Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 169

‫تقرير االستقرار المالي في الدول العربية‬

‫لعام ‪2018‬م‬

‫أمانة فريق االستقرار المالي‬

‫صندوق النقد العربي‬

‫© صندوق النقد العربي ‪2018‬‬


‫حقوق الطبع محفوظة‬
‫ال يجوز نسخ أو اقتباس أي جزء من هذا التقريرأو ترجمتها أو إعادة طباعتها‬
‫بأي صورة دون موافقة خطية من صندوق النقد العربي‪ ،‬إال في حاالت‬
‫االقتباس القصير بغرض النقد والتحليل‪ ،‬مع وجوب ذكر المصدر‪.‬‬

‫توجه جميع المراسالت على العنوان التالي‪:‬‬


‫أمانة مجلس محافظي المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربية‬
‫قسم األسواق المالية – الدائرة االقتصادية والفنية‬
‫صندوق النقد العربي‬
‫أبو ظبي ‪ -‬اإلمارات العربية المتحدة‬
‫هاتف ‪+971-26171574 / +971-26171572 :-971+‬‬
‫البريد ‪: 26326454 financialstability@amf.org.ae :‬فاكس مباشر‬
‫االلكتروني‬
‫‪Website:http://www.amf.org.ae‬‬

‫‪1‬‬
‫افتتاحية التقرير‬
‫يعد تقرير االستقرار المالي في الدول العربية ثم رة للتع اون والتنس يق بين ص ندوق‬
‫النقد العربي وفري ق عم ل االس تقرارالمالي في ال دول العربي ة‪ ،‬المنبث ق عن مجلس‬
‫مح افظي المص ارف المركزي ة ومؤسس ات النق د العربي ة‪ ،‬والمك ون من م دراء‬
‫اإلدارات المعني ة باالس تقرار الم الي ل دى المص ارف المركزي ة ومؤسس ات النق د‬
‫العربي ة‪ .‬يق وم ص ندوق النق د الع ربي ب دور األمان ة الفني ة للفري ق‪ ،‬على اعتب ار‬
‫الصندوق يمثل األمانة الفنية للمجلس ‪.‬‬

‫تتض من أعم ال الفري ق ع دد من المح اور‪ ،‬أهمه ا المس اهمة في تط وير السياس ات‬
‫واألدوات المتعلقة بتعزيز االستقرار المالي في الدول العربية ‪،‬وتعزي ز التع اون بين‬
‫مختل ف اإلدارات والجه ات الوطني ة المعني ة بقض ايا االس تقرار الم الي في ال دول‬
‫العربية وبينها وبين المؤسسات المالية الدولي ة ذات العالق ة ‪،‬والمس اهمة في تعزي ز‬
‫ال وعي بقض ايا االس تقرار الم الي ‪،‬إض افةً لتب ادل الخ برات والتج ارب بين ال دول‬
‫العربية‪ ،‬في مجال السياسات واإلجراءات المتعلقة بتعزيز االستقرار المالي ‪،‬وإعداد‬
‫ونشر أوراق ودراسات ح ول أوض اع االس تقرار الم الي في ال دول العربي ة ومنه ا‬
‫إصدار تقرير سنوي عن االستقرار‪ a‬المالي‪ a‬على مستوى الدول العربية‪.‬‬
‫بناء على ما تقدم‪ ،‬وبإطار رؤية الص ندوق واس تراتيجيته ال تي تعت بر تعزي ز العم ل‬
‫العربي المشترك أحد أولوياتها‪ ،‬تم إعداد تقرير االستقرار المالي في ال دول العربي ة‬
‫لعام ‪ ،2018‬ال ذي تن اول تط ورات وض عية االس تقرار الم الي في ال دول العربي ة‪،‬‬
‫والج وانب االقتص ادية والنقدي ة والمالي ة ذات الص لة بتحقي ق االس تقرار الم الي‪،‬‬
‫والتحديات اإلقليمية والدولية التي تؤثر بشكل مباشر أو غير مباش ر على االس تقرار‬
‫المالي في الدول العربية‪.‬‬

‫يأمل فريق العمل المكلف بإعداد التقرير أن يكونوا قد وفقوا في اختي ار موض وعات‬
‫فصول التقرير‪ ،‬لتحقيق األهداف المرجوة من إعداده ‪،‬ولرس م ص ورة واض حة عن‬
‫وضعية االستقرار المالي في الدول العربي ة‪ ،‬والمح ددات والتح ديات ال تي تواجهه ا‬
‫في‬
‫سياق جهودها لتحقي ق االس تقرار الم الي‪ .‬كم ا يأم ل الفري ق أن تك ون ه ذه الجه ود‬
‫موضع تطوير مستمر‪ ،‬بفضل المالحظات واالقتراحات‪ ،‬وأن يك ون التقري ر بمثاب ة‬
‫عامل‬

‫‪2‬‬
‫مساعد في اتخ اذ الق رارات االحترازي ة ال تي تس هم في س المة ومنع ة االقتص ادات‬
‫العربية بوجه عام‪ ،‬والقطاع المالي والمصرفي بوجه خاص ‪.‬‬

‫تـقديـم‬

‫يأتي إعداد تقرير االستقرار المالي في الدول العربية‪ ،‬في سياق ح رص الص ندوق على‬
‫ترسيخ المبادئ واألهداف والتقاليد التي أرس اها مجلس مح افظي المص ارف المركزي ة‬
‫ومؤسسات النقد العربية منذ عدة سنوات ‪،‬التي تتمحور حول تشجيع وحث اللجان وفرق‬
‫العمل المنبثقة عنه‪ ،‬على إعداد تقارير وأوراق عمل تتناول الموضوعات والقضايا ذات‬
‫األولوية لدولنا العربية‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬يس هم ص ندوق النق د الع ربي ض من ممارس ته‬
‫لنشاطه كأمانة فنية لهذا المجلس‪ ،‬ولفرق العمل واللجان المنبثقة عنه‪ ،‬في إعداد وتنس يق‬
‫الجه ود الالزم ة إلع داد مث ل ه ذه التق ارير واألوراق‪ ،‬في مختل ف الج وانب‬
‫االقتصادية ‪،‬والنقدية‪ ،‬والمصرفية التي تتعلق بأنشطة المص ارف المركزي ة ومؤسس ات‬
‫النقد العربية ‪.‬‬

‫في هذا السياق‪ ،‬يس عدنا إطالق اإلص دار األول من تقري ر االس تقرار الم الي في ال دول‬
‫العربية‪ ،‬الذي تم إعداده بالتعاون م ع فري ق عم ل االس تقرار الم الي في ال دول العربي ة‬
‫المنبثق عن مجلس محافظي المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربية‪.‬‬

‫كما يأتي إعداد تقري ر االس تقرار الم الي في ال دول العربي ة‪ ،‬في إط ار مه ام الص ندوق‬
‫المتعلقة بمتابعة التطورات االقتصادية والنقدية والمصرفية الدولية‪ ،‬وتأثيراتها المحتمل ة‬
‫على االقتصادات العربي ة‪ ،‬وتق ديم المعلوم ات المفي دة ح ول ه ذه القض ايا‪ ،‬على خلفي ة‬
‫أهميتها للمصارف المركزية‪ ،‬وإتاحة أكبر فرصة لهذه التقارير من النشر والتوزيع‪ ،‬من‬
‫أجل تزويد القارئ بأكبر قدر من المعلومات المتاحة حول الموضوع ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫وهللا ولي التوفيق‪،‬‬

‫عبد الرحمن بن عبد هللا الحميدي‬


‫المدير العام رئيس مجلس اإلدارة‬
‫صندوق النقد العربي‬

‫‪4‬‬
‫‪2018‬‬

‫المحتويات‪a‬‬
‫رقم‬
‫الصفحة‬
‫تقديم‬ ‫▪‬
‫الفصل األول‪ :‬التطورات اإلقتصادية اإلقليمية والدولية‪ a‬وانعكاساتها‪ a‬على االستقرار‬ ‫▪‬
‫المالي العربي‪02 ...........................................................................................‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تطورات األطر التشريعية والمؤسسية‪ a‬لالستقرار المالي في الدول‬ ‫▪‬
‫العربية‪18 ................................................................................................‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬تطورات أداء القطاع المصرفي العربي والمخاطر المحتملة‪47 ..............‬‬ ‫▪‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تطورات القطاع المالي غير المصرفي والمخاطر‪ a‬المحتملة ‪69 ..............‬‬ ‫▪‬
‫الفصل الخامس‪ :‬اختبارات التحمل )الضغط( ونتائجها‪ a‬على مستوى القطاعات المالية‬ ‫▪‬
‫العربية‪...................................................................................................‬‬

‫‪ ▪ 96 .‬الفصل السادس‪ :‬تداعيات التطورات‪ a‬في األسعار العالمية للنفط على االس‪aa‬تقرار‬

‫المالي‬

‫في الدول العربية‪......................................................................................‬‬

‫‪ ▪ 114‬الفصل السابع‪ :‬تحويالت العاملين وتداعياتها على االستقرار المالي‪ a‬في الدول العربية‬

‫‪143‬‬
‫‪2018‬‬

‫‪1‬‬

‫الفصل األول‪ :‬التطورات االقتصادية اإلقليمية والدولية وانعكاساتها على‬


‫االستقرار المالي العربي‬

‫النمو االقتصادي العالمي‪ a‬وقابليته لالستمرار‪a‬‬


‫واصل االقتصاد العالمي خالل عام ‪ ،2017‬حالة التعافي ال تي يعكس ها التحس ن في‬
‫مع دالت النم و‪ ،‬حيث تج اوزت مع دالت ع ام ‪ 2017‬مثيالته ا المحقق ة خالل ع ام‬
‫‪ ، 2016‬بفضل التحسن في األداء االقتصادي بالواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬وأوروبا‪،‬‬
‫بجانب االستقرار النسبي الذي شهدته اقتصادات األسواق الناشئة‪ ،‬واقتصادات الدول‬
‫النامية‪.‬‬

‫على الرغم من التحسن الذي شهده االقتصاد العالمي بوجه عام ‪،‬إال أنه يالحظ ع دم‬
‫مشاركة عدد كبير من الدول واألقاليم االقتصادية في إحداث هذا النمو‪ ،‬بما يتسق مع‬
‫اإلمكان ات المتاح ة ل ديها‪ .‬في ه ذا الخص وص ‪،‬يت بين اس تمرار حال ة ال تركز في‬
‫معدالت النم و العالي ة في بعض ال دول دون غيره ا‪ ،‬حيث ترك ز النم و المحق ق في‬
‫بعض الدول مثل الواليات المتحدة والصين‪ ،‬اللتين استحوذتا على نحو ‪ 36‬في المائة‬
‫من الناتج المحلي اإلجم الي الع المي خالل ع ام ‪ ،2017‬الب الغ ح والي ‪ 75‬تريلي ون‬
‫دوالر‪ ،‬بنص يب بل غ نح و ‪ 15.7‬و‪ 11.3‬تريلي ون دوالر لك ل منهم ا على ال ترتيب‪.‬‬
‫يشير الش كل والج دول الت اليين إلى تط ور النم و في الن اتج المحلي اإلجم الي خالل‬
‫عامي ‪ 2016‬و‪ ،2017‬حيث استمر تحسن مع دالت النم و االقتص ادي في الوالي ات‬
‫المتحدة خالل الفترة ‪ ،2017 -2016‬كما تحول عدد من الدول من تحقي ق مع دالت‬
‫انكماش إلى تحقيق معدالت نمو‪ ،‬وإن كانت متواضعة نسبي اً‪.‬‬
‫جدول) ‪ :(1-1‬معدل نمو الناتج المحلي اإلجمالي الحقيقي(‪)%‬‬
‫‪) 2018‬تقديري(‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬
‫‪.39‬‬ ‫‪3.6‬‬ ‫‪3.2‬‬ ‫العالم‬
‫‪2.0‬‬ ‫‪2.2‬‬ ‫‪1.7‬‬ ‫اإلقتصادات المتقدمة‬
‫‪2.3‬‬ ‫‪2.2‬‬ ‫‪1.5‬‬ ‫الواليات المتحدة األمريكية‬
‫‪1.8‬‬ ‫‪2.0‬‬ ‫‪1.9‬‬ ‫ألمانيا‬
‫‪2‬‬
‫‪2018‬‬

‫‪0.7‬‬ ‫‪1.5‬‬ ‫‪1.0‬‬ ‫اليابان‬


‫‪1.6‬‬ ‫‪1.8‬‬ ‫‪0.2-‬‬ ‫روسيا‬
‫‪4.9‬‬ ‫‪4.6‬‬ ‫‪4.3‬‬ ‫اإلقتصادات الناشئة والنامية‬
‫‪6.5‬‬ ‫‪6.8‬‬ ‫‪6.7‬‬ ‫الصين‬
‫‪7.4‬‬ ‫‪6.7‬‬ ‫‪7.1‬‬ ‫الهند‬
‫المصدر‪ :‬صندوق النقد الدولي‬

‫شكل )‪(: 1-1‬النمو الحقيقي للناتج المحلي اإلجمالي خالل عامي ‪ 2016‬و‪2017‬‬

‫المصدر‪ :‬صندوق النقد الدولي‬

‫فيم ا يتعل ق بالتوقع ات لع امي ‪ 2018‬و‪ 2019‬المتعلق ة ب النمو االقتص ادي‬


‫العالمي ‪،‬فمن المتوقع أن يواصل االقتصاد العالمي نموه بوتيرة مرتفعة نسبيا ً خالل‬
‫عامي ‪ 2018‬و‪ 2019‬مستفيداً من الزيادة الملموسة في أنشطة االستثمار ال تي ك ان‬
‫لها أكبر األثر في دعم مستويات الطلب الكلي ونمو حركة التجارة الدولي ة م ؤخراً‪.‬‬
‫في هذا السياق‪ ،‬من المتوقع ارتفاع معدل نم و االقتص اد الع المي إلى نح و ‪ 3.9‬في‬

‫‪3‬‬
‫‪2018‬‬

‫المائة في كل من عامي ‪ 2018‬و‪ 2019‬وف ق تق ديرات بعض المؤسس ات الدولي ة‪،‬‬


‫بما ي ُشكل أعلى وتيرة نمو ُمتوقعة في أعقاب األزمة المالية العالمية األخيرة‪.1‬‬

‫أما على مستوى المجموعات واألقاليم االقتصادية‪ ،‬فمن المتوقع ارتفاع معدل النمو‬
‫في مجموع ة ال دول المتقدمة بفع ل ع دد من العوام ل ي أتي في مق دمتها اس تمرار‬
‫السياسات النقدية التيسيرية في بعض هذه الدول‪ ،‬وتبني سياس ات مالي ة توس عية في‬
‫بعضها اآلخر‪ ،‬وهو ما سيدعم الطلب الكلي على مس توى دول المجموع ة‪ .‬في ه ذا‬
‫السياق ‪،‬من المتوقع نمو اقتصادات دول المجموعة بنحو ‪ 2.4‬في المائ ة خالل ع ام‬
‫‪ ،2018‬وانخفاض ه إلى ‪ 2.2‬في المائ ة خالل ع ام ‪ ،2019‬ذل ك في ظ ل‬
‫التوقعاتبتب اطؤ النش اط االقتص ادي بفع ل االنحس ار الت دريجي لآلث ار التحفيزي ة‬
‫للسياسة المالية والنقدي ة التيس يرية‪ .‬كم ا يتوق ع أن تتواص ل اس تفادة ال دول النامي ة‬
‫واقتص ادات الس وق الناش ئة من تحس ن مس تويات الطلب الخ ارجي‪ ،‬ومن االتج اه‬
‫التص اعدي لألس عار العالمي ة للس لع األولي ة‪ ،‬حيث يتوق ع تس جيل دول المجموع ة‬
‫وتيرة نمو مرتفعة نسبيا ً بحدود ‪ 4.9‬في المائ ة لع ام ‪ 2018‬وارتفاعه ا إلى ‪ 1.5‬في‬
‫المائة عام ‪.2019‬‬

‫بالنسبة للواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬فمن المتوقع في ظل التأثير المنتظ ر لتغي يرات‬
‫السياسة الضريبية التي أقرتها الواليات المتحدة مؤخراً‪ ،‬استمرار تحسن النم و خالل‬
‫عام ‪ . 2018‬أما بالنسبة للصين‪ ،‬فعلى خلفية تحقيق معدل نمو يفوق التوقع ات خالل‬
‫ع ام ‪ ،2017‬يبل غ ح والي ‪ 6.8‬في المائ ة‪ ،‬مقاب ل نح و ‪ 6.7‬في المائ ة خالل ع ام‬
‫‪ ،2016‬وفي ظل اإلجراءات التصحيحية الهيكلي ة ال تي أعلنت عنه ا الص ين‪ ،‬بش أن‬
‫القط اع الص ناعي ال ذي يق ف بص ورة أساس ية خل ف النم و المحق ق خالل الع امين‬
‫الماضيين ‪،‬يقُ در أن يص ل النم و في الن اتج المحلي اإلجم الي خالل ع ام ‪ 2018‬إلى‬
‫حوالي ‪ 6.5‬في المائة ‪،‬وهو ما س يكون مرتف ع نس بياً‪ ،‬إذا م ا ق ورن بمع دالت النم و‬
‫المتوقعة في الدول والمناطق االقتصادية اإلقليمية على مستوى العالم ‪.‬‬

‫ويتوق ع اس تمرار نم ط النم و المحق ق خالل ع ام ‪ 2017‬بالهن د خالل ع ام ‪.2018‬‬


‫تجدر اإلشارة إلى أن معدالت النم و ال تي تحققت بالهن د خالل ع ام ‪ 2017‬ق د ف اقت‬
‫التقديرات السابقة‪ ،‬وهو م ا س اهم في تحقي ق مجموع ة ال دول النامي ة واإلقتص ادات‬

‫‪ 1‬صندوق النقد العربي‪ ،‬تقرير آفاق االقتصادات العربية‪ ،‬اإلصدار الثاني لعام ‪.2018‬‬
‫‪4‬‬
‫‪2018‬‬

‫الناشئة لمعدل نمو مرتفع نس بيا ً خالل الع ام الم ذكور بل غ ‪ .49‬في المائ ة‪ ،‬وإن ك ان‬
‫ذل ك ال يعكس بالض رورة تحس ن األداء االقتص ادي في دول المجموع ة بص ورة‬
‫متوازنة‪ ،‬حيث لم تحقق غالبية الدول المتضمنه بالمجموع ة مع دالت نم و تزي د عن‬
‫واحد في المائة‪ ،‬واستمرت بعضها في حالة االنكم اش ال تي ك انت عليه ا خالل ع ام‬
‫‪.2016‬‬

‫ه ذا وعلى ال رغم مم ا ق د تنط وي علي ه ه ذه التط ورات من إيجابي ات‪ ،‬ت دعو‬
‫للتف اؤل ‪،‬والنظ رة المس تقبلية اإليجابي ة‪ ،‬إال أنه ا في نفس ال وقت تحم ل بين طياته ا‬
‫العدي د من المخ اطر ال تي يجب على ص ناع السياس ات ت وخي الح ذر بش أنها‪ ،‬من‬
‫أهمها‪ ،‬كما سبقت اإلشارة‪ ،‬التوزي ع غ ير المت وازن للنم و المحق ق‪ ،‬وع دم مش اركة‬
‫العديد من الدول على مستوى العالم في تحقي ق ه ذا النم و‪ ،‬وه و م ا يش ير إلى ع دم‬
‫توافر عنصر االستدامة فيهذا النمو‪.‬‬

‫ك ذلك ف إن النم و المحق ق ج اء في ظ ل إج راءات اس تثنائية اتخ ذتها العدي د من‬


‫االقتص ادات الك برى‪ ،‬انعكس ت في ارتف اع أس عار األص ول بش كل كب ير‪ ،‬وت دني‬
‫مستويات التضخم ‪،‬‬

‫شكل )‪(: 2-1‬توجهات التجارة الخارجية العالمية في حالة تصاعد التوترات‬

‫‪6‬‬

‫‪4‬‬ ‫‪3.8‬‬
‫‪2‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2019‬‬
‫‪-2‬‬ ‫‪-2.2‬‬
‫‪-4‬‬

‫المصدر‪ :‬صندوق النقد العربي‪ ،‬تقرير آفاق االقتصادات العربية‪ ،‬إصدار ستمبر ‪2018‬‬
‫ب‬

‫‪5‬‬
‫‪2018‬‬

‫حيث ال ت زال مع دالت التض خم أدنى من المس توى المس تهدف في كث ير من ال دول‬
‫على مستوى العالم ‪.‬كما أن من بين المخاطر ‪،‬االرتفاع الكبير في مديوني ة الش ركات‬
‫والقطاع العائلي‪ ،‬األم ر ال ذي ين ذر بق رب ح دوث حرك ات تص حيحية ذاتي ة داخ ل‬
‫االقتص ادات ال تي تحق ق فيه ا النس بة األك بر من النم و ‪.‬فعلى س بيل المث ال‪ ،‬تس تعد‬
‫الواليات المتحدة التخاذ قرارات تصحيحية على مستوى السياسة النقدية برفع أسعار‬
‫الفائدة عدة مرات خالل عام ‪ ،2018‬وبالفعل تم رفع سعر الفائدة أرب ع م رات خالل‬
‫العام المذكور ‪،‬بمقدار ربع نقطة مئوية‪ .‬كذلك رفعت الصين من أسعار الفائ دة خالل‬
‫الفترة ذاتها لمواجهة االرتف اع الكب ير في مديوني ة الش ركات والقط اع الع ائلي ال تي‬
‫وصلت إلى نحو ‪ 325‬في المائة من الناتج المحلي اإلجمالي‪.‬‬
‫فيما يتعلق بالتجارة العالمية‪ ،‬فقد تحسن معدل نمو التجارة العالمي ة‪ ،‬ولكن ه أيض ا ً ال‬
‫يعكس النم و في الن اتج المحلي اإلجم الي‪ .‬كم ا أن ه ال ت زال مع دالت نم و اإلنتاجي ة‬
‫والدخول الحقيقية دون المستوى المحقق قبل األزمة المالية العالمي ة‪ ،‬وه و م ا ي دعو‬
‫إلى ضرورة تبني سياسات هيكلية تصحيحية في ه ذا المج ال‪ ،‬خاص ة وأن التض خم‬
‫الي زال في غالبي ة ال دول أدنى من المس توى المس تهدف‪ .‬من الم رجح انخف اض‬
‫األجورالحقيقي ة عن مس تواها الح الي‪ ،‬ذل ك عن د وص ول النم و إلى المس تويات‬
‫المستهدفة ‪،‬خاصة مع توقع أن تشهد األسواق العالمية عمليات إعادة تسعير لألصول‬
‫التي تسجل حاليا ً مستويات أقل من مستواها الحقيقي‪.‬‬

‫على الرغم من تسجيل حجم التجارة الدولية السلعية ألعلى مع دل نم و بل غ ‪ 4.8‬في‬


‫المائة خالل عام ‪ ،2017‬مستفيدةً من انتعاش أنشطة التصنيع واالستثمار الذي ش هده‬
‫العالم منذ بداية العام المذكور ‪،‬مقارنة معدل النمو ال ُمحق ق ع ام ‪ ،2016‬والب الغ ‪1.8‬‬
‫في المائة‪ ،‬وهي المرة األولى التي يتخطى فيها معدل نمو التجارة الدولية معدل نم و‬
‫الن اتج المحلي اإلجم الي الع المي من ذ األزم ة المالي ة العالمي ة األخ يرة‪ ،‬إال أن ه من‬
‫المتوقع حدوث تراجع نسبي في معدل نمو حجم التجارة الدولي ة خالل ع امي ‪2018‬‬
‫و‪ ،2019‬ذلك على خلفي ة المخ اوف من ت أثير تص اعد الت وترات التجاري ة‪ ،‬وتزاي د‬
‫التوقعات بشأن توسع الدول الكبرى كالواليات المتحدة والصين في ف رض مزي د من‬
‫اإلجراءات الحمائية التجارية‪ ،‬واالتج اه إلى إع ادة التف اوض بش أن بعض االتفاق ات‬
‫التجارية العالمية‪ .‬إضافة إلى اعتم اد النم و في التج ارة الدولي ة بص ورة كب يرة على‬
‫نم و التج ارة الدولي ة لل دول اآلس يوية‪ ،‬وعلى مس تويات الطلب على ال واردات من‬
‫االقتصادات المتقدمة الرئيسية‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪2018‬‬

‫تجدر اإلشارة إلى أن وجهات النظر العالمية ق د تب اينت بش أن مك امن الخط ر على‬
‫مس تقبل االقتص اد الع المي‪ ،‬وم ا يجب أن يتم اتخ اذه من إج راءات لتخفي ف وط أة‬
‫االنعكاس ات المتوقع ة إذا م ا تحققت ه ذه المخ اطر‪ .‬في ه ذا الص دد‪ ،‬ت رى منظم ة‬
‫التجارة العالمية أن لجوء العديد من االقتص ادات المتقدم ة التخ اذ إج راءات حمائي ة‬
‫على وارداتها‪ ،‬يمثل مكمن خطر على االقتصاد العالمي‪ .‬فقد أش ارت بيان ات منظم ة‬
‫التج ارة العالمي ة إلى اتخ اذ ال دول األعض اء بالمنظم ة )غالبيته ا من ال دول‬
‫المتقدمة( لعدد ‪ 108‬إجراء حمائي خالل عام ‪ 2017‬وحده‪ .‬تنوعت ه ذه اإلج راءات‬
‫بين تع ديالت في اإلج راءات الجمركي ة والتعرف ة والش روط‪ ،‬وه و م ا س ينعكس‬
‫بصورة أساسية على االقتصادات الناشئة والنامية‪ ،‬وقد ي ؤدى على الم دى المتوس ط‬
‫إلى عزوف االستثمارات عن التوجه لالقتص ادات النامي ة‪ ،‬ب ل وخ روج ج زء كب ير‬
‫منها لصالح االقتصادات المتقدمة‪ ،‬وهو ما ينذر بتفاقم حالة ع دم الت وازن في تحقي ق‬
‫النمو االقتصادي علىمستوى العالم‪ ،‬وقد يفضي على المدى الطويل بأزم ة اقتص ادية‬
‫عالمية‪.‬‬

‫هذا وتضمن تقرير آفاق االقتصاد العالمي الصادر عن صندوق النق د ال دولي )ع دد‬
‫أكت وبر ‪ ،(2017‬إش ارة إلى أن النم و المحق ق ل دى اإلقتص ادات الناش ئة وال دول‬
‫النامية ‪،‬التي تعد صادرتها‪ ،‬من السلع األولية‪ ،‬مصدراً رئيسي اً للنم و االقتص ادي‪،‬‬
‫ك ان م دعوما ً بص ورة أساس ية بس رعة نم و قط اع التص نيع الص يني في األع وام‬
‫السابقة‪ ،‬وهو ما يتطلب اتخاذ إجراءات احترازية لمواجهة االنخف اض المس تمر في‬
‫أسعار الس لع األولي ة‪ ،‬ال ذي ق د ينتج عن التط ور التق ني الهائ ل والمتس ارع‪ ،‬ال ذي‬
‫سينعكس بالضرورة على ص ادرات ه ذه ال دول من الس لع األولي ة س واء من حيث‬
‫الكم أو السعر‪ ،‬وهو ما يتعين معه التحوط لمواجهة هذا األمر‪ ،‬إما بتطوير وتحديث‬
‫قطاع الصناعات التحويلية‪ ،‬وإحداث ق در أك بر من التن وع االقتص ادي‪ ،‬واالهتم ام‬
‫بص ورة أك بر باألس واق المحلي ة ومتطلباته ا من خالل التوس ع في سياس ة إحالل‬
‫الواردات‪ .‬من جهة أخرى‪ ،‬فالبد لهذه الدول اإلعداد من اآلن لمصادر تموي ل بديل ة‬
‫تستطيع سد الف راغ المتوق ع ل نزوح بعض االس تثمارات منه ا لص الح االقتص ادات‬
‫المتقدمة لتجنب اإلجراءات الحمائية التي فرضتها تل ك االقتص ادات على وارداته ا‬
‫من المناطق االقتصادية األخرى من العالم‪.2‬‬

‫‪ 2‬موريس أوبستفلد‪ ،‬تقرير آفاق االقتصاد العالمي ‪،‬التقديم ‪،‬عدد يناير ‪www.imf.org ،2018‬‬

‫‪7‬‬
‫‪2018‬‬

‫بالنس بة لألوض اع العالمي ة المتعلق ة بم وازين الم دفوعات ‪،‬تش ير البيان ات إلى‬
‫استمرار األوض اع غ ير المواتي ة للم وازين الجاري ة ل دى العدي د من االقتص ادات‬
‫والمناطق االقتصادية على مستوى العالم‪ ،‬وعدم انعكاس النمو االقتص ادي المحق ق‬
‫بتلك االقتصادات على وضع الميزان الجاري لديها‪ .‬كما تشير هذه اإلحصاءات إلى‬
‫عدم حدوث تغيرات تتناسب مع تطورات النم و في الن اتج المحلي اإلجم الي‪ ،‬حيث‬
‫تحولت غالبية مجموعة الدول التي حققت فائض ا ً في الحس اب الج اري‪ ،‬خالل ع ام‬
‫‪ ،2016‬يفوق ‪ 50‬مليار إلى تحقيق فائض في حدود ‪ 10 - 0‬مليار دوالر خالل عام‬
‫‪ ،2017‬في حين اس تمرت غالبي ة ال دول ال تي حققت عج زاً خالل ع ام ‪ 2016‬في‬
‫تحقيق عجز خالل عام ‪ 2017‬مع اختالف فئة العجز بشكل طفيف‪.‬‬

‫في ه ذا الخص وص ‪،‬تش ير اإلحص اءات إلى أن الم وازين الجاري ة على مس توى‬
‫دواللعالم قد حققت فائضا ً بنحو ‪ 300‬مليار دوالر خالل ع ام ‪ ،2017‬مقاب ل ف ائض‬
‫بلغنحو ‪ 265‬مليار خالل عام ‪. 2016‬‬

‫على صعيد آخر ‪،‬تشير التق ارير المالي ة الدولي ة إلى ارتف اع مس تويات ال ديون في‬
‫االقتصادات ذات األهمية النسبية األكبر في االقتصاد الع المي‪ .‬وال تقتص ر الزي ادة‬
‫في الديون على الديون الحكومية بل تمتد إلى مديونيات األسر والشركات )باس تثناء‬
‫البنوك( ‪،‬حيث ارتفعت هذه المديونيات في الدول أعضاء مجموعة العشرين (‪)G20‬‬
‫إلى ما يزيد عن ‪ 135‬تريليون دوالر أم ريكي‪ ،‬أي م ا يع ادل نح و ‪ 235‬في المائ ة‬
‫من إجمالي الناتج المحلي المجم ع له ذه ال دول‪ ،‬إض افة إلى م ا ت رتب عن ذل ك من‬
‫ارتفاع أعباء خدمة الديون ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪2018‬‬

‫شكل( ‪ :)3-1‬ميزان الحساب الجاري (بالمليار دوالر)‬

‫المصدر‪ :‬صندوق النقد العربي‪ ،‬تقرير آفاق االقتصادات العربية‪ ،‬إصدار سبتمبر ‪2018‬‬

‫المصدر‪ :‬صندوق النقد الدولي‬

‫جدول) ‪ :(2-1‬ميزان الحساب الجاري )بالمليار دوالر(‬

‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬


‫‪221.029‬‬ ‫‪298.583‬‬ ‫‪264.865‬‬ ‫العالم‬
‫‪368.263‬‬ ‫‪390.617‬‬ ‫‪361.064‬‬ ‫اإلقتصادات المتقدمة‬
‫‪528.685-‬‬ ‫‪461.986-‬‬ ‫‪451.686-‬‬ ‫الواليات المتحدة‬
‫األمريكية‬
‫‪304.330‬‬ ‫‪295.983‬‬ ‫‪290.375‬‬ ‫ألمانيا‬
‫‪191.116‬‬ ‫‪175.024‬‬ ‫‪.881092‬‬ ‫اليابان‬
‫‪48.356‬‬ ‫‪41.462‬‬ ‫‪25.543‬‬ ‫روسيا‬

‫‪9‬‬
‫‪2018‬‬

‫‪147.234-‬‬ ‫‪92.034-‬‬ ‫‪96.198-‬‬ ‫اإلقتصادات الناشئة‬


‫والنامية‬
‫‪151.984‬‬ ‫‪162.509‬‬ ‫‪196.38‬‬ ‫الصين‬
‫‪40.541-‬‬ ‫‪33.675-‬‬ ‫‪15.229-‬‬ ‫الهند‬
‫المصدر‪ :‬صندوق النقد الدولي‬

‫من جانب آخر‪ ،‬وعلى الرغم من مساهمة نمو االق تراض في تحقي ق التع افي‪ ،‬نج د‬
‫أنه أنشأ مخاطر مالية جدي دة ته دد االس تقرار الم الي‪ ،‬حيث س اهم النم و االئتم اني‬
‫المتسارع إلى ارتفاع أصول القط اع المص رفي‪ ،‬بنهاي ة ع ام ‪ ،2016‬إلى ‪ 310‬في‬
‫المائة من إجمالي الناتج المحلي العالمي‪ ،‬مقابل ‪ 240‬في المائ ة في نهاي ة ‪. 2012‬‬
‫ياُل ح ظ في ه ذا الس ياق‪ ،‬التوس ع من ج انب المتع املين في ال ديون واالس تثمار في‬
‫أصول أكثر خطراً وأقل سيولة‪ ،‬ذل ك اقتناص ا ً لفرص ة ت وافر االئتم ان‪ ،‬وتع د ه ذه‬
‫األمور من بين مواطن الض عف ال تي إن لم يتم ت داركها‪ ،‬ف إن من ش أنها أن تش كك‬
‫ب التطورات اإليجابي ة على ص عيد األوض اع الخارجي ة لالقتص ادات على مس توى‬
‫الع الم‪ .‬ك ذلك ‪،‬ارتفعت نس بة دي ون المؤسس ات غ ير المالي ة إلى الن اتج المحلي‬
‫اإلجمالي في الدول النامية واقتصادات األسواق الناشئة من ‪ 139‬في المائة في ع ام‬
‫‪ 2010‬إلى ما يقرب من ‪ 200‬في المائة في ع ام ‪ ،2017‬ال س يما في الص ين ال تي‬
‫ارتفعت نسبة ديون القطاع غير الم الي به ا من ‪ 180‬في المائ ة إلى أك ثر من ‪250‬‬
‫في المائة من الناتج المحلي في نفس الفترة‪.‬‬

‫كما أدت االنخفاض ااات في أس ااعار الفائدة الناتجة عن زيادة الس اايولة في‬
‫االقتص ااادات المتقدمة‪ ،‬إلى زيادة الفرص المتاحة للدول منخفضااااة الدخل في‬
‫الحصااااول على تمويل بأسعار وشروط ميسرة‪ .‬في هذا اإلطار‪ ،‬يشار إلى أن غالبية‬
‫التمويالت التي حصلت عليها الدول منخفضاااة الدخل من األساااواق العالمية تم‬
‫توجيهها إلى تمويل مشاااروعات‬
‫البنية التحتية‪ ،‬وهو أمر إيجابي‪ ،‬وإن كان قد أدى إلى زيادة أعباء الديون‪،‬‬
‫وتدهورأوضاع المالية الحكومية‪ ،‬وهو أمر قد يستمر على المدى المتوسط‪ ،‬لحين‬
‫انعكاس نتائجتطوير البنية التحتية في زيادة االستثمارات ‪،‬الناتج والتوظيف‪،‬‬
‫والتضخم‪ ،‬وغيرها منالمؤشرات المرتبطة بتحسن األداء االقتصادي‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫‪2018‬‬

‫شكل( ‪ :) 4-1‬نسبة الديون السيادية إلى الناتج المحلي اإلجمالي )‪(%‬‬

‫‪120‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪102.9‬‬
‫‪77.8‬‬
‫‪80‬‬
‫‪60‬‬
‫‪33.9‬‬ ‫‪51.0‬‬
‫‪40‬‬ ‫‪46.8‬‬
‫‪20‬‬ ‫‪24.3‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2008 2009 2010 2011 2012 2013 2014 2015 2016 2017 2018‬‬

‫المصدر ‪ :‬صندوق النقد الدولي ‪«،‬قاعدة بيانات آفاق االقصاد العالمي»‪ ،‬سبتمبر ‪.2018‬‬
‫ت‬

‫االنعكاسات المتوقعة للتطورات االقتصادية العالمية‪ a‬على االقتصادات العربية‪a‬من‬


‫المتوقع‪ ،‬خالل عامي ‪ 2018‬و‪ ،2019‬أن يدعم التسارع المتوقع في وتيرة النم و في‬
‫الدول اآلسيوية‪ ،‬التي تمثل أبرز الشركاء التجاريين للدول العربية‪ ،‬مس تويات الطلب‬
‫الخارجي‬

‫بها‪ ،‬حيث من المتوقع أن تسجل دول هذه المجموع ة أعلى مع دل نم و على مس توى‬
‫العالم‪،‬خالل هذه الفترة‪ .‬كذلك يتوقع أن يس هم االرتف اع في األس عار العالمي ة للنف ط‪،‬‬
‫خالل عام‪ ،2017‬واتفاق الدول المنتج ة الرئيس ية داخ ل وخ ارج أوب ك على تع ديل‬

‫‪11‬‬
‫‪2018‬‬

‫كميات اإلنتاج بهدف استعادة السوق النفطية لتوازنه ا‪ ،‬في ارتف اع قيم ة الص ادرات‬
‫النفطية للدول العربية المصدرة للنفط خالل عامي ‪ 2018‬و‪.2019‬‬

‫في هذا الخصوص‪ ،‬تجدر اإلشارة إلى أن سلة خام ات أوب ك المرجعي ة ق د ش هدت‬
‫ت ملموس ٍة خالل النص ف األول من ع ام ‪ ،2018‬وأنهت الس لة تع امالت‬ ‫ارتفاع ا ٍ‬
‫النصف األول من العام بارتفاع بلغت نس بته ‪ 36.3‬في المائ ة‪ ،‬مقارن ة م ع متوس ط‬
‫السعر المسجل خالل النصف األول من عام ‪ ،2017‬لتصل في ش هر يوني و ‪2018‬‬
‫إلى ‪ 73‬دوالر للبرمي ل‪ ،‬بم ا ي ُمث ل أعلى مس توى ألس عار النف ط في ثالث س نوات‪.‬‬
‫جاءت هذه االرتفاعات جراء عدد من العوامل منها ما هو متعلق بأساسيات السوق‪،‬‬
‫ومنها ما هو مرتبط ببعض المخاطر الجيوسياسية ‪.‬‬

‫إثر هذه التطورات توص لت دول منظم ة األوب ك إلى اتف اق لزي ادة كمي ات اإلنت اج‬
‫بواق ع ملي ون برمي ل يومي ا ً بداي ة من ش هر يولي و ‪ 2018‬لتخفي ف الض غوطات‬
‫السعرية‪ .‬من المتوقع أن يساعد االرتفاع النسبي ألسعار النفط خالل عام ‪ 2018‬في‬
‫دعم النشاط االقتصادي في ال دول العربي ة ال ُمص درة للنف ط‪ ،‬ال تي ت أثرت باالتج اه‬
‫الهبوطي لألسعار بداية من عام ‪ ،2014‬حيث سيخفف الضغوطات على الموازنات‬
‫العام ة في ه ذه ال دول‪ ،‬وي تيح ح يزاً مالي ا ً يمكن اس تغالله لتموي ل خط ط التنوي ع‬
‫االقتصادي‪ .‬في المقابل‪ ،‬س يلُقي ه ذا االرتف اع المتوق ع ألس عار النف ط بظالل ه على‬
‫مستويات ال دخل المت اح لإلنف اق في ال دول العربي ة ال تي تبنت م ؤخراً إص الحات‬
‫لتحرير أسعار منتجات الطاقة كليا ً أو جزئيا ً في األجل القصير‪.‬‬

‫على صعيد آخر ‪،‬من المتوقع أن ت ؤثر االرتفاع ات ألس عار الفائ دة األمريكي ة على‬
‫م دفوعات ال دين الخ ارجي في ال دول العربي ة‪ ،‬ال تي ارتفعت بالفع ل خالل ع ام‬
‫‪ ،2017‬في ظل ارتف اع ال دين الع ام الخ ارجي فيه ا بنس بة ‪ 9‬في المائ ة ليص ل إلى‬
‫‪ 253‬مليار دوالر‪ ،‬وبالتالي ارتفاع‬
‫مؤشر خدمة الدين العام الخارجي إلى الصادرات من السلع والخ دمات في ع دد من‬
‫الدول العربية المقترضة بحوالي ‪ 4.1‬نقطة مئوية في عام ‪ ،2017‬لتصل إلى ‪13.7‬‬
‫في المائة‪،‬مقارنة بنحو ‪ 9.6‬في عام ‪ .2016‬ومما يع زز ه ذه التوقع ات بق اء مع دل‬
‫التضخم بالوالياتالمتحدة عند مستوى مرتفع في ظ ل تراج ع مع دل البطال ة وزي ادة‬
‫الطلب الكلي‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫‪2018‬‬

‫كذلك ومن بين التحديات التي تواجه الدول العربية‪ ،‬إرتفاع معدل البطالة فيها‬
‫ليصااااااإللى نحو ‪ 15‬في المائة في المتوسط خالل عام ‪ ،2017‬وهو ما يزيد عن‬
‫ضعف المعداللعالمي البالغ ‪ 5.7‬في المائة‪ ،‬كما أن بطالة الشباب البالغ نسبتها ‪27.3‬‬
‫في المائة تعتبر األعلى على مس ااااتوى العالم‪ .‬ولمواجهة هذا التحدي‪ ،‬يتطلب األمر‬
‫تحقيق معدالت نمو بنساابة تتجاوز ‪ 5‬في المائة‪ ،‬وهو أمر قد يصااعب تحقيقه على‬
‫المدى المتوسااط‪ ،‬في ظل انخفاض مس اااتويات اإلنتاجية والتراكم الرأس ااامالي‪،‬‬
‫وتباطؤ أنش اااطة االبتكار والبحث والتطوير‪ ،‬وضعف مشاركة المرأة في سوق‬
‫العمل في عدد من هذه الدول‪ ،‬مما يستلزم تبني إص االحات إقتص اادية وتركيز‬
‫توجه الس اياس اات نحو تنويع الهياكل االقتص اادية‪ ،‬والتحول نحو اقتصاادات‬
‫المعرفة ‪،‬وزيادة مساتويات مشااركة المرأة في القوة العاملة‪ ،‬ورفع اإلنتاجية وتعزيز‬
‫التنافساااااية‪ ،‬واالرتقاء برأس المال البشاااااري من خالل التركيز على تحسين‬
‫خدمات التعليم والصحة‪.‬‬

‫وال شك أن هناك فرص لمتابعة إجراء إصالحات هيكلية ومالية لتعزيز الصالبة‬
‫ورفع اإلنتاجية واالسااتثمار‪ ،‬وهي إصااالحات ليساات بالضاارورة أن تكون سااهلة‬
‫وغير مكلفة ‪،‬لكن صااعوبتها وتكلفتها سااتكون أكبر بكثير حال وقوع األزمات‪ ،‬وقد‬
‫يكون من الصاعب تنفيذها من األساس ‪.‬ومن المناسب اإلشارة في هذا السياق‪ ،‬أن‬
‫مختلف التقارير الدولية ‪،‬تؤكد أن التعافي من األزمة المالية العالمية لم يكتمل‪ ،‬وأن‬
‫النمو االقتصادي المحقق‪ ،‬على ضتلته‪ ،‬يستند في جزء غير قليل منه إلى حزمة من‬
‫السياسات التيسيرية‪ ،‬التي ال يمكن لصناع السياسات االستمرار لفترات طويلة في‬
‫اتباعها‪ ،‬فضالً عن المخاطر التي قد تنتج عن العودة مرة أخرى في أي وقت إلى‬
‫الس ااياس ااات االعتيادية‪ ،‬وهو ما قد يمثل ص اادمة لألسواق واالقتصادات إذا لم‬
‫يكن هناك حزمة موازية من السياسات التصحيحية الهيكلية التي تعزز مناعة‬
‫االقتصااااادات واألسااااواق‪ ،‬من التداعيات المرتبطة بمراحل التحول إلى السياسات‬
‫االعتيادية بعد فترة من اإلجراءات والسياسات االستثنائية‪.‬‬

‫مؤشر التنافسية لدى إقتصادات الدول العربية‬

‫يتم تقدير تنافسية اقتصادات دول العالم من خالل مؤشر التنافس ية ال ذي يتم إع داده‬
‫واحتسابه من قبل منتدى االقتصاد العالمي بنا ًء على مقاييس فرعية‪ .‬تتضمن هذه‬

‫‪13‬‬
‫‪2018‬‬

‫المؤشرات الفرعية ثالثة محاور وهي‪ :‬المتطلبات األساس ية )المؤسس ات‪ ،‬البني ة‬
‫التحتي ة‪ ،‬بيئ ة االقتص اد‪ ،‬الص حة والتعليم(‪ ،‬مع ززات الكف اءة )التعليم الع الي‬
‫والت دريب‪ ،‬كف اءة تش غيل الس وق‪ ،‬كف اءة س وق العم ل‪ ،‬تط ور الس وق‬
‫المالي ‪،‬االستعداد التكنولوجي‪ ،‬حجم السوق(‪ ،‬عوامل االبتكار والتعقيد )تعقي دات‬
‫األعمال ‪،‬االبداع واالبتكار(‪ ،‬علما ً أن عالمة التنافسية تنحصر ما بين ‪ ،7-1‬ومن‬
‫خالل العالم ة المس جلة لتنافس ية اقتص ادات ال دول العربي ة لع ام ‪ ،2017‬احتلت‬
‫اقتصادات دول مجلس التع اون ل دول الخليج العربي ة الم راتب الس ت األولى من‬
‫بين الدول العربية‪ ،‬حيث احتلت اإلمارات المرتبة األولى )المرتبة الس ابعة عش ر‬
‫عالمي اً( بعالم ة ‪ 5.30‬تليه ا قط ر بعالم ة ‪) 5.11‬المرتب ة الخامس ة والعش رون‬
‫عالميا ً(‪ ،‬في حين احتلت األردن المرتبة األولى من بين الدول العربي ة )من غ ير‬
‫دول مجلس التعاون الخليجي( بعالمة ‪ ،4.30‬أما المرتبة األخيرة فقد كانت لليمن‬
‫بعالم ة بلغت ‪ ،2.72‬وي ُمكن الق ول بأن ه وعلى ال رغم من التح ديات والظ روف‬
‫اإلقتص ادية والسياس ية المحيط ة بمنطق ة الش رق األوس ط وش مال افريقي ا إال أن‬
‫عالم ة التنافس ية لمعظم ال دول العربي ة مقبول ة‪ ،‬وذل ك بس بب اتب اع ه ذه ال دول‬
‫سياسات مالية ونقدية حصيفة ساهمت في التقليل من تداعيات هذه الظروف وبم ا‬
‫يحافظ نسبيا ً على االستقرار االقتصادي والنقدي والمالي في الدول العربية ‪.‬‬

‫مؤشر سهولة األعمال للدول العربية‬

‫‪14‬‬
‫‪2018‬‬

‫يتم إعداد هذا المؤشر سنويا ً من قبل البنك الدولي‪ ،‬ويقيس هذا المؤش ر س هولة‬
‫األعمال في مختلف دول العالم من خالل قياس أثر سياسات الحكومات على ممارسة‬
‫األعمال بما في ذلك القوانين والتشريعات واألنظمة وحبيث يتم وضع عالم ة من‬
‫‪100‬نقطة‪ ،‬ويتكون هذا المؤشر من أح د عش ر مؤش راً فرعي ا ً من بيئ ة األعم ال‬
‫وهي‪:‬‬
‫)الشروع في العمل‪ ،‬استخراج ت راخيص البن اء‪ ،‬الحص ول على الكهرب اء‪ ،‬تس جيل‬
‫الملكية‪ ،‬الحصول على اإلئتمان‪ ،‬حماية المستثمرين األقلية‪ ،‬دفع الض رائب‪ ،‬التج ارة‬
‫الخارجية‪ ،‬إنفاذ العقود‪ ،‬تسوية حاالت اإلعسار(‪ ،‬وعلى صعيد ترتيب الدول العربي ة‬
‫في ع ام ‪ 2018‬فق د احتلت اإلم ارات المرتب ة األولى )المرتب ة ‪ 21‬عالمي اً( بعالم ة‬
‫بلغت ‪ 78.73‬نقط ة‪ ،‬تليه ا البح رين )المرتب ة ‪ 66‬عالمي اً( بعالم ة بلغت ‪ 68.13‬في‬
‫حين إحتلت الصومال المرتبة األخيرة عربيا ً وعالميا ً بعالمة بلغت ‪ 19.98‬نقطة‪.‬‬

‫شكل ( ‪ :) 7-1‬ترتيب مؤشر سهولة األعمال للدول العربية في عام ‪2018‬‬

‫‪90‬‬
‫‪80‬‬
‫‪70‬‬
‫‪60‬‬
‫‪50‬‬
‫نقطة‬

‫‪40‬‬
‫‪30‬‬
‫‪20‬‬
‫‪10‬‬
‫‪0‬‬
‫الصومال‬
‫السعودية‬

‫موريتانيا‬

‫السودان‬
‫سوريا‬
‫البحرين‬
‫المغرب‬

‫الكويت‬

‫الجزائر‬
‫العراق‬
‫جيبوتي‬
‫األردن‬

‫اليمن‬
‫تونس‬
‫قطر‬

‫مصر‬
‫لبنان‬

‫ليبيا‬
‫عمان‬
‫اإلمارات‬

‫محاور سياسات تعزيز االستقرار‪ a‬المالي‪a‬‬

‫في إط ار م ا تق دم ‪،‬ي برز دور ص انعي السياس ات‪ ،‬والبن وك المركزي ة في تجنب‬
‫الت داعيات الس لبية لزي ادة نس بة االئتم ان للن اتج ‪،‬واالس تفادة من األوض اع الحالي ة‬

‫‪15‬‬
‫‪2018‬‬

‫للتحوط وتعزيز مناعة القطاعات المالية لمواجهة األزمات من خالل النظر في اتخاذ‬
‫الخطوات التالية‪:‬‬

‫تعزيز السياسات االحترازية الكلية‪ ،‬وتوسيع نطاق اس تخدام األدوات االحترازي ة‬ ‫•‬
‫المتعلق ة بنس ب الق روض إلى الن اتج المحلي اإلجم الي‪ ،‬وتل ك المتعلق ة بمعالج ة‬
‫نس بالتركز القط اعي لالئتم ان المق دم من القط اع المص رفي‪ ،‬إض افة إلى اتخ اذ‬
‫إجراءاتإضافية تتعلق بالبنوك ذات األهمية النظامية‪.‬‬

‫متابع ة تط وير التش ريعات والقواع د الرامي ة إلى تعزي ز الش مول الم الي وإلى‬ ‫•‬
‫مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب وبالتالي تعزيز االستقرار المالي‪.‬‬

‫التركيز على معالجة مواطن الض عف من خالل تعزي ز مع ايير اإلق راض وبن اء‬ ‫•‬
‫هامش وقائي من رأس المال والس يولة وزي ادة االحتياطي ات‪ .‬كم ا يجب التح وط‬
‫ضد المخاطر التي غالبا ً ما تتبع فترات التيسير المالي‪ ،‬وعودة السياس ات النقدي ة‬
‫العادية‪ ،‬خاصة تلك المتعلقة بارتفاع تقييمات األصول وزيادة نسب الرفع المالي‪،‬‬
‫خاصة وأن العودة التدريجية للسياسات النقدية العادية ق د تس تغرق ع دة س نوات‪،‬‬
‫وإن كان هناك مخاطر قد تلحق بالنظم المالية في حالة اإلسراع في وتيرة الع ودة‬
‫لتل ك السياس ات‪ ،‬وص عوبة التنب ؤ بالتع ديالت في األس واق المالي ة عقب تالش ي‬
‫ال دعم ال ذي حص لت علي ه في ظ ل السياس ات الحالي ة‪ .‬فق د تتس بب التح والت‬
‫المفاجئة أو التي تحدث في توقيتات غير مناسبة في اضطرابات غير مرغوبة في‬
‫األسواق المالية تتردد أصداؤها عبر الحدود واألس واق‪ .‬كم ا أن اس تمرار ال دعم‬
‫ينطوي على مخاطر تتمثل في تراكم مزيد من التجاوزات المالية ‪.‬‬

‫ينبغي أن تس تمر اإلقتص ادات الناش ئة وال دول النامي ة ومنه ا ال دول العربي ة في‬ ‫•‬
‫االستفادة من األوض اع الخارجي ة الداعم ة لتعزي ز ص البتها‪ ،‬وذل ك بس بل منه ا‬
‫مواصلة تعزيز مراكزها الخارجية حيثما دعت الحاجة‪ ،‬والح د من الرف ع الم الي‬
‫في قطاع الشركات حيثما كان مرتفع اً‪ .‬ومن شأن هذا أن يحقق لهذه االقتص ادات‬
‫وضعا ً أفضل يكفل لها الصمود أمام انخفاض التدفقات الرأسمالية الداخل ة‪ ،‬نتيج ة‬
‫ع ودة السياس ة النقدي ة العادي ة في االقتص ادات المتقدم ة أو فت ور الرغب ة في‬

‫‪16‬‬
‫‪2018‬‬

‫المخ اطرة على مس توى الع الم‪ .‬بالمث ل‪ ،‬ينبغي أن تس عى اإلقتص ادات الناش ئة‪،‬‬
‫والدول منخفضة الدخل المقترضة إلى تطوير قدراتها المؤسسية للتعامل مع‬
‫المخاطر الناشئة عن إصدار األوراق المالية القابل ة للت داول‪ ،‬وه و م ا يش مل مث الً‬
‫وض ع اس تراتيجيات ش املة إلدارة ال ديون على الم دى المتوس ط‪ ،‬بم ا ق د يع زز‬
‫اس تفادتها من تط ور الس وق المالي ة على نط اق أوس ع وزي ادة ف رص الوص ول‬
‫إليها ‪،‬مع احتواء المخاطر المصاحبة‪.‬‬

‫ينبغي التوس ع في اتخ اذ الخط وات الرامي ة لمعالج ة المخ اطر في النظ ام‬ ‫•‬
‫الم الي ‪،‬وانته اج سياس ات لتحس ين إدارة المخ اطر وزي ادة ش فافية الجه از‬
‫المصرفي‪ ،‬والحد من تراكم مخاطر تحويل آجال االستحقاق والسيولة في أنش طة‬
‫ائتمان الظل المصرفي‪ ،‬والحد من نسب الرفع المالي في قطاع الشركات‪.‬‬

‫يتعين تقييم اآلثار المترتبة على اإلصالحات التي تمت في مرحلة ما بع د األزم ة‬ ‫•‬
‫المالية العالمية في ‪ ،2008‬بما يتيح لصناع السياسات إج راء تق ييم ش امل لت أثير‬
‫اإلصالحات والقيام بضبط دقيق لإلج راءات المتف ق عليه ا‪ ،‬ويعت بر مرجع ا ً لم ا‬
‫يجب أن يتم اتخاذه من إجراءات وسياسات حال وقوع أزمة أخرى‪.‬‬

‫ق د يحق ق ارتف اع االئتم ان الممن وح لقط اع األس ر مكاس ب على ص عيد النم و‬ ‫•‬
‫االقتص ادي‪ ،‬ولكن ه ذا االرتف اع ق د ينط وي على مخ اطر ته دد االس تقرار‬
‫االقتصادي الكلي والمالي على الم دى المتوس ط‪ ،‬وق د تس هم في تراج ع مع دالت‬
‫النمو واالستهالك وتوظيف العمالة وزيادة التعرض لمخاطر األزمات المصرفية‬
‫من ناحي ة أخ رى ‪.‬ولمواجه ة ه ذه المخ اطر‪ ،‬يجب التوس ع في تط بيق سياس ات‬
‫مالئمة للسالمة االحترازية الكلية‪.‬‬

‫متابعة تعزيز الجهود المبذولة لتحسين بيئة األعمال في ال دول العربي ة‪ ،‬وتش جيع‬ ‫•‬
‫دور القطاع الخاص في خلق القيمة المض افة وف رص العم ل ‪،‬واعتم اد سياس ات‬
‫تس تهدف زي ادة مس تويات مرون ة أس واق العم ل والمنتج ات من أج ل تعزي ز‬
‫اإلنتاجية والقدرة التنافسية‪ ،‬والترك يزعلى تب ني إص الحات مؤسس ية ته دف إلى‬
‫تخفيض تكاليف المعامالت‪ ،‬وتبسيط وتس هيل إج راءات الب دء في المش روعات‪،‬‬
‫وحماية حقوق الملكية‪ ،‬وإنفاذ العقود‪ ،‬وحماية المنافسة‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫‪2018‬‬

‫مواص لة إج راء إص الحات هيكلي ة ته دف في المق ام األول إلى دف ع النم و‬ ‫•‬


‫االقتص ادي‪ ،‬بم ا يتض من إص الحات تحري ر التج ارة الخارجي ة‪ ،‬وإص الحات‬
‫تطوير القطاع المالي ودعم دوره كقاطرة للنمو والتنمية ‪،‬ودمج هذه اإلص الحات‬
‫في سياقاالستراتيجيات والخطط االقتصادية الوطنية‪.‬‬
‫ب ذل مزي د من الجه ود ل دعم تط ور قط اع المؤسس ات الص غيرة‬ ‫•‬
‫والمتوسطة ‪،‬وتعزيزدورها في تحقيق النمو االقتصادي الشامل والمستدام ‪،‬وخلق‬
‫ف رص العم ل ‪،‬وت ذليل العقب ات ال تي تح ول دون نفاذه ا للتموي ل والخ دمات‬
‫المالية ‪،‬وتط وير التش ريعات واألنظم ة وتحس ين البني ة التحتي ة المالي ة وتش جيع‬
‫فرص االبتكار في الخدمات واألدوات المالية‪ ،‬إلى جانب تعزيز توظيف التقنيات‬
‫المالي ة الحديث ة بم ا يس اهم في تط وير خ دمات ومنتج ات المؤسس ات المالي ة‬
‫والمصرفية الموجهة لهذا القطاع‪.‬‬

‫زيادة مستويات االن دماج اإلقليمي بين ال دول العربي ة‪ ،‬س واء على ص عيد تب ادل‬ ‫•‬
‫السلع أو الخدمات أو رؤوس األموال أو انتقاالت العمالة‪ ،‬بهدف تحقيق االس تفادة‬
‫المثلى من مقوماته ا االقتص ادية‪ ،‬وتمكينه ا من االن دماج في سالس ل القيم ة‬
‫العالمية‪ ،‬ومن ثم توفير فرص هائلة للتحول إلى نماذج النمو القائم على التص دير‬
‫بما يساعد الشركات على زيادة إنتاجيتها وق درتها التنافس ية ‪ .‬تج در اإلش ارة إلى‬
‫أن ه ال ت زال مس تويات التج ارة العربي ة البيني ة مح دودة ً‪ ،‬بالمقارن ة بالمقوم ات‬
‫االقتص ادية لل دول العربي ة‪ ،‬وبم ا ال يتع د ‪ 13‬في المائ ة من إجم الي التج ارة‬
‫الخارجي ة له ذه البل دان‪ ،‬فيم ا ق دُرت االس تثمارات العربي ة البيني ة بنح و ‪ 18‬في‬
‫المائة من إجمالي تدفقات االستثمار األجنبي المباشرة المتدفقة إلى الدول العربي ة‬
‫عام ‪.2017‬‬

