪ ،59‬نيويورك‪ ،‬آذار‪/‬مارس ‪2005‬‬
‫‪ -11‬عبد القادر القادري‪" :‬القانون الدولي العام"‪ ،‬دار االماني‪ ،‬الرباط‪1984 ،‬‬
‫‪ -12‬سمير عبد العزيز‪" :‬النزاعات المسلحة في القانون الدولي "‪ ،‬رسالة ماجيستير في القانون‪ ،‬جامعة بغداد‬
‫‪1978‬‬
‫‪ -13‬د‪ .‬حامد سلطان ‪" :‬القانون الدولي العام وقت السلم"‪ ،‬القاهرة‪1972 ،‬‬
‫‪ http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=113322 -14‬رزاق حمد العوادي ‪" :‬جرائم‬
‫الحرب والعدوان إخالل بالشرعية الدولية وإنتهاكا للقانون الدولي اإلنساني"‪ ،‬الحوار المتمدن‪ ،‬العدد‬
‫‪.2007/10/2080،26‬‬
‫‪http://www.ahewar.org -15‬عبد هللا أسبري ‪" :‬ماذا عن ما يسمى باإلرهاب الدولي"‪ ،‬الحوار المتمدن‪،‬‬
‫العدد ‪7/6/2006-1584‬‬
‫‪ https://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2004/10/06/10844.html -16‬وجدي أنور مردان ‪:‬‬
‫"انتهاك الواليات المتحدة األمريكية وبريطانيا لميثاق األمم المتحدة والقانون الدولي‬
‫‪ http://addustour.com/articles/430616 -17‬حيدر محمد حسين محاسنة ‪" :‬تحريم االستيالء على‬
‫أراضي الغير بالقوة ‪،"2007/12/10‬‬
‫‪ -18‬العميد محمد محمود نصيري‪" :‬استخدام القوة في العالقات الدولية"‪ ،‬مجلة الحرس الوطني ‪،01‬‬
‫الجزائر‪،2003/09/،‬‬
‫‪ -19‬كمال أبو المجد ‪" :‬اإلرهاب واإلسالم ومستقبل النظام الدولي"‪ ،‬مجلة الكتب ‪ ،‬العدد ‪ 34‬نوفمبر ‪2001‬‬
‫‪ www.al-ayyam.ps/ar_page.php?id=159a794y22652820Y159a794 -20‬سميح فرسون ‪:‬‬
‫"جذور الحملة األمريكية على اإلرهاب"‪ ،‬مجلة مجلس المستقبل العربي‪2003, 292 ،‬‬
‫‪https://www.hespress.com/interviews/20570.html -21‬محمد األمين الركال ‪:‬محاولة لفهم ما‬
‫يجري" ‪ ،‬مجلة وجهة نظر‪ ،‬العدد ‪2001-13/12‬‬
‫‪ -22‬محمد محفوظ ولد العبادي ‪" :‬العالقة بين القانون والواقع في الحرب على العراق"‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم‬
‫الدراسات العليا المعمقة‪ ،‬أكدال‪ ،‬الرباط‪ ،2004-2003 ،‬ص ‪.109-108 :‬‬

‫‪95‬‬
‫مجلة الدراسات العليا‪ -‬جامعة النيلين (مج‪( ،)12‬ع‪2018/9/15 )2-46‬م ‪GCNU Journal ISSN: 1858-6228‬‬