‫تعزيز الجهود الرامية لتفعيل منطقة التجارة الح رة العربي ة الك برى‪ ،‬ال تي يمكن‬ ‫•‬
‫أن تسهم في توفير فرص هائلة ل دعم النم و والتش غيل في االقتص ادات العربي ة‪،‬‬
‫ت مهم ٍة في إطار تنفي ذ منطق ة‬‫والبناء على ما تحقق خالل عام ‪ 2017‬من تطورا ٍ‬
‫التجارة الح رة العربي ة الك برى‪ ،‬يتمث ل أهمه ا في اعتم اد قاع دة المنش أ العام ة‪،‬‬
‫كأساس للتبادل التج اري بين ال دول العربي ة األعض اء‪ ،‬وإع داد اتفاقي ة للتع اون‬
‫الجم ركي بين اإلدارات الجمركي ة في ال دول العربي ة لتيس ير التج ارة البيني ة‪،‬‬

‫‪18‬‬
‫‪2018‬‬

‫واختتام جولة بيروت لمفاوضات تحرير التجارة في الخدمات بين الدول العربية‪،‬‬
‫األمر الذي سيكون له انعكاس ا ً ايجابي ا ً على التج ارة البيني ة في الس لع والخ دمات‬
‫بين دول المنطقة‪.‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬تطورات األطر التشريعية والمؤسسية لالستقرار المالي في‬


‫الدول العربية‬

‫ازداد االهتم ام عقب األزم ة المالي ة العالمي ة األخ يرة ب دور البن وك المركزي ة في‬
‫تحقي ق اإلس تقرار الم الي من خالل إس تحداث السياس ة اإلحترازي ة الكلي ة وال تي‬
‫أضُيفت لمهام الس لطات اإلش رافية وخصوص ا ً المص ارف المركزي ة في العدي د من‬
‫ال دول‪ .‬ك ذلك تنبهت المص ارف المركزي ة بع د األزم ة إلى أهمي ة ض رورة تق ييم‬
‫ومتابع ة المخ اطر النظامي ة بش كل مس تمر‪ ،‬وذل ك من خالل دراس ة تفعي ل أدوات‬
‫السياسة اإلحترازية الكلية التي تهدف إلى الح د من المخ اطر ال تي ق د يتع رض له ا‬
‫النظام المالي الكلي وبما يعزز من قدرته على تحمل الصدمات‪.‬‬

‫تجدر اإلشارة إلى أنه بالمقارنة بين السياسات واأله داف اإلقتص ادية والمالي ة قب ل‬
‫وبعد األزمة المالية العالمية األخ يرة‪ ،‬ك انت السياس ة اإلحترازي ة الجزئي ة )الرقاب ة‬
‫المصرفية اإلعتيادية( تسعى لتحقيق أهدافها المتمثلة بتعزيز متانة الجهاز المص رفي‬
‫والمالي )على المستوى اإلفرادي للمؤسسة( بمعزل عن السياسات اإلقتصادية بش كل‬
‫عام والسياسة النقدي ة بش كل خ اص‪ ،‬وك ذلك الح ال بالنس بة للسياس ة النقدي ة وال تي‬
‫تهدف إلى تحفيز النشاط اإلقتصادي واستقرار األس عار دون اإللتف ات إلى م ا تحقق ه‬
‫السياسة اإلحترازية الجزئية ‪،‬لكن بعد األزمة المالي ة العالمي ة األخ يرة تنب ه ص انعو‬
‫القرار في السلطات اإلشرافية إلى أهمية تحقي ق الت وازن بين السياس ات اإلقتص ادية‬
‫وبين السياس ة اإلحترازي ة الجزئي ة بحيث يتم الرب ط بين تل ك السياس ات‪ ،‬ل ذا تم‬
‫اس تحداث السياس ة اإلحترازي ة الكلي ة وال تي ج اءت كحلق ة وص ل بين السياس ة‬
‫اإلحترازية الجزئية وبين السياس ات االقتص ادية‪ .‬حيث ته دف السياس ة اإلحترازي ة‬

‫‪19‬‬
‫‪2018‬‬

‫الكلية إلى تحقيق اإلس تقرار الم الي كه دف نه ائي‪ ،‬وذل ك من خالل اس تخدام أدوات‬
‫تأخذ باإلعتبار الظروف السائدة في النظامين المالي واإلقتصادي مع اً‪ ،‬إض افةً ل ذلك‬
‫فإن السياسة اإلحترازية الكلية تعزز من قدرة القط اع الم الي على تحم ل الص دمات‬
‫المالية واإلقتصادية والتي من الممكن أن يتعرض لها في أي وقت من األوقات‪.‬‬

‫على ص عيد ال دول العربي ة‪ ،‬ب ذلت ال دول العربي ة العدي د من الجه ود فيم ا يخص‬
‫االص الحات التش ريعية والمؤسس ية لتعزي ز االس تقرار الم الي‪ ،‬حيث أنش أت أغلب‬
‫الدول‬
‫العربية وحدات تنظيمية مستقلة لالستقرار المالي داخ ل المص ارف المركزي ة ت ُع نى‬
‫بتحلي ل مخ اطر القط اع الم الي وإع داد مؤش رات التق ييم والمتابع ة‪ ،‬س واء على‬
‫المستوى الكلي أوالجزئي‪ ،‬وإجراء اختبارات األوضاع الض اغطة المعني ة‪ ،‬ووض ع‬
‫مؤشرات السالمةالمالية‪ ،‬إض افة إلى الخ روج بالتوص يات الالزم ة لض مان س المة‬
‫القطاع المالي‪.‬‬

‫يلقي هذا الفصل الضوء على اإلطار المؤسسي الذي يحكم أنشطة االستقرار الم الي‪.‬‬
‫كما يتطرق باإلضافة إلى أهم المس تجدات التش ريعية ال تي انتهجته ا ال دول العربي ة‬
‫لسالمة القطاع المالي ودعم استقراره وتعزيز االشراف والرقابة عليه‪.‬‬

‫المملكة األردنية الهاشمية‬

‫قام البنك المركزي األردني في بداية عام ‪ 2013‬بتأسيس دائ رة مس تقلة تحت مس مى‬
‫دائرة االستقرار المالي‪ ،‬ال تي ت ُع نى بتحدي د ومراقب ة وض بط المخ اطر ال تي تواج ه‬
‫القطاع المالي والمصرفي‪ ،‬ووضع إطار شامل إلدارة األزمات المص رفية للح د من‬
‫آثارها السلبية على االستقرار الم الي‪ .‬يش مل اإلط ار متابع ة األوض اع المالي ة على‬
‫المستوى الكلي للمؤسسات المالية المصرفية وغير المصرفية ال ُمسجلة لدي ه‪ ،‬واتخ اذ‬
‫القرارات وإصدار التعليمات لرف ع ق درة المؤسس ات المالي ة الخاض عة لرقابت ه على‬
‫مواجهة المخاطر‪ ،‬والحد من احتماالت تعرضها الختالالت هيكلية من شأنها التسبب‬
‫في حدوث أزمة مالية‪ ،‬وتعزيز قدرة المؤسسات المالية على مواجهة األزم ات ح ال‬
‫وقوعها‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫‪2018‬‬

‫هذا‪ ،‬وتقوم دائرة االستقرار المالي بإعداد ونشر التقري ر الس نوي لالس تقرار الم الي‬
‫وال ذي يس تعرض المخ اطر ال تي يش هدها القط اع الم الي ب األردن‪ ،‬وتقييم ا ً ألدائ ه‬
‫والمخاطر التي تواجهه ‪،‬إضافة إلى تط ورات المؤسس ات المالي ة المص رفية وغ ير‬
‫المصرفية‪ ،‬وأوضاع سوق األوراق المالية‪ ،‬وآثار تطبيق المعي ار المحاس بي ال دولي‬
‫رقم) ‪ (9‬على االستقرار الم الي والبن وك العامل ة في المملك ة‪ .‬كم ا يتض من التقري ر‬
‫استعراض لمؤش ر االس تقرار الم الي ال ذي أع ده وط وره البن ك المرك زي األردني‬
‫لتوضيح مستوى استقرار القطاع المالي في األردن‪ ،‬ومؤشراته الفرعية ال تي تتعل ق‬
‫باالقتصاد الكلي وس وق رأس الم ال‪ ،‬حيث احتلت األردن المرتب ة الثالث ة في أح دث‬
‫إص دار لمؤش ر االس تقرار الم الي الص ادر عن البن ك المرك زي األردني )يولي و‬
‫‪ (2018‬بالمقارنة مع ‪ 19‬دولة أوروبية‪ ،‬ويرج ع ه ذا ال ترتيب إلى ارتف اع مع دالت‬
‫كفاية رأس المال‪ ،‬وانخف اض ال ديون المتع ثرة وارتف اع الربحي ة‪ ،‬إض افةً إلى تمت ع‬
‫البن وك بمس تويات مرتفع ة من الس يولة‪ .‬يلقي التقري ر الض وء على أح دث‬
‫توجهاتالش مول الم الي والتقني ات المالي ة الحديث ة وآثارهم ا على وض ع االس تقرار‬
‫المالي باألردن ‪.‬‬

‫كما واصل البن ك المرك زي األردني تح ديث منظوم ة التش ريعات ال تي تحكم عم ل‬
‫المؤسسات المالي ة الخاض عة لرقابت ه‪ .‬فعلى س بيل المث ال‪ ،‬بم وجب الق انون المع دل‬
‫لقانون البنك المركزي تم توسيع نطاق أهداف البن ك المرك زي لتنص ص راحةً على‬
‫المحافظة على االستقرار المالي إلى جانب االس تقرار النق دي‪ ،‬إض افةً إلى تعليم ات‬
‫تطبيق المعي ار ال دولي للتق ارير المالي ة رقم) ‪ .(9‬كم ا تج در اإلش ارة إلى أن البن ك‬
‫المرك زي األردني ق د أطل ق م ع بداي ة ع ام ‪ 2018‬ال دليل ال ُمنظم لمخت بر التقني ات‬
‫المالية الحديثة التنظيمي )‪ )Regulatory Sandbox‬لتعزيز الوصول للخدمات المالي ة‬
‫الرسمية مع الحف اظ على اس تقرار ونزاه ة القط اع الم الي وحماي ة حق وق وبيان ات‬
‫مستهلكي الخدمات المالية ‪.‬‬

‫دولة اإلمارات العربية المتحدة‬

‫أنشأ مصرف اإلم‪aa‬ارات‪ a‬العربي‪a‬ة‪ a‬المتح‪aa‬دة المرك‪aa‬زي وحدة االس تقرار الم الي لتباش ر‬
‫مهاما ً أساسية تتمثل في تحديــد أهم العناص ر ال تي ق د تتس بب في الت أثير س لبا ً على‬
‫االستقرار المالي‪ ،‬وتتلخص في التالي‪:‬‬

‫‪21‬‬
‫‪2018‬‬

‫مراجع ة وتحلي ل اإلحص اءات المص رفية والنقدي ة المس تلمة من "وح دة‬ ‫•‬
‫اإلحصاءات المصرفية والنقدية" من أجل إعداد تقارير مالية دورية ‪.‬‬
‫مراقبة وتقييم المخاطر التي قد يتعرض لها القطاع المالي ‪.‬‬ ‫•‬
‫اقتراح السياسات المناسبة في مجال الرقابة والتف تيش لغ رض قي اس المخ اطر‬ ‫•‬
‫واقتراح الحلول المتعلقة بها‪.‬‬
‫كما يصُدر مصرف اإلمارات العربي ة المتح دة المرك زي تقري ر االس تقرار الم الي‬
‫السنوي منذ عام ‪ ،2013‬ومؤشر االستقرار المالي منذ عام ‪.2015‬‬

‫وفيما يخص أهم التشريعات التي أصدرها مصرف اإلمارات العربية المتحدة‬
‫المركزي في شأن االستقرار المالي‪ ،‬فقد أصدر المصرف القواعد التنظيمية الخاصة‬
‫بتطبيق معيار بازل ‪ ،III‬حيث أص در قواع د كفاي ة رأس الم ال في ف براير ‪،2017‬‬
‫وقواعد عرض رأس المال في يناير ‪ ،2018‬وكلها تتماشى مع إط ار تط بيق معي ار‬
‫بازل ‪ III‬الص ادر عن لجن ة ب ازل‪ ،‬والبرن امج الزم ني ال ُمق رر من اللجن ة‪ ،‬على أن‬
‫تنتهيالمرحلة االنتقالية ويتم التطبيق الكامل م ع بداي ة ع ام ‪ .2019‬ولض مان س المة‬
‫واستقرارالنظام المالي في دولة االمارات العربية المتحدة‪ ،‬ق ام المص رف المرك زي‬
‫بتحديدأربعة بنوك ضمن البنوك ذات األهمية النظامية المحلية في نهاية عام ‪،2017‬‬
‫والتواصل معها‪.‬‬

‫ك ذلك‪ ،‬ب دأت المص ارف في دول ة اإلم ارات العربي ة المتح دة في تط بيق معي ار‬
‫المحاسبة الدولي رقم) ‪ ،(9‬الخاص بتصنيف وقي اس األص ول وااللتزام ات المالي ة‪،‬‬
‫منذ بداية يناير ‪ .2018‬ولضمان سالمة تطبيق المعي ار‪ ،‬أص در مص رف اإلم ارات‬
‫العربي ة المتح دة المرك زي م ذكرة بتعليم ات التط بيق في بداي ة ع ام ‪ ،2018‬تلت‬
‫التعليمات الصادرة خالل عام ‪ ،2017‬والتي تم تح ديثها بن ا ًء على اس تبيان عن آث ار‬
‫تطبيق المعيار ‪ IRFS9‬للمصارف والمؤسسات المالية‪ .‬تتن اول الم ذكرة التوجيهي ة‬
‫بشأن تطبيق معيار المحاسبة ال دولي رقم) ‪ ،(9‬أربع ة مح اور رئيس ة وهي‪ :‬الرقاب ة‬
‫والحوكمة ‪،‬وترتيبات التحول للمعي ار الجدي د‪ ،‬ومع ايير ومتطلب ات مراح ل التح ول‬
‫إضافةً إلى المعالجة االحترازية لتدهور نسب رأس المال ‪.‬‬

‫مملكة البحرين‪a‬‬

‫‪22‬‬
‫‪2018‬‬

‫في إطار ضمان استمرار س المة واس تقرار المؤسس ات واألس واق المالي ة‪ ،‬ي ُع رّف‬
‫مصرف البحرين‪ a‬المركزي االستقرار المالي بالحالة التي يستمر فيها تق ديم الخ دمات‬
‫المالية بحرص حتى في مواجهة الص دمات الس لبية‪ .‬ي رى المص رف أن االس تقرار‬
‫المالي يشكل ع امالً أساس يًا للمحافظ ة على مكان ة البح رين كمرك ز م الي وض مان‬
‫استمرار مساهمة القطاع في النمو وإيجاد الفرص الوظيفية والتنمية في البحرين‪.‬‬

‫وبالنظر إلى اإلطار المؤسسي‪ ،‬فتتولى إدارة االس تقرار الم الي بمص رف البح رين‬
‫المركزي هذه المسؤولية األساسية‪ ،‬حيث تقوم بمراقبة النظام المالي بانتظام للوق وف‬
‫على الجوانب التي تحتاج إلى تدخل‪ ،‬كما تتولى إجراء البحوث والدراسات التحليلي ة‬
‫حول المسائل المتعلقة باالستقرار المالي‪.‬‬

‫تق وم اإلدارة بإع داد تقري ر االس تقرار الم الي‪ ،‬ال ذي يص دره مص رف‬
‫البحرين المركزي ك ل س تة أش هر‪ ،‬وال ذي يش تمل على مراجع ة للتوجه ات وتحدي د‬
‫الجوانب التيتستدعي التدخل والعناية اإلشرافية‪ .‬حيث يتناول تقرير االستقرار المالي‬
‫تق ييم الوض عالمالي وأداء الوس طاء الم اليين واألس واق المالي ة‪ ،‬وتحدي د المخ اطر‬
‫المحتملة على وضع االستقرار المالي‪ ،‬إضافة إلى التوصية بشأن إجراءات إش رافية‬
‫أيض ا على‬
‫وتدابير ألي نقاط ضعف يتم تحديدها‪ .‬كما تعمل إدارة االس تقرار الم الي ً‬
‫وض ع مؤش رات الس المة المالي ة به دف إيج اد "لوح ة تحكم" للمراقب ة المس تمرة‬
‫لمخاطر القطاع المالي‪.‬‬

‫على ص عيد القواع د التنظيمي ة المنظم ة للقط اع الم الي في مملك ة البح رين‪ ،‬بش قيه‬
‫المصرفي وغير المصرفي‪ ،‬فقد أدت مجموعة القواعد والتش ريعات ال تي أص درتها‬
‫المملكة في السنوات األخيرة إلى رفع مستوى االستقرار الم الي في المملك ة وتقوي ة‬
‫وض عها كمرك ز م الي‪ ،‬وب األخص القواع د المنظم ة لمص ارف الجمل ة والتجزئ ة‬
‫بنوعيه ا التقليدي ة واالس المية‪ ،‬وال تي أدت إلى تحس ين المع ايير واإلج راءات‬
‫االحترازية ال ُمتبعة من قبل المصارف ‪.‬‬

‫فيما يتعلق بالقطاع المالي غير المصرفي‪ ،‬فق د أص در مص رف البح رين المرك زي‬
‫خالل ع ام ‪ 2014‬اإلط ار ال ُمح دث للعملي ات التش غيلية والمالءة لش ركات التكاف ل‬
‫وإعادة التكافل بعد جوالت من التش اور م ع األط راف المعني ة في الص ناعة‪ .‬ه دف‬
‫اإلط ار إلى منح ش ركات التكاف ل وإع ادة التكاف ل ف ترة انتقالي ة لم دة خمس س نوات‬
‫‪23‬‬
‫‪2018‬‬

‫لمس اعدة الص ناديق المش اركة على بن اء رأس الم ال الخ اص به ا بع د تحقيقه ا‬
‫لعجوزات تنظيمية )‪ (Deficit Regulatory‬على م دى س نوات ج راء زي ادة ح د‬
‫رأس المال المطلوب عن رأس المال المتوفر فعالً خصوصا ً في السنوات األولى من‬
‫عمر الصندوق‪ ،‬ذلك من أجل وضع شركات التكاف ل في مكان ة أك ثر تنافس ية ورف ع‬
‫احتمالي ة تحقي ق ف ائض للتوزي ع م ع منح الص ناديق المش اركة المزي د من المرون ة‬
‫الس تثمار مص ادرها المالي ة وال تي يتم توجي ه معظمه ا لمواجه ة متطلب ات المالءة‬
‫المالية ‪.‬‬

‫أما بالنسبة لسوق األوراق المالية‪ ،‬فأصدر مصرف البح رين المرك زي تعليمات ه في‬
‫س بتمبر ‪ ،2017‬بش أن تنظيم ص ناديق التموي ل الجم اعي القائم ة على المش اركة (‬
‫‪ )Equity Based Crowdfunding‬والتي تسمح للشركات‪ ،‬الخاصة والعائلية والناشئة‬
‫والمنشئات الصغيرة والمتوسطة وشركات العقارات والتنمية العقاري ة‪ ،‬بتعبئ ة رأس‬
‫الم ال من خالل منص ة ص ناديق التموي ل الجم اعي بإص دار أس هم عادي ة ‪.‬كم ا‬
‫أطلقمص رف البح رين المرك زي بالتع اون م ع بورص ة البح رين "س وق البح رين‬
‫لالستثمار"لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة بإصدار أس هم من خالل س وق‬
‫األوراقالمالية لتعبئة األموال المطلوبة ‪.‬‬

‫من جانب آخر‪ ،‬وإيمانا ً بأهمية التقني ات المالي ة الحديث ة في تعزي ز الش مول الم الي‬
‫وزيادة تنافسية الصناعة المالية‪ ،‬أنشأ مصرف البحرين المركزي في أكت وبر ‪2017‬‬
‫وحدة للتقنيات المالية الحديثة تعُنى بالتنظيم واإلشراف على الشركات العاملة في كل‬
‫مجاالت التقنيات المالية الحديثة ومراقبة التطورات التقنية والتنظيمية في هذا المجال‬
‫على المس توى المحلي واإلقليمي وال دولي‪ ،‬به دف تهيئ ة البيئ ة الحاض نة للتقني ات‬
‫المالية الحديثة ولتصبح البحرين مرك ز للتقني ات المالي ة الحديث ة في منطق ة الش رق‬
‫األوسط من خالل تقديم الخدمات والحلول المالية بشقيها التقلي دي واالس المي‪ ،‬وه و‬
‫ما يسمح بتنمية المنتجات المالية ال ُمبتكرة مع الحفاظ على سالمة القطاع المالي‪.‬‬

‫الجمهورية التونسية‪a‬‬

‫إدراكا ً منه بأهمية الحفاظ على االستقرار المالي كدعام ة اساس ية للحف اظ على نم و‬
‫اقتصادي دائم ومتوازن‪ ،‬قام البنك المركزي التونسي منذ سنة ‪ 2003‬بتعزيز هيكل ه‬
‫التنظيمي بإحداث اإلدارة العامة لالستقرار الم الي وال تي تمثلت مهامه ا أس اس اً في‬
‫‪24‬‬
‫‪2018‬‬

‫متابعة وتحليل نشاط القطاع البنكي وقطاع الت أمين والس وق المالي ة من زاوي ة نظ ر‬
‫احترازي ة كليّ ة باإلض افة إلى وض ع األدوات الكفيل ة ب التنبؤ بالمخ اطر وتجنب‬
‫األزمات المالية‪.‬‬

‫أما على المستوى التشريعي‪ ،‬فقد تم تعديل النظام األساسي للبنك المركزي التونس ي‬
‫في عام ‪ 2016‬حيث أصبح الحفاظ على االستقرار المالي وسالمة أنظمة المدفوعات‬
‫من ضمن األدوار التي يضطلع بها البنك إلى جانب دوره االساس ي في الحف اظ على‬
‫استقرار األسعار‪.‬‬

‫من ج انب آخ ر‪ ،‬فق د أوض ح النظ ام االساس ي للبن ك المرك زي التونس ي في إط ار‬
‫القانون الجديد‪ ،‬ركائز المساهمة في الحفاظ على االستقرار المالي حيث حدد المج ال‬
‫التحليلي ال ذي يض طلع ب ه البن ك المرك زي التونس ي وه و رص د مختل ف العوام ل‬
‫والتط ّورات التي من شأنها التأثير على استقرار الجه از الم الي ومتابعته ا‪ ،‬وخاص ة‬
‫منها التي تمثل مساس اً بمتانت ه أو تراكم ا ً للمخ اطر النظامي ة‪ .‬كم ا أح دث الق انون‬
‫هيئ ة للرقاب ة االحترازيةالكلي ة والتص رف في األزم ات المالي ة يترأس ها البن ك‬
‫المركزي التونسي ويتمثل دورهافي إصدار توصيات تحدد الت دابير ال تي يتعين على‬
‫س لطات الرقاب ة على القط اع الماليإتخاذه ا للمس اهمة في اس تقرار الجه از الم الي‪.‬‬
‫وترمي هذه التوصيات بوجه الخصوص إلى تعزيز متانة الجهاز المالي والتوقي من‬
‫حدوث المخاطر النظامية والح ّد من آثار االض طرابات المحتمل ة على االقتص اد الى‬
‫جانب إدارة األزم ات المالي ة‪ .‬ح دد العن وان الخ امس من ه ذا الق انون تركيب ة هيئ ة‬
‫الرقابة اإلحترازية الكلية وقواعد سيرها ودور البن ك المرك زي فيه ا كم ا أوك ل له ا‬
‫ضبط نظامها الداخلي‪.‬‬

‫عقدت هيئة الرقابة االحترازية الكلية منذ احداثها ثالثة اجتماعات‪ ،‬خصصت لتق ييم‬
‫تط ور مخ اطر القط اع الم الي التونس ي إلى ج انب متابع ة األس س العملي ة للتحلي ل‬
‫وللرقابة االحترازية الكليّة‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫المملكة العربية السعودية‬
‫ق امت مؤسس‪aa‬ة النق‪aa‬د الع‪aa‬ربي الس‪aa‬عودي بالعدي د من المب ادرات لتحقي ق االس تقرار‬
‫المالي منها ما يلي‪:‬‬

‫‪ 3‬المعلومات كما في تقرير االستقرار المالي لمؤسسة النقد العربي السعودي لعام ‪.2016‬‬
‫‪25‬‬
‫‪2018‬‬

‫أ‪ .‬تطبيق بازل ‪ :Ⅲ‬طبقت مؤسسة النقد الع ربي الس عودي قواع د ب ازل ‪ Ⅲ‬بالكام ل‬
‫وال تي تتن اول نس ب رأس الم ال والس يولة واإلق راض‪ .‬كم ا اس توفت المص ارف‬
‫السعودية مسبقا ً متطلبات بازل ‪ Ⅲ‬ضمن هذه المجاالت‪ ،‬التي من المتطلب استيفاؤها‬
‫بالكامل بحلول عام ‪ .2019‬كما طبقت المؤسس ة قواع د رأس الم ال للمنش أة العامل ة‬
‫ومتطلبات رأس المال للمنشأة قيد التصفية‪.‬‬

‫ب ‪.‬إصالحات‪ a‬المشتقات المالية خارج البورصة‪ a:‬وحدت المؤسسة عقود المشتقات‬


‫خارج البورصة وأنشأت جهة لحفظ بيانات التداول ض من األط ر الزمني ة المق ررة‪.‬‬
‫وتقوم المؤسسة بجهود كبيرة فيم ا يخص تنفي ذ متطلب ات اله امش للمش تقات خ ارج‬
‫البورصة‪ ،‬والقواعد الجديدة لمخاطر االئتمان لألطراف المقابل ة واألط راف المقابل ة‬
‫المركزية‪.‬‬

‫ج ‪.‬معالج‪aa‬ة المؤسس‪aa‬ات المالي‪a‬ة‪ a‬المتع‪aa‬ثرة‪ :‬تق ود المؤسس ة عملي ة س ن نظ ام جدي د‬


‫لمعالجةالمؤسس ات المالي ة المتع ثرة‪ ،‬وس يطُبق مش روع نظ ام معالج ة المؤسس ات‬
‫المالي ةالمتعثرة في المملك ة على جمي ع المؤسس ات المالي ة الخاض عة إلش راف‬
‫المؤسس ة)المص ارف وش ركات التموي ل وش ركات الت أمين(‪ .‬تخض ع جمي ع ه ذه‬
‫المؤسسات للقواعد األساسية لمعالج ة المؤسس ات المالي ة المتع ثرة‪ ،‬بحيث ال يطُب ق‬
‫نظام المعالج ة في المملك ة على المؤسس ات المالي ة ذات األهمي ة في النظ ام الم الي‬
‫فقط‪ ،‬بل وعلى المؤسسات المالية األصغر‪ ،‬مما يمنح مؤسسة النقد أدوات تخولها من‬
‫التعامل مع أي ضغوط طارئة‪.‬‬

‫د‪ .‬صيرفة الظل‪ :‬فيما يتعلق بص يرفة الظ ل‪ ،‬ص در في ع ام ‪ 2012‬نظ ام ل ترخيص‬
‫وتنظيم ش ركات التموي ل والت أجير التم ويلي وش ركات ال رهن العق اري‪ .‬وم ع ه ذه‬
‫اإلصالحات‪ ،‬يخض ع ج زء من أنش طة ص يرفة الظ ل لتنظيم المؤسس ة ال تي ت ؤدي‬
‫بالفعل دور الرقابة على شركات الصرافة وشركات التأمين‪.‬‬

‫هـ ‪.‬الحوكمة‪ :‬تتبع المص ارف العامل ة في المملك ة إط ار حوكم ة اس تباقي يتض من‬
‫متطلبات ومعايير صادرة عن الهيئات المعنية بوضع المعايير مثل مجلس االستقرار‬
‫المالي‪ ،‬ولجنة بازل للرقابة المصرفية‪ ،‬والمنظمة الدولية لمراق بي الت أمين وغيره ا‪.‬‬
‫وفي عام ‪ ،2010‬طبقت المؤسس ة بالكام ل مب ادئ ومع ايير المك افتت الص ادرة عن‬

‫‪26‬‬
‫‪2018‬‬

‫مجلس االستقرار المالي‪ .‬كما أصدرت عد ًداً من األنظمة واإلرش ادات إلنش اء هيك ل‬
‫حوكمة فعّال في المصارف العاملة في المملكة‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫˗مبادئ الحوكمة‪.‬‬
‫˗مؤهالت أعضاء مجلس اإلدارة‪.‬‬
‫˗أدوار ومسؤوليات أعضاء مجلس اإلدارة‪.‬‬
‫˗متطلب ات لج ان مجلس اإلدارة‪ ،‬ومنه ا )لج ان المراجع ة‪ ،‬والترش يح والمك افتت‪،‬‬
‫واللجان التنفيذية(‪.‬‬
‫˗متطلبات التعيين في المناصب القيادية في القطاع المالي‪.‬‬
‫˗قواعد ممارسات المكافتت‪.‬‬
‫˗توجيهات حول الضوابط الداخلية‪.‬‬
‫من جانب آخ ر ‪،‬أطلقت المؤسس ة مش روعًا لمراجع ة وتق ييم إط ار حوكم ة أس عار‬
‫الفائدة بين المصارف السعودية لكي يتماشى مع أفضل الممارسات العالمية‪.‬‬

‫جمهورية السودان‬

‫ترتك ز جه ود بن‪aa‬ك الس‪aa‬ودان المرك‪aa‬زي في إرس اء التش ريعات ال تي تع زز من‬


‫وضعاالس تقرار الم الي ‪،‬ورف ع كف اءة القط اع المص رفي لإلس تفادة من الف رص‪،‬‬
‫ومواجهة التحديات‪ ،‬بعد رفع الحظر‪ ،‬ولتحقيق اإلستقرار المالي والسالمة المالية من‬
‫خالل رف ع رؤوس أم وال المص ارف ‪،‬والعم ل على اإلن دماج الط وعي لتقوي ة‬
‫أوض اعها ح تى تتمكن من المنافس ة‪ ،‬وتط وير دور الرقاب ة الذاتي ة من خالل تفعي ل‬
‫الض بط المؤسس ي ‪،‬واإلل تزام بنس بة اإلنكش اف المق ررة لمراك ز النق د األجن بي‪،‬‬
‫وتخفيض نس بة التع ثر المص رفي بحيث ال تتع دى ‪ 4‬في المائ ة بنهاي ة الع ام وبن اء‬
‫المخصصات الكافية‪.‬‬

‫على ص عيد الس يولة‪ ،‬فيتم اتب اع تعليم ات بن ك الس ودان المرك زي لتحس ين إدارة‬
‫السيولة الداخلية للمص ارف من خالل االحتف اظ بنس بة ‪ 10‬في المائ ة )كمؤش ر( من‬
‫جملة الودائ ع الجاري ة واالدخاري ة بالعمل ة المحلي ة في ش كل س يولة نقدي ة داخلي ة‪،‬‬
‫واالحتفاظ بنسبة ‪ 5‬في المائة كحد أدنى من جملة الودائع الجارية واإلدخارية بالعملة‬
‫األجنبية في شكل سيولة نقدية داخلية‪ .‬كما يج وز االحتف اظ بأص ول س ائلة في ش كل‬
‫ش هادات إج ارة البن ك المرك زي )ش هاب ‪ (2‬وأي ص كوك أخ رى يص درها بن ك‬
‫‪27‬‬
‫‪2018‬‬

‫السودان المركزي و‪/‬أو صكوك من أي مصارف أخ رى تص درها في إط ار عملي ة‬


‫تصكيك أصولها و‪/‬أو أي صكوك حكومي ة أخ رى و‪/‬أو أي ص كوك مؤسس ات غ ير‬
‫حكومي ة و‪/‬أو األس هم المتداول ة في س وق الخرط وم لألوراق المالي ة م ع مراع اة‬
‫الضوابط الخاصة بامتالك المصارف للشهادات والصكوك الحكومية‪ .‬هذا باإلض افة‬
‫إلى االلتزام بالتعليمات واإلجراءات المنظمة لصندوق إدارة السيولة‪ ،‬لتقلي ل اللج وء‬
‫لبنك السودان المركزي كملجأ أخير ‪،‬مع تنشيط سوق ما بين المص ارف فيم ا يتعل ق‬
‫بحفظ الودائ ع ومنح التموي ل بالعمل ة المحلي ة وب العمالت األجنبي ة فيم ا بينه ا وبي ع‬
‫وش راء األوراق المالي ة والنق د األجن بي ‪،‬والعم ل على تص كيك أص ول المص ارف‬
‫الرأسمالية لتكون أدوات في سوق ما بين المصارف وأداة للتعامل م ع بن ك الس ودان‬
‫المركزي كملجأ أخير‪.‬‬

‫ولضمان سالمة واستقرار القطاع المالي ومن أجل تعزيز شبكة األمان الم الي‪ ،‬على‬
‫المصارف إتباع توجيهات بنك السودان المركزي لتعزيز نظام الت أمين على الودائ ع‬
‫بتوسيع قاعدة الودائع المؤمنة‪ ،‬وتقوية نظم وإجراءات حماية العمالء‪ ،‬وتعزيز ج ودة‬
‫نظم المعلومات والتصنيف االئتمانين من خالل إدخال ك ل عمالئه ا في نظ ام وكال ة‬
‫االس تعالم والتص نيف االئتم اني‪ ،‬إض افة إلى اس تخدام ناف ذة تموي ل عج ز الس يولة‬
‫المؤقتببنك السودان المرك زي كملج أ اخ ير حس ب الض وابط واإلج راءات المنظم ة‬
‫الصادرة من بنك السودان المركزي‪.‬‬

‫فيما يتعلق بتعزيز الشمول الم الي ونش ر ثقافت ه‪ ،‬تل تزم المص ارف بتوس يع ع رض‬
‫الخ دمات المالي ة المقدم ة من المص ارف والمؤسس ات المالي ة وتس هيل االس تفادة‬
‫منها ‪،‬وإنشاء شبكات لوكالء المصارف ‪،‬واستخدام التقنيات المالية الحديثة‪ ،‬في نش ر‬
‫الخدمات المالية‪ ،‬إض افة إلى القي ام بالمس ؤولية االجتماعي ة بش أن التعري ف ب برامج‬
‫الشمول المالي‪.‬‬

‫كما تعُنى المؤسسات المالية غير المصرفية بإتباع تعليمات بن ك الس ودان المرك زي‬
‫لتط وير دور الرقاب ة الذاتي ة من خالل تفعي ل الض بط المؤسس ي‪ ،‬وعلى ش ركات‬
‫اإلجارة التوسع الكمي والنوعي في مجاالت التمويل بصيغة اإلجارة وف ق الض وابط‬
‫الشرعية ‪،‬أيضا ً تقليص نسبة التع ثر في التموي ل األص غر‪ ،‬بحيث ال تتع دى نس بة ‪4‬‬
‫في المائة في نهاية العام‪ ،‬إضافة إلى تقوية نظم وإج راءات حماي ة العمالء‪ ،‬وتعزي ز‬

‫‪28‬‬
‫‪2018‬‬

‫جودة نظم المعلومات والتصنيف االئتم اني من خالل إدخ ال ك ل عمالئه ا في نظ ام‬
‫وكالة االستعالم والتصنيف االئتماني‪.‬‬

‫أم ا فيم ا يخص نظم ال دفع‪ ،‬فتل تزم المص ارف بالعم ل على ابتك ار منتج ات جدي دة‬
‫لالس تفادة من نظم ال دفع اإللكتروني ة ‪،‬اس تخدام المنتج ات المص رفية اإللكتروني ة‬
‫المتاح ة وتعزي ز الثق ة فيه ا‪ ،‬إض افة إلى إس تكمال اج راءات تط بيق نظ ام ال رقم‬
‫المصرفي العالمي في المصارف الس ودانية )‪ (IBAN‬للمس اعدة في تعزي ز س المة‬
‫ودقة المعلومات المالية المص احبة للح واالت المص رفية وتس ريع عملي ات التحوي ل‬
‫بين الحسابات‪ .‬هذا باإلضافة إلى توسيع دائ رة الخ دمات المص رفية اإللكتروني ة من‬
‫غير فروع بنكية‪ ،‬وعبر شبكات الوكالء‪ ،‬وتوس يع مظل ة ال دفع والس داد اإللك تروني‬
‫لدعم مشروعات الحكومة اإللكتروني ة‪ ،‬والتوس ع في خ دمات نق اط ال بيع‪ ،‬والتج ارة‬
‫اإللكتروني ة‪ ،‬وال دفع ع بر الهوات ف المحمول ة‪ ،‬وتس ريع وت يرة إج راء تس وية‬
‫المعامالت بتهيئة البنية التحتية بالتعاون مع الجهات ذات الصلة‪ ،‬م ع قب ول اس تخدام‬
‫البطاقات العالمية المعروف ة وإج راءات التس ويات الخاص ة بمعامالته ا‪ ،‬إض افة إلى‬
‫االل تزام بالح د االدنى للمع ايير الدولي ة المطلوب ة في النظم المص رفية للمص ارف‬
‫للتمكن من الربط مع النظم المحلية واالندماج في المنظومة العالمية‪.‬‬

‫جمهورية العراق‬

‫لغرض متابعة التطورات في القطاع الم الي ورص د وتحلي ل المخ اطر والتقلي ل من‬
‫حدتها إن وجدت‪ ،‬باشر البنك‪ a‬المركزي العراقي بإصدار تقرير االستقرار المالي منذ‬
‫عام ‪ 2010‬من خالل دائرة اإلحصاء واألبحاث‪ ،‬ونظراً ألهمية االستقرار الم الي تم‬
‫تأسيس قسم االستقرار النقدي والمالي المرتبط بالسيد نائب المحافظ الذي بدء بإع داد‬
‫وإصدار تقارير االس تقرار الم الي‪ ،‬حيث تم تح ديث محتوي ات التقري ر لي واكب أهم‬
‫التطورات الدولية والمحلية في مجال رصد وتحليل المخاطر النظامية للنظام الم الي‬
‫بهدف المحافظة على قطاع مالي سليم‪.‬‬

‫يتضمن تقرير االستقرار المالي السنوي أهم التطورات في القطاع المصرفي وسوق‬
‫الع راق لألوراق المالي ة وبعض المؤسس ات غ ير المص رفية مث ل ش ركات‬
‫الت أمين ‪،‬باإلض افة الى الب دء بدراس ة التط ورات في موض وع الش مول الم الي من‬

‫‪29‬‬
‫‪2018‬‬

‫خالل بناء مؤشر تجميعي للشمول المالي في العراق وفقا ً ألفضل الممارسات في هذا‬
‫المجال‪.‬‬

‫كما قام البنك المرك زي الع راقي بقي اس المؤش ر التجميعي لالس تقرار المص رفي –‬
‫المكون الرئيسي للقطاع المالي – من خالل االعتماد على ستة مؤشرات وهي‪ :‬جودة‬
‫األصول وكفاية رأس الم ال والربحي ة وج ودة الس يولة ومخ اطر الص رف األجن بي‬
‫والتركزات المصرفية‪.‬‬

‫أصدر البنك المركزي العراقي‪ ،‬خالل عام ‪ ،2017‬عدد من التعليمات لضمان وجود‬
‫بيئ ة تش ريعية مالئم ة تض من وج ود قط اع م الي س ليم في الع راق منه ا الض وابط‬
‫الخاصة بمكافحة غسل األم وال وتموي ل اإلره اب الخاص ة بش ركات التوس ط ب بيع‬
‫وشراء العمالت األجنبية وضوابط االشتراك في البنية التحتية لنظام ال دفع بالتجزئ ة‬
‫وتعليمات قواعد العناية الواجبة تجاه العمالء للمؤسسات المالية رقم) ‪ (1‬لعام ‪2017‬‬
‫والضوابط الرقابية الخاص ة بتط بيق مق ررات ب ازل ‪ III‬فيم ا يتعل ق بالس يولة لع ام‬
‫‪ 2017‬الخاصة باحتساب نسبة نسبة تغطية السيولة )‪ (LCR‬ونس بة ص افي التموي ل‬
‫المستقر )‪ (NSFR‬وكذلكالضوابط الخاصة بالتوعية المصرفية وحماية الجمهور‪.‬‬

‫سلطنة عُمان‬

‫استهدف البنك المركزي الع ُماني‪ ،‬فيما يتعلق بالج انب الرق ابي واإلش رافي‪ ،‬الحف اظ‬
‫على إطار تنظيمي حول المسائل المتعلقة بتنظيم القطاع الم الي‪ ،‬حيث واص ل البن ك‬
‫العم ل على ص ياغة سياس ات إش رافية تكف ل تعزي ز االس تقرار الم الي والنم و‬
‫االقتصادي ‪.‬‬

‫ضمن هذا السياق‪ ،‬تم تبني اللوائح التنظيمية التي تضمن أن يكون القطاع المص رفي‬
‫مستوفيا ً للتشريعات الدولية وأفضل الممارسات ال ُمتبع ة ع المي اً‪ .‬فتم إص دار ق انون‬
‫لمكافحة غسل األموال وص ياغة إط ار تص فية المص ارف‪ ،‬واس تمد إط ار التص فية‬
‫أسس ه من الس مات الرئيس ية لنظ ام التص فية الف َع ال الص ادر عن مجلس االس تقرار‬
‫الم الي الع المي‪ .‬أيض اً انته اج السياس ات ال تي ت ؤدي إلى تحس ين الش مول‬
‫المالي ‪،‬حيث اشترط البنك المركزي العماني على المصارف العاملة في الس لطنة أن‬
‫تقوم بإنشاء فرع في المن اطق البعي دة مقاب ل ك ل ف رع تق وم بافتتاح ه في التجمع ات‬
‫‪30‬‬
‫‪2018‬‬

‫الرئيسية للسكان ‪.‬هذا باإلضافة إلى إص دار الل وائح اإلرش ادية ألفض ل الممارس ات‬
‫بشأن تخفيض مستوى المخ اطر والعالق ة م ع البن وك المراس لة وتب نى التواف ق م ع‬
‫المعايير المحاسبية الدولية‪ ،‬وتبني االتساق م ع المعي ار المحاس بي ال دولي رقم) ‪،(9‬‬
‫وتطبيق معايير بازل ‪ III‬المتعلقة برأس المال والسيولة‪.‬‬

‫كما تستهدف السلطنة أن تتميز أنظمة المدفوعات والتسوية المحلية بالمتانة والكف اءة‬
‫المطلوب ة‪ .‬وفي ذات الس ياق‪ ،‬عك ف البن ك المرك زي العم اني على متابع ة تط ور‬
‫صناعة التقنيات المالية الحديثة لتأثيرها على الصناعة المالية وتعزيزها لقيم الشمول‬
‫المالي‪.‬‬

‫كما استحدث البنك المركزي الع ُماني دائرة االستقرار الم الي‪ ،‬وال تي تت ولى إص دار‬
‫التقري ر الس نوي لالس تقرار الم الي‪ .‬حيث يلقي التقري ر الض وء على تط ورات‬
‫االقتصاد‬
‫الكلية‪ ،‬وأوضاع المؤسسات المالية المصرفية وغير المص رفية‪ ،‬وأداء أنظم ة ال دفع‬
‫والتسوية‪ ،‬واختبارات التحمل للقطاع المصرفي لتقييم مواجهة التحديات االقتص ادية‬
‫الكلية ومخاطر التعثر المالية الكلية وصدمات السيولة ‪.‬‬
‫دولة فلسطين‬

‫يعتبر استقرار القطاع المالي في فلس طين من أهم أه داف س‪aa‬لطة النق‪aa‬د الفلس‪aa‬طينية‪a،‬‬
‫ويتصدر أولويات عملها كأي بنك مركزي في العالم ‪.‬فق د ب ذلت س لطة النق د جه وداً‬
‫عديدة لمواصلة االرتقاء به وتطويره بما يواكب أفضل الممارسات الدولية‪ .‬وينص ب‬
‫اهتم ام س لطة النق د بالدرج ة األولى على أن يك ون القط اع الم الي بش كل ع ام‬
‫والمصرفي بشكل خاص قادراً على العمل ومواجهة أي ة مخ اطر أو ت أثيرات س لبية‬
‫على نم و االقتص اد وتط وره‪ ،‬وبم ا يض من قي ام ه ذا القط اع بمهام ه بك ل فاعلي ة‬
‫وكفاءة ‪.‬‬

‫عرفت سلطة النقد االستقرار المالي على أنه القدرة على تحقيق التوازن بين عناصر‬
‫القطاع المالي الذي تشرف عليه‪ ،‬والذي يتكون من المصارف ومؤسسات اإلق راض‬
‫المتخصص والصرافين ونظم الدفع‪ ،‬بما يكفل التكامل مع عناصر االس تقرار الم الي‬
‫والشمول المالي على المستوى الوطني والتي تتكون من ثالثة عناصر أساسية تتمثل‬
‫في "المؤسسات المالي ة" ومكوناته ا من المص ارف وش ركات الت أمين والمؤسس ات‬
‫‪31‬‬
‫‪2018‬‬

‫المالية األخ رى‪ ،‬والثاني ة "األس واق المالي ة" وال تي تتمث ل في أس واق رأس الم ال‬
‫وأس واق النق د‪ ،‬والثالث ة والمتمثل ة في "البني ة التحتي ة"‪ ،‬وال تي تعت بر أهم مكون ات‬
‫االستقرار الم الي‪ ،‬وتتمث ل في األط ر التنظيمي ة والقانوني ة ونظم ال دفع والمحاس بة‪،‬‬
‫حيث تعمل جميع هذه العناصر لخلق البيئة المالية المالئمة بهدف تخفيض والح د من‬
‫المخاطر النظامية‪.‬‬

‫يتك ون الهيك ل التنظيمي لمجموع ة اإلس تقرار الم الي بس لطة النق د الفلس طينية‪ ،‬من‬
‫ثالث دوائر أساسية‪ ،‬هي دائرة الرقاب ة والتف تيش‪ ،‬ودائ رة إنض باط الس وق ‪،‬ودائ رة‬
‫نظم الدفع‪ ،‬باإلضافة إلى وحدة اإلشراف على نظم ال دفع‪ ،‬وال تي تتكام ل فيم ا بينه ا‬
‫لتحقق االستقرار المالي في فلسطين‪ .‬نس تعرض فيم ا يلي نب ذة مختص رة عن دوائ ر‬
‫مجموعة االستقرار المالي في سلطة النقد‪.‬‬

‫دائرة الرقابة والتفتيش‪ :‬تهدف الدائرة إلى الحفاظ على سالمة الجه از المص رفي‬ ‫‪.i‬‬
‫والصيرفي ومؤسسات اإلقراض المتخصصة وحماية أموال المودعين‪ ،‬وتعزيز‬
‫ثقة الجمه ور بالمص ارف ومؤسس ات اإلق راض المتخصص ة وتوف ير من اخ من‬
‫المنافسة العادلة بين هذه القطاعات بما يض من مس اهمتها في التنمي ة االقتص ادية‬
‫المستدامة واستقرار النظام الم الي‪ ،‬باإلض افة إلى حماي ة الجه از المص رفي من‬
‫مخاطر مكافحة غسل األم وال وتموي ل اإلره اب‪ .‬وتنبث ق عن ال دائرة مجموع ة‬
‫مناألقسام والوح دات ال تي تمكنه ا من القي ام بالمه ام المناط ة به ا‪ ،‬وهي‪ :‬قس مي‬
‫الرقابةوالتفتيش على المصارف المحلية والواف دة‪ ،‬قس م الرقاب ة على الص رافين‪،‬‬
‫قسم الرقابة على مؤسسات اإلقراض المتخصصة‪ ،‬قسم الترخيص‪ ،‬قسم الس المة‬
‫الكلية ‪،‬ووحدة الرقابة التكنولوجية واستمرارية األعمال‪.‬‬

‫دائرة انضباط السوق‪ :‬تهدف الدائرة إلى توعية وتثقيف جمهور المواط نين بش أن‬ ‫‪.ii‬‬
‫حقوقهم وواجباتهم حول تع امالتهم المص رفية‪ ،‬ومتابع ة ش كواهم‪ ،‬وت ُع نى ب إدارة‬
‫أنظمة معلومات االئتمان والتص نيف االئتم اني والش يكات المع ادة‪ ،‬باإلض افة إلى‬
‫متابع ة تط وير المنتج ات والخ دمات المص رفية وأس عارها وض مان الش فافية‬
‫واإلفصاح التام عن هذه المنتجات والخ دمات لتتماش ى والتط ورات والمس تجدات‬
‫العالمي ة‪ .‬ينبث ق عن ال دائرة ثالث ة أقس ام وهي‪ :‬قس م التوعي ة ومعالج ة الش كاوى‬

‫‪32‬‬
‫‪2018‬‬

‫الس تقبال الجمه ور في ك ل من م دينتي رام هللا وغ زة‪ ،‬وقس م التحلي ل وال دعم‬
‫الفني ‪،‬وقسم أنظمة العمليات االئتمانية‪.‬‬

‫دائرة نظم المدفوعات‪ :‬تهدف الدائرة إلى تحقيق أهداف سلطة النقد في االس تقرار‬ ‫‪.iii‬‬
‫المالي من خالل المحافظة على جهاز مصرفي سليم ومأمون وتوفير البنية التحتية‬
‫المتط ورة واآلمن ة والمتكامل ة لتنفي ذ الم دفوعات اإلجمالي ة وم دفوعات التجزئ ة‪.‬‬
‫تتكون الدائرة من ثالثة أقسام رئيسية‪ ،‬هي قسم العمليات المصرفية ودعم الخزين ة‬
‫وهو مسؤول عن تنفيذ كاف ة العملي ات اليومي ة ال تي تتم في س لطة النق د من خالل‬
‫نظ ام التس ويات والس ويفت والمقاص ة‪ ،‬وقس م إدارة نظم ال دفع ويت ولى اإلدارة‬
‫واإلشراف على أنظمة الم دفوعات )نظ ام التس ويات اإلجمالي ة الفوري ة "ب راق"‪،‬‬
‫ونظام المقاصة‪ ،‬ونظام المفتاح الوطني ‪ ،(194‬وقس م ال دعم والسياس ات وتط وير‬
‫األنظمة ويتولى إعداد الدراسات الالزمة إلدخ ال أي وس ائل دف ع حديث ة وتط وير‬
‫األنظمة والتعليمات القائمة بما يتوافق وأفضل الممارس ات الدولي ة في مج ال نظم‬
‫الدفع والتسوية‪.‬‬

‫وح‪aa‬دة اإلش‪aa‬راف على نظم ال‪aa‬دفع‪ :‬هي وح دة رقابي ة مس تقلة تابع ة لمجموع ة‬ ‫‪.iv‬‬
‫االس تقرار الم الي‪ ،‬أنُش أت بم ا يتواف ق وأفض ل الممارس ات والمب ادئ والمع ايير‬
‫الدولية‪ ،‬وخاصة فيم ا يتعل ق بالفص ل في الص الحيات وع دم تض ارب المص الح‪.‬‬
‫تهدف الوحدة إلى ضمان سالمة وكفاءة عم ل أنظم ة ال دفع من خالل متابع ة ه ذه‬
‫األنظمة وتقييم عملها وإحداثالتغيير في هذه األنظمة في حال اس تدعى األم ر ذل ك‬
‫لضمان توفر عنصري الكفاءةواألمان في عمل هذه األنظمة‪ .‬وتهدف أيضا ً عملي ة‬
‫اإلشراف على أنظمة الدفع إلى التقليل من المخاطر النظامية وغيرها من المخاطر‬
‫المحتملة التي تواجه عمل أنظمة المدفوعات‪ ،‬وتعزيز السهولة والسالسة في عم ل‬
‫أنظمة المدفوعات‪ ،‬وتعزيز ثقة المستهلك بأنظمة الدفع المتعددة‪ .‬كما تهدف الوحدة‬
‫إلى ضمان توافق نظام براق مع مبادئ البنية التحتية لألسواق المالية المعتم دة من‬
‫قبِل بنك التسويات الدولية‪.‬‬

‫تعم ل س لطة النق د على تعزي ز االس تقرار الم الي من خالل الرقاب ة الفاعل ة على‬
‫الجهات الخاضعة لها من مصارف‪ ،‬ومؤسسات اإلقراض المتخصص ة‪ ،‬وص رافين‪،‬‬
‫ذلك مع اتخاذ التدابير لض بط الس وق وتعزي ز الش مول الم الي ع بر القي ام بوظ ائف‬

‫‪33‬‬
‫‪2018‬‬

‫مكتب المعلومات االئتمانية والتص نيف االئتم اني والتوعي ة المالي ة ونظ ام الش يكات‬
‫المع ادة ‪.‬إض افة إلى تنمي ة البني ة التحتي ة وتطويره ا لتك ون آمن ة ومتكامل ة لتنفي ذ‬
‫المدفوعات اإلجمالية ومدفوعات التجزئة‪.‬‬

‫دولة قطر‬

‫أصدر مجلس إدارة مصرف قطر المرك‪aa‬زي ق رار اً بتش كيل لجن ة االس تقرار الم الي‬
‫ورقاب ة المخ اطر عمال ً بأحك ام الم ادة ‪ 115‬من ق انون مص رف قط ر المرك زي‬
‫وتنظيم المؤسس ات المالي ة الص ادر بالق انون رقم ‪ 13‬لس نة ‪ .2012‬تت ولى اللجن ة‬
‫ممارسة المه ام واالختصاص ات ال واردة في الم ادة ‪ 116‬من ق انون مص رف قط ر‬
‫المرك زي وتنظيم المؤسس ات المالي ة الص ادر بالق انون رقم ‪ 13‬لس نة ‪ 2012‬وهي‬
‫كالتالي‪:‬‬

‫‪ -‬دراسة المخاطر الناجم ة والمحتمل ة على جمي ع الخ دمات واألعم ال واألنش طة‬
‫واألسواق المالية ووضع الحلول والمقترحات الخاصة بذلك‪.‬‬

‫‪ -‬التنس يق بين الجه ات التنظيمي ة والرقابي ة واإلش رافية في الدول ة‪ ،‬والعم ل على‬
‫تعزيز‬
‫التعاون وتبادل المعلومات فيم ا بينه ا بم ا يس اعد على إيج اد بيئ ة تنظيمي ة ورقابي ة‬
‫متجانسة ومتعاونة‪.‬‬
‫‪-‬اق تراح السياس ات المتعلق ة ب التنظيم والرقاب ة واإلش راف‪ ،‬بم ا في ذل ك‬
‫الترخيصومكافحة غسل األموال وغيرها من السياسات المتعلقة بالخدمات واألعم ال‬
‫واألنشطةواألسواق المالية‪.‬‬

‫كما يسعى مصرف قطر المركزي نحو تعزيز االستقرار المالي والحف اظ علي ه في‬
‫قطر من خالل تب نى سياس ة ذات مح ورين‪ .‬يتمث ل المح ور األول في الحيلول ة دون‬
‫تعرض النظام لمستوى غير مقب ول من المخ اطر‪ ،‬وتؤك د اإلج راءات الوقائي ة على‬
‫ضرورة إجراء الرقاب ة واإلش راف على كاف ة البن وك والمؤسس ات المالي ة بص ورة‬
‫منتظمة‪ ،‬وذلك لسرعة الكشف المبكر عن نقاط الضعف في النظام المالي ‪.‬‬
‫وعلى الرغم من تطبيق اإلشراف والتحوط‪ ،‬فإنه يستحيل حماية النظام الم الي تمام ا ً‬
‫ض ّد كافة أنواع المخاطر‪ .‬لذا فإن المحور الثاني يرتكز على سياسات عالجية تس عى‬
‫الحتواء األزمة بأسرع وقت ممكن ومنع انتشارها‪.‬‬
‫‪34‬‬
‫‪2018‬‬

‫بصورة عام ة يق وم مص رف قط ر المرك زي بتحقي ق االس تقرار الم الي من خالل‬


‫تهيئ ة البيئ ة المالي ة المناس بة‪ ،‬فض الً عن قيام ه بإع داد ومراقب ة مؤش رات المالءة‬
‫والسالمة المالية بصورة منتظمة‪.‬‬

‫دولة الكويت‬
‫في إطار الدروس المستفادة من األزمة المالية العالمية‪ ،‬قام بنك الكويت المركزي في‬
‫شهر أغسطس ‪ 2011‬بتأسيس مكتب االستقرار المالي الذي يتولى المهام ذات الصلة‬
‫بتق ييم المخ اطر واإلس تقرار الم الي‪ ،‬وابت دا ًء من ع ام ‪ .2012‬باش ر بن ك الك ويت‬
‫المركزي في إصدار تقرير االستقرار المالي السنوي والذي جاء تماش يا ً م ع التوج ه‬
‫العالمي في هذا المجال ومع منهجة بنك الكويت المركزي في مجال تعزي ز الش فافية‬
‫وتوفير المعلومات واإلحصاءات الموثقة ذات الصلة بالقطاع المصرفي والمالي ‪.‬‬
‫يختلف تقرير االس تقرار الم الي عن التق ارير األخ رى ال تي يص درها بن ك الك ويت‬
‫المركزي من حيث أنه يركز على رصد وتحليل التطورات االقتص ادية والمالي ة من‬
‫منظور عالقتها بالمخ اطر النظامي ة واإلس تقرار الم الي‪ ،‬وق درة القط اع المص رفي‬
‫ككل على مواجهة الصدمات في ضوء اختبارات الضغط المالي ال تي يق وم به ا بن ك‬
‫الكويت المركزي‪ .‬وتش كل ه ذه التق ارير مرجعي ة للمهتمين بمتابع ة وتق ييم أوض اع‬
‫القطاع المصرفي في البالد بما في ذلك المؤسسات الدولية المتخصصة‪ ،‬ومؤسس ات‬
‫التصنيف اإلئتماني العالمية‪ .‬وحتى اآلن‪ ،‬تم إصدار خمسة تقارير سنوية ‪.‬‬
‫كم ا ق ام بن ك الك ويت المرك زي بإص دار تعليم ات محدث ة ومتط ورة إلى‬
‫البنوكوالمؤسس ات المالي ة الخاض عة لرق ابتهع بش أن ض وابط العم ل المص رفي‬
‫والمالي ‪.‬وتهدف هذه التعليمات إلى تعزيز سالمة األوضاع المالية للبن وك من خالل‬
‫اإلطمئنان إلى متانة أوضاعها المالية‪ ،‬وبصفة خاصة أوضاع السيولة‪ ،‬وكفاي ة رأس‬
‫الم ال ‪،‬والربحي ة‪ ،‬وج ودة األص ول‪ ،‬باإلض افة إلى التحق ق من كفاي ة وفعالي ة نظم‬
‫الرقابة الداخلية لديها‪ ،‬ونظم إدارة المخاطر‪ ،‬وتطبيق معايير الحوكمة الس ليمة‪ ،‬ومن‬
‫ثم حسن سير العمل المصرفي ‪.‬‬

‫الجمهورية اللبنانية‬

‫‪35‬‬
‫‪2018‬‬

‫يعتبر مصرف لبنان‪ a‬الجهة المسؤولة عن المحافظة على االستقرار المالي استناداً إلى‬
‫المادة ‪ 70‬من قانون النقد والتسليف‪ .‬كما أن مسؤولية المحافظة على االستقرار المالي‬
‫مناطة أيضا ً بلجنة الرقابة على المصارف حيث تنص المادة العاشرة من القانون رقم‬
‫‪ ،28/67‬على وجوب أن تطلع لجنة الرقابة على المصارف حاكم مصرف لبنان على‬
‫أوضاع المصارف إجماال ً وإفرادي اً‪.‬‬

‫أ‪ .‬لجنة االستقرار‪ a‬المالي‪ :‬تم إنش اء لجن ة االس تقرار الم الي على مس توى مص رف‬
‫لبن ان بم وجب الق رار األساس ي رقم ‪ 12524‬ت اريخ ‪ 21‬أبري ل) نيس ان( ‪2017‬‬
‫وتض ّم ممثلين عن مصرف لبنان ولجنة الرقابة على المصارف‪ .‬تقوم هذه اللجن ة‬
‫باالجتماع دوري اً‪ ،‬وتتولى مناقش ة األم ور المتعلق ة باالس تقرار الم الي‪ .‬تن درج‬
‫ضمن مهامها‪:‬‬

‫تفعي ل التع اون بين مختل ف الهيئ ات الرقابي ة به دف ت أمين االس تقرار الم الي‬ ‫‪-‬‬
‫والمصرفي‪.‬‬
‫تحديد واستشعار المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها القطاع المالي والمصرفي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إصدار توصيات للحد ّ من هذه المخاطر بما فيها المخاطر النظامية‪ ،‬وذلك بهدف‬ ‫‪-‬‬
‫حماية القطاع المالي والمصرفي‪.‬‬
‫إصدار توصيات لجهة مواءمة وعدم التعارض فيما بين التنظيمات التي تصدرها‬ ‫‪-‬‬
‫الهيئات الرقابية على القطاع المالي والمصرفي‪.‬‬

‫يت ّم تبادل المعلوم ات بين لجن ة الرقاب ة على المص ارف ومص رف لبن ان باس تمرار‬
‫حوألوضاع القطاع المصرفي‪.‬‬

‫وحدة االستقرار الم‪aa‬الي‪ a:‬ق ام مص رف لبن ان المرك زي بإنش اء "وح دة االس تقرار‬ ‫ب‪.‬‬
‫الم الي" في ع ام ‪ ،2014‬حيث تم تكلي ف الن ائب الث الث لح اكم مص رف لبن ان‬
‫باإلشراف على هذه الوحدة‪ ،‬وتتمثل مهام الوحدة الرئيسة في ما يلي‪ :‬مراقبة سالمة‬
‫أوضاع القطاع المصرفي والمالي والعم ل على ت أمين اس تقراره واق تراح الت دابير‬
‫الالزمة للتح ّو ط من المخاطر ال تي ق د يتع رض له ا‪ ،‬إنش اء نظ ام لإلن ذار المبك ر‬
‫وتطويره وتشغيله وإدارته‪ ،‬إبالغ الحاكم فورا بأي مخاطر يتبين لها أنه ا ق د تط ال‬
‫القطاع المصرفي‪ ،‬والعمل مع هيئة األس واق المالي ة وجمي ع ال وزارات واإلدارات‬
‫‪36‬‬
‫‪2018‬‬

‫الرسمية والمؤسس ات والهيئ ات المعني ة س واء ك انت عام ة أو خاص ة ومحلي ة أو‬
‫دولية بغية االستحصال على المعلومات الكافية للقيام بمهامها ‪.‬‬

‫ويعتبر وجود هذه الوحدة داخل مص رف لبن ان المرك زي أم راً ض روريا ً‪ ،‬لكونه ا‬
‫تساهم في رصد كل أن واع األزم ات المالي ة والمص رفية واالقتص ادية ال تي ق د تق ع‬
‫والمحتمل ة في األس واق الداخلي ة والخارجي ة‪ ،‬وه و م ا يس اعد حتم ا ً المص رف‬
‫المركزي على اتخاذ جميع االجراءات المناسبة لمواجهتها والتصدي لها‪.‬‬

‫دائرة التعاميم والدراسات‪ a‬وحماية العميل‪ :‬ال تي تم إنش اؤها في لجن ة الرقاب ة على‬ ‫ج‪.‬‬
‫المصارف لتتولى المهام التالية‪:‬‬

‫متابعة مؤشرات السالمة المالية وإعداد تقارير نصف سنوية حول وضع القط اع‬ ‫‪-‬‬
‫المصرفي مع األخذ باالعتبار التطورات في األوضاع االقتصادية وتأثيره ا على‬
‫أداء القطاع المصرفي ‪.‬‬
‫متابعة أوضاع الدول التي تتع ّر ض إليها المصارف اللبنانية وإعداد تقارير دورية‬ ‫‪-‬‬
‫بهذا الشأن ‪.‬‬
‫متابعة وإع داد تق ارير ح ول أوض اع القطاع ات االقتص ادية ال تي تتع رّض له ا‬ ‫‪-‬‬
‫المصارف اللبنانية‪.‬‬
‫اقتراح السياسات االحترازية الكلية‪ ،‬واإلجراءات المرتبطة بها ‪،‬وإع داد التع اميم‬ ‫‪-‬‬
‫الالزمة لهذا الشأن‪.‬‬

‫أم ا على المس توى التش ريعي والتنظيمي‪ ،‬فق د أص در مص رف لبن ان العدي د من‬
‫التنظيم ات ال تي تس اهم في تعزي ز امتث ال لبن ان إلى المع ايير الدولي ة وأفض ل‬
‫الممارس ات من جه ة وتحص ين االس تقرار الم الي من جه ة أخ رى‪ .‬وتش مل أه ّم‬
‫التنظيمات الصادرة ما يلي‪:‬‬

‫تط بيق المعي ار ال دولي للتق ارير المالي ة ‪ :IFRS 9‬وق د أص بحت آلي ة تك وين‬ ‫‪-1‬‬
‫المؤون ات ل دى المص ارف والمؤسس ات المالي ة العامل ة في لبن ان ابت دا ًء من‬
‫‪ 1/1/2018‬مبنية على الخسارة اإلئتمانية المتوقعة‪ .‬شددت التعليم ات الص ادرة‬
‫على أهميّة الحوكمة وضرورة وضع السياس ات واإلج راءات الالزم ة المواف ق‬
‫‪37‬‬
‫‪2018‬‬

‫عليها من قب ل مجلس لتص نيف األص ول وتك وين مؤون ات الخس ائر اإلئتماني ة‬
‫المتوقعة‪ .‬كما تناولت التعليم ات دور وح دة إدارة المخ اطر في تط بيق المعي ار‬
‫الدولي وأهميّة التعاون بين مختلف الدوائر لحسن التطبيق واالحتساب الص حيح‬
‫للمؤونات المتوجبة على األصول واإللتزامات المالية الخاضعة للمعيار‪.‬‬

‫الوقاي ة من األفع ال الجرمي ة اإللكتروني ة‪ :‬نتيج ة نم و األفع ال الجرمي ة‬ ‫‪-2‬‬


‫واإللكترونية في العالم وتأثيرها على االستقرار المالي من جهة وتنامي استخدام‬
‫الوسائل اإللكترونية في العمليات المالية من جهة أخرى‪ ،‬ك ان ال ب ّد من تعزي ز‬
‫ق درة المص ارف والمؤسس ات المالي ة على مواجه ة المخ اطر الناجم ة عن‬
‫الهجومات اإللكترونية‪ .‬وقد شدد النظ ام الص ادر‪ ،‬باإلض افة إلى األم ور التقني ة‬
‫التي يتوجب توفرها‪ ،‬على أهميّة وضع سياسات عامة تشمل ما يلي‪:‬‬
‫تحليل مخاطر الجرائم اإللكترونية المحتملة‬ ‫•‬
‫إنشاء فريق عمل متخصص للوقاية من األفعال الجرمي ة بالوس ائل‬ ‫•‬
‫اإللكترونية ‪.‬‬
‫تبادل المعلومات المتعلقة باألفع ال الجرمي ة بالوس ائل اإللكتروني ة‬ ‫•‬
‫مع الجهات المعنية داخل وخارج المصرف أو المؤسسة المالية ‪.‬‬
‫توعي ة الم وظفين والعمالء ح ول الوقاي ة من األفع ال الجرمي ة‬ ‫•‬
‫اإللكترونية ‪.‬‬

‫‪ -3‬خطّة التعافي للمصارف‪ :‬عمالً بتوصيات فريق العمل المشترك لصندوق انقد‬
‫الدولي والبنك الدولي التابعة ضمن إطار برنامج تقييم االستقرار المالي الذي خضع‬
‫له لبنان في العام ‪ ،2016‬وانسجاما ً مع المعايير االساسية ألنظمة االنقاذالفاعلة ) ‪Key‬‬
‫‪ ،(Attributes of Effective Resolution Regimes for Financial Institutions‬ال سيما‬
‫المعيار المتعلق بخطة التعافي‪ ،‬طُلب من المصارف اللبنانية إعداد خطّة تعافي‬
‫تتماشى مع هذه المعايير الدولية وتحديثها سنويا ً وتزويد لجنة الرقابة على المصارف‬
‫بها فور إقرارها‪ .‬ويهدف إصدار هذا النظام إلى إضافة آليات رقابية أكثر مرونة‬
‫تطلب من المصارف وضع خطط التعافي الالزمة التي تضمن إعادة االستقرار إلى‬
‫أوضاعها المالية عند مواجهة أي صعوبات مستقبلية في أوقات األزمات‪ ،‬وذلك دون‬
‫تدخل السلطات التنظيمية والرقابية‪ .‬كما تناولت التعليمات الصادرة أهميّة تحديد‬
‫مؤشرات خطّ ة التعافي مع أخذ باالعتبار التوقعات المستقبلية ووضع سيناريوهات‬
‫‪38‬‬
‫‪2018‬‬

‫الحاالت الضاغطة التي تؤدي إلى تفعيل الخطّة وتحديد خيارات التعافي المناسبة لك ّل‬
‫سيناريو‪.‬‬

‫مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب والته ّرب الضريبي‪ :‬بعد سلسة األنظم ة‬ ‫‪-4‬‬
‫التي صدرت حول موضوع مكافحة غسل األموال وتموي ل اإلره اب والته رّب‬
‫الضريبي‪ ،‬أصدرت اإلجراءات التطبيقية المتعلّق ة بالتب ادل التلق ائي للمعلوم ات‬
‫لغايات ضريبية‪ .‬حدد هذا النظام متطلبات إجراءات العناي ة الواجب ة المفروض ة‬
‫على المص ارف وآلي ة التص ريح عن الحس ابات الخاض عة لق انون تب ادل‬
‫المعلومات لغايات ضريبية‪ .‬كما ت ّم إصدار العديد من األنظمة ال تي س اهمت في‬
‫تعزيز النظام المعتمد في لبنان لجهة مكافحة تبييض األموال وتمويل اإلرهاب ‪.‬‬

‫حماي ة العمالء والش مول الم الي‪ :‬ض من إط ار خطّ ة مص رف لبن ان لتعزي ز‬ ‫‪-5‬‬
‫الشمول المالي‪ ،‬ت ّم الطلب من المصارف تضمين السياسة واإلج راءات المتعلق ة‬
‫بأصول إجراء العمليات المصرفية والمالية م ع العمالء إج راءات خاص ة تأخ ذ‬
‫باالعتبار حق ذوي الحاجات الخاصة عموما ً والمكفوفين خصوصا ً في االستفادة‬
‫من الخدمات المص رفية والمالي ة‪ .‬تش مل ه ذه اإلج راءات على س بيل المث ال ال‬
‫الحص ر ت أمين المم رات والمنح درات الالزم ة لهم وتخص يص ع دد معين من‬
‫أجهزة‬
‫ّ‬
‫راف اآللي‬ ‫الص راف اآللي المؤهل ة تقني ا ً وفني ا ً كي تس تعمل من قبلهم كالص‬
‫الناطق‪ .‬كم ا تم إض افة ً إلى ذل ك‪ ،‬وض ع إط ار تنظيمي يش جّع المص ارف فتح‬
‫فروع لها وتثبيت ص ّرافات آلية في المناطق النائية في لبنان‪.‬‬

‫دولة ليبيا‬

‫يعتبر االستقرار الم الي من أهم أولوي ات مص‪aa‬رف ليبي‪aa‬ا المرك‪aa‬زي‪ .‬فعلى ال رغم من‬
‫الظروف ال تي تم ر به ا البالد إال أن مص رف ليبي ا المرك زي يب ذل قص ارى جه ده‬
‫لتعزيز االستقرار الم الي‪ .‬ففي ه ذا اإلط ار تم اس تحداث قس م االس تقرار الم الي في‬
‫إدارة البح وث واإلحص اء‪ ،‬وال ذي يع نى بمتابع ة التط ورات االقتص ادية الكلي ة‬
‫وأوض اع المؤسس ات المص رفية وغ ير المص رفية لمواجه ة التح ديات والمخ اطر‬
‫المحتملة‪ .‬كما يصدر مصرف ليبيا المرك زي تقري راً س نويا ً عن مؤش رات الس المة‬
‫‪39‬‬
‫‪2018‬‬

‫المالية في القطاع المص رفي اللي بي وال ذي يتض من أوض اع القط اع المص رفي من‬
‫حيث تطور هيكله والبيانات المجمعة للمصارف التجارية فضالً عن مؤشرات مالءة‬
‫راس المال والسالمة المالية بالمصارف التجارية العاملة في ليبيا‪.‬‬

‫أم ا على ص عيد التط ورات التش ريعية والمؤسس اتية لتعزي ز االس تقرار الم الي في‬
‫القطاع المصرفي‪ ،‬فإن مصرف ليبيا المركزي معني بتحقيق االستقرار في المستوى‬
‫العام لألسعار وفقا ً ألحكام القانون رقم )‪ (1‬لسنة ‪ 2005‬بشأن المصارف‪ ،‬فضالً عن‬
‫انشاء وحدة للمعلومات المالية على مستوى الدولة‪ ،‬ووحدة مكافحة غسل األموال في‬
‫المصرف المركزي‪ .‬تم تعديل القانون رقم) ‪ (1‬لسنة ‪ 2005‬الذي تم تعديل ه بص دور‬
‫القانون رقم )‪ (46‬لسنة ‪ 2012‬وال ذي يتض من فص ل خ اص بالص يرفة اإلس المية‪،‬‬
‫فضال عن إنشاء وحدة للمعلومات المالية على مستوى الدولة‪ ،‬ووحدة مكافح ة غس ل‬
‫األموال في المصرف المركزي‪.‬‬

‫جمهورية مصر العربية‬

‫يستهدف البنك‪ a‬المركزي المصري تحسين الشفافية وتحلي ل ُمخ تلَ ف مخ اطر النظ ام‬
‫المالي وتسهيل االتص ال م ع المجتم ع الم الي على نط اق واس ع‪ ،‬وذل ك تماش يا م ع‬
‫الممارسات الدولية في مجال التقييم والتبليغ عن مخاطر النظام المالي ال تي يمكن أن‬
‫ته دد االس تقرار الم الي‪ .‬كم ا يس تهدف البن ك المرك زي المص ري إص دار تقري ر‬
‫االستقرار المالي بشكل سنوي منتظم‪.‬‬

‫في ذات السياق‪ ،‬أنشأ البنك المركزي المصري في عام ‪ 2006‬وح دة مس تقلة ‪،‬تحت‬
‫مسمى" إدارة مراقبة المخاطر الكلية"‪ ،‬تعنى بإعداد مؤشرات اإلنذار المبكر وتحليل‬
‫مؤش رات االح تراز الكلي لتحلي ل القط اع المص رفي الكلي‪ .‬وينص ب ترك يز ه ذه‬
‫الوحدةعلى القطاع المصرفي‪ ،‬ولكن تدرس أيضا ً التطورات في قطاعات أخ رى من‬
‫االقتصاد واألسواق المالية المصرية للكشف عن أي نق اط ض عف محتمل ة ق د ت ؤثر‬
‫على النظام المصرفي‪.‬‬

‫كم ا تت ولى ه ذه الوح دة إص دار تقري ر االس تقرار الم الي الس نوي ‪،‬باإلض افة إلى‬
‫مجموعة من التقارير الداخلية المعنية بتحليل ق درة القط اع المص رفي على مواجه ة‬
‫ت داعيات األزم ات أخ ذاً باالعتب ار مؤش رات البيئ ة االقتص ادية الكلي ة‪ ،‬ومؤش رات‬
‫‪40‬‬
‫‪2018‬‬

‫السالمة المصرفية‪ ،‬وغيره ا من مؤش رات مخ اطر القط اع المص رفي‪ ،‬إض افةً إلى‬
‫القيام باختبارات التحمل بصورة دورية ‪.‬‬

‫يتناول تقرير االستقرار المالي تحليل ألهم التطورات االقتصادية العالمي ة والمحلي ة‬
‫ومدى تأثيرها على االس تقرار الم الي‪ ،‬كم ا يتض من تحلي ل التط ورات الرئيس ة في‬
‫النظ ام الم الي بقطاعي ه المص رفي وغ ير المص رفي وت أثير ذل ك على االس تقرار‬
‫المالي‪ .‬أيضا ً يتطرق التقرير إلى البنية التحتية للنظ ام الم الي وأب رز االتجاه ات في‬
‫نظم المدفوعات والتسوية ‪،‬إضافةً إلى استراتيجية الشمول المالي‪ .‬هذا‪ ،‬وقد تم تكليف‬
‫إدارة مراقب ة المخ اطر الكلي ة‪ ،‬وهي إح دى اإلدارات الثم ان في قط اع الرقاب ة‬
‫واإلشراف‪ ،‬بأن تراقب االتجاهات والمخاطر في الجه از المص رفي المص ري على‬
‫المستوى الكلي‪ ،‬وتطوير القدرة على إجراء تحليل التحوط الكلي‪.‬‬

‫على صعيد تنظيم الصناعة المالية ‪،‬قام البنك المركزي المص ري بإص دار تعليمات ه‬
‫للبنوك التخاذ اإلجراءات الالزمة لتطبيق مقررات بازل ‪ ،III‬فيما يتعلق بالمتطلب ات‬
‫الخاصة بتعزيز القواعد الرأسمالية‪ ،‬وكذلك قيام البنوك بتدعيم أسس الرقابة الداخلي ة‬
‫وتطبيق مبادئ الحوكمة‪ ،‬ومعايير المحاسبة الدولية‪ ،‬بم ا يض من تحس ن في مس توى‬
‫المالءة المالية للبنوك ‪.‬كما تم إلزام البنوك بتطبيق المع ايير الدولي ة للتق ارير المالي ة‬
‫رقم ‪ ،9‬اعتباراً من عام ‪ ،2019‬واالستعداد لذلك من خالل تكوين احتي اطي مخ اطر‬
‫بنكية بنسبة ‪ 1‬في المائة من إجمالي المخاطر االئتماني ة المرجح ة ب أوزان مخ اطر‪،‬‬
‫وذل ك بغ رض ت دعيم المراك ز المالي ة للبن وك لمواجه ة الزي ادة المتوقع ة في حجم‬
‫المخصصات‪ .‬كما أطلق البنك المرك زي المص ري ع دد من المب ادرات والتعليم ات‬
‫الرقابية تستهدفترسيخ مفهوم الشمول المالي‪ ،‬فض الً عن إص دار تقري ر رس مي عن‬
‫الشمول المالي في مصر‪ .‬تشمل المبادرات أيضا ً تمويل المشروعات متناهية الصغر‬
‫والصغيرة والمتوسطة‪ ،‬بحيث ي ُشكل إجمالي الق روض الموجه ة للمنش تت الص غيرة‬
‫والمتوس طة ‪ 20‬في المائ ة من إجم الي المحفظ ة االئتماني ة لك ل بن ك بحل ول ع ام‬
‫‪.2020‬‬

‫كذلك ‪،‬أصدر البن ك المرك زي المص ري تعليمات ه في ين اير ‪ 2016‬لتش جيع البن وك‬
‫على منح الق روض والتس هيالت االئتماني ة للمنش تت الص غيرة بس عر عائ د ُمخفض‬
‫يصل إلى ‪ 5‬في المائة متناقص‪ ،‬أما شريحة الشركات المتوسطة فيصل عائد التمويل‬
‫الممنوح لها إلى ‪ 7‬في المائة متناقص من أجل تمويل آالت ومع دات وخط وط إنت اج‬
‫‪41‬‬
‫‪2018‬‬

‫جدي دة ‪.‬إض افةً إلى إص دار دلي ل حماي ة عمالء الش ركات والجمعي ات والمؤسس ات‬
‫األهلي ة ال تي ت زاول نش اط التموي ل متن اهي الص غر‪ ،‬متض منا ً الح د األدنى من‬
‫ممارسات ومعايير أخالقية ومتطلبات التوعية للعمالء‪ ،‬ونظم االس تعالم عن العمالء‬
‫ونظام االستعالم االئتماني‪ ،‬وكذا التمويل الجم اعي واالعتب ارات ال واجب مراعاته ا‬
‫عند منح التمويل لعميل أو مجموعة عمالء متضامنين ‪.‬‬

‫هذا باإلضافة إلى إصدار تعريف موحد لتلك الشركات والمؤسسات وإصدار تعريف‬
‫للشركات المملوكة أو المدارة من قبل الم رأة‪ ،‬وتخفيض الح د األدنى لحجم األعم ال‬
‫الس نوية )المبيع ات‪/‬اإلي رادات الس نوية( للش ركات والمنش تت الص غيرة العامل ة في‬
‫المجال الزراعي والتصنيع الزراعي واأللبان واألعالف وال ثروة الس مكية والداجن ة‬
‫والحيوانية تحت مظلة المبادرة سالفة الذكر‪ .‬وقد أسفرت هذه المب ادرة عن زي ادة في‬
‫محفظة القروض الممنوحة للشركات متناهي ة الص غر والص غيرة والمتوس طة خالل‬
‫الفترة من نهاية ديسمبر ‪ 2015‬وحتى نهاية يوني و ‪ 2018‬بنح و ‪ 110.8‬ملي ار جني ه‬
‫مصري‪.‬‬

‫من جانب آخر‪ ،‬أصدر البنك المركزي المصري العديد من التعليم ات الرقابي ة ال تي‬
‫اس تهدفت تعزي ز الش مول الم الي‪ ،‬من أهمه ا إص دار تعليم ات فتح ف روع البن وك‬
‫الص غيرة الس يما بالمن اطق النائي ة والري ف به دف إتاح ة الخ دمات المص رفية‬
‫للمواطنين‪ ،‬فضالً عن العمل على تطوير البنية المالية التحتية‪ ،‬وذلك من خالل إنشاء‬
‫ش ركة لالس تعالم االئتم اني ”‪ ،“I-Score‬باإلض افة إلى دعم الش ركات الص غيرة‬
‫والمتوسطة عن طريق ش ركة ض مان مخ اطر االئتم ان‪ ،‬من خالل إص دار ض مانة‬
‫بقيمة ‪ 2‬مليار جنيه مصري للشركة مقابل قيامها بإص دار ض ماناتها للبن وك لتغطي ة‬
‫جزء من المخاطر المصاحبةلتمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة‪.‬‬

‫كما يتعاون البنك المركزي المصري مع الهيئة العامة للرقابة المالية في تهيئة البيئ ة‬
‫التنظيمية لتقديم المنتجات المختلفة من أنظمة التمويل غ ير المص رفي‪ ،‬والعم ل على‬
‫أن تصل تلك المنتجات ألكبر قدر من شرائح المجتمع ‪.‬‬

‫من أجل دعم القطاع المالي غير المصرفي‪ ،‬تقوم الهيئة العامة للرقابة المالي ة بتنمي ة‬
‫وتط وير أنش طة التموي ل غ ير المص رفي مث ل التموي ل العق اري والت أجير‬
‫التمويلي ‪،‬والتخصيم والتمويل متناهي الصغر‪ .‬في ذات السياق‪ ،‬قام البن ك المرك زي‬
‫‪42‬‬
‫‪2018‬‬

‫بإطالق مبادرة للتمويل العقاري تستهدف محدودي ومتوسطي الدخل‪ ،‬وبأسعار فائدة‬
‫تبلغ ‪ 5‬في المائة للفئة تحت محدودي الدخل‪ ،‬و‪ 7‬في المائة لفئة محدودي ال دخل‪ ،‬و‪8‬‬
‫في المائة لمتوسطي الدخل‪ ،‬و‪ 10.5‬في المائة لشريحة ال دخل ف وق المتوس ط‪ ،‬وم دة‬
‫أقص اها ‪ 20‬س نة‪ .‬كم ا أص درت الهيئ ة العام ة للرقاب ة المالي ة أول مع ايير للتق ييم‬
‫العقاري‪ ،‬وتم إص دار الش روط الموح دة لمنح ق روض التموي ل العق اري لمح دودي‬
‫الدخل في نوفمبر ‪ ،2016‬حيث تتضمن شروط تعامل البنوك مع أصحاب المعاشات‬
‫والمستفيدين منها وأصحاب المهن الحرة نظراً النخفاض دخولهم أو ص عوبة إثباته ا‬
‫‪.‬‬

‫على ص عيد الخ دمات المص رفية الرقمي ة ونظم ال دفع والتس وية‪ ،‬أص در البن ك‬
‫المرك زي المص ري‪ ،‬في نوفم بر ‪ ،2016‬اإلص دار الجدي د من "القواع د المنظم ة‬
‫لتقديم خدمات الدفع باستخدام الهاتف المحمول" وق د ت زامن ذل ك م ع إص دار وح دة‬
‫مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب "إج راءات العناي ة الواجب ة بعمالء خ دمات‬
‫الدفع باستخدام الهاتف المحمول"‪ ،‬حيث تمثل الحزمة المتكامل ة الجدي دة من القواع د‬
‫واإلجراءات خطوة إيجابية نحو التوسع في استخدام خدمات ال دفع من خالل اله اتف‬
‫المحمول‪ .‬من أجل تعزيز الشمول المالي وخاصة محدودي الدخل والش باب وس كان‬
‫المناطق النائية للحصول على الخدمات البنكية بسرعة وأقل تكلفة‪ .‬أص درت الوح دة‬
‫أيض ا ً إج راءات العناي ة الواجب ة المبس طة لعمالء خ دمات ال دفع تض منت الح دود‬
‫القص وى لقيم المحاف ظ اإللكتروني ة بالنس بة لألش خاص االعتب اريين والطبيع يين‬
‫باإلضافة للحد األقصى للتحويل والسحب خالل الي وم الواح د والش هر‪ ،‬م ع الترك يز‬
‫على مراقبة األنشطة االحتيالية وحماية حقوق العمالء‪ .‬كم ا أص در البن ك المرك زي‬
‫القواعد المنظمة لتقديم الخدمات المصرفية عبر شبكة اإلنترنت والتي وض عت الح د‬
‫األدنى الالزم لتقديم تلكالخدمات بطريقة آمنة‪.‬‬

‫في مجال البنية التحتية أصدر البنك المركزي المص ري تعليمات ه في ش أن الج وانب‬
‫التالية‪:‬‬

‫إلزام جميع الجهات الحكومية بعدم سداد أي مستحقات للموردين المتعاق دين م ع‬ ‫•‬
‫تلك الجهات تزيد قيمته ا عن عش رين أل ف جني ه بص ورة نقدي ة أو عن طري ق‬
‫شيكات مصرفية‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫‪2018‬‬

‫تكليف كافة الجهات الحكومية التي تقدم خدمات عامة للجمه ور أو ت دير مراف ق‬ ‫•‬
‫عامة أن تتيح للمتعاملين معها وسائل للدفع غير النق دي واس تهداف االنته اء من‬
‫ذلك على مراحل خالل عامين‪.‬‬
‫إعفاء المواطنين من المصاريف الخاص ة بفتح حس اب لخ دمات ال دفع باله اتف‬ ‫•‬
‫المحمول وخفض المصاريف الخاصة بخدمات الدفع من خالل الهاتف المحمول‬
‫بنسبة ‪ 50‬في المائة حتى نهاية مارس ‪.2019‬‬
‫االعتماد على منظومة دفع ذات عالمة تجارية وطنية في الم دفوعات الحكومي ة‬ ‫•‬
‫وأعمال صرف الدعم في صورتيه العينية والنقدي ة حيث تم بالفع ل إص دار أول‬
‫كارت بالمنظومة في سبتمبر ‪.2018‬‬
‫الموافقة على إحالة مشروع قانون تنظيم استخدام وسائل ال دفع غ ير النق دي إلى‬ ‫•‬
‫مجلس الوزراء تمهيداً للعرض على مجلس النواب‪.‬‬

‫المملكة المغربية‬

‫إنطالق اً من الدروس المستقاة من األزمة المالية العالمية ومن اإلص الحات ال تي تم‬
‫إقرارها على الصعيد الدولي في مجال اإلشراف والتنظيم الم الي ومن االس تفادة من‬
‫النتائج المستخلصة من تجربة محاكاة س يناريو أزم ة نظامي ة أ ُج ر َيت س نة ‪،2009‬‬
‫قام كل من بنك المغ‪aa‬رب ووزارة االقتص اد والمالي ة وهيئ ة مراقب ة س وق الرس اميل‬
‫والهيئة المكلفة باإلش راف على قط اع التأمين ات واالحتي اط االجتم اعي‪ ،‬بعم ل ه ام‬
‫يهدف إلى إحداث أسس متينة إلطار المراقبة االحترازية الكلي ة واالس تقرار الم الي‪،‬‬
‫الذي ينبني على منظومة مؤسس اتية وتش غيلية ت رمي إلى تحدي د المخ اطر النظامي ة‬
‫وضبطها وت دبير األزم ات المحتمل ة وتعري ف وتفعي ل األدوات االحترازي ة الكلي ة‪،‬‬
‫يشمل التالي‪:‬‬

‫اإلط‪aaaa‬ار‪ a‬الق‪aaaa‬انوني‪ a:‬تم تع ديل الق انون البنكي في أواخر‪ ،2014‬وإنش اء لجن ة‬ ‫أ‪.‬‬
‫التنس يقوالرقابة على المخ اطر الش مولية وتعري ف ه ذه المخ اطر‪ 4‬وتحدي د مفه وم‬
‫المراقبة االحترازية الكلية‪.5‬‬

‫‪ 4‬خطر شمولي هو خطر اضطراب الخدمات المالية ناتج عن عجز كلي أو جزئي للنظام المالي والذي يمكنه أن يؤدي إلى نتائج‬
‫خطيرة على االقتصاد‪.‬‬
‫‪ 5‬رقابة احترازية كلية هي جميع أدوات التنظيم والرقابة المتعلقة بالقواعد االحترازية للمؤسسات المالي ة الهادف ة إلى المحافظ ة‬
‫على استقرار النظام المالي وضبط الخطر الشمولي‪.‬‬
‫‪44‬‬
‫‪2018‬‬

‫كم ا تمت المص ادقة من ط رف المجلس الحك ومي في ش هر يولي و ‪ 2017‬على‬


‫مشروع مراجعة القانون األساسي لبنك المغرب‪ ،‬ال ذي يه دف إلى توس يع مه ام‬
‫البنك لتشمل مساهمته في تعزيز االس تقرار الم الي‪ ،‬وك ذا تك ييف أدوات تدخل ه‬
‫م ع ه ذه المهم ة‪ ،‬وال رقي به ذا الق انون األساس ي إلى مرتب ة مطابق ة ألفض ل‬
‫المعايير المعمول بها دوليا‪ ،‬وتعزيز استقاللية بنك المغ رب‪ .‬كم ا تم النص على‬
‫أحكام جديدة تمكن من التشاور المنتظم بين الوزير المكل ف بالمالي ة ووالي بن ك‬
‫المغرب من أجل ضمان انسجام السياسة االحترازية الكلية وكذا السياسة النقدي ة‬
‫مع األدوات األخرى المتعلقة بالسياسات االقتصادية الكلية‪ .‬تجدر اإلش ارة أيض‬
‫اً‪ ،‬أنه تم إصدار القانون القاض ي بإح داث الهيئ ة المس تقلة ألس واق رأس الم ال‬
‫س نة ‪ 2013‬والق انون المح دث للهيئ ة المس تقلة لمراقب ة التأمين ات واالحتي اط‬
‫االجتماعي سنة ‪.2014‬‬

‫اإلط‪aa‬ار‪ a‬المؤسس‪aa‬ي‪ :‬تم إح داث لجن ة التنس يق والرقاب ة على المخ اطر الش مولية‬ ‫ب‪.‬‬
‫بموجب القانون رقم ‪ 103-12‬المتعل ق بمؤسس ات االئتم ان والهيئ ات المعت برة في‬
‫حكمها لتحل محل لجنة التنسيق بين هيئات مراقبة القط اع الم الي ال تي تم إنش اؤها‬
‫بموجب القانون المص رفي في س نة ‪ .2006‬ويترأس ها والي بن ك المغ رب‪ ،‬وتض م‬
‫ممثلين عن هيئة مراقبة التأمين ات واالحتي اط االجتم اعي والهيئ ة المكلف ة بمراقب ة‬
‫أسواق رأس المال ووزارة االقتصاد والمالية‪.‬‬

‫تتمثل مهام هذه اللجنة‪ ،‬في التنسيق بين أنشطة أعضائها في مجال اإلشراف على‬
‫المؤسس ات الخاض عة لمراقبته ا‪ ،‬وتنس يق عملي ات اإلش راف ال تي تق وم به ا‬
‫المؤسسات المكلفة بمراقبة الوحدات التي تكوّن تكتال ً مالي اً‪ ،‬وتحديد المؤسسات‬
‫ذات األهمية النظامية‪ ،‬ومراقبة وتنسيق آليات تنظيمها‪ ،‬وتحلي ل وض عية القط اع‬
‫المالي وتق ييم المخ اطر النظامي ة والس هر على اتخ اذ الت دابير الالزم ة لتفاديه ا‪،‬‬
‫والتنس يق بين اإلج راءات المتخ ذة لح ل األزم ات وتنس يق أنش طة التع اون‬
‫وتباداللمعلومات مع النظراء األجانب‪.‬‬

‫وتعقد هذه اللجنة اجتماعات دورية نص ف س نوية‪ ،‬تت دارس فيه ا المخ اطر ال تي‬
‫تواجه النظام المالي اعتم ادا بالخص وص على خريط ة للمخ اطر الش مولية ال تي‬
‫تشمل القطاع البنكي والتأمينات وسوق الرساميل‪ ،‬كما تقَُيِّم متانة المؤسس ات ذات‬
‫األهمية الشمولية‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫‪2018‬‬

‫تم إنشاء لجن‪aa‬ة االس‪aa‬تقرار‪ a‬الم‪aa‬الي‪ ،‬كلجنة داخلي ة ببن ك المغ رب‪ ،‬في أبري ل ‪،2012‬‬
‫وتتولى تقييم المخاطر ال تي ته دد االس تقرار الم الي ودراس ة اإلج راءات واألدوات‬
‫االحترازية الكلية التي يجب اتخاذها للتخفيف من تلك المخاطر‪ .‬وتق وم ه ذه اللجن ة‪،‬‬
‫في إط ار اختصاص اتها‪ ،‬بتق ييم خريط ة المخ اطر الش مولية ونق ط ض عف النظ ام‬
‫الم الي‪ ،‬كم ا تس هر على تق ييم ت أثير السياس ات الم اكرو اقتص ادية على االس تقرار‬
‫المالي‪ .‬تعقد هذه اللجنة كذلك اجتماعات نصف سنوية‪ ،‬تعتبر تحضيرية الجتماع ات‬
‫لجنة التنسيق واإلشراف على المخاطر الشمولية‪.‬‬

‫تم إحداث لجنة ت دبير األزم ات بمقتض ى اتفاقي ة أب رمت س نة ‪ 2012‬بين الس لطات‬
‫المالية ووزارة االقتصاد المكلفة بالمالية‪ ،‬ويترأسها وزير االقتصاد والمالي ة‪ ،‬وتض م‬
‫وال َي بنك المغرب ومسؤولي هيئة مراقبة التأمينات واالحتياط االجتم اعي‪ ،‬والهيئ ة‬
‫المكلفة بمراقبة أسواق الرساميل‪ .‬وتتجلى مهمة هذه اللجنة في تنسيق أنشطة الهيئات‬
‫المكونة لها في مجال تدبير األزمات المالية التي قد تستدعي التدخل المالي للدولة‪.‬‬

‫في ه ذا الص دد وفي ح ال ح دوث أزم ة ذات ط ابع نظ امي‪ ،‬تجتم ع لجن ة التنس يق‬
‫واإلشراف على المخاطر التنظيمي ة بغي ة تق ييم الوض عية‪ ،‬وتنس يق أش غالها‪ ،‬وعن د‬
‫االقتضاء‪ ،‬اتخاذ القرار بشأن تفعيل لجنة تدبير األزمات‪.‬‬

‫تجدر اإلش ارة إلى أن ه في ح ال اعت برت لجن ة التنس يق واإلش راف على المخ اطر‬
‫التنظيمية‪ ،‬أن الوضعية تستدعي تدخال ماليا من الدولة‪ ،‬يقوم رئيسها بإخب ار ال وزير‬
‫المكل ف بالمالي ة بص فته رئيس ا للجن ة ت دبير األزم ات‪ .‬ويوافي ه بتحلي ل يش مل على‬
‫الخصوص) ‪ (1‬طبيعة الصدمة ونتائجها) ‪ (2،‬اقتراح اً أولي اً للتدابير الممكن ة لح ل‬
‫األزم ة و)‪ (3‬الج دول الزم ني الموص ى ب ه للعملي ات ال تي يجب إنجازه ا‪ .‬وتقيس‬
‫لجنةتدبير األزمات التداعيات النظامية الممكن ة لألزم ة وتص يغ اإلجاب ات المالئم ة‬
‫واالستراتيجية الممكن تنفيذها للخروج من األزمة‪.‬‬
‫وتق وم لجن ة التنس يق واإلش راف على المخ اطر التنظيمي ة بالتحالي ل التكميلي ة‬
‫المطلوبة ‪،‬عند االقتضاء‪ ،‬من طرف لجنة تدبير األزمات وتنسق تنفي ذ الت دابير ال تي‬
‫قررتها هذه األخيرة‪.‬‬

‫ج ‪.‬إطار التواصل وتبادل المعلومات‪ a:‬يتطلب النهوض باالستقرار المالي تحقيق‬


‫‪46‬‬
‫‪2018‬‬

‫التواصل بين جميع مكونات القط اع الم الي وغ ير الم الي‪ .‬في ه ذا اإلط ار‪ ،‬ق ررت‬
‫السلطات التنظيمية المشرفة على النظام الم الي‪ ،‬وعلى غ رار ب اقي ال دول‪ ،‬إص دار‬
‫تقرير سنوي حول االستقرار المالي‪ .‬تسعى السلطات من خالل هذا التقرير‪ ،‬إلى أن‬
‫تقدم للعموم رؤية شاملة حول وضعية النظام المالي والتوجهات االقتصادية والمالي ة‬
‫والمخاطر التي يمكن أن تطاله ‪.‬‬

‫ويناقش التقرير الذي يتم إعداده بش كل مش ترك بين بن ك المغ رب والهيئ ات المكلف ة‬
‫بتنظيم النظام المالي‪ ،‬حول أربعة فصول تتناول على التوالي‪:‬‬
‫أبرز التطورات الماكرو اقتصادية على الصعيدين العالمي والوطني والمخ اطر‬ ‫‪.1‬‬
‫المرتبطة بها وآثارها على النظام المالي‪،‬‬
‫الوضعية المالية للوحدات غ ير المالي ة وق درتها على اح ترام التزاماته ا المالي ة‬ ‫‪.2‬‬
‫إزاء النظام المالي‪،‬‬
‫تق ييم متان ة المؤسس ات المالي ة وق درتها على الص مود‪ .‬وتتن اول التحليالت أهم‬ ‫‪.3‬‬
‫المخاطر المتعلقة بقطاعات البنوك والتأمينات وأنظمة التقاعد‪،‬‬
‫التطورات التي تعرفها أس واق الرس اميل والبني ات التحتي ة للس وق‪ ،‬م ع تس ليط‬ ‫‪.4‬‬
‫الض وء على تق ييم أب رز المخ اطر ال تي يواجهه ا اس تقرار األس واق والبني ات‬
‫التحتية ذات األهمية النظامية‪.‬‬

‫يقُدم قبل هذه الفصول موجز عام يقدم لمحة عام ة عن أب رز التوجه ات االقتص ادية‬
‫والمالية التي تمت مالحظتها ارتباطا باالستقرار المالي‪.‬‬
‫إضافة إلى التقرير ح ول االس تقرار الم الي‪ ،‬فق د تم تنظيم ن دوات تحسيس ية محلي ة‬
‫وإقليمية حول قضايا االستقرار المالي لفائ دة أط ر الهيئ ات المالي ة المغربي ة ولفائ دة‬
‫التجمع ات المهني ة للنظ ام الم الي المغ ربي وبعض الهيئ ات الخارجي ة خاص ة تل ك‬
‫التيتمثل الدول االفريقية‪.‬‬

‫د ‪.‬تمارين محاكاة األزمة‪ :‬قام بنك المغرب بإنج از تمري نين لمحاك اة األزم ة‪ ،‬ب دعم‬
‫من البنك الدولي وبتعاون مع وزارة المالي ة والس لطات المالي ة األخ رى‪ .‬وتم إنج از‬
‫التم رين األول س نة ‪ 2009‬والث اني في ‪ .2014‬وك انت ه ذه التم ارين ته دف‬
‫بالخصوص إلى اختبار‪ ،‬من خالل سيناريو األزمة‪ ،‬سير األنظمة التنفيذية والقانونية‬

‫‪47‬‬
‫‪2018‬‬

‫القائمة‪ ،‬وكذا آليات تبادل المعلوم ات والتنس يق بين مختل ف الس لطات المش اركة في‬
‫هذه التمارين‪.‬‬

‫ش ملت الس يناريوهات المعتم دة بالنس بة لتم ارين المحاك اة المنج زة ع دة ص دمات‬
‫إلضفاء البعد النظامي على األزمة‪ .‬دام التمرين الثاني المنج ز في ‪ 2014‬طيل ة ي وم‬
‫واحد دون انقطاع‪ ،‬وقام به فريق تقني محلي مكون من ممثلي بنك المغرب‪ ،‬ووزارة‬
‫المالية وباقي السلطات المالية مع فريق البنك الدولي‪ .‬وتم على ش كل أح داث متتالي ة‬
‫تم إخبار المشاركين بها يوم التمرين‪.‬‬
‫من ج انب آخ ر ‪،‬وقّعت الس لطات المالي ة في المغ رب في مطل ع ع ام ‪ 2014‬على‬
‫اتفاقية تنشئ إطار اً لتبادل المعلومات فيما بينها‪ .‬وتحدد هذه االتفاقية المعلومات التي‬
‫سيتم تبادلها بين السلطات المذكورة في الحاالت العادية‪ ،‬وتلك التي يتعين تبادلها عند‬
‫وقوع أزمة ما‪.‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬تطورات أداء القطاع المصرفي في الدول العربية والمخاطر‬


‫المحتملة‬

‫كما سبقت اإلشارة‪ ،‬أبرزت األزمة المالية العالمية أهمية س المة القط اع المص رفي‬
‫في الحفاظ على اإلستقرار المالي واإلقتصادي‪ ،‬حيث تلعب البن وك دوراً أساس يا ً في‬
‫اإلقتص اد والمتمث ل بتوف ير الس يولة واإلحتياج ات التمويلي ة لتموي ل األنش طة‬
‫اإلقتصادية المختلفة األمر الذي يعُزز النمو االقتصادي ‪.‬كانت المراك ز المالي ة لع دد‬
‫‪48‬‬
‫‪2018‬‬

‫كبير من البنوك بداية األزمة ‪،‬مستقرة في الوالي ات المتح دة األمريكي ة‪ ،‬ولكن تع ثر‬
‫بنك ليمان براذرز أدى إلى انهيار البنوك األخرى واح داً تل و اآلخ ر بس بب مخ اطر‬
‫العدوى‪ ،‬بل وتعدى ذل ك ح دود الوالي ات المتح دة األمريكي ة بحيث وض عت النظ ام‬
‫المالي العالمي برمته في مخ اطر‪ ،‬األم ر ال ذي انعكس س لبا ً على اقتص ادات ال دول‬
‫وكب دتها خس ائر باهظ ة لس نوات عدي دة‪ ،‬ع زز ذل ك قناع ة الس لطات اإلش رافية أن‬
‫اس تقرار ك ل من النظ امين الم الي واإلقتص ادي ال يتحق ق إال إذا تم أخ ذ المخ اطر‬
‫المالية واإلقتصادية‬
‫)جنب ا ً إلى جنب( باإلعتب ار عن د إتخ اذ الق رارات في السياس ات اإلقتص ادية‬
‫واإلحترازية‪.‬‬

‫تبرز أهمية القطاع المصرفي في الدول العربي ة‪ ،‬من خالل دوره الحي وي المتمث ل‬
‫في رفد اإلقتصاد الوطني بالسيولة الالزم ة لألنش طة اإلقتص ادية المختلف ة‪ ،‬ويعُت بر‬
‫القط اع المص رفي في ال دول العربي ة أهم مك ون للنظ ام الم الي فعلى س بيل المث ال‬
‫شكلت موجودات القطاع المصرفي في كل من األردن‪ ،‬مصر‪ ،‬الكويت والبحرين ما‬
‫نس بته ‪ 94‬في المائ ة‪ 90 ،‬في المائ ة‪ 88 ،‬في المائ ة و‪ 85‬في المائ ة من موج ودات‬
‫النظام المالي على التوالي‪ .‬إضافةً ل ذلك‪ ،‬يُع د القط اع المص رفي في ال دول العربي ة‬
‫كب ير الحجم إذا م ا ق ورن بالن اتج المحلي اإلجم الي‪ ،‬فق د بل غ حجم موج ودات ه ذا‬
‫القطاع مقوم بال دوالر في نهاي ة ع ام ‪ 2017‬ح والي ‪ 3.2‬ترلي ون دوالر مش كالً م ا‬
‫نسبته ‪ 130‬في المائ ة من الن اتج المحلي اإلجم الي لمجم وع ال دول العربي ة‪ ،‬األم ر‬
‫الذي يوض ح أهمي ة تعزي ز متان ة ه ذا القط اع وبم ا ينعكس إيجابي ا ً على اإلس تقرار‬
‫اإلقتصادي والمالي في ال دول العربي ة‪ ،‬خصوص ا ً أن ه ذا القط اع واج ه العدي د من‬
‫التحديات والمخاطر التي أفرزتها األوضاع والمتغيرات اإلقليمية والعالمية‪ .‬وبالرغم‬
‫من ذلك‪ ،‬فق د اس تمر الط ابع اإليج ابي ألداء القط اع المص رفي الع ربي خالل الع ام‬
‫‪ ،2017‬حيث أظهرت البيانات اإلحصائية المجمعة للبنوك العربي ة تواص ل التحس ن‬
‫بشكل عام في المؤشرات الرئيسية ألداء القطاع المصرفي العربي بص ورة مجمع ة‪،‬‬
‫وإن كان ذلك قد يتفاوت في حال ةبعض ال دول العربي ة‪ ،‬حيث ظه ر ت أثير التح ديات‬
‫والظروف الصعبة التي تواجهها بعض الدول العربي ة‪ ،‬على أداء القط اع المص رفي‬

‫‪49‬‬
‫‪2018‬‬

‫فيه ا ‪،‬يس تعرض ه ذا الفص ل تط ور أداء القط اع المص رفي في ال دول العربي ة‬
‫ومخاطره‪.6‬‬

‫أ ‪.‬موجودات القطاع المصرفي‬


‫في الدول العربية‬

‫أخ ذ حجم موج ودات‬


‫القطاع المصرفي في ال دول‬
‫العربية بالنمو خالل الف ترة)‬
‫‪ (2016-2012‬ثم إس تقر‬
‫نس بيا ً خالل ع ام ‪ .2017‬إذ‬
‫بل غ حجم الموج ودات مق وم‬
‫بال دوالر األم ريكي ح والي‬
‫ار دوالر‬ ‫‪ 222,3‬ملي‬
‫أم ريكي في نهاي ة ع ام‬
‫‪ 2017‬مقاب ل ‪ 3,224‬ملي ار‬
‫دوالر أمريكي في نهاية عام‬
‫‪) 2016‬ش كل ‪ .(1-3‬ش هد‬
‫حجم الموج ودات للقط اع‬
‫المص رفي ارتفاع ا ً خالل‬
‫ع ام ‪ 2017‬ل دى معظم‬
‫ال دول العربي ة؛ إال أن‬
‫اإلنخفاض الطفي ف في حجم‬
‫الموج ودات ل دى القط اع‬
‫المصرفي‪ ،‬جاء بسبب تراجع حجم الموجودات )مقوما ً‬
‫بالدوالر األمريكي( في البنوك المصرية وبدرجة أقل البنوك العراقي ة‪ ،‬حيث تراج ع‬
‫حجم الموجودات في كل من البنوك المصرية والعراقية في نهاية ع ام ‪ 2017‬بنس بة‬
‫‪ 32.1‬في المائ ة و‪ 16.5‬في المائ ة مقارن ةً بنهاي ة ع ام ‪ 2016‬على الت والي‪،‬‬

‫‪ 6‬ال بد من التنويه قبل البدء بإستعراض هذا الفصل إلى أن البيان ات المتعلق ة بالقط اع المص رفي المص ري‬
‫تأثرت بسعر صرف الجنيه‪ ،‬حيث من الممكن أن تك ون البيان ات المتعلق ة به ذا القط اع نمت بالعمل ة المحلي ة‬
‫وبالوقت نفسه تراجعت عند تقويمها بالدوالر األمريكي‪.‬‬
‫‪50‬‬
‫‪2018‬‬

‫ويعُزى التراجع في حجم الموج ودات )مق وم اً بال دوالر( ل دى البن وك المص رية إلى‬
‫انخف اض قيم ة الجني ه المص ري مقاب ل ال دوالر األم ريكي خالل الع امين ‪ 2016‬و‬
‫‪ 2017‬م ع توج ه اإلنتق ال إلى س عر الص رف المع وم‪ ،‬علم ا ً أن موج ودات البن وك‬
‫المصرية إرتفعت بالعملة المحلية لنفس الفترة بنسبة ‪ 20‬في المائة لكن تراج ع قيم ة‬
‫الجني ه المص ري أدت إلى إنخف اض قيم ة موج ودات البن وك المص رية بال دوالر‬
‫األمريكي‪ ،‬أما البن وك العراقي ة فق د تراج ع حجم موجوداته ا في ع ام ‪ 2017‬بس بب‬
‫إع ادة تق ييم وتس وية بعض موج ودات المص ارف‪ ،‬أم ا بن وك بقي ة ال دول العربي ة‬
‫فالشكل) ‪ (2-3‬يبين معدل نمو حجم الموجودات فيها‪.‬‬

‫أما فيما يخص التوزيع النسبي لموجودات القطاع المصرفي العربي‪ ،‬فال زالت‬
‫البنوك اإلماراتية تستحوذ على الحصة األكبر‪ ،‬إذ إستحوذت البنوك اإلماراتية نهاية‬
‫عام ‪ 2017‬على ما نسبته ‪ 22.8‬في المائة من موجودات القطاع المصرفي‬
‫البنوك‬ ‫العربي ‪،‬تليها‬
‫شكل ‪: 3-3‬التوزيع النسبي للقطاع المصرفي اعربي من إجمالي‬
‫السعودية والقطرية‬ ‫الموجودات كما في نهاية عام ‪2017‬ل‬
‫بحصة سوقية بلغت ‪19.1‬‬ ‫اإلمارات‬

‫في المائة و‪ 11.7‬في المائة‬ ‫‪0.1%‬‬


‫مصر‬
‫لبنان‬
‫‪0.1%‬‬
‫على التوالي‪ ،‬بمعنى أن‬ ‫‪1.0%‬‬
‫‪4.0%‬‬
‫الكويت‬
‫‪2.8%‬‬ ‫المغرب‬
‫‪2.6%‬‬
‫البنوك اإلماراتية‬ ‫‪22.8%‬‬
‫عمُاُ‬
‫ن‬
‫‪11.7%‬‬ ‫ليبيا‬
‫والسعودية والقطرية‬ ‫‪8.2%‬‬
‫األردن‬
‫تونس‬
‫إستحوذت على حوالي‬ ‫‪19.1%‬‬
‫‪6.8%‬‬ ‫سطين‬
‫‪6.5%‬‬
‫‪ 53.6‬في المائة من‬ ‫السعودية‬
‫قطر‬
‫‪0.5%‬‬
‫موجودات القطاع‬ ‫‪1.3%‬‬
‫‪3.6% 2.6% 4.1%‬‬
‫البحرين‬
‫العراق‬
‫‪2.1%‬‬
‫المصرفي العربي‪ ،‬علما ً‬ ‫السودان‬
‫موريتانيا‬
‫أن القطاع المصرفي في‬ ‫جيبوتي‬
‫الجزائر‬
‫دول مجلس التعاون لدول‬
‫الخليج العربية‪ ،‬إستحوذ‬
‫على ما نسبته ‪ 65.3‬في المائة من‬
‫إجمالي موجودات القطاع المصرفي العربي‪ .‬أما بالنسبة للدول العربية األخرى‪ ،‬فق د‬
‫إس تحوذت البن وك المص رية على م ا نس بته ‪ 8.2‬في المائ ة من إجم الي موج ودات‬
‫القطاع المصرفي العربي تليه ا ك ل من البن وك اللبناني ة والمغربي ة والجزائري ة بم ا‬
‫نسبته ‪6.8‬في المائة‪ 4.1 ،‬في المائة و‪ 4.0‬في المائة على التوالي )شكل ‪.(3-3‬‬
‫‪51‬‬
‫‪2018‬‬

‫أما متوسط نس بة موج ودات‬


‫البن وك في ال دول العربي ة‬
‫إلى الناتج المحلي اإلجم الي‬
‫لل دول العربي ة‪ ،‬فق د أخ ذت‬
‫اتجاها ً تصاعديا ً خالل الفترة‬
‫)‪ ،(2016-2013‬إال أنه ا‬
‫إنخفض ت في نهاي ة ع ام‬
‫بة‬ ‫‪ ،2017‬إذ بلغت النس‬
‫بالمتوس ط ‪ 145‬في المائ ة‬
‫في نهاية ع ام ‪ 2017‬مقاب ل‬
‫‪ 149‬في المائ ة في نهاي ة‬
‫عام‬
‫‪ ،2016‬علم ا ً أن المتوس ط‬
‫بل غ في نهاي ة األع وام‬
‫‪ 2014‬و‪2015‬‬ ‫‪،2013‬‬
‫ح والي ‪ 114‬في المائ ة‪،‬‬
‫‪ 126‬في المائ ة و‪ 141‬في‬
‫المائ ة على الت والي )ش كل‬
‫‪ .(4-3‬وتعكس ه ذه النس ب‬
‫أهمية القطاع المص رفي في‬
‫الدول العربية نظراً إلرتفاع‬
‫حجمه‪ ،‬وبالت الي أهمي ة دور‬
‫السلطات الرقابية في تعزي ز‬
‫متان ة ه ذا القط اع وتق ييم‬
‫مخ اطره بش كل مس تمر‪ ،‬وذل ك من خالل إس تخدام السياس ات اإلحترازي ة الكلي ة‬
‫والجزئية‬
‫والتنسيق مع السياسات اإلقتصادية األخرى ال سيما السياستين النقدي ة والمالي ة‪ .‬أم ا‬
‫على المس توى اإلف رادي فك انت النس بة األعلى للبن وك اللبناني ة وبنح و ‪ 417‬في‬
‫المائة ‪،‬تليها البنوك البحرينية ومن ثم البنوك القطرية في عام ‪ ،2017‬بنح و ‪ 235‬و‬
‫‪ 224‬في المائة على التوالي‪ .‬أما الدول التي كانت لها النسبة األقل فقد ك انت البن وك‬

‫‪52‬‬
‫‪2018‬‬

‫الس ودانيةوالموريتانية‪ ،‬حيث بلغت النس بة ل ديها ‪ 8888،26‬و‪ 67‬في المائ ة على‬
‫التوالي )شكل ‪.(5-3‬‬

‫ب‪ .‬هيكل موجودات القطاع المصرفي لدى الدول العربية‪a‬‬

‫بالرغم من تراجع حجم التس هيالت اإلئتماني ة الممنوح ة من القط اع المص رفي في‬
‫ال دول العربي ة خالل ع ام ‪ ،2017‬إال أن محفظ ة التس هيالت اإلئتماني ة ال زالت‬
‫المكون األكبر من موجودات هذا القط اع‪ .‬فق د بلغت قيم ة التس هيالت الممنوح ة من‬
‫القطاع المصرفي مقومة بالدوالر في نهاية عام ‪ 2017‬ح والي ‪ 897,1‬ملي ار دوالر‬
‫أمريكي مقابل ‪ 2,025‬مليار دوالر أمريكي في نهاية عام ‪ 2016‬أي بمعدل إنخفاض‬
‫بل غ ‪ 6.3‬في المائ ة‪ ،‬وب الرغم من ه ذا اإلنخف اض الطفي ف إال أن حجم التس هيالت‬
‫اإلئتمانية المقدمة من هذا القط اع ال ي زال أك بر مم ا ك ان علي ه في الف ترة) ‪-2013‬‬
‫‪ ،(2015‬علما ً أن متوسط حجم التسهيالت مقوم بالدوالر خالل كامل الفترة) ‪-2013‬‬
‫‪ (2017‬بلغ ح والي ‪ 878,1‬ملي ار دوالر أم ريكي أي أن حجم التس هيالت في نهاي ة‬
‫عام ‪ 2017‬يفوق متوسط كامل الفترة المذكورة بمقدار ‪ 19‬مليار دوالر أمريكي مم ا‬
‫ي ُشير إلى‬

‫‪53‬‬
‫‪2018‬‬

‫زي ادة إعتم اد البن وك على أعماله ا الرئيس ية المتمثل ة بمنح التس هيالت‪ .‬فق د‬
‫شكلتالتس هيالت في نهاي ة ع ام ‪ 2017‬ح والي ‪ 59‬في المائ ة من حجم الموج ودات‬
‫مقابل ‪63‬في المائة في نهاية األعوام ‪ 2016‬و‪ 2015‬و‪ ،2014‬في حين بلغت النس بة‬
‫في نهاية العام ‪ 2013‬حوالي ‪ 61‬في المائة على التوالي )شكل ‪.(6-3‬‬

‫تسهيالت بلغ حوالي‬


‫‪ 378‬مليار دوالر و‪ 272‬مليار دوالر على التوالي‪ .‬أما البنوك األق ل فق د ك انت ك ل‬
‫من البنوك الليبي ة والفلس طينية والموريتاني ة بحجم تس هيالت بل غ ح والي ‪ 13‬ملي ار‬
‫دوالر و‪ 8‬مليار دوالر و‪ 2‬مليار دوالر على التوالي )شكل ‪.(7-3‬‬

‫‪54‬‬
‫‪2018‬‬

‫البنوك القطرية‪ ،‬إذ بلغ معدل نمو تسااااااهيالتها ‪ 14‬في المائة و‪ 13‬في المائة‬
‫علىالتوالي‪ ،‬فيما جاءت البنوك الليبية والمصاااارية بالمرتبتين األخيرتين بمعدل‬
‫إنخفاضبلغ ‪ ،10‬و‪ 38‬في المائة‪ ،‬وذلك لألسااباب المذكورة سااابقا ً حول تعويم ساعر‬
‫صارف الجنيه المصااااااري الذي أثر ساااااالبا ً على قيمة التسااااااهيالت الممنوحة‬
‫من قبل البنوك المصارية عند تقويمها بالدوالر األمريكي )شاكل ‪ ،(8-3‬إذ حققت‬
‫البنوك المصارية نمو بنسبة ‪ 9.4‬في المائة وذلك بالجنيه المصري‪.‬‬

‫أم ا بخص وص نس بة التس هيالت إلى الموج ودات‪ ،‬فق د إحتلت البن وك الجزائري ة‬
‫المرتبة األولى‪ ،‬فقد بلغت النسبة في نهاية عام ‪ 2017‬حوالي ‪ 77‬في المائة وهذا ق د‬
‫يدل على ارتفاع شهية المخاطر لدى هذه البنوك‪ ،‬في حين كانت النسبة األقل للبن وك‬
‫في كل من‬

‫م ا تح وزه المص اااارف الليبي ة من أص اااول س اااائلة وع دم التوس اااع في منح‬


‫التساااهيالت والقروض لمختلف القطاعات اإلقتصادية )شكل ‪.(9-3‬‬
‫أما فيما يخص نس بة التس هيالت اإلئتماني ة المقدم ة من القط اع المص رفي الع ربي‬
‫إلىحجم الناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬فقد بلغت ه ذه النس بة في نهاي ة ع ام ‪ 2017‬ح والي‬
‫‪ 77‬في المائة‪ ،‬في حين بلغت نحو ‪ 86‬في المائة في نهاي ة ع ام ‪ .2016‬وي أتي ه ذا‬
‫التراجع بسبب إنخفاض قيمة التسهيالت )بسط النسبة( في نهاية ع ام ‪ 2017‬مقارن ةً‬
‫بنهاية عام‬