‫‪ -23‬ميشيل راتز وجيني غرين ‪" ،‬ضد الحرب في العراق"‪ ،‬ترجمة ابراهيم ‪ ،‬دار الفكر ‪،2003‬‬
‫‪ -24‬أحمد سيد أحمد‪" :‬األزمة العراقية مجلس األمن في حفظ السلم "‪ ،‬مجلة السياسة ‪ ،‬العدد ‪2003 ،153‬‬
‫‪ -25‬حسنين المحمدي بوادي‪" :‬غزو العراق بين القانون الدولي والسياسة الدولية"‪ ،‬االسكندرية‪ :‬منشأة‬
‫المعارف ‪2005 ،‬‬
‫‪ -26‬حرب علي حديث النهايات ‪:‬فتوحات العولمة ومأزق الهوية‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪،‬الرباط‪ :‬الدار‬
‫البيضاء‪2000،‬‬
‫‪ -27‬حسان حسام حسن ‪:‬التدخل اإلنساني في القانون الدولي المعاصر‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار النهضة العربية‪2004،‬‬
‫‪ -28‬حمدي صالح الدين احمد ‪ :‬دراسات في القانون الدولي‪ ،‬منشورات ايلجا ‪ ،‬مالطا‪2002،‬‬
‫‪ -29‬خريسان باسم علي ‪:‬العولمة والتحدي الثقافي‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الفكر العربي‪2001،‬‬
‫‪ -30‬الخطيب نعمان احمد ‪ :‬الوسيط في النظم السياسية والقانون الدستوري ‪،‬الطبعة الثانية ‪ ،‬عمان دار‬
‫الثقافة للنشر والتوزيع ‪2004،‬‬
‫‪ -31‬صالح عبد الرحمن الحديثي‪ ،‬سالفة طارق الشعالن ‪ ،‬حقوق اإلنسان بين االمتثال و اإلكراه في منظمة‬
‫األمم المتحدة ‪ ،‬االسكندرية‪ :‬دار المطبوعات الجامعية ‪2009،‬‬
‫‪ -32‬أبو العال أحمد عبد هللا ‪ :‬تطور دور مجلس األمن والسلم الدوليين‪ ،‬مصر‪:‬المحلة الكبرى‪ ،‬دار الكتب‬
‫القانونية‪2015،‬‬
‫‪ -33‬احميد علي عبد اللطيف األصوات المهمشة‪ ،‬الخضوع والعصيان في ليبيا أثناء االستعمار‪ ،‬بيروت‪2009 ،‬‬
‫‪ -34‬أمين سمير ‪ ،‬وآخرون ‪:‬العولمة والنظام الدولي الجديد‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬سلسلة ‪ ،‬كتب‬
‫المستقبل العربي‪ ،‬بيروت ‪2004،‬‬
‫‪ -35‬باسيل يوسف باسيل ‪:‬سيادة الدول في ضوء الحماية الدولية لحقوق اإلنسان ‪ ،‬مركز اإلمارات للدراسات‬
‫والبحوث اإلستراتيجية‪ ،‬أبو ظبي ‪2001،‬‬
‫‪ -36‬احمد الرشيدي‪ ،‬العراق والشرعية الدولية‪ :‬قراءة في دالالت وسياق القرار‪ ،1441‬مجلة السياسة‬
‫الدولية‪ ،‬المجلد (‪ ،)38‬العدد (‪ ،)151‬السنة (‪ ،)39‬مؤسسة األهرام‪ ،‬القاهرة‪.2003 ،‬‬
‫‪ -37‬د‪.‬محمد خليل الموسى‪ ،‬استخدام القوة في القانون الدولي المعاصر‪ ،‬عمان‪ :‬دار وائل للنشر‪.2004 ،‬‬
‫‪ -38‬د‪.‬علي جميل حرب‪ ،‬نظام الجزاء الدولي العقوبات الدولية ضد الدول واإلفراد‪ ،‬منشورات الحلبي‬
‫الحقوقية‪ ،‬بيروت‪.2010 ،‬‬
‫‪ -39‬د‪.‬علي إبراهيم‪ ،‬المنظمات الدولية (النظرية العامة – األمم المتحدة)‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار النهضة العربية‪،‬‬
‫‪2001‬‬
‫‪ -40‬حميد حيدري‪ ،‬استخدام القوة في العالقات الدولية من منظار القوانين الدولية والفقه الشيعي‪ ،‬رابطة‬
‫الثقافة والعالقات اإلسالمية‪ ،‬د‪.‬ن‪.1997 ،‬‬

‫‪96‬‬

‫)‪Powered by TCPDF (www.tcpdf.org‬‬

You might also like