‫‪55‬‬
‫‪2018‬‬

‫‪-3‬‬ ‫( شكل‬ ‫‪2016‬‬


‫شكل )‪(: 10-3‬تطور نسبة اتسهيالت اإلئتمانية الممنوحة من القطاع المصرفي‬
‫المحلي اإلجمالي خالل الفترة )‪( 2017-2013‬‬ ‫العربي إلى الناتج ل‬ ‫‪ ،) 10‬وبالوقت نفسه‬
‫‪100%‬‬
‫‪86%‬‬ ‫تحسن الناتج المحلي‬
‫‪90%‬‬
‫‪80%‬‬ ‫‪77%‬‬
‫‪80%‬‬ ‫( مقام‬ ‫اإلجمالي‬
‫‪67%‬‬
‫‪70 %‬‬ ‫‪61%‬‬
‫‪60 %‬‬
‫النسبة ) لنفس الفترة ‪،‬‬
‫‪50%‬‬ ‫التسهيالت‬ ‫أما نسبة‬
‫‪40%‬‬
‫‪30%‬‬ ‫الممنوحة‬ ‫اإلئتمانية‬
‫‪20%‬‬
‫للقطاع الخاص إلى‬
‫‪10%‬‬
‫‪0%‬‬ ‫التسهيالت‬ ‫إجمالي‬
‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬
‫فقد شكلت في نهاية‬
‫عام ‪ 2017‬ما نسبته‬

‫‪ 69‬في المائة مقابل ‪ 68‬في المائة في نهاية عام ‪ .2016‬في حين شكلت التس هيالت‬
‫اإلئتماني ة الممنوح ة للقط اع الخ اص م ا نس بته ‪ 56‬في المائ ة من الن اتج المحلي‬
‫اإلجمالي في نهاية عام ‪ 2017‬مقابل ‪ 58‬في المائة في نهاية عام ‪ ،2016‬هذا تج در‬
‫اإلش ارة إلى أن ك ل من نس بة التس هيالت اإلئتماني ة الممنوح ة للقط اع الخ اص إلى‬
‫إجمالي التسهيالت‪ ،‬ونسبة التسهيالت اإلئتمانية الممنوحة للقطاع الخاص إلى الن اتج‬
‫المحلي اإلجم الي‪ ،‬تحظى باهتم ام ب الغ من قب ل الس لطات الرقابي ة‪ ،‬فالنس بة األولى‬
‫تقيس مزاحمة القطاع الع ام للقط اع الخ اص للس يولة الموجه ة لإلس تثمار‪ ،‬والنس بة‬
‫الثانية يعُتمد عليه ا لتق ييم المخ اطر النظامي ة فهي تقيس م دى تناس ب نم و االئتم ان‬
‫الممنوح للقطاع الخاص مع حجم النشاط االقتص ادي وبالت الي توجي ه االئتم ان نح و‬
‫القطاع ات االقتص ادية المنتج ة‪ ،‬وتكمن أهمي ة ه ذه النس بة بأنه ا تقيس المخ اطر‬
‫النظامية من منظور مالي واقتصادي من خالل دراسة م دى تن اغم وانس جام تح رك‬
‫مؤشرين ه امين‪ :‬األول التس هيالت الممنوح ة للقط اع الخ اص من قب ل المؤسس ات‬
‫المالية‪ ،‬والثاني الناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬وحس ب متطلب ات ب ازل ‪ Ⅲ‬يتم تق دير حجم‬
‫فجوة اإلئتمان )الفرق بين اإلئتمان الممنوح للقطاع الخاص للن اتج المحلي اإلجم الي‬
‫واإلتجاه التاريخي لهذه النسبة( وذلك لغايات تفعيل‪/‬ع دم تفعي ل أداة إحترازي ة هام ة‬
‫وهي هامش رأس المال لمواجهة التقلبات الدورية(‪Counter Cyclical Capital‬‬
‫‪ )Buffer‬والتي يتمفرضها على البنوك في حال كانت فجوة اإلئتمان تتج اوز ‪ 2‬في‬
‫المائة‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫‪2018‬‬

‫ج‪ .‬هيكل المطلوبات لدى القطاع‪ a‬المصرفي في الدول العربية‬


‫بتحلي ل أهم مك ون‬ ‫شكل) ‪ :(11-3‬تطور نسبة الودائع إلى إجمالي المطلوبات لدى القطاع‬
‫المصرفي العربي خالل الفترة )‪(2017-2013‬‬
‫للمطلوبات لدى القطاع‬
‫‪65. %‬‬
‫المص رفي في ال دول‬ ‫‪66%‬‬
‫‪6‬‬
‫‪65%‬‬
‫و‬ ‫ة وه‬ ‫العربي‬ ‫‪64. %‬‬
‫‪64%‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪63. %‬‬
‫الودائ ع ‪،‬فق د بقيت أهم‬ ‫‪4‬‬
‫‪63.2%‬‬
‫‪63%‬‬
‫مك ون للمطلوب ات‬
‫‪62%‬‬
‫خالل الف ترة) ‪-2013‬‬ ‫‪60. %‬‬
‫‪61%‬‬ ‫‪8‬‬
‫د أن‬ ‫‪ ،(2017‬فبع‬
‫‪60%‬‬
‫أخ ذت النس بة اتجاه ا ً‬
‫تنازلي ا ً خالل الف ترة )‬ ‫شكل) ‪ :(12-3‬تطور نسبة الودائع إلى إجمالي المطلوبات لدى القطاع‬
‫المصرفي العربي على المستوى اإلفرادي في نهاية عام ‪2017‬‬
‫‪،(2016-2013‬‬
‫ع اودت النس بة‬
‫اإلرتفاع في نهاية ع ام‬
‫‪ 2017‬لتبل غ ‪ 65.6‬في‬
‫المائ ة بع د أن ك انت‬
‫‪ 60.8‬في المائ ة في‬
‫ام‬ ‫ةع‬ ‫نهاي‬
‫‪) 2016‬ش كل ‪.(11-3‬‬
‫توى‬ ‫وعلى المس‬
‫اإلفرادي‪،‬‬
‫جاءت البنوك العاملة في فلسطين بالمرتبة األولى بنسبة بلغت ‪ 80.8‬في المائة تليه ا‬
‫البن وك المغربي ة بنس بة بلغت ‪ 80.0‬في المائ ة‪ ،‬في حين ك انت أق ل نس بة للبن وك‬
‫البحرينية‪ ،‬إذ بلغت النسبة حوالي ‪ 39.1‬في المائة )شكل ‪. (12-3‬‬
‫ه ذا وق د واص اااالت ودائ ع القط اع المص اااارفي ارتفاعه ا خالل الف ترة) ‪-2013‬‬
‫‪ (2017‬وتخطت عتب ة الـ ااا‪ 2000‬ملي ار دوالر؛ حيث بل غ حجم الودائ ع مقوم ا ً‬
‫بالدوالر حوالي‬

‫‪57‬‬
‫‪2018‬‬

‫‪ 2,0 96‬ملي اار دوالر‬


‫شكل )‪(: 13-3‬تطور حجم الودائع لدى القطاع المصرفي العربي‬
‫خالل الفترة )‪(2017-2013‬‬ ‫أمريكي في نهاية عام‬
‫‪2500‬‬
‫‪2096‬‬
‫‪ 2017‬مقابل ‪1,964‬‬
‫‪1926‬‬ ‫‪1964‬‬
‫‪2000‬‬
‫‪1728‬‬
‫‪1876‬‬ ‫مليااار دوالر أمريكي‬
‫‪1500‬‬ ‫في نهاية عام ‪2016‬‬
‫وبمع دل نمو ‪ 6.7‬في‬
‫م‬
‫يار‬
‫دو‬

‫‪1000‬‬

‫الم اا اة ‪ ،‬في حين بلغ‬


‫ر‬

‫حجمئ الودائع في نهاية‬


‫‪500‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫األعااااااااوام ‪، 2013‬‬
‫ً‬
‫‪ 2014‬و ‪ 2015‬مقوم ا‬
‫ب ااال اادوالر ح ااوال ااي‬
‫‪ 1,728‬مليار دوالر ‪ 1,876،‬مليار دوالر و‪ 1,926‬مليار دوالر على التوالي) شكل‬
‫‪ .(3-13‬ي ُذكر أن الرتف اع حجم الودائ ع خالل الف ترة) ‪ (2017-2013‬دالالت‬
‫إيجابية عديدة منها على سبيل المثال‪ :‬ثقة العمالء بالقطاع المصرفي الع ربي‪ ،‬نج اح‬
‫سياسات البنوك باجتذاب المزيد من المدخرات‪ ،‬نجاح سياسات‪/‬استراتيجيات الشمول‬
‫المالي التي تبنتها الساااااالطات الرقابية‪ ،‬األثر اإليجابي للخدمات المالية ال تي تعتم د‬
‫على التقنيات المالية بما يعُزز من فرص الوصول إلى التحوي ل والخ دمات المالي ة ‪.‬‬
‫أم ا عن هيك ل الودائ ع ل دى البن وك العربي ة فق د ش كلت ودائ ع القط اع‬
‫الخاص )الودائعالجارية والودائع اإلدخارية واآلجلة( ما نس بته ‪ .861‬في المائ ة من‬
‫إجمالي الودائع في‬
‫شكل )‪(: 14-3‬تطور نسبة ودائع القطاع الخاص إلى إجمالي الودائع لدى‬ ‫نهاية عام ‪ 2017‬مقابل‬
‫القطاع المصرفي في الدول العربي خالل الفترة )‪(2017-2013‬‬
‫‪ 85.7‬في المائة في‬
‫‪2017‬‬ ‫‪86.1%‬‬ ‫‪، 2016‬‬ ‫عام‬ ‫نهاية‬
‫‪2016‬‬ ‫‪85.7%‬‬
‫ً أن النسب ة بلغ ت‬
‫عل م ا‬
‫و ‪،90.7‬‬ ‫‪،86.2‬‬
‫‪2015‬‬ ‫‪86.2%‬‬
‫و ‪ 91.1‬في المائة في‬
‫‪2014‬‬ ‫‪90.7%‬‬
‫نهاية األعوام ‪، 2015‬‬
‫‪2013‬‬ ‫‪91.1%‬‬ ‫‪ 2014‬و ‪ 2013‬على‬
‫‪80%‬‬ ‫‪85%‬‬ ‫‪90%‬‬ ‫‪95%‬‬ ‫التوالي ( شكل ‪. ) 14 - 3‬‬

‫وفيما يخص مكونات‬


‫‪58‬‬
‫‪2018‬‬

‫ودائع القطاع الخاص فقد بلغت الودائع اإلدخاري ة واآلجل ة مقوم ة بال دوالر ح والي‬
‫‪ 1,020‬مليار دوالر في نهاية عام ‪ 2017‬مقابل ‪ 1,027‬دوالر في نهاية ع ام ‪2016‬‬
‫أي بانخفاض طفيف بل غ ح والي ‪ 0.7‬في المائ ة‪ ،‬في المقاب ل نمت الودائ ع الجاري ة‬
‫بنسبة‬
‫بالدوالر( بلغ حوالي ‪ 456‬مليار دوالر في نهاية عام ‪ 2017‬تليها البن وك اإلماراتي ة‬
‫بحجم ودائ ع بل غ ‪ 386‬ملي ار دوالر‪ ،‬في حين ج اءت البن وك في ك ل من جيب وتي‬
‫وموريتاني ا ب المرتبتين األخ يرتين بحجم ودائ ع بل غ ‪ 2‬ملي ار دوالر وواح د ملي ار‬
‫دوالرعلى التوالي )شكل ‪.(16-3‬‬
‫أم ا التوزي ع النس ابي للودائ ع ل دى القط اع المص ارفي في ال دول العربي ة‪ ،‬فق د‬
‫إساتحوذت‬
‫بن وك دول مجلس‬
‫ش كل‬
‫) ‪:(16-3‬‬ ‫التع ااون‬
‫حجم الودائ ع ل دى القط اع‬
‫المصرفي في ال دول العربي ة‬
‫الادول الخليج‬
‫العربيااة على ‪.628‬‬
‫ة من‬ ‫في المائ‬
‫إجمالي حجم الودائع‬
‫ط ااع‬ ‫ل ادى الق‬
‫المص رفي الع ربي‬
‫في نهاي ة ع ام‬
‫‪ ،2017‬علم ا ً أن‬
‫وك‬ ‫البن‬
‫ااااااعودياااة‬ ‫الس‬
‫اااة‬ ‫واإلمااااراتي‬
‫ة‬ ‫والقطري‬
‫إس ااااااتحوذت على‬
‫م ا نس اااااابته ‪52.0‬‬
‫ة من‬ ‫في المائ‬
‫إجمالي حجم الودائع‬

‫‪59‬‬
‫‪2018‬‬

‫في نهاي ة ع ام ‪ .2017‬أم ا ال دول العربي ااة األخ رى )من غ ير دول مجلس‬
‫التع اااون الادول الخليج العربي ة( فق د ج اءت البن وك المص ااااري ة بالمرتب ة‬
‫األولى )والرابعااة عربياااً(‪ ،‬إذ بلغت ‪ 8.9‬في المائة في نهااااياااة ع اااام ‪2017‬‬
‫تلته اااا البن وك اللبنااااني اااة وال تي اس ااااتحوذت على م ا نس اااابته ‪ 8.3‬في‬
‫المائة )شااااااكل ‪-3‬‬
‫‪. )17‬‬

‫وعن د مقارن ة نس بة ك ل من المطلوب ات والودائ ع إلى الن اتج المحلي اإلجم الي‬
‫خالاللف ترة) ‪ ،(2017-2013‬يت بين أن نس بة الودائ ع إلى الن اتج المحلي اإلجم الي‬
‫إرتفعت بشكل واض ح خالل الف ترة) ‪ .(2016-2013‬أم ا نس بة إجم الي المطلوب ات‬
‫إلى الناتج المحلي اإلجمالي فقد انخفض ت في نهاي ة ع ام ‪ 2017‬مقارن ةً بنهاي ة ع ام‬
‫‪ ،2016‬فيم ا يخص نس بة إجم الي الودائ ع إلى الن اتج المحلي اإلجم الي‪ ،‬فق د بلغت‬
‫النسبة في نهاية عام ‪ 2017‬ح والي ‪ 86‬في المائ ة في حين بلغت ‪ 83‬في المائ ة في‬
‫نهاي ة ع ام ‪ ،2016‬علم ا ً أن‬ ‫شكل )‪(: 18-3‬تطور نسبة كل من الودائع ‪،‬التسهيالت ‪،‬المطلوبات‬
‫النس بة بلغت ‪ 63‬في المائ ة‬ ‫والموجودات إلى الناتج المحلي اإلجمالي خالل الفترة )‪( 2017- 2013‬‬
‫في نهاي ة ع ام ‪ .2013‬أم ا‬ ‫‪160%‬‬

‫نسبة إجمالي المطلوبات إلى‬ ‫‪140%‬‬


‫‪120%‬‬
‫الناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬فقد‬ ‫‪100%‬‬

‫تراجعت من ‪ 137‬في المائة‬ ‫‪80%‬‬


‫‪60%‬‬
‫في نهاي ة ع ام ‪ 2016‬إلى‬ ‫‪40%‬‬

‫‪ 130‬في المائ ة في نهاي ة‬ ‫‪20%‬‬


‫‪0%‬‬
‫عام ‪ ،2017‬علما ً أن النس بة‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬

‫بلغت في نهاي ة ع ام ‪2013‬‬ ‫نسبة الودا ل النا المح ياإلجمالي نسبةالمطوبات ل النا المح ياإلجمالي‬
‫ت‬ ‫ت‬ ‫ئ‬
‫نسبة التي ت ل النا المح ياإلجمالي نسبةالموجودات ل النا المح ياإلجمالي‬
‫حوالي ‪ 98‬في المائة )شكل‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫س‬

‫‪. (18-3‬‬

‫‪60‬‬
‫‪2018‬‬

‫وفيما يخص نسبة القروض إلى الودائع‪ ،‬فقد بلغت النسبة ح والي ‪ 90.5‬في المائ ة‬
‫في نهاي ة ع ام ‪ ،2017‬وذل ك بع د أن س جلت إرتف اع اً بش كل مس تمر خالل الف ترة)‬
‫‪ (2016-2013‬لتص ل إلى‬
‫شكل )‪(: 19-3‬نسبة القروض إلى الودائع لدى الجهاز المصرفي في‬
‫أعلى مستوى له ا في نهاي ة‬ ‫الدول العربية كما في نهاية ‪2017‬‬
‫ام ‪ ،2016‬إذ بلغت‬ ‫ع‬ ‫‪2017‬‬

‫حوالي‬
‫‪2016‬‬
‫‪ 103.1‬في المائة )شكل ‪-3‬‬
‫ُذكر أن نس بة‬ ‫‪ .(19‬ي‬ ‫‪2015‬‬

‫القروض إلى الودائع تعُت بر‬ ‫‪2014‬‬

‫أداة هام ة للتنب ؤ بإمكاني ة‬ ‫‪2013‬‬

‫تع رض البن وك لمش اكل‬


‫‪75%‬‬ ‫‪80%‬‬ ‫‪85%‬‬ ‫‪90%‬‬ ‫‪95%‬‬ ‫‪100%‬‬ ‫‪105%‬‬
‫إضافة لقياس قدرة‬
‫البنك على تغطية القروض بتموي ل مس تقر‪ ،‬وغالب ا ً م ا يتك ون التموي ل المس تقر من‬
‫ودائع األفراد وودائع الشركات غير المالية‪ ،‬فعندما تتجاوز الق روض قيم ة الودائ ع‪،‬‬
‫تواجهالبنوك فجوة تمويل تؤدي إلى تقييد دخولها إلى األس واق المالي ة‪ .‬وكلم ا ك انت‬
‫فجوة التمويل كبيرة زادت إحتمالية تعرض البنوك لمخ اطر س يولة‪ ،‬لكن في المقاب ل‬
‫تراع هيك ل اإلس تحقاق لك ل من التس هيالت والودائ ع‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫يؤخذ على هذه النسبة أنها ال‬
‫حيث من المعروف أن آجال التسهيالت تكون عادةً أط ول زمني ا ً من آج ال الودائ ع‪.‬‬
‫لذا ت برز هن ا أهمي ة إس تخدام نس بة تغطي ة الس يولة‪ LCR‬ونس بة ص افي التموي ل‬
‫المستقر‪) NSFR‬حسب مقررات بازل ‪ (Ⅲ‬لقي اس مخ اطر الس يولة ل دى البن وك‪،‬‬
‫كون هذه النسب أدق وتأخذ باإلعتبار هيكل اإلستحقاقات لبسط ومقام كل نسبة‪.‬‬

‫د‪ .‬القواعد الرأسمالية للبنوك العربية‬


‫تواصل تحسن القواعد الرأسمالية للبنوك العربية للعام الرابع على التوالي وإن كان‬
‫بمعدل نمو متباطئ ‪،‬قد يرجع ذلك إلى الحرص الكبير الذي أولته السلطات الرقابية‬
‫والبنوك ذاتها في تدعيم القواعد الرأسمالية لها‪ ،‬والوصول إلى مستويات آمنة تعزز‬
‫من اإلستقرار المالي في تلك الدول وتحافظ على سالمة األوضاع المالية للبنوك‬
‫وتحميها من أي تقلبات أو أزمات مستقبلية‪ .‬فقد أظهرت البيانات المجمعة للقطاع‬
‫المصرفي العربي نمو القواعد الرأسمالية لهذا القطاع خالل الفترة) ‪،(2017-2013‬‬
‫إذ بلغت القواعد الرأسمالية )مقومة بالدوالر( حوالي ‪ 373.4‬مليار دوالر في نهاية‬
‫‪61‬‬
‫شكل )‪(: 20-3‬تطور قيمة القواعد الرأسمالية للقطاع المصرفي في‬
‫الدول العربية خالل الفترة )‪( 2017- 2013‬‬
‫‪2018‬‬

‫عام ‪ 2017‬مقابل ‪ 363.4‬مليار دوالر في نهاية عام ‪ ،2016‬أي بنسبة نمو بلغت‬
‫حوالي ‪ 2.8‬في المائة )شكل ‪ ،(20-3‬علما ً أن القواعد الرأسمالية إرتفعت بنسبة ‪23.0‬‬
‫في المائة عما كانت عليه في نهاية عام ‪ ،2013‬األمر الذي يعُزز من قدرة القطاع‬
‫على مواجهة المخاطر المحتملة‬ ‫المصرفي‬
‫ويعزز من قدرته على‬
‫استيعاب الصدمات‪ .‬تجدر اإلشارة إلى أن القواع د الرأس مالية ل دول مجلس التع اون‬
‫لدول الخليج العربية ش كلت ح والي ‪ 71.2‬في المائ ة من إجم الي القواعدالرأس مالية‬
‫للقطاع المصرفي العربي‪.‬‬
‫هـ ‪.‬مؤشرات السالمة المالية‬

‫تعُتبر مؤشرات السالمة المالية بمثابة نظام إنذار مبكر حول الوض ع الم الي للبن ك‪،‬‬
‫إضافة إلى أنها تعكس مدى القدرة والكفاءة اإلداري ة للبن ك من حيث إدارة مطلوبات ه‬
‫وموجودات ه بكف اءة‪ ،‬والقي ام ب دوره في الوس اطة المالي ة م ع تمتع ه ب المالءة‬
‫المالية ‪،‬وكذلك ت بين ق درة البن ك على مقابل ة متطلب ات كفاي ة رأس الم ال والس يولة‬
‫وتحقيق مستويات مناسبة لكل منهم ا‪ .‬يس تعرض التقري ر أب رز ه ذه المؤش رات في‬
‫القطاع المصرفي لدى الدول العربية‪:‬‬

‫‪.1‬مؤشر جودة األصول‪ :‬تعتبر نسبة التسهيالت غير العاملة )التسهيالت‬


‫المتعثرة( إلى إجمالي التسهيالت اإلئتمانية من أهم النسب التي تقيس جودة األصول‬
‫لدى البنوك ‪،‬حيث إن مخاطر اإلعسار المالي للبنوك تبدأ في أغلبها من نوعية‬
‫األصول‪ .‬إضافةً لذلك فإن هذه النسبة تعكس قدرة البنك على تحويل األصول إلى‬
‫سيولة‪ .‬هذا وقد حافظ متوسط هذه النسبة لدى القطاع المصرفي في الدول العربية‬
‫على مستويات مقبولة‪ ،‬إذ بلغ المتوسط حوالي ‪ 6.5‬في المائة في نهاية عام ‪2017‬‬
‫مقابل ‪ .67‬في المائة و‪ 6.5‬في المائة في نهاية عامي ‪ 2016‬و‪ 2015‬على التوالي‪،‬‬
‫علما ً أن المتوسط بلغ ‪ 6.8‬في المائة و‪ .70‬في المائة في نهاية األعوام ‪2013 ،2014‬‬
‫على التوالي )شكل ‪.(21-3‬‬
‫جاءت البنوك الليبية‬ ‫شكل )‪(: 21-3‬تطور متوسط نسبة التسهيالت اإلئتمانية غير العاملة‬
‫إلى إجمالي التسهيالت اإلئتمانية خالل الفترة )‪(2017-2013‬‬
‫بالمرتبة األولى من حيث‬ ‫‪7.1‬‬
‫‪7.0‬‬
‫النسبة األعلى‪ ،‬حيث بلغت‬ ‫‪7.0‬‬

‫هذه النسبة حوالي ‪ 21‬في‬ ‫‪6.9‬‬


‫‪6.8‬‬
‫‪6.8‬‬

‫المائة في نهاية عام ‪.2017‬‬ ‫‪6.7‬‬ ‫‪6.7‬‬

‫‪6.6‬‬ ‫‪6.5‬‬ ‫‪6.5‬‬

‫‪62‬‬
‫‪6.5‬‬

‫‪6.4‬‬

‫‪6.3‬‬

‫‪6.2‬‬
‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬
‫‪2018‬‬

‫السياسية واإلقتصادية التي ال تزال تعُاني منها ليبيا‬ ‫يعُزى ذلك إلى الظروف‬
‫والتي أثرت على جودة األصول لدى البنوك الليبية‪ ،‬فيما جاءت البنوك التونسية‬
‫الثانية والثالثة‬ ‫والبنوك الجزائرية والبنوك العراقية بالمرتبة‬
‫والرابع ة بنس ب بلغت‬
‫‪ 13.5‬في المائ ة و‪0.12‬‬
‫ة و‪ 11.4‬في‬ ‫في المائ‬
‫المائ ة على الت والي‪،‬‬
‫بالنس بة للجزائ ر فيع زى‬
‫ارتف اع النس بة بص ورة‬
‫كب يرة إلى ترك ز االئتم ان‬
‫المقدم من البنوك لشركات‬
‫ومؤسسات حكومية تع اني‬
‫في األس اس من مش كالت‬
‫اقتص ادية‪ ،‬إض افة إلى‬
‫استحواذ البنوك الحكومي ة‬
‫على نح و ‪ 86‬في المائ ة‬
‫من السوق المصرفي بالجزائر‪ .‬وتنتهج الس لطات الجزائري ة حالي ا ً برن امج إص الح‬
‫مصرفي شامل‬
‫يتضمن إعادة هيكل ة البن وك الحكومي ة‪ ،‬وتس وية أوض اعها‪ ،‬إض افة إلى تخص يص‬
‫مبالغ إلعادة هيكلة المديوني ة المس تحقة على الش ركات والمؤسس ات الحكومي ة‪ .‬أم ا‬
‫فيما يخص تونس‪ ،‬فقد نتجت النسبة المرتفع ة للتس هيالت غ ير العامل ة ل دى القط اع‬
‫المصرفي إلى أسباب هيكلية ومؤسساتيّة ترجع إلى فترة ما قب ل س نة ‪ 2010‬وتعم ل‬
‫الهيئات الرقابية حالي اً مع القطاع البنكي على التخفيض التدريجي لهذه النس بة‪ ،‬أم ا‬
‫البنوك العراقية فقد جاء إرتفاع النسبة لديها بسبب ارتفاع القروض غير العاملة ل دى‬
‫البنوك الحكومية والتي تمنح قروض أك بر من البن وك الخاص ة‪ .‬أم ا ال دول العربي ة‬
‫األخرى فقد جاءت النسبة لبنوكها أقل من ‪ 10‬في المائة‪ ،‬علما ً أن النسبة لدى كل من‬
‫البنوك القطرية والسعودية كانت األقل من بين ال دول العربي ة‪ ،‬إذ بلغت ح والي ‪1.6‬‬
‫في المائة‪ ،‬في حين بلغت النسبة لدى البنوك الكويتية والع ُمانية ‪ ،1.8‬و‪ 1.9‬في المائة‬
‫على التوالي )شكل ‪.(22-3‬‬
‫أم ا فيم ا يخص نس بة‬ ‫شكل )‪(: 23-3‬تطور نسبة تغطية مخصصات القروض إلى إجمالي‬
‫تغطي ة مخصص ات‬ ‫القروض غير المنتظمة خالل الفترة )‪(2017-2013‬‬
‫‪63‬‬
‫‪88‬‬
‫‪85.9‬‬
‫‪86‬‬
‫‪84.5‬‬ ‫‪84.4‬‬
‫‪83.7‬‬
‫‪84‬‬

‫‪82‬‬
‫‪%‬‬
‫‪78‬‬

‫‪76‬‬

‫‪2018‬‬ ‫‪74‬‬
‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬

‫الق روض إلى إجم الي الق روض غ ير المنتظم ة ل دى القط اع المص رفي في ال دول‬
‫العربية‪ ،‬فقد بلغ متوسط ه ذه النس بة ح والي ‪ .844‬في المائ ة في نهاي ة ع ام ‪2017‬‬
‫مقابل‬
‫‪ .859‬في المائة في نهاية عام‬
‫‪) 2016‬شكل ‪.(23-3‬‬
‫أما على صعيد الدول‬
‫العربية بشكل إفرادي‪ ،‬فقد إحتلت الكويت المرتب ة األولى بنس بة مرتفع ة بلغت ‪230‬‬
‫في المائة في نهاي ة ع ام ‪ ،2017‬تليه ا البن وك الس عودية والبن وك اإلماراتي ة بنس ب‬
‫بلغت ‪ 152‬في المائة و‪ 107‬في المائة على التوالي‪ ،‬فيما إنخفضت النسبة ل دى ك ل‬
‫من بنوك‪:‬‬
‫الجزائر‪ ،‬لبنان‪ ،‬البحرين‪ ،‬تونس‪ ،‬العراق وفلسطين عن ‪ 60‬في المائة )شكل ‪.(24-3‬‬
‫وبشكل عام فإن إنخفاض هذه النسبة قد يعُطي مؤشراً على عدم قدرة البنوك على‬
‫مواجهة المخاطر الناجمة عن عدم اإلنتظام في سداد القروض‪ ،‬من جهة أخرى فإن‬
‫تكوين المخصصات‬
‫بصورة مبالغ فيها قد‬
‫يعطي انطباع غير مالئم‬
‫المستثمرين‪،‬‬ ‫لدى‬
‫وقد يعكس‬
‫توقعات بعدم االستقرار‬
‫وعدم الثقة في محفظة‬
‫القروض القائمة في‬
‫المستقبل‪ .‬إضافةً لذلك فإن‬
‫المبالغة في تكوين‬
‫المخصصات قد تحرم‬
‫االقتصاد من قدر كبير من‬
‫األرب اح الموزع ة ال تي ق د تس هم في تعزي ز االس تهالك واالس تثمار‪ ،‬ومن ثم‬
‫النمواالقتصادي‪.‬‬
‫‪ .2‬مؤشر معدل كفاية رأس المال‪ :‬يعد رأس المال أداة هامة تعزز من ق درة البن وك‬
‫على تحمل الصدمات المالية واإلقتصادية والمخاطر المرتفع ة وال تي من الممكن أن‬
‫تتعرض لها‪ ،‬وقد جاء االهتمام بالمالءة المالية من قبل البنوك والسلطات الرقابية لما‬
‫‪64‬‬
‫‪2018‬‬

‫لها من أهمية كبيرة على سالمة المراكز المالية للبنوك‪ .‬وتعتبر كفاية رأس المال من‬
‫أهم النسب المس تخدمة لقي اس المالءة المالي ة‪ ،‬حيث تقيس ه ذه النس بة ق درة البن وك‬
‫على تحمل الص دمات وامتص اص الخس ائر مم ا ينعكس إيجاب ا ً على س المة ومتان ة‬
‫الوضع المالي للبنك‪ ،‬وخالل األزمة المالية العالمية األخيرة تبين أن عدد من البن وك‬
‫لم تمتلك رؤوس أموال ذات نوعية وجودة عالية تكفي لمواجه ة المخ اطر‪ ،‬وق د أدى‬
‫إفراط البنوك في ال ديون داخ ل وخ ارج الميزاني ة لتتك ل ت دريجي ل رؤوس أمواله ا‬
‫وبالت الي تض اعف خس ائرها اإلئتماني ة ‪،‬وق د ق امت لجن ة ب ازل للرقاب ة المص رفية‬
‫ب إجراء مجموع ة من التع ديالت الجوهري ة على معي ار ب ازل ‪ Ⅱ‬من خالل إص دار‬
‫إرشادات جديدة بخصوص رأس المال والسيولة )بازل ‪ ،(Ⅲ‬تهدف إلى تعزيز ق درة‬
‫البنوك وتعزيز نوعية رؤوس أموالها الستيعاب الصدمات‪ .‬ولعل من أهم التع ديالت‬
‫ضمن معي ار ب ازل ‪ 3‬تتمث ل بتعزي ز وتحس ين نوعي ة وكمي ة رؤوس األم وال ل دى‬
‫البنوك من خالل احتفاظ البنوك ب رؤوس أم وال بج ودة ونوعي ة عالي ة تمت از بق درة‬
‫مرتفعة على مواجهة المخ اطر واس تيعاب الخس ائر‪ .‬وق د رك ز المعي ار على إع ادة‬
‫تعريف رأس المال والتركيز على الجزء الذي يتصف بأعلى جودة والمسمى حق وق‬
‫حملة األسهم العادية ‪ Tier1 Capital‬وبموجب معيار ب ازل ‪ Ⅲ‬ف إن رأس الم ال‬
‫التنظيمي للبنوك يجب أال يقل عن ‪ 10.5‬في المائة من األصول المرجحة بالمخاطر‪.‬‬

‫فيما يخص متوسط نسبة‬ ‫شكل )‪(: 25-3‬تطور متوسط نسبة كفاية رأس المال لدى القطاع المصرفي‬
‫كفاي ة رأس الم ال ل دى‬ ‫في الدول العربية خالل الفترة )‪(2017 - 2013‬‬
‫‪30‬‬
‫القط اع المص رفي في‬ ‫‪28‬‬
‫‪27.5‬‬

‫البن وك العربي ة‪ ،‬فق د‬ ‫‪26‬‬ ‫‪24.3‬‬ ‫‪24.2‬‬


‫‪24‬‬ ‫‪22.3‬‬ ‫‪22.6‬‬
‫واصلت النسبة ارتفاعها‬ ‫‪22‬‬

‫منذ ع ام ‪ 2014‬وبنس ب‬ ‫‪20‬‬


‫‪%‬‬

‫‪18‬‬
‫أعلى من تل ك المطبق ة‬ ‫‪16‬‬

‫دوليا ً حسب معيار ب ازل‬ ‫‪14‬‬


‫‪12‬‬
‫‪ ،Ⅲ‬األم ر ال ذي ُ‬
‫يش ير‬ ‫‪10‬‬
‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬
‫إلى تمت ع القط اع‬
‫المصرفي العربي‬
‫بمالءة عالية ويعزز من قدرته على استيعاب الخس ائر المحتمل ة‪ ،‬حيث بل غ متوس ط‬
‫النس بة في ع ام ‪ 2017‬ح والي ‪ .275‬في المائ ة مقاب ل ‪ .242‬في المائ ة في ع ام‬

‫‪65‬‬
‫‪2018‬‬

‫‪) 2016‬شكل ‪ ،(25-3‬وفي حال إستثناء العراق )كون النس بة ل ديها مرتفع ة ج داً إذ‬
‫يص بح‬‫تراوحت بين ‪ 109‬في المائة و‪ 180‬في المائ ة خالل الف ترة ‪ُ (2017-2013‬‬
‫متوسط النسبة في ع ام ‪ 2017‬ح والي ‪ 16.5‬في المائ ة مقاب ل ‪ .168‬في المائ ة في‬
‫نهاي ة ع ام ‪ ،2016‬في حين بلغت خالل األع وام ‪ 2013 ،2014 ،2015‬ح والي‬
‫‪ 16.5‬في المائة ‪.159 ،‬‬
‫في المائة و‪ 16.2‬في المائة على التوالي‪.‬‬

‫ولدى مقارنة نسبة كفاية رأس المال لدى القطاع المصرفي بين الدول العربية‪ ،‬يتبين‬
‫أن البنوك العراقية إحتلت‬
‫المرتبة األولى بنسبة‬
‫كفاية رأس مال بلغت‬
‫‪ 181‬في المائة في عام‬
‫‪ ،2017‬ويعود السبب في‬
‫ذلك إلى افتتاح ‪ 6‬بنوك‬
‫خاصة في العراق ‪،‬ومن‬
‫المعروف أن البنوك‬
‫الحديثة الترخيص يكون‬
‫رأس مالها كبير قياسا ً‬
‫أما‬ ‫بموجوداتها‪.‬‬
‫في المرتبتين الثانية والثالثة فقد جاءت كل من البنوك السعودية والبحرينية‪ ،‬إذ‬
‫بلغت النس بة ل ديها ‪ 20.3‬في المائ ة و‪ .195‬في المائ ة على الت والي‪ ،‬في حين‬
‫كانتالنسبة األقل لدى البنوك المغربية والتونسية‪ ،‬إذ بلغت ‪ 9.13‬في المائ ة و‪ 12‬في‬
‫المائة على التوالي ‪،‬مع ذلك تتجاوز هذه النسب النسبة المطبقة دولي ا ً وف ق مق ررات‬
‫بازل ‪ Ⅲ‬وهي ‪ 10.5‬في المائة )شكل ‪.(26-3‬‬
‫‪ .3‬مؤشرات الربحية‪ a:‬تشمل معدل العائد على الموجودات ومعدل العائد على حقوق‬
‫الملكية‪:‬‬

‫‪66‬‬
‫‪2018‬‬

‫شكل )‪(: 27-3‬تطور معدل العائد على الموجودات لدى القطاع‬ ‫على‬ ‫العائد‬ ‫• معدل‬
‫المصرفي في الدول اعربية خالل الفترة )‪(2017-2013‬‬ ‫‪ :‬يشير‬ ‫الموجودات‬
‫ل‬
‫‪1.55‬‬ ‫‪1.53‬‬ ‫على‬ ‫العائد‬ ‫معدل‬
‫‪1.50‬‬ ‫‪1.48‬‬
‫بصورة‬ ‫الموجودات‬
‫‪1.45‬‬
‫‪1.46‬‬
‫كفاءة‬ ‫أساسية إلى‬
‫‪1.45‬‬
‫عملية منح االئتمان ‪،‬‬
‫‪1.40‬‬
‫القطاع‬ ‫وقدرة‬
‫‪%‬‬

‫‪1.35‬‬
‫‪1.35‬‬ ‫على‬ ‫المصرفي‬
‫‪1.30‬‬
‫على‬ ‫المحافظة‬
‫األصول ‪ ،‬وتنميتها من‬
‫‪1.25‬‬
‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫خالل تحقيق عوائد‬
‫مناسبة عليها ‪ ،‬مما‬
‫يعزز من تدفق االستثمارات للقطاع المصرفي‪ ،‬وزيادة درجة الثقة في سالمته ‪.‬‬
‫وخالل الفترة) ‪ (2017-2013‬حافظت معدالت العائد على الموجودات على‬

‫المائة‪ 0.8 ،‬في المائة على التوالي )شكل ‪ ،(28-3‬وياُل حظ من الشكل )‪(28-3‬‬
‫أن القطاع المصرفي في الدول العربية حافظ على معدالت موجبة له ذه النس بة‬
‫رغم الصدمات اإلقتصادية والسياسية ال تي ش هدتها الف ترة الم ذكورة‪ ،‬مم ا ق د‬
‫يشير إلى قدرة إدارات القطاع المصرفي على توظي ف مص ادر أموال ه بش كل‬
‫كفؤ إضافة إلى فاعليته في إدارة موجوداته ‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫‪2018‬‬

‫• معدل العائد على‬


‫شكل )‪(: 29-3‬معدل العائد على حقوق الملكية )المساهمين (لدى‬
‫القطاع المصرفي في الدول العربية للفترة )‪( 2017-2013‬‬ ‫حقوق الملكية ‪ :‬حافظ‬
‫القطاع المصرفي في‬
‫‪14.‬‬ ‫‪14.0‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪5‬‬
‫الدول العربية على‬
‫‪1‬‬
‫‪4‬‬ ‫متوسط مستقر لمعدل‬
‫‪13.‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪13.4‬‬
‫‪13.5‬‬ ‫العائد على حقوق‬
‫‪13.‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪6‬‬
‫‪13.‬‬
‫‪8‬‬ ‫الملكية خالل الفترة‬
‫‪13.1‬‬
‫‪4‬‬
‫‪13.‬‬ ‫‪9‬‬
‫( ‪) 2017 - 2013‬‬
‫‪%‬‬

‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪12.9‬‬ ‫تراوح بين ( ‪12. 94‬‬
‫‪4‬‬
‫‪3‬‬
‫‪12.‬‬ ‫في المائة ‪ 14.05 -‬في‬
‫‪8‬‬
‫‪12.‬‬ ‫المائة )‪ ،‬حيث بلغ‬
‫‪6‬‬
‫‪12.‬‬ ‫حوالي‬ ‫المتوسط‬
‫‪4‬‬
‫‪12.‬‬ ‫‪ 13. 56‬في المائة في‬
‫‪2‬‬ ‫‪201‬‬ ‫‪201‬‬ ‫‪201‬‬ ‫‪201‬‬ ‫‪201‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫نهاية عام‬
‫وبانخفاض طفيف‬
‫عما كان عليه في نهاية عام ‪ 2016‬إذ بلغ ‪ 14.05‬في المائة‪ ،‬ويمكن القول بأن‬
‫بقاء معدل العائد على حقوق الملكي ة ض من مس تويات موجب ة جي دة يش ير إلى‬
‫األداء الجي د للبن وك وفاعليته ا في اس تخدام رأس مالها األم ر ال ذي يع زز من‬
‫قدرتها على مواجهة الخسائر التي من الممكن أن تتعرض له ا مس تقبالً )ش كل‬
‫‪ .(29-3‬وعلى‬
‫توى‬ ‫المس‬
‫اإلف رادي؛ فق د‬
‫ج اءت البن وك‬
‫السودانية بالمرتبة‬
‫األولى بمع دل‬
‫بلغحوالي ‪ 40‬في‬
‫المائ ة في نهاي ة‬
‫ع ام ‪ ،2017‬في‬
‫حين ج اءت ك ل‬
‫وك‬ ‫من البن‬
‫المصرية‬
‫بالمرتبتين الثانية والثالثة بمعدالت بلغت ‪ 21.5‬في‬ ‫والبنوك الفلسطينية‬

‫‪68‬‬
‫‪2018‬‬

‫المائة و‪ 16.1‬في المائة على التوالي‪ ،‬في حين كان أقل معدل للبنوك البحرينية‬
‫بمعدل بلغ ‪ 7.1‬في المائة )شكل ‪. (30-3‬‬

‫من خالل ما تم تحليله في هذا الفص ل يمكن اإلس تنتاج بأن ه وب الرغم من التط ورات‬
‫اإلقتصادية والسياسية التي شهدها العالم بشكل عام والمنطق ة العربي ة بش كل خ اص‬
‫وم ا راف ق ذل ك من ص دمات مالي ة وسياس ية خالل الف ترة) ‪ (2017-2013‬إال أن‬
‫الجه از المص رفي في ال دول العربي ة ك ان مس تقراً وق ادراً بش كل ع ام على تحم ل‬
‫الصدمات‪ ،‬حيث واصل القطاع المصرفي الع ربي دوره اله ام في اإلقتص اد‪ ،‬وذل ك‬
‫بإجتذاب الس يولة وتوجيهه ا لإلس تثمار وبم ا يع زز من النم و اإلقتص ادي‪ ،‬كم ا بين‬
‫الفصل أن الجهاز المص رفي الع ربي حق ق مس تويات جي دة من رأس الم ال وج ودة‬
‫األصول والربحية‪ ،‬األمر الذي يعكس سياسات وجه ود الس لطات الرقابي ة لض مان‬
‫سالمة القطاع المالي وبم ا يع زز من اإلس تقرار الم الي‪ ،‬لكن ال زال على الس لطات‬
‫الرقابية ‪ -‬في ظل المخاطر والظروف المحيطة بالمنطق ة العربي ة‪ -‬مواص لة تعزي ز‬
‫رقابته ا على القط اع المص رفي والتحق ق بش كل مس تمر من ص حة أعمال ه وأدائ ه‬
‫وتطوير البنية التحتية والتشريعية له وصوالً لمتطلبات األمان المصرفي واإلستقرار‬
‫المالي وفقا ً ألفضل المعايير والممارسات الدولية‪.‬‬

‫الفصل الرابع‪ :‬تطورات القطاع المالي غير المصرفي والمخاطر المحتملة‬

‫بالرغم من أن القطاع المصرفي يعُتبر أهم مكون للقطاع الم الي في ال دول العربي ة‪،‬‬
‫إال أن ذلك ال يقلل من أهمية القطاعات المالية األخ رى‪ ،‬حيث يعُت بر القط اع الم الي‬
‫غير المصرفي شريكا ً للقط اع المص رفي في تعزي ز النم و اإلقتص ادي واإلس تقرار‬
‫المالي واإلجتماعي في الدول العربية‪ .‬كما يلعب القطاع المالي غير المص رفي دوراً‬
‫استراتيجيا ً في تعزيز الشمول المالي‪ ،‬بما يدعم اإلستقرار المالي واإلقتص ادي‪ .‬فعلى‬
‫سبيل المثال‪ ،‬يسُهم قطاع التأمين في تحقيق أهداف النمو االقتصادي والتنمي ة بص فة‬
‫عامة بما ي وفره من حماي ة لممتلك ات األف راد والمؤسس ات والمحافظ ة على ال ثروة‬
‫الوطنية‪ ،‬وكذلك بما يستقطبه من موارد ادخار ضخمة تسمح بتمويل االس تثمار على‬
‫المدى المتوسط والبعيد ‪.‬من ناحيةً أخرى هناك قطاعات مالية أخرى ال تقل شأنا ً عن‬
‫‪69‬‬
‫‪2018‬‬

‫قط اع الت أمين ومث ال ذل ك قط اع األس واق المالي ة‪ ،‬حيث تلعب ه ذه األس واق دوراً‬
‫حيويا ً في حشد المدخرات وتوجيهها لمجاالت االس تثمار المتنوع ة وتوف ير مص ادر‬
‫التموي ل طوي ل األج ل للمش روعات االقتص ادية المختلف ة‪ .‬أم ا قط اع مؤسس ات‬
‫اإلقراض )مثل‪ :‬مؤسس ات التموي ل األص غر‪ ،‬ش ركات الت أجير التم ويلي‪ ،‬ش ركات‬
‫تمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة( فتقوم أيضا ً ب دور اقتص ادي ه ام عن طري ق‬
‫منح اإلئتمان للفئات التي تواجه صعوبات في الوص ول إلى البن وك ‪.‬يس تعرض ه ذا‬
‫الفصل تطورات القطاع المالي غ ير المص رفي ومخ اطره‪ ،‬حيث س يحلل تط ورات‬
‫قطاعات مالية هام ة وهي‪ :‬قط اع ش ركات الت أمين‪ ،‬قط اع األس واق المالي ة‪ ،‬قط اع‬
‫ش ركات التموي ل )قط اع مؤسس ات التموي ل األص غر وقط اع ش ركات التموي ل‬
‫األخرى( وأخيراً قطاع شركات الصرافة‪.7‬‬

‫أ‪ .‬قطاع شركات التأمين‬


‫‪8‬‬

‫يعتبر قطاع التأمين عنصراً هاما ً في تعزيز اإلستقرار المالي‪ ،‬حيث يتمثل دوره كم ا‬
‫س بقت اإلش ارة في حماي ة األف راد والممتلك ات من المخ اطر باإلض افة إلى تجمي ع‬
‫المدخرات الوطني ة وتنميته ا لتعزي ز التنمي ة االقتص ادية‪ .‬وفي ال دول العربي ة يلعب‬
‫قطاع التأمين دوراً هاما ً في دعم اإلقتصاد الوطني كون ه من أهم قطاع ات الخ دمات‬
‫المالية غ ير المص رفية‪ ،‬حيث يس هم في دعم األنش طة اإلقتص ادية والمحافظ ة على‬
‫استقرارها‪.‬‬
‫وقد شهد قطاع التأمين في ال دول العربي ة نم واً خالل الس نوات األخ يرة ت زامن م ع‬
‫التط ورات ال تي تش هدها اقتص ادات المنطق ة العربي ة ال تي تع زز الحاج ة لخ دمات‬

‫‪ 7‬ال بد من التنويه قبل البدء بإستعراض هذا الفصل إلى أن البيانات المتعلقة بالقطاع المالي المصري تأثرت‬
‫بس عر ص رف الجني ه‪ ،‬حيث من الممكن أن تك ون بيان ات ه ذا القط اع نمت بالعمل ة المحلي ة وب الوقت نفس ه‬
‫تراجعت عند تقويمها بالدوالر األمريكي‪.‬‬
‫‪ 8‬مصدر البيانات‪ :‬التقرير الس نوي لش ركة إع ادة الت أمين العالمي ة‪ -‬معه د ‪ ،Swiss Re‬البن وك المركزي ة‬
‫العربي ة والتق ارير الس نوية لهيئ ات قط اع الت أمين العربي ة‪ ،‬ويش مل ه ذا الفص ل ال دول العربي ة التالي ة‪:‬‬
‫األردن ‪،‬اإلم ارات ‪،‬البح رين ‪،‬ت ونس‪ ،‬الجزائ ر‪ ،‬الس عودية‪ ،‬الس ودان‪ ،‬عُم ان‪ ،‬فلس طين‪ ،‬قط ر‪ ،‬الك ويت‪،‬‬
‫لبنان ‪،‬مصر والمغرب ما لم يتم ذكر خالف ذلك‪.‬‬
‫‪70‬‬
‫‪2018‬‬

‫التأمين‪ ،‬حيث بلغ إجمالي أقساط التأمين القائمة مع نهاية ع ام ‪ 2017‬م ا يق ارب ‪41‬‬
‫مليار دوالر أميركي لجمي ع أن واع الت أمين التقليدي ة واإلس المية‪ ،‬وعلى ال رغم من‬
‫النمو المس ّج ل في الرصيد القائم ألقساط التأمين‪ ،‬إال أنه ال يزال بحاج ة إلى التوس ع‪،‬‬
‫بما يعكس الفرص المتاحة لنم و القط اع‪ ،‬حيث ال تتج اوز ه ذه األقس اط نح و ‪ 2‬في‬
‫المائة من الناتج المحلي االجمالي للدول العربية‪ ،‬وهي نسبة تقل عن النسب المماثل ة‬
‫للمجموعات اإلقليمية األخرى‪ .‬وعليه يفرض هذا الواقع تحديات على السلطات‬

‫شكل )‪(: 1-4‬الحصة السوقية للقارات من سوق التأمين العالمية‬


‫في عام ‪2017‬‬

‫االش رافية في ال دول العربي ة للمس اهمة في تط وير القط اع وزي ادة ال وعي‬
‫بأهميته ‪،‬وسنلقي فيما يلي المزيد من الضوء على أبرز المؤش رات المتعلق ة في ه ذا‬
‫القطاع‪.‬‬

‫إجمالي األقساط المكتتبة لشركات التأمين‪ a:‬بلغ إجمالي أقس اط الت أمين المكتتب ة‬ ‫‪.1‬‬
‫لدى شركات التأمين العربية مقوما ً بالدوالر األمريكي ح والي ‪ 40,526‬ملي ون‬
‫دوالر أمريكي في نهاي ة ع ام ‪ 2017‬مقاب ل ح والي ‪ 38,469‬ملي ون دوالر في‬
‫نهاية عام ‪ ،2016‬أي بمعدل نمو بل غ ‪ 5.3‬في المائ ة‪ ،‬علم ا ً أن إجم الي أقس اط‬
‫الت أمين المكتتب ة على مس توى الع الم بلغت ح والي ‪ 7.4,891‬ملي ار دوالر في‬
‫نهاية عام ‪ ،2017‬لتمثل بذلك أقساط الت أمين ل دى ش ركات الت أمين العربي ة م ا‬
‫نس بته أق ل من واحد في المائ ة من س وق الت أمين العالمي ة‪ .‬وه ذه تعُت بر حص ة‬
‫متواضعة إذا ما ق ورنت بالحص ص الس وقية للق ارات بش كل ع ام األم ر ال ذي‬
‫يعكس أهمي ة قي ام الس لطات اإلش رافية في ال دول العربي ة بتط وير ه ذا‬
‫القطاع )شكل ‪.(1-4‬‬
‫‪71‬‬
‫‪2018‬‬

‫وعلى مستوى شركات التأمين العربية‪ ،‬فقد جاءت شركات التأمين اإلماراتي ة‬
‫بالمرتبة األولى من حيث إجمالي أقساط التأمين المكتتبة‪ ،‬إذ بلغت ل ديها ح والي‬
‫‪ 13,521‬ملي ون دوالر أم ريكي في نهاي ة ع ام ‪ 2017‬تليه ا ش ركات الت أمين‬
‫السعودية والتي بلغ إجمالي األقساط المكتتبة لديها حوالي ‪ 717,9‬ملي ون دوالر‬
‫أمريكي‪ ،‬فيما إحتلت شركات التأمين الفلسطينية المرتبة األخيرة بإجمالي أقساط‬
‫تأمين مكتتبة بلغ حوالي ‪ 255‬مليون دوالر )شكل ‪ .(2-4‬تجدر اإلش ارة إلى أن‬
‫إجمالي أقساط التأمين على الحياة شكل في عام ‪ 2017‬حوالي ‪ 19.7‬في المائ ة‬
‫فق ط من إجم الي األقس اط المكتتب ة للقط اع‪ ،‬في حين ش كل إجم الي أقس اط‬
‫التأميناتالعامة األخرى )غير التأمين على الحياة( ما نسبته ‪ 80.3‬في المائة‪.‬‬

‫عمق التأمين في الدول العربية‪ :‬يُق اس عم ق الت أمين دولي ا ً من خالل إحتس اب‬ ‫‪.2‬‬
‫إجمالي األقساط المكتتبة لشركات التأمين العربي ة إلى الن اتج المحلي اإلجم الي‪.‬‬
‫وقد بلغ إجمالي األقساط المكتتبة لدى شركات التأمين العربية إلى الناتج المحلي‬
‫اإلجمالي حوالي ‪ 1.8‬في المائة في نهاية عام ‪ ،2017‬وهي تقريب ا ً نفس النس بة‬
‫التي كانت عليها في نهاية ع ام ‪ ،2016‬في حين بل غ إجم الي األقس اط المكتتب ة‬
‫ل دى ش ركات الت أمين إلى الن اتج المحلي اإلجم الي على مس توى مختل ف دول‬
‫العالم‬

‫‪72‬‬
‫‪2018‬‬

‫ح والي ‪ 6.13‬في المائ ة في نهاي ة ع ام ‪ .2017‬أم ا على مس توى ش ركات‬


‫التأمينالعربي ة‪ ،‬فق د ك انت أعلى نس بة لش ركات الت أمين اإلماراتي ة حيث بلغت‬
‫النس بة ل ديها‪ 3.65‬في المائ ة في نهاي ة ع ام ‪ ،2017‬تليه ا ش ركات الت أمين‬
‫المغربية والتي بلغتالنسبة لديها ‪ 3.49‬في المائة‪ ،‬في حين كانت أقل نس بة ل دى‬
‫شركات التأمين المصرية والسودانية بنسب بلغت ‪ 0.68‬في المائ ة و‪ 0.36‬في‬
‫المائة على التوالي )شكل ‪.(3-4‬‬

‫إجم‪aa‬الي التعويض‪aa‬ات‪ a‬من األقس‪aa‬اط المكتتب‪aa‬ة ‪ :‬فيم ا يخص إجم الي التعويض ات‬ ‫‪.3‬‬
‫المدفوعة لدى شركات التأمين العربية‪ ،‬فقد بل غ متوس ط التعويض ات المدفوع ة‬
‫إلى األقساط المكتتبة حوالي ‪ 63.1‬في المائة في نهاي ة ع ام ‪ 2017‬أي ب تراجع‬
‫طفيف عما كانت عليه في نهاي ة ع ام ‪ ،2016‬حيث بلغت النس بة آن ذاك ح والي‬
‫‪ 63.7‬في‬

‫‪73‬‬
‫‪2018‬‬

‫األق ل لش ركات الت أمين الس ودانية إذ بلغت ‪ 43.2‬في‬


‫المائة )شكل ‪.(4-4‬‬

‫أداء ش‪aa‬ركات الت‪aa‬أمين‪ a‬العربي‪aa‬ة‪ :‬فيم ا يتعل ق ب أداء ش ركات الت أمين العربي ة؛‬ ‫‪.4‬‬
‫فقدإنخفضت أرباح شركات التأمين العربية خالل ع ام ‪ 2017‬بم ا نس بته ‪16.7‬‬
‫فيالمائ ة مقارن ةً بم ا ك انت علي ه في ع ام ‪ ،2016‬حيث بلغت أرب اح ه ذه‬
‫الشركاتنحو ‪ 1.2‬مليار دوالر خالل عام ‪ 2017‬مقابل ‪ 2.5‬مليار دوالر في عام‬
‫‪ ،2016‬وذلك بفعل تراجع أرب اح قط اع الت أمين في ك ل من‪ :‬الس عودية‪ ،‬قط ر‪،‬‬
‫مص ر ‪،‬البح رين‪ ،‬ت ونس واألردن‪ ،‬وي ُع زى ال تراجع في أرب اح ه ذه الش ركات‬
‫بشكل رئيسي‬

‫‪74‬‬
‫‪2018‬‬

‫شكل )‪(: 5-4‬تطور أرباح شركات التأمين العربية خالل الفترة‬ ‫إلى ارتفاع نسبة حجم‬
‫(‪)2017-2016‬‬ ‫التعويضات إلى إجمالي‬
‫سط ين‬ ‫حققت‬ ‫األقساط ‪ ،‬وقد‬
‫اردن‬
‫تو س‬ ‫أل‬ ‫التأمين‬ ‫شركات‬
‫ن‬
‫البحر ن‬
‫عُُ ي ان‬ ‫اإلمارتية أكبر نمو في‬
‫ان‬ ‫لبم‬
‫الكو ت‬ ‫ن‬ ‫‪2017‬‬ ‫أرباحها بنسبة ‪ 21.1‬في‬
‫المي ر‬
‫مغ بر‬
‫‪2016‬‬ ‫المائة في عام ‪2017‬‬
‫ر‬ ‫ص‬
‫ال عودي‬
‫قط‬
‫ً مع عام ‪، 2016‬‬
‫مقارن ة‬
‫اإلم اراتة‬
‫س‬ ‫شركات‬ ‫حظيت‬ ‫فيما‬
‫‪0.0‬‬ ‫‪100.0 200.0 300.0 400.0 500.0 600.0 700.0‬‬
‫ميون دو ر‬
‫التأمين األردنية بأكبر‬
‫أرباحها‬ ‫في‬ ‫تراجع‬
‫بنسبة ‪ 92.2‬في المائة )شكل‬
‫‪.(5-4‬‬

‫‪9‬‬
‫ب‪ .‬األسواق المالية العربية‬

‫تكمن أهمية األسواق المالي ة في دوره ا الحي وي واله ام في في دعم عجل ة التنمي ة‬
‫االقتص ادية وذل ك من خالل تعبئ ة الم دخرات الوطني ة‪ ،‬حيث تس هم س وق األوراق‬
‫المالية في تنمية الع ادات االدخاري ة من خالل تش جيع األف راد على اس تثمار ف ائض‬
‫أم والهم في قن وات ادخاري ة ت ؤمن لهم دخال ً إض افيا ًوت وفر لهم درج ة كب يرة من‬
‫السيولة عند بيع األس هم العائ دة لهم‪ .‬ك ذلك ت وفر األس واق المالي ة الس يولة الالزم ة‬
‫للمستثمرين والتي تدعم المشاريع االقتص ادية المختلف ة في مختل ف اإلقتص ادات ‪،‬إذ‬
‫ارتب ط دوره ا الري ادي في تعبئ ة الم وارد المالي ة والم دخرات وتوجيهه ا نح و‬
‫االستثمارات المنتجة‪ .‬كذلك تعُطي األسواق الماليةمؤشراً ينبئ بحال ة اإلقتص اد فهي‬
‫بمثابة إنذار مبكر لصانعي القرار عند إنخفاض قيمةاألسهم‪ ،‬حيث إن إنخف اض قيم ة‬
‫األس هم بش كل مس تمر يعُطي مؤش راً على إقب ال اإلقتص ادعلى مرحل ة الكس اد‬
‫وارتفاعها يعُطي مؤشراً على إقب ال اإلقتص اد على مرحل ة اإلزده ار أو اإلنتع اش‪،‬‬
‫وبعد األزمة المالية العالمية األخيرة‪ ،‬إكتسبت األسواق المالية أهمية بالغ ة من خالل‬
‫دخول المؤشر القياسي ألسعار األسهم كجزء أساس ي من ال دورة المالي ة‪ ،‬وال تي يتم‬
‫‪ 9‬مصدر البيانات‪ :‬النشرات الفصلية لقاعدة بيانات أسواق الم‪8‬ال العربي‪8‬ة ‪ -‬ص‪8‬ندوق النق‪8‬د الع‪8‬ربي‪ ،‬ونش‪8‬رات أس‪8‬واق الم‪8‬ال‬
‫العربية‪ ،‬وموقع زاوية داوجونز لبيانات األسواق المالية‪..‬‬
‫‪75‬‬
‫‪2018‬‬

‫التنبؤ من خاللها بحدوث المخاطر النظامية وبالتالي ح دوث أزم ة‪ ،‬حيث إن إرتف اع‬
‫المؤشر بشكل كبير ال يعُطي بالضرورة إنطباعا ً إيج ابي اً‪ ،‬حيث إن إرتفاع ه بش كل‬
‫كبير قد ينُبئ بحدوث فقاع ة س عرية ت ؤدي إلى ح دوث األزمة‪ ،10‬سنس تعرض فيم ا‬
‫يلي أبرز تطورات األسواق المالية وأدائها لدى الدول العربية‪.‬‬

‫‪ .1‬مؤشرات التداول في األسواق المالية‪ a‬العربية‪ a:‬بلغ عدد األسهم المالية المتداولة‬
‫في األسواق المالية العربية ‪ 294‬مليار سهم في عام ‪ 2017‬مقابل ‪ 312‬مليار سهم‬

‫في ع ام ‪ 2016‬أي بنس بة‬


‫إنخف اض بلغت ‪ 5.8‬في‬
‫المائ ة ‪ ،‬ك ذلك إنخفض ت‬
‫قيمة‬

‫تقدم الدورة المالية بشكل رئيسي وصفا ً‬ ‫‪10‬‬

‫لسلوك كل من‪ :‬نسبة اإلئتمان الممنوح‬


‫للقطاع الخاص إلى الناتج المحلي اإلجمالي‪،‬‬
‫حجم اإلئتمان‪ ،‬وأسعار األصول )األسهم‬
‫والعقارات(‪ ،‬لمزيد من التفصيل يمكن‬
‫الرجوع لـ‪,Akerlof, G :‬‬
‫?‪What have we learned‬‬
‫‪Macroeconomic Policy after‬‬
‫‪crisis, London: The MIT press‬‬
‫‪Cambridge, Massachusetts, 2014,‬‬
‫‪p 71-.38‬‬

‫األس هم المتداول ة من‬


‫‪ 4.422‬ملي ار دوالر‬
‫ام ‪ 2016‬إلى‬ ‫في ع‬
‫‪ 2.335‬ملي ار دوالر‬
‫أم ريكي أي بنس بة‬
‫إنخف اض بلغت ‪20.7‬‬
‫في المائة ‪ ،‬وكعدد أسهم‬
‫متداولة إحتل سوق دبي‬
‫‪76‬‬
‫‪2018‬‬

‫المرتب ة األولى بع دد أس هم متداول ة بل غ ‪ 82.2‬ملي ار س هم تقريب ا ً يلي ه البورص ة‬


‫المص رية بع دد أس هم متداول ة بل غ ‪ 79.5‬ملي ار س هم تقريب اً‪ ،‬أم ا من حيث قيم ة‬
‫األسهم فقد حققت السوق المالية‬
‫السعودية المرتبة األولى بقيمة بلغت ‪ 223.0‬ملي ار دوالر تقريب ا ً يليه ا س وق دبي‬
‫المالي بقيمة بلغت حوالي ‪ 31.2‬مليار دوالر )شكل ‪ (6-4‬و)شكل ‪-4‬‬
‫‪.)7‬‬
‫أم ا فيم ا يخص مع دل دوران الس هم‪ ،‬وال تي تحسب من خالل إيج اد قيم ة األوراق‬
‫المالية المتداولة مقسوما ً‬
‫على القيمة السوقية لألوراق‬
‫المالية المدرجة بنهاية السنة‪ ،‬فقد بلغ معدل الدوران‬
‫في عام ‪ 2017‬حوالي ‪ 29.9‬في المائة مقابل ‪ 51.5‬في المائة في ع ام ‪ ،2016‬وق د‬
‫كان أكبر معدل دوران للس هم للس وق المالي ة الس عودية‪ ،‬حيث بل غ ‪ 49.5‬في المائ ة‬
‫يليها البورصة المصرية بمعدل دوران بلغ ‪ 36.5‬في المائ ة‪ ،‬أم ا أق ل مع دل دوران‬
‫فق د كانلبورص ة البح رين‬
‫إذ بلغ معدل الدوران فيه ا‬
‫‪ 2.6‬في المائة )ش كل ‪-4‬‬
‫‪.(8‬‬

‫بخص وص مع امالت‬
‫المستثمرين األج انب فق د‬
‫بلغت مع امالت الش راء‬
‫خالل ع ام ‪ 2017‬ح والي‬
‫‪ 3.41‬ملي ار دوالر في‬
‫حين بلغت معامالت البيع حوالي‬
‫‪ 1.43‬مليار دوالر‪ ،‬وقد بلغ متوسط نسبة تعامالت األجانب من التداول في األس واق‬
‫المالية العربية حوالي ‪ 27.1‬في المائة‪ ،‬وقد إحتل س وق دبي الم الي المرتب ة األولى‬
‫من‬
‫حيث‬
‫معامالت‬
‫شكل) ‪:(10-4‬‬ ‫الشراء‬ ‫البورصة المصرية‬

‫سوق الكويت‬

‫بورصة قطر‬

‫وراق المالية‬ ‫سوق مسقط ل‬

‫‪77‬‬
‫السعودية‬ ‫السوق المالية‬

‫بورصة تونس‬

‫بورصة البحرين‬

‫سوق دبي المالي‬

‫وراق المالية‬ ‫سوق بو بي ل‬


‫‪0‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪50‬‬
‫‪%‬‬

‫‪2018‬‬

‫نسبة تعامالت المستثمرين األجانب من التداول في‬


‫األسواق المالية العربية في عام ‪2017‬‬
‫والبيع للمس تثمرين األج انب ‪،‬حيث بل غ حجم تل ك المع امالت ‪ 7.13‬ملي ار دوالر و‬
‫‪ 14.0‬مليار دوالر على التوالي )شكل ‪.(9-4‬‬

‫أما نسبة تعامالت األجانب من الت داول فق د ك انت المرتب ة األولى من نص يب س وق‬
‫أبوظبي لألوراق المالية ‪،‬حيث بلغت النسبة لديه ‪ 44.5‬في المائة )شكل ‪.(10-4‬‬

‫‪ .2‬مؤشرات أداء األسواق العربية‪ :‬حافظت األسواق العربية على أدائها اإليج ابي في‬
‫عام ‪ ،2017‬حيث بلغت القيمة السوقية ألسهم األسواق العربية في نهاية ع ام ‪2017‬‬
‫حوالي ‪ 1,131‬مليار دوالر مقابل ‪ 107,1‬مليار دوالر تقريبا ً في نهاية ع ام ‪،2016‬‬
‫أي بمعدل نمو بلغ ‪ 2.2‬في المائة‪ ،‬وقد حقق سوق دبي المالي التغير اإليجابي األبرز‬
‫من حيث القيم ة الس وقية ألس همه‪ ،‬إذ إرتفعت القيم ة الس وقية ألس همه بمبل غ ‪15.4‬‬
‫ملي ار دوالر‪ ،‬في حين ك ان التغ ير الس لبي األك بر لبورص ة قط ر‪ ،‬حيث إنخفض ت‬
‫القيمةالسوقية ألسهمها بمقدار ‪ 25.1‬مليار دوالر) ‪.(11-4‬‬
‫أم ا بخص وص نس بة القيم ة الس وقية ألس هم األس واق المالي ة إلى الن اتج المحلي‬
‫اإلجمالي فقد بلغت ‪ 58.6‬في المائة في نهاية عام ‪ ،2017‬وقد إحتلت بو رصة قط ر‬
‫المرتبة األولى محققةً نسبة بلغت ‪ 77.0‬في المائة تالها سوق مسقط لألوراق المالية‬
‫بنسبة بلغت ‪ 70.3‬في المائة‪ ،‬أما أقل نسبة فقد كانت للبورصة المصرية بنسبة بلغت‬
‫‪ 16.6‬في المائة )شكل ‪.(12-4‬‬

‫‪78‬‬
‫‪2018‬‬

‫‪.3‬مؤشرات األسعار في األسواق المالية‪ a‬العربية‪ :a‬إرتفع المؤشر المركب لصندوق‬


‫النق د الع ربي في نهاي ة ع ام ‪ 2017‬ليص ل إلى ‪ 247.7‬نقط ة مقاب ل ‪ 245.6‬نقط ة‬
‫فينهاية عام ‪ 2016‬أي أن التغير السنوي في المؤشر بلغ ‪ 0.9‬في المائة‪.‬‬

‫وقد إحتل سوق دمشق لألوراق المالية المرتبة األولى من حيث إرتفاع قيمة المؤش ر‬
‫إذ إرتف ع المؤش ر في نهاي ة ع ام ‪ 2017‬بمق دار ‪ 269.9‬في المائ ة يليه ا البورص ة‬
‫المص رية بتغ ير بل غ ‪ 21.8‬في المائ ة في حين ك ان أك بر تغ ير س الب من نص يب‬
‫البورصة القطرية بتغير بلغ ‪ 18.3‬في المائة )شكل ‪.(13-4‬‬
‫‪79‬‬
‫‪2018‬‬

‫ج ‪.‬شركات التمويل غير المصرفية‬

‫بعد األزمة المالية العالمي ة األخ يرة‪ ،‬ب رزت الحاج ة لوض ع إط ار عم ل للسياس ات‬
‫واالجراءات الرقابية لتنظيم نش اط المؤسس ات المالي ة غ ير المص رفية‪ ،‬انطالق ا ً من‬
‫ثالثة مرتكزات أساسية وهي‪ :‬تعريف نشاط هذه المؤسسات وتحديده على وجه دقيق‬
‫وخلق شبكة من المعلومات والبيانات حوله‪ ،‬تحديد وفهم نوع المخ اطر ال تي يحمله ا‬
‫هذا النشاط والتركيز على النظامية منها‪ ،‬وأخيراً‪ ،‬وبعد تحديد هذه المخ اطر‪ ،‬تحدي د‬
‫السياس ات واإلج راءات االحترازي ة ال تي يت وجب اتخاذه ا لتنظيم نش اط ه ذه‬
‫المؤسسات‪ .‬وبالرغم من أن البن وك هي المك ون الرئيس ي للنظ ام الم الي‪ ،‬فق د دأبت‬
‫العديد من البنوك المركزية إلخض اع العدي د من ه ذه المؤسس ات لمظلته ا الرقابي ة‪،‬‬
‫وذلك إدراكا ً منه ا ألهمي ة ه ذا القط اع ودوره في تعزي ز اإلس تقرار الم الي والنم و‬
‫اإلقتصادي‪ ،‬كون هذاالقطاع يعزز من الشمول المالي وذلك من خالل تق ديم التموي ل‬
‫بشكل أساسي للفئاتالتي تواجه صعوبات في الحص ول على اإلئتم ان من البن وك‪ ،‬إال‬
‫أن غياب الرقابة عن هذا القطاع وغياب التمويل المسؤول لديه قد تؤدي إلى ح دوث‬
‫مخاطر نظامية تتمث ل بإثق ال كاه ل األف راد )وبال ذات مح دودي ال دخل( بالمديوني ة‬
‫األمر الذي يزيد من إحتمالية تعثر األفراد مما ق د ق د ي ؤدي إلى زعزع ة اإلس تقرار‬
‫المالي واإلجتماعي‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫‪2018‬‬

‫وفي ال دول العربي ة خطت العدي د من البن وك المركزي ة خط وات هام ة في توس يع‬
‫مظلتها الرقابية لتشمل أكبر ق در ممكن من مؤسس ات ه ذا القط اع‪ ،‬حيث إن الرقاب ة‬
‫على الجهاز المصرفي وحده ال تكفي لتحقيق اإلستقرار المالي‪ ،‬ونظ راً ألهمي ة دور‬
‫هذا القطاع في إقتصادات الدول العربية‪ ،‬نستعرض فيم ا يلي تط ورات ه ذا القط اع‬
‫ومخ اطره‪ ،‬حيث س يتم إبت دا ًء تحلي ل تط ورات قط اع مؤسس ات التموي ل األص غر‬
‫ومخاطره‪ ،‬ومن ثم سيتم تحليل تطورات شركات التمويل األخرى ومخاطرها بش كل‬
‫ع ام كون ه ال يوج د تعري ف واض ح له ذه الش ركات وتختل ف أنش طتها ومس مياتها‬
‫وتبعيتها من دولة عربية إلى أخرى ‪.‬‬

‫‪ .1‬قطاع مؤسسات التمويل األصغر‪ :‬تعتبر عملية توفير خدمات التمويل لألشخاص‬
‫ذوي ال دخل المت دني و‪/‬أو لألش خاص ال ذين ال يتمكن ون من الحص ول على‬
‫الخدمات المالي ة من القط اع المص رفي وال تي ع ادة م ا تك ون من خالل قن وات‬
‫قطاع التمويل األصغر عملية لها دور محوري في تعزيز الشمول المالي وبالتالي‬
‫التنمية البشرية واالقتصادية‪ ،‬حيث إن تقديم التمويل لهذه الفئات يساعد في تعزيز‬
‫اإلستقرار المالي واالقتصادي واالجتم اعي وذل ك من خالل تحوي ل ه ذه الفئ ات‬
‫من فئات متلقية للمساعدات إلى فئات منتجة وم درة لل دخل‪ ،‬وللعم ل على تعزي ز‬
‫وتطوير دور قطاع التموي ل األص غر وتحقي ق االس تدامة ل ه؛ فق د ب رزت أهمي ة‬
‫وج ود مظل ة رقابي ة على ه ذا القط اع‪ ،‬حيث ق امت بعض البن وك المركزي ة‬
‫بإخض اع مؤسس ات التموي ل األص غر لرقابته ا نظ راً ل دورها اله ام في تعزي ز‬
‫اإلستقرار المالي واإلقتصادي واإلجتماعي كما ذكرن ا أعاله‪ ،‬وسنس تعرض فيم ا‬
‫يلي نظرة على هذا القطاع الواعد والهام في الدول العربي ة وال ذي ق ارب حجم ه‬
‫موجوداته مقوما ً بالدوالر األمريكي‬

‫‪ 2‬مليار دوالر أمريكي‪.10‬‬


‫القروض الممنوحة من مؤسسات التمويل األصغر‪ :‬بلغ حجم محفظة القروض المقدمة‬
‫من مؤسس ات التموي ل األص غر في نهاي ة ع ام ‪ 2017‬مقوم ا ً بال دوالر األم ريكي‬
‫ح والي)‪ (1.69‬ملي ار دوالر أم ريكي‪ ،‬مقاب ل) ‪ (1.45‬ملي ار دوالر في نهاي ة ع ام‬
‫‪ ،2016‬أي بمعدل نمو بلغ ‪ 16‬في المائة األم ر ال ذي يعكس التط ور الواض ح له ذا‬
‫القطاع ويعزز من دوره في تعزي ز الش مول الم الي‪ ،‬وق د إحتلت مؤسس ات التموي ل‬
‫‪ 10‬بيانات الجزء المتعلق بمؤسسات التمويل األصغر تشمل الدول العربية التالية‪ :‬مصر‪ ،‬تونس‪ ،‬المغرب ‪،‬العراق‪،‬‬
‫األردن‪ ،‬فلسطين‪ ،‬السودان‪ ،‬لبنان ومصادر البيانات هي‪ :‬تقرير شبكات التمويل األصغر للدول العربية‬
‫)سنابل(‪ ،‬تقرير مدى اإلنتشار العالمي وأسس مقارنة األداء المالي الصادر عن سوق مكس‪.‬‬
‫‪81‬‬
‫‪2018‬‬

‫األصغر المغربية المرتبة األولى بمحفظة ق روض بل غ حجمه ا ح والي ‪ 650‬ملي ون‬
‫دوالر أمريكي تليها مؤسسات التمويل األصغر األردنية بمحفظة قروض بلغ حجمها‬
‫حوالي ‪ 320‬ملي ون دوالر أم ريكي )ش كل ‪ ،(14-4‬وق د بل غ متوس ط حجم الق رض‬
‫حوالي ‪ 1,000‬دوالر‪/‬عميل في ع ام ‪ ،2017‬وق د بل غ أعلى متوس ط لحجم الق رض‬
‫الممنوح لمؤسسات التمويل األص غر الفلس طينية بمبل غ ‪ 200,2‬دوالر‪/‬عمي ل )ش كل‬
‫‪.(15-4‬‬

‫أما فيما يخص عدد العمالء النشطين لدى مؤسسات التمويل األصغر العربية‪ ،‬فقد‬
‫بلغخالل عام ‪ 2017‬حوالي ‪ 737,2‬ألف عميل مقابل ‪ 510,2‬ألف عميل خالل عام‬
‫‪ ،2016‬أي بمعدل نمو بلغ ‪ 9‬في المائة‪ ،‬وقد إحتلت مؤسسات التمويل األصغر‬
‫المصرية المرتبة األولى بعدد عمالء نشطين بلغ ‪ 950‬ألف عميل خالل عام ‪2017‬‬
‫بعدد عمالء نشطين بلغ‬ ‫التمويل األصغر المغربية‬ ‫تليها مؤسسات‬
‫‪ 750‬ألف عميل )شكل ‪.(16-4‬‬

‫بالنس بة لج ودة محفظ ة‬


‫الق روض ل دى مؤسس ات‬
‫التمويل األصغر العربي ة؛‬
‫ُ‬
‫فتش ير البيان ات إلى أن‬
‫المحفظ ة ذات ج ودة‬
‫عالي ة؛ إذ بلغت النس بة‬
‫المئوية لمحفظة الق روض‬
‫الخطرة ألكثر من ‪ 30‬يوم‬
‫حوالي ‪ .32‬في المائ ة في‬
‫نهاية عام ‪ ،2017‬علما ً أن‬
‫مؤسس ات التموي ل‬
‫األص غر العراقي ة ك انت‬
‫لديها النسبة األعلى‪ ،‬حيث‬
‫بلغت‬
‫النسبة لديها ح والي ‪ 9‬في‬
‫المائ ة في حين ك انت‬
‫النس بة األق ل لمؤسس ات‬
‫‪82‬‬
‫شكل )‪(: 15-4‬متوسط حجم القرض‪/‬عميل لدى مؤسسات التمويل األصغر العربية خالل عام ‪2017‬‬

‫ين‬ ‫سط‬
‫ودان‬ ‫الس‬
‫‪2018‬‬
‫راق‬ ‫الع‬
‫ن‬ ‫األ ر د‬
‫س‬ ‫تون‬
‫طب ال ديون‬ ‫ان‬ ‫التمويل األصغر المصرية‪ .‬إذ بلغت حوالي ‪ 0.5‬في المائة‪ .‬أما معدللبن ش‬
‫ة‪ ،‬علم ا ً أن‬
‫رب‬
‫المائ‬
‫المغ‬
‫المعدومة فقد كان منخفضاً‪ ،‬حيث بلغ هذا المعدل حوالي ‪ .036‬في‬
‫ر‬ ‫مص‬

‫‪-‬‬ ‫‪500‬‬ ‫‪1,000‬‬ ‫‪1,500‬‬ ‫‪2,000‬‬ ‫مؤسسات‬


‫‪2,500‬‬ ‫جميع‬
‫التمويل األصغر العربية كان لها معدل أقل من واحد في المائة األمر الذي قد ي ُشير‬
‫مريكي‬ ‫دو ر‬

‫إلى كف اءة ه ذه المؤسس ات في تق ييم العمالء قب ل منحهم الق روض‪ .‬ك ذلك يمكن‬
‫اإلستنتاج بأنه وفي ضوء بيانات هذا القطاع‪ ،‬فإن المخاطر الناجم ة عن ه ذا القط اع‬
‫على اإلستقرار المالي منخفضة وغير مقلقة خصوصا ً أن هذا القطاع ال زال ص غير‬
‫الحجمنسبي اً )شكل ‪.(17-4‬‬

‫وأخيراً وفيم ا يخص ربحي ة مؤسس ات التموي ل األص غر العربي ة‪ ،‬فق د حققت تل ك‬
‫المؤسسات عوائد جيدة؛ إذ بلغ ك ل من متوس ط مع دل العائ د على األص ول ومع دل‬
‫العائد على حقوق الملكية حوالي ‪ 5.9‬في المائة و‪ 13.0‬في المائة على التوالي‪ ،‬مم ا‬
‫ي ُشير إلى كفاءة عملية منح القروض من قب ل مؤسس ات التموي ل األص غر‪ ،‬وق درتها‬
‫على المحافظة على األصول وتنميتها من خالل تحقيق عوائد مناسبة عليه ا‪ ،‬إض افةً‬
‫إلى فاعليته ا في إس تخدام رأس مالها‪ .‬ه ذا وق د حققت مؤسس ات التموي ل األص غر‬
‫السودانية المرتبة األولى من حيث تحقيق معدالت أعلى لكل من العائد على األصول‬
‫والعائد على حقوق الملكية بمعدالت بلغت ‪ 13.3‬في المائ ة و‪ 25.9‬في المائ ة تليه ا‬
‫مؤسسات التمويل األصغر اللبنانية بمعدالت بلغت ‪ 11.4‬في المائة و‪ 19.5‬في المائة‬
‫على التوالي) ‪.(18-4‬‬
‫شكل )‪(: 18-4‬معدل العائد على األصول ‪ ROA‬ومعدل العائد على حقوق الملكية ‪ ROE‬لمؤسسات التمويل‬
‫األصغر العربية خالل عام ‪2016‬‬

‫‪ROA‬‬ ‫‪ROE‬‬

‫‪30.0%‬‬

‫‪25.0%‬‬

‫‪20.0%‬‬

‫‪15.0%‬‬

‫‪10.0%‬‬

‫‪5.0%‬‬

‫‪0.0%‬‬
‫مص‬

‫الس‬
‫تون‬
‫المغ‬

‫لبن‬

‫الع‬

‫سط‬
‫األ‬
‫ر‬

‫ودان‬

‫ين‬
‫راق‬
‫رب‬

‫د‬
‫س‬
‫ان‬

‫ن‬
‫ر‬

‫‪83‬‬
‫‪2018‬‬

‫‪ .2‬شركات التمويل األخرى‪ :11‬يعُتبر قط اع ش ركات التموي ل قط اع حي وي وه ام في‬


‫توفير التمويل في اإلقتص اد جنب ا ً إلى جنب م ع القط اع المص رفي‪ ،‬حيث واص لت‬
‫البنوك المركزية في الدول العربية إهتمامها في تط وير ه ذا القط اع اله ام‪ ،‬ونظ راً‬
‫الختالف مكونات هذا القطاع وتبعيته في الدول العربية ‪،‬تم تحليل هذا القط اع لك ل‬
‫دولة عربية على حدا‪ ،‬نستعرض فيما يلي نبذة عن أهم مكونات هذا القطاع في عدد‬
‫من الدواللعربية حسب ما توفر من بيانات‪.‬‬

‫في المملكة األردنية الهاشمية يتكون قط اع الش ركات المالي ة غ ير المص رفية من‬
‫ش ركات الت أجير التم ويلي وش ركات التموي ل المتع دد وش ركات تموي ل المش اريع‬
‫الصغيرة والمتوسطة إضافة إلى شركات التمويل األصغر والتي س بق تحليله ا‪ ،‬وق د‬
‫قام البنك المركزي األردني بإخضاع شركات التموي ل األص غر إلى رقابت ه في ع ام‬
‫‪ 2015‬ويسعى إلخضاع كافة شركات التمويل األخرى إلى رقابته‪ ،‬أما عن حجم هذا‬
‫القطاع وتقسيمه فهي موضحة بالجدول) ‪) (1-4‬تم إستثناء شركات التمويل األص غر‬
‫كونه سبق وأن تطرقنا إليها بالتفص يل(‪ .‬وفيم ا يخص أداء ه ذه الش ركات فال يت وفر‬
‫بيانات بالخصوص باس تثناء وج ود بعض البيان ات عن ش ركات الت أجير التم ويلي‪،‬‬
‫حيث تراجع معدل العائد على حقوق المساهمين ومعدل العائد على الموجودات لديها‬
‫للعام الثالث على التوالي‪ .‬إذ بلغت في نهاية عام ‪ 2017‬حوالي ‪ 7.3‬في المائة و‪3.9‬‬
‫في المائة على التوالي‪ ،‬في حين بلغت في نهاي ة ع ام ‪ 2016‬ح والي ‪ 8‬في المائ ة و‬
‫‪ 4.8‬في المائة على التوالي‪.‬‬
‫جدول) ‪ :(1-4‬تقسيم الشركات المالية غير المصرفية )بإستثناء شركات التمويل األصغر( في األردن كما‬
‫في عام ‪2017‬‬

‫شركات تمويل المشاريع‬ ‫شركات التمويل‬ ‫شركات التأجير‪a‬‬ ‫البيان‬


‫الصغيرة والمتوسطة‬ ‫المتعدد‬ ‫التمويلي‬

‫‪2‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪15‬‬ ‫عدد الشركات‬

‫حجم محفظة القروض )مليون‬


‫‪24‬‬ ‫‪281‬‬ ‫‪575‬‬
‫دوالر(‬
‫‪0.1‬‬ ‫‪193‬‬ ‫‪179‬‬ ‫رأس المال المدفوع )مليون‬

‫‪ 11‬مص در البيان ات‪ :‬المواق ع اإللكتروني ة للبن وك المركزي ة العربي ة وتق ارير اإلس تقرار الم الي والتقري ر‬
‫السنوي ‪،‬ويشمل هذا البند كل من‪ :‬األردن‪ ،‬السعودية‪ ،‬قطر‪ ،‬فلس طين‪ ،‬مص ر‪ ،‬الس ودان‪ ،‬الك ويت‪ ،‬البح رين‪،‬‬
‫عُمان‪ ،‬اإلمارات‪ ،‬المغرب وتونس‪.‬‬
‫‪84‬‬
‫‪2018‬‬

‫دوالر(‬
‫إجمالي حقوق الملكية )مليون‬
‫‪13‬‬ ‫‪231‬‬ ‫‪339‬‬
‫دوالر(‬

‫‪18‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪245‬‬ ‫إجمالي اإللتزامات )مليون دوالر‬

‫إجمالي الموجودات )مليون‬


‫‪34‬‬ ‫‪384‬‬ ‫‪625‬‬
‫دوالر(‬

‫‪85‬‬
‫‪2018‬‬

‫وفي‬

‫دولة اإلمارات‪ a‬العربية المتحدة‪ ،‬تخضع شركات التمويل واإلستثمار لرقابةمصرف‬


‫اإلمارات العربية المتحدة المركزي‪ .‬وق د بل غ حجم ه ذا القط اع ح والي ‪16.3‬ملي ار‬
‫دوالر في نهاي ة ع ام ‪) 2017‬منه ا ‪ 11.7‬ملي ار دوالر لش ركات التموي ل( مس جالً‬
‫إنخفاض ا ً بنس بة ‪ 3.5‬في المائ ة عن الع ام الس ابق‪ .‬وتبل غ نس بة موج ودات ك ل من‬
‫شركات التمويل وشركات اإلستثمار في اإلمارات ما نسبته ‪ 2‬في المائة من إجمالي‬
‫موجودات القطاع المصرفي‪ ،‬وتقدم شركات التمويل تمويالت لغايات متنوعة تشمل‬
‫التموي ل الشخص ي‪ ،‬العق اري‪ ،‬الس يارات‪ ،‬التج اري‪ ،‬بطاق ات اإلئتم ان وتم ويالت‬
‫أخرى‪ .‬أما عن جودة اإلئتمان لدى هذه الشركات فقد بلغت نسبة الديون المتعثرة إلى‬
‫إجمالي اإلئتمان في نهاية عام ‪ 2017‬حوالي ‪ 12.8‬في المائة مقابل ‪ 12.4‬في المائة‬
‫في نهاية عام ‪ .2016‬وعلى صعيد كفاية رأس المال‪ ،‬فقد بلغت ‪ 30.7‬في المائ ة في‬
‫نهاية عام ‪ 2017‬مقابل ‪ 32.6‬في المائ ة في نهاي ة ع ام ‪ ،2016‬األم ر ال ذي يعكس‬
‫متانة المراكز المالية لهذه الشركات‪.‬‬

‫وفي مملكة البحرين يعُتبر قطاع الصناديق اإلستثمارية قطاع ا ً مزده راً ومتط ور اً‪.‬‬
‫فقد بلغ عدد صناديق االستثمار المسجلة لدى المصرف المرك زي ‪ 2290‬ص ندوق اً‬
‫استثماريا ً منتصف عام ‪ ،2018‬مقارنة بـ ‪ 2623‬صندوقا ً استثماريا ً في منتصف عام‬
‫‪ .2017‬كم ا بل غ ع دد ص ناديق االس تثمار اإلس المية ‪ 88‬ص ندوقا ً من اجم الي‬
‫الصناديق االستثمارية المرخصة والمسجلة مع منتصف عام ‪ ،2018‬كما بلغ صافي‬
‫قيمة األصول لهذه الص ناديق ح والي ‪ 7.9‬ملي ار دوالر م ع نهاي ة الرب ع األول ع ام‬
‫‪ ،2018‬مقارنة بـ ‪ 7.5‬مليار دوالر في نهاي ة الرب ع األول ع ام ‪ ،2017‬أي بإرتف اع‬
‫قدره ‪ 4.9‬في المائة‪ ،‬منها ‪ 3.6‬مليار دوالر أمريكي هي قيمة األصول في الصناديق‬
‫المؤسسة محلياً‪ ،‬وبلغت قيمة األصول في صناديق االس تثمار اإلس المية ‪ 1.3‬ملي ار‬
‫دوالر مع نهاية الفترة نفسها‪.‬‬

‫وفي الجمهورية التونسية‪ a‬بلغ حجم رؤوس أموال قطاع مؤسسات اإليجار التمويلي‬
‫حوالي ‪ 129‬مليون دوالر في نهاية عام ‪ 2017‬مقاب ل ‪ 133‬ملي ون دوالر في نهاي ة‬
‫عام ‪ ،2016‬وفيم ا يخص حجم الق روض المقدم ة لإلقتص اد من مؤسس ات اإليج ار‬

‫‪86‬‬
‫‪2018‬‬

‫وفي‬

‫التم ويلي فق د بلغت كم ا في نهاي ة ع ام ‪ 2017‬ح والي ‪ 1,782‬ملي ون دوالر مقاب ل‬


‫‪ 1,654‬مليون دوالر في نهاية ع ام ‪ ،2016‬أي بنس بة نم و بلغت ‪ 9‬في المائ ة‪ ،‬أم ا‬
‫بخصوص أداء هذه المؤسسات فقد حققت هذه المؤسسات أرباحا ً بلغت قيمتها مقومة‬
‫بال دوالر ‪ 72.3‬ملي ون دوالر في نهاي ة ع ام ‪ 2017‬مقاب ل ‪ 72.7‬ملي ون دوالر في‬
‫الع ام الس ابق‪ .‬المملك‪aa‬ة العربي‪aa‬ة الس‪aa‬عودية‪ ،‬إنخفض ت أص ول قط اع ش ركات‬
‫التمويل )والتي يبلغعددها ‪ 37‬شركة( في نهاية عام ‪ 2017‬بنسبة ‪ 1.5‬في المائة عما‬
‫كانت عليه في نهايةعام ‪ .2016‬حيث بلغ حجم أصول ه ذا القط اع مقوم ا ً بال دوالر‬
‫األمريكي حوالي ‪10.2‬مليار دوالر في نهاية ع ام ‪ 2017‬مقاب ل ‪ 10.3‬ملي ار دوالر‬
‫تقريبا ً في نهاية عام ‪ ،2016‬وشكلت األصول العقارية م ا نس بته ‪ 30‬في المائ ة من‬
‫إجمالي أصول هذا القطاع‪ ،‬وق د بلغت نس بة أص ول ه ذا القط اع إلى الن اتج المحلي‬
‫اإلجم الي م ا نس بته ‪ 1.5‬في المائ ة في نهاي ة ع ام ‪ .2017‬أم ا رؤوس أم وال ه ذه‬
‫الش ركات فق د بلغت ‪ 3.8‬ملي ار دوالر في نهاي ة ع ام ‪ ،2017‬وتنقس م ق روض ه ذا‬
‫القط اع إلى ق روض أف راد‪ ،‬ق روض ش ركات ص غيرة ومتوس طة وق روض‬
‫الشركات )غير الصغيرة والمتوسطة(‪ .‬وقد بلغت نسبة الق روض الممنوح ة لألف راد‬
‫من إجمالي القروض الممنوح ة ‪ 76‬في المائ ة في نهاي ة ع ام ‪ 2017‬في حين بلغت‬
‫‪ 16‬في المائة للشركات الصغيرة والمتوسطة‪ .‬أما الشركات األخرى فقد بلغت نس بة‬
‫القروض الممنوحة لها ‪ 8‬في المائة‪ ،‬علما ً أن حجم القروض الممنوح ة من قب ل ه ذا‬
‫القطاع بلغت حوالي ‪ 13.6‬مليار دوالر في نهاية عام ‪.2017‬‬

‫أما عن مخاطر هذا القطاع‪ ،‬فتتكون بشكل رئيسي من مخ اطر أس عار الفائ دة‪ ،‬حيث‬
‫يرتكز هذا القط اع في الس عودية على ال دين كمص در تموي ل رئيس ي‪ ،‬حيث ش كلت‬
‫مديوني ة ه ذا القط اع ‪ 39‬في المائ ة من مص ادر التموي ل لدي ه‪ ،‬مم ا يعرض ها إلى‬
‫مخ اطر إرتف اع أس عار الفائ دة للق روض الممنوح ة من البن وك‪ ،‬وبالت الي ف إن ه ذا‬
‫اإلرتفاع سيترتب عليه رفع أسعار الفائدة على األفراد والشركات‪.‬‬

‫أما عن مؤشرات أداء هذا القطاع في السعودية‪ ،‬فقد واصلت نسبة القروض المتعثرة‬
‫إلى إجم الي الق روض إرتفاعه ا للع ام الث الث على الت والي وترك زت في قط اعي‬
‫األفراد وقروض المنشتت الصغيرة والمتوسطة )شكلت القروض المتعثرة في هذين‬

‫‪87‬‬
‫‪2018‬‬

‫وفي‬

‫القطاعين ‪ 94‬في المائة من إجمالي القروض المتعثرة لكامل القطاع(‪ ،‬حيث ارتفعت‬
‫النسبة من‬
‫‪ 9.2‬في المائة في نهاية عام ‪ 2016‬إلى ‪ 10.3‬في المائة في نهاية عام ‪ ،2017‬وذلك‬
‫بفعل تباطؤ النمو اإلقتصادي وتباطؤ نمو محفظة اإلئتمان لدى هذا القطاع‪ ،‬أما فيم ا‬
‫يخص ربحية هذا القطاع فق د حق ق مع دل العائ د على األص ول ومع دل العائ د على‬
‫حقوق المساهمين إرتفاعا ً في نهاية عام ‪ 2017‬مقارنةً مع الع امين الس ابقين؛ إذ بل غ‬
‫المعدل ‪ 3.1‬في المائة و‪ 6.5‬في المائة على التوالي وذلك بفعل إنخفاض مصروفات‬
‫التسويق وانخفاض تكاليف اإلقراض‪.‬‬
‫جمهوري‪aa‬ة الس‪aa‬ودان واص لت الوكال ة الوطني ة لت أمين وتموي ل الص ادرات‬
‫دعمهابتأمين وتمويل الص ادرات به دف تش جيع وتنمي ة الص ادرات الوطني ة‪ ،‬وبل غ‬
‫رأسمااللشركة المدفوع عند التأسيس ‪ 55.3‬مليون جني ه س وداني‪ .‬وق د س اهم البن ك‬
‫المركزيالسوداني بنسبة ‪ 76.8‬في المائ ة من رأس ماله ووزارة المالي ة بنس بة ‪19.0‬‬
‫في المائة و‪ 11‬بنك بنسبة ‪ 4.2‬في المائة‪ .‬وقد ق امت الوكال ة بتق ديم تموي ل بل غ ‪36‬‬
‫مليون دوالر في عام ‪ 2017‬مقابل ‪ 23‬مليون دوالر في نهاية عام ‪ 2016‬بنسبة نمو‬
‫بلغت ‪ 56.5‬في المائة‪.‬‬

‫أما في سلطنة عُمان فق د بل غ حجم محفظ ة التموي ل ل دى ك ل من ش ركات التموي ل‬


‫وش ركات الت أجير التم ويلي ‪ 2,653‬ملي ون دوالر أم ريكي في نهاي ة ع ام ‪2017‬‬
‫مسجلةً نمواً بنسبة واحد في المائة عن العام السابق‪ .‬وقد ت راجعت نس ب النم و عم ا‬
‫كانت عليه بالعام السابق بسبب تباطؤ النمو اإلقتصادي في عُمان خالل نفس الف ترة‪.‬‬
‫وقد شكل التمويل التجاري ما نسبته ‪ 61‬في المائة من إجمالي محفظ ة التموي ل‪ ،‬في‬
‫حين شكل تمويل قطاع األسر ما نسبته ‪ 39‬في المائة من إجم الي محفظ ة التموي ل‪،‬‬
‫وقد بلغت نس بة ال ديون المتع ثرة إلى إجم الي اإلئتم ان ‪ 9‬في المائ ة في نهاي ة ع ام‬
‫‪ 2017‬مقابل ‪ 5‬في المائة في العام السابق‪ .‬وتعُد نسبة الديون المتعثرة مرتفعة إذا ما‬
‫ق ورنت بالقط اع المص رفي ك ون التموي ل المق دم من ش ركات التموي ل والت أجير‬
‫التمويلي موجه نحو قط اع المنش تت الص غيرة والمتوس طة وه و قط اع أك ثر ت أثراً‬
‫بالركود االقتصادي‪ .‬كما أن قط اع ش ركات التموي ل والت أجير التم ويلي بحاج ة إلى‬

‫‪88‬‬
‫‪2018‬‬

‫وفي‬

‫تعزي ز قدرت ه على تحلي ل اإلئتم ان وإدارة المخ اطر وبم ا يخفض من مخ اطر‬
‫اإلئتم ان‪ ،‬أم ا فيم ا يخص مؤش رات أداء ه ذا القط اع فق د بل غ ص افي ال ربح قب ل‬
‫الضريبة لديه حوالي ‪ 88.7‬مليون دوالر في نهاي ة ع ام ‪ 2017‬مقاب ل ‪ 91.8‬ملي ون‬
‫دوالر في نهاي ة ع ام ‪ ،2016‬في حين بل غ ك ل من مع دل العائ د على الموج ودات‬
‫ومعدل العائد على حقوق المساهمين في نهاية عام ‪ 2017‬ح والي ‪ 3.2‬في المائ ة و‬
‫‪ 12.3‬في المائة على التوالي مقابل ‪ 3.3‬في المائة و‪ 13.6‬في المائ ة على الت والي‬
‫للع ام الس ابق‪ .‬ي ُع زى تراج ع أرب اح ه ذا القط اع بش كل رئيس ي إلى إرتف اع تكلف ة‬
‫اإلقراض وارتفاع المصاريف التشغيلية‪.‬‬

‫وفي دولة فلسطين بلغ عدد مؤسسات اإلقراض المتخصصة ‪ 6‬مؤسسات كما في‬
‫نهاية عام ‪ ،2017‬وقد بلغ حجم أصولها حوالي ‪ 234.5‬مليون دوالر في نهاي ة ع ام‬
‫‪ 2017‬بمع دل نم و بل غ ‪ 8.3‬في المائ ة عن الع ام الس ابق‪ .‬وق د بل غ حجم الق روض‬
‫التجارية المقدمة حوالي ‪ 174.1‬مليون دوالر في حين بلغ حجم القروض اإلس المية‬
‫المقدمة‬

‫‪89‬‬
‫‪2018‬‬

‫ح والي ‪ 32.1‬ملي ون دوالر‪ ،‬وق د ش كلت ك ل من الق روض العقاري ة والق روض‬
‫التجاريةالحص ة األك بر من الق روض المقدم ة في نهاي ة ع ام ‪ ،2017‬إذ ش كلت م ا‬
‫نس بته ‪ 29.5‬في المائ ة و‪ 27.1‬في المائ ة من إجم الي الق روض المقدم ة من ه ذا‬
‫القطاع على التوالي ‪.‬‬
‫وفيم ا يخص أداء ه ذه المؤسس ات فق د إنخفض ص افي ال ربح ل ديها في نهاي ة ع ام‬
‫‪ 2017‬بنسبة ‪ 19.6‬في المائة عن العام السابق‪ ،‬حيث بلغ صافي الربح ‪ 3.2‬ملي ون‬
‫دوالر في نهاية ع ام ‪ .2017‬وق د نجم عن ذل ك تراج ع مع دل العائ د على األص ول‬
‫والعائد على حقوق الملكية ليبلغ ا ‪ 1.4‬في المائ ة و‪ 4.1‬في المائ ة على الت والي في‬
‫نهاية عام ‪ 2017‬مقابل ‪ 1.8‬في المائة و‪ 5.7‬في المائ ة في نهاي ة ع ام ‪ ،2016‬أم ا‬
‫نسبة األصول لدى هذا القطاع إلى الناتج المحلي اإلجمالي فق د بلغت في نهاي ة ع ام‬
‫‪ 2017‬حوالي ‪ 1.6‬في المائة وهي نفس النسبة التي كانت عليها في العام السابق ‪.‬‬

‫وفيما يخص قطاع التأجير التمويلي في فلس طين‪ ،‬فال زال ه ذا القط اع بحاج ة إلى‬
‫تطوير‪ .‬وقد بلغت قيمة عقود الت أجير التم ويلي في نهاي ة ع ام ‪ 2017‬ح والي ‪84.4‬‬
‫مليون دوالر في نهاية عام ‪ 2017‬مقاب ل ‪ 97.2‬ملي ون دوالر و‪ 63.0‬ملي ون دوالر‬
‫في نهاية عام ‪ 2016‬و‪ 2015‬على التوالي‪ .‬وقد شكلت األصول المؤجرة للمركب ات‬
‫الصغيرة ‪ 88‬في المائة من إجمالي المحفظة في نهاية عام ‪.2017‬‬

‫وفي دولة قطر يتكون قطاع شركات التمويل غير المصرفية من ثالثة شركات‪ .‬بل غ‬
‫حجم موجوداتها ح والي ‪ 852‬ملي ون دوالر في نهاي ة ع ام ‪ 2017‬وهي أق ل بش كل‬
‫طفيف مما كانت عليه في العام السابق‪ .‬يعود السبب في هذا اإلنخفاض الطفي ف إلى‬
‫الظروف السياس ية وتب اطؤ النم و اإلقتص ادي وك ذلك ال تراجع الحاص ل في س وق‬
‫األسهم‪ .‬شهدت سيولة هذا القطاع تحسن اً في عام ‪ 2017‬مقارن ةً م ع ع امي ‪2016‬‬
‫و‪2015‬؛ حيث إرتفعت حصة النقد واألرصدة البنكية من إجمالي الموج ودات لتبل غ‬
‫‪ 14.5‬في المائة في نهاية ع ام ‪ 2017‬مقاب ل ‪ 13.9‬في المائ ة و‪ 9.9‬في المائ ة في‬
‫نهاية عامي ‪ 2016‬و‪ 2015‬على التوالي‪ .‬ك ذلك إرتفعت حص ة التموي ل اإلس المي‬
‫من إجمالي الموجودات لتصبح ‪ 72.6‬في المائة في نهاي ة ع ام ‪ 2017‬مقاب ل ‪71.9‬‬
‫في المائ ة في نهاي ة ع ام ‪ ،2016‬والج دول) ‪ (2-4‬يعُطي نب ذة عن مؤش رات ه ذا‬
‫القطاع‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫‪2018‬‬

‫جدول) ‪ :(2-4‬بعض مؤشارت قطاع التمويل غير المصرفي في قطر خالل الفترة) ‪(2017-2015‬‬

‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫المؤشر‬


‫النقد وأرصدة البنوك‪/‬إجمالي‬
‫‪%14.5‬‬ ‫‪%13.9‬‬ ‫‪%9.9‬‬
‫الموجودات‬
‫التمويل اإلسالمي‪/‬إجمالي‬
‫‪%72.6‬‬ ‫‪%71.9‬‬ ‫‪%74.3‬‬
‫الموجودات‬
‫اإلستثمارات المالية‪/‬إجمالي‬
‫‪%5.3‬‬ ‫‪%7.3‬‬ ‫‪%1.8‬‬
‫الموجودات‬
‫حقوق المساهمين‪/‬إجمالي‬
‫‪%85.5‬‬ ‫‪%81.7‬‬ ‫‪%80.9‬‬
‫الموجودات‬
‫إجمالي الموجودات‪/‬إجمالي‬
‫‪%0.23‬‬ ‫‪%0.25‬‬ ‫‪%0.28‬‬
‫الموجودات المصرفية‬
‫إجمالي الموجودات‪/‬الناتج‬
‫‪%0.51‬‬ ‫‪%0.58‬‬ ‫‪%0.53‬‬
‫المحلي اإلجمالي‬

‫وفي دولة الك‪aa‬ويت يق وم بن ك الك ويت المرك زي بالرقاب ة على ش ركات اإلس تثمار‬
‫التقليدية واإلسالمية فيما يخص نشاط التمويل فقط‪ ،‬وقد إستمرت شركات اإلس تثمار‬
‫التقليدية ‪-‬البالغ عددها ‪ 29‬شركة‪ -‬بتقديم خ دماتها المالي ة‪ .‬وق د بل غ حجم موج ودات‬
‫هذه الشركات في نهاية عام ‪ 2017‬ح والي ‪ 10,686‬ملي ون دوالر مقاب ل ‪12,476‬‬
‫مليون دوالر في نهاية عام ‪ .2016‬يعُزى هذا ال تراجع إلى إنخف اض ع دد ش ركات‬
‫اإلس تثمار من ‪ 34‬ش ركة في ع ام ‪ 2016‬إلى ‪ 28‬ش ركة في ع ام ‪ .2017‬وق د بل غ‬
‫حجم التسهيالت اإلئتمانية المقدمة من هذه الشركات حوالي ‪ 1,141‬دوالر في نهاية‬
‫ع ام ‪ 2017‬مقاب ل ‪ 1,594‬ملي ون دوالر في نهاي ة ع ام ‪ ،2016‬في حين بل غ حجم‬
‫إستثمارات هذه الشركات ‪ 3,253‬مليون دوالر في نهاية ع ام ‪ 2017‬مقاب ل ‪3,477‬‬
‫مليون دوالر في نهاية عام ‪ .2016‬أما شركات اإلستثمار اإلس المية والب الغ ع ددها‬

‫‪91‬‬
‫‪2018‬‬

‫‪ 39‬شركة فق د بل غ حجم موجوداته ا ح والي ‪ 13,981‬ملي ون دوالر في نهاي ة ع ام‬


‫‪ 2017‬مقاب ل ‪ 14,535‬ملي ون دوالر في نهاي ة ع ام ‪ ،2016‬في حين بل غ حجم‬
‫التمويل المقدم منها في نهاية عام ‪ 2017‬حوالي ‪ 1,062‬مليون دوالر مقابل ‪1,165‬‬
‫مليون دوالر في نهاية ع ام ‪ .2016‬أم ا حجم اإلس تثمارات المالي ة فق د بل غ ‪2,953‬‬
‫مليون دوالر في نهاية عام‬
‫‪ 2017‬مقابل ‪ 2,921‬مليون دوالر في نهاية عام ‪.2016‬‬
‫في جمهوري‪aaa‬ة مص‪aaa‬ر العربية‪ ،‬بل غ ع دد ك ل من ش ركات الت أجير التم ويلي‬
‫وشركاتالرهن العقاري وشركات التخصيم في نهاية عام ‪ 2017‬ما مجموعه ‪ 226‬و‬
‫‪ 13‬و‪9‬شركة‪/‬شركات على التوالي بحجم أصول بل غ ‪ 31,171‬ملي ون دوالر ‪308،‬‬
‫مليوندوالر و‪ 275‬مليون دوالر على التوالي‪ ،‬مش كلةً م ا نس بته ‪ 9.6‬في المائ ة من‬
‫الناتج المحلي اإلجمالي كما في نهاية عام ‪.2017‬‬

‫فيما يخص قط اع الت أجير التم ويلي في مص ر‪ ،‬فيعت بر ه ذا القط اع من القطاع ات‬
‫الب ارزة في مج ال تموي ل اإلس تثمار خصوص ا ً فيم ا يتعل ق بالمنش تت الص غيرة‬
‫والمتوسطة ويوفر لها الس يولة الالزم ة لش راء مس تلزمات النش اط الص ناعي‪ ،‬وق د‬
‫شكلت الحصة السوقية ألكبر ‪ 5‬شركات تأجير تمويلي ما نسبته ‪ 55.9‬في المائة من‬
‫إجمالي هذا القطاع‪ .‬أما بالنسبة ألهم التحديات التي يواجهها هذا القطاع‪ ،‬فتتمث ل في‬
‫تعثر سداد اإللتزامات المالية الشهرية الناجمة عن إنخفاض قيمة الدخل الحقيقي‪.‬‬

‫أما عن نشاط التمويل العق اري في مص ر فق د إرتف ع إجم الي التموي ل الممن وح من‬
‫ش ركات ال رهن العق اري ‪ 477‬ملي ون دوالر في نهاي ة ع ام ‪ 2017‬مس جالً ب ذلك‬
‫ارتفاع بلغ ‪ 21.4‬في المائة عما كان عليه في نهاية ع ام ‪ .2016‬أس هم ه ذا القط اع‬
‫بتلبية إحتياجات اإلسكان الع ائلي‪ ،‬حيث بلغت حص ة األغ راض الس كنية م ا نس بته‬
‫‪ 80.9‬في المائ ة من قيم ة التموي ل الممن وح‪ ،‬فيم ا ش كلت األغ راض اإلداري ة‬
‫والتجارية والخدمية ما نسبته ‪ 19.1‬في المائة من إجمالي التمويل الممن وح ‪،‬يواج ه‬
‫ه ذا القط اع تح ديات تتمث ل في غي اب ثقاف ة التموي ل العق اري‪ ،‬حيث أدى ذل ك إلى‬
‫صعوبة وصول شريحة كبيرة من العمالء إلى هذا القطاع‪.‬‬

‫تجدر اإلشارة إلى أن البن ك المرك زي المص ري ط رح مب ادرة ته دف إلى تحقي ق‬


‫إصالح هيكلي للتمويل العقاري عن طريق إتاحة تمويل طويل األج ل بأس عار عائ د‬
‫منخفضة وذلك لدعم فئتي متوسطي ومحدودي ال دخل‪ .‬وأخ يراً وفيم ا يخص نش اط‬
‫التخصيم والذي يوفر التمويل للمشاريع التجارية‪ ،‬فق د بل غ حجم األوراق المخص مة‬

‫‪92‬‬
‫‪2018‬‬

‫حوالي ‪ 505‬مليون دوالر في نهاية عام ‪ 2017‬بمعدل نمو بلغ ‪ 47.4‬في المائة عن‬
‫الع ام الس ابق‪ ،‬وتتمث ل أب رز تح ديات ه ذا القط اع في نقص ال وعي بخ دمات‬
‫التخصيم ‪،‬وكذلك ارتفاع سعر الخصم الذي يتم التسعير على أساسه للعمالء‪.‬‬

‫وأخيراً في المملكة المغربية‪ a،‬بلغ حجم أصول الشركات المالية حوالي ‪ 11‬مليار‬
‫دوالر أمريكي في نهاية عام ‪ 2017‬مسجلةً نمواً مقداره ‪ 6.5‬في المائة عن العام‬
‫السابق‪ ،‬وقد إستحوذت شركات قروض اإلستهالك على ‪ 45‬في المائة من‬
‫إجماليأصول هذا القطاع‪ ،‬فيما شكلت حصة شركات القرض اإليجاري ‪ 43‬في‬
‫المائة منحجم أصول القطاع‪ .‬أما باقي شركات التمويل األخرى فقد إستحوذت على‬
‫‪ 12‬فيالمائة من حجم أصول القطاع‪ ،‬وفيما يخص حجم القروض المقدمة من هذا‬
‫القطاع )قروض بواسطة الدفع من الصندوق(‪ ،‬فقد بلغت حوالي ‪ 10‬مليار دوالر في‬
‫نهاية عام ‪ 2017‬مقابل ‪ 9.6‬مليار دوالر للعام السابق‪ ،‬علما ً أن حجم القروض‬
‫إرتفع بنسبة ‪ 5‬في المائة خالل الفترة المذكورة بالعملة المحلية‪ ،‬وقد إستقرت نسبة‬
‫الديون المتعثرة إلى إجمالي القروض في عام ‪ 2017‬لتصل إلى ‪ 9.4‬في المائة في‬
‫نهاية عام ‪ 2016‬مقابل ‪ 9.8‬في المائة للعام السابق األمر الذي ي ُشير إلى تحسن‬
‫جودة اإلئتمان لدى هذا القطاع‪ .‬وبخصوص أداء هذه الشركات فقد بلغ صافي ربح‬
‫هذه الشركات حوالي ‪ 167‬مليون دوالر في نهاية عام ‪ 2017‬أي بمعدل ‪ 1.4‬في‬
‫المائة عما كان عليه في نهاية عام ‪ ،2016‬وذلك بفعل تنامي نشاط القرض‬
‫اإليجاري وقروض اإلستهالك‪ ،‬كما بلغ كل من معدل العائد على األصول ومعدل‬
‫العائد على حقوق المساهمين حوالي ‪ 1.5‬في المائة و‪ .155‬في المائة في نهاية عام‬
‫‪.2017‬‬

‫‪ .3‬قطاع شركات الصرافة‬


‫‪12‬‬

‫يعُتبر قطاع شركات الصرافة قطاع هام في الدول العربية‪ ،‬حيث يلعب القط اع دور‬
‫فاع ل في االقتص اد من خالل تلبي ة االحتياج ات المحلي ة من العمالت األجنبي ة‬
‫لمجموعة متنوعة من المعامالت االقتصادية غير المنظورة مثل الس فر إلى الخ ارج‬
‫‪ 12‬مصدر البيانات‪ :‬المواقع اإللكترونية للبنوك المركزية‪ ،‬وي ُغطي هذا الفصل الدول العربية التالية‪ :‬األردن‪،‬‬
‫اإلمارات ‪،‬السعودية‪ ،‬السودان‪ ،‬عُمان‪ ،‬فلسطين‪ ،‬قطر‪ ،‬الكويت‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫‪2018‬‬

‫ألغ راض الس ياحة أو التعليم أو الص حة‪ .‬ولكن أهم دور تؤدي ه ه ذه الش ركات ه و‬
‫تحوي ل األم وال من قب ل المقيمين إلى ع ائالتهم وأص دقائهم في بل دانهم األص لية‪،‬‬
‫ونظ راً لمحدودي ة البيان ات الرس مية المنش ورة له ذا القط اع‪ ،‬نس تعرض فيم ا يلي‬
‫تطورات هذا القطاع في بعض الدول العربية‪.‬‬

‫في المملكة األردنية الهاشمية يبل غ ع دد ش ركات الص رافة ‪ 140‬ش ركة‪ ،‬وق د بل غ‬
‫حجم قطاع شركات الصرافة ح والي ‪ 210‬ملي ون دوالر كم ا في نهاي ة ع ام ‪2017‬‬
‫مقابل ‪ 286‬مليون دوالر في نهاية ع ام ‪ 2016‬أي بنس بة إنخف اض بلغت ‪ 26.6‬في‬
‫المائة ويعُزى سبب هذا اإلنخفاض بش كل رئيس ي إلى تراج ع ع دد ف روع ش ركات‬
‫الصرافة ‪،‬‬
‫أما إجمالي رؤوس األموال لهذه الشركات فقد بلغ ‪ 129.8‬مليون دوالر في نهاية‬
‫عام ‪ ،2017‬وفيما يخص حجم مشتريات ومبيعات هذا القطاع فقد بلغ خالل عام‬
‫‪2017‬حوالي ‪ 6.10‬مليار دوالر و ‪ 1.10‬مليار دوالر على التوالي‪ ،‬اما عن مستوى‬
‫أداءهذه الشركات‪ ،‬فقد بلغ كل من معدل العائد على رأس المال ومعدل العائد‬
‫علىالموجودات خالل عام ‪ 2017‬حوالي ‪ 4.0‬في المائة و‪ .22‬في المائة على التوالي‬
‫مقابل ‪ 5.1‬في المائة و‪ .20‬في المائة خالل عام ‪.2016‬‬
‫اإلمارات‬ ‫دولة‬ ‫وفي‬
‫شكل )‪(: 19-4‬تطور حواالت األفراد الموجهة لخارج دولة اإلمارات‬
‫والمنفذة من خالل ابنوك وشركات الصرافة خالل الفترة )‪(2017-2015‬‬ ‫العربية المتحدة تلعب‬
‫ل‬ ‫ً‬
‫ف ة دورا‬ ‫شركات الصرا‬
‫ًفيتحوي الت األفراد؛‬
‫هام ا‬
‫حي ث بلغت قيمة حواالت‬
‫األفراد المنفذة من شركات‬
‫والموجهة‬ ‫الصرافة‬
‫للخارج حوالي ‪33.1‬‬
‫مليار دوالر مشكل ًة ما‬
‫نسبته ‪ 74‬في المائة من‬
‫التحويالت التي‬ ‫مجموع‬
‫تمت من شركات الصرافة‬
‫والبنوك معاً‪ ،‬وقد واصل‬
‫حجم تح ويالت األف راد المنف ذة من ش ركات الص رافة خالل الف ترة) ‪-2015‬‬
‫‪ (2017‬بفع ل إزدي اد الع املين الواف دين في اإلقتص اد اإلم اراتي‪ ،‬فق د إرتف ع حجم‬

‫‪94‬‬
‫‪2018‬‬

‫ح واالت األف راد الموجه ة للخ ارج من خالل ش ركات الص رافة من ‪ 29.4‬ملي ار‬
‫دوالر خالل عام ‪ 2015‬ليصل إلى ‪ 33.1‬مليار دوالر خالل ع ام ‪) 2017‬ش كل ‪-4‬‬
‫‪ ،(19‬هذا وقد بلغ عدد شركات الصرافة في اإلم ارات ‪ 131‬ش ركة في ع ام ‪2017‬‬
‫مقابل ‪ 140‬شركة في عام ‪.2016‬‬

‫وفي المملكة العربية الس‪aa‬عودية‪ ،‬ارتفع ع دد مراك ز الص رافة في المملك ة العربي ة‬
‫السعودية في عام ‪ 2017‬ليصل إلى) ‪ (76‬مركز ص رافة مقارن ة بـ)‪ (73‬مرك ز في‬
‫ع ام ‪ .2016‬وق د انخفض ص افي ال ربح في ع ام ‪ 2017‬ليص ل إلى ‪ 34.4‬ملي ون‬
‫دوالر مقارن ةً بـ ‪ 50.1‬ملي ون دوالر لع ام ‪ .2016‬ي ُع زى انخف اض األرب اح إلى‬
‫انخفاض المبيعات والمشتريات من ‪ 11.72‬مليار دوالر ‪ 11.69،‬ملي ار دوالر على‬
‫الت والي في ع ام ‪ 2016‬إلى ‪ 10.66‬ملي ار دوالر مبيع ات و‪ 10.58‬ملي ار دوالر‬
‫مش تريات في ع ام ‪ .2017‬ومن ناحي ة أ ُخ رى فق د انخفض ت الح واالت الص ادرة‬
‫والواردة من ‪ 2.71‬مليار دوالر ‪،‬و‪ 306‬ملي ون دوالر على الت والي في ع ام ‪2016‬‬
‫إلى ‪ 1.7‬ملي ار دوالرو‪ 161.1‬ملي ون دوالر ح واالت واردة في ع ام ‪ .2017‬كم ا‬
‫انخفض معدل العائ د على الموجودات من ‪ 18‬في المائ ة في ع ام ‪ 2016‬إلى ‪ 14‬في‬
‫المائة في عام ‪ .2017‬وانخفض معدل العائد على حق وق الملكي ة من ‪ 36‬في المائ ة‬
‫في ع ام ‪2016‬م إلى ‪ 30‬في المائ ة في ع ام ‪ .2017‬في حين نمت موجوداته ا‬
‫المتداولة والتي تقدر بـنحو ‪ 227.46‬مليون دوالر في عام ‪ 2016‬لتصبح نحو ‪228‬‬
‫مليون دوالر في عام ‪ . 2017‬كما تقوم مراكز الصرافة بتقديم الخدمات لجميع زوار‬
‫المملكة العربية السعودية خاصةً في موسم ّي الحج والعمرة‪.‬‬

‫وفي جمهورية السودان إرتفع عدد شركات الص رافة في نهاي ة ع ام ‪ 2017‬ليبل غ‬
‫‪ 20‬شركة مقابل ‪ 18‬شركة للعام السابق‪ ،‬وقد إنخفضت موارد شركات الصرافة في‬
‫نهاي ة ع ام ‪ 2017‬لتبل غ ‪ 141.1‬ملي ون دوالر في حين بلغت في نهاي ة ع ام ‪2016‬‬
‫حوالي ‪ 148.5‬مليون دوالر‪ ،‬لكن في المقابل ارتفعت التحويالت الص ادرة من ه ذه‬
‫الشركات بنسبة ‪ 22.9‬في المائة‪ ،‬حيث بلغت في نهاية عام ‪ 2017‬حوالي ‪ 96‬مليون‬
‫دوالر مقابل ‪ 78.1‬مليون دوالر في نهاية عام ‪.2016‬‬

‫‪95‬‬
‫‪2018‬‬

‫وفي س‪aa‬لطنة عُم‪aa‬ان واص لت ش ركات الص رافة دوره ا اله ام في إنج از األعم ال‬
‫المتعلقة بالحواالت المالية وتبديل العملة؛ وقد بلغت قيمة العمليات المنفذة خالل ع ام‬
‫‪ 2017‬ح والي ‪ 9.6‬ملي ار دوالر مقاب ل ‪ 9.4‬ملي ار دوالر في نهاي ة ع ام ‪،2016‬‬
‫وإرتفاع حجم عمليات شركات الصرافة ق د ي ُؤدي إلى إرتف اع المخ اطر التش غيلية‪.‬‬
‫لكن ومع ذلك فإنها ال ت ُشكل مخاطر نظامية على النظ ام الم الي في عُم ان إذا م ا تم‬
‫النظر إلى حجم هذه المؤسسات الفردية وطبيعة عملها‪.‬‬

‫وفي دولة فلسطين بلغ ع دد ش ركات الص رافة ‪ 292‬ش ركة في ع ام ‪ 2017‬مقاب ل‬
‫‪ 276‬شركة في عام ‪ ،2016‬وقد حقق حجم موجودات هذا القط اع نم واً بنس بة ‪5.9‬‬
‫في المائ ة في ع ام ‪ 2017‬مقاب ل ‪ 5.1‬في المائ ة في ع ام ‪ ،2016‬حيث بل غ حجم‬
‫موجودات هذا القطاع حوالي ‪ 74.3‬مليون دوالر‪ .‬وق د بلغت نس بة حجم موج ودات‬
‫ه ذا القط اع إلى الن اتج المحلي اإلجم الي ح والي ‪ 0.51‬في المائ ة في ع ام ‪2017‬‬
‫مقابل ‪ 0.52‬في المائة في عام ‪ .2016‬كما بلغ إجمالي حق وق الملكي ة له ذا القط اع‬
‫‪ 66.6‬مليون دوالر في نهاية ع ام ‪ 2017‬مقاب ل ‪ 47.9‬ملي ون دوالر في نهاي ة ع ام‬
‫‪.2016‬‬
‫وفي دولة قطر نمت موجودات قطاع شركات الص رافة بنس بة ‪ 21.6‬في المائ ة في‬
‫ع ام‪ 2017‬مقاب ل نس بة نم و بلغت ‪ 12.7‬في المائ ة في ع ام ‪ ،2016‬وق د ش كلت‬
‫نسبةموجودات هذا القط اع إلى الن اتج المحلي اإلجم الي ‪ 0.29‬في المائ ة في نهاي ة‬
‫عام ‪ 2017‬مقابل ‪ 0.26‬في المائ ة في نهاي ة ع ام ‪ .2016‬وق د ش كلت الموج ودات‬
‫الس ائلة ح والي ‪ 89‬في المائ ة من إجم الي موج ودات ه ذا القط اع في نهاي ة ع ام‬
‫‪ .2017‬كذلك بقيت قاعدة رأس المال مرتفع ة في ش ركات الص رافة‪ ،‬إذ بلغت نح و‬
‫‪ 62‬في المائة من إجمالي حقوق المساهمين‪ ،‬والجدول) ‪ (3-4‬يبين بعض مؤش رات‬
‫قطاع الصرافة في قطر‪.‬‬
‫جدول) ‪ :(3-4‬بعض مؤشرات قطاع شركات الصرافة في قطر للفترة)‪(2017-2015 a‬‬
‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫المؤشر‬

‫‪%21.6‬‬ ‫‪%12.7‬‬ ‫‪%10.3‬‬ ‫نمو الموجودات‬

‫‪%6.5‬‬ ‫‪%5.5‬‬ ‫‪%10.9‬‬ ‫نمو حقوق المساهمين‬


‫الموجودات السائلة‪ /‬إجمالي‬
‫‪%88.9‬‬ ‫‪%85.6‬‬ ‫‪%83.7‬‬
‫الموجودات‬
‫‪%65.1‬‬ ‫‪%74.4‬‬ ‫‪%79.5‬‬ ‫حقوق المساهمين‪ /‬إجمالي الموجودات‬

‫‪96‬‬
‫‪2018‬‬

‫‪%22.3‬‬ ‫‪%20.3‬‬ ‫‪%22.0‬‬ ‫األرباح المحتجزة‪/‬حقوق المساهمين‬

‫‪%61.7‬‬ ‫‪%63.7‬‬ ‫‪%63.2‬‬ ‫رأس المال المدفوع‪ /‬حقوق المساهمين‬


‫مجموع الموجودات‪/‬إجمالي موجودات‬
‫‪%0.13‬‬ ‫‪%0.12‬‬ ‫‪%0.12‬‬
‫القطاع‪ a‬المصرفي‬
‫إجمالي موجودات شركات الصرافة‬
‫‪%0.29‬‬ ‫‪%0.26‬‬ ‫‪%0.22‬‬
‫‪/‬الناتج المحلي اإلجمالي‬

‫وفي دولة الكويت بلغ عدد شركات الصرافة ‪ 42‬شركة في نهاي ة ع ام ‪ 2017‬بحجم‬
‫أصول بلغ ‪ 689‬مليون دوالر‪ ،‬مقاب ل ‪ 617‬ملي ون دوالر في نهاي ة ع ام ‪ 2016‬أي‬
‫بمعدل نم و بل غ ‪ 11.6‬في المائ ة‪ ،‬وق د حققت ه ذه الش ركات أدا ًء جي داً خالل ع ام‬
‫‪ ،2017‬حيث بلغ صافي أرباح هذه الشركات ح والي ‪ 51.3‬ملي ون دوالر في نهاي ة‬
‫عام ‪ 2017‬مقابل ‪ 50.5‬مليون دوالر في نهاية عام ‪ ،2016‬وقد ارتفع صافي أرباح‬
‫الش ركات بش كل أساس ي بس بب ارتف اع إي رادات بي ع العمالت من ‪ 131.6‬ملي ون‬
‫دوالر في نهاي ة ع ام ‪ 2016‬إلى ‪ 138.2‬ملي ون دوالر في نهاي ة ع ام ‪ 2017‬أي‬
‫بمعدل نمو بلغ ‪ 5‬في المائة‪ ،‬األمر الذي قد ي ُشير إلى كف اءة ه ذه الش ركات بتحقي ق‬
‫إيرادات من أعمالهاالرئيسية‪.‬‬

‫إنطالقا ً مما تقدم‪ ،‬مما سبق ي ُمكن اإلستنتاج ب أن القط اع الم الي غ ير المص رفي في‬
‫الدول العربي ة‪ ،‬وإن ك ان حجم ه النس بي قلي ل بالمقارن ة م ع المجموع ات اإلقليمي ة‬
‫األخرى ‪،‬وبالمقارنة مع حجم القطاع المصرفي العربي‪ ،‬إال أنه قطاع متين ومس تقر‬
‫وال يس تدعي القل ق ب الرغم من الظ روف والتح ديات ال تي تواجهه ا بعض ال دول‬
‫العربية‪ .‬مع ذل ك‪ ،‬وك درس ُمس تفاد من األزم ة المالي ة العالمي ة‪ ،‬ت برز الحاج ة إلى‬
‫تنظيم كافة مؤسسات هذا القطاع وخصوصا ً شركات التمويل بكافة أنواعه ا‪ .‬فغي اب‬
‫الرقابة عن هذا القطاع أو بعض منه‪ ،‬قد ي ترتب علي ه نش وء مخ اطر نظامي ة ت ؤثر‬
‫سلبا ً على اإلستقرار المالي‪ .‬وعليه‪ ،‬ينبغي على السلطات الرقابي ة دراس ة واق ع ه ذا‬
‫القطاع وتعريف نشاطه وتحدياته بشكل دقيق ‪،‬وذلك للوقوف على حجمه ومخ اطره‬
‫وتوفير أكبر قدر ممكن من البيان ات والمعلوم ات عن ه بش كل واض ح‪ ،‬وذل ك ح تى‬

‫‪97‬‬
‫‪2018‬‬

‫تتمكن السلطات الرقابية من تحديد وفهم نوع المخاطر التي يحملها هذا النشاط‪ .‬كم ا‬
‫يتطلب األمر تنس يق أك بر بين مختل ف الس لطات اإلش رافية والرقابي ة على القط اع‬
‫المالي والمصرفي‪.‬‬

‫الفصل الخامس‪ :‬اختبارات التحمل )الضغط(‪ ،‬ونتائجها على مستوى القطاعات‬


‫المالية في الدول العربية‬

‫ت ُع تبر اختبارات التحمل من أهم التقنيات المستعملة في قياس قدرة النظام المصرفي‬
‫ألي دولة على تحمل الص دمات‪ ،‬واكتش اف اإلختالالت ونق اط الض عف وك ذلك في‬
‫تحديد ه وامش المخ اطرة المقبول ة ودرج ات المرون ة المطلوب ة وفي قي اس درج ة‬
‫حساسية القطاعين المالي والمص رفي للمتغ يرات في األس واق المالي ة وفي البيئ ات‬
‫اإلقتصادية الكلية‪ .‬وقد أصبح اإلفصاح العل ني عن اختب ارت التحم ل المنف ذة ونش ر‬
‫نتائجه ا أداة رئيس ية في زي ادة مس تويات الش فافية بين المتع املين م ع المص ارف‬
‫وغيرها من المؤسسات المالية وفي زيادة ال وعي واإلدراك بش أن س المة النظ امين‬
‫المالي والمصرفي ألي دولة ‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫‪2018‬‬

‫تساعد اختبارت التحمل في قياس وتقدير الخسائر المحتمل ة غ ير المتوقع ة ال تي ق د‬


‫تنتج عن أحداث نادرة ال تحصل في ظ ل الظ روف العادي ة ولكنه ا تمث ل‪ ،‬في ح ال‬
‫حصولها تهديداً لإلستقرار المالي لمص رف أو أك ثر أو ح تى للقط اع المص رفي أو‬
‫الم الي برمت ه‪ ،‬وتش كل ه ذه اإلختب ارات عنص راً رئيس يا ً من عناص ر التخطي ط‬
‫الرأسمالي في المصارف وفي التقييم الذاتي لكفاية رأس الم ال وكفاي ة الس يولة وفي‬
‫وضع وتحدي د الس قوف الداخلي ة وفي تحدي د ال تركزات على مس توى المجموع ات‬
‫المترابطة من المدينين وكذلك التركزات في القطاع ات اإلقتص ادية أو في المن اطق‬
‫الجغرافية‪ .‬أما بالنسبة للسلطات التنظيمية واإلشرافية فقد أصبحت اختبارات التحمل‬
‫تس تعمل‪ ،‬على نط اق واس ع‪ ،‬في رس م السياس ات الرقابي ة وفي وض ع األدوات‬
‫اإلحترازية الكلية وفي تحديد السقوف والحدود التنظيمية المسموحة‪.‬‬

‫بالرغم من اإلع تراف المبك ر بأهمي ة تقني ات اختب ارت التحم ل خصوص ا ً بالنس بة‬
‫للمص ارف ال تي تس تعمل النم اذج اإلحص ائية الداخلي ة في قي اس المخ اطر وذل ك‬
‫كمطلب رقابي لسد الثغرات التي تعتري هذه النماذج ‪،‬إال أن تقني ات إدارة المخ اطر‬
‫قد إكتسبت‬
‫أهمية متزايدة بعد األزمة المالي ة األخ يرة )منتص ف ‪ ،(2010-2007‬وبع د ارتف اع‬
‫درج ات ع دم ال تيقن في األس واق المالي ة العالمي ة إلى مس تويات غ ير‬
‫مسبوقة ‪،‬أصبحت بعدها اختبارت التحم ل ج زءاً من ب رامج اإلص الح الم الي ل دى‬
‫السلطات الرقابية في أغلب دول العالم‪.‬‬
‫ونظ راً لألهمي ة المتزاي دة لموض وع اختب ارات التحم ل على المس توى ال دولي‪،‬‬
‫فقدأصدرت اللجنة العربية للرقابة المصرفية التابعة لص ندوق النق د الع ربي بص فته‬
‫األمانة الفنية لمجلس محافظي المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربي ة‪ ،‬ورق ة‬
‫عمل ح ول اختب ارت التحم ل تع رض للمب ادىء الص ادرة عن لجن ة ب ازل للرقاب ة‬
‫المصرفية ‪،‬في شهر م ايو من ع ام ‪ ،2009‬ال تي ص درت في ورق ة تحت عن وان"‬
‫مبادىء اختبارات التحم ل الجي دة والرقاب ة عليه ا" وهي تش تمل على مجموع ة من‬
‫المبادىء الخاصة بالمصارف تتضمن كيفي ة اس تخدام اختب ارت التحم ل كج زء من‬
‫منظومة إدارة المخاطر لدى المصارف‪ ،‬والمنهجيات التي يمكن اعتمادها في إع داد‬

‫‪99‬‬
‫‪2018‬‬

‫اختبارت التحمل وفي كيفية اختي ار الس يناريوهات والج وانب ال تي تتطلب اهتمام ا ً‬
‫خاصا ً عند إجراء هذه اإلختب ارات‪ ،‬باإلض افة إلى مجموع ة من المب ادىء الخاص ة‬
‫بالس لطات الرقابي ة المعني ة بتق ييم الفرض يات المس تعملة وفي تق ييم النت ائج ال تي‬
‫خلصت إليها اإلختبارات والخطوات التصحيحية المتخذة‪.‬‬

‫تطبيقات اختبارات التحمل في الدول العربية‬

‫كج زء من أنش طتها الرقابي ة الهادف ة الى تقوي ة مناع ة النظ ام الم الي والمص رفي‬
‫والمحافظة على إستقراره‪ ،‬بادرت أغلب السلطات الرقابية في المنطق ة العربي ة إلى‬
‫إجراء إختبارت تحمل دورية للتأك د من كفاي ة رأس الم ال ل دى المص ارف العامل ة‬
‫والتأكد من كفاية سيولتها لمواجهة أية سحوبات محتملة وغير متوقعة‪.‬‬

‫هكذا بدأت تقنيات إختبارت التحمل تستعمل في الدول العربية‪ ،‬وأصبحت ج زءاً من‬
‫التعليمات والتنظيم ات اإلش رافية ل دى أغلب الس لطات الرقابي ة‪ ،‬ونع رض في ه ذا‬
‫الفصل ألهم تجارب بعض الدول العربية في مجال اختب ارات التحم ل والفرض يات‬
‫المستعملة ونتائج هذه اإلختبارات‪.‬‬

‫أ‪ .‬المملكة األردنية الهاشمية‪ :‬ق ام البن ك المرك زي األردني خالل ع ام ‪ 2017‬ب إجراء‬
‫عدة اختبارات تحمل بافتراض تغير نوع واحد من المخاطر ‪SENSITIVITY‬‬
‫‪:ANALYSIS‬‬
‫‪ .1‬مخاطر االئتمان‪ :‬تم افتراض الشروط التالية‪:‬‬

‫حصول زيادة في ال ديون غ ير العامل ة )نس بة التع ثر ل دى البن وك( بنس بة‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 100‬في المائة‪ ،‬وذلك بسبب تفاقم الظ روف السياس ية في المنطق ة وأثره ا‬
‫على األوض اع االقتص ادية وعلى البن وك في األردن‪ ،‬وفي ه ذه الحال ة‬
‫سوف تنخفض نسبة كفاية رأس الم ال ل دى القط اع المص رفي في األردن‬
‫من ‪ 17.8‬في المائة إلى ‪ 17.0‬في المائة‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫‪2018‬‬

‫تعثر أكبر ثالثة مقترضين على مستوى كل بنك‪ ،‬في هذه الحالة ف إن نس بة‬ ‫‪-‬‬
‫كفاية رأس المال سوف تنخفض من ‪ 17.8‬في المائ ة إلى ‪ 14.4‬في المائ ة‬
‫على المستوى إجمالي القطاع المصرفي األردني‪.‬‬

‫تعثر أكبر ستة مقترضين على مستوى كل بنك‪ ،‬في ه ذه الحال ة ف إن نس بة‬ ‫‪-‬‬
‫كفاي ة رأس الم ال على مس توى إجم الي القط اع المص رفي األردني‬
‫ستنخفض من ‪ 17.8‬في المائة إلى ‪ 12.3‬في المائة‪.‬‬

‫‪ .2‬مخاطر السوق‪ :‬تشمل مخاطر تقلبات أسعار الفائدة‪ ،‬ومخاطر تقلب أسعار‬
‫األسهم على النحو التالي‪:‬‬

‫مخاطر تقلب أسعار الفائدة‪ :‬ب افتراض ارتف اع أس عار الفائ دة بمق دار ‪200‬‬ ‫‪-‬‬
‫نقطة أساس ففي ه ذه الحال ة س وف تنخفض نس بة كفاي ة رأس الم ال ل دى‬
‫القط اع المص رفي األردني بنس بة بس يطة ج دا من ‪ 17.8‬في المائ ة إلى‬
‫حوالي ‪ 17.7‬في المائة‪.‬‬

‫‪ -‬مخاطر تقلب أسعار األسهم‪ :‬بافتراض انخفاض أس عار األس هم في الس وق‬
‫المالي بنسبة ‪ 30‬في المائة‪ ،‬ففي هذه الحالة لن تتأثر نسبة كفاية رأس المال‬
‫لدى القطاع المصرفي في األردن حيث ستبقى النسبة ‪ 17.8‬في المائة‪ ،‬مما‬
‫يعني أنه ليس هناك أثر يذكر لهذه الص دمة على القط اع المص رفي بش كل‬
‫ع ام‪ ،‬حيث س تبقى النس بة لدي ه بع د ت أثير الص دمة أعلى من الح د األدنى‬
‫المطبق في األردن والبالغ ‪ 12‬في المائة وبهامش مريح‪.‬‬
‫كم ا ق ام البن ك المرك زي األردني ب إجراء اختب ارات تحم ل كلي ة ب افتراض‬
‫تغيرع دد من المتغ يرات في وقت واح د) (‪ ،Scenario analysis‬وهي‬
‫انخفاض نسبة نمو الناتج المحلي اإلجمالي وارتفاع كل من أسعار الفائدة ونسبة‬
‫البطالة وتأثير ذلك كله على نسب الديون غ ير العامل ة وعلى نس بة كفاي ة رأس‬
‫المال المتوقعة لعام ‪ ،2018‬وتم ذلك وفقا ً للسيناريوهات التالية‪:‬‬

‫‪101‬‬
‫‪2018‬‬

‫نسبة كفاية رأس‬ ‫نسبة كفاية‬ ‫نسبة الديون غير‬ ‫نسبة الديون‬ ‫الس‪aaaaaaaaa‬يناريوهات‪a‬‬
‫المال‬ ‫رأس المال‬ ‫العاملة المتوقعة‬ ‫غير العاملة‬ ‫المفترضة‬
‫المتوقعة بعد‬ ‫قبل الصدمة‬ ‫بعد الصدمة‬ ‫قبل الصدمة‬
‫الصدمة )‪(2018‬‬ ‫(‪)2018‬‬

‫‪102‬‬
‫‪2018‬‬

‫‪%17.7‬‬ ‫‪%5.4‬‬ ‫السيناريو المتوسط الشدة‬


‫‪%17.8‬‬ ‫‪%4.2‬‬
‫‪%17.5‬‬ ‫‪%6.6‬‬ ‫السيناريو األكثر شدة‬
‫ت بين من نت ائج اختب ارات األوض اع الض اغطة أن القط اع المص رفي في األردن‬
‫قادر على تحمل الصدمات والمخاطر المرتفعة وتعود هذه النتائج اإليجابية إلى تمتع‬
‫البن وك في األردن بمس تويات مرتفع ة من رأس الم ال‪ ،‬باإلض افة إلى مس تويات‬
‫مريحة من السيولة والربحية‪.‬‬
‫دول‪aa‬ة اإلم‪aa‬ارات العربي‪aa‬ة المتح‪aa‬دة‪ :‬ق ام المص رف المرك زي في اإلم ارات العربي ة‬ ‫ب‪.‬‬
‫المتحدة بإجراء اختبار تحم ل على س يولة المص ارف ع بر اس تخدام نس بة التغطي ة‬
‫بالس يولة )‪ (LCR‬المعتم دة في ب ازل ‪ Ⅲ‬كس يناريو أساس ي‪ ،‬ثم اف تراض نس ب‬
‫سحوبات أكثر تشدداً دون تمييز بين أنواع الودائع )أي ب إفتراض أن جمي ع الودائ ع‬
‫هي غ ير ثابت ة( ونس ب أق ل فيم ا خصّ الت دفقات النقدي ة المحتمل ة‪ .‬باإلض افة إلى‬
‫تط بيق نس بة إقتط اع ‪ 10‬في المائ ة على مخ زون األص ول عالي ة الج ودة‪ .‬أظه ر‬
‫اختبار التحمل المنوه عنه‪ ،‬والذي تم إجراؤه في مارس ‪ ،2015‬أن أربعة مص ارف‬
‫ال تمل ك مخزون ا ً كافي ا ً من الس يولة لتغطي ة الت دفقات النقدي ة الخارج ة المحتمل ة‪.‬‬
‫وأظه ر اإلختب ار نفس ه في م ارس ‪ 2016‬أن مص رفا ً واح داً لم يس تطع تج اوز‬
‫اإلختبار‪.‬‬

‫المملكة العربية السعودية‪ :‬تجري مؤسسة النقد السعودية اختبارات التحمل الكلي‬ ‫ج‪.‬‬
‫للقط اع المص رفي على أس اس س نوي نظ ر اً ألنه ا ج زء من مجموع ة أدوات‬
‫المؤسسة‬
‫لتقييم المخ اطر‪ .‬يق دم ه ذا اإلط ار نظ رة على نم وذج المؤسس ة الخ اص باختب ار‬
‫التحمل لمخاطر االئتمان‪ ،‬وفرضياته ونتائجه الرئيسة‪.‬‬

‫أهداف االختبار‪ :‬الهدف األساس ي من اختب ار التحم ل ه و تق ييم متان ة القط اع‬ ‫‪.1‬‬
‫المص رفيوقدرته على امتص اص الص دمات على ص عيد االقتص اد الكلي‪ .‬كم ا‬
‫يهدف أيضًا إلى التع رف على م واطن الض عف في النظ ام المص رفي كك ل أو‬

‫‪103‬‬
‫‪2018‬‬

‫على المستوى الفردي للمصارف ليتسنى للمؤسسة تصميم االستجابات الرقابي ة‬


‫المالئمة بهدف معالجة مكامن الضعف تلك مسبقاً‪.‬‬

‫النط‪aa‬اق والتغطي‪aa‬ة‪ :‬يتمح ور نط اق اختب ار التحم ل ح ول إج راء اختب ار جه د‬ ‫‪.2‬‬


‫لمخ اطر االئتم ان على النظ ام المص رفي‪ .‬وق د تم إج راء االختب ار باس تخدام‬
‫بيان ات المص ارف لمس توى الق روض المتع ثرة‪ ،‬والمخصص ات‪ ،‬ومكون ات‬
‫الدخل‪ ،‬واألصول المرجحة بالمخاطر للف ترة المبتدئ ة من ع ام ‪ 2000‬إلى ع ام‬
‫‪ .2017‬كما تم استخدام إجمالي االئتم ان والق روض المتع ثرة على المس تويات‬
‫الفرعي ة للقطاع ات‪ ،‬وتم اس تخدام ‪ 12‬قطا ًع ا فرعي ا ًّ ض من ه ذا االختب ار‪:‬‬
‫المصارف والمنشتت المالي ة األخ رى‪ ،‬والزراع ة وص يد األس ماك‪ ،‬الص ناعة‬
‫واإلنتاج‪ ،‬والتعدين والتحجير‪ ،‬والكهرباء‪ ،‬والماء‪ ،‬والغاز‪ ،‬والخدمات الصحية‪،‬‬
‫والبن اء والتش ييد‪ ،‬والتج ارة‪ ،‬والنق ل واالتص االت‪ ،‬والخ دمات‪ ،‬والق روض‬
‫االستهالكية والبطاقات االئتمانية‪ ،‬والقروض األخرى‪.‬‬

‫منهجية اختبار‪ a‬التحمل‪ :‬اتبعت المنهجية التالية في إجراء اختبار التحمل‪:‬‬ ‫‪.3‬‬
‫الخطوة ‪ :1‬يتم تحديد ثالثة سيناريوهات اختبار تحمل حيث تكون مستندة على‬ ‫‪-‬‬
‫نم وذج المؤسس ة لتوقع ات االقتص اد الكلي ورأي الخ براء ل ديها‪ .‬وتف ترض‬
‫السيناريوهات حدوث صدمات لعدة متغيرات في االقتصاد الكلي هي‪:‬‬
‫‪ o‬أسعار النفط ‪ o ،‬نمو اإلنفاق الحك ومي ‪،‬‬
‫‪ o‬أسعار الفائدة الضمنية ‪،‬‬
‫‪ o‬أسعار الفائدة على الودائع بين المص ارف‬
‫الس عودية ‪ o ،‬مع دل نم و مؤش ر الس وق‬
‫المالية السعودية‪.‬‬
‫الخطوة ‪ :2‬يتم بناء عدة نم اذج إقتص ادية للتقص ي عن العالق ة الض منية بين‬ ‫‪-‬‬
‫متغيرات االقتصاد الكلي والقطاع المصرفي‪.‬‬
‫الخط وة ‪ :3‬بن ا ًء على الس يناريو المس تخدم‪ ،‬يتم الحص ول على توقع ات‬ ‫‪-‬‬
‫ب التغيرات ال تي تط رأ على المتغ يرات المص رفية الرئيس ة )مث ل الق روض‬
‫المتعثرة ‪،‬والمخصصات‪ ،‬والربحية(‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫‪2018‬‬

‫الخط وة ‪ :4‬باالس تناد على التوقع ات في الخط وة ‪ ،3‬يتم وض ع‬ ‫‪-‬‬


‫توقعاتبالمستويات الجديدة لرأس المال التنظيمي‪.‬‬

‫‪ .4‬جمع البيان‪aa‬ات‪ a:‬بهدف إكم ال اختب ار التحم ل لش هر ديس مبر ‪ ،2017‬تم جم ع‬


‫البيانات التالية‪:‬‬

‫بيانات‪ a‬مصرفية‪ :‬هي سلسلة زمنية لبيانات ربعي ة ب د ًءا من ين اير ع ام ‪2000‬‬ ‫‪-‬‬
‫إلى ديس مبر ع ام ‪2017‬ـ ح ول الق روض المتع ثرة‪ ،‬وإجم الي االئتم ان‪،‬‬
‫والمخصص ات ‪،‬وص افي دخ ل الفائ دة‪ ،‬وص افي مكون ات ال دخل‬
‫األخرى ‪،‬وص افي مص روفات الفائ دة‪ ،‬ودفع ات حص ص األرب اح‪ ،‬وإجم الي‬
‫رأس المال التنظيمي ورأس المال من الفئة ‪ ،1‬واألصول المرجحة بالمخاطر‪.‬‬

‫بيانات‪ a‬االقتصاد الكلي‪ a:‬سلسلة زمنية لبيانات ربعية بد ًءا من يناير ع ام ‪2000‬‬ ‫‪-‬‬
‫إلى ديسمبر عام ‪ 2017‬حول أسعار النفط‪ ،‬واإلنفاق الحكومي‪ ،‬وأسعار الفائدة‬
‫على الودائ ع بين المص ارف الس عودية‪ ،‬ومؤش ر الس وق المالي ة الس عودية‪،‬‬
‫وإجمالي االئتمان‪.‬‬

‫سيناريوهات اختبار التحمل‪:‬‬ ‫‪.5‬‬

‫كما ذكر سابق اً‪ ،‬السيناريوهات المتبعة في إجراء اختبارات التحمل تكون مبنية‬
‫على )أ( مخرج ات نم وذج المؤسس ة لالقتص اد الكلي و)ب( رأي الخ براء‪.‬‬
‫ويستخدم اختب ار التحم ل ثالث ة س يناريوهات مختلف ة‪ ،‬تتمث ل في س يناريو خ ط‬
‫األساس‪ ،‬وسيناريو الصدمة المعتدلة‪ ،‬وسيناريو الصدمة الحادة‪.‬‬

‫نتائج اختبارات‪ a‬التحمل‬ ‫‪.6‬‬

‫‪105‬‬
‫‪2018‬‬

‫خلص ت نت ائج اختب ار التحم ل إلى إمكاني ة المص ارف الس عودية على تحم ل‬
‫الص دمات االقتص ادية المختلف ة‪ .‬ففي س يناريو خ ط األس اس‪ ،‬ارتفعت نس بة‬
‫القروض المتع ثرة بش كل طفي ف من ‪ .150‬في المائ ة إلى ‪ 1.54‬في المائ ة في‬
‫نهاية ‪ . 2020‬وفي المقابل ‪،‬ارتفعت نسبة تغطية القروض المتعثرة المتوقعة من‬
‫‪ 162‬في المائة إلى ‪ 186‬في المائة في نهاية عام ‪ .2020‬وانخفضت نسبة كفاية‬
‫رأسالمال المتوقعة إال أنها بقيت مرتفعة عن د ح والي ‪ 20‬في المائ ة بنهاي ة ع ام‬
‫‪.2020‬‬
‫وفي سيناريو الصدمة المتوس طة أظه رت النت ائج أن نس بة الق روض المتع ثرة‬
‫المتوقعة سترتفع إلى ‪ 2‬في المائة بنهاية عام ‪ .2020‬أما نسبة تغطي ة الق روض‬
‫المتعثرة المتوقعة فقد انخفضت لتص ل إلى ‪ 168‬في المائ ة بنهاي ة ع ام ‪.2020‬‬
‫وانخفضت نسبة كفاية رأس المال المتوقعة لتصل إلى ‪ 18‬في المائة بنهاية ع ام‬
‫‪.2020‬‬
‫وفي س يناريو الص دمة الح ادة أظه رت النت ائج أن نس بة الق روض المتع ثرة‬
‫المتوقعة سترتفع لتصل إلى ‪ 2.3‬في المائة بنهاية عام ‪ .2020‬أما نسبة التغطي ة‬
‫المتوقع ة فق د انخفض ت لتص ل إلى ‪ 154‬في المائ ة بنهاي ة ع ام ‪ .2020‬بينم ا‬
‫انخفضت نسبة كفاية رأس المال لتصل إلى ‪ 15.3‬في المائة بنهاية عام ‪.2020‬‬

‫د‪ .‬الجمهورية اللبنانية‪ :‬تق وم لجن ة الرقاب ة على المص ارف ب إجراء اختب ارات تحم ل‬
‫تتوزع بين التع ّرض لمخاطر التواجد في الخارج وتع ّرض القطاع المصرفي داخلي ا ً‬
‫لمخاطر تقلبّات بعض العوامل اإلقتصادية الكلية وخاصة حساسية التعرّض لمخاطر‬
‫تقلّب أسعار الفوائد‪.‬‬

‫‪ .1‬التع ّرض لمخاطر التسهيالت المستعملة في الخارج‪:‬‬

‫‪ -‬التس‪aa‬هيالت المس‪aa‬تعملة في س‪aa‬وريا‪ :‬طلبت لجن ة الرقاب ة على المص ارف من‬
‫المصارف تنفيذ اختبارات تحمل على محفظة التسهيالت المس تعملة في س ورية‬
‫لقياس قيمة الخسائر المتوقعة على هذه التسهيالت‪:‬‬

‫‪106‬‬
‫‪2018‬‬

‫▪ اإلختبار األول‪ :‬تعث ّر نسبة من كبار المدينين بالنسبة للتسهيالت التجاري ة وتع ث ّر‬
‫نس بة معين ة من دي ون التجزئ ة واحتس اب قيم ة المؤون ات المكوّن ة وف ق نس ب‬
‫محددة‪.‬‬
‫▪ اإلختبار الثاني‪ :‬تعث ّر نسبة من كبار المدينين بالنسبة للتسهيالت التجاري ة وتع ث ّر‬
‫نس بة معين ة من دي ون التجزئ ة واحتس اب قيم ة المؤون ات المكوّن ة وف ق نس ب‬
‫محددة‪.‬‬
‫▪ اإلختبار الثالث‪ :‬تحديد نسب الخسائر المتوقعة) ‪ (Expected Losses‬بالنس بة‬
‫لكل نوع من محافظ التسليف وفقا ً لثالثة سيناريوهات متدرجة التشد ّد‪.‬‬
‫▪ اإلختبار الراب ع‪ :‬تحدي د نس ب الخس ائر المتوقع ة) ‪ (Expected Losses‬بن ا ًء‬
‫على جدول انتقال وتوزيع الديون) ‪.(Transition Matrix‬‬
‫تس تعمل لطلب تك وين‬ ‫تج در اإلش ارة إلى أن نت ائج ه ذه اإلختب ارات ك انت ُ‬
‫مؤونات‬
‫خاصة وإجمالي ة من المص ارف اللبناني ة مقاب ل محفظ ة تس هيالتها المس تعملة في‬
‫سورية‪ ،‬حيث تطورت هذه المحفظة وفقا ً لما يلي‪:‬‬
‫كما في ‪30/06/2016‬‬ ‫كما في‬ ‫البند‬
‫‪31/12/2010‬‬
‫‪ 735‬مليون دوالر‬ ‫‪ 7.4‬مليار دوالر‬ ‫مجموع التسهيالت‬
‫‪ 520‬مليون دوالر )خاصة‬ ‫‪ 87‬مليون دوالر‬
‫المؤونات المكونة‬
‫وإجمالية(‬ ‫)خاصة(‬

‫التس‪aa‬هيالت‪ a‬المس‪aa‬تعملة في مص‪aa‬ر‪ :‬طلبت لجن ة الرقاب ة على المص ارف من‬ ‫‪-‬‬
‫المصارف المتواجدة في مصر القيام باختبارات تحمل دورية تحاكي سيناريو‬
‫تدهور سعر صرف الجنيه المصري بنسب مختلفة )متفاوت ة الش دةّ( وإفادته ا‬
‫عن تأثير هذه السيناريوهات على ربحية‪ ،‬سيولة ومالءة الوحدات التابع ة في‬
‫مصر والمصرف األم في لبنان‪ .‬كما طلبت اللجن ة من المص ارف المتواج دة‬
‫في مصر تطبيق اختب ار تحم ل على محفظ ة التس ليفات بع د تزوي دها بنس ب‬

‫‪107‬‬
‫‪2018‬‬

‫الخسائر المتوقعة) ‪ (Expected Losses‬لك ل درج ة تص نيف وفق ا ً لثالث ة‬


‫سيناريوهات متدرجة‪.‬‬

‫التسهيالت المستعملة في قبرص‪ :‬طلبت لجنة الرقابة على المص ارف خالل‬ ‫‪-‬‬
‫العام‬
‫‪ 2013‬من المص ارف اللبناني ة ال تي تمل ك مص ارف تابع ة في ق برص‬
‫اختبارات تحمل على محافظ تسليفاتها ر ّكزت خاللها على زيادة نسب التع ثر‬
‫لمحفظ ة تس ليفاتها وت دهور في أس عار العق ارات وفق ا ً لع دة س يناريوهات‬
‫متدرجة التشد ّد‪.‬‬

‫التس‪aa‬هيالت‪ a‬المس‪aa‬تعملة في تركي‪aa‬ا‪ :‬طلبت لجن ة الرقاب ة على المص ارف من‬ ‫‪-‬‬
‫المصارف المتواجدة في تركيا إجراء اختبارات تحم ل لمخ اطر تقلّب أس عار‬
‫الفائ دة في محفظ ة المص رف تح اكي زي ادة الفوائ د على الل يرة التركي ة‬
‫والعمالت األجنبية بنسب متدرجة التشد ّد وقياس تأثيره ا على األرب اح وعلى‬
‫نسب المالءة‪.‬‬

‫تقلب أسعار الفائدة‪ :‬قامت لجنة الرقابة على المصارف خالل العام‬ ‫ّ‬ ‫‪ .2‬مخاطر‬
‫‪ 2018‬بإجراء اختبار تحمل حول إحتمال ارتفاع أسعار الفوائد على الدوالر‬
‫األميركي‪ ،‬واليورو‪ ،‬وقياس ت أثير ه ذا اإلرتف اع على ربحي ة المص ارف في‬
‫لبنانمعتم دة فرض يات إرتف اع الفوائ د على ال دوالر األم ريكي وعلى الل يرة‬
‫اللبنانية وفقا ً للسناريوهات التالية‪:‬‬

‫السيناريو األساسي‬
‫الس‪aa‬يناريو الث‪aa‬اني‬ ‫الس‪aaaa‬يناريو األول‬
‫)‪Baseline‬‬ ‫العملة‬
‫(‪)Scenario 2‬‬ ‫‪()Scenario 1‬‬
‫‪)Scenario‬‬
‫الدوالر‬
‫‪ 300‬نقطة أساس‬ ‫‪ 200‬نقطة أساس‬ ‫‪ 100‬نقطة أساس‬
‫األمريكي‬
‫‪ 300‬نقطة أساس‬ ‫‪ 200‬نقطة أساس‬ ‫‪ 100‬نقطة أساس‬ ‫اليورو‬
‫‪ 300‬نقطة أساس‬ ‫‪ 200‬نقطة أساس‬ ‫‪ 100‬نقطة أساس‬ ‫الليرة‬
‫اللبنانية‬

‫‪108‬‬
‫‪2018‬‬

‫قامت اللجنة بتزويد حاكم مصرف لبنان بنتائج هذه اإلختبارات لكي يت ّم أخذها باإلعتبار‬
‫عند رسم السياسات المتعلقة باإلستقرار المالي والنقدي في لبنان‪.‬‬

‫هـ ‪.‬دولة الكويت‪ :‬يقوم بنك الك ويت المرك زي ب إجراءات داخلي ة الختب ارات التحم ل‬
‫بص ورة فص لية لتحدي د مس توى مرون ة ومقاوم ة ك ل بن ك من البن وك والقط اع‬
‫المصرفي ككل للصدمات وقد قام في ديسمبر ‪ 2015‬بتطبيق عدد من السيناريوهات‬
‫اإلقتصادية الكلية والجزئية لصدمات متفاوتة الشدةّ ولفترة ممت دة‪ .‬وت بين النت ائج أن‬
‫البنوك بصفة عامة تمكنت من المحافظة على معدل مرتفع لكفاي ة رأس الم ال ح تى‬
‫بعد تأثير صدمات شديدة على النظام‪ .‬ورغم تفاوت أثر الصدمات من بنك إلى آخر‪،‬‬
‫إال أن أقل معدل لكفاية رأس المال نتيجة لإلختبارات المنفذة بلغ ‪ 1.9‬في المائة‪.‬‬

‫و‪ .‬سلطنة عُمان‪ a:‬يقوم البنك المركزي الع ُماني باعتماد نظام يتكون من اختب ار تحم ل‬
‫من األعلى إلى األسفل )أي تقييم البن ك المرك زي اس تناداً إلى س يناريوهات س ابقة‬
‫اإلعداد( واختبار تحمل من األسفل إلى األعلى )أي اإلختبارات التي تقوم بإع دادها‬
‫المص ارف لنفس ها عن طري ق تط بيق نفس الس يناريوهات ال تي يع دهّا البن ك‬
‫المركزي(‪ .‬بعدها يقوم البنك المركزي بفحص النتائج للبحث عن مدى تقاربه ا‪ .‬إن‬
‫منهجية اختبار‬
‫األعلى إلى األس فل يت ّم تطبيقه ا في البن ك المرك زي الع ُم اني بطريق ة كليّ ة لتق ييم‬
‫محفزات المخاطر فيما يتعلّق بحجمها واتجاهها على أساس فصلي بما يتماشى م ع‬
‫البيانات المالية للبنوك‪ .‬وتستخدم هذه المنهجية لتحليل خمسة اختبارات تل ك هي‪) :‬‬
‫‪ (1‬المالءة) ‪ (2،‬الوضع المالي الكلّي‪ (3) ،‬انكشاف المجموعة) ‪ (4،‬السيولة و)‪(5‬‬
‫العدوى‪.‬‬

‫اختبار‪ a‬نسبة كفاية األم‪aa‬وال الخاص‪aa‬ة‪ a:‬يت ّم تق ييم األث ر الكلّي لص دمات اإلئتم ان‪،‬‬ ‫‪.1‬‬
‫وأس هم رأس الم ال‪ ،‬وس عر الفائ دة والعمالت األجنبي ة ال تي من المف ترض أن‬
‫تح دث في وقت واح د على مس توى ك ّل مص رف وعلى مس توى القط اع‬

‫‪109‬‬
‫‪2018‬‬

‫المص رفي‪ .‬وق د أظه رت نت ائج ه ذا اإلختب ار كم ا في ‪ 31/12/2014‬انخف اض‬


‫نسبة كفاية األموال الخاصة من ‪ 81.15‬في المائة إلى ‪ 03.13‬في المائة ووج ود‬
‫احتياجات محدودة إلعادة الرسملة‪ .‬وقد جاءت هذه النت ائج مماثل ة لنت ائج اختب ار‬
‫األسفل إلى األعلى الذي أجراه ك ّل مصرف على حدا‪.‬‬

‫اختبار‪ a‬التحمل المالي الكلّي‪ :‬يتكوّن إط ار عم ل ه ذا اإلختب ار من نم وذج م الي‬ ‫‪.2‬‬


‫كل ّي يق وم بتق دير خس ائر االئتم ان وذل ك من خالل العالق ات العملي ة م ا بين‬
‫المق اييس الرئيس ية للمخ اطر )نس بة الق روض المتع ثرة( في النظ ام المص رفي‬
‫والمتغيرات الماكرواقتصادية مثل‪ :‬إجمالي الناتج المحلي‪ ،‬سوق األوراق المالية‪،‬‬
‫التضخم وسعر الفائ دة‪ .‬وق د ت ّم بن اء ثالث ة س يناريوهات للع ام ‪ 2015‬الس يناريو‬
‫األساس ي ‪،‬الس يناريو المتوس ط والس يناريو القاس ي‪ .‬أظه رت النت ائج أن نس بة‬
‫ال ديون المتع ثرة تبل غ ‪ 1‬في المائ ة‪ 8.2 ،‬في المائ ة و‪ 2.4‬في المائ ة وفق ا ً‬
‫للسيناريوهات الثالثة على الت والي‪ .‬وتمي ل نت ائج ه ذا اإلختب ار إلى تأكي د نت ائج‬
‫اختبار األسفل إلى األعلى الذي أجراه كل مصرف على حدا‪.‬‬

‫تحليل اإلنكشافات لمخاطر التر ّكز‪ :‬ت ّم افتراض تعث ّر أك بر خمس مجموع ات من‬ ‫‪.3‬‬
‫العمالء وتكوين مؤونات بنسبة ‪ 50‬في المائ ة من األرص دة وقي اس الت أثير على‬
‫نسبة كفاية األموال الخاص ة‪ .‬بلغت نس بة تع رّض المص ارف على أك بر خمس ة‬
‫مدينين ‪ 84.4‬في المائة من إجمالي الق روض م ع المالحظ ة أنه ا ال تزي د عن ‪2‬‬
‫في المائ ة بالنس بة ألي من ه ؤالء العمالء‪ .‬نتيج ة ل ذلك تنخفض نس بة كفاي ة‬
‫األموال الخاصة للقطاع من ‪ 81.15‬في المائة إلى ‪ 26.14‬في المائة‪.‬‬

‫اختبار‪ a‬مقدار تحمل مخاطر السيولة‪ :‬تهدف اختبارات تح ّم ل ش ّح الس يولة ال تي‬ ‫‪.4‬‬
‫يقوم به ا البن ك المرك زي الع ُم اني إلى تق دير ع دد األي ام ال تي يمكن للبن وك أن‬
‫تتح ّمل خاللها نفاد ودائعها‪ .‬أظهرت النتائج أن القط اع المص رفي الع ُم اني ق ادر‬
‫على احتمال صدمةسيولة لفترة تبلغ ‪ 18‬يوم عمل باستخدام النقد فقط‪ ،‬ولم دة ‪20‬‬
‫يوما ً باس تخدام نق د وأوراقمالي ة مع اً‪ .‬توض ح نت ائج اختب ار الس يولة األعلى إلى‬
‫األس فل أن ه في ظ ّل ظ روف التح ّماللقاس ية س وف تظ ّل البن وك ال ع ُماني ة تنعم‬
‫بسيولة كافية لإلستمرار في العمل‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫‪2018‬‬

‫تحلي‪aa‬ل مخ‪aa‬اطر الع‪aa‬دوى‪ :‬لم تبيّن اختب ارات التحم ل للقط اع المص رفي الع ُم اني‬ ‫‪.5‬‬
‫وجود مخاطر عدوى بين المص ارف المحلي ة أو م ع المص ارف األجنبي ة نظ راً‬
‫ع م ان لم تكن نش طة ج داً وأن البن ك المرك زي‬‫ألن سوق اإلنتربانك في سلطنة ُ‬
‫الع ُماني وضع حدوداً احترازية على تعرّض المصارف خارج البالد‪.‬‬

‫كما يقوم البنك المركزي الع ُماني من وقت آلخر بتحديد سيناريوهات معينّة يتوجب‬
‫على المصارف اعتمادها في اختبارات التحمل األسفل إلى األعلى‪ .‬وخالل العام‬
‫‪ 2014‬قامت المصارف بتقديم ثالثة اختبارات تحمل‪ :‬اختبار المالءة‪ ،‬اختبار‬
‫التحمل العكسي واختبار السيولة‪ .‬جاءت نتائج هذه اإلختبارات لتؤكد نتائج‬
‫اختبارات التحمل األعلى إلى األسفل‪.‬‬

‫ز‪ .‬دولة فلسطين‪ a:‬تحرص سلطة النقد الفلسطينية على إجراء اختب ارات التحم ل الكلي ة‬
‫والجزئية في القطاع المصرفي به دف فحص ق درة المص ارف العامل ة في فلس طين‬
‫على تحمل الصدمات في ظل التعرض لمخ اطر مختلف ة تح اكي الواق ع االقتص ادي‬
‫والسياس ي الس ائد في فلس طين ‪.‬تعت بر ه ذه االختب ارات من األدوات المهم ة إلدارة‬
‫المخاطر سواء للمصارف أو للجهات الرقابية كجزء من إدارتها الشاملة للمخاطر‪.‬‬

‫كما تسهم اختبارات التحمل في تعزيز قدرة سلطة النقد على وضع سياسات تحوطي ة‬
‫تمكن المصارف من تجاوز المخاطر التي قد تنتج عن تلك الصدمات ح ال وقوعه ا‪،‬‬
‫وذلك في سياق هدفها األساسي في الحفاظ على االستقرار المالي ‪.‬‬

‫أظهرت نتائج اختبارات التحمل )جولة ‪ (2017‬إن القطاع المصرفي الفلسطيني سليم‬
‫ومتين وقادر بشكل عام على تحمل الص دمات واالوض اع الض اغطة نتيج ة احتف اظ‬
‫المصارف العامل ة في فلس طين بمس تويات جي دة من رأس الم ال الى ج انب تمتعه ا‬
‫بمستويات‬
‫مريحة من السيولة والربحية‪ ،‬حيث اسفرت نتائج محاكاة الصدمات متفاوتة الش دة ال تي‬
‫تم‬

‫‪111‬‬
‫‪2018‬‬

‫وضعها من جانب سلطة النقد عن نجاح غالبية المصارف العامل ة في فلس طين وع ددها‬
‫‪ 15‬مصرف اً في اجتي از ه ذه الص دمات والمحافظ ة على مس تويات رس ملة اعلى من‬
‫الحد األدنى‬
‫المقرر لنسبة الشريحة األولى من رأس المال) ‪ (Tier1 Capital/RWA‬والمحدد‬
‫من جانب سلطة النقد بـ ‪ 8‬في المائة مقارنة بـ ‪ 4‬في المائة وفق اً التفاقية بازل‬
‫الثانية باستثناءبعض المصارف )تراوح عددها بين مصرف واحد وثالثة مصارف(‬
‫التي انخفضتالنسبة لديها عن ‪ 8‬في المائة في سيناريوهات تصنف بانها عالية الشدة)‬
‫‪Severe‬‬
‫‪.)scenarios‬‬

‫كم ا ق امت س لطة النق د ب إجراء اختب ار لم دى مرون ة المص ارف على تحم ل ح دوث‬
‫صدمات سلبية على مستوى االقتصاد الكلي باستخدام نموذج االنحدار الذاتي للمتجه‬
‫)‪ ،Vector Autoregressive Model (VAR‬حيث تم اختب ار ع دة متغ يرات على‬
‫مستوى االقتصاد الكلي لقياس تأثير الصدمات فيها على التعثر المالي) ‪Financial‬‬
‫‪.)Fragility‬‬

‫وإلجراء هذا االختبار تم ترشيح عدة متغيرات على مس توى االقتص اد الكلي لقي اس‬
‫تأثيرها على مخصصات القروض التي تتحوط بها المصارف لمواجهة اإلخف اق في‬
‫القروض الممنوحة‪ ،‬وك ان أهم ه ذه المتغ يرات النم و في الن اتج المحلي اإلجم الي‪،‬‬
‫معدل الفائدة على الودائع والق روض لك ل عمل ة متداول ة في االقتص اد الفلس طيني‪،‬‬
‫وأسعار الصرف لكل من الدوالر والدينار مقابل الش يكل‪ ،‬وأس عار الص رف الفعلي ة‬
‫الحقيقية واالسمية (‪ )REER‬و(‪ )NEER‬باإلضافة للتضخم في أسعار المستهلك‪.‬‬

‫وق د تم إج راء ه ذا االختب ار ض من س يناريوهين‪ ،‬الس يناريو األس اس والس يناريو‬


‫المضاد (‪ )Adverse‬أو السيناريو المتشائم‪ ،‬وهما مشتقان من السيناريوهات التي تم‬
‫إع دادها في التقري ر الس نوي لس لطة النق د لع ام ‪ .2017‬ووفق ا ً لس يناريو األس اس‬
‫لالقتصاد الفلسطيني لعام ‪ 2018‬تش ير تنب ؤات س لطة النق د إلى أن ه من المتوق ع أن‬
‫ينم و الن اتج المحلي اإلجم الي الحقيقي خالل ع ام ‪ 2018‬بنس بة ‪ 2.4‬في المائ ة‪،‬‬
‫مقارنة مع نمو بنحو ‪ 3.1‬في المائة خالل عام ‪.2017‬‬

‫‪112‬‬
‫‪2018‬‬

‫وعن د عكس ه ذه الس يناريوهات على االوض اع المص رفية وقي اس أثره ا على‬
‫التعثرالمالي‪ ،‬فإن النتائج تش ير إلى أن ص افي مخصص ات الق روض س وف ت زداد‬
‫بمقدار‪ 13.9‬مليون دوالر خالل عام ‪ 2018‬وفق ا ً للس يناريو األس اس‪ ،‬في حين أنه ا‬
‫ترتفعبمقدار ‪ 30.6‬مليون دوالر خالل نفس العام في حال تحقق السيناريو المتشائم‪.‬‬

‫ح‪ .‬دولة قطر‪ :‬خالل العام ‪ ،2015‬قام مصرف قطر المركزي بتنفيذ اختبارات تحمل‬
‫لمخ اطر االئتم ان ب افتراض ت دهور محتم ل في قطاع ات رئيس ية من االئتم ان‬
‫الممنوح لشركات القطاع الخاص‪ ،‬قطاع العقارات‪ ،‬قطاع اإلستهالك والمق اولين‪،‬‬
‫وق د ت ّم زي ادة الق روض المتع ثرة له ذه القطاع ات ت دريجياً‪ ،‬وت بين نتيج ة له ذه‬
‫الفرضية أن زيادة في القروض المتعثرة بنسبة ‪ 14‬في المائة من ش أنها أن ت ؤدي‬
‫إلى انخفاض نسبة كفاية رأس المال )على مستوى القط اع المص رفي( إلى ‪5,12‬‬
‫في المائ ة‪ .‬ثم أض يفت إلى اختب ارات التحم ل على محاف ظ االئتم ان ثالث ة‬
‫سناريوهات هي‪:‬‬

‫مخصصات أعلى لمختلف فئات القروض ذات الجودة‪.‬‬ ‫‪.1‬‬


‫زيادة في القروض المتعثرة بنسبة ‪ 25‬في المائ ة م ع توف ير مخص ص إض افي‬ ‫‪.2‬‬
‫بنسبة ‪ 50‬في المائة‪.‬‬
‫زيادة في القروض المتعثرة القطاعية مع مخصص ‪ 75‬في المائة‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫‪113‬‬
‫‪2018‬‬

‫في جميع هذه السيناريوهات حافظت نسبة كفاية رأس الم ال النظ امي على مس توى‬
‫أعلى بكثير من الحد األدنى المطلوب‪ ،‬وك ذلك ظ لّ العائ د على الموج ودات إيجابي ا ً‬
‫في جميع الحاالت‪ .‬أما على المستوى اإلفرادي لك ل مص رف‪ ،‬فق د أظه رت النت ائج‬
‫أن نسبة كفاية رأس الم ال في معظم البن وك في ظ ل س يناريوهات التحم ل ال ت زال‬
‫أعلى من الحد األدنى المطلوب وبقي العائ د على الموج ودات أيض ا ً إيجابي ا ً لجمي ع‬
‫البنوك في إطار السيناريوهين )أ( و )ب( لكن ه تح وّل س لبيا ً لبعض البن وك في ظ ل‬
‫سيناريو )ج‪(.‬‬

‫أما قدرة المصارف العاملة في قطر على تح ّم ل نقص في الس يولة نتيج ة س حوبات‬
‫مفاجئ ة فق د ت ّم اختب اره وفق ا ً لثالث ة س يناريوهات‪ ،‬لك ل منه ا نس ب مختلف ة من‬
‫الس حوبات ض من مختل ف فئ ات ودائ ع العمالء‪ ،‬م ع اف تراض أن خمس)‬
‫‪ (1/5‬المطلوبات األجنبية في سوق‬
‫ما بين البنوك ونص ف المطلوب ات المحلي ة في س وق م ا بين البن وك لم يتم دفعه ا وفق ا ً‬
‫إلجراءات الطوارئ‪ ،‬على أن تقوم المصارف بمواجهة هذه السيناريوهات وفق ا ً للت الي‪:‬‬
‫أ‪ -‬إس تيفاء النقص في الس يولة من خالل اس تخدام النق د وش به النق د واألرص دة ل دى‬
‫البنوك‪.‬ب‪ -‬إستيفاء النقص في السيولة من خالل المصادر في السيناريو األول باإلضافة‬
‫إلىتسييل أوراق مالية حكومية بنسبة إقتطاع ‪ 25‬في المائة‪.‬‬
‫ج‪ -‬إستيفاء النقص في الس يولة من خالل المص ادر في الس يناريو الث اني باإلض افة إلى‬
‫تصفية الموجودات مع المؤسسات المالية خارج قطر بنسبة ‪ 25‬في المائة‪.‬‬

‫أظهرت نتائج اإلختبار وفقا ً للسيناريو األول أن جميع البنوك قد ع انت من نقص في‬
‫السيولة باستثناء بنك واحد من بنوك القطاع الخاص واثنين من البنوك األجنبية‪ .‬أم ا‬
‫في السيناريو الثاني واجهت ‪ 4‬بنوك تقليدية وبنك إسالمي واحد نقصا ً في السيولة ‪.‬‬
‫وفي ظل السيناريو الثالث فإن بنك تقليدي واحد فقط يواجه نقصا ً في السيولة‪.‬‬

‫أما مخاطر تقلب أسعار الفائدة وتأثيرها على ربحية المصارف العاملة في قطر‪ ،‬فقد‬
‫ت ّم قياس درجة حساسية المصارف لهذه المخ اطر من خالل اف تراض تخفيض ‪300‬‬
‫نقطة أساس في تطبيق س عر الفائ دة على الموج ودات والمطلوب ات الحساس ة لتغيّ ر‬
‫أس عار الفائ دة‪ .‬وق د انخفض العائ د على الموج ودات للبن وك بش كل ح اد لكن ه بقي‬
‫إيجابياً‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫‪2018‬‬

‫ط‪ .‬جمهورية مصر العربية‪ :‬قام البنك المركزى المصرى ب إجراء اختب ارات الض غوط‬
‫على بعض من المخاطر التي تواجه البنوك منها‪:‬‬

‫‪ .1‬اختبارات‪ a‬التحمل – مخاطر االئتمان‪ :‬يتم إعداد اختبارات التحمل على محفظة‬
‫الق روض والتس هيالت لك ل بن ك على ح دة وعلى مس توى القط اع المص رفي‬
‫بشكل دوري أخذاً في اإلعتبار التسهيالت الممنوحة إلى المؤسسات‪ ،‬الش ركات‬
‫الصغيرة وقروض التجزئة‪ ،‬مع بيان أثر نتائج اختب ارات التحم ل على ك ل من‬
‫صافي األرباح ومعيار كفاية رأس الم ال‪ ،‬وق د تم يز اإلختب ار بالتحف ظ الش ديد‬
‫حيث تم تطبيق معدالت اخ تزال على اإلفتراض ات لتحقي ق مزي د من التح وّط‪،‬‬
‫مع اختالف األسس التي بنيت عليها اختب ارات التحم ل من محفظ ة إلى أخ رى‬
‫وذلك على النحو التالي‪:‬‬
‫• محفظة المؤسسات‪ a:‬ت ّم إجراء دراسات تحليلية على عدد من الصناعات للوقوف‬
‫على مدى استقرارها من خالل دراسة مدى تأثرها بأهم متغيرات‬
‫اإلقتصاد الكلي مثل الناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬االستهالك العام والخاص ‪...‬‬
‫الخ‪ ،‬وذلك لتحديد النظرة المستقبلية للصناعات المختارة‪ ،‬وبالتالي تخفيض أوثب ات‬
‫الجدارة االئتمانية للصناعة‪.‬‬
‫في حال ة الس يناريو األساس ي‪ :‬ت ّم تخفيض الج دارة اإلئتماني ة لالئتم ان‬ ‫‪-‬‬
‫المقدمللصناعات المستقرة بدرجة واحدة ودرجتين فى حالة الصناعات غ ير‬
‫المستقرة‪ ،‬مع مراعاة تأثير ذلك على المخصصات الواجب تكوينها‪.‬‬
‫فى حالة السيناريو األكثر حدةّ‪ :‬ت ّم تخفيض الجدارة االئتمانية لالئتمان المقدم‬ ‫‪-‬‬
‫للصناعات المستقرة وغير المستقرة بدرجة واحدة إضافية عم ا ت ّم تخفيض ه‬
‫في السيناريو األساسي‪.‬‬

‫• محفظة التجزئة المصرفية واألنشطة الصغيرة‪ :‬ت ّم تخفيض أرصدة التس هيالت‬
‫المنتظمة وغير المنتظمة بنسب مختلفة‪ ،‬مع التأثير في المخصص ات ال واجب‬

‫‪115‬‬
‫‪2018‬‬

‫تكوينه ا‪ .‬ولتحقي ق مزي د من التح وّط ت ّم اس تبعاد األرب اح غ ير المتك ررة‪،‬‬


‫وتخفيض صافي أرباح النشاط بنسب مختلفة‪ ،‬واختزال ما في حيازة ك ل بن ك‬
‫من ضمانات بنس ب مختلف ة‪ ،‬م ع إض افة العج ز في المخصص ات الن اتج عن‬
‫اختبار التحمل إلى العجز أو الفائض فى المخصصات القائمة لدى البنوك‪.‬‬

‫اختبار التحمل – مخاطر سعر الصرف‪ :‬يت ّم دراسة أثر انخفاض قيمة العملة‬ ‫‪.2‬‬
‫المحلية أمام الدوالر على معيار كفاية رأس المال للقطاع المصرفي‬
‫المصري ‪،‬حيث ت ّم تطبيق سيناريوهين )سيناريو أساسي وآخر أكثر‬
‫حدة( لزيادة سعر صرف الدوالر من أجل تقييم مدى قدرة معيار كفاية رأس‬
‫مال البنوك وفقا ً لمفهوم بازل على مواجهة تغير قيمة األصول بالعمالت‬
‫األجنبية لدى القطاع المصرفي المصري نتيجة هبوط العملة المحلية‪.‬‬

‫‪ .3‬اختبار التحمل – مخاطر سعر العائد على محفظة السندات‪ a:‬يتم اختبار أثر‬
‫زيادة‬
‫أسعار عائ د محفظ ة الس ندات على القيم ة العادل ة للس ندات وت أثير ذل ك على‬
‫األرباح والقاعدة الرأسمالية للقط اع المص رفي المص ري‪ ،‬ففي ض وء متابع ة‬
‫زي ادة أس عار العائ د على االس تحقاقات المختلف ة للس ندات للف ترات الس ابقة‬
‫للدراسة‪ ،‬ت ّم تطبيق سيناريوهين )سيناريو أساسى وآخر أكثر حدة( لزيادة فائدة‬
‫الكوبون على‬
‫السندات )المتاحة للبيع والمحتفظ بها بغرض المتاجرة( للوصول إلى سعر العائد‬
‫الفعلي‪ ،‬كما ت ّم افتراض أن األرباح المعدلة عبارة عن صافي األرباح بع د اس تبعاد‬
‫األرباح غير المتعلقة بالنشاط وفروق تقييم األصول وفق ا ً للموق ف مح ل التط بيق‪،‬‬
‫ولم يؤخذ في اإلعتبار الخسائر غير المتعلقة بالنشاط وفروق تق ييم األصواللس البة‬
‫على س بيل التحف ظ‪ ،‬باإلض افة إلى ذل ك فق د تم الت أثير على القاعدةالرأس مالية‬
‫باإلنخفاض المحق ق نتيج ة الختب ارات التحم ل للبن وك ال تي حققت خس ائر نتيج ة‬
‫لإلختبار‪ ،‬مع افتراض عدم احتجاز األرباح المحققة وتوزيعها بالكام ل على س بيل‬
‫التحفظ‪.‬‬

‫اختبار التحمل المجمع‪:‬‬ ‫‪.4‬‬

‫‪116‬‬
‫‪2018‬‬

‫يتم دراس ة أث ر مخ اطر االئتم ان‪ ،‬س عر الص رف‪ ،‬وس عر العائ د على القاع دة‬
‫الرأسمالية للقطاع المصرفي المصري‪ ،‬وذلك بدمج نفس السيناريوهات المطبقة‬
‫في الدراسات السابقة الذكر‪.‬‬

‫ي‪ .‬المملكة المغربية‪ :‬خالل العام ‪ 2015‬خضع القطاع المالي المغ ربي لمهم ة تق ييم‬
‫من قب ل ص ندوق النق د ال دولي والبن ك ال دولي‪ ،‬وفي ه ذا اإلط ار ت ّم إج راء ع دة‬
‫اختبارات تحمل من أجل تقييم نسبة مالءة المص ارف‪ ،‬نس ب س يولتها وتعرّض ها‬
‫لمخاطر العدوى‪ .‬شمل اإلختبار أكبر ‪ 8‬مصارف )تمثل حوالي ‪ 90‬في المائ ة من‬
‫موج ودات القط اع( وت ّم تنفي ذه على ش كل األعلى إلى األس فل )من قب ل ص ندوق‬
‫النق د ال دولي( واألس فل إلى األعلى )من قب ل المص ارف بع د التنس يق م ع بن ك‬
‫المغرب‪(.‬‬

‫اختبارات التحمل المتعلقة بنسب كفاية األموال الخاصة‪ a:‬جرى محاكاة‬ ‫‪.1‬‬
‫الس يناريو األول على أس اس زي ادة في الق روض المتع ثرة للس نوات ‪-2015‬‬
‫‪ 2017‬استناداً إلى تغيّرات العوامل االقتصادية الكلية وف ق التقري ر المع د ّ من‬
‫قبل صندوق النقد ال دولي‪ .‬أم ا فرض يات الس يناريو الث اني فق د ح اكت وج ود‬
‫انكماش اقتصادي في أوروبا وارتف اع التط اير في س عر الب ترول مم ا ينعكس‬
‫على نمو الناتج المحلي‪ .‬بينّت نتائج هذه اإلختبارات مناع ة القط اع المص رفي‬
‫المغربي في وجه الصدمات االقتصادية الكلية المحتملة‪.‬‬

‫اختب‪aa‬ارات التحم‪aa‬ل المتعلق‪aa‬ة بمخ‪aa‬اطر ال‪aa‬تر ّكز‪ a:‬ج رى تنفي ذها على طريق َ‬
‫تي‬ ‫‪.2‬‬
‫األعلى إلى األس فل واألس فل إلى األعلى وق د ح اكت فرض يات تع ث ّر كب ار‬
‫المدينين لدى المصارف‪ .‬بينّت هذه اإلختب ارات تع رّض المص ارف المغربي ة‬
‫بشكل كبير لمخاطر التر ّكز‪.‬‬

‫اختبارات التحمل المتعلقة بمخاطر السيولة‪ a:‬جرى تنفيذ هذا اإلختب ار األعلى‬ ‫‪.3‬‬
‫إلى األس فل اس تناداً إلى نس بة التغطي ة بالس يولة )‪ (LCR‬وفق ا ً لس يناريوهين‬

‫‪117‬‬
‫‪2018‬‬

‫متدرجين من ناحية التش د ّد وق د بيّن ه ذا اإلختب ار ق درة المص ارف المغربي ة‬


‫على احتواء هذه المخاطر‪.‬‬
‫‪ -‬اختبارات التحمل المتعلقة بمخاطر العدوى‪ :‬جرى تنفيذ هذه اإلختبارات األعلى‬
‫إلى األسفل لتشمل ‪ 3‬محاور‪:‬‬

‫مخ اطر الع دوى بين المص ارف‪ :‬أظه رت نت ائج اإلختب ارات أن تع رّض‬ ‫▪‬
‫المصارف المغربية لهذه المخاطر محدود‪.‬‬

‫مخاطر العدوى بين المصارف وشركات التأمين‪ :‬أظهرت نتائج اإلختبارات أن‬ ‫▪‬
‫شركات التأمين معرضة لمخاطر تعث ّر المصرف وليس العكس‪.‬‬

‫مخاطر العدوى من جراء التع ّرض ألسواق أجنبية‪ :‬أظهرت نت ائج اإلختب ارات‬ ‫▪‬
‫أن مخاطر تع رّض المص ارف ألس واق أجنبي ة مح دودة ومص درها الوح دات‬
‫التابعة لهذه المصارف خارج المغرب‪.‬‬

‫كم ا يق وم بن ك المغ رب دوري ا ً ب إجراء اختب ارات تحم ل تح اكي ت أثير ص دمات‬
‫اقتصادية كلية على القطاع المصرفي‪ .‬خالل العام ‪ 2015‬جرى تنفي ذ س يناريوهَين‪،‬‬
‫السيناريو األساس الذي يعتمد على توقّعات بنك المغرب لالقتصاد الكلي لجه ة نم و‬
‫الناتج المحلي ومستوى التضخم والسيناريو المتشد ّد الذي يعتمد على تباطؤ النمو في‬
‫منطقة اليورو وانخفاض الطلب على السلع من المغرب‪.‬‬

‫تبيّن نتائج هذه اإلختبارات أن نسبة الديون المتعثرة تبل غ ح والي ‪ 8‬في المائ ة خالل‬
‫العامين ‪ 2017-2016‬بحس ب الس يناريو األس اس وح والي ‪ 9.8‬في المائ ة بحس ب‬
‫السيناريو األكثر تشد ّداً‪ .‬وخالل هذه الفترة نجحت المصارف المغربية في المحافظة‬
‫على نس بة كفاي ة األم وال الخاص ة بش كل يف وق الح ّد األدنى المف روض )‪ 12‬في‬
‫المائة(‪ .‬منذ الع ام ‪ ،2009‬دأب بن ك المغ رب على إج راء اختب ارات تحم ل فص لية‬
‫متعلقّةبمخاطر العدوى وتأتي نتائجها لتؤكد ما وصلت إلي ه اختب ارات التحم ل ال تي‬
‫قام بهاصندوق النقد الدولي في هذا السياق‪.‬‬

‫‪118‬‬
2018

119
‫‪2018‬‬

‫الفصل السادس‪ :‬تداعيات التطورات في األسعار العالمية للنفط على‬


‫االستقرار المالي في الدول العربية‬

‫يحتل النفط حيزاً مهما ً في اقتصاديات الدول العربية بشكل ع ام واقتص اديات ال دول‬
‫المنتجة له بشكل خاص‪ .‬وبالرغم من الجهود الكثيرة لتنويع مصادر ال دخل لغ رض‬
‫توزيع المخاطر واالنتقال إلى مس توى تنافس ي ص ناعي أعلى إال أن النف ط ال ي زال‬
‫يعُتبر مصدر أساس ي لل دخل في ع دد من ال دول العربي ة‪ .‬ل ذا ف إن ال دول العربي ة‪،‬‬
‫خصوصا ً النفطية‪ ،‬عُرضة ً للصدمات العشوائية التي تصيب سعر النف ط بين اآلون ة‬
‫واألخ رى ‪،‬أحيان ا إيجابي ة وأحيان ا ً س لبية مختلف ة ب الحجم) ‪Shocks Term of‬‬
‫‪ . 13(Trade‬فعندما يرتفع سعر النفط )سواء بس بب زي ادة الطلب أو قل ة الع رض أو‬
‫أي سبب آخر( يزداد الناتج المحلي اإلجمالي للدول المنتجة وليس بالضرورة بس بب‬
‫الزيادة في اإلنتاجية الكلية أو الكفاءة‪ .‬وعندما ينخفض سعره ينخفض الن اتج المحلي‬
‫اإلجمالي ومعه تتدهور المالية العامة واألنشطة االقتصادية األخرى ويسري العج ز‬
‫في الحساب الجاري مما قد يؤدي إلى التأثير على سعر الصرف واإلستقرار المالي‪.‬‬
‫يوض ح الش كل )‪ ،(1-6‬المس ار الت اريخي لمتوس ط س عر نف ط خ ام ب رنت ودبي‬
‫وتكساس‪ 14‬منذ ‪.1908‬‬
‫الشكل )‪ (: 1-6‬تطور متوسط سعر النفط العالمي – دوالر أمريكي للبرميل – سنة األساس ‪1980‬‬

‫‪120‬‬
‫‪100‬‬
‫‪80‬‬
‫‪60‬‬
‫‪40‬‬
‫‪20‬‬
‫‪0‬‬
‫‪1981‬‬
‫‪1983‬‬
‫‪1985‬‬
‫‪1987‬‬
‫‪1988‬‬
‫‪1989‬‬
‫‪1990‬‬
‫‪1991‬‬
‫‪1992‬‬
‫‪1994‬‬
‫‪1996‬‬
‫‪1998‬‬
‫‪2000‬‬
‫‪2001‬‬
‫‪2002‬‬
‫‪2003‬‬
‫‪2005‬‬
‫‪2007‬‬
‫‪2009‬‬
‫‪2011‬‬
‫‪2013‬‬
‫‪2014‬‬
‫‪2015‬‬
‫‪2016‬‬
‫‪1980‬‬
‫‪1982‬‬
‫‪1984‬‬
‫‪1986‬‬

‫‪1993‬‬
‫‪1995‬‬
‫‪1997‬‬
‫‪1999‬‬

‫‪2004‬‬
‫‪2006‬‬
‫‪2008‬‬
‫‪2010‬‬
‫‪2012‬‬

‫‪2017‬‬

‫باالسعار السائدة‬ ‫باالسعار الثابتة‬

‫المصدر‪ :‬صندوق النقد الدولي‪ ،‬أبريل ‪2017‬‬

‫‪ 13‬سعر التصدير‪ /‬سعر االستيراد‪.‬‬


‫‪ 14‬يالحظ‪ ،‬من خالل الرسم البياني‪ ،‬أن معامل االرتباط بين أسعار النفط الخام المختلفة كبير جد ا‪ً.‬‬

‫‪120‬‬
‫‪2018‬‬

‫كما يالحظ أن سعر النفط كان ق د تع رض لهب وط مف اجئ في ‪ ،1986‬ثم إلى هب وط‬
‫آخ رخالل األزم ة المالي ة اآلس يوية في ‪ 1997،1998‬وآخ ر خالل األزم ة المالي ة‬
‫العالميةاألخيرة في ‪ . 2008‬ثم بدأ سعر النفط الخام بالتدهور الكبير في الربع األخير‬
‫من س نة ‪ .2014‬وخالل أش هر مع دودة انخفض س عر برمي ل النف ط بنس بة ‪ 55‬في‬
‫المائ ة في األس واق العالمي ة‪ .‬انخفض متوس ط األس عار من أك ثر من ‪ 100‬دوالر‬
‫للبرمي ل في ‪ 2013‬إلى ‪ 34.75‬دوالر في ‪ 2016‬ثم ارتف ع قليالً ولكن ال ي زال‬
‫المتوس ط أق ل من ‪ 50‬دوالراً للبرمي ل‪ .‬والقاس م المش ترك لك ل ه ذه الص دمات‬
‫بقي وس يبقى لم دة‬‫العش وائية ه و أن تأثيره ا على المتغ يرات االقتص ادية والمالي ة َ‬
‫طويلة جداً‪ .‬ورغم أن سعر النفط يتحدد عند تقاطع العرض والطلب إال أن التنب ؤ ب ه‬
‫‪.15‬‬
‫غير مجدي بسبب هذه العشوائية التي يتصف بها‬

‫يعتقد كثير من المعنيين ب أن أس باب انهي ار أس عار النف ط م ؤخراً تع ود إلى ض عف‬
‫الطلب الع المي ووف رة المع روض في أس واق النف ط‪ ،‬تحدي د اً من خ ارج ال دول‬
‫المصدرة للنفط )أوبك( وربما إلى أسباب أخرى يصعب التكهن بها أو قياسها‪ .‬وبم ا‬
‫أن س عر النف ط ي ؤثر على الطلب الع ام مباش رةً وك ذلك على كل ف اإلنت اج فعلى‬
‫األرجح أن تأثيره على اإلستقرار المالي يأتي من خالل زيادة المخاطر وع دم اليقين‬
‫التي ترافق هذه الصدمات وت ؤثر على المخ اطر )وع دم اليقين( ال ذي يحي ط بس عر‬
‫الصرف الحقيقي والن اتج المحلي والحس اب الج اري‪ .‬ربم ا يختل ف الت أثير فيم ا إذا‬
‫كانت الدولة المعنية بالدراسة دولة مصدرة للنفط أم مس توردة للنف ط‪ .‬أم ا من ناحي ة‬
‫التأثير على القطاع المصرفي فسعر النفط يؤثر على ربحية البن وك وميزانياته ا من‬
‫خالل تأثيره على دخل الف رد والش ركات والحكوم ة ومن ه على الودائ ع واالئتم ان‪.‬‬
‫ولكن تأثير تدهور أسعار النف ط على اإلس تقرار الم الي لل دول العربي ة لم يتم قياس ه‬
‫بعد‪.‬‬

‫‪ 15‬إذا كان سعر النفط عشوائيا ً فإن توقع ارتفاعه ستكون ‪ 50‬بالمائة وتوقع انخفاضه ‪ 50‬بالمائة ‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫‪2018‬‬

‫تم إعداد إستبيان خاص بتقرير االستقرار المالي في الدول العربية ويغطي تطورات‬
‫أسعار النفط على االس تقرار الم الي في ال دول العربي ة‪ .‬وتم توزي ع االس تبيان على‬
‫ال دول األعض اء‪ .‬ال دول المص درة للنف ط تش مل دول مجلس التع اون ل دول الخليج‬
‫العربية وليبيا ومصر والدول المستوردة للنفط تش مل الس ودان وموريتاني ا واألردن‬
‫ولبنان والمغرب وفلسطين‪.‬‬

‫يتكون هذا الفصل من جزئين‪ .‬الجزء األول يس تعرض أهمي ة النف ط في اقتص اديات‬
‫الدول العربية المنتجة وغ ير المنتج ة للنف ط‪ .‬باإلض افة إلى ذل ك فإن ه ي درس ت أثير‬
‫التذب ذب ال ذي يعت بر مقي اس لم دى المخ اطر وع دم اليقين على اإلس تقرار الم الي‬
‫واالقتصادي في الدول العربية المنتجة وغير المنتجة للنفط‪ .‬وأخ يراً س نلقي الض وء‬
‫على طبيعة الصدمات التي ت أثر به ا س وق النف ط الع المي وت أثير التنب ؤات الحالي ة‬
‫لسعر النفط خالل السنوات الخمس القادمة على تنبؤات النمو اإلقتص ادي في ال دول‬
‫العربية‪ .‬أما الجزء الثاني فيحتوي على تحليل إلجاب ات ال دول النفطي ة على األس ئلة‬
‫التي تضمنها المسح‪.‬‬

‫أ‪ .‬أهمية النفط في اقتصاديات الدول العربية‬

‫هناك الكثير من المحاوالت لتفسير انهيار أسعار النفط الذي ح دث في الرب ع الث اني من‬
‫‪ 2014‬والتنبؤ به ا رغم ص عوبة ذل ك‪ .‬ولكي نس تطيع أن نفسّ ر أس باب انهي ار الس عر‬
‫كميا ً‬
‫اف من ح االت‬ ‫)أي باستخدام أدوات اقتصاد القياس( نحتاج إلى عينة فيه ا ع د ٍد ك ٍ‬
‫انهيار السعر‪ .‬ولكن في حقيقة األمر خالل الف ترة من ‪ 1970‬إلى الي وم ل دينا ح التي‬
‫انهيار في سعر النفط فقط‪ :‬األولى سنة ‪ 1986‬واألخرى سنة ‪ ،2014‬ألن انخفاض ه‬
‫أبان األزمة المالية اآلسيوية في ‪ 1997/1998‬واألزمة المالية العالمية في ‪ 2008‬لم‬
‫يدم تأثيره لفترة طويلة‪ .‬إذاً ليس لدينا ع دد ك اف من الح االت إلب داء رأي علمي في‬
‫األم ر‪ .‬و يعُت بر ه املتون من طليع ة االقتص اديين في ه ذا الحق ل وفي دراس ة‬
‫له )هاملتون‪ (2015 ،‬أوضح بأن ما يزيد عن ‪ 40‬في المائة من اإلنخفاض في سعر‬
‫النفط في منتصف ‪ 2014‬يعُزى إلى انخفاض في الطلب العالمي على النف ط بس بب‬
‫بطء النمو االقتصادي في أوروبا وآسيا )خصوصا ً الصين(‪ .‬باإلضافة إلى ذل ك ف إن‬
‫السوق يعاني من تخمة في العرض تصل إلى أكثر من ‪ 1.5‬مليون برميل يومياً‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫‪2018‬‬

‫يسلك سعر النفط سلوكا ً مشابها ً ألسعار األصول بالرغم من أن ه س لعة ‪،‬وربم ا ألن ه‬
‫سلعة قابل ة للخ زن أو ربم ا ألن ه يس تخدم‪ ،‬خالف ا ً لبقي ة الس لع‪ ،‬ك أداة مالي ة وك أداة‬
‫للتحوط والمضاربة حيث توجد أسواق منظمة ل بيع وش راء النف ط باألج ل‪ .‬ل ذا فإن ه‬
‫مثل أسعار األصول‪ ،‬في‬
‫الغالب ‪،‬يسلك سلوكا ً عشوائيا ً‪ .‬وهذا يعني أن تأثير صدمات سعر النفط على اإلقتص اد‬
‫ال‬
‫يزول بسرعة ‪.‬إن شراء النفط بعقود آجلة من قبل المضاربين يضيف بعض الشيء‬
‫إلى الطلب على النفط كسلعة ولكن في دراسة نشرت مؤخراً يوضح نيتل وبندايك )‬
‫‪ (2016‬بأن المضاربة بأسعار النفط تؤثر على سعر النفط ولكنها ال تفسر أسباب‬
‫ارتفاعه الكبير الذي حصل بعد األزمة المالية العالمية األخيرة في ‪ .2008‬إذ اً كانت‬
‫التوقعات بأن سعرالنفط سيكون منخفضا ً غدا ً‪ ،‬ينخفض الطلب اليوم ويزداد العرض‬
‫ويقل اإلحتياطيالمخزون فينخفض السعر أكثر‪ .‬فالتوقعات تلعب دوراً رئيسيا ً في‬
‫تحديد سعر النفط وتخلق تقلبات وتباين في السعر‪.‬‬

‫باإلضافة إلى المسببات المذكورة أعاله وكذلك األبعاد السياسية للنفط فإن ك ل عق ود‬
‫النفط مبرمة بالدوالر األمريكي‪ ،‬والدوالر يتأثر بالسياس ة النقدي ة للوالي ات المتح دة‬
‫األمريكية وكل ما يؤثر على قيمته‪ .‬ففي حال إرتفعت قيمة ال دوالر ف إن ذل ك س يقلل‬
‫الطلب على النفط فينخفض السعر ‪.‬‬

‫وبالنسبة ألهمية النفط في الدول العربي ة‪ ،‬يوض ح الش كل) ‪ (2-6‬حص ة الص ناعات‬
‫االستخراجية )يعتبر النفط والغ از المنتج ان األساس يان في ه ذا القط اع( في الن اتج‬
‫المحلي اإلجمالي في سنة ‪ ،2015‬كذلك يقدم الجدول) ‪ (1-6‬معلومات إضافية تش ير‬
‫إلى أهمية النفط في االقتصاديات العربية‪.‬‬

‫‪123‬‬
‫‪2018‬‬

‫الجدول) ‪ :(1-6‬االحتياطي النفطي‪ /‬مليون برميل والحصص‪2015 -‬‬

‫نسبة ‪/‬أوبك‬ ‫نسبة‪/‬العالم‪a‬‬ ‫االحتياطي‬ ‫الدولة‬


‫‪1.01‬‬ ‫‪0.82‬‬ ‫‪1,220,0‬‬ ‫الجزائر‬
‫‪0.36‬‬ ‫‪0.29‬‬ ‫‪4,400‬‬ ‫مصر‬
‫‪3.99‬‬ ‫‪3.24‬‬ ‫‪48,363‬‬ ‫ليبيا‪a‬‬
‫‪0.41‬‬ ‫‪0.33‬‬ ‫‪5000‬‬ ‫السودان‬
‫‪11.76‬‬ ‫‪9.55‬‬ ‫‪14,2503‬‬ ‫العراق‬
‫‪8.38‬‬ ‫‪6.80‬‬ ‫‪10,1500‬‬ ‫الكويت‬
‫‪0.44‬‬ ‫‪0.36‬‬ ‫‪5,306‬‬ ‫عُمان‬
‫‪2.08‬‬ ‫‪1.69‬‬ ‫‪25,244‬‬ ‫قطر‬
‫‪22.00‬‬ ‫‪17.85‬‬ ‫‪26,645,5‬‬ ‫السعودية‬
‫‪8.07‬‬ ‫‪6.55‬‬ ‫‪9,780,0‬‬ ‫االمارات‬
‫‪149,267,‬‬ ‫العالم‬

‫‪124‬‬
‫‪2018‬‬

‫‪7‬‬
‫‪121,143,‬‬ ‫اوبك‬
‫‪2‬‬
‫المصدر‪ :‬أوبك‪ :‬النشرة االحصائية السنوية ‪ ،2016‬الجدول ‪ ،3.1‬صفحة ‪22‬‬

‫وكم ا ه و واض ح من الج دول رقم) ‪ (1-6‬ف إن حص ة ال دول العربي ة المدرج ة في‬
‫الج دول كك ل في اإلحتي اطي الع المي للنف ط الخ ام في س نة ‪ 2015‬تس اوي ‪ 47‬في‬
‫المائة وتس اوي ‪ 58‬في المائ ة في احتياطي ات أوب ك‪ .‬الج دول) ‪ (2-6‬ي درج كمي ات‬
‫إنتاج النفط في الدول العربية وحصصها في اإلنتاج العالمي وفي أوب ك حيث أنتجت‬
‫الدول العربية ‪31.5‬‬
‫بالمائة من إجمالي اإلنتاج العالمي وأكثر من ‪ 72‬في المائة من إنتاج أوبك في ‪.2015‬‬

‫الجدول) ‪ :(2-6‬اإلنتاج النفطي مليون برميل ‪ /‬اليوم وحصص الدول العربية‬

‫نسبة‪/‬أوبك‬ ‫نسبة‪/‬العالم‬ ‫اإلنتاج‬ ‫الدولة‬


‫‪3.58‬‬ ‫‪1.54‬‬ ‫‪1,157.1‬‬ ‫الجزائر‬
‫‪1.67‬‬ ‫‪0.72‬‬ ‫‪540.9‬‬ ‫مصر‬
‫‪1.25‬‬ ‫‪0.54‬‬ ‫‪403.9‬‬ ‫ليبيا‬
‫‪0.86‬‬ ‫‪0.37‬‬ ‫‪278.6‬‬ ‫السودان‬
‫‪0.63‬‬ ‫‪0.27‬‬ ‫‪202.6‬‬ ‫البحرين‬
‫‪10.84‬‬ ‫‪4.67‬‬ ‫‪3,504.1‬‬ ‫العراق‬
‫‪8.85‬‬ ‫‪3.81‬‬ ‫‪2,858.7‬‬ ‫الكويت‬
‫‪2.74‬‬ ‫‪1.18‬‬ ‫‪885.2‬‬ ‫عُمان‬
‫‪2.03‬‬ ‫‪0.87‬‬ ‫‪656‬‬ ‫قطر‬
‫‪31.54‬‬ ‫‪13.58‬‬ ‫‪10,192.6‬‬ ‫السعودية‬
‫‪9.25‬‬ ‫‪3.98‬‬ ‫‪2,989.9‬‬ ‫اإلمارات‬
‫‪75,079.8‬‬ ‫العالم‬
‫‪32,315.2‬‬ ‫أوبك‬

‫اوبك‪ :‬النشرة اإلحصائية السنوية ‪ ،2016‬الجدول ‪ ،.36‬صفحة ‪28‬‬

‫‪125‬‬
‫‪2018‬‬

‫ويتض من الج دول) ‪ (3-6‬الص ادرات النفطي ة العربي ة وحص حص ك ل دول ة‬


‫فيصادرات الع الم وص ادرات أوب ك في س نة ‪ 2015‬وهم ا أك ثر من ‪ 40‬في المائ ة‬
‫وأكثرمن ‪ 72‬في المائة من صادرات العالم النفطية وأوبك على التوالي‪.‬‬

‫الجدول) ‪ :(3-6‬صادرات واستيرادات النفط الخام ‪ /‬مليون برميل ‪ /‬اليوم‬


‫وحصص الدول العربية ‪2015‬‬

‫االستيرادات‬ ‫نسبة‪/‬أوبك‬ ‫نسبة‪/‬العال‪a‬‬ ‫الصادرات‬ ‫الدولة‬


‫م‬
‫‪2.72‬‬ ‫‪1.54‬‬ ‫‪642.2‬‬ ‫الجزائر‬
‫‪0.66‬‬ ‫‪0.37‬‬ ‫‪155.8‬‬ ‫مصر‬
‫‪0.99‬‬ ‫‪0.56‬‬ ‫‪235‬‬ ‫ليبيا‪a‬‬
‫‪85.4‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫المغرب‬
‫‪0.70‬‬ ‫‪0.39‬‬ ‫‪166‬‬ ‫السودان‬
‫‪12.75‬‬ ‫‪7.21‬‬ ‫‪3,004.9‬‬ ‫العراق‬
‫‪246.4‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫البحرين‬
‫‪8.33‬‬ ‫‪4.71‬‬ ‫‪1,963.8‬‬ ‫الكويت‬
‫‪3.34‬‬ ‫‪1.89‬‬ ‫‪788‬‬ ‫عُمان‬
‫‪2.079‬‬ ‫‪1.17‬‬ ‫‪490‬‬ ‫قطر‬
‫‪30.39‬‬ ‫‪17.19‬‬ ‫‪7,163.3‬‬ ‫السعودية‬
‫‪10.35‬‬ ‫‪5.86‬‬ ‫‪2,441.5‬‬ ‫اإلمارات‬
‫‪41,654.2‬‬ ‫العالم‬
‫‪23,569.5‬‬ ‫أوبك‬

‫أوبك‪ :‬النشرة اإلحصائية السنوية ‪2016‬م‪ ،‬الجدول ‪ ،5.3‬صفحة ‪52‬‬

‫وأخيراً يوضح الجدول) ‪ ،(4-6‬حصة الهيدروكربون )النفط والغ از( في الن اتج المحلي‬
‫اإلجمالي للدول العربية‪:‬‬

‫الجدول) ‪ :(4-6‬حصص الهيدروكربون‪ a‬في الناتج المحلي اإلجمالي‬

‫‪2003-2000‬‬ ‫‪1999-1991‬‬ ‫الدولة‬

‫‪126‬‬
‫‪2018‬‬

‫‪0.27‬‬ ‫‪0.19‬‬ ‫الجزائر‬


‫‪0.26‬‬ ‫‪0.19‬‬ ‫البحرين‬
‫‪0.40‬‬ ‫‪0.36‬‬ ‫الكويت‬
‫‪0.37‬‬ ‫‪0.22‬‬ ‫عُمان‬
‫‪0.39‬‬ ‫‪0.33‬‬ ‫قطر‬
‫‪0.40‬‬ ‫‪0.32‬‬ ‫السعودية‬
‫‪0.27‬‬ ‫‪0.23‬‬ ‫اإلمارات‬
‫وحسب البيانات المتوفرة حول حصة النف ط في ص ادرات ال دول النفطي ة اإلجمالي ة‬
‫وفيإجم الي ال واردات الحكومي ة ‪،‬فق د بلغت حص ة النف ط في إجم الي الص ادرات‬
‫للمملكة العربية الس عودية ‪ 83.2‬في المائ ة و‪ 75‬في المائ ة في ‪ 2014‬و‪ 2015‬على‬
‫الت والي ‪،‬وحص ته في إجم الي واردات المملك ة ك انت ‪ 87.5‬و‪ 72.5‬في المائ ة في‬
‫‪ 2014‬و‪ 2015‬على الت والي‪ .‬ولكن حص ص النف ط في الص ادرات وال واردات‬
‫الحكومية في الدول النفطية كبيرة نس بياً‪ .‬أم ا في ال دول غ ير النفطي ة ف إن حص ص‬
‫عال نسبياً‪ .‬ففي لبنان واألردن مثال ً يشكل النف ط بح دود‬
‫النفط من إجمالي الواردات ٍ‬
‫‪ 25‬في المائة من إجمالي الواردات ‪.‬‬

‫وفيم ا يخص مقي اس الري ع من النف ط والغ از كنس بة من الن اتج المحلي اإلجم الي؛‬
‫فالشكل )‪ (3-6‬يبين هذه النسبة في عدد من الدول العربية المنتج ة للنف ط والغ از في‬
‫سنة ‪ 2015‬حسب بيانات البنك ال دولي‪ .‬وكم ا نالح ظ ف إن ه ذا المقي اس يؤش ر إلى‬
‫ف وارق كب يرة بين نس بة الري ع في دول مجلس التع اون وك ذلك الع راق قياس ا ً م ع‬
‫إجمالي دول العالم والشرق األوسط وشمال إفريقيا‪.‬‬

‫‪127‬‬
‫‪2018‬‬

‫الشكل )‪(: 3-6‬نسبة الريع من النفط والغاز في الناتج المحلي اإلجمالي ‪2015‬‬

‫المصدر‪ :‬البنك الدولي‬

‫ب‪ .‬تأثير سعر النفط على االستقرار‪ a‬المالي‪ a‬واالقتصادي‬

‫إضافة لما تقدم من األدلة التي تشير إلى أهمية سعر النفط في االقتص اديات العربي ة‬
‫فهناك تأثير لسعر النفط على اإلستقرار الم الي واالقتص ادي في ال دول العربي ة‪ .‬إن‬
‫اإلستقرار المالي‪ ،‬أو عدمه‪ ،‬يعتم د بدرج ة كب يرة على حجم المخ اطر وع دم اليقين‬
‫الذي يصيب األس واق المالي ة والن اجم عن عش وائية الص دمات ال تي تص يب س عر‬
‫النفط بينالفينة واألخرى مما تؤدي إلى زيادة في تذبذبه ‪.‬‬

‫ولدراسة العالقة بين التذبذب في أسعار النفط واالستقرار الم الي واالقتص ادي (‪، )4‬‬
‫فق د ك ان من المناس ب اختي ار س عر الص رف باألس عار الثابت ة )س عر الص رف‬
‫الحقيقي(‪ ،‬والن اتج المحلي االجم الي باألس عار الس ائدة كمؤش رين مهمين‪ .‬فه ذه‬
‫المتغيرات عُرضة أكثر من غيرها للتذبذب مع تذبذب سعر النفط كما تت وفر بيان ات‬
‫بشكل سالسل زمنية لها مما يسهل دراستها(‪ )5‬وقد يكون التضخم النقدي متغيراً مهما ً‬
‫وعلى عالقة بتغير أسعار النفط‪ .‬إال أنه لم يسُتخدم هنا ألن البيانات ال تعكس صورة‬
‫حقيقية لألسعار‪ ،‬خصوصا ً في الدول العربية النفطية‪ ،‬بسبب سياس ات دعم األس عار‬
‫السائدة ‪.‬‬

‫وهن اك مق اييس عدي دة لس عر الص رف باألس عار الثابت ة ولكن بس بب ع دم ت وفر‬


‫البيانات سنستخدم اإلنح راف عن "مع ادل الق وة الش رائية) "‪ (PPP‬كمقي اس لس عر‬
‫الصرف باألسعار الثابتة ‪،‬أي (* ‪ P/P (/q=S‬حيث ان) ‪ ( S‬هو سعر الص رف ال ذي‬

‫‪128‬‬
‫‪2018‬‬

‫يمثل قيمة الدوالر األمريكي بالعملة المحلية) يعني أن ارتف اع س عر الص رف يمث ل‬
‫انخفاض في قيمة العملة المحلية(‪ ،‬و) ‪ ( P‬يمثل مقياس للسعر المحلي و)* ‪ (P‬يمثل‬
‫مقياس للسعر في الواليات المتحدة األمريكية‪ .‬عادةً يستخدم مقياس سعر المستهلكين‬
‫القياسي )‪ (CPI‬أو سعر المنتجين القياسي) ‪ (PPI‬كمقياس للس عر ولكن لع دم ت وفر‬
‫بيانات موحدة لك ل ال دول العربي ة ولنفس الف ترة الزمني ة ‪،‬ل ذلك تم اس تخدام الس عر‬
‫القياس ي للن اتج المحلي) ‪ (The GDP price deflator‬حيث تت وفر البيان ات‬
‫السنوية لكل الدول لدى صندوق النقد الدولي من ‪ .1980‬تم تثبيت سنة األساس لك ل‬
‫األسعار القياسية التي سنس تخدمها لتك ون س نة ‪ 2008‬وتم تحوي ل أس عار الص رف‬
‫باألسعار الثابتة إلى أسعار قياسية أيضا ً حيث تكون سنة ‪.100 = 2008‬‬

‫وبما أن دول الخليج‪ ،‬وكذلك األردن باعتبارها دول ة غ ير نفطي ة ص الحة للمقارن ة‪،‬‬
‫تتبع نظام سعر الصرف الثابت مع الدوالر فإن هذا المقي اس لس عر الص رف يعكس‬
‫تغير األسعار المحلية نسبةً إلى الدوالر لكل دولة‪ .‬ويبدو واض حا ً في الرس م البي اني‬
‫رقم) ‪-6‬‬

‫(‪)4‬‬
‫سعر التصدير‪ /‬سعر االستيراد‪.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫يبين نموذج بيرنانكي وباليندر) ‪ (1988‬بأن صدمات سعر التصدير ‪ /‬سعر اإلستيراد لبلد معين على سبيل‬
‫المثال )ارتفاع أو انخفاض سعر النفط( يؤثر على سعر الصرف والمخاطر وكمية النقد‪.‬‬
‫‪ (4‬بأن سعر الصرف باألسعار الثابت ة ل دول مجلس التع اون‪ ،‬بش كل ع ام‪ ،‬ك ان ق د‬
‫بدأباإلنخفاض) إرتفاع حقيقي لقيمة العملة قياسا ً بالدوالر( منذ س نة‪،1999/ 1998‬‬
‫وحتى تقريبا ً سنة ‪ ،2012‬حيث ب دأت أس عار الص رف باإلرتف اع) إنخف اض حقيقي‬
‫لقيم ة العمل ة قياس ا ً بال دوالر(‪ .‬أم ا س عر ص رف ال دينار األردني فاس تمر‬
‫باإلنخفاض )زيادة حقيقي ة لقيم ة العمل ة( من ذ س نة ‪ ،2004‬أو ‪ .2005‬ويب دو س عر‬
‫الص رف الحقيقي لألردن على درج ة عالي ة من التذب ذب في بداي ة س نوات العين ة‬
‫ولغاي ة ‪ 1989‬ثم توق ف التذب ذب وال نعلم فيم ا إذا ك ان ه ذا إنعكاس ا ً لمش كالت في‬
‫قياس وتسجيل البيانات أم ألسباب أخرى(‪.)6‬‬

‫‪129‬‬
‫‪2018‬‬

‫الشكل) ‪ :(4-6‬سعر الصرف القياسي باألسعار الثابتة )سنة ‪(100=2008‬‬

‫ج‪ .‬عالقة تذبذب سعر النفط‪ a‬بتذبذب سعر الصرف والناتج المحلي‬

‫تؤثر قلة البيانات اليومية والشهرية وحتى الربع س نوية على اختي ار طريق ة البحث وكيفي ة‬
‫دراسة التذب ذب في السالس ل الزمني ة‪ .‬وتم رس م مقي اس التذب ذب لك ل من س عر الص رف‬
‫باألسعار الثابتة وسعر النفط والناتج المحلي لكل من دول مجلس التعاون واألردن‪ .‬األشكال‬
‫البيانية أرقام من) ‪ (5-6‬إلى) ‪.(11-6‬‬

‫(‪)6‬‬
‫بيانات سعر الصرف اإلسمي األردني من موقع البنك المركزي األردني ‪.‬‬
‫كذلك فإن تذبذب سعر النفط كان يرتفع وينخفض كثير اً(‪ )7‬وقد س جل س عر الص رف زي ادة‬
‫كب يرة في البح رين وقط ر واألردن في الف ترة ‪ 1986‬إلى ‪ 1990‬وتقريب ا ً في عُم ان بين‬
‫‪ 2006‬و‪ .2010‬ويالح ظ أيض ا ً أن تذب ذب س عر الص رف الي وم أق ل مم ا ك ان علي ه في‬
‫الثمانينات وتسعينات القرن الماضي‪ .‬وأخيراً تشير األش كال إلى أن هن اك عالق ة قوي ة بين‬
‫تذبذب سعر النفط وتذبذب سعر الصرف والناتج المحلي بش كل ع ام‪ .‬الك ويت تختل ف قليالً‬
‫بسبب حرب الخليج حيث ارتفع تذبذب الناتج المحلي كثيراً في الفترة من ‪.1991‬‬

‫‪130‬‬
‫‪2018‬‬

‫الشكل) ‪ :(5-6‬مقياس درجة التذبذب ي سعر الن ط وسعر الصرف والنات المح ي‬

‫(‪)7‬‬
‫الخط األحمر المنقط في األشكال البيانية يمثل القيمة الحرجة‪.‬‬

‫‪131‬‬
‫‪2018‬‬

‫الشكل )‪(: 6-6‬مقياس درجة التذبذب ي سعر ال ط وسعر الصرفوالنات المح ي‬


‫الكوي ت ن‬

‫الشكل )‪(: 7-6‬مقياس تذبذب سعر النفط وسعر الصرف والناتج المحلي ‪ُ --‬ع مان‬

‫الشكل )‪(: 8-6‬مقياس تذبذب سعرالنفط وسعرالصرف والناتج المحلي ‪ -‬قطــر‬

‫‪132‬‬
2018

133
‫‪2018‬‬

‫ياُل ح ظ أن أس عار الص رف في ك ل دول مجلس التع اون ل دول الخليج العربي ة‬
‫تذب ذبتمع س عر النف ط أب ان الف ترة من ‪ 1986‬إلى ‪ 1991‬وال تي ش ملت أح داث‬
‫اقتصاديةوجيوسياس ية كب يرة مثالً اإلنخف اض المف اجئ في س عر النف ط في ‪1986‬‬
‫وانهيار اإلتحادالسوفيتي وحرب الخليج األولى‪ .‬ولكن من حيث قوة وأهمية التذب ذب‬
‫ف البحرين وقط ر واألردن ش هدوا قف زة كب يرة في تذب ذب س عر الص رف‪ .‬والتب اين‬
‫مماث ل في حال ة الك ويت وعُم ان والس عودية واإلم ارات ولكن ليس بنفس األهمي ة‬
‫والحجم ‪.‬أما في حالة عُمان واإلمارات‪ ،‬فخالفا ً للدول األخ رى‪ ،‬يب دو أن الزي ادة في‬
‫تذبذب سعر الصرف قد أصبحت مهمة وكب يرة في الف ترة بين ‪ 2006‬و‪ 2010‬فق ط‬
‫وهي الفترة التي شهدت األزمة المالية العالمية والكساد الكبير في الغرب‪ .‬ولم يعاني‬
‫سعر الصرف في المملكة العربي ة الس عودية من أي تذب ذب مهم خالل الف ترة كله ا‪.‬‬
‫ويبدو تذبذب سعر الصرف في اإلم ارات العربي ة المتح دة مختل ف اً كلي ا ً من حيث‬
‫الحجم ومن حيث اإلتجاه مع بقية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية‪.‬‬

‫ي ؤثر تب اين س عر النف ط أيض ا ً على تب اين الن اتج المحلي اإلجم الي ألن اإلنت اج في‬
‫الدول الخليجية يكاد أن يكون بالكامل نفطيا ً ما عدا ربم ا في حال ة المملك ة العربي ة‬
‫السعودية وعُمان حيث أن حصة القطاعات غير النفطي ة في الن اتج اإلجم الي تف وق‬
‫النصف‪ .‬أما البحرين فال تعتبر دولة منتجة للنفط إال أن قطاعها المص رفي الخ دمي‬
‫المهيمن على اإلقتصاد ل ه عالق ة قوي ة بالص ناعة النفطي ة في دول مجلس التع اون‬
‫لدول الخليج العربية‪ .‬بالنسبة للبح رين وكم ا في حال ة س عر الص رف‪ ،‬فق د تع رض‬
‫الناتج المحلي إلى درجة عالية من التذبذب في ‪ 1990-1986‬فقط‪ .‬أما في عُمان فإن‬
‫الصورة شبه مطابق ة لتذب ذب س عر الص رف حيث أن الزي ادة الملحوظ ة في زي ادة‬
‫التب اين في س عر الص رف والن اتج المحلي ج اءت مت أخرة في الف ترة ‪ 2006‬إلى‬
‫‪ 2010‬أي خالل سنوات األزمة المالية العالمية واإلنكماش اإلقتصادي العالمي الذي‬
‫تبعها ‪.‬وفي دولة اإلمارات وكما في حالة سعر الصرف تبدو تذبذبات الن اتج المحلي‬
‫مختلفة عن بقية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية‪.‬‬

‫ورغم أن األردن دولة غير نفطية ومستوردة للنفط‪ ،‬فقد تعرض الناتج المحلي‬
‫اإلجمالي فيها إلى زيادة كبيرة في التذبذب في الفترة ‪ 1986‬إلى ‪ 1990‬بسبب حرب‬

‫‪134‬‬
‫‪2018‬‬

‫الخليج بدون شك ‪.‬إذاً تشير القياسات إلى وجود عالقة طردية بين درجة التذبذب في‬
‫أسعار النفط وبين اإلستقرار المالي واإلقتص ادي بين تذب ذب أس عار النف ط وتذب ذب‬
‫سعرالصرف الحقيقي من جهة‪ ،‬ومع الناتج المحلي من جهة أخرى ‪.‬‬
‫لج أت معظم ال دول المص درة للنف ط وخصوص ا ً دول مجلس التع اون ل دول‬
‫الخليجالعربية إلى اإلقتراض من الخارج وبالدوالر لسد العجز في الميزانية العام ة‪.‬‬
‫إن زي ادةاإلقتراض بال دوالر س تعرض سعرالص رف الحقيقي له ذه ال دول إلى‬
‫الزيادة )إنخفاضفي القيمة الحقيقية للعملة المحلية( بش كل مع اكس تمام ا ً لم ا حص ل‬
‫عندما كان سعر النفط مرتفعا ً والقيمة الحقيقية للعمل ة مرتفع ة‪ .‬ل ذا يتُوق ع أن تواج ه‬
‫موازن ات البن وك والش ركات واألش خاص تح ديات عن دما ترتف ع نس بة ص افي‬
‫اإلستثمارات األجنبية ‪ /‬اإلستيرادات مما قد يؤثر سلب اً على اإلقتصاد ككل ‪.‬‬

‫د‪.‬مدى قوة اإلرتباط‪ a‬بين تباين‪ a‬سعر النفط وسعر الصرف‬

‫تم اختبارالعالق ة بين تذب ذب س عر‬


‫النفط وسعر الصرف لكي نتأكد من‬
‫وج ود عالق ة إحص ائية مهم ة ‪.‬‬
‫الرس م البي اني رقم) ‪ (12-6‬يمث ل‬
‫اختب ار لق وة اإلرتب اط(‪ .)8‬وكم ا ي‬
‫اُل حظ فإن مقياس تباين س عر النف ط‬
‫ومقي اس تب اين س عر الص رف‬
‫باألسعار الثابت ة مرتبط ان بق وة في‬
‫الكويت والمملكة العربي ة الس عودية‬
‫ع م ان‬ ‫ثم في البح رين ‪.‬أم ا في ُ‬
‫ودول ة اإلم ارات واألردن فمعام ل‬
‫اإلرتباط أضعف نسبياً‪.‬‬

‫‪135‬‬
‫‪2018‬‬

‫ويشااااير الترابط الطردي بين التذبذبات الكبيرة ال تي تط رأ على أس ااااعااار النف ط‬


‫وتل ك ال تي تط رأ على س اااااعر الص ااااارف )والن اتج المحلي(‪ ،‬خصااوص اااً في‬
‫الدول العربي ة المص اااااادرة للنف ط‪ ،‬إلى أن هن اك ت ااأثير للمخ اااطر وع اادم اليقين‬
‫المرتبطااة‬
‫بتقلبات أسااعار النف ط على اإلس ااتقرار الم الي واإلقتص ااادي في ال دول النفطي ة‪ .‬ألن‬
‫إسااتقرار‬

‫)‪(8‬‬
‫‪.Confidence Ellipse‬‬
‫سااااعر الصاااارف له تأثير بالغ األهمية على الطلب العام من خالل التأثير على‬
‫اإلنفاقوالتجارة الخارجية وديناميكيتهما‪ .‬باإلضاااافة إلى أن المصاااارف المركزية‬
‫تتبنى ساااياساااةسعر الصرف الثابت كهدف للسياسة النقدية لذا فإن تحقيق هذا‬
‫الهدف‪ ،‬أوعدم تحقيقيه‪ ،‬قديؤثر كثيراً على اإلسااتقرار المالي أوعدمه ‪.‬إذاً يمكننا أن‬
‫نسااتنتج مما تقدم بأنه رغم زيادة تذبذب سااعر النفط وعالقته القوية مع تذبذب‬
‫سااعر الصاارف والناتج المحلي‪ .‬إال أنه لح ّد اآلن لم يسبب مشكلة كبيرة في‬
‫اإلستقرار المالي واإلقتصادي ما عدا الركود االقتصادي الذي كان يجب أن يكون‬
‫متوقعا ً‪ .‬سانقوم باختبار العالقة بين ساعر النفط والحسااب الجاري )ليس التذبذب‬
‫وإنما مستوى السعر والحساب الجاري( في الجزء القادم باستخدام طريقة أخرى‪.‬‬

‫هـ‪ .‬عالقة سعر النفط بالحساب‪ a‬الجاري‪a‬‬

‫يمتاز الحساب الجاري بأهمية كبيرة في الدول التي تتبع نظام سعر الص رف الث ابت‬
‫وخصوص ا ً ال دول المص درة للس لع كالنف ط‪ .‬فعن دما يك ون متوس ط س عر النف ط‬
‫مرتفع )أكثر من السعر المطلوب لتحقيق الموازنة( يكون هناك فائض من التص دير‬
‫بالعمل ة الص عبة وه ذا الف ائض يس تخدم لتموي ل اإلنف اق الج اري واإلس تثماري‬
‫واإلدخ ار‪ .‬كم ا يس تخدم ل دعم قيم ة العمل ة من خالل الحف اظ على ثب ات س عر‬
‫الصرف ‪.‬تشير النظرية اإلقتص ادية إلى أن الحس اب الج اري يت أثر بع دد معين من‬
‫الصدمات أهمها صدمات اإلنتاجي ة المحلي ة‪ ،‬والمص اريف اإلس تهالكية الحكومي ة‪،‬‬
‫والمصروفات اإلستثمارية ‪.‬‬
‫فت أثير اإلنتاجي ة إيج ابي على الحس اب الج اري )ف ائض( والمص اريف الحكومي ة‬
‫والمص روفات اإلس تثمارية تأثيرهم ا س لبي )عج ز(‪ .‬وبخالف ذل ك ف إن ص دمات‬

‫‪136‬‬
‫‪2018‬‬

‫اإلدخار لها تأثير إيج ابي على الحس اب الج اري )ف ائض( ألن العج ز في الحس اب‬
‫يمثل زيادة المصاريف والمصاريف اإلستثمارية على اإلدخار ‪.‬أما أسعار النفط فإن‬
‫تأثيرها س لبي في ال دول الص ناعية )عج ز في الحس اب الج اري( المس تهلكة للنف ط‬
‫وإيجابي في الدول المنتجة للنفط )فائض‪(.‬‬

‫واله دف هن ا ه و اس تخدام نم وذج لقي اس ت أثير ديناميكي ة ص دمات أس عار النف ط‬


‫واإلنتاجية والمصروفات الحكومية واإلدخار على ديناميكية الحساب الج اري ل دول‬
‫مجلس التعاون لدول الخليج الع ربي(‪ .)9‬ويتض من النم وذج خمس ة متغ يرات‪ :‬س عر‬
‫النفط باألسعار السائدة‬

‫(‪)9‬‬
‫نموذج لمتجه اإلنحدار الذاتي الهيكلي‪.‬‬
‫)اإلس مي(‪ ،‬والن اتج المحلي اإلجم الي باألس عار الثابت ة للف رد وه و مقي اس تقري بي‬
‫لإلنتاجية‪،‬والمص اريف الحكومي ة الكلي ة واإلدخ ار وأخ يراً الحس اب الج اري وك ل‬
‫المتغ يرات مقاسةكنس ب من الن اتج المحلي اإلجم الي(‪ .)10‬العين ة تغطي الف ترة من‬
‫‪ 2015-1990‬ألن البياناتالمتعلقة بالمصاريف الحكومي ة غ ير مت وفرة قب ل ‪.1990‬‬
‫كل البيانات م أخوذة من ص ندوق النق د ال دولي – آف اق االقتص اد الع المي) أكت وبر‬
‫أي من المتغ يرات‬
‫‪ .(2016‬ونف ترض في ه ذا النم وذج ب أن س عر النف ط ال يت أثر ب ٍ‬
‫األربع األخرى‪ .‬وتتأثر اإلنتاجي ة بس عر النف ط فق ط ‪.‬وتت أثر المص اريف الحكومي ة‬
‫بس عر النف ط وباإلنتاجي ة‪ ،‬ويت أثر اإلدخ ار بس عر النف ط واإلنتاجي ة والمص اريف‬
‫الحكومية‪ .‬أما الميزان التجاري فيتأثر بكل المتغيرات األربعة ‪.‬ال نعرض كل النتائج‬
‫وإنما نركز فقط على تلك المتعلقة باس تجابة الحس اب الج اري للص دمات الم ذكورة‬
‫أعاله ‪،‬أي أربعة استجابات لكل بلد‪.‬‬

‫ونلخص النتائج بالرسم البياني) ‪ (13-6‬حيث نعرض أربعة رسوم لك ٍل من البحرين‬


‫ع مان وقطر والمملكة العربية السعودية ودولة اإلمارات العربية المتحدة‬‫والكويت و ُ‬
‫باإلضافة إلى األردن‪ .‬وقد جرى إضافة األردن ألنه بلد غ ير منتج للنف ط ومس تورد‬
‫له لغرض المقارنة ‪.‬‬

‫‪137‬‬
‫‪2018‬‬

‫يوضح الجزء األول من الشكل) ‪ ،(1-13-6‬إستجابة الحساب الجاري لصدمة زيادة‬


‫في أسعار النفط قيمتها إنحراف معياري واحد‪ .‬وكما يبدو أن الحساب الجاري يرتفع‬
‫– أي يكون في حالة فائض – في البلدان المنتجة للنفط‪ .‬ففي البحرين وهي أق ل دول‬
‫مجلس التعاون المنتجة للنفط‪ ،‬تزداد الفجوة أي أن الحساب الجاري يكون أعلى مم ا‬
‫كان عليه تاريخي اً‪ .‬الزيادة في الفجوة أيضا ً مماثل ة لك ل دول مجلس التع اون ولكن‬
‫قيم ة الزي ادة تختل ف في البح رين ودول ة اإلم ارات ف الفجوة في الحس اب الج اري‬
‫موجبة بحدود ‪ 2‬في المائ ة و‪ 5‬في المائ ة في الك ويت‪ ،‬و‪ 4‬بالمئ ة في س لطنة عُم ان‬
‫والمملك ة العربي ة الس عودية وقط ر‪ .‬ثم بع د ذل ك تب دأ الفج وة ب التقلص ثم يتالش ى‬
‫تأثيرها كليا ً بعد ثالثة سنوات إال في قطر حيث تبدأ بالتقلص ثم يتالشى تأثيرها بع د‬
‫سنتين )أسرع( ‪.‬أما في األردن وهو بلد مستهلك للنفط فالصورة معكوسة تماما ً حيث‬
‫يستجيب الميزان التجاري عكس ياً‪ .‬الفج وة س لبية بح دود ‪ 2‬بالمئ ة ثم تب دأ ب التقلص‬
‫ويتالشى تأثيرها بعد أكثر من ثالثة سنوات تقريباً‪ .‬أما الديناميكية الستجابة الحساب‬
‫الجاري على مدى‬

‫المتغيرات عبارة عن فجوات والفجوة تمثل المتغير ذاته ناقصا ً اإلتجاه التاريخي العام للمتغير والذي‬ ‫(‪)10‬‬

‫نقيسه باستخدام فلتر‪.‬‬


‫السنوات العشر التي تتبع الصدمة فتختلف – واألس باب عدي دة – من بل د إلى آخ ر‪.‬‬
‫ففيبعض البلدان هناك الكثير من التقلب ات ح تى تص بح الفج وة ص فر تمام ا ً )أي أن‬
‫تأثيرالص دمة يختفي تمام اً( كم ا في المملك ة العربي ة الس عودية ودول ة اإلم ارات‬
‫والكويتبينما هناك تقلبات قليلة جداً في حالة عُمان وقطر واألردن‪.‬‬

‫يوض ح الج زء الث اني من الش كل )‪ ،(2-13-6‬إس تجابة الحس اب الج اري لص دمة‬
‫اإلنتاجية ‪.‬إن قياس اإلنتاجية ‪،‬أي الناتج المحلي للفرد‪ ،‬غير دقيق وتقريبي ويف ترض‬
‫أن يستجيب الحساب الجاري إيجابيا ً )فائض( من جراءها وهو ما نراه بوض وح في‬
‫حالة الكويت ودولة اإلمارات وأق ل في البح رين وس لطنة عُم ان والمملك ة العربي ة‬
‫السعودية ‪.‬إال أنها نتائج مطابقة للتوقعات النظرية وللنم وذج‪ .‬ولكن في األردن تب دو‬
‫اإلستجابة سلبية وربما يعزى ذلك إلى أن زيادة اإلنتاجية يرافقه ا زي ادة في اإلنف اق‬
‫اإلستثماري أكبر بكثير من اإلدخار وربما أيض ا ً يرافقه ا زي ادة في اإلق تراض مم ا‬
‫يؤدي إلى تدهور الحساب الجاري‪.‬‬

‫‪138‬‬
‫‪2018‬‬

‫يوض ح الج زء الث الث من الش كل )‪ ،(3-13-6‬إس تجابة الحس اب الج اري في دول‬
‫مجلس التع اون كم ا يتوق ع من النم وذج – أي ح دوث عج ز في الم يزان التج اري‬
‫جراء زيادة اإلنفاق الحكومي‪ .‬ولكن العجز صغير ما عدا في حالة البحرين ف الفجوة‬
‫بمقدار ‪ 1‬بالمائة تقريباً‪ .‬تب دأ الفج وة ب التقلص وتتالش ى بع د س نتين أو ثالث ة إال أن‬
‫التقلبات كبيرة وتأخذ الصدمة وقت أطول حتى يتالشى تأثيرها في ك ل من البح رين‬
‫والمملكة العربية السعودية ودولة اإلمارات ‪.‬أما في الكويت وع ُمان وقطر فالتقلب ات‬
‫صغيرة‪ .‬إستجابة الحساب الجاري لهذه الص دمة في األردن مح ير أيض اً‪ .‬فالص دمة‬
‫تؤدي فوراً إلى تحس ن الحس اب الج اري وليس ل دينا تفس ير له ذه اإلس تجابة إال أن‬
‫النموذج ال يعمل جيداً في حالة األردن‪ .‬ربما هناك خل ل في مواص فات النم وذج في‬
‫حالة األردن كغياب متغيرات مهمة من النموذج‪.‬‬

‫وأخيراً إستجابة الحساب الجاري لصدمة اإلدخار في الج زء الراب ع من الش كل )‪-6‬‬
‫‪ ،(4-13‬هذه اإلستجابة مطابقة لتوقع النموذج – أي زيادة اإلدخار يؤدي إلى ف ائض‬
‫في الحس اب الج اري‪ .‬الف ائض كب ير ج داً في األردن والبح رين والك ويت ودول ة‬
‫اإلمارات وفائض أصغر في عُمان والسعودية ويكاد يكون معدوم في حالة قطر‪.‬‬

‫‪139‬‬
2018

-4

-8

140
‫‪2018‬‬

‫إستجابة الحساب الجاري لصدمة في أسعار النفط‬ ‫‪.1‬‬


‫إستجابة الحساب الجاري لصدمة في اإلنتاجية‬ ‫‪.2‬‬
‫إستجابة الحساب الجاري لصدمة في المصروفات الحكومية‬ ‫‪.3‬‬
‫إستجابة الحساب الجاري لصدمة في اإلدخار‬ ‫‪.4‬‬

‫و‪ .‬تغير العرض والطلب‪ a‬وتأثير‪ a‬ذلك على سعر النفط‪ a‬في السنوات‪ a‬القادمة‬

‫يتحدد السعر بتقاطع الطلب والعرض‪ .‬ويعتمد الطلب على سعر النفط ومع دل النم و‬
‫اإلقتص ادي ومجموع ة من العوام ل كالعوام ل الجوي ة وص دمات عش وائية تعكس‬
‫عوامل ال يمكن التنبؤ بها مثل التغير في الذوق )رغبة المجتمعات في إيجاد مصادر‬
‫طاقة بديلة ومحبة للبيئة( والتكنولوجيا‪ .‬أما العرض فيعتمد على سعر النفط وعوامل‬
‫صعبة التنبؤ مثل كلف اإلنتاج واألجور والكل ف الرأس مالية م ع ص دمات عش وائية‬
‫تعكس التغ ير في الكف اءة التش غيلية مثالً‪ .‬يحت وي الج دول رقم) ‪ (5-6‬على تنب ؤات‬
‫منظمة الطاق ة الدولي ة‪ .‬تتنب أ المنظم ة ب أن األس عار س تبقى منخفض ة ألن الع رض‬
‫سيبقى أعلى من الطلب إال إذا ما تغ يرت مع دالت النم و اإلقتص ادي خصوص ا ً في‬
‫الص ين والهن د وأورب ا نح و األعلى أو تأج ل تنفي ذ إتفاقي ات الح د ّ من اإلنحب اس‬
‫الحراري أو خروج منتجي شل األمريكيون من السوق أو تأخر إي ران بال دخول إلى‬
‫السوق أو تغيير المملكة العربية الس عودية لسياس تها النفطي ة ‪.‬إن بق اء أس عار النف ط‬
‫منخفضة لفترة طويلة سيؤدي إلى انخفاض اإلستثمارات في القطاع ات النفطي ة إلى‬
‫فترة أطول‪.‬‬

‫الجدول) ‪ :(5-6‬العرض والطلب على النفط‬

‫‪2020‬‬ ‫‪2019‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬

‫‪141‬‬
‫‪2018‬‬

‫‪100.5‬‬ ‫‪99.3‬‬ ‫‪98.2‬‬ ‫‪96.9‬‬ ‫‪95.6‬‬ ‫‪94.4‬‬ ‫الطلب العالمي‬

‫‪33.5‬‬ ‫‪33.2‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪32.8‬‬ ‫‪32‬‬ ‫العرض ألوبك‬

‫‪58.9‬‬ ‫‪58.3‬‬ ‫‪57.6‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪57.1‬‬ ‫‪57.7‬‬ ‫العرض لغير أوبك‬

‫‪99.5‬‬ ‫‪98.7‬‬ ‫‪97.8‬‬ ‫‪97‬‬ ‫‪96.7‬‬ ‫‪96.4‬‬ ‫العرض العالمي‬

‫‪1-‬‬ ‫‪0.7-‬‬ ‫‪0.4-‬‬ ‫‪0.1‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫العرض ناقص الطلب‬

‫المصدر‪ :‬منظمة الطاقة الدولية‬

‫وينشر صندوق النقد الدولي ع دداً من السالس ل الزمني ة ل دول نفطي ة ك دول مجلس‬
‫التع اون باإلض افة إلى الجزائ ر وليبي ا ومص ر ال تي تنتج كمي ة مح دودة من النف ط‬
‫وك ذلك ل دول غ ير نفطي ة ك األردن ولبن ان والمغ رب والس ودان‪ .‬ومن المؤش رات‬
‫المهمة هو الناتج المحلي اإلجمالي للفرد )أو حصة الفرد من الن اتج المحلي( وال ذي‬
‫يعتبر مقياس متداول لمستوى الغنى والفقر‪ .‬النفط يعتبر ثروة للدول المنتجة وارتفاع‬
‫السعر يمثلصدمة إيجابية للدول المصدرة للنفط ترتفع معه اإليرادات واإلس تثمارات‬
‫والمص روفات اإلس تثمارية وترتف ع قيم ة العمل ة الحقيقي ة وتنخفض المخ اطر‪ .‬إذاً‬
‫يتوق ع أن تك ون هن اك عالق ة إيجابي ة م ع الن اتج المحلي اإلجم الي‪ .‬وبم ا أن ت أثير‬
‫صدمات سعر النفط ال يزول بسرعة‪ ،‬إذاً يتُوقع أن يستمر الت أثير الس لبي الس تمرار‬
‫انخفاض سعر النفط الحالي على الناتج المحلي‪.‬‬

‫يبدو أن التنبؤات متسقة‪ ،‬حيث أن األسعار ستبقى منخفضة ‪.‬هناك عدد من التنب ؤات‬
‫لسعر النفط ‪.‬أبرزها تنبؤات صندوق النقد الدولي والبن ك ال دولي‪ ،‬الل ذين يتنبتن ب أن‬
‫سعر البرميل قد يصل إلى ‪ 60‬دوالر في سنة ‪.2020‬‬

‫يتض من الج دول رقم) ‪ (6-6‬متوس ط مع دالت نم و الن اتج المحلي اإلجم الي‬
‫للفرد )بالدوالر األمريكي( للسنوات الخمس التي تلت انهيار سعر النفط من ‪،1986‬‬
‫ثم ُمتوقع متوسط معدالت النمو للس نوات الخمس ال تي تلي انهي ار أس عار النف ط في‬
‫‪ .2014‬والغرض هو إلجراء مقاربة بسيطة لتأثير هبوط س عر النف ط على مع دالت‬

‫‪142‬‬
‫‪2018‬‬

‫نمو الناتج المحلي للفرد سيما وأن اقتصاديات الدول العربية والطبيع ة المؤسس ية لم‬
‫تتغير كثيراً خالل هذه المدة من الزمن ‪.‬‬

‫إذا ما تم حساب متوسط معدالت النم و للن اتج المحلي اإلجم الي للف رد المتوقع ة من‬
‫قبل صندوق النقد الدولي للسنوات الخمس من ‪ 2015‬سنجد أنه سلبي في ك ل ال دول‬
‫النفطية ما عدا ليبيا‪ .‬ويكون المتوسط إيجابي في األردن ولبنان والمغرب والس ودان‬
‫باستثناء تونس‪ .‬فربما ألن تونس ال تزال تمر في مرحلة إنتقالية صعبة تشهد ارتفاع‬
‫في درجة المخاطر مما أدى إلى انخفاض في نمو اإلستثمارات وص افي الص ادرات‬
‫وعدم تعافي السياحة لح ّد اآلن‪.‬‬

‫الجدول) ‪ :(6-6‬متوسط معدل نمو الناتج المحلي اإلجمالي للفرد‬

‫خمس سنوات‬
‫بعد‬ ‫خمس سنوات بعد‬ ‫الدولة‬
‫‪2014‬‬ ‫‪1986‬‬
‫‪-2.67‬‬ ‫‪-6.90‬‬ ‫الجزائر‬
‫‪0.89‬‬ ‫‪0.11‬‬ ‫البحرين‬
‫‪-‬‬ ‫‪-2.12‬‬ ‫مصر‬
‫‪4.25‬‬ ‫‪-6.35‬‬ ‫األردن‬
‫‪-2.56‬‬ ‫‪-7.75‬‬ ‫الكويت‬
‫‪2.62‬‬ ‫‪2.20‬‬ ‫لبنان‬
‫‪10.30‬‬ ‫‪-1.12‬‬ ‫ليبيا‪a‬‬
‫‪-2.28‬‬ ‫‪-‬‬ ‫موريتانا‬
‫‪2.67‬‬ ‫‪10.79‬‬ ‫المغرب‬

‫‪143‬‬
‫‪2018‬‬

‫‪-3.27‬‬ ‫‪-0.59‬‬ ‫عُمان‬


‫‪-1.89‬‬ ‫‪-4.15‬‬ ‫قطر‬
‫‪-0.19‬‬ ‫‪-0.89‬‬ ‫المملكة العربية السعودية‬
‫‪11.84‬‬ ‫‪-16.29‬‬ ‫السودان‬
‫‪-0.47‬‬ ‫‪4.75‬‬ ‫تونس‬
‫‪1.05‬‬ ‫‪-0.75‬‬ ‫اإلمارات العربية‬

‫مصدر البيانات األولية صندوق النقد الدولي – آفاق االقتصاد العالمي – أكتوبر ‪2016‬‬

‫يعود سبب انخفاض ُمتوق ع متوس ط النم و في الن اتج المحلي اإلجم الي للف رد خالل‬
‫السنوات الخمس بعد ‪ 2014‬إلى اإلنخفاض الح اد ّ في مع دل النم و في س نة ‪2015‬‬
‫على وج ه الخص وص‪ .‬حيث يك ون مع دل النم و في ‪ 2015‬في الجزائ ر ‪26.8-‬‬
‫بالمائة‪ ،‬وفي الكويت ‪ 38.25-‬بالمائ ة‪ ،‬وفي ليبي ا ‪ 12.3-‬بالمائ ة‪ ،‬و‪ 15-‬بالمائ ة في‬
‫ع م ان‪ ،‬و‪31-‬‬ ‫و‪ 9.8-‬بالمائ ة في المغ رب‪ ،‬و‪ 27.6-‬بالمائ ة في ُ‬ ‫موريتاني ا ‪،‬‬
‫‪،‬و ‪ 17-‬بالمائة في السعودية‪ ،‬و‪ 9.85-‬بالمائة في تونس‪ ،‬و‪-‬‬ ‫بالمائة في قطر‬
‫‪ 11‬بالمائة في اإلمارات ‪.‬ثم يعود النمو إيجابيا ً تدريجياً‪ .‬إذاً متوسط مع دل النم و في‬
‫الجدول أعاله يمثل تأثير الصدمة المباشر والذي يتالشى تدريجيا ً وببطء‪.‬‬

‫يتوافق توقع بقاء أسعار النفط منخفضة خالل السنوات الخمس القادم ة م ع توقع ات‬
‫انخفاض معدالت النمو‪/‬الفرد‪ .‬ويتضح مما تقدم بأن هناك تأثير مهم لسعر النفط على‬
‫اقتصاديات الدول العربية وأن تأثير الهبوط الحاد ّ في سعر النفط في ‪ 2014‬سيترك‬
‫آث اراً س لبية على ال دول المنتج ة وعلى األرجح آث اراً إيجابي ة على ال دول‬
‫المستوردة ‪.‬ولكن بالرغم من أن التنبؤات تشير إلى أن متوس ط مع دالت نم و الن اتج‬
‫المحلي للفرد ستكون سلبية لبعض الدول وواطئ ة للبعض اآلخ رعلى أحس ن تق دير‪،‬‬
‫ف إن توقعاتمع دالت نم و الن اتج المحلي اإلجم الي الحقيقي للف رد والن اتج المحلي‬
‫الحقيقي) ليس للفرد( ألغلب ال دول العربي ة للف ترة من ‪ 2015‬إلى ‪ 2021‬تش ير إلى‬
‫نمو إيجابي ضعيف في السنوات من ‪ 2015‬إلى ‪ .2021‬الشكل )‪ (14-6‬ه و لمع دل‬
‫نمو الناتج المحلي اإلجمالي الحقيقي للدول النفطية‪ ،‬ويمثل الش كل )‪ (15-6‬مع دالت‬
‫نمو الناتج المحلي اإلجمالي الحقيقي للدول غير النفطية‪.‬‬

‫الشكل )‪ :(14-6‬معدل نمو الناتج المحلي اإلجمالي الحقيقي‬


‫تنبؤ صندوق النقد الدولي – أبريل ‪2016‬‬

‫‪144‬‬
‫‪2018‬‬

‫الدول المنتجة للنفط والغاز‬

‫‪ .1‬الجزائر ‪ .2،‬البحرين ‪ .3،‬مصر ‪ .4،‬العراق ‪ .5،‬الكويت ‪ .6،‬ليبيا ‪ .7،‬عُمان‪ .8 ،‬قطر ‪ .9،‬المملكة العربية ألسعودية ‪،‬‬
‫‪ .10‬االمارات العربية المتحدة‪.‬‬
‫الشكل )‪ :(15-6‬معدل نمو الناتج المحلي اإلجمالي الحقيقي‬

‫تنبؤ صندوق النقد الدولي – أبريل ‪2016‬‬


‫الدول غير المنتجة للنفط والغاز‬
‫‪2‬‬

‫‪1‬‬

‫‪145‬‬
‫‪2018‬‬

‫‪4.4‬‬ ‫‪3.2‬‬

‫‪2.8‬‬
‫‪4.0‬‬

‫‪2.4‬‬
‫‪3.6‬‬
‫‪2.0‬‬
‫‪3.2‬‬
‫‪1.6‬‬

‫‪2.8‬‬
‫‪1.2‬‬

‫‪2.4‬‬ ‫‪0.8‬‬
‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬
‫‪2018 2019‬‬ ‫‪2020‬‬ ‫‪2021‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬
‫‪2019‬‬ ‫‪2020‬‬ ‫‪2021‬‬

‫‪4‬‬

‫‪3‬‬
‫‪5.0‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪4.5‬‬
‫‪4‬‬

‫‪4.0‬‬
‫‪3‬‬
‫‪3.5‬‬
‫‪2‬‬
‫‪3.0‬‬

‫‪1‬‬
‫‪2.5‬‬

‫‪2.0‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬
‫‪2018 2019‬‬ ‫‪2020‬‬ ‫‪2021‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬
‫‪2019‬‬ ‫‪2020‬‬ ‫‪2021‬‬

‫‪ .1‬األردن‪ .2 ،‬لبنان‪ .3 ،‬المغرب‪ .4 ،‬موريتانيا‬

‫يتُ َوقع أن تكون ليبيا والعراق أكثر ال دول نم واً‪ ،‬ربم ا بس بب زي ادة إنت اج النف ط في‬
‫العراق ولكن ليس في ليبيا رغم أن البلدين يمران بظ روف عص يبة حيث المخ اطر‬
‫السوقية عالي ة‪ .‬على العكس من ذل ك‪ ،‬يتنب أ ص ندوق النق د ال دولي ب أن دول مجلس‬
‫التعاون لدول الخليج الع ربي أك ثر ال دول النفطي ة ت أثراً بانخف اض س عر النف ط ألن‬
‫معدالت نموها في األساس يعتمد بشكل كبير على النف ط ال ذي ك ان أساس ا ً مرتف ع اً‬
‫قبل هبوط األسعار‪ .‬أم ا مص ر فيب دو أن انخف اض أس عار النف ط ي ؤثر إيجابي ا ً على‬

‫‪146‬‬
‫‪2018‬‬

‫توقع ات النم و واألس باب غ ير واض حة‪ .‬ويتوق ع أن تنم و الجزائ ر بش كل معق ول‪.‬‬
‫وكذلك يتوقع أن تستفيد المغرب كثيراً من انخفاض أس عار النف ط‪ .‬وأن مع دل النم و‬
‫المتوقع لألردن وموريتانيا يبدو مريح اً‪ .‬ولبنان سينمو‪ .‬بشكل عام‪ ،‬يبدو أن معدالت‬
‫النمو هذه ال تشكل مشكلة كبيرة رغم زيادة التوتر والمخاطر وع دم اليقين إال ل دول‬
‫مجلس التعاون‪ .‬كل ما يتطلب عمله ه و ترش يد اإلنف اق ق در المس تطاع والتأك د من‬
‫عدم اإلفراط في اإلقتراض لتغطية العجزفي الميزانية العامة والحساب الجاري‪.‬‬

‫بعد هذه المقدمة حول أهمية النفط وتأثيره على اإلستقرار المالي واإلقتصادي للدول‬
‫العربية سيتناول الجزء الثاني من هذا الفصل تفاصيل اإلستبيان الذي قام به صندوق‬
‫النقد العربي والذي يتضمن أسئلة حول تأثير انخفاض س عر النف ط على إقتص اديات‬
‫الدول العربية واإلستقرار المالي والذي يمكن أن يعتبر م َك ّم الً للمعلومات والبيان ات‬
‫التي تم تحليلها مقدما ً حيث وجدنا تطابقا ً بين ما جاء من إجابات في المسح والبيانات‬
‫المتوفرة لدينا‪.‬‬

‫ز‪ .‬استبيان صندوق النقد العربي‬

‫تمثل الدول النفطي ة ‪ 57‬بالمائ ة من العين ة وال دول غ ير النفطي ة ‪ 43‬بالمائ ة أي أن‬
‫نسبة الدول غير النفطية التي استجابت تشكل أقل من ‪ 30‬بالمائة من العين ة‪ .‬وتنقس م‬
‫األس ئلة إلى قس مين‪ ،‬األول يتض من خمس ة أس ئلة عن ت أثير الص دمة على الن اتج‬
‫المحلي والقطاع المصرفي والثاني يتضمن خمس أسئلة أخ رى عن السياس ات ال تي‬
‫اتخذتها الدول لمواجهة الصدمة‪ .‬ال دول غ ير المص درة للنف ط لم تجب على األس ئلة‬
‫المتعلقة بالسياسات كما هو متوق ع ألنه ا اس تفادت من انخف اض س عر النف ط بس بب‬
‫إنخفاض األسعار وكلف اإلنتاج ربما لذا فالصدمة لها تأثير إيجابي على اقتصاداتها‪.‬‬

‫‪.1‬الدول النفطية‪ :‬يوضح الشكل) ‪ (16-6‬إجابات ال دول النفطي ة على اإلس تبيان‪ .‬لم‬
‫ترتف ع نس بة ال ديون المتع ثرة )غ ير العامل ة( ل دى البن وك بمس توى أعلى من الح د‬

‫‪147‬‬
‫‪2018‬‬

‫الط بيعي )متوس ط الس نوات الخمس الماض ية( في ال دول المص درة للنف ط فعموم ا‬
‫تك ون نس بة ه ذه ال ديون قليل ة في ال دول النفطي ة‪ .‬لكن انخفض ت نس بة نم و الن اتج‬
‫المحلي اإلجمالي منذ انخف اض أس عار النف ط بمس توى أق ل من الح د الط بيعي ل دى‬
‫‪ 87.5‬في المائة من مجموع الدول المصدرة للنفط ويشمل هذا الك ويت‪ ،‬وقط ر‪ ،‬و ُ‬
‫ع‬
‫مان‪ ،‬واإلمارات‪ ،‬وليبيا ‪،‬والبحرين‪ ،‬ما ع دا المملك ة العربي ة الس عودية حيث ك انت‬
‫اإلجابة )ال‪(.‬‬
‫هذا ‪،‬في حين ‪ 75‬في المائة من الدول المصدرة للنف ط وف ق اإلس تبيان‪ ،‬أش ارت إلى‬
‫انخفاض أسعار األسهم ‪ ()Equity Price‬لديها منذ انخفاض أسعار النفط بمس توى‬
‫ع م ان‪،‬‬ ‫أقل من الحد الطبيعي وهي الكويت‪ ،‬وقطر‪ ،‬والمملكة العربي ة الس عودية‪ ،‬و ُ‬
‫والبحرين‪ .‬أما بالنسبة للودائع المصرفية فق د ش هدت انخفاض ا ً إلى مس توى أق ل من‬
‫الطبيعي في ‪ 50‬بالمائة من الدول المصدرة للنفط‪ .‬فقد انخفض ت نس بة نم و الودائ ع‬
‫في المملك ة العربي ة الس عودية‪ ،‬واإلم ارات وليبي ا‪ .‬وأخ يراً‪ ،‬إنخفض ت نس بة نم و‬
‫التسهيالت االئتمانية في ‪ 25‬بالمائة من الدول المصدرة للنف ط من ذ انخف اض أس عار‬
‫النفط بمستوى أقل من الحد الطبيعي ‪.‬‬

‫الشكل( ‪ :) 16- 6‬األسئلة المتعلقةبتأثير انخفاض أسعار النفط‬

‫‪ .2‬سياسات‪ a‬الدول النفطية‪ a‬لمواجهة الصدمة‪ :‬أما بخصوص السياسات التي اتخذتها‬
‫ال دول العربي ة النفطي ة لمواجه ة ت داعيات الص دمة‪ .‬يوض ح الش كل) ‪ (17-6‬ردود‬
‫المشاركين باإلجابة على اإلستبيان ‪ .‬طبقت الدول العربية المص درة للنف ط سياس ات‬
‫تدعم ضبط اإلنفاق الع ام وخفض عج ز الموازن ة العام ة واس تعادة الت وازن الم الي‬

‫‪148‬‬
‫‪2018‬‬

‫وذل ك ألنه ا تعتم د بش كل كب ير على إي رادات النف ط في إدارة إقتص اداتها فعن دما‬
‫انخفض الس عر بش كل ح اد وس ريع‪ ،‬ش هدت غالبي ة ال دول تح ديات في الموازن ات‬
‫العام ة له ا‪ ،‬وك ذلك الحس اب الج اري‪ .‬ففي ميزاني ة الدول ة ك ان ال ب د من تخفيض‬
‫المصاريف كمصاريف دعم أسعار‬
‫المحروقات وبعض المصاريف الجارية وك ذلك إيق اف أوتأجي ل بعض المش روعات‬
‫اإلستثمارية ‪.‬‬

‫ومن الج دير بال ذكر لم تتخلى أي من ال دول عن سياس ة س عر الص رف المتبع ة في‬
‫الك ويت ‪،‬وقط ر‪ ،‬والمملك ة العربي ة الس عودية‪ ،‬و ُ‬
‫ع م ان‪ ،‬واإلم ارات ‪،‬وليبي ا‪،‬‬
‫والبحرين ‪.‬‬

‫الشكل (‪ :) 17-6‬السياسيات المتبعة لمواجهة انخفاض أسعار النفط‬

‫ويوض ح اإلس تبيان ب أن ‪ 75‬بالمائ ة من ال دول العربي ة المص درة للنف ط ك الكويت‪،‬‬
‫وقطر ‪،‬والمملكة العربية الس عودية‪ ،‬و ُ‬
‫ع م ان‪ ،‬واإلم ارات ق د ق امت بترش يد نفق ات‬
‫الموازنة لمواجهة انخفاض أسعار النفط‪ .‬وفي حالة بق اء س عر النف ط منخفض‪ ،‬ف إن‬

‫‪149‬‬
‫‪2018‬‬

‫هذه السياسة قد تسمح للخزينة العامة بتحقيق فائض يخفض عجز الحساب الج اري‪.‬‬
‫في حين ‪ 63‬بالمائة من الدول المصدرة للنف ط ك الكويت‪ ،‬وقط ر‪ ،‬والمملك ة العربي ة‬
‫ع مان والبحرين رفعت أس عار المحروق ات عن طري ق تخفيض ال دعم‬ ‫السعودية‪ ،‬و ُ‬
‫لمواجهة انخفاض واردات الحكومة الناجمة عن انخفاض أسعار النفط‪ .‬بالمثل‪63 ،‬‬
‫ع م ان‪ ،‬واإلم ارات‬ ‫بالمائة من الدول المصدرة للنفط كالمملكة العربية الس عودية‪ ،‬و ُ‬
‫رفعت أسعار الخدمات لمواجهة تبعات انخفاض أس عار النف ط على واردات الدول ة‪.‬‬
‫في حين‪ 75‬بالمئ ة من ال دول المص درة للنف ط مث ل الك ويت‪ ،‬والمملك ة العربي ة‬
‫ع مان‪ ،‬اإلمارات‪ ،‬البحرين أعادت النظر في هيكل الضرائب‪.‬‬ ‫السعودية‪ُ ،‬‬

‫‪.3‬الدول المستوردة للنفط‪ a:‬أما بالنسبة للدول المستوردة للنف ط‪ ،‬يوض ح الش كل) ‪-6‬‬
‫‪ ( 18‬إجابات كل من المغرب‪ ،‬ولبنان‪ ،‬واألردن‪ ،‬والسودان‪ .‬واألمر مختلف قليال في‬
‫ه ذه ال دول‪ ،‬فت داعيات انخف اض أس عار النف ط على اإلس تقرار الم الي في ال دول‬
‫المستوردة للنفط تختلف عن تلك التي تشهدها ال دول النفطي ة‪ .‬ف ارتفع الن اتج المحلي‬
‫اإلجمالي ونسبة نمو التسهيالت االئتمانية في‪ 25‬بالمائة من الدول المستوردة للنف ط‪.‬‬
‫حيث ارتفعت ‪-‬على سبيل المثال‪ -‬نس بة نم و الن اتج المحلي اإلجم الي في المغ رب‪،‬‬
‫وفي األردن ارتفعت نسبة التسهيالت االئتمانية بنس بة أعلى من الح د الط بيعي من ذ‬
‫انخفاض أسعار النفط‪ .‬أما المغرب واألردن فهم ا دولت ان يض طلع القط اع الخ اص‬
‫فيها بدور كبير في األنشطة االقتصادية ‪،‬ل ذا ف إن انخف اض أس عار النف ط خفَض من‬
‫كلف اإلنتاج والنقل والطاقة مما قد يفسر جزءاً من ارتفاع الن اتج المحلي ‪.‬وكم ا بين‬
‫الجدول رقم) ‪ (6-6‬فإن متوسط معدالت النم و بين ‪ 2015‬و‪ 2021‬يتُوق ع أن يك ون‬
‫‪ 4.25‬بالمائ ة في األردن و‪ 2.67‬بالمائ ة في المغ رب خالف ا ً للتوقع ات في ال دول‬
‫النفطية‪ .‬وهذا مطابق لما جاء في البيانات ال تي تم تحليله ا في الج زء األول ‪.‬وح تى‬
‫من جه ة المص روفات‪ ،‬ف إن انخف اض أس عار النف ط قل ل من المص روفات للقط اع‬
‫الخاص والعام على حد سواء‪.‬‬

‫‪150‬‬
‫‪2018‬‬

‫الشكل )‪ (: 18- 6‬تأثير انخفاض أسعار النفط على الدول العربية المستوردة للنفط‬

‫ومن التأثيرات اإليجابية األخرى‪ ،‬فقد انخفضت نسبة ال ديون الغ ير عامل ة ل دى البن وك‬
‫وأسعار المشتقات النفطية في ‪ 75‬بالمائة من الدول المستوردة للنفط في ظل انخفاض‬
‫أس عار النف ط‪ .‬وبتحدي د أك ثر في ك ل من لبن ان‪ ،‬واألردن‪ ،‬والس ودان انخفض ت نس بة‬
‫الديون الغير عاملة في القطاع المصرفي‪ .‬في حين انخفضت أسعار المشتقات النفطي ة‬
‫في المغ رب‪ ،‬ولبن ان واألردن‪ .‬ولم ترتف ع نس بة نم و الودائ ع ولم تنخفض ح واالت‬
‫العاملين من مواطنيهم الذين يعملون في الدول المصدرة للنفط في ظل انخفاض أس عار‬
‫النفط ‪.‬من الواضح أنه ليس هناك سياس ات لمجابه ة انخف اض أس عار النف ط في ال دول‬
‫المستوردة للنفط ألنها دول مستفيدة من الصدمة‪.‬‬

‫‪.4‬مقارنة تأثير الصدمة على الدول النفطية‪ a‬بغير النفطية‪ :‬من اإلجابات المتوفرة‬
‫لبعض األسئلة ‪،‬تم مقارنة تأثيرات صدمة انخفاض أسعار النف ط بين ال دول المنتج ة‬
‫والمستوردة ‪.‬يشير الش كل )‪ (19-6‬إلى أن هن اك فروق ات واض حة‪ .‬فالنس بة للن اتج‬
‫المحلي فإن الدول المس توردة للنف ط اس تفادت كث يراً حيث أن ‪ 25‬بالمائ ة من العين ة‬
‫شهدت بلدانهم زيادة في النمو )المغرب واألردن( مقابل ‪ 12.5‬بالمائة فقط من الدول‬
‫المصدرة للنفط – المملكة العربية السعودية‪ .‬و ياُل ح ظ أن حجم القط اع الغ ير نفطي‬

‫‪151‬‬
‫‪2018‬‬

‫في المملكة كبير نس بياً‪ .‬ورغم أن نس بة ال ديون غ ير العامل ة قليل ة نس بيا ً في ال دول‬
‫المنتجة للنفط فإن نسبة هذه الديون انخفضت كثيراً في الدول المستوردة للنفط‪ .‬ولكن‬
‫من الملفت للنظر عدم تغير نسبة نمو الودائع في ال دول المس توردة للنف ط‪ .‬ربم ا أن‬
‫ارتفاع نمو الدخل في ‪ 25‬في المائة من دول العينة لم يكن كافيا ً لرفع نمو الودائع أو‬
‫ربما هناك تأخير في تأثير ذلك على نمو الودائع‪.‬‬

‫الشكل )‪ (: 19- 6‬مقارنة تأثير صدمة أسعار النفط على الدول النفطية وغير النفطية‬

‫وبص ورة عام ة ال تش ير ه ذه اإلجاب ات إلى مش اكل كب يرة ته د ّد اس تقرار القط اع‬
‫المصرفي في الدول العربية وذلك ربما ألنها تغيرات غير كمية حيث ال ت بين اإلجاب ات‬
‫مدى وحجم تأثير الصدمة‪ .‬وبالنتيجة ال يبدو أن هناك مؤشرات على ت دهور اإلس تقرار‬
‫المالي على العموم‪ .‬ولكن حتى اإلجابات النوعية تشير إلى أن هناك تأثير سلبي واض ح‬
‫على الن اتج المحلي اإلجم الي وس وق األس هم في ال دول النفطي ة ‪.‬إذاً‪ ،‬إنخف اض أس عار‬
‫النفط في الدول النفطية يشير إلى مشكلة كبيرة ومعروفة منذ زمن بعيد إال وهي اعتم اد‬
‫اإلقتص اد – الخليجي خصوص ا ً – على النف ط كمص در – يكاديك ا ُد أن يك ونَ – وحي داً‬
‫للدخل‪.‬‬
‫لذا فأي تأثير س لبي ك ان أم إيج ابي على أس عار النف ط ينعكس على اإلقتص اد الكلي‬
‫وعلى مستوى ال دخل وال ثروة‪ .‬بال ش ك أن ه ذا األم ر سيص بح أك ثر س وءاً عن دما‬
‫يصبح النفط سلعة غ ير أساس ية في اإلقتص اد ال دولي أم ا بس بب اكتش افات الطاق ة‬
‫البديلة أو أي س بب آخ ر يتعل ق ب الطلب الع المي علي ه ‪.‬أم ا في الم دى المتوس ط أو‬

‫‪152‬‬
‫‪2018‬‬

‫خالل دورة األعمال التي ربما يك ون نص ف عمره ا بح دود ‪ 4‬س نوات ربم ا‪ ،‬ف إن‬
‫مشكلة العجز الثنائي في الموازنة الحكومية والحساب الجاري قد يشكل تح دي اً في‬
‫الدول المنتجة للنفط والتي تتب ع نظ ام س عر الص رف الث ابت ك دول مجلس التع اون‬
‫لدول الخليج العربي‪ .‬ففي تونس مثالً‪ ،‬إن سعر الصرف عائم لذا فه و يعم ل كمص د‬
‫للصدمات‪ ،‬وبذلك ي َُج نّب الحساب الجاري واإلقتصاد الكثير من المشاكل‪.‬‬

‫‪153‬‬
‫‪2018‬‬

‫الفصل السابع‪ :‬تحويالت العاملين وتداعياتها على االستقرار المالي في الدول‬


‫العربية‬

‫تشكل تحويالت العاملين في الخارج إحدى أهم التدفقات المالية الخارجية لل دول العربي ة‬
‫المستقبلة للتحويالت‪ ،‬حيث تفوق قيمتها قيمة كل من تدفقات المساعدات اإلنمائية الرسمية‬
‫وتدفقات االستثمار األجنبي المباشر وتق ارب ت دفقات الص ادرات من الس لع‪ ،‬وب ذلك ف إن‬
‫التحويالت تساعد علي تغطية العجز في الم يزان التج اري وتحس ين م يزان الم دفوعات‪.‬‬
‫كم ا تس اهم في تموي ل االس تثمار واالس تهالك الخ اص مم ا ي دعم التنمي ة االقتص ادية‪،‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك فإن التح ويالت تس اعد في تنش يط الخ دمات المص رفية وذل ك بمعرف ة‬
‫احتياجات المستفيدين من تلك التح ويالت وتوف ير الخ دمات المالي ة المناس بة‪ ،‬إلي ج انب‬
‫زيادة سيولة القطاع المصرفي وهو ما يتيح قدر اكبر من االقراض‪ ،‬باإلضافة إلي تحسين‬
‫الجدارة االئتمانية للدول المستقبلة األم ر ال ذي يع زز ق درتها علي االق تراض من أس واق‬
‫المال العالمية وبشروط افضل‪ .‬أما على جانب الدول المرسلة ف إن العمال ة الواف دة تس اهم‬
‫في الناتج المحلي االجم الي من خالل دوره ا االنت اجي المباش ر كأح د عناص ر االنت اج‪،‬‬
‫وتحفيز الخدمات المالية‪.‬‬
‫وقد تصدرت العديد من الدول العربية المستقبلة قائمة أكثر الدول المستقبلة كمصر‪ ،‬لبن ان‬
‫والمغ رب‪ ،‬إلي ج انب تص در دول مجلس التع اون ل دول الخليج الع ربي بص فة‬
‫عامة ‪،‬وباألخص اإلمارات‪ ،‬السعودية والكويت قائمة أكبر عشر دول مرسلة للتحويالت‪،‬‬
‫هذا وتقوم السياسات اإلقتصادية ب دور ه ام في تنمي ة ت دفقات تح ويالت الع املين وتعظيم‬
‫فوائدها على اقتصادات الدول المستقبلة والمرسلة علي حد سواء‪ ،‬وذل ك بمنح اإلعف اءات‬
‫الضريبية واإلمتيازات‪ ،‬وزيادة فرص االستثمار‪ ،‬وإصالح وتطوير الخدمات المص رفية‪،‬‬
‫بج انب تش جيع المنافس ة في س وق التح ويالت مم ا ي ؤدي إلى خفض التك اليف وتحس ين‬
‫مس تويات الخ دمات المالي ة ويس اهم في تعزي ز نش اط القط اع المص رفي فيه ا والش مول‬
‫المالي‪ ،‬وتحقيق مزيد من النمو االقتصادي واالستقرار المالي‪.‬‬

‫‪.‬التحويالت من الدول المرسلة‪a‬‬


‫بلغت تحويالت العاملين المرسلة من الدول العربية) االمارات ‪،‬السعودية‪ ،‬الكويت‪ ،‬قطر‪،‬‬
‫عمان‪ ،‬البحرين( ‪ 119.3‬مليار دوالر في عام ‪ - 2017‬بما يمثل ح والي ‪ 26.8‬في المائ ة‬
‫من اجمالي التحويالت المرسلة عالميا ً ‪ -‬مقابل ‪ 121.3‬ملي ار دوالر في ع ام ‪ .2016‬ه ذا‬

‫‪154‬‬
‫‪2018‬‬

‫وتحتل كل من دولة االمارات والمملكة العربي ة الس عودية المرتب تين الثاني ة والثالث ة على‬
‫مستوى قائمة دول العالم المرسلة للتحويالت في ع ام ‪ 2017‬بمق دار ‪ 44.4‬و‪ 36.1‬ملي ار‬
‫دوالر على التوالي ‪ -‬بعد الوالي ات المتح دة األمريكي ة ال تي تبل غ التح ويالت منه ا ‪68.0‬‬
‫مليار دوالر ‪ -‬تليهما سويسرا والمانيا وروسيا االتحادية والصين بمق دار ‪ 26.6‬و‪ 22.1‬و‬
‫‪ 20.6‬و‪ 16.2‬مليار دوالر على التوالي‪ ،‬ثم تأتي دولتا الكويت وقطر في المرتبتين الثامنة‬
‫والعاشرة التي أرسلت تحويالت بمقدار ‪ 26.5‬مليار دوالر مجتمعة‪.‬‬

‫كل) ‪ :(1– 7‬توزي التحوي ت المرس ة من دول ال ي لعا‬


‫‪) 2017‬بالم يار دو ر(‬

‫‪9.8 2.5‬‬
‫‪12.8 8% 2%‬‬
‫‪11%‬‬ ‫‪44.4‬‬
‫‪37%‬‬
‫‪13.8‬‬
‫‪12%‬‬

‫‪36.1‬‬
‫‪30%‬‬
‫االمارات العربية المتحدة‬ ‫المملكة العربية السعودية‬
‫الكويت‬ ‫قطر‬
‫عمان‬ ‫البحرين‬

‫كل) ‪ :(2-7‬تطور معدل نمو سعار الن ط ومعدل نمو التحوي ت المرس ة من الدول‬
‫العربية) ‪(٪‬‬
‫‪100‬‬
‫‪50‬‬
‫‪0‬‬
‫‪-50‬‬
‫‪-100‬‬

‫معدل نمو التحويالت المرسلة‬


‫معدل نمو اسعار النفط في العام السابق‬

‫‪155‬‬
‫‪2018‬‬

‫وبحساب متوسط معدل النمو السنوي لتحويالت الدول العربية المرسلة خالل الفترتين‬
‫)‪ (2011 – 2006‬و)‪ (2017 – 2012‬فيُالحظ تراجع المعدل من ‪ .169‬في المائة إلى‬
‫‪ 9.0‬في المائة خالل الفترتين على التوالي ‪،‬والذي قد يعُزى إلى انخف اض أس عار النف ط‬
‫العالمية العتماد اقتصادات الدول العربية المرسلة على تصدير النفط وال ذي ب دأ س عره‬
‫في االنخفاض من ذ منتص ف ع ام ‪ ،2014‬إلى ج انب اتج اه المملك ة العربي ة الس عودية‬
‫إلحالل العمال ة المحلي ة ب دالً من العمال ة الواف دة‪ .‬كم ا انخفض مع دل نم و التح ويالت‬
‫المرسلة من الدول العربية إلى ‪ 1.6-‬في المائة في عام ‪ 2017‬مقابل ‪ 1.1‬في المائ ة في‬
‫عام ‪ ،2016‬وذلك النخفاض معدل نمو التح ويالت المرس لة من االم ارات إلى ‪ 2.2‬في‬
‫المائ ة مقاب ل ‪ 7.7‬في المائ ة‪ ،‬والك ويت إلى ‪ 10.0-‬في المائ ة مقاب ل ‪ 0.6‬في المائ ة‪،‬‬
‫والسعودية إلى ‪-‬‬
‫‪ 4.6‬في المائة مقاب ل ‪ 2.4-‬في المائ ة‪ ،‬ومن المتوق ع تحس ن مع دل نم و التح ويالت في‬
‫الفترة القادمة نتيجة االرتفاع النسبي في أسعار النفط‪.16‬‬

‫جدول) ‪ :(1-7‬التوزي الجغرا ي لتحوي ت‬


‫العربية المرس ة لعا ‪(٪) 2016‬‬ ‫الدول‬

‫دول جنوب وجنوب‬ ‫الدول العربيةـ‬


‫الدول العربية‬
‫رق آسيا‬ ‫المرس ة‬
‫‪28‬‬ ‫‪70‬‬ ‫السعودية‬

‫‪29‬‬ ‫‪69‬‬ ‫الكويت‬

‫‪14‬‬ ‫‪85‬‬ ‫قطر‬

‫‪11‬‬ ‫‪88‬‬ ‫اإلمارات العربية‬


‫‪6‬‬ ‫‪93‬‬ ‫عمان‬

‫‪18‬‬ ‫‪81‬‬ ‫البحرين‬


‫كل) ‪ :(3-7‬توزي التحوي ت المستقب ة ي‬
‫الدول العربية لعا ‪) 2017‬بالم يار دو ر(‬

‫تم تقدير العالقة بين التغير في معدل نمو التحويالت المرسلة و التغير في معدل نمو اسعار النفط في العام السابق باستخدام نموذج انحدار خطي بسيط ‪،‬‬ ‫‪16‬‬
‫وقد ثبت وجود عالقة طردية ذات معنوية احصائية بين معدل نمو التحويالت المرسلة ومعدل نمو اسعار النفط‪ ،‬حيث أن الزيادة في اسعار النفط بمعدل ‪ 1‬في‬

‫المائة ستؤدى إلي ارتفاع التحويالت المرسلة في العام الالحق بنسبة ‪ ٪0.16‬في المتوسط ‪.‬‬

‫‪156‬‬
‫‪2018‬‬

‫ويظهر التوزيع الجغرافي لتحويالت العاملين المرسلة من الدول العربي ة إلى أن غالبي ة‬
‫التحويالت تتجه إلى دول جنوب وجنوب شرق آسيا‪.17‬‬
‫ب ‪.‬التحويالت‪ a‬إلى الدول المستقبلة‬

‫س جل إجم الي التح ويالت المس تقبلة في ال دول العربي ة )مص ر‪ ،‬لبن ان‪ ،‬ت ونس‪،‬‬
‫المغ رب ‪،‬الس ودان‪ ،‬األردن( ‪ 43.4‬ملي ار دوالر في ع ام ‪ 2017‬مقاب ل ‪ 39.7‬ملي ار‬
‫دوالر في عام ‪ ،2016‬هذا وال تعتبر الدول العربية من أكثر الدول المستقبلة للتحويالت‬
‫في العالم‪ ،‬حيث تتصدر الهن د دول الع الم خالل ع ام ‪ 2017‬بنح و ‪ 69.0‬ملي ار دوالر‪،‬‬
‫تليه ا الص ين في المرتب ة الثاني ة بنح و ‪ 63.9‬ملي ار دوالر‪ ،‬وتليهم ا الفل بين والمكس يك‬
‫وفرنس ا بنح و ‪ 32.8‬و‪ 30.6‬و‪ 24.9‬ملي ار دوالر على الت والي‪ ،‬ثم تليهم مص ر في‬
‫المرتبة السادسة بمقدار ‪ 22.5‬مليار دوالر‪.‬‬

‫وبحس اب متوس ط مع دل النم و الس نوي التح ويالت المس تقبلة لل دول العربي ة خالل‬
‫الفترتين )‪ (2011 – 2006‬و) ‪ (2017 – 2012‬فإننا نالحظ هبوط المعدل من ‪11.1‬‬
‫في المائة إلى ‪ 3.9‬في المائة‪ ،‬بينما ارتفع معدل النمو إلى ‪ 9.1‬في المائة في عام ‪2017‬‬
‫مقابل ‪ 1.1-‬في المائة في عام ‪ ،2016‬وذلك إلرتفاع معدل نمو التحويالت المستقبلة في‬
‫مصر‬

‫بيانات تقديرية من قبل البنك الدولي‪.‬‬ ‫‪17‬‬

‫‪157‬‬
‫‪2018‬‬

‫‪ -‬والتي تمثل حوالي ‪ 52.0‬في المائة من إجمالي التحويالت المستقبلة من الدول العربية‬
‫في ‪ - 2017‬إلى ‪ 20.5‬في المائة مقابل ‪ 2.0‬في المائة‪ ،‬على الرغم من انخف اض مع دل‬
‫نمو التحويالت في لبنان والمغرب‪.‬‬

‫ويفي د التوزي ع الجغ رافي لمص ادر تح ويالت الع املين إلى ال دول المس تقبلة أن غالبي ة‬
‫تح ويالت الع املين إلى مص ر‪ ،‬األردن‪ ،‬واليمن ت أتي من ال دول العربي ة‪ ،‬أم ا بالنس بة‬
‫للمغرب‪ ،‬ت ونس والجزائ ر فتمث ل ال دول الغربي ة النص يب األك بر من ال دول المرس لة‬
‫للتحويالت‪.18‬‬

‫جدول) ‪ :( 2-7‬مصادر تحوي ت العام ين ل الدول العربية المستقب ة لعا ‪(٪) 2016‬‬
‫الدول‬
‫ه الدول المصدر لتحوي ت العام ين بالنسبةـ ألجمالي التحوي ت المستقب ة‬
‫المستقب ة‬
‫قطر‬ ‫إلمارا‬ ‫السعودية‬ ‫مريكا‬ ‫األردن‬ ‫الكويت‬
‫‪5‬‬ ‫ت‬ ‫‪39‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪16‬‬ ‫مصر‬
‫‪10‬‬
‫قطر‬ ‫إلمارا‬ ‫السعودية‬ ‫الكويت‬ ‫سطين‬ ‫الو يات المتحد‬
‫‪6‬‬ ‫ت‬ ‫‪39‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪10‬‬ ‫األردن‬
‫‪20‬‬
‫اإلمارات‬ ‫السعودية‬ ‫قطر‬ ‫الكويت‬
‫اليمن‬
‫‪18‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬
‫ستراليا‬ ‫مريكا‬ ‫السعودية‬ ‫رنسا‬ ‫لمانياـ‬ ‫كندا‬ ‫لبنا‬
‫‪12‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫ن‬
‫يطاليا‬ ‫سبانيا‬ ‫رنسا‬ ‫المانيا‬ ‫هولندا‬ ‫ب‬ ‫المغرب‬
‫‪14‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪6‬‬ ‫جيكا‬

‫بيانات تقديرية من قبل البنك الدولي‪.‬‬ ‫‪18‬‬

‫‪158‬‬
‫‪2018‬‬

‫‪7‬‬
‫المانيا‬ ‫يطاليا‬ ‫رنسا‬
‫تونس‬
‫‪5‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪59‬‬
‫رنسا‬
‫الجزائر‬
‫‪82‬‬

‫ج ‪.‬تأ ير التحوي ت ع ا قتصاد وا ستقرار المالي ي الدول المرس ة‬

‫أم ا بالنس بة النعكاس ات التح ويالت على اقتص ادات ال دول المرس لة‪ ،‬ف ان تح ويالت‬
‫الع املين ترتب ط بحجم العمال ة الواف دة وبدرج ة مهارته ا ودوره ا المباش ر في النش اط‬
‫االقتصادي ‪،‬وبوجه عام تس اهم العمال ة األجنبي ة في الن اتج المحلي اإلجم الي من خالل‬
‫دورها اإلنتاجي المباشر كأحد عناصر اإلنتاج‪ ،‬ول ذلك تمث ل تح ويالت الع املين أهمي ة‬
‫كبيرة في اقتصادات الدول العربية المرسلة للتحويالت‪ ،‬مثل عمان واالمارات والكويت‬
‫ش كلت فيه ا نس بة التح ويالت إلى الن اتج المحلي اإلجم الي ‪ ،13.5‬و‪ ،11.6‬و‪ 11.5‬في‬
‫المائة على التوالي في عام ‪.2017‬‬

‫نسبة تحوي ت‬ ‫نسبة تحوي ت العام ين ل‬


‫العام ين ل‬ ‫ا ست مار األجنبي المبا ر‬
‫المساعدات اإلنمائية‬
‫الرسمية )‪(٪‬‬ ‫( ‪)٪‬‬

‫‪201‬‬
‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬
‫‪5‬‬

‫‪421‬‬ ‫‪474‬‬ ‫‪263‬‬ ‫‪245‬‬

‫كل) ‪ :(4-7‬تحوي ت العام ين المستقب ة ل النات‬


‫المح اإلجمالي ي عا ‪(٪) 2017‬‬

‫‪159‬‬
‫‪2018‬‬

‫‪14.4‬‬

‫‪11.1‬‬
‫‪9.6‬‬

‫‪6.3‬‬
‫‪4.7‬‬

‫‪0.2‬‬

‫تونس‬ ‫السودان‬ ‫المغرب‬ ‫لبنان‬ ‫ا ردن‬ ‫مصر‬

‫وتش كل تح ويالت الع املين مص دراً هام ا ً للت دفقات النقدي ة في ال دول المس تقبلة‬
‫للتحويالت‪ ،‬ويتضح ذلك عند مقارنتها بالتدفقات المالية األخرى مثل االستثمار األجن بي‬
‫المباشر والمساعدات اإلنمائية الرسمية‪ ،‬يظه ر أن تح ويالت الع املين تع ادل ‪ 2.6‬م رة‬
‫من ت دفقات االس تثمار األجن بي المباش ر في ع ام ‪ ،2017‬كم ا تع ادل ‪ 4.2‬م رة من‬
‫المس اعدات اإلنمائي ة الرس مية في ع ام ‪ ،201619‬ويمكن للتح ويالت أن تزي د في نفس‬
‫اتجاه دورة األعمال‬
‫(‪ )Procyclical‬وأيضا عكس دورة األعمال‪ ،( )Countercyclical‬أي أن تحويالت‬
‫العاملين تتوجه نحو تمويل االستثمار عن د ارتف اع مس توى النش اط االقتص ادي ووج ود‬
‫بيئة جاذبة في الدول المستقبلة للتحويالت ‪،‬وكذلك عكس دورة األعم ال ل دعم ذويهم في‬
‫حال انخفاض النمو االقتصادي‪.‬‬
‫وفيم ا يخص أث ر تح ويالت الع املين على النم و االقتص ادي في ال دول المس تقبلة‬
‫للتحويالت‪ ،‬فمن المتوقع وجود أثر إيجابي لتح ويالت الع املين على النم و في ع دد من‬
‫الدول المستقبلة للتحويالت‪ ،‬لكونها تؤدي إلى زيادة مستوى دخ ل الف رد فيه ا‪ ،‬وبالت الي‬
‫فأنها تسهم في تقليص حدة الفق ر كم ا اش ارت دراسة‪Banga, Rashmi and PK ( 20‬‬
‫‪ )Sahu‬إلي تأثير التحويالت علي معدالت الفقر فإن زيادة التحويالت ت ؤدي إلي خفض‬
‫معدالت الفقر وفجوة الفقر في الدول التي تمثل التحويالت فيها ‪ 5‬في المائة أو أك ثر من‬
‫الناتج المحلي االجمالي‪ ،‬وتقليل الف وارق في توزي ع ال دخل في ه ذه ال دول‪ ،‬إال أن ه ذا‬
‫التأثير اإليجابي قد ال يظهر بصورة واضحة في غالبية الدول النامية‪ ،‬ويع زى ذل ك إلى‬
‫كون تحويالت العاملين قد تغطي االحتياجات االستهالكية لألسر المس تقبلة للتح ويالت‪،‬‬
‫وبالتالي قد ال تحفزه ا على البحث عن وظ ائف في س وق العم ل‪ ،‬وذل ك كم ا وض حت‬
‫نتائج تلك الدراسة ‪.‬‬

‫بيانات المساعدات االنمائية غير متاحة لعام ‪.2017‬‬ ‫‪19‬‬


‫”‪20 “Impact of Remittances on Poverty in Developing Countries‬‬ ‫دراسة األونكتاد‬

‫‪160‬‬
‫‪2018‬‬

‫كما أن ه ق د يك ون لتح ويالت الع املين بعض الت أثيرات الس لبية على اقتص ادات ال دول‬
‫المس تقبلة للتح ويالت‪ ،‬حيث ت ؤدي إلي ارتف اع س عر الص رف‪ 2221‬بس بب وف رة العمل ة‬
‫األجنبية ‪،‬وهو ما ق د ي ؤدي إلي ظ اهرة) ‪ (Dutch Disease Effect‬في حال ة ك ون‬
‫الدولة مصدرة للسلع والخدمات‪ ،‬ويمكن تفسير ذلك بأن زيادة سعر العملة المحلية يرف ع‬
‫من تكلفة اإلنتاج وسعر تص دير ه ذه الس لع‪ ،‬وبالت الي تنخفض الق درة التنافس ية للدول ة‬
‫المستقبلة للتحويالت ‪،‬كما قد ي ؤدي ارتف اع س عر العمل ة المحلي ة إلي زي ادة ال واردات‪،‬‬
‫وبذلك فان تحويالت العاملين قد تؤدي علي المدي الطويل إلي عج ز الم يزان التج اري‬
‫وانخفاض اإلنتاج المحلي وارتفاع معدل البطالة‪.‬‬

‫أما فيما يخص التأثير على االستقرار المالي‪ ،‬فان التحويالت تسهم في تحس ين الج دارة‬
‫االئتمانية لل دول المس تقبلة للتح ويالت‪ ،‬األم ر ال ذي يع زز ق درتها على االق تراض من‬
‫أسواق المال العالمية وبشروط أفضل‪ ،‬ويرجع ذل ك إلى أن نس بة ال دين إلى الص ادرات‬
‫من السلع والخدمات ‪ -‬التي تمثل أحد أهم مؤشرات قياس عبء المديونية والذي تعتم ده‬
‫المؤسسات المالية الدولي ة لتق ييم الج دارة االئتماني ة ‪ -‬تتحس ن عن د احتس اب تح ويالت‬
‫العاملين ضمن الصادرات‪.‬‬
‫كما أن للتحويالت تأثير إيجابي علي ودائع البن وك كنتيج ة تم التوص ل اليه ا من دراسة‬
‫‪ (Aggarwal and others 2010) 20‬أن الزي ادة في التح ويالت بنس بة واح د في‬
‫المائة تزيد من الودائ ع إلي الن اتج المحلي االجم الي من ‪ 0.39‬في المائ ة إلي ‪ 0.45‬في‬
‫المائة‪ ،‬بينما تزداد القروض إلي الناتج المحلي االجمالي بنسبة ‪ 0.3‬في المائة‪ ،‬وه و م ا‬
‫يزيد من مصادر التموي ل ل دي البن وك و يمكنه ا من منح المزي د من الق روض لألف راد‬
‫والشركات‪ ،‬كم ا تس اعد التح ويالت علي تط وير القط اع المص رفي لل دول المس تقبلة‪،‬‬
‫وذلك من خالل تنشيط الخ دمات المص رفية للتحوي ل‪ ،‬وك ذلك تنوي ع وتط وير القن وات‬
‫المنتظمة للتحويالت ‪،‬وبالتالي زيادة كفاءة ه ذه الخ دمات من حيث الس رعة في تحوي ل‬
‫األم وال وانخف اض التكلف ة‪ ،‬وي ؤدي ك ل ذل ك إلي مزي د من الش مول الم الي والنم و‬
‫االقتصادي وبالتالي االستقرار المالي‪.‬‬
‫دراسة البنك الدولي ”‪21 “Do Workers' Remittances Promote Financial Development‬‬
‫سعر الصرف يعبر عن عدد الوحدات من العملة االجنبية التي يمكن الحصول عليها مقابل وحدة واحدة من العملة المحلية‪.‬‬ ‫‪22‬‬

‫‪161‬‬
‫‪2018‬‬

‫وفيما يخص عالقة التحويالت بالشمول المالي‪ ،‬فوفقا لتقرير البن ك ال دولي‪ 23‬ف إن نس بة‬
‫‪ 38‬في المائة من العمالة بالخ ارج أو المه اجرين ال يوج د لهم حس ابات بنكي ة في ع ام‬
‫‪ 2015‬او تعامالت مع المؤسسات المالية‪ ،‬ونتيجة لعدم شمول تلك الفئات داخ ل القط اع‬
‫المالي ف إن فرص تهم في الحص ول علي ق روض لالس تثمار في م وطنهم االساس ي‪ ،‬أو‬
‫ادخار ممتلكاتهم في القطاع المصرفي تكون منخفضه مم ا يص عب الحكم علي الج دارة‬
‫االئتمانية لتلك الفئة‪ ،‬وذلك علي النقيض مع الفئات التي تتعامل مع القطاع المالي وال تي‬
‫تت اح لهم الف رص في الحص ول علي مزي د من التس هيالت االئتماني ة ‪ ،‬فل ذلك ف ان‬
‫للتحويالت عالق ة متبادل ة م ع الش مول الم الي‪ ،‬حيث أن زي ادة الش مول الم الي تج ذب‬
‫المزيد من التحويالت خالل القنوات الرسمية‪ ،‬وزيادة استقبال التحويالت تسمح بضمان‬
‫مستفيدين جدد من الخدمات المالية المقدمة من القطاع المالي وبالتالي تحقيق االستقرار‬
‫مما سبق يتضح أن هناك العدي د من التح ديات ال تي تواج ه ال دول المرس لة والمس تقبلة‬
‫للتحويالت‪ .‬فعلى صعيد ال دول المرس لة فق د يمث ل الض غط على الحس اب الج اري أهم‬
‫التح ديات ال تي تح اول ال دول المرس لة تالش يها بف رض رس وم باإلض افة إلي تش جيع‬
‫االستثمار فيها بجانب تقديم مزايا وخدمات استثمارية جديدة للعاملين العرب واألجانب‪.‬‬
‫أما بالنسبة للدول المستقبلة فان أهم التحديات تتمثل في تشجيع االستثمار وتوفير أوعي ة‬
‫ادخارية مناسبة للمستقبلين للتحويالت‪ ،‬مما يؤدي الي مزيد من النمو االقتصادي‪.‬‬
‫وتتضمن التحديات لكل من الدول المرسلة والمستقبلة إع ادة توجي ه تح ويالت الع املين‬
‫التي تتم عبر القن وات غ ير المنظم ة إلى القن وات الرس مية‪ ،‬األم ر ال ذي يع زز اآلث ار‬
‫اإليجابية لتحويالت العاملين على القط اع المص رفي‪ ،‬ولتوجي ه المزي د من التح ويالت‬
‫نحو القنوات الرسمية‪ ،‬البد من تطوير البنية التحتية للخ دمات المص رفية مم ا سيس اعد‬
‫على خفض تكاليف عملية تحويل األموال ويعزز الشمول واالستقرار المالي‪.‬‬

‫تقرير البنك الدولي ”‪23 “The use of remittances and financial inclusion‬‬

‫‪162‬‬
‫‪2018‬‬

‫فريق عمل إعداد تقريراالستقرار المالي في الدول العربية‬

‫من المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربية‪:‬‬


‫البنك المركزي األردني‬ ‫‪ -‬محمد صبحي عمايرة‬
‫مصرف اإلمارات العربية المتحدة المركزي‬ ‫‪ -‬خليفه الفهيم‬
‫مصرف اإلمارات العربية المتحدة المركزي‬ ‫‪ -‬نور طاهر‬
‫مصرف البحرين المركزي‬ ‫‪ -‬محمد عبد الكريم‬
‫البنك المركزي التونسي‬ ‫‪ -‬نبيل العذاري‬
‫مؤسسة النقد العربي السعودي‬ ‫‪ -‬مشاري القدهي‬
‫بنك السودان المركزي‬ ‫‪ -‬الطيب السماني‬
‫بنك السودان المركزي‬ ‫‪ -‬برعي أحمد‬
‫البنك المركزي العراقي‬ ‫‪ -‬عمار حمد خلف‬
‫البنك المركزي العماني‬ ‫‪ -‬محمد بن راشد الجهوري‬
‫مصرف قطر المركزي‬ ‫‪ -‬عبد هللا البنعلي‬
‫سلطة النقد الفلسطينية‬ ‫‪ -‬مصطفى أبو صالح‬
‫لجنة الرقابة على المصارف‪ -‬لبنان‬ ‫‪ -‬أحمد صفا‬
‫مصرف ليبيا المركزي‬ ‫‪ -‬محمد بو سنينة‬
‫البنك المركزي المصري‬ ‫‪ -‬هالة حسن عامر‬

‫‪163‬‬
‫‪2018‬‬

‫بنك المغرب‬ ‫‪ -‬حليم جادي‬


‫بنك المغرب‬ ‫‪ -‬عبد الرحيم الناصري‬
‫البنك المركزي الموريتاني‬ ‫‪ -‬إبراهيم الددو‬

‫من أمانة مجلس محافظي المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربية ‪ -‬صندوق النقد‬
‫العربي‪:‬‬

‫األسواق المالية‬ ‫‪ -‬يسر برنيه‬

‫القروض والمعونة الفنية‬ ‫‪ -‬د‪ .‬أحمد الشاذلي‬

‫األسواق المالية‬ ‫‪ -‬د‪ .‬نوران يوسف‬

‫األسواق المالية‬ ‫‪ -‬د‪ .‬خليفة الشوشان‬

‫األسواق المالية‬ ‫‪ -‬غسان أبو مويس‬

‫‪ -‬د‪ .‬رامـي عبيــــــد األسواق المالية‬

‫‪164‬‬

You might also like